Professional Documents
Culture Documents
شاعر ومتصوف فارسي ،تميزت كتاباته بأسلوبها الجزل الواضح وقيم أخالقية رفيعة
سعدي الشيرازي (القرن السابع الهجري) هو شاعر ومتصوف فارسي ،تميزت كتاباته بأسلوبها الجزل الواضح وقيم أخالقية رفيعة ،مما جعله أكثر ُكتاب الفرس شعبية ،فتخطت سمعته حدود البلدان الناطقة بالفارسية إلى عدد من مناطق وأقاليم العالم اإلسالمي ،وبلغت الغرب أيضًا ،حيث صنف كأحد أبرز الشعراء القروسطيين الكالسيكيين.
عاصر محنة غزو المغول لخوارزم فاضطر إلى التطواف في األناضول والشام ومصر والعراق ليستقر آخر األمر في مسقط رأسه شيراز .نظم الشعر بالفارسية والعربية ،ومن أشهر آثاره« :كلستان سعدي» و«البوستان» .وكان من شدة تأثر سعدي باللغة العربية أن اعتبره بعض النقاد األدبيين أحد أبرز المؤثرين بالقصيدة العربية
سعدي الشيرازي
من ناحية ما أدخلته أشعاره من نظم موسيقية جديدة عبر اقتباس النظم العروضية الفارسية.
(بالفارسية :ابومحمد ُم صِل حالدین بن َع بُد اهلل سعدی
شیرازی)
نسبه
اخُت ِل ف في اسمه فقيل :هو مشّر ف الدين بن مصلح الدين السعدي ،وشرف ،ومصلح ،وعبد اهلل ،وغير ذلك ،ومنهم من جعل مشرف الدين؛ أو شرف الدين ،ومصلح الدين لقبًا له .وتخلص في شعره باسم «سعدي» ،وهو نسبة إلى سعد بن زنكي حاكم شيراز ،وقيل غير هذا أيضًا .وُي سَب ق اسمه بلقب «الشيخ» .واختلفوا أيضًا في
محمد]5[.
كنيته؛ فقيل :أبو عبد اهلل ،وأبو
حياته
يقول الفراتي أنه باإلمكان استخالص تاريخ حياة الشيرازي من دواوينه الشعرية ومن نثره ،خصوصًا الكلستان والبوستان ]6[.ولد سعدي في مدينة شيراز سنة 606هـ على القول األشهر وقيل 589هـ وقيل غير ذلك .رحل إلى بغداد قبل سنة 623هـ ودرس الفقه الشافعي في المدرسة النظامية ،وأخذ عن عدد من علماء
[]7
بغداد منهم عمر بن محمد السهروردي.
بسبب هجمات المغول آثر الشيرازي الرحيل والسياحة فذهب إلى دمشق والقدس ومكة وشمالي أفريقية ]8[.ويذكر أنه حين فارق بالد الشام نحو سنة 634هـ وقع أسيرا في يد الفرنجة ،ففرضوا عليه أن يعمل في جبل الطين ونقل الحجارة ،إلى أن لقيه أحد رؤساء حلب فافتداه ]9[.ثم عاد إلى مسقط رأسه شيراز سنة 654
هـ]10[. هـ ،وتوفي فيها بين سنة 690و694
معلومات شخصية
نحو 691هـ
الوفاة
شيراز ،إمبراطورَّي ة المغول
ضريح سعدي الشيرازي مكان الدفن
فارس اإلقليم
بوستان
زنكي]11[.
البوستان ديوان منظوم بالفارسية يروي حكايات بديعة سامية ترمي إلى مدينة فاضلة شّي دها سعدي ،وقد أتمها سنة 655هـ وأهداها إلى حاكم شيراز سعد بن
التركية]13[. وأبيات البوستان تربو على أربعة آالف بيت من القصص المنظومةُ ،ق سمت إلى عدة أبواب ]12[.وقد ذكر الحاجي خليفة (ت 1068 .هـ) أن البوستان كان بمثابة «مقّد مًة لتعّلم الفرس وحفظه للصبيان» ولذا كتبوا له عدد من الشروح
گلستان
مقالة مفصلة :كلستان سعدي
الگلستان -ومعناها الروضة أو الحديقة -هي مجموعة من الحكايات والمواعظ ،ويمزج فيها الشيرازي ما بين الشعر والنثر وما بين الفارسية والعربية ،وقد أتمها سنة 656هـ وأهداها إلى سعد بن زنكي أيضًا ،وتعتبر أهم وأشهر آثار الشيرازي ]14[.وفي حديثه عن الكتاب قال بروكلمان« :أن كل فارسي ،حتى يومنا هذا ،ينظر إلى الكتاب كأفضل تعبير عن مظاهر الخلق القومي...ومن هنا فهو
گلستان]16[.
