You are on page 1of 220

‫‪ 

‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬أھدي كتابي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬لكل مريض بالسكري يسعى للحفاظ على صحته والعيش طبيعيا ً‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬ولكل من يريد تفادي االصابه بالمرض والوقايه منه‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬اسأل ﷲ العزيز القدير األجر والثواب‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬خالد التركي‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكـــــري‬
‫داء ّ‬
‫الكابوس المرضي المتفشي خليجياً‬
‫و»الحل» كما يراه الطب الطبيعي‬

‫‪1‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكـــــري‬
‫الكتاب‪ :‬داء ّ‬
‫المؤلف‪ :‬خالد عبداللطيف التركي‬
‫حقوق الطبع محفوظة‬
‫تصميم الغالف‪ /‬التدقيق اللغوي‪ /‬اإلخراج‪ :‬زيزفون للنشر وصناعة الكتاب‬
‫‪www.zizafon.com‬‬
‫الناشر‪ :‬الدار الوطنية الجديدة‬

‫‪2‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫داء ّ‬
‫السكـــــري‬
‫الكابوس املرضي املتفشي خليجياً‬
‫و»احلل» كما يراه الطب الطبيعي‬

‫برنامج وقائي وعالجي لمرضى السكري ولمن هم‬


‫في دائرة خطر اإلصابة به‬

‫خالد عبداللطيف التركي‬


‫‪khalidalturki@mail.com‬‬

‫الدار الوطنية الجديدة‬

‫‪3‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫تنويه‬

‫نؤكد ِمن جانبنا على أن مادة هذا الكتاب تتسم‬


‫ص ّحة و ِمصداقية‬
‫الصارم ِمن ِ‬
‫بالدقة البالغة واالستيثاق ّ‬
‫وعلميّة المعلومات والبيانات الواردة فيه وذلك ِمن‬ ‫ِ‬
‫مصادرها األصلية والتي توخينا وحرصنا على أن‬
‫تكون أو معظمها ِمن قبل أطباء عالميين يحملون‬
‫الدرجة العلمية «الطبية» ‪ .. M.D‬وبما أن حالة‬
‫كل مريض تتسم بالخصوصية و»بالذاتية» وبما‬
‫يسمى» الفردانية البيوكيميائية‪Biochemical‬‬
‫‪ Individuality‬فإننا ننصح ونشير على القارئ‬
‫الكريم بأنه في حالة تطبيق أي ِمن اإلجراءات‬
‫والتوجهات العالجية الواردة في الكتاب أن يتم‬
‫ذلك دوماً ويجب بالضرورة تحت إشراف الطبيب‬
‫المختص أو األطباء المختصيّن كما َج َرى العُرف‬
‫السكري وكل مريض الشفاء‬ ‫بذلك متمنّين لمرضى ّ‬
‫التام ِمن اهلل العلّي القدير‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪5‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المحتويات‬

‫‪10‬‬ ‫السكري الوباء العالمي المتفشي وصدارة خليجية !‬


‫المقدمـــة‪ّ :‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬لماذا الحاجة إلى طب طبيعي وبديل للتداوي من هذا الداء؟‬
‫‪24‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الوقاية والتداوي من السكري‬
‫‪26‬‬ ‫السكري‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مرض ّ‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -‬السكري من النوع األول ‪I Diabetes Type‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -‬السكري من النوع الثاني‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -‬أسباب «حدوث» سكري الصغار أو السكري من النوع األول‬
‫‪29‬‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬الميل أو القابلية أو االستعداد الوراثي‬ ‫ ‬
‫‪30‬‬ ‫ثانياً‪ :‬التضرر الحاد والعنيف والتلف في خاليا بيتا‬ ‫ ‬
‫‪32‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬االستجابة المناعية الخارجة عن ّ‬
‫السيطرة‬ ‫ ‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -‬أعراض (سكري النوع األول)‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -‬العوامل التي تساهم بظهور سكري النوع الثاني‬
‫‪34‬‬ ‫*المقاومة لألنسولين‬ ‫ ‬
‫‪34‬‬ ‫* البدانة‬ ‫ ‬
‫‪35‬‬ ‫* النوع الغذائي‬ ‫ ‬
‫‪35‬‬ ‫* قلة أو عدم أو (انعدام) النشاط الحركي‬ ‫ ‬
‫‪36‬‬ ‫* نقص بعض العناصر الغذائية‬ ‫ ‬
‫‪37‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬حالة ما قبل السكري‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -‬تقدير الخطورة لديك‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -‬لماذا ومتى يجب عليك إجراء اختبارات لحالة ما قبل السكري؟‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -‬اختبارات تشخيص حالة ما قبل السكري‬

‫‪6‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪43‬‬ ‫الفصل االخامس‪ :‬مؤشر سكر الدم (مؤشر التسكر)‬


‫‪45‬‬ ‫‪ -‬مؤشر سكر الدم (‪ )GI‬لبعض األطعمة الشائعة‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -‬مؤشر التسكر ‪ GI‬مقابل حمولة سكر الدم‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -‬كيف تخفف حمولة سكر الدم لديك؟‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -‬معلومات مفيدة لتخفيف حمولة سكر الدم لديك‬
‫‪52‬‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬األغذية المحفزة لظهور السكري‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -‬السكر األبيض‪ ..‬القاتل األبيض‬ ‫ ‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -‬الدقيق األبيض‬ ‫ ‬
‫‪60‬‬ ‫السكري‬
‫الفصل السابع ‪ :‬التوتر «المحفز األكبر « لظهور ّ‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -‬كيف تعمل على احتواء التوتر بذكاء‬ ‫ ‬
‫‪66‬‬ ‫‪ -‬بعض الطرائق والتقنيات التي يمكن توظيفها الحتواء التوترات‬ ‫ ‬
‫‪66‬‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬ممارسة النشاط الرياضي والتدريبات والتمرينات الحركية‬
‫‪66‬‬ ‫ثانياً‪ :‬االسترخاء‬
‫‪68‬‬ ‫ثالثاً‪ « :‬عالج» التوتر بالصالة أو (العامل اإليماني) ‪Faith Factor‬‬
‫‪70‬‬ ‫رابعاً‪ :‬العالج بالجماعات المساندة أو بالصداقات ُ‬
‫والصحبة‬
‫الفصل الثامن‪ :‬النظام الغذائي لمريض السكري والوقائي من مرحلة‬
‫‪72‬‬ ‫ما قبل السكري‬ ‫ ‬
‫‪72‬‬ ‫* االلتزام بحمية غذائية ترتكز على تناول طعام عالي المحتوى من‬
‫ األلياف الغذائية‬
‫‪73‬‬ ‫* اعمل على تقسيم الوجبات‬
‫‪73‬‬ ‫* اشرب ما ال يقل عن ‪ 8‬أكواب كبيرة من الماء‬
‫‪74‬‬ ‫* اعمل على أن تتضمن حميتك الغذائية خضروات وفواكه‬
‫‪74‬‬ ‫* التعرف مؤشر سكر الدم ‪Glycemic Index‬‬
‫‪75‬‬ ‫* تعلم كيف تتغلب على الشهوة إلى الحلويات‬
‫‪81‬‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬برنامج المكمالت الغذائية للوقاية من وعالج السكري‬

‫‪7‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪82‬‬ ‫‪ -‬كيف تتناول المكمالت الغذائية ؟‬ ‫ ‬


‫‪84‬‬ ‫‪ -‬تناول المتممات الغذائية مع أدوية السكري‬ ‫ ‬
‫‪107‬‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬مضادات األكسدة‬
‫‪109‬‬ ‫• فيتامين ‪C‬‬ ‫ ‬
‫‪114‬‬ ‫• حمض األلفا ليبويك‬ ‫ ‬
‫‪116‬‬ ‫‪A‬‬ ‫• فيتامين‬ ‫ ‬
‫‪119‬‬ ‫• المساعد اإلنزيمي‪Co-enzyme QIO (Co QIO:‬‬ ‫ ‬
‫‪124‬‬ ‫• فيتامين ‪E‬‬ ‫ ‬
‫‪129‬‬ ‫• لسلينيوم ‪Selenium‬‬ ‫ ‬
‫‪133‬‬ ‫الفصل الحادي عشر ‪ :‬مضاعفات السكري و كيفية الوقاية منها‬
‫‪134‬‬ ‫‪ 1-‬أمراض في العيون‪ ،‬تلف الشبكية ‪Diabetic Retinopathy‬‬
‫‪137‬‬ ‫‪ 2-‬أمراض بالكلى ‪Diabetic Nephropathy‬‬
‫‪133‬‬ ‫‪ 3-‬علل باألعصاب ‪Diabetic Nerve Problems‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪ 4-‬ارتفاع في ضغط الدم‬
‫‪142‬‬ ‫‪ 5-‬مرض القلب الشرياني التاجي‬
‫‪144‬‬ ‫‪ 6-‬السكتة الدماغية‬
‫‪144‬‬ ‫‪ 7-‬سوء الدورة الدموية لألعصاب الطرفية المحيطية‬
‫‪147‬‬ ‫‪ 8-‬عدم االنتصاب ويشمل الضعف الجنسي الناتج عن الخلل الوظيفي‬
‫‪149‬‬ ‫الفصل الثاني عشر ‪ :‬أعشاب لعالج السكري‬
‫‪150‬‬ ‫أهم األعشاب المستخدمة في التداوي من السكري‬
‫‪150‬‬ ‫‪ -‬القرع المر‬
‫‪153‬‬ ‫‪ -‬الحلبة‬
‫‪155‬‬ ‫‪ -‬الصبار ‪Aloe vera‬‬
‫‪157‬‬ ‫‪ -‬عنب األحراج ‪Bilberry :‬‬
‫‪157‬‬ ‫‪ -‬البرسيم الحجازي ‪Alfalfa‬‬

‫‪8‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪159‬‬ ‫‪ -‬الجنسنج ‪Ginseng‬‬


‫‪163‬‬ ‫‪ -‬القرفة ‪Cinnamon‬‬
‫‪167‬‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬المعادن ودورها في مرض السكري‬
‫‪167‬‬ ‫‪ -‬الكروميوم ‪Chromium‬‬
‫‪171‬‬ ‫‪ -‬الماغنسيوم ‪Magnesium :‬‬
‫‪176‬‬ ‫‪ -‬المنجنيز ‪Manganese‬‬
‫‪177‬‬ ‫‪ -‬الزنك ‪Zinc‬‬
‫‪179‬‬ ‫السكري‬
‫الفصل الرابع عشر‪ :‬األلياف ‪ :‬الحصان الرابح في عالج ّ‬
‫‪185‬‬ ‫الفصل الخامس عشر‪ :‬ممارسة النشاط البدني والتمارين والتدريب‬
‫السكري‬
‫الحركي وكيفية اإلجهاز على ّ‬
‫‪193‬‬ ‫الفصل السادس عشر‪ :‬هل تعلم ّ‬
‫أن ‪..‬؟!‬
‫‪197‬‬ ‫الفصل السابع عشر‪ :‬حاالت وحكايات لمرضى السكري‬
‫‪201‬‬ ‫َسرد بالمفردات‬
‫الفصل الثامن عشر ‪ :‬م ْ‬
‫‪211‬‬ ‫الفصل التاسع عشر‪ :‬مواقع معلومات إضافية عن مرض السكري باللغة‬
‫‪216‬‬ ‫اإلنكليزية‬
‫المراجـــــع‬

‫‪9‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكري الوباء العالمي المتفشي وصدارة خليجية !‬


‫ّ‬

‫السكري عالمياً حتى وصلت نسبة‬ ‫لقد «تفشى» واستشرى مرض ّ‬


‫المصابين به على مستوى العالم ‪ 5%‬من سكان العالم (حوالي ‪300-250‬‬
‫مليون مصاب بالمرض حتى اآلن ‪ 70%‬منهم في الدول النامية) والمتوقع‬
‫أن يرتفع الرقم بحلول عام ‪ 2030‬إلى ‪ 400‬مليون مصاب بالسكري‬
‫(تذكر الدراسات أنه في كل ‪ 10‬ثوان يُصاب شخصان بالمرض ويُتوفى‬
‫به شخص واحد وأن واحداً يصاب به من كل ‪ 6‬أشخاص)‪.‬‬
‫تقول اإلحصاءات أن ما يقارب ‪( 25%‬أي ربع) سكان دول الخليج‬
‫مصابون بالسكري (بل ما بين ‪ )30%-25‬هذا وثمة تقدير مبدئي صدر‬
‫عن وزارة الصحة بالكويت ذكر أن نسبة اإلصابة في الكويت وصلت‬
‫إلى ‪ 16.7%‬بينما في دراسة وطنية باإلمارات أن النسبة هناك ‪19.6%‬‬
‫‪10‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أما في المملكة العربية السعودية فقد وصلت إلى ‪ 24%‬عام ‪ 2004‬وهذا‬


‫ويؤكد وجهة النظر التي طرحت من ِق َبل « اللجنة الخليجية‬ ‫ّ‬ ‫يدعم ويؤيد‬
‫السكري» ‪The Gulf Committee for control‬‬ ‫للتحكم بمرض ّ‬
‫‪ Diabetes‬بأنه ما بين خمس (‪ )20%‬إلى ربع (‪ )25%‬من مواطني‬
‫الدول الخليجية (‪ )25%-20‬هم إما مصابون بالسكري أو سيصيرون‬
‫كذلك (أي بهذا القدر) في السنين القليلة القادمة‪.‬‬
‫تتمثّل األهمية الممنوحة لدراسة أسباب هذا المرض بالذات ووسائل‬
‫التغلب عليه ليس فقط بسبب كونه أخذ هذا المنحى الوبائي في المجتمعات‬
‫الخليجية ولكن أيضاً بسبب النسب المئوية المتزايدة في مضاعفاته في‬
‫المصابين والتي رفعت من معدالت إجمالي نفقات الرعاية الصحية‬
‫للمصابين به على المستوى الوطني‪.‬‬
‫لقد أكد الدكتور خالد مرغالني المشرف العام على اإلعالم والتوعية‬
‫الصحية بوزارة الصحة السعودية أن مرض السكري صار من األمراض‬
‫ُشكل عبئاً مالياً كبيراً ليس‬‫باهظة التكاليف في عالجها مُشيراً إلى أنه ي ّ‬
‫فقط على الشخص المصاب وحده وأسرته بل على كاهل القطاع الصحي‬
‫برمتّه حيث أظهرت الدراسات أن إجمالي النفقات الخاصة (بالمرض)‬ ‫ُ‬
‫تصل لـ ‪ 15%‬من الميزانيات العامة الموجهة للقطاع الصحي في الدولة‬
‫(ق ّدر إجمالي ما يلتهمه أو يقتصه من ميزانية الدولة بنحو ستة مليارات‬ ‫ُ‬
‫ريال سعودي سنوياً)‪.‬‬
‫هذا وتصل تكاليف عالج مريض السكري الواحد إلى ما يقارب ثمانية‬
‫آالف ريال سعودي سنوياً إذا لم يكن ثمة مضاعفات لدى المريض أما في‬
‫حالة وجود مضاعفات فتزيد تكلفة العالج بشكل فلكي كبير جداً ويكفي أن‬
‫ُكلف وحده الدولة‬ ‫نذكر أن مريض السكري الذي يحتاج لغسيل كلوي ي ّ‬
‫نحو ‪( 180‬مائة وثمانين) ألف ريال كل عام!‬
‫ولقد أكدت من جانبها الدكتورة رفيعة غباش رئيسة جامعة الخليج‬

‫‪11‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫العربي انتشار مرض السكري في األوساط الخليجية بشكل يستدعي‬


‫التوقف بشكل جاد لدراسته كما يستحق موضحة أهمية التعّرف على‬
‫أحدث العالجات في الطب الحديث‪.‬‬
‫أوضح الدكتور محمد الجزار عضو الجمعية األمريكية للسكري أن‬
‫داء السكري في دول مجلس التعاون الخليجي وبعض المناطق األخرى‬
‫شكال وبائياً يستنزف ميزانية الرعاية الصحية وأنه إذا ما استمر‬ ‫ً‬ ‫يأخذ‬
‫تفشي المرض في االنتشار بهذا الشكل فإن هذه الدول سوف تصل لمرحلة‬
‫يتم فيها توجيه معظم الميزانيات الوطنية نحو رعاية مرضى السكري‬
‫(والتداوي من مضاعفاته) وفي دراسة هامة تم التحذير من ارتفاع عدد‬
‫األطفال المصابين بزيادة الوزن في المراحل األولى من حياتهم حتى ّ‬
‫أن‬
‫درت بـ‪30%‬‬ ‫السمنة في (‪ )20‬مدرسة أطفال في مدينة الرياض ُق ّ‬ ‫معدالت ّ‬
‫وأَ ّن معدل السمنة وزيادة الوزن في المملكة بشكل عام يقترب من ‪.70%‬‬
‫(إن كل كيلو جرام واحد زيادة في الوزن يقابله ‪ 5%‬زيادة في احتمال‬
‫اإلصابة بالسكري من النوع الثاني ) وأوضح د‪ .‬الجزار أَ ّن ‪ 80%‬من‬
‫مرضى السكري يحتاجون لوقاية صحية من خالل اعتماد نظام غذائي‬
‫مالئم و»إلى زيادة النشاط البدني‪ ..‬والقيام بتعريفهم بأنماط الحياة الصحية‬
‫مُبينّا أن عدداً كبيرا من المرضى (بسكري النوع الثاني) هو بسبب ّ‬
‫السمنة‬
‫وأضاف أن تخفيف الوزن (إنقاصه) هو أفضل الحلول لخفض معدالت‬
‫حدوث السكري في المجتمع السعودي وبذلك يمكن في رأيه تقليل اإلنفاق‬
‫على الرعاية الصحية لهؤالء المرضى والعمل على خفض الميزانية‬
‫الصحية المرتفعة التي تُصرف لعالج المصابين بمرض السكري‪.‬‬
‫والخطط التي وضعتها‬ ‫ُ‬ ‫ودعا د‪ .‬الجزار إلى تفعيل االستراتيجيات‬
‫وزارة الصحة في حمالتها التوعوية ‪ ..‬وإلى وضعها موضع التنفيذ من‬
‫خالل تنفيذ مختلف البرامج بالتعاون بين الهيئات الحكومية وغيرها من‬
‫خالل برنامج وطني شامل‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫هذا ويعزو الخبراء السبب في االنتشار الوبائي للمرض في دول الخليج‬


‫للتغيير الكبير في النظام الغذائي (التركيز الشديد على استهالك األطعمة‬
‫المصفاة والمكررة والحبوب المنخولة الخالية من األلياف والكربوهيدرات‬
‫المصفاة والمكررة وزيادة وتفشي ظاهرة كثرة استهالك وتناول الوجبات‬
‫السريعة ‪ Fast Foods‬والمياه الغازية (تحتوي الزجاجة الصغيرة أو‬
‫السكر) وتفشي واستشراء‬ ‫العلبة منها على ما يعادل سبع مالعق صغيرة من ّ‬
‫السمنة وانعدام الحركة وقلة النشاط الحركي ألقصى حد والجلوس أمام‬ ‫ّ‬
‫أجهزة الكمبيوتر والتلفاز (والبالي ستيشن لألطفال) لفترات طويلة وعدم‬
‫ممارسة الرياضة بصفة مستمرة والتغيرات السكانية الخاصة باالنتقال‬
‫السكر «وخاصة‬ ‫ً‬
‫(فمثال في المدن فإن تفشي واستثراء ّ‬ ‫من القرى إلى المدن‬
‫بين النسوة من أعمار ما بين ‪ 60-51‬سنة قد وصل إلى ‪ 49%‬والتغيرات‬
‫ّ‬
‫وتمدن فهذه األقطار شهدت‬ ‫التي حدثت في النمط المعيشي (حدوث طفرة‬
‫تطورات وعوامل ازدهار ورفاهية)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫لماذا الحاجة إلى طب طبيعي‬


‫وبديل للتداوي من هذا الداء؟‬

‫إن مرض السكري مرض خطير جداً ويحتاج ألن يُعالج بكفاءة ‪..‬‬
‫ومن المتعارف عليه أن أحسن عالج للمرض أي مرض هو الوقاية وكما‬
‫خير ِمن قنطارعالج‪.‬‬
‫يقولون فإن أوقية وقاية ٌ‬
‫السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو‪:‬‬
‫هل يمكن الوقاية من السكري؟ واإلجابة‪ :‬نعم وبالتأكيد‪.‬‬
‫ومن نافلة القول أن نذكر أن العالج بوسائل الطب الحديث المعاصر‬
‫أن يظلّوا حياة‬
‫والسائد قد ساعد بدون شك الكثير من مرضى السكري ّ‬
‫أطول وبشكل أكثر صحة مما هم عليه ولكن العالج الفعّال والجوهري‬
‫للسكري وغيره من المشاكل أو العلل الصحية المتعلقة بسكر الدم [مثال‬ ‫ّ‬
‫المقاومة األنسولينية متالزمة ‪ x‬أو «ما قبل السكري ‪”Prediabetes‬‬
‫عدم التحمل الفعال لسكر الدم ‪ .. Glucose Intolerance‬وغيرها‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫نعم العالج الفعّال لكل ذلك يتطلب توظيف عوامل هامة أخرى وأساسية‬
‫منها ً‬
‫مثال ‪:‬‬
‫النمط المعيشي النظام الغذائي‬ ‫ ‬
‫البرنامج الحركي والتدريبي البدني‬ ‫ ‬
‫السيطرة وضبط الضغوط والتوترات‬ ‫ ‬
‫استكمال العناصر الغذائية من فيتامينات ومعادن الخ‬ ‫ ‬
‫على شكل مكمالت غذائية وهي التي ثبت علمياً أن نقصها يساهم أو‬
‫مرتبط بحلول المرض كذلك إنقاص الوزن والتخلص من البدانة وزيادة‬
‫الوزن الخ‪.‬‬
‫أن االكتفاء في عالج مرض خطير ومزمن مثل‬ ‫إننا ّ‬
‫نؤكد ونُش ّدد على ّ‬
‫وحقن األنسولين الخ التي‬
‫السكري باالعتماد فقط على العقاقير الكيميائية ُ‬ ‫ّ‬
‫يصفها ويعتمدها فقط الطب المعاصر هو خطأ كبير وخطير‪.‬‬
‫ولقد اعتمد الكثيرون على العقاقير وحدها بأعراضها الجانبية ولم‬
‫يجنوا في النهاية سوى «تتابع» المضاعفات الخطيرة والمفزعة لمرض‬
‫السكري‪.‬‬
‫أن العقاقير «الضابطة» لُمع ّدالت سكر الدم وحدها تكفي‬
‫نعم لقد ظنوا ّ‬
‫والسوي إلى ما قبل‬
‫ألن تعود بهم إلى النهج المعتاد للشخص الصحيح ّ‬
‫اإلصابة بالمرض ونسوا أن هذه العقاقير رغم دورها هذا تجعل ومع‬
‫مرور الوقت الحالة تزداد سوءاً بسبب أعراضها الجانبية وكذلك غفلوا‬
‫بالسكري هي‬
‫عن حقيقة أن هذه العقاقير التي يصفها األطباء لكل مريض ّ‬
‫ليست بالتأكيد ضرورية لكل مريض بالسكري‪.‬‬
‫لقد تزايد الطلب وخاصة في الحقبة األخيرة وبشكل ملحوظ على‬
‫البدائل الطبية وذلك عندما أدرك المرضى أن أكثر العقاقير هي «تكتم»‬
‫و»تحجب» فقط المرض ولكنها ال توقف أو تبطئ من استفحاله واستشرائه‬
‫لألسوأ واألخطر‪ ..‬لمضاعفاته التي قد تصل للبتر واالستئصال وللعمى‬

‫‪15‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫والعجز الجنسي والفشل الكلوي وللسكتة الدماغية‪ ..‬والقائمة طويلة‬


‫ومُرعبة‪...‬‬
‫إن المرضى الذين يتطلعون للبدائل الطبية الطبيعية يطمحون إلدخال‬
‫الحياة بمعناها الحقيقي على سنوات العمر وليس فقط إضافة سنوات معاناة‬
‫و «موت بالحياة» ‪.‬‬
‫يجب التأكيد مراراً أن أقوى العقاقير والتقنيات الحديثة لعالج السكري‬
‫لن «توقف» المرض أو تُداويه بالكلية أو توقف استشراء مضاعفاته إذا‬
‫لم يتضمن العالج اتباع التغييرات المطلوبة في النظام المعيشي والحياتي‬
‫والغذائي والحركي والنفسي الخ‪..‬‬
‫في مسح بحثي نشرته ‪The New England Journal of‬‬
‫‪ Medicine‬جاء فيه أَ ّن واحداً ِمن بين كل ‪ 3‬بالغين قد استخدم ووظف‬
‫بعض تقنيات وعالجات الطب البديل أو «البديل الطبي» في العام الذي‬
‫سبق على إجراء هذا المسح‪.‬‬
‫في دراسة لجامعة ستانفورد ‪ Stanford‬وُجد أنه في العقد األخير‬
‫من القرن العشرين «وبالتحديد السنوات ما بين ‪ »1997-1990‬أن عدد‬
‫مرات التر ّدد والذهاب لألطباء‪ -‬أطباء الطب المعاصر والسائد‪ -‬لم تطرأ‬
‫عليها أيّة زيادة بينما زادت لممارسي وأطباء الطب الطبيعي والبديل بنسبة‬
‫أن ‪ 60%‬من األطباء ذاتهم قد أوصوا‬ ‫‪ 47%‬كذلك وُجد في مسح آخر ّ‬
‫وأشاروا على مرضاهم «باللجوء» إلى ممارسي الطب البديل‪ -‬ولو على‬
‫األقل مرة واحدة في العام السابق إلجراء المسح ‪.‬‬
‫وفي «مسح» أحدث نشر بالمطبوعة المسماة ‪The Diabetes‬‬
‫‪ Educator‬فإن ثلثي (‪ )66%‬ممن يُسمى بـ «معلمي السكري المعتمدين‬
‫رسمياً» قد أوصوا وأشاروا بالبدائل الطبية‪.‬‬
‫تقول الدكتورة سوزان ‪ Susan Rush Michael‬البروفيسور‬
‫وأستاذ التمريض بجامعة نيفادا وهي «أستاذ مشارك» بالمسح البحثي‬

‫‪16‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السابق أن النسبة صارت أكثر من الثلثين (والتي كانت وقت البحث)‬


‫وتقول‪:‬‬
‫« إن الطب السائد ال يملك أو يحوز على – كل اإلجابات وأن البدائل‬
‫الطبية تُق ّدم «األمل»‬
‫وهذا تعبيرها‪ -‬للكثيرين» وعلى سبيل المثال أحالت الدكتورة سوزان‬
‫مايكل‪ -‬بنفسها‬
‫مرضى ُكثّر إلى «معالج بالريفلكسولوجي ‪..therapy Reflexology‬‬
‫وحازوا بالفعل على نتائج ممتازة» وهذا كالمها‪.‬‬
‫أما روزا مانتونتي ‪ Rosa Mantonti‬وهي مُعلّمة ومرشدة سكري‬
‫معتمدة رسمياً ‪ Certified diabetes educator‬في ألبوكيرك‬
‫‪ Albuquerque‬في نيومكسيكو فتقول‪:‬‬
‫« إن الناس – تعني مرضى السكري‪ -‬يتجهون للبدائل الطبية ألنهم‬
‫ال يريدون أن يأخذوا «األنسولين»‪ -‬تعني الحقن وألنهم أيضاً ال يرغبون‬
‫بتناول أقراص العقاقير» ‪.‬‬
‫أما الدكتور مايكل موراى ‪ Michael Muray‬فيقول في كتاب له‬
‫ألفه بالمشاركة مع دكتور ‪( ,M.D Michael Lyon‬واألخير يعمل‬
‫مديراً طبياً في ‪North American Diabetes Prevention‬‬
‫‪)and Reversal Initiative‬‬
‫أن الطب الطبيعي ‪ Natural Medicine‬في عالجه للسكري ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يقلّل وينقص ويخفض وقائياً من خطر اإلصابة بالمرض حتى‬ ‫ً‬
‫ولو كان الكثيرون منعائلتكم أو «السلف» مصابين بالسكري‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬يمكن أيضاً وبدون ادعاء أن يساهم كعنصر مشارك في أن‬
‫السكري قد وصلوا للحد الذي باتوا‬‫يوقف المرض حتى ولو كان مرضى ّ‬
‫يعتمدون فيه على األنسولين‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬يمكنه أن يساهم في تحسين حساسية الخاليا لألنسولين وبالتالي‬

‫‪17‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫تحسين ما يُسمى «تحمل سكر الدم ‪ “ Glucose tolerance‬والعودة‬


‫بمعدالت سكر الدم إلى معدالتها الطبيعية و»العادية»‬
‫رابعاً‪ :‬يخفض ويُقلّل بكفاءة من مضاعفات السكري بما فيها أمراض‬
‫القلب‪ ..‬وحتى تلف واعتالل الشبكية‬
‫ُحسن من فعالية بعض العقاقير وكذلك من فعالية األنسولين‬ ‫خامساً‪ :‬ي ّ‬
‫في الوقت نفسه الذي يُقلّل فيه ألقصى حد من أعراض ‪Retinopathy‬‬
‫وآثار العقاقير الكيميائية (الجانبية) «انتهى‪.‬‬
‫السبب في أنك ال‬
‫وفي رأي الدكتور إيرل ميندل ‪ Earl Mindell‬أن ّ‬
‫السكري وأن‬‫تسمع كثيراً عن الوسائل والتوجهات الطبيعية للتغلّب على ّ‬
‫هناك الكثيرين من الذين تغلبوا على المرض بواسطة اتباعهم هذه الوسائل‬
‫وتغيير نظامهم أو أسلوب حياتهم المعيشي هو أن العقاقير‪:‬‬
‫أدوية السكري الكيميائية من المفترض أن تؤخذ يومياً‪ ..‬ومدى الحياة!‬
‫وهذا نشاط أو ‪ Business‬تجاري رائج ويتولد عنه لشركات الدواء‬
‫العمالقة ومتعددة الجنسيات باليين الدوالرات‪.‬‬
‫كما أنه في رأيه أسهل للطبيب المعاصر أن يكتب أو يصف روشتة‬
‫بالقرص الدوائي أو الحقنة ِمن أن ينشغل أو ينفق وقته باالستطراد‬
‫واإلسهاب في شرح كيفية االلتزام بحمية غذائية مالئمة وبشرح أهمية‬
‫إنقاص الوزن والخطوات الموصلة لذلك ومن أن يشرح ويُوضح كيفية‬
‫أو أهمية فوائد التريض والنشاط الحركي وممارسة التدريبات والتمارين‬
‫البدنية والحركية لمرضاه ( من مرضى السكري)‪.‬‬
‫ويقول د‪ .‬ميندل‪ :‬إن أكثر من ‪ 90%‬من حاالت السكري بالواليات‬
‫المتحدة سببها البدانة وزيادة الوزن واألسلوب الغذائي غير المالئم‬
‫واالفتقار للتريض وممارسة التمارين أو التدريبات البدنية وهي كما يقول‬
‫كلها أسباب يمكن للفرد يعني المريض أو من يريد الوقاية من المرض أن‬
‫يُسيطر عليها ويتحكم بها وأنه ألمر أسهل بكثير يعني الوقاية من السكري‬

‫‪18‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ً‬
‫فضال عن أن تعالجه إذا ما ّحل بالفعل بك‪.‬‬
‫ويضيف د‪ِ .‬ميندل‪“ :‬إن معظم األطباء المعاصرين غير قادرين على‬
‫مساعدة مرضاهم (بالتحكم بالسكري طبيعياً) بسبب كونهم غير مدركين أو‬
‫مثال يوصون بحمية عالية الكربوهيدرات‬ ‫متفهمين ألساسيات التغذية فهم ً‬
‫السكريات ولكنهم فشلوا على حد تعبيره في أن يُميزوا بين‬ ‫مع تجنب ّ‬
‫الكربوهيدرات المكررة والمصفاة والمتحولة وبين الكربوهيدرات الُمعقدة‬
‫و«المركبة» (غير المكررة أو المصفاة أو المتحولة أو المعصورة الخ)‪..‬‬
‫ويعلق د‪ .‬ميندل بقوله ‪:‬‬
‫أمر بدا لي ساحراً وآسراً وجاذباً لالفتنان بالنسبة لي‬
‫«لقد وجدت وهو ٌ‬
‫أن نفس العناصر الغذائية التي يتم «سلبها» وتجريدها إزالتها «وتقشيرها»‬
‫في الكربوهيدرات التي يتم تصفيتها وتكريرها‪( ..‬وهي الكروميوم والزنك‬
‫والمنجنيز والفاناديوم) هي ذاتها ونفسها الهامة والحاسمة في الحفاظ‬
‫وصيانة ثبات مُعدالت سكر الدم‪ ..‬وهي أيضاً في نفس الوقت التي‬
‫اكتُشف أن المصابين بالسكري يعانون النقص والعجز فيها واالفتقار‬
‫إليها» انتهى كالمه‪.‬‬
‫أما الدكتور جوليان وايتيكر ‪ Julian Whitaker M.D‬وهو‬
‫طبيب معاصر شهير عالج آالف المرضى من مرضى السكري في‬
‫‪ Whitaker Wellness Institute‬في ‪ Beach Newport‬في‬
‫والية كاليفورنيا ويمارس المهنة منذ أكثر من ‪ 35‬سنة ُفيدلي بدلوه في هذا‬
‫الخصوص ويقول‪:‬‬
‫«لقد أثبتت آالف الدراسات العلمية فعالية الحمية الغذائية المالئمة وفائدة‬
‫ممارسة النشاط والتريض والتدريبات والتمارين البدنية و»الحركية»‬
‫السكري‬‫وأيضاً فائدة تناول المكمالت الغذائية في التداوي من مرض ّ‬
‫أن بعضها يعود لعشرات‬ ‫ورغم أن هذه الدراسات مازالت تتوالى تباعاً ّ‬
‫إال ّ‬
‫السنين» ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أما د‪ .‬إليوت جوسلين ‪ Eliot Joslin‬مؤسس مركز جوسلين للسكري‬


‫يبشر و»يلح»‬ ‫‪ Joslin Diabetes Center‬في ‪ Boston‬فقد بدأ ّ‬
‫على أهمية ممارسة الرياضة والنشاط الحركي والتدريبات والتمارين‬
‫البدنية لمرضى السكري في عشرينات القرن العشرين (أي منذ ‪)1921‬‬
‫وما بعدها وبالرغم من إحرازه نتائج غير عادية والفتة للنظر ّ‬
‫إال أنه قد تم‬
‫تجاهل ذلك واالستخفاف وعدم االكتراث من ِق َبل الهيئات الطبية ومعظم‬
‫أو غالبية األطباء المعاصرين‪ ..‬وذلك لعقود زمنية كثيرة وفي السنوات‬
‫األخيرة ومنذ عهد قريب استدرك وأدرك الباحثون والخبراء هذا الدور أي‬
‫أهمية النشاط الحركي والبدني في تحسين حساسية خاليا الجسم و بشكل‬
‫ُصور هذا الدور‬ ‫إيجابي عالجي ُ‬
‫لألنسولين وإن كان لألسف ال يزال ي ّ‬
‫على أنه فقط مجرد عامل مساعد أو معاون أو مُلحق لحد ما وذلك ً‬
‫بدال‬
‫من االعتراف به كداعم عالجي قوي وفعّال وباألخص لمتوسطي العمر‬
‫السكري وهم الذين يستطيعون االستفادة إلى‬ ‫ولزائدي الوزن من مرضى ّ‬
‫الحد األقصى من ممارسة النشاط الحركي والبدني‪.‬‬
‫وبالنسبة للحمية الغذائية فإن الطبيب الشهير د‪ .‬جون دافيد سون ‪John‬‬
‫‪ .Davidson M.D., ph.D‬أستاذ الطب «الفخري» بجامعة ‪Emory‬‬
‫وخاصة منذ ‪ 1991-1971‬وهي المدة التي كان يعمل فيها مديراً لوحدة‬
‫أو قسم السكري في مستشفى ‪ Grady Memorial Hospital‬في‬
‫(أطلنطا)‪ ..‬فقد كان دوماً مدافعاً ومناصراً التباع حمية غذائية قليلة‬
‫الدهون ومنادياً بأهمية إنقاص الوزن‪ ..‬واعتبرهما كليهما العالج األساسي‬
‫لمرضاه (من مرضى السكري) بل وكان أيضاً ناقداً عالي الصوت بإزاء‬
‫وفي مواجهة عقاقير السكري الكيميائية (الفموية‪ :‬المأخوذة بالفم) حتى‬
‫صل به األمر إليقاف استعمالها لمرضاه وفي مؤلفه الكالسيكي الشهير‬ ‫َو َ‬
‫أكد على أهمية التوظيف المالئم‬ ‫‪ّ Clinical Diabetes Mellitus‬‬
‫لتغذية قليلة الدهون وعلى إنقاص الوزن كأدوات قوية وأساسية وفعّالة‬

‫‪20‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكري‪.‬‬‫للتخلص من الحاجة أو االحتياج لعقاقير ّ‬


‫وهناك الباحث والطبيب الشهير الدكتور جيمس أندرسون ‪Jamas‬‬
‫‪ W.Anderson M.D‬أستاذ الطب بجامعة كنتاكي الذي نشر عشرات‬
‫الدراسات عن عالج السكري باالعتماد على النظام الغذائي‪ ..‬وذلك منذ‬
‫عقود‪.‬‬
‫لقد ذكر د‪ .‬جيمس أندرسون وأعاد مراراً وتكراراً أن الحمية الغذائية‬
‫عالية المحتوى من األلياف الغذائية ‪ Diatary Fibers‬وقليلة المحتوى‬
‫من الدهون هذه الحمية يمكن أن تنقص وتقلّل معدالت سكر الدم بل‬
‫وتؤ ّدي للتخلص من الحاجة لعقاقير عالج السكري (الفموية ‪ )Oral‬بل‬
‫السكري (انظر النتائج الرائعة‬ ‫واألنسولين وذلك في ‪ 75%‬من مرضى ّ‬
‫والّمدوّية لبرنامج دكتور جيمس آندرسون وجدواه لمرضى السكري‬
‫(بنوعيه) ّحتّى أنه نجح في تحقيق هذه النتائج في خالل ‪ 21-10‬يوماً فقط‬
‫‪ ..‬نقول انظرها في فصل «األلياف» فقد أوردناها هناك بإسهاب نسبي)‪.‬‬
‫وبالنسبة للمكمالت الغذائية فقد أثبتت البحوث العملية منذ عقود‬
‫السكري يستطيعون االستفادة واالنتفاع‬ ‫أن مرضى ّ‬ ‫«عشرات السنين» ّ‬
‫ّ‬
‫والتحكم في‬ ‫من تناول المكمالت الغذائية ليس فقط لتحسين عملية ضبط‬
‫سكر الدم ولكن أيضاً للوقاية من مضاعفات المرض الخطيرة والكثيرة‪.‬‬
‫أظهرت دراسات كثيرة أن مرضى السكري هم أكثر ُعرضة ّ‬
‫أل ْن يكون‬
‫عندهم مُعدالت منخفضة على المستوى الخلوي من عناصر غذائية هامة‬
‫وأساسية من الذائبة في الماء ومنها المغنيسوم والذي أظهرت الدراسات‬
‫أن النقص فيه ليس فقط له ارتباط بالمرض بل و أيضاً ذو صلة بمرض‬ ‫ّ‬
‫«اعتالل الشبكية» أحد مضاعفات السكري ‪.‬‬
‫وكذلك فيتامين سي مضاد األكسدة القوي الذي يحمي من ضرر‬
‫الشوارد الحرة والذرات السائبة ‪ Free radicals‬كما ّ‬
‫أكدت الدراسات‬
‫على أهمية «مجموعة» فيتامينات ‪ B‬لمرضى السكري وأظهرت ّ‬
‫أن‬

‫‪21‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫فيتامين ‪ B6‬يحمي من تضرر و»تلف» األعصاب بسبب السكري ‪..‬‬


‫كما أظهرت أن النيكوتين آميد ‪ Nicotinamide‬أو النياسين آميد‬
‫‪ : Niacinamide‬وهو شكل من فيتامين ‪ B3‬النياسين ‪ Niacin‬قد أ ّدى‬
‫في حاالت مرضية عديدة السترداد واستعادة األداء الوظيفي لخاليا بيتا‬
‫‪ Beta Cells‬المنتجة لألنسولين (والموجودة بالبنكرياس) وذلك عند‬
‫مرضى السكري «المستجدين» (من النوع األول) الذين تم تشخيص‬
‫المرض لديهم حديثاً‪.‬‬
‫لقد ألح الكيميائي العمالق مكتشف فيتامين ()‪Pantothenic acid‬‬
‫‪ : B5‬د‪ .‬روجر ويليامز ‪ Roger Williams‬منذ ثالثينات القرن‬
‫العشرين (الماضي) على أهمية تناول المكمالت الغذائية من فيتامينات‬
‫ومعادن حتى لألصحاء «كتأمين ورصيد بيولوجي» في مواجهة احتمال‬
‫النقص فيها والعجز في رصيد الجسم منها وافتقاره «إليها‪.‬‬
‫ومع ذلك فإّ ّن معظم األطباء وحتى اآلن يتجاهلون «توصية» مرضاهم‬
‫واإلشارة عليهم بما سبق (مرضاهم الذين يفقدون مع البول مقادير ال تُعد‬
‫وال تُحصى من هذه العناصر الغذائية الذائبة في الماء) ‪.‬‬
‫اآلن «إلى سؤال هام‪:‬‬
‫لماذا تم ويتم تجاهل هذه الطرائق والتقنيات العالجية الطبيعية البسيطة‬
‫والفعّالة؟‬
‫واإلجابة يذكرها د‪ .‬جوليان وايتيكر بإسهاب ومنها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بسبب أن األطباء المعاصرين قد تم إعدادهم لكي يصفوا‬ ‫ً‬
‫و«يكتبوا» الروشتة «التذكرة الطبية»‬
‫بالعقاقير الكيميائية‪ ..‬نعم لقد تم تعليمهم ّ‬
‫أن هذه العقاقير هي األداة‬
‫أو األدوات القوية لعالج المرض وتم «تصويرها وإبرازها» على أنها‬
‫هي وحدها فقط العالج الفعّال ‪« ..‬إنهم يكتبونويصفون الدواء ً‬
‫أوال ثم إذا‬
‫خطر على بالهم أو سنح بخاطرهم ذلك فعندئذ يوصون بعد ذلك بالحمية‬

‫‪22‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المكمالت فليس لها نصيب»!‬ ‫والنشاط الحركي والبدني‪ ..‬أما ّ‬


‫ثانياً‪« :‬افتتان وانبهار األطباء المعاصرين بالتكنولوجيا الجديدة‪ً ..‬‬
‫مثال‬
‫التفكير في التعديل الجيني للوقاية من أو منع السكري ‪ ..‬مثل آخر‬
‫‪ ..‬مضخة األنسولين‪ ..‬بل والتفكير بابتكار بنكرياس صناعي «يبرمج»‬
‫ويقرر احتياجات الجسم لألنسولين «ويفرزها» أوتوماتيكياً‪ ..‬والتفكير‬
‫بزرعه داخل الجسم اإلنساني ولقد اعتمدت على سبيل المثال هيئة الدواء‬
‫بديال عن «المبضع» أو‬ ‫ً‬ ‫والغذاء ‪ FDA‬رسمياً جهازاً لتوظيف الليزر‬
‫المشرط لثقب الجلد بدون ألم؟ وهنا نشير إلى أن معظم األطباء والمرضى‬
‫أن معظم هذه التقنيات أبداً لم‬ ‫أيضاً قد فاتهم أو لم ينجحوا في إدراك ّ‬
‫تُظهر أو تثبت أنها أفضل أو أنجح ِمن القديمة‪ .‬ثالثاً‪ :‬هناك ما يمكن تسميته‬
‫بالخضوع أو اإلذعان أو االمتثال أو التطابق والتشاكل ‪Conformity‬‬
‫بين األطباء فكراً وممارسة فالممارسة و»الخبرات» الطبية «المقبولة»‬
‫والسائدة في مزاولة المهنة أو ما يسمى ‪ Accepted practice‬لها‬
‫وزنها في الحقل الطبي‪ ..‬إنها تمثل سياجاً أو درجة على طريق السالمة و‬
‫األمان‪ ..‬إنهم) معظم األطباء ) يشعرون بالراحة واالطمئنان و»الخالص»‬
‫بأنهم قد عملوا ما جرى العُرف الطبي على اعتباره أفضل أو أحسن‬
‫اإلجراءات الُمتّبعة» ‪ ..‬وهذه لألمانة نص كلمات الطبيب الشهير د‪.‬‬
‫جوليان وايتيكر‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الوقاية والتداوي من السكري‬


‫كما يراه الطب الطبيعي‬

‫وفقاً لتوجهات الطب الطبيعي والبديل فإن البرنامج الوقائي والعالجي‬


‫من مرض السكري يجب أن يتم إعداده وتصميمه وتفصيله إن جاز‬
‫التعبير وفقاً للمتطلبات الخاصة بكل مريض فيراعى فيه الخصوصة‬
‫و«الشخصانية» وما يسمى بالفردانية البيوكيميائية ‪Individuality‬‬
‫‪. Biochemical‬‬
‫كذلك ليس فقط التعامل مع المرض كحالة مرضية يتم فيها «اختزال»‬
‫المريض على العضو المصاب فقط بمعزل عن باقي الجسم ‪Organ‬‬
‫‪ – Classification of Diseases‬وإنما مراعاة الرؤية الشمولية‬
‫للمريض ككل وعالجه على أنه وحدة واحدة كلية التتجزأ ‪.‬‬
‫نعم فنحن ال نتعامل مع المرض فحسب بل باألساس مع «المريض»‬
‫بذاته ولذا يراعى أيضاً عدم االقتصار على اختفاء األعراض وإنما‬
‫التعامل بشكل أساسي مع األسباب ‪ ..‬مسببات المرض حتى يتم إعادة‬
‫التوازن الداخلي في الجسم ‪ Homostatis Balance‬واستعادة‬
‫«التناغم» الباطني الفسيولوجي والبيولوجي والسيكولوجي للمريض‬
‫كذلك ال ينبغي أن يرتكز العالج على العقاقير الكيميائية إال كمالذ أخير‬
‫ال مفر وال مناص من اللجوء إليه ( بسبب أعراضها الجانبية الخطيرة‬
‫على المدى البعيد ) ‪ .‬بل يرتكز العالج على «توظيف» البدائل الطبية‬
‫المتاحة والتي أثبتت جدواها ( من عالج باألعشاب ‪Herbal Therapy‬‬
‫وعالج باألنزيمات ‪ Enzyme Therapy‬وعالج بالمكمالت الغذائية‬
‫والحمية الغذائية‬
‫ِ‬ ‫‪Nutritional Supplementation Therapy‬‬
‫‪ Dietary Therapy‬الخ ) ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إن الطب المعاصر يركز فقط على الجانب البدني ‪ Physical‬وكأن‬


‫البعد النفساني والعقالني واالنفعالي والروحي واالجتماعي والبيئي‬
‫كلها بمعزل عن ذلك وليس لها تأثير مطلقاً بينما يضع الطب الطبيعي‬
‫والشمولي والمكمل والمتمم بالبدائل الطبية كل هذه األبعاد الهامة في‬
‫االعتبار ويحسب لها حسابها ‪.‬‬
‫أن المريض‬ ‫إن الطب الطبيعي والبديل اليغفل الحقيقة األساسية وهي ّ‬
‫هو صاحب الحق والرأي األول بشأن صحته ويجب إعالمه بكل البدائل‬
‫الطبية المتاحة «والخاصة» بحالته المرضية كما ينبغي توعيته «وتعليمه»‬
‫وتوسيع أفقه ومداركه بشأن الصحة والغذاء والنظام الحياتي المعيشي‬
‫والقوى الشفائية الطبيعية ‪ Natures Cures‬وليس‬ ‫‪ Lifestyle‬‬
‫كما يفعل معظم أطباء اليوم باكتفائهم «باحتكار» الرأي واالرتكاز فقط على‬
‫استخدام العقاقير الكيميائية وتعمد عدم إخبار المريض باألعراض الجانبية‬
‫للعقاقير الكيميائية مما يترتب عليه فقدان عنصر الشفافية والصراحة» ‪..‬‬
‫وأيضاً حرمان المريض من حقه في اختيار البدائل الطبية «األقل ضرراً‬
‫وعدوانية»‪.‬‬
‫وهي ولحسن الحظ نفس الوسائل التي يرتكز عليها الطب الشمولي‬
‫والبديل بنظامه الفريد والمتميز و «والمتفرد» لكل مريض‬
‫‪A Whole – patient Tailored Protocol‬‬

‫‪25‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكري‬
‫مرض ّ‬

‫هو مرض يكون فيه الجسم غير قادر على ضبط وتنظيم والتحكم في‬
‫الجلوكوز «سكر الدم» ‪ :‬الوقود الذي يُستخدم بواسطة الخاليا إلنتاج‬
‫الطاقة‪.‬‬
‫كذلك ال يكون فيه الجسم قادراً على ضبط وتنظيم والتحكم في األنسولين‬
‫الهورمون الذي يساعد «ويرافق ويصاحب» الجلوكوز في دخول الخاليا‬
‫بل ويمكن القول أن السكري هو مجموعة أمراض ال يستطيع فيها الجسم‬
‫وبالشكل األمثل أن يحول ويستقبل السكريات والنشويات واألطعمة‬
‫األخرى إلى طاقة على النحو المعتاد أو الطبيعي والمعروف أن الطعام‬
‫حتى تتمكن‬‫أوال أن يتحول إلى جلوكوز «سكر دم» ّ‬ ‫الذي نأكله يجب ً‬
‫الخاليا من االستفادة منه كوقود إلنتاج الطاقة الالزمة للحياة وبعد تحوّل‬
‫الطعام لجلوكوز «سكر دم» يجب دخوله للخاليا حتى يتم «حرقه»‬
‫ُفرز بواسطة خاليا بيتا‬
‫كوقود‪ ...‬وهنا يأتي دور األنسولين «الهورمون الم َ‬
‫‪ Beta Cells‬في البنكرياس‪.‬‬
‫إن األنسولين هو القائد «والسائس» والدليل المرشد المصاحب‬ ‫ّ‬
‫و»المواكب» الذي «يرافق» الجلوكوز» سكر الدم» لدخول الخلية‪ :‬إنه‬
‫ّ‬
‫و»يمكنه» من ذلك‪.‬‬ ‫الذي يتيح للجلوكوز ذلك‬
‫عندما يحدث أن «يفشل» الجسم في إنتاج األنسولين «الكافي» أو في‬
‫استخدامه على النحو المالئم واألمثل فعندئذ يتراكم و «يتكدس» الجلوكوز‬
‫«سكر الدم» في مجرى الدم‪.‬‬
‫إن األنسولين هو الذي يتحكم و «يضبط» مقادير السكر في الدم‬
‫وأيضاً هو الذي يضبط ويتحكم في النسب والمُع ّدالت التي يُمتص (يتم‬
‫امتصاص) الجلوكوز بها في الخاليا‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكري فإن سكر الدم يتراكم في مجرى الدم ً‬


‫بدال من‬ ‫وفي مرضى ّ‬
‫انتقاله وأخذه بواسطة األنسولين واصطحابه إياه حتى يتم استالمه بواسطة‬
‫السوي في معّدالت سكر الدم‬
‫الخاليا‪،‬مما ينجم عنه الزيادة واالرتفاع غير ّ‬
‫وبالتالي يحدث فرط سكر الدم ‪ Hyperglycemia‬وفي حالة التواني عن‬
‫عالج السكري تحدث مضاعفات خطيرة (انظر‪ :‬مضاعفات السكري)‪.‬‬
‫السكري بشكل عام لقسمين رئيسيين‪:‬‬
‫هذا وينقسم مرض ّ‬

‫السكري من النوع األول ‪I Diabetes Type‬‬

‫ويُسمّى السكري المعتمد األنسولين ‪Insulin dependent-‬‬


‫‪ diabetes mellitus‬أو ‪ IDDM‬وهو ينشأ بسبب االفتقار لألنسولين‬
‫(وهذا ناجم عن التضرر والتلف الذي أصاب خاليا بيتا في البنكرياس‬
‫وهي الخاليا الخاصة بإنتاج األنسولين‪ ،‬فلم تعُد تستطيع أن تصنع أو‬
‫كاف لضبط وتنظيم سكر الدم» الجلوكوز»‪ ..‬وبالتالي فإن‬ ‫تنتج أنسولين ٍ‬
‫وحقن األنسولين‪.‬‬
‫المريض يتطلب مكمالت األنسولين ُ‬
‫والنوع األول هذا يُسمى أيضاً سكري الصغار أو الناشئين ‪Juvenile-‬‬
‫‪ Onset diabetes‬وذلك بسبب ظهور أعراضه بشكل واضح في‬
‫الطفولة أو الناشئة ‪.‬‬
‫نسبة المصابين به هي من ‪ 10%-5‬من إجمالي المصابين بأمراض‬
‫السكري بوجه عام‪..‬‬
‫ويُعتبر النوع األول هذا «مرضاً مناعياً» بمعنى ّ‬
‫أن النظام المناعي‬
‫مثال يتّجه لمهاجمة الجسم ذاته‬ ‫في الجسم وبسبب مسببات حساسيته ً‬
‫وخالياه بشكل عام أي (الجسم ضد ذاته) فهنا قامت أنظمة الجسم الدفاعية‬
‫«المناعية» باإلضرار بخاليا بيتا في البنكرياس والمنتجة لألنسولين ويعتقد‬
‫الخبراء أن هذه «االستجابة» المناعية أو رد الفعل المناعي هي بسبب‬

‫‪27‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫عدوى فيروسية‪ ..‬مما ينجم عنه تلف و»دمار» هذه الخاليا وعجزها عن‬
‫إنتاج األنسولين‪.‬‬
‫السكري من النوع الثاني ‪: II Diabetes Type‬‬

‫ويسمى سكري الكبار ‪Maturity or Adult- onset Diabetes‬‬


‫السكري غير المعتمد على األنسولين ‪Non- insulin-‬‬ ‫ويُسمّى أيضاً ّ‬
‫‪ dependent diabetes mellitus ((NIDDM‬ألنه ال ينشأ‬
‫بسبب‪:‬‬
‫‪.1‬االفتقار لألنسولين بل بسبب عدم قدرة الجسم أو عدم استطاعته‬
‫استعماله و «توظيفه» بكفاءة‪.‬‬
‫‪.2‬أو بسبب وجود مقاومة أنسولينية ‪ Insulin resistance‬أو مقاومة‬
‫لألنسولين‪ ..‬مقاومة من الخاليا وخاصة المسماة مستقبالت األنسولين‬
‫‪ Insulin receptors‬لالستجابة أي بعدم االستجابة لألنسولين‪..‬‬
‫وبالتبعية عدم امتصاص الخاليا للجلوكوز «سكر الدم» بالقدر المالئم‬
‫والكافي إلنتاج و» توليد» الطاقة ‪...‬‬
‫وهذا يحدث عادة بالرغم من «زيادة» إنتاج األنسولين‪ ..‬مما يعني‬
‫أن الدم يحتوي على أنسولين «كثير» وعلى جلوكوز» سكر‬ ‫و»يتضمن» ّ‬
‫دم» أيضاً كثير‪.‬‬
‫النوع الثاني من السكري وهو األكثر شيوعاً فهو يُصيب ما بين ‪-90‬‬
‫‪ 95%‬من إجمالي المصابين بالسكري وهو يحدث في أواسط العمر‪ ..‬ومع‬
‫التقدم في السن‪« ..‬وكبار السن» ‪.‬‬
‫وفي سكري الكبار هذا فإن األنسولين وكما ذكرنا موجود بالفعل‬
‫كاف أو مالئم ألسباب عديدة منها‪ :‬السمنة‪ ..‬وضغط‬ ‫ولكن األداء غير ٍ‬
‫الدم المرتفع فكليهما يمكن أن يعيق انسياب و»تدفق» األنسولين للخاليا‬
‫العضلية‪ .‬وألنها تتنافس مع باقي الخاليا في الحصول على األنسولين فإن‬

‫‪28‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الخاليا الدهنية ‪ Fat cells‬والتي تملك مستقبالت أنسولين قدرها ‪300‬‬


‫مرة (‪ )times 300‬قدر الموجود منها في الخاليا العضلية‪.‬‬
‫السكري يُعجل «بتراكم» دهون «الجسم‪..‬‬ ‫وبمعنى أوضح فإن مرض ّ‬
‫والتي هي بدورها تزيد الحالة المرضية سوءاً‪.‬‬
‫إن كفاءة وفعالية األنسولين يمكن أن تتدنّى وتتدهور وتتناقص‬ ‫نعم ّ‬
‫بسبب عوامل أخرى منها حدوث ردود أفعال «هورمونية» بسبب أو إزاء‬
‫الضغوط ‪ stress‬وأيضاً وإن كان في حاالت نادرة إنتاج شكل «مشوه»‬
‫من األنسولين غير قادر على «االرتباط» بالمستقبالت األنسولينية» أعني‬
‫مستقبالت األنسولين في الخاليا أو «في مراكز االستالم «كذلك فإن ثمة‬
‫نقص في «مواقع»‬ ‫ٌ‬ ‫حاالت نادرة ينشأ فيها (في الكبد والخاليا العضلية)‬
‫مستقبالت األنسولين مما يجعلها غير حساسة إيجابياً وعلى نحو تفاعلي‬
‫لالستجابة لألنسولين‪.‬‬

‫أسباب «حدوث» سكري الصغار أو السكري من النوع األول‬


‫يبدو أن سكري النوع األول ينتج من تداخل ثالثة عوامل‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬المي���ل أو القابلي���ة أو االس���تعداد الوراث���ي ‪Inherited‬‬
‫‪: Susceptibility‬‬
‫والمقصود أنه إذا كان هناك قرابة عائلية (أخ أو أخت) أو من ساللة‬
‫السكري فإن فرصة‬ ‫أسرة فيها من كان مريضاً بهذا النوع من مرض ّ‬
‫اإلصابة بالمرض هي (‪ )20 : 1‬واحد إلى عشرين ً‬
‫بدال من أن تكون (‪:1‬‬
‫‪ )300‬واحد إلى ثالثمائة للذين ليس لديهم القابلية أو االستعداد الوراثي‬
‫وعموماً فقد كانت هناك دراسات للتوائم بهذا الخصوص ألن «الشكل»‬
‫الجيني والتماثل للتوائم المتطابقين ‪ .. Identical twins‬هو ذاته وقد‬
‫تمخضت نتائج دراسات عديدة عن أنه إذا كان أحد التوائم المتطابقين عنده‬

‫‪29‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫سكري النوع األول هذا فإن التوأم اآلخر «الثاني» ينشأ عنده المرض‬
‫بنسبة ‪ 50%-25‬وليس ‪ 100/100‬وهذا أ ّدى لفرضية أن المرض سكري‬
‫النوع األول ليس هو ذاته الوراثي ولكن ثمة شيء آخر هو الذي يزيد من‬
‫خطر إصابة المرض أو الفرد به وكل هذا ليس معناه أن المرض يظهر‬
‫أو «ينحصر» أو يقتصر على عائالت مُعينّة‪.‬‬
‫بل وفي الواقع فإن «شكله الجاد» يمكن أن ينشأ أو يظهر في أناس‬
‫ال يحملون تاريخاً أسريا عائلياً وراثياً مرضياً في هذا الشأن‪ ..‬بل وفي‬
‫الحقيقة أيضاً‪ ..‬فإن ‪ 85%‬من كل المصابين بسكري النوع األول ال يحملون‬
‫«الطابع» الوراثي أو الملف المرضي األسري الوراثي ‪.‬‬
‫إن مُع ّدالت أو «نسب» المصابين بمرض السكري من النوع األول‬
‫يمكن أن تزيد وبشكل ملحوظ عندما ينتقل أو «يهاجر» األطفال من مناطق‬
‫أو أقطار نسبة المرض فيها قليلة أو نادرة نسبياً نقول « يهاجرون» للدول‬
‫المتقدمة فعلَى سبيل المثال زادت هذه «النسب» أو المعدالت بين األطفال‬
‫من أصل أسيوي عندما هاجروا إلى بريطانيا وذلك بما يعادل ‪ 4‬أضعاف‬
‫(في فترة ُقدرت بعشر سنوات) وأيضاً زادت بما يُقارب سبعة أضعاف‬
‫بين المهاجرين من الجزر «البولينيزية» بالمحيط الهادي (مثل جزيرة‬
‫ساموا الغربية ‪ )Samoa‬إلى نيوزيلندا ولهذا يمكن القول بأن «العوامل‬
‫فسر أو تشرح أو «توضح» السبب بشكل حاسم في مثل‬ ‫الجيينية « ال تُ ّ‬
‫السريع وهذا يعني ّ‬
‫أن العوامل البيئية تلعب‬ ‫هذا «التغيّر» أو «التفشي» ّ‬
‫دوراً أكبر وأخطر بكثير‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التضرر الحاد والعنيف والتلف في خاليا بيتا‪:‬‬


‫هذا السبب ناتج عن عامل أو عوامل بيئية سبّبت التهاباً بالبنكرياس‪:‬‬
‫الحالة المسماة طبياً ‪( Insulitis‬التهاب الخاليا الخاصة باألنسولين)‬
‫والذي يُرسي ويتسبب بتدمير خاليا بيتا المنتجة لألنسولين‪ ..‬والنتيجة‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫سكري النوع األول ‪. I Diabetes Type‬‬


‫فمثال ذكر الدكتور‬ ‫ً‬ ‫إن أول العوامل البيئية‪ :‬العدوى الفيروسية‬
‫‪ J.W.yoon‬في تقرير طبي نُشر في ‪The New England Journal‬‬
‫‪ of Medicine‬عن حالة طفل في العاشرة ظهر لديه سكري النوع‬
‫األول عقب إصابته باألنفلونزا وقد تم «عزل» و»فصل» واستخالص‬
‫الفيروس الذي تسبب بمرض الطفل وتم حقن الفيروس في تجربة معملية‬
‫في حيوانات التجارب وبالفعل تسبب الفيروس «بتدمير» وتلف خاليا‬
‫البنكرياس لدى حيوانات التجارب مما نجم عنه ظهور هذا الشكل من‬
‫السكري في نفس حيوان التجارب‪.‬‬
‫ويذكر الدكتور جوليان وايتيكر‪: Dr. Whitaker‬‬
‫إن األمراض الفيروسية مثل النكاف «التهاب الغدة النكفية ْال َمعدي‬
‫ّ‬
‫وجديري الماء ()‪Varicella‬‬ ‫‪ Mumps‬والحصبة ‪ُ Measles‬‬
‫‪ Chicken Pox‬وغيرها هي في الغالب سابقة أو تُشكل سابقة‬
‫‪ Antecedent‬قبل نشوء سكري النوع األول‪.‬‬

