You are on page 1of 29

‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .

‬شريف الخطيب‬

‫مشروعيّة االجتهاد في فروع االعتقاد‬


‫شريف الشيخ صالح الخطيب *‬
‫ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻰ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ت ر خاقبكؿا لبحث‪:‬اُّ‪ََِ6/ْ/‬ـا‬ ‫ت ر خاكصكؿا لبحث‪:‬ا‪ََِ6/ُ/ُ9‬ـاااا‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ملخص‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫جتياد في‬ ‫مشركعية اال‬
‫ٌ‬ ‫االعتقادية‪ ،‬ثـ تناكؿ‬
‫ٌ‬ ‫الفقيية أـ‬
‫ٌ‬ ‫عي سكاء أكاف في األحكاـ‬
‫تناكؿ البحث قضية االجتياد كتأصيمو الشر ٌ‬
‫ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ‪ ،‬ﺷﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ة‬ ‫مشركعية االجتياد في مسائؿ االعتقاد بطبيع‬
‫ٌ‬ ‫ظن ٌي في مسائؿ االعتقاد‪ ،‬كقد استد ٌؿ الباحث عمى‬
‫ظنية أك ثبكتيا ٌ‬
‫النصكص التي داللتيا ٌ‬
‫ٌ‬
‫كتكصؿ إلى أف االختالؼ في مسائؿ االعتقاد كاالخ تالؼ في‬ ‫ﻣﺞ‪,2‬الصﻉ‪2‬‬
‫حابة كالتابعيف كالعمماء المحقٌقيف‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫السٌنة‪ ،‬كبفعؿ ٌ‬
‫النصكص مف القرآف ك ٌ‬ ‫ٌ‬
‫األمة فإنيا‬
‫ٌ‬ ‫بيف‬ ‫االختالؼ‬ ‫كجكد‬ ‫كمع‬ ‫اجتياده‪،‬‬ ‫عمى‬ ‫فييما‬ ‫المصيب‬ ‫كيؤجر‬ ‫خطئو‪،‬‬ ‫عمى‬ ‫ق‬ ‫كيعذر‬ ‫فييما‬ ‫المخطئ‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫المجتيد‬ ‫يؤجر‬ ‫الفقو‬ ‫مسائؿ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫أخكة في الديف ‪.‬‬
‫احدة‪ ،‬ذات كالء ك ٌ‪2006‬‬
‫أمة ك‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ تبقى ٌ‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬

‫‪Abstract‬‬ ‫‪53 - 80‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬


‫‪800329‬‬
‫‪This study deals with the validity of Ijtihad in the creed and its foundation‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪in the Qur’an, Sunna, the:MD‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‪deeds of the companions of the Prophet, the deeds of the followers‬‬ ‫ﺑﺤﻮﺙ‬
‫‪of the companions‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪of the Prophet‬‬ ‫‪and‬‬ ‫ﻧﻮﻉ‬
‫‪the Muslim scholars.‬‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫‪In this work I have come to the conclusion that the difference in the views in the dogma as the‬‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪difference in the‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ‬
‫‪Juridical issues,‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ‪،‬‬
‫‪is valid‬‬ ‫ﺃﺻﻮﻝ‬
‫‪and legal‬‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ‪in ،‬‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ‪Islam and ،‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﻪ‪the Mujtahid‬‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪will be rewarded by God. :‬‬

‫‪http://search.mandumah.com/Record/800329‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫البيت‬
‫اسات الفقيية كالقانكنية‪ ،‬جامعة آؿ ‪.‬‬
‫* أستاذ مساعد‪ ،‬كمية الدر‬ ‫المقدمة‪:‬‬
‫أخرل يجكز الخالؼ فييا لككنيا محال لالجتياد كىذه‬ ‫السالـ عمى‬
‫الصالة ك ٌ‬
‫رب العالميف‪ ،‬ك ٌ‬
‫الحمد هلل ٌ‬
‫ىي فركع االعتقاد‪.‬‬ ‫سيدنا محمد‪ ،‬كعمى آلو كصحبو‬‫أشرؼ المرسميف ٌ‬
‫كانقساـ العقيدة إلى أصكؿ كفركع منصكص عميو‪،‬‬ ‫أجمعيف‪ ،‬كبعد‪..‬‬
‫كتدؿ عميو نصكص كثيرة كأقكاؿ لمعمماء عديدة‪.‬‬ ‫فإف شريح ة مف المسمميف تقكـ بتكفير المسمميف‬
‫كاذا كانت نصكص الكتاب كالسنة عؿ ل ما ىك‬ ‫الذيف ىـ مثميـ‪ ،‬بحجة أف مسائؿ االعتقاد ال تقبؿ‬
‫معمكـ؛ منو ا ما يقبؿ الخالؼ كاالجتياد كمنيا ما ال‬ ‫االجتياد كال تقبؿ الخالؼ‪ ،‬ككؿ طائفة مف ىذه الطكائؼ‬
‫يقبؿىما‪ ،‬كال فرؽ بيف ىذه النصكص سكاء أكانت تدؿ‬ ‫تعتؽ أنيا عمى الحؽ كأنيا ىي الطائفة الناجية أكف غيرىا‬
‫د‬
‫عمى مسائؿ عممية كىي مسائؿ العقيدة‪ ،‬أـ كانت تدؿ‬ ‫عمى الباطؿ‪ ،‬كىذا االعتقاد يسيـ إلى حد كبير في تعميؽ‬
‫عمى مسائؿ عممية كىي مسائؿ الفقو‪ ،‬كالنصكص التي‬ ‫الخالؼ بيف المسمميف‪ ،‬كالذم يبدأ بعدـ اإلقرار بالخالؼ‬
‫جاءت بفرضية االجتياد ال تفرؽ بيف ىذه النصكص أك‬ ‫‪ -‬كما‬ ‫ثـ بالتبديع كالتفسيؽ إلى التكفير كالقتؿ؛ ألنو‬
‫نجد أف الصحابة‬ ‫تمؾ‪ ،‬كاذا كاف األمر كذلؾ فإنا‬ ‫يزعـكف‪ -‬مف بدؿ دينو فاقتمكه‪.‬‬
‫كالتابعيف كمف بعدىـ اجتيدكا في مسائؿ فركع االعتقاد‪،‬‬ ‫كالحقيقة التي ينبغي أف يعتقد بيا المسممكف جميعا‬
‫كاختمفت آراؤىـ فييا مف غير حدكث إنكار مف بعضيـ‬ ‫بغض النظر عف فرقيـ كتكجياتيـ كمدارسيـ الفكرية‪ ،‬أف‬
‫عمى بعضيـ اآلخر إلى حد التبدمع أك التكفير أك القتؿ‪،‬‬ ‫لككنيا‬ ‫ىناؾ مسائؿ في العقيدة ال يجكز الخالؼ فييا‬
‫كبقكا محافظيف عمى كحدة كممتيـ كاعتصاميـ بحبؿ اهلل‬ ‫ليست محال لالجتياد كىذه ىي أصكؿالعقيدة ‪ ،‬كمسائؿ‬
‫ً‬
‫احؽَّلا‬ ‫كما أمرىـ اهلل بقكلو ‪  :‬ى اأىُّي ى ا َّلاؿذ ىف ى‬
‫اآم ينكٍا تَّلقيكٍا لمٌ ىه ى‬ ‫© ‪ 2018‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪53‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬

‫مشروعيّة االجتهاد في فروع االعتقاد‬


‫شريف الشيخ صالح الخطيب *‬
‫ت ر خاقبكؿا لبحث‪:‬اُّ‪ََِ6/ْ/‬ـا‬ ‫ت ر خاكصكؿا لبحث‪:‬ا‪ََِ6/ُ/ُ9‬ـاااا‬

‫ملخص‬
‫جتياد في‬ ‫مشركعية اال‬
‫ٌ‬ ‫االعتقادية‪ ،‬ثـ تناكؿ‬
‫ٌ‬ ‫الفقيية أـ‬
‫ٌ‬ ‫عي سكاء أكاف في األحكاـ‬
‫تناكؿ البحث قضية االجتياد كتأصيمو الشر ٌ‬
‫ة‬ ‫مشركعية االجتياد في مسائؿ االعتقاد بطبيع‬
‫ٌ‬ ‫ظن ٌي في مسائؿ االعتقاد‪ ،‬كقد استد ٌؿ الباحث عمى‬
‫ظنية أك ثبكتيا ٌ‬
‫النصكص التي داللتيا ٌ‬
‫ٌ‬
‫كتكصؿ إلى أف االختالؼ في مسائؿ االعتقاد كاالخ تالؼ في‬ ‫ٌ‬ ‫الصحابة كالتابعيف كالعمماء المحقٌقيف‪،‬‬
‫السٌنة‪ ،‬كبفعؿ ٌ‬
‫النصكص مف القرآف ك ٌ‬ ‫ٌ‬
‫األمة فإنيا‬
‫ٌ‬ ‫بيف‬ ‫االختالؼ‬ ‫كجكد‬ ‫كمع‬ ‫اجتياده‪،‬‬ ‫عمى‬ ‫فييما‬ ‫المصيب‬ ‫كيؤجر‬ ‫خطئو‪،‬‬ ‫عمى‬ ‫ق‬ ‫كيعذر‬ ‫فييما‬ ‫المخطئ‬ ‫المجتيد‬ ‫يؤجر‬ ‫الفقو‬ ‫مسائؿ‬
‫أخكة في الديف ‪.‬‬
‫أمة كاحدة‪ ،‬ذات كالء ك ٌ‬
‫تبقى ٌ‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This study deals with the validity of Ijtihad in the creed and its foundation in the Qur’an, Sunna, the‬‬
‫‪deeds of the companions of the Prophet, the deeds of the followers of the companions of the Prophet and‬‬
‫‪the Muslim scholars.‬‬
‫‪In this work I have come to the conclusion that the difference in the views in the dogma as the‬‬
‫‪difference in the Juridical issues, is valid and legal in Islam and the Mujtahid will be rewarded by God.‬‬

‫البيت‬
‫اسات الفقيية كالقانكنية‪ ،‬جامعة آؿ ‪.‬‬
‫* أستاذ مساعد‪ ،‬كمية الدر‬ ‫المقدمة‪:‬‬
‫أخرل يجكز الخالؼ فييا لككنيا محال لالجتياد كىذه‬ ‫السالـ عمى‬
‫الصالة ك ٌ‬
‫رب العالميف‪ ،‬ك ٌ‬
‫الحمد هلل ٌ‬
‫ىي فركع االعتقاد‪.‬‬ ‫سيدنا محمد‪ ،‬كعمى آلو كصحبو‬‫أشرؼ المرسميف ٌ‬
‫كانقساـ العقيدة إلى أصكؿ كفركع منصكص عميو‪،‬‬ ‫أجمعيف‪ ،‬كبعد‪..‬‬
‫كتدؿ عميو نصكص كثيرة كأقكاؿ لمعمماء عديدة‪.‬‬ ‫فإف شريح ة مف المسمميف تقكـ بتكفير المسمميف‬
‫كاذا كانت نصكص الكتاب كالسنة عؿ ل ما ىك‬ ‫الذيف ىـ مثميـ‪ ،‬بحجة أف مسائؿ االعتقاد ال تقبؿ‬
‫معمكـ؛ منو ا ما يقبؿ الخالؼ كاالجتياد كمنيا ما ال‬ ‫االجتياد كال تقبؿ الخالؼ‪ ،‬ككؿ طائفة مف ىذه الطكائؼ‬
‫يقبؿىما‪ ،‬كال فرؽ بيف ىذه النصكص سكاء أكانت تدؿ‬ ‫تعتؽ أنيا عمى الحؽ كأنيا ىي الطائفة الناجية أكف غيرىا‬
‫د‬
‫عمى مسائؿ عممية كىي مسائؿ العقيدة‪ ،‬أـ كانت تدؿ‬ ‫عمى الباطؿ‪ ،‬كىذا االعتقاد يسيـ إلى حد كبير في تعميؽ‬
‫عمى مسائؿ عممية كىي مسائؿ الفقو‪ ،‬كالنصكص التي‬ ‫الخالؼ بيف المسمميف‪ ،‬كالذم يبدأ بعدـ اإلقرار بالخالؼ‬
‫جاءت بفرضية االجتياد ال تفرؽ بيف ىذه النصكص أك‬ ‫‪ -‬كما‬ ‫ثـ بالتبديع كالتفسيؽ إلى التكفير كالقتؿ؛ ألنو‬
‫نجد أف الصحابة‬ ‫تمؾ‪ ،‬كاذا كاف األمر كذلؾ فإنا‬ ‫يزعـكف‪ -‬مف بدؿ دينو فاقتمكه‪.‬‬
‫كالتابعيف كمف بعدىـ اجتيدكا في مسائؿ فركع االعتقاد‪،‬‬ ‫كالحقيقة التي ينبغي أف يعتقد بيا المسممكف جميعا‬
‫كاختمفت آراؤىـ فييا مف غير حدكث إنكار مف بعضيـ‬ ‫بغض النظر عف فرقيـ كتكجياتيـ كمدارسيـ الفكرية‪ ،‬أف‬
‫عمى بعضيـ اآلخر إلى حد التبدمع أك التكفير أك القتؿ‪،‬‬ ‫لككنيا‬ ‫ىناؾ مسائؿ في العقيدة ال يجكز الخالؼ فييا‬
‫كبقكا محافظيف عمى كحدة كممتيـ كاعتصاميـ بحبؿ اهلل‬ ‫ليست محال لالجتياد كىذه ىي أصكؿالعقيدة ‪ ،‬كمسائؿ‬
‫ً‬
‫احؽَّلا‬ ‫كما أمرىـ اهلل بقكلو ‪  :‬ى اأىُّي ى ا َّلاؿذ ىف ى‬
‫اآم ينكٍا تَّلقيكٍا لمٌ ىه ى‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪53‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫كفا ا*اك ٍعتى ً‬
‫ص يمكٍا ًب ىح ٍب ًؿا‬ ‫ـام ٍ ًم يم ى‬ ‫َّل‬ ‫ًً‬
‫االعتقاد كما ق ك الحاؿ في مسائؿ الفقو؟‪ ،‬كىك عدـ‬ ‫ى‬ ‫اك ىاتى يمكتي َّلفاإً ى‬
‫اكأىنتي ُّي‬ ‫تيقى ته ى‬
‫التٌكفير أك التٌبدمع ىذا ما سيحاكؿ البحث اإلجابة عنو‪.‬‬ ‫اك ىاتى ىَّلرقيكاٍ ‪ :َُّ،َُِ[‬آؿ عمراف ]‪ .‬كلـ يقعكا‬ ‫ً ً‬
‫لمٌها ى م ني ى‬
‫محددات البحث‪:‬اا‬ ‫فيما نياىـ عنو كحذرىـ منو بقكلو تعالى ‪  :‬ىك ىاتى يككينكٍا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سيككف ىذا البحث امقتص ار عمى نظرة أىؿ السنة‬ ‫ءه يـا ٍل ىب ِّ ىن ي ا‬
‫ام ا ى ي‬
‫فاب ٍيد ى‬ ‫ىك لَّلذ ىفا ىافىَّلرقيكٍ ى‬
‫اك ٍختىمى يكٍام ى‬
‫كالجماعة في ىذه المسألة‪ ،‬كاقتصر عمى ذلؾ خشية‬ ‫اع ً هاـ‪ :َُٓ[‬آؿ عمراف]‪.‬‬
‫ا ى‬ ‫اع ىذ ه‬
‫ً‬
‫ىكأ ٍيكلى ىؾالى ي ٍـ ى‬
‫اإلطالة‪ ،‬كليككف الخطاب مف كؿ طائفة مف طكائؼ‬ ‫كىكذا جمعكا بيف االختالؼ في مسائؿ فركع‬

‫المسمميف مف خالؿ عممائيا ككتبيا؛ كىذا ادعى لإلقناع‬ ‫االعتقاد ككحدة األمة ككحدة كالئيا ككقكفيا أماـ أعدائيا‪.‬‬

‫كالقبكؿ‪.‬‬ ‫تمؾ الصكرة‬ ‫كلعؿ ىذا البحث يسيـ في إعادة‬


‫المشرقة مف االختالؼ في الرأم مع كحدة القمكب‬
‫ّ‬
‫خطة البحث‪:‬اا‬
‫كالمكاقؼ جمعان بيف األمر باالجتياد كاألمر بالكحدة‬
‫لقد قسـ البحث إلى مقدمة كتمييد‪ ،‬كأربعة مباحث‬
‫كعدـ االختالؼ كالنظر إلى المخالؼ عمى أنو معذكر‬
‫كخاتمة‪.‬‬
‫كمأجكر كاف أخطأ في اجتياده‪.‬‬
‫التمييد ‪ :‬مصطمحات البحث ‪ :‬تعريؼ االجتياد كاألصؿ‬
‫كالفرع كالعقيدة‪.‬‬ ‫ال ّدراسات السّابقة‪:‬‬
‫عمكما كفي مسائؿ‬ ‫المبحث األكؿ ‪ :‬حكـ االجتياد‬ ‫مشركعية‬
‫ٌ‬ ‫لـ أطٌمع عمى دراسة مستقمٌة تشير إلى‬
‫ن‬
‫خصكصا‪.‬‬ ‫االعتقاد‬ ‫االجتياد في مسائؿ االعتقاد‪ ،‬كاف كانت ىناؾ نصكص‬
‫ن‬
‫المبحث الثافم‪ :‬أدلٌة كقكع االجتياد في فركع االعتقاد‪.‬‬ ‫متفرقة في بطكف الكتب كما‬
‫تحدثت عف ىذا المكضكع ٌ‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أقكاؿ العمماء في حكـ المخالؼ في‬ ‫سيظير مف خالؿ استعراض بعضيا في ثنايا البحث‪.‬‬

‫مسائؿ االجتياد في االعتقاد‪.‬‬ ‫منهجيّة الدراسة‪:‬‬


‫المبحث الرابع ‪ :‬نظرية ابف تيمية في االجتياد في فركع‬ ‫العممي القائـ عمى‬ ‫الدراسة عمى المنيج‬
‫قامت ٌ‬
‫ٌ‬
‫االعتقاد‪.‬‬ ‫االستقراء كالتٌحميؿ كاالستنتاج‪ ،‬حيث قاـ الباحث‪:‬‬
‫تكصمت إلييا‪.‬‬
‫النتائج التي ٌ‬
‫الخاتمة‪ :‬كفييا أىـ ٌ‬ ‫مشركعية االجتياد في مسائؿ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬باستقراء األدلٌة عمى‬
‫خالصا‬
‫ن‬ ‫كختاما‪ ،‬فأسأؿ اهلل الؽدير أف يجعؿ عممنا‬ ‫االعتقاد‪ ،‬كتحميميا‪ ،‬كاستنتاج ىذه المشركعية منيا‪.‬‬
‫كلي ذلؾ كالقادر عميو‪.‬‬
‫لكجيو الكريـ‪ٌ ،‬إنو ٌ‬ ‫السكر‪ ،‬كتخريج‬
‫‪ -‬كعزك اآليات إلى مكاضعيا مف ٌ‬
‫التمهيد‪ :‬تعريف بمصطلحات البحث‬ ‫النبكية‪ ،‬كالحكـ عمييا حيث لزـ األمر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫األحاديث‬

‫صطالح ‪:‬اا‬
‫ن‬ ‫ت دالغةاك‬ ‫ُ‪.‬ا‬ ‫إشكاليّة البحث‪:‬‬
‫الكالـ في مفيكـ االجتياد يككف في معناه لغة‪،‬‬ ‫ما حكـ االجتياد في مسائؿ االعتقاد؟ كىؿ ىك‬
‫اصطالحا‪ ،‬كذلؾ ضمف النقاط التالية‪:‬‬
‫ن‬ ‫ك‬ ‫سق الحكـ في مسائؿ الفقو؟‬
‫نؼ‬
‫الج ٍيد ‪:‬‬
‫الج ٍيد‪ ،‬ك ي‬
‫أك ‪ :‬االجتياد لغة ‪ :‬مصدر مأخكذ مف ى‬ ‫كىؿ في مسائؿ االعتقاد ما يجكز االجتياد فيو‬
‫كىك بالفتح المشقة‪ ،‬كقيؿ ‪ :‬المبالغة كالغاية‪ ،‬كبالضـ‪،‬‬ ‫كما ال يجكز كما ىك الحاؿ في مسائؿ الفقو؟‬
‫(ُ)‬
‫الكسع كالطاقة‪ ،‬كقيؿ ‪ :‬ىما لغتاف في الكسع كالطاقة‬ ‫كىؿ يعذر المخطئ كالمخالؼ في مسائؿ االعتقاد‬
‫كيضـ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫الج ٍي يد الطاقىةي‪،‬‬
‫كىك كما قاؿ الفيركزآبادم ‪ " :‬ى‬ ‫كما ىك الحاؿ في مسائؿ الفقو؟‬
‫الم ىشقَّقةي‪ .‬ك ٍ‬
‫(ِ)‬
‫ؾ" ‪.‬‬ ‫غايتى ى‬
‫ؾ ٍابمي ٍ ى‬
‫اجيى ٍد ىج ٍي ىد ى‬ ‫كى‬ ‫مسائؿ‬
‫كىؿ الحكـ في المخطئ كالمخػالؼ في ػ‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪54‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫أقصده في الفركع في ىذا البحث‪.‬‬ ‫كغاية األمر ‪ :‬أف معنى االجتيا د لغة يدكر حكؿ‬
‫كىذا التفريؽ بيف األصكؿ كالفركع في االعتقاد‬ ‫بذؿ الكسع كالطاقة في طمب أمر مف األمكر؛ كيصؿ‬
‫أمر ثابت عند أىؿ السنة ك الجماعة‪ ،‬كغيرىـ مف الفرؽ‬ ‫إلى غايتو كنيايتو كمقصكده‪.‬‬
‫كالمذاىب اإلسالمية‪ ،‬فيـ يفرقكف بيف األصكؿ كالفركع‬ ‫كىذا المعنى ىك المقصكد في تعريفنا‬
‫(ّ)‬
‫مف حيث المفيكـ‪ ،‬كمف حيث حكـ المخالؼ في كؿ‬ ‫كسعو كطاقتو‬ ‫االصطالحي لو حيث يستفرغ المجتيد‬
‫منيما‪.‬‬ ‫العقمية ضمف قكاعد معينة لمكصكؿ إلى حكـ شرعي‬
‫فاألصؿ عندىـ ىك ‪ :‬ما كاف ثابتنا بدليؿ قطعي‬ ‫باستثماره األدلة النقمية(ْ)‪.‬‬
‫الثبكت‪ ،‬قطعي الداللة‪ ،‬كبالتالي فإف ىذا األصؿ يككف‬ ‫ث ن ‪ :‬االجتياد اصطالحا(ٓ)‪:‬‬
‫االجتياد كال‬ ‫مكضع إجماع مف المسمميف‪ ،‬كال يدخمو‬ ‫بتعاريؼ‬ ‫(ٔ)‬
‫اصطالح ا‬ ‫ع رؼ األصكليكف االجتياد‬
‫ن‬
‫(ُّ)‬
‫‪.‬‬
‫معمكما مف الديف بالضركرة‬
‫ن‬ ‫التأكيؿ‪ ،‬كيككف‬ ‫عدة‪ ،‬كمنيا ما عرفو بو اإلماـ الغزالي بقكلو ‪ " :‬بذؿ‬
‫كقد يرل بعضيـ مثؿ المعتزلة ‪ :‬أف األصؿ في‬ ‫كعرفو‬ ‫(ٕ)‬
‫المجتيد كسعو في طمب العمـ بأحكاـ الشريعة "‬
‫(ُْ)‬
‫الديف‪ ،‬ىك ما دؿ العقؿ عميو دكف ما د ٌؿ عميو الشرع‬ ‫ابف الحاجب بقكلو ‪" :‬ىك استفراغ الفقيو الكسع لتحصيؿ‬
‫كالصحيح‪ :‬أف األصؿ في الديف ىك ما كاف ثابتنا بدليؿ‬ ‫ظف بحكـ شرعي"(ٖ)‪.‬‬
‫سمعي شرعي قطعي الثبكت قطعي الداللة‪ ،‬كأف ما دكف‬
‫ِ‪-‬اتير ؼا ألصكؿاك ل ركعالغة اك صطالح ‪:‬اا‬
‫ذلؾ يككف فرنعا يدخمو االجتياد‪.‬‬
‫ففي المغة "األصؿ كاحد األصكؿ‪ ،‬يقاؿ ‪ :‬أصؿ‬
‫كرتبكا عمى ذلؾ أف المخالؼ في األصؿ يعتبر‬
‫مؤصؿ‪ ،‬كاستأصمو‪ ،‬أم قمعو مف أصمو"(ٗ)‪.‬‬
‫مصيبا‪ ،‬أك‬
‫ن‬ ‫مجتيدا‬
‫ن‬ ‫كافرا‪ ،‬بينما المخالؼ في الفرع يعتبر‬
‫ن‬ ‫"(َُ)‬
‫كعمى‬ ‫كالفرع في المغة ‪" :‬فرع كؿ شيء أعاله‬
‫مخطئا في اجتياده‪.‬‬
‫ن‬ ‫ىذا يككف المعنى المغكم لألصؿ كالفرع ىك الذم يبنى‬
‫كقد نص العمماء عمى تقسيـ المسائؿ االعتقادية‬
‫عميو غيره كيكك ف أساسان لو‪ ،‬كالفرع ىك الذ م يقكـ عؿل‬
‫(ُٓ)‬
‫‪ :‬قاؿ‬ ‫إلى أصكؿ كفركع‪ ،‬كاليؾ بعض أقكاليـ في ذلؾ‬
‫كيتشعب منو‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ذلؾ األساس‬
‫مذىب أىؿ‬ ‫ابف تيمية ‪" :‬كقاؿ المفسركف لمذىبيـ‪-‬‬
‫كأما المعف ل االصطالحي لألصؿ في عرؼ‬
‫كفركعا‪ ،‬كىك مشتمؿ عمى أركاف‬
‫ن‬ ‫السنة‪ -‬إ ٌف لو أصكالن‬ ‫عمماء العقيدة‪ ،‬فقد يراد بو األحكاـ االعتقادية كالتي‬
‫ككاجبات‪ -‬ليس بأركاف كمستحبات‪ " -‬كىذا في معرض‬
‫تتفرع عنيا األحكاـ العممية‪ ،‬كىذا ما يبدك مف تعريؼ‬
‫حديثو عف أىؿ السنة حيث يعتقدكف أف لإليماف أصكالن‬ ‫الكالـ عند التفتازاني كالذم يراد ب ق ‪ -‬عمـ العقيدة ‪-‬‬
‫كفركعا ‪ .‬كقاؿ ‪ :‬فصؿ فيما اختمؼ فيو المؤمنكف مف‬
‫ن‬ ‫‪" :‬إنو العمـ باؿ قكاع د الشرعية‬ ‫حيث يقكؿ في تعريفو‬
‫األقكاؿ كاألفعاؿ في األصك ؿ كالفركع‪ ،‬فاف ىذا مف‬ ‫(ُُ)‬
‫كيكضح ذلؾ‬ ‫االعتقادية المكتسب مف أدلتيا اليقينية "‬
‫أعظـ أصكؿ اإلسالـ الٌذم ىك معرفة الجماعة كحكـ‬
‫بقكلو ‪" :‬األحكاـ المنسكبة إلى الشرع منيا ما يتعمؽ‬
‫الفرقة كالتقاتؿ كالتكفير كالتالعف كالتباغض كغير‬
‫بالعمؿ كتسمى فرعية كعممية‪ ،‬كمنيا ما يتعمؽ باالعتقاد‪،‬‬
‫(ُٕ)‬ ‫(ُٔ)‬
‫أمكر الشرع إلى أصكؿ‬ ‫كيقسـ ابف تيمية‬ ‫ذلؾ‬
‫كتسمى أصمية كاعتقادية"(ُِ)‪.‬‬
‫كفركع كيبيف أف األصكؿ ىي ما جاء في حديث جبريؿ‬
‫كقد ي ار د باألصؿ القاعدة الكمية في العقيدة كالمتفؽ‬
‫‪ ‬عندما سأؿ الرسكؿ ‪ ‬عف اإليماف فقاؿ ‪ :‬أف تؤمف‬
‫عميو ا كالمجمع عمييا كالتي تكك ف قطعية الثبكت كالداللة‬
‫باهلل كمالئكتو ككتبو كرسمو‬
‫ك التي تتشعب منيا فركع تمؾ العقيدة الكمية كجزئياتيا‪،‬‬
‫(ُٖ)‬
‫‪.‬‬ ‫كاليكـ اآلخر كالقدر خيره كشره‬
‫الؼ ‪ ،‬كه ػذا ما‬
‫االخت‬
‫ىاد ك ػ‬
‫االجت‬
‫ػ‬ ‫التي تككف في محؿ‬
‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪55‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬
‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫ًب ٍل ييقيكد ً ‪ :ُ[‬المائدة] كالعقيدة ىي فعيؿ بمعنى مفعكؿ أم‬ ‫‪ -‬كقاؿ اإلماـ البغكم ‪" :‬إف سكء الفيـ عف اهلل كرسكلو‬
‫المعتقدات‪ ،‬كمادة عقد في المغة مدارىا عمى المزكـ‬ ‫أصؿ كؿ بدعة كضاللة نشأت في اإلسالـ كىك أصؿ‬
‫كالتأكد كاالستيثاؽ (ِٕ) ففي القراف ‪  :‬ىا ي ىؤ ًخ يذ يك يـا لمٌ يها‬ ‫كؿ خطأ في األصكؿ كالفركع"(ُٗ)‪.‬‬
‫اعقَّلدتُّي يـا ألى ٍ ىم ىا‬ ‫ً‬ ‫اف اأى ٍ م ًن يكـ ً‬
‫ًب لمَّل ٍغ ًك ً‬
‫ف ‪‬ا‬ ‫اكلىكفا ي ىؤ خ يذ يكـا ًب ىم ى‬
‫ى ٍ ى‬ ‫‪" :‬كالبداءة في المطالبة‬ ‫‪ -‬كقاؿ ابف دقيؽ العيد‬
‫[ٖٗ‪ :‬المائدة]‪ .‬ا‬ ‫بالشيادتيف؛ ألف ذلؾ أصؿ ا لديف‪ ،‬الٌذم ال يصح شيء‬
‫كالعقيدة اصطالحا ‪" :‬ىي القكاعد أك األحكاـ‬ ‫مف فركعو إال بو "(َِ)‪.‬‬
‫الشرعية االعتقادية التي يطمب مف المكمؼ االعتقاد بو ا‬ ‫‪ -‬كقاؿ اإلماـ السمعاني فيما نقؿق عنو اإلماـ ابف القيـ ‪:‬‬
‫(ِٖ)‬
‫كيمكف تعريؼاالعقيدة ‪" :‬كىي‬ ‫أم اإليماف بصحتيا "‬ ‫"كبيذا تظير مفارقة االختالؼ في مسائؿ الفركع‬
‫األمكر التي تصدؽ بيا النفكس‪ ،‬كتطمئف إلييا القمكب‬ ‫اختالؼ العقائد في األصكؿ"(ُِ)‪.‬‬
‫كتككف يقينا عند أصحابيا ال يمازجيا كال يخالطيا‬ ‫‪ -‬كقاؿ أحمد بف الحسيف البييقي ‪" :‬كفي حديث عبد اهلل‬
‫(ِٗ)‬
‫‪ .‬كبعد أف عر فت االجتياد كالفرع كاالعتقاد‬ ‫شؾ "‬ ‫ابف عمرك ‪( :‬إال كاحدة ‪ ،‬ما أنا عؿ يو كأصحابي ) كانما‬
‫يمكف أف أعرؼ االجتياد في فركع االعتقاد فأقكؿ ‪ :‬بذؿ‬ ‫مٍرىك عف‬
‫اجتمع أصحابو عمى مسائؿ األصكؿ ‪ ،‬فإفق لـ ي‬
‫المجتيد كسعو في تحصيؿ حكـ شرعي في مسالة مف‬ ‫ك و‬
‫احد منيـ خالؼ ما أشرنا إليو في ىذا الكتاب ‪ .‬فأما‬
‫مسائؿ فركع االعتقاد‪.‬‬ ‫مسائؿ الفركع فما ليس فيو نص كتاب كال نص سنة فقد‬
‫اجتمعكا عمى بعضو كاختمفكا في بعضو ‪ ،‬فما اجتمعكا‬
‫المبحث األول‪ :‬حكم االجتهاد عمومًا وفي مسائل‬
‫مخالفتىـ فيو‪ ،‬كما اختمفكا فيو فصاحب‬
‫ي‬ ‫عميو ليس ألحد‬
‫االعتقاد خصوصا‬
‫سكغ ليـ ىذا النكع مف االختالؼ ؛ حيث‬
‫الشرع ىك الذم ٌ‬
‫والً‪ :‬حكم االجتهاد عمومًا‬
‫أمرىـ باالستنباط كباالجتياد مع عممو بأف ذلؾ يختمؼ ‪،‬‬
‫مما ىك معمكـ أف حكـ االجتياد فرض كفاية عمى‬
‫احدا‪،‬‬
‫أجرا ك ن‬
‫كجعؿ لممصيب منيـ أجريف‪ ،‬كلممخطئ منيـ ن‬
‫األمة إذا قاـ بو بعض المجتيديف فييا‪ ،‬سقط اإلثـ عف‬
‫ٌ‬ ‫كرفع عنو ما أخطأ‬
‫كذلؾ عمى ما يحتمؿ مف االجتياد ‪ ،‬ي‬
‫(َّ)‬
‫األمة كميا ‪.‬‬
‫اآلخريف‪ ،‬كاال أثمت ٌ‬ ‫فيو "(ِِ)‪ .‬كنجد إشارات متعددة لمعمماء في التفريؽ ب يف‬
‫كالنصكص الدالة عمى ىذا الحكـ مف الكتاب‬
‫ق‬ ‫األصكؿ كالفركع مف حيث الحكـ بالكفر أك عدـ‬
‫كالسنة كاإلجماع مشيكرة معركفة‪ ،‬منيا قكلو ‪  :‬ىكلى ٍكا‬
‫لممخالؼ فيرل القرطبي أف التأكيؿ يعتبر باطال إذا كاف‬
‫اكًلى اأ ٍيكلً ا أل ٍىم ًار ا ًم ٍن ي ٍـالى ىيمً ىم يها لَّلًذ ىفا‬ ‫ردُّيكوياإًلى ا َّللر ي ً‬
‫كؿ ى ِإ‬ ‫ى‬ ‫(ِّ)‬
‫كيرل ابف حجر أف الكفر‬ ‫في مكضع إجماع المسمميف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ى ٍ تىنبطيكىن يهام ٍن ي ٍاـ‪ :ّٖ[‬النساء]‪.‬‬ ‫(ِْ)‬
‫إنما يككف فيما خالؼ المعمكـ مف الديف بالضركرة‬
‫طآ ً ىةها‬ ‫ام ٍن ي ٍـا ى‬‫اف ٍرقى وة ِّ‬
‫امفا يك ِّؿ ً‬‫كقكلو تعالى ‪  :‬ىفمىك ىا ىن ىر ً‬
‫ٍ ى‬ ‫كيجمع ابف دقيؽ العيد بيف األمريف السابقيف كينص عمى‬
‫ار ى ييكٍاإًلى ٍ ً ٍـا‬ ‫ً‬ ‫لِّ تى ىقَّل كٍ ً‬
‫اكلً ينذيركٍاقى ٍك ىم ي ٍـاإً ىذ ى‬
‫لد ًف ى‬‫اف ا ِّ‬ ‫ى ي‬ ‫ككذلؾ يشير السيكطي إلى المعنى‬ ‫(ِٓ)‬
‫التكاتر في النص‬
‫كف‪ :ُِِ[‬التكبة]‪.‬‬ ‫لى ىيمَّل ي ٍـا ى ٍح ىذير ىا‬ ‫نفسو(ِٔ)‪.‬‬
‫كمف السنة حديث معاذ ‪ ‬أف رسكؿ اهلل ‪ ‬لما أراد‬
‫أف يبعثو إلى اليمف قاؿ ‪( :‬كيؼ تقضي إذا عرض لؾ‬ ‫عتق دالغةاك صطالحان‪:‬اا‬ ‫ّ‪.‬‬
‫قضاء؟) قاؿ‪ :‬أقضي بكتاب اهلل‪ ،‬قاؿ ‪( :‬فإف لـ تجد في‬ ‫العقيدة لغة ‪ :‬مشتقة مف العقد‪ ،‬كمعناه نقيض‬
‫كتاب اهلل؟ ) قاؿ ‪ :‬فبسنة رسكؿ اهلل ‪ ‬قاؿ ‪( :‬فإف لـ تجد‬ ‫الحؿ‪ ،‬كعقد الحبؿ شد بعضو إلى بعض‪ ،‬كالعقكد أكثؽ‬
‫اآم ينكٍاأ ٍىكاػيؼكٍا‬ ‫َّلً‬
‫في سنة رسكؿ اهلل ‪ ‬كال في كتاب اهلل؟ ) قاؿ ‪ :‬أجتيد‬ ‫العيكد‪ ،‬كمنو قكلو تعالى‪  :‬ى اأىُّي ى ا لذ ىف ى‬
‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪56‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬
‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫كأف القرآف حؽ‪ ،‬كمنزؿ مف عند اهلل ‪ ،‬كأف الرسكؿ ‪‬‬ ‫رأيي كال آلك‪ ،‬فضرب رسكؿ اهلل ‪ ‬صدره كقاؿ ‪( :‬الحمد‬
‫أيرسؿ لمناس كافة‪ ،‬كىي األحكاـ االعتقادية الكمية التي‬ ‫هلل الذم كفؽ رسكؿ رسكؿ اهلل لما يرضي رسكؿ‬
‫ككذلؾ كؿ ما عمـ‬ ‫لـ يخالؼ فييا أحد مف المسمميف‪،‬‬ ‫اهلل)(ُّ)‪.‬‬
‫(ّْ)‬
‫ككقطعية بعث الرسؿ بالنسبة‬ ‫مف الديف باؿ ضركرة‬ ‫كاذا كانت ىذه النصكص تدؿ عمى فرضية‬
‫لألحكاـ العقدية‪ ،‬ك كقطعية تحريـ األميات في قكلو‬ ‫االجتياد فإنيا ليست مقيدة بأحكاـ الفقو دكف أحكاـ‬
‫‪ :ِّ[‬النساء ] بالفسبة‬
‫يم ى تي يك ٍـا‬
‫اعمى ٍ يك ٍـاأ َّل‬
‫تعالى ‪  :‬يحِّرىم ٍ ى‬ ‫العقيدة ألف النصكص الشرعية تأتي بالحكـ الفقيي‬
‫لألحكاـ العممية‪ ،‬كلذلؾ لـ تكف محال لالجتياد‪ ،‬كىي‬ ‫كاالعتقادم ؛ فيجكز االجتياد فييما كالتفريؽ بيف ىذه‬
‫متقدميا كمتأخرىا‪.‬‬
‫األمة سابقيا كالحقيا‪ٌ ،‬‬
‫محؿ اتفاؽ ٌ‬ ‫األحكاـ لـ يحدث إال في العصكر المتأخرة مف باب‬
‫كىناؾ نكع آخر مف النصكص الشرعية يمكف أف‬ ‫التبكيب كالتقسيـ‪ ،‬كاال فإف الفقياء كانكا فقياء الفقو‬
‫ظنية‬
‫يدخميا التأكيؿ كالمعارضة أك المخالفة لككنيا ٌ‬ ‫األكبر كفقو الفركع‪ ،‬كما ذىب إلى ذلؾ اإلماـ أبك حنيفة‬
‫ظنية الثبكت قطعية‬
‫الثبكت كالداللة‪ ،‬أك قد تككف ٌ‬ ‫عندما قاؿ في تعريؼ الفقو ‪" :‬الفقو ىك ما يجب عمى‬
‫ظنية الداللة(ّٓ)‪.‬‬
‫الداللة‪ ،‬أك قطعية الثبكت ٌ‬ ‫النفس مف معرفة‪ ،‬ؼ إذا كاف في األصكؿ كاف الفقو‬
‫كمنيا ‪ :‬بعض المسائؿ االعتقادية الفركعية‪،‬‬ ‫األكبر‪ ،‬كاذا كاف في الفركع كاف معرفة األحكاـ العممية‬
‫كبعض النظريات الكالمية التي اختمؼ فييا العمماء‪،‬‬ ‫التفصيمية "(ِّ)‪ .‬كيسكم ابف تيمية بيف االجتياد في‬
‫كجرت بينيـ فييا مناظرات كمناقشات عائدة لظنية األدلة‬ ‫مسائؿ الفقو كالعقيدة حيث يعطي نفس الحكـ ليما‬
‫الدالة عمى ىذا الحكـ العقدم(ّٔ)‪.‬‬ ‫بقكلو‪" :‬كعامة ما تنازعت فيو فرقة المؤمنيف مف مسائؿ‬
‫كىذه األحكاـ يككف فييا مجاؿ لالجتو اد لمكصكؿ‬ ‫األصكؿ كغيرىا في باب الصفات كالؽدر كاإلمامة كغير‬
‫إلى الرأم الصائب‪ ،‬أك القريب مف الصكاب‪ ،‬كمعمكـ أف‬ ‫ذلؾ ىك مف ىذا الباب‪ ،‬فيو المجتيد المصيب‪ ،‬كفيو‬
‫ىذه األحكاـ ىي األحكاـ االعتقادية الفرعية‪ ،‬كاألحكاـ‬ ‫المجتيد المخطئ‪ ،‬كيككف المخطئ باغيان‪ ،‬كفيو الباغي‬
‫العممية الظنية‪.‬‬ ‫مف غير اجتياد‪ ،‬كفيو المقصر فيما أمر بو مف‬
‫كىذا النكع مف األحكاـ تتجاذبو جممة مف القكاعد‬ ‫الصبر"(ّّ)‪.‬‬
‫كالمبادئ المتصمة بمقاصد الشريعة العامة ككمياتيا‬ ‫كمف ىنا كجدنا االجتياد في مسائؿ االعتقاد منذ‬
‫(ّٕ)‬
‫‪.‬‬ ‫اعتقادية أك عممية‬ ‫عيد الصحابة ‪ ‬إلى يكمنا ىذا‪.‬‬
‫كيؤكد الشاطبم ما سبؽ بقكؿق‪" :‬فاف اهلل تعالى حكـ‬ ‫ثانيا ً‪ :‬حكم االجتهاد في فروع االعتقاد‬
‫بحكمتو أف تككف فركع ىذه الممة قابؿ ة لالنظار كمجاال‬ ‫ف االجتياد في‬ ‫إذ تبيف مف الفقرة السابقة أ‬
‫لمظنكف كقد ثبت عند النظار أف النظريات اليمكف االتٌفاؽ‬ ‫النصكص الشرعية الستخراج الحكـ ىك فرض كفاية‪ ،‬إال‬
‫عمييا عادة‪ ،‬فالظنيات عريقة في إمكاف االختالؼ فييا‪،‬‬ ‫أف طبيعة النصكص مختمفة‪ ،‬فيناؾ نصكص ال يمكف‬
‫الكميات‬
‫‪،‬‬ ‫لكف في الفركع دكف األصكؿ‪ ،‬كفي الجزئيات دكف‬ ‫االجتياد كاالختالؼ فييا‪ ،‬حي ث أنيا قطعية الثبكت‬
‫(ّٖ)‬
‫‪ .‬كيظير مف النص أف‬ ‫فمذلؾ ال يضر ىذا االختالؼ"‬ ‫تتغير كال‬ ‫قطعية الداللة‪ ،‬كىي المسائؿ الثابتة التي ال‬
‫النظربات يقصد بيا المعتقدات كانو يصح الخالؼ في‬ ‫التأكيؿ أك المعارضة‪ ،‬أك‬ ‫مجاؿ فييا لمتفسير أك‬
‫األصكؿ‬
‫‪.‬‬ ‫فركع االعتقاد دكف‬ ‫مثؿ‬ ‫المخالفة‪ ،‬لككف داللتيا عمى األحكاـ قطعية‪،‬‬
‫كيفرؽ الشاطبي أيضا في االختالؼ بيف األصكؿ‬ ‫المسائؿ العقائدية األصمية المتعمقة بأصؿ اإليماف باهلل‬
‫كمالئكتو ككتبو كرسمو كاليكـ اآلخر كالقدر خيره كشره؛‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪57‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫مسائؿ اجتياد فمعمكمكـ أنو ال إنكار في مف يسمؾ‬ ‫كالفركع بقكلو ‪" :‬إف ىذه ً‬
‫الف ىرؽ إنما تصير فرقنا بخالفيا‬
‫االجتياد"(ّْ)‪.‬‬ ‫لمفرقة الناجية في معنى كمي ؼم الديف كقاعدة مف قكاعد‬
‫كاذا كانت النصكص القطعية ال مجاؿ لالجتياد‬ ‫الشريعة ال في جزئي ة مف الجزئيات إذ الجزئي كالفرع‬
‫فييا كأما الظنية فيجكز االجتياد فييا فانو البد مف كجكد‬ ‫الشاذ ال ينشا عنو مخالفة يقع بسببيا التفرؽ شيعا ك إنما‬
‫(ّٗ)‬
‫الضكابط ليذا االجتياد حتى نصؿ لمرأم الصحيح كال‬ ‫كمف ىذا النص‬ ‫ينشأ المخالفة في األمكر الكمية "‬
‫نقع في الخطأ كفي ذؿ ؾ يبيف شارح العقيدة الطحاكية‬ ‫يظير أف الشاطبي يرل جكاز المخالفة في الفركع‬
‫مسكغات االجتياد كالتأكيؿ الصحيح لذلؾ االجتياد‬ ‫كالجزئيات دكف األصكؿ كالكميات‪.‬‬
‫بحيث ال يقع صاحب االجتياد في خطأ التأكيؿ الفاسد‪،‬‬ ‫كيرل ابف تيمية أف المسائؿ األصكلية كالمجمع‬
‫كىذا إقرار منو باالجتياد كاالختالؼ في مسائؿ االعتقاد‬ ‫عمييا كالتي داللة النصك ص عمييا قطعية ال يجك ز‬
‫فيقكؿ ‪" :‬ف لتأك ؿ الصحيح ىك الٌذم يكافؽ ما جاءت بو‬ ‫ؿ الفركعية‬ ‫االجتياد فييا كمنكرىا كافر بينما المسائ‬
‫السنة‪ ،‬كالفاسد المخالؼ لو ‪ .‬فكؿ تأكيؿ لـ يدؿ عميو‬ ‫كغير المجمع عمييا كالتي داللة النصك ص عمييا غير‬
‫دليؿ مف السياؽ‪ ،‬كال معو قرينة تقتضيو‪ ،‬فإف ىذا ال‬ ‫كافر"(َْ)‪.‬‬
‫قطعية يجكز االجتياد فييا كمنكرىا ليس نا‬
‫يقصده المبيف اليادم بكالمو‪ ،‬إذ لك قصده لحؼ بالكالـ‬ ‫كيجعؿ ابف تيـ ية "األصكؿ الثابتة بالكتاب كالسنة‬
‫قرائف تدؿ عمى المعنى المخالؼ لظاىره‪ ،‬حتى ال يكقع‬ ‫كاإلجماع ىي بمنزلة الديف المشترؾ بيف األنبياء‪ ،‬ليس‬
‫السامع في المبس كالخطأ‪ ،‬فإف اهلل أنزؿ كالمو بيانان‬ ‫ألحد خركج عنيا‪ ،‬كمف دخؿ فييا كاف مف أىؿ اإلسالـ‬