أقرب الكتب إلى قلبه» ]15[.وقد ذكر صاحب كشف الظنون عددا من الشروح -العربية والفارسية -لديوان
ولعل أشهر األقوال التي جاءت في الگلستان -والتي تعرف بـ «بنى آدم» ومستوحاة من حديث شريف -وهي بالفارسية:
أشعاره العربية
ترك الشيرازي ديوانًا صغيرًا بالعربية؛ قوامه 35قصيدة وغزًال ومقطعة ،في 374بيتًا ،وهذا عدا عما في دواوينه الشعرية الفارسية ،من شعر عربي ]19[.كما جمع في بعض أشعاره بين الفارسية والعربية ]20[.ومن قصائده العربية ،رثاء لبغداد والتي عاصر سقوطها بيد المغول سنة 656هـ ،ومطلعها:
[]21
َل َل
َف ّم ا َط غى الماُء استطا على السكِر حَب سُت بَج فَن َي المداِم َع ال تجري
تَم َّنيُت لو كانت َت ُم ُّر على قبري نسيُم صبا بغداَد بعد خرابها
التالية]22[: كما ُن سبت إليه األبيات
بالباب أَن ا َم ْن ببابي قلُت قال لي المحبوُب َّلما زرُت ُه
َب ْي َنَنا فيه فَّر قَت حينما قال لي أخطأَت تعريَف الهوى
عليه ُم وِه َنا الباَب أطُر ُق جئُت ُه فلَّم ا عاٌم ومضى
َث َْم إَّال أنت بالباب ُه َنا قال لي َم ْن أنت قلُت اْنُظ ْر فما
َو َع َر ْف َت الُح َّب فاْد ُخ ْل يا أَن ا قال لي أحسنَت تعريَف الهوى
[]23
وأخرى مطلعها:
إلى العربية
[]25
نقل جبرائيل بن يوسف المخّلع «الكلستان» إلى العربية ،وطبعت الترجمة بعنوان «كتاب ترجمة الجلستان الفارسي العّب اره ،المشير إلى محاسن اآلداب بألطف إشاره» ،وطبعت في مطبعة بوالق سنة 1236هـ.
حسين]26[. كما نقل الكلستان الشاعر محمد الفراتي بعنوان «روضة الورد» وصدرت عن دار طالس (دمشق) ]5[.كما نقلها الهندي سجاد
أما «البوستان» ،فقد نقله محمد موسى هنداوي بعنوان «سعدي الشيرازي شاعر اإلنسانية»( ،القاهرة 1951 ،م) مع مقدمة ودراسة مطولة عن حياة الشيرازي وآثاره ]27[.ونقله أيضا المصري محمد خليفة التونسي (القاهرة ،الطبعة الثانية 1414 ،هـ 1994 /م).
[]31
أما في الغرب ،فقد ذاع صيت الكلستان أول ما ذاع بفضل الترجمة الفرنسية للمستشرق دي ريير (باريس 1634 ،م) ]29[.ثم أعقبت هذه الترجمة بنسخة التينية (بقلم ،Gentiussأمستردام 1651 ،م) وثم إلى األلمانية بقلم أولياريوس سنة 1651م ]30[.وثم بالهولندية (نقال عن ترجمة أولياريوس) وباإلنكليزية بقلم ( Sullivanلندن 1774 ،م).
