You are on page 1of 20

‫‪/‬‬

‫ظهُ هللاُ َت َع َ ى‬
‫ال‬
‫ٰ‬ ‫َح ِف َ‬
‫‪3‬‬ ‫شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬

‫ات‬ ‫ور َأنْ ُف ِسنَا ومِن سيئَ ِ‬


‫َ ْ َ ِّ‬ ‫له ن َْح َمدُ ُه َون َْست َِعينُ ُه َون َْستَ ْغ ِف ُر ُه‪َ ،‬ونَ ُعو ُذ بِاهللِ مِ ْن ُش ُر ِ‬
‫إن ا ْلحمدَ ل ِ ِ‬
‫َّ َ ْ‬
‫اهلل َفالَ ُم ِض َّل َل ُه‪َ ،‬و َم ْن ُي ْضلِ ْل َفالَ َهادِ َى َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ ْن َ‬
‫ال إِ َل َه إِالَّ ُ‬
‫اهلل َو ْحدَ ُه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َأ ْع َمالنَا‪َ ،‬م ْن َي ْهده ُ‬
‫ال َش ِر َ‬
‫يك َل ُه‪َ ،‬و َأ ْش َهدُ َأ َّن ُم َح َّمدً ا َع ْبدُ اهلل َو َر ُسو ُل ُه‪.‬‬ ‫َ‬
‫أما بعد‪...‬‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم‪َ ،-‬و َش َّر‬ ‫ٍ‬
‫اهلل‪َ ،‬و َخ ْي َر ا ْل َهدْ ِي َهدْ ُي ُم َح َّمد ‪َ -‬ص َّلى ُ‬ ‫َفإِ َّن َأ ْصدَ ُق ا ْل َك َال ِم ك ََال ُم ُ‬
‫ور ُم ْحدَ َثا ُت َها‪َ ،‬وك َُّل ُم ْحدَ َث ٍة بِدْ َعةٌ‪َ ،‬وك َُّل بِدْ َع ٍة َض َال َلةٌ‪َ ،‬وك َُّل َض َال َل ٍة فِي الن َِّار‪.‬‬
‫ْاْلُ ُم ِ‬

‫أما بعد‪...‬‬
‫إخواين اْلفاضل‪:‬‬
‫من أعظم ما يعتني به المسلم من العلم‪ :‬العلم بأركان اإليمان‪ ،‬والعلم بالعقيدة الصحيحة‬
‫ٍ‬
‫بقلب‬ ‫السليمة‪ ،‬فالعبد لن يسلم من بين يدي اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َل َى‪ -‬يوم القيامة حتى يأيت‬

‫سليم‪ ،‬كما قال اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َل َى‪َ ﴿ :-‬ي ْو َم َال َينْ َف ُع َم ٌال َو َال بَنُو َن (‪ )88‬إ ِ َّال َم ْن أَ َتى َ‬
‫اهلل‬
‫يم (‪[ ﴾)89‬الشعراء‪.]89-88 :‬‬ ‫ب َسلِ ٍ‬
‫ب ِ َق ْل ٍ‬
‫‪ ‬والقلب السليم هو الصحيح المعاىف من كل ٍ‬
‫بلية وشر‪:‬‬
‫‪ ‬من باليا الشبهات التي تختص بالعقيدة‪.‬‬
‫تختص بالمعاصي والذنوب‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬ومن باليا الشهوات التي‬
‫وال يستطيع العبد أن يخ ُلص من ذلك إال بتع ُّلم العقيدة الصحيحة السليمة‪ ،‬وقد كان‬
‫السلف ‪َ -‬ر ِح َم ُهم اهلل َت َعا َلى‪ -‬يعتنون برتبية أوالدهم على العقيدة الصحيحة السليمة منذ‬
‫نعومة أظفارهم‪.‬‬
‫ىِوأَث َ َر َهاِ َِ‬
‫علَىِا ْلعَ ْبدِ‬ ‫سن َ َ‬ ‫ْاْل َ ْ‬
‫س َما ُءِِال ُح ْ‬ ‫‪4‬‬

‫صغيرا‪َ « :‬يا ُغ َال ِم‪ :‬إنِّي‬


‫ً‬ ‫اهلل َع َليْ ِه َو َس َّل َم‪ُ -‬يخاطب ابن عباس وكان‬ ‫‪ ‬النبي ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫ات‪:‬‬‫ات» هذا الحديث أساس عظيم من ُأسس االعتقاد‪« .‬إنِّي أُ َع ِّلمك كَلِم ٍ‬ ‫أُ َع ِّلمك كَلِم ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫است َِع ْن‬ ‫اهلل‪َ ،‬وإ ِ َذا ْ‬
‫استَ َعن ْت َف ْ‬ ‫اسأَ ْل َ‬
‫اهك‪ ،‬إ َذا َسأَ ْلت َف ْ‬
‫اح َف ْظ اهلل َت ِ‬
‫جدْ ُه ُت َج َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل يَ ْح َف ْظك‪ْ ،‬‬
‫اح َف ْظ َ‬
‫ْ‬
‫اهلل َلك َل ْم َينْ َف ُعوك‪َ ،‬وإ ِ ْن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت َع َلى أَ ْن َينْ َف ُعوك ب ِ َش ْيء َل ْم َي َكتُبْ ُه ُ‬ ‫بِاَهلل‪َ ،‬وا ْع َل ْم أَ َّن ْاْل ُ َّم َة َل ْو ْ‬
‫اجتَ َم َع ْ‬
‫ٍ‬
‫اهلل َع َليْ َك َف َل ْم َي ُض ُّروك ‪-‬أو كما قال ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫اهلل‬ ‫اجتَ َم ُعوا َع َلى أَ ْن َي ُض ُّروك ب ِ َش ْيء َل ْم َي َكتُبْ ُه ُ‬ ‫ْ‬
‫ف» ‪.‬‬ ‫الص ُح ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ت ُّ‬ ‫ت ْاْل َ ْق َال ُم‪َ ،‬و َج َّف ْ‬ ‫َع َليْ ِه َو َس َّل َم‪ُ -‬رف ِ َع ْ‬
‫اهلل َع َليْ ِه َو َس َّل َم‪ -‬يهتم برتبية أصحابه على العقيدة‪ ،‬ولما جاء جربيل‬ ‫ونجد النبي ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم‪ -‬والحديث يف مسلم‪،‬‬ ‫الس َالم‪ -‬يف صورة رجل إلى النبي ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫ِ‬
‫‪َ -‬ع َل ْيه َّ‬
‫ووضع يديه على فخذيه وأسند ركبتيه إلى ركبتيه‪ ،‬سأله عن اإلسالم‪ ،‬وعن اإليمان‪ ،‬وعن‬
‫اإلحسان‪ ،‬ثم قال‪َ « :‬ه َذا ِجبْ ِر ُيل أَ َتاك ُْم ُي َع ِّل ُم ُك ْم دِينَ ُك ْم»‪.‬‬
‫فأساس الدين هو االعتقاد الصحيح‪ ،‬وأركنها اإليمان أولها اإليمان باهلل ‪ُ -‬سبْ َحا َن ُه‬
‫يتعرف العبد‬ ‫َو َت َعا َل َى‪ ،-‬ومن أعظم ما يتع َّلق اإليمان باهلل أن َّ‬
‫يتعرف العبد على ربه‪ ،‬ولن َّ‬
‫باب عظيم ض َّلت‬
‫على ربه إال إذا عرفه بأسمائه وصفاته‪ ،‬ولذلك باب اْلسماء والصفات ٌ‬
‫فيه أمم‪ ،‬وهدى اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬فيه أهل السنَّة إلى الحق‪.‬‬
‫تعرف العبد على ربه ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َوتَ َعا َل َى‪ -‬بأسمائه‬ ‫ٍ‬
‫جانب من جوانب ُّ‬ ‫‪ ‬فحديثنا اليوم عن‬
‫وصفاته‪ ،‬وهي‪[ :‬أثر هذه اْلسماء والصفات على العبد]؛‬
‫وأول ما أبدأ الكالم على شرف هذا العلم كما ُيقال‪( :‬شرف العلم من شرف معلومه)‪،‬‬
‫﴿اهلل‬
‫ُ‬ ‫وهل هناك أعظم من معرفة العبد بربه ‪ُ -‬س ْب َحا َن ُه َو َت َعا َل َى‪-‬؟! واهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬يقول‪:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي يف "جامعه" (‪ )284 / 4‬برقم‪)2516( :‬‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬

‫ِ‬ ‫ات ومِن ْاْلَر ِ ِ‬‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫ض مثْ َل ُه َّن َيتَن ََّز ُل ْاْل َ ْم ُر بَيْنَ ُه َّن لتَ ْع َل ُموا أَ َّن َ‬
‫اهلل َع َلى ك ُِّل‬ ‫ا َّلذي َخ َل َق َسبْ َع َس َم َو َ َ ْ‬
‫اط ب ِ ُك ِّل َش ْي ٍء ِع ْل ًما﴾ [الطالق‪َ ( ]12:‬خ َل َق‪ ...‬لِتَ ْع َل ُموا)‪ ،‬فالعلم‬ ‫اهلل َقدْ أَ َح َ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َش ْيء َقد ٌير َوأَ َّن َ‬
‫باهلل وصفاته وأسمائه وأفعاله هذا أمر مقصود بالخلق واإليجاد‪.‬‬
‫خلق اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬الخلق‪:‬‬
‫‪ ‬ليعرفوه‪.‬‬
‫اإلنْس إ ِ َّال لِيعب ِ‬
‫دُون﴾‬‫َُْ‬ ‫ج َّن َو ْ ِ َ‬
‫ت ا ْل ِ‬
‫﴿و َما َخ َل ْق ُ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬وخلقهم ليعبدوه‪:‬‬
‫[الذاريات‪.]56:‬‬

‫واهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬أرسل الرسل مبشرين ومنذرين و ُي ِّ‬


‫عرفون أقوامهم باهلل ‪ُ -‬س ْب َحا َن ُه‬

‫َو َت َعا َلى‪ُ ،-‬ي ِّ‬


‫عرفوهنم بالمعبود‪.‬‬
‫‪ ‬ومما يد ُّلك على شرف العلم بأسماء اهلل وصفاته‪ :‬أنه أحد أركان اإليمان كما ذكرت‬
‫لكم يف بداية اْلمر‪ ،‬فأركان اإليمان ستة‪ :‬اإليمان باهلل‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬واليوم‬
‫وشره‪ ،‬ولذلك على المسلم الناصح أن ُيع ِّلم‬
‫اآلخر‪ ،‬واإليمان بالقضاء والقدر خيره ِّ‬
‫أوالده هذه اْلركان‪ ،‬ال ُيع ِّلمها لف ًظا وعدًّ ا وإنما ُيع ِّلمهم إياها لف ًظا ومعنًى وما يرتتب‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ ‬فأول هذه اْلركان‪ :‬هو اإليمان باهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ ،-‬وهو أول ٍ‬
‫ركن‪ ،‬وكل اْلركان‬
‫الباقية تتبعه‪ ،‬واإليمان باهلل يكون باإليمان بـ‪:‬‬
‫‪ ‬وحدانيته يف ربوبيته‪.‬‬
‫‪ ‬ووحدانيته يف ألوهيته‪.‬‬
‫‪ ‬ووحدانيته يف أسمائه وصفاته‪.‬‬
‫ىِوأَث َ َر َهاِ َِ‬
‫علَىِا ْلعَ ْبدِ‬ ‫سن َ َ‬ ‫ْاْل َ ْ‬
‫س َما ُءِِال ُح ْ‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ‬ومما يد ُّلك على أهمية هذا العلم‪ :‬أن اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬أرسل الرسل ْلجل أن‬
‫عرفوا الناس باهلل وبأسمائه وصفاته‪.‬‬ ‫ُي ِّ‬
‫اهلل‪" :-‬دعوة الرسل تدور على ثالثة أمور‪:‬‬ ‫ِ‬
‫قال ابن القيم ‪َ -‬رح َم ُه ُ‬
‫‪ ‬اْلصل اْلول‪ :‬تعريفهم بالرب المدعو إليه بأسمائه وصفاته وأفعاله‪.‬‬
‫‪ ‬اْلصل الثاين‪ :‬معرفة الطريق الموصلة إليه وهي ذِكره وشركه وعبادته التي‬
‫تجمع كمال حبه وكمال ِّ‬
‫الذل له‪.‬‬
‫‪ ‬واْلصل الثالث‪ :‬تعريفهم ما لهم بعد الوصول إليه يف دار كرامته من‬
‫النعيم"‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ ‬ومما يد ُّلنا على شرف العلم بأسماء اهلل وصفاته‪ :‬ما ذكره ابن القيم ‪َ -‬رح َم ُه ُ‬
‫اهلل‪ -‬يف‬
‫ٍ‬
‫شيء أعظم‬ ‫ل رائع‪ ،‬يقول‪" :‬ليست حاجة اْلرواح إلى‬ ‫[مفتاح دار السعادة] يف كال ٍم جمي ٍ‬
‫منها إلى معرفة بارئها‪ ،‬وفاطرها‪ ،‬ومحبَّته‪ ،‬وذِكره‪ ،‬واالبتهاج به‪ ،‬وال سبيل إلى هذا إال‬
‫بمعرفة أوصافه وأسمائه‪ ،‬وكلما كان العبد هبا أعلم كان باهلل أعرف وإليه أقرب‪ ،‬وكلما‬
‫كان لها أنكر كان باهلل أجهل‪ ،‬وإليه أكره‪ ،‬ومنه أبعد‪ ،‬واهلل ُي ِّنزل العبد من نفسه حيث ُي ِّنزله‬
‫العبد من نفسه" ‪ .‬هذا ذكره يف [الكافية الشافية] ليس يف [مفتاح دار السعادة]‪.‬‬
‫‪ ‬ومما يد ُّلك على فضل العلم بأسماء اهلل وصفاته‪ :‬ما جاء يف [الصحيحين] عن النبي ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ًما ما َئ ًة إِال َواحدً ا َم ْن أَ ْح َص َ‬
‫اها‬ ‫اهلل َع َل ْيه َو َس َّلم‪ -‬أنه قال‪« :‬إ ِ َّن ل َّله ت ْس َع ًة َوت ْسعي َن ْ‬
‫َص َّلى ُ‬
‫َد َخ َل ا ْل َجنَّ َة» فقد أفاد هذا الحديث أن العلم باْلسماء وما د َّلت عليه من المعاين‬ ‫( ‪)1‬‬