‫كىدل‪ ،‬فإذا أراد بو خالؼ ظاىره‪ ،‬كلـ يحؼ بو قرائف‬ ‫المحض‪ ،‬كىـ أىؿ السنة كالجماعة‪ ،‬كما تنكعكا فيو مف‬
‫تدؿ عمى المعنى الٌذم يتبادر غيره إلى فيـ كؿ أحد‪ -‬لـ‬ ‫األعماؿ كاألقكاؿ المشركعة فيك بمنزلة ما تنكعت فيو‬
‫يكف بيانان كال ىدل ‪ .‬فاؿتأكيؿ إخبار بمراد المتكمـ‪ ،‬ال‬ ‫األمة‬
‫األنبياء ‪ ...‬كاف تنكعت األ فعاؿ في حؽ أصناؼ ٌ‬
‫إنشاء‪.‬‬ ‫فمـ يختمؼ اعتقادىـ كال معبكدىـ‪ ...‬كالمذاىب كالطرائؽ‪،‬‬
‫كفي ىذا المكضع يغمط كثير مف الناس‪ ،‬فإف‬ ‫كالسياسات لمعمماء كالمشايخ كاألمراء إذا قصدكا بيا كجو‬
‫المقصكد فيـ مراد المتكمـ بكالمو‪ ،‬فإذا قيؿ‪ :‬معنى المفظ‬ ‫اهلل تعالى دكف األىكاء ‪ ...‬بحسب اإلمكاف بعد االجتياد‬
‫كذا ككذا‪ ،‬كاف إخبا انر بالذم عفل المتكمـ فإف لـ يكف‬ ‫التاـ‪ ،‬ىي ليـ مف بعض الكجكه بمنزلة الشرع كالمناىج‬
‫‪ .‬كيعرؼ مراد‬ ‫الخبر مطابقان كاف كذبان عمى المتكمـ‬ ‫لألنبياء‪ ،‬كىـ مثابكف ع لى ابتغائيـ كجو اهلل تعالى‬
‫منيا ‪ :‬أف يصرح بإرادة ذلؾ‬ ‫المتكمـ بطرؽ متعددة‪،‬‬ ‫كعبادتو كحده"(ُْ)‪ .‬كيفرؽ ابف الكزير بيف ما كاف معمكما‬
‫المعنى‪ .‬كمنيا ‪ :‬أف يستعمؿ المفظ الٌذم لو معنى ظاىر‬ ‫مف الديف بالضركرة كما ليس كذلؾ كال يرل كفر المتأكؿ‬
‫بالكضع‪ ،‬كال يبيف بقرينة تصحب الكالـ أنو لـ يرد ذلؾ‬ ‫كالمخالؼ في ذلؾ فيقكؿ ‪ :‬كالدليؿ عمى أنو ال يكفر أحد‬
‫المعنى‪ ،‬فكيؼ إذا حؼ بكالمو ما يدؿ عمى أنو إنما أراد‬ ‫مف المخالفيف في التأكيؿ إال مف بم الحد في جحد‬
‫امك ى ا‬ ‫َّل‬ ‫ً‬ ‫المعاني المعمكـ ثبكتيا بالضركرة‪ ...‬إف الكفر ىك تكذيب‬
‫حقيقتو كما كضع لو‪ ،‬كقكلو ‪  :‬ىك ىكم ىـا لمٌ يه ي‬
‫تى ٍكمً نم ‪ :ُْٔ[‬النساء ]‪ .‬ككما في الحديث ‪( :‬أنكـ تركف‬ ‫اما ضركرنيا‬
‫النبي ‪ ‬إما بالتصريح أك ما يستمزمو استمز ن‬
‫في الظييرة ليس دكنيا‬ ‫ربكـ عيانان كما تركف الشمس‬ ‫استدالليا(ِْ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫ال‬
‫سحاب)(ْْ)‪.‬‬ ‫كيقكؿ محمد بف عبد الكىاب ‪" :‬ثـ اعممكا كفقكـ‬
‫فيذا مما يقطع بو السامع لو بمراد المتكمـ‪ ،‬فإذا‬ ‫اهلل‪ ،‬إف كانت المسألة إجماعان فال نزاع‪ ،‬كاف كانت‬
‫كض‬
‫لفظ الٌذم ػع‬
‫أخبر عف مراده بما دؿ عميو حقيقة ػق‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪58‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫بعيف رأسو‪ ،‬بؿ كرد ما يدؿ عمى نفي الرؤية‪ ،‬كىك ما‬ ‫ق‬
‫لو مع القرائف المؤكدة‪ ،‬كاف صادقان في إخبار ‪.‬‬
‫‪ ‬قاؿ ‪" :‬سألت‬ ‫ركاه مسمـ في صحيحو عف أبي ذر‬ ‫كأما إذا تأكؿ الكالـ بما ال يدؿ عميو كال اقترف بو‬
‫رسكؿ اهلل ‪ ‬ىؿ رأيت ربؾ؟ فقاؿ ‪ :‬نكر أفل أراه" كفي‬ ‫ما يدؿ عميو‪ ،‬ؼإخباره بأف ىذا مراده كذب عميو‪ ،‬كىك‬
‫ركاية‪" :‬رأيت نك انر"‪.‬‬ ‫تأكيؿ بالرأم‪ ،‬كتكىـ باليكل"(ْٓ)‪.‬‬
‫كقد ركل مسمـ أيضان عف أبي مكسى األشعرم ‪‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دلة وقوع االجتهاد في فروع‬
‫أنو قاؿ ‪" :‬قاـ فينا رسكؿ اهلل ‪ ‬بخمس كممات‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬
‫االعتقاد و قوال العلماء فيه‬
‫القسط‬ ‫(إف اهلل ال يناـ كال ينبغي لو أف يناـ‪ ،‬يخفض‬
‫كاذا كاف العمماء قد أقركا باالجتياد كما بينا في‬
‫كيرفعو‪ ،‬يرفع إليو عمؿ الميؿ قبؿ عمؿ النيار‪ ،‬كعمؿ‬
‫المطمب السابؽ ؼ م فركع االعتقاد دكف األصكؿ مف‬
‫النيار قبؿ عمؿ الميؿ‪ ،‬حجابو النكر) كفي ركاية‪( :‬النار‪،‬‬
‫حيث التصكر فإف االجتياد كاالختالؼ قد كقعا بيف‬
‫لك كشفو ألحرقت سبحا ت كجيو ما انتيى إليو بصره مف‬
‫خمقو ) (ْٕ) فيككف ‪-‬كاهلل أعمـ‪ -‬معنى ً‬ ‫الصحابة كالتابعيف كمف بعدىـ مف العمماء‪ ،‬كسأكرد‬
‫قكلو ‪ :‬ألبي ذر‬
‫(رأيت نك انر )(ْٖ)‪ :‬أنو رأل الحجاب‪ ،‬كمعنى ً‬ ‫بعض األمثمة في فركع االعتقاد الثالثة في اإللييات‬
‫قكلو ‪( :‬نكر‬
‫كالنبكات كالسمعيات‪.‬‬
‫أفل أراه) (ْٗ)‪ :‬النكر الٌذم ىك الحجاب يمنع مف رؤيتو‪،‬‬‫ٌ‬
‫فأفل أراه؟ أم فكيؼ كالنكر حجاب بيني كبينو يمنعني‬ ‫ٌ‬ ‫وال‪ :‬اإللهيات‬
‫م الرؤية‪ ،‬كاهلل أعمـ(َٓ)‪.‬‬
‫مف رؤيتو فيذا صريح في نؼ‬ ‫ت داف ارؤ ةا لنب ا ‪‬اهللا‪‬اف امير هاإل ا‬ ‫ُ‪-‬‬
‫كقد تقدـ ذكر اختالؼ الصحابة في رؤيتو ‪ ‬ربو‬ ‫ل م ء ‪ :‬فقد حكى القاضي عياض في كتابو "الشفا "‬
‫‪ ‬بعيف رأسو‪ ،‬كأف الصحيح أنو رآه بقمبو‪ ،‬كلـ يره بعيف‬ ‫‪ ،‬كانكار‬ ‫اختالؼ الصحابة كمف بعدىـ في رؤيتو‬
‫رأسو‪.‬‬ ‫عائشة ‪ -‬رضي اهلل عنيا ‪ -‬أف يككف ‪ ‬رأل ربو بعيف‬
‫ارىل ‪ :ُُ[‬النجـ ] ‪ ‬ىكلىقى ٍدا‬
‫ام ىأ‬ ‫ً‬
‫كقكلو ‪  :‬ىم ا ىك ىذ ىاا ٍل ي ىؤ يد ى‬ ‫رأسو‪ ،‬كانيا قالت لمسركؽ حيف سأليا ‪ :‬ىؿ رأل محمد‬
‫يخ ىرل ‪ :ُّ[‬النجـ ] صح عف النبي ‪ ‬أف ق ذا‬ ‫ىرآويا ىن ٍزلىةناأ ٍ‬ ‫قالت ‪ :‬مف‬ ‫ربو؟ فقالت ‪ :‬لقد قؼ شعرم مما قمت‪ ،‬ثـ‬
‫المرئي جبرائيؿ‪ ،‬رآه مرتيف عمى صكرتو التي خمؽ‬ ‫حدثؾ أف محمدان رأل ربو فقد كذب(ْٔ)‪.‬‬
‫عمييا‪.‬‬ ‫ثـ قاؿ ‪ :‬كقاؿ جماعة بقكؿ عائشة ‪ -‬رضي اهلل‬
‫اد ىن افىتى ىدلَّل ‪‬ا‬
‫كأما قكلو تعالى في سكرة النجـ ‪ :‬ثيَّلـ ى‬ ‫عنيا ‪ ،-‬كىك المشيكر عف ابف مسعكد كأبي ىريرة‬
‫[ٖ‪ :‬النجـ ] فيك غير الدنك كالتدلي المذككريف في قصة‬ ‫كاختمؼ عنو‪ ،‬كقاؿ بإنكار ىذا كامتناع رؤيتو في الدنيا‬
‫جبرائيؿ‬ ‫اإلسراء‪ ،‬فإف الٌذم في سكرة النجـ ىك دنك‬ ‫جماعة مف المحدثيف كالفقياء كالمتكمميف‪.‬‬
‫‪ -‬رضي ا هلل‬ ‫كتدليو كما قالت عائشة كابف مسعكد‬ ‫كعف ابف عباس ‪ -‬رضي اهلل عنيما ‪ :-‬أنو ‪ ‬رآه‬
‫اش ًد يدا ٍلقيكل ا*ا يذ ً‬
‫كامَّلروةا‬ ‫عنيما ‪ -‬فإنو قاؿ ‪  :‬ىعمَّل ىم يه ى‬
‫ى‬ ‫بعينو‪ ،‬كركل عطاء عف ق‪ :‬إنو رآه بقمبو ‪ .‬ثـ ذكر أقكاالن‬
‫اد ىن افىتى ىدلَّل ‪:ٖ-ٓ[‬‬ ‫فى ٍ تىىكل ا*ا ىك يه ىكا ًب ٍأليفيؽًا ٍأل ٍ‬
‫ىعمى ا*اثيَّلـ ى‬ ‫كفكائد‪ ،‬ثـ قاؿ ‪ :‬كأما كجكبو لنبينا ‪ ‬كالقكؿ بأنو رآه بعينو‪.‬‬
‫ىذا المعمـ الشديد‬ ‫النجـ ] فالضمائر كميا راجعة إلى‬ ‫فميس فيو قاطع كال نص‪ ،‬كالمعكؿ فيو عمى آيتي النجـ‪،‬‬
‫القكل‪ ،‬كأما الدنك كالتدلي الٌذم في حديث اإلسراء فذلؾ‬ ‫ممكف‬
‫كالتنازع فييما مأثكر‪ ،‬كاالحتماؿ ليما ‪.‬‬
‫صريح في أنو دنك ا لرب تعالى كتدليو ‪ .‬كأما الٌذم في‬ ‫كىذا القكؿ الٌذم قالو القاضي عياض رحمو اهلل ىك‬
‫سكرة النجـ أنو رآه نزلة أخرل عند سدرة المنتيى‪ ،‬فيذا‬ ‫الحؽ‪ ،‬فإف الرؤية في الدنيا ممكنة‪ ،‬إذ لك لـ تكف ممكنة‬
‫لما سأليا مكسى ‪ ،‬لكف لـ يرد نص بأنو ‪ ‬رأل ربو‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪59‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫عرشو بائف عف خمقو ‪ .‬كآخركف ينفكف القكؿ بأف اهلل في‬ ‫ىك جبرائيؿ رآه مرتيف مرة في األرض‪ ،‬كمرة عند سدرة‬
‫السماء كمقصكدىـ أف السماء ال تحكم ق كال تحصره كال‬ ‫المنتيى(ُٓ)‪.‬‬
‫تقمو كال ريب أف ىذا المعنى صحيح ؼإف اهلل ال تحصره‬ ‫‪ :‬إف كاف‬ ‫ت داف ا ك زا إلق ـاعم ا هللا‬ ‫ِ‪-‬‬
‫مخمكقاتو ثـ قاؿ كلكف ىؤالء أخط ؤكا في نفي المفظ الٌذم‬ ‫مراده اإل قساـ عمى اهلل بحؽ فالف فذلؾ محذكر أيضان‬
‫ج اء بو الكتاب كالسنة كفي تكىـ أف إطالقو داؿ عمى‬ ‫ألف اإلقساـ باؿ مخمكؽ عمى المخمكؽ ال يجكز‪ ،‬فكيؼ‬
‫(ٓٓ)‬
‫‪.‬‬ ‫معنى فاسد‬ ‫ؼ بً ىغ ٍي ًر المَّق ًو فىقى ٍد ىكفى ىر‬
‫عمى الخالؽ كقد قاؿ ‪ ( :‬ىم ٍف ىحمى ى‬
‫ؼد اجتيد‬ ‫ت داف امين اص ة ‪" :‬كجو اهلل ‪ :"‬ق‬ ‫ٓ‪-‬‬ ‫ؾ )(ِٓ) كليذا قاؿ أبك حنيفة كصاحباه ‪ ‬يكره‬ ‫أ ٍىك أى ٍش ىر ى‬
‫الصحابة كالتابعكف في تفسير قكلو تعالى ‪  :‬ىكلًمٌ ًها‬ ‫أف يقكؿ الداعي ‪" :‬أسألؾ بحؽ فالف أك بحؽ أنبيائؾ‬
‫اك ٍ يها لمٌ ًهاإً َّلفا لمٌ ىها‬
‫اافىأى ٍ ىن ىم اتيىكلُّيكٍافىثىَّلـ ى‬
‫اك ٍل ىم ٍغ ًر ي‬
‫ؽى‬ ‫ش ًر ي‬
‫ٍل ىم ٍ‬ ‫كرسمؾ كبحؽ البيت الحراـ كالمشعر الحراـ " كنحك ذلؾ‬
‫اع ًاؿ هاـ‪ :ُُٓ[‬البقرة ] فعف ابف عمر – رضي اهلل‬ ‫ً‬
‫ىك ه ى‬ ‫حتى كره أبك حنيفة كمحمد أف يقكؿ الرجؿ ‪" :‬الميـ إني‬
‫عنيما‪ -‬أنو كاف يصمي حيث تكجيت بو راحمتو كيذكر‬ ‫أسألؾ بمعقد العز مف عرشؾ" كلـ يكرىو أبك يكسؼ لما‬
‫(ٔٓ)‬
‫‪‬فىأى ٍ ىن ىم ا‬ ‫أف رسكؿ اهلل ‪ ‬كاف يفعؿ ذلؾ كيتأكؿ اآلية‬ ‫عندؾ أك يقكؿ‬
‫ى‬ ‫بمغو األثر فيو‪ ،‬كتارة يقكؿ بجاه فالف‬
‫اك ٍ يها لمٌ ًاه‪ :ُُٓ[‬البقرة]‪.‬‬ ‫تيىكلُّيكٍافىثىَّلـ ى‬ ‫إليؾ بأنبيائؾ كرسمؾ كأكليائؾ‪ ،‬كمراده ألف فالنان‬
‫نتكسؿ ى‬
‫كنقؿ ابف كثير عف ابف عباس ‪-‬رضي اهلل عنيما– في‬ ‫عندؾ ذك كجاىة كشرؼ كمنزلة فأجب دعانا(ّٓ)‪.‬‬
‫اك ٍ يها لمٌ ًاه ‪ :ُُٓ[‬البقرة ] أف‬
‫ىم ىم اتيىكلُّيكٍافىثىَّلـ ى‬
‫قكلو تعالى‪ :‬فىأ ٍىنا‬ ‫ت داف اأكؿ امخمكق ا هللا ‪ :‬كال يخمك ً‬
‫قكلو ‪:‬‬ ‫ّ‪-‬‬
‫معناه ‪ :‬قبمة اهلل ‪ ،‬أينما تكجيت شرقا أك غربا‪ ،‬كقاؿ‬ ‫‪ )...‬إما أف يككف جممة أك‬ ‫(أكؿ ما خمؽ اهلل القمـ‬
‫مجاىد‪ :‬فأينما تكلكا فثـ كجو اهلل ‪ :‬حيث ما كنتـ فمكـ قبمة‬ ‫جممتيف ‪ .‬فإف كاف جممة كىك الصحيح كاف معناه أنو‬
‫(ٕٓ)‬
‫‪.‬‬ ‫تستقبمكنيا الكعبة‬ ‫عند أكؿ خمقو قاؿ لو اكتب‪ ،‬كما في المفظ (أكؿ ما خمؽ‬
‫ككما اختمؼ الصحابة في معنى الكجو في اآلية‬ ‫اهلل القمـ قاؿ لو اكتب ) بنصب "أكؿ" كالقمـ‪ ،‬كاف كاف‬
‫التابعكف‪ ،‬قاؿ الترمذم ‪:‬‬ ‫الكريمة‪ ،‬اختمؼ مف بعدىـ‬ ‫جممتيف كىك مركل برفع "أكؿ كالقمـ " فيتعيف حممو عمى‬
‫كيركل عف مجاىد في ىذه اآلية‪ ،‬فىأى ٍ ىن ىم اتيىكلُّيكٍافىثىَّلـ ى‬
‫اك ٍ يها‬ ‫أنو أكؿ المخمكقات مف ىذا العالـ‪ ،‬فيتفؽ الحديثاف‪ ،‬إذ‬
‫لمٌ ًاه‪ :ُُٓ[‬البقرة] قاؿ‪ :‬فثـ قبمة اهلل‪ ،‬كقاؿ حدثنا بذلؾ أبك‬ ‫العرش سابؽ‬ ‫حديث عبد اهلل بف عمرك صريح في أف‬
‫كريب‪ ،‬حدثنا ككيع عف النضر بف عربي عف مجاىد‬ ‫‪ .‬كفي المفظ‬ ‫عمى التقدير‪ ،‬كالتقدير مقارف لخمؽ القمـ‬
‫(ٖٓ)‬
‫‪.‬‬ ‫بيذا‬ ‫‪ .‬كسبب‬ ‫(ْٓ)‬
‫اآلخر لما خمؽ اهلل القؿ ـ قاؿ لو ‪ :‬اكتب‬
‫كنقؿ عف طائفة أخرل منيـ عامر بف ربيعة عف‬ ‫لى أف‬ ‫الخالؼ كما يظير يعكد إلى ناحية اإلعراب كا‬
‫أبيق الصحابي‪ ،‬كعف حماد عف إبراىيـ النخعي أف الكجو‬ ‫ىذا النص جممة أك جممتيف‪.‬‬
‫(ٗٓ)‬
‫‪.‬‬ ‫ىنا بمعنى القبمة‬
‫ت داف اص ةاعمكا هللا ‪ :‬يرل ابف تيمية أف‬ ‫ْ‪-‬‬
‫كنقؿ الرأم الثاني ‪ :‬أف "فثـ كجو اهلل " أم‪ :‬فثـ اهلل‬
‫ؾ يقكؿ‬ ‫االجتياد منو الصكاب كمنو الخطأ كفي ذؿ‬
‫(َٔ)‬
‫تبارؾ كتعالى‪ ،‬كقاؿ آخركف ‪ :‬عني بالكجو ذا الكجو‬
‫ككذلؾ كثير ممف يتنازعكف في أف اهلل في السماء‬
‫كظاىر مف ىذا الخالؼ أف منيـ مف حمميا عمى‬
‫كمقصك ده ـ باف اهلل في السماء أك ليس في السماء‬
‫الحقيقة كمنيـ مف حمميا عمى المجاز ثـ اختؿ فكا في‬
‫فالمثبت تطمؽ القكؿ بأف اهلل في السماء كما جاءت بو‬
‫ة‬
‫تأكيميا عمى آراء‪.‬‬
‫النصكص كدلت عميو بمعنى انو فكؽ السماكات عمى‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪60‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫خص بشريعة‬ ‫عميو شريعة مستقمة فيك الرسكؿ ألنو‬ ‫اجتىد‬
‫ؽد ػ‬
‫ؼ‬
‫اهللا‪ : ‬ػ‬ ‫ت داف احق قةا لكر‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫الرسكؿ الٌذم‬
‫ػ‬ ‫يعة‬
‫ككتاب كمف بم شر ػ‬ ‫ُّيها ل َّل ىم ىك ً ا‬
‫الصحابة في معنى قكلو تعالى‪  :‬ىك ً ىا يك ٍر ً ي‬
‫سبقو فيك النبي(ٓٔ)‪.‬‬ ‫ىك أل ٍىر ىا‪ :ِٓٓ[‬البقرة ] فاختمفت اآلراء في المسألة إلى‬
‫اعم ـا لصالةا‬ ‫ت داف اعددا ألنب ء‪-‬‬ ‫ّ‪-‬‬ ‫اآلراء التالية‪ :‬فقاؿ بعضيـ‪ :‬إنو الكرسي عمـ اهلل‪ ،‬كذىب‬
‫ك ل الـ‪: -‬افقد أختمؼ في عدد األنبياء فالبعض ذىب‬ ‫آخركف إلى أف الكرسي مكضع القدميف‪ ،‬كذىب آخركف‬
‫إلى أف عدد األنبياء غير محصكر بعدد كمنيـ مف‬ ‫إلى أف الكرسي ىك العرش نفسو‪ ،‬فذىب عمى القكؿ‬
‫حصره بمائة كأربعة كعشريف ألؼ نبي كرسكؿ (ٔٔ)‪ .‬كقد‬ ‫األكؿ مف الصحابة ابف عباس – رضي اهلل عنيما –‬
‫كاف سبب الخالؼ ىك صحة الحديث الذم كرد بالعدد‬ ‫كابف جبير مف التابعيف‪ ،‬كذىب إلى القكؿ الثاني ‪ :‬أبك‬
‫فعف أبي أمامة قاؿ أبك ذر ‪ :‬قمت‪ :‬يا رسكؿ اهلل كـ كفاء‬ ‫السدم كطائفة مف السمؼ‪ ،‬كالى الرأم‬
‫مكسى األشعرم ك ٌ‬
‫عدة األنبياء؟ قاؿ ‪( :‬مائة ألؼ كأربعة كعشركف ألفان مف‬ ‫الثالث‪ :‬الحسف البصرم‪ ،‬نقؿ ىذه األقكاؿ الطبرم كعقب‬
‫(ٕٔ)‬
‫الرسؿ مف ذلؾ ثالث مائة كخمسة عشر جمان غفي انر )‬ ‫عمييا‪ :‬كلكؿ مف ىذه األقكاؿ كجو كمذىب ثـ ماؿ ىك إلى‬
‫كمعارضتو إلطالؽ العدد في القراف الكريـ في مثؿ فكلو‬ ‫تأكيؿ الكرسي بالعمـ(ُٔ)‪.‬‬
‫اف ى ا ىن ًذ ها‬
‫ر‪ :ِْ[‬فاطر]‪.‬‬ ‫اخال ً‬
‫يم وةاإًَّل ى‬
‫فام ٍفاأ َّل‬
‫تعالى‪  :‬ى ِإكً ِّ‬ ‫ثانيا‪ :‬النبوات‬
‫‪:‬افقد أختمؼ في نبكة‬ ‫ت داف انبكةا لن ء‬ ‫ْ‪-‬‬ ‫ت داف احق قةا لر ؿاهؿاهـامفا إلنسافقطا‬ ‫ُ‪-‬‬
‫النساء‪ ،‬فقد ذىب بعض العمماء إلى نبكة بعض النساء‪،‬‬ ‫أـامفا إلنساك ل فامي ‪:‬افمنيـ مف ذه باإلى انيـ مف‬
‫كمف ىؤالء أبك حسف األشعرم كالقرطبي كابف حزـ‪ ،‬كقد‬ ‫اإلنس كالجف كىك ما ركاه ابف جرير عف الضحاؾ بف‬
‫خالفيـ في ذلؾ جميكر العمماء‪ ،‬كىناؾ مف نقؿ اإلجماع‬ ‫نساأىلى ٍـا ىأ ًٍت يك ٍـا‬ ‫ش ىرا ٍل ً ِّف ى‬
‫اك ًإل ً‬ ‫ام ٍي ى‬
‫مزاحـ ؿؽكؿق تعالى ‪  :‬ى ى‬
‫عمى عدـ نبكة النساء(ٖٔ)‪.‬‬ ‫امن يك ٍاـ ‪ :َُّ[‬األنعاـ ] كقاؿ مجاىد كغيره مف السمؼ‬ ‫ير ي هؿ ِّ‬
‫كىذا الخالؼ إنما كقع الف النصكص في ىذه‬ ‫كالخمؼ‪ ،‬الرسؿ مف اإلنس فقط‪ ،‬كليس مف الجف رسكؿ‪،‬‬
‫(ٗٔ)‬
‫‪.‬‬ ‫المسالة ليست قطعية الداللة‬ ‫‪ ،‬كقاؿ ابف عباس الرسؿ مف بني آدـ كمف الجف‬
‫‪‬اأنب ءوا –عم ـا‬ ‫ت داف م اعصـا هللا‬ ‫ٓ‪-‬‬ ‫نذر(ِٔ)‪.‬‬
‫لصالةاك ل الـ‪ -‬امنه ‪ :‬فقد اختمؼ فيما عصـ اهلل ‪‬‬ ‫كسبب الخالؼ في ىذه المسالة أف مف حمؿ اآلية‬
‫أنبياءه منو مف الكبائر أك مف الكفر أك مف الصغائر‬ ‫عمى عممكميا فقد ذىب إلى أف اهلل يرسؿ الرسؿ مف‬
‫قبؿ النبكة أك بعدىا كيقكؿ التفتازاني ‪" :‬كاستقر الخالؼ‬ ‫اإلنس كالجف كمف حمميا عمى كجو التخصيص فقد‬
‫بيف المسمميف في عصمتيـ كفي فضميـ عمى المالئكة‬ ‫ذىب إلى أف الرسؿ مف اإلنس فقط‪ ،‬كفيـ اآلية السابقة‬
‫(َٕ)‬
‫‪.‬‬ ‫كال قاطع في أحد الجانبيف"‬ ‫عؿ ل مثؿ قكؿ اهلل تعالى ‪ٍ  :‬خرج ً‬
‫ام ٍن ي ىم ا لمُّي ٍؤلي يؤا‬ ‫ى يي‬
‫(ّٔ)‬
‫ت داف ات ض ؿا ألنب ءاكص لح ا لبشراعم ا‬ ‫ٔ‪-‬‬ ‫ف‪‬ا[ِِ‪ :‬الرحمف] كالمراد مف أحدىما ‪.‬‬ ‫ىك ٍل ىم ٍر ى يا‬
‫لمال كة ‪:‬افقد نؽؿ ابف أبي العز الحنفي الخالؼ في‬ ‫ت داف احق قةا ل رؽاب فا لنب اك لر كؿ ‪:‬افقد‬ ‫ِ ‪-‬ا‬
‫لمالئكة‪ ،‬فقد‬ ‫تفضيؿ األنبياء كصالحي البشر عمى ا‬ ‫اختمؼ في حقيقة النبي كالرسكؿ فمف العمماء مف ذىب‬
‫ذىب أىؿ السنة كالجماعة إلى تفضيؿ صالحي األنبياء‬ ‫انو ال فرؽ بيف معنى الرسكؿ كالنبي‪ ،‬كمنيـ مف فرؽ‬
‫فقط عمى المالئكة‪ ،‬كذىب المعتزلة إلى تفضيؿ‬ ‫بيف النبي كالرسكؿ فجعؿ الرسكؿ مف أمر بالتبمي كالنبي‬
‫المالئكة‪ ،‬كأما األشاعرة‪ ،‬فذىب بعضيـ إلى التكقؼ في‬ ‫مف لـ يؤمر بالتبمي (ْٔ)‪ .‬كمنيـ مف قاؿ بؿ مف نزلت‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪61‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫الرأم الراجح أف عالمة الساعة الكبرل ىي النار التي‬ ‫ىذه المسالة‪ ،‬كذىب آخركف إلى الميؿ لتفضيؿ‬
‫تبيت‬ ‫تخرج آخر الزماف كتحشر الناس إلى محشرىـ‬ ‫المالئكة‪ ،‬كذىب آخركف إلى تفضيؿ األنبياء كصالحي‬
‫(ٕٓ)‬
‫كىذا إنزاؿ النص عمى كاقعة معينة كمخالفة‬ ‫معيـ‬ ‫البشر عمى المال ئكة‪ ،‬كأما الشيعة‪ ،‬فقد ذىبكا إلى أف‬
‫الغير في ذلؾ‪.‬‬ ‫األئمة أفضؿ مف المالئكة‪.‬‬

