Professional Documents
Culture Documents
ما هو علم الاجتماع
ما هو علم الاجتماع
مقدمة
علم االجتماع هو الدراسة المنتظمة للمجتمعات اإلنسانية بتركيز خاص على األنساق الصناعية الحديثة .مجال علم االجتماع واسع
جداً ويدرس علماء االجتماع كل العالقات اإلنسانية ،الجماعات ،المؤسسات والمجتمعات ،عالقات الزواج ،الصحة و المرض،
. الجريمة والعقوبة .كل هذا يقع ضمن مجال علم االجتماع
في هذا الفصل سنتعرف تدريجيا ً علي كيفية اكتساب الخيال السوسيولوجي (االجتماعي) إضافة إلى ذلك سنتعرف على نشأة
علم االجتماع كمجال معرفي ،أطره النظرية األساسية وأساسه العلمي .في الختام نناقش كيف يمكن لعلم االجتماع أن يساعدنا في
. حياتنا العامة
تطور المنظور االجتماعي 1/1
أوضح عالم االجتماع األمريكى سى رايتز ملز أن الخيال االجتماعي هو مقدرتنا على اإلفالت من ظروفنا الفردية والنظر إلى
عالمنا االجتماعي في ضوء جديد .ولد علم االجتماع أثناء محاولة شرح التغيرات االجتماعية الناتجة من الثورة الصناعية
. وسيساعدنا المنظور االجتماعي على فهم هذا العالم والمستقبل الذي يخبئه لنا
تطور المنظور العالمي والشامل يدل على األهمية العظمى لعلم االجتماع ألنه يفتح أعيننا على حقيقة أن اعتمادنا المتبادل مع
. المجتمعات األخرى يعنى أن أفعالنا لها نتائج على اآلخرين وأن مشاكل العالم تؤثر علينا
تطور التفكير االجتماعي 1/2
يشتمل علم االجتماع على مداخل نظرية متنوعة .فالمجادالت النظرية يصعب حلها حتى في العلوم الطبيعية ،ونواجه في
علم االجتماع صعوبات إضافية بسبب المشاكل المعقدة iالمتعلقة بوضع سلوكنا موضع الدراسة .ويمكننا تعريف النظرية بأنها بناء
. لتفسيرات مجردة يمكن استخدامها لشرح مواقف إمبريقية متعددة ومتنوعة
: أسهم في تطور التفكير االجتماعي على مر القرون القليلة الماضية عدد من العلماء والمنظرين االجتماعيين أهمهم
أوغست كونت(1798ـ*)1857
فرنسي الجنسية ،أوجد مصطلح (سوسيولوجي) ،وكان يعتقد أن علم االجتماع يمكن أن يوفر معرفة بالمجتمع قائمة على الدليل
العلمي .نظر كونت إلى علم االجتماع كموفر لوسائل التنبؤ بالسلوك اإلنساني والسيطرة عليه ،وهذا بدوره كما يرى كونت سيسهم
. في رفاهية اإلنسان
إميل دوركايم(1857ـ*)1917
فرنسي الجنسية ،يرى أن التغير االجتماعي يقوم على تطور تقسيم العمل .شدد دوركايم على أن على علم االجتماع دراسة
. الحقائق االجتماعية ،تلك الجوانب من الحياة االجتماعية التي تشكل أفعالنا كأفراد
وليتمكن المجتمع من الوجود المتواصل عبر الزمن ،على مؤسساته المتخصصة العمل في تناغم مع بعضها البعض كما عليها أن
. تؤدى وظيفتها ككل متكامل ومندمج
كارل ماركس(1818ـ)1883
ألماني الجنسية ،يرى أن التغير االجتماعي يتأتى من التأثير االقتصادي .يرى ماركس أن نموء الرأسمالية هو القوى الدافعة لكل
. التطورات الحديثة .كما أن الرأسمالية عملت على انقسام المجتمع في طبقات متصارعة
ماكس فيبر(1864ـ)1920
ألماني تتعلق معظم كتاباته بالثقافة الحديثة والرأسمالية .يعطى مدخله النظري أهمية خاصة إلى تركيز دوركايم على أهمية القيم
واألفكار في المجتمع .على الرغم من أن فيبر لم ينكر أهمية التأثيرات االقتصادية فقد حاول توضيح كيف أن القيم واألفكار مثل