‫العوامل البيئية‪:‬‬
‫التعرض لسموم بيئية كيميائية‪ :‬فقد ذكرت بعض التقارير الطبية نشوء‬ ‫ّ‬
‫أو ظهور المرض عقب التعرض لمبيدات حشرية عديدة وغيرها من‬
‫السموم الكيميائية البيئية‪ ،‬بل تطرقت بعض الدراسات لفرضية وجود رابطة‬
‫تضرر و«تلف» البنكرياس وبين مادة النيتروسامينات‬ ‫ّ‬ ‫«محتملة» بين‬
‫‪ Nitrosamines‬وهي مواد كيماوية ضارة تتكون في الجسم عقب‬
‫وبعد استهالك‪ -‬النيترات ‪ :Nitrates‬المواد المضافة للحوم واألطعمة‬
‫المعالجة بالتمليح وأيضاً « المدخنة» ‪( Smoked‬مثل الالنشون‪-‬‬
‫المورتديلال والهوت دوجز(النقانق) السالمى الرنجة (البسطرمة) نعم‬
‫أن تُدمّر‪ -‬وبشكل مباشر‪ -‬خاليا بيتا بالبنكرياس‬
‫إن العوامل البيئية هذه إمّا ّ‬

‫‪31‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أو أَ ْن تُرسي و»تضع» األساس لرد فعل أو استجابة من الجهاز المناعي‬


‫في الجسم إزاءها وهذا «الفعل» المناعي‪ -‬يؤدي هو بذاته المهمة‪ ..‬وحتى‬
‫التوتر والكرب والضغوط ‪ Stress‬هي أيضاً عامل آخر‪،‬‬
‫ذكر أحد األطباء المرموقين أن بعض مرضاه المصابين بسكري النوع‬
‫تعرضه لضغوط وتوترات شديدة قبل ظهور المرض‬ ‫ّ‬ ‫األول هذا قد ذكر له‬
‫عنده بمدة ‪ 12-6‬شهراً‪ .‬ولقد أظهرت دراسات حديثة وأك ّدت و»أي ّدت»‬
‫أن هذه التوترات والضغوط يمكن أَ ْن تغيّر أو تُحوّر في أداء الجهاز‬
‫المناعي وخاصة عند هؤالء الذين لديهم القابلية الوراثية‪( .‬انظر فصل‬
‫السكري)‪.‬‬
‫التوتر المحفز لظهور ّ‬

‫ثالثاً‪:‬االستجابة المناعية الخارجة عن ّ‬


‫السيطرة‪:‬‬
‫السبب األول واألساسي والجوهري‪ ,‬ومن المعروف أن‬ ‫إنها ّ‬
‫الجهاز المناعي يُدافع و»يحمي» الجسم بإنتاج ما يُسمّى األجسام‬
‫المضادة‪ Antibodies‬وهي خاليا متخصصة تساعد الجسم بدفع‬
‫«وصد» أذى البكتيريا والفيروسات و»غيرها» من المواد «الغريبة» أو‬
‫«األجنبية» التي تُهدد الجسم‪ .‬إن مرض السكري من النوع األول «ينشأ»‬
‫مضادة بمهاُجمة أنسجة أو خاليا بالجسم «ذاته»‬ ‫عندما تقوم األجسام الُ ّ‬
‫فتُ ّدمر هنا – وبالخطأ‪ -‬خاليا بيتا الُمنتجة لألنسولين‪ ..‬كما لو كانت هذه‬
‫الخاليا «مواداً أجنبية» أو «عدواً غريباً» عن الجسم‪.‬‬
‫لقد أظهرت المدونات الطبية ذلك‪ :‬أي وجود (األجسام المضادة لخاليا‬
‫بيتا) وبنسبة ‪ 75%‬من كل مرضى سكري النوع األول بينما رد الفعل‬
‫إال ‪ 2%‬عند اآلخرين غير المصابين‪:‬‬ ‫السوي هذا ال يمثل ّ‬ ‫المناعي غير ّ‬
‫إن وجود هذه األجسام المضادة ورد فعلها إزاء‬ ‫بسكري النوع األول‪ّ .‬‬
‫البنكرياس هو عنصر إصابة حاسم وباألخص عند الصغار ممن لديهم‬
‫القابلية الجينية الوراثية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أعراض (سكري النوع األول)‬

‫يتسم باألكثر بأربعة أعراض كالسيكية‪:‬‬


‫* كثرة التبوّل وتع ّدد مرات التبول (ما يُسمى طبياً ‪.)Polyuria‬‬
‫* العطش المتزايد‪« :‬الدافع والُملِ ّح» لشرب مقادير كبيرة من ّ‬
‫السوائل‪:‬‬
‫وذلك للتعويض و»اإلحالل» عن النقص فيها بسبب كثرة التبول‪ ..‬وهذا‬
‫يسمى طبياً ‪ “ Polydepsia‬العُطاش أو شدة العطش»‪.‬‬
‫* الجوع الضاري (النهم) وكثرة وزيادة‪ ..‬األكل وذلك في محاولة‬
‫من الجسم إلطعام وإشباع الخاليا المتضوّرة جوعاً ويُسمى طبياً‬
‫‪ّ Polyphagia‬‬
‫(الشره أو ال َن َهم)‬
‫* نقص الوزن‪ :‬بالرغم من كثرة تناول الطعام وذلك بسبب أن الخاليا‬
‫ال تستفيد أو تنتفع بالشكل المعتاد من الجلوكوز «سكر الدم» ‪.‬‬
‫وهذه األعراض كلها ترجع إلى ولها صلة بـ الُمعدالت المرتفعة من‬
‫السكر في الدم وعدم قدرة الجسم على تنقية و»إفراغ» و»إخالء» مجرى‬ ‫ّ‬
‫الدم منها كما هو المعتاد في توظيفها لتوليد الطاقة هذا ومن المعروف‬
‫أنّه عندما تكون معدالت سكر الدم «عادية» فإن الكلى تصون و»تحافظ‬
‫وتُبقي على سكر الدم‪.‬‬
‫وبالتالي فإنه ال يُوجد أو «يظهر» في البول ولكن إذا كانت هناك‬
‫معدالت عالية ومرتفعة بهذا الشكل (أي المصاحب للمرض‪ :‬سكري‬
‫النوع األول) فإن هذه المعدالت «تفوق» و «تتغلب» على ُقدرة الكلى‬
‫(الخاصة بصيانة و «اإلبقاء» على سكر الدم)‪..‬‬
‫وبالتالي فإنه يتم إفراز و «طرح» مقادير كبيرة من البول المحتوي‬
‫على الجلوكوز‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫العوامل التي تساهم بظهور سكري النوع الثاني‬

‫كما ذكرنا فإنه ليس ثمة خلل أو علة أو شائبة تتعلّق بإنتاج األنسولين‬
‫كما هو الحال في سكري النوع األول وفي الحقيقة فإنه بينما يُنتج‬
‫الشخص الخالي من المرض حوالي ‪ 31‬وحدة أنسولين يومياً فإن الُمصاب‬
‫بسكري الكبار ربما «يفرز» أو «ينتج» ما قد يصل إلى ‪ 114‬وحدة‬
‫أنسولين!‬
‫نؤكد أننا هنا ال «ننظر» إلى أو نعاني نقصاً في األنسولين‬ ‫ولذا ّ‬
‫بل ثمة أمر آخر هو وجود «عائق» يتعلّق بقدرة خاليا الجسم‪ -‬أي‬
‫يعوق من انتفاعها باألنسولين «المفرز» نعم هناك «مفاتيح أنسولينية»‬
‫كثيرة المفترض أن باستطاعتها أن «تفتح» الخاليا الستقبال سكر الدم‬
‫«الجلوكوز» ‪.‬‬
‫ولكن مستقبالت األنسولين في الخاليا «مُشوّشة» وال تستجيب‬
‫بالشكل المعتاد «والكافي» بل وبالعكس تعترض سبيل ذلك نعم هناك‬
‫ما يسمى بـ *المقاومة األنسولينية أو المقاومة لألنسولين ‪Insulin‬‬
‫‪..Resistance‬‬
‫*المقاومة لألنسولين ‪Insulin Resistance‬‬
‫وهي تمثل العامل الهام عند ‪ 90%‬من مرضى السكري (سكري الكبار)‬
‫وذلك بنفس أهمية نقص األنسولين عند مرضى السكري من النوع األول‬
‫(والذين يُشكلون أو يمثلون ‪ 10%‬فقط من إجمالي كل مصابي السكري‬
‫بوجه عام) وثمة عوامل عديدة لها ارتباط بنشوء هذه المقاومة األنسولينية‬
‫منها‪:‬‬
‫* البدانة‪Obesity :‬‬
‫أو باألصح «تعاظم» وكبر الحصة أو الحجم أو الجزء أو «النسبة»‬
‫في القسم الدهني (الشحمي) في أنسجة الجسم‪ ..‬نعم في البدناء فإن مرض‬

‫‪34‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكري من النوع الثاني شائع في «محيط وسط الجسم البالغ ‪ 42‬بوصة»‬


‫السلبي» فيما يتعلق بحساسية استجابة‬
‫نعم يجب إدراك دور البدانة و»فعلها ّ‬
‫الخاليا لألنسولين‪..‬‬
‫ونعني أن البدانة تحفز وتؤدي لقلة الحساسية وقلة أو ت ّدني االستجابة‬
‫من قبل الخاليا لألنسولين‪ ..‬وهذا يعني ضمن ما يعنيه أنه حتى في حالة‬
‫استخدام ُحقن األنسولين مثلما هو الحال في بعض الحاالت أو األحيان‬
‫عند بعض مرضى سكري النوع الثاني فإنّه أي األنسولين لن يعمل‬
‫كما ينبغي‪ ..‬بل وفي الغالب فإن األمر سيتطلب جرعات أنسولين أكبر‪..‬‬
‫وأكبر‪!-‬‬
‫* النوع الغذائي‪:‬‬
‫أو باألصح الشكل الغذائي السيئ وغير الصحي وغير «السليم»‪:‬‬
‫السيئة وغير الصحية هي عامل رئيس مرتبط بـ‬ ‫إن طريقة التغذية ّ‬
‫ويساهم بحدوث‪ -‬المقاومة األنسولينية‪ ..‬وبزيادة الوزن‪ ..‬ومن ثم فهي‬
‫سبب هام في سكري الكبار و»المذنبون» هنا من خلف الّستار االستهالك‬
‫المتزايد للدهون والزيوت واألطعمة الدهنية‪ ..‬ومنهم الكربوهيدرات‬
‫المصفاة والمنخولة والمفتقرة لأللياف الغذائية ومنها السكر األبيض‬
‫والدقيق األبيض‪ ..‬ولهذا فإن «تعديل» واستبدال هذا الشكل السيئ من‬
‫التغذية بنظام غذائي صحي ومالئم ويؤدي إيجابا للحساسية الفعالة إزاء‬
‫أمر ضروري وهام‬ ‫األنسولين ‪ ..‬هذا االستبدال أو التغيير لألفضل هو ٌ‬
‫لمرضى سكري الكبار‪.‬‬
‫* قلة أو عدم أو (انعدام) النشاط الحركي‪:‬‬
‫عدم ممارسة الرياضة والتمارين البدنية ‪Exercise Inactivity‬‬
‫‪or Lack of‬‬
‫نعم إنه عامل مرتبط بـ ويساهم في نشوء المقاومة األنسولينية بل‬
‫وربما تسبب بنشوء وظهور المرض عند البعض وباإلضافة لذلك فإنه‬

‫‪35‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫غالباً ما يقود للسمنة التي تجعل العلة تتفاقم‪..‬‬


‫هذا ويجب أن نعي أن االلتزام ببرنامج أو «بروجرام» تدريبي وحركي‬
‫وممارسة النشاط البدني أو «الجسمي» يزيد وبشكل فعال ودرامي من‬
‫حساسية الخاليا المستقبلة لألنسولين بشكل إيجابي وفعّال إزاء األنسولين‬
‫ُحسن‬
‫واستجابتها بالشكل السوي و»غير المقاوم» لألنسولين‪ ..‬وكل ذلك ي ّ‬
‫‪ ..‬الوضع الصحي لمريض السكري وكيفية تعامله مع المرض‪.‬‬
‫* نقص بعض العناصر الغذائية ‪:‬‬
‫(من فيتامينات ومعادن معينة الخ)‬
‫فمثال االفتقار للكروميوم والمنجنيز والمغنسيوم والزنك والفاناديوم‬ ‫ً‬
‫من المعادن وفيتامين ‪ B6‬والبيوتين (‪ B8) Biotin‬وفيتامين ‪ E‬كمثال‬
‫من الفيتامينات وكذلك المساعد اإلنزيمي ‪ CO Q10‬وحمض ألفا ليبوك‬
‫(انظر كل في موضعه)‪ ،‬ونكرر ‪ :‬إن الرابطة أو «الصلة» بين المقاومة‬
‫األنسولينية وبين سكري الكبار قد اتضحت وتم ثبوتها وإقامة األدلة عليها‬
‫منذ أكثر من سبعين سنة‪ ،‬وهي اآلن موضوع أو «عنوان» ساخن في‬
‫البحوث الطبية ليس مرتبطاً فقط بسكري الكبار ولكن أيضاً بضغط الدم‬
‫المرتفع وبت ّدني وانخفاض معدالت الكوليسترول الصحي والمفيد ‪HDL‬‬
‫وأيضاً بارتفاع معدالت دهون الدم الثالثية (التراي جليسيريدات)‬
‫وبزيادة خطر اإلصابة باألمراض الوعائية الدموية القلبية‪ ..‬وكلها مجموعة‬
‫أُطلق عليها متالزمة «‪X “ Syndrome‬‬
‫وبالرغم من وجود دالئل قوية ومتنامية ومتعاظمة عن دور عوامل‬
‫النمط الحياتي والمعيشي في نشوء المقاومة األنسولينية وأيضاً في عالجها‬
‫إال أن معظم األطباء ما زالوا أو ال يزالون‬ ‫(إن تم تدارك الخلل وإصالحه) ّ‬
‫وبدال من أن يُشيروا بالتغيرات «الحياتية» التي تُ ّ‬
‫حسن‬ ‫ً‬ ‫يتجاهلون ذلك‬
‫يركزون‪ -‬عامدين ولألسف على‬ ‫ّ‬ ‫استجابة الخاليا لألنسولين‪ ..‬فإنهم تقريباً‬
‫العقاقير التي توّخذ بالفم (مثل الجلوكوفاش) ‪ ..‬وعلى ُحقن األنسولين‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫حالة ما قبل السكري‬


‫حتى « ال تقطع» أو تتجاوز اإلشارة الحمراء‬

‫باختصار حالة ما قبل السكري تعني أنك في طريقك لإلصابة‬


‫بالسكري‪.‬‬
‫مرحلة ما قبل السكري هي حالة تكون فيها مستويات سكر الدم أعلى‬
‫من المعتاد ولكنها ليست عالية جداً لكي تُعتبر سكري‪ .‬فقبل أن يحدث‬
‫السكري في شكله الكامل يمر الناس عاد ًة بفترة يصبحون فيها في مرحلة‬
‫ما قبل السكري مع أنه غالباً قد ال يتم التعرف عليه‪.‬‬
‫إن اإلصابة بالسكري ال تظهر فجأة من الالمكان مثل صاعقة البرق‬
‫هذا رغم أنك تحس ذلك الشعور عندما يُعطى لك التشخيص‪.‬‬
‫بل أن السكري يتقدم ببطء من الحالة العادية للسيطرة على غلوكوز‬
‫الدم إلى مختلف المراحل الوسيطة إلى أن تصبح سيطرتك على غلوكوز‬
‫الدم أخيراً ضعيفة جداً ويتم تشخيص حالتك كمريض سكري‪ .‬في الحقيقة‬
‫إن معظم الناس تظل سيطرهم على غلوكوز الدم ضعيفة لخمس أو لعشر‬
‫سنين قبل التشخيص وهم ال يعرفون ذلك‪.‬‬
‫ربما ليس لمرحلة ما قبل السكري أعراض ظاهرة بسبب أن مستوى‬
‫سكر الدم ليس عالياً بدرجة كافية لكي يسبب الظمأ للماء‪.‬‬
‫لذا فقد تكون لديك تلك الحالة منذ سنوات دون أن تعرفها‪ .‬لكن يبقى‬
‫من المهم التعرف عليها ومعالجتها‪.‬‬
‫يذكر البرنامـج التعليمـي الوطني لمرض السكري‬
‫(‪The National Diabetes Education Program (NDEP‬‬
‫ثالثة أسباب عن لماذا أنه أمر حيوي أن تعرف عما إذا كان لديك حالة ما‬
‫قبل السكري أم ال‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫• مستويات جلوكوز الدم في نطاق ما قبل السكري تضع الشخص‬


‫عند نسبة خطورة ‪ % 50‬في المائة لإلصابة بالسكتة أو النوبة القلبية‪.‬‬
‫• إن السكري من النوع الثاني يمكن تأخير حدوثه أو منعه من خالل‬
‫تغيير نمط الحياة‪.‬‬
‫• بالنسبة للكثيرين الذين لديهم حالة ما قبل السكري فإن تغيير نمط‬
‫الحياة يمكنه فعلياً أن يجعل تلك الحالة تتراجع فيما يشبه إدارة عقارب‬
‫الساعة عكسياً وأن يعيد مستويات جلوكوز الدم المرتفعة إلى المدى‬
‫العادي‪.‬‬
‫هذا ومن األهمية بمكان أن نعرف – ونعي ونتفهم – ما تمخضت عنه‬
‫األبحاث والدراسات من أنه حتى ولو لم « يظهر « السكري بعد فإن‬
‫مرحلة ما قبل السكري هذه تكون مصحوبة بخطر اإلصابة بعلل صحية‬
‫ولذلك يجب العناية بعالجها ‪.‬‬
‫ومن هذه المشاكل الصحية وجود معدالت كوليسترول مرتفعة‬
‫ومعدالت دهون دم مرتفعة وضغط دم مرتفع وميل الدم للتجلط (تماماً‬
‫مثلما هو الحال مع السكري ولكن بدرجات أقل) كذلك فإن « األمر «أو‬
‫الحال اليزال مرتبطاً بزيادة خطر اإلصابة باألمراض القلبية والوعائية‬
‫الدموية وبالسكتة الدماغية وغير ذلك‪ ،‬ولهذا فليس من الحكمة « تجاهل «‬
‫أو التقليل من خطورة وجود حالة «تحمل سكر الدم بالشكل غير السوي»‬
‫هذه ‪..‬‬
‫ومن حسن الحظ أنه يمكن اتخاذ اإلجراءات الوقائية والعالجية‬
‫المناسبة لتدارك األمر قبل فوات األوان ‪ ،‬هذا والكثير من األطباء يعتبر‬
‫مرحلة ما قبل السكري أنها هي ذاتها التي يشار إليها في الكتابات الطبية‬
‫باسم متالزمة ‪ X Syndrome‬ومتالزمة ‪ X‬هذه « تصف « مجموعة‬
‫من المشاكل الصحية غير السوية التي تظهر بسبب اإلفراط باستهالك‬
‫الكربوهيدرات المصفاة والمنخولة و»البسيطة» (أي غير المركبة أو‬

‫‪38‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المعقدة بمعنى أنها ال تحتوي على ألياف غذائية ‪ ...‬الخ) وبخاصة من‬
‫ِق َبل هؤالء الذين لديهم استعداد وراثي لإلصابة بالسكري ‪.‬‬
‫تقدير الخطورة لديك‬
‫إليك بعض العوامل التي توضح تطور حالة ما قبل السكري وحالة‬
‫السكري من النوع الثاني فكلما كانت لديك عوامل خطورة أكثر فإذا كنت‬
‫صاحب وزن زائد كلما كانت فرصتك للتعرض لهذه الحاالت أكبر‪ ،‬غير‬
‫أن األخبار السارة هي أن الكثير من عوامل الخطورة هذه قابلة للتعديل‬
‫معطية العديد من فرص التدخل‪.‬‬
‫تعليقات‬ ‫عامل الخطورة‬

‫كلما تقدمت في السن كلما ارتفع احتمال‬


‫حدوث السكري‪ .‬وبالتقريب فإن ‪ 1‬من‬
‫من عمر ‪ 45‬سنة فما فوق‬
‫كل ‪ 4‬ممن هم في عمر ‪ 65‬سنة فما‬
‫فوق مصابون بالسكري‪.‬‬

‫إن أكثر من ‪ 80‬في المائة من الذين‬


‫لديهم السكري من النوع الثاني هم من‬
‫الوزن الزائد‬
‫أصحاب الوزن الزائد‪ .‬فكلما زاد وزنك‬
‫كلما ارتفعت فرصة الخطورة لديك‪.‬‬

‫الشحم المفرط المحمول حول البطن‬


‫محيط الخصر أكثر من ‪ 40‬بوصة للذكور‬
‫مرتبط خصوصاً بالمقاومة لألنسولين‬
‫أو ‪ 35‬بوصة لإلناث‬
‫وخطورة اإلصابة بالسكري‪.‬‬

‫أن يكون لديك تاريخ سكري في األسرة‬


‫يزيد من فرصة الخطورة لديك‪ .‬وكلما‬ ‫في حالة أن الوالدين أو األخوة‬
‫كانت الصلة أقرب كلما زاد ارتفاع‬ ‫مصابون بالسكري‪.‬‬
‫عامل الخطورة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫يظهر سكري الحمل أحياناً أثناء المراحل‬


‫المتأخرة من الحمل‪ .‬وهو يختفي تماماً‬
‫في حالة سكري الحمل السابق‬
‫بعد الوالدة لكنه يزيد من فرصة خطورة‬
‫حدوث السكري في المستقبل‪.‬‬

‫إن انخفاض الكوليسترول ‪HDL‬‬


‫في حالة أن الكوليسترول ‪( HDL‬المفيد) و الغليسريدات الثالثية العالية‬
‫(المفيد) ‪ 35‬أو أقل‪ ،‬أو أن مستوى كالهما يشير إلى أنك ربما ال تستجيب‬
‫الغليسريدات الثالثية ‪ 150‬أو أعلى عادة لألنسولين الخاص بك (وهي حالة‬
‫تعرف بالمقاومة لألنسولين)‪.‬‬

‫إن ضغط الدم المرتفع غالباً ما يكون‬


‫في حالة أن ضغط الدم ‪ 90/140‬أو مقترناً بالمقاومة لألنسولين األمر الذي‬
‫يؤكد حدوث حاالت السكري من النوع‬ ‫أعلى‬
‫الثاني‪.‬‬

‫كون أنك كثير الجلوس فإن هذا يضعف‬


‫في حالة أداء التمارين الجسمانية‬
‫مقدرة خاليا الجسم لتحريك الجلوكوز‬
‫بأقل من ‪ 3‬مرات في األسبوع‬
‫من الدم إلى داخلها‪.‬‬

‫لماذا ومتى يجب عليك إجراء اختبارات لحالة ما قبل السكري؟‬


‫إن معظم الذين لديهم حالة ما قبل السكري ال يعرفون ذلك في الوقت‬
‫الذي يكون فيه الضرر الذي يحدث داخل الجسم كبيراً وأن تركه دون كبح‬
‫يجعل هذه الحالة تتطور إلى سكري كامل من النوع الثاني‪.‬‬
‫وهذا يفسر لماذا أن معاهد الصحة الوطنية‪ ،‬أي جمعية السكري‬
‫األمريكية والكثير من المنظمات الصحية على مستوى العالم تنصح أطباء‬
‫العناية الصحية أن يعلنوا بصفة روتينية عن المرضى الذين هم في خطر‬
‫‪40‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫من اإلصابة بحالة ما قبل السكري‪.‬‬


‫فإذا اكتشفت أن لديك حالة ما قبل السكري يجب عليك اتخاذ إجرا ٍء‬
‫فوري إلدارة العملية في االتجاه العكسي وذلك باستعمال المقترحات‬
‫الموجزة في هذا الكتاب ثم إجراء الفحص سنوياً بعد ذلك للتأكد من أن‬
‫مستويات سكر الدم لديك تحت المراجعة‪.‬‬
‫بل أنه حتى لو كانت نتيجة الفحص عادية وفي نفس الوقت إن كان‬
‫لديك أي من عوامل الخطورة المذكورة أعاله فيجب عليك االستفادة‬
‫من معلومات منع السكري الموضحة هنا وأن تعيد الفحص كل ثالثة‬
‫سنوات‪.‬‬

‫اختبارات تشخيص حالة ما قبل السكري‬


‫يستطيع اختصاصيو العناية الصحية استعمال أحد اختبارين لتشخيص‬
‫حالة ما قبل السكري‪:‬‬
‫اختبار جلوكوز البالزما في حالة الصوم أو اختبار تحمُّل الجلوكوز‬
‫الذي يؤخذ بالفم ‪.‬‬
‫ِكال االختبارين يقيسان مقدرة الجسم على ضبط سكر الدم للمستوى‬
‫العادي‪ ،‬ففي اختبار جلوكوز البالزما في حالة الصوم يُقاس سكر الدم في‬
‫الصبح قبل كل شيء بعد صيام الليل (أو صيام ‪ 8‬ساعات)‪،‬‬
‫وفي اختبار تحمُّل الجلوكوز أيضاً يُقاس سكر الدم في الصبح قبل‬
‫كل شيء بعد صيام الليل‪ ،‬ثم يتناول الشخص المراد اختباره ‪ 75‬جراماً‬
‫من الجلوكوز في مشروب ثم يُفحص مستوى سكر دمه مرة ثانية بعد‬
‫ساعتين من تناول الجلوكوز‪ .‬فلو كان اختبار جلوكوز البالزما (من ‪100‬‬
‫إلى ‪ )mg/dl 125‬تكون لدى الشخص « حالة ما قبل السكري « ولو‬
‫تم عمل اختبار تحمُّل الجلوكوز وكان الجلوكوز بعد ساعتين من تناول‬
‫المشروب الحلو بين ‪ 140‬إلى ‪ mg/dl 199‬يكون لدى الشخص « حالة‬

‫‪41‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ما قبل السكري» ‪.‬‬


‫إن كال المؤشرين «يشير» النضمامك و «اصطفافك» تحت «الفتة»‬
‫ما قبل السكري‪ .‬ولقد أظهرت دراسات بحثية أنه في مرحلة ما قبل السكري‬
‫أن ضرراً قد « حدث» أو « بدأ» بالفعل في األوعية الدموية الدقيقة للعين‬
‫وأيضاً تلك الموجودة في الكلى أو بالكلى وبمعنى آخر فإن «الضرر»‬
‫قد حل بالفعل بجسمك من زيادة سكر الدم ‪ Hyperglycemia‬ويقول‬
‫المؤلفون د‪ .‬ماري فيرنون ‪ .Mary C. Vernon M. D‬و‪Jacqueline‬‬
‫‪“: A.Eberstein‬إذا كنت «دخلت» أو «بلغت» مرحلة ما قبل السكري‬
‫فقد صرت بالفعل في حالة طبية غير طبيعية تتسم بالخطورة وستتطور‬
‫حالتك بالتأكيد إلى سكري (من النوع الثاني) خالل عشر سنوات إذا‬
‫كنت زائد الوزن ما لم تتدارك أمرك من اآلن وبالطبع فإن كل شخص أو‬
‫مصاب بالسكري من النوع الثاني قد «مر» أو «اجتاز» ً‬
‫أوال مرحلة ما‬
‫قبل السكري»‪.‬‬
‫إن وجود « القرائن « السابقة هو تقريباً أمر خطير على صحتك كما‬
‫لو كنت من مصابي السكري ذاته ‪ ،‬فإن فرص خطر اإلصابة بأمراض‬
‫القلب ‪ ..‬بل وبالوفاة المبكرة تتزايد وترتفع! ولقد أظهرت دراسة هولندية‬
‫على مجموعة كبيرة أن ‪ 64.5%‬من الذين لديهم كال «القرينتين» اللتين‬
‫تم ذكرهما قد صاروا بالفعل مصابين بالسكري خالل فترة ‪ 6‬سنوات فقط‬
‫من بدء الدراسة مقارنة بـ‪( 4.5%‬من هؤالء الذين لديهم معدالت سكر دم‬
‫«عادية» في بداية الدراسة ) ‪.‬‬
‫وتعلق د‪ .‬ماري فيرنون وزميلتها بالقول ‪ «:‬إن هذا يعني أن الذين‬
‫لديهم معدالت «غير سوية» لسكر دم (الصائم) ومعدالت غير سوية‬
‫لتحمل غير سوي لسكر الدم هم يمتلكون تقريباً معدالت خطر اإلصابة‬
‫بالسكري بنسبة تعادل (‪ )10‬مرات مثل ومقارنة بأولئك ذوي وأصحاب‬
‫معدالت سكر الدم « العادية « ! ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مؤشر سكر الدم (مؤشر التسكر)‬


‫(‪)GI‬‬
‫‪The Glycemic Index‬‬

‫عند تناولك لألطعمة المحتوية على الكاربوهايدرات فإنها تتحلل في‬


‫البطن واألمعاء إلى جزيئات سكر يتم امتصاصها داخل الدم‪ .‬وتحت تأثير‬
‫األنسولين فإن سكر الدم الدائر في الجسم إما أن يُحرق إلى طاقة أو أن‬
‫يُخزن في شكل دهون لالستعمال الحقاً في غير أوقات األكل (أثناء الليل‬
‫ً‬
‫مثال)‪.‬‬
‫هذا يثير مشكلة أخرى عن كافة األطعمة المحتوية على كاربوهايدرات‬
‫التي يأكلها الناس اليوم حيث أنها تُهضم وتُمتص بسرعة شديدة جداً‪،‬‬
‫فالغذاء عالي سرعة هضم الكاربوهايدرات يطور المزيد من مستويات‬
‫جلوكوز الدم واألنسولين‪ .‬فلماذا يكون ذلك مشكلة؟ توحي بعض البحوث‬
‫أن االرتفاع السريع في الجلوكوز واألنسولين يمكن أن يساهم في اإلصابة‬
‫بالسكري ومرض األوعية الدموية ومشاكل صحية أخرى‪.‬‬
‫ففي السنوات األخيرة الماضية لقي مؤشر سكر الدم ‪ GI‬الناتج عن‬
‫األغذية لقي الكثير من االهتمام‪ ،‬لذا دعنا نلقي نظرة على ما يلي لمعرفة‬
‫ما هو‪:‬‬
‫إن مؤشر التسكر أو سكر الدم (‪GI) The Glycemic Index‬‬
‫هو نظام تم تطويره في الثمانينات (‪1980‬م) لترتيب الكاربوهايدرات‬
‫على أساس إلى أي مدى أنها ترفع مستويات سكر الدم‪ .‬فاألطعمة عالية‬
‫مؤشر سكر الدم يتم هضمها وامتصاصها بسرعة محدثة ارتفاعاً سريعاً‬
‫في مستويات سكر الدم‪ .‬ومن ناحية أخرى فإن األطعمة منخفضة مؤشر‬
‫سكر الدم يتم هضمها وامتصاصها ببطء محدثة ارتفاعاً صغيراً ومتدرجاً‬

‫‪43‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫في مستويات سكر الدم واألنسولين‪.‬‬


‫وتذهب النظرية إلى أنه بسبب أن األطعمة عالية مؤشر سكر الدم تزيد‬
‫طلب الجسم على إفراز األنسولين وبالتالي زيادة عبء عمل البنكرياس‬
‫إلفراز األنسولين‪ ،‬لذ فاالستمرار لسنوات عديدة في تناول األطعمة‬
‫الغنية بالعناصر ذات مؤشر التسكر العالي يمكن أن تتسبب ً‬
‫فعال في بلى‬
‫البنكرياس مما يحدث اإلصابة بالسكري من النوع الثاني‪ .‬وسيظل البحث‬
‫المستمر يلقي الضوء على هذا الموضوع‪.‬‬
‫ولكن بال شك فإن الكاربوهايدرات المختلفة لها مؤشرات تسكر‬
‫مختلفة‪ .‬فالجدول أدناه يوضح مؤشر سكر الدم لبعض األطعمة الشائعة‬
‫مقارناً بالجلوكوز الصافي الذي له مؤشر دم (‪.GI) 100‬‬
‫وُضع مؤشر التسكر لقياس سرعة إطالق األطعمة للغلوكوز في الدورة‬
‫الدموية‪ .‬وبما أن الغلوكوز هو أسرع من الكربوهيدرات‪ ،‬أعطي المعيار‬
‫‪ ،100‬وعليه يقاس مؤشر كل نوع من أنواع األطعمة‪.‬‬
‫المسألة األساسية هنا‪ ،‬هي سرعة تفكك الكربوهيدرات وتحولها إلى‬
‫غلوكوز يمتص إلى الدورة الدموية‪ .‬األطعمة ذات المؤشر من ‪ 70‬إلى‬
‫‪ 100‬هي األسرع في إطالق الغلوكوز بينما األطعمة التي يكون مؤشرها‬
‫من صفر إلى ‪ 50‬فهي التي تتفكك تدريجياً وتتحول إلى غلوكوز ببطء‪،‬‬
‫وبالتالي تقل الحاجة إلى األنسولين‪ ،‬ولذلك يوصى بتناول األطعمة ذات‬
‫مؤشر التسكر المنخفض‪ .‬ويمكن حسابها من الجدول التالي‪:‬‬
‫ ‬

‫‪44‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مؤشر سكر الدم (‪ )GI‬لبعض األطعمة الشائعة‬

‫(‪)GI‬‬ ‫الطعام‬ ‫‪)GI‬‬ ‫الطعام‬

‫خبز بيتا (شبيه بالخبز‬


‫‪57‬‬
‫العربي)‬

‫‪53‬‬ ‫خبز عجينة الشيلم‬ ‫‪42‬‬ ‫كافة أنواع النخالة‬

‫‪58‬‬ ‫خبز القمح المكسور‬ ‫‪58‬‬ ‫نخالة‪Chex‬‬

‫‪70‬‬ ‫الخبز األبيض‬ ‫‪74‬‬ ‫‪Cheerios‬‬

‫الخضروات‬ ‫‪81‬‬ ‫كورن فلكيس‬

‫‪71‬‬ ‫الجزر‬ ‫‪71‬‬ ‫‪Grape Nuts Nuggers‬‬

‫‪53‬‬ ‫الذرة الشامية الحلوة‬ ‫‪50‬‬ ‫نخالة الشوفان‪Quaker‬‬

‫حبوب فاصولياء (ليما) الغير‬


‫‪32‬‬ ‫‪66‬‬ ‫الشوفان سريع التحضير‬
‫ناضجة‬
‫الشوفان المعد على الطريقة‬
‫‪48‬‬ ‫الحبوب الخضراء‬ ‫‪58‬‬
‫القديمة‬

‫‪85‬‬ ‫البطاطس المخبوزة‬ ‫‪61‬‬ ‫نخالة عنب مجفف‬

‫‪75‬‬ ‫شرائح البطاطس المقلية‬ ‫‪89‬‬ ‫أرز‪Chex‬‬

‫‪62‬‬ ‫البطاطس الجديدة‬ ‫الخبز‬

‫‪45‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪54‬‬ ‫البطاطس الحلوة‬ ‫‪72‬‬ ‫البرغل (أبيض)‬

‫‪38‬‬ ‫عصير الطماطم‬ ‫‪95‬‬ ‫‪Baguette‬‬

‫الفواكه‬ ‫‪67‬‬ ‫كرواسان (نوع من الفطائر)‬

‫‪36‬‬ ‫التفاح‬ ‫‪73‬‬ ‫‪Kaiser roll‬‬

‫‪31‬‬ ‫المشمش المجفف‬ ‫‪55‬‬ ‫خبز بذرة الكتان و شيلم‬

‫خبز نخالة الشوفان (‪50%‬‬


‫‪52‬‬ ‫الموز‬ ‫‪47‬‬
‫نخالة الشوفان)‬

‫الحبوب‬ ‫الفواكه‬

‫‪25‬‬ ‫الشعير‬ ‫‪65‬‬ ‫شمام مضلع (قاوون)‬

‫حب البرغل ‪Bulgur‬‬


‫‪48‬‬ ‫‪22‬‬ ‫كرز‬
‫‪wheat‬‬

‫‪61‬‬ ‫مفتول (نوع من المعجنات)‬ ‫‪25‬‬ ‫جريب فروت‬

‫‪55‬‬ ‫أرز أسمر طويل الحبة‬ ‫‪46‬‬ ‫العنب‪/‬الكرم‬

‫‪56‬‬ ‫أرز أبيض طويل الحبة‬ ‫‪51‬‬ ‫المانجو‬

‫‪88‬‬ ‫أرز أبيض قصير الحبة‬ ‫‪43‬‬ ‫البرتقال‬

‫‪57‬‬ ‫أرز بري‬ ‫‪28‬‬ ‫الخوخ‬

‫‪46‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪41‬‬ ‫حبوب القمح‬ ‫‪38‬‬ ‫كمثرى‬

‫باستا (منتجات العجين‬


‫‪39‬‬ ‫برقوق‬
‫الجافة)‬

‫‪40‬‬ ‫‪Egg fettuccine‬‬ ‫‪29‬‬ ‫قراصيا‬

‫‪46‬‬ ‫معكرونة مسطحة‬ ‫‪40‬‬ ‫فراولة‬

‫‪44‬‬ ‫معكرونة طويلة العود‬ ‫‪72‬‬ ‫بطيخ‬

‫‪37‬‬ ‫سباغتي القمح الكامل‬ ‫منتجات األلبان‬

‫بقوليات‬ ‫‪50‬‬ ‫آيس كريم قليل الدسم‬

‫‪48‬‬ ‫فاصولياء مخبوزة‬ ‫‪32‬‬ ‫قشدة حليب‬

‫زبادي بالفواكه خالي من‬


‫‪42‬‬ ‫نوبيا‬ ‫‪14‬‬
‫السكر‬

‫‪28‬‬ ‫حمص‬ ‫‪33‬‬ ‫زبادي بالفواكه مع السكر‬

‫الحلويات‬ ‫البقوليات‬

‫‪49‬‬ ‫شيكوالته‬ ‫‪28‬‬ ‫فاصولياء‬

‫‪ -Jelly bean‬نوع من‬


‫‪80‬‬ ‫‪30‬‬ ‫عدس‬
‫الحلوى‬

‫‪70‬‬ ‫‪Life Savers‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ليمة‬

‫‪47‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪33‬‬ ‫‪( M &Ms‬فول سوداني)‬ ‫‪32‬‬ ‫بازيالء مفلوقة‬

‫‪62‬‬ ‫‪Mars Bars‬‬ ‫أطعمة الوجبات الخفيفة‬

‫‪70‬‬ ‫‪Skittles‬‬ ‫‪74‬‬ ‫جبن‬

‫‪55‬‬ ‫‪Snickers‬‬ ‫‪14‬‬ ‫فول سوداني‬

‫‪Twix Cookie Bars‬‬


‫‪44‬‬ ‫‪55‬‬ ‫فشار‬
‫(كرامل)‬

‫‪65‬‬ ‫سكروز‬ ‫‪54‬‬ ‫رقائق بطاطس‬

‫‪100‬‬ ‫جلوكوز‬ ‫‪83‬‬ ‫برتسل (نوع مملح من الكعك)‬

‫مؤشر التسكر ‪ GI‬مقابل حمولة سكر الدم ‪:glycemic load‬‬


‫إلعادة التشديد على النقطة الرئيسية (حمولة سكر الدم) نقول إن مؤشر‬
‫التسكر ‪ GI‬يخبرك عن سرعة تحول الطعام المحتوي على كاربوهايدرات‬
‫إلى سكر‪ ،‬لكنه ال يخبرك عن مقدار الكاربوهايدرات في وجبة الطعام‬
‫ومن هنا تبرز أهمية دور فكرة حمولة سكر الدم ‪glycemic load‬‬
‫أو حمولة التسكر‪.‬‬
‫إن «حمولة سكر الدم» هي مصطلح حديث نسبياً يأخذ في االعتبار‬
‫كال من مؤشر سكر الدم للطعام المعين وكمية الكاربوهايدريت (أي حمولة‬‫ً‬
‫سكر الدم) التي يحتوي عليها‪.‬‬
‫عال لكن كمية‬‫ٍ‬ ‫فالجزر على سبيل المثال له مؤشر سكر دم‬

‫‪48‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الكاربوهايدرات فيه منخفضة ما لم تأكل كميات مهولة منه‪ .‬لذا فهو مقارنة‬
‫بالمصادر األخرى للكاربوهايدرات مثل الخبز والحلويات والبطاطس فإن‬
‫حمولة سكر الدم للجزر منخفضة نسبياً‪.‬‬
‫إن األطعمة المحتوية على السكر (السكريات والصودا والفطائر‬
‫المحالة إلخ) هي أطعمة عالية الكاربوهايدرات وتميل إلى ارتفاع مؤشر‬
‫التسكر ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك ونسبة لمذاقها الحلو فإنك على األرجح تأكل كميات‬
‫كبيرة منها لذا فإنها ترفع حمولة سكر الدم لديك بصورة درامية‪.‬‬
‫فالفكرة األساسية هي أن الطعام المعين إذا كان يحتوي على‬
‫أثر على مستويات سكر الدم‬ ‫كاربوهايدرات قليلة جداً فلن يكون له ٌ‬
‫واألنسولين بغض النظر عن مؤشر سكر الدم لذات الطعام‪ .‬ومن ناحية‬
‫عال ومحتويات‬‫أخرى فإذا كان لوجبة الطعام المعينة مؤشر سكر دم ٍ‬
‫كبيرة من الكاربوهايدرات فإنها ترفع عالياً سكر الدم واألنسولين (ووزن‬
‫الجسم)‪.‬‬
‫كيف تخفف حمولة سكر الدم لديك؟‬
‫بمستغرب أن األطعمة التي تساهم أكثر في حمولة سكر‬ ‫ٍ‬ ‫عموماً وليس‬
‫الدم هي تلك التي لها مذاق يستمتع به الكثير بعد ما أدمنواعليها‪ ,‬وتلك‬
‫تشمل األطعمة المصنوعة من الدقيق األبيض مثل الخبز والبسكويت‬
‫والكيك بأنواعه والكروسان والدونات الحلويات العربية كما تشمل‬
‫األطعمة السكرية مثل الصودا والكعك والفطائر والسكريات وحبوب‬
‫اإلفطار المكررة مثل الكورن فلكس والوجبات الخفيفة مثل رقائق الجبس‬
‫وأصابع البطاطس المقلية‪.‬‬
‫وحيث أن معظمها أطعمة عالية السعرات الحرارية فقيرة العناصر‬
‫الغذائية فإن حمولة السكر العالية بها فقط تُعتبر سبباً للتقليل منها‪.‬‬
‫إن األطعمة التي من األرجح أن تساهم في تخفيض حمولة سكر‬

‫‪49‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الدم تشمل السلطة الخضراء والخضروات غير المحتوية على نشويات‬


‫والفواكه والبطاطس الحلوة والبقوليات والحبوب الكاملة المعالجة بحد‬
‫أدنى من التصنيع مثل دقيق ونخالة الشوفان واألرز األسمر والشعير‬
‫والبرغل والباستا المصنوعة من الدقيق الكامل ‪ .‬وحيث أن كافة هذه‬
‫األطعمة هي أطعمة كثيفة العناصر الغذائية وأن معظمها غني باأللياف‬
‫فإن حمولة سكر الدم المنخفضة بها تُعتبر سبباً إضافياً لتضمينها في‬
‫غذائك دائماً‪.‬‬
‫معلومات مفيدة لتخفيف حمولة سكر الدم لديك‬
‫* أدخل ضمن وجبات طعامك كمية كبيرة من الخضروات الورقية التي ال‬
‫تحتوي على نشاء‪.‬‬
‫* أن تختار الخبز المغذي الذي يحتوي على نسب من الحبوب الكاملة أو‬
‫المكسرة ودقيق القمح الكامل المسحون بالحجر والشوفان والنخالة‬
‫وبذور الكتان‪.‬‬
‫* ال تُخدع بعبارة « أطعمة ليس بها سكر مضاف» فبعض األطعمة‬
‫بالضرورة كلها سكر قبل كل شيء‪ ،‬لذا فليس هناك حاجة‬
‫إلضافته‪.‬‬
‫* أن تختار الحبوب األقل معالجة صناعية مثل دقيق الشوفان المُعد‬
‫على النظام القديم ونخالة الشوفان والميوسلي (أخالط من الحبوب‬
‫والفاكهة والمكسرات) وكافة أنواع نخالة الحبوب الغذائية‬
‫المصنوعة بالعُشبة ‪.psyllium‬‬
‫* استبدل األرز األبيض باألرز األسمر ‪.‬‬
‫* استبدل المخبوز أو المهروس أو شرائح البطاطس المقلية بالبطاس‬
‫الحلوة ‪.‬‬
‫* استبدل الخبز األبيض بجزء من منتجات الدقيق المخبوزة بنخالة‬
‫الشوفان أو‪ rolled oats‬أو نخالة القمح أو ألياف الكتان‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫جاوز الساندوتش بكوب من عصير الخضروات أو الفاكهة الطازجة أو‬ ‫* ‬


‫بدال عن أصابع البطاطس المقلية أو الرقائق ‪.‬‬‫السلطة ً‬
‫وازن األطعمة ذات الكاربوهايدرات العالية مثل البتسا وأطباق األرز‬ ‫* ‬
‫بأطباق جانبية من أطعمة منخفضة الكاربوهايدرات مثل السلطة‬
‫والخضروات غير المحتوية على نشاء‪.‬‬
‫التصبيرة التي تتناولها يجب أن تكون من الفاكهة والخضروات والفشار‬ ‫* ‬
‫بدال عن رقائق البطاطس والفطائر‬ ‫والجوز (في اعتدال) والروب ً‬
‫المحالة والسكريات‪.‬‬
‫ُق َبة) التي أساسها الفاكهة ومنتجات األلبان ً‬
‫بدال‬ ‫أن تختار التحلية (الع ْ‬ ‫* ‬
‫عن الكعك والكعكات المحالة والتحلية التي أساسها الدقيق‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫األغذية المحفزة لظهور السكري‬

‫السكر األبيض‪ ..‬القاتل األبيض‬

‫السكر واحداً‬‫صار ّ‬ ‫منذ استعماله في الهند حوالي سنة ‪ 400‬قبل الميالد ّ‬


‫من أكثر المواد التي تتناولها انتشاراً‪ ،‬وفي بلد مثل الواليات المتحدة فإن‬
‫الفرد يستهلك من السكر في المتوسط أكثر من ‪ 75‬كيلوغرام سنوياً‪.‬‬
‫يقول د‪ .‬جون يودكين ‪ .John Yudkin M.D‬وغيره من كبار‬
‫الضارة لو كانت ناجمة عن أحد المضافات الغذائية‬ ‫الخبراء أن آثار السكر ّ‬
‫لكان بال شك قد تم حظره ومنع تداوله في األسواق‪..‬‬
‫«فالسكر يزيد من حجم الكبد ليس ببساطة بتمديد خالياه بل يجعل‬
‫خاليا الكبد تنقسم خلوياً بالفعل إنه السكر يزيد أيضاً ِمن دهون الكبد‬
‫ومن حجم الكلى ويحدث في الكلى تغيرات مرضية «‪Pathological‬‬
‫‪ changes‬ويؤكد (يودكين) أنه‪:‬‬
‫« في المختبرات فإن الخاضعين للتجارب اإلكلينكية على السواء من‬
‫البشر ومن حيوانات التجارب الذين تم تغذيتهم بالسكاكر قد أظهروا ردود‬
‫أفعال غير سوية بل وأدت التغذية بالسكاكر إلى تغييرات كبيرة في نشاط‬
‫كثير من إنزيمات الكبد وأيضاً الموجودة في األنسجة الدهنية»‪.‬‬
‫إن السكر في رأي د‪ .‬جون يودكين وغيره من الخبراء البارزين يلعب‬
‫دوراً أساسياً وبارزاً في استجالب واإلصابة بالكثير من أمراض المدنية‬
‫وتسوس األسنان وأمراض‬ ‫والسمنة ّ‬‫السكري ّ‬ ‫والحضارة مثل أمراض ّ‬
‫والسرطان والشيخوخة ّ‬
‫المبكرة‪.‬‬ ‫القلب ّ‬
‫إن اإلفراط في استهالك السكر يتسبّب برفع وزيادة معدالت دهون‬
‫‪52‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الدم الثالثية (التراي جليسيريدات) ‪ Triglycerides‬وذلك في مرضى‬


‫السكري مما يؤدي لخطر اإلصابة بأمراض القلب واألوعية الدموية‬ ‫ّ‬
‫السكر ذلك فكما يقول د‪.‬روبيرت آتكينس ‪Rebert‬‬ ‫أما كيف «يفعل» ّ‬
‫السكر مثله مثل باقي النشويات والكربوهيدرات‬ ‫‪ Atkins M.D‬إنه أي ّ‬
‫يؤدي لصنع الدهون الضارة فهو يتفكك داخل الجسم لجزئيات صغيرة‬
‫ثم يعاد تجميعه على شكل دهون ثالثية وهذه الدهون هي التي «تمأل»‬
‫تدفق الدم «داخل» األوعية الدموية وترفع‬‫خاليانا الدهنية وتتلف أو تعوّق ّ‬
‫وتزيد من خطر «ضيق وتصلّب الشرايين التاجية ‪.‬‬
‫كذلك ّ‬
‫فإن السكر يرفع و»يزيد» بالتبعية من معدالت األنسولين وعندما‬
‫يكون ثمة أنسولين كثير «يجول» ويدور في مجرى الدم فإن الدهون‬
‫الثالثية تزيد بشكل» فلكي» ( وهذا تعبير د‪ .‬أتكنس) وتسوء وترتفع‬
‫(الضار) ‪ LDL‬بينما يهبط في نفس الوقت معدل‬ ‫معدالت الكوليسترول ّ‬
‫الكوليسترول النافع والصحي والمفيد المسمى ‪.HDL‬‬
‫السكر يؤدي لزيادة الوزن وهذه مشكلة أخرى‬ ‫إن اإلفراط في استهالك ّ‬
‫السكري‪.‬‬‫لمرضى ّ‬
‫ففي دراسة قام بها مركز بحوث النجلي التابع لوكالة ناسا ‪Nasa‬‬
‫‪ Langley Research Center‬أظهرت أن السكر األبيض هو‬
‫العنصر أو العامل الغذائي األكثر صلة وارتباطاً من حيث عالقته بأمراض‬
‫القلب عند النساء‪.‬‬
‫أكد تقرير بحثي معملي نُشر في مطبوعة ‪Journal of‬‬
‫‪ Orthomolecular Medicine‬أظهر أن السكريات البسيطة ترفع‬
‫وتزيد بالفعل معدالت دهون الدم الثالثية وتنقص أو «تُقلّل» من كثافة‬
‫البروتينات الشحمية ‪ Lipoproteins‬أي تجعلها أو تحوّلها إلى النوع‬
‫الضار والذي يُشار إليه بـ ‪)Low Density lipoproteins (LDL‬‬
‫وهي عوامل خطر خطيرة في اإلصابة باألمراض الوعائية الدموية‬

‫‪53‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫والقلبية وقال الباحثون في نفس التقرير‪:‬‬


‫السكر مسؤول عن أكثر من مائة وخمسين ألف حالة‬ ‫إن استهالك ّ‬
‫وفاة مبكرة سنوياً‪ .‬في الواليات المتحدة بسبب أمراض القلب‪« -‬يعني‬
‫صلته بذلك» وأضافوا أنه يمكن خفض وإنقاص حاالت القصور القلبـي‬
‫الصلة وذلك إذا تم تقليل وخفض معدالت‬ ‫والحاالت المشابهة ذات ِ‬
‫استهالك السكاكر البسيطة‪.‬‬
‫أما الدكتور ويليام كروك ‪ William Crook M.D‬فيقول ‪:‬‬
‫«إن السكاكر البسيطة المستخرجة من قصب السكر والبنجر والذرة‬ ‫ّ‬
‫هي «كربوهيدرات رديئة» ألنها تم تجريدها من وإزالة واستبعاد‬
‫ّ‬
‫(منها)‪.‬وإن هضم هذه‬ ‫المعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية األخرى‬
‫السكاكر البسيطة يستحث إفراز األنسولين حتى يعمل بدوره على خفض‬
‫سكر الـدم كـذلك هي تجعل الشخص مهتاجاً و» مستثاراً» وسـريع‬
‫االنفعال و»متوفزاً» وعصبياً وتدفع بـه بشكل إدمـاني الستهالك المزيد‬
‫من الحلويات والفطائر و»أطعمة السكر»‪.‬‬
‫أن من نتائج ذلك أن صار معظم «الناس»‬ ‫وفي رأي الدكتور كروك ّ‬
‫بدناء‪..‬؟ كما يُضيف» أن السكريات البسيطة هذه تشجع تكاثر وتفشي‬
‫واستشراء المبيضات» الفطرية» الخميرية المسماة ‪Candida‬‬
‫‪( Albicana‬وذلك في القناة الهضمية)‪.‬‬
‫في عام ‪ 1974‬نشر الدكتور كليف ‪ .T.L. Cleave. M.D‬وهو‬
‫طبيب وجراّح و(كابتن) في البحرية الملكية البريطانية كتاباً أسمّاه «‬
‫‪( »The Saccharine Disease‬وكلمة ‪ Saccharine‬بمعنى‬
‫سكري ومشتقة من ‪ Saccharin‬بمعنى «السكرين»)‬ ‫عذب المذاق أو ّ‬
‫والكتاب عبارة عن «دراسات بحثية وبائية» خلُص فيها د‪ .‬كليف لنتائج‬
‫السكر ألنظمتها الغذائية ‪-‬هي‬‫منها أن المجتمعات التي اعتادت إضافة ّ‬
‫السكري‬‫تُرسي بذلك األساس ونقطة البداية لنشوء و»ظهور» أمراض ّ‬

‫‪54‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وتصلب الشرايين وتطورهما بشكل وبائي «استشرائي» تماماً مثلما هو‬


‫الحال في المجتمعات الغربية والنظام الغذائي الغربي ‪.‬‬
‫وقد «فحص» د‪ .‬كليف بعناية سجالت معظم مستشفيات «أمم» العالم‬
‫الثالث وخاصة دول أفريقية بشكل رئيسي وكان «مبهوتاً» من اكتشافه‬
‫عدم وجود حالة مرضية «وطنية» واحدة مصابة باألمراض السائدة‬
‫والتي تشيع في المجتمعات الغربية (ومنها كما ذكر السمنة والسكري‬
‫وسرطان القولون وحصى المرارة وأمراض القلب)‪ ..‬ببساطة لم تكن‬
‫هذه األمراض أقل شيوعاً عند األفريقيين أو (األفارقة)‪ -‬كما قال‪ -‬بل أنها‬
‫وتوصل د‪ .‬كليف بذلك إلى ما مفاده أن‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«غير موجودة»!‬
‫“عدم وجود الكربوهيدرات المكررة والمصفاة والمنخولة والمقشورة‬
‫قد حمى هؤالء من أمراض مدنية القرن العشرين»‬
‫لقد أوضح د‪ .‬كليف وأقام الدليل باألمثلة أنه‪ “ :‬بعد إدخال النظام الغذائي‬
‫الغربي وإحالله محل األنظمة الغذائية الوطنية فستظهر بين السكان بعد‬
‫عشرين سنة بالضبط‪ :‬أمراض السكري والقلب وخالل العشرين سنة‬
‫األخرى فإنها تأخذ الشكل «الوبائي» وأطلق على «نظريته» (قانون‬
‫العشرين سنة) (‪)Rule of Twenty Years‬‬
‫ويؤيد ذلك ويؤكده ما ذكره د‪ .‬روبيرت آتكنس ‪ R.C.Atkins‬في‬
‫كتابه ‪ Dr. Atkins < Age - Defying Diet Revolution‬من‬
‫أن المملكة العربية السعودية والتي كانت شبه خالية من مرض السكري‬
‫بالسكري لتجعلها تشغل‬‫قبل عام ‪ 1970‬قد ارتفعت فيها معدالت اإلصابة ّ‬
‫أو تحتل «مركزاً‪ -‬أو تصبح واحدة من الدول صاحبة أعلى معدالت‬
‫بالسكري في العالم وذلك بعد انتهاجها النهج الغذائي الغربي‬ ‫اإلصابة ّ‬
‫‪ Western Diets‬خالل الثالثين سنة الماضية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكر األبيض ‪« ..‬وشهادة تعريف»‬

‫إن الدكتور روبيرت آتكنس يُسمي السكر «األبيض‪»:‬المثال والنموذج»‬


‫«للمأكول» غير المغذي «مطلقاً» ‪.‬‬
‫إن عملية تمثل واستقالب السكر في الجسم «تُذهب» بالكثير من‬
‫العناصر الغذائية في الجسم مثل‪ :‬الكروميوم فيتامين ‪ ، B1‬فيتامين ‪B3‬‬
‫(النياسين‪ :‬والذي يحتاجه الجسم في استقالب السكر وتحويله لطاقة)‪.‬‬
‫إن معيار ملعقة كبيرة (طعام) من السكر تحتوي على (البروتين‪:‬‬
‫صفر) (ألياف غذائية ‪ :Fibers‬صفر) (كالسيوم‪ :‬صفر) (حديد‪ :‬صفر)‬
‫(فيتامين ‪ :A‬صفر)‪( .‬فيتامين ‪ : B1‬صفر) (فيتامين ‪ :B2‬صفر) (فيتامين‬
‫‪ :B3‬صفر) (معادن‪ :‬صفر) (دهون ‪ :‬صفر) ‪ ..‬صفر ‪ ..‬صفر آه (إجمالي‬
‫كاربوهيدرات‪ )12 :‬و(سعرات) حرارية «كالوري»‪ 50 :‬سعراً) إن‬
‫السكر «يضيف» فقط سعرات حرارية إضافية كثيرة «تلعب دورها»‬
‫ببراعة في زيادة الوزن‪.‬‬

‫أطعمة ومنتجات تحتوي على السكر‬


‫إن سكر المائدة األبيض هو مادة صارت «متفشية» في كل مكان‬
‫«وكل شيء» تقريباً إنه يدخل في أطعمة الصغار والمعلبات الخاصة‬
‫بهم‪ ،‬وفي العصيرات الشوكوالته‪ ،‬أنواع العلكة «اللبان» ‪ ،‬السكاكر‬
‫و»الملبس» و»القهوة» والكراملة و المياه الغازية و النودلز و»المكرونة‬
‫والمواد المصبوغة والملونة التي تؤكل اآليس كريم وخليط اآليس كريم‬
‫أنواع الجيلي الكاستر المتجمد «الشربات» بأنواعه و المواد الحافظة‬
‫«المهلبية» بأشكالها مشروبات الحليب نكتار الفواكه وعصائر الفواكه‬
‫الحليب المّكثّف الحلويات منتجات المخابز (الكيكات) التورتات الكعك‬
‫البسكويت و الفطائر و المخبوزات و الدونات الجاتوهات‪..‬الخ) حلوى‬

‫‪56‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المجففة (التين المجفف المشمش المجفف و»قمر‬ ‫ّ‬ ‫البودنج ‪ ,‬الفواكه‬


‫ّ‬
‫المنكهات‪ ,‬المشروبات‬ ‫الدين الزبيب المجفف «القراصيا» المجففة)‬
‫المنكهة‪ ,‬مُكسبات الطعم ‪ ,‬المستحلبات‪ ,‬الفواكه المثلجة‪ ,‬منتجات الحبوب‬
‫«المطبوخة» مثل نشاء الذرة)‪,‬أنواع «المربّات» والمرمالد أنواع‬
‫المكسرات المعدة تجارياً لالستهالك «اللوز والبندق و الفول السوداني» و‬
‫عصائر المائدة‪ ,‬أنواع «زبدة» الفواكه وزبدة المكسرات‪ ,‬اللحوم المعالجة‬
‫بأشكالها (المورتديلال والالنشون والهوت دوجز «النقانق») اللحوم‬
‫المدخنة «مركزات» المشروبات البقوليات «المخبوزة» لالستهالك‬
‫التجاري الحالوة الطحينية ‪ ,‬أنواع الزبادي و»الروبة» وخاصة المحتوية‬
‫على فواكه ‪ ,‬كثير من منتجات اللحوم وحتى أنواع من اللحم المفروم‪,‬‬
‫المايونيز البهارات والتوابل «التجارية» ‪ ,‬مركزات الطماطم والكاتشب‪,‬‬
‫الفواكه المخللة «مثل المانجو» ‪ ,‬خلطات المشروبات و خليط األطعمة‬
‫المعلبة بأنواعها‪,‬المخلّالت «حبوب» اإلفطار كثير من «األغذية» التي‬
‫تُقدم للنحل لصنع العسل ‪.‬‬
‫أمثلة على مقادير السكر األبيض في بعض األطعمة والمشروبات‪.‬‬
‫ً‬
‫«مثال تورتة التفاح» ‪ 15 :‬ملعقة صغيرة‬ ‫* قطعة التورتة‬
‫* «كوب» كيك الشوكالته المحالة بالحلوى المثلجة‪ 14 :‬ملعقة‬
‫صغيرة‬
‫* قطعة الحلوى (الكاندي والكراميل – الشوكوالته) (أكبر من ‪2‬‬
‫أوقية)‪ 9 :‬مالعق صغيرة‬
‫* مخفوق الحليب بالشوكوالته (‪ 2‬أوقية) ‪ 8 :‬مالعق صغيرة‬
‫* كوب آيس كريم الفانيليا ‪ 8‬مالعق صغيرة‬
‫* علبة المشروبات الغازية (والكوال) ‪ 8‬مالعق صغيرة‬
‫* قطعة الجاتوه الصغيرة البنيّة ‪ 4‬مالعق صغيرة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الدقيق األبيض‬

‫إن الدقيق األبيض يشبه تقريباً السكر األبيض فكل اآلثار الجانبية‬
‫الستهالك السكر المعالج صناعياً مثل نضوبه من العناصر الغذائية ‪,‬‬
‫الزنك والماغينسيوم وفايتمين ‪ B‬هي عموماً تنطبق على استهالك الدقيق‬
‫األبيض‪.‬‬
‫فما هو الضرر الناتج عن الدقيق األبيض؟‬
‫يُعالَج الدقيق األبيض بعمليات صناعية كثيفة بحيث تُزال منه القيمة‬
‫الغذائية‪ .‬فهو يفتقر لألحماض الدهنية الضرورية واأللياف والبروتينات‬
‫التي توجد في الحبوب الكاملة األصلية التي كان يجب أن تكون متحدة‬
‫معه‪ .‬فهذه العناصر الغذائية يتم سلخها منه وطرحها بعيداً ليبقى فقط‬
‫الجزء الداخلي من تلك الحبوب أال وهو الكاربوهايدرات‪.‬‬
‫الجزء الداخلي من تلك الحبوب (اللب) يتم تبييضه بالكيماويات‪ ،‬فما‬
‫هو نوع تلك الكيماويات التي نتحدث عنها؟ تلك الكيماويات هي على وجه‬
‫الخصوص «ألوكسان ‪ ”alloxan‬الذي أثبتت األبحاث أنها ُتٌحفز مباشرة‬
‫ظهور السكري‪.‬‬
‫يحتوي الدقيق األبيض على كميات أثرية من تلك المادة الكيماوية التي‬
‫ً‬
‫وجميال ولكن على‬ ‫تستخدم في عملية التبييض التي تجعل الدقيق أبيضاً‬
‫حساب صحتنا ‪.‬‬
‫ً‬
‫جماال وذات مذاق‬ ‫ولسبب ما يعتقد الناس أن األطعمة البيضاء أكثر‬
‫أفضل أو أنها أنظف من األطعمة الداكنة‪ .‬هذا هراء‪ .‬الخيار الصحي خبز‬
‫البر الداكن اللون و العسل ً‬
‫بدال عن السكر األبيض‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الدقيق األبيض يستنفذ العناصر الغذائية من جسمك‬

