You are on page 1of 13

‫أهمية قياس الشخصية يف علم النفس وبعض املشكالت املؤثرة فيه‬

‫ مهمل زينة‬.‫أ‬ ‫ مهداوي سامية‬.‫أ‬ ‫ سميرة ركزة‬.‫د‬


‫ الجزائر‬- 2 ‫جامعة البميدة‬ ‫ الجزائر‬- 2 ‫جامعة البميدة‬ ‫ الجزائر‬- 2 ‫جامعة البميدة‬

2316-02-31 :‫قبل لمنشر بتاريخ‬ 2316-31-27 :‫تمت مراجعتو بتاريخ‬ 2315-11-33 :‫استمم بتاريخ‬

:‫الممخص‬
‫ وكذا معرفة بعض المشكالت التي تظير‬،‫ىدفت الدراسة الحالية إلى معرفة أىمية قياس الشخصية في عمم النفس‬
‫ ألن اليدف الذي يسعى إليو القياس النفسي بصفة عامة وقياس الشخصية بصفة خاصة‬،‫في مقاييس الشخصية‬
‫ قصد معرفة العالقات القائمة بين أجزاء‬،‫ىو الوصول إلى أكبر قدر من الدقة في المواضيع التي يتناوليا عمم النفس‬
‫ وىو ما يتيح لمباحثين أو السيكولوجيين فيم ظاىرة معينة بشكل دقيق‬،‫الظواىر النفسية ومحاولة ضبطيا والتحكم فييا‬
‫ وىو ما يجب االنتباه إليو من طرف الباحثين‬،‫ وتعتبر الشخصية من المواضيع التي تتأثر بعدة عوامل عند قياسيا‬،‫ومحدد‬
‫ ألن األخذ ىذه األمور بعين االعتبار‬،‫إضافة إلى طرق استجابة األفراد لمقاييس الشخصية التي تتخمميا عدة مشكالت‬
.‫يؤدي إلى عممية قياس أكثر دقة وموضوعية‬

.‫ الصدق والثبات‬،‫ تشويو االستجابة‬:‫الكممات المفتاحية‬

The importance of personality measurement in psychology


and some related problems
Samira RAKZA Samia MEHDAOUI Zina MHELLEL
Blida 2 University- Algeria Blida 2 University- Algeria Blida 2 University- Algeria

Abstract

The purpose of this study was to investigate the importance of personality measurement in
psychology, as well as identification of some of problems that appear in the personality scales because
the aim sought by Psychometrics in general and personality measurement, in particular, is to reach a
greater degree of accuracy in the subjects covered by psychology in order to find out relations between
psychological phenomena parts and try to adjust and control them, which allows researchers or
psychologists to understand a particular phenomenon accurately and specifically. Personality is one of
the subjects that are affected by several factors when measured, which requires a special attention by
researchers. In addition to ways of individuals' responses to personality scales which contain several
problems, because taking these things into consideration leads to a more accurate and objective
measurement.

Keywords: Personality, distortion of response, validity and reliability.


‫مقدمة‪:‬‬
‫تمثل دراسة الشخصية في عمم النفس المحور الذي تدور حولو األبحاث والدراسات‪ ،‬فإذا اعتبرنا‬
‫أن ىدف عمم النفس ىو الكشف عن القوانين العامة لمسموك‪ ،‬فإننا نرمي في الواقع إلى تحديد شخصية‬
‫اإلنسان بطريقة أو بأخرى‪ ،‬وتحديد األنماط السموكية التي يتبعيا الفرد في تصرفاتو وعالقاتو مع اآلخرين‬
‫فمكل إنسان طريقة تفكيره وقيمو وقدراتو وذكاؤه‪ ،‬ولو سمات شخصية تميزه عن غيره‪ ،‬وىو ما يعكس بشكل‬
‫أو بآخر تعقد مفيوم الشخصية‪ ،‬مما جعل قياسيا يتأثر بعدة عوامل لكونيا تشتمل عمى نطاق واسع‬
‫من المتغيرات‪ ،‬لذا يجب أن تأخذ بعين االعتبار عدة عناصر ليا عالقة مباشرة بالشخصية وقياسيا‬
‫من أجل الوصول إلى قدر كبير من الدقة‪.‬‬
‫وبناء عمى ذلك؛ فقد تم في ىذه الدراسة تناول مفيوم الشخصية‪ ،‬أىمية دراستيا‪ ،‬العوامل المؤثرة‬
‫فييا إضافة إلى قياس الشخصية‪ ،‬بما في ذلك مشكمة تشويو استجابة األفراد في مقاييس الشخصية‬
‫مشكمتا الصدق والثبات في مقاييس الشخصية وأخي ار تصنيف مقاييس الشخصية‪.‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫يعتبر مجال القياس والتقويم التربوي والنفسي من المجاالت الحيوية األساسية التي ال غنى عنيا‬
‫لمدارسين والباحثين في عمم النفس والعموم السموكية‪ ،‬والمسؤولين عن اتخاذ الق اررات المتعمقة باألفراد‬
‫كثير‬
‫في مختمف الميادين (عالم‪ ،)2333 ،‬غير أن عممية القياس في عمم النفس وعموم التربية أعقد ًا‬
‫منيا في العموم األخرى‪ ،‬نظ اًر ألن موضوع القياس ىو االنسان‪ ،‬سموكو ونواحي حياتو العقمية والوجدانية‬
‫فيو أكثر الكائنات تعقيدا وتغي ار وأقميا قابمية لمتحكم والتجريب (أحمد‪ ،)1963 ،‬إذ يختص ىذا الفرع‬
‫بتصميم وتطبيق األدوات الالزمة لقياس الوظائف النفسية والعقمية المختمفة كاالنتباه‪ ،‬اإلدراك‪ ،‬التذكر‬
‫وأبعاد الشخصية المختمفة‪ ،‬ويقوم من منطمق أن الناس يختمفون في قد ارتـيم العقمية وسماتـيم الشخصية‬
‫وتقوم خصائص معينة في وقت معين‬‫تقوم األشخاص كأشخاص‪ ،‬وانما تقيس ّ‬ ‫وأن األدوات ال تقيس أو ّ‬
‫لذلك يعتبر اليدف من تطبيق االختبارات النفسية الحصول عمى مجموعة من المعمومات والبيانات‬
‫المنظمة والموضوعية‪ ،‬لمتعرف عمى الخصائص النفسية لألفراد‪ ،‬إذ يمكن اعتبارىا أساسا ىاما في صنع‬
‫بعض الق اررات المصيرية لكل من تطبق عميو‪ ،‬وبالتالي فإن دقة وسالمة تمك الق اررات تتوقف‬
‫عمى مدى جودة وكفاءة االختبارات المستخدمة في عممية القياس‪ ،‬واألساليب المتبعة في تحميل وتفسير‬
‫نتائجيا‪( .‬عالم‪)1987 ،‬‬