الدين والعلم يمكن أن تشكل المجتمع .ويرى فيبر أن القوى الدافعة األساسية للتطورات الحديثة هي العقالنية في الحياة االجتماعية
واالقتصادية .تعنى العقالنية تنظيم الحياة االجتماعية واالقتصادية والثقافية على ضوء مبادئ الفعالية وعلى أسس المعارف
ت مهمةً في علم اجتماع األديان
. التقنية .قدم فيبر مساهما ٍ
بعض المبادىء المهمة 1/3
يقدم علماء االجتماع تفسيرات متباينة وأحيانا متناقضة لما يجري في العالم االجتماعي .وأسباب هذا االختالف تكمن في اختالف
: المنظورات والمداخل والمناهج والنظريات التي يستخدمها أولئك العلماء ،والتي نتناولها فيما يلي بشيء من التفصيل
المنظورات :وهي الطرق المختلفة التي يفهم بها علماء االجتماع العالم االجتماعي .والتصنيف العام للمنظورات يشتمل علي *
: عدد من األنواع هي
أ /منظور الفعل
ويري هذا المنظور أن بناء العالم االجتماعي نتاج لعملية ينسب فيها األفراد المعني للسلوك والمواقف .لذلك فإن األفراد هم الذين
يصنعون المجتمع .والنظريات االجتماعية التي تتبع هذا المنظور هي نظريات الفعل االجتماعي ،التفاعلية الرمزية ونظرية
. األثنوميثودولوجي
ب /المنظور البنيوى
ويري هذا المنظور أن العالم االجتماعي له وجوده المستقل عن األفراد الذين نجد أن سلوكهم مقيد بواسطة القوي االجتماعية
: الخارجية .يري هذا المنظور أن المجتمع هو الذي يصنع الفرد .وينقسم المنظور البنيوي إلي نوعين
منظور الوفاق ،ويري أن المجتمع متوافق ومنسجم iمع النظام المبني علي القيم المشتركة .والنظرية السائدة ضمن منظور الوفاق
. هي النظرية البنائية الوظيفيةi
منظور الصراع ،ويري أن الصراع أمر طبيعي ،وأن النظام يفرض بواسطة األقوى علي األضعف .والنظريات األساسية ضمن هذا
. المنظور هي النظريات الماركسية ،النظريات الفيبرية (نسبة إلي ماكس فيبر) والنظريات النسوية
ج /منظور ما بعد الحداثة
. يقوم هذا المنظور علي رفضه لوجود تفسير واحد حاسم وكلي
المداخل أو المقاربات :وهي طرق مختلفة يختارها علماء االجتماع لتعريف المشاكل السوسولوجية وتحديدها ،ولتحديد ما*
: يدرسونه وكيف يدرسونه .والتمييز األساسي بين المدخل الوضعي والمدخل التفسيري كما يلي
أ /المدخل الوضعي
. يشتمل المدخل الوضعي علي البحث عن قوانين السبب والنتيجة ،ويستخدم مناهج شبيهة بتلك التي تستخدم في العلوم الطبيعية
ب /المدخل التفسيري
يشتمل هذا المدخل علي البحث عن المعني الذاتي الذي يمنحه الناس للسلوك .وهو يعرف أحيانا ً بالمدخل الظاهراتي أو
. الفينومينولوجي
. المناهج :وهي طرق متباينة لجمع البيانات والمعلومات وتفسيرها*
. النظريات :وهي التفسيرات مثل لماذا نجد أن نمط سلوك معين هو السائد*
النماذج النظرية الحديثة 1/4
أ /التفاعلية الرمزية
نظرية اجتماعية تركز على تبادل الرموز بين األفراد في التفاعل االجتماعي ،وتهتم النظرية بتفاعل األفراد في المستوى الصغير
. وليس المجتمع ككل
ب /نظريات ما بعد الحداثة
مجموعة من المداخل النظرية تعتقد أن المجتمع لم يعد محكوما ً بالتاريخ أو التقدم ،وترى أن مجتمع مابعد الحداثة مجتمع بالغ
. التعدد والتنوع وال تحكمه أية مبادئ كبرى
ج /نظرية االختيار العقالني
