You are on page 1of 11

‫سلسلة كشف خبايا الزوايا‬

‫من جواهر تراث السلف وكنوز‬


‫‪1‬‬
‫الخلف ( )‬

‫االعتقاد القادري‬
‫للخليفة العباسي القادر باهلل‬

‫إخراج وترتيب‬
‫أبي يعلى البيضاوي‬
‫عفا هللا عنه‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫رب يسر وأعن‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل‬
‫أما بعد ‪:‬فهذه سلسة مباركة سميتها‪ { :‬سلسلة كشف خبايا الزوايا من جواهر‬
‫ثراث السلف وكنوز الخلف }‪ ,‬وقد حاولت فيها إخراج ما سطره سلفنا الكرام‬
‫من ذخائر علمية ‪ ,‬وأغليها أجزاء ورسائل صغيرة الحجم‪ ,‬لكنها كبيرة في العلم‬
‫وجلُّها مما هو مخبوء في زوايا الكتب والمصنفات الكبيرة‬
‫والفائدة‪ُ ,‬‬
‫وغرضي من ذلك هو تعريف طلبة العلم الكرام بها‪ ,‬وإطالعهم عليها‪,‬‬
‫واإلستفادة منها‬
‫والغرض الثاني تأدية بعض حقوق هؤالء العلماء الماضين علينا‪ ,‬من التنويه‬
‫بذكرهم‪ ,‬والترحم عليهم‪ ,‬وإحياء تراثهم‪ ,‬والبر بهم ‪ ,‬وشكرهم على ما خلفوه لنا‬
‫من هذا التراث العظيم‪ ,‬فإنه كما قال رسول اهلل ‪ (( :‬ال يشكر اهلل من ال يشكر‬
‫‪1‬‬
‫الناس ))‬

‫‪ ‬وقد اخترت لهذه السلسلة المباركة البداءة بتراث العقيدة السلفية‬


‫المباركة الحقة ‪ ,‬واخترت درة نفيسة‪ ,‬و ياقوتة فريدة‪ ,‬وهي {اإلعقاد‬
‫القادري} للخليفة الزاهد العالم القادر باهلل العباسي رحمه اهلل‬

‫‪ ‬وقد قمت بتقسيم فقراته‪ ,‬وترتيبه وتنسيقه‪ ,‬وتخريج أحاديثه حسب‬


‫الطاقة‪ ,‬وترجمة‪ d‬مؤلفها‬
‫‪ ‬واهلل سبحانه وتعالى المسؤول على أن يوقعها في قلوب طلبة العلم‬
‫موقع القبول ‪ ,‬وأن ينفع بها الجميع ‪ ,‬والحمد هلل رب العالمين‬

‫‪ -1‬حديث صحيح أخرجه أبو داود في ((سننه))(‪ )4811‬من حديث أبي هريرة ‪ ,‬قال العالمة‪ d‬األلباني رحمه اهلل ‪:‬‬
‫صحيح ((صحيح الجامع الصغير))(‪)7719‬‬
‫ترجمة الخلفية القادر باهلل رحمه هللا‬

‫هو أبو العباس القادر باهلل أبو العباس احمد بن إسحاق بن المقتدر‬
‫ولد سنة ‪336‬هـ وأمه أمة ‪ ,‬واسمها ( تمنى )‪ ,‬وقيل ( دمنة )‬
‫وبويع له بالخالفة بعد خلع الطائع ‪ ,‬وكان غائبا فقدم في عاشر رمضان‪,‬‬
‫وجلس من الغد جلوسا عاما‪,‬‬
‫وهنىء وأنشد بين يديه الشعراء‪ ,‬من ذلك قول الشريف الرضى‪:‬‬
‫شرف الخالفة يا بنى العباس *** اليوم جدده أبو الع ـباس‬
‫ذا الطود أبقاه الزمان ذخيرة *** من ذلك الجبل العظيم الراسي‬