‫ّ‪-‬ا ت داؼما ـا َّل‬ ‫كقد تكقؼ اإلماـ أبك حنيفة في ىذه المسألة‪ ،‬كلذا‪،‬‬
‫لد ٌ ؿاكحق قةام اميها مفا نةا‬
‫فمـ يكردىا الطحاكم في نصو‪ ،‬كذىب شارح الطحاكية‬
‫أكان ر‪:‬اا‬
‫إلى أف األدلة في ىذه المسالة متكافئة (ُٕ)‪ .‬كقاؿ االمدم‬
‫لقد اختمؼ الصحابة كمف بعدىـ بعض العمماء في‬
‫مف ىك َّق‬ ‫بعد أف أكرد الخالؼ في ىذه المسالة قاؿ‪( :‬فو ذه المسالة‬
‫الد ٌجاؿ؛ فمنيـ مف قاؿ ‪ :‬إنو ابف الصياد‪ ،‬كمنيـ‬
‫كاحد عمى حسب ما‬ ‫ظنية سمعية كالترجيح فييا لكؿ‬
‫مف قاؿ‪ :‬إنو الرجؿ الذم رؤم في حديث الجساسة‪ ،‬كىذا‬
‫يتفضؿ اهلل تعالى عميو مف المنة كجكدة القريحة كما في‬
‫ما رجحو ابف حجر في فتح البارم(ٕٔ)‪.‬‬
‫كمما يدؿ عمى أف ابف الصياد ىك َّق‬ ‫غيرىا مف المسائؿ االجتيادية)(ِٕ)‪.‬‬
‫الد ٌجاؿ حديث‬
‫جابر ‪ ‬الٌذم في البخارم أنو كاف يحمؼ أف ابف الصياد‬ ‫ثالثا‪ :‬السّمعيات‬
‫الد ٌجاؿ كيقكؿ‪ :‬سمعت عمر ‪ ‬يحمؼ عند رسكؿ اهلل‬‫ىك َّق‬ ‫كمف األدلة عمى كقكع االختالؼ كاالجتياد في‬
‫لـ ينكر عميو‪.‬‬
‫‪‬ؼ‬ ‫مسائؿ السمعيات‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬
‫كلكف األصح أف َّق‬
‫الد ٌجاؿ غير ابف صياد إكف شاركو‬ ‫لك رد في قكلو تعالى ‪:‬‬ ‫ُ‪-‬ا ت داف ا لدخ فا‬
‫ابف صياد في ككنو أعكر كمف الييكد ك أنو ساكف في‬ ‫سا‬‫ش ا َّللن ى‬ ‫‪‬فى ٍرتى ًق ٍاا ى ٍكىـاتىأ ًٍت ا ل َّل ىم ءا ًب يد ىخ وف ُّي‬
‫ام ًب وا‬
‫فا*ا ى ٍغ ى‬
‫ييكدية أصبو اف إلى غير ذلؾ ؛ كذلؾ أل ف أحاديث ابف‬ ‫ااأىلً هاـ‪ :ُُ،َُ[‬الدخاف] كفي المراد بيذا الدخاف‪،‬‬ ‫اع ىذ ه‬
‫ىه ىذ ى‬
‫نصفيقدـ‪.‬‬
‫صياد كميا محتممة كحديث الجساسة ٌ‬ ‫كىؿ كقع‪ ،‬أك مف اآليات المرتقبة قكالف‪:‬‬
‫كمما يرجح أف الدجاؿ ليس ىك ابف الصياد أف‬
‫لقكؿا ألكؿ ‪ :‬أف ىذا الدخاف ىك ما أصاب قريشا مف‬
‫ابف الصياد كاف في المدينة ك قد أشارت األحاديث أف‬
‫‪ ‬حيف لـ‬ ‫الشدة كالجك ع‪ ،‬عندما دعا عمييـ النبي‬
‫ابف الدجاؿ في بحر الشاـ أك بحر اليمف أك ىك في قبؿ‬
‫يستجيبكا لو‪ ،‬فأصبحكا يركف في السماء كييئة الدخا ف‪،‬‬
‫المشرؽ(ٕٕ)‪.‬‬
‫كالى ىذا القكؿ ذىب عبد اهلل بف مسعكد ‪ ‬كغيره مف‬
‫كأما االجتياد في حقيقة النار التي معو‪ ،‬ىؿ ىي‬ ‫(ّٕ)‬
‫ىذا اجتياد منو ‪ ‬عمى كاقعة بعينيا‪.‬‬ ‫التابعيف‬
‫(ٖٕ)‬
‫إلى أنو‬ ‫حقيقة أـ تخيؿ؟ ماؿ ابف حباف في صحيحو‬
‫القكؿ الثاني ‪ :‬أف الدخاف آية مف آيات اهلل مرسمة عمى‬
‫تخيؿ كاستدؿ بحديث المغيرة بف شعبة في الصحيحيف‬
‫عباده قبؿ مجيء الساعة‪ ،‬فيأخذ المؤمف كييئة الزكمة‪،‬‬
‫أنو قاؿ‪" :‬ما سأؿ أحد النبي ‪ ‬ما سألتو‪ ،‬كأنو قاؿ لي ‪:‬‬
‫كيدخؿ في مسامع الكافر كالمنافؽ حتى يككف كالرأس‬
‫(ما يضرؾ منو؟ ) قمت ‪ :‬ألنيـ يقكلكف ‪ :‬معو جبؿ خبز‬
‫‪ -‬رضي اهلل‬ ‫الحنيذ‪ ،‬كالى ىذا القكؿ ذىب ابف عباس‬
‫كنير ماء‪ ،‬قاؿ‪( :‬ىك أىكف عمى اهلل مف ذلؾ) (ٕٗ)‪.‬‬
‫عنيما ‪ -‬كبعض الصحابة كالتابعيف(ْٕ)‪.‬‬
‫فمين و‪:‬اأنو أىكف عمى اهلل مف أف يككف معو ذلؾ‬
‫حقيقة بؿ يرل كذلؾ كليس بحقيقة‪.‬‬ ‫ا ليمم ءاف ا لن را لت اتخرجاف اآخرا‬ ‫ِ‪-‬ا ت دابي‬
‫كقاؿ جماعة منيـ القاضي ابف الع ‪:‬ربيبؿ ىي عمى‬ ‫لزم ف‪:‬اظف بعض الناس عندما ظيرت نار عظيمة في‬
‫المدينة في جزيرة العرب أنيا ىي النار المقصكدة‬
‫كعالمة مف عالمات الساعة الكبرل‪ ،‬كلكف الحقيقة أف‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪62‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫‪ ‬مف كلد‬ ‫ث لثه ‪:‬اأنو رجؿ مف أىؿ بيت النبي‬ ‫ظاىرىا أم ‪ :‬فيككف ذلؾ امتحانان مف اهلل لعباده كيككف‬
‫الحسف أك كلد الحسيف بف عمي يخرج في آخر الزماف‬ ‫معنى الحديث‪ :‬ىك أىكف مف أف يخاؼ أك أف يضؿ اهلل‬
‫كثر‬
‫كقد ممئت األرض جك انر فيممؤىا قسطان ك ػعدالن كأ ػ‬ ‫بو مف يحبو(َٖ)‪.‬‬
‫األحاديث عمى ىذا‪.‬‬ ‫كؿ المَّق ًو ‪" :‬ألىىنا أ ٍ‬
‫ىعمى يـ بً ىما‬ ‫كيدؿ عمى ذلؾ ‪" :‬ؽك يؿ رس ً‬
‫ىي‬
‫قكـ مف السمؼ في محمد بف‬
‫أقكؿ ‪ :‬كقد ادعى ه‬ ‫ٍم ا ٍل ىع ٍي ًف ىم ه‬
‫اء‬ ‫ىح يد يى ىم‪:‬ا ىأر ى‬
‫اف أ ى‬ ‫اؿ ًم ٍنوي‪ ،‬ىم ىعوي ىن ٍي ىر ً‬
‫اف ىي ٍج ًرىي ً‬ ‫الد َّقج ً‬
‫ىم ىع َّق‬
‫مر ت‬
‫عبد اهلل المحض النفس الزكية أنو الميدم كقد ٌ‬ ‫ىج يج ‪ ،‬فىًإ َّقما أ ٍىد ىرىك َّقف أ ى‬
‫ىح هد‬ ‫ٍم ا ٍل ىع ٍي ًف ىن هار تىأ َّق‬
‫اآلخ ير ‪ :‬ىأر ى‬‫ض ‪ ،‬ىك ى‬ ‫أ ٍىبىي ي‬
‫اإلشارة‪ ،‬كاهلل أعمـ(ٖٓ)‪.‬‬ ‫ض ثيَّقـ ٍلي ى ً‬ ‫الن ٍي ىر الَّقًذم ىي ىراهي ىن نا‬‫ىف ٍمىي ٍأ ًت َّق‬
‫ٍسوي‬
‫ئ ىأر ى‬ ‫طأٍط ٍ‬ ‫ي‬ ‫ار ‪ ،‬ىكٍليي ىغ ِّم ٍ‬
‫فىي ٍشر ً‬
‫نظر العتماد‬
‫كفيما سبؽ يظير اختالؼ األقكاؿ نا‬ ‫اء ىب ًارهد "(ُٖ) أساس الخالؼ في ىذه‬ ‫ب م ٍنوي فىًإَّقنوي ىم ه‬ ‫ى ى ى‬
‫البعض عمى أحاديث ضعيفة ظنكىا صحيحة‪ ،‬كاختالؼ‬ ‫المجاز‬
‫المسالة كما أرل اعتبار الحقيقة ك ‪.‬‬
‫العمماء في تصحيح الحديث أك تضعيفو‪.‬‬ ‫القيـ ‪" :‬قد‬
‫ْ‪ -‬ت داف ا لم دم ‪ :‬قاؿ الحافظ ابف ٌ‬
‫عةاكقكع ال كـا‬
‫ن‬ ‫ت داف اأكؿاعالم ا ل‬ ‫ٓ‪-‬‬ ‫اختمؼ الناس في الميدم عمى أربعة أقك ؿ‪:‬‬
‫لق مة ‪:‬افقد كرد في بعض الركايات ‪ :‬أف أكؿ اآليات‬ ‫أحده ‪:‬اأنو المسيح بف مريـ ‪ ‬كأنو ىك الميدم‬
‫خركج َّق‬
‫الد ٌجاؿ‪ .‬كفي بعضيا‪ :‬أف أكليا طمكع الشمس مف‬ ‫عمى الحقيقة كاحتج أصحاب ىذا القكؿ بحديث محمد‬
‫(ِٖ)‬
‫مغربيا ‪ .‬كفي بعضيا ‪ :‬الدابة ‪ .‬كفي بعضيا ‪ :‬نار تحشر‬ ‫أم المتقدـ كقد بينا حالو ك أنو ال‬ ‫بف خالد الجندم‬
‫الناس إلى محشرىـ‪.‬‬ ‫صح لـ يكف فيو حجة الف عيسى ‪ ‬أعظـ‬‫يصح‪ ،‬كلك ٌ‬
‫ٌ‬
‫قاؿ الحافظ ابف حجر‪" :‬كطريؽ الجمع‪ :‬أف َّق‬
‫الد ٌجاؿ‬ ‫ميدم بيف يدم الساعة فيصح أف يقاؿ ‪ :‬ال ميدم في‬
‫ة في‬ ‫العاـ‬
‫أكؿ اآليات العظاـ المؤذنة بتغيير أحكاؿ ٌ‬ ‫اؿحقيقة سكاه إف كاف غيره ميديان يعني ىك الميدم‬
‫تقد ـ الميدم عميو ‪ .‬قاؿ ‪" :‬كينتيي‬
‫األرض أم‪ :‬فال ينافي ٌ‬ ‫الكامؿ المعصكـ‪.‬‬
‫‪ ‬كمف بعد القحطاني‬ ‫ذلؾ بمكت عيسى بف مريـ‬ ‫ث ن ‪:‬اأنو الميدم الٌذم كلي مف بني العباس قد‬
‫كغيره ‪ ،‬كإف طمكع الشمس مف المغرب ىك أكؿ اآليات‬ ‫أحمد في‬ ‫انتيى كاحتج أصحاب ىذا القكؿ بما ركاه‬
‫المؤذنة بتغيير أحكاؿ العالـ العمكم ‪ ،‬كينتيي ذلؾ بقياـ‬ ‫الريات السكد أقبمت‬
‫مسنده عف ثكباف مرفكعان‪( :‬إذا رأيتـ ا‬
‫‪،‬‬ ‫الساعة أم‪ :‬كالدابة معيا فيي كالشمس كشيء كاحد‬ ‫ٌ‬ ‫يو ا خميفة‬
‫مف خراساف فأتكىا كلك حبكان عمى الثمج ؼ إف ؼ‬
‫(ٖٔ)‬ ‫(ّٖ)‬
‫كإف النار أكؿ اآليات المؤذنة بقياـ الساعة" انتيى ‪.‬‬ ‫كفيو عمى بف زيد ضعيؼ كلو مناكير‬ ‫اهلل الميدم )‬
‫كىذا جمع ح سف لو رحمو اهلل تعالى ‪ ،‬كيدؿ عمى‬ ‫يحتج بما ينفرد بو‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فال‬
‫ذلؾ ما في بعض الركايات ‪" :‬كآخر ذلؾ– يعني اآليات‪-‬‬ ‫كبما ركل ابف ماجة مف حديث الثكرم عف ثكباف‬
‫نار تحشر الناس إلى محشرىـ"(ٕٖ)‪.‬‬ ‫نحكه كتابعو عبد العزيز بف المختار عف خالد‪.‬‬
‫كركل نعيـ بف حماد عف كىب بف منبو قاؿ ‪" :‬أكؿ‬ ‫‪‬‬ ‫كفي سنف ابف ماجة عف عبد اهلل بف مسعكد‬
‫اآليات الركـ ‪ ،‬ثـ الدجاؿ ‪ ،‬كالثالثة يأجكج كمأجكج ‪،‬‬ ‫الء كتشريدان‬
‫ن‬ ‫مرفكعان ‪( :‬إف أىؿ بيتي سيمقكف بعدم ب‬
‫كالرابعة عيسى بف مريـ ‪ ،‬كالخامسة الدخاف ‪ ،‬كالسادسة‬ ‫كتطريدان حتى يأتي قكـ مف أىؿ المشرؽ كمعيـ ر ايات‬
‫الدابة"(ٖٖ)‪.‬‬ ‫الحديث‪ ،‬كفي إسناده يزيد بف أبى زياد كىك‬ ‫(ْٖ)‬
‫سكد…)‬
‫ابع ا باعتبار تأخره عف‬
‫أم‪ :‬كككف عيسى ‪ ‬ر ن‬ ‫سيء الحفظ في آخر عمره ككاف يقبؿ الفمكس‪.‬‬
‫نزكؿق مقدما‬
‫ت ػ‬ ‫يأجكج كمأجكج‪ ،‬كإف كاف باعتبار ػكؽ‬ ‫لـ يكف فيو دليؿ‬ ‫صح‬
‫قاؿ ‪ :‬كىذا الٌذم قبمو لك ٌ‬
‫عمييما‪ ،‬فيك باعتبار ثالث‪ ،‬كباعتبار آخر رابع‪.‬‬ ‫عمى أف الميدم ىك الٌذم تكلى مف بني العباس‪.‬‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪63‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫األمة أنيا تكمـ الناس‬
‫كؿ أمة سيما ‪ ،‬كسيماىـ مف ىذه ٌ‬ ‫كالخامسة ‪ :‬الدخاف – كقد سبؽ بيانو– كالسادسة ‪:‬‬
‫بمساف عربي مبيف تكمميـ بكالميـ"(ٖٗ)‪.‬‬ ‫الدابة أم كعده ىذا باعتبار اآليات األرضية كمف ثـ ؿ ـ‬
‫ىذه الركايات التي ذكرناىا عف الصحابة رضي‬ ‫يعد طمكع الشمس فيك أيضا يؤيد ما ذكره الحافظ لكف‬
‫يصح بعضيا كقد يضعؼ‪ ،‬فيعتمد البعض‬‫ٌ‬ ‫اهلل عنيـ قد‬ ‫‪ :‬بمكت‬ ‫لك قاؿ ‪ :‬كينتيي ذلؾ بخركج الدابة بدؿ قكلو‬
‫عمييا في إثبات أكصاؼ الدابة كما فعؿ البرزنجي حيث‬ ‫عيسى ‪ ‬لكاف أكلى كأكضح كككف الركـ أكال حقيقي‬
‫ساؽ ىذه األقكاؿ دكف تعميؽ عمييا ككأنو يقرىا‪ ،‬مع‬ ‫كككف َّق‬
‫الد ٌجاؿ أكال إضافي ألنو أعظـ مف الركـ ككاف‬
‫العمـ أنو لـ يثبت في كصؼ الدابة حديث صحيح عف‬ ‫الركـ بالنظر إليو ليس بشيء"(ٖٗ)‪.‬‬
‫رسكؿ اهلل ‪.)ٗٗ(‬‬ ‫كاالختالؼ في أكؿ العالمات ظيك انر كفي ترتيب‬
‫‪ :‬فقد اختمفت‬ ‫ت داف امك فاخرك‬ ‫كأم ا‬ ‫تمؾ العالمات‪ ،‬مرده إلى تعدد الركايا ت كاختالفيـ في‬
‫الركايات الكاردة عف رسكؿ اهلل‪ )ََُ(‬كما اختمفت الركايات‬ ‫الجمع أك التكفيؽ بينيا أك صحتيا كضعفيا‪.‬‬
‫‪ )َُُ-‬كمف ثـ اختمفت آراء‬
‫(‬
‫عف الصحابة ‪-‬رضي اهلل عنيـ‬ ‫‪:‬اا‬ ‫ت داف اكصؼا لد بةاكمك فاخرك‬ ‫ٔ ‪-‬ا‬
‫العمماء في ذلؾ‪ ،‬ؼفي بعضيا ‪ :‬أنيا تخرج مف إنطاكية‪،‬‬ ‫عف ابف عباس ‪-‬‬
‫أما االجتياد في كصؼ الدابة‪ :‬ؼ‬
‫كفي بعضيا ‪ :‬أنيا تخرج مف المر كة‪ ،‬كفي بعضيا ‪ :‬مف‬ ‫رضي اهلل عنيما ‪" :-‬أف ليا عنقنا مشرفنا –أم طكيالن‪-‬‬
‫مدينة قكـ لكط‪ ،‬كفي بعضيا‪ :‬مف كراء مكة‪.‬‬ ‫يراىا ـ ف بالمغرب ‪ ،‬كليا كجو اإلنساف كمنقار كمنقار‬
‫ككجو الجمع بيف ىذه الركايات مف كجييف‪:‬‬ ‫الطير‪ ،‬ذات كبر كزغب"(َٗ)‪.‬‬
‫أحدهـ ‪ :‬أف ليا ثالث خرجات‪ ،‬ففي بعضيا تخرج‬ ‫كعف أبي ىريرة ‪" :‬أنيا ذات عصب كريش "(ُٗ)‪.‬‬
‫مف مدينة قكـ لكط‪ ،‬كيصدؽ أنيا مف أقصى البادية‪،‬‬ ‫كعف ابف عمر ‪ -‬رضي اهلل عنيما ‪" :-‬زغباء ذات كبر‬
‫كفي بعضيا تخرج مف بعض أكدية تيامة‪ ،‬كيصدؽ‬ ‫كريش"(ِٗ)‪ .‬كعف حذيفة ‪ :‬إنيا ٌـ‬
‫مؿعة ذات كبر كريش‪ ،‬لف‬
‫عمييا أنو مف كراء مكة‪ ،‬كمف اليمف الف الحجاز يمانية‪،‬‬ ‫ىاربّٗ)‪.‬‬
‫(‬
‫يدركيا طالب كلف يفكتيا‬
‫كمف ثـ قيؿ‪ :‬الكعبة يمانية‪ .‬كفي المرة األخيرة تخرج مف‬ ‫كعف ع لي بف أبى طالب كرـ اهلل كجيو كقد قيؿ‬
‫مكة كىي مف ًع ظـ جثتيا كطكلو ا يمكف أف تخرج مف‬ ‫لو ‪ :‬إف ناسان يزعمكف أنؾ دابة األرض فقاؿ ‪ :‬كاهلل إف‬
‫بيف المركة كالصفا كأجياد‪ ،‬إؼنيا تمسؾ مقدار ثالثة أياـ‬ ‫لداب األرض ريشان كزغبان ‪ ،‬كمالي ريش كال زغب‪ ،‬كإف ليا‬
‫ةٌ‬
‫كأكثر كحينئذ يصدؽ عميو أنيا خرجت مف المركة كمف‬ ‫حاف انر كمالي حافر ‪ ،‬إنيا تخرج حضر الفرس الجكاد‬
‫الصفا كمف أجياد كمف المسجد‪ ،‬كباهلل التكفيؽ‪.‬‬ ‫ثالثان‪ ،‬كما أخرج ثمثاىا"(ْٗ)‪.‬‬
‫لك ها لث ن ‪:‬اأنيا تخرج مف جميع تمؾ األماكف في‬ ‫يمس‬
‫‪ :‬أف رأسيا ٌ‬ ‫كعف عمرك بف العاص‬
‫آف كاحد خرقان لمعادة في صكر مثالية‪ ،‬كىذ ا أيضا مبني‬ ‫(ٓٗ)‬
‫السحاب كما خرجت رجميا مف األرض ‪.‬‬
‫عمى تحقيؽ المثاؿ المحسكس(َُِ) كفي ىذه المسالة كاف‬ ‫كعف ابف عمرك ‪-‬رضي اهلل عنيما ‪ :-‬إنيا تخرج‬
‫ؽ‬
‫الخالؼ في مسالة صحة الركايات أكضعفيا أك التكفي‬ ‫كجرم الفرس ثالثة أياـ لـ يخرج ثمثيا ‪ ،‬كىذا يقرب مف‬
‫بيف الركايات‪.‬‬ ‫ركاية عمي كرـ اهلل كجيو اؿسابقة(ٔٗ)‪.‬‬
‫ككفاقاؿا‬
‫ػ‬ ‫ت داف ا لم زفاك لحك اأ ػهم ا‬ ‫‪-7‬ا‬ ‫كعف أبى ىريرة ‪ :‬أف فييا مف كؿ لكف ما بيف‬
‫آلخر؟ فيناؾ أقكاؿ منيا ‪ :‬أف الميزاف قبؿ الحكض‪،‬‬ ‫قرنييا فرسخ لمراكب(ٕٗ)‪.‬‬
‫كقيؿ الحكض قبؿ الميزاف‪ ،‬قاؿ أبك الحسف القابسي ‪:‬‬ ‫كعف ابف عباس رضي اهلل عنيما ‪" :‬أنيا مؤلفة‬
‫الميزاف‪ ،‬قاؿ القرطبي ‪:‬‬ ‫كالصحيح أف الحكض قبؿ‬ ‫ذات زغب كريش فييا مف ألكاف الدكاب ك ٌؿىا‪ ،‬كفييا مف‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪64‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫ىذه أف‬ ‫العمؿ بالدليؿ أكلى مف إىمالو‪ ،‬كالمالحظ في‬ ‫ا مف‬ ‫عطاش‬
‫ن‬ ‫"كالمعنى يقتضيو‪ ،‬فإف الناس يخرجكف‬
‫األحاديث المتعارضة كميا صحيحة‪.‬‬ ‫قبكرىـ كما تقدـ فيقدـ قبؿ الميزاف كالصراط"‪ .‬كيظير ـ ف‬
‫أكتفي بيذا القدر مف األمثمة كالتي كانت في كافة‬ ‫قكؿ القرطبم أنو اعتمد عمى مرجح عقمي كقد تختمؼ‬
‫أقساـ العقيدة‪ ،‬كبذلؾ يظير بكضكح كقكع االجتياد‬ ‫العقكؿ في ذلؾ‪.‬‬
‫كاالختالؼ في فركع االعتقاد بيف الصحابة كالتابعيف‬ ‫قاؿ أبك حامد الغزالي في كتاب كشؼ عمـ اآلخرة‪:‬‬
‫كالعمماء دكف أف يكفر بعضيـ بعضان‪ ،‬كىذا تطبيؽ عممي‬ ‫حكى بعض السمؼ مف أىؿ التصنيؼ أف الحكض يكرد‬
‫في إقرار مشركعية ا الجتياد‪ ،‬نظ انر لالختالؼ في فيـ‬ ‫بعد الصراط‪ ،‬كىك غمط مف قائمو‪ ،‬قاؿ القرطبي‪ :‬ىك كما‬
‫النصكص أك نظ انر لالختالؼ في الجمع بيف النصكص‬ ‫قاؿ ‪ ،‬كذىب إلى َّق‬