. نظرية اجتماعية ترى أن سلوك الفرد يمكن تفسيره على أفضل وجه بواسطة مصالحه الذاتية
د /النظريات النسوية
. نظريات تربط مابين النظرية االجتماعية واإلصالح السياسي وترى أن حياة المرأة وتجربتها أساسيتان في دراسة المجتمع
علم االجتماع ،هل هو علم؟ 1/5
يمكننا تعريف العلم بأنه االستخدام iالمنتظم لوسائل البحث اإلمبريقى ،تحليل البيانات والتقييم المنطقي للحجج لتطوير نصوص
. معرفية حول موضوع معين
بهذا التعريف للعلم يمكن اعتبار علم االجتماع علما ً لكن ال يمكن نمذجته مباشرة على العلوم الطبيعية ألن دراسة السلوك اإلنساني
. تختلف جوهريا ً عن دراسة العالم الطبيعي
: يعمل علم االجتماع على مستويين من التحليل
. ـ علم اجتماع المنظور الصغير :يدرس السلوك اليومي في مواقف التفاعل وجها ً لوجه
. ـ علم اجتماع المنظور الكبير :يعمل على تحليل األنساق االجتماعية الكبرى
. هناك عالقة وثيقة بين مستويي التحليل
كيف يمكن لعلم االجتماع أن يساعدنا في حياتنا؟ 1/6
: اإلجابة عن السؤال أعاله تتمثل في
. أ /الفهم المتطور لحزمة من الظروف االجتماعية يعطينا عادة فرصا ً أفضل في السيطرة عليها
. ب /يوفر علم االجتماع الوسائل التي تساعدنا على زيادة حساسيتنا الثقافية
. ج /يمكننا دراسة تبعات اتباع برامج سياسة اجتماعية معينة
. د /يساعد علم االجتماع في التنوير الذاتي كما يمنح الجماعات واألفراد فرصا ً متزايدة لتغيير ظروف حياتهم
وعلم االجتماع الغربي هذا "هو الذي كتب له االتصال واالستمرار والسيطرة ،كنظام فكري وعلمي ،بحكم iارتباطه بالحضارة
.المسيطرة " ،ولهذا فقد أصبح عالمياً ،وفرض نفسه على اآلخرين ،كالحضارة الغربية تماما ً
ويذكر بعض المؤرخين لعلم االجتماع ،أن له أربعة أصول فكرية ،تتمثل في" : الفلسفة السياسية .وفلسفة التاريخ .والنظريات
البيولوجية في التطور .والحركات التي قامت تنادي باإلصالح االجتماعي والسياسي ،ووجدت أنه من الضروري أن تجري لهذا
الغرض دراسات مسحية للظروف االجتماعية " ،وكان التأثير األكبر واألهم ،من قبل فلسفة التاريخ التي قدمت
.لعلم االجتماع أفكار النمو والتقدم ،ومفاهيم المراحل التاريخية ،واألنماط االجتماعية
ومن قبل المسح االجتماعي أيضاً ،الذي قدم لعلم االجتماع إمكانية دراسة الشؤون اإلنسانية بمناهج العلوم الطبيعية -فالظواهر
اإلنسانية أيضا ً يمكن تصنيفها وقياسها -وإمكانية إصالح المجتمع ،حيث اهتمت المسوح االجتماعية بمشكلة الفقر ،انطالقا ً من
.أنها مشكلة نتجت عن الجهل اإلنساني أو االستغالل
.ومن ناحية أخرى ،فال يزال المسح االجتماعي من أهم طرق البحث في علم االجتماع
ما أن الحديث عن نشأة علم االجتماع ،ال بد أن يتطرق إلى فلسفة التنوير العقالنية النقدية ،التي أثارت كثيراً من مسائل علم
االجتماع ،ثم بعد ذلك ،الموقف منها ،هل هو :موقف المتقبل ،كما هو الحال في علم االجتماع الماركسي .أو موقف الرافض ،كما
هو الحال في علم االجتماع المحافظ؟ أو موقف الموفق بينها وبين غيرها من األفكار المعارضة؟
كما أن آثار الثورة الصناعية ،والثورة الفرنسية ،مهدت الطريق بشكل مباشر لتطور علم االجتماع ،حيث أفرزتا الكثير من لمشاكل
.التي تبحث عن حل
