You are on page 1of 1

‫يب األكرم (صلّى هللا عليه وآله وسلّم) يف‬

‫خطبة النّ ّ‬
‫استقبال شهر رمضان‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه زين‬‫حممد بن ّ‬
‫حممد‪ ،‬عن أبيه الباقر ّ‬
‫الصادق جعفر بن ّ‬ ‫الرضا‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه ّ‬
‫عن أيب احلسن عل ّي بن موسى ّ‬
‫السالم قال‪ :‬إ ّن َ ِ‬
‫رسول هللا صلّى هللاُ‬ ‫علي‪ ،‬عن أبيه سيّد الوصيّني أم ِري املؤمنني عليه َّ ُ‬
‫الشهداء احلسني بن ّ‬
‫علي بن احلسني‪ ،‬عن أبيه سيّد ّ‬
‫العابدين ّ‬
‫عليه وآله خطبنا ذات ٍ‬
‫يوم فقال‪:‬‬ ‫َ‬
‫ضل األَ ََّّيِم‪ ،‬ولَيالِيهِ‬
‫ََ‬ ‫الش ُهو ِر‪َ ،‬وأَ ََّّي ُمهُ أَف َ ُ‬
‫ض ُل ُّ‬‫هر ُه َو ِعن َد هللاِ أَف َ‬ ‫أَيُّها النَّاس! إِنَّهُ قَد أَقبل إِلَي ُكم َشهر هللاِ ِِبلَبَكةِ و َّ ِ ِ ِ‬
‫الرمحَة َوالَغف َرة‪َ .‬ش ٌ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ضيافَةِ هللاِ‪ ،‬وجعِلتُم فِيهِ ِمن أ ِ ِ‬ ‫ات‪ُ .‬هو َش ِ ِ ِ ِ‬ ‫اع ِ‬
‫اس ُكم فيه تَسبِ ٌ‬
‫يح‪،‬‬ ‫َهل َك َر َامة هللا‪ .‬أَن َف ُ‬ ‫َُ‬ ‫هر ُدعيتُم فيه إِ ََل َ‬‫َ ٌ‬ ‫الس َ‬
‫ض ُل َّ‬ ‫اعاتُهُ أَف َ‬‫ض ُل اللَّيَ ِاِل‪َ ،‬و َس َ‬
‫أَف َ‬
‫اه َرةٍ‪ ،‬أَن يُ َوفَِّق ُكم‬
‫وب طَ ِ‬ ‫ادقَةٍ‪َ ،‬وقُلُ ٍ‬ ‫ات ص ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ول‪َ ،‬و ُد َعا ُؤُكم فِيهِ ُمستَ َج ٌ‬
‫اب‪ ،‬فَاسأَلُوا هللا ربَّ ُكم بِنِيَّ ٍ‬ ‫وم ُكم فِيهِ ِعبَ َ‬
‫ادةٌ‪َ ،‬و َع َملُ ُكم فِيهِ َمقبُ ٌ‬ ‫َونَ ُ‬
‫وع ُكم و َعطَ ِش ُكم فِيهِ‪ ،‬ج َ ِ ِ‬
‫القيامةِ‬ ‫الشه ِر الع ِظي ِم‪ .‬واذ ُكروا ِِب ِ‬ ‫صي ِامهِ‪ ،‬وتِالوةِ كِتَابِهِ‪ ،‬فَِإ َّن َّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫وع يَوم َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫فرا َن هللا ِيف َه َذا َّ َ‬ ‫الشق َّي َمن ُح ِر َم غُ َ‬ ‫ل َ َ َ‬
‫شهُ‪.‬‬
‫َوعَطَ َ‬