‫(‪)1‬أخرجه البخاري يف "صحيحه" (‪ )198 / 3‬برقم‪ )2736( :‬ومسلم يف "صحيحه" (‪ )63 / 8‬برقم‪) 2677( :‬‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬

‫مجرد حفظ هذه اْلسماء‬


‫والصفات العظيمة يرتتب عليه و ُيثمر دخول الجنَّة‪ ،‬وليس فقط َّ‬
‫وتعدادها وإنما معرفة معانيها والعمل بما تقتضيه‪.‬‬
‫أساس‬
‫ٌ‬ ‫أساس لكل ٍ‬
‫خير وكل فضيلة‪ ،‬فهو‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ‬ومما يد ُّلك على شرف هذا العلم‪ :‬أنه‬
‫أساس لصالح النفس والقلب‪ ،‬بل تزكية النفس ال تكون إال بالعلم باهلل ‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫للسعادة‪،‬‬
‫ُسبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪.-‬‬
‫‪ ‬ومما يد ُّلنا على شرف هذا العلم ومكانته العليَّة الرفيعة‪ :‬أن العبد كلما ازداد معرف ًة باهلل‬
‫الحسنى وصفاته ال ُعليا؛ زاد يف الخير والفضل والذكاء والصالح والفالح‪،‬‬
‫وأسمائه ُ‬
‫وذلك بحسب نصيبه من المعرفة باهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪.-‬‬
‫وإذا تأملنا يف آيات القرآن الكريم نجد أن اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬يختم الكثير من اآليات‬
‫ٍ‬
‫باسم أو باسمين من أسمائه‪ ،‬وهذا ُيب ِّين لك أن تد ُّبر القرآن الكريم ال يكون‬ ‫بأسمائه؛ إما‬
‫وال يقع من العبد إال إذا فقه معاين هذه اْلسماء وهذه الصفات والدالالت التي تتضمنها‪،‬‬
‫وهذا يد ُّلك على شرف هذا العلم أنك إذا أتقنته فإنه يفتح لك أبواب للتد ُّبر عند قراءتك‬
‫لكالم اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪.-‬‬
‫إخواين اْلفاضل‪:‬‬
‫‪ ‬فإن سأل سائل قال‪ :‬ما أثر معرفة العبد وتع ُّلمه ْلسماء اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬بأسمائه‬
‫وصفاته؟‬
‫قال أهل العلم‪ :‬كل ٍ‬
‫اسم من أسماء اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬له عبودي ٌة هي من موجبات اإليمان‬
‫هبذا االسم‪ ،‬فال بد أن يعلم العبد أن معرفة أسماء اهلل الحسنى وصفاته ال ُع َلى مقتضي ٌة‬
‫آلثارها من العبودية؛ كالخضوع والذل‪ ،‬والخشوع واإلنابة‪ ،‬والخشية والمحبة‪ ،‬والتوكُّل‪،‬‬
‫وغير ذلك من أنواع العبادات الظاهرة والباطنة‪ ،‬كل صفة من صفات الرب تعالى لها‬
‫ىِوأَث َ َر َهاِ َِ‬
‫علَىِا ْلعَ ْبدِ‬ ‫سن َ َ‬ ‫ْاْل َ ْ‬
‫س َما ُءِِال ُح ْ‬ ‫‪8‬‬

‫عبوديتها الخاصة التي هي من مقتضياهتا وموجبات العلم هبا‪ ،‬وهذا يرتتب عليه‪ :‬أن العبد‬
‫كلما زاد علمه باهلل وذلك من خالل النظر يف أسمائه وصفاته وتع ُّلم معانيها ومقتضياهتا‪،‬‬
‫عاد أثر ذلك على أخالقه وآدابه وسلوكه وعبادته وجميع شؤونه‪.‬‬
‫‪ ‬ولنضرب على ذلك بعض اْلمثلة تبيِّن لك أثر العلم باْلسماء وبالصفات على العبد‬
‫وسلوكه‪:‬‬
‫‪ ‬من ذلك‪ :‬اسم اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬العليم‪:‬‬
‫فأنت تقرأ يف القرآن الكريم اسم اهلل العليم يف أكثر من سورة ويف أكثر من آية؛‬
‫ِ‬
‫اهلل ب ِ َما َت ْع َم ُلو َن َعل ٌ‬
‫يم﴾ [البقرة‪.]283:‬‬ ‫﴿و ُ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬
‫اهلل َي َرى﴾ [العلق‪.]14:‬‬ ‫‪ ‬ويقول اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪﴿ :-‬أَ َل ْم َي ْع َل ْم بِأَ َّن َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َع َلى ك ُِّل َش ْيء َقد ٌير َوأَ َّن َ‬
‫اهلل‬ ‫‪ ‬وقال اهلل ‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪﴿ :-‬لتَ ْع َل ُموا أَ َّن َ‬
‫اط ب ِ ُك ِّل َش ْي ٍء ِع ْل ًما﴾ [الطالق‪]12:‬‬ ‫َقدْ أَ َح َ‬
‫فإذا علِم العبد هذا االسم اسم اهلل العليم وهذه الصفة وهي صفة العلم‪ ،‬وأن علم اهلل ‪-‬‬
‫ٍ‬
‫شيء ال يخفى عليه شي ٌء أبدً ا؛‬ ‫ٌ‬
‫شامل لكل‬ ‫ُسبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪-‬‬
‫‪ ‬علِم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون كما يقول‬
‫أهل العلم‪.‬‬
‫‪ ‬علم الكل َّيات والجزئيات كما يقول أهل الجدل‪.‬‬
‫قوي جانب اإلخالص يف‬
‫فهذا ُيفيدك حصول الخشوع يف القلب والخوف والرجاء‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫قلبك‪ ،‬وجانب الخوف من اهلل ‪ُ -‬س ْب َحا َن ُه َو َت َعا َلى‪-‬؛ ْلن اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬يعلم حالك‪،‬‬
‫وسرك‪ ،‬فترتك المنهيات خو ًفا من اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬لعلمك باطالعه‬
‫ويعلم جهرك ِّ‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬

‫ٍ‬
‫زاجر اإليمان‬ ‫ٍ‬
‫واعظ وأكرب‬ ‫عليك‪ ،‬يقول بعض أهل العلم‪" :‬اتفق أهل العلم على أن أعظم‬
‫ٍ‬
‫شيء عليم"‪.‬‬ ‫بأن اهلل على كل‬
‫مطلع عليه يف جميع أحيانه‬
‫ٌ‬ ‫مستحضرا علم اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬وأنه‬
‫ً‬ ‫فكلما كان العبد‬
‫وأحواله‪ ،‬وأنه سبحانه ال تخفى عليه خافية يف اْلرض وال يف السماء‪ ،‬فهذا يمنعه ويزجره‬
‫من ارتكاب الذنوب والمعاصي‪ ،‬لكن بعض الناس يقول‪ :‬يا أخي أنا أعلم أين أنا أرتكب‬
‫علم ضعيف‪ ،‬ما هو بذلك العلم القوي اليقيني‪،‬‬
‫الذنب والمعصية‪ ،‬العلم الذي عندك ٌ‬
‫مطلع عليك ويعلم‬
‫ٌ‬ ‫اليقين فيه كذلك درجات‪ ،‬أنت صحيح أنك موقن أن اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪-‬‬
‫المحرم ْلجل علمك‬
‫َّ‬ ‫حالك لكن لم تصل إلى تلكم الدرجة التي تمتنع فيها عن فعل‬
‫ويقينك باطالع اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬عليك‪.‬‬
‫‪ ‬ولذلك ذكر بعض أهل العلم قصص عن بعض الصالحين لما وقع يف بعض المعاصي‬
‫والذنوب أو كاد أن يقع و ُذكِّر باهلل تذكَّر‪ ،‬وهذا حال المؤمن‪.‬‬
‫‪ ‬وقيل‪ :‬أن أعرابيًّا راود امرأ ًة يف الصحراء عن نفسها‪ ،‬وطب ًعا نعلم شهوة الفرج وأهنا من‬
‫اهلل َع َليْ ِه َو َس َّلم‪-‬‬
‫أسباب العذاب يوم القيامة ‪-‬نسأل اهلل السالمة والعافية‪ -‬لما ُسئل ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫َّاس ا ْل َجنَّ َة َف َق َال‪َ « :‬ت ْق َوى اهللِ َو ُح ْس ُن ا ْل ُ‬
‫خ ُل ِق» َو َل َّما ُسئِ َل َع ْن أَ ْكثَ ِر َما‬ ‫ِ‬
‫َع ْن أَ ْكثَ ِر َما ُيدْخ ُل الن َ‬
‫ي ِ‬
‫دْخ ُل النَّار َف َق َال‪« :‬ا ْل َفرج وا ِّللس ِ‬
‫ان» والشيطان ُيز ِّين‪ ،‬والمرأة ُتز ِّين‪ ،‬والنفس اْل َّمارة بالسوء‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُتز ِّين‪.‬‬
‫فهذا اْلعرابي رأى هذه المرأة يف الصحراء لوحدها وما اختلى رجل بامرأة إال كان‬
‫الشيطان ثالثهما‪ ،‬فراودها عن نفسها فامتنعت‪ ،‬فقال لها‪ :‬ما يرانا أحد إال الكواكب؛ يعني‬

‫(‪)1‬أخرجه ابن حبان يف "صحيحه" (‪ )224 / 2‬برقم‪)476( :‬‬


‫ىِوأَث َ َر َهاِ َِ‬
‫علَىِا ْلعَ ْبدِ‬ ‫سن َ َ‬ ‫ْاْل َ ْ‬
‫س َما ُءِِال ُح ْ‬ ‫‪10‬‬

‫تخافين من ماذا؟ قالت له‪ :‬فأين مكوكبها؟ أين الخالق ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َل َى‪-‬؟ فذكَّرته‬
‫با ِّطالع اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬عليه فامتنع‪.‬‬
‫ل أنه راود امرأةٍ عن نفسها وغ َّلق اْلبواب‪ ،‬فقال لها‪ :‬هل بقي‬
‫‪ ‬وقيل كذلك‪ :‬عن رج ٍ‬
‫أي ٍ‬
‫باب؟ قالت‪ :‬الباب الذي بيننا وبين اهلل‬ ‫باب لم ُيغ َلق؟ قالت‪ :‬نعم ٌ‬
‫باب واحد‪ ،‬قال‪ُّ :‬‬ ‫ٌ‬
‫فكف الرجل‪.‬‬
‫َّ‬ ‫فهذا ال يمكن أن ُيغ َلق‬
‫صور من‬
‫أنت اآلن يف أمورك الدنيوية لما ترى جهاز الكاميرا على مخرج يف الشارع ُي ِّ‬
‫ُيخالف فإنك ال تجرؤ على المخالفة لعلمك با ِّطالعهم عليك وأهنم سيُخالفونك‪ ،‬فهذا‬
‫اليقين الذي عندك هو الذي ينبغي أن يكون يف قلبك يف اطالع اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬عليك‬

‫وعلى حالك‪ ،‬وأنك إذا فعلت هذا الذنب فإنك ُت ِّ‬


‫عرض نفسك للعقوبة‪ ،‬تكون مستحق‬
‫مستحضرا لعلم اهلل ‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬واطالعه عليه كان ذلك‬
‫ً‬ ‫للعقوبة‪ ،‬فكلما كان العبد‬
‫من أكرب الزواجر وأكرب راد ٍع له ليرتك هذا الذنب واإلثم مع حصول اإلخالص يف قلبه يف‬
‫فعل الطاعات‪.‬‬
‫‪ ‬من أسماء اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬السميع‪:‬‬
‫اهلل َعن َْها‪ :-‬وقد قالت‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وتأملوا معي إلى هذه القصة التي وقعت يف بيت عائشة ‪َ -‬رض َي ُ‬
‫اهلل َق ْو َل ا َّلتِي‬ ‫ِ‬
‫وات" لما نزل قوله تعالى‪َ ﴿ :‬قدْ َسم َع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ْمدُ هلل ا ّلذي َوس َع َس ْم ُع ُه ْ‬
‫اْلص َ‬ ‫" َ‬
‫اهلل َس ِمي ٌع بَ ِص ٌير﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫او َر ُك َما إ ِ َّن َ‬ ‫ُت َجاد ُل َك في َز ْوج َها َو َت ْشتَكي إ ِ َلى اهلل َو ُ‬
‫اهلل َي ْس َم ُع َت َح ُ‬
‫اهلل َع َليْ ِه‬
‫[المجادلة‪ ]1:‬تقول عائشة‪ :‬أنا كنت يف البيت وكانت ُتجادل النبي ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫َو َس َّلم‪ -‬يف زوجها‪ ،‬وبيت عائشة يا جماعة الخير كم؟ غرفة واحدة وهي كانت يف جانب‬
‫من الغرفة صغيرة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬ ‫شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬

‫علي بعضه وهي معها يف ذات الغرفة‪ ،‬فعندما‬ ‫تقول‪ :‬فكنت أسمع بعض كالمها ويخفى َّ‬
‫اهلل َق ْو َل ا َّلتِي ُت َجادِ ُل َك فِي‬ ‫ِ‬
‫انتهت من كالمها أنزل اهلل قوله‪َ ﴿ :‬قدْ﴾ للتحقيق‪َ ﴿ ،‬قدْ َسم َع ُ‬
‫ٍ‬
‫مستو على‬ ‫َز ْو ِج َها َو َت ْشتَكِي إ ِ َلى اهللِ﴾ واهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬فوق السماء السابعة فوق العرش‬
‫سماء وسماء مسيرة خمسمئة عام‪ ،‬فاهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫عرشه ‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ ،-‬بين كل‬
‫اهلل َع َليْ ِه َو َس َّلم‪.-‬‬
‫سمعها وسمع حديثها للنبي ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّلم‪ -‬الحديث القدسي الذي رواه مسلم‪:‬‬ ‫وتأملوا معي حديث النبي ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫آخ َرك ُْم ‪-‬من ُيحصيهم؟ من ُيحصي اإلنس؟ ‪َ -‬وإِن َْس ُك ْم‬ ‫« َق َال اهلل‪ :‬يا ِعبادِي َلو أَ َّن أَو َل ُكم و ِ‬
‫َّ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫اح ٍد‬ ‫يد و ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو ِجنَّ ُك ْم ‪-‬اإلنس والجن من يوم أن خلقهم اهلل إلى أن ماتوا‪َ -‬قا ُموا في َصع َ‬
‫ص ا ْل ِم ْ‬
‫خيَ ُط إ ِ َذا‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ص َذل َك م َّما عنْدي إِالَّ َك َما َينْ ُق ُ‬
‫ٍ‬ ‫َف َسأَ ُلونِي َفأَ ْع َطيْ ُ‬
‫ت ك َُّل إِن َْسان َم ْسأَ َلتَ ُه َما نَ َق َ‬
‫أُ ْد ِخ َل ا ْلبَ ْح َر» ‪ ،‬اهلل أكرب! اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬يسمعك ويسمع ما يف قلبك ويعلمه‪.‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫‪ ‬ومن أسماء اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬البصير‪:‬‬


‫المبصرات‪ ،‬يرى جميع الكائنات‪ ،‬يرى من فوق سبع‬
‫َ‬ ‫فهو يرى ‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬جميع‬
‫سماوات كما يقول أهل العلم‪ :‬يسمع دبيب النملة السوداء‪ ،‬ويراها وهي على الصخرة‬
‫ٍ‬
‫جزء من أجزائها‪ ،‬ال يخفى عليه شيء ‪ُ -‬س ْب َحا َن ُه‬ ‫الصماء يف الليلة الظلماء‪ ،‬ويرى كل‬
‫َّ‬
‫َو َت َعا َلى‪ ،-‬فإذا استحضر العبد علم اهلل وسمعه وبصره وأنه ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ٌ -‬‬
‫خبير به‪،‬‬
‫كان ذلك من أعظم ما يؤثر يف عبودية اإلنسان لربه ويف سلوكه ويف فعله للمأمور وتركه‬
‫للمنهي‪.‬‬
‫‪ ‬تأملوا معي وصيَّة لقمان البنه‪:‬‬

‫(‪)1‬أخرجه مسلم يف "صحيحه" (‪ )16 / 8‬برقم‪)2577( :‬‬


‫ىِوأَث َ َر َهاِ َِ‬
‫علَىِا ْلعَ ْبدِ‬ ‫سن َ َ‬ ‫ْاْل َ ْ‬
‫س َما ُءِِال ُح ْ‬ ‫‪12‬‬

‫خ َرةٍ﴾ حبَّة من خردل صغيرة‬ ‫قال له‪َ ﴿ :‬يا بُنَي إِنَّ َها إ ِ ْن َت ُك مِثْ َق َال َحبَّ ٍة م ِ ْن َخ ْر َد ٍل َفتَ ُك ْن فِي َص ْ‬
‫َّ‬
‫اهلل َلطِ ٌ‬
‫يف َخب ِ ٌير﴾‬ ‫اهلل إ ِ َّن َ‬
‫ات أَو فِي ْاْلَر ِ ِ‬
‫ض َيأْت ب ِ َها ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫خرةٍ أَو فِي السماو ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫ِ‬
‫جدًّ ا ﴿ َفتَ ُك ْن في َص ْ َ ْ‬
‫[لقمان‪ ]16:‬فانظر الرتبية على العقيدة وعلى اإليمان‪.‬‬
‫﴿ َيا ُبن ََّي﴾ ُير ِّبي ابنه على العقيدة الصحيحة وعلى معرفته بربه ‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ ،-‬وهذه‬
‫لطيفة جميلة يف الرتبية‪ ،‬عندما تربِّي االبن ال تربه على أن يخاف منك فقط‪ ،‬وأن يخاف‬
‫من عقوبتك له إن فعل ما هنيته عنه؛ ْلنه سيكتشف يف يو ٍم من اْليام أنك تغيب عن البيت‬
‫لعمل‪ ،‬لوظيفة‪ ،‬لسفر‪ ،‬فيلعب بما شاء ويفعل ما هنيته عنه‪ ،‬لكن ر ِّبه على الخوف من اهلل‬
‫ٍ‬
‫بذنب أو بمعصية فليعتقد أن اهلل يراه‪ ،‬كما‬ ‫‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬وأنه إذا ما خال الدهر يو ٍم‬
‫جاء يف الشعر وأنا ال أحفظ الشعر‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِ َذا َما َخ َل ْو َ‬
‫ت َو َل ك ْن ُق ـ ْل َع َل َّي َر ق ْي ـ ُ‬
‫ب‬ ‫َخ َل ْو ُ‬ ‫ت ا لدَّ ْه َر َي ْو ًما َفال َت ُق ْل‬
‫فهذا أثر عظيم على سلوك العبد وعلى عبوديته بربه ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪.-‬‬
‫وإذا قرأت القرآن أخي الفاضل تأمل أثر هذه اْلسماء يف اآليات وعالقتها باآليات‪:‬‬
‫العليم‪ ،‬السميع‪ ،‬البصير‪ ،‬الخبير‪ ،‬هذا يفتح لك أبواب لتد ُّبر كتاب اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪-‬‬
‫وتد ُّبر المعاين‪ ،‬واربط معاين اآليات بخواتيمها من اْلسماء والصفات‪.‬‬
‫ار َق ُة َفا ْق َط ُعوا أَ ْي ِد َي ُه َما‬
‫الس ِ‬ ‫الس ِ‬
‫ار ُق َو َّ‬ ‫﴿و َّ‬
‫يعني فيما ُيذكَر ُيقال‪ :‬أن أعرابي سمع إما ًما يقرأ‪َ :‬‬
‫غفور رحيم‪ ،‬قال‪ :‬يستحيل أن يكون‬
‫ٌ‬ ‫َج َزا ًء ب ِ َما ك ََسبَا﴾ [المائدة‪ ]38:‬ثم ختمها بماذا؟ واهلل‬
‫هذا كالم اهلل ‪ُ -‬س ْب َحا َن ُه َو َت َعا َلى‪ ،-‬يقول‪ :‬أنا ال أحفظ القرآن لكن يستحيل‪ ،‬فلما رجع إلى‬
‫ِ‬
‫يم﴾ [المائدة‪ ،]38:‬قال‪ :‬نعم هكذا ينضبط اْلمر‪ ،‬فأواخر‬‫اهلل َع ِز ٌيز َحك ٌ‬ ‫﴿و ُ‬ ‫اآلية وإذا هيا َ‬
‫اآليات من اْلسماء والصفات لها ارتباط بمعنى اآلية‪.‬‬