‫لقد شممت عممية القياس معظم جوانب حياة الفرد من بينيا موضوع الشخصية‪ ،‬الذي يشكل مجاال‬
‫رئيسيا من مجاالت القياس النفسي‪ ،‬حيث حاولت عدة نظريات وضع تصورات نسقية لمفيوم الشخصية‬
‫لعل أكثرىا شيوعا مدخمين رئيسيين‪ :‬يتمثل األول في نظريات تيتم بنمو الشخصية ودينامياتيا‬
‫حيث يستند ىذا المدخل إلى نظريات التعمم والتحميل النفسي‪ ،‬ويركز عمى تحميل عمميات نمو الشخصية‬
‫مؤكدا عمى العوامل الوقتية والموقفية‪ ،‬وكذا العمميات الميمة في التكيف االنساني‪ ،‬أما المدخل الثاني‬
‫ً‬
‫فيتمثل في نظريات تركز عمى طبيعة بنية الشخصية‪ ،‬حيث تقترح أبعاد وسمات تتباين حوليا شخصيات‬
‫األفراد‪ ،‬فقد توصمت بعض ىذه النظريات إلى أبعاد ثنائية القطب‪ ،‬بينما توصمت أخرى إلى أبعاد متعددة‬
‫لمشخصية‪( .‬عالم‪ )1987 ،‬ويؤدي ىذا االختالف والتباين بين ىذه النظريات إلى ىدف مشترك‬
‫وىو التنبؤ بما سيكون عميو سموك الفرد في مختمف المواقف واألوقات‪( .‬األنصاري‪)29 ،2333 ،‬‬

‫تعتبر الشخصية من المفاىيم التي تساىم في تكوينيا عدة متغيرات مثل‪ :‬التحصيل‪ ،‬الذكاء العام‬
‫االستعدادات الخاصة‪ ،‬الميول‪ ،‬االتجاىات والقيم‪ ،‬إضافة إلى الجوانب االنفعالية والمزاجية التي تمثل نمط‬
‫السموك المتسق والمميز لمفرد‪ ،‬وىو ما جعل قياسيا أم ار معقدا‪ ،‬لذا فقد جاءت ىذه الدراسة لتبين أىمية‬
‫قياس الشخصية وبعض المشكالت التي تظير في مقاييس الشخصية‪.‬‬

‫مفهوم الشخصية‪:‬‬

‫لقد أخذ مفيوم الشخصية لدى األخصائيين النفسيين مجاالً واسعا لموصف‪ ،‬ومعان أكثر تعقيداً‬
‫فيناك تعريفات عديدة لمشخصية‪ ،‬والحقيقة أن كثرة التعريفات ترجع إلى كثرة االتجاىات العممية‬
‫التي يتبعيا عمماء النفس‪ ،‬فك ٌل يعرف الشخصية استناداً إلى نظريتو أو موقفو النظري‪ ،‬وبسبب‬
‫ىذا االختالف‪ ،‬فإنو من الصعب البحث عن تعريف جامع ليا‪ ،‬ولكي نفيم ماذا يقصد عمماء النفس‬
‫بـالشخصية عمينا أن نفيم اتجاىاتيم النظرية‪ ،‬فالتعريف يختمف باختالف النظرية‪ ،‬وفيما يمي مجموعة‬
‫من التعريفات السيكولوجية لمشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف )‪ :(in; Bernedetto, 2008, 16) Allport (1937‬ىي التنظيم الدينامي داخل الفرد يتكون‬
‫من مجموعة األنظمة النفسية الجسمية التي تحدد سموك الفرد وخصائصو وتفكيره‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف )‪( Burt (1941‬في‪ :‬داود والطيب والعبيدي‪ :)1991 ،‬ىي النظام الكامل في الميول‬
‫واالستعدادات الجسمية والعقمية الثابتة نسبياً‪ ،‬والتي تعد مميزة لمفرد وتحدد طريقتو الخاصة في التوافق‬
‫مع بيئتو المادية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف )‪( Eysenck (1976‬في‪ :‬غنيم‪ :)54 ،1972 ،‬ىي تنظيم ثابت ودائم إلى حد ما لخمق الفرد‬
‫ومزاجو وعقمو وجسمو والذي يحدد توافقو المميز لمبيئة التي يعيش فييا‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف )‪( Cattell (1946‬في‪ :‬عباس‪ :)1994 ،‬ىي ما يمكننا من أن نتنبأ بما يكون عميو سموك‬
‫الفرد في موقف ما‪.‬‬

‫يتضح من التعاريف السابقة الذكر أن كل باحث يعرف الشخصية حسب تصوره النظري‪ ،‬فمنيم‬
‫من يؤكد عمى الجوىر أو الطبيعة الداخمية لمفرد‪ ،‬ومنيم من يركز عمى عمميات التوافق االجتماعية‬
‫واستعداد الفرد لمسايرة الظروف حسبما تستدعي متطمبات الموقف‪ ،‬في حين أن ىناك من جمع بينيما‬
‫كما ُيالحظ أن ىناك نقاط التقاء بين ىذه التعريفات؛ فمنيا من عرف الشخصية بأنيا نظام متكامل‬
‫أو أنيا مجموعة‪ ،‬أو كل‪ ،‬وأنيا شيء مركب وثابت نسبيا‪ ،‬بمعنى عمى قدر معين من الديمومة‬
‫واالستم اررية‪ .‬كذلك نالحظ من خالل التعريفات أنو يمكن التنبؤ بسموك الفرد من خالل مواقف معينة‪.‬‬
‫أهمية دراسة الشخصية‪:‬‬

‫ترجع أىمية دراسة الشخصية إلى أنيا موضوع اىتمام الكثيرين‪ ،‬فيي من المنظور العممي‬
‫التخصصي موضوع يشترك في دراستو عموم كثيرة أىميا عمم النفس‪ ،‬عمم االجتماع‪ ،‬الطب‬
‫النفسي‪ ،‬ويدرس عمم النفس الشخصية من ناحية تركيبيا‪ ،‬أبعادىا األساسية‪ ،‬ونموىا‪ ،‬تطورىا‪ ،‬محدداتيا‬
‫الوراثية والبيئية وطرق قياسيا‪ ،‬ويمكن كذلك أن يدرس اضطراباتيا‪ ،‬كل ذلك عمى أساس نظريات متعددة‬
‫ىدفيا جميعاً التنبؤ بما سيكون عميو سموك الفرد في موقف معين حتى يمكن ضبطو والتحكم فيو‪ ،‬ويعد‬
‫عمم النفس اإلكمينيكي فرعاً تطبيقياً من فروع عمم النفس‪ ،‬يختص أساسا بتشخيص وعالج اضطرابات‬
‫الشخصية‪ ،‬التي تظير نتيجة المشكالت النفسية‪( .‬اآلغا‪)2339 ،‬‬