‫قال الخطيب‪ :‬وكان القادر من السترو الديانة‪ ,‬والسيادة‪ ,‬وإدامة التهجد بالليل ‪,‬‬
‫وكثرة البرو الصدقات‪ ,‬وحسن الطريقة على صفة اشتهرت عنه‪ ,‬وعرف بها كل‬
‫أحد ‪ ,‬مع حسن المذهب‪ ,‬وصحة اإلعتقاد‪,‬‬
‫تفقه على العالمة أبي بشر الهروى الشافعى‬
‫وقد صنف كتابا في األصول‪ ,‬ذكر فيه فضائل الصحابة‪ ,‬على ترتيب مذهب‬
‫أصحاب الحديث‪ ,‬وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز‪ ,‬وإكفار المعتزلة‪, d‬‬
‫و القائلين بخلق القرآن‬
‫وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث‪ ,‬بجامع‬
‫المهدى‪ ,‬وبحضرة الناس‪ ,‬ترجمة ابن الصالح في ((طبقات الشافعية))‪ ,‬توفى‬
‫القادر باهلل ليلة االثنين الحادي عشر من ذى الحجة عن ‪287‬هـ ‪,‬‬
‫ومدة خالفته إحدى وأربعون سنة وثالثة اشهر اهـ من ((تاريخ الخلفاء ))‬
‫للسيوطي بتصرف‬
‫نسبة الكتاب على مؤلفه ‪:‬‬

‫‪ ‬أثبت نسبة هذا ((اإلعتقاد)) إلى مؤلفه كثير من العلماء منهم‬


‫‪:‬‬
‫‪ -1‬الحافظ ابن الجوزي في تاريخه ((المنتظم))(‪ )303\9‬في حوادث‬
‫سنة ‪433‬هـ‬
‫‪ -2‬ال‪dd‬ذهبي في ((الس‪dd‬ير))(‪ )137\15‬فقد ق‪dd‬ال ‪ :‬ص‪dd‬نف ((كتاب‪dd‬ا)) في األص‪dd‬ول‬
‫ذكر فيه فضل الصحابة‪ ,‬وإكفار من قال بخلق الق‪dd‬رآن‪ ,‬وك‪dd‬ان ذلك ((الكت‪dd‬اب))‬
‫يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث‪ ,‬ويحضره الناس مدة خالفته‪ ,‬وهي‬
‫إحدى وأربعون سنة وثالثة أشهر‪.‬اهـ‬
‫ونقل بعضه ف كتايه ((العلو للعلي الغفار))(‪ )565‬وقال‪ :‬معتقد‬
‫مشهور‪ ,‬وقرئ بمشهد من علمائها وأئمتها‪ ,‬أنه قول أهل السنة‬
‫والجماعة‪ ,‬وفيه أشياء حسنة ‪.‬‬

‫[ أهميتة هذا اإلعتقاد وثناء العلماء عليه ]‬

‫‪ ‬وقد كان هذا المعتقد السلفي يخرج ويقرأ على الناس في المشاهد‬
‫والمجامع العامة‪ ,‬وفي المساجد والجوامع‪ ,‬وعند حدوث اإلضطرابات‬
‫والنزاعات العقدية بين الفرق والمذاهب‪ ,‬واستمر الحال على ذلك‬
‫سنين عديدة‬

‫‪ ‬ذكر الحافظ ابن الجوزي في تاريخه ((المنتظم))(‪ )303\9‬في‬


‫حوادث سنة ‪433‬هـ ‪:‬‬
‫في هذه السنة قرىء االعتقاد القادري في الديوان ‪ ,‬أخبرنا محمد بن‬
‫ناصر الحافظ ‪ ,‬حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال ‪:‬‬
‫أخرج اإلمام القائم بأمر هللا أمير المؤمنين (أبو جعفر ابن القادر باهلل)‬
‫في سنة نيف وثالثينـ وأربعمائة {االعتقاد القادري}الذي ذكره‬
‫( القادر)‪ ,‬فقرىء في الديوان‬
‫وحضر الزهاد والعلماء وممن حضر الشيخ ( أبو الحسن علي بن‬
‫عمر القزويني) فكتب خطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء‪ ,‬وكتب الفقهاء‬
‫خطوطهم فيه ‪ :‬أن هذا اعتقاد المسلمين ومن خالفه فقد فسق‬
‫وكفر ‪....‬اهـ‬