‫‪ُ ‬خ ْذ اسم آخر من أسماء اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َوتَ َعا َلى‪َّ -‬‬
‫التواب‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪13‬‬ ‫شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬

‫لما تقرأ يف القرآن الكريم ترغيب اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬لعباده بالتوبة‪ ،‬وتسمع حديث‬
‫ُوب إ ِ َليْ ِه م ِ ْن‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫اهلل َع َل ْيه َو َس َّلم‪ -‬لما يقول‪َ « :‬ل َّل ُه أَ َشدُّ َف َر ًحا بِت َْوبَة َعبْده حي َن َيت ُ‬
‫ِ‬
‫النبي ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫ض َف َالةٍ‪َ ،‬فانْ َف َلت َْت مِنْ ُه َو َع َليْ َها َط َعا ُم ُه َو َش َرابُ ُه َفأَيِ َس مِنْ َها‪َ ،‬فأَ َتى‬
‫اح َلت ِ ِه بِأَ ْر ِ‬
‫أَح ِدكُم كَا َن َع َلى ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫اح َلت ِ ِه‪َ ،‬فبَ ْينَا ُه َو ك ََذل ِ َك إ ِ َذا ُه َو ب ِ َها َقائ ِ َم ًة ِعنْدَ ُه‪َ ،‬فأَ َخ َذ‬
‫اض َطجع فِي ظِ ِّلها َقدْ أَيِس مِن ر ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َش َج َر ًة َف ْ َ َ‬
‫خ َطام ِ َها ُث َّم َق َال م ِ ْن ِشدَّ ةِ ا ْل َف َرحِ ‪ :‬ال َّل ُه َّم أَن َْت َعبْ ِدي َوأَنَا َر ُّب َك‪ ،‬أَ ْخ َطأَ م ِ ْن ِشدَّ ةِ ا ْل َف َرحِ » ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬ ‫بِ ِ‬

‫فإذا آمن اإلنسان بأن اهلل ‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪َّ -‬تواب وأنه يتوب على عباده ويعفو عن‬
‫السيئات‪ ،‬يتأمل ويتد َّبر قول اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ُ ﴿ :-‬ق ْل َيا ِعبَادِ َي ا َّل ِذي َن أَ ْس َر ُفوا َع َلى أَنْ ُف ِس ِه ْم‬
‫الذنُوب ج ِميعا إِنَّه هو ا ْل َغ ُفور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم﴾ [الزمر‪]53:‬‬ ‫الرح ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫اهلل َي ْغف ُر ُّ َ َ ً ُ ُ َ‬ ‫َال َت ْقنَ ُطوا م ْن َر ْح َمة اهلل إ ِ َّن َ‬
‫التواب‪ ،‬الغفور‪ ،‬الرحيم‪ ،‬يزول عنك القنوط من رحمة اهلل‪ ،‬وكلما أذنبت‬
‫انظر كم اسم‪َّ :‬‬
‫تتوب‪.‬‬
‫وننتبه لهذه الشبهة‪ :‬يأتيك الشيطان وقد فعلت الذنب ثم تبت‪ ،‬ثم تعود إليه ثم تتوب‪ ،‬ثم‬
‫تعود إليه نتيجة ضعفك وضعف قلبك‪ ،‬وتكالب اْلعداء عليك‪ ،‬فال ترتك التوبة‪ ،‬ال يأتيك‬
‫الشيطان يقول‪ :‬يا أخي؛ استحي من اهلل‪ ،‬أما تستحي من ربِّك؟! قل له‪ْ :‬لين أستحي من‬
‫والتواب اسم من أسمائه ‪َ -‬ج َّل َو َع َال‪ -‬وتوبته على عبده هي توب ٌة على العبد‬
‫ر ِّبي سأتوب‪َّ ،‬‬
‫التواب ‪ُ -‬سبْ َحا َن ُه‬ ‫بالتوفيق للتوبة‪ ،‬وتوب ٌة على العبد بقبول التوبة‪ ،‬وكل ذلك ٌ‬
‫فضل من َّ‬
‫َو َت َعا َلى‪.-‬‬

‫(‪)1‬أخرجه مسلم يف "صحيحه" (‪ )91 / 8‬برقم‪)2675( :‬‬


‫ىِوأَث َ َر َهاِ َِ‬
‫علَىِا ْلعَ ْبدِ‬ ‫سن َ َ‬ ‫ْاْل َ ْ‬
‫س َما ُءِِال ُح ْ‬ ‫‪14‬‬