م]31[. ووصل ديوانه البوستان إلى أوربة في القرن السابع عشر الميالدي .فقد ُذ كر أن اإلنكليزي توماس هايد نقلها ،وأول ترجمة مطبوعة ظهرت بالهولندية ،نقلها هاڤرث ( ،)D.H. Avartوكان ذلك سنة 1688
نقد أشعاره
أشار عدٌد من الناقدين والباحثين إلى أن شعر سعدي كان شديد التأثر بالقرآن والحديث النبوي بوصفهما مؤثران عربيان أدبيان ،وقد رد آخرون على هذا القول بأن سعدي كان فارسيًا متقنًا للعربية ،وأنه كان يستلهم معاني القرآن ويقتبس منه ،وال يعد هذا االقتباس أو االستلهام تأثرًا بالثقافة العربية ،فالقرآن هو كتاب سماوي وليس أثرًا أدبيًا عربيًا ]32[.وقد انتقد البعض الدراسات القائلة بأن
سعدي تأثر بالشعر العربي ،كونها لم تتعرض لمدى تأثيره باألشعار العربية ،بما استصحبه معه كشاعر فارسي من مؤثرات أدبية فارسية إلى شعره العربي .فمن مجاالت تأثر في شعر سعدي العربي :الشعر العربي الصوفي نظرًا ألنه تتلمذ في المدرسة النظامية في بغداد وتأثر بشخصية اإلمام الغزالي وفكره؛ الوقوف على األطالل وهو تقليد عربي قديم يتناول غرض الوقوف على األطالل
والطرب]32[. وبكاء منازل األحبة ،وقد درج الشعراء العرب على تصدير قصائدهم به حتى غدا من أهم أغراض القصيدة العربية ومن أرسخها؛ تبنيه المقدمة الخمرية وهذه مراعاة للتقليد الجديد في بناء القصيدة العربية الذي طرأ كثورة على الشعر العربي خالل العصر العباسي ،ويتناول غرض الشراب ومجالس اللهو
أما المؤثرات الفارسية في شعره فيمكن مالحظتها في :األوزان والخصائص العروضية الفارسية إذ استخدم بعضًا منها في شعره العربي ،األمر الذي اعتبره البعض تجدد موسيقي فيما اعتبره آخرون مخالفًة لقواعد العروض العربية؛ المزاوجة بين الصور واألخيلة العربية ونظائرها الفارسية نظرًا لتأثره بصور أدبه الفارسي وأخيلة بني جلدته من كبار الشعراء ولمخالطته العرب وتأثره
القرآن]32[. بأفصح الكتب العربية ،أال وهو
ضريحه
[]34
ُأ قيم المثوى األخير لسعدي الشيرازي في المكان الذي كان يسكنه قبل سبعة قرون ويفّض ل أن يختلي فيه مع نفسه لينظم الشعر .وهو يقع خارج مدينة شيراز ،وقد تحول بعد وفاته إلى مزار يؤّم ه اآلالف من متذّو قي شعره ]33[.يقول دولتشاه عن مقبرته :إنها تقع في شيراز بمكان مفرح ،فيه حوض صاف وعمارة ال نظير لها ،وللناس ميل لزيارتها.
كما شاهد ابن بطوطة مرقده في رحلته إلى شيراز سنة 727هـ وقال:
«ومن المشاهد بخارج شيراز قبر الشيخ الصالح المعروف بالسعدي وكان أشعر أهل زمانه باللسان الفارسي وربما ألمع في كالمه بالعربي»]35[.
ذلك]36[. ويقع ضريح السعدي بقرب مشهد الشاعر حافظ ،وقد ذكر المستشرق براون أن قبر السعدي مهجور إذا ما قورن بضريح حافظ ،ورّج ح كون السعدي يميل إلى مذهب أهل السنة سببًا وراء
تصميم الضريح
بلغت مكانة سعدي لدى كريم خان زند مستوًى عاليًا ،حيث أمر عام 1187هـ بتجديد بناء الضريح بشكل يتالءم ومنزلة سعدي ،كما أقامت الجمعية الوطنية لآلثار بناًء فخمًا فيه ،مزّي نًا بالرخام والقيشاني األزرق المحّلى بصور األزهار والطيور والبالبل ،تعلوه قبة الزوردية ُبنيت طبقًا للتصاميم الهندسية التي كانت مّت بعة في العهد الزندي .وكتبت قصيدة على لوحة معلقة على مدخل الضريح
جاء فيها:
هزار سال پس از مرگ او گَر ش بویی زخاک سعدى شيراز بـوى عشق آيـد
موته]33[. أي :تفوح رائحة العشق من تربة سعدي الشيرازي إذا َش َم مَت ها بعد ألف سنة من
ُن قشت صورة الضريح على النقد المعدني اإليراني من فئة 5رياالت سنة 1387هـ .ش .كما ظهر له رسم على خلفية العملة الورقية من فئة مئة ألف ريال.
المصادر
بوابة اإلسالم
بوابة تصوف
بوابة شعر
بوابة أعالم
بوابة إيران
مجلوبة من «&oldid=55872228سعدي_الشيرازي=»https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title
َأ ضاف القلموني آخر تعديل قبل 3شهور