وعلى كل حال ،فإن كونت إضافة إلى وضعه السم علم االجتماع ،فقد دعا إلى الدراسة الوضعية للظواهر االجتماعية ،ووضع
الفيزياء االجتماعية على رأس العلوم قاطبة ،وقد عني بعلم االجتماع والفيزياء االجتماعية "ذلك العلم الذي يتخذ من الظواهر
االجتماعية موضوعا ً لدراسته ،باعتبار هذه الظواهر من روح الظواهر الفلكية ،والطبيعية ،والكيماوية والفسيولوجية نفسها ،من
" .حيث كونها موضوعا ً للقوانين الطبيعية الثابتة
ويعد هربرت سبنسر اإلنجليزي ،أحد رواد علم االجتماع المعاصرين لكونت .وقد أدرك إمكانية تأسيس علم االجتماع ،وأخرج
مؤلفات متعددة في هذا العلم" كاالستاتيكا االجتماعية ،و "دراسة علم االجتماع" و "مبادئ علم االجتماع" .وقد سيطرت عليه
فكرة التطور االجتماعي المستمر عبر الزمان ،وهو من رواد الفكر التطوري " .كما أن ماركس .الذي يعد القائد األول للحركة
العمالية الثورية ،قدم وجهات نظر وآراء تعد داخلة في علم االجتماع ،بالمعنى الحديث ،وقد أصبح أبا ً فيما بعد
..لعلم االجتماع الماركسي ،الذي تعد المادية التاريخية أساسا ً له
:ستناول في هذه النقطة ثالثة أمور تك ّون البنية األساس لعلم االجتماع ،وهي
يعرف معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ،علم االجتماع بأنه" :دراسة وصفية تفسيرية مقارنة للمجتمعات اإلنسانية ،كما تبدو
في الزمان والمكان ،للتوصل إلى قوانين التطور ،التي تخضع لها هذه المجتمعات اإلنسانية في تقدمها وتغيرها " .ويحدد
علماء االجتماع موضوع علمهم ،بالظواهر االجتماعية ،التي تظهر نتيجة لتجمع الناس معاً ،وتفاعلهم مع بعضهم بعضاً،
ودخولهم في عالقات متبادلة ،وتكوين ما يطلق عليه الثقافة المشتركة .حيث يتفق الناس على أساليب معينة في التعبير عن
.أفكارهم .كما أنهم يتفقون على قيم محددة ،وأساليب معينة ،في االقتصاد ،والحكم ،والخالق ،وغيرها
وتبدأ الظواهر االجتماعية بالتفاعل بين شخصين أو أكثر ،والدخول في عالقات اجتماعية .وحينما تدوم هذه العالقات وتستمر،
.تشكل جماعات اجتماعية .وتعد الجماعات االجتماعية من المواضيع األساسية التي يدرسها علم االجتماع
وهناك موضوع آخر يدرسه علم االجتماع ،يتمثل في العمليات االجتماعية ،كالصراع ،والتعاون ،والتنافس ،والتوافق ،والترتيب
الطبقي ،والحراك االجتماعين وهناك أيضا ً الثقافة التي تعرف بأنها" :الكل الذي يتألف من قوالب التفكير ،والعمل في مجتمع معين
" .كما أن التغير في الثقافة وفي البناء االجتماعي ،أحد ميادين الدراسة في علم االجتماع .كما أن هناك النظم االجتماعية ،وهي
.األساليب المقننة والمقررة للسلوك االجتماعي
وكذلك الشخصية ،وهي العامل الذي يشكل الثقافة ،ويتشكل من خاللها .وتدل المؤلفات التي تؤلف في مادة علم االجتماع ،وأيضا ً
:اهتمامات علماء االجتماع البارزين ،على أن الموضوعات األساسية هي باختصار كما يلي
شخصية الفرد (جـ) الجماعات (د) المجتمعات المحلية "الحضرية والريفية " (هـ) الروابط والتنظيمات (و) السكان (ز) ) ب(
.المجتمع
.األسرة ،االقتصاد ،السياسة ،القانون ،الدين ،التعليم ،الرعاية االجتماعية ،المؤسسات التعبيرية والجمالية
التمايز والطبقات ،التعاون والتالؤم والتماثل ،االتصال ،الصراع االجتماعي ،الضبط االجتماعي ،االنحراف "الجريمة واالنتحار...