‫‪ ‬وقال أيضا في(‪ )71\9‬في حوادث ‪460‬هـ ‪:‬‬


‫قرأت بخط أبي علي بن البناء قال‪ :‬اجتمع األصحاب وجماعة الفقهاء‬
‫واعيان أصحاب الحديث في يوم السبت النصف من جمادى األولى من‬
‫سنة ستين بالديوان العزيز‪ ,‬وسألوا إخراج {االعتقاد القادري} ‪,‬‬
‫وقراءته‪ ,‬فأجيبوا‪,‬ـ وقرىء هناك بمحضر من الجمع‪ ,‬وكان السبب أن‬
‫(ابن الوليد المعتزلي) عزم على التدريس‪ ,‬وحرضه على ذلك جماعة‬
‫من أهل مذهبه‪ ,‬وقالوا قد مات ((األجل ابن يوسف)) وما بقي من‬
‫ينصرهم‪ ,‬فعبر الشريف (أبو جعفر) إلى جامع المنصور‪ ,‬وفرح أهل‬
‫السنة بذلك‪ ,‬وكان (أبو مسلم الليثي البخاري) المحدث معه كتاب‬
‫((التوحيد البن خزيمة)) فقرأه على الجماعة‪ ,‬وكان االجتماع يوم‬
‫السبت في الديوان لقراءة {االعتقاد القادري} و{القائمي}‬
‫وفيه قال السلطان‪ :‬وعلى الرافضة لعنة هللا وكلهم كفار‪ ,‬قال‪ :‬ومن ال‬
‫يكفرهم فهو كافر‪ ,‬ونهض (ابن فورك) قائما فلعن المبتدعة‪ ,‬وقال‪ :‬ال‬
‫اعتقاد لنا إال ما اشتمل عليه‪ ,‬فشكرته الجماعة على ذلك‪ ,‬وكان‬
‫الشريف (أبو جعفر) و(الزاهد أبو طاهر الصحراوي) وقد سأال أن يسلم‬
‫إليهم{االعتقاد}‪ ,‬فقال لهما الوزير (ابن جهير)‪ :‬ليس هاهنا نسخة غير‬
‫هذه‪ ,‬ونحن نكتب لكم نسخة لنقرأ في المجالس‪ ,‬فقال‪ :‬هكذا فعلنا في‬
‫أيام (القادر) ‪ ,‬قرىء في المساجد و الجوامع‪ ,‬وقال‪ :‬هكذا تفعلون‬
‫فليس اعتقاد غير هذا‪ ,‬وانصرفوا شاكرين‪.‬‬
‫وفي يوم األحد سابع جمادي اآلخرة قرأ الشريف (أبو الحسين بن المهتدي)‬
‫{ االعتقاد القادري} و((القائمي)) بباب البصرة‪ ,‬وحضر الخاص والعام‪ ,‬وكان قد‬
‫سمعه من (القادر)‪ .‬اهـ‬
‫‪ ‬وذكر ابن أبي يعلى في ((طبقاته)) ))(‪ )197\2‬قال‪ :‬كان حضر الوالد‬
‫السعيد قدس اهلل روحه في سنة ‪432‬هـ في دار الخالفة في أيام القائم بآمر‬
‫اهلل رضوان اهلل عليه مع الجم الغفير والعدد الكثير من أهل العلم‪ ,‬وكان‬
‫صحبته الشيخ الزاهد (أبو الحسن القزويني) لفساد قول جرى من‬
‫المخالفين‪ ,‬لما شاع قراءة كتاب ((إبطال التأويالت))‪ ,2‬فخرج إلى الوالد‬
‫السعيد من اإلمام القائم بأمر اهلل رضوان اهلل عليهم ((االعتقاد القادري))‬
‫في ذلك بما يعتقد الوالد السعيد‪ ,‬وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل‬
‫كتاب ((إبطال التأويالت)) ليتأمل فأعيد إلى الوالد وشكر له تصانيفه‪.‬‬
‫‪ ‬وذكر بعض أصحاب الوالد السعيد أنه كان حاضرا في ذلك اليوم قال‪:‬‬
‫رأيت قارىء التوقيع الخارج من (القائم بأمر اهلل) رضوان اهلل عليه قائما على‬
‫قدميه‪ ,‬والموافق‪ d‬والمخالف بين يديه‪ ,‬ثم أخذت في تلك الصحيفة‪ d‬خطوط‬
‫الحاضرين من أهل العلم والفقهاء على اختالف مذاهبهم‪ ,‬وجعلت كالشرط‬
‫المشروط‪ ,‬فأول من كتب الشيخ الزاهد (القزويني)‪ :‬هذا قول أهل السنة وهو‬
‫اعتقادي‪ ,‬وعليه اعتمادي‪ ,‬ثم كتب الوالد السعيد بعده‪ ,‬وكتب القاضي (أبو‬
‫الطيب الطبري)‪ ,‬وأعيان الفقهاء من بين موافق ومخالف‪ .‬اهـ‬