‫ما يفعله الناس في كل مكان‪ .‬أنهم يأكلون المعجنات‪ ،‬فيجمعون بين‬


‫الدقيق األبيض و السكر األبيض المكرر ثم يقومون بقلي الخليط في الزيت‬
‫ويسمون ذلك بـ «الدونات ‪ ”doughnut‬وهنا يكون لديهم قطع مستديرة‬
‫الشكل صغيرة جداً من المرض يمضغونها طعمها رائع‪ .‬أال تعتقد ذلك؟‬
‫شخصياً قد أوقفت أكل الدونات منذ سنوات خلت‪ .‬ولكنني سبق أن‬
‫تناولت آالفاً من الدونات في حياتي وأوافق أن طعمها رائع‪ .‬ولكنها واحد‬
‫من أردأ األطعمة بالنسبة لك‪ .‬إنها مثل االنتحار البطيء‪.‬‬
‫فكر فيها‪ :‬إن الدونات ال تحتوي فقط على دقيق أبيض مكرر بما‬
‫يحتويه من مادة «ألوكسان ‪ ”alloxan‬وليس فقط السكر األبيض بكل ما‬
‫فيه مما تحدثنا عنه آنفاً من أنه يحفز السكري‪ ،‬ولكنها تحتوي أيضاً على‬
‫تلبيسة من فوقها‪ .‬فهل تعرف مم تُصنع تلك التلبيسة؟ خمن‪ .‬إنها مصنوعة‬
‫من زيوت مهدرجة مخلوطة مع المزيد من السكر‪ .‬ثم بعد ذلك فإذا كانت‬
‫ملونة فهي ألوان صناعية مشتقة من قطران الفحم‪.‬‬
‫هذه مواد مسببة للسرطان متحدة مع زيوت مهدرجة ترقي مرض‬
‫القلب ومتحدة مع المزيد من السكر الذي يرقي مرض السكري على‬
‫قمة قطعة من الدونات أي كعك مصنوع من الدقيق األبيض الذي يرقي‬
‫السكري والبدانة‪ .‬ثم يتم قلي كل تلك األشياء في الزيت ‪ ,‬عادة أرخص‬
‫أنواع الزيوت مما هو متاح ‪ ,‬وذلك فقط بغرض أن يجعل الطعم جيداً‪.‬‬
‫فعندما تضع ذلك في فمك فكأنما تبتلع قنبلة زمنية صغيرة من المرض‪.‬‬
‫فال عجب في أننا جميعاً اليوم مرضى‪ .‬إننا نمضغ الدونات يساراً ويمنة‪.‬‬
‫إنها أمة الدونات من حولك‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكري‬
‫التوتر «المحفز األكبر» لظهور ّ‬

‫إن التوتر والضغط والكرب النفسي والذهني واالنفعالي يؤثر سلباً في‬ ‫ّ‬
‫ضبط والتحكم بـ سكر ال ّدم ‪.‬‬
‫إن معدالت التوتر المرتفعة لها ارتباط بارتفاع مُع ّدالت سكر الدم في‬‫ّ‬
‫السكري إن التعّرض المستمر للتوتر‬ ‫المرضى في كال نوعي مرض ّ‬
‫بكافة أشكاله (النفسي ‪ ,‬العقلي‪ ,‬االنفعالي الخ) يؤدي لتفعيل وتنشيط‬
‫واستثارة ما يُسمى ‪ Stress Response‬أو «االستجابة لالستثارة‬
‫التوترية» وذلك بواسطة الجسم فيتم إفراز المزيد من هورمونات الغدة‬
‫اآلدرينالية (هورمون الكورتيزول وهورمون اآلدرينالين) وينجم عن‬
‫زيادة معدالتها ضمن ما ينجم عن ذلك ارتفاع مُع ّدالت سكر الدم وتدنّي‬
‫و»تبلّد» االستجابة لألنسولين ‪.‬‬
‫إن زيادة هذه الهورمونات تؤثُرسلباً في الجهاز المناعي وذلك بردع‬
‫«وكبح» خاليا الدم البيضاء‪ ..‬بل وتؤدي النكماش الغ ّدة التيموسية ‪The‬‬
‫‪ Thymus Gland‬وهي عضو المناعة الرئيسي في الجسم‪.‬‬
‫إن التوّتر بالتأكيد يمكن أن يكون «الُمنبّه» و»المثير» ‪The‬‬ ‫ّ‬
‫«السكري إن التوتر يؤدي وعلى‬‫‪ trigger‬الذي يؤدي لظهور مرض ّ‬
‫الفور إلطالق هورمونات (اآلدرينالية) مما ينجم عنه فسيولوجياً تفكيك‬
‫و»تكسير» وتحلّل الرصيد الكربوهيدراتي الموجود في الكبد وتحويله‬
‫تحسبًا لمواجهة الضغوط) إن‬
‫لجلوكوز «سكر دم» (أي إلى طاقة ّ‬
‫هورمونات «التوتر» األخرى تفكك و «تحلل» من الرصيد الدهني‬
‫في الجسم وكذلك من «رصيده» من البروتين وتقوم بتحويلها لجلوكوز‬
‫وبالتالي ترتفع معدالت سكر الدم و «تتسارع» نبضات القلب ويرتفع‬
‫‪60‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ضغط الدم بينما «تهبط» وتتدنّى وتيرة الجهاز الهضمي بل وربما‬


‫«أوصد» إلى حين أبوابه‪..‬‬
‫ويندفع الدم «بسرعة» « إلى العضالت ويبدأ « العقل» في شحذ‬
‫ذاته استعداداً التخاذ القرار‪ :‬التص ّدي أو الفرار ‪ Flight Fight or‬أي‬
‫إما بالتص ّدي للمثير أو «المنبه» التوتري ‪ ..‬أو بمؤاثرة االبتعاد أو حتى‬
‫الفرار‪.‬‬
‫إن التوتر في درجاته القصوى يؤدي «بالسكري» لحالة أكثر سوءًا‬
‫(وذلك بسبب دوره في رفع وارتفاع معدالت سكر الدم وأيضاً في ارتفاع‬
‫ضغط ال ّدم)‪.‬‬
‫إن استمرارية ودوام التوتر بسبب مواجهة أعباء الحياة والضغوط‬
‫المستمرة التي ال تنتهي والتي بات اإلنسان المعاصر يواجهها يومياً‬
‫السريعة و «المتسارعة» وحتى بتقنياته‬ ‫في عالمنا المتم ّدن بإيقاعاته ّ‬
‫تشكل عناصر استثارة «توترية» (مثل الهاتف الخلوي‬ ‫المستحدثة التي ّ‬
‫بذبذباته اإلشعاعية المتكررة الخ)‪..‬‬
‫صف) واإلطاحة بمعدالت سكر الدم‬ ‫كل ذلك يلعب دوره في (ال َع ْ‬
‫السكري‪ .‬وفي دراسة ألمانية نُشرت‬ ‫والتعجيل «بحلول» وظهور مرض ّ‬
‫السكري بنوعيه‬‫سنة ‪ 2000‬أُجريت على (‪ )410‬شخصاً من مرضى ّ‬
‫األول والثاني وكانت النتائج أن (‪ )70%‬منهم يعانون توترات سيكولوجية‬
‫عنيفة وقاسية «وتبدت» آثارها على شكل اكتئاب ‪Depression‬‬
‫ومخاوف ‪ Fears‬وأيضاً على شكل «شكوى» من ِعلَل أو مشاكل‬
‫أن التوتر السيكولوجي»‬ ‫عضوية بدنية عديدة وقد الحظ الباحثون األلمان ّ‬
‫النفسي» قد ارتبط غالباً بمعدالت َ‬
‫ضبط وأداء مُتدنّية وبقلة السيطرة أو‬
‫التحكم بسكر الدم‪.‬‬
‫وفي بحوث خاصة بجامعة هلسنكي ‪University of Helsinki‬‬
‫(في ِفنلندا) ونُشرت سنة ‪:1996‬‬

‫‪61‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫«أُجريت» على (‪ )90‬شخصاً من متوسطي العُمر وذلك ّ‬


‫لتحري أثر‬
‫مسببّات التوّتر المتقلبة والمتغيّرة والمتعددة (مثل أن يكون الشخص من‬
‫ذوي السلوك المتسم بالعصبية البالغة وردود األفعال المتسمة بالعصبية‬
‫توصل الباحثون‬
‫الزائدة وكذلك مثل اإلحساس بالعدائية والغضب ) وقد ّ‬
‫لقناعات ونتائج منها‪:‬‬
‫ُ‬
‫«وتالزم»‬ ‫ّ‬
‫أن المعدالت العـالية للتوتر والكرب النفسي لها ارتباط‬
‫ُعدالت أنسولينية مرتفعة وبمعدالت سكر دم مرتفعة‬ ‫بنشوء وظهورم ّ‬
‫وبمعدالت دهون دم مرتفعة‪.‬‬
‫هذا وقد أظهرت دراسة أخرى في الدانمارك هذه المرة وأُجريت على‬
‫رجال متوسطي العمر أظهرت ّ‬
‫أن التوتر والكرب النفسي السيكولوجي‬
‫واالجتماعي كان مرتبطاً بنشوء وزيادة وجود مقاومة أنسولينية‪.‬‬
‫يقول د‪ .‬بول روخ ‪ Paul Rosch‬الباحث النفسي الشهير ورئيس‬
‫المعهد األمريكي للتوتر ‪: American Institute of Stress‬‬
‫السلبية المباشرة وغير المباشرة على مُعدالت سكر‬ ‫ّ‬
‫إن التوّترله تأثيراته ّ‬

‫‪62‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وإن التوتر والكرب االنفعالي باألخص‬ ‫بالسكري ّ‬ ‫الدم لدى المصابين ّ‬


‫هو مرتبط بزيـادة إفرازات هرمـوني اآلدرينالين والهيدروكورتيزون‬
‫وكالهمـا وبشكل مباشر يرفع ويزيد مُعدالت سكر الدم‪.‬‬
‫وال يفوتنا أن نذكر دور التوتر والكرب النفسي واالنفعالي بآثاره‬
‫أيضا على مدى قدرة الفرد في «االلتزام» باتباع حمية غذائية‬ ‫السلبية ً‬
‫إن التوتر «يطلق» نوبات االنغماس « في‬ ‫مالئمة لظروف المرض‪َ .‬ن َعم ّ‬
‫األكل والتي هي نفسها « ردود ِفعل « للتوتر المستمر هذا ( َن َعم ينغمس‬
‫الفرد في تناول الطعام بإسراف – ربما بدون قصد‪ -‬كنوع من التعويض‬
‫أو التنفيس عما يدور داخلياً من توتر ضاغط)‪ .‬وهذا «االنغماس»‬
‫مفترض أن‬ ‫«يعصف» بااللتزام بدقة بالحمية الغذائية التي تساعد أو الُ ْ‬
‫َتساعد على التحكم بسكر ال ّدم وهذا وبطريقة غير مباشرة يرفع ُم َع ّ‬
‫دالت‬
‫سكر الدم‪.‬‬
‫كذلك فإن سكر الدم يتأرجح علواً وانخفاضاً نتيجة للتوتر وما يستتبعه‬
‫من إشكاليات خاصة باألكل ‪ Eating Problems‬مما ينجم عنه وجود‬
‫«ثوران» أو «جيشان» انفعالي على شكل قلق وعصبية وتعب وإجهاد‬
‫وإحساس باإلنهاك ‪.‬‬
‫في رأي باحثة «التوتر» الشهيرة د‪ .‬باميال بيك ‪Pamela Peake‬‬
‫‪ .M.D‬الباحثة بمعاهد الصحة القومية األمريكية ومؤلفة كتاب «كافح‬
‫الدهون بعد األربعين» ‪Fight Fat after Forty‬‬
‫أن التوتر هو عامل رئيسي في اكتساب الوزن وباألخص حول وسط‬
‫الجسم وخاصة في سنوات العمر المتأخرة ‪ .‬إن التوتر يتسبب بجعل الجسم‬
‫يفرز األدرينالين والكورتيزول ورغم أن األول فيهما ربما انقشع بتسارع‬
‫إال أن الكورتيزول يُطلق ويتسبب بإفراز المزيد من الجلوكوز «سكر‬
‫الدم» ‪ ..‬وأيضا تتكون الدهون أو الشحوم من «رصيد الجسم»‪.‬‬
‫إن وجود الكورتيزول هو بالفعل ينبه ويحفز «شهوة األكل» وباألخص‬

‫‪63‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫لألطعمة الكربو هيدراتية والتي تتحول لدهون أو شحوم ‪ ..‬وتسمي د‪.‬باميال‬


‫ذلك ‪ Stress Fat‬أي ‪:‬شحوم أو دهون توتر»‪.‬‬
‫إن استمرار وجود معدالت كورتيزول مرتفعة يعوق أداء الكبد ويؤدي‬
‫الستمرارية وجود معدالت سكر دم مرتفعة ومعدالت كوليسترول عالية‬
‫ً‬
‫قابال للتجلط كما أن الذين يعانون من‬ ‫وضغط دم مرتفع ويجعل الدم‬
‫توتر مزمن ال يستطيعون التفكير الصافي بالشكل األمثل مما يؤثر في‬
‫«اختياراتهم» فيما يتعلق باألطعمة ‪.‬‬
‫وهذا كالم د ‪ .‬باميال التي تعتقد وتؤكد أن إنقاص معدالت التوتر وكذا‬
‫التغلب عليه هو أمر أساسي للنجاح في إنقاص الوزن و باألخص في عمر‬
‫األربعين وما بعدها ‪ ...‬وذلك عندما تقل الحاجة للسعرات الحرارية بسبب‬
‫ُمعّدل «التباطؤ» الطبيعي في عمليات األيض واالستقالب بالجسم‪.‬‬

‫كيف تعمل على احتواء التوتر بذكاء‬

‫ذكرنا في الفصل الذي يحمل عنوان التوتر‪ :‬مهماز السكري كيف أن‬
‫ارتفاع حدة ودرجة التوتر له ارتباط بارتفاع معدالت سكر الدم وكيف أن‬
‫التوتر في درجاته القصوى وطول أمد استمراره يؤدي بمريض السكر‬
‫لحالة أكثر سوءاً بسبب صلته بظهور معدالت سكر دم مرتفعة ومعدالت‬
‫أنسولينية مرتفعة ودهون دم مرتفعة وضغط دم مرتفع ‪.‬‬
‫األمر كما قال الخبراء‪Dietbetes and Stress don,t mix :‬‬
‫«السكري والتوتر ال يمكنهما التعايش معاً» ‪.‬‬
‫هذا ولما كان التوتر سمة من سمات الحياة ال يمكن بحال اجتنابه فإنه‬
‫من األهمية بمكان أن نعمل على تقليل آثار التوتر الضارة والعمل على‬
‫إنقاصه إلى أقل حد‪.‬‬
‫لقد اكتشف الباحثون أن إنقاص التوتر ‪ Stress Reduction‬يؤدي‬

‫‪64‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إيجابياً ويرسخ ويثبت ويحافظ على توازن الوظائف االستقالبية داخل‬


‫الجسم ‪ ،Metabolic Functions‬وكذلك يعمل على إعادة إرساء‬
‫التوظيف الفعال لألنسولين ‪ Efficient use of Insulin‬ويقلل من‬
‫احتياجات الجسم ومتطلباته من خارجه ‪Exogenous Sources‬‬
‫كذلك يجعل من عملية ضبط سكر الدم والتحكم فيه أمراً يسهل إنجازه‬
‫وتحقيقه‪ ،‬ولهذا فعلى مرضى السكري أن يعوا ويتفهموا جيداً أهمية‬
‫التركيز والعمل على إنقاص حدة التوتر اليومي بقدر االستطاعة وأيضاً‬
‫بكل الوسائل الممكنة أو المتاحة‪ ،‬ولهذا يتوجب عليهم معرفة الطرائق‬
‫والتقنيات الفعالة الخاصة باحتواء التوتر‪.‬‬
‫قد ال يمكنك دوماً التحكم في هورموناتك ولكن يمكنك التحكم في‬
‫اختياراتك (والتي تؤدي بالتبعية إلمكانية التحكم في هورموناتك)‪.‬‬
‫وهذا أمر جوهري و»مركزي» بالنسبة للمرضى بالسكري من النوع‬
‫الثاني وذلك بسبب «طبيعة كينونته» وأنه وبخالف النوع األول يمكن أن‬
‫يكون في نطاق إمكانية التحكم به‪ ..‬بل والتداوي منه وعالجه‪.‬‬
‫لألسف فإن الكثير من الناس عندما «يقعون» فريسة للتوتر‪ ..‬يلجؤون‬
‫للتفريج عن توترهم باإلفراط باألكل وباالنغماس ً‬
‫مثال في تناول الوجبات‬
‫السريعة أو باستهالك العقاقير غير المشروعة ‪( Illicit drugs‬كالمخدرات‬
‫مثال) أو كما يفعل غير المسلمين (وبعض المسلمين لألسف) باحتساء‬ ‫ً‬
‫الكحول والمشروبات الروحية أو «تغييب أنفسهم» عن وقتهم اآلني‬
‫باإلسراف في مشاهدة التلفاز أو ‪ ...‬إلى آخره‪،‬‬
‫كلها وسائل ضارة جداً خاصة إذا كان الشخص مصاباً بالسكري‪.‬‬
‫إن مواجهة التوتر تستلزم أال «نغيب» عقولنا بل علينا مواجهة‬
‫مسؤولياتنا والعمل جاهدين على احتواء التوترات وتقليل آثاره ألدنى‬
‫الدرجات‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫بعض الطرائق والتقنيات التي يمكن توظيفها الحتواء التوترات‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬ممارسة النشاط الرياضي والتدريبات والتمرينات الحركية‬
‫إنه «يرفع معنوياتك» ويحسن مزاجك ونفسيتك ويرقى بتوجهاتك‬
‫الذهنية فاألثر اإليجابي للتدرب والنشاط البدني على «الناحية النفسية»‬
‫هو وباألساس ذو منشأ فسيولوجي وذلك ألنه يؤدي – فسيولوجياً –‬
‫إلى زيادة معدالت «كيماويات» معينة في المخ تسمى االندورفينات‬
‫‪( Endorphims‬وهي المواد المخية الكيميائية التي تجلب الراحة‬
‫النفسية واالسترخاء وتساعد على كبح واحتواء االستجابة أو االستجابات‬
‫للتوتر)‪ ،‬فمع ممارسة النشاط البدني والحركي الجسمي تزيد معدالت هذه‬
‫المواد بشكل طبيعي‪( .‬انظر الفصل الخاص بممارسة النشاط الرياضي‪...‬‬
‫للتوسع ولمزيد من االستفادة)‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬االسترخاء ‪:Relaxation‬‬


‫وله عدة أشكال نذكر منها طريقة االسترخاء العضلي المتنامي أو‬
‫المتزايد ‪ ،Progressive Muscle Relaxation‬ونذكرها بالذات‬
‫لما ذكرته إحدى الدراسات عنها‪ :‬فلقد قام الباحثون في المركز الطبي‬
‫بجامعة (ديوك) ‪ Duke University Medical Center‬بإرشاد‬
‫(‪ )20‬عشرين مريضاً بالسكري من النوع الثاني للقيام بأداء طريقة‬
‫االسترخاء المذكورة هذه وذلك عقب االنتهاء من تناول الوجبات (مرتين‬
‫يومياً) وذلك لمدة ‪ 24‬أسبوعاً وأسفرت الدراسة عن تحسن التحمل لسكر‬
‫الدم ‪ Glucose Tolerance‬بنسبة ‪.20%‬‬
‫وإليك هذه الطريقة‪:‬‬
‫اختر مكاناً هادئاً تأمن فيه من المضايقات واإلزعاج (يمكن أن‬
‫يكون إحدى غرف المنزل أو المكتب ويمكن فصل الهاتف وإطفاء‬

‫‪66‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫األنوار) مع مراعاة أن يكون وضع الرأس مدعوماً أو مسنوداً ‪Head‬‬


‫‪ is Supported‬وأال تكون المالبس من النوع الذي يقيد الحركة أو‬
‫«يكتفك» – بالتعبير الدارج ثم أغلق عينيك وركز على تنفسك الذي‬
‫ستقوم فيه بتوظيف الحجاب الحاجز ‪ً Diaphragm‬‬
‫بدال من الصدر‪..‬‬
‫يقول الدكتور ‪ Phil Nuernberger‬الذي يعمل في ‪Mind‬‬
‫‪“ Resource Technologies‬إن التنفس بتوظيف الحجاب الحاجز‬
‫يكون بطيئاً وأكثر عمقاً ويمكنك التدرب عليه وذلك بوضع يدك على معدتك‬
‫السرة) وباقي اليد ممتدة علواً للصدر وينبغي أن‬
‫(واألصبع الصغير على ّ‬
‫تشعر أن اليد تعلو وتهبط كما لو كان ثمة «بالون» صغير يمأل معدتك‬
‫وبهذه الطريقة في التنفس يمكنك إنقاص عدد أنفاسك (عن المعتاد وهو‬
‫‪ 12-10‬بالدقيقة لتصير حوالي ‪ )8‬وبعد نجاحك في خفض عدد أنفاسك‪..‬‬
‫اعمل ذهنياً على استبعاد كل األفكار التي «تشوش» ذهنك وذلك بأن‬
‫تتخيل وتتصور وتستحضر ذهنياً مكاناً نموذجياً لالسترخاء‪..‬‬
‫مثال الطيور تصدح‬ ‫مثال التالل والجبال األشجار والشاطئ وتخيل ً‬ ‫ً‬
‫من حولك والسحب في السماء تتسابق في االنحسار أمام الشروق الحاني‬
‫للشمس‪ ..‬واعمل بذات الوقت على ترديد و»تكرار» كلمة يتم اختيارها‬
‫لتكون بمثابة «مفتاح» للولوج في هذا المشهد الذهني التصوري الجالب‬
‫لالسترخاء‪ً ..‬‬
‫مثال كلمة مثل السالم‪ ..‬الصمت‪ ..‬الوحدانية‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫قم بترديدها كلما «زفرت» أو أخرجت نفسك وابدأ في ترخية‬
‫العضالت أو االسترخاء العضلي‪ً ..‬‬
‫مثال ابدأ بالقدم اليمنى‪ ..‬وقم «باإلشارة‬
‫بها» للخارج وبتوتير كاحل «رسغ» قدمك هذه حتى تشعر بالشد أو‬
‫اإلجهاد فيها‪..‬‬
‫واآلن قم بإرخائها بدون «بذل مجهود توتري في اإلرخاء» مستمراً‬
‫مع تنفسك بتوظيف الحجاب الحاجز‪ ..‬واستخدامك بذات الوقت للكلمة‬
‫«المفتاح» وبعدها قم بإحناء أصابع نفس القدم و»اإلشارة» بها علواً‬

‫‪67‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫تجاهك مع «توتير» كاحل قدمك وذلك لثوان‪ ،‬ثم قم باإلرخاء و «عايش»‬


‫لثوان تجربة «االسترخاء» هذه‪ ..‬ثم «ارتفع» لعضلة «سمانة» الساق‬
‫وقم «بتوتيرها» ثم بإرخائها ثم عضالت الفخذ (الرجل اليمنى)‪..‬‬
‫وكرر نفس اإلجراءات مع القدم اليسرى ثم الساق اليسرى‪ ،‬ثم عضالت‬
‫األرداف فالبطن فالصدر‪ ..‬فاألكتاف (والتي يمكنك «جذبها» للخلف ثم‬
‫تركها لتسترخي) ثم العنق أو الرقبة إما بتصليبها أو «بحملها» على‬
‫العضالت أسفلها ثم إرخائها‪..‬‬
‫كل هذا وأنت تردد الكلمة «المفتاح»‪ .‬ثم عضالت الوجه بل وحتى‬
‫الشفاه واللسان وذلك بزم الشفتين وإبقاء اللسان بسقف الحلق ثم اإلرخاء‬
‫بل‪ ..‬وقم بتجعيد أنفك وبتوتير العضالت وسط الوجه وحتى حاجب العين‬
‫برفعه وإرخائه‪ ..‬وكذا بتجعيد‪ ،‬و «تكشير» الجبهة ثم إرخائها‪ ..‬واستمر‬
‫بتنفسك العميق وبترديد الكلمة المفتاح أيضاً لمدة دقيقة أو اثنتين عقب‬
‫االنتهاء‪..‬‬
‫وأخيراً ُعد بنفسك الواعية بعد رحلة االسترخاء هذه‪.‬‬
‫ينصح د‪ Keith Sedlacek .‬المدير الطبي في ‪Stress‬‬
‫‪ Regulation Institute‬في نيويورك بأهمية المثابرة على الممارسة‬
‫‪ Practice is the Key Point‬كما يهون أمد أو (طول) جلسة‬
‫االسترخاء هذه بأنها ليست استهالكاً أو إضاعة ألمد طويل بقوله‪« :‬إنها‬
‫تستغرق عشرين دقيقة أي – على حد قوله – ‪ 1.38%‬من إجمالي عدد‬
‫دقائق اليوم البالغة ‪/1440‬دقيقة»)‪.‬‬

‫ثالثاً‪« :‬عالج» التوتر بالصالة أو (العامل اإليماني) ‪.Faith Factor‬‬


‫أو بالشكل الروحاني ‪:Spirituality‬‬
‫نعم إن معظم الناس لم تسمع بالدالئل و»البراهين» اإلكلينيكية» التي‬
‫تدعم و «تُبرز» تأثير هذا العامل وذلك إلى وقت قريب جداً‪ ،‬وقد قام رواد‬

‫‪68‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫من األطباء المعاصرين (الطب الحديث) بتقديم البحوث العلمية ونتائج‬


‫الدراسات و»التجارب المعملية» ‪.‬‬
‫منهم د‪ .‬الري دوسي ‪ .Larry Dossey M.D‬مؤلف الصالة خير‬
‫دواء ‪ Prayer is Best Medicines‬ومنهم د‪ .‬هيربرت بنسون‬
‫‪ .Herbert Benson M.D‬مؤلف (شفاء سرمدي) ‪Timeless‬‬
‫‪ Healing‬ويعني به الشفاء بالصالة وباإليمان‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫«إن أمخاخنا مزودة أو مرتبطة بما يشبه األسالك المتجهة دوماً‬
‫للتوقعات والتوجه اإليماني‬
‫وعندما تنشط فإن الجسم يمكن أن يستجيب كما لو كانت األفكار العقائدية‪..‬‬
‫واقعاً وحقيقة منتجاً أي الجسم (مخاً وجسداً) الصحة والمرض»‪..‬‬
‫و منهم د‪ .‬هارولد كونيج ‪ Harold G. Koenig‬مؤلف القوة الشفائية‬
‫لإليمان ‪ The Healing Power of Faith‬والذي وضع له عنواناً‬
‫جانبياً أو ثانوياً ‪How Belief and Prayer Can Help you‬‬
‫‪“ Triumph Over Disease‬كيف يساعدك اإليمان والصالة في‬
‫االنتصار على مرضك)‪.‬‬
‫و د‪ .‬كونيج هذا هو مدير المركز البحثي الدراسي للعقيدة والروحانية‬
‫والصحة التابع لجامعة‬
‫ديوك ‪Duke University،s Center for the Study of‬‬
‫‪ Religion, Sprituality and Health‬في كارولينا الشمالية‪ ،‬وقد‬
‫تمخضت دراسات المركز عن نتائج رائعة واكتشافات هامة منها‪ :‬أن‬
‫المترددين بانتظام على دور العبادة والذين يؤدون الصالة ويقرؤون‬
‫حصوال على ضغط دم مرتفع واألقل إقامة في‬ ‫ً‬ ‫الكتب المقدسة هم األقل‬
‫المستشفيات بسبب األمراض واألقل معاناة من االكتئاب الناجم عن أحداث‬
‫الحياة الباعثة على التوتر وإذا حدث وأصيبوا باالكتئاب فإنهم األسرع‬
‫تعافياً كذلك كلما كان الشخص أقوى عقائدياً كان األقل عجزاً أو إعاقة‬

‫‪69‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫بسبب االكتئاب كما أن الملتزمين دينياً الذين يعانون من علل جسدية هم‬
‫صلة صحياً كذلك هم الذين يملكون نظاماً مناعياً قوياً عن غير‬‫ُح ّ‬
‫األفضل م َ‬
‫الملتزمين‪..‬‬
‫إن الملتزمين دينياً هم أصحاب أقل معدالت من ‪)Interleukin –6 (IL6‬‬
‫في الدم والذي يعتبر مؤشراً لضعف الجهاز المناعي ويرتفع هذا المؤشر‬
‫بشدة عند مواجهة التوترات المزمنة التي لم يتم التغلب عليها وبالتالي‬
‫يزيد من خطر اإلصابة بالعدوى وأمراض المناعة الذاتية وبعض أنواع‬
‫السرطان‪..‬‬
‫نعم إنه اإليمان يبدو كذلك أنه يحمي كبار السن من أكثر العلل ظهوراً‬
‫في خريف العمر (أمراض القلب الوعائية الدموية‪ ..‬وكذلك السرطان)‪.‬‬
‫أما أستاذ الطب المساعد في مدرسة طب جامعة جورج تاون د‪ .‬ديل‬
‫ماثيوس فيقول‪« :‬ارتكازاً واستناداً على معطيات بحثية تحت أيدينا اآلن‬
‫فربما على ضوئها يوصيك طبيبك بااللتزام الديني وذلك لكي تحسن من‬
‫فرصتك في أن تكون قادراً على‪:‬‬
‫أن تحيا بصحة طيبة وتتجنب األمراض المهددة للحياة والمقعدة عن‬
‫العمل مثل السرطان وأمراض القلب وأن تتجنب األمراض النفسية مثل‬
‫االكتئاب والقلق وتتغلب وبشكل أكثر كفاءة وفاعلية على التوتر»‪ .‬وال‬
‫تكفي المساحة هنا لإلفاضة عن هدي الرسول الكريم في اللجوء إلى اهلل‬
‫للتداوي والشفاء من األمراض والعلل المختلفة‪ ،‬فاألمر يحتاج لمجلدات‬
‫كاملة ليس هذا موضعها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العالج بالجماعات المساندة ‪ Supporting Group‬أو‬‫ً‬


‫والصحبة‪:‬‬
‫بالصداقات ُ‬
‫كتب اإلعالمي والباحث الشهير مايكل كاسلمان ‪Michael‬‬
‫‪ Castleman‬في كتابه (أشفية الطبيعة ‪ )Nature,s Cures‬يقول‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أظهرت دراسات عديدة أن االنعزال االجتماعي يطلق فيضاناً من‬


‫هرمونات التوتر في الدم وأن ذلك بمثابة شرارة أو فتيل إشعال لتغييرات‬
‫فسيولوجية وسيكولوجيـة تشمـل نبضات قلـب متـسارعة وأداء مناعياً‬
‫ومـعطال صعوبة في تمثل السكريات ‪Difficulty metaboling‬‬ ‫ً‬ ‫مـكبوتاً‬
‫‪ Sugar‬مشاعر اكتئاب وقلق تتراوح ما بين الشد العصبي البسيط إلــى‬
‫حدوث نوبات ذعـر وهلع»‬
‫ويشرح ذلك الدكتور ‪ David Spiegel‬بأن «هذه الهورمونات‬
‫تكون عادة في حالة مد وجزر ولكن عندما يغدو التوتر مزمناً فإنها تبقى‬
‫عالية بشكل مستمر‪.‬وتكبح بشدة قدرة الجسم على الشفاء‪.‬‬
‫ومن جانب آخر فإن الصالت االجتماعية الجيدة تشكل سداً أمام‬
‫فيضان هورمونات التوتر هذه وتنقص وتقلل معدالت وجودها في مجرى‬
‫الدم – وتسمح للجسم بالتأقلم والتغلب على التوتر بكفاءة والشفاء بشكل‬
‫أسرع وأفضل» ‪ .‬ففي دراسة تمت سنة ‪1993‬م قام فيها باحثو جامعة‬
‫‪ Duke‬بدراسة على ‪( 46‬ستة وأربعين) مريضاً بالسكتة المخية وذلك‬
‫في «دورهام» ‪ Durham‬في والية كارولينا الشمالية‪ ،‬وفيها تم «تحديد»‬
‫و»تمييز» ‪ 14‬مريضاً من هؤالء (من ذوي العالقات والمساندة االجتماعية‬
‫الجيدة) و‪( 24‬متوسطة) و‪ 8‬مرضى عندهم القليل أو شبه المعدوم من هذه‬
‫العالقات وتمت المتابعة ‪ Follow-Up‬لمدة ‪ 6‬شهور فكان أسرعهم شفاء‬
‫– وبشكل ملحوظ وأفضل أولئك المتمتعون بالمساندة والصحبة األكثر‪..‬‬
‫حتى من كان منهم يعاني من سكتة دماغية (مخية) شديدة‪.‬‬
‫بينما كانت وفيات مرضى السكتة المخية المفتقرين لمؤازرة اآلخرين‬
‫والصحبة والجماعات‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )3‬أمثال أقرانهم «المدعومين» بالصداقات‬
‫المساندة‪ .‬ولن نطيل في هذا المجال فالمساحة ال تتسع لذلك‪ ،‬ويكفي‬
‫أن نشير إلى أن النساء «الحوامل» الالتي يصلن للمستشفى للوالدة‬
‫(بمفردهن) هن األكثر تعرضاً للعمليات «القيصرية»؟‬

‫‪71‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫النظام الغذائي لمريض السكري‬


‫والوقائي من مرحلة ما قبل السكري‬

‫* االلتزام بحمية غذائية ترتكز على تناول طعام عالي المحتوى من‬
‫األلياف الغذائية‪.‬‬
‫اعمل على الحصول على ‪ 50%‬من «مجمل» السعرات الحرارية‬
‫من الكربوهيدرات المركبة المعقدة ‪Complex Corbohydrates‬‬
‫الغنية باأللياف واعمل على تحقيق المقولة الشهيرة ‪Don،t go low‬‬
‫‪ Carb.. Go Smart Carb‬والمقصود التركيز على هذا النوع‬
‫ضارة كما يعتقد البعض‪..‬‬
‫ّ‬ ‫الصحي من الكربوهيدرات (ألنها ليست كلها‬
‫إنما «الضار» هو السكريات والنشويات والكربوهيدرات البسيطة‬
‫‪ )Simple Carbo(s‬بسبب رد فعلها السريع والمفاجئ و»الضار»‬
‫على معدالت سكر الدم‪.‬‬
‫ينبغي التركيز على الحبوب الكاملة غير المقشرة ‪Whole grains‬‬
‫(أي األطعمة المصنوعة منها)‪ .‬واألرز األسمر البني واعمل على التركيز‬
‫على تناول األطعمة الغنية باأللياف الذائبة في الماء ومن أفضلها الشوفان‬
‫والبقول وخاصة المسماة ‪ – Lima beans‬والكوسة وفواكه البابايا‬
‫‪ Papaya‬والكانتالوب وشرائح الجريب فروت – والبرتقال والبسلة‬
‫والفراولة ولب التفاح (قشرة التفاح هي من األلياف غير الذائبة)‪ .‬إن‬
‫الحمية الغذائية المرتكزة على استهالك أطعمة عالية المحتوى من األلياف‬
‫ال تخفض فقط من معدالت األنسولين وسكر الدم وإنمّا تحمي أيضاً من‬
‫السكري)‪ -‬وقد‬ ‫البدانة ومن أمراض القلب (وهما شائعان بين مرضى ّ‬
‫أظهرت الدراسة الشهيرة المسماة‬
‫‪72‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪High Carbohydrate High Fiber Diets for Insulin‬‬


‫‪Treated Men with Diabetes Mellitus‬‬
‫أن مرضى السكري الذين كانوا على نظام عالجي قليل الجرعة‬
‫بالمرة عن ُحقن األنسولين ّ‬
‫وأن الذين كانوا‬ ‫ّ‬ ‫من األنسولين قد استغنوا‬
‫على نظام عالجي عالي الجرعة ِمن ُح ّقن األنسولين قد تم إنقاص مقدار‬
‫جرعات األنسولين لديهم وبشكل كبير وفعّال‪.‬‬
‫* اعمل على تقسيم الوجبات‬
‫اعمل على تقسيم الوجبات (وبالتبعية السعرات الحرارية) إلى ‪6‬‬
‫وجبات صغيرة أو ‪ 3‬وجبات متوسطة و‪ 3‬وجبات خفيفة ‪( Snacks‬ما‬
‫يُسمى «بالتصبيرة» ‪ :‬وهي التي تُؤكل بين الوجبات الرئيسية) واعمل‬
‫على تناول الوجبات بانتظام على مدار اليوم وال تستبعد أو «تحذف»‬
‫وجبة منها وبالذات وجبة اإلفطار ألن االنتظام وتقسيم الوجبات له‬
‫دوره في تثبيت (ثبات) معدالت سكر الدم وعدم حدوث التأرجحات فيها‬
‫علواً وانخفاضاً وخاصة إذا «اشتملت» كل وجبة منها على البروتينات‬
‫والكربوهيدرات المركبة «المعقدة» ذات األلياف ‪.‬‬
‫إن تقسيم الوجبات له دوره اإليجابي في ضبط سكر الدم وذلك ِمن‬
‫خالل ما «يُسمى» تأثير الوجبة التالية ‪The Second Meal Effect‬‬
‫فتع ّدد و»قرب» موعد تناول الوجبات من بعضها يؤدي لعدم التأرجح أو‬
‫التذبذب المرتفع فجأة في سكر الدم والذي يتضمّن أيضاً وإيجابياً معدالت‬
‫أنسولين منخفضة على نحو شبه منتظم‪.‬‬

‫* اشرب ما ال يقل عن ‪ 8‬أكواب كبيرة من الماء‬


‫الماء ضروري جداً للتعامل مع المريض ويعتقد د‪ .‬باتمان جليدج‬
‫أن نقص الماء المزمن ‪Chronic‬‬ ‫‪ّ .F. Batmanghelidj M.D‬‬
‫‪ dehydration‬هو السبب الحقيقي وراء نشوء أمراض كثيرة منها‬

‫‪73‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكري بسبب ما يحدثه ذلك من توتر على خاليا الجسم (ومنها خاليا‬
‫بيتا بالبنكرياس) ‪.‬‬
‫ينصح د‪ .‬لويجي مينيجيني ‪ Luigi Meneghinin‬األستاذ المساعد‬
‫السكري التابع لكلية‬
‫بالطب اإلكلينيكي والمدير المسؤول في معهد بحوث ّ‬
‫السكري بشرب المزيد من الماء‬ ‫طب جامعة ميامي ينصح مرضى ّ‬
‫للتخلص من معدالت سكر الدم المرتفعة (وذلك عبر ومن خالل طرحها‬
‫عن طريق البول»)‪« :‬كلما شربت أكثر‪ ..‬كلما تبولّت أكثر‪« ..‬كلما‬
‫أفرزت» عبر البول وتخلّصت من الكثير من ّ‬
‫السكر»‪.‬‬

‫* اعمل على أن تتضمن حميتك الغذائية خضروات وفواكه‬


‫اعمل على أن تتضمن حميتك الغذائية خمس حصص خضروات‬
‫طازجة وأربع حصص فواكه طازجة واألفضل أن تكون من األنواع غنية‬
‫األلوان مثل (الفلفل األحمر واألصفر والبرتقالي الملفوف والباذنجان‬
‫«األرجواني» الكانتالوب برتقالي اللون الجريب فروت «األحمر»‬
‫البصل األحمر العنب األحمر واألسود و التفاح األحمر واألصفر الخ)‪.‬‬

‫* التعرف مؤشر سكر الدم ‪Glycemic Index‬‬


‫حاول أن تعرف األطعمة عالية المحتوى من مؤشر سكر الدم‬
‫‪ Glycemic Index‬ومن «حمولة» أو (شحنة) سكر الدم ‪Glycemic‬‬
‫‪ Load‬وهما مقياس (مقياسان) إلظهار أكثر األطعمة الكربوهيدراتية‬
‫محتوى ومدى «تأثيرها» على ارتفاع معدالت سكر الدم وبالتالي اعمل‬
‫على أن تتجنب اإلفراط في هذه األطعمة (أمثلة لها‪:‬‬
‫منتجات الدقيق األبيض الخبز األبيض الكورن فليكس مشروبات‬
‫الكوال والـ ‪ Soft drinks‬الفشار ‪ Popcron‬البيتزا البطاطس البيضاء‬
‫المهروسة الموز الناضج الحلويات والفطائر‬

‫‪74‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫والكيكات والدونّات ‪..‬الخ)‪.‬‬


‫وبالتالي أن تعمل على التركيز على اختيار وتناول األطعمة ذات‬
‫مؤشر وحمولة سكر الدم المنخفض أي األقل تأثيراً على مُعدالت سكر‬
‫الدم (أمثلة لها‪ :‬البقول «القرنيات» ‪ »Beans «Legumes‬مثل‬
‫العدس‪ ،‬الحمص‪ ،‬الفاصولياء‪ ،‬الترمس ‪ ،‬البازالء‪ ،‬اللوبيا‪ ،‬وأيضاً وجبة‬
‫الشوفان‪ ،‬الحليب منزوع الدسم ‪ ،‬الكرز‪ ،‬الخوخ والبرقوق والمشمس‬
‫والتفاح والكمثرى والجوافة‪ ،‬السبانخ )‪.‬‬
‫واعلم أن «هذه المؤشرات» ال تتعلق فقط بسكر الدم بل أيضاً‬
‫«بالتأثير» في معدالت الكوليسترول في الجسم (فاألطعمة قليلة المحتوى‬
‫بالكربوهيدرات في «المؤشر» لها أيضاً» دورها النافع كذا في رفع‬
‫معدالت الكوليسترول المفيد والصحي المسمى ‪.)HDL‬‬

‫* البيوفالفونيدات‬
‫اعمل على األقل على تناول ما يعادل محتويات (نصف كوب‪ -‬كوب‬
‫كامل) من األطعمة عالية المحتوى من البيوفالفونيدات العنبيات والفواكه‬
‫الحمضية وذلك لدورها في «تنظيم» معدالت سكر الدم وخاصة لدى‬
‫مرضى السكري (من النوع الثاني)‪.‬‬

‫* تعلم كيف تتغلب على الشهوة إلى الحلويات‬


‫إن واحداً من األسباب التي تجعلك تشتهي األطعمة السكرية واألطعمة‬
‫المالحة هو أن جسمك يعيش في حالة عجز مفرط في المعادن‪.‬‬
‫كيف تستطيع التنبؤ حول جسمك؟‬
‫فلو كنت مصاباً بالسكري وتشتهي األطعمة السكرية واألطعمة المالحة‬
‫ولديك اضطراب في سكر الدم فإذن إنك ‪ 99‬من ‪ 100‬من المرات تعاني‬
‫من عجز حاد في المعادن وفي الحقيقة فإن عامة الناس سواء األصحاء أم‬

‫‪75‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫غيرهم يعانون من عجز حاد في المعادن‪.‬‬


‫بعبارة «عجز في المعادن» أعني أن جسمك ليس لديه القدر الكافي‬
‫من ِكال العناصر المعدنية الكبرى والعناصر المعدنية األثرية فليس لديك‬
‫زنك ومغنسيوم وكالسيوم بمقدار كافي‪.‬‬
‫إنك تفتقر لهذه المعادن بسبب أن العناصر المعدنية األثرية ليست‬
‫موجودة في التربة التي تنتج األطعمة التي يتألف منها اإلمداد الغذائي‬
‫اليوم‪ .‬فعندما يفتقر جسمك لهذه المعادن فإنه يخلق عدم توازن شديد‪،‬‬
‫وعندما تفتقر للمغنسيوم فإن ذلك االفتقار يولد لديك رغبة شديدة في‬
‫األطعمة التي تكون طبيعياً غنية بالمغنسيوم‪ ،‬وذلك غالباً يظهر في اشتهاء‬
‫الشيكوالتة‪.‬‬
‫ولو كنت تشتهي األطعمة المالحة مثل شرائح البطاطس أو الجوز‬
‫المملح فمن المحتمل أن تكون مفتقراً للعناصر المعدنية الكبرى بما في‬
‫ذلك الكالسيوم والزنك والفسفور‪ ،‬وأن جسمك يحاول أن يخبرك أنك‬
‫تحتاج للمزيد من المعادن ولكن معظم الناس يستهلكون فقط نوعين من‬
‫المعادن الصوديوم والكلوريد في الملح‪.‬‬
‫لذا فإننا نطعم أنفسنا ملحاً معالجاً صناعياً وال نحصل على التغذية التي‬
‫نحتاج إليها ليخمد االشتهاء‪ ،‬فنظل نشتهي بسبب أننا نفتقر للمعادن‪.‬‬
‫إن اشتهاء بعض أنواع الكاربوهايدرات هو أيضاً بسبب العجز في‬
‫فايتمين ‪ B‬وأن بعض عدم التوازن في سكر الدم يزداد سوءاً بسبب العجز‬
‫في فايتمين ‪ ،D‬فالتغذية الجيدة يمكن أن تساعد في إخماد أنواع االشتهاء‬
‫تلك وتساعد في التحول بعيداً عن األطعمة السكرية واألطعمة الرديئة التي‬
‫تحطم صحتنا‪.‬‬
‫فالتغذية يجب أن تكون جزءاً من اإلجابة وإن السر الكبير هنا هو أن‬
‫مرضى السكري ال يتم تمليكهم هذه المعلومة‪ .‬فبمجرد أن تفهم كيف تعطي‬
‫جسمك التغذية التي يشتهيها فعندئ ٍذ تكون لديك المعلومات التي تحتاج إليها‬

‫‪76‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫للتحول بأمان من كل األطعمة الضارة المعالجة صناعياً وأن ترجع ثانية‬


‫للغذاء الصحي الذي يجعل السكري من النوع الثاني يتراجع ويمنع كافة‬
‫أنواع األمراض األخرى مثل السرطان ومرض القلب والكآبة‪.‬‬
‫فالمفتاح هو أن تحصل على هذه الفايتمينات والمعادن داخل جسمك‬
‫بكميات وافية‪،‬‬
‫ولكن مجرد تناول كبسوالت «متعدد الفايتمينات» ال يجدي‪ ،‬فالفايتمينات‬
‫المتاحة اآلن عموماً هي مصنوعة من مجرد كيماويات مركبة‪ .‬إن ما‬
‫تحتاج إليه هو التغذية الطبيعية التي تحصل عليها باتجاهك مباشرة صوب‬
‫النباتات‪ ،‬وإليك بعض البنود العملية التي تساعدك في أن تبدأ ذلك‪:‬‬
‫البند رقم واحد‪:‬‬
‫ابدأ بشراء المنتجات العضوية‪ ،‬فالفاكهة والخضروات العضوية تحتوي‬
‫على فايتمينات ومعادن أعلى مقارنة بالمنتجات غير العضوية وذلك لعدة‬
‫أسباب‪ .‬فالمنتجات العضوية تُزرع غالباً في تربة أكثر خصوبة‪.‬‬
‫إن بعض الناس يمتعضون من فكرة إنفاق نقود أكثر على المنتجات‬
‫العضوية ولكنك حقيقة ال تدفع أكثر على التفاحة بل تدفع أكثر على ما‬
‫تحتوي هذه التفاحة‪ ،‬فتشتري الفايتمينات والمعادن وهي أشياء أظهرت‬
‫التحليالت أنها متوفرة بكثرة في المنتجات العضوية‪ .‬وعندما أتحدث عن‬
‫المنتج العضوي ال أعني أن تشتري علبة من شيء مكتوب عليها كلمة‬
‫«عضوي» بل أتحدث عن المنتجات الطازجة – فاكهة خام وخضروات‬
‫وجوز وبذور وجذور‪.‬‬
‫البند رقم اثنين‪:‬‬
‫يجب أن تزود غذاءك باألطعمة الممتازة ‪ super foods‬وهي‬
‫أنواع من األطعمة فيها كثافة بالعناصر الغذائية مقارنة بالطعام المعتاد‪،‬‬
‫وتشمل أشياء مثل األسبايرولينا ‪ spirulina‬والجلوريا والكلب ‪kelp‬‬
‫والنوريهي تنمو بالمياه وغيرها من األصناف كثيفة العناصر الغذائية‪،‬‬

‫‪77‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫والتي يأتي معظمها من نباتات المحيطات – نباتات بحرية – فإضافة‬


‫الطعام الممتاز للطعام العادي أمر هام حيث أنك ال تحصل على تغذية‬
‫كافية بمجرد تناولك للطعام اليومي فليس هناك تغذية كافية في األطعمة‬
‫(حتى ولو كانت عضوية) يمكن أن تعيد تأسيس معدنة وافية في جسم‬
‫البشر‪ .‬فربما قبل ‪ 200‬سنة خلت كانت أنواع التربة وهي تستخدم ألول‬
‫مرة كانت خصبة وبها الكثير من المعادن ولكنها اليوم قد نضبت لذا يتحتم‬
‫على المزارعين إضافة كيماويات مركبة لمجرد أن تجعل النبات ينمو‬
‫ولكنها ال تضيف عناصر معدنية أثرية مثل الكروم وهي معادن تشتهيها‬
‫أجسامنا‪.‬‬
‫لماذا أنه من المهم أن تأتي إضافات الطعام هذه من المحيطات؟ ألن‬
‫المحيط يشبه التربة السائلة وتسمى ممارسة الزراعة على المحيطات‬
‫بالزراعة المائية ‪( aquaculture‬غير الزراعة العادية التي تتم على‬
‫األرض)‪ .‬ففي الزراعة المائية تمتص النباتات األمالح التي في المحيطات‬
‫وتحولها إلى شكل من أشكال المعادن العضوية ذات الوفرة في عناصر‬
‫األحياء ‪ bio-available‬أي معادن لها قابلية أن يمتصها جسمك إذ‬
‫أنها توجد في شكل نبات‪ ،‬فلو أردت أن تحصل على معادن في داخل‬
‫جسمك بأكثر الطرق الممكنة كفاءة فيجب عليك تزويد طعامك باألطعمة‬
‫المزروعة في المحيطات‪.‬‬
‫أمر‬
‫في بعض الثقافات استهالك النباتات المزروعة في المحيطات ٌ‬
‫مثال يأكل الناس األعشاب البحرية لكننا نادراً ما نأكل‬
‫تقليدي‪ ،‬ففي اليابان ً‬
‫ً‬
‫حلوال حقيقية‬ ‫طعاماً مزروعاً في المحيط‪ ،‬فهذه النباتات يمكن أن تعطي‬
‫للنقص في المواد المعدينة لدينا لذا فإنه من المهم أن تتناول إضافات‬
‫طعامك من المحيطات‪.‬‬
‫وواحد من أفضلها السبريولينا وهو طحلب أزرق‪-‬أخضر ينمو في‬
‫المياه‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وهناك إضافات طعام أخرى من ِكلب وخضروات بحرية تُسمى نباتات‬


‫المثانة ‪ bladder wrack‬وسميت كذلك ألنها مفيدة للمثانة وهناك ٌ‬
‫أنواع‬
‫من النباتات البحرية يمكنك طبخها أو استهالكها كإضافات طعام‪.‬‬
‫وتوجد أيضاً ٌ‬
‫أنواع من البودرة أو الكبسوالت اإلضافية‪/‬التكميلية يمكنك‬
‫شراؤها وهي مصنوعة من نباتات المحيطات‪ .‬فهذه اإلضافات للطعام‬
‫هامة لمعدنة جسمك وإنهاء اشتهائك لكافة هذه األطعمة المعالجة صناعياً‬
‫التي جعلتك تُصاب بالسكري في بادئ األمر‪ .‬فكلما حصلت على المزيد‬
‫من هذه األطعمة كلما خمد اشتهاؤك لألطعمة المصنعة لذا فعليك أن تُدخل‬
‫هذه األطعمة إلى داخل جسمك‪.‬‬
‫إنه من المهم أيضاً أن تتناول بعض الفايتمينات الجيدة الكاملة المصنوعة‬
‫من مصادر نباتية‪.‬‬
‫وهي عبارة عن متعدد فايتمينات يعرف بـ ‪ mega‬ومنه فطريات طبية‬
‫والعديد من الفواكه والخضروات واألحماض الدهنية أوميغا ‪omega‬‬
‫وحتى بعض األنزيمات التي تُساعد على الهضم وتساعد أكثر في تسهيل‬
‫تمثيل الطعام داخل الجسم الحي‪ ،‬فإنها اختيار ممتاز من ناحية كونها مادة‬
‫متعددة فايتمينات مضافة‪/‬تكميلية يُوصى بأن تكون الجرعة الواحدة منها‬
‫مقدار ثالث حبات في اليوم‪.‬‬
‫بإمكانك أيضاً أن تشتري أنواعاً من بودرة الطعام الممتاز‪super‬‬
‫ٌ‬
‫أنواع من بودرة الطعام الممتاز متاحة في األسواق‬ ‫‪ . food‬وهناك أيضاً‬
‫إذ يمكنك خلطها مع مشروب إفطار صبحك سموثي ‪ smoothie‬ويمكنك‬
‫أن تُجرب مذاقها لترى كيف أنك تفضله أكثر من غيره‪ .‬فإذا أردت أن‬
‫تضيف للخليط القليل جداً من مادة تحلية في بداية التجربة – وهو أمر‬
‫بال شك سوف تفعله ألن مذاقك عادة ينجذب نحو الجانب الحلو من ذلك‬
‫الطيف من العناصر الغذائية التي قمت بخلطها مع بعضها البعض‪ ،‬فإنني‬
‫أرشح لمرضى السكري نوعين من مواد التحلية هما ‪ stevia‬وعصارة‬

‫‪79‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫زهرة األغاف ‪ Agave nectars‬واألخيرة هذه هي التي يحبها مرضى‬


‫السكري أكثر من غيرها بسبب مذاقها فهي بالضبط مثل شراب الذرة‬
‫ولكن لها مؤشر سكر دم منخفض جداً يتراوح بين ‪ 19‬و ‪ – 30‬أي أكثر‬
‫انخفاضاً من مؤشر سكر الدم ألنواع السكر المعالج صناعياً أو السكر‬
‫السائل‪ .‬فهذه مادة تحلية ممتازة ليستعملها مرضى السكري حيث أنهم‬
‫يحاولون أن يفطموا أنفسهم عن عادة تناول السكر عالي مؤشر سكر‬
‫الدم‪.‬‬
‫إن استراتيجية تخليص نفسك من األطعمة المعالجة صناعياً وإيقاف‬
‫حاجتك لألنسولين ليتراجع السكري عكسياً هي ببساطة كما يلي‪:‬‬
‫أن تقوم بتغذية نفسك بالتغذية الجيدة وأن تمعدن جسمك من خالل‬
‫األطعمة الممتازة‪ super foods‬وإضافات الطعام من نبـاتات‬
‫المـحيطات وأن تتنــاول نوعية جيدة من مادة «متعدد الفايتمينات» الذي‬
‫تكون قاعدته نباتية ‪ .‬وذلك إلعطاء نفسك فايتمينات وتغذية نباتية (أي‬
‫العناصر الغذائية الناتجة عن النبات) التي تحتاج إليها إلنهاء اشتهائك‬
‫لألطعمة المعالجة صناعياً‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫برنامج المكمالت الغذائية للوقاية من وعالج السكري‬

‫ليست الفايتمينات والمعادن والعناصر األثرية وغيرها من العناصر‬


‫الغذائية الدقيقة مثل الفالفنويدات إضافات ضئيلة في غذائك‪ ،‬بل إنها‬
‫هام فهي المواد التي تُبقي علينا في قمة هيئتنا نتوهج حيوية داخلياً‬ ‫ٌ‬
‫عامل ٌّ‬
‫وخارجياً‪.‬‬
‫السبل االستقالبية ‪ metabolic pathways‬في‬ ‫وتحتاج كافة ُ‬
‫ٌ‬
‫عجز في‬ ‫جسمك للفايتمينات أو المعادن لكي تعمل بدقة‪ ،‬فإذا كان هناك‬
‫عنصر ما من العناصر الغذائية الدقيقة فإن عمليات التجديد واإلصالح في‬
‫الجسم تبطؤ‪ .‬ففايتمين‪ B3‬أو النياسين ‪ niacin‬على سبيل المثال يُعتبر‬
‫ضرورياً لعمل المخ وإلنتاج الطاقة في الجسم ويساعد أيضاً في توازن‬
‫مستويات الكولسترول والغلوكوز فهو بوضوح ذو أهمية قصوى إذا كان‬
‫لديك سكري أو اعتالالت أيضية‪.‬‬
‫وفي الحقيقة فإنك تحتاج إلى نطاق واسع من الفايتمينات والمعادن‬
‫والعناصر الغذائية الدقيقة األخرى لتبقي على مستويات الغلوكوز في‬
‫دمك منتظمة‪ .‬وهناك عدد من إضافات الطعام التكميلية من العناصر‬
‫الغذائية الرئيسية لألشخاص الذين لديهم سكري من النوع الثاني لتقابل‬
‫تلك اإلضافات عملية األكسدة الضارة في الجسم ولتحسين انسياب واتساق‬
‫دمك مما يخفض خطورة النوبة القلبية والسكتة الدماغية ويقلل من آثار‬
‫المضاعفات مثل اعتالل شبكية العين أو اعتالل العصب المحيطي‪.‬‬
‫إال أن غذاءنا الحالي المعتاد يفتقر بصفة عامة للعديد من هذه العناصر‬
‫الغذائية‪ .‬ولذا يصبح من الضروري اختيارك للطعام بغية فائدته الغذائية‬
‫وليس لمجرد لذته ولكن أيضاً لما يحتويه من الفايتمينات والمعادن‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إن تخزين األطعمة ومعالجتها بالتصنيع تغسل ُ‬


‫وتزيل الفايتمينات من‬
‫الفواكه والخضروات‪ ،‬أضف إلى ذلك حاجتك كمريض سكري للمزيد من‬
‫عناصر غذائية معينة ولذا فأنت تقف محتاراً حول وضعك الغذائي‪.‬‬
‫فهل أنت حقيقة تحصل على ما يكفي حاجتك من العناصر الغذائية؟‬
‫للتأكد من أنك تفعل فإنك تحتاج ً‬
‫أوال للتركيز على طعامك ثم إلى إضافات‬
‫الطعام التكميلية حسب ما يكون مناسباً‪.‬‬

‫كيف تتناول المكمالت الغذائية ؟‬


‫إذا تم تناولها على معدة خالية فإن بعض اإلضافات من الفايتمينات‬
‫والمعادن يمكن أن تجعلك تحس باأللم أو أن تسبب لك عسر هضم‪ ،‬لذا‬
‫فمن األفضل عادة تناولها بعد تناول الطعام مباشرة مع كأس من الماء ‪.‬‬
‫ال تتناولها مع القهوة أو الشاي حيث أنهما يفسدان االمتصاص‪ ،‬فالقهوة‬
‫على سبيل المثال يمكن أن تقلل من امتصاص الحديد في األمعاء بما يصل‬
‫إلى ‪ 80‬في المائة في حالة شربها خالل ساعة من الوجبة‪ .‬وأيضاً تخفض‬
‫امتصاص الزنك وأنها مرتبطة بزيادة إخراج الماغنسيوم والكالسيوم‬
‫ومعادن أخرى‪.‬‬
‫ولكن في مقابل ذلك هنالك حقيقة أن الكفائين محفز قوي إلفراز حمض‬
‫المعدة الذي يساعد على امتصاص بعض العناصر الغذائية الدقيقة التي‬
‫يتطلب امتصاصها المزيد من الحموضة وهو أيضاً عنصر غني بفايتمين‬
‫‪ B3‬أو النياسين ‪ niacin‬رغم أنه من المفارقات فإن اإلفراط في شرب‬
‫القهوة يستنزف مستويات فايتمين ‪ B‬عموماً‪.‬‬
‫فإذا تناولت على أساس مرة واحدة في اليوم إضافة من فايتمين أو‬
‫معدن من ذلك الذي ال يُطلق على أساس زمني ‪ time-released‬فمن‬
‫األفضل عادة تناوله بعد وجبتك المسائية ً‬
‫بدال عن وجبة اإلفطار‪ ،‬وذلك‬
‫ألن عمليات إصالح وصهر المعدن في جسمك تكون أكبر في الليل عند‬

‫‪82‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إفراز هرمون النمو وأيضاً فإنك غالباً ما تكون أقل شرباً للقهوة في المساء‬
‫لذا تتجنب أية مشاكل متعلقة بامتصاص المعادن‪.‬‬
‫إذا كنت تحتاج لتناول كبسولتين أو أكثر في اليوم من نفس المستحضر‬
‫فباعد بينهما ما استطعت وذلك لتعظيم عملية االمتصاص وللحفاظ على‬
‫مستوياتهما في الدم دون تقلبات ‪ .‬ومن األفضل تناول الجرعة اليومية‬
‫في الزمان والمكان حيث تذكرها ‪.‬‬
‫المرأة الحامل ‪:‬‬
‫حامال أو تعتزمين الحمل أو إذا كنت مرضعة فال‬ ‫ً‬ ‫الحظي أنك إذا كنت‬
‫تتناولي أية إضافات طعام تكميلية ما لم تكن مصممة خصيصاً لالستعمال‬
‫أثناء الحمل‪ .‬راجعي دائماً مع طبيبك أو مع الصيدالني إذا كنت غير‬
‫متأكدة‪ .‬وهنالك بعض المنتجات مثل تلك التي تحتوي على فايتمين ‪ A‬أو‬
‫زيت كبد الحوت على سبيل المثال ومعظم األعشاب الطبية بما في ذلك‬
‫األلوه فيرا ‪ aloe vera‬يجب أال تؤخذ أثناء الحمل‪.‬‬
‫تخزين المكمالت الغذائية ‪ :‬يجب أن يكون في مكان بارد وجاف بعيداً‬
‫عن الحرارة المباشرة والضوء‪.‬‬
‫ويجب حفظها دائماً بعيداً عن نظر ووصول األطفال‪.‬‬

‫عندما تكون مستعداً لتناولها‬


‫إذا أردت أن تتناول المتممات الغذائية ( إضافات الطعام التكميلية )‬
‫فاتبع القواعد العامة أدناه‪:‬‬
‫* أخطر طبيبك‪.‬‬
‫* ابحث مسبقاً لتعرف عن أية تفاعالت محتملة بين إضافات الطعام‬
‫التكميلية وبين األدوية‪.‬‬
‫* ال توقف تناول أي من العالجات المقررة لك ما لم تخطر طبيبك‬
‫المعتاد‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫* أضف بأدنى جرعة مقترحة فقط عالج واحد أو اثنين في وقت‬


‫واحد يمكنك دائماً زيادة الجرعة ببطء في حدود الجرعات الموصى بها‬
‫إذا كانت إضافة الطعام التكميلية ال تؤثر في سيطرتك على الغلوكوز‪.‬‬
‫* راقب مستويات غلوكوز الدم لديك وحاول الحفاظ على سيطرة‬
‫محكمة عليه‪.‬‬
‫* اسمح دائماً بأسبوع واحد على األقل بين تغييرات المعالجة للسماح‬
‫لجسمك بإجراء ما يلزم من تعديل‪ .‬ففي بعض الحاالت قد يستغرق األمر‬
‫ثالثة أشهر على األقل لتقدير فعالية إضافة الطعام التكميلية المعينة‪.‬‬