‫أما عمم االجتماع فإنو ييتم بدراسة الشخصية اإلنسانية من حيث ىي نتاج لحضارة أو ثقافة‬
‫معينة تشتمل عمى أنساق‪ ،‬أو أنظمة اجتماعية كالزواج واألسرة والدين والنظام السياسي والقانوني وغيرىا‬
‫مع عدم إنكاره ألثر العوامل الوراثية‪ .‬بينما ييتم الطب النفسي ‪ -‬بالدرجة األولى‪ -‬بأنواع محددة‬
‫من االضطرابات واألمراض التي تصيب الشخصية‪ ،‬تشخيصيا وعالجيا والتنبؤ بمآليا‪.‬‬
‫كما تتأثر الدراسة السيكولوجية لمشخصية بتيارين ىامين ىما‪ :‬العموم االجتماعية والعموم البيولوجية‬
‫والشخصية ىي ىمزة الوصل بينيما‪ .‬وقد حاول )‪( Eysenck (1957‬في‪ :‬عبد الخالق أ‪)1987 ،‬‬
‫أن يوضح ىذه السمسمة السببية التي تبدأ من العموم البيولوجية مرو اًر بعمم النفس التجريبي وصوالً إلى عمم‬
‫النفس االجتماعي‪ .‬كما ترجع أىمية دراسة الشخصية إلى أنيا خاتمة مطاف واجتماع الدراسات‬
‫السيكولوجية‪ ،‬لذا اقترح بعض عمماء النفس أن يطمق عمييا(عمم الشخصية) إشارة إلى إمكانية اعتبارىا‬
‫تخصصا قائما بذاتو‪ ،‬فقد ذكر )‪( Meili(1968‬في‪ :‬عبد الخالق أ‪ )1987 ،‬أن الشخصية أعقد جانب‬
‫وتكون ‪ -‬في أحد نواحييا‪ -‬كل عمم النفس‪ ،‬وال توجد تجربة فيو يمكن القول إنيا‬
‫ّ‬ ‫في عمم النفس‬
‫ال تضيف إلى معرفتنا بالشخصية‪.‬‬
‫ويضيف ‪( Gardner Murphy‬في‪ :‬غنيم‪ )1972 ،‬أن لدراسة الشخصية في عمم النفس وظيفة تكاممية‬
‫ألنو إذا أراد عالم النفس أن يرى جميع العالقات والروابط الداخمية داخل الكائن العضوي دفعة واحدة‬
‫وكذلك تسمسل القوانين التي تحكم ىذه العالقات‪ ،‬فالبد أن ييتم ويعنى بسيكولوجية الشخصية‪ ،‬فعمم نفس‬
‫الشخصية يمكن أن َيكون ذلك الفرع الخاص من عمم النفس العام الذي يؤكد الكل والعالقات العضوية‬
‫داخل ىذا الكل‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة في الشخصية‪:‬‬

‫إن معظم النظريات تتفق بأن الشخصية نمط سموكي متسق وثابت نسبيا‪ ،‬إالّ أنيا تختمف‬
‫في تفسير محددات الثبات النسبي واالتساق في السموك‪ ،‬يشير ىذا المفيوم إلى ضرورة أن تكون النظرية‬
‫ممة بجوانب الشخصية المختمفة وأجزائيا من خالل نظام معين ثابت نسبيا‪ ،‬ومن خاللو يمكن التعرف‬
‫ُم ّ‬
‫عمى المخطط العام لمشخصية واألجزاء المختمفة في تركيبيا‪( .‬القذافي‪ )2001 ،‬ذلك أن عممية إعطاء‬
‫وصف عممي لمشخصية ليست من السيولة بمكان‪ ،‬ألن لكل فرد شخصيتو الفريدة أو المميزة التي يختمف‬
‫فييا عن اآلخرين‪ ،‬وىو ما يحتم عمينا التوصل لمعرفة الجوانب المتميزة في شخصية الفرد بقدر اإلمكان‬
‫والعوامل المؤثرة فييا‪( .‬أبو خاطر‪)1999 ،‬‬

‫‪ -1‬المحددات الوراثية‪ :‬تمثل الوراثة كل العوامل الداخمية التي كانت موجودة عند بداية الحياة‬
‫حيث تعتبر عامال ميماً يؤثر في تحديد الخصائص الجسمية لمفرد‪ ،‬وفي تكوين الجياز العصبي‬
‫الذي يمعب دو ار ىاما في تحديد السموك‪ ،‬حيث يرث االنسان االستعدادات أو الخصائص األولية لمسموك‬
‫بشكل معين‪ ،‬أي أن الوراثة ال تحدد الخصائص الجسمية فحسب‪ ،‬بل تحدد أيضا الخصائص العقمية‬
‫الخمقية‪ ،‬وىو ما أكدتو العديد من الدراسات‪ ،‬السيما التي أجريت عمى التوائم‬
‫واالجتماعية واالنفعالية و ُ‬
‫المتشابية والتوائم الحقيقية وشجرة العائمة‪ ،‬لذلك فإن العديد من نظريات الشخصية تقبل ثبات السموك‬
‫كما لو كانت عمى األقل استجابة جزئية لمعوامل الوراثية‪ ،‬حيث بنيت معظم النظريات عمى أن ىناك شيئا‬
‫موروثاً عمى األقل‪( .‬عبد الرحمن‪)1998 ،‬‬

‫‪ -2‬المحددات الثقافية واالجتماعية‪ :‬تتمثل المحددات الثقافية في األدوار التي يمعبيا كل فرد‪ ،‬ولكل دور‬
‫يحدد المجتمع نوعا من السموك المقبول‪ ،‬مما يعني أن كل دور يرتبط بمدى معين من السموك يعد مقبوال‬
‫واذا انحرف الفرد عنو سيتعرض لضغوط اجتماعية من نوع ما‪ ،‬فالثقافة والبيئة االجتماعية إذن تحدد‬
‫بوضوح كيف يسمك كل فرد‪ ،‬مما يجعمو يكتسب الكثير من القيم واالتجاىات والعادات والخبرات التي تييئ‬
‫لمفرد فرص التعمم وفرص التعبير عن الذات‪( .‬عدس وتوق‪ )272 ،1993 ،‬ويعد أثر التعميم‬
‫عمى الشخصية خير دليل عمى أىمية البيئة االجتماعية في تكوين شخصية الفرد‪ ،‬وامكانية تنمية صفات‬
‫معينة لديو‪( .‬عبد الرحمن‪)1998 ،‬‬

‫‪ -3‬الميكانيزمات الالشعورية‪ :‬ىي العوامل الضمنية الالشعورية المحركة لمسموك التي يمكن أن تخرج‬
‫إلى الشعور بعدة طرق وتؤثر عمى سموك الفرد دون أن يعي ذلك‪ ،‬وتتمثل في الشعور والالشعور واليو‬
‫واألنا واألنا األعمى‪ ،‬إضافة إلى آليات الدفاع األولية‪ ،‬مثل‪ :‬الكبت والنكوص والتقمص والتبرير‬
‫والصراعات النفسية واإلحباط والعقد النفسية‪( .‬عبد اهلل‪)2333 ،‬‬