‫متن‬
‫{اإلعتقاد القادري}‬

‫‪ ‬ذكر العالمة (أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي‬


‫البكري القرشي الحنبلي) رحمه هللا في تاريخه العظيم‬

‫‪ - 2‬طبع في دار اإلمام الذهبي ‪ 1410‬هـ في جزئين بتحقيق (أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي)‬
‫(( المنتظم في تاريخ األمم والملوك))(‪ )303\9‬في حوادث سنة‬
‫‪433‬هـ طبعة‪.‬دار الفكر ‪:‬‬

‫أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ‬


‫حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال‪:‬‬
‫أخرج اإلمام القائم بأمر هللا أمير المؤمنين أبو جعفر ابن القادر باهلل في‬
‫سنة نيف وثالثين و أربعمائة {االعتقاد القادري} الذي ذكره القادر‪,‬‬
‫فقرىء في الديوان‪ ,‬وحضر الزهاد و العلماء‪ ,‬وممن حضر‪ :‬الشيخ (أبو‬
‫الحسن علي بن عمر القزويني)‪ ,‬فكتب خطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء‪,‬‬
‫وكتب الفقهاء خطوطهم فيه‪:‬‬
‫أن هذا اعتقاد المسلمين‪ ,‬ومن خالفه فقد فسق وكفر‪ ,‬و هو ‪:‬‬