‫أف الرأم الصحيح ىك أف لمنبي‬
‫أك العتماد البعض عمى دليؿ لـ يصؿ إلى اآلخر أك‬ ‫حكضمف‪ :‬أحدىما ‪ :‬في المكقؼ قبؿ الصراط‪ ،‬كالثاف م‪:‬‬
‫نظران لتصحيح أك تضعيؼ بعض األدلة إلى غير ذلؾ‬ ‫يككف في الجنة(َُّ)‪ .‬كيظير أف منشأ ىذا الخالؼ إنما‬
‫مف مبررات كاقعية لالجتياد كاالختالؼ‪ ،‬كعمينا أف نسمؾ‬ ‫ىك ترجيح دليؿ عمى آخر‪ ،‬أك ىك عمى قاعدة الجمع‬
‫مسمؾ مف سبقنا في اإلقرار بتمؾ الشرعيةكال ينؾر بعضنا‬ ‫بيف األدلة عند صحتيا(َُْ)‪ .‬ا‬
‫عمى بعض إذا خالفو الرأم‪.‬اا‬ ‫‪-8‬ا ختالؼاف م ا كزفا كـا لق مة ‪:‬اكمف أمثمة ذلؾ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قوال العلماء في حكم المخالف في‬ ‫االجتياد كاالختالؼ في الشيء الٌذم يكزف يكـ القيامة‪،‬‬
‫مسائل االجتهاد في االعتقاد‬ ‫فمنيـ مف جمع بيف األدلة التي كردت فيما يكزف‪ ،‬كمنيـ‬
‫كاذا كاف العمماء قد أقركا بجكاز االجتياد في‬ ‫مف أخذ بحديث كاعتمده في المسألة‪ ،‬كمف ىنا كقع‬
‫مسائؿ فركع االعتقاد مف الناحبة النظرية‪ ،‬فقد كقع ذلؾ‬ ‫الخالؼ في المسألة‪ .‬ا‬
‫منيـ فعال‪ ،‬فاجتيدكا في فركع االعتقاد ؾ ما بينا في‬ ‫فقد كردت النصكص عمى ثالثة أقساـ في ىذه‬
‫المطمب السابؽ؛ فإنيـ قد ارتضكا بنتائج االجتياد‪ ،‬فأقركا‬ ‫المسألة كاختمفت اآلراء إلى أربعة‪ ،‬كىي ‪ :‬أف الٌذم يكزف‬
‫بأف حكـ المخالؼ كالمجتيد في فركع االعتقاد ىك حكـ‬ ‫ىك األعماؿ نفسيا عندما تتحكؿ إلى أعياف كمما يدؿ‬
‫المجتيد في مسائؿ الفقو‪ ،‬يؤجر عمى اجتياده أجريف إف‬ ‫عمى ذلؾ‪ :‬حديث النبي ‪( :‬أف البقرة كآؿ عمراف تأتياف‬
‫كاف صائبا‪ ،‬كيؤجر أج ار كاحدا إف كاف مخطئا‪ ،‬إذا بذؿ‬ ‫ف مف‬ ‫يكـ القيامة كأنيما غمامتاف أك غيايتاف أك فرقا‬
‫كسعو في استنباط الحكـ مف النص‪ ،‬كبناء عميو ‪ :‬فإنيـ‬ ‫طير صكاؼ)(َُٓ)‪.‬‬
‫لـ يكفركا صاحب الرأم المخالؼ في فركع االعتقاد‪،‬‬ ‫كمما يدؿ عمى القكؿ الثاني أف الصحؼ ىي التي‬
‫ككانكا يصمكف كراء مف يخالفيـ في فركع االعتقاد‪ ،‬كلـ‬ ‫تكزف ىك حديث البطاقة المشيكر‪ ،‬كىي أف صحؼ‬
‫يزيمكا الكالء بيف المسمميف لالختالؼ في تمؾ الفركع مف‬ ‫السيئات تكضع في كفة ثـتكضع بطاقة مكتكب عمييا‪ :‬ال‬
‫االعتقاد‪ ،‬كاليؾ بعض أقكاؿ العمماء في بياف ىذه‬ ‫َُٔ)‪.‬‬
‫إلو إال اهلل محمد رسكؿ اهلل‪ ،‬فال يثقؿ شيء باسـ (اهلل‬
‫المسألة بدءا مف اإلماـ أحمد بف حنبؿ كانتياء بالعمما ء‬ ‫كأما القكؿ الثالث‪ :‬فيك أف اإلنساف نفسو ىك الٌذم‬
‫المعاصريف في زماننا‪.‬‬ ‫‪ ‬عف ثقؿ‬ ‫يكزف‪ ،‬كمما يدؿ عميو حديث رسكؿ اهلل‬
‫حنب‪" :‬لـ يعبر الجسر إلى‬
‫يقكؿ اإلماـ أحمد بف ػؿ‬ ‫ساقي عبد اهلل بف مسعكد عند اهلل يكـ القيامة كأنيما‬
‫(َُٕ)‬
‫خراساف مثؿ إسحاؽ كاف كاف يخالفنا في أشياء‪ ،‬فإف‬ ‫كأما القكؿ الرابع فيك‬ ‫أثقؿ عند اهلل مف جبؿ أحد‬
‫الناس لـ يزؿ يخالؼ بعضيـ بعضان"(َُٖ)‪.‬‬ ‫الجمع بيف اآلراء فقالكا بكزف األمكر الثالثة عمى قاعدة‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪65‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫عمى القكاسـ المشتركة بيف المسمميف مف شيادتيـ أف ال‬ ‫كيقكؿ ‪" :‬كلك أنا كمما أخطأ إماـ في اجتياده في‬
‫الو إال اهلل كأف معبكده ـ كاحد كايمانيـ باإلسالـ كاحد‪،‬‬ ‫آحاد المسائؿ خطأ مغفك انر لو قمنا عميو كبدعناه كىجرناه‬
‫كعدـ اعتبار لمقضايا الجزئية التي يخالؼ بعض‬ ‫لما سمـ معنا ال ابف نصر ‪ ،‬كال ابف مند ق‪،‬كال مف ىك‬
‫المسمميف بعضيـ فييا‪ ،‬كاعتبارىـ مسمميف ال يجكز‬ ‫أكبر منيما‪ ،‬كاهلل ىك ىادم الخمؽ إلى الحؽ كىك أرحـ‬
‫ق ينتقد انقساـ‬ ‫تكفيرىـ‪ ،‬فإذا اعتبرىـ مسمميف فاف‬ ‫الراحميف(َُٗ)‪.‬‬
‫المسمميف إلى فرؽ كأحزاب متطاحنة فيجب عند ذلؾ‬ ‫يرل اإلماـ أحمد– رحمو اهلل – أنو ال يصح ىجر‬
‫كالؤىـ كنصرتيـ‪.‬‬ ‫المخالؼ كالمجتيد في فركع االعتقاد‪ ،‬كما كاف يخالفو‬
‫(َُُ)‬
‫كيقرر ابف حزـ إعذار المجتيد فيما ذىب إليو في‬ ‫كابف مندة‬ ‫إسحاؽ كابف نصر في مسألة خمؽ القرآف‬
‫اجتياده‪ ،‬فيقكؿ ‪" :‬كمف بمغو األمر عف رسكؿ اهلل ‪ ‬مف‬ ‫في مسألة أمية النبي ‪.)ُُُ(‬‬
‫طريؽ ثا بتة كىك مسمـ فتأكؿ في خالفو إياه‪ ،‬أك رد ما‬ ‫كىاتاف القضيتاف العقديتاف مف القضايا االجتيادية‬
‫بمغو بنص آخر‪ ،‬فما لـ تقـ عميو الحجة في خطئو في‬ ‫الميمة كمع ذلؾ فقد أعذر اإلماـ أحمد كىك إماـ أىؿ‬
‫ا‬
‫ترؾ ما ترؾ‪ ،‬كفي األخذ بما أخذ‪ ،‬فيك مأجكر معذكر‪،‬‬ ‫السنة كالجماعة مخالفيو في ذلؾ‪.‬‬
‫لقصده عمى الحؽ‪ ،‬كجيمو بو‪ ،‬كاف قامت عميو الحجة في‬ ‫‪" :‬كنسمي أىؿ قبمتنا‬ ‫كيقكؿ اإلماـ الطحاكم‬
‫الحجة(ُُٔ)‪.‬‬
‫"‬ ‫ذلؾ فعاند‪ ،‬فال تأكيؿ بعد قياـ‬ ‫مسمميف مؤمنيف ما دامكا بما جاء بو النبي ‪ ‬معترفيف‪،‬‬
‫(ُُِ)‬
‫كيذكر ابف حزـ مبررات الخالؼ بيف المجتيديف مف‬ ‫فالمسمـ عند‬ ‫"‬ ‫كلو بكؿ ما قالو كأخبر مصدقيف‬
‫حيث النصكص ثبكتا كداللة كمف حيث كصكليا لممجتيد‬ ‫اإلماـ الطحاكم ىك مف يشيد أف ال الو إال اهلل كيؤمف‬
‫أك عدـ كصكليا كيعذره فيما يذىب إليو في مخالفتو فاف‬ ‫‪ ‬كاف كاف متأكالن أك‬ ‫كيصدؽ بكؿ ما جاء بو الرسكؿ‬
‫اجحة‬
‫أقيمت عميو الحجة فعميو أف يرجع لمحجة الر ‪.‬‬ ‫مخالفا في بعض القضايا باجتياده‪.‬‬
‫كيقدـ إلينا اإلماـ الغزالي رحمو اهلل نصان محكمان‬ ‫كقاؿ اإلماـ أبك الحسف األشعرم في بداية كتابو‬
‫في االجتياد كاالختالؼ فيقكؿ ‪" :‬اعلـ أف شرح ما يكفر‬ ‫مقاالت اإلسالمييف قبؿ أف يكرد اختالفات المسمميف في‬
‫بو كما ال يكفر بو يستدعي تفصيال طكيال يفتقر إلى‬ ‫مسائؿ االعتقاد (اختمؼ الناس بعد نبييـ ‪ ‬في أشياء‬
‫ذكر كؿ المقاالت كالمذاىب‪ ،‬كذكر شبية كؿ كاحد‪،‬‬ ‫كثيرة ضمؿ بعضيـ بعضا كبرئ بعضيـ مف بعض‬
‫كدليمو‪ ،‬ككجو بعده عف الظاىر‪ ،‬ككجو تأكيمو‪ ،‬كذلؾ ال‬ ‫فصاركا فرقنا متباينيف كأحزابا مشتتيف إال أف اإلسالـ‬
‫تحكيو مجمدات‪ ،‬كال تتسع لشرح ذلؾ أكقات‪ ،‬فاقتنع اآلف‬ ‫يجمعيـ كيشمؿ عمييـ)(ُُّ)‪.‬‬
‫بكصية كقانكف‪ ،‬أما الكصية فأف تكؼ لسانؾ عف أه ؿ‬ ‫كقد ذكرت كالـ البييقي في انقساـ المسائؿ إلى‬
‫القبمة ما دامكا قائميف ال إلو إال اهلل محمد رسكؿ اهلل‬ ‫أصكؿ كفركع‪ ،‬كقد أعذر مف خالؼ في الفركع كرتب‬
‫بعذر أك غير عذر‪ ،‬فإف التكفير فيو خطر كالسككت ال‬ ‫عميو األجر مف اهلل تعالى(ُُْ)‪.‬‬
‫خطر فيو‪ ،‬أما القانكف فيك أف تعمـ أف النظريات‬ ‫كركل ابف عساكر عف أبي زاىر عمي بف زاىر‬
‫قسماف‪ :‬قسـ يتعمؽ بأصكؿ الديف‪ ،‬كقسـ يتعمؽ بالفركع‪،‬‬ ‫بف أحمد السرخسي يقكؿ ‪" :‬لما قرب حضكر أجؿ أبي‬
‫كأصكؿ اإليماف ثالثة ‪ :‬اإليماف باهلل كبرسكلو كاليكـ‬ ‫الحسف األشعرم – رحمو اهلل – في دارم ببغداد دعاني‬
‫اآلخر‪ ،‬كما عداه فركع‪ ،‬كأعمـ أنو ال تكفير في األصكؿ‬ ‫ق‬ ‫فأتيتو‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬اشيد أني ال أكفر أحدان مف أىؿ ىذ‬
‫أصال إال في مسالة كاحدة‪ ،‬كىي أف ينكر أصال دينيا‬ ‫القبمة‪ ،‬ألف الكؿ يشيركف إلى معبكد كاحد‪ ،‬كانما ىذا‬
‫عمـ مف الرسكؿ ‪ ‬بالتكاتر‪ ،‬كلكف في بعضيا تخطئة‬ ‫كمو‪ ،‬اختالؼ العبارات "(ُُٓ)‪ .‬كفي كالـ األشعرم تركيز‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪66‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫كيظير مف أقكاؿ الذىبي بكضكح انو يقر‬ ‫كما في الفقييات كفي بعضيا تبديع كالخطأ المتعمؽ‬
‫باالجتياد كيعذر المخالؼ فال يبدعو أك يكفره كلك كاف‬ ‫"(ُُٕ)‪ .‬كيظير مف كالـ‬ ‫باإلمامة كأحكاؿ الصحابة‬
‫الخالؼ في مسالة تأكيؿ الصفات أك في نفي القدر كىك‬ ‫الغزالي عدـ تكفير المسمـ سكا ء كاف خطؤه بعذر أك‬
‫ما ذىب إليو المعتزلة‪.‬‬ ‫بغير عذر احتياط ا لمديف‪ ،‬كيرل أنو ال يجكز التكفير‬
‫كيبيف الشاطبي الفرؽ بيف الخالؼ اؿ سائ كغيره‬ ‫لممسمـ المخالؼ إال في قضايا األصكؿ مف الديف كىي‬
‫"كقد ثبت عند النظار أف النظريات ال يمكف االتٌفاؽ‬ ‫اإليماف باهلل كرسكلو كاليكـ اآلخر دكف الفركع في الديف‬
‫عمييا عادة‪ ،‬فالظنيات عريقة في إمكاف اال ختالؼ فييا‪،‬‬ ‫كىي ما سكل ذلؾ‪.‬‬
‫دكف األصكؿ‪ ،‬كفي الجزئيات دكف‬ ‫لكف في الفركع‬ ‫كيقكؿ الذىبي عف التابعي قتادة السدكسي ‪" :‬كاف‬
‫"(ُِِ)‪ .‬كمؽكؿ‬ ‫الكميات‪ ،‬فمذلؾ ال يضر ىذا االختالؼ‬ ‫يرل القدر نسأؿ اهلل العفك كـ ع ىذا فما تكقؼ أحد في‬
‫الشاطبي‪" :‬إف ىذه ً‬
‫الف ىرؽ إنما تصير فرقنا بخالفيا لمفرقة‬ ‫صدقو كعدالتو كحفظو‪ ،‬كلعؿ اهلل يعذر أمثالو ممف تمبس‬
‫الناجية في معنى كمي في الديف كقاعدة مف قكاعد‬ ‫ببدعة يريد بيا تعظيـ البارم كتنزييو كبذؿ كسعو ‪ . .‬ثـ‬
‫الشريعة ال في جزئي مف الجزئيات"(ُِّ)‪.‬‬ ‫إف الكبير مف أئمة العمـ إذا كثر صكابو‪ ،‬كعمـ تحريو‬
‫كيقكؿ الشا طبي أيضا ‪" :‬االجتياد الكاقع في‬ ‫لمحؽ‪ ،‬كاتسع عممو كظير ذكاؤه كعرؼ صالحو ككرعو‬
‫الشريعة ضرباف‪ ،‬أحدىما االجتياد المعتبر شرعان‪ ،‬كىك‬ ‫كاتباعو يغفر لو زهلل كال نضهلل كنطرحو كننسى محاسنو‪،‬‬
‫الصادر عف أىمو الٌذيف اضطمعكا بمعرفة ما يفتقر‬ ‫نعـ كال نقتدم بو في بدعتو كخطئو‪ ،‬كنرجك لو التكبة مف‬
‫االجتياد إليو ‪ ...‬كالثاني ‪ :‬غير المعتبر‪ ،‬كىك الصادر‬ ‫ذلؾ"(ُُٖ)‪.‬‬
‫عمف ليس بعارؼ بما يفتقر االجتياد إليو‪ ،‬ألف حقيقتو‬ ‫كيتحدث الذىبي عف ابف خزيمة كتأك ملو حديث‬
‫أنو رأم بمجرد التشيي ‪ . .‬فكؿ أر م صادر عف ىذا‬ ‫فميعذر مف تأكؿ بعض الصفات‪ ،‬كأما‬ ‫الصكرة فيقكؿ ‪ " :‬ي‬
‫الٌذم‬ ‫الكجو فال مرية في عدـ اعتباره‪ ،‬ألنو ضد الحؽ‬ ‫السمؼ فما خاضكا في التأكيؿ بؿ آمنكا ككفكا كفكضكا‬
‫أنزلو ‪ .)ُِْ("...‬كيظير مف كالـ الشاطبي إق ارره‬ ‫عمـ ذلؾ إلى اهلل كرسكلو‪ ،‬ك لك أف كؿ مف أخطأ في‬
‫باالجتياد في المسائؿ الظنية كليست القطعية أم في‬ ‫اجتياده مع صحة إيمانو كتكخيو التباع الحؽ أىدرناه‬
‫الفركع دكف األصكؿ‪ ،‬كفي المسائؿ الجزئية دكف الكمية‪،‬‬ ‫رحـ اهلل الجميع‬ ‫كبدعناه لقؿ مف يسمـ مف األئمة معنا‬
‫كاف ىذا االجتياد كالخالؼ معتبر‪.‬‬ ‫بمنو ككرمو"(ُُٗ)‪.‬‬
‫كمؽكؿ القرطبي مبينا العالقة بيف المسمـ كأخيو‬ ‫كيقكؿ ‪" :‬كلك أنا كمما أخطأ إماـ في اجتياده في‬
‫المسمـ كلك كاف مخالفا لو ‪" :‬كىذا كمو حض عمى مكارـ‬ ‫آحاد المسائؿ خطأ مغفك انر لو قمنا عميو كبدعناه كىجرناه‬
‫األخالؽ‪ ،‬فينبغي لإلنساف أف يككف قكلو لمناس لينان‪،‬‬ ‫لما سمـ معنا ال ابف نصر كال ابف مندة كال مف ىك أكبر‬
‫ككجيو منبسطان طمقان مع البر كالفاجر كالسني كالمبتدع‬ ‫منيما‪ ،‬كاهلل ىك ىادم الخمؽ إلى الحؽ كىك أرحـ‬
‫مف غير مداىنة‪ ،‬كمف غير أف يتكمـ معو بكالـ يظف‬ ‫الراحميف فنعكذ باهلل مف اليكل كالفظاظة"(َُِ)‪.‬‬
‫أنو يرضي مذىبو ‪ ،‬ثـ قاؿ ‪ :‬كقاؿ طمحة بف عمر ‪ :‬قمت‬ ‫الؼ الناس في‬
‫اخت‬
‫كيقكؿ الذىبي في تعميقو عمى ػ‬
‫لعطاء‪ :‬إنؾ رجؿ يجتمع عندؾ ناس ذكك أىكاء مختمفة‪،‬‬ ‫‪" :‬مازاؿ العمماء‬ ‫أبي حامد الغزالي بيف مادح كذاـ‬
‫في حدة‪ ،‬فأقكؿ ليـ بعض القكؿ الغميظ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬‬ ‫كأنا رجؿ َّق‬ ‫يختمفكف كيتكمـ العالـ في العالـ باجتياده‪ ،‬ككؿ منيـ‬
‫اح ٍ نان ‪:ّٖ[‬‬
‫س ي‬‫ال تفعؿ‪ ،‬يقكؿ اهلل تعالى ‪  :‬ىكقيكليكٍالً َّلمن ً‬ ‫معذكر مأجكر‪ ،‬كمف عاند أك خرؽ اإلجماع فيك مأزكر‪،‬‬
‫البقرة ] فدخؿ في ىذه اآلية الييكد كالنصارل فكيؼ‬ ‫كالى اهلل ترجع األمكر"(ُُِ)‪.‬‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪67‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫(ُِٓ)‬
‫النصكص عمييا قطعية‪ ،‬كبيف المسائؿ االجتيادية فيرل أف‬ ‫كتبيف مف كال ـ القرطبي أف أصحاب‬ ‫بالحنيفي "‬
‫األكلى ال يصح االختالؼ فييا ك أما‬ ‫األقكاؿ الخاطئة ك أصحاب األىكاء طالما انيـ حنفاء‬
‫فييا‬
‫الثانية فال ينكر مف اجتيد كاختمؼ معو ‪.‬‬ ‫فيجب معاممتيـ معاممة طيبة كاف يقاؿ ليـ قكال لينا كفي‬
‫أقكاؿ كمكاقؼ بعض العمماء‬ ‫كفيما يمي أكرد‬ ‫ىذا الكالـ دعكة لمتساـ ح بيف المسمميف‪.‬‬
‫المعاصريف في اإلقرار بمبدأ االجتياد في فركع االعتقاد‬ ‫كقاؿ محمد بف أحمد اؿ غنجار ‪" :‬كاف البف سالـ‬
‫كاعذار المخالؼ كعدـ تكفيره‪:‬‬ ‫مصنفات في كؿ باب مف العمـ‪ ،‬ككاف بينو كبيف أبي‬
‫يقكؿ الشيخ عبد الرحمف السعدم ‪" :‬إف المتأكليف‬
‫ؼ‬ ‫تخالؼ ً‬
‫قما‬ ‫ً‬ ‫حفص أحمد بف حفص الفقيو مكدة كأخكة مع‬
‫مف أىؿ القبمة الٌذيف ضمكا كأخطأكا في فيـ ما جاء في‬ ‫في المذىب"(ُِٔ)‪.‬‬
‫الكتاب كالسنة مع إيمانيـ بالرسكؿ كاعتقادىـ صدقو في‬ ‫فمذىب ابف سالـ ىك مذىب أىؿ الحديث كاألثر‪،‬‬
‫كؿ ما قاؿ‪ ،‬كأف ما قالو كاف حقنا‪ ،‬كالتزمكا ذلؾ لكنيـ‬ ‫كمذىب أبي حفص مذىب الحنفية في اإلرجاء كغيره‪،‬‬
‫أخطأكا في بعض المسائؿ الخبرية أك العممية‪ ،‬فيؤالء قد‬ ‫كمع االختالؼ بينيما في مسائؿ االعتقاد الفرعية‪ ،‬إال‬
‫الديف‪ ،‬كعدـ‬
‫د ٌؿ الكتاب كالسنة عمى عدـ خركجيـ مف ٌ‬ ‫أنيما كانا عمى مكدة(ُِٕ)‪.‬‬
‫الصحابة كالتابعكف‬
‫الحكـ ليـ بأحكاـ الكافريف‪ ،‬كأجمع ٌ‬ ‫‪" :‬كالمجتيد في العقميات‬ ‫كيقكؿ التفتازاني‬
‫(ُُّ)‬