‫قياس الشخصية‪:‬‬

‫لقد تعددت النظريات وتباين كل منيا في إلقاء الضوء عمى مفيوم الشخصية‪ ،‬وقد ترتب عمى ذلك‬
‫تباين وتعدد طرق وأساليب قياسيا‪ .‬فقياس أو تقييم الشخصية يعد أسموبا لجمع المعمومات عن فرد ما‬
‫ولمحصول عمى ىذه المعمومات يجب محاولة فيم أثر مختمف مكونات الموقف الذي يواجيو الفرد‬
‫ويستجيب لو بخصائصو الفيزيائية‪ ،‬وبالتعميمات التي تقدم لو‪ ،‬وبالمطمب المحدد‪.‬‬
‫ونظ ار الختالف المتغيرات المرتبطة بعممية جمع البيانات الشخصية عن الفرد‪ ،‬فطبيعة‬
‫كل من الموقف والمثير‪ ،‬والتعميمات المعطاة‪ ،‬واالستجابة المطموبة‪ ،‬وكذلك كيفية تقدير الدرجات وتحميميا‬
‫وتفسيرىا‪ ،‬تعد خصائص لعممية قياس الشخصية‪ ،‬إذ ُيستند إلييا في عممية جمع البيانات وتسجيميا‬
‫وتحميميا وتفسيرىا‪ ،‬ومن بين العوامل التي تؤثر عمى درجات األفراد عمى المقاييس طريقة استجابتيم‬
‫ليا التي قد تكون أحيانا مشوىة‪( .‬عالم‪)2333 ،‬‬

‫‪ -1‬أهداف قياس الشخصية‪:‬‬


‫التشخيص االكمينيكي‪ :‬وذلك لكي يقرر األخصائي مدى وطبيعة االضطراب في الشخصية‬ ‫‪‬‬

‫وتحديد العالج المناسب‪.‬‬


‫اإلرشاد النفسي العالج النفسي‪ :‬الغرض من ىذا القياس ىو تقييم مدى التغير الذي ينتج‬ ‫‪‬‬

‫عن أسموب العالج‪.‬‬


‫انتقاء األفراد‪ :‬من خالل مقاييس الشخصية يمكن تحديد السمات التي يتميز بيا المتقدمون‬ ‫‪‬‬

‫والتي يتطمبيا العمل‪.‬‬


‫بحوث الشخصية‪ :‬تستخدم بحوث الشخصية في المواقف العممية التي تتطمب‪ ،‬مثال تقدير أثر‬ ‫‪‬‬

‫برنامج تدريبي معين عمى الشخصية‪ ،‬أو في البحوث المخبرية‪ ،‬كما تستخدم بحوث قياس‬
‫الشخصية في التحقق من كفاية طريقة القياس‪ ،‬وكذلك تستخدم بغرض اإلسيام في تطوير‬
‫النظريات المتعمقة بالوظائف النفسية‪.‬‬

‫يتضح أن ىناك ىدفين أساسيين لقياس الشخصية؛ األول تطوري‪ ،‬يتعمق باإلسيام في التعرف‬
‫عمى متغيرات ومفاىيم نظرية لمشخصية‪ ،‬ومن خالل القياس يمكن ربط ىذه المفاىيم بأنماط السموك‬
‫المالحظ‪ .‬أما اليدف العممي التطبيقي فإنو يتعمق باتخاذ ق اررات وتنبؤات عن األفراد في مواقف عممية‪.‬‬
‫(عالم‪)2336 ،‬‬

‫‪ -2‬مشكمة تشويه استجابة األفراد عمى مقاييس الشخصية‪ :‬من المشكالت المنيجية التي تقابل عمماء‬
‫النفس في مواقف القياس النفسي المعتمد عمى التقرير الذاتي وخاصة في قياس الشخصية حسب "كافي"‬
‫أن استجابات المفحوصين بصورة عامة في بعض الحاالت تتأثر بعوامل ليس ليا عالقة بمضمون المثير‬
‫المقدم‪ ،‬وىو ما يعتبر تشوييا أو تزيفا لالستجابة‪ ،‬ويحدث التشويو لتدخل عدة عوامل في مواقف القياس‬
‫ويتفاوت األفراد في استعدادىم لحدوث ىذا التشويو‪ ،‬ألنو يرتبط باتجاىاتيم وسمات الشخصية لدييم‪.‬‬
‫وفيما يمي أىم أساليب االستجابة التي تمثل التشويو عمى مقاييس الشخصية‪:‬‬
‫أسموب االستجابة المذعنة أو الموافقة‪ :‬إن الميل لالستجابة المذعنة يشوه إلى حد كبير قياس‬ ‫‪‬‬

‫أي سمة تعتمد في قياسيا عمى اإلجابات المثبتة أو المنفية‪ ،‬مثل‪( :‬نعم‪ ،‬ال)‪ ،‬أو اإلجابة بالموافقة‬
‫أو المعارضة‪ ،‬مثل (صحيح‪ ،‬خاطئ) وفييا نمطان‪:‬‬
‫‪ -‬إذعان الموافقة‪ :‬وىو الميل إلى إبداء الموافقة عمى المقاييس ذات البدائل (‪ )1-3‬بصرف النظر‬
‫عن المحتوى‪.‬‬
‫‪ -‬إذعان القبول‪ :‬ويتمثل في النظر لمخصائص عمى أنيا صفات‪ ،‬فالموافق النموذجي النمطي‬
‫ىو الذي يميل إلى االستجابة (بصحيح) عمى الفقرات التي تؤكد وجود صفات لمشخصية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫"أنا سعيد‪ ،‬أنا حزين"‪ ،‬في الوقت الذي يمكن أن يستجيب بكممة (خاطئ) عمى الفقرة التي تنكر وجود‬
‫الصفة مثل‪" :‬أنا لست سعيدا‪ ،‬أنا لست حزينا"‪.‬‬
‫أسموب االستجابة المنحرفة‪ :‬ىي االستجابة التي تختمف عن االستجابة النموذجية‪ ،‬مثل اإلجابة‬ ‫‪‬‬

‫(بنعم) عمى‪" :‬والدي رجل طيب"‪ ،‬واالنحراف عنيا يعتبر انحرافا في االستجابة‪ ،‬وقد يعتبر ميال عاما‬
‫نحو االنحراف في الشخصية‪.‬‬
‫أسموب االستجابة المتطرفة‪ :‬وىو ميل المفحوص ألن يختار البدائل المتطرفة لالستجابة مثل‪ :‬موافق‬ ‫‪‬‬