‫تناول المتممات الغذائية مع أدوية السكري‬


‫إذا كنت على وشك البدء بتناول واح ٍد أو اثنين من العقاقير و ذلك من‬
‫أجل السيطرة على البدانة أو مستويات غلوكوز الدم وأنك تفكر في شراء‬
‫بعض المتممات الغذائية ( إضافات الطعام التكميلية) فإنه لموضوع هام‬
‫معرفة إن كانت هناك تداخالت وتفاعالت عكسية‪.‬‬
‫وفي العموم فإن تلك التداخالت منخفضة وقليلة‪.‬‬
‫على سبيل المثال في بريطانيا ما يُق ّدر بـ ‪ 41‬في المائة من البالغين‬
‫يتناولون بعض أشكال إضافات الطعام التكميلية سواء أكانت فايتمينات أو‬
‫معادن أو زيوت سمك أو أدوية عشبية وثلثهم يتناولها على أساس يومي‪.‬‬
‫في هذه األثناء يزداد أيضاً عدد األدوية التقليدية الموصوفة‪ :‬إن واحداً‬
‫من كل ثالثة أشخاص الذي يتناول إضافات الطعام التكميلية أو األدوية‬
‫العشبية يأخذ أيضاً على األقل واحداً من العقاقير الموصوفة‪.‬‬
‫ويا للسرور فإن خطورة التفاعل الشديد بين الفايتمينات والمعادن‬
‫واألدوية الموصوفة منخفضة عموماً‪ .‬ويستطيع معظم الناس أن يتناولوا‬
‫بأمان إضافات طعام تكميلية من متعدد فايتمينات أو من معادن مزودة‬
‫بواحد أو اثنين من مضاعفات الكمية المقررة يومياً ‪ .RDA‬وفي الحقيقة‬

‫‪84‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫فإن الكثير من العقاقير (مثل حبوب منع الحمل ‪ contraceptives‬التي‬


‫تؤخذ بالفم) يبدو أنها تستنزف مخزون جسمك من الفايتمينات والمعادن‬
‫مما يجعل المكمالت الغذائية (إضافات الطعام التكميلية) أكثر أهمية‪.‬‬
‫ويضيف االختصاصيون أن التزويد مرات عديدة بالكمية المقررة‬
‫يومياً من عناصر غذائية معينة يحتاج للمراجعة على أساس فردي ولكن‬
‫من األفضل استعمالها فقط تحت إشراف ممارس عالج بالتغذية‪.‬‬
‫ولذا الحظ أنك يجب أن تراجع مع طبيبك دائماً أو مع الصيدالني إذا‬
‫كنت ترغب في تناول إضافات طعام أثناء ما تأخذ بالفعل أدوية موصى‬
‫بها أو أدوية تُباع دون وصفة طبية‪.‬‬
‫* ِمن المهم جداً التركيز على تناول األطعمة الغنية بالكروميوم‬
‫‪ Chromium‬لتأثيره الرائع جداً على األنسولين وسكر الدم (انظر‬
‫«الكروميوم» في المعادن) ومن هذه األطعمة الخميرة الغذائية المسماة‬
‫‪( Brewer،s Yeast‬هي أعلى المصادر بالكروميوم على اإلطالق)‬
‫والكبدة «من مصدر عضوي» ونخالة وجنين القمح والخبز المصنوع‬
‫من دقيق الشيلم ‪ Rye Bread‬وجنين القمح ‪ ,‬والفلفل األخضر‪.‬‬
‫ويوجد على شكل أقراص الكروميوم (بيكولينت) ‪Chromium‬‬
‫‪ picolinate‬والجرعة المطلوبة ‪ 600-400‬ميكروجراماً يومياً‪.‬‬
‫* المساعد األنزيمي ‪ : Co – Q10‬يساعد في تثبيت معدالت سكر‬
‫ُحسن الدورة الدموية والجرعة المطلوبة ‪ 100-50‬ملليجراما يومياً‪.‬‬‫الدم وي ّ‬
‫قد يتفاعل مع عقار الورفرين المسيل للدم‬
‫* حمض األلفاليبويك ‪ Alpha lipoic acid‬يساعد في التحكم وضبط‬
‫معدالت سكر الدم وفي عالج اعتالل األعصاب الطرفية المحيطية‬
‫‪ Diabetic neuropathy‬وأيضاً من المضاعفات المؤدية العتالل‬
‫الكلى عند مريض السكري والجرعة المطلوبة ‪ 100-50‬ميللجراماً‬
‫يومياً‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫* المنجنيز ‪ Manganese‬مطلوب إلصالح و»ترميم» الضرر‬


‫الحاصل بالبنكرياس وأيضاً كعامل مساعد (أنزيمي) أليض واستقالب‬
‫الجلوكوز نقصه شائع في مرضى السكري والجرعة المطلوبة يومياً‬
‫‪ 10-5‬ميللجراماً ويُفضل أن تُؤخذ‪ -‬منفصلة أو بمعزل عن مكمالت‬
‫الكالسيوم‪.‬‬
‫* المغنيسيوم ‪ Magnesium‬هام جداً للتفاعالت األنزيمية وللتوازن‬
‫الحمضي القلوي ‪ – pH balance‬ويحمي من تصلب الشرايين ومن‬
‫تقلصات الشريان التاجي ويزيد من معدالت الطاقة ويُحسن تحمل سكر‬
‫الدم ‪ Glucose tolerance‬ويقلل من خطر إصابة مريض السكري‬
‫بقروح القدم‪ .‬ووُجدت معدالت منخفضة لدى مرضى السكري (مع ارتباط‬
‫وصلة نقص معدالته بمضاعفات السكري في (أمراض العين) لدى مريض‬
‫السكري والجرعة المطلوبة ‪ 750‬ميللجراماً يومياً‪.‬‬
‫* فيتامين سي و( الفالفونيدات) ‪Vitamin C with Flavonoid‬‬
‫النقص فيها يؤدي لعلل وعائية دموية لدى مرضى السكري ووجود الفيتامين‬
‫يقي من مضاعفات (مرض السكري) ‪Diabetic Complications‬‬
‫والجرعة المطلوبة ‪ 1‬جرام – ‪ 3‬جرامات يومياً موزعة على جرعات‬
‫صغيرة‪.‬‬
‫السكري‬
‫* الزنك ‪ Zinc‬نقصه له عالقة وارتباط بنشوء وظهور مرض ّ‬
‫ويساهم بالتحكم بسكر الدم ويساعد في شفاء قروح أقدام مرضى السكري‬
‫والجرعة المطلوبة (‪ )80-50‬ميللجراماً يومياً‪.‬‬
‫* فيتامين ‪ E‬يُحسن الدورة الدموية ويساعد كمضاد أكسدة بمنع‬
‫تحمل الجلوكوز ‪Glueose‬‬ ‫ّ‬ ‫والوقاية من مضاعفات السكري [ويُحسن من‬
‫‪ tolerance‬ويقلل من عمليات ‪glycosylation‬‬
‫* فيتامين ‪ A‬و(الكاروتينات) ‪Vitamin A with Carotenoids‬‬
‫مضاد أكسدة هام لصحة العين ويُحسن من الحساسية واالستجابة لألنسولين‬

‫‪86‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫والجرعة المطلوبة (‪ )15‬خمسة عشر ألف وحدة دولية يومياً و (الحامل)‬


‫عليها أال تتجاوز (‪ )10‬عشرة آالف وحدة دولية يومياً‪.‬‬
‫* السيلينيوم ‪ :Selenium‬يساهم بتحسين التحكم بسكر الدم و الحماية‬
‫من ومقاومة التهاب البنكرياس والوقاية من سرطان البنكرياس (وأنواع‬
‫سرطان أخرى) والحماية من مرض القلب الشرياني التاجي ومرضى‬
‫السكري لديهم مناسيب منخفضة جداً من السيلينيوم والجرعة المطلوبة‬
‫أال تتجاوز (‪)40‬‬‫(‪ )200‬مائتا ميكروجراماً يومياً ولكن (الحامل) عليها ّ‬
‫أربعين ميكروجراماً يومياً‪.‬‬
‫* الحمض األميني ‪ :Taurine‬يساعد (الجسم) أو البنكرياس باألصح‬
‫في (إطالق األنسولين) ويساهم بتثبيت معدالت سكر الدم وباستقالب‬
‫الدهون ويساعد في عالج األمراض القلبية وخفض ضغط الدم المرتفع‬
‫وعالج ارتجاع أو االحتفاظ السوائل أي طرح الزائد منها ‪Excretion‬‬
‫‪ of excess fluid‬والجرعة المطلوبة يومياً ‪ 1000-500‬ميللجراماً‪.‬‬
‫* مكمالت الثوم ‪ – Garlic‬يخفض معدالت سكر الدم ويعمل على‬
‫ُحسن الدورة الدموية والجرعة المطلوبة‬ ‫تثبيتها‪ -‬يحفز األداء المناعي وي ّ‬
‫كما هو موضح على العبوة‪.‬‬
‫* عنب األحراج ‪ : Bilberry‬يحتوي على ‪ myrtillin‬الذي يساعد‬
‫بخفض معدالت سكر الدم المرتفعة ويساهم بعالج اعتالل الشبكية بسبب‬
‫السكري ويعمل كمضاد أكسدة ويمنع تجلّط األوعية الدموية (التي تخدم‬
‫العين) والجرعة المطلوبة ‪ 350-250‬ميللجراما يومياً‪.‬‬
‫* الجينكو بيلوبا (كزبرة البئر) ‪ : Ginkgo biloba‬تمنع تلف‬
‫خاليا شبكية العين وتقلل أعراض قصور الدورة الدموية للمخ وتساعد‬
‫بمقاومة الضعف الجنسي وتكافح حالة أو ِعلّة العرج المتقطع (في الساق)‬
‫‪ Intermittent Claudication‬والجرعة المطلوبة ‪180-160‬‬
‫ميللجراما يومياً (مرة واحدة)‪ .‬تجنب استعمال الجنكة ‪Ginkgo biloba‬‬

‫‪87‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مع األسبرين أو الورفرين‬


‫ُحسن عملية التحكم بـ وضبط معدالت سكر‬ ‫* الجينسنج ‪ : Ginseng‬ي ّ‬
‫الدم ويُقلّل متطلبات األنسولين ويكافح الضعف الجنسي ‪Impotence‬‬
‫ويحمي الكبد من التلف (اآلثارة الضارة لألدوية‪ ..‬والمواد السامة) ويقاوم‬
‫اإلجهاد عن طريق مساندة الغدة الكظرية (اآلدرينالية) ويُحسن األداء‬
‫المناعي ويقلل من حاجة القلب لألوكسجين ويحمي األنسجة العصبية من‬
‫ضرر ما يسمى ‪( Reperfusion‬إعادة التشبع أو النضح) والمقصود‬
‫الضرر الناجم عن رجوع الدورة الدموية للموضع بعد اإلصابة بالسكتة‬
‫الدماغية أو النوبة القلبية والجرعة المطلوبة ‪ 200-100‬ميللجراما ولكن‬
‫على الحامل اجتنابه بالمرة وكذا األمهات [لسبب أن له تأثيرات مشابهة‬
‫لهورمون االستروجين]‪.‬‬
‫* زيت زهرة الربيع ‪ Evening Primrose oil‬أو زيت زهرة‬
‫لسان الثور ‪ Borage oil‬وذلك الحتواء كل منهما على الحمض الدهني‬
‫األساسي ‪( Gamma- linolenic acid‬جاما لينولينيك آسيد) ويساهم‬
‫بتخفيف وتلطيف اعتالل األعصاب الطرفية وفي الوقاية من ومنع‬
‫األمراض القلبية والمطلوب ما يعادل ‪ 3-1‬جراماً يومياً‪.‬‬

‫مجموعة فيتامينات ‪B‬‬


‫نظراً ألهمية هذا الفيتامين لمريض السكري فقد أسهبت في شرحه‬

‫(ب‪ )1‬الثيامين ‪:B1 Thiamine‬‬


‫هذا الفيتامين يشار إليه أيضاً باسم ‪ Morale Vitamin‬أي فيتامين‬
‫«المعنويات» وذلك بسبب فوائده على الجهاز العصبي واالتجاهات‬
‫الذهنية والتوجهات الفكرية والعقلية‪ ،‬وهذا الفيتامين «ذائب» أو «ذواب»‬
‫في الماء وأي زيادة منه ال يتم تخزينها بالمعنى المعروف بل يتم إفرازها‬

‫‪88‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وطرحها مع البول خارج الجسم‪ ،‬ولذا يجب العمل على تعويضه يومياً‪..‬‬
‫هذا وألن مجموعة فيتامينات ‪ B‬تعمل بشكل تناغمي وتوافقي وتآلفي‬
‫وأكثر فعالية معاً‪ ،‬فاألفضل أن تؤخذ معاً وليست منفصلة وعلى ضوء‬
‫هذا فبالنسبة لـ ‪ B1‬و ‪ B2‬و ‪ B6‬يجب أن تكون متعادلة أي ً‬
‫مثال ‪50‬‬
‫ملليجراماً لكل منها (وهذا رأي د‪ .‬ايرل ميندل ‪ Earl Mindell‬والذي‬
‫بلغت مبيعات كتابه الشهير ‪ Earl Mindell،s Vitamin Bible‬أكثر‬
‫من ثمانية ماليين نسمة)‪.‬‬
‫إن الحاجة لفيتامين ‪ B1‬تتزايد خالل المرض وأيضاً الضغوط‬
‫والتوترات‪ ،‬وعند الحاجة إلجراء جراحة‪ .‬إن فيتامين ‪ B1‬يحفز ويستحث‬
‫عملية استقالب الكاربوهيدرات كما يساعد في تكوين الدم وفي إنتاج‬
‫حمض الهيدروكلوريك الهام لهضم سليم‪ ..‬وهذا الفيتامين هام ألداء المخ‬
‫وكذا النشاط المعرفي واإلدراكي ‪ Cognitive activity‬وأيضاً القدرة‬
‫ُحسن‬
‫على التعلم واالستيعاب‪ .‬ويجعل ذلك أقرب لألداء األمثل كما أنه ي ّ‬
‫من سير عمليات التوجه الذهني وهو يحافظ على أداء الجهاز العصبي‬
‫والعضلي والقلبي بالشكل السليم والصحي‪ ،‬كذلك فإن الحاجة إليه ضرورية‬
‫لصحة وتناسق و «تآلف» المنظومة العضلية لألمعاء والمعدة والقلب‪..‬‬
‫وأيضاً له أثره اإليجابي في النمو‪ ..‬وتوليد الطاقة ونقص هذا الفيتامين‬
‫«الرزام» (البري بري) ‪ Beriberi‬وهو مرض‬ ‫يؤدي لظهور مرض ُ‬
‫يتعلق بالجهاز العصبي ومن أعراضه‪ :‬االختالط واالرتباط والتشوش‬
‫العقلي والذهني‪ ،‬الهزال العضلي (وذلك في شكل المرض المسمى‬
‫‪ )Dry Beriberi‬وارتجاع السوائل (وذلك في شكله المسمى ‪Wet‬‬
‫‪ )Beriberi‬وضغط الدم المرتفع وصعوبة المشي واالضطرابات القلبية‪.‬‬
‫هذا وباقي أعراض نقص ‪ B1‬منها اإلمساك‪ ،‬تضخم الكبد‪ ،‬االضطرابات‬
‫المعدية المعوية‪ ،‬العصبية‪ ،‬فقدان الشهية‪« ،‬التنميل» في األيدي واألرجل‬
‫واإلحساس بما يشبه الوخز‪ ،‬التنفس بشكل يتسم باإلجهاد‪ ،‬الضمور‬

‫‪89‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫العضلي‪ ،‬التغييرات التي تطرأ على األداء القلبي‪ ،‬النسيان‪.‬‬

‫دور فيتامين ‪ B1‬فيما يتعلق بالسكري‪:‬‬


‫أوال‪ :‬الوقاية من أمراض تصلب الشرايين‪:‬‬ ‫ً‬
‫فمن المعروف أن واحداً من آثار ارتفاع معدالت األنسولين وأيضاً سكر‬
‫الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني‪ :‬ما يتعلق بتصلب الشرايين‬
‫وذلك لما يؤديه ارتفاع معدالت األنسولين وأيضاً معدالت سكر الدم من‬
‫النمو المتزايد غير السوي لخاليا العضالت الملساء المبطنة للشرايين‬
‫بالشكل الذي يؤدي لتصلب الشرايين العصيدي ‪.Atherosclerosis‬‬
‫فعلى سبيل المثال وفي دراسة هامة أجريت على مرضى السكري‬
‫من النوع الثاني والذين استلزموا «إجراء بتر واستئصال لألطرف‬
‫السفلى بسبب تصلب الشرايين العصيدي الشديد‪ ،‬تم أخذ عينات من خاليا‬
‫العضالت الملساء المبطنة للشرايين منهم وتم تعريضها لمعدالت عالية‬
‫ومرتفعة من األنسولين والجلوكوز (وذلك عن طريق وبواسطة زريعة‬
‫استنبات معملية ‪ )Laboratory Cultures‬بينما تم إضافة فيتامين ‪B1‬‬
‫للسائل الخاص بزريعة عينة منها والتي أيضاً كانت معرضة لمعدالت‬
‫مرتفعة وعالية من األنسولين والجلوكوز‪ ..‬وأسفرت النتائج عن النمو‬
‫الزائد غير المعتاد للخاليا (المفتقرة لوجود ‪ B1‬معها) خالل فترة ستة أيام‬
‫فقط بينما لم يحدث هذا مع تلك العينة المزودة بالفيتامين ‪ B1‬مما برهن‬
‫على الدور الهام لفيتامين ‪ B1‬في تأجيل وإبطاء حلول أو حدوث التصلب‬
‫العصيدي للشرايين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور ‪ B1‬في الوقاية من اعتالل الشبكية ‪Diabetic‬‬ ‫ً‬


‫‪ :Retinopathy‬وجد العلماء األلمان وأيضاً «األمريكان» في‬
‫تجاربهم المعملية على حيوانات التجارب المصابة بالسكري أن إعطاءها‬

‫‪90‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫جرعات عالية من ‪( Benfotiamine‬وهو الشكل الذائب في الدهون‬


‫من فيتامين ‪ )B1‬قد ساعد في الوقاية ومنع ظهور أو حدوث اعتالل‬
‫الشبكية «السكري»‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬دور‪ B1‬في تخفيف وتلطيف أعراض التهاب األعصاب الطرفية‬


‫بسبب السكري ‪ :Diabetic Neuropathy‬إن فيتامين ‪ B1‬قد ساعد‬
‫بإنقاص أعراض اإلحساس بالتنميل ‪ Numbness‬والشعور بالوخز‬
‫‪ Tingling‬والتي تحدث كمضاعفات عند مرضى السكري‪.‬‬
‫أهم مصادر فيتامين ‪ :B1‬أعلى مصادره الخميرة الغذائية المسماة‬
‫‪ Brewer،s Yeast‬وأيضاً نوع الخميرة المسمى ‪،Torula Yeast‬‬
‫وجنين القمح وبذور دوار الشمس (غير المؤكسدة أو المملحة) والصنوبر‬
‫والفول السوداني‪ ،‬ويأتي بعد ذلك األرز البني غير المقشور ‪Brown‬‬
‫‪ ،Rice‬األسماك‪ ،‬نخالة القمح‪( ،‬مكسرات‪ :‬الفستق والبندق والكاجو)‪،‬‬
‫صفار البيض‪ ،‬الشوفان‪ ،‬دقيق القمح الكامل «غير المقشور» العدس‪،‬‬
‫السمسم‪ ،‬الثوم‪.‬‬
‫وتبقى مشكلة أن الفيتامين (‪ )B1‬هو فيتامين قابل للفقد والخسارة بشدة‬
‫أثناء إعداد األطعمة وطهيها فعلى سبيل المثال تفقد اللحوم المجمدة ‪50%‬‬
‫من محتواها منه بينما طهي اللحوم بدرجة حرارة (‪ )200‬مئوية يفقدها‬
‫‪« 20%‬أخرى» من محتواها من ‪.B1‬‬
‫الجرعة التي نحتاجها من ‪ :B1‬الجرعة التي اصطلح عليها في‬
‫الطب المعاصر هي فقط ‪ 1.5‬ملليجراماً‪ ..‬ولكن خبراء التغذية ينصحون‬
‫بجرعة أكبر من ذلك بكثير «‪ »100-50‬ملليجراماً وعموماً فكلما‬
‫استهلكت كاربوهيدرات أكثر كلما ازدادت حاجتك أكثر من هذا الفيتامين‪..‬‬
‫والنقص فيه ربما أدى لما يسمى «عدم التحمل لسكر الدم» ‪Glucose‬‬
‫‪.Intolerance‬‬

‫‪91‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن مرضى السكري (من النوع‬


‫الثاني) يعانون دوماً من وجود معدالت منخفضة عن غير المرضى أما‬
‫الذين يتناولون مدرات بول فيفقدون الكثير منه عن طريق التبول إلى الحد‬
‫الذي يتسبب بالنقص فيه‪.‬‬

‫فيتامين ‪ B2‬الريبوفالفين ‪ :Riboflavin‬هذا الفيتامين ضروري‬


‫لتكوين خاليا الدم الحمراء وللتنفس الخلوي ‪ Cell respiration‬وللنمو‬
‫وأيضاً إلنتاج األجسام المضادة ‪ Antibody Production‬كما أنه‬
‫يساعد بإنتاج الطاقة عبر نوعين من األنزيمات‪..‬‬
‫وهو أيضاً يعمل على تخفيف تعب العينين وهام جداً في الوقاية من وعالج‬
‫مرض «ساد» العينين «المياه البيضاء في العينين» ‪.Cataracts‬‬
‫كذلك فإن ‪ B2‬يساعد باستقالب الكربوهيدرات والبروتينات والدهون‪..‬‬
‫وهو (ومع فيتامين ‪ )A‬يحافظ على و»يصون» األغشية المخاطية في‬
‫القناة الهضمية‪ .‬كذلك فإن ‪ B2‬يقوم «بتسهيل» استعمال األوكسجين‬
‫بواسطة األنسجة في الجلد واألظافر والشعر ويساعد بالتخلص من قشرة‬
‫الرأس ‪ Dandruff‬كما أنه يساهم بامتصاص الحديد وبامتصاص فيتامين‬
‫‪.B6‬‬
‫النقص في ‪ B2‬ينجم عنه تناقص إنتاج الطاقة داخل الجسم ومن‬
‫العالمات المبكرة للنقص فيه‪ :‬وجود تشققات و»قروح» بالشفاه وعند زوايا‬
‫الفم ‪ .‬وأيضاً التهابات باللسان واضطرابات بصرية (مثل ظهور الحساسية‬
‫الح ّدة البصرية وحرقان وحكة بالعينين وتكون ونشوء‬ ‫لألضواء وفقدان ِ‬
‫مرض الساد «‪ ،)»Cataracts‬وأيضاً التهابات وقروح جلدية‪ .‬وكل هذا‬
‫يشكل مجموعة من األعراض أطلق عليها مجتمعة (نقص الريبوفالفين‬
‫‪ .)Ariboflavinosis B2‬ومن األعراض األخرى المحتملة‪ :‬فقدان‬
‫الشعر الدوار األرق سوء الهضم تأخر النمو وبطء االستجابة الذهنية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫دور فيتامين ‪ B2‬بالنسبة للسكري‪:‬‬


‫من المعتقد أنه يلعب دوراً أساسياً في الطريقة أو األسلوب الذي تنتهجه‬
‫خاليا بيتا المفرزة لألنسولين في تتبع واقتفاء الجلوكوز «سكر الدم» ‪..‬‬
‫والمعتقد أن النقص في ‪ B2‬أو في تمثله غذائياً ربما ارتبط بنشوء السكري‬
‫‪ ...‬نعم إن أية معوقات في تمثل واستقالب هذا الفيتامين أو نقصه يبدو أنها‬
‫غير مستبعدة من ارتباطها بظهور وتطور السكري (من النوع الثاني)‪.‬‬
‫وكما ذكرنا دوره األساسي في الوقاية والحماية من نشوء مرض ساد‬
‫أو عتامة العينين وقد أظهرت الدراسات أن تناول مكمالت تحتوي على‬
‫‪ B2‬قد أنقص خطر نشوء الساد بنسبة ‪.37%‬‬
‫أهم مصادر ‪ :B2‬الخميرة الغذائية المسماة ‪،Brewer،s Yeast‬‬
‫وأيضاً نوع الخميرة المسمى ‪ ،Torula Yeast‬والكبدة «كبدة العجل»‬
‫وجنين القمح ونخالة القمح‪ ،‬والجبن والحليب والزبادي‪ ،‬وصفار البيض‪،‬‬
‫واألسماك واللحوم‪ ،‬والحبوب الكاملة‪ ،‬والقرنيات («الحمص‪ ،‬الترمس‪،‬‬
‫البازالء‪ ،‬الفاصولياء‪ ،‬اللوبيا) والسبانخ‪ ،‬نخالة األرز‪ ،‬اللوز‪ ،‬الفطر (الفقع‬
‫أو الكمأة ‪ )Mushrooms‬عسل «قصب السكر» األسود‪ ،‬والخضروات‬
‫قابال للخسارة والفقد بسبب التعرض‬ ‫ً‬ ‫الورقية وتبقى مشكلة كون ‪B2‬‬
‫للضوء وبسبب تناول المضادات الحيوية ومن حسن الحظ أنه ال يُفقد‬
‫بالطهي‪.‬‬
‫الجرعة المطلوبة من ‪ B2‬الجرعة الموصى بها ‪ RDA‬طبياً هي فقط‬
‫‪ 1.7‬ملليجراماً للرجل و ‪ 1.3‬ملليجراماً لألنثى ولكن الخبراء يقترحون‬
‫مابين (‪ )100-25‬ملليجراماً يومياً بينما يحتاج المصابون بالسكري وكذلك‬
‫كبار السن لجرعات أكبر من ذلك وعموماً فإن الزيادة تطرح تُفرز مع‬
‫البول وهي التي تمنح البول اللون األصفر «الفاقع»‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫فيتامين ‪ B3‬النياسين ‪:Niacin‬‬


‫هذا الفيتامين الذائب في الماء تم اكتشافه خالل البحث عن سبب لمرض‬
‫(الحصاف) وكان هذا المرض منتشراً في أسبانيا‬ ‫البالجرا ‪ُ Pellagra‬‬
‫وإيطاليا في القرن الثامن عشر وكلمة ‪ Pellagra‬إيطالية وتعني ‪rough‬‬
‫‪ skin‬أي الجلد الخشن واتسم هذا المرض بما يسمى «‪ »Three Ds‬أو‬
‫الثالثة مسميات المبدوءة بحرف ‪ D‬وهي ‪« Dermatitis‬التهاب الجلد»‬
‫(الخ َرف أو ال َع َته أو‬
‫وتشققه و ‪« Diarrhea‬اإلسهال» و‪َ Dementia‬‬
‫الخ َبل)‪ .‬هذا ويقوم الجسم بتصنيع مقادير صغيرة جداً من ‪ B3‬وذلك من‬ ‫َ‬
‫الحمض األميني األساسي المسمى تربتوفان ‪.Tryptophan‬‬
‫إن هذا الفيتامين مطلوب لدورة دموية سليمة ولصحة الجلد‪ ،‬وهو يساعد‬
‫في األداء الوظيفي للجهاز العصبي وفي تمثل واستقالب الكربوهيدرات‬
‫والبروتينات والدهون‪ .‬وكذلك هو مطلوب للمساعدة بإنتاج حمض‬
‫الهيدروكلوريك للجهاز الهضمي وهذا الفيتامين يساعد بخفض معدالت‬
‫الكوليسترول‪.‬‬
‫األكالة ‪ ،Canker Sores‬العته‬ ‫ومن أعراض نقص ‪ :B3‬القروح ّ‬
‫والخبل‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬اإلسهال‪ ،‬الدوار‪ ،‬التعب واإلنهاك‪ ،‬رائحة النفس‬
‫الكريهة (ال َب ْخر) ‪ ،Halitosis‬الصداع‪ ،‬عسر الهضم‪ ،‬األرق‪ ،‬الضعف‬
‫العضلي‪ ،‬الطفح الجلدي وااللتهابات الجلدية‪.‬‬

‫فائدة ‪ B3‬في عالج السكري‪:‬‬


‫إن ‪ B3‬يعمل مع معدن الكروميوم لتكوين المركب المعروف باسم‬
‫عامل تحمل سكر الدم ‪)Glucose Tolerance Factor (GTF‬‬
‫ومن ثم فإن ‪ B3‬أساسي ألداء األنسولين وقيامه بضبط سكر الدم المأخوذ‬
‫بواسطة الخاليا‪ ..‬كذلك يؤدي ‪ B3‬دوراً هاماً في إطالق الجليكوجين‬
‫‪ Glycogen‬من العضالت الستعماله كطاقة ‪ ..‬وأيضاً دور ‪ B3‬في‬

‫‪94‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫التوظيف واإلعداد المتعاقب لألحماض الدهنية التي يتم «إطالقها» من‬


‫مستودعات الجسم الدهنية ‪ ..‬كذلك فإنه ومع ‪ B1‬و ‪ B2‬يساعد بزيادة‬
‫إنتاج الطاقة في الخاليا‪.‬‬

‫دور ‪ B3‬في خفض وإنقاص معدالت الكوليسترول‪:‬‬


‫إن الدور الذي يلعبه ‪ B3‬في إنقاص معدالت الكوليسترول‬
‫وكذلك في خفض معدالت دهون الدم الثالثية (التراي جليسيريدات‬
‫‪ ،)Triglycerides‬كل هذا ينجم عنه خفض خطر حدوث النوبات القلبية‬
‫المميتة ‪ Fatal Heart attacks‬وغير المميتة ‪ Non fatal‬بما يُعادل‬
‫‪ .30%‬كذلك فإن ‪ B3‬يعتبر أكثر العالجات فعالية لزيادة مُعدالت ما يسمى‬
‫بالكوليسترول الصحي والمفيد ‪.HDL‬‬
‫أهم مصادر ‪ :B3‬الخميرة الغذائية المسماة ‪Brewer،s Yeast‬‬
‫وأيضاً نوع الخميرة المسمى ‪ Torula Yeast‬ونخالة األرز ‪Rice‬‬
‫‪ bran‬ونخالة القمح والكبدة البقري والفول السوداني وبذور السمسم‬
‫ودوار الشمس واألرز البني ‪ Brown Rice‬ودقيق الذرة ودقيق القمح‬
‫الكامل وجنين القمح والبيض والتمر واللوز واألسماك والحليب والفلفل‬
‫الحار الحريف ‪.Red Chili Pepper‬‬
‫الجرعة المطلوبة من ‪ :B3‬الجرعة الموصى بها ‪ RDA‬هي ‪18‬‬
‫ملليجراماً فقط ولكن جرعات أعلى من ذلك (‪ 50‬ملليجراماً فأكثر)‬
‫تُوصف لعلل مرضية مثل ارتفاع معدالت الكوليسترول وعموماً فإن‬
‫الجرعات (أعلى من ‪ 30‬ملليجراماً (بشكل النياسين ‪ )Niacin‬تتسبب‬
‫بحدوث «تورد» و «توهج» بسبب قدرته على تمديد وتوسيع األوردة‬
‫بينما الجرعات العالية جداً (‪ 3‬جرامات فأكثر) يمكن أن ينجم عنها سوء‬
‫حالة مريض السكري وظهور القرحة الهضمية وااللتهاب الكبدي وظهور‬
‫سواد بأجزاء من الجلد‪ ،‬كذلك فإن الجرعات العالية تؤثر سلباً على‬

‫‪95‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫استقالب ومعدالت حمض الفوليك مما ينجم عنه بالتبعية ارتفاع معدالت‬
‫الحمض األميني الضار المسمى الهوموسيستين ‪ Homocysteine‬في‬
‫الدم‪ ..‬لذلك يتوجب عند تناول ‪ B3‬كمكمل أن يتواكب ذلك مع تناول‬
‫‪ B6‬و ‪ B12‬وحمض الفوليك (فالثالثي األخير هذا هام إلذابة وإنقاص‬
‫معدالت الحمض األميني الضار الهوموسيستين والذي يرتبط ارتفاع‬
‫معدالته بزيادة خطر ظهور األمراض القلبية والسكتة الدماغية)‪.‬‬
‫لقد أظهرت التجارب أن مرضى السكري يمكنهم استعمال النياسين‬
‫بأمان بجرعاته المتعارف عليها فليس له آثار جانبية سلبية على عملية‬
‫التحكم بسكر الدم‪..‬‬
‫هذا وب‪ B3 3‬له أشكاله المتعددة ‪ Niacin‬و ‪ Niacinamide‬و‬
‫‪.Nicotenic acid‬‬

‫فيتامين ‪( B6‬البيريدوكسين ‪ :)Pyridoxine‬في الواقع فإن‬


‫‪ B6‬في شكله الطبيعي فعلياً هو مجموعة مواد ذوابة في الماء تشمل‬
‫‪ Pyridoxine‬و ‪ Pyridoxal‬و ‪ ،Pyridoxamine‬وكلها تتحول في‬
‫الجسم لشكله األكثر فاعلية ‪ .Pyridoxine‬وهذا الفيتامين أساسي لألداء‬
‫الوظيفي الفعال واألمثل ألكثر من ستين أنزيماً وهو مطلوب لتصنيع‬
‫الجزء الحامل للشفرة الوراثية ‪..DNA‬‬
‫ولألحماض األمينية والبروتينات والستقالب وتمثل الكربوهيدرات‬
‫بشكلها الجليكوجيني وأيضاً لتمثل واستقالب األحماض الدهنية األساسية‪..‬‬
‫و ‪ B6‬هام ومفيد وتشتد الحاجة إليه عند حدوث ارتجاع السوائل كذلك هو‬
‫ضروري إلنتاج حمض الهيدروكلوريك الالزم للجهاز الهضمي و ‪B6‬‬
‫يساعد في توازن الصوديوم والبوتاسيوم ويحفز عملية تكوين خاليا الدم‬
‫الحمراء‪ ،‬كذلك هو مطلوب بواسطة الجهاز العصبي والحاجة إليه ضرورية‬
‫ألداء مخي سليم كما أنه يساعد بامتصاص ‪ B12‬وباألداء المناعي وبإنتاج‬

‫‪96‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الجسيمات المضادة ويلعب دوراً هاماً في المناعة إزاء السرطان‪ ،‬كما أنه‬
‫يساعد في الوقاية من تصلب الشرايين ‪.Arteriosclerosis‬‬
‫النقص في ‪ :B6‬ينجم عنه االكتئاب ‪ Depression‬ونوبات‬
‫صرعية تشنجية خاصة في األطفال وعدم تحمل سكر الدم ‪Glucose‬‬
‫‪ Intolerance‬والتضرر العصبي الوظيفي ‪Impaired Nerve‬‬
‫‪ Function‬بينما النقص الشديد فيه يظهر في عدد من العلل الصحية‬
‫ومنها متالزمة النفق الرسغي ‪Carpal Tunnel Syndrome‬‬
‫وغثيان الحامل الصباحي ‪ Morning Sickness‬ومتالزمة ما قبل‬
‫الحيض ‪ Pre-Menstrual Syndrome‬وحصي الكلى ‪Kidney‬‬
‫‪.Stones‬‬
‫دور وفوائد ‪ B6‬في عالج السكري‪ :‬من أهم أدواره دوره بكبح تكوين‬
‫وتفكيك و»إذابة» الحمض األميني الضار الهوموسيستين الضار بعضلة‬
‫القلب والمؤدي لترسب كوليسترول ضار حولها والذي ينجم عن ارتفاع‬
‫معدالته تضرر الشرايين ويرتفع خطر اإلصابة بمرض القلب الشرياني‬
‫اإلكليلي (التاجي)‪ .‬لقد أثبتت تجارب هامة ودراسات معملية أن تناول ‪B6‬‬
‫قد أنقص خطر اإلصابة بالنوبات القلبية بنسبة ‪.45%‬‬
‫دور ‪ B6‬في إنقاص خطر استشراء واستفحال المرض الوعائي‬
‫الدموي لألطراف المحيطية ‪Peripheral Vascular Disease‬‬
‫وهذا المرض يشكل خطراً عند مرضى السكري‪ :‬ففي دراسة هامة تتعلق‬
‫رجال (فوق الخمسين من العمر) ‪ 22%‬منهم مصابون بهذا المرض‬ ‫ً‬ ‫بـ ‪392‬‬
‫وجد الباحثون نقصاً في معدالت ‪ B6‬لدى هؤالء وكذلك نقصاً في معدالت‬
‫حمض الفوليك وتوصل الباحثون لقناعة مفادها أن نقص هذين العنصرين‬
‫الغذائيين يمثل عوامل خطر مستقلة بذاتها لإلصابة بهذا المرض وذلك بعد‬
‫األخذ في االعتبار عوامل الخطر األخرى (مثل التقدم في العمر – ارتفاع‬
‫ضغط الدم ارتفاع معدالت الكوليسترول السكري التدخين)‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫دور ‪ B6‬في تخفيف اعتالل األعصاب بسبب السكري‪Diabetic :‬‬


‫‪:Neuropathy‬‬
‫إن االفتقار لـ ‪ B6‬وجد مرتبطاً بالتضرر العصبي وفي إحدى الدراسات‬
‫تم قياس معدالت ‪ B6‬لدى ‪( 50‬خمسين) شخصاً من مرضى السكري‬
‫المصابين باالعتالل العصبي هذا وتم اكتشاف نقص معدالت ‪ B6‬بشكل‬
‫ملحوظ لديهم وذلك مقارنة بمرضى السكري (اآلخرين) غير المصابين‬
‫باالعتالل العصبي بسبب السكري‪.‬‬
‫دور ‪ B6‬في التخفيف وإنقاص خطر مرض اعتالل الشبكية بسبب‬
‫السكري ‪:Diabetic Retinopathy‬‬
‫إن ‪ B6‬يساهم بإنقاص هذا االعتالل «الشبكي» (في العين) في‬
‫مرضى السكري وهذه القناعة قد ساندتها دراسة طويلة على ‪ 18‬مصاباً‬
‫بالسكري (واستمرت الدراسة ‪ 28‬عاماً) وتمخضت النتائج عن أن‬
‫الذين تناولوا ‪ B6‬كمكمل غذائي لم ينشأ أو يظهر عندهم اعتالل الشبكية‬
‫«السكري» هذا‪.‬‬
‫مصادر ‪:B6‬‬
‫الخميرة الغذائية المسماة ‪ Brewer،s Yeast‬وأيضاً ‪Torula‬‬
‫‪ Yeast‬وبذور دوار الشمس (طبعاً غير المملحة أو المؤكسدة بسبب‬
‫التحميص تجارياً والتخزين)‪ ،‬جنين القمح‪ ،‬غذاء الملكات ‪،Royal Jelly‬‬
‫دقيق فول الصويا‪( ،‬مكسرات‪« :‬عين الجمل»‪ :‬الجوز‪ ،‬البندق)‪ ،‬العدس‪،‬‬
‫اللوبيا الجافة‪ ،‬األرز البني‪ ،‬السبانخ‪ ،‬الزبيب‪ ،‬البطاطا الحلوة‪ ،‬القرنبيط‪،‬‬
‫الجزر‪ ،‬األسماك‪ ،‬الدجاج‪ ،‬اللحم‪ ،‬البازالء‪ ،‬وأيضاً الموز والموالس‬
‫«عسل قصب السكر» األسود»‪ ،‬واآلفوكادو والشوفان‪.‬‬
‫هذا ويجب أن يوضع في االعتبار أن هذا الفيتامين قابل للفقد والخسارة‬
‫بواسطة الطهي وأيضاً بسبب التعرض للضوء وأن مدرات البول وكذا‬
‫عقاقير الكورتيزون تكبح امتصاص هذا الفيتامين‪ ،‬كما أن الحاجة إليه‬

‫‪98‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫تتزايد وتشتد عند الذين يتناولون العقاقير المضادة لالكتئاب‪.‬‬


‫وكذلك العالج بهورمون االستروجين ‪Estrogen Therapy‬‬
‫وأقراص منع الحمل‪.‬‬
‫الجرعات المطلوبة من ‪ :B6‬الجرعة الموصى بها ‪ RDA‬هي فقط‬
‫(‪ )2‬ملليجرامين للرجل و(‪ )1.5‬ملليجراماً ونصف للمرأة بينما يوصي‬
‫خبراء التغذية بجرعات (‪ )200-100‬ملليجراماً‪..‬‬
‫وقد وجد أن مرضى السكري يعانون افتقاراً شديداً فيه وذلك مقارنة‬
‫بغير المصابين بالمرض (السكري)‪.‬‬
‫فيتامين ‪:B12‬‬
‫هذا الفيتامين رغم أنه من النوع الذائب في الماء إال أنه يمكن تخزينه‬
‫بالكبد‪ ،‬وهذا يعني أننا في العادة نملك قدراً كافياً‪ ،‬فالجسم يمكن أن‬
‫يستبقي منه رصيداً حتى ‪ 5‬سنوات ‪.‬‬
‫إن ‪ B12‬يتم امتصاصه في الجزء السفلي من األمعاء الدقيقة ولكن‬
‫يتم هذا فقط في حالة وجود نوع من البروتين «الناقل» أطلق عليه اسم‬
‫‪( Intrinsic Factor‬كلمة ‪ Intrinsic‬تعني داخل أو واقع ضمن‬
‫الجسم)‪.‬‬
‫هذا وقد يحدث عوز أو نقص في ‪ B12‬في كبار السن بسبب االفتقار‬
‫لوجود هذا البروتين «الناقل» بالقدر الكافي المتصاص ‪.. B12‬‬
‫وقد يحدث النقص أيضاً بسبب وجود مرض في األمعاء الدقيقة‪.‬‬
‫هذا ويوجد بين مرضى السكري (من النوع الثاني) الذين يتعاطون عقار‬
‫عالج السكري «الكيميائي» المسمى ‪( Metformin‬واسمه التجاري‬
‫جلوكوفاج) «يوجد» ما نسبته ‪ 30%-10‬ظهر لديهم نقص في امتصاص‬
‫ب‪( 12‬أي كعرض جانبي من أعراض العقار) ‪.‬‬
‫ولكن لما كان امتصاص ‪ B12‬يعتمد أيضاً على وجود الكالسيوم فإن‬
‫تناول مكمالت الكالسيوم قد أظهر إمكانية التغلب على ذلك‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إن فيتامين ‪ B12‬هو أساسي لتصنيع ‪ DNA‬الحمض النووي الحامل‬


‫للشفرة الوراثية وذلك أثناء االنقسام الخلوي وعندما يكون ثمة عجز‬
‫في التزود بالفيتامين فإن الخاليا «المنقسمة» تغدو كبيرة بشكل غير‬
‫عادي وإذا حدث هذا لخاليا الدم الحمراء فعندئذ تظهر األنيميا الخبيثة‬
‫‪ ،Pernicious Anemia‬هذا وثمة انتشار أو تفشي في هذا المرض‬
‫بين مرضى السكري (من النوع األول)‪ ،‬وكذلك مرض درقي «مناعي»‬
‫وذلك بنسبة ‪ 6.3%‬مع ظهور خطر اإلصابة بنسبة أكثر وذلك في اإلناث‪.‬‬
‫إن فيتامين ‪ B12‬مطلوب أيضاً ألداء عصبي «صحي» ‪.‬‬
‫إن ‪ B12‬يساعد حمض الفوليك بضبط وتنظيم تكوين خاليا الدم‬
‫الحمراء‪ ،‬كما أن ‪ B12‬يساعد على امتصاص الحديد ‪ ..‬وهو ‪B12‬‬
‫مطلوب لهضم سليم‪ ،‬وكذلك لتمثل واستقالب النشويات والدهون‪.‬‬
‫إن النقص في ‪ B12‬يمكن أن ينجم عنه األنيميا الخبيثة وفقد في‬
‫العظام ومشية (مشي) غير سوية وتعب مزمن – واكتئاب‪ ،‬وإمساك‬
‫ودوار واضطرابات هضمية وتعب ونعاس وخمول واضطرابات بصرية‬
‫وهلوسة وصداع (وصداع نصفي) والتهابات باللسان والتنفس بشكل‬
‫يتسم باإلجهاد والصعوبة وأضرار عصبية وفقدان ذاكرة وطنين باألذن‬
‫وتضخم في الكبد وتآكل في الحبل الشوكي (العمود الفقري)‪.‬‬

‫دور ‪ B12‬بالنسبة للسكري‪:‬‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬دوره في تخفيف اعتالل شبكية العين بسبب السكري ‪Diabetic‬‬
‫‪:Retinopathy‬‬
‫لقد اتضح أن المعدالت العالية من حمض الهوموسيستين الضار‬
‫لها ارتباط وعالقة بخطر تضرر الشبكية التشعبي ‪Proliferative‬‬
‫‪ retinopathy‬وهو شكل متقدم مرضياً من اعتالل الشبكية بسبب‬
‫السكري (عند مرضى السكري من النوع الثاني) ولما كان ‪B12‬‬

‫‪100‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫(باإلضافة لفيتامين ‪ B6‬وحمض الفوليك) له‬


‫دوره في إنقاص معدالت هذا الحمض األميني‬
‫الضار ‪ Homocysteine‬فإن هذا يتضمن‬
‫دور ‪ B12‬في الوقاية من اعتالل الشبكية ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬دور ‪ B12‬في تخفيف أعراض اعتالل‬


‫األعصاب «الطرفية» لدى مرضى السكري‪:‬‬
‫وهي األعراض التي تنجم بسبب تضرر‬
‫األعصاب الطرفية ويشعر فيها مريض السكري بإحساس بالوخز والتنميل‬
‫‪ ...‬الخ‪ ،‬وإن كان ‪ B12‬يستلزم استعماله حقناً ‪ Injection‬في هذه الحالة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬دور ‪ B12‬في التخفيف من أمراض القلب والسكتة الدماغية‪:‬‬


‫وذلك من خالل نفس دوره بإنقاص معدالت الهوموسيستين هذا الحمض‬
‫األميني الضار الذي وجد أن ارتفاع معدالته يشكل خطراً جسيماً في‬
‫اإلصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب الوعائية الدموية ‪.‬‬
‫أهم مصادر فيتامين ‪ :B12‬الخميرة الغذائية المسماة ‪Brewer،s‬‬
‫‪ Yeast‬المحار والسردين الكالوي «وهو موجود في كالوي الغنم‬
‫بضعف القدر الموجود منه في الكالوي البقري» الكبدة األطعمة البحرية‬
‫البيض والحليب ومنتجات األلبان ‪.‬‬
‫إن ‪ B12‬ال يوجد في معظم الخضروات والنباتات ولكنه متاح في‬
‫بعض النباتات البحرية مثل ‪ Kelp‬و ‪ Kombu‬و ‪ Dulse‬و ‪،Nori‬‬
‫كذلك هو موجود في فول الصويا ومنتجاتها ‪.‬‬
‫الجرعة المطلوبة من ‪:B12‬‬
‫الجرعة الموصى بها ‪ RDA‬هي فقط ميكروجرامين (الميكروجرام‬
‫يساوي واحد على مليون من الجرام) ‪ ..‬ولكن خبراء التغذية يوصون‬

‫‪101‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫بجرعة تساوي ملليجراماً (أي ألف ميكروجراما) وهي جرعة تتسم‬


‫باألمان ‪ ..‬وحتى أكبر منها كذلك‪ .‬هذا ويفضل بالنسبة لمن يفتقرون إلى‬
‫‪ Intrinsic Factor‬أن يتناولوا الفيتامين على شكل أقراص من النوع‬
‫الذائب تحت اللسان ‪ ،Sublingual Form‬كذلك يمكن أن يؤخذ حقناً‪.‬‬
‫والمحظور الوحيد أن تناول مكمالت حمض الفوليك دون أن يصاحبها‬
‫تناول مكمالت ‪ B12‬يمكن أن «يحجب» ‪ .‬ويخفي دون إدراك ذلك‬
‫النقص في ‪ B12‬لذا األفضل أن يتم تناول ‪ B12‬وحمض الفوليك معاً ‪.‬‬
‫حمض الفوليك ‪:Folic Acid‬‬
‫هو فيتامين من النوع الذائب في الماء ويعتبر من مجموعة فيتامينات‬
‫‪ B‬المركبة (ويسمى أيضاً ‪ )B9‬وحمض الفوليك هو الشكل «المصنع»‬
‫وشكله الطبيعي اسمه الـ ‪. Falate‬‬
‫هذا وحمض الفوليك له دوره في تصنيع واستقالب البروتينات وفي‬
‫تكوين خاليا الدم الحمراء وفي إنتاج الطاقة وهو هام لالنقسام الخلوي‬
‫الطبيعي‪ .‬وهذا الفيتامين هام جداً أثناء الحمل ونقصه عند الحامل يمكن‬
‫أن يتسبب بتشوهات خلقية في الجنين مثل حالة الصلب المشقوق ‪Spina‬‬
‫‪ Bifida‬وفيها ال ينغلق الحبل الشوكي بإحكام من أسفله فتبقى فتحة أو‬
‫فجوة في المنطقة أو الموضع أسفل العمود الفقري ومثل حدوث ما يسمى‬
‫بـ «الال دماغية» ‪( Anencephaly‬وفيها ال يوجد قسم كبير من المخ‬
‫وقد تنتأ أو تبرز السحايا «أغشية الدماغ» وكذا الحبل الشوكي وربما‬
‫ولد الجنين بغير جمجمة) ‪..‬‬
‫ولذا يفضل للنسوة الالتي يخططن أو يرتبن لحدوث الحمل أن يتناولن‬
‫حمض الفوليك كمكمل غذائي وذلك قبل حدوث الحمل وأيضاً االستمرار‬
‫بتناوله مدة الحمل وبعدها بعد الوضع أو الوالدة بقليل‪.‬‬
‫هذا ومن أعراض نقص حمض الفوليك‪:‬‬
‫احمرار وتقرح اللسان التشوهات الخلقية بالجنين فقر الدم (األنيميا)‬

‫‪102‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪ ,‬معوقات نمو االضطرابات الهضمية ‪ ,‬شيب الشعر ‪ ,‬األرق ‪ ,‬مشاكل‬


‫تتعلق بالذاكرة ‪ ,‬نشوء مرض البارانويا ‪ Paranoia‬وهو نوع من الذهان‬
‫العقلي يتسم بالتشكل والتبرم والشعور باالضطهاد ‪..‬‬
‫هذا وقد يحدث النقص في الفوليك بسبب عدم تناول المقادير الكافية‬
‫من الفواكه والخضروات الطازجة وبسبب التركيز فقط على األطعمة‬
‫المطهية أو باستخدام الميكروويف فالطهي يذهب بهذا العنصر الغذائي‬
‫الهام ‪.‬‬
‫دور وأهمية حمض الفوليك بالنسبة أو فيما يتعلق بمرض السكري‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دوره في الوقاية من وعالج مرض القلب الشرياني التاجي‬ ‫ً‬


‫(اإلكليلي)‪ :‬فحمض الفوليك له الدور األكبر في إنقاص وخفض المعدالت‬
‫المرتفعة من الحمض األميني الضار المسمى «هوموسيستين» والذي‬
‫تشكل ارتفاع معدالته خطراً في اإلصابة باألمراض القلبية والسكتة‬
‫الدماغية ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬دوره في خفض ضغط الدم المرتفع والوقاية من السكتة المخية‪:‬‬
‫وهذا الدور يؤديه حمض الفوليك من خالل نفس دوره السابق في خفض‬
‫معدالت الهوموستين ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دوره في إنقاص خطر اإلصابة بأمراض األوعية الدموية‬
‫لألعصاب الطرفية ‪.Peripheral Vascular Disease‬‬
‫رابعاً‪ :‬دوره في الوقاية من واحتواء ساد العينين (عتامة العين)‬
‫‪ :Cataracts‬وهذا المرض يعرف أيضاً باسم (المياه البيضاء في‬
‫العين)‪:‬‬
‫وقد تمخضت نتائج إحدى الدراسات اإلكلينيكية على سبيل المثال عن‬
‫أن الذين يتناولون المعدالت العالية من حمض الفوليك هم أقل وبنسبة ‪60%‬‬
‫تعرضاً لإلصابة بساد العينين بالشكل المستلزم إلجراء جراحة لها مقارنة‬

‫‪103‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫بمن يتناولون أدنى الجرعات من حمض الفوليك‪ .‬أهم مصادر حمض‬


‫الفوليك‪ :‬الخميرة الغذائية ‪ ،Brewer،s Yeast‬اللوبيا (أعلى المصادر‬
‫بعد الخميرة) جنين القمح ونخالة القمح ‪ /‬الكبدة (العجالي)‪ ،‬األرز البني‪،‬‬
‫فول الصويا‪ ،‬الفاصولياء‪ ،‬الحمص‪ ،‬العدس‪ ،‬التمر‪ ،‬الجوز «عين الجمل»‬
‫والفول السوداني‪ ،‬الخضروات الورقية وباألخص السبانخ‪ ،‬نوع البازالء‬
‫المسمى ‪ ،Split Peas‬البروكولي‪ ،‬الشعير ‪.‬‬
‫ومن المحاذير التي يجب أن تراعى‪ :‬عدم تناول مقادير عالية من‬
‫حمض الفوليك لمدد متطاولة من الزمن وذلك عند المصابين بأورام‬
‫سرطانية ذات منشأ هورموني (سرطان الثدي ‪ ,‬سرطان البروستات)‬
‫وكذلك عند من يعانون من حدوث النوبات الصرعية‪ ،‬كذلك يراعى أن‬
‫الجرعات العالية دون أن يواكبها تناول ‪ B12‬يمكن أن تحجب و‬
‫«تخفي» النقص في ‪ B12‬فاألفضل تناول االثنين معاً ‪.‬‬
‫الجرعة المطلوبة من حمض الفوليك‪:‬‬
‫الجرعة الموصى بها ‪ RDA‬هي (‪ )200‬مائتا ميكروجراماً‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للحوامل (‪ 400‬ميكروجراماً) ولكن يمكن تناول جرعات أعلى من ذلك‬
‫بكثير وال تشكل خطراً (إال في حاالت معينة‪ :‬انظر‪ :‬المحاذير) ‪..‬‬
‫هذا ويوصي الطبيب وجراح القلب العالمي د‪ .‬روبيرت أتكنس بجرعة‬
‫حتى ‪ 5‬ملليجرامات (‪ 5000‬خمسة آالف ميكروجراماً) ‪.‬‬
‫البيوتين‪ :Biotin :‬وهو عنصر غذائي هام يدرج مع مجموعة ‪B‬‬
‫المركبة ويرمز له أيضاً بـ ‪ B8‬أو فيتامين ‪ H‬وهو يساعد في النمو الخلوي‬
‫وفي إنتاج األحماض الدهنية وفي استقالب الكربوهيدرات والبروتينات‬
‫والدهون وفي االنتفاع األمثل بمجموعة فيتامينات ‪ B‬ومن أعراض نقص‬
‫البيوتين‪ :‬نشوء شكل من فقر الدم وسقوط الشعر وارتفاع معدالت سكر‬
‫الدم واالكتئاب والتهابات وشحوب وامتقاع بالجلد وتقصف األظافر ‪,‬‬
‫واألرق ‪ ,‬وفقدان الشهية ‪ ,‬واأللم العضلي والغثيان وتقرحات اللسان ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أهم مصادر البيوتين‪ :‬الخميرة ‪ ،Brewer،s Yeast‬الكبدة «البقري»‪،‬‬


‫فول الصويا‪ ،‬نخالة‪ ،‬وجنين‪ ،‬األرز‪ ،‬زبدة الفول السوداني الجوز «عين‬
‫الجمل» والفول السوداني‪ ،‬الشوفان والشعير واللوبيا والقرنبيط وصفار‬
‫البيض المطهي‪ ،‬ولكن يالحظ أن بياض البيض النيّئ يحتوي على مادة‬
‫بروتينية تسمى ‪ Avidin‬يمكن أن تتحد بالبيوتين في األمعاء وتحرم الجسم‬
‫منه‪ ،‬لذلك يراعى عدم استهالك البيض النيّئ في الوصفات الغذائية ‪.‬‬
‫فائدة البيوتين لعالج السكري ‪:‬‬

‫* تحسين التحكم في – وضبط – معدالت سكر الدم ‪:‬‬


‫‪Improving Glucose Control‬‬
‫إن البيوتين يحسن من استقالب وتمثل الجلوكوز وذلك بواسطة قيامه‬
‫ِب َح ّث وحفز عملية إفراز األنسولين من خاليا بيتا وأيضاً زيادة تفكيك و‬
‫«تحليل» أو تحلل الجلوكوز في الكبد والبنكرياس ‪ .‬ولهذا يعتقد الباحثون‬
‫أن البيوتين يحسن استقالب و»استعمال وتوظيف» سكر الدم لدى مرضى‬
‫السكري من النوع الثاني ‪ .‬وفي دراسة إكلينيكية تمت على مرضى‬
‫بالسكري من النوع الثاني وكانوا يعانون من انخفاض معدالت البيوتين‬
‫لديهم وعندما تم إعطاؤهم (‪ )9‬ملليجراماً من البيوتين يومياً فإن معدالت‬
‫سكر الدم (صائم) قد انخفضت وتناقصت لديهم بنسبة ‪ 45%‬بينما لم يطرأ‬
‫أي تغيير على المجموعة التي أعطيت دوا ًء وهمياً ‪.‬‬

‫* المساعدة بعالج اعتالل األعصاب (الطرفية) الناجم عن السكري‪:‬‬


‫‪Treating Peripheral Neuropathy‬‬
‫يعتقد باحثون كثر أن السكري له صلة وارتباط بنقص معدالت‬
‫البيوتين أو بنقص وعدم تنشيط البيوتين مما يتسبب باستقالب غير سوي‬
‫للكربوهيدرات في داخل الخاليا العصبية ووصل األمر بكثير من الباحثين‬

‫‪105‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إلى التوصية بتناول البيوتين بانتظام لكل مريض بالسكري‪ ،‬وذلك ليساعد‬
‫في منع حدوث والوقاية من اعتالل األعصاب الطرفية (أحد مضاعفات‬
‫السكري)‪.‬‬
‫الجرعة المطلوبة من البيوتين ‪:‬‬
‫إن الجرعة الموصى بها طبياً ‪ RDA‬هي فقط (‪ 150‬ميكروجراماً)‬
‫ولكن الخبراء يوصون بتناول ملليجراماً يومياً في حالة المعاناة من اعتالل‬
‫األعصاب بسبب السكري ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مضادات األكسدة‬
‫‪Antioxidants‬‬

‫دائماً ما تتعرض أجسامنا ( البروتينات ‪ ,‬الدهون ‪ ,‬أغشية الخاليا‬


‫والمواد الجينية فيها ) لما يشبه الغزو المستمر مما يسمى الشوارد الحرة‬
‫أو الذرات السائبة ‪ Free Radicals‬وهي جزئيات مؤكسدة ضارة‬
‫ذات قوة تفاعل ه ّدامة ويمكن أن تتحد بأغشية الخاليا ومكوناتها األخرى‬
‫وتحدث بها أثراً ضاراً وهداماً ‪.‬‬
‫إنها تضع الخاليا دوماً في خطر تماماً مثلما يتأكسد الحديد وينجم عنه‬
‫صدأ الحديد ‪.‬أو مثلما يتم تقطيع التفاحة إلى أقسام أو شرائح فيتحول لونها‬
‫إلى اللون البني مع مرور الوقت ‪..‬‬
‫إن خاليا أجسامنا تعاني من آثار مماثلة لعملية األكسدة هذه ويؤدي هذا‬
‫التأثير التراكمي لألكسدة إلى شيخوخة الخاليا كذلك فإن أكسدة الخاليا هي‬
‫عامل رئيسي مرتبط بمرض السكري من النوع الثاني باإلضافة لكثير‬
‫من األمراض المزمنة واالضمحاللية ومنها أمراض القلب والسرطان‬
‫والتهاب المفاصل والساد ( المياه البيضاء في العين ) ومرض اضمحالل‬
‫المقلة الشيخوخي في العين ‪.‬‬
‫الشوارد الحرة الضارة هذه تمطرنا من كل ناحية بعضها من البيئة‬
‫وهو موجود في ملوثات البيئة من المواد الكيمائية ‪ ،‬مخلفات المصانع ‪،‬‬
‫المبيدات الحشرية والعشبية ‪ ،‬دخان السجائر ‪ ،‬عادم السيارات ‪ ....‬إلخ ‪.‬‬
‫كذلك فإن بعضاً من الشوارد الحرة تأتي من طعامنا ونظامنا الغذائي‬
‫وبالذات على شكل دهون وزيوت مؤكسدة بواسطة التسخين والقلي أو‬
‫بوجود المواد المسماة نيترات ‪ Nitrates‬في اللحوم المعالجة والمدخنة (‬
‫مثل أنواع المرتديال والالنشون والسالمي والهوت دوجز ) ولكن معظم‬
‫‪107‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الشوارد الحرة تنجم عن علميات األيض و االستقالب العادية داخل الجسم‬


‫مثل عملية توليد الطاقة بالجسم وعمليات أو تفاعالت إزالة السموم داخل‬
‫الجسم وكذلك ميكانزمات الجهاز المناعي ومن حسن الحظ أن ثمة ما‬
‫يسمى بمضادات األكسدة وهي جزئيات أخرى تفعل فعلها المضاد لما‬
‫سبق وتحيّد من التأثير للشوارد الحرة ولتأثير األكسدة التدميري هذا‬
‫وعلى هذا فإن مضادات األكسدة هي أسلحة قوية في مقاومة ومكافحة‬
‫مرض السكري وغيره من األمراض المزمنة وألنها تحمي سالمة «‬
‫وتمامية « الخاليا فإن مضادات األكسدة تبطئ من عمليات الشيخوخة‬
‫وتحفز الجهاز المناعي وتقلل االلتهابات وتقاوم مسببات الحساسية ‪...‬‬
‫وبما أن الفواكه والخضروات الطازجة هي المصادر الكبرى الرئيسية‬
‫لمضادات األكسدة الغذائية فهذا يعني تقليل وإنقاص خطر السكري عند‬
‫من يستهلكون مقادير كبيرة من الخضروات والفواكه وقد أثبتت الدراسات‬
‫ذلك ‪ ...‬فكلما كانت المقادير أعلى كلما كان التحكم في معدالت سكر الدم‬
‫أفضل وكذلك انخفض ونقص وقل خطر اإلصابة بمرض السكري من‬
‫النوع الثاني ‪.‬‬
‫إن ثمة عوامل أخرى قد تشير وتوضح ويستبين منها هذه العالقة‬
‫العكسية فإن كم المقادير التي يتم استهالكها من الفواكه والخضروات‬
‫ربما ارتبطت بتناقص درجة « التوتر « الحاصل في عملية السيطرة‬
‫والتحكم بسكر الدم وذلك بسبب محتوى هذه المقادير ( من الفواكه‬
‫والخضروات) من األلياف ‪ Fibers‬كذلك فإن المعدالت األعلى كماً من‬
‫مضادات األكسدة هو أيضاً عامل رئيسي آخر‪.‬‬
‫يقول د‪ .‬مايكل موراي إن شيئاً بسيطاً مثل تناول طبق السلطة المعتاد‬
‫والمنتظم مرتبط بإنقاص وتقليل خطر اإلصابة بمرض السكري من النوع‬
‫الثاني ‪ ...‬واآلن إلى أهم مفردات مضادات األكسدة في معركتنا ضد‬
‫مرض السكري ‪...‬‬