،".التكامل االجتماعي ،التغير االجتماعي .هذا باختصار تعريف عام بالمواضيع التي يدرسها علم االجتماع
يذكر علماء االجتماع أن التيارات الفكرية التي صاحبت ظهور هذا العلم ونشأته ،ال تزال تؤثر في توجهه النظري حتى اآلن.
والحقيقة أن مختلف النظريات في هذا العلم تصب في اتجاهين أساسيين ،يتميز كل منهما برؤية خاصة للواقع االجتماعي :اتجاه
محافظ ،واتجاه رافض وثوري .والنظريات عبارة عن طرق مختلفة إلدراك الحقائق االجتماعية وتفسيرها .وتعرف النظرية بأنها:
"مجموعة مبادئ وتعريفات مترابطة ،تفيد في تنظيم جوانب مختارة من العالم األمبيريقي على نحو منسق ومنتظم " ،فهي
تتكون من قضايا مترابطة منطقيا ًن وقابلة للتحقق الواقعي ،وتنطوي على دعاوى وبدهيات أساسية .وتعد النظرية مسألة أساسية
في العلم .ويرى المطلعون في ميدان النظرية ،أن البحث دون سند من نظرية ،أو دون اتجاه نظري ،ليس إال نوع من العبث ،وذلك
ألن النظرية في علم االجتماع مستمدة أصالً من نتائج دراسة عملية ،أجريت فعالً في الواقع االجتماعي ،وليست مستمدة من لنظر
:العقلي المجرد ( .. )21وتؤدي نظرية علم االجتماع الوظائف التالية
.تفسير أسباب األحداث التي تقع ،والتنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل ،في إطار شروط معينة2-
تقديم فهم علمي شامل بالقوانين التي تحكم حركة األحداث في الواقع االجتماعي .وسوف نشير فيما يلي إشارة سريعة3-
:ومقتضبة إلى أبرز المواقف النظرية في علم االجتماع
: يلخص أحد علماء االجتماع األفكار الرئيسة التي تعتمد عليها هذه النظرية في 6نقاط هي
يمكن النظر إلى أي شيء ،سواء كان كائنا ً حياً ،أو اجتماعياً ،أو سواء كان فرداً ،أو مجموعة صغيرة ،أو تنظيما ً رسمياً ،أو ) أ(
مجتمعا ً ،أو حتى العالم بأسره ،على أنه نسق أو نظام ،وهذا النسق يتألف من عدد من األجزاء المترابطة ،فجسم اإلنسان نسق،
.يتكون من مختلف األعضاء واألجهزة ،وكذلك شخصية الفرد ،والمجتمع ،والعالم
لكل نسق احتياجات أساسية ال بد من الوفاء بها ،وإال فإن النسق سوف يفني ،أو يتغير تغيراً جوهرياً ،فكل مجتمع مثالً ) ب(
.يحتاج أساليب لتنظيم السلوك "القانوني" ،ومجموعة لرعاية األطفال "األسرة" ،وهكذا
ال بد أن يكون النسق دائما ً في حالة توازن ،ولكي يبقى كذلك فال بد أن تلبي أجزاؤه المختلفة احتياجاته ،فإذا اختلت وظيفة ) ت(
.أحد األجزاء فإن الكل يصبح في حالة عدم اتزان
كل جزء من أجزاء النسق قد يكون وظيفياً ،أي يسهم في توازن النسق ،وقد يكون ضاراً وظيفياً ،أي يقلل من توازن النسق ) ،ث(
.وقد يكون غير وطيفي ،أي عديم القيمة بالنسبة للنسق
يمكن تحقيق كل حاجة من حاجات النسق بواسطة عدة متغيرات أو بدائل ،فحاجة المجتمع لرعاية األطفال مثالً يمكن أن تقوم ) ج(
بها األسرة ،أو دار الحضانة ،وحاجة المجتمع إلى التماسك ،قد تتحقق عن طريق التمسك بالتقاليد ،أو عن طريق الشعور بالتهديد
.من عدو خارجي
وحدة التحليل يجب أن تكون األنشطة أو النماذج المتكررة .فالتحليل االجتماعي الوظيفي ،ال يحاول أن يشرح كيف ترعى ) ح(
أسرة معينة أطفالها ،ولكنه يهتم بكيفية تحقيق األسرة كنظام لهذا الهدف .وهدف التفسير الوظيفي ،هو الكشف عن كيفية إسهام