‫بشدة أو معارض بشدة‪.‬‬


‫أسموب االستجابة المستحسنة اجتماعيا‪ :‬وىي تأثر المستجيب بشكل المثير أو أسموبو أكثر مما يتأثر‬ ‫‪‬‬

‫بمضمونو‪ .‬ويفضل بعض الباحثين التمييز بين التشويو الالشعوري وغير المقصود‪ ،‬ألن الفرد يحاول‬
‫أن يظير بمظير المقبول اجتماعيا‪ ،‬أما النوع الثاني خاص بالميل العمدي لتحريف االستجابة في االتجاه‬
‫المستحسن اجتماعيا‪ ،‬وىو أخطر المشاكل التي يقابميا العاممون في مجال قياس الشخصية‬
‫وىي ما تسمى بالنزعة الدفاعية‪.‬‬

‫‪ -3‬مشكمتا الثبات والصدق في مقاييس الشخصية‪ :‬يعتبر المقياس الصالح حسب بوسالم (‪)2314‬‬
‫لمتطبيق ىو الذي يتمتع بنوع من انسجام العالقات النظرية المعروفة بين المتغيرات والسمة مع الدالئل‬
‫التجريبية الواقعية‪ ،‬وتعد مقاييس الشخصية من بين المقاييس التي تعترضيا عدة مشكالت عند تقدير‬
‫قيم معامالت الصدق والثبات الخاصة بيا‪.‬‬
‫أ‪ -‬الثبات‪ :‬يعد الثبات من الخصائص الواجب توفرىا لصالحية استخدام مقياس معين‪ ،‬فيو يتعمق بدقة‬
‫القياس ومدى خموه من األخطاء العشوائية‪(Ebel & Frisbie, 1991) .‬‬

‫لقد أشار كل من )‪ Shultz & whitney (2005‬إلى أن معامل الثبات يشير إلى تقدير درجة الخطأ‬
‫وتباين الدرجات المرتبطة بالمقياس‪ ،‬مما يعني أنو عند تطبيق مقياس معين فإن الدرجة المتحصل عمييا‬
‫تحتوي عمى درجة الخطأ‪ ،‬وتقدير معامل ثبات المقياس ىو تقدير لدرجة الخطأ الموجودة في الدرجة‬
‫المالحظة‪ .‬فإذا كانت قيمة معامل الثبات حسب محاسنة (‪ )2313‬أقل من الواحد‪ ،‬فإن ذلك يعني‬
‫أن ىناك أخطاء في القياس‪ ،‬وكمما زادت قيمة معامل الثبات فإن قيمة تباين الخطأ تقل‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن الدرجات المالحظة لممفحوصين تكون قريبة من الدرجات الحقيقية‪.‬‬

‫غير أن ثبات االختبار أصبح ينظر إليو وفق المفيوم الحديث لمصدق عمى أنو دليل من أدلة‬
‫صالحية المقياس‪ ،‬وليس خاصية معزولة تحسب بصفة انفرادية‪ ،‬فمن خصائص المقياس الصالح توفره‬
‫عمى درجة من الثبات‪ ،‬فال يمكن لمباحث أن يجزم بصدق مقياسو إذا لم يدلل عمى أن اختباره عمى درجة‬
‫مقبولة من الثبات‪( .‬بوسالم‪)2314 ،‬‬

‫إن ثبات درجات األفراد عمى مقاييس الشخصية يتأثر بعدة عوامل‪ ،‬حيث يشير‬
‫(كرونباخ‪ ،1963 ،‬في‪ :‬عبد الخالق ب‪ )2337 ،‬أنو في قياس الشخصية واالتجاىات والميول يريد‬
‫الفاحص أن يعرف ما يفعمو الشخص عادة بدل من معرفتو ما يقدر الشخص أن يفعمو كما في مقاييس‬
‫الذكاء‪ ،‬أين تعد الدرجات العميا أم ار مرغوبا فيو‪ ،‬أما في مقاييس الشخصية فال يمكن أن نصف استجابة‬
‫ما بأنيا جيدة‪ ،‬فاألفراد يكشفون عمى اختالفات واسعة في العالقات االجتماعية مثالً‪ ،‬وال يمكن أن نقول‬
‫أن درجة معينة ىي الدرجة المثمى‪ ،‬حيث يوجد في المجتمع مكان لألفراد من كل نوع‪ ،‬كما أن التزييف‬
‫في مقاييس الشخصية يكون في كال النوعين (إلى األسوأ واألحسن)‪ ،‬إضافة إلى تأثير العديد من العوامل‬
‫كالدافعية وظروف التطبيق وشخصية الفاحص‪ ،...‬وتشير (أنستازي‪ ،1988 ،‬كما ورد في‪ :‬عبد الخالق‬
‫ب‪ )2337 ،‬في ىذا الصدد أنو‪ :‬ال يمكن أن نفترض أن استجابات األفراد لمقاييس الشخصية تتحدد‬
‫عن طريق المقياس نفسو فقط‪ ،‬وأنيا تميز مجال السموك الذي يدخل في دائرة المقياس‪ ،‬بل تتحدد بدرجة‬
‫كبيرة أيضاً عمى أساس النوعية الموقفية والقابمية لمتغير في شخصية الفرد‪ ،‬مما يجعل تقدير الثبات‬
‫في ىذه المقاييس أم ار معقداً‪.‬‬

‫ويذكر األنصاري (‪ )2333‬كذلك أنو من أىم أسباب انخفاض ثبات مقاييس الشخصية نوعية‬
‫وعمومية السمة المقاسة‪ ،‬حيث افترض عدد من عمماء النفس انخفاض ثبات سمات الشخصية نتيجة‬
‫لما ليا من نوعية موقفية‪ ،‬ويفرق عمماء النفس بين السمات والمواقف‪ ،‬فوضعت أدوات خاصة لتقدير‬
‫سموك األفراد في مختمف أنواع المواقف‪ ،‬ومثاليا مقاييس قمق االمتحان‪ ،‬وظير أن تباين السموك يعتمد‬
‫عمى كل من األفراد والمواقف والتفاعل بينيما‪.‬‬
‫ب‪ -‬الصدق‪ :‬إن مقاييس الشخصية التي تم بناؤىا وفق أىداف وأسس معينة لقياس سمة أو أكثر‬
‫لدى األفراد‪ ،‬يجب أن توضع فقرات وبنود المقياس لتحقيق تمك األىداف‪ ،‬والبعد عن ذلك سيجعل المقياس‬
‫يفقد أىميتو‪ ،‬ولمتأكد من ىذه العممية عادة نمجأ إلى التحقق مما يسمى بالصدق‪.‬‬