‫‪ )1‬يجب على اإلنسان أن يعلم أن هللا عز و جل وحده ال شريك له‬


‫‪ )2‬لم يلد ولم يولد‬
‫‪ )3‬ولم يكن له كفوا أحدا‪.‬‬
‫‪ )4‬لم يتخذ صاحبه وال ولدا‪.‬‬
‫‪ )5‬ولم يكن له شريك في الملك‬
‫‪ )6‬وهو أول لم يزل‬
‫‪ )7‬وآخر ال يزال ‪.‬‬
‫‪ )8‬قادر على كل شيء‬
‫‪ )9‬غير عاجز عن شيء‪.‬‬
‫‪ )10‬إذا أراد شيئا قال له كن فيكون‪.‬‬
‫‪ )11‬غني‪ ,‬غير محتاج إلى شيء‪.‬‬
‫‪ )12‬ال إله إال هو الحي القيوم ‪.‬‬
‫‪ )13‬ال تأخذه سنة وال نوم‪.‬‬
‫‪ )14‬يطعم وال يطعم‪.‬‬
‫‪ )15‬ال يستوحش من وحده‪ ,‬وال يأنس بشيء ‪.‬‬
‫‪ )16‬وهو الغنى عن كل شي‪.‬‬
‫‪ )17‬ال تخلفه الدهور واألزمان‪ ,‬وكيف تغيره الدهور واألزمان‬
‫وهو خالق الدهور واألزمان ‪ ,‬والليل والنهار‪ ,‬والضوء والظلمة‪,‬‬
‫والسماوات واألرض‪ ,‬وما فيها من أنواع الخلق‪ ,‬والبر والبحر‪,‬‬
‫وما فيهما‪ ,‬وكل شيء حي‪ ,‬أو موات‪ ,‬أو جماد‬
‫‪ )18‬كان ربنا وحده‪ ,‬ال شيء معه‪ ,‬وال مكان يحويه‬
‫‪ )19‬فخلق كل شيء بقدرته‪, ,‬وخلق العرش ال لحاجته إليه‪,‬‬
‫فاستوى عليه‪ ,‬كيف شاء‪ ,‬و أراد‪ ,‬ال استقرار راحة كما يستريح‬
‫الخلق‪.‬‬
‫‪ )20‬وهو مدبر السموات واألرضين‪ ,‬ومدبر ما فيهما‪ ,‬ومن في‬
‫البر والبحر‪ ,‬وال مدبر غيره ‪ ,‬وال حافظ سواه‪.‬‬
‫‪ )21‬يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم ‪ ,‬ويميتهم ويحيهم‬
‫‪ )22‬والخلق كلهم عاجزون‪ ,‬والمالئكة والنبيون والمرسلون‪,‬‬
‫والخلق كلهم أجمعون‪.‬‬
‫‪ )23‬وهو القادر بقدرة‪.‬‬
‫‪ )24‬والعالم بعلم أزلي‪ ,‬غير مستفاد‬
‫‪ )25‬وهو السميع بسمع‬
‫‪ )26‬والمبصر ببصر‬
‫يعرف صفتهما من نفسه‬ ‫‪)27‬‬
‫ال يبلغ كنههما أحد من خلقه ‪.‬‬ ‫‪)28‬‬
‫‪ )29‬متكلم بكالم‪ ,‬ال بآلة مخلوقة‪ ,‬كآلة المخلوقين‪.‬‬
‫‪ )30‬ال يوصف إال بما وصف به نفسه‪ ,‬أو وصفه به نبيه عليه‬
‫السالم ‪.‬‬
‫‪ )31‬وكل صفة وصف بها نفسه‪ ,‬أو وصفه بها رسوله‬
‫‪3‬‬
‫فهي صفة حقيقة ال مجازية‪.‬‬ ‫‪)32‬‬
‫‪ -3‬للحافظ (أبي محمد القصاب) كلمة ممائلة في كون الصفات حقيقة ال مجاز‪ ,‬ذكرها ا الحافظ الذهبي في‬
‫ترجمته من ((تذكرة الحفاظ))(‪ , )891‬قال‪ :‬وهو القائل في كتاب ((السنة)) كل صفة وصف اهلل بها نفسه‪ ,‬أو‬
‫وصف بها نبيه‪ ,‬فهي صفة‪ d‬حقيقة‪ ,‬ال مجازا‪ ,‬قلت ‪( :‬أي الذهبي)‪ :‬نعم لو كانت صفاته‪ d‬مجازا لتحتم تأويلها‪ ,‬ولقيل‬
‫معنى البصر كذا ‪ ,‬ومعنى السمع كذا ‪ ,‬ومعنى الحياة كذا ‪ ,‬ولفسرت بغير السابق إلى اإلفهام‪ ,‬فلما كان مذهب‬
‫السلف إامرارها بال تأويل ‪ ,‬علم أنها غير محمولة‪ d‬على المجاز‪ ,‬وأنها حق بين اهـ‬
‫والقصاب ‪ :‬وهو الحافظ اإلمام ( أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرخي) المجاهد المعروف (بالقصاب)‪,‬‬
‫لكثرة ما أهرق من دماء الكفار في الغزوات‪ ,‬قال (الذهب)ي ‪ :‬لم اظفر بوفاته وكأنه بقي إلى قريب الستين وثالث‬
‫مائة‬
‫‪ )33‬ويعلم أن كالم هللا تعالى غير مخلوق‪ ,‬تكلم به تكليما‪ ,‬وأنزله‬
‫على رسوله صلى هللا عليه وسلم على لسان جبريل‪ ,‬بعد ما سمعه‬