أجزاء النسق في تحقيق النسق ككل ،الستمراريته ،أو في اإلضرار بهذه االستمرارية .وقد سميت هذه النظرية بالبنائية الوظيفية
.ألنها تحاول فهم المجتمع في ضوء البنيات التي يتكون منها ،والوظائف التي تؤديها هذه البنيات
:النظرية الماركسية2-
أن العامل االقتصادي هو المحدود األساسي لبناء المجتمع وتطوره ،فعالقات اإلنتاج في مجتمع ما ،هي التي تحكم وتحدد كافة ) أ(
.مظاهر الحياة في هذا المجتمع ،أي البناء الفوقي من سياسة ،وقانون ،ودين ،وفلسفة ،وأدب ،وعلم ،وأخالق
النظر إلى العالم بما فيه المجتمع ،من خالل اإلطار الجدلي :الموضوع ونقيض الموضوع ،والمركب منها ،وهو إطار مستمر )ب(
ال يتوقف ،ويقول تيماشيف" :إذا ر ّكبنا المسلمتين األساسيتين لماركس معاً ،خرجنا ببعض النتائج ،فكل نسق من اإلنتاج يبدأ
بحالة إثبات ،حيث يكون أكثر النظم الممكنة كفاءة في ذلك الوقت ،لكنه متى عزز اجتماعيا ً يصبح عقبة أمام تطبيق االختراعات
التكنولوجية ،واإلفادة من األسواق الحديثة ،والمواد الخام ،وال يمكن للتطور التاريخي أن يقف عند هذه المرحلة ،فالنظام المعزز
".اجتماعيا ً ينبغي القضاء عليه بواسطة ثورة اجتماعية ،تخلق نظاما ً جديدا إلنتاج ،مركب من القديم والجديد
فيما سبق عرضنا ألهم نظريتين في علم االجتماع ،ومع ذلك فإنهما ال يمثالن إال جزءاً بسيطا ً من النظريات في هذا العلم ،ويكفي
.أن نطالع كتاب تيماشيف" نظرية علم االجتماع" مثالً ،لنعرف مدى سعة وكثرة النظريات وتعددها في هذا العلم
هناك مناهج للبحث يستخدمها علماء االجتماع ،ويتوقف استخدامها iعلى الباحث ،وطبيعة البحث ،واإلمكانات المتوفرة ،ودرجة
الدقة المطلوبة ،وأغراض البحث ،ولعل من أكثر الطرق المنهجية شيوعا ً في الدراسات االجتماعية ،المنهج التاريخي المقارن،
والتجريبي ،والمنهج الوصفي وغيرها ،مما قد تقتصر فيه النتائج على الوصف ،أو تتعدى ذلك إلى التحليل والتفسير وقد ال يكتفي
:الباحث بأحد هذه المناهج ،بل يتعدى إلى المزج بينها .وسنعطي فيما يلي نبذة عن هذه المناهج
المنهج التاريخي :يستخدم علماء االجتماع المنهج التاريخي ،عند دراستهم للتغير الذي يطرأ على شبكة العالقات االجتماعية1- ،
وتطور النظم االجتماعية ،والتحول في المفاهيم والقيم االجتماعية .وعند دراستهم ألصول الثقافات ،وتطورها،وانتشارها .وعند
عقد المقارنات المختلفة بين الثقافات والنظم ،بل إن معرفة تاريخ المجتمع ضرورية لفهم واقعه .وقد صاحب المنهج التاريخي
نشأة علم االجتماع ،وقد كان في البداية تطورياً ،يميل إلى وضع المراحل التطورية المختلفة للمجتمعات اإلنسانية ،كما هو عند
كونت وسبنسر .ولكن النزعة التطورية بدأت تتالشى ،نظراً لعدم موضوعيتها .وتعد الوثائق سوا ًء أكانت وثائق شخصية ،أم
رسمية ،أم عامة ،من أهم مصادر المعرفة االجتماعية ،كالتاريخ االقتصادي ،والسياسي ،والديني ،والتربوي ،والسكاني وغيرها،
ومثل ذلك الدراسات الوصفية المتكاملة لمجتمع ما في فترة تاريخية معينة ،حيث تحتوي هذه الدراسات عادة على معلومات قيمة
تفيد عند التحليل .يمكن أن نمثل لهذا النوع من الدراسات ،بالدراسة الضخمة ،التي أعدتها مجموعة علماء الحملة الفرنسية على