‫فإذا لم تكن لنتائج مقاييس الشخصية فائدة في اتخاذ ق اررات صائبة‪ ،‬ألنيا تقدم معمومات غير دقيقة‬
‫أو غير متعمقة بالمجال الذي تقيسو‪ ،‬فإن نتائج ىذه األدوات ال تتسم بالصدق‪ ،‬ولكي نحدد مدى مالئمة‬
‫مقياس الشخصية الستخدامات معينة ينبغي جمع معمومات مناسبة تتعمق بصدق المقياس‪ ،‬وتعتمد‬
‫ىذه المعمومات عمى ىدف أو أىداف عممية القياس‪( .‬عالم‪)2333 ،‬‬

‫يطبق عميو مقياس ال ّشخصية عمى سبيل المثال‬


‫يعتبر قياس الشخصية أم اًر معقداً‪ ،‬ألن الفرد الذي ّ‬
‫ال يكون عمى دراية تامة بكل األبعاد المراد قياسيا‪ ،‬كما أن االستجابات تكون عرضة لتحيزات مختمفة‬
‫وكذلك ربما توثر عممية القياس أو الموقف االختباري في سموك الفرد المختبر‪ ،‬مما قد يودي إلى تغيير‬
‫استجاباتو في المقياس‪ ،‬كما أن عممية نقل مقاييس الشخصية من بيئة ثقافية إلى أخرى قد يكون التعريف‬
‫االجرائي لمسمة محل القياس مختمفا تماما عن البيئة األصمية‪ ،‬وىو ما يجعل صدق المقياس موضع شك‪.‬‬
‫(عالم‪)2336 ،‬‬

‫بما أن الصدق صفة ترتبط باستخدام درجات المقياس من أجل اتخاذ ق اررات معينة‪ ،‬فيو يرتبط‬
‫بمفيوم إمكانية التعميم الذي أشار إليو (كرونباخ‪ ،1972 ،‬كما ورد في‪ :‬بوسالم ‪ ،)2314‬وبذلك نستطيع‬
‫تحديد النطاق السموكي الذي يتميز بإمكانية تعميم أداء األفراد عمى النطاقات السموكية األخرى‪ ،‬ويصعب‬
‫إجراء ىذه الطريقة عمميا لما تتطمبو من جيد ووقت كبير‪ ،‬كما أن صدق التكوين الفرضي الذي نيتم‬
‫فيو بصدق تفسير درجات المقياس‪ ،‬ىو ما يجب أن تتوجو إليو األبحاث المستقبمية في القياس النفسي‪.‬‬
‫كما أشار )‪ Ebel & Frisbie (1991‬إلى أن المقياس حين يتضمن أفضل التعاريف اإلجرائية‪ ،‬فإننا لسنا‬
‫بحاجة لبحث الصدق في ىذه الحالة‪ ،‬فقيام الباحث بصياغة أىداف االختبار بطريقة صريحة ودقيقة‬
‫يعد دليال عمى صدق المقياس‪ ،‬إذ أن األىداف الدقيقة والصريحة تدل عمى ما يقيسو‪ ،‬فإن كان ذلك‬
‫ما يريد الباحث قياسو فالمقياس صالح لذلك االستخدام‪.‬‬
‫‪ -4‬تصنيف مقاييس الشخصية‪ :‬لقد جرت محاوالت عديدة لتصنيف طرق وأساليب قياس الشخصية‬
‫واألدوات التي تتطمبيا كل من ىذه الطرق‪ ،‬لكنيا انتيت إلى تصنيفات مختمفة العتمادىا أسساً مختمفة‬
‫في التصنيف‪.‬‬
‫ويمكن اعتماد تقسيم عالم (‪ ،)2336‬الذي يعتمد عمى نوعية األداة المستخدمة في القياس‬
‫حيث صنف مقاييس الشخصية إلى بعدين أساسيين كل منيما ثنائي القطب من حيث بنية المثي ارت‬
‫واليدف من المقياس‪ ،‬فبنية المثيرات يمكن أن تكون غير محددة أو محددة‪ ،‬واليدف من المقياس‬
‫إما أن يكون غامضا أو واضحا‪.‬‬

‫‪ -1-4‬مقاييس محددة البنية‪ :‬يعتمد تحديد بنية المقياس عمى ما يسمح بو لمفرد من حرية االستجابة‬
‫ففي المقياس محدد البنية يستجيب الفرد لعدد محدود من البدائل‪ ،‬ويقرر منيا ما يراه منطقيا بالنسبة لو‬
‫والمقاييس محددة البنية يمكن أن تكون واضحة اليدف‪ ،‬كما في استبيانات الشخصية‪ ،‬أو غامضة اليدف‬
‫كما في اختبارات األداء المقننة‪ ،‬ومقاييس األنشطة الفسيولوجية‪( .‬عالم‪)2333 ،‬‬
‫أ‪ -‬واضحة الهدف‪ :‬تعد مقاييس الشخصية محددة البنية واضحة اليدف بالنسبة لمفرد المستجيب كما‬
‫تعد من المصادر األساسية لمحصول عمى بيانات ومعمومات تتعمق بالعديد من سمات الشخصية‬
‫وتستند ىذه االستبيانات إلى نظريات السمات‪ .‬وتختمف من حيث استراتيجيات بنائيا حسب‬
‫عالم (‪:)587 ،2333‬‬
‫مقاييس تعتمد عمى أحكام الخبراء‪ ،‬والدراسة التحميمية الشاممة والمنظمة لمسمة أو مجال‬ ‫‪‬‬

‫قائمة وودورث لمبيانات الشخصية واستبيان الشخصية‬ ‫السموك‪ ،‬من بين ىذه المقاييس‪:‬‬
‫لبرنرويتر (ميخائيل‪.)2336 ،‬‬
‫مقاييس تستند عمى أساس إمبريقي‪ :‬حيث تعتمد في انتقاء فقراتيا عمى تمييزىا بين مجموعتين‬ ‫‪‬‬

‫أو أكثر يختمفان في خاصة أساسية معينة أىميا‪ :‬استبيان (مينيسوتا) متعدد األوجو‪ ،‬استبيان‬
‫كاليفورنيا السيكولوجي‪.‬‬
‫مقاييس تستند عمى االتساق الداخمي لمفقرات‪ ،‬وتعتمد ىذه االستراتيجية اعتمادا أساسيا‬ ‫‪‬‬