‫‪108‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫فيتامين ‪: C‬‬
‫وله اسم آخر هو حمض األسكوربيك وهو فيتامين قابل للذوبان في‬
‫الماء ويصعب تخزينه بمقادير ملموسة داخل الجسم ‪...‬‬
‫إنه مضاد األكسدة الرئيسي الموجود في سوائل الجسم ‪ ...‬إنه يحمي‬
‫الخاليا من الشوارد الحرة ويعمل كذلك كعامل مساعد ومعاون ‪Co-‬‬
‫‪ factor‬لما ال يقل عن ثالثمائة تفاعل أيضي استقالبي‬
‫وهو عامل حيوي لتصنيع الكوالجين ‪( Collagen‬المادة البروتينية‬
‫األساسية في األنسجة الرابطة والضامة )‬
‫نعم كل هذا وغيره كثير مما يجعل هذا الفيتامين ضرورياً وأساسياً‬
‫للنمو السوي وإلصالح األنسجة ولكن كيف يساعدنا فيتامين ‪ C‬في التحكم‬
‫ومقاومة مرض السكري ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬يساعد في التحكم والسيطرة على معدالت الجلوكوز (سكر الدم)‪:‬‬ ‫ً‬
‫إن فيتامين ‪ C‬شبيه في بنيته بالجلوكوز وهو يلعب دوراً في السيطرة‬
‫عليه وفي أداء األنسولين ( وبالنسبة لهؤالء الذين لديهم نقص أو عجز في‬
‫معدالت هذا الفيتامين هم أيضاً عندهم أداء غير سوي وغير طبيعي في‬
‫عملية السيطرة والتحكم بمعدالت الجلوكوز شبيه بالمشاهد عند مرضى‬
‫السكري ) ‪ ..‬وتصحيح هذا النقص في رصيد الجسم منه والحصول على‬
‫المقدار الكافي منه يعيد توازن معدل الجلوكوز ليصير في « المستوى‬
‫العادي « رغم أن هذا الميكانيزم بالذات غير معلوم يقيناً ‪.‬‬
‫إن هذا الفيتامين يصير أقل قدرة على دخول الخاليا وذلك عندما ترتفع‬
‫أو تعلو معدالت سكر الدم وينجم عن هذا ما يوصف بـ « داء األسقربوط‬
‫« ‪ Scurvy‬في المصابين بالسكري وفي الحقيقة فإن التغيرات التي‬
‫تطرأ على األوعية الدموية من جراء ذلك بسبب نقص فيتامين ‪ C‬هي‬
‫مشابهة لتلك الموجودة والتي تالحظ عند مرضى السكري ولذا فإن هذا‬

‫‪109‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫االفتقار الموضعي للفيتامين ربما ارتبط بتلف وتضرر األوعية الدموية‬


‫عند مرضى السكري ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬يخفض وينقص من أضرار العملية الكيمائية التي تحدث داخل‬


‫الجسم والمسماة بـــ ‪ (: Glycosylation‬والخاصة بالتفاعالت بين‬
‫البروتين وبين الجلوكوز «سكر الدم») وعملية التفاعالت هذه تؤدي‬
‫لتلف األنسجة وإلى الشيخوخة المبكرة عند مرضى السكري ‪.‬‬
‫إن فيتامين ‪ C‬ينقص وبدرجة ملحوظة من ذلك ‪.‬‬
‫إن تناول جرام واحد فقط يومياً من هذا الفيتامين يقلل من ضرر‬
‫هذه التفاعالت في هيموجلوبين الدم بنسبة ‪ 18%‬وكذلك في األلبومين‬
‫‪ “ Albumin‬الزالل « بنسبة ‪ 33%‬كل هذا فقط بعد مرور ثالثة شهور‬
‫فقط ال غير وطبعاً األفضل أن يتم ذلك بمعرفة الطبيب المعالج ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬خفض وإنقاص تكوين السوربيتول ‪: Sorbitol‬‬


‫عندما ترتفع وتعلو معدالت سكر الدم فإن بعضاً منه يتحول داخل‬
‫الخاليا لمادة تعرف باسم السوربيتول ‪ :Sorbitol‬ورغم أنها كمادة تحلية‬
‫غذائية تعتبر آمنة إال أنها عندما تتكون داخل الخاليا فإنها تصبح ضارة‬
‫فهي» بتراكمها « داخل الخاليا تساهم لألسف في مضاعفات السكري‬
‫وخاصة ما يتعلق من هذه المضاعفات بالعين ‪ ( .‬ومنها اعتالل الشبكية‬
‫والساد « المياه البيضاء « في العين ‪ ) Cataracts‬وأيضاً المضاعفات‬
‫الخاصة التي تطرأ على الجهاز العصبي (ما يسمى اعتالل األعصاب‬
‫الطرفية المحيطية بخالف تلك الموجودة في المخ والحبل الشوكي) ‪.‬‬
‫إن فيتامين ‪ C‬يؤدي دوره في هذا الشأن بكبح عمل أنزيم معين ذي‬
‫دور حاسم في ذلك وفي إحدى الدراسات فإن تناول جرام واحد لمدة‬
‫أسبوعين فقط أدى لخفض وإنقاص مقادير السوربيتول ‪ Sorbitol‬هذه‬

‫‪110‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫داخل خاليا الدم الحمراء بما يزيد على ‪ . 12%‬بينما في دراسة أخرى أدى‬
‫تناول جرامين يومياً لما نسبته ‪ 44.5%‬عند مرضى السكري ‪...‬‬
‫وقد خلص الباحثون في الدراسة األخيرة إلى أن تناول مكمالت فيتامين‬
‫‪ C‬بمقادير معقولة وغير مغال فيها ربما تمثل وسائل مأمونة وفعالة في‬
‫منع المضاعفات المزمنة عند مرضى السكري ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬خفض وإنقاص معدالت الكولسترول ‪:‬‬


‫إن فيتامين ‪ C‬كمضاد أكسدة يحمي الكولسترول في مجرى الدم‬
‫من عمليات األكسدة وبما أن الكولسترول « المؤكسد « هو وحده‬
‫المرتبط بتصلب الشرايين فإن فيتامين ‪ C‬يمتاز بإمكانية المساعدة بهذه‬
‫الطريقة في الحماية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقد لوحظ‬
‫وجود معدالت منخفضة وبشكل ملحوظ من هذا الفيتامين في الدم وأيضاً‬
‫في خاليا الدم البيضاء وذلك عند مرضى السكري الذين لديهم معدالت‬
‫كولسترول مرتفعة أما الذين يأخذون ‪( 500‬خمسمائة مليجراما في اليوم‬
‫ولمدة اثني عشر شهراً فقد انخفضت لديهم معدالت الكولسترول بدرجة‬
‫كبيرة كذلك انخفضت بدرجة معقولة معدالت دهون الدم الثالثية ( التراي‬
‫جليسيريدات) بينما ظلت معدالت دهون الدم هذه كما هي دون انخفاض‬
‫عند المجموعة التي لم تتناول فيتامين ‪ C‬هذا ويعتقد الباحثون أن فيتامين‬
‫‪ C‬يحسن ويزيد من مقدرة الكبد على تخليص الجسم من الكولسترول‬
‫الزائد‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬إنقاص وخفض خطر اإلصابة بمرض القلب التاجي‬


‫اإلكليلي‪:‬‬
‫إن نقص هذا الفيتامين في الجسم يشكل عنصر خطورة في اإلصابة‬
‫بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ‪ Stroke‬وفي دراسة أجريت على‬

‫‪111‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ما يزيد على ستمائة وستين شخصاً من الرجال والنساء وجد أن أصحاب‬
‫المستويات العالية والجيدة من فيتامين ‪ C‬انخفضت ونقصت لديهم‬
‫معدالت خطر اإلصابة بمرض القلب الشرياني بنسبة ‪ 27%‬وكذلك السكتة‬
‫الدماغية بنسبة ‪ 26%‬مقارنة بأولئك أصحاب المعدالت األدنى واألشد‬
‫انخفاضاً من فيتامين ‪ C‬وقد خلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تشير‬
‫بوضوح إلى أن تناول المزيد من ‪ C‬يمكن أن يقلل من خطر اإلصابة‬
‫بمرض القلب الشرياني وكذلك السكتة الدماغية ‪..‬‬
‫هذا وال يقتصر دور فيتامين ‪ C‬على ذلك بل يلعب دوراً في منع بعض‬
‫األعراض الخطيرة عند من هم بالفعل مصابون بمرض القلب الشرياني‬
‫التاجي بعد أن تبين أن المناسيب المنخفضة من فيتامين ‪ C‬مرتبطة‬
‫بازدياد خطر حدوث الذبحة الصدرية ‪.‬‬

‫ً‬
‫سادسا ‪ :‬دوره في توسيع « وتفتيح « وتمديد األوعية الدموية ‪.‬‬
‫إن فيتامين‪ C‬يمكن أن يحسن وبشكل جيد من تدفق الدم في األوعية‬
‫الدموية وذلك بدوره في توسيعها عند مرضى السكري وهذا أمر هام جداً‬
‫ألن مرضى السكري يعانون من ضعف وعدم انسيابية تدفق الدم وربما‬
‫تكون هذه اإلعاقة في تدفق الدم لديهم قد حدثت بشكل جزئي من الضرر‬
‫الناجم عن أثر الشوارد الحرة أو الذرات السائبة ‪Free radicals‬‬
‫باإلضافة لما يمكن تسميته بعدم تنشيط ميكانيزم الجسم الخاص بتوسيع‬
‫وتمدد األوعية الدموية ‪ ...‬وفيتامين ‪ C‬يؤدي دوره هنا بتأثيره بما يشبه‬
‫لغة اإلشارة في الجزيئي المسمى أكسيد النيتريك والخاص والمرتبط‬
‫بتمديد وتوسيع األوعية الدموية ‪.‬‬

‫ً‬
‫سابعا ‪ :‬دور ‪ C‬في منع والوقاية من مرض عتامة عدسة العين ‪:‬‬
‫(الساد‪ :‬أو ما يسمى بالمياه البيضاء في العين) فمن المعروف أن‬

‫‪112‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مرضى السكري هم أكثر عرضة من غيرهم بسبب التضرر الناجم من‬


‫أثر الشوارد الحرة والذي يمكن أن يْغشي ويْعتم الرؤيا ويكسب ما يشبه‬
‫« الضبابية» للبروتينات الموجودة في عدسات العين فدور ‪ C‬المضاد‬
‫لألكسدة في داخل العين هام جداً جداً فمعدالته عادة ما تكون في العدسات‬
‫أعلى ما يقارب ‪ 60‬مرة عن الموجود منه في الدورة الدموية فوجوده‬
‫«هنا « يحمي من خطر اإلصابة بعتامة العدسات وفي دراسة هامة وجد‬
‫ً‬
‫احتماال‬ ‫أن من يتناولون( ‪ )300‬ثالثمائة مليجراما فقط منه يومياً هم أقل‬
‫وبنسبة ‪ 70%‬لإلصابة بعتامة عدسة العين عن أولئك الذين ال يتناولون هذا‬
‫المقدار كمكمل غذائي ‪.‬‬
‫وقد أكدت دراسة حديثة أجريت على النساء أن النسوة الالتي يأخذن‬
‫فيتامين ‪ C‬يومياً كمكمل غذائي وعلى األقل لمدة عشر سنين هن أقل‬
‫تعرضاً وبنسبة ‪ 77%‬لإلصابة بإعتام عدسة العين المبكر وكذلك هن أقل‬
‫وبنسبة ‪ 83%‬لإلصابة بالكاتاركت ( السادة أو المياه البيضاء في العين )‬
‫بشكلها المتوسط مقارنة بتلكم الالتي ال يأخذن مكمل ‪. C‬‬
‫أهم مصادر فيتامين ‪: C‬‬
‫هو موجود بشكل رئيسي في الفواكه الطازجة والخضروات وأهمها‬
‫الجوافه والكانتالوب والمانجو والفواكه الحمضية واألفوكادو والبابايا‬
‫وفي العنبيات ‪ ( Berries‬الفراولة والكرز والعنب والتوت إلخ ) ‪...‬‬
‫واألناناس وفي البقدونس وعروق البنجر الخضراء والبازالء الخضراء‬
‫والفجل والسبانخ والفلفل والطماطم ومن األعشاب التي تحتويه الحلبة‪،‬‬
‫الشمر‪ ،‬النعناع‪ ،‬البقدونس‪ ،‬عشبة البابريكا (نوع من الفلفل)‪ ،‬ولألسف‬
‫فإن هذا الفيتامين يضيع من مقداره أو مقاديره ما يقارب الثلثين بالطبخ‬
‫والتخزين المستمر ‪.‬‬
‫المقدار الذي نحتاجه من ‪: C‬‬
‫كشفت معظم الدراسات أن المرضى بالسكري عندهم معدالت منخفضة‬

‫‪113‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫من ‪ C‬في مجرى الدم أقل من غيرهم بما يعادل ‪ 30%‬وبالتبعية فإن نقصه‬
‫في الخاليا يمكن بدوره أن يؤدي لكثير من العلل الصحية ومنها تزايد‬
‫االرتشاح والتسرب في الشعيرات الدموية ‪ ،‬والبطء في شفاء الجروح ‪،‬‬
‫وارتفاع معدالت الكولسترول وانخفاض المناعة وغيرها ‪ ...‬كل هذا أدى‬
‫العتقاد الخبراء أن الجرعات المطلوبة منه يومياً وحتى بشكل أعلى من‬
‫الموصى به هي ضرورية لمريض السكري ‪ ....‬بل أن تناول جرامين‬
‫وحتى ‪ 3‬جرامات يومياً مقسمة على جرعات على مدار اليوم ال يشكل‬
‫ضرراً ‪.‬‬
‫أما بالنسبة آلثاره الجانبية ومدى السالمة واألمان فقد ثبت زيف‬
‫االدعاءات بأن الجرعات العالية منه تسبب حصى الكلى ( طبعاً مع‬
‫مراعاة أن الشخص الذي لديه بالفعل فشل كلوي أو قابلية وراثية جينية‬
‫لعدم تمثل حمض األسكوربيك أو األوكساالت فإنه يُنصح بعدم الزيادة عن‬
‫‪ 100‬مليجرام يومياً ) ‪..‬‬
‫وطبعاً إذا حدث نوع من اإلسهال فيمكن تخفيض الجرعات تدريجياً‬
‫حتى يزول هذا األثر كذلك فإن المرضى أو األفراد الذين يعانون من‬
‫الحالة المرضية الخاصة بتخزين مناسيب الحديد داخل الجسم مثل المسماة‬
‫‪ ( Haemochromatosis‬داء التلوّن الدموي ‪:‬‬
‫وهو مرض من أعراضه ظهور وغلبة الصبغة البرونزية بشكل‬
‫واضح على الجلد وأيضاً تشمع الكبد وسقوط الشعر والسكري ) ‪.‬‬
‫نقول المرضى بداء التلون الدموي يُنصحون بعدم تناول فيتامين ‪C‬‬
‫كمكمل إال تحت إشراف الطبيب أو إشراف طبي خاص والسبب يرجع‬
‫إلى أن الفيتامين يعزز من امتصاص الحديد غير العضوي ‪.‬‬
‫حمض األلفا ليبويك ‪: ALA) Alpha–lipoic acid( :‬‬
‫هو مادة شبيهة بالفيتامين ويمكن للجسم أن يصنعها ولكن بمقادير‬
‫ضئيلة وهذا الحمض يعمل مع وبجانب مجموعة فيتامينات ‪ B‬لتسريع‬

‫‪114‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫التفاعالت األيضية االستقالبية المتعلقة بإنتاج الطاقة في خاليا الجسم ‪...‬‬


‫إنه مضاد أكسدة قوي وعالج رئيسي العتالل األعصاب الطرفية‬
‫المحيطية ‪ Neuropathy‬عند مرضى السكري كما أنه يعيد شحن «‬
‫وتدوير « فيتامين ‪ C‬و ‪ ( E‬بمعنى أنه يمكنه تمكينهما من استعادة‬
‫دورهما كمضادات أكسدة بعد أن أدياه بالفعل في تحييد الشوارد الحرة أو‬
‫الذرات السائبة الضارة )‪..‬‬
‫كذلك فإن حمض األلفاليبويك‪ :‬هو مضاد أكسدة أيضي أو استقالبي‬
‫بمعنى أنه بدونه فإن الخاليا ال تستطيع أن تستعمل أو « توظف « سكر‬
‫الدم إلنتاج الطاقة ‪ ...‬كما أنه أيضاً يكافح ما يسمى بالمقاومة األنسولينية‬
‫‪ .. Insulin resistance‬كذلك هو يحمي خاليا بيتا بالبنكرياس وهي‬
‫التي تصنع األنسولين‪ ،‬نعم إنه يساعد بالتحكم والسيطرة على سكر الدم «‬
‫الجلوكوز « وذلك بدوره بزيادة إبعاد سكر الدم عن مجرى الدم وكذلك‬
‫بامتصاص الجلوكوز وتمثله بواسطة الخاليا العضلية المتعلقة بالهيكل‬
‫العظمي ‪ ،‬كل هذا وبنسبة ‪.50%‬‬
‫إنه يستحث ويحفز نشاط األنسولين وفي نفس الوقت يقلل من‬
‫عملية المقاومة األنسولينية ويحسن من الحساسية اإليجابية لمستقبالت‬
‫األنسولين‪ receptors Insulin‬الموجودة بالخاليا ‪ ...‬نعني حساسيتها‬
‫وتفاعلها الجيد مع األنسولين في مرضى السكري من النوع الثاني ‪.‬‬

‫أما أعظم أدواره فهو دوره في خفض وإنقاص وتقليل اآلثار‬


‫الضارة لتضرر‬
‫األعصاب الطرفية المحيطية عند مريض السكري‬
‫هذا الضرر الناجم عن األكسدة وقد تبين من دراسات عديدة أنه‬
‫يحسن عملية التوصيل العصبي الخاصة بإشارات األعصاب والمتعلقة‬
‫والمرتبطة بتدفق الدم عبر األوعية الدموية الصغيرة « الشعرية « في‬

‫‪115‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مرضى السكري ويقلل إلى أقصى حد من األعراض المصاحبة العتالل‬


‫األعصاب الطرفية ( ومن هذه األعراض اإلحساس بوخز يشبه وخز‬
‫اإلبر ‪ ، Tingling‬والتنميل ‪ ، Numbness‬والحرقان ‪ ،‬وغيرها من‬
‫األعراض المصاحبة ) كذلك فإنه يمنع تضرر الكلى عند مرضى السكري‬
‫وقد أظهرت وأثبتت دراسات عديدة أن تناوله كمكمل مضاد أكسدة يعني‬
‫أنه يحمي من األكسدة ويخفض وينقص معدالت األلبومين» الزالل «‬
‫في البول والذي يعتبر مؤشراً أو عالمة على تضرر الكلى وترشيحها كما‬
‫أنه (حمض األلفا ليبويك ) يقلل من التدهور الحاصل في األداء الوظيفي‬
‫للكلى وأيضاً فإنه يمنع أو يكبح أو يقي من نشوء وتطور تضرر وإعتام‬
‫عدسة العين (الكاتاراكت)‪ ....‬وحمض األلفا ليبويك ) هو معزز قوي‬
‫للجهاز المناعي ‪.‬‬
‫أهم مصادره الغذائية ‪:‬‬
‫السبانخ‪ ،‬اللحوم وخاصة الكبدة ‪ ،‬الخميرة‪، Brewer’s yeast .‬‬
‫البطاطا الحلوة ‪ ،‬البنجر ‪ ،‬الجزر ‪ ،‬وعموماً فاألفضل تناوله على شكل‬
‫مكمالت غذائية مركزة بسبب صعوبة وتعذر الحصول من الغذاء أو‬
‫الطعام وحده على المقادير العالجية المطلوبة والتي تتطلب بالنسبة‬
‫لمرضى السكري حتى ‪ 200‬مليجراماً (‪ 3‬مرات يومياً ) هذا ويمكن‬
‫تناوله أو أخذه مع الطعام أو بدون طعام‬
‫فيتامين ‪: A‬‬
‫هو من الفيتامينات الذوابة في الدهون ويمكن تخزينه بالكبد والشكل‬
‫المصنع مسبقاً منه ويسمى ريتينول ‪ Retinol‬هو موجود فقط في األطعمة‬
‫الحيوانية ‪ ،‬أما األشكال النباتية مثل البيتاكاروتين ( الموجود بالجزر‬
‫والقرع والمشمش والخوخ وغيرها ) فهو يمثل طليعة ‪Precursor‬‬
‫للفيتامين وبتمثلها داخل الجسم تتحول إلى فيتامين ‪. A‬‬
‫دور فيتامين ‪ A‬في عالج مريض السكري ‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أوال ‪ :‬تحسين الحساسية الجيدة واإليجابية لألنسولين ‪:‬يساعد فيتامين ‪A‬‬ ‫ً‬
‫على إنقاص وتقليل المقاومة لألنسولين لدى مرضى السكري من النوع‬
‫الثاني وكذلك لما يسمى بمتالزمة األيض ‪Syndrome Metabolic‬‬
‫( وهي أحد أشكال ما قبل السكري ) ولذلك نجد أن مرضى السكري من‬
‫النوع الثاني الذين يحصلون من غذائهم على معظم حاجتهم من فيتامين‬
‫‪ A‬هم األكثر استفادة وانتفاعاً باألنسولين المقرر لهم عالجياً ‪.‬‬
‫وفي دراسة يابانية لتحري العالقة بين معدالت سكر الدم المرتفعة‬
‫وبين الكاروتينات ( وهي األشكال النباتية من فيتامين ‪ ) A‬وكذلك لمعرفة‬
‫مقدار االستهالك أو َكم حصص التناول من الفواكه والخضروات وهذه‬
‫الدراسة أجريت على ‪ 288‬مريضاً إما بالسكري وإما بعدم تحمل الجلوكوز‬
‫‪ Glucose Intolerance‬وقد وُجد أن هؤالء الذين كانوا أكثر استهالكاً‬
‫للمقادير األعلى من الجزر والقرع وهما غنيان بالكاروتينات نقول هؤالء‬
‫كانوا هم األقل بمقدار النصف في عدم تحمل الجلوكوز ( وهي نتيجة‬
‫إيجابية ) وذلك عن قرنائهم الذين كانوا يتناولون المقدار األقل ( والذين‬
‫كانوا هم األكثر معانة بمقدار الضعف في عدم تحمل الجلوكوز ) ‪.‬‬
‫وكل هذا أعطى مؤشرات بأن الفواكه والخضروات الغنية بالكاروتينات‬
‫لها دورها اإليجابي في الحماية من معدالت سكر الدم المرتفعة كذلك‬
‫اتضحت النتائج جلية في وجود رابطة بين الفوائد من أكل واستهالك‬
‫هذه الكاروتينات من الفواكه والخضروات وبين عمليات استقالب وتمثل‬
‫وأيض الجلوكوز واالستفادة به عند أولئك الذين يعانون من متالزمة‬
‫األيض ‪ Syndrome Metabolic‬والذين كانوا في بداية التجربة أو‬
‫الدراسة على معدل خطورة مرتفع من احتمال اإلصابة بالسكري من‬
‫النوع الثاني ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬دور فيتامين ‪ A‬في تقوية وتعزيز األداء الصحي للشرايين ‪:‬‬
‫لقد أظهرت البحوث التي أجريت على صغار وفتيان يعانون من مرض‬

‫‪117‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكري من النوع األول أن أولئك الذين كانوا يفتقرون إلى ولديهم عجز‬
‫في فيتامين ‪ A‬كانوا هم األقل تحكماً إيجابياً في معدالت سكر الدم واألكثر‬
‫احتماال للتعرض لتصلب الشرايين وقد خلص الباحثون إلى أن تناول‬ ‫ً‬
‫مكمالت فيتامين ‪ A‬الغذائية ربما ساعد في حماية الدورة الدموية لدى‬
‫الشباب واليافعين المصابين بالسكري من النوع األول ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬دوره في تحسين الرؤية واإلبصار‪:‬‬
‫إن مرض اضمحالل المقلة الشيخوخي هو من أكثر األسباب شيوعاً‬
‫في اإلصابة بالعمى عند من تخطى الـخمسين من عمره ‪ ،‬ومن المتفق‬
‫عليه أن مرضى السكري والمرضى بضغط الدم المرتفع وكذلك أصحاب‬
‫المناسيب العالية من الكوليسترول ودهون الدم هم على خطر عظيم من‬
‫اإلصابة بهذا المرض ( مرض اضمحالل مقلة العين الشيخوخي ) وقد‬
‫اكتُشف أن مقلة العين تحتوى على نوعين من الكاروتينات ( هما اللوتين‬
‫‪ Lutein‬و ‪ ) Zeaxanthin‬وقد وجد الباحثون أن من يعانون من هذا‬
‫المرض عندهم مناسيب منخفضة وقليلة من هاتين المادتين أقل بنسبة ‪70%‬‬
‫فيهما عن المقدار الموجود في عيون األصحاء كذلك وُجد أن هؤالء الذين‬
‫لديهم مناسيب أو معدالت مرتفعة وعالية من هاتين المادتين كانوا هم األقل‬
‫تعرضاً لخطر اإلصابة بمرض اضمحالل مقلة العين الشيخوخي وبنسبة‬
‫‪ 82%‬عن أولئك الذين لديهم المناسيب األقل من مادتي ( الكاروتينات )‬
‫هاتين « اللوتين « و ‪ Zeaxanthin‬كذلك فإن الحصول على وامتالك‬
‫مقادير كافية من اللوتين مرتبط إيجابياً بخفض وإنقاص خطر اإلصابة‬
‫بعتامة العين (المياه البيضاء في العين ) ‪ .‬وفي دراسة شملت ( ‪)77500‬‬
‫سبعة وسبعين ألفاً وخمسمائة من الممرضات الالتي تتراوح أعمارهن بين‬
‫‪ -71 45‬سنة ‪...‬‬
‫وُجد وبعد استبعاد أو عدم احتساب العُمر والتدخين وغيرها من‬
‫العوامل المرتبطة بخطر اإلصابة بعتامة العين نقول وجد الباحثون ّ‬
‫أن‬

‫‪118‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ً‬
‫وتناوال للوتين والكاروتين‬ ‫النسوة الالتي كن األكثر ( واألعلى ) استهالكاً‬
‫ً‬
‫واحتماال وبنسبة ‪ 22%‬لخطر‬ ‫اآلخر ‪ُ ...‬كن ولحسن الحظ األقل تعرضاً‬
‫تطور شدة حالة عتامة العين إلى الدرجة التي يستلزم معها وتتطلب‬
‫اقتالع العدسة جراحياً ‪.‬‬
‫كما ذكرنا فإنه وبشكله الجاهز ‪ Retionl‬يوجد في األطعمة الحيوانية‬
‫مثل الكبدة اللحوم األسماك الدهنية مثل الماكريل والسردين والتونة‬
‫والبيض( إنه الذي يُكسب صفار البيض لونه ) ومنتجات األلبان والزبدة‬
‫أما الشكل النباتي للفيتامين وهو المسمى بـ ( الكاروتينات) فهو موجود في‬
‫مصادر فيتامين ‪ A‬الغذائية ‪:‬‬
‫الخضروات ذات األوراق داكنة الخضرة مثل السبانخ وفي الخضروات‬
‫والفواكه ذات األلوان الصفراء والبرتقالية والحمراء مثل الجزر القرع‬
‫الذرة الصفراء الحلوة البطاطا « الحلوة « المشمش المانجو الطماطم‪.‬‬
‫محاذير خاصة بفيتامين ‪:A‬‬
‫إن فيتامين ‪ A‬على شكل ‪ Retionl‬إذا أخذ بمقادير كبيرة ولمدد‬
‫طويلة فقد يتسبب بتشمع الكبد كذلك يجب على الحامل أال تتناول مكمالت‬
‫منه فهو يمكن أن يتسبب بتشوهات خلقية في الجنين واألفضل أخذه في‬
‫فمثال اإلكثار يومياً وبصفة مستمرة من عصير‬
‫أشكاله النباتية ودون مغاالة ً‬
‫الجزر الغني بالبيتاكاروتين يمكن أن ينجم عنه تكوّن الجلد أو البشرة بلون‬
‫أصفر برتقالي ‪ ....‬هذا ويمكن بالتوقف عن تناوله زوال اللون تدريجياً ‪.‬‬

‫المساعد اإلنزيمي ‪Co-enzymeQIO/Co QIO :‬‬


‫هو مادة شبه فيتامينية والجسم يحتاجه في تداول وعمل األوكسجين‬
‫في الخاليا وأيضاً في توليد الجزيئات الغنية بالطاقة ‪ ....‬وهو مع فيتامين‬
‫‪ E‬يشكالن نظاماً دفاعياً مضاداً لألكسدة في مواجهة تصلب الشرايين‬
‫وأمراض القلب ‪ ...‬وتبدأ مناسيب هذا المساعد األنزيمي في االنخفاض ـــ‬

‫‪119‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫في الجسم بمجرد تخطي سن العشرين كذلك يصعب امتصاصه بكفاءة من‬
‫الغذاء كما أن إنتاجه يتدنى في خاليا الجسم ‪ ....‬ولذا فإن وجود أي عجز‬
‫في معدالته يجعل خاليا الجسم بما فيها تلك الموجودة في عضلة القلب ال‬
‫تتلقى كل الطاقة التي تحتاجها وعند ذلك فإنها تبدأ تؤدي عملها بأقل من‬
‫األداء المطلوب بالشكل األمثل ‪ ...‬وبالتالي فهي على األرجح يمكن أن‬
‫تغدو مريضة وأن تشيخ مبكراً ‪.‬‬
‫كيف يفيد المساعد األنزيمي‪ Co QIO :‬في عالج مرض السكري‪:‬‬

‫دوره في تحسين التحكم بسكر الدم ‪ :‬المعتقد أنه ربما زاد من قدرة‬
‫البنكرياس على إفراز األنسولين وذلك عبر دوره في تحسين عملية إنتاج‬
‫الطاقة داخل خاليا (بيتا) (وهي في البنكرياس والتي تفرز األنسولين‬
‫) وهذا يفسر ما يطرأ على األداء الوظيفي لخاليا بيتا كذلك في ضبط‬
‫والسيطرة على سكر الدم عند مرضى السكري من النوع الثاني وقد ذكر‬
‫د‪ .‬روبيرت أتكنس أن جرعة يومية (‪ )60‬ستين مليجراماً ‪ .‬من ‪Co‬‬
‫‪ QIO‬يمكن أن تنقص من معدالت سكر الدم خالل ‪ 6‬شهور ‪.‬‬
‫مساهمته في إنقاص الوزن الزائد ( والبدانة ) ‪:‬‬
‫ذكر الدكتور روبيرت أتكنس أن الباحثين يعزون دور ‪Co QIO‬‬
‫في هذا الشأن إلى ما ييسره أو يمنحه من تسهيالت إن جاز التعبير بدوره‬
‫في « توظيف « الشحوم والدهون المختزنة بالجسم الستعمالها وقوداً‬
‫لتوليد الطاقة وقد اتضح أن (‪ )50%‬من ذوي األوزان الثقيلة يفتقرون‬
‫إلى هذا العنصر الغذائي الهام وقد يساعد هذا في فهم وإدراك السبب في‬
‫أن « البدناء « أو أصحاب الوزن الثقيل لديهم القابلية لإلصابة بالسكري‬
‫وأمراض القلب معاً ! ‪.‬‬
‫تقليل وإنقاص لزوجة و» ثخانة « الصفيحات الدموية « ‪:‬‬
‫إن ‪ Co QIO‬يقلل من حجم وثخانة الصفيحات الدموية ( وهي جزيئات‬

‫‪120‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أو شظيات دموية لها دورها في تجلط وتخثر الدم ) وبالتالي فإنه يؤدي‬
‫دوراً هاماً في خفض وإنقاص خطر اإلصابة بالجلطات الدموية وهي التي‬
‫لها دورها الضار في حدوث النوبات القلبية ‪ ،‬وفي إحدى الدراسات وجد‬
‫الباحثون أن المتطوعين المدرجين بالدراسة التجريبية اإلكلينيكية الذين‬
‫مكمال غذائياً (‪ )100‬مليجراماًمن ‪ Co QIO‬مرتين يومياً لمدة‬
‫ً‬ ‫يأخذون‬
‫عشرين يوماً قد انخفض لديهم وبدرجة ملحوظة حجم ونشاط الصفيحات‬
‫الدموية ‪.‬‬
‫‪ Co QIO‬يحسن من أداء األوعية الدموية ‪:‬‬
‫المعروف أن أمراض الشرايين هي واحدة من المضاعفات الرئيسية‬
‫عند مرضى السكري من النوع الثاني وقد أوضحت إحدى الدراسات‬
‫أن ثمة إعاقة وضعفاً في مدى االنبساط والتمدد واالتساع داخل الشريان‬
‫العضدي في الذراع عند ‪ 40%‬من مرضى السكري من النوع الثاني «‬
‫مقارنة بغيره « وعندما تم إعطاء البعض منهم يومياً ( ‪ )200‬مائتي‬
‫مليجراماً من المساعد األنزيمي ‪ Co QIO‬زاد التمدد واالتساع داخل‬
‫الشريان العضدي لديهم بنسبة ‪ 1.6%‬مقارنة بالذين أعطوا دواء وهمياً ‪(.‬‬
‫فقد حدث لدى اآلخرين تدهور في حالة الشريان العضدي) والمعتقد أن‬
‫هذا التحسن لم يكن بسبب دور ‪ Co QIO‬كمضاد أكسدة ولكن بسبب عمله‬
‫من خالل وعبر زيادة إطالق أوكسيد النيتريك ‪ Nitric Oxide‬الموسع‬
‫القوي للشرايين ‪ ....‬وهو نفس الميكانيزم الذي يؤديه عقار الفياجرا ‪....‬‬
‫وكذلك فيتامين (سي ) ‪...‬‬
‫وهذا يعني أن ‪ Co QIO‬يفيد الرجال المرضى بالسكري الذين يعانون‬
‫من الضعف أو العجز الجنسي‬
‫دور ‪ Co QIO‬في التخفيف من علل القلب‪:‬‬
‫تبين أن ( ‪ )75%-50‬من المرضى بعلل قلبية مختلفة لديهم عجز‬
‫ونقص في معدالت هذا المساعد األنزيمي الهام وقد أظهرت إحدى‬

‫‪121‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الدراسات أنه كلما قلت وانخفضت معدالته ‪...‬‬


‫كلما تناسب هذا عكسياً مع زيادة حدة وشدة مرض القلب ولهذا فقد‬
‫لجأ بعض األطباء االختصاصيون بأمراض القلب إلى « توظيف « هذا‬
‫المساعد اإلنزيمي كمكمل غذائي لعالج مرض القلب الشرياني وكذلك‬
‫في قصور وفشل القلب االحتقاني‪ ..‬كذلك وعلى ما يبدو فإن لهذا المساعد‬
‫اإلنزيمي أيضاً دوره في تقليل وإنقاص ضربات القلب غير المنتظمة‪...‬‬
‫وفي إحدى الدراسات اإلكلينيكية على ( ‪ )424‬مريضاً بعلل قلبية مختلفة‬
‫وتم إعطاؤهم باإلضافة ألدويتهم جرعة تتراوح ما بين ‪ 75‬مليجراما و‬
‫(‪ )600‬ستمائة مليجراماً يومياً من المساعد اإلنزيمي ‪ Co QIO‬وبعد‬
‫مراقبتهم ومتابعتهم لمدد بلغت في المتوسط (‪ )17.8‬شهراً أي ‪ 7‬أشهر‬
‫وحوالي ‪ 24‬يوماً أظهر ‪ 87%‬منهم تحسناً ملحوظاً وكبيراً وجلياً في‬
‫األداء الوظيفي للقلب كما أن ‪ 43%‬منهم قد تمكنوا من إيقاف تعاطي ما‬
‫بين واحد وثالثة من العقاقير الكيميائية الخاصة بعالج القلب والتي كانت‬
‫مقررة لهم ‪.‬‬
‫دوره في خفض ضغط الدم المرتفع ‪ :‬يعتقد أن ‪ Co QIO‬يؤدي دوره‬
‫هذا بواسطة ما يؤديه من تحسين « وضعية « مطاطية وإالستيكية جدر‬
‫األوعية الدموية وإعادة تنشيط « تفاعلها « ففي تجربة شملت ‪ 18‬شخصاً‬
‫مصاباً بضغط الدم مرتفع أولي ( أي غير معروف السبب )‪ ..‬وبعد أن تم‬
‫إعطاء كل منهم (‪ 100‬مليجراما ) يومياً انخفض ضغط الدم المرتفع «‬
‫األولي هذا « بدرجة كبيرة مقارنة بمعدالته لدى كل الذين أعطوا دوا ًء‬
‫وهمياً ‪Placebo‬‬
‫أهمية ووجوب تناول ‪ Co QIO‬كمكمل لتخفيف األعراض الجانبية‬
‫السيئة للعقاقير ‪:‬‬
‫إن العقاقير الكيميائية المخفضة للكوليسترول والمسماة ‪Statin‬‬
‫‪ : drugs‬تتسبب ضمن أعراض جانبية أخرى كثيرة في إنقاص وخفض‬

‫‪122‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫معدالت وإنتاج المساعد اإلنزيمي ‪ Co QIO‬داخل الجسم ويعود السبب‬


‫في ذلك أنها تكبح عمل أنزيم خاص مرتبط بذلك‪ ..‬وهذا بدوره ‪ ( ،‬أعني‬
‫قلة المقدار المصنع والمنتج من ‪ Co QIO‬داخل الجسم ) يؤدي في‬
‫بعض الحاالت عند مرضى السكري إلى متاعب ومشاكل قلبية خطيرة‬
‫تقود وتؤدي لقصور أو فشل قلبي احتقاني وليس في هذا أدنى مبالغة فكما‬
‫يقول د‪ .‬مايكل موراي عن المساعد األنزيمي هذا‬
‫أنه من أهم العناصر الضرورية لصحة القلب ودوره في هذا مشابه‬
‫لشمعة االحتراق في‬
‫موتور السيارة فكما أن األخيرة ال تستطيع العمل بدون البادئ أو‬
‫« فتيل اإلشعال» هذا فكذلك القلب ال يؤدي « مهامه « بدون المساعد‬
‫اإلنزيمي ‪.Co QIO‬‬
‫ولذا فعلى كل من يتناول أو يتعاطى هذه العقاقير ‪Statin drugs‬‬
‫إلنقاص معدالت الكوليسترول لديه نقول يجب عليه بالضرورة أن يأخذ‬
‫ويتناول ‪ Co QIO‬على شكل مكمل غذائي ‪...‬‬
‫هذا وينصح د‪ .‬مايكل موراي بمقدار ( ‪ ) 100 , 50‬مليجراماً يومياً‬
‫من هذا المساعد اإلنزيمي لتالفي العجز الذي يحدث في إنتاجه من جراء‬
‫األعراض الجانبية الضارة لهذه العقاقير ‪.‬‬
‫كيفية تناول ‪ Co QIO‬كمكمل ‪:‬‬
‫من (‪ ) 100 , 50‬مليجراماً يومياً وأحسن األشكال التي تم إعدادها منه‬
‫هي على شكل الكبسولة الجيالتينية الرخوة التي تحتويه في قاعدة زيتية‬
‫‪ an oil base‬أو في شكل ذائب ‪ A soluble form‬واألفضل تناوله‬
‫مع الغذاء لحفز عملية امتصاصه ‪...‬‬
‫مصادره الغذائية ( وإن كانت ال تكفي طبعاً األغراض العالجية ) فهي‬
‫الحبوب الكاملة ‪ ,‬األسماك ‪ ,‬المكسرات ‪ , Nuts ,‬اللحوم والخضروات‬
‫ذات األوراق الخضراء ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫فيتامين ‪: E‬‬
‫هو في حقيقته مجموعة ثمانية فيتامينات ذوابة في الدهون ‪ ...‬وكان‬
‫المعتقد أن أكثرها فاعلية الشكل المسمى (دي) ألفا توكوفيرول ‪d-Alpha‬‬
‫‪ Tocopherol‬ولكن اكتشف أخيراً أن الشكل المسمى ‪Gamma‬‬
‫‪ Tocopherol‬هو أكثر أهمية وفائدة ‪ ...‬إن فيتامين ‪ E‬كمضاد أكسدة‬
‫بشكل رئيسي يؤدي دوره لحماية دهون الجسم وخاصة أغشية الخاليا‬
‫ويقيها ضرر األكسدة ‪ ...‬كما أن لفيتامين ‪ E‬دوره في تقوية ألياف‬
‫العضالت ‪ ...‬وكذا في تحسين ليونة وطراوة البشرة والجلد « وشفائها «‬
‫كذلك يلعب دوراً « هاماً « في أداء النظام المناعي ‪ .. ،‬هذا ويعمل ‪E‬‬
‫بتناغم واتساق مع ( السيلينيوم ) ولذا فإن تناولهما معاً أفضل من تناول كل‬
‫منهما بمفرده ‪ ....‬وهما يعمالن معاً في تصنيع وتكوين األجسام المضادة‬
‫بالجهاز المناعي وقد وُجد أنهما يزيدان من تصنيع األجسام المضادة بما‬
‫تصل نسبته لثالثين ضعفاً ! كذلك يلعبان معاً دوراً خاصاً في تحسين‬
‫استجابة الجسم للقاحات األنفلونزا ‪.‬‬
‫كيف يفيد فيتامين ‪ E‬مريض السكري ‪ :‬خفض معدالت دهون الدم ‪:‬‬
‫إن مرضى السكري الذين تناولوا (‪ )1200‬ألفا ومائتي وحدة دولية‬
‫يومياً ( ما يعادل ثمانمائة مليجراما ) من فيتامين ‪ E‬بشكله الطبيعي لمدة‬
‫(‪ )8‬أسابيع متصلة قد أظهرت معدالت أكسدة قليلة منخفضة في نوع‬
‫الكوليسترول الضار المسمى « ‪ “ LDL‬الدائر « في دورة الجسم الدموية‬
‫وهذا مؤشر حسن جداً ‪ ...‬فتـأكسد « الضار « ضار جداً ‪ ...‬وذلك مقارنة‬
‫بمن لم يتناولوا ‪ E‬كمكمل ‪ .‬كذلك «أظهرت « دراسة أخرى أن تناول‬
‫مقدار متواضع من ‪ ( E‬مائة وحدة دولية ) يومياً ( وتعادل ‪ 67‬مليجراما)‬
‫الذرات السائبة أو الشقوق الحرة ‪Free‬‬ ‫أظهرت انخفاضاً في معدالت ّ‬
‫‪ radicals‬في دهون الدم باإلضافة إلنقاص معدالت دهون الدم الثالثية‬
‫ذاتها ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫دور ‪ E‬في تحسين عملية تحمل سكر الدم « الجلوكوز» ‪:‬‬


‫أظهرت بعض الدراسات أن فيتامين ‪ E‬يحسن من تحمل سكر الدم ‪..‬‬
‫ما يسمى ‪ Glucose Tolerance‬وذلك لدى مرضى السكري من‬
‫النوع الثاني وذلك بالرغم من أن هذا األثر قد يستغرق ثالثة شهور أو‬
‫أكثر لتظهر نتائجه واضحة وجلية وقد وجد الباحثون في إحدى الدراسات‬
‫أن قلة القدر المتناول من هذا الفيتامين الهام قد شكلت هذه القلة ولألسف‬
‫عنصر خطر في احتمال نشوء اإلصابة بالسكري من النوع الثاني ‪ ،‬وفيها‬
‫رجال غير مصاب بالسكري ( وكانت األعمار تتراوح ما‬ ‫ً‬ ‫تم تتبع ‪944‬‬
‫بين ‪ 42‬و ‪ 60‬سنة) مع متابعة استمرت ‪ 4‬سنوات كاملة وكانت النتائج‬
‫مفادها أن هؤالء الذين ال يحصلون على ‪ E‬إال بقدر أقل من المتوسط‬
‫هم األكثر عرضة وبما يعادل ‪ 4‬مرات لنشوء حالة عدم تحمل لسكر الدم‬
‫وألن يظهر عندهم بشكل غير سوي مرض السكري من النوع الثاني‬
‫مقارنة بمن تناولوا المقدار األكبر فوق المتوسط من فيتامين ‪ . E‬وقد‬
‫أظهرت الدراسات أهمية تناول وأخذ جرعة كبيرة من ‪ E‬حتى يمكن‬
‫الحصول على التحسن المطلوب لضبط والسيطرة على سكر الدم ‪،‬‬
‫هذا وعندما أعطي الفيتامين بمقدار ‪ 1350‬وحدة دولية أي ما يعادل‬
‫‪ 900‬مليجراماً يومياً لمدة ‪ 4‬شهور متصلة لمرضى بالسكري من النوع‬
‫الثاني فإن هؤالء قد أظهروا تحسناً ملحوظاً في تحمل سكر الدم وأيضاً‬
‫في الحساسية اإليجابية لألنسولين ( وهي مؤشر حسن ) بينما أظهرت‬
‫دراسات أخرى أن الجرعات المتوسطة (‪ )800‬وحدة دولية ال تظهر‬
‫نتائجها إال بعد مرور ستة شهور ‪ ...‬بينما ل ُم تظهر الجرعات األقل (‪400‬‬
‫وحدة دولية) تحسناً ! ‪.‬‬
‫دور فيتامين ‪ E‬في إنقاص وخفض أضرار العملية البيوكيميائية‬
‫الخاصة بالتفاعالت بين الجلوكوز «سكر الدم « وبين البروتين وتسمى‬
‫‪: Glycosylation‬‬

‫‪125‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إن هذه التفاعالت تؤدي لتلف أنسجة الجسم وإلى الشيخوخة المبكرة‬
‫عند مرضى السكري ‪ .‬إن دور فيتامين ‪ E‬هنا شبيه بما ذكرناه عن‬
‫دور فيتامين ‪ C‬في هذا الشأن فعندما أُعطي ‪ 25‬شخصاً من كبار السن‬
‫المصابين بالسكري من النوع الثاني ‪ 1340‬وحدة دولية من ‪ E‬وهي‬
‫تعادل ‪ 900‬مليجراماً يومياً وذلك لمدة ‪ 3‬شهور فإن معدالت هذه العملية‬
‫المشار إليها في الدم قد انخفضت بنسبة ‪ 9%‬كما أن معدل سكر الدم‬
‫الخاص بالصيام ‪ Fasting Glucose‬أيضاً انخفض بنسبة ‪ 10%‬كما‬
‫انخفضت لديهم معدالت الكولسترول الكلية ‪.‬‬
‫دور فيتامين ‪ E‬في الحماية من مرض القلب الشرياني التاجي‬
‫(اإلكليلي )‪:‬‬
‫إن الشجاعة والبسالة والبراعة التي يؤديها فيتامين ‪ E‬كمضاد‬
‫لألكسدة تتبدى وتتركز في دوره ذاك في الدهون كما ذكرنا من قبل‬
‫باإلضافة لدوره في تحييد اآلثار الضارة للشقوق الحرة المؤكسدة ‪ ...‬ولكن‬
‫‪ E‬أيضاً يؤدي دوره الرائع في خفض وتقليل عملية التكتل أو التجمع‬
‫العنقودي الضار للصفيحات الدموية وبذلك يسيل ويرقق الدم ‪ ،‬كما يؤدي‬
‫دوره المضاد لاللتهابات ‪ Anti-inflammatory‬هذا ويعتقد أن هذه‬
‫الخواص تبطئ من تصلب الشرايين وتنقص وتقلل من خطر البالكات أو‬
‫اللويحات والصفيحات الدهنية ‪ Fatty Plaques‬في الشرايين التاجية‬
‫وهذه اللويحات هي التي تتمزق وينجم عنها ما يسمى ‪Coronay‬‬
‫‪( Thrombosis‬تكون ونشوء الجلطات الدموية الضارة والخطيرة) ‪..‬‬
‫قبوال طبياً واسع االنتشار في األوساط‬
‫ً‬ ‫هذا وقد اكتسب فيتامين ‪E‬‬
‫الطبية وخاصة عندما نشرت سنة ‪1996‬م الدراسة الشهيرة المسماة‬
‫(دراسة كمبردج الخاصة بدور مضادات األكسدة في األمراض القلبية )‬
‫‪ Cambridge Heart Antioxidant Study‬والتي يرمز لها ‪C H‬‬
‫‪ A O S‬وفي هذه الدراسة تم تقسيم ما يزيد على ‪ 2000‬مريضاً بمرض‬

‫‪126‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫القلب الشرياني التاجي إلى مجموعتين تم إعطاء إحداهما فيتامين ‪ E‬لمدة‬


‫‪ 18‬شهراً بينما أعطيت المجموعة األخرى دواء وهمياً ‪... Placebo‬‬
‫وتمخضت النتائج عن أن تناول مقدار كبير من فيتامين ‪ E‬كمكمل غذائي‬
‫دولية يومياً ) قلل من خطر حدوث النوبات‬ ‫ً‬ ‫( على األقل ‪ 400‬وحدة‬
‫القلبية بنسبة ‪ ! 77%‬بل واألعجب أن المجموعة األولى التي عولجت‬
‫بــ ‪ E‬لم يكن ثمة خطر على أفرادها من اإلصابة بالنوبات القلبية أكثر‬
‫من أقرانهم الذين ليس لديهم أو غير مرضى بمرض القلب الشرياني‬
‫اإلكليلي ‪.‬‬
‫دور فيتامين ‪ E‬في تحسين وظيفة وأداء المخ ‪:‬‬
‫من المعروف أن الجزء الصلب من المخ هو دهني تماماً ولذلك فإن‬
‫فيتامين‪ E‬يلعب دوراً هاماً ووقائياً في حماية المخ ووقاية خالياه الدهنية‬

‫‪127‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫من األكسدة وبهذا فإن فيتامين‪ E‬بدوره ذاك يؤدي ألنسجة مخية أكثر‬
‫صحة وسالمة ويعزز اإلدراك والعمليات المعرفية والمهارات الفكرية‬
‫‪ .‬نعم إن المعدالت العالية من فيتامين‪ E‬لها ارتباط وثيق الصلة بتحقيق‬
‫الدرجات األكثر في اختبارات مقياس األداء المعرفي واإلدراكي والفكري‬
‫مقارنة باآلخرين ممن ال يحصلون إال على القليل جداً من فيتامين ‪. E‬‬
‫فيتامين ‪ E‬وحماية العين من عتامة الرؤية أو ساد العين ( المياه‬
‫البيضاء في العين أو الكاتاراكتس ) ‪:‬‬
‫من المعروف أن هذا المرض يشكل خطورة كبيرة كإحدى مضاعفات‬
‫مرض السكري ولتبيان دور ‪ E‬هنا فقد أظهرت إحدى الدراسات أن‬
‫الذين يحصلون على القدر األكبر من فيتامين ‪ E‬هم على األرجح األقل‬
‫تعرضاً بكثير لخطر اإلصابة بساد العين بما يتطلبه من إجراء جراحي‬
‫وذلك مقارنة بغيرهم الذين يتناولون المقدار األقل واألدنى من ‪ . E‬بينما‬
‫أظهرت دراسة إكلينيكية أخرى على ‪ 1380‬مريضاً يترددون على العيادة‬
‫الخارجية الخاصة بالعيون نقول أظهرت أن هؤالء الذين يأخذون مكمالت‬
‫غذائية متعددة الفيتامينات والمعادن ومضادات األكسدة باإلضافة لطعام‬
‫غني بفيتامين ‪ E‬وعناصر غذائية أخرى قد انخفض لديهم خطر نشوء‬
‫تطور مرض عتامة العين أو ساد العين هذا بنسبة ‪. 37%‬‬
‫المصادر الغذائية الغنية بفيتامين ‪: E‬‬
‫أغنى المصادر الغذائية هي زيت جنين أو رشيم القمح ‪Wheat‬‬
‫‪ Germ Oil (250‬مليجراماُ في كل ‪ 100‬جرام) وثمرة فاكهة‬
‫األفوكادو ( وهي ثمرة تشبه الكمثرى وتنمو في طقس المناطق شبه‬
‫االستوائية وهي غنية بالدهون ‪ ،‬إنها حتى ‪ 20%‬منها دهون )‘ والزبدة‬
‫الطبيعية والحبوب الكاملة والمكسرات وخاصة الجوز « عين الجمل»‬
‫(بها ‪ 22‬مليجراماً في كل ‪ 100‬جرام ) والبذور مثل بذور دوار الشمس‬
‫( وبها ‪ 52‬مليجراماً من فيتامين ‪ E‬في كل ‪ 100‬جرام ) ‪...‬‬

‫‪128‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫هذا ولألسف فإن عمليات تصنيع الطعام وإعداده تجارياً يذهب بمعظم‬
‫محتواه من فيتامين ‪،E‬بل وحتى األطعمة المجمدة ‪ Frozen‬يمكن أن‬
‫تفقد حتى ‪ 70%‬من محتواها من ‪ E‬خالل ‪ 14‬يوماً فقط ‪ ،‬هذا ويستحسن‬
‫ً‬
‫ومصاحبة مع فيتامين‬ ‫تناول الجرعات العالية من ‪ E‬كمكمل غذائي تزامناً‬
‫‪ C‬والسلينيوم فهما يدعمان امتصاص فيتامين ‪ E‬واالستفادة منه بشكل‬
‫كامل وتام ‪ .‬هذا وليس ثمة محذورات من نشوء أعراض جانبية للمقادير‬
‫العالية من فيتامين ‪ ( E‬إال مع مقادير ال يوصى بها أبداً طبياً مثل ‪3000‬‬
‫مليجراماً) فعندها يمكن للشخص أن يشعر بالصداع والتعب واالضطرابات‬
‫المعدية وازدواجية الرؤية والضعف العضلي ولكن عادة ال يوصى أبداً‬
‫بهذا المقدار‪ ،‬إن أقصى ما يوصى به هو حتى ‪ 1200‬وحدة دولية وهو‬
‫بهذا الحد آمن تماماً ‪.‬‬
‫السلينيوم ‪Selenium‬‬
‫هو من المعادن الهامة جداً والمطلوبة بشدة ولكن بمقدار ضئيل جداً‬
‫ويسمى هذا النوع من المعادن ‪ Trace Elements‬والسلينيوم له دوره‬
‫كعامل مساعد في أداء وعمل الكثير من اإلنزيمات المضادة لألكسدة‬
‫وهو يحمي ضد أمراض تنكسية ومزمنة مثل تصلب الشرايين ‪ ،‬ساد‬
‫العين ‪ ،‬التهاب المفاصل ‪ ،‬السكتة الدماغية ‪ ،‬النوبات القلبية ‪ ،‬السرطان‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫والسلينيوم أساسي في نمو الخاليا ( النمو الخلوي ) وأيضاً في أداء‬
‫الجهاز المناعي والمناعة بوجه عام ‪.‬‬
‫إن مرضى السكري لديهم لألسف معدالت سلينيوم أقل بكثير جداً‬
‫مقارنة بغير المصابين بالسكري وربما كان ذلك بسبب حاجتهم األشد‬
‫لمضادات األكسدة مما يجعلهم « يفتقرون « بسرعة لمعدالت كافية من‬
‫السلينيوم وغيره من مضادات األكسدة ‪.‬‬
‫في دراسة هامة لتقدير وتقييم أثر مضادات األكسدة على لزوجة الدم‬

‫‪129‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫لدى مرضى السكري من النوع األول وُجد أن معدالت تركيز السلينيوم‬


‫في خاليا الدم الحمراء لديهم هي أقل بشكل ملحوظ مقارنة بغير المرضى‬
‫بهذا المرض وأن هذه المستويات المنخفضة واألقل تركيزاً من السلينيوم‬
‫كانت مقترنة بزيادة لزوجة «وثخانة « الدم كذلك وجدت معدالت سلينيوم‬
‫منخفضة عند مرضى السكري المصابين بقروح في األرجل ‪.‬‬

‫دور السلينيوم في مكافحة مرض السكري‬


‫أوال المساهمة بتحسين عملية التحكم في معدالت سكر الدم (‬ ‫ً‬
‫الجلوكوز) ‪:‬‬
‫تبين أن للسلينيوم عدداً من األعمال أو األفعال التي تشبه على نحو ما‬
‫األنسولين إن السلينيوم يحفز امتصاص الجلوكوز « سكر الدم « داخل‬
‫الخاليا العضلية وينظم سبل االستقالب األيضية المؤثرة والمتعلقة بسكر‬
‫الدم واألحماض الدهنية ‪ ....‬أما الميكانيزم الذي يؤدي به دوره ذاك فليس‬
‫معلوماً على وجه الدقة ولكن يعتقد بأنه « ينشط « البروتينات « التي «‬
‫تخبر» الخاليا « بوجود « وحلول األنسولين ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ « :‬الحماية « من مرض القلب « الشريان التاجي « ‪:‬‬
‫لقد وجد أن الذين لديهم معدالت منخفضة من السلينيوم هم أكثر عرضة‬
‫لخطر اإلصابة بهذا المرض بنسبة (‪ )70‬سبعين ‪ %‬أكثر من أولئك الذين‬
‫لديهم معدالت « معتادة « أو عادية منه ‪...‬‬
‫وبمعنى آخر فإنه كلما علت « وزادت « معدالت السيلينيوم في بالزما‬
‫الدم كلما انخفضت ونقصت معدالت حدوث مرض القلب « الشريان‬
‫احتماال هو أن للسلينيوم تأثيراً مضاداً‬
‫ً‬ ‫التاجي « ‪ ....‬والسبب األكثر‬
‫لتخثر « وتجلط الدم « وذلك في التفاعالت « بين الصفيحات الدموية‬
‫وبين الخاليا التي تبطن « بطانة « القلب ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬الحماية من ومقاومة التهاب البنكرياس ‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إن بعض مرضى السكري يعانون من التهاب البنكرياس المزمن ومن‬


‫المعروف أن « العجز « في مضادات األكسدة وخاصة السيلينيوم له‬
‫دوره في نشوء وتطور أو استفحال هذه العلة المؤلمة ‪..‬‬
‫ولهذا فإن التزود بالمكمالت الغذائية المضادة لألكسدة والتي تشمل‬
‫السيلينيوم له دوره في تخفيض هذه الحالة وتخفيف آالمها ‪ ...‬وكذلك في‬
‫إنقاص عدد مرات نوباتها الحادة والمتكررة ‪ ...‬وأيضاً في إنقاص مدى‬
‫الحاجة وقتئذ للخضوع إلجراء جراحي‪.‬‬
‫يقول د‪ .‬روبيرت أتكنس وهو جراح قلب عالمي إن األطباء قد وجدوا‬
‫أن العالج بالسيلينوم للمرضى بالتهاب البنكرياس يخفض ويقلل هذه‬
‫االلتهابات خالل ‪ 24‬ساعة !!‬

‫دور السيلينيوم المضاد للسرطان ‪:‬‬


‫أثبتت عشرات الدراسات اإلكلينيكية ـواإلحصائية دور السلينيوم في‬
‫الوقاية من ومكافحة ومقاومة السرطان ولن نطيل في هذا الشأن ولكن‬
‫ما يهمنا بالنسبة للسكري ما ذكرته بحوث كثيرة جديدة من كندا‪:‬‬
‫ً‬
‫احتماال بمقدار الضعف لخطر‬ ‫«أن مرضى السكري هم األكثر‬
‫اإلصابة بسرطان البنكرياس وأيضاً بمقدار ‪ 3‬مرات لخطر اإلصابة‬
‫بسرطان الكبد ‪...‬‬
‫وهنا يأتي دور السيلينيوم المعروف كمضاد السرطان ‪Anti-cancer‬‬
‫‪ . element‬ومن بين عشرات الدراسات نكتفي بذكر إحدى الدراسات‬
‫والتي أجريت في الواليات المتحدة واستمرت الدراسة (‪ )5‬سنوات في‬
‫جامعتي ( جامعة ‪ ) Cornell‬و( جامعة أريزونا ‪. ) Arizona‬‬
‫وأظهرت الدراسة أن تناول وأخذ ‪ 200‬ميكروجراماً من السيلينيوم‬
‫يومياً أعطت نتائج منها‪ :‬انخفاض أورام البروستات بنسبة ‪ 63%‬وانخفاضاً‬
‫في خطر اإلصابة بسرطان القولون بنسبة ‪ 58%‬وفي السرطانات الرئوية‬

‫‪131‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪ 46%‬وانخفاضاً في نشوء « السرطان بوجه عام بنسبة ‪39%‬‬


‫المصادر الغذائية للسلينيوم‬
‫أعلى مصادره على اإلطالق نوع المكسرات المسماة بالبرازيلية‬
‫‪ ... Brazil nuts‬والخميرة المسماة ‪ Brewer s yeast‬وكلى األغنام‬
‫وبذور دوار الشمس والمحار ‪ ( Oyster‬من الرخويات البحرية ) ‪,‬‬
‫وكبدة الدجاج ‪ ,‬و» دقيق « القمح الكامل والثوم والبصل ‪ ,‬وجنين « رشيم‬
‫القمح « والكبدة وسمك السالمون ‪ ,‬والفلفل الحار ‪ Cayenne‬الجينسنج‬
‫‪ ,‬والحلبة ـو» قش « الشوفان « وبذور الشمار « الشمرة « ‪...‬‬
‫هذا وينصح د‪ .‬روبيرت اتكنس بتناول (‪ )200‬مائتي ميكروجراماً‬
‫يومياً كمكمل غذائي ولكن بالنسبة للحامل فعليها أال تتخطى مقدار (‪)40‬‬
‫ميكروجراماً يومياً ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مضاعفات السكري و كيفية الوقاية منها‬


‫‪Long term Complications‬‬

‫إن مرض السكري هو مرض جالب للوهن والضعف بشدة ‪ ...‬بل وهو‬
‫مرض مهلك وحتى ُمْعجل بالوفاة بسبب أعراضه الجانبية ومضاعفاته‬
‫على المدى الطويل ‪.‬‬
‫هذا نص كلمات د‪.‬روبيرت يونج ‪ Robert O.young‬الخبير‬
‫الميكروبيولوجي وخبير التغذية العالمي ‪:‬‬
‫‪»Diabetes can be severely debilitating and even fatal‬‬
‫هذا وتشمل مضاعفاته أمراض القلب والكلى والعمى وتضرر‬
‫األعصاب واالستئصال والبتر ‪.‬‬
‫إن عشرات اآلالف في الواليات المتحدة وحدها فقط يفقدون بصرهم‬
‫بسبب المرض فهو السبب الرئيسي للعمى هناك في مرضى السكري‬
‫الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 25‬و ‪ 74‬سنة ‪.‬‬
‫احتماال وبمعدل زيادة ‪ 7‬مرات لإلصابة‬‫ً‬ ‫إن مرضى السكري األكثر‬
‫بالعمى عن غير المصابين بالمرض ‪ .‬هذا وفقاً لما ذكرته دراسة هامة في‬
‫جامعة ‪ Emory‬األمريكية والتي أظهرت أيضاً أن مرضى السكري هم‬
‫أكثر عرضة وبمعدل ‪ 25‬مرة لإلصابة بالغنغرينا ‪( Gangrene‬والتي‬
‫غالباً ما تقود أو تؤدي للبتر واالستئصال) وكذلك هم أيضاً أكثر عرضة‬
‫وبمقدار بـ ‪ 11‬مرة لإلصابة بمرض القلب ‪ ...‬وهم أيضاً األكثر وبمقدار‬
‫‪ 5‬مرات ونصف لإلصابة بالسكتة الدماغية ‪ ...‬أما سكري الحمل فإنه‬
‫يزيد من خطر الوالدة المبكرة «المبتسرة» بل وحتى موت الوليد ‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للعمر المتوقع فهم األقصر عمراً بمقدار الثلث‪.‬‬
‫إن مضاعفات السكري تتراوح ما بين المتوسطة إلى المهلكة‬
‫‪133‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫والمعجلة بالوفاة وهي تشمل‪:‬‬