‫كيرل في‬ ‫كمف بعدىـ مف أئمة السمؼ عمى ذلؾ "‬ ‫‪...‬‬ ‫كالشرعيات األصمية كالفرعية قد يخطئ كيصيب‬
‫ر كال‬ ‫ىذا القكؿ أف المجتيد المتأكؿ المخطئ ال يكؼ‬ ‫كالمجتيد غير مكمٌؼ بإصابتو لغمكضو كخفائو فمذلؾ‬
‫يخرج مف دائرة اإلسالـ‪.‬‬ ‫مأجكرا‪ ،‬فال خالؼ عمى ىذا‬
‫ن‬ ‫معذكر بؿ‬
‫نا‬ ‫كاف المخطئ‬
‫كيستنكر الشيخ محمد الغزالي رحمو اهلل عمى‬ ‫"(ُِٖ)‪ .‬ككالـ‬ ‫المذىب في أف المخطئ ليس بآثـ‬
‫"كإني ألق أر في‬ ‫المسمميف تكفير بعضيـ بعضا فيقكؿ‬ ‫التفتازاني ظاىر في إق ارره باالجتياد كبالتالي بالخالؼ‬
‫صحفنا الدينية اليكـ نزاعان ن بيف أتباع السمؼ كالخمؼ–كما‬ ‫كأعذاره كعدـ تأثيـ المخطئ ألنو غير مكمؼ بالكصكؿ‬
‫سمكا أنفسيـ – كأسمع ألفاظ الكفر تتبادؿ كما تتبادؿ الكرة‬ ‫إلى الحؽ ك إف كاف مكمفا باالجتياد لمغمكض الذم قد‬
‫(ُِّ)‬
‫كعبارتو كاضحة‬ ‫أرجؿ الالعبيف فأىز رأسي عجبا "‬ ‫يكك ف مكجكدا في النصكص ‪ .‬كنجد الشيخ جماؿ الديف‬
‫بإعذار المخالؼ في االجتياد كعدـ تكفي‪.‬ره‬ ‫الغزنكم يعرض الخالؼ في مسائؿ عصمة األنبياء‬
‫كأجد الشيخ عبد الرحمف حبنكة الميداني يكرد‬ ‫كالخالؼ في مسالة القدر كفي مسالة أطفاؿ المشركيف‬
‫اآلراء الثالثة المعتبرة في مسالة الصفات الخبرية مف‬ ‫كيقكؿ بع د كؿ مسأ لة‪( :‬كالقك ؿ السديد ‪ )..‬في ىذه‬
‫إثباتيا أك تفكيضيا أك تأكيميا‪ ،‬ثـ يقكؿ في معرض‬ ‫المسألة كذا ككذا ‪ ..‬دكف أف يشنع عمى المخالؼ‪ ،‬كىذا‬
‫كبار مف‬
‫تعميقو عمى مذىب المؤكلة ‪" :‬كحيف نالحظ أف نا‬ ‫إقرار منو باجتياد كعدـ تكفير المخالؼ في مثؿ تمؾ‬
‫عمماء المسمميف الذيف ىـ مرجع لممسمميف في عمكـ‬ ‫المسائؿ الفرعية(ُِٗ)‪.‬‬
‫الفقو كالتفسير كالحديث قد أخذكا بيذه الطريقة‪ ،‬يتأكد‬ ‫الكىاب "ثـ اعممكا كفقكـ اهلل‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫كيقكؿ محمد بف عبد‬
‫لدينا أف ليـ رأيا ال يص ح أف نضمميـ فيو‪ ،‬ماداـ ليـ‬ ‫إف كانت المسألة إجماعان فال نزاع‪ ،‬كاف كانت مسائؿ‬
‫(َُّ)‬
‫كجية نظر ذات حجة‪ ،‬ك ليـ نظائر في الشريعة مما‬ ‫‪.‬‬ ‫االجتياد‬
‫"‬ ‫فمعمكمؾ أنو ال إنكار في مف يسمؾ‬
‫ـ‬ ‫اجتياد‬
‫اتفؽ المسممكف جميعا عميو ‪ .‬كلئف كانكا مخطئيف في‬ ‫كيظير مف ىذا الكالـ تفريقو بيف المسائؿ المجمع عمييا‬
‫ىذا‪ ،‬فيـ ضمف شركط االجتياد المقبكؿ‪ ،‬كليـ اجر‬ ‫كفي الغالب يككف اإلجماع عمى القضايا الكمية كالتي داللة‬
‫عمى اجتيادىـ الذم بذلكه ليصمكا إلى ما ينشدكنو مف‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪68‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫(ُّّ)‬
‫ث ن ‪:‬اأفا ختالؼا لصح بةاف افركعا عتق دا‬ ‫كيظير مف كال ـ ق أف المكمؼ بو المسمـ ىك‬ ‫حؽ "‬
‫مؤ دامفامؤ د ا لمشركع ةالال ت داف افركعا‬ ‫اف‬
‫الصاب؛ ػؼ‬
‫االجتياد كليس الكصكؿ إلى الحؽ أك ػك‬
‫عتق د ‪:‬اكفي ذلؾ يقكؿ ‪" :‬كتنازعكا في مسائؿ عممية‬ ‫اخطأ فانو يؤجر عمى اجتياده كيعذر في خطئو‪.‬‬
‫اعتقادية ‪ ،‬كسماع الميت صكت الحي ‪ ،‬كتعذيب الميت‬ ‫كيفرؽ أ ‪ .‬د قحطاف الدكرم بيف األصؿ الديني‬
‫المكت ‪ ،‬مع بقاء‬ ‫ببكاء أىمو‪ ،‬كرؤية محمد ربو قبؿ‬ ‫ؽ عميو بيف المسمميف مف اإليماف باهلل كبالنبكة‬
‫كىك المتؼ‬
‫الجماعة كاأللفة‪ .‬كىذه المسائؿ منيا ما أحد القكليف خطأ‬ ‫كاليكـ اآلخر ‪ ...‬كاألصؿ المذىبي الذم يخص فرقة‬
‫قطعا‪ ،‬كمنيا ما المصيب في نفس األمر كاحد عند‬ ‫معينة كيرل أف المخالؼ في الديني كافر ك أف المخالؼ‬
‫عميو‬ ‫الجميكر أتباع السمؼ‪ ،‬كاآلخر مؤد لما كجب‬ ‫في األصؿ المذىبي ليس مف مذىب مخالفو كلكنو مسمـ‬
‫(ُّْ)‬
‫بحسب قكة إدراكو ‪ .‬كىؿ يقاؿ لو ‪ :‬مصيب أك مخطئ؟‬ ‫كىذا القكؿ يقرر مبدأ الخالؼ بيف‬ ‫كليس بكافر‬
‫فيو نزاع ‪ .‬كمف الناس مف يجعؿ الجميع مصيبيف كال‬ ‫المسمميف كأف المخالؼ في الفركع دكف األصكؿ ليس‬
‫حكـ في نفس األمر‪ ،‬كمذىب أىؿ السنة كالجماعة أنو‬ ‫بكافر‪.‬‬
‫ال إثـ عمى مف اجتيد كاف أخطأ"(ُّٔ)‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نظرية ابن تيمية في االجتهاد في‬
‫فقكلو‪ " :‬كتنازعكا في مسائؿ عممية اعتقاديو كسماع‬
‫فروع االعتقاد وضوابطه‬
‫الميت صكت الحي ‪ :...‬فيو داللة كاضحة عمى اختالؼ‬
‫البف تيمية نظرية في االجتياد في فركع االعتقاد‬
‫الصحابة – رضي اهلل عنيـ– في فركع االعتقاد مف غير‬
‫كاالختالؼ فييا‪ ،‬كيمكف مف خالؿ استقراء النصكص‬
‫المشركعية‬
‫‪.‬‬ ‫نكير بينيـ‪ ،‬فدؿ ذلؾ عمى‬
‫الكاردة عف ابف تيمية في ىذا المكضكع استخالص‬
‫ؿا‬ ‫ث لث ‪:‬ا رلا بفات م ةاعدـا لت رقةاب فام‬ ‫مفاصؿ ىذه النظرية‪ ،‬كذلؾ كفؽ النقاط التالية‪:‬‬
‫ت داف م ‪،‬ا فيقكؿ ‪ " :‬فمف‬ ‫عتق داك ل قهاف ا ك زا‬ ‫ت داف افركعا عتق د‬ ‫أك ‪:‬ا قررامشركع ةا‬
‫كاف مف المؤمنيف مجتيدا في طمب الحؽ‪ ،‬فإف اهلل يغفر‬ ‫فيقكؿ‪" :‬كعامة ما تنازعت فيو فرقة المؤمنيف مف مسائؿ‬
‫لو خطأه كا ئنا ما كاف‪ ،‬سكاء كاف في المسائؿ النظرية‬ ‫لصفات كالقدر كاإلمامة‪،‬‬ ‫األصكؿ كغيرىا في باب ا‬
‫أك العممية‪ ،‬ىذا الذم عميو أصحاب النبي ‪ ‬كجماىير‬ ‫كغير ذلؾ‪ ،‬فيك مف ىذا الباب‪ ،‬فيو المجتيد المصيب‪،‬‬
‫(ُّٕ)‬
‫‪.‬‬ ‫أمة اإلسالـ"‬ ‫كفيو المجتيد المخطئ "(ُّٓ)‪.‬‬
‫فقكلو سكاء كاف في المسائؿ النظرية أك العممية‪ ،‬يدؿ‬ ‫كيظير مف كالـ ابف تيمية في االختالؼ في‬
‫داللة صريحة عمى عدـ التفرقة بينيما‪ ،‬حيث عبر عف‬ ‫مسائؿ الصفات في ككف الصفات زائدة عمى الذات‪ ،‬أك‬
‫المسائؿ االعتقادية بالنظرية‪ ،‬كالمسائؿ الفقيية بالعممية‪،‬‬ ‫غير زائدة‪ ،‬كفي تأكيؿ الصفات الخبرية‪ ،‬كفي مسائؿ‬
‫كرأل أف القكؿ بعدـ التفريؽ بينيما في جكاز االجتياد ىك‬ ‫القدر حيث كاف الخال ؼ في التفريؽ بيف القضاء كالقدر‬
‫اإلسالـ‬
‫‪.‬‬ ‫قكؿ صحابة النبي‪ ‬كجماىير أمة‬ ‫كالتعميؿ في حكمة القدر‪ ،‬كاختالفيـ في اإلمامة بيف أبي‬
‫ربي ‪:‬ا رؽا بفات م ةاب فا ألصكؿاك ل ركعامفا‬ ‫بكر كعمي – رضي اهلل عنيما ‪ ،-‬كغير ذلؾ مف مسائؿ‬
‫ت د‪،‬اف رلا ك زواف ا ل ركعادكفا‬ ‫ح ثا ك زا‬ ‫الخالؼ بيف األمة في ىذه القضايا كأمثاليا‪ ،‬أف فييا‬
‫‪" :‬األصكؿ الثابتة‬ ‫ألصكؿ‪،‬ا كيعبر عف ذلؾ بقكلو‬ ‫المجتيد المصيب‪ ،‬كالمجتيد المخطئ‪ ،‬فقد سماه مجتيدا‪،‬‬
‫بالكتاب كالسنة كاإلجماع ىي بمنزلة الديف المشترؾ بيف‬ ‫مع ككنو مخطئا‪ ،‬كىذا إقرار منو بمشركعية االجتياد‪.‬‬
‫األنبياء‪ ،‬ليس ألحد خركج عنيا‪ ،‬كمف دخؿ فييا كاف‬
‫مف أىؿ اإلسالـ المحض‪ ،‬ك ىـ أىؿ السنة كالجماعة‪،‬‬
‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪69‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬
‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫كفعمكا ما ىك بدعة كلـ يعممكا أنو بدعة‪ ،‬إما ألحاديث‬ ‫كما تنكعكا فيو مف األعماؿ كاألقكاؿ المشركعة فيك‬
‫ضعيفة ظنكىا صحيحة‪ ،‬ك إما آليات فيمكا منيا ما لـ‬ ‫بمنزلة ما تنكعت فيو األنبياء"(ُّٖ)‪.‬‬
‫ييرد منيا‪ ،‬ك إما لرأم رأكه‪ ،‬كفي المسألة نصكص لـ‬ ‫فقكلو ‪ :‬األصكؿ الثابتة بالكتاب كالسنة كاإلجماع‪،‬‬
‫تبمغيـ‪ ،‬كاذا اتقى الرجؿ ربو ما استطاع دخؿ في قكلو‬ ‫ىي األصكؿ التي ال يجكز االجتياد كاالختالؼ فييا‪،‬‬
‫طأٍ ىن ‪ :ِٖٔ[‬البقرة]‬ ‫فان ً ىن اأ ٍىكاأ ٍ‬
‫ىخ ى‬ ‫تعالى‪  :‬ىرَّلب ىن ا ىاتي ىؤ ًخ ٍذ ىن اإً َّل‬ ‫كقد شبييا بالديف المشترؾ بيف األنبياء مف تكحيد اهلل ‪‬‬
‫كفي الصحيح قاؿ‪ :‬قد فعمت"(َُْ)‪.‬‬ ‫كاإليماف بو كالجزاء عمى ذلؾ يكـ القيامة التي ال يجكز‬
‫كيظير مف ىذا النص مبررات االجتياد كاالختالؼ‬ ‫الخركج عنيا‪ ،‬كأما فركع االعتقاد فقد شبييا – رحمو اهلل‬
‫عند ابف تيمية‪ ،‬نظ ار الختالؼ المجتيديف في صحة‬ ‫– باختالؼ شرائع األنبياء‪ ،‬التي تنكعت عندىـ‪ ،‬فإق ارره‬
‫األحاديث أك ضعفيا‪ ،‬أك أف بعض النصكص لـ تصميـ‪،‬‬ ‫بتنكعيا يعني إقرارا بجكاز االجتياد كاالختالؼ في ىذه‬
‫ؼ‬
‫أك أنيـ اختمفكا في فيميـ لتمؾ النصكص‪ ،‬أك أخطأكا إف‬ ‫الفركع‪.‬‬
‫اهلل ال يؤاخذه ـ‪ ،‬كما أشار دعا ء المؤمنيف في اآلية‬ ‫ط الال ت د‪،‬ا‬ ‫‪:‬اك ض ا بفات م ةاشرك‬ ‫خم‬
‫الحديث‬
‫‪.‬‬ ‫كيستجيب اهلل دعاءىـ كما اخبر‬ ‫أساسيا النظر في األدلة الشرعية المعتبرة بقصد‬
‫(ُُْ)‬
‫كف اذلؾا قكؿ ‪:‬ا‬ ‫بي ‪:‬اأنها يذرا لمخ لؼ‬ ‫كأراده رسكلو ‪،‬‬ ‫الكصكؿ إلى الحؽ الذم أراده اهلل‬
‫"كالخطأ المغفكر في االجتياد ىك في نكعي المسائؿ‬ ‫كعميو‪ :‬فال كرامة لمف صدر في رأيو عف العقؿ المجانب‬
‫الخبرية كالعممية كما قد بسط في غير مكضع كمف‬ ‫لمشرع‪ ،‬أك عف الرؤل المنامية كال لمف صدر عف اليكل‬
‫اعتقد ثبكت شيء لداللة آية أك حديث ككاف لذلؾ ما‬ ‫كالعصبية‪ ،‬كفي ىذا المعنى يقكؿ ‪" :‬فالمذاىب كالطرائؽ‬
‫يعارضو كيبيف الـ راد كلـ يعرفو مثؿ مف اعتقد أف الذبيح‬ ‫كالسياسات لمعمماء كالمشايخ كاألمراء إذا قصدكا بيا كجو‬
‫إسحاؽ لحديث اعتقد ثبكتو أك اعتقد أف اهلل ال ييرل‬ ‫اهلل دكف األىكاء ليككنكا مستمسكيف بالممة كالديف الجامع‬
‫َّل‬
‫ص يار ‪ :َُّ[‬األنعاـ ] كلقكلو ‪  :‬ىك ىم ا‬ ‫لقكلو ‪  :‬اتي ٍد ًريك يها أل ٍىب ى‬ ‫الذم ىك عبادة اهلل كحده ال شريؾ لو‪ ،‬كاتبعكا ما أنزؿ‬
‫ً‬ ‫ىك ىفالً ىب ى‬
‫فاكىرءا‬
‫اك ٍح ن اأ ٍىكام ى‬‫ش وراأىفا ي ىكمِّ ىم يها لمَّل يهاإًَّل ى‬ ‫إلييـ مف ربيـ مف الكتاب كالسنة بحسب اإلمكاف بعد‬
‫ا ‪ :ُٓ[‬الشكرل ] نقؿ عف بعض اؿ تابعيف أف اهلل ال‬ ‫ًح ى وا‬ ‫االجتياد التاـ‪ ،‬ىي ليـ مف بعض الكجكه بمنزلة الشر ع‬
‫يرل‪ ،‬كفسركا قكلو ‪‬ك كوها كم ً وذ َّل ً‬
‫ان ضىراةه ا*اإًلى ى‬
‫ارِّب ى ا‬ ‫ي ي ىٍ ى‬ ‫كالمناىج لألنبياء‪ ،‬كىـ مثابكف عمى ابتغائيـ كجو اهلل‬
‫ىن ً ىراةه ‪ :ِّ،ِِ[‬القيامة ] بأنيا تنتظر ثكاب ربيا كما نقؿ‬ ‫كعبادتو كحده ال شريؾ لو‪ ،‬كىك الديف األصمي‬
‫عف مجاىد كأبي صالح ‪ ...‬أك اعتقد أف اهلل ال يعجب‬ ‫الجامع"(ُّٗ)‪.‬‬
‫كما اعتقد ذلؾ شريح العتقاده أف العجب إنما يككف مف‬ ‫كيظير مف خالؿ ىذا النص ما يضع ابف تيمية‬
‫جيؿ السبب‪ ،‬كاهلل منزه عف الجيؿ‪.‬‬ ‫مف شركط لالجتياد مف اإلخالص كعدـ اتباع اليكل‬
‫ككما أنكر طائفة مف السمؼ كالخمؼ أف اهلل يريد‬ ‫كالتمسؾ بالممة ك الديف الجامع الذم يجمع بيف‬
‫المعاصي العتقادىـ أف معناه أف اهلل يحب ذلؾ كيرضاه‬ ‫المسمميف كال يفرقيـ مف عبادة اهلل كحده ال شريؾ لو كأف‬
‫كيأمر بو ‪ ..‬ككالذم قاؿ ألىمو ‪( :‬إذا أنا ُّ‬
‫مت فأحرقكني‬ ‫يككف أساس االجتياد مبنيا عمى الكتاب كالسنة كليس‬
‫ثـ ذركني في اليـ فكاهلل لئف قدر اهلل عمي ليعذبني عذابان‬ ‫عمى العقؿ أك عمى غيره مف األدلة غير المعتبرة في‬
‫(ُِْ)‬
‫ككثير مف الناس ال‬ ‫ال يعذبو أحدان مف العالميف )‬ ‫الشرع‪.‬‬
‫يعمـ ذلؾ إما ألنو لـ تبمغو األحاديث ك إما ألنو ظف أنو‬ ‫ت داف افركعا عتق د ‪:‬ا‬ ‫‪:‬ام كغ ا‬ ‫د‬
‫(ُّْ)‬
‫‪.‬‬ ‫كذب كغمط"‬ ‫فيقكؿ ‪" :‬ككثير مف مجتيدم السمؼ كالخمؼ قد قالكا‬
‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪70‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬
‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫‪،‬كاف كاف‬ ‫مؤمنا باهلل كرسكلو في الباطف لـ يكف كاف ار‬ ‫كيقكؿ‪" :‬كأما غير ىؤالء فيقكؿ ىذا قكؿ السمؼ كأئمة‬
‫أخطأ التأكيؿ كائنا مف كاف أخطاؤه كمف قاؿ ‪ :‬إف ىذه‬ ‫الفتكل كأبي حنيفة كالشافعي كالثكرم كداكد بف عمي‬
‫الثنتيف كالسبعيف كؿ كاحد منيـ يكفر كف ار ينقؿ عف الممة‬ ‫مخطئا في المسائؿ األصكلية‬
‫ن‬ ‫مجتيدا‬
‫ن‬ ‫كغيرىـ ال يؤثمكف‬
‫فقد خالؼ الكتاب كالسنة كاجماع الصحابة ‪ ،‬بؿ كاجماع‬ ‫الفركعية ؾما ذكر عنيـ ابف حزـ كغيره كليذا كاف أبك‬
‫األئمة األربعة كغير األ ربعة ‪،‬فميس فييـ مف كفر كؿ‬ ‫حنيفة كالشافعي كغيرىما يقبمكف شيادة أىؿ األىكاء إال‬
‫(ُْٖ)‬
‫كفي ىذه األقكاؿ‬ ‫كاحد مف الثنتيف ك السبعيف فرقة "‬ ‫خمفيـُْْ)‪.‬‬
‫(‬
‫الخطابية كيصححكف الصالة "‬
‫أحدا مف المسمميف إذا‬
‫جميا أف ابف تيمية ال يكفر ن‬
‫يظير ن‬ ‫مخطئا في المسائؿ‬
‫ن‬ ‫مجتيدا‬
‫ن‬ ‫فقكلو ‪" :‬ال يؤثٌمكف‬
‫صادر عف اجتياد في النص‪ ،‬كانما يكفر مف‬
‫نا‬ ‫كاف قكلو‬ ‫األصكلية الفركعية كما ذكر عنيـ ابف حزـ كغيره " يدؿ‬
‫يخالؼ كتاب اهلل ‪ ‬كسنة نبيو ‪ ‬كاجماع األمة‪.‬‬ ‫ىد المخطىء‪ ،‬خاصة إذا‬
‫داللة صريحة عمى إعذار المجت‬
‫ت ي ‪:‬اأفا لمص ااف الها أ رف‪،‬اك لمخطئالها‬ ‫بذؿ جيده في الكصكؿ إلى الحؽ ثـ لـ يصؿ إليو‪ ،‬كفي‬
‫ذلؾ يقكؿ معمقا عمى حديث النبي ‪" :‬خير‬ ‫أ ر‪:‬اكف‬ ‫ذلؾ يقكؿ ‪ ..." :‬إف اهلل أمر كالًّ منيـ أف يطمب الحؽ‬
‫الكالـ كالـ اهلل ‪ ،‬كخير اليدم ىدم محمد ‪ ‬كشر‬ ‫بقدر كسعو كامكانو‪ ،‬فإف أصابو كاف خيرا‪ ،‬كاال فال يكمؼ‬
‫كلـ يقؿ ‪ :‬ككؿ ضاللة في النار‪،‬‬ ‫(ُْٗ)‬
‫األمكر محدثاتيا‬ ‫نفسا إال كسعيا‪ ،‬كقد قاؿ المؤمنكف ‪  :‬ىرَّلب ىن ا ىاتي ىؤ ًخ ٍذ ىن ا‬ ‫اهلل ن‬
‫بؿ ال يضؿ عف الحؽ مف قصد الحؽ كاجتيد في طمبو‬ ‫ىخطىأٍ ىن ‪‬ا[ِٖٔ‪ :‬البقرة ] كقاؿ اهلل قد فعمت‪،‬‬ ‫فان ً ىن ااأى ٍكاأ ٍ‬
‫إً َّل‬