‫عمى أسموب التحميل العاممي في انتقاء فقرات تتميز باالتساق الداخمي‪ ،‬ترتبط فيما بينيا‬
‫ارتباطا مرتفعا‪ ،‬وترتبط بغيرىا من مجموعات الفقرات ارتباطا منخفضا‪ ،‬أىميا‪ :‬استبيان‬
‫(جيمفورد) و(زمرمان) لمسح السمات المزاجية‪ ،‬استبيان العوامل الستة عشر (لكاتل) ومقياس‬
‫‪ Eysenck‬لمشخصية‪.‬‬
‫ب‪ -‬غامضة الهدف‪ :‬يتم في ىذا النوع من المقاييس وضع األفراد في موقف مقنن‪ ،‬أي يعرض‬
‫المثير نفسو عمى جميع األفراد في الظروف نفسيا في المختبر‪ ،‬وتستخدم المالحظة المباشرة‬
‫في الحصول عمى معمومات دقيقة يمكن االستناد إلييا أىميا‪:‬‬
‫‪ ‬مقاييس األنشطة الفسيولوجية‪ :‬تستخدم لتقييم التغيرات التي تحدث في االستجابات‪ ،‬نتيجة‬
‫لإلثارة أو لمواقف ضاغطة‪( .‬العيسوي‪)2332 ،‬‬
‫‪ ‬مقاييس اإلدراك‪ :‬تعد ىذه المقاييس حمقة وصل بين مقاييس القدرات ومقاييس الشخصية‪ ،‬أىميا‬
‫اختبار المؤشر واإلطار‪ ،‬اختبار األشكال المتضمنة‪( .‬عالم‪)2333 ،‬‬