‫‪ 1-‬أمراض في العيون‪ ،‬تلف الشبكية ‪Diabetic Retinopathy‬‬
‫‪2-‬أمراض بالكلى ‪Diabetic Nephropathy‬‬
‫‪ 3-‬علل باألعصاب ‪Diabetic Nerve Problems‬‬
‫‪4-‬ارتفاع في ضغط الدم‬
‫‪ 5-‬مرض القلب الشرياني التاجي‬
‫‪6-‬السكتة الدماغية‬
‫‪7-‬سوء الدورة الدموية لألعصاب الطرفية المحيطية‬
‫‪- 8‬مشاكل بالقدم ( وإمكانية حدوث غنغرينا وبتر واستئصال )‬
‫‪9-‬عدم االنتصاب ويشمل الضعف الجنسي الناتج عن الخلل الوظيفي‬
‫‪10-‬نشوء وظهور األحماض الكيتونية‬
‫‪11-‬الغيبوبة الناتجة عن زيادة أو فرط السكر في الدم ‪.‬‬

‫وسنتناول هذه األعراض بالتفصيل ‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال ‪ :‬أمراض العين ‪:‬‬
‫ينبغي النظر إلى واعتبار وإجراء الفحوصات الطبية المنتظمة للعيون‬
‫أمراً ضرورياً وأساسياً في حالة اإلصابة بالسكري ألن‪:‬‬
‫اإلصابة بالمرض يمكن أن تؤثر في البصر والرؤية بعدة طرق منها‪:‬‬
‫أن ارتفاع معدالت سكر الدم تؤثر سلباً في التوازن المائي لعدسات‬
‫العين فيعشى البصر وتنجم ضبابية الرؤية كذلك يعجل بنشوء عتامة‬
‫الرؤية ( الساد‪ :‬المياه البيضاء في العين ‪ :‬الكاتاراكتس ) والتي تحدث‬
‫مبكراً بكثير بحوالي ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة قبل موعدها بالمتوسط كذلك فإن‬
‫التلف أو الضرر في األوعية الدموية في شبكية العين يضر بالبصر‬
‫وحتى أنه قد يتسبب بالعمى إذا امتد أثره إلى المقلة (الجزء من الشبكية‬

‫‪134‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المسؤول عن الرؤية الدقيقة ) أو إذا صاحبه واقترن بـ نمو أوعية دموية‬


‫جديدة وهذا أيضاً يزيد من خطر نشوء الجلوكوما (المياه الزرقاء في العين‬
‫« مصر « والمياه السوداء في العين « لبنان») ‪.‬‬
‫والجلوكوما ‪« :‬ارتفاع الضغط المائي داخل العين أو ارتفاع ضغط‬
‫السائل المائي في العين»‪.‬‬
‫كذلك فـإن األعصاب التي تتحكم في حركات العين يمكن أن تتلف‬
‫بسبب ارتفاع معدالت سكر الدم ‪ ،‬هذا وتحتوي الشبكية على أوعية‬
‫دموية صغرى وإذا اكتشف أخصائي العيون تلفاً أو ضرراً بها فهذا معناه‬
‫امتداد الضرر أو التلف لألوعية الدموية الصغرى األخرى بالجسم ومنها‬
‫الموجودة بالمخ والكلى ! هذا وفي حاالت متأخرة يمكن تمزق وانفصال‬
‫الشبكية وظهور المياه الزرقاء بالعين بينما وفيما يؤدي تلف العصب‬
‫البصري والمقلة لفقدان البصر ‪.‬‬
‫إن هذه العلل بالعين تعرف باعتالل شبكية العين الناجم عن السكري‬
‫‪ Diabetic Retinopathy‬وهو واحد من األسباب الرئيسية المؤدية‬
‫للعمى في العالم الغربي ‪.‬‬

‫العالجات الطبيعية ‪:‬‬


‫الوقاية كما يقولون خير من العالج ولذا فإن التحكم بمعدالت سكر الدم‬
‫وأيضاً بضغط الدم يمكن أن يساهم في درء وإبعاد مضاعفات السكري بالعين‬
‫‪ ،‬ويمكن تناول واستهالك عدد من المكمالت الغذائية لحماية العين ومنها‬
‫‪ :‬فيتامين ‪ ، C‬وفيتامين ‪ E‬والكاروتينات ‪ ( :‬وهي الصبغيات المصنوعة‬
‫نباتياً والتي تُكسب النباتات األلوان الحمراء والصفراء والبرتقالية ) ومن‬
‫مهامها احتجان واحتجاز الطاقة الشمسية الالزمة لعملية التمثيل الضوئي‬
‫« األيض االستقالبي في النبات « والكاروتينات مضادات أكسدة جيدة‬
‫وهي عددياً حوالي ‪ 600‬ستمائة وأهمها للعين نوع كاروتيني يسمى‬

‫‪135‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ليوتين ‪ Lutine‬ونوع آخر يسمى ‪ Zeaxanthin‬وقد أظهرت الفحوص‬


‫والتحاليل أن معدالت ومناسيب هذين بالذات من بين الكاروتينات نقول‬
‫معدالتهما بالمقلة تعادل مائة ‪ 100‬ضعف معدالتهما بأي عضو آخر‬
‫في الجسم وهما يمتصان ويقلالن حدة الضوء األزرق «في الشبكية»‬
‫وبالتالي يشكالن وقاية من تلف وتضرر « خاليا «المقلة»‪.‬‬
‫كذلك هما في عدسات العين يمنعان األكسدة الضوئية ‪Photo‬‬
‫‪ oxidation‬ويساعدان في الحماية والوقاية من ومنع نشوء أو تكون ‪,‬‬
‫عتامة الرؤية المسماة بـــ ‪ ( Cataracts‬المياه البيضاء في العين ) ‪.‬‬
‫ومن أغنى األطعمة بهما الذرة الصفراء فاكهة الكيوي ‪ ,‬الفلفل‬
‫البرتقالي « الحلو « العنب و عصير البرتقال و القرع بكل أنواعه حتى‬
‫الكوسة و السبانخ و البروكولي « يشبه القرنبيط ويغلب عليه اللون‬
‫األخضر « كذلك أيضاً من المكمالت مجموعة فيتامين ‪ B‬وكذلك المكمل‬
‫الغذائي ‪ “ Bilberry‬عنب األحراج « واسمه العلمي ‪Vaccinium‬‬
‫‪ Myrtillus‬ومن أسمائه األخرى الشائعة ‪ Blue berry‬ويسمى في‬
‫الواليات المتحدة ‪ Huckle berry‬وقد أكله على شكل « مربى «‬
‫الطيارون االنجليز في الحرب العالمية الثانية وذلك قبل القيام بالطلعات‬
‫الجوية الليلية ‪ ....‬وجزموا بفائدته في زيادة حدة الرؤية الليلية ومنع‬
‫العمى أو العشى الليلي ‪ ...‬مما جعل الباحثين يعكفون على دراسة «‬
‫وتحليل « هذه العشبة بعد الحرب واكتشفوا بالفعل أنها تحسن الرؤية‬
‫الليلية وتحسن عملية تكيف العين للضوء ( انظر ما كتبناه أيضاً عن عنب‬
‫األحراج في العالجات العشبية للسكري هذا و قد تم تصنيع عنب األحراج‬
‫‪ Bilberry‬في مستخلصات قياسية تحتوي على ‪ 25%‬أنتوسيانودينات‬
‫‪ ... Anthocyanidins‬وكان المشاركون في معظم الدراسات التي‬
‫أظهرت فوائده يتناولون كبسولة بها ما بين ‪ 160 , 80‬مليجراما من‬
‫المستخلص القياسي بواقع ‪ 3‬كبسوالت يومياً ‪ .‬وأيضاً الجنكة ‪Ginkgo‬‬

‫‪136‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ومن أسمائها العربية شجرة كزبرة البئر‪ :‬وينصح الخبراء بتناول قرص‬
‫أو كبسولة ( ‪ 180 ,160‬ملليجراماً ) يومياً ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬أمراض الكلى ‪:‬‬


‫يعرف مرض الكلى الناتج عن اإلصابة بالسكري باسم االلتهاب الكلوي‬
‫الناشئ عن السكري ‪ Diabetic nephropathy‬وهي حالة خطيرة‬
‫وذلك ألن الكلى تؤدي في الجسم عدداً كبيراً من الوظائف يصل األمر إلى‬
‫التفكير جدياً بما يعرف بزراعة الكلى ‪.‬‬
‫إن أولى العالمات أو المؤشرات عادة في حدوث متاعب كلوية هي‬
‫وجود بروتينات في البول وذلك بسبب ما طرأ على « كبيبات الكلى «‬
‫السميكة البطانة من كونها أصبحت «راشحة « وتسمح بمرور األلبومين‬
‫« بروتين الدم « بالتسرب خاللها خارجاً وفي نفس الوقت قد تفشل‬
‫الكلى في تنقية وترشيح النفايات والمخلفات ‪ .‬وعموماً فإنه وبعد عشرين‬
‫سنة من اإلصابة بالسكري من النوع األول فإن واحداً من كل ثالثة من‬
‫المرضى به سيوجد عنده بروتين بالبول وهي حالة تُسمى طبياً البول‬
‫البروتيني ‪ Proteinuria‬وقد يحدث الفشل الكلوي عند اثنين من كل‬
‫ثالثة من مرضى السكري ‪.‬‬

‫العالجات الطبيعية ‪:‬‬


‫كما ذكرنا من قبل ‪ ...‬فإنه يمكن تقليل خطر حدوث االعتالل الكلوي‬
‫بسبب السكري بأن يتم التحكم بمعدالت سكر الدم بحيث يكون دوماً متوازناً‬
‫‪ ...‬وأيضاً بالتحكم بضغط الدم كذلك أهمية التحكم في العوامل المرتبطة‬
‫باإلضرار بالدورة الدموية وهذا يعني العمل على السيطرة على معدالت‬
‫الكوليسترول الضار ‪ LDL‬وكذلك العمل على التحكم بمعدالت الحمض‬
‫األميني الضار المسمى الهوموسيستين ‪Homocysteine‬‬

‫‪137‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫(وهو الحمض الذي إذا ارتفعت معدالته عن المعتاد فإن المصاب‬


‫يتعرض لخطر اإلصابة‬
‫بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية ) ‪ .‬كذلك من المهم إنقاص الوزن‬
‫الزائد والتخلص من البدانة وأيضاً اللجوء للتمرينات الحركية البدنية‬
‫وزيادة نشاط وحركة الجسم ‪.‬‬
‫هذا وربما أوصى الطبيب المعالج باتباع نظام « حمية « غذائية‬
‫معدل‪:‬‬
‫« وأن تأكل بروتيناً أقل ‪ :‬يعني ‪ 40‬جراماً فقط يومياً وأليافاً أكثر» ‪...‬‬
‫وبااللتزام بكل هذه اإلجراءات يمكن الوقاية من وإنقاص خطر اإلصابة‬
‫باالعتالل الكلوي بل وحتى أنه يمكن إبطاء استشراء واستفحال الحالة‬
‫إذا كانت موجودة بالفعل وهناك بعض المكمالت الغذائية التي يمكن أن‬
‫تساعد في « حماية « الكلى ومنها ‪ :‬فيتامين سي وفيتامين‪ E‬وفي دراسة‬
‫أجريت على مرضى سكري من النوع الثاني لديهم معدالت ألبومين عالية‬
‫في البول ( وهي عالمة ومؤشر كما ذكرنا لوجود اعتالل كلوي)‪..‬‬
‫نقول إن هذه الدراسة والتي أجريت على (‪ )30‬ثالثين مريضاً ثم‬
‫فيها إعطاء المرضى فيتامين سي (‪ )1250‬مليجراماً يومياً وفيتامين ‪E‬‬
‫‪ )(680‬وحدة دولية يومياً وأظهرت النتائج أن معدالت األلبومين العالية‬
‫قد تم إنقاصها وبنسبة ‪ 20%‬مما يعني أن العالج بمضادات األكسدة ‪The‬‬
‫‪ Antioxidant therapy‬ربما أوقف أو أبطأ من استفحال االعتالل‬
‫الكلوي عند مرضى السكري ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬مشاكل مرضية وعلل باألعصاب ‪: Nerve Problems .‬‬


‫يمكن للسكري أن يتسبب بتلف وتضرر الغمد أو الغالف الدهني‬
‫المحيط بألياف األعصاب ( ويسمى الغمد النخاعي ‪)Myelin sheath‬‬
‫وهذا بدوره يبطئ من إشارات األعصاب وهذه الحالة تعرف باسم‬

‫‪138‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪ Diabetic neuropathy‬وهي غالباً تبدأ على شكل إحساس أو شعور‬


‫بـ «حرقان « ‪ Burning‬ولسع ‪ stinging‬في المواضع التي بها‬
‫األعصاب المتضررة وكنتيجة لذلك فربما وجد أنه من الصعب اإلحساس‬
‫باالهتزازات أو األلم أو درجات الحرارة القصوى سيان ساخنة أو باردة)‬
‫خاصة في األقدام ‪...‬‬
‫والخطر ينشأ عندما يكون ثمة « جرح « قطعي « أو « نفطات «أو‬
‫بثور جلدية ال يولي لها المريض أهمية في البداية‪ ،‬فهذه الجروح الصغيرة‬
‫ربما تقرحت ‪« .‬تتعفن» بالعدوى وتزيد الحالة سوءاً بسوء الدورة الدموية‬
‫وارتفاع معدالت سكر الدم هذا واألعراض يصاحبها شعور « زاحف «‬
‫في األطراف السفلية واإلحساس بوخز يشبه الدبابيس و األبر» والحرقان‬
‫« مع دافع ال يقاوم لتحريك األرجل‪،‬هذا و «اعتالل العصب» بسبب‬
‫السكر يمكن أن يتسبب بضعف وهزال في العضالت ووجود بعض‬
‫التشوهات مثل الحالة المسماة بــ « أصابع المطرقة أو المدق «وهي‬
‫تؤدي للتقرح والعدوى ‪.‬كذلك يتسبب اعتالل العصب في العجز الجنسي‬
‫عند الرجال ‪.‬‬

‫العالجات الطبيعية ‪:‬‬


‫لقد أوضحت البحوث التي شملت المرضى بـ «نوعى السكري»‬
‫أن التحكم والسيطرة على معدالت سكر الدم على الدوام يقلل من‬
‫خطر اإلصابة بتضرر األعصاب ‪ ...‬كذلك وجد البعض بعض الراحة‬
‫باستعمال الكريمات مثل ‪ Zostrix‬أو‪ P Capzasin‬المحتوية على‬
‫خالصة الفلفل الحار والحريف جداً ‪ Chili PePPer‬وتسمى الخالصة‬
‫‪( Capsaicin‬اشتقت التسمية من االسم الالتيني للنبات ‪Capsicum‬‬
‫‪ )Frutescence‬أما كيف تؤدي خالصة الفلفل الحار ذلك رغم‬
‫«الحرقان» الذي تحدثه فإن «الميكانيزم» الذي يتم هو بإحداثه ألماً مؤقتاً‬

‫‪139‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫في الجلد ثم ينفذ «يخترق» أو يتخلل الجلد ليدخل العصب « ويزيل‬


‫« مؤقتاً أو يتخلص من المادة المسماة ‪( P‬الناقل العصبي الذي يرسل‬
‫إشارات األلم إلى المخ) وبالتالي يوقف أو «يعوق» وصول إشارات األلم‬
‫للمخ فيحدث تخفيف األلم (أو اإلحساس بالراحة هذا) !‬
‫بالنسبة لتقلصات األرجل وهو عرض جانبي له صلة باعتالل العصب‬
‫فيمكن أحياناً بالعالج المغناطيسي «الذي يحسن من انسياب وتدفق الدم‬
‫للمناطق المعنية ويعزز من تزويدها باألوكسجين هذا وهناك عدد من‬
‫المكمالت الغذائية يفيد في عالج اعتالل األعصاب ‪.‬‬
‫منها ‪:‬مضاد األكسدة المسمى ألفا ليبويك أسيد ‪Alpha lipoic‬‬
‫‪ )acid (ALA‬إنه يقلل « ويحيد ضرر األكسدة الذي يحدث للغمد‬
‫النخاعي الذي يغلف أو يحيط باألعصاب ولقد اتضح بالفعل أنه يحسن‬
‫من عملية توصيل إشارات العصب وتدفق أو انسياب الدم المصاحب‬
‫الشعرية» في مرضى السكري المصابين‬ ‫عبر األوعية الدموية الدقيقة « َ‬
‫باعتالل األعصاب ‪Neuropathy‬‬
‫* مجموعة فيتامينات ‪ B‬بما فيها (أو وتشمل) البيوتين ‪Biotin‬‬
‫* زيت زهرة الربيع «البريمروز « المسائية ‪Evening Primrose‬‬
‫(من أسمائها األخرى « كعب الثلج «) وربما يعزا تأثيرها هذا إلى أن‬
‫واحداً من أسباب اعتالل األعصاب يعتقد أنه االستقالب غير السوي‬
‫لألحماض الدهنية األساسية (‪. EFA) ssential Fatty Acids‬‬
‫ألن هذا أمر معروف أو معلوم ومرتبط بكثير من الحاالت غير السوية‬
‫في تجلط الدم وعلل األوعية الدموية والذي يؤدي لقلة تدفق الدم ومن ضمن‬
‫ذلك قلة األوكسجين الواصل إلى الخاليا العصبية أو خاليا األعصاب ‪.‬‬
‫وفي دراسة تجريبية على (‪ )22‬شخصاً من مرضى السكري المصابين‬
‫بالتهاب العصب تم فيها إعطاء مجموعة منهم (‪ )360‬ملليجراماً من جاما‬
‫لينولينك أسيد ( أوميجا ‪GlA) acid EFA: Omaga 6: Gamma‬‬

‫‪140‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪ lino lenic‬ومعروف أن زيت زهرة الربيع غني به وذلك لمدة ‪ 6‬شهور‬


‫بينما أعطيت « مجموعة أخرى « من المرضى دواء وهمياً ‪Placebo‬‬
‫فأظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت ‪ GLA‬قد أظهرت تحسناً‬
‫جلياً وبدرجة كبيرة في الراحة من أعراضها « العصبية هذه» باإلضافة‬
‫إلى «السرعة» التي كان العصب ينقل أو يوصل بها الرسائل العصبية‬
‫مما حدا بالباحثين القائمين على الدراسة إلى التوصل لنتائج مفادها أن لــ‬
‫‪ GLA‬دور نافع ومفيد في الوقاية من وكذلك عالج اعتالل األعصاب‬
‫الناجم عن اإلصابة بالسكري ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬ارتفاع ضغط الدم لدى مرضى السكري ‪:‬‬


‫إذا كنت مصاباً بالسكري فمن المحتمل أن تكون فرصة أو خطر‬
‫إصابتك بضغط الدم المرتفع هي بمقدار الضعف عنها في الشخص غير‬
‫المصاب بالمرض‪.‬‬
‫نعم فثمة نسبة تتراوح ما بين ‪ 10%‬و ‪ 30%‬من مرضى السكري‬
‫من النوع األول وما بين ‪ 30%‬إلى ‪ 60%‬من المرضى بالنوع الثاني من‬
‫السكري لديهم ارتفاع في ضغط الدم وفي الواليات المتحدة على سبيل‬
‫المثال فإن حوالي ‪ 75%‬من المرضى بسكري الكبار مصابون بضغط الدم‬
‫المرتفع ويعتقد أن حالة االعتالل الكلوي أحد مضاعفات السكري لها صلة‬
‫بذلك أو لها ارتباط بارتفاع الضغط هذا ألنه لما كان وبسبب عدم كفاءة‬
‫الكلى ال يتم تصفية و «طرح» الزائد من المياه واألمالح فإنها تتراكم‬
‫في مجرى الدم وهذا يستتبعه ارتفاع ضغط الدم ‪ ..‬كذلك فثمة مسألة لم‬
‫يتم البت فيها تماماً وهي أن اعتالل الكلى (في مرضى السكري) يتسبب‬
‫بزيادة وفرط إفراز هرمون يسمى ‪( Renin‬والمشكل هنا أن له دوراً‬
‫في ضبط وتنظيم ضغط الدم) ‪.‬‬
‫إن ضغط الدم لدى مرضى السكري من النوع األول عادة ما يبدأ‬

‫‪141‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫باالرتفاع بظهور بروتين في البول يمكن اقتفاء أثره واكتشافه بينما في‬
‫مرضى السكري من النوع الثاني فإن ضغط الدم المرتفع وثيق الصلة‬
‫واالرتباط بما يسمى المقاومة االنسولينية ‪Insulin resistance‬‬
‫والبدانة واستشراء معدالت شحوم «دهون» الدم بشكل غير سوي ‪...‬‬
‫وعموماً فإن وجود السكري وضغط الدم معاً (متحدين) عند المصاب‬
‫‪ .‬له أثره الشديد الضراوة على الدورة الدموية ويمثل أو يشكل عنصراً‬
‫عامال قوياً في خطر اإلصابة بمرض القلب (الشريان التاجي) كذلك‬ ‫ً‬ ‫أو‬
‫فإن وجودهما معاً يزيد ويرفع أو يعلي من خطر حدوث مضاعفات في‬
‫األوعية الدموية الدقيقة ‪.‬‬

‫العالجات الطبيعية ‪:‬‬


‫إذا ارتفع ضغط الدم فعلى المصاب االلتزام باتباع عدد من اإلجراءات‬
‫الصحية منها التوقف عن التدخين (طبعاً إن كان مدخناً) وإنقاص الوزن‬
‫إذا كان يعاني من زيادته أو من البدانة ‪...‬‬
‫والحد من استهالك الملح‪ ،‬كذلك اللجوء لزيادة النشاط الحركي‬
‫والبدني‪،‬وتعلم تقنيات وطرائق االسترخاء ‪ Relaxation‬وهناك بعض‬
‫المكمالت الغذائية الهامة التي يمكن أن تساهم في خفض ضغط الدم‬
‫المرتفع ومنها البوتاسيوم الماغنسيوم مضادات األكسدة الثوم زيوت‬
‫أوميجا (‪. Omega )3‬‬
‫خامساً ‪ :‬مرض القلب (الشرياني التاجي)‪:‬‬
‫ً‬
‫احتماال وبمعدل يتراوح بين‬ ‫إن مرض السكري يجعل المصاب به أكثر‬
‫مرتين إلى ‪ 6‬مرات بأن يصاب بمرض القلب اإلكليلي (التاجي) مقارنة‬
‫بغير المصاب بالسكري ‪ ...‬ويحدث المرض عندما تتصلب الشرايين‬
‫التاجية فيعاني القلب الحرمان من التزود الكافي بالدم الغني باألوكسجين‬
‫ويبدأ القلب «يتضوّر جوعاً» إن جاز التعبير وهذا ربما نجم عنه ظهور‬

‫‪142‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ونشوء األلم المعروف باسم الذبحة الصدرية ‪ Angina‬فيشعر المصاب‬


‫بضيق وانغالق خلف عظم الصدر وما يشبه العصر أو االعتصار‬
‫وإحساس «باالنتشار» عبر الصدر وربما صعوداً ألعلى فيشع في العنق‬
‫والفك أو ينشر ألسفل للذراع اليسرى ‪.‬‬
‫هذا وتحدث الذبحة الصدرية عند بذل المجهود والشعور باإلجهاد‪...‬‬
‫بينما تخف آالمها بالراحة‪ ...‬هذا وإذا تضوّرت عضلة القلب باستمرار‬
‫لألوكسجين فإن بعض خالياها ستموت محدثة نوبة قلبية ‪Heart attack‬‬
‫‪ .‬والنوبة القلبية يمكن تشبيهها نسبياً بالذبحة ولكنها «تدوم» أطول وبشكل‬
‫أكثر حدة ويمكن أن « تأتي « أو تحدث في أي وقت وهي غير مرتبطة‬
‫ببذل مجهود أو معاناة إجهاد مثل الذبحة‪ ...‬كما أنها ال تخف بالراحة‪...‬‬
‫إنها ( النوبة القلبية ) تكون مصحوبة بتعرق وشحوب وامتقاع اللون‬
‫وانقطاع النفس ‪...‬‬
‫هذا وينبغي أن يوضع في االعتبار أن «إدراك» واإلحساس بـ آالم‬
‫القلب ال يتسم بالحدة عند مريض السكري وربما يرجع السبب في هذا‬
‫إلى ما حدث عنده من تلف و « تضرر «لألعصاب الواصلة» والمزودة‬
‫للقلب ولذا يجب على مريض القلب إذا ما شعر بالتعرق وضيق التنفس‬
‫والوهن ‪ ...‬والميل لإلغماء والدوار نقول يجب عليه التفكير ساعتها أنه‬
‫«يمر» بنوبة قلبية ‪ ..‬حتى ولو لم يكن هناك ألم بالصدر ‪.‬‬
‫إن مرض القلب (الشرياني) شائع باألخص في مرضى السكري من‬
‫النوع الثاني و خطر نشوء هذا المرض يتزايد عند مريض السكري‬
‫إذا كان يعاني أيضاً من ارتفاع ضغط الدم وأيضاً من وجود معدالت‬
‫كولسترول مرتفعة وكذلك من وجود معدالت مرتفعة من الحمض األميني‬
‫الضار المسمى هوموسيستين ‪ ( Homocysteine‬راجع ما كتب عنه‬
‫في موضوع اعتالل الكلى) كذلك إذا كان المريض يدخن التبغ ‪ ..‬وزائد‬
‫الوزن وأيضاً ال يمارس التدريبات الرياضية ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ً‬
‫احتماال للتعرض لمشكلة قلبية‬ ‫كذلك فإن المرضى بالسكري هم أكثر‬
‫أخرى تعرف باسم ‪( Cardiomyopathy‬االعتالل العضلي القلبي)‬
‫وفيها ال تنقبض ُ‬
‫«غرف» القلب بكفاءة كالمعتاد لتضخ الدم ‪ ...‬وقد ينتهي‬
‫األمر في آخره بحدوث فشل قلبي ‪.‬‬

‫العالجات الطبيعية ‪:‬‬


‫إنه أمر هام جداً وحيوي ال نمل من تكراره ‪ ...‬وهو أهمية ضبط سكر‬
‫الدم والسيطرة عليه ‪.‬‬
‫وهناك بعض المكمالت الغذائية التي يمكن أن تساهم في احتواء تصلب‬
‫الشرايين ( العصيدي ) ومرض القلب (الشرياني التاجي) ‪.‬‬
‫ومن هذه المكمالت الهامة‪ :‬فيتامين ‪ C‬وفيتامين ‪ E‬والمساعد األنزيمي‬
‫‪ ..Co QIO‬والشاي بأشكاله األخضر واألسود واألبيض والشاي المسمى‬
‫أولونج ‪ Oolong‬السيلينيوم والكروميوم والنحاس والماغنسيوم والثوم‬
‫وزيوت أوميجا ‪ 3‬وزيت زهرة الربيع (البريمروز) المسائية‪Evening‬‬
‫‪. Primrose‬‬

‫سادساً السكتة الدماغية ‪:Stroke‬‬


‫ً‬
‫احتماال لإلصابة بالسكتة الدماغية وبما‬ ‫إن مرضى السكري هم أكثر‬
‫يعادل الضعف إلى أربع مرات مقارنة بغير المصابين بالسكري ‪ ،‬وتحدث‬
‫السكتة الدماغية عندما يكون ثمة انقطاع مفاجئ في الدم الذي يتزود به‬
‫المخ وأجزاؤه وهذا يحدث لجزء من المخ «المحروم» من األوكسجين‬
‫ويؤدي لفقدان التحكم في جزء أو أكثر من أجزاء الجسم أو في وظيفته‬
‫وإذا استمرت السكتة ألكثر من عدة دقائق فإن الضرر يلحق بالمخ وربما‬
‫أدى إلى الموت‪.‬‬
‫هذا والنوعان الشائعان من السكتة الدماغية هما ‪:‬‬

‫‪144‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫السكتة الدماغية النزفية ‪ Hemorrhagic stroke‬وتحدث عندما‬


‫يكون ثمة نزيف حدث في المخ ‪...‬‬
‫والثاني‪ :‬سكتة وفقر دم موضعي ‪ stroke Ischemic‬وهي األكثر‬
‫شيوعاً وتنجم بسبب وجود خثرة أو جلطة دموية في وعاء دموي يزود‬
‫المخ أو خثرة دموية «تحركت» من مكان آخر في الجسم وسارت باتجاه‬
‫المخ ‪ .‬ومن أعراضها حدوث شلل في الوجه أو الذراع أو الرجل ‪...‬‬
‫وإحساس بالدوار ومشاكل بصرية مفاجئة وصعوبة في الكالم إلى‬
‫آخره ‪ ،‬وأيضاً قد يحدث ما يسمى بالسكتة الدماغية الصغرى ‪Mini‬‬
‫‪ stroke‬وتزول أعراضها تماما خالل ‪ 48‬ساعة وتسمى علمياً‪attack‬‬
‫‪ Ischemic (TIA) A Transient‬والمعتقد أنها تحدث عندما تستقر‬
‫بعض الصفيحات الدموية عبر المخ لتتسبب في انقطاع مؤقت للدورة‬
‫الدموية الواصلة لبعض خاليا المخ ‪ ...‬وهي صغرى ألن هذه الخثرات‬
‫والصفيحات المتجلطة قد تتفكك وتتحلل قبل موت خاليا المخ بسبب افتقار‬
‫األخيرة لألوكسجين ‪ ،‬وتعتبر السكتة الدماغية الصغرى على أية حال‬
‫ً‬
‫مستقبال ‪...‬‬ ‫إنذاراً ونذيراً بإمكانية حدوث السكتة الدماغية‬
‫العالجات الطبيعية ‪:‬‬
‫إن السكتة المخية الدماغية يمكن أن تتسبب باإلعاقة أو حتى بالموت‬
‫لذا فإن اللجوء التباع إجراءات صحية للوقاية منها هو أمر هام جداً‬

‫ومن هذه اإلجراءات ‪:‬‬

‫االلتزام باتباع تغيرات في النظام الغذائي ‪:‬‬


‫فينصح الخبراء بالتركيز على أكل الفواكه والخضروات الطازجة‬
‫عدة مرات يومياً (‪ 5‬إلى ‪ 6‬حصص غذائية) وقد نُشرت دراسة في ‪The‬‬
‫‪ New England Journal of Medicine‬تشير إلى أن ذلك يمكن‬

‫‪145‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أن يقلل من خطر اإلصابة بالسكتة الدماغية بمعدل ‪ . 40%‬هناك بعض‬


‫المكمالت الغذائية ومنها فيتامين ‪ ،C‬ومجموعة فيتامينات ‪.B‬‬

‫سابعاً ‪ :‬سوء الدورة الدموية في األطراف ومشاكل القدمين ‪:‬‬


‫إن تصلب الشرايين المتزايد والتراكمي يمكن أن ينجم عنه انخفاض‬
‫تدفق الدم لألطراف وهذه الحالة تسمى ‪Peripheral Vascular‬‬
‫‪ Disease‬وهي أكثر شيوعاً في المرضى بالسكري بمقدار أربع مرات‬
‫عن غيرهم ‪ ،‬هذا وأكثر أعضاء الجسم تأثراً بها هي األرجل ولهذا يشعر‬
‫المصاب بألم في « سمانة الساق « أثناء التمرين ‪ ،‬إنه يعاني مما يسمى‬
‫بال َع َرج المتقطع ‪ ، Intermittent Claudication‬بينما يؤدي افتقار‬
‫األنسجة لألوكسجين الكافي والعناصر الغذائية أقول يؤدي ذلك لتقرح‬
‫األرجل وإذا حدث وصارت األوعية الدموية مسدودة تماماً فإن األنسجة‬
‫تصاب بغنغرينا ( إنها تموت «وتتعفن» وترسي األساس لنشوء غنغرينا‬
‫) كذلك فإن علل األعصاب عند مريض السكري تجعل الحالة تتفاقم مما‬
‫يؤدي الرتفاع قوس القدم وظهور «ظاهرة» األصبع المطرقة أو المدق‬
‫‪ hammer toe‬والتي تتسبب في عدم « االستواء « وشذوذ الوطأة‬
‫أثناء المشي ‪ ..‬كل هذا وغيره يستحث أيضاً نشوء وظهور (كاللو) القدم ‪..‬‬
‫أمر هام وضروري‬ ‫ولهذا فإن تتبع ومحاولة عالج تقرحات القدم مبكراً هو ٌ‬
‫للغاية وإذا أهمل فقد يؤدي النتشار العدوى حتى لألنسجة الرخوة والطرية‬
‫وإلى نشوء خراريج وإلى التهاب نقي العظام ‪ Osteomyelitis‬وإلى‬
‫تسمم الدم وإلى الغنغرينا (األكال أو الموات) وكل هذه المضاعفات قد‬
‫تتطلب بتر أو استئصال األصابع أو القدم أو جزء من الساق أسفل الركبة‬
‫وهو أمر مؤسف ومفزع للغاية ولكنها الحقيقة‪.‬‬
‫ً‬
‫احتماال لخطر اإلصابة الستئصال أو‬ ‫إن مرضى السكري هم األكثر‬
‫بتر الساق بمقدار ‪ 16‬ست عشر مرة عن غيرهم ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫العالجات الطبيعية ‪:‬‬


‫إننا لن نمل من إعادة تكرار ما قلناه من قبل وهو ضرورة التحكم بمعدالت‬
‫سكر الدم وضغط الدم ومستويات الكوليسترول والدهون الثالثية وكذلك‬
‫بمعدالت الحمض األميني الضار (الهوموسيستين ‪)Homocysteine‬‬
‫وهناك بعض المكمالت الغذائية الهامة التي يمكن أن تساهم في احتواء‬
‫هذه المشاكل ومنها ‪:‬‬
‫فيتامين ‪ C‬ومجموعة فيتامينات ‪ B‬وكبسوالت عنب األحراج‬
‫‪ Bilberry‬وكبسوالت الثوم وكبسوالت الجنكة ‪ Ginkgo‬كذلك تفيد‬
‫مكمالت الصبار ‪ Aloe vera ..‬ومكمالت الزنك ‪ Zinc‬وأيضاً زيت‬
‫السمك ‪ Fish body oil‬أو زيت السالمون ‪ Salmon oil‬في عالج‬
‫قروح قدم مريض السكري‪،‬‬
‫وثمة عدد من اإلجراءات الصحية التي يجب المداومة على االلتزام‬
‫بها منها ‪:‬‬
‫فحص و «مالحظة» األقدام بحثاً عن أية عالمات احمرار أو‬
‫«نفطات» أو بثور أو جروح كذلك أهمية ارتداء الحذاء المريح والمناسب‬
‫و «غسل» األقدام يومياً بصابون لطيف ومعتدل ‪ mild Soap‬أو بمحلول‬
‫ملحي ‪ ... Saline Solution‬والحفاظ على «وصيانة» القرحة أو‬
‫التقرحات المغطاة بضمادات نظيفة وجافة ‪.‬‬
‫كما أن استعمال عسل النحل أو األعسال ذات الفائدة العالجية الطبية‬
‫لعالج القروح موضعياً قد اكتسب شعبية متزايدة وشاع استعماله‬

‫ثامناً ‪ :‬الضعف الجنسي ‪:‬‬

‫إن اإلصابة بالسكري سبب رئيسي لضعف االنتصاب عند المرضى‬


‫به ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫بعض التقارير تشير إلمكانية حدوث الضعف الجنسي ‪ ,‬في نهاية‬


‫األمر في واحد من كل رجلين مرضى بالسكري أي ‪ 50%‬من المرضى‬
‫الرجال‪ ...‬إن ضعف السيطرة على والتحكم في معدالت سكر الدم لها‬
‫ارتباط بالضعف الجنسي ألن ارتفاع معدالت سكر الدم المتواصل يؤثر‬
‫في الدورة الدموية « الواصلة « لعضو الذكورة وكذلك في األعصاب‬
‫المتصلة مما يقلل من اإلحساس و «يؤثر» في اإلشارات العصبية المطلوبة‬
‫للتحكم في حدوث االنتصاب ولألسف فإن الكثير من العقاقير واألدوية‬
‫الكيميائية التي يعالج بها المريض من مضاعفات أخرى مثل علل القلب‬
‫وارتفاع ضغط الدم الخ ‪ ..‬لها صلة أو آثار جانبية في هذا الشأن أي أنها‬
‫تحدث عنة أو عجز جنسي ‪.‬‬

‫العالجات الطبيعية‪:‬‬
‫يمكن لعدد من المكمالت الغذائية أن تساهم بقدر اإلمكان في تحسين‬
‫األداء الجنسي « وتلطيف « الصعوبات الوظيفية هذه ‪.‬‬
‫ومن هذه المكمالت ‪ :‬فيتامين ‪ ، C‬المساعد األنزيمي ‪، Co QIO‬‬
‫الجينسج ‪ /‬الجنكة‪/‬فيتامين ‪. E‬‬

‫‪148‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أعشاب لعالج السكري‬

‫ثمة كثير من األعشاب‪ ،‬ذات فائدة طبية لمرضى السكري ‪ ...‬وللعلم‬


‫فإن معالجة مرضى السكري في العصور السابقة كانت تتم بواسطة‬
‫األعشاب ‪ ،‬واألدوية المصنوعة منها ‪.‬‬
‫وقد بقي الكثير منها صامداً الختبارات الزمن حتى أن حوالي ‪400‬‬
‫(أربعمائة) عشبة نباتية كانت تستخدم شعبياً لعالج المرضى قد تم‬
‫تسجيلها رسمياً مدعومة ومؤيدة ببحوث علمية حديثه توثق وتبرهن‬
‫على جدواها وفعاليتها ‪...‬‬
‫هذا ويستخدم الكثير من األطباء الذين يمارسون ويطبقون العالج‬
‫الشمولي أو ما يسمى ‪ Holistic therapy‬وهو األسلوب الذي ال‬
‫يكتفي فيه الطبيب العصري ‪ M.D‬بتطبيق الطب السائد أو ما يسمى‬
‫بـ ‪ Conventional medicine‬بل يلجأ أيضاً لتوظيف أنماط‬
‫وأنواع من الطب البديل وذلك كطب مكمل ضمن إطار عالجي متكامل‬
‫‪ Integrative‬نقول يلجأ الكثير من هؤالء األطباء الستخدام األدوية‬
‫العشبية في عالج مرضى السكري وكذلك يفعل أطباء الطب الطبيعي‬
‫الحاصلون على درجة الدكتوراه ‪ N.D‬وغيرهم من ممارسي طب األعشاب‬
‫والطب التقليدي الصيني ‪ Traditional Chinese Medicine‬وطب‬
‫األيورفيدا الهندي التقليدي ‪. Ayurveda‬‬
‫ومن المعروف أن ما يعادل ‪ 25%‬من العقاقير الصيدالنية قد تم إنتاجها‬
‫من العناصر النشطة في األعشاب ونذكر منها على سبيل المثال العقار‬
‫المعروف باسم ‪ Metfomin‬والذي « يوظف العناصر النشطة في نبتة‬
‫الليالك الفرنسي ‪( French lilac‬جنبة عطرة الزهر ذات لون أرجوني‬
‫‪149‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫فاتح) وتسمى أيضا بـ « سذاب الماعز» ‪ .‬وهو عالج شعبي أوروبي‬


‫قديم ‪.‬‬
‫أهم األعشاب المستخدمة في التداوي من السكري‬

‫القرع المر ‪:‬‬

‫أو الكاريلال ‪ Bitter Melon: karella‬وهي نباتات تنتمي لجنوب‬


‫آسيا واسمها العلمي (الالتيني) ‪ Momardica Charantia‬وهي‬
‫كثمرة فجة غير ناضجة عالج هندي تقليدي شعبي للسكري ‪.‬‬
‫وللعلم هي قوام أو قوت رئيسي ثابت و «دائم» في المطبخ الهندي‬
‫والصيني ‪.‬‬
‫والثمرة مرة (كما هو واضح من اسمها) وبالرغم من أن بذورها‬
‫وأوراقها وثمارها كلها تستخدم في الطب العشبي إال أن الثمرة بالذات‬
‫والتي تشبه الخيار (مع وجود ما يشبه النتوءات على القشرة) نقول هذه‬
‫الثمرة هي الجزء األساسي والرئيسي الذي يوظف طبياً ‪.‬‬
‫إنها واحدة من أكثر األعشاب المستخدمة عالمياً على نطاق واسع‬
‫لعالج مرضى السكري ‪ ,‬وهي تحسن من قدرة الجسم على استعمال و «‬
‫توظيف « سكر الدم وكذلك هي تحسن من مدى «تحمل» الجسم لسكر‬
‫الدم أو ما يسمى ‪. Glucose tolerance‬‬
‫إن المحتويات الفعالة في العشبة منها جليكوسيدات ‪Oleanolic‬‬
‫والكارانتين هذا يمنع‬ ‫‪ acid glycosides‬مثل ‪Charantin‬‬
‫امتصاص السكر من األمعاء‪.‬‬
‫وكذلك بها مادة تسمى ‪ P Polypeptide‬وهي مادة شبه أنسولينية‬
‫تخفض من معدالت سكر الدم إذا ما حقنت تحت الجلد ( وقد تم « إفرادها»‬
‫وفصلها كيميائياً واستخالصها من الثمرة والبزور سنة ‪1981‬م ‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫في دراسة تجريبية معملية تمت عام ‪1993‬م فإن هؤالء الذين‬
‫استخدموا خالصة القرع المر لمدة ‪ 3‬أسابيع انخفضت لديهم معدالت‬
‫سكر الدم بنسبة ‪.25%‬‬
‫في دراسة نشرت عام ‪1986‬م أظهرت أن إعطاء عصير ثمرة القرع‬
‫المر لألفراد موضوع التجربة من مرضى السكري من النوع الثاني أدى‬
‫إلى تحسين تحمل الجسم بدرجة كبيرة لسكر الدم وذلك بنسبة ‪. 73%‬‬
‫وقد أوضحت تجارب طبية إكلينيكية ‪ ..‬واختبارات معملية كثيرة أن‬
‫تعاطي القرع المر يؤدي إلنقاص معدالت سكر الدم (في حالة الصيام)‬
‫وكذلك لخفض االرتفاع في هذه المعدالت عقب الوجبات ‪Post‬‬
‫‪ Prandial‬كذلك ثم اكتشاف أن مادة ‪ P Polypeptide‬بها تخفض‬
‫من معدالت سكر الدم لدى المرضى بمرض السكري (النوع األول‪:‬‬
‫المعتمد على األنسولين في عالجه) ولما كانت هذه المادة ذات ميزة فهي‬
‫ال تؤدي مثلما يفعل األنسولين «وآثاره الجانبية» من تنبيه وحفز لحركة‬
‫بديال جيداً‬
‫«وتحريك» الدهون والشحوم في الخاليا الدهنية فقد اعتبرت ً‬
‫على األقل لبعض من «وحدات» األنسولين التي يتم االلتزام بأخذها حقناً‬
‫يومياً لمرضى السكري من النوع األول ‪.‬‬
‫كامال أو أن تحل ً‬
‫بديال بشكل‬ ‫ً‬ ‫رغم أن العشبة ال يمكن اعتبارها ً‬
‫بديال‬
‫تام عن األنسولين ‪.‬‬
‫وعموماً عندما تستخدم هذه المادة في عالج هذا النوع األول من‬
‫السكري فإنها ستكون فعالة فقط إذا أخذت حقناً ‪.‬‬
‫أما مادة الكارانتين ‪ Charantin‬فتستخدم في عالج مرض السكري‬
‫(النوع الثاني) وإذا ما تمت المقارنة جرعة بجرعة فإنها كما يقول‬
‫الباحثون أكثر فعالية من العقار الكيمائي الشائع في عالج السكري‬
‫‪ Tolbutamide‬والمسمى (‪. )Orinase‬‬
‫إن هذه المادة تستحث وتنبه وتحفز البنكرياس إلفراز « أكثر» من‬

‫‪151‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫األنسولين كذلك أشارت الدراسات المعملية إلى أن القرع المر ربما أدى‬
‫إلنقاص التوتر والضغط المؤدي لألكسدة والناجم عن مرض السكري ‪.‬‬
‫إن إنتاج الشقوق الحرة أو الذرات السائبة الضارة ‪Free radicals‬‬
‫خالل هذا التوتر المؤكسد المصاحب للمرض تتسبب لألسف بتحول‬
‫الكولسترول الضار ‪ LDL‬إلى صفيحات وبالكات تؤدي لتصلب الشرايين‬
‫‪ Atherosclerotic plaques .‬بالنسبة لمرضى السكري فقد تبين‬
‫أنه للحصول على نتائج جيدة وطويلة المدى فيجب أن يتم استخدام القرع‬
‫المر مصحوباً أو مرتبطاً أيضاً بتناول عشبة أخرى هي المسماة جورمار‬
‫‪ Gurmar‬واسمها العلمي ‪ Gemnema sylvestre‬وهي عشبة‬
‫هندية جنوب أسيوية‪.‬‬
‫وللعلم فإنك إذا كنت تأخذ األنسولين أو أية أدوية أخرى إلنقاص‬
‫وخفض سكر الدم فاعلم أن تناول القرع المر سيؤدي لنتائج إيجابية أقوى‬
‫وأكثر فاعلية لذا فربما احتجت إلنقاص جرعتك الدوائية «الكيمائية» من‬
‫العقاقير أو األنسولين ‪.‬‬
‫واألشكال العالجية للقرع المر ‪ ..‬ممكنة إما بأكل الثمرة ‪ ..‬أو بتناول‬
‫المستخلص أو العصير أو « الصبغة « الطبية ‪tincture.‬‬

‫األعراض الجانبية ‪:‬‬


‫ولكن ال ينصح بأخذ األخيرة « الصبغة « للتحكم بالسكر فهذا (الشكل)‬
‫ال يؤدي لخفض معدالت سكر الدم ‪ .‬هذا وفي حاالت نادرة غاية في‬
‫الندرة فإن بعض المرضى بالسكري الذين يستخدمون القرع المر يومياً‬
‫ولسنين ربما يعانون من متاعب كبدية قد تؤدي لتصلب الشرايين ورغم‬
‫ً‬
‫دليال على أنها تضر باألنسجة الكبدية إال أنهم‬ ‫أن الباحثين لم يجدوا‬
‫الحظوا لدى حيوانات التجارب ارتفاع وزيادة معدالت اإلنزيمات‬
‫الكبدية إذا ما تم إعطاؤها خالصة القرع المر بشكل يومي وعلى نحو‬

‫‪152‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫شبه دائم ولذلك فاألفضل لمن يعانون من متاعب كبدية اجتنابها ‪.‬‬
‫ً‬
‫أصال من حالة‬ ‫أما غيرهم فيمكنهم استعمالها كذلك فإن من يعانون‬
‫انخفاض معدالت سكر الدم ‪ Hypoglycemia‬فعليهم أال «يأخذوا»‬
‫القرع المر ألنه يمكن أن يزيد حالتهم هذه سوءاً وعموماً فإن استهالك‬
‫المقادير الكبيرة والمتزايدة من عصيرها يمكن أن يتسبب بآالم جوفية‬
‫معدية معوية وإسهال كما يمكن أن يكون له تأثير ضار بالخصوبة فال‬
‫يوصى به للحوامل ( يمكن أن يتسبب بانقباضات وتقلصات وإجهاض‬
‫للحمل ) وكذلك فإن األغلفة الحمراء حول بزور القرع المر سامة بالنسبة‬
‫لألطفال‬

‫الحلبة ‪Fenugreek‬‬
‫واسمها العلمي‪ Trigonella foenum – graecum‬وهي عالج‬
‫شعبي أسيوي مشهور للسكري وقد استخدمت لقرون في الطب الهندي‬
‫واليوناني والعربي إنها تحتوي على مضادات أكسدة لها تأثيرات نافعة‬
‫ومفيدة جداً على « كيميائية « البنكرياس والكبد ‪.‬‬
‫وقد « وجدت « الدراسات اإلكلينيكية بالهند أن جرعات من الحلبة‬
‫عالية نسبياً (‪ 25‬جراماً أو «أوقية « من بذورها يومياً) تنقص و «تخفض‬
‫معدالت سكر الدم في مرضى السكري (النوع الثاني) ‪.‬‬
‫إن المادة الصمغية الغروية الهالمية ‪ Mucilage‬التي تفرزها الحلبة‬
‫تغلف أو تكسو المعدة بما يشبه الغشاء وبالتالي تبطئ من « إفراغ «‬
‫المعدة بسرعة مما ينجم عنه دخول الجلوكوز « سكر الدم « مجرى الدم‬
‫بشكل بطيء ‪.‬‬
‫وهذا مطلوب وذلك عقب تناول الوجبة ‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن الحمض‬
‫األميني المسمى ‪ Hydroxysoleucine‬يحفز ويستحث البنكرياس‬
‫إلفراز األنسولين كذلك فإن الحلبة تحتوي على مركبات تساعد األنسجة‬

‫‪153‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫العضلية والكبد لالستجابة بشكل أفضل‬


‫لألنسولين ‪.‬‬
‫إن الحلبة تعمل كما يقول الباحثون‬
‫بطريقة مماثلة للعقار أو الدواء المسمى‬
‫‪ )Glimepiride (Amaryl‬وكذلك مثل‬
‫عقاقير ‪ Glitazone‬مثل العقار المسمى‬
‫(‪... )Avandin‬‬
‫كذلك فإن إحدى الدراسات التي تم‬
‫فيها تتبع وتعقب ومتابعة ‪Follow up‬‬
‫المرضى موضوع الدراسة أظهرت أن الحلبة هي أيضاً تنقص وتخفض‬
‫من معدالت الكوليسترول الضار ‪ LDL‬في مرضى السكري وهذا التأثير‬
‫األخير في الكوليسترول الضار استمر عند مرضى السكري موضوع‬
‫الدراسة حتى بعد االنقطاع عن تناول الحلبة ! كذلك أظهرت دراسات‬
‫هندية أخرى أن مقداراً أكبر من بذور الحلبة (‪8100‬جراماً أو ‪ 3‬أوقية )‬
‫يومياً يعطي أثراً أكثر دراماتيكية في مرضى السكري من النوع األول ‪.‬‬
‫وأظهرت دراسة أخرى أن العالج بالحلبة قد أنقص و «قلل» إفراز‬
‫«وطرح» سكر الدم عبر ومن خالل البول بنسبة ‪.54%‬‬

‫ضوابط االستعمال ‪:‬‬

‫يمكن استعمال بذور الحلبة مطحونة أو على شكل شاي عشبي أو‬
‫كبسوالت ولما كانت الحلبة يمكن أن تتداخل مع عملية امتصاص الحديد‬
‫فيجب على المصابين بفقر الدم « األنيميا تجنب استهالكها ‪.‬‬
‫كذلك فإن للحلبة تأثيراً في تغيير « توازن « هورمونات الدرقية‬
‫لذا ينبغي على من يأخذ هرموناً درقياً أن يتجنب « توظيف « الحلبة‬

‫‪154‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫عالجياً‪.‬‬
‫كذلك وجد أن خالصة الحلبة تنشط وتستحث االنقباضات الرحمية في‬
‫حيوانات التجارب ولذلك ينبغي على الحوامل عدم تجاوز تناولها بقدر‬
‫أكبر من المتعارف عليه كتابل أو بهار (فقط ‪ 15‬جراماً يومياً) كذلك‬
‫أظهرت دراسات معملية أن الحلبة مفيدة ونافعة على وجه الخصوص في‬
‫مساعدة مرضى السكري (النوع األول) في االستفادة من معدن الفاناديوم‬
‫‪ Vandium‬ذي التأثير الجيد على السكري ‪..‬‬
‫ولهذا فإذا كان الشخص يتناول عقاقير وأدوية إلنقاص سكر الدم فإن‬
‫الحلبة ستعزز من تأثير هذه األدوية إلى حد كبير ولذلك ينصح بأن يتم‬
‫ذلك تحت إشراف طبي هذا وفي دراسة استمرت عشرة أيام على مرضى‬
‫بالسكري من النوع األول وتعاطي كل منهم (‪ )100‬مائة جرام من بودرة‬
‫وبذور الحلبة « منزوعة الدهن «نصفها في وجبة الغذاء ونصفها اآلخر‬
‫مع وجبة العشاء وجد أن معدالت سكر دم (الصائم) قد انخفضت ‪ .‬كذلك‬
‫تحسنت وبشكل ملحوظ اختبارات تحمل سكر الدم « الجلوكوز « ‪.‬‬
‫وقد أفرز أو « طرح « أفراد التجربة جلوكوزاً أقل (وهذا مؤشر جيد)‬
‫كذلك انخفضت لديهم معدالت الكوليسترول وأيضاً معدالت دهون الدم‬
‫الثالثية ( الترايجليسيريدات ) ‪.‬‬

‫الصبار ‪: Aloe vera‬‬


‫ً‬
‫حامال الماء‬ ‫إن النسغ (وهو السائل الذي يجري في أوعية النبات‬
‫والغذاء) كان بشكله المجفف العالج التقليدي الشعبي للسكري في شبه‬
‫الجزيرة العربية وقد أوضحت دراسات علمية كثيرة فائدة الصبار في‬
‫هذا الشأن ومنها ما قام به الباحثون في شعبة الطب التكميلي في جامعة‬
‫‪ Exeter‬بانجلترا فقد فحصوا واستقرؤوا بيانات عشر تجارب سريرية‬
‫كانت قد أجريت ( باستخدام عشبة الصبار )‬

‫‪155‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وقد أظهرت الدراسات أن‬


‫إعطاء خالصة الصبار عن طريق‬
‫الفم هو عالج مساعد مفيد ونافع‬
‫في خفض سكر الدم لدى مرضى‬
‫السكري باإلضافة ألثر الصبار في‬
‫خفض معدالت دهون الدم ‪ .‬كذلك‬
‫أوضحت دراسة أخرى أن المرضى الجدد بالسكري (الذين اكتشف لديهم‬
‫المرض بشكل مستجد ولم يكن موجوداً من قبل بشكل مزمن) هؤالء إذا‬
‫أُعطوا عصير الصبار ‪: Aloe vera Juice .‬‬
‫فإن معدالت سكر الدم تنخفض لديهم وكذلك دهون الدم الثالثية وقد قام‬
‫باحثوا الدراسة األخيرة بإجراء التجارب على مرضى بالسكري كان لم يتم‬
‫قبال التحكم به رغم تعاطيهم الدواء الكيميائي المسمى ‪Glibenelamide‬‬ ‫ً‬
‫وفي هذه التجارب السريرية تم إعطاؤهم عصيراً يحتوي على ‪80%‬‬
‫صبار بمقدار يعادل ملعقة طعام كبيرة من هذا العصير مرة صباحاً ومرة‬
‫في المساء قبل النوم وذلك مصحوباً بقرصين « حبتين « ( ‪ 50‬مليجراماً‬
‫للواحد من نفس الدواء ‪ Glibenelamide‬وكانت النتيجة هذه المرة‬
‫انخفاض وتدني معدالت سكر الدم بدرجة كبيرة خالل أسبوعين فقط ‪.‬‬
‫أما دهون الدم الثالثية فقد انخفضت خالل أربعة أسابيع ‪.‬‬
‫كذلك وفي دراسة أخرى صغيرة أجريت سنة ‪1986‬م وأُعطي فيها‬
‫‪ 5‬مرضى بالسكري من النوع الثاني نصف معيار ملعقة صغيرة من‬
‫عصير الصبار يومياً لمدد تراوحت ما بين ‪ 14 4‬أسبوعاً وأسفرت‬
‫النتائج عن انخفاض معدالت سكر الصيام من متوسطات قراءة (‪)273‬‬
‫إلى (‪.)151‬‬
‫ولكن ثمة محاذير هامة‬
‫فقد تحتوي عصارة الصبار على بعض المواد التي قد تسبب تقلصات‬

‫‪156‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫معدية حادة لذا يجب أال تُعطى للحوامل أو األطفال كذلك فإنه بالرغم من‬
‫أن الصبار هو عالج شعبي لبعض المشاكل أو العلل الجلدية الصغيرة‬
‫إال أنه قد ُسجلت حاالت حدوث طفح جلدي لدى البعض مصحوباً‬
‫بإحساس بحرقان وذلك بسبب استخدام «عصير» بعض أنواع أو فصائل‬
‫الصبار‪.‬‬

‫عنب األحراج ‪: Bilberry :‬‬


‫استُخدمت هذه العشبة في عالج مرضى السكري وأظهرت نتائج‬
‫إيجابية في عالج التهابات وتضرر الشبكية بالعين لدى مريض السكري‬
‫كذلك في عالج مرض اضمحالل المقلة الشيخوخي ‪Macular‬‬
‫‪ Degeneration‬وعتامة العين أو ساد العين ( المياه البيضاء في العين‬
‫‪ ) Cataracts‬وهذه العشبة تحتوي على نوع من الفالفونيدات اسمه‬
‫‪ Anthocyanosides‬يعمل كمضاد أكسدة ويقوي الشعيرات الدموية‬
‫واألنسجة الضامة ويساعد في استعادة الدورة الدموية لشبكية العين ‪.‬‬
‫وينصح د‪ .‬مايكل موراي باختيار خالصة العشبة المحتوية على ‪25%‬‬
‫من هذه المادة ( االنثوسيانوسايدس ) ويعتبرها على حد تعبيره ‪ « :‬أحسن‬
‫اختيار لشبكية العين وساد العين « وهذه النسبة في الجرعة المعيارية‬
‫المقومة من ‪ 60‬إلى ‪ 80‬مليجراماً وتؤخذ ‪ 3‬مرات يومياً‬

‫البرسيم الحجازي ‪: Alfalfa‬‬


‫واسمه العلمي ‪ Medicago Sativa‬وهذا العشب قد علف به‬
‫العرب خيولهم ليزيد من قوة تحملها وقوتها في الحروب وقد أوصى‬
‫به المعالجون الهنود القدماء ( ممارسو الطب الهندي التقليدي المسمى‬
‫األيورفيدا ) لعالج مرض السكري وفقر الدم والتهاب المفاصل وعلل‬

‫‪157‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أخرى منها ضعف الهضم ‪.‬‬


‫إن هذه العشبة غنية المحتوى بالعناصر الغذائية مثل البروتينات ومادة‬
‫البيتاكاروتين ( وهي المادة الموجودة في الجزر والقرع وبعض النباتات‬
‫األخرى ) كذلك هي غنية بالكالسيوم الهام للعظام واألسنان وبالفيتامينات‬
‫‪ .‬فيتامين ‪ ، A‬والثيامين ‪ ( B1 ، B6 ، C ، E ، K‬وفيتامين ‪ K‬هذا‬
‫هو الالزم للتجلط والهام أيضاً للعظام « إنه يساعد في منع هشاشة العظام‬
‫«وقد اكتشفت فوائده في تحويل سكر الدم إلى «جاليكوجين « والذي يتم‬
‫تخزينه بالكبد) ‪.‬‬
‫كذلك تحتوي العشبة على مواد تعرف بالصابونينات ‪ Saponins‬وقد‬
‫أثبتت الدراسات والتجارب على الحيوانات أن هذه المواد تمنع امتصاص‬
‫الكوليسترول وكذلك تقي وتمنع من تكون ونشوء الصفيحات الدموية‬
‫الضارة ( البالكات ‪ )Plaques :‬وقد أجريت تجارب لهذه العشبة على‬
‫حيوانات التجارب المصابة بالسكري وأثبتت فوائدها في خفض سكر الدم‬
‫وأعراض العطش المتزايد ‪ ،‬كذلك دورها في حفز إطالق «إفراز «‬
‫األنسولين ‪.‬‬
‫هذا وتوصي موسوعة العالجات الطبيعية ‪The Encyclopedia‬‬
‫‪ of Natural Remedies‬نقول توصي بها (بالبرسيم الحجازي)‬
‫لعالج مرضى السكري على أن يؤخذ يومياً وللعلم فإن أوراق البرسيم‬
‫يتم سحنها على شكل بودرة أو أقراص الستعمالها كمكمل غذائي وكذلك‬
‫يمكن صنع شاي عشبي بوضع معيار معلقتين صغيرتين من العشبة في‬
‫كوب من الماء المغلي وتترك «منقوعة» لمدة ‪ 15‬دقيقة ويستحسن تناول‬
‫‪ 3‬أكواب يومياً ‪.‬‬
‫تحذيرات ‪:‬‬
‫يجب أال تؤكل مقادير كبيرة من بذور البرسيم حيث أنها تحتوي على‬
‫معدالت عالية من حمض أميني سام هو ‪( L Canavanine L‬والذي‬

‫‪158‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫يبدأ في « التالشي» و «الزوال» مع درجات نضج الزرع والنبات) أما‬


‫أثره في الجسم فيكمن أن يؤثر سلباً في وظائف الصفائح الدموية وخاليا‬
‫الدم البيضاء ‪.‬‬
‫هذا ويجب على النساء الحوامل استشارة الطبيب قبل استعمال (األلفأ لفا)‪.‬‬

‫الجنسنج ‪: Ginseng‬‬
‫هو نبات بري وزراعي معمر يشبه اللبالب ولكنه من فصيلة‬
‫(األراليات) ‪ Araliaceae‬ترجع شهرته في الصين واليابان آلالف‬
‫السنين ‪ ...‬ويجمع جذره خاصة من منشوريا وكوريا وسيبيريا كذلك من‬
‫أمريكا‪ ،‬وهو مغزلي الشكل ينقسم غالباً على غرار ساقي اإلنسان‪.‬‬
‫لقد أثبتت دراسات عديدة فائدته لمرضى السكري ‪.‬‬
‫ففي دراسة فنلندية أعطي ‪ 36‬فرداً ممن تم تشخيص اإلصابة بالسكري‬
‫حديثاً لديهم (النوع الثاني غير المعتمد على األنسولين) نقول أعطوا‬
‫خالصة الجيسنج (‪ 100‬أو ‪ 200‬مليجراماً) بينما أعطيت المجموعة‬
‫«الضابطة» لسير التجربة عقاراً وهمياً وكانت النتيجة أن الذين تناولوه‬
‫سجلوا تحسناً في الكفاءة النفسية والجسدية وانخفاضاً في معدالت سكر‬
‫الدم لديهم مقارنة بمجموعة «الدواء الوهمي» ‪.‬‬
‫هذا وقد شعر الذين تعاطوا (‪ 200‬مليجراماً) منه بفائدة وتحسن أكبر‬
‫من الذين تعاطوا جرعات أقل وفي دراسة كندية ثبت دور الجنسنج‬
‫«األمريكي» في إنقاص معدالت سكر الدم بما يقارب ‪ 20%‬عند مرضى‬
‫السكري (النوع الثاني) وذلك مقارنة « بمن تعاطوا (دواء وهمياً) ‪.‬‬
‫تقول الباحثة وخبيرة التغذية األمريكية العالمية فيليس بالتش ‪:‬‬
‫إن التجارب المعملية على مرضى السكري من النوع الثاني غالباً ما‬
‫أظهرت أنه بعد مرور أسبوعين من تناول شاي الجنسنج العشبي بأن‬
‫معدالت سكر الدم لديهم قد انخفضت ما بين ‪ 40‬مليجراما و ‪ 50‬مليجراما‬

‫‪159‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫للديسى لتر (‪ )mg-dl‬وتعلق بأن ‪:‬‬