‫جبريل منه‪ ,‬فتاله جبريل على محمد ‪ ,‬وتاله محمد ‪ ‬على‬
‫أصحابه‪ ,‬وتاله أصحابه على األمة‪.‬‬
‫‪ )34‬ولم يصر بتالوة المخلوقين مخلوقا‪ ,‬ألنه ذلك الكالم بعينه‬
‫الذي تكلم هللا به‬
‫‪ )35‬فهو غير مخلوق فبكل حال‪ ,‬متلوا‪ ,‬ومحفوظا‪ ,‬ومكتوبا‪,‬‬
‫ومسموعا ‪.‬‬
‫‪ )36‬ومن قال إنه مخلوق على حال من األحوال فهو كافر حالل‬
‫الدم بعد االستتابة منه ‪.‬‬
‫‪ )37‬ويعلم أن اإليمان قول‪ ,‬وعمل ‪ ,‬ونية ‪ ,‬وقول باللسان‪ ,‬وعمل‬
‫باألركان والجوارح‪ ,‬وتصديق به‪.‬‬
‫‪ )38‬يزيد وينقص ‪ ,‬يزيد بالطاعة‪ ,‬وينقص بالمعصية‪.‬‬
‫‪ )39‬وهو ذو أجزاء وشعب‪ ,‬فأرفع أجزائه ال إله هللا‪ ,‬وأدناها‬
‫إماطة األذى عن الطريق‪ ,‬و الحياء شعبة من شعب اإليمان‪,‬‬
‫والصبر من اإليمان بمنزلة الرأس من الجسد ‪.‬‬
‫‪ )40‬واإلنسان ال يدري كيف هو مكتوب عند هللا ‪ ,‬وال بماذا يختم‬
‫له‪ ,‬فلذلك يقول‪ :‬مؤمن إن شاء هللا‪ ,‬وأرجو أن أكون مؤمنا‪ ,‬وال‬
‫يضره االستثناء والرجاء‪ ,‬وال يكون بهما شاكا‪ ,‬وال مرتابا‪ ,‬ألنه‬
‫يريد بذلك ما هو مغيب عنه عن أمر آخرته‪ ,‬وخاتمته‪.‬‬
‫‪ )41‬وكل شيء يتقرب به إلى هللا تعال‪ ,‬ويعمل لخالص وجهه من‬
‫أنواع الطاعات‪ ,‬فرائضه وسننه وفضائله‪ ,‬فهو كله من اإليمان‬
‫منسوب إليه ‪.‬‬
‫‪ )42‬وال يكون لإليمان نهاية أبدا‪ ,‬ألنه ال نهاية للفضائل‪ ,‬وال‬
‫للمتبوع في الفرائض أبدا ‪.‬‬
‫‪ )43‬ويجب آن يحب الصحابة من أصحاب النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم كلهم‬
‫‪ )44‬ونعلم أنهم خير الخلق بعد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ )45‬وأن خيرهم كلهم و أفضلهم بعد رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم أبو بكر الصديق ‪ ,‬ثم عمر بن الخطاب ‪ ,‬ثم عثمان بن عفان ‪,‬‬
‫ثم علي بن أبى طالب رضي هللا عنهم‬
‫‪ )46‬ويشهد للعشرة بالجنة‬
‫‪ )47‬ويترحم على أزواج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ )48‬ومن سب عائشة فال َحظَّ له في اإلسالم‬
‫‪ )49‬وال يقول في معاوية إال خيرا‬
‫‪ )50‬وال يدخل في شيء شجر بينهم‪ ,‬ويترحم على جماعتهم‬
‫قال هللا تعالى { والذين جاؤا من بعدهم يقولون ‪ :‬ربنا اغفر لنا‬
‫وإلخواننا الذين سبقونا باإليمان‪ ,‬وال تجعل في قلوبنا غال للذين آمنوا‪,‬‬
‫ربنا انك رؤوف رحيم }(الحشر ‪) 10:‬‬
‫وقال فيهم { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر‬
‫متقابلين}(الحجر‪)47:‬‬
‫‪ )51‬وال يكفر بترك شيء من الفرائض غير الصالة المكتوبة‬
‫وحدها‪ ,‬فإنه من تركها من غير عذر وهو صحيح فارغ حتى‬
‫يخرج وقت األخرى فهو كافر‪ ,‬وان لم يجحدها‪ ,‬لقول النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ { :‬بين العبد والكفر ترك الصالة فمن تركها فقد‬
‫كفر}‪.4‬‬
‫وال يزال كافرا حتى يندم ويعيدها‪ ,‬فان مات قبل أن يندم ويعيد أو‬
‫يضمر أن يعيد لم يصل عليه‪ ,‬وحشر مع فرعون‪ ,‬وهامان‪ ,‬وقارون‪,‬‬
‫‪5‬‬
‫وأبي بن خلف‪.‬‬
‫وسائر األعمال ال يكفر بتركها‪ ,‬وإن كان يفسق حتى يجحدها ‪.‬‬