مصر بعنوان :وصف مصر ،حيث تعد دراسة مسحية شاملة للبناء االجتماعي لمصر في فترة تاريخية معينة
المنهج الوصفي" :يعد المنهج الوصف من أكثر مناهج البحث االجتماعي مالءمة للواقع االجتماعي وخصائصه .وهو الخطوة2-
األولى نحو تحقيق الفهم الصحيح لهذا الواقع .إذ من خالله نتمكن من اإلحاطة بكل أبعاد هذا الواقع ،محددة على خريطة ،تصف
وتصور بكل دقة كافة ظواهره وسماته " .وقد واكب المنهج الوصفي نشأة علم االجتماع ،وقد ارتبطت نشأته بحركة المسح
.االجتماعي في إنجلترا ،أو منهج لوبالي في دراسة الحالة ،ونشأة الدراسات األنثروبولوجية
:المنهج التجريبي3-
التجريب جزء من المنهج العلمي .فالعلم يسعى إلى صياغة النظريات التي تختبر الفروض التي تتألف منها ،وتتحقق من مدى"
صحتها ..والتجربة ببساطة :هي الطريقة التي تختبر بها صحة الفرض العلمي" .فالتجريب هو القدرة على توفير كافة الظروف،
التي من شأنها أن تجعل ظاهرة معينة ممكنة الحدوث في اإلطار الذي رسمه الباحث وحده بنفسه .والتجريب يبدأ بتساؤل يوجهه
الباحث مثل :هل يرتبط ارتفاع المستوى االقتصادي للفرد بإقباله على التعليم؟ أو هل هناك عالقة بين الدين والسلوك االقتصادي؟.
أو بين التنشئة االجتماعية وانحراف األحداث؟ ومن الواضح أن اإلجابة على هذه التساؤالت ،تقتضي اتباع أسلوب منظم لجمع
البراهين واألدلة .والتحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضوع البحث ،والوصول إلى إدراك للعالقات بين
األسباب والنتائج. " ويعتمد تصميم البحث التجريبي على عدة خطوات ،هي تحديد المشكلة ،وصياغة الفروض التي تمس
المشكلة ،ثم تحديد المتغير المستقل ،والمتغير التابع ،ثم كيفية قياس المتغير التابع ،وتحديد الشروط الضرورية للضبط والتحكم،
والوسائل المتبعة في إجراء التجربة .ومع صعوبة تطبيق هذا المهج في العلوم االجتماعية ،إال أنه طبق فيها ،واستطاع أن يغزو
.علم االجتماع والعلوم االجتماعية ،تحت تأثير النجاح الذي حققه في العلوم الطبيعية
:المنهج المقارن4-
يمكن القول بأن المنهج المقارن ،يطبق في علم االجتماع بكافة فروعه ومجاالت دراسته ،ذلك أن أي بحث في علم االجتماع ال
يخلو من الحاجة إلى عقد مقارنة ما .وقد استعان به أغلب علماء االجتماع قديما ً وحديثاً ،ويمكن ذكر المجاالت الرئيسة في علم
:االجتماع ،التي يمكن أن تخضع للبحث المقارن فيما يلي
.دراسة أوجه الشبه واالختالف ،بين األنماط الرئيسة للسلوك االجتماعي ) أ(
دراسة نمو وتطور أنماط الشخصية ،واالتجاهات النفسية واالجتماعية في مجتمعات ،وثقافات متعددة ،مثل بحوث الثقافة ) ،ب(
.والشخصية ،ودراسات الطابع القومي
دراسة النظم االجتماعية في مجتمعات مختلفة ،كدراسة معايير الزواج واألسرة والقرابة ،أو دراسة المعتقدات الدينية ) ،د(
.وكذلك دراسة العمليات والتطورات التي تطرأ على النظم االجتماعية مثل التحضر
.تحليل مجتمعات كلية .وعادة ما تتم المقارنة بين المجتمعات وفقا ً للنمط الرئيس السائد للنظم )هـ(
لكل من لديه إضافة او اي معلومات ان يرسلها .
Read more: http://guemardz.com/vb/showthread.php?p=5126#ixzz2AEREyBGc