‫َلسنَ تَ ُكم‪َ ،‬وغُضُّوا َع َّما ال ََِيلُّ‬ ‫صلُوا أَرحام ُكم‪ ،‬واح َفظُوا أ ِ‬ ‫صغَارُكم‪ ،‬و ِ‬ ‫وتَص َّدقُوا َعلَى فُ َقرائِ ُكم ومساكِينِ ُكم‪ ،‬ووقِّروا كِبارُكم‪ ،‬و َ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ارمحُوا َ َ‬ ‫ََ ُ َ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َّاس يُتَ َحنَّن َعلَى أَيتَ ِام ُكم‪َ ،‬وتُوبُوا إِ ََل هللا ِمن ذُنُوبِ ُكم‪،‬‬
‫اع ُكم‪َ .‬و ََتَنَّنُوا َعلَى أَيتَ ِام الن ِ‬ ‫َبص َارُكم‪َ ،‬و َع َّما ال ََِي ُّل االستِ َماعُ إِلَيهِ أَمسَ َ‬ ‫ِ‬
‫النَّظَُر إِلَيه أ َ‬
‫ات‪ ،‬ينظُر هللا َع َّز وج َّل فِ َيها ِِب َّلرمحَةِ إِ ََل ِعب ِ‬
‫ادهِ‪ُُِ ،‬ييبُ ُهم إِذَا‬ ‫اع ِ‬ ‫صالتِ ُكم‪ ،‬فَِإ ََّّنَا أَف َ‬ ‫ِ‬ ‫َيدي ُكم ِِبلد ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ ََ‬ ‫الس َ‬
‫ض ُل َّ‬ ‫ُّعاء ِيف أَوقَات َ‬ ‫َ‬ ‫َوارفَعُوا إِلَيه أ َ‬
‫يب ََلُم إِذَا َد َعوهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََن َجوهُ‪َ ،‬ويُلَبّي ِهم إِذَا ََن َدوهُ‪َ ،‬ويُعطي ِهم إِذَا َسأَلُوهُ‪َ ،‬ويَستَج ُ‬
‫ول سج ِ‬
‫ود ُكم‪َ .‬واعلَ ُموا‬ ‫ورُكم ثَِقيلَةٌ ِمن أ َ‬
‫َوزا ِرُكم‪ ،‬فَ َخ ِّف ُفوا عَ َ‬
‫نها بِطُ ِ ُ ُ‬
‫رهونَةٌ ِِبَعمالِ ُكم‪ ،‬فَ ُف ُّك َ ِ ِ‬
‫وها ِبستغ َفا ِرُكم‪َ ،‬وظُ ُه َ‬ ‫َ‬ ‫س ُكم َم ُ‬ ‫أَيُّ َها الن ُ ِ‬
‫َّاس! إ َّن أَن ُف َ‬
‫اج ِدين‪ ،‬وأَن ال ي ر ِو َعهم ِِبلنَّا ِر يوم ي ُقوم الن ِ‬ ‫ي و َّ ِ‬ ‫َن هللا أَقسم بِعِزَّتِهِ أَن ال ي ع ِّذب الُ ِ‬
‫ي‪.‬‬‫العال َِم َ‬
‫ب َ‬ ‫َّاس ل َر ِّ‬
‫َََ ُ ُ‬ ‫َُ ّ ُ‬ ‫الس َ َ‬ ‫صلّ َ َ‬‫َُ َ َ‬ ‫أ َّ َ َ َ‬
‫يل‪ََّ :‬ي‬ ‫ِِ ِ‬ ‫غفرةٌ لِما م َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تق نَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الشه ِر‪َ ،‬كا َن لَه بِ َذلِ َ ِ‬ ‫أيها الناس! من فَطَّر ِمن ُكم صائِماً م ِ‬
‫ؤمناً ِيف َه َذا َّ‬
‫ضى من ذُنُوبه‪ .‬ق َ‬ ‫س َمة‪َ ،‬وَم َ َ َ‬ ‫ك عن َد هللا ع ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شربَةٍ ِمن َم ٍاء‪.‬‬
‫َّار َولَو بِ َ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َّار َولَو بِش ِّق ََت َرة‪ ،‬اتَّ ُقوا الن َ‬