‫« الجنسنج يمكن أن يقلل االحتياجات لألنسولين وأيضاً يمكن أن‬
‫يطيل إيجابياً من تأثير األنسولين المحقون ‪.Injected insulin‬‬
‫ُمكن المرضى الذين يأخذون ‪ 50 , 50‬أو ‪ 70‬إلى ‪ 30‬من وحدات‬ ‫إنه ي ّ‬
‫األنسولين أن يستعملوا جرعات أقل في الصباح بل ويجعل الجنسنج‬
‫(باإلمكان لمن يأخذون الجرعات الممتدة المفعول والمسماة(‪Human‬‬
‫‪ U) humulin zinc Insulin‬أن يأخذوا جرعات أقل في الليل ‪.‬‬
‫كذلك أظهرت دراسة نشرت في ‪ Diabetes Care‬أن الجينسنج قد‬
‫أنقص سكر الدم في اختبار الصوم ‪ .. Fasting blood sugar‬وأيضاً‬
‫خفض من معدالت الهيموجلوبين (الخاص بعملية ‪ Glycosylation‬في‬
‫مرضى السكري من النوع الثاني مقارنة بمن تعاطوا عقاراً وهمياً) ‪.‬‬

‫دور الجنسنج في عالج بعض المتاعب القلبية ‪:‬‬


‫لقد أظهرت التجارب أن الجنسنج له دوره اإليجابي في هذا الشأن فهو‬
‫يهدئ (يبطئ من معدل ضربات القلب المتسارع ) كذلك فإنه يقلل من‬
‫حاجة القلب إلى األوكسجين كذلك فإنه يزيد من فاعلية عقار عالج القلب‬
‫المسمى « ديجوكسين « ومن أسمائه التجارية النوكسين « والذي يؤخذ‬
‫عالجاً للفشل القلبي ‪.‬‬
‫كل هذا يفعله الجنسنج بدون أن يتسبب بأعراض جانبية إضافية كذلك‬
‫فإن الجنسنج يزيد من القوة التي تتمكن بها عضلة القلب من االنقباض‬
‫ويحمي القلب مما يسمى طبياً ‪ Myopathy‬وهو «ضعف أو هزال‬
‫عضلة القلب» كذلك فإنه يحمي النسيج العصبي من ضرر ما يسمى بـ‬
‫‪( Reperfusion‬إعادة التشبع أو النضح) والمقصود الضرر الذي ينشأ‬
‫عن رجوع الدورة الدموية للمنطقة أو الموضع بعد اإلصابة بالنوبة القلبية‬
‫أو السكتة الدماغية ‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫محاذير وضوابط ‪:‬‬


‫يعتبر الجنسنج عالجاً آمنا إال أن ثمة ردود أفعال قليلة نُقلت عنه‬
‫منها العصبية والتهيج والتأثر واألرق وهي عادة ما تزول بعد أيام قالئل‬
‫من استعماله أو من تقليل الجرعة كذلك فإنه يمكن أن يرفع ضغط الدم‬
‫إذا ما أخذ مع بعض العقاقير المضادة لالكتئاب مثل المسماة كابحات‬
‫‪ )MAO (Monoamine Oxidase inhibitors‬ومنها ‪ Nardil‬و‬
‫‪ Marplan‬و ‪ Parnate‬وكذلك للجينسنج تفاعالت مع عقار الديجيتالس‬
‫وعقار (‪ “ Coumadin) « Warfarin‬أما النساء الحوامل واألمهات‬
‫المرضعات فينبغي أن يجتنبن تعاطي الجنسنج ألن له تأثيراً مشابهاً‬
‫لهرمون االستروجين ‪.‬‬
‫وعموماً فإن أفضل النتائج لالستفادة من الجنسنج هي أخذه بجرعات‬
‫صغيرة ولكن بانتظام كذلك يجب عدم تناول الجنسنج بالنسبة للمصابين‬
‫بأمراض تجلط الدم أو الذين يأخذون العقاقير المضادة لها وذلك بسبب‬
‫خواصه كمانع للتجلط ‪.‬‬

‫الفالفونيدات ‪Flavonoids‬‬
‫هي مجموعة أو مجموعات من المواد الطبيعية – أو باألصح الصبغات‬
‫الملونة النباتية‪( -‬حوالي أربعة إلى ستة آالف مادة) التي تمنح اللّون‬
‫للكثير من األوراق والزهور وثمار النباتات ومن أبرز أنواعها ‪Rutin‬‬
‫و ‪ Quercetin‬و‪ Hesperiden‬و ‪..Proanthocyandins‬‬
‫وقد أطلق على الفالفونيدات اصطالح ‪Nature,s Biological‬‬
‫‪ Response Modifiers‬وذلك آلثارها اإليجابية المضادة لاللتهابات‬
‫‪ Anti-inflammatory‬وأيضاً المضادة للمواد المسببة و»المثيرة»‬
‫للحساسية وأيضاً ألثرها المضاد والمقاوم للبكتيريا وللفيروسات‪ ..‬وآثارها‬
‫للسرطان‪.‬‬
‫المضادة ّ‬

‫‪161‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وكذلك المضادة لألكسدة ‪( Antioxidants‬تأثيرها كمضادة لألكسدة‬


‫هو أكبر قوة وفعالية من العناصر الغذائية الشهيرة والمعروفة بكونها‬
‫مضادة لألكسدة مثل فيتامين ‪ C‬و ‪ E‬والبيتاكاروتين والسيلينيوم والزنك)‬
‫* الفالفونيدات أساسية المتصاص فيتامين سي‬
‫إن الفالفونيدات أساسية المتصاص فيتامين سي‪( -‬ولذا ينبغي مراعاة‬
‫وجود االثنين معاً)‪ -‬هذا ورغم أن البيوفالفونيدات ليست فيتامينات –‬
‫بالمعنى الحرفي للكلمة‪ّ -‬‬
‫إال أنه كان يُشار إليها باالسم الجامع ‪Vitamin P‬‬
‫الذي أعطي لها من قبل‪.‬‬
‫نعم إنها تعتبر عناصر غذائية شبه أساسية ‪Semi essential‬‬
‫‪ .nutrients‬وهي بالفعل أساسية لدعم الكوالجين (األنسجة الضامّة)‪.‬‬
‫هذا وللفالفونيدات تأثيرات عالجية جيدة جداً ضد أمراض القلب‬
‫والسرطان وقد أثبتت دراسات عديدة ّ‬
‫أن الذين يستهلكون المقادير األعلى‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫احتماال (للوفاة) الناجمة‬ ‫من الفالفونيدات «النباتية» هم أقل عرضة أو‬
‫عن أمراض القلب وكذلك هم أقل احتماال أو ُعرضة لنشوء أنواع عديدة‬
‫السرطان‪ ..‬وكذلك من األمراض المزمنة! ومن هذه األمراض التي‬ ‫من ّ‬
‫السكتة الدماغية‪،‬‬
‫أظهرت البحوث تأثيرات الفالفونيدات القوية إزاءها ّ‬
‫النوبات القلبية‪ ،‬سرطان «الرئة»‪ ،‬سرطان البروستات‪ ،‬الربو‪ ،‬سكري‬
‫الكبار ‪ Type 2 Diabetes‬هذا وللفالفونيدات تأثيرات جيدة مع‬
‫فيتامين سي‪ -‬لحماية وصيانة أنسجة األوعية الدموية وهي تحفز وتستحث‬
‫إيجابياً الدورة الدموية‪.‬‬
‫الساد «المياه‬
‫وتخفض من معدالت الكولسترول وتقي البصر والعين من ّ‬
‫والمسمى ‪ Cataracts‬كذلك إذا أُخذت بالمشاركة‬ ‫ّ‬ ‫البيضاء في العين» –‬
‫مع فيتامين سي فإنها تقلّل وتخفض من أعراض «مرض الهربس» في‬
‫(الفم)‪ ..‬والفالفونيدات أيضاً تستحدث وتنّبه إنتاج «الصفراء» ‪Bile‬‬
‫‪ Products‬من المرارة ‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أهم الفواكه التي تحتوي على الفالفونيدات‬


‫من أهم الفواكه التي تحتوي على الفالفونيدات الفواكه الحمضية‬
‫(مثل الجريب فروت ‪ -‬اليوسفي‪ -‬البرتقال‪ -‬الليمون) العنبيات ‪Berries‬‬
‫(مثل الكرز ‪ Cherries‬وعنب األحراج ‪ Bilberries‬والتوتيات‬
‫‪ Raspberries‬والفراولة والعنب األحمر واألسود) والملفوف األحمر‬
‫والبصل األحمر والتفاح والكمثرى والخوخ و» البرقوق» والمشمس‬
‫والرمان‪.‬‬

‫القرفة ‪Cinnamon‬‬
‫* اجعل «القرفة» ‪ Cinnamon‬جزءاً أو نصيباً من نظامك‬
‫للسكر (الجلوكوز) وتزيد‬ ‫الغذائي فهي تستحدث اإلنزيمات «الحارقة» ّ‬
‫من «فعالية» األنسولين وهذا كالم د‪ .‬ريتشارد أندرسون ‪Richard‬‬
‫‪ Anderson‬الباحث الشهير والكيميائي البارز في معامل ومركز بحوث‬
‫وزارة الزراعة «األمريكية» في ‪.Maryland‬‬
‫إن تناول ما بين ربع – إلى ملعقة صغيرة من القرفة يومياً يساعد في‬ ‫ّ‬
‫التحكم بُمع ّدالت سكر ال ّدم (وجد د‪ .‬ريتشارد أندرسون وزمالؤه ّ‬
‫أن القرفة‬
‫تجعل خاليا الجسم الدهنية أكثر استجابة لألنسولين وبالتالي تساعد في‬
‫التحكم بمعدالت سكر الدم)‪..‬‬
‫هذا ويمكنك استعمال القرفة إما على شكل شاي عشبي أو بإضافتها‬
‫لوجبة الشوفان أو «برشها» على علبة الزبادي منزوع أو قليل الدسم أو‬
‫على الجبنة القريش ‪ Cottage cheese‬أو بتقطيع «تفاحة» شرائح‬
‫و»رش» القليل من مسحوق القرفة عليها‪ -‬أو بتضمين القرفة مع بيوريه‬
‫الفواكه‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫البقول‬
‫* أهمية التركيز على تناول البقول وخاصة القرنيات ‪Legumes‬‬
‫(الحمص – الترمس – الفاصولياء – اللوبيا‪ -‬البازالء – العدس الخ)‬
‫والسبب كونها يتم هضمها وامتصاصها ببطء‪ ..‬وقد أظهرت الدراسات‬ ‫ّ‬
‫السكر‬
‫حسن بالفعل‪ -‬من معدالت ّ‬ ‫أن الحمية الغذائية المرتكزة عليها تُ ّ‬
‫السكري بشكل يساعد بتخفيض‬ ‫(الجلوكوز) – واألنسولين – لدى مرضى ّ‬
‫أعراض المرض‪.‬‬

‫األسماك الدهنية‬
‫* اعمل على تناول األسماك الدهنية (مثل التونة والسردين والماكريل‬
‫والسالمون) واألفضل أن تكون طازجة ومن مصايد غير مُلوثة وذلك على‬
‫األقل مرتين أسبوعياً أو ثالث وذلك لمحتواها من زيوت ‪Omega3‬‬

‫المكسرات ‪Nuts‬‬
‫ّ‬
‫المكسرات ‪( – Nuts‬الجوز « عين الجمل»‪ ،‬اللوز‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫* ال تنس –‬
‫البندق‪ ،‬الفستق‪ ،‬الكاجو‪ ،‬الصنوبر‪ ،‬الفول السوداني الخ)‪.‬‬
‫لقد وجد الباحثون – الذين قاموا في إحدى الدراسات بمتابعة ‪ 84‬ألف‬
‫امرأة لمدة ‪( 16‬ستة عشر) عاماً‪ -‬نقول وجدوا أن النسوة الالتي يستهلكن‬
‫ما يعادل ربع كوب من المكسرات وذلك بمعدل ‪ 5‬مرات أسبوعياً – ُك ّن‬
‫بالسكري عن تلكم‬ ‫(أي النسوة) – ُه ّن‪ -‬األقل تعرضاً لخطر اإلصابة ّ‬
‫المكسرات أو يأكلن القليل الذي ال‬
‫ّ‬ ‫النسوة الالتي – نادراً – ما يستهلكن‬
‫أن نفس «الميزة» تنطبق – أيضاً‪ -‬على‬ ‫يُذكر منها‪ ..‬هذا وقد ّ‬
‫أكد الباحثون ّ‬
‫الرجال!‬

‫‪164‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الخل أو عصير الليمون‬


‫أن «الحمض» في الخل أو عصير الليمون يمكن‬ ‫* اكتشف الباحثون ّ‬
‫السلبي لبعض األطعمة عالية أو مرتفعة مؤشر‬ ‫أن «يُجهض» التأثير ّ‬
‫سكر الدم ‪ً Glycemic index‬‬
‫مثال إضافة ملعقة كبيرة ِمن الخل إلى‬
‫سلطة البطاطس يؤدي – إيجابياً‪ -‬لتقليل «مؤشر» البطاطس ّ‬
‫«السكري»‬
‫المرتفع‪ ..‬وللعلم فإن كل أنواع الخل الطبيعي صالحة لذلك ‪ ..‬خل التفاح‬
‫‪ Apple Cidar Vinegar‬والخل البلسمي ‪. Balsamic‬‬

‫البروتين‬
‫أن «قراءات» معدالت سكر «الصيام» ‪Fasting‬‬ ‫* إذا اكتشفت ّ‬
‫شكال مرتفعاً‬
‫ً‬ ‫‪( blood glucose‬وهي عادة تكون األقل) قد أخذت‬
‫مستمراً حتى عن تلك القراءات المأخوذة لسكر الدم عقب الوجبات فاعمل‬
‫على التقليل ِمن مقادير البروتين في غذائك‪.‬‬

‫حولة جزئياً‬
‫الزيوت و «أنواع السمن» المهدرجة وال ُم ّ‬
‫* تجنّب قدر اإلمكان الزيوت و «أنواع السمن» المهدرجة والمُحوّلة‬
‫ْ‬
‫«المقليات»‬ ‫جزئياً ‪( Trance- fat‬وهي موجودة في الشيبس وأنواع‬
‫والفطائر والبسكويت والدونات والوجبات السريعة وآالف المنتجات)‬
‫– إنها ترفع معدالت الكوليسترول «الضار» ‪ LDL‬وتهبط – وتقلل‬
‫– بمعدالت الكوليسترول المفيد والصحي ‪ HDL‬وتؤدي كثرة استهالك‬
‫األطعمة الغنية بها إلى انسداد الشرايين وتفشي ال ِعلَل واألمراض الوعائية‬
‫الدموية‪.‬‬
‫مرضى السكري من النوع األول ينبغي عليهم‪ -‬واألفضل لهم تناول‬
‫واستهالك الزيوت األحادية غير المشبعة ‪Monounsaturated oils‬‬
‫وذلك بسخاء مثل زيت الزيتون المعصور على البارد ‪Cold pressed‬‬

‫‪165‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫والزيت المستخرج من نوع المكسرات المسماة ‪Macademia nut‬‬


‫‪( oil‬وهي ثمار لوزية والزيت المستخرج منها صحي جداً وشديد‬
‫التحمل والثبات للحرارة والتسخين وهو في الحقيقة له ثبات وتحمل‬
‫‪ Stability‬ضعف ثبات زيت الزيتون وأربعة أضعاف (مرات) زيت‬
‫الكانوال ( ‪ “ : Canola oil‬المستخرج من نوع بذور اللفت» ) وزيت‬
‫‪ Macademia‬هذا غني جداً جداً بمضادات األكسدة الطبيعية‪ :‬إنه‬
‫يحتوي على ما يعادل (‪ )4.5‬مرات القدر منها في زيت الزيتون بل وفي‬
‫فيتامين ‪.E‬‬

‫السكريات المكررة والمصفاة‬


‫* تجنّب كل السكريات المكررة والمصفاة أو قلّل منها ألقصى حد بما‬
‫فيها سكر المائدة األبيض الفركتوز وأنواع العسل «المغشوش» (األطعمة‬
‫السكرية البسيطة تؤدي لتأرجحات غير سوية في سكر الدم وتشجع على‬
‫اكتساب الوزن الزائد) وأيضاً تجنب الكربوهيدرات المنخولة والمنقاة‬
‫والمصفاة مثل الدقيق األبيض واألرز األبيض (والمنتجات الغذائية‬
‫المصنوعة منها) وتجنّب األطعمة عالية المحتوى بالدهون ّ‬
‫المشبعة (اللحوم‬
‫ومنتجات األلبان) (وطبعاً يمكن تناول الزبادي منزوع الدسم والجبنة‬
‫القريش والكبدة والقليل مرتين فقط شهرياً من اللحوم الحمراء)‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المعادن ودورها في مرض السكري‬


‫‪Minerals‬‬

‫ثالثة كيلوجرامات كاملة من المعادن واألمالح المعدنية المختلفة توجد‬


‫بالجسم معظمها في العظام واألسنان وهي ضرورية للتفاعالت البيوكيميائية‬
‫التي تحدث أثناء عمليات األيض ( تمثل واستقالب الغذاء داخل الجسم)‬
‫وهناك عدد منها له دوره الهام والرئيسي في التحكم في بعض األوجه‬
‫والنواحي والمشاكل المتعلقة بمرض السكري مثل عملية تحمل الجلوكوز‬
‫‪ ، Glucose Tolerance‬والحاالت الخطيرة المرتبطة بالمرض مثل‬
‫زيادة دهون الدم ومرض القلب الشرياني التاجي ومن هذه المعادن ‪:‬‬

‫الكروميوم ‪Chromium‬‬
‫معدن يساعد في توازن األنسولين وسكر الدم وهو ( ومع األنسولين‬
‫وأحماض أمينية معينة ) يقوم الكروميوم بتكوين مركب عضوي يعرف‬
‫بعامل تحمل الجلوكوز‪ Glucose Tolerance Factor‬والذي‬
‫يتفاعل مع األنسولين ليساعد في نقل سكر الدم ( الجلوكوز ) من مجرى‬
‫الدم إلى داخل الخاليا ‪.‬‬
‫إن للكروميوم دور هام في تنظيم معدالت سكر الدم في مرضى سكري‬
‫الكبار المسمى النوع الثاني ومما يلفت االنتباه أن معدالت الكروميوم‬
‫تتناقص وبشكل متسارع عقب الميالد وخصوصاً بعد سن العاشرة كما‬
‫تتسارع في االنخفاض كلما تقدم اإلنسان في العمر ‪.‬‬
‫هذا وقد وجدت معدالت كروميوم منخفضة عند مرضى السكري‬
‫وإن هذا قد ارتبط خصيصاً بافتقار في تحمل الجلوكوز وكذلك بحدوث‬
‫المرض لذلك كانت مستويات هذا المعدن في خاليا الدم البيضاء عند‬
‫‪167‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المرضى أقل منها بكثير عن تلك الموجودة في بالزما الدم ‪.‬‬


‫وفي إحدى الدراسات وجد أن مرضى السكري من النوع الثاني‬
‫(سكري الكبار ) يفقدون مقادير من الكروميوم وعبر الكليتين في البول‬
‫ضعف مقدار ما يفقده األصحاء ‪.‬‬
‫إن عامل تحمل السكر ‪ GTF‬ال يساعد فقط في قدر الجلوكوز الواصل‬
‫للخاليا والخاص بامتصاص وتمثل سكر الدم بواسطة الخاليا بل وأيضاً‬
‫يشجع ويحفز عملية إنتاج الطاقة من سكر الدم خصوصاً في العضالت‬
‫كذلك يزيد من عملية تصنيع البروتين ويخفض وينقص معدالت دهون‬
‫وشحوم الدم بما فيها ذلك النوع من الكوليسترول المعروف بالكولسترول‬
‫الضار والذي يرمز له بــ ‪LDL (or Lipids Low Density‬‬
‫‪ )Lipoproteins‬كذلك فإن الكروميوم قد يكبح نوبات اإلحساس‬
‫بالجوع وذلك بتأثيره المباشر على الجزء في المخ الخاص باإلحساس‬
‫بالشبع بل وأكثر من ذلك فإن الكروميوم له دوره النافع كمضاد لألكسدة‬
‫‪ Antioxidant‬في مرضى سكري الكبار ‪.‬‬
‫وقد أصبح من المتعارف عليه اآلن أن نقص الكروميوم في الغذاء يشكل‬
‫عامل خطورة عند البعض لإلصابة بمرض السكري من النوع الثاني وقد‬
‫جاء الدليل على ذلك سنة ‪1977‬م ( حيث أن مريضة كانت تعالج بنظام‬
‫التغذية عبر الوريد وقد وُجد لديها حالة سكري متفاقمة وكذلك اعتالل‬
‫األعصاب المصاحب للمرض هذا وقد شفيت عندما أضيف الكروميوم‬
‫لنظام تغذيتها الوريدي ‪ .‬كذلك فإنه من المعلوم اآلن أن الكروميوم له تأثير‬
‫مفيد على التفاعالت بين الجلوكوز وبين األنسولين وأيضاً الجلوكاجون‬
‫‪( Glucagon‬الجلوكاجون ‪ :‬هورمون يزيد من معدالت الجلوكوز )‬
‫وتأثير الكروميوم هذا يؤدي إلى تحسن في عملية تحمل الجلوكوز ‪.‬‬
‫إن الكروميوم أيضاً يؤدي دوراً على مواضع مستقبالت معينة في‬
‫الخاليا (وهي تلك التي يالزمها األنسولين أو يرتبط بها قبل اصطحابه‬

‫‪168‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ومرافقته الجلوكوز وتسليمه لها) ودور الكروميوم هنا هام جداً في أنه‬
‫يزيد من حساسية الخاليا مستقبالت األنسولين في الجسم ‪.‬‬
‫أما مرضى سكري اليافعين أو الصغار فربما استفادوا أيضاً من‬
‫الكروميوم إذا ما كانوا يعانون من وجود مقاومة بعض الشيء لألنسولين‬
‫رغم حقنهم به هذا و التنسى ما ذكرناه من قبل من فائدة وجود النياسين‬
‫‪ B3‬في تكوين عنصر تحمل الجلوكوز ‪.‬‬

‫دور الكروميوم في خفض وإنقاص معدالت دهون الدم‪:‬‬


‫وُجد أن معدالت الكروميوم في مرضى القلب اإلكليلي (التاجي) هي‬
‫أقل عنها في األصحاء ولذا فإن نقص الكروميوم قد يشكل عامل خطورة‬
‫مستقل في األمراض القلبية الوعائية الدموية ولذا فإن مكمالت الكروميوم‬
‫ربما ساعدت على تقليل هذا الخطر في مرضى القلب وذلك بخفض‬
‫وإنقاص معدالت دهون الدم الثالثية (التراي جليسريدات) الضارة وفي‬
‫نفس التوقيت برفع معدالت الكوليسترول النافع والصحي‪.‬‬

‫دور الكروميوم في إنقاص الوزن ‪:‬‬


‫كما سبق وذكرنا أن الكروميوم يؤثر في الشهية وفي إخماد لذعة نوبات‬
‫الجوع وكذلك عملية أيض الدهون وتمثلها وفي دراسة تمت على البعض‬
‫وجد في نهايتها أن هؤالء الذين «أخذوا»الكروميوم قد نقص وزنهم بقدر‬
‫معقول ‪ 1.26%‬كيلوجراماً وأيضاً نقصت الشحوم لديهم مقارنة بـ أولئك‬
‫الذين تم إعطاؤهم عقاراً وهمياً (‪ )Placebo‬نقص الوزن لديهم بمعدل‬
‫‪ 0.4‬من الكيلوجرام ‪.‬‬

‫مصادر الكروميوم الغذائية‪:‬‬


‫صفار البيض ‪ ،‬اللحوم الحمراء ‪ ،‬الفواكه وعصير الفواكه ‪ ،‬الحبوب‬

‫‪169‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الكاملة (مثل غلة القمح بقشرتها) ‪ ،‬عسل النحل ‪ ،‬الخضروات (الطماطم‪،‬‬


‫الخس الروماني ‪ ،‬البصل) ‪ ،‬المكسرات ‪ ،‬وبعض ّ‬
‫المنكهات والبهارات‪،‬‬
‫مثل الفلفل األسود والزعتر وللعلم فإن معالجة وتصنيع األطعمة يجعلها‬
‫تفقد محتواها من المعدن بنسبة قد تصل إلى ‪( 80%‬معظم الحبوب‬
‫المنخولة والتي تم تبييضها تحتوي على النذر اليسير من الكروميوم) أما‬
‫أعظم مصادر الكروميوم فهي الخميرة المسماة ‪( Brewer s yeast‬‬
‫والسبب كون الكروميوم موجود بالفعل جاهزاً بها على شكل عامل تحمل‬
‫الجلوكوز ‪ )GTF‬وبالتالي فهي أكثر المصادر فاعلية بما ال يقل عن‬
‫عشرة أضعاف المأخوذ من المعدن من مصادر أخرى ‪.‬‬

‫ما هو المقدار الذي نحتاجه من الكروميوم ‪:‬‬


‫للعلم فكلما زاد مقدار الكربوهيدرات الذي نأكله كلما زادت الحاجة‬
‫طرداً إلى المزيد من الكروميوم هذا ومكمالت الكروميوم هي أحسن‬
‫امتصاصاً إذا رافقها فيتامين ‪ C‬بينما على العكس فإن وجود مكمالت‬
‫تحتوي على الكالسيوم يقلل من امتصاص الكروميوم ‪ .‬ومن المهم عدم‬
‫تعاطي جرعات زائدة من الكروميوم رغم األمان التام في استعماله ذلك‬
‫ألنه قد يتداخل مع امتصاص الزنك والحديد ‪.‬‬
‫هذا والجرعة الموصى بها هي ‪ 50‬إلى ‪ 200‬ميكروجراماً يومياً ‪.‬‬

‫السالمة واألمان ‪:‬‬


‫هذا وقد تم في إحدى الدراسات توظيف واستعمال الكروميوم حتى‬
‫‪ 1000‬ميكروجراماً على شكل كروميوم بيكولينت ‪Chromium‬‬
‫‪ Picolinate‬على ‪ 180‬مريضاً بسكري الكبار ‪Type 2 Diabetes‬‬
‫ولمدة ‪ 4‬شهور دون أية أعراض سمية في أي من المرضى ‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫الماغنسيوم ‪: Magnesium :‬‬


‫يتركز ‪ 70%‬من الموجود منه في الجسم في العظام واألسنان وهو أيضاً‬
‫هام لضمان حفظ وصيانة واستمرار عملية الثبات والترسيخ واالستقرار‬
‫لكهرباء الخاليا كذلك له دور حيوي في التحكم والسيطرة على عملية‬
‫دخول الكالسيوم إلى خاليا القلب بما يضمن ويكفل انتظام ضربات القلب‪.‬‬
‫إن المغنيسيوم أساسي أيضاً في أي تفاعل رئيسي أيضي استقالبي‬
‫وتركيب وتأليف وتصنيع البروتين والمواد الجينية وحتى إلنتاج الطاقة‬
‫من الجلوكوز ‪.‬‬
‫يعتبر الماغنسيوم واحداً من أكثر المعادن التي يشيع العجز والنقص‬
‫فيها عند مرضى سكري الكبار وفي دراسة سويسرية على مرضى‬
‫بسكري الكبار وجدت معدالت ماغنيسيوم منخفضة لديهم بما يساوي ‪3‬‬
‫مرات مقارنة بأصحاء غير مرضى بسكري الكبار ‪.‬‬
‫إن نقص الماغنسيوم ليس مرتبطاً فقط بالمقاومة لألنسولين وال بعدم‬
‫تحمل الجلوكوز وكذلك مرض القلب اإلكليلي التاجي وإنما أيضاً بزيادة‬
‫خطر اعتالل شبكية العين ‪ Retinopathy‬وكذلك باعتالل األعصاب‬
‫الطرفية لدى مرضى السكري ‪. Neuropathy‬‬

‫فائدته لمرضى السكري ‪:‬‬


‫إذا كنت زائد الوزن أو بديناً أو لديك علة أو مرض أيضي استقالبي‬
‫غذائي فثمة بحوث جديدة مشجعة تحمل أخباراً سارة بأن النظام الغذائي‬
‫الغني بالماغنيسيوم ربما يساعد بالفعل في الوقاية من ومنع ظهور وتطور‬
‫مرض سكري الكبار ومن هذه البحوث ما قام به الباحثون في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية من عملية رصد وتحليل البيانات الخاصة بالصحة‬
‫الغذائية والتي شملت بيانات خمسة وثمانين ألف وستين امرأة وأيضاً اثنين‬
‫ً‬
‫رجال ‪.‬‬ ‫وأربعين ألفا وثمانمائة واثنين وسبعين‬

‫‪171‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫من هؤالء الذين ليس لديهم إصابات سابقة بالسكري وتمت متابعتهم‬
‫من ‪ 12‬ـ ‪ 18‬سنة كاملة وقد ثبت أن هؤالء الذين يتناولون القدر األكبر‬
‫احتماال لإلصابة بالسكري وفي دراسة أخرى‬ ‫ً‬ ‫من المغنيسيوم هم األقل‬
‫على ما يقرب من األربعين ألف امرأة أظهرت النتائج أن من بين زائدات‬
‫الوزن فإن الالتي استهلكن المقادير األكبر من الماغنسيوم كن األقل خطراً‬
‫في ظهور وتطور المرض بنسبة ‪ 22%‬مقارنة بمن تناولن المقادير األقل‪.‬‬
‫إن مرضى السكري لديهم مستويات منخفضة من المغنيسيوم وهذا‬
‫المعدن األساسي يرتبط جوهرياً بعمل وتشغيل األنسولين وقد وجد في‬
‫الواقع أن من يتناولون مقادير كافية من المغنيسيوم عادة من المكمالت‬
‫ً‬
‫احتماال لظهور سكري الكبار لديهم ‪.‬‬ ‫هم األقل‬
‫إن معدالت تركيز المغنيسيوم في الجسم هي في العادة محكومة بشدة‬
‫بعوامل عديدة ومن بين هذه العوامل معدالت األنسولين والتي تؤثر في‬
‫المقدار الموجود من المغنيسيوم داخل كل خلية ‪.‬‬
‫وبدورها فإن معدالت المغنيسيوم داخل كل خلية توضح أو تظهر كيف‬
‫يتحكم ويسيطر األنسولين تماماً على مستويات الجلوكوز ‪.‬‬
‫كما أن االحتياجات ومتطلبات األنسولين عند مرضى سكري اليافعين‬
‫‪ Type 1 Diabetes‬والمعتمد على األنسولين تقل (أي هذه المتطلبات)‬
‫عند هؤالء الذين يتناولون مكمالت إضافية من هذا المعدن ‪.‬‬
‫وقد وجد أن المعدالت المنخفضة من المغنيسيوم لدى مرضى سكري‬
‫الكبار تزيد من حالة المقاومة لألنسولين سوءاً وكذلك من ضغط الدم‬
‫المرتفع عندهم‪.‬‬
‫واألهم من ذلك أن ثمة دالالت على أن انخفاض مستويات المغنيسيوم‬
‫داخل الخاليا يمكن أن يكون هو الحلقة المفقودة بين سكري الكبار وبين‬
‫ضغط الدم المرتفع ‪.‬‬
‫ومن النتائج التي تمخضت عنها الدراسات وجود معدالت منخفضة من‬

‫‪172‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المغنيسيوم ‪ 65.6%‬من الذين يعانون من علة األيض االستقالبي مقارنة‬


‫‪ 4.9%‬فقط عند الخالين من المرض ‪...‬‬
‫نعم فهؤالء ذوي المستويات المنخفضة من هذا المعدن الهام كانوا‬
‫األكثر عرضة لإلصابة بالمرض وبما يعادل ‪ 6.8%‬مرات وأيضاً األكثر‬
‫عرضة لإلصابة بمستويات شاذة من شحوم الدم وبما يقارب ‪ 2.8%‬مرات‬
‫وكانوا تقريباً عرضة لإلصابة بضغط الدم المرتفع بما يقرب من الضعف‪.‬‬
‫وفي دراسة هامة على عدد من مرضى سكري الكبار ذوي المناسيب‬
‫المنخفضة من المغنيسيوم أظهرت النتائج أن من تناولوا مكمالت‬
‫المغنيسيوم (‪ )2.6%‬غراماً على شكل كلوريدات المغنيسيوم ولمدة ‪16‬‬
‫أسبوعاً قد أظهروا تحسناً كبيراً ورائعاً في مستويات سكر الدم وأيضاً‬
‫في الحساسية لألنسولين (وهو مؤشر إيجابي) مقارنة بالذين تم إعطاؤهم‬
‫مكمال وهمياً ‪. Placebo‬‬
‫ً‬

‫دور الماغنسيوم اإليجابي في مقاومة مرض القلب اإلكليلي‬


‫«التاجي»‪:‬‬
‫لقد أجريت إحدى الدراسات على خمسة عشر ألف شخص وتبين‬
‫وبوضوح وجود مناسيب منخفضة عند مرضى القلب اإلكليلي ومرضى‬
‫ضغط الدم المرتفع ومرضى السكري ‪ .‬كذلك كانت ثمة مناسيب منخفضة‬
‫من الماغنسيوم عند ذوي المعدالت المرتفعة من سكر الدم واألنسولين‬
‫«في حالة الصوم» ‪.‬‬
‫أيضاً كانت ثمة رابطة بين المقادير المنخفضة من الماغنسيوم في‬
‫الغذاء وبين ظهور معدالت أنسولين عالية ومرتفعة وأيضاً المقادير‬
‫المنخفضة من الماغنسيوم وبين ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار‬
‫‪ LDL‬وفي النساء ترافقت معدالت الماغنسيوم مع ازدياد ثخانة جدران‬
‫الشريان السباتي (‪ )Carotid Artery‬والذي يزود الرأس بالدم ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫لقد بات من المعروف حقيقة أن نقص الماغنسيوم يتسبب بانقباض‬


‫تصاعدي في الشرايين التاجية مما ينجم عنه انخفاض مقادير األوكسجين‬
‫وكذلك انخفاض مقادير العناصر الغذائية الضرورية والالزمة والواصلة‬
‫لخاليا عضلة القلب ولهذا فإن تصحيح مستويات الماغنسيوم هو أمر‬
‫ضروري ذو تأثير مفيد ونافع للقلب وأيضاً للدورة الدموية ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالكولسترول فقد أظهرت إحدى الدراسات أهمية‬
‫التزود بالماغنسيوم على شكل مكمل غذائي وأنه يمكن أن يساعد في‬
‫عالج مناسيب الكوليسترول المرتفعة عند مرضى سكري الكبار وفي‬
‫هذه الدراسة تمخضت النتائج عن أن من تلقى وأخذ مكمل الماغنسيوم‬
‫لمدة شهر انخفضت لديهم وبدرجة كبيرة معدالت الكوليسترول الكلي‬
‫وكذلك الكوليسترول الضار ‪ LDL‬بينما تعززت وزادت لديهم مناسيب‬
‫الكوليسترول الصحي والمفيد المسمى ‪. HDL‬‬

‫دور الماغنسيوم المفيد في عالج قروح القدم عند مرضى السكري‪:‬‬


‫إن وجود معدالت منخفضة من الماغنسيوم في الجسم يزيد من‬
‫خطر اإلصابة باعتالل األعصاب الطرفية عند مرضى السكري‬
‫(‪ Neuropathy‬هو االصطالح االنجليزي لهذه الحالة ) كذلك يزيد من‬
‫معدالت التخثر والتجلط الشاذ في الدم وهما يشكالن عامل خطورة في‬
‫نشوء وتطور قروح قدم مريض السكري وقد تأكد ذلك من دراسة كان‬
‫من نتائجها أن مرضى السكري الذين لديهم تقرح في القدم هم في نفس‬
‫الوقت لديهم معدالت منخفضة من الماغنسيوم مقارنة بمرضى السكري‬
‫الذين ليس لديهم تقرحات باألقدام وأظهرت النتائج أن الذين لديهم أكثر‬
‫ً‬
‫واحتماال وبما يقارب‬ ‫معدالت الماغنسيوم انخفاضاً هم األكثر عرضة‬
‫من ‪ 3‬مرات ألن يكون لديهم قروح في األقدام عن أقرانهم الذين يملكون‬
‫معدالت الماغنسيوم األعلى ‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مصادر الماغنسيوم ‪:‬‬


‫أحسن مصادر الماغنسيوم ‪ :‬التوفو ‪( Tofu‬من منتجات فول الصويا)‬
‫القرنيات (الحمص الفاصوليا البازالء اللوبيا) البذور (مثل بذور القرع‬
‫وبذور دوار الشمس طبعاً غير المملحة والمحمصة تجارياً) المكسرات‬
‫( عين الجمل ‪ ,‬اللوز ‪ ,‬البندق ‪ ,‬الفستق ‪ ,‬الكاجو ‪ ,‬الصنوبر ) الحبوب‬
‫الكاملة ‪ ,‬الخضروات ذات األوراق داكنة الخضرة ‪ ,‬األطعمة البحرية‬
‫‪ ,‬اللحوم البيض ‪ ,‬منتجات األلبان ‪ ,‬التفاح والمشمش والموز العسل‬
‫األسود والخميرة المسماة ‪ Brewer s Yeast‬والتين والثوم وبذور‬
‫السمسم وفول الصويا والفلفل الحار والحلبة وبذور الشمر وقش الشوفان‬
‫والبقدونس والنعناع والمريمية ‪.‬‬
‫ولألسف فقد وجد أن ‪ 80%‬بالمائة من النسوة األمريكيات الالتي يلتزمن‬
‫بالنهج الغذائي الغربي لديهن معدالت أدنى وأقل من المقدار الموصى به ‪.‬‬
‫المقدار الذي نحتاجه من الماغنسيوم ‪:‬‬
‫إن الجرعات الموصى بها من الماغنسيوم هي ‪ 300‬مليجراماً للمرأة‬
‫و ‪ 350‬مليجراماً للرجل بينما الذين يمارسون نشاطاً رياضياً جسمانياً‬
‫ربما احتاجوا ألكثر من ذلك ( وذلك بسبب أن مقادير كبيرة يمكن أن‬
‫تفقد وتفرز خالل التعرق) وعموماً فإن «ضعف هذا المقدار» ليست‬
‫له آثار سلبية ضارة وأفضل أشكال مكمالت الماغنسيوم هي جلوكونات‬
‫الماغنسيوم ‪ Magnesiumgluconate‬وسترات الماغنسيوم‪citrate‬‬
‫‪ Magnesium‬و ‪. Magnesium aspartate‬‬
‫هذا ويوصي د‪ .‬مايكل موراي‪ Michael Murray‬بأهمية حصول‬
‫مريض السكري على ضعف المقدار الموصى به والسبب كما ذكر أن‬
‫مريض السكري يفقد مقادير متزايدة عبر الكلى كما يوصي بتناول ما ال‬
‫يقل عن ‪ 25‬مليجراماً من فيتامين ‪ B6‬وذلك ألن معدالت الماغنسيوم و‬

‫‪175‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪ B6‬في الخلية مرتبطان معاً بشكل معقد وبمعنى آخر فإنه يصعب وصول‬
‫الماغنسيوم إلى الخلية في غياب ‪. B6‬‬

‫المنجنيز ‪Manganese‬‬
‫وجد أن مرضى السكري لديهم فقط نصف مقادير المنجنيز مقارنة‬
‫باألصحاء والعجز في المنجنيز ناجم عن استهالك الكثير من األطعمة‬
‫المعدة تجارياً والمصفاة والمنخولة والمكررة وذلك ألن كل هذا ينتج عنه‬
‫إزالة واستبعاد القسم األكبر منه من األطعمة ‪.‬‬
‫يعمل هذا المعدن داخل الجسم في أنظمة أنزيمية كثيرة منها المرتبطة‬
‫بالتحكم والسيطرة على سكر الدم وبعملية األيض لتوليد الطاقة وكذلك‬
‫بأداء هرمون الدرقية وفي التجارب على حيوانات المختبرات وجد أن‬
‫نقص المنجنيز ينجم عنه ظهور مواليد تعاني من شذوذ في البنكرياس أو‬
‫من عدم وجود بنكرياس بالمرة وعلى هذا فإن وجوده بمقادير كافية مهم‬
‫جداً لترميم وتشغيل البنكرياس بشكل سليم ولعملية أيض واستقالب وتمثل‬
‫سكر الدم ‪.‬‬

‫أهم مصادر المنجنيز ‪:‬‬


‫اآلفوكادو‪ ,‬األعشاب البحرية ‪ ,‬الشاي ‪ ,‬الحبوب ‪ ,‬جنين القمح ‪ ,‬الخبز‬
‫المصنوع من دقيق القمح الكامل بقشرته ‪ ,‬الجينسنج الحلبة ‪ ,‬الشمر ‪ ,‬النعناع‬
‫‪ ,‬البقدونس ‪ ,‬بذور دوار الشمس ‪ ,‬الشعير ‪ ,‬المكسرات ‪ ,‬الخضروات ذات‬
‫األوراق الداكنة‬

‫المقدار الذي نحتاجه من المنجنيز ‪:‬‬


‫من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬مليجراماً يومياً هذا ومن المهم عند تناول مكمالت‬
‫المنجنيز أن تؤخذ بمعزل عن الكالسيوم حتى ال يتداخل كل منها بامتصاص‬

‫‪176‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫اآلخر كذلك فإن مضادات الحموضة ‪ Antacids‬ربما تكبح وتعوق من‬


‫امتصاص المنجنيز‬

‫الزنك ‪Zinc‬‬
‫إن مرضى السكري عندهم غالباً نقص في الزنك والسبب أنهم يفرزون‬
‫الكثير منه في البول خالل فترات ارتفاع سكر الدم ‪.‬‬
‫إن الزنك مرتبط فعلياً بكل مظاهر وأشكال استقالب األنسولين ‪:‬‬
‫تصنيعاً وإفرازاً وانتفاعاً واستفادة ‪.‬‬
‫كذلك فإنه يحمي من دمار وتلف خاليا بيتا (خاليا بالبنكرياس تفرز‬
‫األنسولين) وربما ساعد الزنك في زيادة تحمل الجلوكوز ومساعدة الجسم‬
‫في االنتفاع باألنسولين وخاصة أن (‪ )0.5‬من األنسولين المتبلر (أي‬
‫على شكل كريستاالت) مكون من الزنك وللعلم فإن تأثير الزنك هو ذو‬
‫وجهين بمعنى أن القليل جداً أو الكثير جداً منه يؤثر عكسياً وسلباً على‬
‫األنسولين وبعض الدراسات أظهرت أن نقص الزنك يرتبط سلباً بتزايد‬
‫مقاومة األنسجة لألنسولين كذلك باإلضافة إلفراز متناقص من األنسولين‬
‫وقد أظهرت دراسات إحصائية أن التجمعات السكانية التي تتسم أنظمتها‬
‫الغذائية بنقص الزنك تعاني من اختالل وظيفي يتعلق بوجود المقاومة‬
‫األنسولينية ‪ .‬هذا ومن أهم المشاكل الصحية التي تنشأ من نقص الزنك ‪:‬‬
‫بطء شفاء الجروح وقابلية كبيرة جداً للعدوى تناقص أداء حاستي الشم‬
‫والتذوق وعلل جلدية وقد أظهرت دراسة أجريت على كبار السن أن‬
‫تزويدهم بمكمالت الزنك ساعد في شفاء قروح القدم ‪.‬‬

‫أهم مصادر الزنك ‪:‬‬


‫يوجد في الحبوب الكاملة ‪ ,‬المكسرات ‪ ,‬القرنيات (الحمص‪ ،‬الفاصولياء‪،‬‬
‫البازالء‪ ،‬اللوبيا) البذور (مثل بذور القرع وبذور دوار الشمس طبعاً غير‬

‫‪177‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المملحة والمحمصة تجارياً) والخميرة المسماة ‪Brewer s Yeast‬‬


‫وأيضاً الفلفل الحريف الحار وبذور الشمر والبابونج والمريمية ‪.‬‬
‫هذا ومعدالت الزنك تتناقص مع اإلسهال ومع متاعب الكلى ومع‬
‫تشمع الكبد ومع استهالك األلياف الغذائية التي تتسبب بطرحه عبر القناة‬
‫المعوية (ثمة مركبات تسمى ‪ Phytates‬موجودة في الحبوب والقرنيات‬
‫تلتف وتتحد به مما يعوق من امتصاصه) ‪.‬‬
‫المقدار المطلوب من الزنك ‪:‬‬
‫الجرعة الموصى بها هي ‪ 15‬مليجراماً للرجل ‪ 12‬مليجراماً للمرأة‬
‫ويقترح الخبراء مضاعفة الجرعة ولكن دون مغاالة ( فالزنك بمقادير‬
‫كبيرة فوق ‪ 100‬مليجراماً يمكن أن يتسبب بكبح الجهاز المناعي كذلك‬
‫فإن الكثير منه يتداخل مع امتصاص الحديد والكالسيوم والماغنسيوم‬
‫والكروميوم كذلك يجب مراعاة وجود ما يعادل من ‪ 2‬ـ ‪ 3‬مليجراماً من‬
‫النحاس ‪ Copper‬ليتوازن مع مكمالت الزنك ‪.‬‬

‫السكري‬
‫األلياف ‪ :‬الحصان الرابح في عالج ّ‬

‫‪178‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أظهرت عشرات الدراسات فائدة األطعمة ذات معدالت األلياف الغذائية‬


‫السكري والسمنة ‪,‬السرطان‪,‬‬ ‫‪ Fibers‬العالية في منع والوقاية من ّ‬
‫واألمراض الوعائية الدموية إن مرض السكري قد ارتبط أو وجدت‬
‫رابطة بينه وبين القدر غير الكافي المتناول من األلياف‪.‬‬
‫ومن أحدث الدراسات الخاصة بأثر األلياف الغذائية اإليجابي بإنقاص‬
‫معدالت سكر الدم ما نشر في المطبوعة الطبية الشهيرة ‪New England‬‬
‫‪ Journal of Medicine‬وفيها تم تقسيم األفراد مرضى السكري‬
‫(الخاضعين للدراسة) إلى مجموعتين‪:‬‬
‫المجموعة «متناولي» القدر األكبر من األلياف واألخرى المجموعة‬
‫التي تتناول القدر األصغر واألقل من األلياف‪.‬‬
‫في الدراسة تم وبشكل دوري قياس ما يسمى سكر دم [الصيام]‪..‬‬
‫وقد وجد الباحثون أن معدالت سكر الدم قد انخفضت بالفعل بنسبة‬
‫السكري)‬‫‪( 10%‬وهي نسبة تماثل تأثير األدوية «المأخوذة بالفم «لعالج ّ‬
‫السكري ذوي استهالك القدر األكبر من األلياف مُقارنة‬ ‫وذلك لدى مرضى ّ‬
‫باآلخرين‪.‬‬
‫لقد كان الطبيب والباحث اإلنجليزي الدكتور دينيس بيركيت ‪Denis‬‬
‫‪ِ Burkitt‬من أوائل من كتبوا عن أهمية األلياف ومن أشهر كتبه‪:‬‬
‫(ال تنس األلياف في غذائك) ‪Don،t forget Fibers in Your‬‬
‫‪ Diet‬وفي كتاب آخر له اسمه ‪Western Diseases: Their‬‬
‫‪ Emergence and Prevention‬والذي ألّفه بالمشاركة مع زميله‬
‫‪ .. Hugh Trowell‬ونشر ألول مرة سنة ‪ 1981‬ضمّن فيه البحوث‬
‫والدراسات اإلحصائية الخاصة بهما والمتعلقة بتفشي األمراض الوبائية‬
‫«االنتشارية» وذكر فيه‪:‬‬
‫إن األطعمة التقليدية الكاملة غير المصفاة أو المنخولة المحتوية على‬

‫‪179‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫األلياف قد أكسبت و»منحت» الشعوب شبه البدائية معدالت حماية و‬


‫السكري والقلب والسـرطان‬ ‫«حصانة» عالية ِمن األمراض المزمنة مثل ّ‬
‫حتـى لتكاد تكـون شبـه معدومة أوغير مـوجودة فـي بعض الشعوب وأنه‬
‫عندما تم إدخال نظم إعداد «وتصفية» وتنقية هذه األطعمة ِمن األلياف‬
‫أوباألصـح بتبنـّي الـنظام الغذائي الغــربـي‪ Diet western‬حـدث‬
‫والسكري في هذه الشعوب وانتهى‬ ‫بالسمنة ّ‬
‫ارتفاع حـاد في عـدد المصابين ّ‬
‫والسـرطان والتهاب‬ ‫األمربتفشي األمراض المزمنة مثل أمراض القلب ّ‬
‫المفاصل بأشكاله ومنها التهاب المفاصـل العظمى ‪Osteoarthritis‬‬
‫والتهاب المفاصل الروماتويدي ‪ Rheumatoid arthritis‬والنقرس‬
‫‪.)Gout‬‬
‫األلياف هي األجزاء «غير المهضومة» ِمن النبات وهي تُمثّل ُج ُدر أو‬
‫«حوائط» الخلية النباتية‪ ،‬واأللياف الغذائية ‪ Dietary Fibers‬نوعان أو‬
‫شكالن‪ :‬األلياف غير الذائبة في الماء ‪ Insoluble Fibers‬وتساعد في‬
‫منع ومكافحة اإلمساك وفي منع ومكافحة التهاب القولون والبواسير‪.‬‬
‫(واأللياف غير الذائبة هذه) تشمل السيلليوز ‪ Cellulose‬واللجنين‬
‫‪“ Lignin‬الخشبين» وهما مادتان عضويتان تُ ّشكالن قوام النسيج الخشبي‬
‫في النبات‪ .‬هذا وتنتفخ و» تنتفش» األلياف غير الذائبة هذه في الماء‬
‫فتزيد ِمن حجم «ووزن» الغائط و ِمن عدد مرات التبرز وتكافح وتمنع‬
‫اإلمساك والتهابات القولون والبواسير – كما ذكرنا‪ -‬وذلك بتطريتها‬
‫للبراز و»تسريع» مروره وتقصير أمد مروره عبر األمعاء ورغم أن‬
‫إال أن بكتيريا القولون تقوم بتفكيكه «وتكسيره»‬‫السيلليوز «ال يهضم» ّ‬
‫و»تحليل» ‪ 80%-40‬منه أما اللجنين ‪“ Lignin‬الخشبين» والذي يُساهم‬
‫بخفض معدالت الكوليسترول فإنه ال يتفكك ويمر «بقوامه « بدون تغيير‪.‬‬
‫هذا «والنخالة» أو «الِ ّسن» والمشتقة من القشور الخارجية لحبوب‬
‫القمح وحبوب أخرى هي أكثر أنواع األلياف غير الذائبة شيوعاً وتحتوي‬

‫‪180‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫النخالة على السيلليوز ومواد أخرى وكلها تبطئ ِمن ارتفاع معدالت سكر‬
‫الدم «عقب تناول الطعام» وربما تساعد في الوقاية من ومنع تكوّن‬
‫األورام غير السرطانية ‪ Polyps‬في البطانة المخاطية في القولون كذلك‬
‫فإن األلياف غير الذائبة تُحسن من عملية الهضم ككل وذلك بدورها في‬
‫ُخلفات» واأللياف التي يحتوي عليها الخبز‬ ‫التخلّص ِمن الفضالت و»الم ّ‬
‫المصنوع من الحبوب الكاملة (أي التي لم يتم إزالة قشرتها و»نخلها»‬
‫وتبييضها») هي أيضاً تحمي من وتكافح مرض السكري وربما كان أحد‬
‫األسباب في ذلك هو غناها بالمغنسيوم (والذي يُحسن من حساسية خاليا‬
‫الجسم لألنسولين‪ :‬وذلك مؤشر حسن) ‪.‬‬
‫وسبب آخر‪:‬‬
‫أنها ال تُكسب زيادة في الوزن فالذين يأكلون مقادير كبيرة من الحبوب‬
‫الكاملة واألطعمة الغنية باأللياف عادة ما يكونون نحيفي األجسام مُقارنة‬
‫بالذين يغلّب على نظامهم الغذائي كثرة «التهام» األطعمة عالية المحتوى‬
‫ِمن الكربوهيدرات البسيطة «المصفاة الم ْن ُخولة والمقشورة»‪.‬‬

‫أما النوع اآلخر من األلياف فهي األلياف الذائبة في الماء ‪Water‬‬


‫‪–Soluble Fiber‬‬
‫وهي تمتزج و»تختلط» بالطعام والماء ّ‬
‫فتكون وتصنع ما يشبه «الهالم»‬
‫ُبطئ ِمن سرعة الهضم ولتجعل أيضاً سكر الدم يدخل مجري‬ ‫ال ّدبق الذي ي ّ‬
‫الدم بشكل تدريجي وباإلضافة ألثرها الجيّد في إنقاض مستويات سكر‬
‫الدم فإن األلياف «الذوابة» هذه تساعد في إنقاص معدالت الكوليسترول‬
‫ومعدالت دهون الدم الثالثية «التراي جليسيريدات» والمرتبطة بمرض‬
‫القلب (الشرياني التاجي) مما يساهم في خفض «وإنقاص» خطر اإلصابة‬
‫باألمراض الوعائية الدموية (والقلبية)‪..‬‬
‫إن األلياف الذائبة تبطئ من هضم النشويات ومن «عملية» استقالب»‬

‫‪181‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وامتصاص الجلوكوز «سكر الدم» وبالتالي تنقص وتقلل من مقدار‬


‫األنسولين المطلوب للتعامل مع سكر الدم عقب وبعد تناول الطعام كما أنها‬
‫بالش َبع و»االمتالء» مما يساعد في عدم اإلفراط‬‫تُولّد شعوراً وإحساساً َّ‬
‫في األكل ‪..‬‬
‫هذا وال يفوتنا التنويه بأن نوع األلياف الغذائية ذات األثر األعظم‬
‫والفائدة األكبر في التحكم بسكر الدم هي األلياف الذائبة في الماء ‪Water‬‬
‫‪ – Soluble Fibers‬ومن أمثلتها السيلليوز النصفي ‪hemicellulose‬‬
‫(كلمة ‪ hemi‬بادئة تعني نصف)‪ ،‬والهالم أو (الهالمات) النباتية‬
‫‪ ، mucilages‬والصموغ النباتية ‪ ،Gums‬والبكتين ‪ ،Pectin‬هذا‬
‫واألطعمة التي تحتوي هذه األشكال ِمن األلياف هي وبشكل نموذجي ذات‬
‫أمر حسن ألن «األلياف» الذوّابة في‬‫مؤشر سكر دم أكثر انخفاضاً‪ -‬وهذا ٌ‬
‫الماء قادرة على «إبطاء» عمليات الهضم واالمتصاص للكربوهيدرات‬
‫وبالتالي تمنع وتقي من االرتفاع السريع والمفاجئ في سكر الدم كذلك‬
‫هي أيضاً ذات ارتباط إيجابي بزيادة الحساسية اإليجابية للخاليا واألنسجة‬
‫و»االستجابة» «لتفعيل» األنسولين وتحسين القدر المتناول أوالمأخوذ‬
‫من سكر الدم بواسطة العضالت والكبد واألنسجة األخرى وبالتالي تقي‬
‫أيضاً من االرتفاع «المتواصل والمستمر وشبه الدائم» لسكر الدم‪.‬‬
‫إن هذه األلياف تؤخر عملية «التفريغ» المعدي أو «معدل اإليقاع»‬ ‫ّ‬
‫الذي يمر به الغذاء عبر وخالل المعدة وهذا يسمح بمعدل «امتصاص»‬
‫أبطأ لسكر الدم في مجرى الدم مما يُقلّل ويُنقص بشكل إيجابي من‬
‫التأرجحات العالية جداً والمنخفضة جداً في «معدالت» سكر الدم ‪..‬‬
‫حسن من الحساسية‪ -‬حساسية الخاليا مستقبالت األنسولين‪-‬‬ ‫كذلك فإنها تُ ّ‬
‫لألنسولين بشكل يكافح ما يسمى المقاومة األنسولينية أو المقاومة لألنسولين‬
‫وأيضاً بالشكل الذي «يساعد» األنسولين أن يؤدي عمله في مصاحبة‬
‫«ومرافقة» وتوصيل سكر الدم للخاليا‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وفي إحدى الدراسات التي أُجريت على مرضى بالسكر «من النوع‬
‫أن الذين حصلوا على ‪ 50‬جراماً من األلياف يومياً وذلك‬ ‫الثاني» وُجد ّ‬
‫لمدة ستة أسابيع قد انخفضت معدالت سكر الدم لديهم بنسبة ‪.10%‬‬
‫إن النظام الغذائي الغني المحتوى باأللياف هو عامل حماية وقائي‬
‫ودفاعي رائع جداً بإزاء وفي مواجهة نشوء وتطور المقاومة األنسولينية‬
‫السكرى‪ .‬وفي دراسة تمت عام ‪2000‬م وأجريت على ستة‬ ‫ومرض ّ‬
‫وثالثين ألف امرأة في والية (أيوا) ‪ Iowa‬بالواليات المتحدة وُجد أن‬
‫النسوة الالتي يستهلكن القدر األعلى ِمن األلياف ُه ّن األقل ُعرضة وبنسبة‬
‫‪ 22%‬لنشوء وظهور مرض السكري مقارنة بالالتي يستهلكن المقدار‬
‫األقل من األلياف‪ .‬هذا وقد أظهرت دراسة أخرى تمّت في بريطانيا قبلها‬
‫بسنة واحدة سنة ‪ 1999‬تأثيراً و»انطباعاً» أعظم من ذلك بكثير‪.‬‬
‫فقد أظهرت أن النساء والرجال الذين يستهلكون أو يركزون غالباً في‬
‫السلطة والخضروات الطازجة والنيّئة‬ ‫طعامهم طوال العام على تناول ّ‬
‫هم األقل عرضة وبنسبة ‪( 80%‬ثمانين بالمائة) لخطر اإلصابة بسكري‬
‫الكبار (النوع الثاني) عن أولئك «األقل» تناوال لهذه األطعمة الغنية‬
‫باأللياف‪.‬‬
‫ونوع األلياف هذا يوجد في أطعمة مثل الشوفان ‪ Oats‬ونخالة‬
‫الشوفان ‪ ( Oatbran‬ومن ماركاته الشهيرة ‪ )Quacker‬البقوليات‬
‫(مثل الحمص‪ ,‬الترمس‪ ,‬الفاصولياء‪ ,‬البسلة و اللوبيا ‪ ,‬العدس والشعير‬
‫والكثير من الخضروات والفواكه (وخاصة الحمضية)‪ ..‬والكمثرى‬
‫والتفاح و»بذور» الكتان ‪ , Flax Seeds‬ومنتجات الصويا (مثل التوفو‬
‫‪ )Tofu‬وكذلك قشور السيليوم ‪( Psyllium husks‬بذر قطونا‪ :‬حشيشة‬
‫البراغيث) وكلها مصادر تحتوي بوفرة على األلياف الذائبة‪..‬‬
‫هذا وتحتوي األغذية النباتية على كال النوعين من األلياف على أن‬
‫يوضع في االعتبار أن بعض المصادر أغنى وأكثر محتوى بنوع منها‬

‫‪183‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫عن اآلخر والعكس فعلى سبيل المثال فإن نخالة القمح ونخالة األرز‬
‫والذرة وقشور الفواكه والخضروات ‪ ,‬والمكسرات والبذور مثل بذور‬
‫القرع وبذور دوّار الشمس ‪ ,‬والكرفس كلها غنية باأللياف غير الذائبة‬
‫في الماء ‪.‬‬
‫وإذا أردنا اإلشارة ألغنى األطعمة بالنوعين معاً‪ :‬فذلك يشمل الشوفان‬
‫وبذور الكتان والفواكه والخضروات‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ممارسة النشاط البدني والتمارين والتدريب الحركي‬


‫السكري‬‫وكيفية اإلجهاز على ّ‬

‫بانتظام له فوائده الكثيرة‬


‫ٍ‬ ‫إن ممارسة التدريب والنشاط الحركي البدني‬
‫والعظيمة على المتدرب أو الشخص «النشيط» الذي ال يخلد دوماً للراحة‬
‫ويستمرئ القعود وعدم بذل أي مجهود جسماني (أو ما يُطلق عليه النمط‬
‫المعيشي المتسم بالركود الحركي ‪ )Sedentary life‬وقبل أن نستعرض‬
‫ونسترسل في شرح فوائد ذلك بالنسبة أو باألخص لمرضى السكري‪..‬‬
‫نجد أنه ِمن األفضل إيراد أهم فوائد و»منافع» النشاط التدريبي البدني‬
‫بوجه عام ولو على سبيل التذكير بها َع ّل ذلك يدفع بمن آثروا الخلود‬
‫عل ذلك يستحثهم «للنهوض»‬ ‫للكسل وعدم الحركة والخمول‪ ..‬نقول ّ‬
‫والحركة ومزاولة التّدرب واكتساب اللياقة البدنية‪.‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬الفوائد فيما يتعلق بالنظام أو الجهاز (العظمي ‪ ,‬العضلي)‪.‬‬
‫‪Musculoskeletal system‬‬
‫‪ 1-‬يزيد من القوة والكتلة العضلية‬
‫‪ 2-‬يزيد من مرونة العضالت ‪ Flexibility of muscles‬و ِمن‬
‫مدى ومجال ونطاق حركة المفاصل‪.‬‬
‫‪ 3-‬يؤدي لتكوين عظام أقوى وأوتار أقوى ‪stronger tendons‬‬
‫وأربطة ‪ Ligaments‬أقوى‪.‬‬
‫‪ 4-‬يُقلل من فرص خطر اإلصابة باألذى أو الضرر البدني ‪.injury‬‬
‫‪ 5-‬يعزز من الوضع والحالة الجسدية والتوازن أو االتزان الجسدي‬
‫‪ Poise‬وكذا البُنية الجسمانية ‪. physique‬‬
‫‪ 6-‬يقي ويكافح هشاشة العظام ‪.Osteoporosis‬‬
‫‪185‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫ثانياً‪ :‬فيما يتعلق بالقلب واألوعية الدموية ‪Heart and Blood‬‬


‫‪Vessels‬‬

‫ُبطئ ويخفض من سرعة القلب «االنبساطية الخاصة براحة أو‬ ‫‪ 1-‬ي ّ‬


‫«استراحة» القلب» ‪)Resting Heart Rate (RHR‬‬
‫‪ 2-‬يُقوي من األداء الوظيفي القلبي (عمل القلب) ‪Heart Function‬‬
‫‪ 3-‬إنقاص وخفض ضغط الدم‪.‬‬
‫‪ 4-‬يُحسن من تسلم – أو استالم – األوكسجين ‪Oxygen Delivery‬‬
‫في كل موضع‪ -‬أو مكان في الجسم‬
‫‪ 5-‬يزيد من مقدار وحجم الدم الواصل للعضالت‪.‬‬
‫ُوسع الشرايين التي تزود و»تمُد – القلب – بالدم‪.‬‬
‫‪ 6-‬ي ّ‬
‫‪ 7-‬يقلل وينقص من فرص خطر اإلصابة بمرض القلب (الشرياني‬
‫التاجي) ‪Coronary Heart Disease‬‬
‫‪ 8-‬يُساهم بخفض معدالت الكوليسترول ودهون الدم الثالثية (التراي‬
‫جليسيريدات)‬
‫‪ - 9‬يُعلي ويزيد ويرفع معدالت ما يُسمى بالكوليسترول المفيد‬
‫والصحي ‪.HDL‬‬
‫ّ‬