‫اب َع َليْ ِه ْم لِيَتُوبُوا﴾ [التوبة‪ ]118:‬بتوفيقهم للتوبة‪ ،‬الذي‬


‫قال اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ُ ﴿ :-‬ث َّم َت َ‬
‫اب يقبل‬
‫عرف العبد أنه َّتو ُ‬
‫التواب‪ ،‬فإذا َ‬ ‫ُيو ِّفق للتوبة هو َّ‬
‫التواب‪ ،‬والذي يقبل التوبة هو َّ‬
‫التوبة عن عباده ويدعو إلى التوبة؛‬
‫﴿و ُتوبُوا إ ِ َلى اهللِ َج ِمي ًعا أَ ُّي َها ا ْل ُم ْؤمِنُو َن َل َع َّل ُك ْم ُت ْفلِ ُحو َن﴾‬
‫‪ ‬قال تعالى‪َ :‬‬
‫[النور‪.]31:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ﴿ ‬يا أَ ُّي َها ا َّلذي َن آَ َمنُوا ُتوبُوا إ ِ َلى اهلل َت ْوبَ ًة ن َُص ً‬
‫وحا َع َسى َربُّ ُك ْم أَ ْن ُي َك ِّف َر َعنْ ُك ْم‬
‫َسيِّئَات ِ ُك ْم﴾ [التحريم‪.]8:‬‬
‫يدعو اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬إلى التوبة‪ ،‬إذا علِم العبد ذلك تاب وأناب ولم ييأس من رحمة اهلل‬
‫ٍ‬
‫خوف ورجاء‪.‬‬ ‫‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ ،-‬بل يتق َّلب يف الدنيا بين‬
‫غني كريم‪ٌّ ،‬بر رحيم‪ ،‬واسع اإلحسان‪ ،‬وأنه ‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬مع‬
‫وإذا علم العبد بأن اهلل ٌّ‬
‫رحيم هبم‪ُ ،‬يريد هبم الخير‪ ،‬يكشف عنهم الضر‪ ،‬ال‬ ‫ٌ‬ ‫غناه عن عباده فهو محس ٌن إليهم‪،‬‬
‫مضرة‪ ،‬بل رحم ًة منه وإحسانًا‪ ،‬فهو سبحانه لم يخلق‬ ‫ٍ‬
‫لجلب منفعة إليه من العبد‪ ،‬وال لدفع َّ‬
‫ليعتز هبم من ذ َّلة‪ ،‬وال ليرزقوه وال لينفعوه؛‬ ‫خلقه ليتكثَّر هبم من ق َّلة‪ ،‬وال َّ‬
‫اإلنْس إ ِ َّال لِيعبدُ ِ‬
‫ون (‪َ )56‬ما أُ ِريدُ‬ ‫َُْ‬ ‫ج َّن َو ْ ِ َ‬
‫ت ا ْل ِ‬
‫﴿و َما َخ َل ْق ُ‬
‫‪ ‬كما قال ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪َ :-‬‬
‫الر َّز ُاق ُذو ا ْل ُق َّوةِ ا ْل َمتِي ُن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منْ ُه ْم م ْن ِر ْزق َو َما أُ ِريدُ أَ ْن ُي ْطع ُمون (‪ )57‬إ ِ َّن َ‬
‫اهلل ُه َو َّ‬
‫(‪[ ﴾)58‬الذاريات‪.]58-56 :‬‬
‫‪ ‬وقال اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬يف الحديث القدسي‪َ « :‬يا ِعبَادِي إِنَّ ُك ْم َل ْن َتبْ ُل ُغوا نَ ْف ِعي‬
‫َفتَنْ َف ُعونِي‪َ ،‬و َل ْن َتبْ ُل ُغوا َض ِّري َفت َُض ُّرونِي»‪.‬‬
‫فإذا علم العبد ذلك أثمر فيه قوة الرجاء‪ ،‬قوة الطمع فيما عند اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪،-‬‬
‫ِ‬
‫َّاس أَنْت ُُم ا ْل ُف َق َرا ُء إ ِ َلى اهلل َو ُ‬
‫اهلل ُه َو‬ ‫ف ُينزل جميع حوائجه باهلل‪ ،‬و ُيظهر افتقاره إليه‪َ ﴿ :‬يا أَ ُّي َها الن ُ‬

‫‪14‬‬
‫‪15‬‬ ‫شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬

‫ا ْل َغن ِ ُّي ا ْل َح ِميدُ﴾ [فاطر‪ ]15:‬الرجاء ُيثمر أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفة‬
‫العبد وعلمه‪.‬‬

‫إذا علم العبد أن من أسماء اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬أن اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬قد َّ‬
‫حرم الظلم على نفسه‬
‫وأنه عادل‪ ،‬وأن اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬يغضب ويسخط وينتقم و ُيعاقب‪ ،‬أثمر له ذلك الخشية‬
‫اهلل َوا ْع َل ُموا‬ ‫والخوف والحذر والبُعد عن مساخط الرب‪ ،‬قال اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪َ :-‬‬
‫﴿واتَّ ُقوا َ‬
‫اب﴾ [البقرة‪ ]196:‬أثمر له الخوف من اهلل ‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ ،-‬الخوف‬ ‫اهلل َش ِديدُ ا ْل ِع َق ِ‬
‫أَ َّن َ‬
‫فيتقرب إلى اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬بما ُيزيل عنه هذا العقاب فيتوب إليه‬
‫َّ‬ ‫من عقابه‪،‬‬
‫ويتقرب إليه بالعبادات‪.‬‬
‫َّ‬
‫ولذلك نقول للناس الذين قد ع َّلقوا تعاملهم مع اهلل ‪ُ -‬سبْ َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬بجانب الرجاء‬
‫اهلل‪" :-‬من رجا شي ًئا خاف فواته" بعض الناس‬ ‫ِ‬
‫فقط‪ ،‬نقول لهم كما ذكر ابن القيم ‪َ -‬رح َم ُه ُ‬
‫غفور رحيم‪َ ،‬من الذي يعرتض عليك يف هذا؟‬ ‫ٌ‬ ‫غفور رحيم‪ ،‬صحيح إن اهلل‬ ‫ٌ‬ ‫يقول‪ :‬إن اهلل‬
‫اب﴾ [البقرة‪ ]196:‬وإذا‬ ‫اهلل َش ِديدُ ا ْلعِ َق ِ‬ ‫اهلل َوا ْعلَ ُموا أَ َّن َ‬
‫﴿واتَّ ُقوا َ‬
‫لكن يف المقابل اهلل قال‪َ :‬‬
‫أنت ترجو الجنَّة اعمل هبا‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬ف َم ْن كَا َن َي ْر ُجوا ل ِ َقا َء َربِّ ِه َف ْليَ ْع َم ْل َع َم ًال َصال ِ ًحا‬
‫َو َال ُي ْش ِر ْك ب ِ ِعبَا َدةِ َربِّ ِه أَ َحدً ا﴾ [الكهف‪ ]110:‬ترجو ربك اعمل عمل صالح وأحسن يف‬
‫عقيدتك‪ ،‬الرجاء يو ِّلد العمل ال يو ِّلد الكسل‪.‬‬
‫هبذا ُيع َلم إخواين اْلفاضل أن العبودية بجميع أنواعها ترجع إلى مقتضيات اْلسماء‬
‫ٍ‬
‫مسلم أن يعرف ر َّبه ويعرف أسماءه وصفاته‬ ‫والصفات‪ ،‬ولهذا فإنه يتأكد على كل ٍ‬
‫عبد‬
‫معرفة صحيحة سليمة‪ ،‬وأن يعلم ما تضمنته من آثار ومن معاين ومن موجبات‪ ،‬وعليكم‬
‫بقراءة الكتب ْلهل العلم من أهل السنَّة التي تبيِّن معاين اْلسماء الحسنى ومقتضياهتا؛‬
‫ىِوأَث َ َر َهاِ َِ‬
‫علَىِا ْلعَ ْبدِ‬ ‫سن َ َ‬ ‫ْاْل َ ْ‬
‫س َما ُءِِال ُح ْ‬ ‫‪16‬‬