‫ال ‪ -‬صلى هللا عليه وآله‪ :-‬اتَّ ُقوا الن َ‬ ‫قد ُر َعلَى ذَلِ َ‬
‫ك‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫ول هللا! فَلَيس ُكلُّنَا ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َر ُس َ‬

‫ف ِيف َه َذا َّ‬


‫الشه ِر َع َّما‬ ‫ام‪َ ،‬وَمن َخ َّف َ‬ ‫ِِ‬
‫وم تَ ِز ُّل فيه األَق َد ُ‬
‫الشه ِر ُخلُ َقهُ‪َ ،‬كا َن لَهُ جوازاً َعلَى ِ ِ‬
‫الص َراط يَ َ‬
‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫س َن ِمن ُكم ِيف َه َذا َّ‬ ‫َّاس! َمن َح َّ‬ ‫أَيُّ َها الن ُ‬
‫وم يَل َقاهُ‪،‬‬ ‫ضبهُ يوم يل َقاهُ‪ ،‬ومن أ ِ ِ ِ‬ ‫ف فِيهِ َش َّرهُ‪َ ،‬ك َّ‬‫سابَهُ‪َ ،‬وَمن َك َّ‬ ‫ِِ‬ ‫َملَ َكت ََيِينُهُ‪َ ،‬خ َّف َ‬
‫َكرَمهُ هللاُ يَ َ‬
‫َكر َم فيه يَتيماً‪ ،‬أ َ‬‫ََ َ‬ ‫ف هللاُ عَنهُ غَ َ َ َ َ َ‬ ‫ف هللاُ عَلَيه ح َ‬
‫ع فِيهِ بِ ٍ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ومن و ِ ِ ِ‬
‫ب هللاُ‬ ‫صالة َكتَ َ‬ ‫َ‬ ‫وم يَل َقاهُ‪َ ،‬وَمن تَطََّو َ‬‫وم يَل َقاهُ‪َ ،‬وَمن قَطَ َع فيه َرمحَهُ قَطَ َع هللاُ َعنهُ َرمحَتَهُ يَ َ‬ ‫صلَهُ هللاُ بَِرمحَته يَ َ‬
‫ص َل فيه َرمحَهُ َو َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫الصالةِ‬ ‫الش ُهو ِر‪َ ،‬وَمن أَكثَ َر فِيهِ ِم َن َّ‬ ‫يما ِس َواهُ ِم َن ُّ‬ ‫ي فَ ِري َ ِ‬
‫ضةً ف َ‬ ‫اب َمن أَدَّى َسبعِ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫لَهُ بَ َراءَةً م َن النَّا ِر‪َ ،‬وَمن أَدَّى فيه فَرضاً َكا َن لَهُ ثَ َو ُ‬
‫ثل أَج ِر َمن َختَ َم ال ُقرآ َن ِيف غَ ِريهِ ِم َن ُّ‬
‫الش ُهو ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ين‪َ ،‬وَمن تَال فيه آيَةً م َن ال ُقرآن‪َ ،‬كا َن لَهُ م ُ‬ ‫ف الََوا ِز ُ‬‫وم ََِت ُّ‬ ‫ِ‬
‫َعلَ َّي‪ ،‬ثَ َّق َل هللاُ م َيزانَهُ يَ َ‬
‫الشه ِر م َفتَّحةٌ‪ ،‬فَاسأَلُوا ربَّ ُكم أَن ال ي غَلِّ َق َها َعن ُكم‪ ،‬وأَبواب النِّري ِ‬
‫ان ُمغَلَّ َقةٌ‪ ،‬فَاسأَلُوا َربَّ ُكم أَن ال‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اب اجلنَان ِيف َه َذا َّ ُ َ‬ ‫َّاس! إِ َّن أ َ‬