‫‪ - 4‬حديث صحيح أخرجه مسلم (‪ )257‬من حديث جابر بن عبد الله‬


‫‪ -5‬اقتباس من الحديث المروي ‪(( :‬خمس صلوات من حافظ عليهن كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة‪ ,‬ومن‬
‫لم يحافظ عليهن لم يكن له نور يوم القيامة وال برهان وال نجاة‪ ,‬وكان يوم القيامة مع فرعون‪ ,‬وقارون‪ ,‬وهامان‪,‬‬
‫وأبي بن خلف )) أخرجه‪( d‬ابن نصر) في ((الصالة)) من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص‪ ,‬قال العالمة‪ d‬األلباني‬
‫رحمه اهلل في ((ضعيف الجامع الصغير ))(( ‪ : )2851‬ضعيف‬
‫‪ -‬ثم قال‪ :‬هذا قول أهل السنة والجماعة‪ ,‬الذي من تمسك به كان على‬
‫الحق المبين‪ ,‬وعلى منهاج الدين‪ ,‬والطريق الواضح‪ ,‬ورجي به النجاة‬
‫من النار‪ ,‬ودخول الجنة ‪ ,‬إن شاء هللا‬
‫وقال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ { :‬الدين النصيحة‪ ,‬قيل‪ :‬لمن يا رسول‬
‫‪6‬‬
‫هللا ؟‪ ,‬قال‪ :‬هلل ‪ ,‬ولكتابه‪ ,‬ولرسوله‪ ,‬والئمة المسلمين‪ ,‬ولعامتهم}‪.‬‬
‫وقال عليه السالم‪ { :‬أيما عبد جاءته موعظة من هللا في دينه فإنها نعمة‬
‫من هللا سيقت إليه‪ ,‬فإن قبلها يشكر‪ ,‬وإال كانت حجة عليه‪ ,‬وهللا ليزداد‬
‫بها إثما‪ ,‬ويزاد بها من هللا سخطا } ‪.7‬‬
‫جعلنا هللا آلالئه من الشاكرين‪ ,‬ولنعمائه ذاكرين وبالسنة معتصمين‪,‬‬
‫وغفر لنا ولجميع المسلمين اهـ‬
‫*انتهى اإلعتقاد المبارك للخليفة العباسي القادر باهلل رحمه هللا وغفر له‪ ,‬ونفع‬
‫هللا به قارئه‪* *,‬ومستمعه‪ ,‬والناظر فيه‪ ,‬وانتهى من تصفيفه وتحقيقه في ‪ 10‬من‬
‫صفر ‪ 1426‬هـ*‬
‫*أبو يعلى البيضاوي غفر هللا*‬
‫*له ولوالديه*‬
‫*تم*‬
‫*‬

‫‪‬‬
‫‪ - 6‬حديث صحيح‪ ,‬أخرجه مسلم (‪ ,)205‬وأبو داود(‪ ,)4944‬والنسائي(‪ 4197‬و‪ )4198‬من حديث (تميم‬
‫الداري)‪ ,‬وأخرجه‪ d‬الترمذي (‪ ,)1926‬والنسائي (‪ 4199‬و‪ )4200‬من حديث (أبي هريرة )‪ ,‬واإلمام أحمد من‬
‫حديث (ابن عباس)‬
‫‪ -7‬أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق)( ‪ )214\53‬من حديث عطية بن بسر‪ ,‬قال العالمة‪ d‬األلباني رحمه اهلل‬
‫في ((ضعيف الجامع الصغير))(‪ :)2245‬ضعيف‬

You might also like