‫اهلل‪ -‬وابن تيمية لهم لفتات رائعة يف هذا الباب‪،‬‬ ‫ِ‬


‫‪ ‬والشيخ ابن القيم ‪َ -‬رح َم ُه ُ‬
‫ومن يقرأ كتبهم ِيقف على بعض هذه اللفتات‪ ،‬وقد ُج ِمعت‪.‬‬
‫‪ ‬والشيخ السعدي كذلك له لفتات يف شرحه أو يف تفسيره [تفسير القرآن] له‬
‫تعليق جميل على بعض أسماء اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪ -‬وصفاته يف هذه اآليات‪.‬‬
‫يتعرف اإلنسان على ربه‬ ‫وخصوصا علم العقيدة‪ ،‬أن َّ‬
‫ً‬ ‫فعلينا أن نُقبِل على العلم الشرعي‬
‫اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّلم‪ ،-‬ويقرأ‬
‫‪ُ -‬س ْب َحانَ ُه َو َت َعا َلى‪ -‬بالنظر يف كتابه‪ ،‬والنظر يف سنَّة النبي ‪َ -‬ص َّلى ُ‬
‫يف التفسير ويتد َّبر معاين هذه اْلسماء الحسنى والصفات ال ُع َلى‪ ،‬وينظر يف قواعد أهل‬
‫العلم التي تضبط له اإليمان باهلل وبأسمائه وصفاته ْلجل أن ُتثمر له الثمرة الط ِّيبة الحسنة‪.‬‬
‫اسما‪ ،‬فانظر يف أسماء اهلل ‪َ -‬ع َّز َو َج َّل‪-‬‬
‫ما ذكرت لكم هي أمثلة وإال فإن هلل تسعة وتسعين ً‬
‫تحسنًا يف معرفتك بربك‪ ،‬ويف‬
‫الثابتة‪ ،‬ويف معانيها ومقتضياهتا‪ ،‬وبإذن اهلل تعالى ستجد ُّ‬
‫دعائك‪ ،‬ويف عبادتك‪ ،‬ويف سلوكك‪ ،‬ويف خوفك‪ ،‬ويف رجائك‪ ،‬ويف جميع شأنك‪.‬‬
‫أسأل اهلل العظيم رب العرش العظيم أن يوفقني وإياكم لكل خير‪ ،‬وأن ُيع ِّلمنا ما جهلنا إنه‬
‫شيء قدير‪ ،‬هذا واهلل أعلم‪ ،‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ال إله إال أنت‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫على كل‬
‫أستغفرك وأتوب إليك‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪16‬‬
17 ‫شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬

‫حسابات شبكة بينونة للعلوم الشرعية‬


:‫ يسعدنا أن نتواصل على المواقع التالية‬,‫ليصلكم جديد شبكة بينونة‬
⓵ 【 ‫ تويتر‬Twitter 】
https://twitter.com/BaynoonaNet
⓶ 【 ‫ تيليجرام‬Telegram 】
https://telegram.me/baynoonanet
⓷ 【 ‫ فيسبوك‬Facebook 】
https://m.facebook.com/baynoonanetuae/
⓸ 【 ‫ انستقرام‬Instagram 】
https://instagram.com/baynoonanet
⓹ 【 ‫ واتساب‬WhatsApp 】
‫احفظ الرقم التالي في هاتفك‬
https://api.whatsapp.com/send?phone=971555409191 ☏
"‫أرسل كلمة "اشتراك‬
‫تنبيه في حال عدم حفظ الرقم لديك‬
(( ‫)) لن تتمكن من استقبال الرسائل‬
⓺【 ‫】 تطبيق اإلذاعة‬
‫ألجهزة األيفون‬
https://appsto.re/sa/gpi5eb.i
‫ألجهزة األندرويد‬
https://goo.gl/nJrA9j
⓻ 【 ‫ يوتيوب‬Youtube 】
https://www.youtube.com/c/BaynoonanetUAE
⓼ 【 ‫ تمبلر‬Tumblr 】
https://baynoonanet.tumblr.com/
⓽ 【 ‫ بلوجر‬Blogger 】
https://baynoonanet.blogspot.com/
⓾ 【 ‫ فليكر‬Flickr 】
https://www.flickr.com/photos/baynoonanet/
َِ ِ‫ىِوأَث َ َر َها‬
ِ‫علَىِا ْلعَ ْبد‬ َ َ ‫سن‬ ْ َ ‫ْاْل‬
ْ ‫س َما ُءِِال ُح‬ 18

⑪ 【 ‫】 لعبة كنوز العلم‬


‫ألجهزة األيفون‬
https://goo.gl/Q8M7A8
‫ألجهزة األندرويد‬
https://goo.gl/vHJbem
【 ‫ في كي‬Vk 】
https://vk.com/baynoonanet
【 ‫ لينكدان‬Linkedin 】
https://www.linkedin.com/in/669392171-‫الشرعية‬-‫للعلوم‬-‫بينونة‬-‫شبكة‬
【 ‫ ريديت‬Reddit 】
https://www.reddit.com/user/Baynoonanet
【 ‫ تشينو‬chaino 】
https://www.chaino.com/profile?id=5ba33e0c772b23d5bb7daf0a
【 ‫ بنترست‬Pinterest 】
https://www.pinterest.com/baynoonanet/
【 ‫ سناب شات‬Snapcha 】
https://www.snapchat.com/add/baynoonanet
【 ‫】 تطبيق المكتبة‬
‫ألجهزة األيفون‬
https://apple.co/33uUnQr
‫ألجهزة األندرويد‬
https://goo.gl/WNbvqL
【 ‫】 تطبيق الموقع‬
‫ألجهزة األيفون‬
https://apple.co/2Zvk8OS
‫ألجهزة األندرويد‬
https://bit.ly/3fFoxWe
【 ‫】 البريد اإللكتروني‬
info@baynoona.net
【 ‫】 الموقع الرسمي‬
http://www.baynoona.net/ar/

18

You might also like