‫فعجز عنو‪ ،‬فال يعاقب‪ ،‬كقد يفعؿ بعض ما أمر بو‪،‬‬ ‫ه ‪:ٓ[‬‬ ‫ىخطىأٍتيـا ًب ًا‬ ‫كقاؿ تعالى ‪ :‬كلى ٍ ساعمى ٍ يكـا ىن ح ً‬
‫اف ىم اأ ٍ‬ ‫ى ى ى ٍ ي ه‬
‫فيككف ؿق أجر عمى اجتياده‪ ،‬كخطؤه الذم ضؿ فيو عف‬ ‫األحزاب] فمف ذميـ كالميـ عمى ما لـ يؤاخذىـ اهلل عميو‪،‬‬
‫حقيقة األمر مغفكر لو"(َُٓ)‪.‬‬ ‫فقد اعتدل‪ ،‬كمف أراد أف يجعؿ أقكاليـ كأفعاليـ بمنزلة‬
‫كظاىر مف كالمو أنو رتب األجر لممجتيد‬ ‫قكؿ المعصكـ كفعمو كينتصر ليا بغير ىدل مف اهلل فقد‬

‫المخطئ‪ ،‬كخطؤه مغفكر لو عند اهلل ‪.‬‬ ‫اعتدل‪ ،‬كاتبع ىكاه بغير ىدل مف اهلل‪ ،‬كمف فعؿ مثمما‬
‫أمر بو بحسب حالو مف اجتياد يقدر عميو أك تقميد إذا لـ‬
‫ت داك ختالؼاف افركعا عتق دا ا‬ ‫ع شر‪:‬ا‬
‫يقدر عمى االجتياد‪ ،‬كسمؾ في تقميده مسمؾ العدؿ‪ ،‬فيك‬
‫‪:‬اكيرل أف االختالؼ في‬ ‫ز ؿا لك ءاب فا لم مم ف‬
‫ؼا لمٌ يها ىن ٍ ن اإً َّلا‬
‫مقتصد‪ ،‬إذ األمر مشركط بالقدرة ‪ ‬ىا ي ىكمِّ ي‬
‫األمة‪ ،‬كال يزيؿ الكحدة بينيـ‪ ،‬ك‬
‫مسائؿ االعتقاد ال يفرؽ ٌ‬
‫يك ٍ ىي ى ‪‬ا[ِٖٔ‪ :‬البقرة] فعمى المسمـ في كؿ مكطف أف يسمـ‬
‫يبقي الكالء بيف المسمميف‪ ،‬كيصمى المسمـ المخالؼ ليـ‬
‫اإلسالـ(ُْٓ)‪.‬‬
‫"‬ ‫كجيو هلل كىك محسف‪ ،‬كيدكـ عمى ىذا‬
‫بصالتيـ كيحضر األعياد معيـ‪ ،‬بؿ إف اإلماـ ابف‬
‫كقد كانت عبارتو صريحة في إعذار المخالؼ‪،‬‬
‫تيميو يمدح كيثني عمى المخالؼ المستحؽ لممدح مف‬
‫كأف عدـ اإلعذار اعتداء عمى شرع اهلل‪ ،‬فقد قاؿ ‪" :‬فمف‬
‫أشاعرة كصكفية كغيرىـ كنجد في ىذه المعاني عدة‬
‫ذميـ كالميـ عمى ما لـ يؤاخذىـ اهلل بو‪ ،‬فقد اعتدل"‪.‬‬
‫نصكص منيا قكلو في كصؼ السؿؼ‪" :.‬كانكا يتناظركف‬
‫في المسائؿ العممية كالعممية مع بقاء األلفة كالعصمة‬ ‫ث من ‪:‬اعدـاتك را لم ت دا لمخ لؼ‪ :‬يقكؿ في ذلؾ"‬
‫كأخكة الديف‪ ،‬كلك كاف كمما اختمؼ مسمماف في شيء‬ ‫كال يجكز تكفير المسمـ بذنب يفعمو كال خطأ أخطأ فيو‬
‫(ُْٔ)‬
‫تياج ار لـ يبؽ بيف المسمميف عصمة كال أخكة "(ُُٓ)‪ .‬ثـ‬ ‫كيقكؿ ‪" :‬كأىؿ‬ ‫كالمسائؿ التي تنازع فييا أىؿ القبمة "‬
‫يكرد أدلة كاستنباطات تدلؿ عمى ما ذىب إليو فيكرد‬ ‫السنة ال يبتدعكف قكالن كال يكفركف مف اجتيد فأخطأ‪ ،‬كاف‬
‫(ُْٕ)‬
‫قصة أسامة بف زيد حيث قتؿ رجالن بعد ما قاؿ ‪ :‬ال إلو‬ ‫كيقكؿ ‪:‬‬ ‫"‬ ‫كاف مخالفيـ مكف انر ليـ مستحالن لدمائيـ‬
‫"ككذلؾ سائر الثنتيف كالسبعيف فرقة ‪ ...‬كمف كاف منيـ‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪71‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫ىذا مع أف اهلل أمر بالجماعة كاالئتالؼ ‪ ،‬كنيى‬ ‫إال اهلل‪ ،‬كعظـ عمى النبي ‪ ‬ذلؾ لما أخبره كقاؿ ‪( :‬يا‬
‫عف البدعة كاالختال ؼ‪ ،‬كقاؿ ‪ :‬إً َّلفا لَّلًذ ىفافىَّلرقيكٍ ً‬
‫اد ىن ي ٍـا‬ ‫أسامة أقتمتو بعد ما قاؿ ال إلو إال اهلل؟) ككرر ذلؾ عميو‬
‫ش ٍ واء ‪ :ُٓٗ[‬األنعاـ ] كقاؿ‬ ‫ام ٍن ـ ً‬
‫اف ا ى‬ ‫ً‬ ‫ً َّل‬
‫ىك ىك ينكٍاش ى ني ال ٍ ى ي ٍ‬ ‫لـ أكف أسممت إال‬ ‫‪ :‬تمنيت أني‬ ‫حتى قاؿ أسامة‬
‫(ُِٓ)‬
‫اهلل عمى‬ ‫النبي ‪( :‬عميكـ بالجماعة فإف يد‬ ‫قكد ا‪ ،‬كال دية ‪ ،‬كال‬
‫‪ .‬كمع ىذا لـ يكجب عميو ن‬ ‫يكمئذ‬
‫(ُٓٓ)‬
‫مف‬ ‫كقاؿ ‪( :‬الشيطاف مع الكاحد كىك‬ ‫الجماعة )‬ ‫كفارة ‪ ،‬ألنو كاف متأكالن ظف جكاز قتؿ ذلؾ القائؿ ؿ ظنو‬
‫(ُٔٓ)‬
‫كقاؿ ‪( :‬الشيطاف ذئب اإلنساف كذئب‬ ‫االثنيف أبعد )‬ ‫أنو قاليا تعكنذ ا ك حاميا لنفسو مف القتؿ فقاؿ لو النبي‬
‫الغنـ كالذئب إنما يأخذ القاصية كالنائية مف الغنـ)(ُٕٓ)‪.‬‬ ‫‪( :‬ىال شققت عف قمبو)‪.‬‬
‫ثـ يبيف جكانب الكالء العممي بيف المسمميف كيذؾر‬ ‫كمع قتاؿ المسمميف بعضيـ بعضان في قتاؿ الفتف‬
‫بالكاجب عمى المسمـ إذا صار في مدينة مف مدائف‬ ‫فانيـ لـ يكفركا مف قاتمكه كىكذا السمؼ قاتؿ بعضيـ‬
‫المسمميف أف يصمي معيـ الجمعة كالجماعة كيكالي‬ ‫بعضا مف أىؿ الجمؿ كصفيف كنحكىـ ككميـ مسممكف‬
‫غاكما‬
‫ن‬ ‫المؤمنيف كال يعادييـ ‪ ،‬كاف رأل بعضيـ ضاالن أك‬ ‫ام ىفا ٍل يم ٍؤ ًم ًن ىفا‬
‫مؤمنكف كما قاؿ تعالى ‪ِ  :‬إكًفاطىا ً ىتى ًف ً‬
‫ى‬
‫قٍتىتىميك افىأ ً‬
‫كأمكف أف ييديو كيرشده فعؿ ذلؾ ‪ ،‬كاال فال يكمؼ اهلل‬ ‫يخ ىرلا‬‫اعمى ا ٍأل ٍ‬ ‫فاب ىغ ٍ اإً ٍح ىد يه ىم ى‬ ‫اب ٍ ىن ي ىم افىًإ ى‬ ‫ىصم يحك ى‬ ‫ٍ‬
‫نفسان إال كسعيا‪ ،‬كاذا كاف قاد انر عمى أف يكلي في إمامة‬ ‫احتَّل اتى ً ىءاإًلى اأ ٍىم ًرا لمَّل ًهافىًإفافى ء ٍ ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فىقى تميك ا لَّلت اتى ٍبغ ى‬
‫ً‬
‫المسمميف األفضؿ كاله ‪ ،‬كاف قدر أف يمنع مف يظير‬ ‫ُّياا‬ ‫اكأى ٍق ً طيك اإً َّلفا لمَّل ىها ي ًا‬
‫اب ٍ ىن ي ىم ا ًب ٍل ىي ٍد ًؿ ى‬
‫فىأ ً‬
‫ىصم يحك ى‬
‫ٍ‬
‫البدع كالفجكر منعو ‪ .‬كاف لـ يقدر عمى ذلؾ فالصالة‬ ‫ف ‪ :ٗ[‬الحجرات ] فقد بيف اهلل تعالى أنيـ مع‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ٍل يم ٍق ط ىا‬
‫خمؼ األعمـ بكتاب اهلل كسنة نبيو األسبؽ إلى طاعة اهلل‬ ‫اقتتاليـ‪ ،‬كبغي بعضيـ عمى بعض إخكة مؤمنكف ‪ ،‬كأمر‬
‫كرسكلو أفضؿ‪ ،‬كما قا ؿ النبي ‪ ‬في الحديث الصحيح ‪:‬‬ ‫باإلصالح بينيـ بالعدؿ ‪ ،‬كليذا كاف السمؼ مع االقتتاؿ‬
‫(يؤـ القكـ أقرؤىـ لكتاب اهلل‪ ،‬فإف كانكا في القراءة سكاء‬ ‫يكالي بعضيـ بعضا مكاالة الديف ‪ ،‬ال يعادكف كمعاداة‬
‫السنة سكاء فأقدميـ‬ ‫فأعمميـ بالسنة ‪ ،‬فإف كانكا في‬ ‫الكفار‪ ،‬فيقبؿ بعضيـ شيادة بعض ‪ ،‬كيأخذ بعضيـ العمـ‬
‫ىجرة‪ ،‬فإف كانكا في اليجرة سكاء فأقدميـ سنا)(ُٖٓ)‪.‬‬ ‫ع ف بعض كيتكارثكف كيتناكحكف كيتعاممكف بمعاممة‬
‫كاف كاف في ىجره لمظير البدعة كالفجكر مصمحة‬ ‫المسمميف بعضيـ مع بعض ‪ ،‬مع ما كاف بينيـ مف‬
‫راجحة ىجره‪ ،‬كما ىجر النبي ‪ ‬الثالثة الٌذيف خمفكا حتى‬ ‫القتاؿ كالتالعف كغير ذلؾ‪.‬‬
‫تاب اهلل عمييـ ‪ .‬كأما إذا كلي غيره بغير إذنو كليس في‬ ‫كقد ثبت في الصحيح أف النبي ‪ ‬سأؿ ربو (أف ال‬
‫ترؾ الصالة خمفو مصمحة شرعية كاف تفكيت ىذه‬ ‫ييمؾ أمتو بسنة عامة فأعطاه ذلؾ ‪ ،‬كسألو أف ال يسمط‬
‫كضالالن ‪ ،‬ككاف قد رد بدعة‬ ‫الجمعة كالجماعة جيالن‬ ‫عمييـ عدكا مف غيرىـ فأعطاه ذلؾ ‪ ،‬كسألو أف ال مجعؿ‬
‫ببدعة ‪ .‬حتى أف المصمي الجمعة خمؼ الفاجر اختمؼ‬ ‫بأسيـ بينيـ فمـ يعط ذلؾ‪ ،‬كأخبر أف اهلل ال يسمط عمييـ‬
‫الناس في إعادتو الصالة ككرىيا أكثرىـ‪ ،‬حتى ؽاؿ أحمد‬ ‫عدكا مف غيرىـ يغمبيـ كميـ حتى يككف بعضيـ يقتؿ‬
‫ن‬
‫(ُّٓ)‬
‫بف حنبؿ في ركاية عبدكس‪ :‬مف أعادىا فيك مبتدع‪ .‬كىذا‬ ‫بعض) ‪.‬‬ ‫نا‬ ‫بعض كبعضيـ يسبي‬
‫نا‬
‫أظير القكليف‪ ،‬ألف الصحابة لـ يككنكا يعيدكف الصالة إذا‬ ‫اه ىكا‬
‫كثبت في الصحيحيف لما نزؿ قكلو تعالى ‪ :‬قي ٍؿ ي‬
‫صمكا خمؼ أىؿ الفجكر كالبدع ‪ ،‬كلـ يأمر اهلل تعالى قط‬ ‫امفافى ٍكًق يك ٍاـ‪ :ٔٓ[‬األنعاـ]‬
‫اع ىذ نب ِّ‬ ‫ً‬
‫اعمى ٍ يك ٍـ ى‬
‫اأىفا ى ٍب ىي ىث ى‬
‫اعمى‬
‫ٍلقى د ير ى‬
‫أحدا إذا صمى كما أمر بحسب استطاعتو أف يعيد‬ ‫امفاتى ٍح ً اأ ٍىر ي مً يك ٍاـ ‪ :ٔٓ[‬األنعاـ ]‬
‫قاؿ ‪" :‬أعكذ بكجيؾ " ‪‬أىك ً‬
‫ٍ‬
‫الصالة ‪ .‬كليذا كاف أصح أؽكاؿ العمماء أف مف صمى‬ ‫ٍسا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ـابأ ى‬
‫ض يك ى‬‫اب ٍي ى‬
‫ؽى‬ ‫اكيذ ى‬ ‫قاؿ "أعكذ بكجيؾ" ‪‬أ ٍىكا ى ٍمب ى يك ٍـاش ىي ن ى‬
‫بحسب استطاعتو أف ال يعيد حتى المتيمـ لخشية البرد‬ ‫ىب ٍي وا‪ :ٔٓ[‬األنعاـ] قاؿ "ىاتاف أىكف"(ُْٓ)‪.‬‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪72‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫المالكي أك الحنفي أك السمفي أك األشعرم أك الماتردم أك‬ ‫‪،‬‬ ‫كمف عدـ الماء كالتراب إذا صمى بحسب حالو‬
‫الظاىرم أك غيرىـ تجمع عمى حقيقة؛ أنو يجكز االجتياد‬ ‫كالمحبكس كذكك األعذار النادرة كالمعتادة كالمتصمة‬
‫كاالختالؼ في المسائؿ الظنية الثبكت أك الداللة كالتي‬ ‫إذا‬ ‫كالمنقطعة ال يجب عمى أحد منيـ أف يعيد الصالة‬
‫يطمؽ عمييا مصطمح فركع االعتقاد‪.‬‬ ‫صمى األكلى بحسب استطاعتو‪.‬‬
‫كقد ثبت في الصحيح أف الصحابة صمكا بغير‬
‫الخاتمة‬
‫ماء كال تيمـ لما فقدت عائشة عقدىا كلـ يأمرىـ النبي ‪‬‬
‫بعد استكماؿ عناصر ىذا البحث فقد تكصؿ‬ ‫(ُٗٓ)‬
‫بؿ أبم مف ذلؾ أف مف كاف يترؾ الصالة‬ ‫باإلعادة‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫الباحث إلى ٌ‬
‫جيال بكجكبيا لـ يأمره بالقضاء‪ ،‬فعمرك كعمار لما أجنبا‬
‫األصكلية –التي‬
‫ٌ‬ ‫أكان‪ :‬أف االجتياد ال يدخؿ في المسائؿ‬
‫تتمر غ الدابة لـ‬
‫تمر غ كما ٌ‬
‫كعمرك لـ يصؿ كعمار ٌ‬
‫ثبكتيا قطعي كداللتيا قطعية ‪ -‬في االعتقاد كما ىك في‬
‫يأمرىما بالقضاء ‪ ،‬كأبك ذر لما كاف يجنب كال يصمي لـ‬
‫الفقو‪.‬‬
‫يأمره بالقضاء ‪ ،‬كالمستحاضة لما استحاضت حيضة‬
‫ظن ٌي الثبكت‪ ،‬ظني الداللة أك‬
‫االجتياد فيما كاف ٌ‬
‫ى‬ ‫ث ن ان‪ :‬أف‬ ‫شديدة منكرة منعتيا الصالة كالصكـ لـ يأمرىا بالقضاء‪.‬‬
‫فيو‬
‫كاف قطعي الثبكت ظني الداللة جائز‪ ،‬كال خالؼ ‪.‬‬ ‫كالذيف أكمكا في رمضاف حتى يتبيف ألحدىـ الحبؿ‬
‫فرؽ بيف االجتياد في مسائؿ االعتقاد‪،‬‬
‫ث لثان ‪ٌ :‬إنو ال ى‬ ‫األبيض مف الحبؿ األسكد لـ يأمرىـ بالقضاء ‪ ،‬ككانكا قد‬
‫كمسائؿ الفقو فيما يصح االجتياد كاالختالؼ فيو‪.‬‬ ‫فظنكا أف قكلو تعالى ‪  :‬ىحتَّل ا‬ ‫غمطكا في معنى اآلية‬
‫ام ىفا ٍل ىخ ٍ ًطا ألى كًد ً‬
‫ام ىفا‬ ‫ي ً‬
‫ربيان ‪ :‬الخالؼ بيف األصكؿ كالفركع في االعتقاد مف‬ ‫ٍى‬ ‫َّلفا ىاؿ يك يـا ٍل ىخ ٍ طيا أل ٍىب ى‬
‫ىتىىب ى‬
‫حيث االجتياد البد مف حسمو‪ ،‬فأجاز جميكر العمماء‬ ‫الحبؿ فقاؿ النبي ‪( :‬إنما ىك‬ ‫ٍل ى ٍ ًار ‪ :ُٖٕ[‬البقرة ] ىك‬
‫(َُٔ)‬
‫االجتياد في فركع اال عتقاد‪ ،‬كأما االجتياد في أصكؿ‬ ‫كلـ يأمرىـ بالقضاء؛‬ ‫سكاد الميؿ كبياض النيار )‬
‫االعتقاد فمـ يجزه أحد مف عمماء األمة‪.‬‬ ‫كالمسيء في صالتو لـ يأمره بإعادة ما تقدـ مف‬