‫‪ -2-4‬مقاييس غير محددة البنية‪:‬‬


‫أ‪ -‬واضحة الهدف‪ :‬تعد بعض أساليب المالحظة‪ ،‬والمقابالت المباشرة‪ ،‬والتقرير الذاتي لمفرد‬
‫كما يقررىا بنفسو‪ ،‬أمثمة لممقاييس غير محددة البنية وواضحة اليدف‪ ،‬وسيتّم توضيح ىذه األساليب‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬المالحظة‪ :‬تمعب دو ار أساسيا في تقييم الشخصية في المواقف االجتماعية المختمفة‬
‫سواء كانت ىذه المواقف عفوية‪ ،‬كمالحظة المفحوص في الموقف الحياتي الطبيعي من حيث‬
‫تصرفاتو وسموكياتو لمتعرف عمى عينة مباشرة من سموكو‪ ،‬أو مصطنعة‪ ،‬تتم داخل المخبر‬
‫أو في مواقف تجريبية يتحكم فييا القائم عمى المالحظة‪ ،‬حيث يكون إجراء ذلك ميدانيا مكمفا‬
‫وغير مناسب ويؤدي إلى مواقف معقدة ومربكة‪( .‬ربيع‪)2339 ،‬‬
‫‪ ‬موازين تقدير السموك‪ :‬وىي األساليب التي تشتمل عمى السموك المرجو مالحظتو في مواقف‬
‫معينة لتقييم الشخصية‪ ،‬أىميا موازين تقدير السموك لـ (‪ ،Burks (1977‬برفيل تقدير السموك‬
‫‪.Gresham & Elliot‬‬ ‫لـ )‪ ،Brown & Hammill (1990‬نظام تقدير الميارات االجتماعية لـ‬
‫)‪( (1990‬في‪ :‬ميخائيل‪)2336 ،‬‬
‫‪ ‬المقابمة‪ :‬تعد من أكثر األساليب المستخدمة في تقييم الشخصية‪ ،‬حيث تتضمن تفاعال لفظيا‬
‫شفويا وجيا لوجو بين فردين أو أكثر‪ ،‬فالمقابمة تمدنا ببيانات ومعمومات ثرية‪ ،‬تعتمد‬
‫ىذه المعمومات عمى اإلطار النظري الذي يستند إليو القائم بالمقابمة‪ ،‬فيناك أطر تنسب‬
‫إلى ‪ ،Rogers, Sullivan, Freud‬وتنقسم أساليب المقابمة إلى نوعين رئيسيين ىما‪:‬‬
‫‪ -‬المقابمة المقننة‪ :‬تكون األسئمة فييا معدة قبل البدء‪ ،‬وتكون موحدة في صياغتيا‪ ،‬وتقدم‬
‫بالترتيب نفسو لجميع األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬المقابمة غير المقننة‪ :‬ال تكون األسئمة محددة سمفا‪ ،‬وانما تحدد بناء عمى استجابات‬
‫المفحوص‪ ،‬وتستخدم عادة في المقابالت الشخصية لممتقدمين لموظائف أو لاللتحاق بالكميات‪.‬‬
‫(عالم‪)2333 ،‬‬
‫‪ ‬التقرير الذاتي‪ :‬يتمثل في إجابة المفحوص عمى قائمة من العبارات تدور حول مواقف معينة‬
‫في الحياة اليومية‪ ،‬وعمى المفحوص أن يقرر ما إذا كانت تنطبق عميو أم ال‪ ،‬وفق مقياس متدرج‪.‬‬
‫ومن المعروف أن أسموب التقرير الذاتي يركز عمى موضوع واحد‪ ،‬مثل‪ :‬الخوف أو الخجل‬
‫وبذا يتفرق عن اختبارات الشخصية التي تقيس عدة سمات‪ ،‬من أمثمة ذلك قائمة مسح المخاوف‬
‫لـ (‪( .AKutagura (1956‬ربيع‪)447 ،2339 :‬‬
‫ب‪ -‬غامضة الهدف‪ :‬تعد األساليب اإلسقاطية اتجاىا آخر في تقييم الشخصية‪ ،‬ويعني اإلسقاط‬
‫عند (فرويد) أن ينسب الفرد عيوبو وأخطاؤه ورغباتو المستكرىة والمكبوتة إلى غيره من الناس‬
‫واألشياء في العالم الخارجي‪ ،‬لحماية ذاتو من الشعور بالقمق والتوتر‪ .‬وتتضمن الطرق اإلسقاطية‬
‫مثيرات غير محددة تعطى لممفحوص فيضفي عمييا معاني وتفسيرات وتأويالت ىي في الواقع‬
‫مشاعره وانفعاالتو ودوافعو ورغباتو‪ ،‬تعبر عن التنظيم الدينامي لشخصيتو‪( .‬العيسوي‪)2332 ،‬‬
‫وتصنف األساليب اإلسقاطية إلى‪:‬‬
‫‪ ‬أساليب تركز عمى المحتوى‪ :‬يركز ىذا األسموب عمى المحتوى ويعتبره نتاجا لتصورات الفرد‬
‫وتخيالتو مثل‪ :‬اختبار تفيم الموضوع لـ (‪ C.Morgan & H.Murray (1935‬حيث يكتب الفرد قصصا‬
‫كاستجابة لسمسمة من الصور التي تتميز بالغموض النسبي‪( .‬عبد اهلل‪)2331 ،‬‬
‫‪ ‬أساليب تركز عمى الشكل‪ :‬ييتم ىذا الموضوع بالخصائص الشكمية لممثير الغامض الذي يراه‬
‫الفرد مثل‪ :‬اختبار بقع الحبر ل ـ ـ ‪ ،H.Rorschach‬حيث يصنف استجابات الفرد من حيث بعض األرقام‬
‫الشكمية مثل الحركة‪ ،‬والنزعة إلى استخدام الكل أو األجزاء‪ ،‬وتنظيم الشكل‪ ،‬والحساسية لأللوان والظالل‪.‬‬
‫(عالم‪)2333 ،‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫يعد قياس الشخصية في عمم النفس من أعقد المواضيع‪ ،‬ألنيا مفيوم يدخل في تكوينو‬ ‫ّ‬
‫عدة متغيرات‪ ،‬وىو ما يحتم عمى السيكولوجيين الحذر من اتخاذ ق اررات قد تكون مصيرية بالنسبة لبعض‬
‫األفراد‪ ،‬من خالل نتائج مقاييس الشخصية التي تطبق عمييم‪ ،‬فاستعمال ىذه المقاييس من طرف الباحثين‬
‫يجب أن يصاحبو نوع من الحذر في تفسير النتائج المتحصل عمييا‪.‬‬
‫التطرق لبعض المشكالت الناجمة من تطبيق مقاييس الشخصية‪ ،‬والتي‬
‫ّ‬ ‫الدراسة‬
‫تم في ىذه ّ‬
‫وقد ّ‬
‫تم ذكر مشكمة تشويو‬
‫أىم ىذه المشكالت ّ‬
‫يظير أثرىا في النتائج المتوصل إلييا بعد تطبيقيا‪ ،‬ومن ّ‬
‫االستجابة من طرف األفراد‪ ،‬والتي تؤدي إلى تزييف درجاتيم عمى المقاييس‪ ،‬وكذا أخطاء في النتائج‬
‫المتحصل عمييا‪ ،‬باإلضافة إلى ىذا يتعين االىتمام بصالحية ىذه المقاييس من خالل التأكد‬
‫من خصائصيا السيكومترية (الصدق والثبات) قصد التطبيق السميم لمثل ىذا النوع من المقاييس‪ ،‬وبالتالي‬
‫التوصل إلى نتائج أكثر مصداقية‬
‫ّ‬
‫وعميو فإنو ينبغي عمى السيكولوجيين ضرورة استخدام أكثر من أداة في قياس الشخصية أو بعض‬
‫سماتيا لموصول إلى أكبر قدر من الدقة في اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫المراجع العربية‪:‬‬
‫أبو خاطر‪ ،‬نافز عبد اهلل)‪ .(1999‬سمات الشخصية المميزة لألحداث الجانحين عن أقرانهم‬
‫األسوياء بمحافظات غزة دراسة مقارنة‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫اآلغا‪ ،‬بشار جبارة(‪ .)2339‬دراسة سمات شخصية مرضى الوسواس القهري في البيئة الفمسطينية‬
‫باستخدام برنامج تدريبي عالجي‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫األنصاري‪ ،‬بدر محمد(‪ .)2333‬قياس الشخصية‪ .‬الكويت‪ :‬دار الكتاب الحديث‪.‬‬
‫بوسالم‪ ،‬عبد العزيز(‪ .)2314‬القياس في عمم النفس والتربية‪ ،‬األسس النظرية والمبادئ التطبيقية‪.‬‬
‫الجزائر‪ :‬دار قرطبة لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫داود‪ ،‬عبد العزيز والطيب‪ ،‬محمد والعبيدي‪ ،‬ناظم(‪ .)1991‬الشخصية بين السواء والمرض‪ .‬القاىرة‪:‬‬
‫مكتبة األنجمو مصرية‪.‬‬
‫ربيع‪ ،‬محمد شحاتة(‪ .)2339‬قياس الشخصية‪ .‬ط‪ .2‬عمان‪ :‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪.‬‬
‫عباس‪ ،‬فيصل(‪ .)1994‬التحميل النفسي لمشخصية‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر المبناني‪.‬‬
‫عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد أ (‪ .)1987‬األبعاد األساسية لمشخصية‪.‬ط‪ .4‬االسكندرية‪ :‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪.‬‬
‫عبد الخالق‪ ،‬أحمد محمد ب (‪ .)2337‬استخبارات الشخصية‪ .‬ط‪ .3‬بيروت‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬محمد السيد(‪ .)1998‬نظريات الشخصية‪ .‬القاىرة‪ :‬دار قباء لمطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫عبد اهلل‪ ،‬محمد(‪ .)2331‬مدخل إلى الصحة النفسية‪ .‬ط‪ .3‬عمان‪ :‬دار الفكر لمطباعة والنشر‪.‬‬
‫عبد اهلل‪ ،‬محمد قاسم (‪ .)2333‬الشخصية استراتيجياتها نظرياتها‪.‬‬
‫عدس‪ ،‬عبد الرحمن وتوق‪ ،‬محي الدين (‪ .)1993‬المدخل إلى عمم النفس‪ ،‬ط‪ .3‬األردن‪ :‬مركز الكتب‪.‬‬
‫عالم‪ ،‬صالح الدين محمود(‪ .)2336‬االختبارات والمقاييس التربوية والنفسية‪ .‬عمان‪ :‬دار الفكر ناشرون‬
‫وموزعون‪.‬‬
‫عالم‪ ،‬صالح الدين محمود(‪ .)2333‬القياس والتقويم التربوي والنفسي أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته‬
‫المعاصرة‪ .‬القاىرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫العيسوي‪ ،‬عبد الرحمن محمد(‪ .)2332‬نظريات الشخصية‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.‬‬
‫غنيم‪ ،‬سيد محمد(‪ .)1972‬سيكولوجية الشخصية محدداتها قياسها نظرياتها‪ .‬القاىرة‪ :‬دار النيضة‬
‫العربية‪.‬‬
‫القذافي‪ ،‬رمضان محمد(‪ .)2331‬الشخصية نظرياتها اختباراتها وأساليب قياسها‪ .‬االسكندرية‪ :‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪.‬‬
‫كافي‪ ،‬عالء الدين (د ت)‪ .‬مشكمة تشويه االستجابة في مواقف الشخصية‪ .‬قسم عمم النفس‪ .‬كمية التربية‬
‫بجامعتي قطر والقاىرة‪.‬‬
‫محاسنة‪ ،‬ابراىيم محمد(‪ .)2313‬القياس النفسي في ظل النظرية التقميدية والنظرية الحديثة‪ .‬عمان‪:‬‬
‫دار جرير لمنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ميخائيل‪ ،‬امطانيوس(‪ .)2336‬القياس النفسي‪ .‬سوريا‪ :‬منشورات جامعة دمشق‪ .‬كمية التربية‪.‬‬

‫المراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪Bernedetto, Pierre (2008). Psychologie de la perssonalité. 2em ed. Bruxeelles : Groupe de‬‬
‫‪Poeck .‬‬
‫‪Ebel, Robert L & Frisbie, David A (1991). Essentials of educational measurement. 5th edition:‬‬
‫‪Parentice hall of India.‬‬
‫‪Shultz, Kenneths S & Whitney David J & (2005). Measurment of theory in action. London:‬‬
‫‪Sage Publication.‬‬

You might also like