‫َبو َ‬ ‫أَيُّ َها الن ُ‬
‫سلِّطَ َها عَلَي ُكم‪.‬‬
‫ي َمغلُولَةٌ‪ ،‬فَاسأَلُوا َربَّ ُكم أَن ال يُ َ‬
‫ي َفتِّحها عَلَي ُكم‪ ،‬و َّ ِ‬
‫الشيَاط َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬
‫ض ُل‬ ‫س ِن! أَف َ‬ ‫َعم ِال ِِف َه َذا الشَّه ِر؟ فَ َق َ‬ ‫قَ َ ِ ِ ِ‬
‫"َّي أ ََِب احلَ َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫َفض ُل األ َ‬
‫ول هللا! َما أ َ‬
‫لت‪ََ :‬ي َر ُس َ‬
‫مت فَ ُق ُ‬
‫السالم‪ :‬فَ ُق ُ‬
‫علي بن أيب طالب عليه ّ‬ ‫ني ُّ‬ ‫ال أَمريُ املُؤمن َ‬
‫منك يف‬‫"َّي علي أبكي لا يُستَ َح ُل َ‬ ‫فقال‪َ :‬‬‫كيك؟ َ‬ ‫رسول هللاِ ما يبُ َ‬
‫فقلت‪ََّ :‬ي َ‬ ‫وجل" مثُّ بكى ُ‬ ‫عز َّ‬ ‫الوَرعُ َعن ََمَا ِرِم هللا َّ‬ ‫ال ِيف َه َذا َّ‬
‫الشه ِر‪َ :‬‬
‫األَعم ِ‬
‫َ‬
‫فخضب منها‬‫َ‬ ‫ك ضربةً على قرنِ َ‬
‫ك‬ ‫شقيق عاق ِر َنقةِ مثود فضربَ َ‬ ‫واآلخرين ُ‬
‫َ‬ ‫لي‬
‫األو َ‬
‫انبعث أشقى َّ‬‫َ‬ ‫ك َوقَد‬ ‫وأنت تُصلّي لربِّ َ‬
‫ك َ‬ ‫كأّن بِ َ‬
‫هذا الشه ِر ّ‬
‫فقال صلّى هللاُ عليه وآله‪" :‬يف سالمةٍ من دينِك" مثُّ‬ ‫وذلك ِف سالمةٍ من ديين؟ َ‬ ‫رسول هللاِ َ‬‫فقلت‪ََ :‬ي َ‬‫الم‪ُ :‬‬ ‫الس ُ‬‫املؤمنني عليه َّ‬
‫َ‬ ‫حليتَك"‪َ .‬‬
‫قال أمريُ‬
‫ك ِمن ُروحي وطينُتك من طينيت‬ ‫روح َ‬
‫ك فَ َقد َسبّين ألنّك مين كنفسي ُ‬ ‫ك فَ َقد أبغضين َوَمن َسبّ َ‬ ‫ضَ‬ ‫"َّي علي َمن قَتَ لَك فَ َقد قَتَ لَين َوَمن أَبغَ َ‬ ‫قا َل‪َ :‬‬
‫أنت وصيي‬ ‫ك فَ َقد أَن َك َر نبويت‪ََّ .‬ي علي َ‬ ‫إمامتَ َ‬ ‫ِ‬ ‫وإَّيك واختارّن للنبوةِ‬
‫واختارك لإلمامة َوَمن أَن َكر َ‬
‫َ‬ ‫وإَّيك واصطفاّن َ‬ ‫تبارك وتعاَل َخلَ َقين َ‬ ‫إ ّن هللاَ َ‬
‫ك‬ ‫خري الَبيةِ إنّ َ‬ ‫ِ‬
‫ُقسم ِبلذي بَعثَين ِبلنبوة وجعلين َ‬ ‫أمرك أمري وَّنُيك َّنيي أ ُ‬ ‫وزوج ابنيت وخليفيت على أميت يف حيايت وبعد مويت ُ‬ ‫وأبو ولدي ُ‬
‫سرهِ وخليفتِه على ِ‬
‫عباده"‪.‬‬ ‫خلقهِ وأمينِهِ على ِّ‬ ‫حلجةُ هللاِ على ِ‬
‫الرضا"‪ ،‬ج ‪ ،١‬ص ‪]٢٩٥‬‬
‫الصدوق‪" ،‬عيون أخبار ّ‬
‫[الشيخ ّ‬
‫ّ‬

You might also like