‫ثالثاً‪ :‬فيما يتعلّق بعمليات الجسم المتعاقبة ‪Bodily processes‬‬

‫ُحسن من األداء الوظيفي للجهاز المناعي‪.‬‬


‫‪ 1-‬ي ّ‬
‫‪« 2-‬يساعد» على الهضم‪ -‬وكذا عملية التخلص من الفضالت‪.‬‬
‫‪ 3-‬يزيد و»يرفع» معدالت الطاقة والتحمل ‪Endurance‬‬
‫‪“ 4-‬يعزز» ويزيد من الكتلة الجسمية الخالية من الشحوم ‪Lean‬‬

‫‪186‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪ body mass‬ويحرق الشحوم‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬فيما يتعلّق بالوظائف – والعمليات‪ -‬الذهنية والعقلية ‪Mental‬‬


‫‪Processes‬‬
‫«ويفرج» طبيعياً من المشاعر واألحاسيس المكبوتة‬ ‫ّ‬ ‫‪ 1-‬يُريح‪-‬‬
‫والمكظومة والحبيسة‪.‬‬
‫‪ 2-‬يساهم بخفض وإنقاص وتقليل الش ّد واإلجهاد العقلي ‪Tension‬‬
‫والقلق‪.‬‬
‫ُحسن من احترام وتقدير الذات‪Self esteem .‬‬ ‫‪ 3-‬يُعلي وي ّ‬
‫وكذلك من االستشراف والت ّدبر واإلعمال الفكري والذهني‪Mental .‬‬
‫‪Outlook‬‬
‫‪“ 4-‬يساهم» بالتحرر و»التخفيف» و»الخالص» من االكتئاب‬
‫(متوسط الشدة) ‪.Moderate Depression‬‬
‫ُحسن ويُعلي من القدرة على معالجة والتعامل مع الضغوط‬ ‫‪ 5-‬ي ّ‬
‫والتوترات والكرب النفسي‬
‫‪ 6-‬يستحث و»يحفز» األداء الذهني «بشكله القابل للتحسن»‪.‬‬
‫ثم ال ننسى التذكير بدوره في تحسين األداء الجنسي لكال الجنسين‬
‫(الرجال والنساء) ‪..‬‬
‫واآلن هلم معاً نستعرض فوائد النشاط التدريبي البدني لمرضى‬
‫السكري على وجه الخصوص‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أثره الفعال في زيادة وفعالية استجابة و» حساسية» الخاليا‬ ‫ً‬
‫لألنسولين‪:‬‬
‫ففي ‪ 90%‬من مرضى السكري (من النوع الثاني) ‪ ..‬تظل هذه الميزة‬
‫وتبقى بالنسبة لهم أكبر الفوائد المكتسبة من مزاولة أو ممارسة النشاط‬
‫الحركي التدريبي البدني ونعني بها الزيادة اإليجابية شبه الدائمة وعلى‬

‫‪187‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المدى الطويل في «تفعيل» حساسية واستجابة الخاليا لألنسولين أو ما‬


‫يُسمى ‪ Insulin Sensitivity‬هذا ويبدو أن النشاط التدريبي يؤدي ذلك‬
‫بما ينجم عنه من إنقاص الوزن «والذي هو بدوره يؤدي حتى بذاته أي‬
‫كعامل مستقل بمفرده إلى خفض معدالت سكر الدم (المرتفعة) وسنتحدث‬
‫ً‬
‫تفصيال عن دور النشاط التدريبي في إنقاص الوزن‪..‬‬
‫ومن «الميكانيزمات» األخرى في ذلك دوره في «تطهير األوعية‬
‫الدموية ومجرى الدم من العناصر أو الشقوق الحرة « الذرات السائبة‬
‫‪ “ Free radicals‬وتأثيراتها المؤكسدة الضارة ‪.‬‬
‫كذلك فإنه يزيد من «حجم» الكتلة العضلية وبالطبع فكلما زادت النسبة‬
‫لصالح العضلية في الجسم إزاء «الدهنية» وخاصة في محيط الوسط أو‬
‫ُحسن إيجابياً من االستجابة والحساسية «الفعالة»‬‫«الخصر» فإن ذلك ي ّ‬
‫من ِقبل الخاليا لألنسولين وفي دراسة تمت عام ‪ 2000‬بواسطة فريق‬
‫الباحثين في كلية طب جامعة‬
‫‪ Case Western Reserve University‬ونشرت في ‪The‬‬
‫‪ Journal of Applied Physiology‬وفيها درس الباحثون تأثيرات‬
‫مزاولة النشاط التدريبي البدني بانتظام أو على المدى الطويل وذلك فيما‬
‫يتعلّق بمدى «حساسية» – واستجابة الخاليا لألنسولين ‪..‬‬
‫وتم تقسيم «الخاضعين للدراسة» إلى مجموعتين‪« :‬الذين يمارسون‬
‫«كون»‬ ‫التدرب البدني» والمجموعة التي ال تزاول نشاطاً بدنياً ورغم َ‬‫ّ‬
‫معدالت تركيز األنسولين كانت مماثلة ّ‬
‫إال أن األنسولين كان أكثر فعالية‬
‫وبنسبة زيادة ‪ 30%‬في «تحريك ودفع» الجلوكوز»سكر الدم» لداخل‬
‫الخاليا‪ ..‬وذلك عند الفريق «النشط جسمانياً» وبمعنى آخر كانت خاليا‬
‫أجسامهم أكثر استجابة وأقل مقاومة لفعل وأداء األنسولين‪.‬‬
‫فائدة النشاط التدريبي البدني للمرضى بأمراض قلبية متعاظمة ّ‬
‫الشدة‪:‬‬
‫إن المرضى بعلل قلبية‪ -‬حتى المتسمة ّ‬
‫بالشدة يمكن أن يستفيدوا بأداء‬

‫‪188‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫نوع من التدريب المتوسط المنتظم والُمعدل طبقاً الحتياجاتهم الخاصة‬


‫وذلك تحت المالحظة واإلشراف الطبي بواسطة الطبيب المختص‪ ..‬ولقد‬
‫وصل األمر بالدكتور جوليان وايتيكر إلى أن يقول «بالحرف»‪:‬‬
‫إن معظم األطباء يرتكبون خطأ فادحاً عندما «يقررون» أن حالة‬
‫المريض ال تسمح بمزاولة برنامج‬
‫تدريبي وحركي متوسط الجهد ‪ ..‬ويعلّق على ذلك بأن هذا هو ما‬
‫السكري‪ ..‬ويفنّد هذه «المقولة» المتعجلة فيذكر‬
‫يتم حقيقة مع مرضى ّ‬
‫أن الباحثين بمستشفى جامعة جرينوبل ‪ Grenoble‬في فرنسا قد قاموا‬ ‫ّ‬
‫السكري من النوع‬‫«بتعقب» ومتابعة «حاالت» ‪ 158‬فرداً من مرضى ّ‬
‫الثاني والذين لديهم مضاعفات «قيّدت» وح ّدت من قدرتهم على ممارسة‬
‫النشاط التدريبي البدني‪ :‬بعضهم لديه أمراض قلبية والبعض يعاني من‬
‫اعتالل األعصاب الطرفية «المحيطية» ‪،Peripheral neuropathy‬‬
‫وبعضهم يعاني من مشاكل رئوية ‪ Pulmonany disease‬وبعضهم‬
‫من اإلنهاك والتعب المزمن‪ ..‬وقد اكتشف الباحثون الفرنسيون‪ -‬وبعد ست‬
‫سنوات من المتابعة‬
‫أن الذين ال يمارسون نشاطاً بدنياً أو ال يتدربون إطالقاً كانوا هم األكثر‬
‫ً‬
‫واحتماال وقابلية للموت بسبب النوبات القلبية عن أقرانهم الذين‬ ‫تعرضاً‬
‫«يتدربون»‬
‫وقد ذكر د‪ .‬وايتيكر أن د‪ Lyle Peterson .‬مدير مركز إعادة‬
‫الشامل في هيوستون ‪Comprehensive Rehabilitation‬‬ ‫التأهيل ّ‬
‫‪Center in Houston‬‬
‫في كتابه «إعادة التأهيل للجهاز القلبي الوعائي‪ :‬مداخلة شاملة»‪:‬‬
‫‪Cardiovasenlar Rehabilitation : Acomprehensive‬‬
‫‪. Approach‬‬
‫قد ذكر نتائج رائعة والفتة للنظر فيما يتعلّق بأثر ممارسة برنامج‬

‫‪189‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫تدريبي متوسط على مرضى «بالقلب بحاالت بالغة الشدة» وكان قد‬
‫تم إحالة ‪« 12‬اثني عشر» مريضاً بالقلب للمركز بحاالت قلبية سيئة‬
‫وذلك بقصد قيام المركز بتقييم حاالتهم وبحث إمكانية إعادة تأهيلهم بعمل‬
‫برنامج تدريبي متوسط بهدف تقويتهم استعداداً للعمليات الجراحية التي‬
‫ستجرى لهم من ِق َبل أطبائهم الذين ولشدة الحالة المرضية كانوا قد‬
‫أدرجوا أسماءهم بالقوائم «المنتظرة» والخاصة بعمليات زرع القلب‪.‬‬
‫هذا وقد قام المركز بما هو مطلوب‪ ..‬وتمخضت النتائج التي أثارت‬
‫تحسن‬
‫حتى تعجب و»ذهول» ودهشة د‪ .‬بيترسون نفسه وزمالئه عن ّ‬
‫حالة ستة من المرضى للدرجة التي تم معها «استبعاد» أسمائهم من قائمة‬
‫عمليات زرع القلب وتمت بالفعل إعادتهم لمنازلهم ويعلّق د‪ .‬وايتيكر‬
‫على ذلك بقوله‪:‬‬
‫لقد أظهرت هذه النتائج مدى قوة وأثر مزاولة التدريب في إعادة‬
‫تأهيل المرضى ذوي القلوب الضعيفة أو المعتلة الذين ال يسمح أطباؤهم‬
‫لهم بمزاولة التدريب «لشدة الحالة»‪.‬‬
‫* دور النشاط البدني وكونه أساسياً في إنقاص الوزن‪:‬‬
‫كما هو معروف دور الوزن الزائد كعامل خطر في اإلصابة بسكري‬
‫أن إنقاص الوزن وحده وفي‬ ‫الكبار (النوع الثاني) فإن الخبراء يؤكدون ّ‬
‫أن يساهم بالشفاء من المرض وهنا يبرز دور‬ ‫كثير من الحاالت يمكن ْ‬
‫النشاط التدريبي البدني المنتظم في «النجاح» بإنقاص الوزن وأيضاً الحفاظ‬
‫على بقائه واستمراره كذلك – أي بعد «إنجاز» ذلك‪ّ .‬‬
‫إن النشاط التدريبي‬
‫هو بال شك أعظم و»أقوى» الوسائل على اإلطالق إلنقاص الوزن (إنه‬
‫أفضل من أنواع الحمية التي تأخذ شكل المودة و»الزي» ‪ ..‬ثم تنجلي عن‬
‫عدم صالحيتها‪ ..‬كذلك هو أفضل من العقاقير واألقراص والمساحيق التي‬
‫وبدال من أن «يخسر» الفرد وزنه‬ ‫ً‬ ‫«يطنطنون» بمفعولها «السحري»‬
‫يخسر بالفعل نقوده) ‪..‬‬

‫‪190‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫إن مزاولة النشاط التدريبي تؤدي بالفعل لحرق سعرات حرارية وكما‬
‫أن الشخص إذا استطاع أن «يحرق» سعرات حرارية أكثر‬ ‫هو معروف ّ‬
‫ينقص وزنه‪ ..‬وأكثر من ذلك‬‫مما يحصل عليه منها من الغذاء فإنه وفعلياً ُ‬
‫فإنك بمزاولة النشاط والتدريب البدني و»التمرينات» تبني وتزيد من كتلة‬
‫«النسيج» العضلي بالجسم وتنقص و»تقلّل» من رصيدك «الشحمي»‬
‫أمر معروف لذوي الشأن أعني الصلة والرابطة‬ ‫الضار وطبعاً – هو ٌ‬
‫المباشرة بين المقاومة األنسولينية وبين حجم و»مقدار» شحوم الجسم‪.‬‬
‫هذا وعليك أن تضع في االعتبار أنه كلما زادت النسبة بين الكتلة‬
‫العضلية الخالية من الشحوم وبين الشحوم وخاصة ذلك (اإلطار‬
‫الشحمي) على البطن كلما ازداد واكتسب الفرد حساسية واستجابة أفضل‬
‫لألنسولين‪.‬‬
‫و بمعنى آخر فإن زيادة الكتلة العضلية تؤدي لتحكم أفضل وضبط‬
‫وسيطرة أمثل على معدالت سكر الدم‪.‬‬
‫إن مزاولة النشاط البدني الحركي التدريبي هامة جداً إلنقاص الوزن‬ ‫ّ‬
‫وذلك لما يلي‪:‬‬
‫* إنه عندما يتم إنجاز إنقاص الوزن بالحمية الغذائية فقط بدون‬
‫تدريب ونشاط حركي بدني فإن النسبة األكبر من إجمالي الوزن «الذي‬
‫تمت خسارته» تأتي ولألسف من أنسجة الجسم غير الشحمية (وذلك)‬
‫باألساس على شكل نقص «مائي» (على شكل سوائل) بينما وعلى العكس‬
‫فإنه عندما يتم إدراج النشاط التدريبي البدني في برنامج إنقاص الوزن‬
‫فإن بُنية الجسم وتركيب الجسم يتحسن لألفضل وذلك باكتساب وزيادة‬ ‫ّ‬
‫الكتلة العضلية غير الشحمية في الوقت الذي يتم فيه إنقاص و»خسارة»‬
‫الكتلة الشحمية‪.‬‬
‫* التدريب يساعد بإطالة وزيادة معدل األيض األساسي ()‪B.M.R‬‬
‫ٌ‬
‫حسن وإيجابي‪ ..‬وذلك لمدة‬ ‫‪ Basal Metabolite rate‬وهذا مؤشر‬

‫‪191‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫مستمرة «االمتداد» حتى بعد وعقب االنتهاء من «دور» أو فترة أو‬


‫(مرة) التدريب الفعلية وبالتالي فإنه يتم حرق مزيد من السعرات الحرارية‬
‫ّ‬
‫خالل وحتى عدة ساعات بعد انتهاء التدريب‪.‬‬
‫* التدريب والنشاط البدني يساعد بإبطال ومقاومة االنخفاض في معدل‬
‫األيض األساسي والذي – أي هذا االنخفاض عادة ما يالزم و»يصاحب»‬
‫عملية إنقاص الوزن المعتمدة على نظام حمية غذائية تعتمد فقط على‬
‫الحد من استهالك السعرات الحرارية وحدها دون مزاولة نشاط تدريبي‬
‫بدني‪.‬‬
‫* النشاط التدريبي الشديد والمتوسط له تأثيره في كبح الشهية‪.‬‬
‫* النشاط التدريبي يُقلّل ويكافح القلق واالكتئاب وكالهما من العوامل‬
‫ُنفس» عن ذاته‬ ‫الرئيسية التي تجعل الشخص وربما بدون قصد «ي ّ‬
‫باالنغماس في األكل‪ ..‬وذلك «كمسلك تعويضي» للتفريج عن األحاسيس‬
‫الحبيسة والمكبوتة‪.‬‬
‫* األفراد الذين يتدربون خالل وبعد برنامج إنقاص الوزن هم أكثر‬
‫قدرة على «صيانة» وحفظ وبقاء ودوام (الوزن) ونجاحهم في استمراره‬
‫دون زيادة جديدة وذلك عن اآلخرين الذين ال يمارسون نشاطاً تدريبياً‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫هل تعلم ّ‬
‫أن ‪..‬؟!‬

‫السكري يؤثر على األداء الجنسي‬ ‫* ّ‬


‫للمريض فالتضرر و»التلف» الذي يصيب األعصاب واألوعية‬
‫الدموية والناجم عن تأثير التعرض المستمر و»المزمن» لمعدالت‬
‫سكر الدم المرتفعة يمكن أن يؤدي لفقدان «الحس الجلدي» في مريض‬
‫السكري وإلى ضعف أو إضعاف «الشهوة» أو «الغريزة» الجنسية‪ ..‬نعم‬ ‫ّ‬
‫إن مرض السكري يؤدي للعجز الجنسي في الرجال‪ ..‬بينما وفي النساء‬
‫أن يؤدي «لتحضير شحمي» سيء بالمهبل‬ ‫بالسكري يمكن ّ‬ ‫المريضات ّ‬
‫وإلى آالم أثناء األداء‪.‬‬
‫السكري تعطي نتائج مختلفة‬ ‫* بيانات و «قراءات» أجهزة قياس ّ‬
‫في المناطق العالية والمرتفعة وذلك بسبب أن أجهزة قياس سكر الدم‬
‫«تستعمل» وتعتمد على األوكسجين ‪ ..‬وكما هو معروف فإن األوكسجين‬
‫«يقل» و»يشح» في المناطق عالية االرتفاع ولهذا فعلَى مرضى السكري‬
‫الراغبين بتمضية اإلجازة في مناطق مرتفعة استشارة الطبيب‪ ..‬وكذا‬
‫االستفسار من «صانعي أجهزة قياس سكر الدم» الشركات يعني وذلك‬
‫قبل مغادرة المنزل أو الوطن‪.‬‬
‫* مرض السكري هو أكثر شيوعاً في األقطار التي «يشيع» فيها أكل‬
‫«اللحم البقري»‬
‫وقد أظهرت إحدى الدراسات أن الرجال الذين يأكلون اللحوم يومياً‬
‫بالسكري وذلك بما يعادل ‪ 4‬مرات أولئك الذين‬
‫هم أكثر عرضة لإلصابة ّ‬
‫يأكلون اللحم مرة واحدة أو «أقل» أسبوعياً‪ ،‬والمثير لالهتمام أن هذه‬
‫الرابطة ال توجد مع استهالك البيض أو األجبان رغم أنها أطعمة عالية‬
‫‪193‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫المحتوى هي األخرى بالدهون المشبعة‪.‬‬


‫* ضوء الشمس هو «نوع من األنسولين» في الطبيعة‪.‬‬
‫أو باألصح يؤدي دوراً يشابهه ربما بتفاوت‪ ..‬وأنه عندما تم تعريض‬
‫بالسكري لجلسات «عالجية» على «ضوء الشمس» فإن معدالت‬ ‫مرضى ّ‬
‫سكر الدم لديهم قد انخفضت وكذلك نقص مقدار السكر «المفرز» في البول‬
‫بل و»اختفى» لدى بعضهم وكذلك فإن األجسام اآلسيتونية ‪Acetone‬‬
‫‪ bodies‬قد ُنقصت أو تالشت‪ ..‬ومثلما هو الوضع مع ممارسي األنشطة‬
‫بالسكري الذين يحتاجون أو هم في‬‫التدريبية فإنه على المرضى المصابين ّ‬
‫التعرض التدريجي لضوء‬ ‫حاجة‪« -‬لالنغماس» في برنامج عالجي يعتمد ّ‬
‫الشمس ‪ A sun bathing Program‬أن يتم ذلك بالتنسيق واإلشراف‬
‫البالغ من أطبائهم وذلك بسبب أن تأثير ضوء الشمس المشابه لألنسولين)‬
‫هذا ‪ The Insulin – like effect of Sun light‬له أثره القوي‬
‫ُعجل فجأة بحدوث «نوبة» أو «دور» نقص سكر‬ ‫َحتّى أنه يمكن أن ي ّ‬
‫دم ‪ Hypoglycemic episode‬وذلك إذا ما كان المريض من النوع‬
‫الذي يأخذ حقن أنسولين !‬
‫* األطعمة البروتينية التي يتم إنضاجها بالشواء و «الشوايات»‬
‫‪Broiled or Grilled‬‬
‫ُسمى بـ ‪Advanced‬‬ ‫تحتوي على الكثير و»المزيد» مما ي ّ‬
‫عجل بظهور‬ ‫‪ )glycation end products (AGEs‬وهي جزئيات تُ ّ‬
‫السكري وبزيادتها سوءاً‪.‬‬‫ونشوء العلل القلبية الكلوية عند مرضى ّ‬
‫* أن عشبة شوكة اللبن ‪ Milk thistle‬واسمها الالتيني ‪Silybum‬‬
‫‪( .. marianum‬وللعلم هي تُسمى في لبنان ُكعيب وفي سورية خرفيش‬
‫وفي السعودية خفاش الجمل أو شوك الجمل أو لحالح) تحتوي على مضاد‬
‫األكسدة القوي ‪ “ Silymarin‬قد ثبت أنها عند تناولها تؤدي إلنقاص‬
‫معدالت سكر الدم و» تثبيتها» بدون حدوث أيّة «نوبات» نقص سكر دم‬

‫‪194‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أيضا باالنتفاع باألنسولين وأيضاً بإنقاص «المقدار المطلوب»‬ ‫وأنها تساعد ً‬


‫منه أو عدد الوحدات منه‪ ..‬أظهر ذلك وأثبته الباحثون اإليطاليون‪.‬‬
‫* أن خبز نبات الشيلم ‪Rye bread‬‬
‫الج َو ْيدَار) هذا الخبز من‬
‫ويسمى الشيلم في التركية (الجاودار أو ُ‬
‫السكري وذلك بسبب غناه بالكروميوم وقد‬ ‫أكثر األطعمة فائدة لمرضى ّ‬
‫أظهر البحث العلمي أن الشعوب التي تتناوله بانتظام تن ُدر بينها اإلصابة‬
‫الخبز يُسمى في‬‫بأمراض القلب الشريانية وكذا تصلب الشرايين وهذا ُ‬
‫ألمانيا والنمسا ‪ Schwartz brot‬أي الخبز األسمر وذلك بسبب لونه‬
‫الداكن جداً و»المائل» للون األسود‪.‬‬
‫* أن البصل ال ُمح ّمر أو المقلي‬
‫(واألفضل طبعاً أن يكون ذلك بزيت الزيتون) وكذلك شوربة البصل‬
‫هي مصادر غنية بالعنصر الغذائي المسمى ‪ Quercetin‬ولذلك فإنها‬
‫تساعد على الوقاية من ومقاومة المشاكل الصحية في عيون وأعصاب‬
‫السكري‪.‬‬
‫مرضى ّ‬
‫* أن «التدخين» يزيد الحالة المرضية سوءاً‬
‫عند مرضى السكري وأن النيكوتين يزيد «الرغبة» في استهالك‬
‫السكر أو يجعل أصحابه يتوقون للمزيد من السكر وأنه (أي التدخين)‬
‫السكر والفطريات في وإلى الرئة‬ ‫«يطلق» أو يساعد بإطالق كل من ّ‬
‫وهو يلحق الدمار بقدرتك على التنفس بالشكل األمثل مما يعوّق ويقلل‬
‫من القدرة على توظيف السائل الليمفاوي ‪( Lymph‬ذي التفاعل القلوي‬
‫والموجود في األوعية الليمفاوية) إلخالء و»تطهير» والتخلص من‬
‫السكري سوءاً !‪( .‬تحذير ‪:‬‬ ‫األحماض بالدم والتي تزيد من حالة أو ِعلّة ّ‬
‫ُعجل بالموت ّ‬
‫المبكر !)‬ ‫تدخين التبغ يؤدي للعجز الجنسي وي ّ‬
‫* أن اجتناب و»حظر استهالك» منتجات األلبان بالنسبة للمصابين‬
‫بالسكري ِمن النوع األول المعتمد‬‫مبكراً أو قريباً «المستجدين يعني» ّ‬

‫‪195‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫على األنسولين يمكن أن «يوقف» المزيد من تلف و»تدمير» خاليا‬


‫«بيتا» ‪ Beta Cells‬بالبنكرياس وهي المسؤولة عن إنتاج األنسولين‬
‫ُسببات الحساسية‬ ‫وأَ ّن الواجب يقتضي الفحص الطبّي لمعرفة األطعمة م ّ‬
‫وباألخص الحليب البقري وذلك لمصابي النوع األول‪.‬‬
‫أن يؤثر سلباً على الجلد والبشرة‬
‫السكري يمكن ّ‬
‫* أن ّ‬
‫ولذلك فلكي «تحمي» جلدك وبشرتك عليك – أيضاً‪ -‬بمالحظة‬
‫وفحص معدالت ضغط الدم لديك وبالحفاظ على الجلد نظيفاً وجافاً وتجنب‬
‫االستحمام بالمياه الساخنة واستعمل الصابون المرطب ‪moisturized‬‬
‫الملطف المعتدل والبارد ‪Mild‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ super fatted Soap‬والشامبو‬
‫‪ shampoo‬واعمل على «عالج» الجروح في الحال وعليك بمالحظة‬
‫و»رصد» حالة قدميك واعمل دوماً على أن تكون معدالت السكر عندك‬
‫منضبطة جداً حتى تتجنب أو حتى ال تُصاب بالعدوى بالفطريات أو‬
‫بعدوى الفطريات‬

‫‪196‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫حاالت وحكايات لمرضى السكري‬

‫* ذكر ‪ Rex Adams‬في كتابه الشهير ‪Miracle Medicine‬‬


‫‪ Foods‬عن سيدة مريضة (رمز السمها بالحرفين ‪ )S.R‬وذكر أنها‬
‫كانت تعاني من عدوى «مخيفة» في قدمها ومعاناة آالم وصعوبة في أن‬
‫تمشي وقد قام طبيبها باستئصال أصبع واحدة من القدم‪..‬‬
‫وأشار إلى ضرورة بتر القدم بالكامل‪ ..‬وقد «سمعت» – بعد ذلك‪ -‬من‬
‫معارف لها أنه يمكن تجنب البتر (والذي كان من أسبابه لديها تصلب‬
‫الشرايين وسوء الدورة الدموية في األرجل) وذلك بغمس األرجل في ماء‬
‫دافئ(«حار نسبياً» ولكن ليس ساخناً) مذاب فيه ملعقة ملح أو في ماء‬
‫دافئ و بيروكسيد ‪( Peroxide‬الهيدروجين)‪..‬وقد فعلت ذلك(أكثر من‬
‫مرة في اليوم) لمدة أسبوع ‪.‬‬
‫و ُدهش طبيبها بعد أسبوع فقد شفيت القدم تماماً ولم تعد ثمة حاجة‬
‫الستئصالها‪.‬‬

‫* في الكتاب الذي قام بتحريره محرر مجلة ‪ Prevention‬األمريكية‬


‫والُمسمى ‪ Home Remedies:What Works‬ذكرت السيدة‬
‫ريجينا (أم لثالثة أوالد) المقيمة في (سانت أوجستين) في والية فلوريدا‬
‫أن ابنها البالغ من العُمر (‪ )10‬سنوات كان يعاني من بعض أعراض‬
‫السكري (من النوع األول) مثل العطش المتزايد وكذلك التبول المتزايد‬ ‫ّ‬
‫(وتذكر أن التاريخ الطبي لألسرة به حاالت سكري)‪ ..‬وتذكر ريجينا أنها‬
‫َعلِمت بأحد ممارسي الطب الطبيعي وذهبت بابنها إليه‪.‬‬
‫وبعد فحصه أوصى أخصائي الطب الطبيعي بقرص واحد فيتامين بـ‬
‫‪197‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫‪ B6 (50‬ملليجراما) كل يوم‪.‬‬
‫واتبعت األم نصيحته والتزمت بذلك وكانت النتائج مشجعة جداً‬
‫لدرجة أنها بعد عام واحد تقول ريجينا أن حالة ابنها الصحية ممتازة وأن‬
‫األعراض قد اختفت العطش المتزايد وكذلك التبول المتزايد‪..‬‬
‫هذا وبالرجوع لـ (‪ )Let’s Get Well‬للباحثة وأخصائية العالج‬
‫بالتغذية ‪ Adelle Davis‬في الخمسينات والستينات من القرن العشرين‬
‫أن نقص فيتامين ‪ B6‬عند مرضى السكر هو أمر شائع‪ ،‬فنقص ‪ B6‬يعين‬
‫ويحدد ويحسم وجود حمض (زانثورينك) ‪ Xanthurenic‬في البول‬
‫وكل مرضى السكري يفرزون مقادير كبيرة من هذا الحمض في البول‬
‫مما يشير إلى أن البنكرياس قد تضرر لحد كبير وعندما يتم إعطاؤهم‬
‫‪ 50‬ملليجراما يومياً من فيتامين ‪ B6‬فإنه سرعان ما يظهر لديهم وبشكل‬
‫ملحوظ قلة وجود هذا الحمض في البول وتذكر أنه في عالج إحدى‬
‫الحاالت نقص مقداره بنسبة ‪ 97%‬في اليوم األول من العالج بفيتامين ب‬
‫‪.B6‬‬

‫* وعلى ذكر اسم آديل دافيس فقد ذكرت في كتابها ‪Let،s Get‬‬
‫‪ Well‬قصة مريض (رجل قانون مسن) كان يومياً يأخذ بتوجيه طبيبه‬
‫ما يعادل ‪ 80‬وحدة من نوع األنسولين المسمى ‪Protamine Zinc‬‬
‫‪ insulin‬واستمر على ذلك ‪ 10‬سنوات ثم حدث وبسبب عدوى مسببة‬
‫لإلعياء وأن قام بزيادة مقدار ما يأخذه من فيتامين سي إلى مقدار يعادل‬
‫ٌ‬
‫تحسن على حالة السكري‬ ‫‪ 4‬جرامات يومياً موزعة على مدار اليوم فطرأ‬
‫اضطر إلنقاص مقدار جرعة األنسولين لتتماشى مع‬ ‫ُ‬ ‫لديه حتى أن طبيبه‬
‫التحسن الذي طرأ‪..‬‬
‫بل ووصل األمر في النهاية للتوقف عنها وأرسل طبيبه خطاباً آلديل‬
‫دافيس يقول فيه‪« :‬أبداً‪ ..‬لم يسبق لي أن عرفت أو سمعت بحالة مثل‬

‫‪198‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫وتعلّل آديل دافيس ّ‬


‫السبب‬ ‫هذه تم فيها كما حدث بالفعل الشفاء التام» ُ‬
‫بأن متطلبات مريض السكري لفيتامين سي هي متزايدة وعالية بسبب ما‬
‫يعانيه من التوتر النفسي والبدني وبسبب القدر الذي يفقده منه في عملية‬
‫التبول المتكررة والمتزايدة وكذلك بسبب الضرر الذي يلحق برصيد الجسم‬
‫منه (بسبب تعاطي مريض السكري المحليات الصناعية مثل السكارين‬
‫وغيره)‪..‬‬
‫وقد ذكرت آديل دافيس أن هذا المريض (في أواخر الثمانينات من‬
‫عمره) كان يكرر مبتهجاً التعبير عن «خالصه» من حقن األنسولين‬
‫وأنه لم يعد ثمة حاجة لها‪..‬‬
‫نحذر أنه يجب على مريض السكري عدم اللجوء ألي توجه‬ ‫هنا ّ‬
‫شخصي منه ّ‬
‫إال بالتنسيق مع طبيبه كذلك نلفت النظر إلى أن ما ذكرناه ال‬
‫يعني أن ‪ B6‬فقط أو فيتامين سي بمفرده هو عالج السكري بل ربما‬
‫كان عالجاً لحاالت تعاني من نقص هذا العنصر الغذائي (فقط)‪..‬‬
‫* وتحكي د‪ .‬لين بيج ووكر ‪..Lynne P.Walker PHARM‬‬
‫في كتابها الشهير ‪ s Nature‘s Pharmacy‬عن سيدة تبلغ من‬
‫العمر ‪ 36‬سنة تم تشخيص إصابتها بسكري الكبار حديثاً وتاريخ أسرتها‬
‫الطبي به حاالت إصابة بالسكري‪.‬‬
‫وقد وُصف لها أو أشار طبيبها بحقن أنسولين وتقول المريضة أنها‬
‫شعرت بأن الطبيب ولألسف كان قد تغاضى وبتعجرف عن أن يأخذ أو‬
‫يشير بأي عالجات أخرى «خارجة عن هذا اإلطار»‪ ،‬وكذلك لم يمنحها‬
‫الوقت الكافي ولم يشرح بإسهاب األسباب التي أدت إلصابتها بالمرض‬
‫وال الطرائق واألساليب التي يمكن بها لها أن تساعد نفسها ‪.‬‬
‫وبدأت المريضة تبحث عن بدائل وأشير عليها من ممارسة محترفة‬
‫ومعترف بها في الطب البديل أن تتناول الكروميوم (قرصاً ‪200‬‬
‫ميكروجراماً) مرة مع وجبة اإلفطار ومرة أخرى مع وجبة الغذاء وكذلك‬

‫‪199‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫أن تأخذ سولفيت الفاناديوم ‪ Vanadyl sulphate‬وهو معدن هام‬


‫للسكري ويُص ْنع في الطب التجانسي ‪Homeopathic Therapy‬‬
‫بهذا االسم (‪ 5‬قطرات ‪ 3‬مرات يومياً) وكذلك دواء تجانسي آخر واسمه‬
‫‪ Syzgium Jambolanum 3X (5‬قطرات ـ في الماء ـ ‪ 3‬مرات‬
‫يومياً) ‪.‬‬
‫وبعد أسبوعين من االلتزام بالبرنامج هذا استطاعت االستغناء عن‬
‫حقن األنسولين ‪..‬‬
‫وكذلك تمكنت من التحكم بمعدالت السكري لديها باتباع الحمية الغذائية‬
‫وقد شعرت بالراحة وأيضاً بالعرفان بالجميل أنها لم تعد بحاجة لحقن‬
‫نفسها باألنسولين وعملت على االستمرار بمراقبة نظامها الغذائي بدقة‬
‫وحرص وبالمتابعة مع أخصائية العالج بالبدائل الطبية ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫َم ْسرد بالمفردات‬


‫‪Glossary‬‬

‫* ‪Diastolic Blood Pressare‬‬


‫* ضغط الدم االنبساطي‪ :‬الضغط في األوعية الدموية وذلك عندما‬
‫«يستريح» القلب «بين الدقات»‪ ..‬إنه الرقم الثاني «األقل» في القراءة‪.‬‬
‫* ‪Systolic Blood Pressure‬‬
‫* ضغط الدم االنقباضي إنه الضغط عند انقباض القلب و»ضخه الدم»‬
‫وهو الرقم األول «األعلى» في القراءة‪.‬‬
‫* الدهون الثالثية ‪* Triglycerides :‬‬
‫* الدهون التي «تدور» في مجرى الدم والتي «يتم تخزينها» على‬
‫شكل شحوم بالجسم‪ ..‬والمعدالت المرتفعة هي عامل مستقل بخطر‬
‫اإلصابة بأمراض القلب‪.‬‬
‫* ‪Type I Diabetes‬‬
‫* السكري (النوع األول) سكر اليافعين» صغار السن» ‪ :‬ارتفاع‬
‫معدالت سكر الدم والتي نجمت عن االفتقار لألنسولين (كنتيجة) بسبب‬
‫«تلف وتدمير خاليا بيتاالمنتجة لألنسولين في البنكرياس‪.‬‬
‫* ‪Type 2 Diabetes‬‬
‫* سكري الكبار (النوع الثاني) والناجم عن عدم المقدرة على «استخدام‬
‫أو توظيف» األنسولين بالشكل المالئم والمطلوب عادة ‪ ...‬وهو في‬
‫مراحله األخيرة االفتقار بالشكل الكافي – لألنسولين‪.‬‬
‫* سكر المائدة (ثنائي‪ :‬جلوكوز–وفركتوز) ‪*Sucrose‬‬
‫* ‪Waist – to – hip ratio‬‬
‫* حجم الخصر أو الحقو (محيط الخصر) مقارناً‪ :‬بحجم (الورك)‪-‬‬
‫وارتفاع النسبة بينهما هو مؤشر لبدانة (البطن) أو الجوف‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫*‪statin) Statin drugs‬‬

‫* هي العقاقير الكيميائية المنتهية بـ مقطع (‪atorvastatin‬‬


‫و‪Lovastatin (Mevacor) Simvastatin‬‬ ‫‪)(Lipitor‬‬
‫‪ .. )(Zocor‬وهي تُستخدم إلنقاص معدالت الكوليسترول الكلي وأيضاً‬
‫الضار ‪.LDL‬‬‫ّ‬
‫* ‪Retinopathy‬‬
‫* اعتالل شبكية العين‪:‬بسبب الضرر الحاصل في األوعية الدموية‬
‫الدقيقة التي تغذي الشبكية (وهي المنطقة أو الموضع الحساس للضوء‬
‫«خلف» العين)‪.‬‬
‫* ‪Omega 3 fatty acids‬‬
‫* أحماض أوميجا (‪ )3‬الدهنية – وهي شكل من الدهون الغذائية‬
‫المتعددة غير المشبعة ‪ poly unsaturated‬وتوجد في زيت السمك‪-‬‬
‫زيت بذر الكتان‪ -‬وبعض زيوت الخضروات (النباتات)‪.‬‬
‫* ‪Omega 6 fatty acids‬‬
‫* أحماض أوميجا(‪ )6‬الدهنية وهي شكل من الدهون الغذائية (المتعددة‬
‫غير المشبعة) وتوجد في معظم الزيوت النباتية (مثل زيوت دوار الشمس‬
‫زيت الذرة زيت القرطم ‪.)Safflower‬‬
‫* ‪Neurophy Peripheral‬‬
‫* اعتالل األعصاب الطرفية (المحيطية) االعتالل والتضرر‬
‫العصبي في األقدام واألرجل واأليدي وهو يتسبب باأللم وبإحساس‬
‫بالوخز «والقرص» وبالتنميل‪.‬‬
‫* ‪Postprandial Blood Sugar‬‬
‫* مقدار سكر الدم (الجلوكوز) وذلك عقب تناول (الوجبة) والذي يتم‬
‫قياسه عادة بعدها بساعتين‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫* ‪Fasting blood Sugar‬‬


‫* مقدار سكر الدم وذلك بعد فترة (صيام) من ‪ 12-8‬ساعة‪ ،‬ويسمى‬
‫أيضاً ‪* Fasting plasma glucose‬‬
‫*‪Essential fatty acids‬‬
‫* األحماض الدهنية األساسية‪ :‬الدهون (الغذائية) الالزمة‬
‫للجسم والتي (يجب) الحصول عليها من الغذاء أو المكمالت الغذائية)‪.‬‬
‫*‪Fibers‬‬
‫* األلياف «الغذائية ‪« :‬األجزاء غير المهضومة من األطعمة النباتية‬
‫(مثل نخالة القمح)‬
‫* ‪Coenzyme Q10‬‬
‫* المساعد األنزيمي ‪ : Q10‬مطلوب إلنتاج الطاقة في مواقد‪:‬‬
‫أو أفران أو «مصانع» الطاقة (الميتوكوندريا) بالخاليا‪.‬‬
‫* ‪Cholesterol‬‬
‫* الكوليسترول‪ :‬مادة شبه «شمعية» ضرورية لوظائف جسمية‬
‫عديدة ومنها‪ :‬تصنيع الهورمونات ‪.‬‬
‫* ‪BMI) Body mass index‬‬
‫* مؤشر كتلة الجسم‪ :‬مقاس خاص بوزن الجسم و(صلته) بالطول‬
‫و»يُستخدم» لتحديد وتبيان «مدى» ونطاق الوزن بالنسبة لـ (الوزن‬
‫«الناقص» – الوزن «العادي» – الوزن الزائد‪ -‬البدانة)‪.‬‬
‫* ‪Beta Cells‬‬
‫* خاليا بيتا‪ :‬الخاليا في البنكرياس المتخصصة بإنتاج األنسولين‪:‬‬
‫* ‪Antioxidants‬‬
‫* مضادات األكسدة‪ :‬وهي مواد تُبطل وتعطل فعالية الذرات السائبة أو‬
‫الشوارد الحرة ‪( Free Radicals‬ومن أمثلة مضادات األكسدة فيتامين‬
‫‪ E , C‬والسيلينيوم)‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫* ‪Blood Lipids‬‬
‫* دهون الدم‪ :‬والمقصود الكوليسترول بوجه عام – ودهون الدم الثالثية‬
‫(التراي جليسيريدات) – والكوليسترول المفيد ‪ HDL‬والكوليسترول‬
‫الضار ‪( LDL‬وكلها تجول وتدور في الدم) وكذلك «تحليل» الدم‬
‫الخاص بقياسها‪.‬‬
‫* ‪Blood sugar‬‬
‫* مقدار (تركيز) سكر الدم (الجلوكوز) في مجرى الدم‪ :‬ويُقاس‬
‫بالملليجرامات (في الديسيلتر)‬
‫* ‪Carbohydrates‬‬
‫* الكربوهيدرات‪ :‬مجموعة من المركبات العضوية (الغذائية) الموجودة‬
‫في األطعمة النباتية والتي تتفكك و»تتحلل» و» تتحول» لجلوكوز «سكر‬
‫دم» أثناء العمليات الهضمية‪.‬‬
‫* ‪Diabetes Mellitus‬‬
‫السكري «داء الذرب السكري» زيادة أو فرض سكر الدم‬ ‫* الداء ّ‬
‫“الراجع» لعدم القدرة على استخدام واستعمال وتوظيف سكر الدم‬
‫(للطاقة)‪.‬‬

‫* ‪Free radicals‬‬
‫* الشوارد أو «العناصر» الحرة أو الذرات السائبة‪ :‬جزئيات ضارة‬
‫«تولّدت» كجزء من عمليات االستقالب أو األيض المعتادة ‪ ..‬وزيادتها‬
‫يمكن أن تضر بالخاليا – وتسبّب األكسدة‪-‬‬
‫*‪Gestational diabetes‬‬
‫* سكر الحمل‪ :‬شكل من «مرض السكري» يحدث في بعض األحيان‪:‬‬
‫خالل وأثناء الحمل‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫* ‪Glucophage‬‬
‫* الجلوكوفاش‪ :‬االسم «التجاري» لعقار ‪ Metformin‬وهو‪ :‬عقار‬
‫يؤخذ (بالفم) يستعمل بشكل أساسي لعالج السكري (من النوع الثاني)‬
‫* ‪Metaolic Syndrome‬‬
‫* المتالزمة (األيضية االستقالبية)‪ :‬عبارة عن مجموعة من الحاالت‬
‫أو األعراض وتشمل بدانة البطن أو الوسط‪ ،‬ضغط الدم المرتفع‪ ،‬قلة‬
‫والصحي ‪ ،HDL‬ارتفاع معدالت الدهون‬ ‫ّ‬ ‫معدالت الكوليسترول المفيد‬
‫(المتالزمة) تشكل عنصر خطر‬ ‫الثالثية‪ ،‬سكر الدم المرتفع‪ .‬وهي‬
‫السكري‪ ،‬ومرض السكري‪..‬‬ ‫رئيسي لإلصابة بأمراض القلب‪ ،‬وما قبل ّ‬
‫وهذه المتالزمة تُعرف أيضاً بمتالزمة (‪.X) X Syndrome‬‬
‫* ‪*Mitochondria‬‬
‫* فرن أو موقد أو مصنع الطاقة الخلوي‪ :‬الجزء من الخلية‪ :‬مسؤول‬
‫عن إنتاج الطاقة لها‪.‬‬
‫*‪Glucose tolerance test‬‬
‫* فحص أو تحليل «لتشخيص»معدالت ّسكر الدم غير (‪) GTT‬‬
‫السوية‪ ..‬ويتم قياس سكر الدم قبل (وعدة مرات بعد) شرب محلول سكري‬ ‫ّ‬
‫عالي المحتوى والنتائج تُظهر كيف يستعمل الجسم أو «يوظف» سكر‬
‫الدم (عبر وعلى مدى ُمدَد أو فترات زمنية معينة)‪.‬‬
‫* ‪Glycogen‬‬
‫ّ‬
‫«المخزن» في الكبد‬ ‫* الجليلكوجين‪ :‬سكر الدم «الجلوكوز»‬
‫واألنسجة العضلية‬
‫* ‪HDL Cholesterol‬‬
‫* “البروتين الشحمي عالي الكثافة الناقل للكوليسترول» ويُطلق‬
‫عليه تجاوزاً (الكوليسترول الجيد أو المفيد)‪ :‬نوع من البروتين الشحمي‬
‫يُستعمل لنقل الكوليسترول ثانية إلى الكبد‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫* ‪Glycemic Index GI‬‬


‫* مؤشر (مقياس) سكر الدم شكل من التصنيف الترتيبي (نظام يبين‬
‫التدرج) – لألطعمة المحتوية على كاربوهيدرات‪ -‬يرتكز على (أثر أو‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫تأثير) الطعام على سكر الدم وذلك مقاسا بالنسبة إلى نفس القدر من‬
‫السكر (الجلوكوز) أو الخبز األبيض‪.‬‬
‫* ‪Glycemic Load GL:‬‬
‫(السكرية)‪ :‬شكل من التصنيف لألطعمة‬ ‫الحمل أو الحمولة ّ‬ ‫* مقدار ِْ‬
‫المحتوية على كاربوهيدرات يرتكز على محتواها من األلياف ومن مؤشر‬
‫سكر الدم (انظر ‪)Glycemic Index‬‬
‫* ‪Albumin‬‬
‫* الزالل (ألبومين)‪ :‬بروتين هو الرئيسي في الدم إنه يُستعمل في‬
‫«نقل» جزئيات‬
‫* جزئيات أخرى‪ ،‬األحماض الدهنية‪،‬على سبيل المثال ويتم عمل‬
‫تحليل يسمى‬
‫* ‪Fructosamine test‬‬
‫يقيس مقدار الجلوكوز «سكر الدم» «الملتصق» والمصاحب‬
‫و»المالزم» لأللبومين هذا وعندما تبدأ الكلى في «الفشل» فإنها تسمح‬
‫لأللبومين هذا أن يتسرب ويترشح في البول‪.‬‬
‫*‪Amino acids‬‬
‫* األحماض األمينية‪« :‬أحجار البناء» في البروتين‬
‫*‪Antibody‬‬
‫* الجسم المضاد أو «الضدي» ‪ :‬هو «بروتين» يُفرز بواسطة الجهاز‪:‬‬
‫أو النظام المناعي في الجسم ليساعد في التخلص من العدوى أو «المواد»‬
‫«الغريبة» التي يعتقد أنها ال تنتمي للجسم‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫* ‪Cortisol‬‬
‫* هورمون الكورتيزول‪ :‬يُفرز بواسطة الغدد اآلدرينالية عند مواجهة‬
‫التوترات والضغوط ‪ stress‬والكورتيزول «يواجه» أداء األنسولين‪..‬‬
‫إنه (الكورتيزول) يمكن أن يزيد أو يتسبب بارتفاع سكر الدم (وذلك‬
‫بسبب زيادته ما يُسمى بالمقاومة األنسولينية)‪.‬‬
‫* ‪Dextrose‬‬
‫* الدكستروز «سكر العنب»‪ :‬اسم آخر يُعطي للجلوكوز‪ :‬ويستعمل‬
‫– في الغالب‪ -‬في بيانات «ونشرات» بطاقات األطعمة ومحتوياتها‪.‬‬
‫* ‪Fibers‬‬
‫* األلياف» الغذائية» ‪:‬‬
‫هي «الكربوهيدرات» التي ال تتفكك أو»تتحلل» بواسطة األنزيمات‬
‫“ داخل الجسم (وبالتالي غير المهضومة وتنقسم أللياف ذائبة في الماء‬
‫وأخرى «غير ذائبة»)‪.‬‬
‫* ‪Diabetic Ketoacidosis‬‬
‫الحماض الكيتوني‪ :‬حالة مضاعفات طارئة قصيرة األمد وخطيرة‬ ‫* ُ‬
‫تحدث بسبب االرتفاع الشديد في سكر الدم مصحوباً باالفتقار الشديد‬
‫لألنسولين‪ ..‬وعدم التوازن األيضي الخطير هذا يؤدي لحالة «حماض»‬
‫دموي شاذة أو غير سوية وإذا لم يتم عالجها واحتواؤها في الحال‬
‫(سبات)‪.‬‬‫فربما أدت لغيبوبة سكرية ُ‬
‫* ‪Dialysis‬‬
‫* الديلزة‪« :‬الميز أو اإلنفاذ الغشائي» ‪ :‬هي «طريقة»«اصطناعية»‬
‫إلزالة النفايات و «الفضالت» من الدم ‪ ..‬وهي «وظيفة»‬
‫تُؤدى«عادة» بواسطة ُ‬
‫الكلى‪.‬‬
‫* ‪Fructose‬‬
‫* الفركتوز‪ :‬سكر الفاكهة ‪« :‬مركب سكري أحادي» يُوجد باألخص‬

‫‪207‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫في الفواكه وهو ال يتسبب برفع معدالت سكر الدم بسرعة مثلما يفعل‬
‫الجلوكوز ولكنه على أية حال يمكن أن «يتحول» (في الكبد) – إلى‬
‫جلوكوز ويحتوي على نفس العدد من السعرات الحرارية‪.‬‬
‫* ‪Galactose‬‬
‫* الجاالكتوز «سكر اللبن» مركب سكري أُحادي ‪:‬جزء من سكر‬
‫اللبن (الكتوز) ويتحول في الكبد إلى جلوكوز ويحتوي على نفس العدد‬
‫من السعرات الحرارية‪.‬‬
‫*‪Glucagon‬‬
‫* (الجلوكاجون)‪ :‬هورمون يُفرز بواسطة خاليا (ألفا) الموجودة في‬
‫البنكرياس ‪ ..‬وهو يزيد أو يرفع معدالت سكر الدم‪.‬‬
‫* ‪:High – Carbohydrate – and – Fiber Diet‬‬
‫* حمية غذائية عالية المحتوى بالكربوهيدرات واأللياف الغذائية‪:‬نوع‬
‫من الحمية الغذائية يُركز «ويؤكد» على الكربوهيدرات المعقدة عالية‬
‫المحتوى من األلياف‪ -‬ويُقلّل ويُخفض (إلى الحد األدنى) من الدهون‪.‬‬
‫* ‪Insoluble Fiber‬‬
‫* األلياف (الغذائية) غير الذائبة‪ :‬أي في الماء‪:‬‬
‫مثال (السيليلوز) وهي كثيرة في الفواكه والخضروات والحبوب‬ ‫ومنها ً‬
‫الكاملة (وباألخص نخالة القمح‪ -‬نخالة األرز‪ -‬نخالة الذرة)‪.‬‬
‫* ‪Insulin‬‬
‫* األنسولين‪ :‬هورمون يُفرز بواسطة خاليا بيتا في البنكرياس وله‬
‫وظائف منها «مصاحبة» الجلوكوز للخاليا ومساعدتها في استالمه‬
‫وبالتالي فهو «ينقص» معدالت سكر الدم‪.‬‬
‫* ‪Insulin receptor‬‬
‫* مستقبالت األنسولين‪ :‬بنية أو «تركيب» في غشاء الخاليا «يرتبط»‬
‫و «يلزم» األنسولين و»يُطلق» سلسلة من ردود الفعل تقود أو تؤدي إلى‬

‫‪208‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫زيادة عدد (ناقالت الجلوكوز) في األغشية الخلوية والمحصلة تنتهي‬


‫بدخول مزيد من الجلوكوز أو سكر الدم للخلية‪.‬‬
‫* ‪transporter‬‬
‫* ناقالت األنسولين‪ :‬أداة أو «جزء» في الغشاء الخلوي ‪Glucose‬‬
‫(في معظم الخاليا) «يحمل» و»ينقل» الجلوكوز أو سكر الدم لداخل‬
‫الخلية‪ ..‬وعدد هذه الناقالت يزداد طرداً مع ارتفاع معدالت األنسولين‬
‫أو عندما يقوم «الفرد» بالتدريبات والتمارين البدنية والحركية‪.‬‬
‫*‪Loctose‬‬
‫* الالكتوز‪ :‬سكر اللبن ويتركب من جلوكوز وجاالكتوز‪:‬‬
‫* ‪Pancreas‬‬
‫* البنكرياس (الُ َمعثكلة أو لَ ْوزة ال َمعدة)‪ :‬عضو في الجسم‪ :‬أو عدة‬
‫– (خلف المعدة) – تحتوي على خاليا بيتا التي تنتج األنسولين‪ .‬وأيضاً‪،‬‬
‫خاليا (ألفا) ‪ Alpha cells‬التي تنتج الجلوكاجون‪ .‬والبنكرياس يحتوي‬
‫أيضاً على أنواع خاليا أخرى تفرز هورمونات أخرى كما أنه ينتج‬
‫األنزيمات الهضمية‪.‬‬
‫* ‪Vascular Disease‬‬
‫* مرض األوعية الدموية الطرفية المحيطية‪ Peripheral:‬نوع من‬
‫التجلط في الشرايين الموجودة باأليدي أو األرجل‪.‬‬
‫* ‪Soluble Fiber‬‬
‫ً‬
‫سائال‪:‬‬ ‫* األلياف الذائبة في الماء‪ :‬وهي تُ ّكون‬
‫هالمياً صمغياً (في الماء) ‪ ..‬وتستطيع ‪ -‬أو تمكن من ‪ -‬إبطاء إفراغ‬
‫المعدة مما ينتج عنه زيادة طفيفة في معدالت سكر الدم عقب الوجبة‪ .‬كما‬
‫أنها تخفض معدالت دهون الدم‪ .‬وهي موجودة في الفواكه والبقول وفي‬
‫(نخالة الشوفان)‪.‬‬
‫* ‪Sorbitol‬‬

‫‪209‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

‫* السوبيتول‪« :‬سكر كربوهيدراتي» ‪ :‬عندما يتحول سكر الدم إلى‬


‫سوربيتول داخل الخاليا‪ ..‬فهذا يؤدي لمضاعفات‬
‫* ‪ibrinogen‬‬
‫* مُولّد أو مكون أو أصل (الليفين)‪« :‬بروتين» في الدم هام لتجلّط‬
‫الدم‪ .‬والُمع ّدالت العالية منه يمكن أن ينجم عنها جلطات دم خطيرة داخل‬
‫األوعية الدموية‪.‬‬
‫* ‪Hypoglycemia‬‬
‫* نقص وتدني سكر الدم‪ :‬وفيها تنقص معدالت سكر الدم عن المعتاد‬
‫‪*Impaired Glucose tolerance‬‬
‫السوي‪ :‬في معدالت سكر الدم‪ :‬وفيه يرتفع سكر‬ ‫* االرتفاع غير ّ‬
‫الدم بين ‪( 199-140‬ملليجراما بالديسيليتر) بعد ساعتين من بدايةالتحليل‬
‫الخاص عن طريق الفم أو بعد وعقب تناول وجبة عالية من الكربوهيدرات‬
‫ويُعرف أيضاً باسم (ماقبل السكري) ‪.prediabetes‬‬
‫* ‪Insulin Resistance‬‬
‫* “المقاومة» األنسولينية‪ :‬عدم مقدرة الخاليا على «االستجابة»‬
‫لألنسولين بالشكل المالئم والمناسب‪ ..‬إنها المرحلة األولى في (المتالزمة‬
‫األيضية االستقالبية) وهي المتالزمة التي تشكل عنصر خطورة في‬
‫اإلصابة بالسكري وأمراض القلب‪.‬‬
‫* ‪Prediabetes‬‬
‫* ما قبل السكري‪ :‬وفيها تكون معدالت سكر الدم عالية عن (العادي)‬
‫ولكنها ليست (العالية) بالقدر الذي «يشخص» بوجود مرض الذرب‬
‫السكري‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ Resources‬مواقع معلومات إضافي‬

‫‪210‬‬
‫داء الســـــكــــري‬

Resources ‫مواقع معلومات إضافية عن مرض السكري باللغة االنكليزية‬


Glycemic Index of Foods
www.emndosa.com
medical writer Rick Mendosa's Web site contains extensive lists f the
glycemic indexes of specific foods. He also has links t many excellent articles
explaining the glycemic index.
Dr. Whitaker's Web site,
Drwitaker.com, provides up-to-date research and patient-proven solutions to
the most common health problems that plague us. New articles, drug alerts,
supplement recommendations, and recipes are updated frequently, and details
about the programs offered at the Whitaker Wellness Institute are available.

Diabetes
American Association of Diabetes Educators Integrated Specialty Practice
Group 100 W. Monroe, Chicago, IL 60603 (800) 338-3633;(312)424-2426
Aadenet. Org.
Canadian Diabetes Association 15, Toronto Street, Ste 800
Toronto,Ontario, Canada M5C2E3 (800) Banting Diabetes.ca
National Kidney Urologic Diseases Information, Clearinghouse,
3 Information Way Bethesda, MD 20892-3580 (800) 891-5390
Nidk.nih.gov/ealt/kidney/nkudic

Alternative Nature Online Herbal And Photo www.altnature.com


Gallery

211
‫داء الســـــكــــري‬

American Association of Clinical www.aace.com


Endocrinoloists (AACE)
American Dietetic Association (ADA) www.webmaster@eatright.org.

American Holistic Medical www.ahmaholistic.com


American Naturopathic Association (AANP) www.naturopathic.org
BMI calculations www.shapeup.org
Center for Complementary and Alternative www.camra.ucdavis.edu
Medicine
General Diabetes Information www.diabetesworld.com
Juvenile Diabetes Foundation(JDF) www.jdfcure.org
Complementary and Alternative Medicine

National Institute of Diabetes, Digestive and www.niddk.nih.gov/


Kidney Disorders
National Institute of Health , Dietary Http://dietary-
Information suplements.info.nih.gov

American Medical Identifications www.dibetes.organ


PO Box 925512 Houston, TX
Bureau of Primary Health Care Health www.hrsa.gov
Resources and Services Administration
(HRSA)
Parklawn Building 5600 Fishers Lane
Rockville, MD 20857 88-275-4772(888-SK-
HRSA)

212
‫داء الســـــكــــري‬

Diabetes Forecast Magazine www.diabetes.org/dibetes


Magazine is included with ADA forecast
Membership

Diabetes Health ,6 School Street Fairfax, CA www.diabeteshealth.com


94930
800-234-1218, 415-258-2828
Subscriptions 800-488-488-8468
Joslin Diabetes Center www.joslin.org
One Joslin Place Boston, MA 02115
800-567-5461;617-732-2400
Lower Extremely Amputation Prevention http://bpc.hrsa.gov/leap
(LEAP) Program National Hansen's Disease
Program
1770 Physicians Park Drive Bato Rouge, LA
70816
800-642-2477 For free filament:
888-275-4772(888-ASK-HRSA)

medicAlert PO Box 1009 2323 Colorado www.medicalert.org


Avenue
Turlock, CA 95382 800-432-5378
International Diabetes Federation Avenue www.idf.org
Emile De Mot 19 1000 Brussels, Belgium
32-2/538 55 11

213
‫داء الســـــكــــري‬

Medicare www.medicare.gov
800-633-4227 (800-MEDCAR) (connects
to your
nearest Medicare claims office)
National Center for Complementary and
Alternative Medicine Clearinghouse
National Diabetes Information www.diabetes.niddk.nih.gov

Clearinghouse
1 Information Way Bethesda, MD 20892-
3560
800-860-8747,301-654-3327
Alternative Medicine home page Resource www.pitt.edu/cbw/altm.html
for finding information relating to
alternative medicine

American Association of Diabetes Educators www.diabetesnet.com/aad


Diabetes education and online resources e.html
American Association of Patients and http://www.aapp.net
Providers (AAPP) Promotes access to care,
affordable care, patient choice and medical
freedom
American Diabetes Association (ADA) Http://www.dibetes.org
General diabetes information, state
references.

214
‫داء الســـــكــــري‬

Center for Disease Control and Prevention Http://www.cdc.gov/diabetes


(CDC)
Diabetes research information translated for
public education
Children with Diabetes, food and nutrition http://www.gsa.gov/staff/pa/
information from the Consumer information cic/food.
Catalog.
National Institute of Diabetes and Digestive http://www.nidk.nih.gov
and Kidney Disease (NIDDK)
Online Health Library ,Online health Http://www.healthfinder.g
information resources site ov
U.S. National Library of Medicine The NIH http://www.nlm.nih.gov
source for detailed medical information.
World Health Organization Information on a http://www.who.ch
variety of health topics and statistics.
World guide Health and Fitness Forum ,Be
sure to cap the F in Fitness. Information on http://www.worldguide.co
anatomy, exercise, and strength training m/Fitness/hf.html

215
‫داء الســـــكــــري‬

‫ المراجع‬References

1. Adams, Rex. Miracle Medicine Foods. Prentice


Hall.
2. Atkins, Robert C., M.D., Dr. Atkins» Age-Defying
Diet Revolution. St. Martin،s Press, New York. 2000.
3. Atkins, Robert C., M. Dr. Atkins» Vita- Nutrient
Solution, Fireside, 1999.
4.Balch, Phyllis A., Prescription for Herbal Healing
Avery. 2000.
5.Prescription for Nutritional Healing. 3rd Edition,
Avery, 2000.
6.Becker, Gretchen. Prediabetes. Marlowe & Company,
New York, 2004.
7.Type 2 Diabetes Marlowe & Company, New York,
2004.
8.Brewer, Sarah, Dr. Natural Approaches to Diabetes.
Piatkus, London, 2006.
9.Cameron, Mira. Lifetime Encyclopedia of Natural
Remedies, Parker Publishing Company, New York,
216
‫داء الســـــكــــري‬

1993.
10.Castleman, Michael. Blended Medicine. Rodale, Inc.
U.S.A. 2000.
11.Cherewatenko, Vern, M.D., The Diabetes Cure.
Harper Resource, New York, 2000.
12.Drum, David. Alternative Therapies for Managing
Diabetes. Contemporary Books, MacGraw Hill
Companies, New York, 2002.
13.Harrar, Sari. The Sugar Solution. Rodale Inc.
U.S.A.2004.
14. Heller, Richard, M.D. and Dr. Rachael F. Heller. The
Carbohydrates Addict’s Healthy
Heart Program. Ballantine Books, New York,
1999.
15.The Carbohydrate Addict’s Life Span Program.
Signet New York, 2001.
16. Hoffman, Ronald L. M.D., Intelligent Medicine.
Simon & Schuster, New York 1997.
17. Kalinitsky, Eugene, M.D., & Muriel MacFarlane.
Diabetes Personal Care Organizer. Alpha, Penguin
Group.LlSA. 2004.
18.Laliberte, Richard. Stopping Diabetes. Reader،s
217
‫داء الســـــكــــري‬

Digest, New York, 2002.


19.Legro, William. High-Speed Healing. Bantam
Books, New York, 1993.
20. Mindell, Earl, Ph.D., & Virginia Hopkins. Dr. Earl
Mindell’s Secrets of Natural Health. Keats Publishing,
Los Angeles, 2000.
21. Murray, Michael, N.D. & Michael Lyon, M.D. How
to Prevent and Treat Diabetes with Natural Medicine.
Riverhead Books, New York, 2004.
22. Murray, Michael, N.D. The Encyclopedia of Healing
Foods. Atria Books, New York, 2005.
23. Vernon, Mary C., M.D., and Jacqueline A. Eberstein,
R.N., Atkins Diabetes Revolution, William Morrow,
New York, 2004.
24. Walker Lynne Paige, Pharm. D., & Ellen Hodgson
,Brown. Nature,s Pharmacy. Prentice Hall Press. U.S.A.
1998. 25. Whitaker, Julian, M.D., Reversing Diabetes.
Warner Books, New York, 2001

218

You might also like