‫خ م ان ‪ :‬أف ىناؾ أدلة مف الكتاب كالسنة اختمؼ فييا‬ ‫الصمكات‪ ،‬كالذيف صمكا إلى بيت المقدس بمكة كالحبشة‬

‫الصحابة ‪ ‬كمف بعدىـ مف التابعيف كالعمماء‪.‬‬ ‫كغيرىما بعد أف نسخت (باألمر بالصالة إلى الكعبة )‬
‫كصاركا يصمكف إلى الصخرة حتى بمغيـ النسخ لـ‬
‫د ان ‪ :‬إنو كما يؤجر المجتيد المخطئ في مسائؿ‬
‫يأمرىـ بإعادة ما صمكا ‪ ،‬كاف كاف ىؤالء أعذر مف غيرىـ‬
‫الفقو‪ ،‬كذلؾ يؤجر المخطئ في مسائؿ الفركع في‬
‫لتمسكيـ بشرع منسكخ‪.‬‬
‫االعتقاد التي تقبؿ االجتياد‪.‬‬
‫كيتضح مف أقكاؿ ابف تيمية رأيو بكضكح انو ال‬
‫بيان ‪ :‬أقر العمماء المحققكف بنتائج االجتياد في فركع‬
‫يكؼ المسمميف عمكما سكاء كاف المخالؼ مف أىؿالسنة‬
‫ر‬
‫االعتقاد كاعتبركىا‪ ،‬كلـ يفسقكا المخالؼ كلـ يبدعكه‪،‬‬
‫كالجماعة أك مف غيره ـ(ُُٔ)‪.‬‬
‫كأبقكا عمى الكحدة كالمكاالة بيف المسمميف‪.‬‬
‫كقد أكثرت مف أقكاؿ ابف تيميو لبياف رأيو بكضكح‬
‫ث منان‪ :‬أظير البحث مبررات االجتياد كمسكغاتو عمكمان‪،‬‬ ‫ألف بعض مف ينتسب إليو ينسب مبدأ تكفير المخالؼ‬
‫كفي فركع االعتقاد بكجو خاص‪.‬‬ ‫كلك في مسائؿ جزئية إليو‪ ،‬كأف بعض مف لـ يطمع عمى‬
‫كبعد فإف الباح ث يكصي عمماء المسمميف أف‬ ‫مثؿ ىذه األقكاؿ يتيمو بتكفير المسمميف‪.‬‬
‫يميزكا لألمة بيف أصكؿ االعتقاد كفركعيا‪ ،‬كأف يكضحكا‬
‫ٌ‬ ‫كبعد فيذه ىي بعض األقكاؿ مف مختؿؼ المذاىب‬
‫حكـ االختالؼ في أصكؿ العقائد كفركعيا‪ ،‬كأف يعتبركا‬ ‫كالمدارس الفكرية سكاء المذىب الحنبمي أك الشافعي أك‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪73‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫م مـا لثبك ‪،‬‬ ‫القطعي ال يسمى اجتيادا‪ ،‬األنصارم‪،‬‬ ‫اإليماف بأصكؿ االعتقاد ىك األساس في اعتبار الرجؿ‬
‫دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط ِ‪ ،‬المصكرة مف ط ُ‬ ‫مسمما دكف الفركع التي ىي محؿ لالجتياد كاالختالؼ‪،‬‬
‫ن‬
‫ُِّْق‪ ،‬ج ِ‪،‬‬ ‫بالمطبعة األميرية ببكالؽ‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫كاعتبار ىذه األ صكؿ ىي مناط األخكة ك الكالء بيف‬
‫صِّٔ‪.‬‬ ‫المسمميف‪.‬‬
‫(ٓ) انظر تعريؼ االجتياد ‪ ،‬عثماف بف عمرك بف الحاجب‬ ‫كآخر دعكانا أف الحمد هلل رب العالميف‪ ،‬كالصالة‬
‫ا لكصكؿاك ألمؿ ا ف اعمم ا‬ ‫(تكفي ْٔٔى)‪ ،‬منت‬
‫كالسالـ عمى أشرؼ المرسميف‪ ،‬كعمى آلو كصحبو‬
‫ُ‪،‬‬ ‫ألصكؿاك ل دؿ ‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‬
‫أجمعيف‪ ،‬كمف تبعيـ بإحساف إلى يكـ الديف‪.‬‬
‫ُٖٓٗـ‪ ،‬صَِٗ‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫إرش دا‬ ‫(ٔ) كانظر تعريفات أخرل لالجتياد‪ ،‬الشككاني‪،‬‬
‫ل حكؿ‪ ،‬صَِٓ‪ .ُِٓ-‬كيذكر الفقياء نكعا آخر مف‬ ‫(ُ) جماؿ الديف محمد بف مكرـ بف منظكر (تكفي ُُٕى)‪،‬‬
‫االجتياد سكل االجتياد في األدلة الشرعية‪ ،‬كذلؾ ما‬ ‫ل فا ليرا ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيركت‪ ،‬مادة ‪ " :‬جيد"‪ ،‬ج ّ‪،‬‬
‫يحتاجو المسمـ عند قيامو ببعض العبادات عند حصكؿ‬ ‫صُّّ‪.‬‬
‫االشتباه؛ كأف يجتيد في تحديد القبمة؛ ألجؿ استقباليا‬ ‫(ِ) محمد بف يعقكب الفيركز آبادم (تكفئِٖى)‪ ،‬لق مكسا‬
‫في صالتو‪ ،‬كاالجتياد عند اشتباه الثياب الطاىرة‬ ‫لمح ط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬صِٗٔ‪.‬‬
‫بالنجسة إذا لـ يجد غيرىا‪ ،‬أك ماء طيكر بماء نجس لـ‬ ‫(ّ) يذكر األصكليكف لممجتيد شركطا البد مف تكافرىا حتى‬
‫يجد غيره ما‪ ،‬كانظر‪ :‬ك ازرة األكقاؼ الككيتية‪ ،‬لمك كعةا‬ ‫مسمـ ا بال نا عاقالن ‪،‬‬ ‫يككف أىال لالجتياد‪ ،‬كىي أف يككف‬
‫ن‬
‫ل ق ة‪ ،‬جُ‪ ،‬صُّٖ‪.‬‬ ‫فقيو النفس‪ ،‬صحيح الفيـ عالما بمصادر األحكاـ مف‬
‫(ٕ) اإلماـ أبك حامد محمد بف محمد الغزالي (تكفيَٓٓى)‪،‬‬ ‫كتاب كسنة كاجماع كقياس‪ ،‬كبالناسخ كالمنسكخ‪ ،‬عالما‬
‫لم تص ا مفاعمـا ألصكؿ ‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬‬ ‫بآيات األحكاـ‪ ،‬كعالما بالحديث متنا كسندا عالما بالمغة‬
‫بيركت‪ ،‬ط ِ‪ ،‬المصكرة مف ط ُ بالمطبعة األميرية‬ ‫العربية نحكىا كصرفيا كبالغتيا‪ ،‬عالما بأصكؿ الفقو‬
‫ببكالؽ‪ ،‬مصر ُِّْق‪ ،‬جِ‪ ،‬صَُُ‪.‬‬ ‫ىذا ما يتعمؽ بالمجتيد المطؿ ؽ‪ ،‬أما مجتيد المسألة‪،‬‬
‫ا لكصكؿاك ألمؿا ف اعمم ا ألصكؿا‬ ‫(ٖ) ابف الحاجب‪ ،‬منت‬ ‫فيشترط فيو أف يككف عارفا بما تتطمبو المسألة كالحكـ‬
‫ك ل دؿ‪ ،‬صَِٗ‪ .‬كمف أراد التكسع في مفيكـ االجتياد‪،‬‬ ‫‪ :‬عمي محمد‬ ‫الشرعي الخاص‪ ،‬كانظر ىذه الشركط‬
‫كمجاالتو‪ ،‬فميرجع إلى بحث الدكتكر محمد خالد منصكر‬ ‫اآلمدم (تكفي ِّٔى)‪ ،‬إلحك ـاف اأصكؿا ألحك ـ ‪،‬‬
‫بعنكاف‪" :‬د لةاق عدةا ام غالال ت داف امكردا لنصا‬ ‫تعميؽ‪ :‬عبد الرزاؽ عفيفي‪ ،‬جْ‪ ،‬صُِٔ‪ .ُْٔ-‬كبدر‬
‫قطي ا لثبك اك لد لةاعندا ألصكل فاكتطب ق ت اف ا‬ ‫لزركشي‪،‬‬ ‫الديف محمد بف بيادر بف عبد اهلل الشافعي‬
‫ل قه إل الم اك لق نكفا لمدف ما ألردن "‪ ،‬مجمة‬ ‫لب را لمح ط ‪،‬ا حررها عبد الستار ابك غدة‪ُِٗٗ ،‬ـ‪،‬‬
‫دراسات‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمكـ الشريعة كالقانكف‪ ،‬مجمد‬ ‫طِ‪ ،‬جٔ‪ ،‬ص ُٗٗ‪ .َِٔ-‬كمحمد بف عمي بف محمد‬
‫ِٕ‪ ،‬العدد ِ‪ ،‬ص َََِ‪.‬‬ ‫لشككاني (تكفي َُِٓى)‪ ،‬إرش دا ل حكؿ ا إل اتحق ؽا‬
‫لصح حات جا لمغةا‬ ‫(ٗ) اسماعيؿ بف حماد الجكىرم‪،‬‬ ‫‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيركت‪،‬‬ ‫لحؽامفاعمـا ألصكؿ‬
‫كصح حا ليرب ة‪ ،‬تحقيؽ احمد عبد الغفكر عطار‪ ،‬طبع‬ ‫مذكرةا‬ ‫صُِٓ‪ .ِِٓ-‬كالشنقيطم‪ ،‬محمد األميف‪،‬‬
‫عمى نفقة السيد حسف عباس الشربتمي‪ُِٖٗ ،‬ـ‪ ،‬ج ْ‪،‬‬ ‫أصكؿا ل قه ‪ ،‬المكتبة السمفية‪ ،‬باب الرحمة‪ ،‬المدينة‬
‫صُِّٔ‪.‬‬ ‫النبكية‪ ،‬ص ُُّ‪ .ُِّ-‬كسميـ رستـ‪ ،‬شرحا لـ مة‪،‬‬
‫(َُ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جّ‪ ،‬صُِٔٓ‪.‬‬ ‫المطبعة األدبية‪ ،‬بيركت‪ ،‬طّ‪ ،‬صِٓ‪.ِٔ-‬‬
‫(ُُ) اإلماـ مسع ػكد بف عـ ػر بف عب ػد اهلل سعد الدم ػف‬ ‫دليلو‬
‫(ْ) يذكر األصكليكف أف معرفة الحكـ الشرعي مف ػ‬
‫التفتازاني (تكفي ّٕٗى)‪ ،‬شرحا لمق صد ‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬عبد‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪74‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫بيركت‪ ،‬طُ‪.ُّٖ /ََِِّ ،‬‬ ‫ُ‪َُْٗ ،‬ق‪/‬‬ ‫الرحمف عميرة‪ ،‬عالـ الكتب بيركت‪ ،‬ط‬
‫(ُِ) محمد بف أبى بكر بف أيكب بف سعد بف حريز‬ ‫ُٖٗٗـ‪ ،‬جُ‪ ،‬صِٗ‪.‬‬
‫الزرعي‪ ،‬شمس الديف أبي عبد اهلل بف قيـ الجكزية‬ ‫(ُِ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُ‪ ،‬صِٖ‪.‬‬
‫(تكفيُٕٓى)‪،‬امختصرا لقك عدا لمر مةاعم ا ل ـ ةا‬ ‫(تكفي َٓٓى)‪،‬ا‬ ‫(ُّ) أبك حامد محمد بف محمد الغزالي‬
‫ك لميطمة‪ ،‬تحقيؽ سيد إبراىيـ‪ ،‬دار الحديث‪ُْٗٗ ،‬ـ‪،‬‬ ‫ف صؿا ؿت رقة‪ ،‬ضبطو كقدـ لو ‪ :‬رياض مصطفى العبد‬
‫صِٕٓ‪.‬‬ ‫اهلل‪ ،‬دار الحكمة دمشؽ‪ُٖٗٔ ،‬ـ‪ ،‬ص ُْٕ‪ .‬أبك عبد‬
‫عتق د‪،‬‬ ‫(تكفي ْٖٓى)‪،‬‬ ‫(ِِ) أحمد بف حسيف البييقي‬ ‫اهلل محمد بف المرتضى اليماني بف الكزير‪ ،‬إ ث را لحؽا‬
‫أحمد عصاـ الكاتب‪ ،‬دار اآلفاؽ الجديدة‪ ،‬بيركت‪،‬‬ ‫عم ا لخمؽ‪ ،‬كتب ىكامشو كصححو جماعة مف العمماء‬
‫َُُْق‪ ،‬طُ‪ ،‬صِّْ‪.‬‬ ‫العممي‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬طُ‪،‬‬
‫ة‬ ‫بإشراؼ الناشر دار الكتب‬
‫(ِّ) شمس الديف أبي عبد اهلل محمد بف أحمد ابف أبي بكر‪،‬‬ ‫ُّٖٗ‪ ،‬ص ّٕٔ‪ .‬محمد بف إبراىيـ الكزير اليماني‪،‬‬
‫ل م األحك ـا لقرآف ‪ ،‬طِ‪ ،‬سنة ُِّٕ‪ ،‬دار الشعب‪،‬‬ ‫ليك صـامفا لقك صـاف ا لذااعفا نةاأب ا لق ـ ‪،‬‬
‫جُٓ‪ ،‬صٖٔ‪.‬‬ ‫حققو شعيب األرنؤكط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬طُ‪ُِٗٗ ،‬ـ‪،‬‬
‫(ِْ) أحمد بف عمي بف حجر‪( ،‬تكفي ِٖٓى)‪ ،‬العسقالني ‪،‬ا‬ ‫جْ‪ ،‬صُٕٕ‪.‬‬
‫‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬ ‫فت ا لب رماشرحاصح ا لبخ رم‬ ‫(تكفيِٖٕى)‪ ،‬من جا‬ ‫(ُْ) أحمد بف عبد الحميـ بف تيمية‬
‫بيركت‪ ،‬جَُ‪ ،‬صْٔٔ‪.‬‬ ‫اكالـا لش يةاك لقدر ة ‪ ،‬مكتبة‬ ‫ل نةا لنبك ةاؼما نق‬
‫(ِٓ) فت ا لب رم‪ ،‬جُِ‪ ،‬صَِِ‪.‬‬ ‫الرياض الحديثة‪ ،‬الرياض السعكدية‪ّ ،‬ج‪ ،‬صِِ‪.ِّ-‬‬
‫(تكفي‬ ‫(ِٔ) عبد الرحمف بف الحديثة‪ ،‬أبي بكر السيكطي‬ ‫(ُٓ) كقد تكسع في بحث ىذه المسألة‪ ،‬كنصكص العمماء في‬
‫ُُٗى)‪ ،‬تدر اا لركم‪،‬ا تحقيؽ‪ :‬عبدالكىاب عبد‬ ‫التفريؽ بيف األصكؿ كالفركع في مسائؿ االعتقاد أبك‬
‫الؿطيؼ‪ ،‬مكتبة الرياض الرياض‪ ،‬جُ‪ ،‬صِّْ‪.‬‬ ‫العال بف راشد بف أبي العال الراشد‪ ،‬في كتابو ‪ :‬ع ر ا‬
‫ل فا ليرا‪ ،‬جّ‪ ،‬ص ِٔٗ‪-‬‬ ‫(ِٕ) راجع ابف منظكر‪،‬‬ ‫ل ؿاكأثرواعم اأحك ـا عتق داعنداأهؿا ل نةا‬
‫ِٗٗ‪.‬‬ ‫ِ‪ََِّ ،‬ـ‪،‬‬ ‫ك ل م عة‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‬
‫‪،‬‬ ‫لمدخؿاإل ادر ةاعمـا لكالـ‬ ‫(ِٖ) حسف الشافعي‪،‬‬ ‫صٖٕ‪.ٖٗ-‬‬
‫صِٓ‪.‬‬ ‫(ُٔ) أحمد بف عبد الحميـ بف تيمية (تكفي ِٖٕى)‪ ،‬تحقيؽ‪:‬‬
‫(ِٗ) عمر سميماف األشقر‪ ،‬ليق دةاف ا هلل‪ ،‬مكتبة الفالح‬ ‫تق مة‪ ،‬جامعة اإلماـ محمد بف‬ ‫محمد رشاد سالـ‪،‬‬
‫الككيت‪ ،‬طٔ‪ُٖٗٗ ،‬ـ‪ ،‬صٗ‪.‬‬ ‫سعكد اإلسالمية طُ‪َُّْ ،‬ق‪ُّٖٗ ،‬ـ‪ ،‬جُ‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫(َّ) كليس المجاؿ لمتفصيؿ في حكـ االجتياد‪ ،‬ك ال عرض‬ ‫(ُٕ) أحمد بف عبد الحميـ بف تيمية (تكفيِٖٕى)‪ ،‬م مكعا‬
‫أدلتو‪ ،‬كانما المقصكد التنبيو إلى أصؿ حكمو‪.‬‬ ‫ل ت كل‪ ،‬جمع كترتيب عبد الرحمف بف محمد العاصمي‪،‬‬
‫(ُّ) أخرجو سميماف بف األشعث بف اسحؽ أبك داكد‬ ‫تصكير طُ‪ُّٖٗ ،‬ق‪ ،‬جُٓ‪ ،‬صُٖٓ‪.ُُٔ -‬‬
‫نفاأبكاد ك د‪ ،‬ج ّ‪،‬‬ ‫السجستاني (تكفي ِٕٓى) في‬ ‫(ُٖ) مسمـ بف حجاج النيسابكرم (تكفي ُِٔى)‪ ،‬صح ا‬
‫صَّّ (ِّٗٓ)‪ .‬كالترمذم في سننو‪ ،‬محمد بف‬ ‫م مـ‪ ،‬طبعة دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫عيسى بف سكرة (تكفي ِٕٗى) الجامع الصحيح ( نفا‬ ‫ُّْٕق‪ُْٗٓ ،‬ـ لصح ‪ ،‬جُ‪ ،‬صّٔ (ٖ) ‪.‬‬
‫ء التراث‬ ‫لترمذم) مراجعة أحمد شاكر‪ ،‬دار إحيا‬ ‫(ُٗ) الحسيف بف مسعكد البغكم ‪،‬اشرحا ل نة ‪ ،‬المكتب‬
‫كقاؿ‬ ‫العربي‪ ،‬بيركت‪ ،‬ج ّ‪ ،‬ص ُٔٔ (ُِّٕ) ‪.‬‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬شعيب األرناؤكط كزىير الشاكيش‪ ،‬د‪.‬‬
‫األلباني‪ :‬ضعيؼ‪ ،‬كأحمد بف حنبؿ في‪ ،‬لمسند انظر ‪:‬‬ ‫ت‪ .‬ط‪ ،‬جُ‪ ،‬صِِٗ‪.‬‬
‫(تكفي ُِْى)‪ ،‬م ندا إلم ـا‬ ‫اإلماـ أحمد بف حنبؿ‬ ‫(َِ) اإلماـ أبي الحسف عمي بف محمد بف س ػالـ اآلمدم‬
‫حمد شرح كتحقيؽ‪ :‬أحمد شاكر‪ ،‬دار المعارؼ‬ ‫الكتب العمـ ػية‪،‬‬
‫(تكفي ِّٔى)‪ ،‬أبك را ألفك ر‪ ،‬دار ػ‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪75‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫ل ن ة‪ ،‬الدرر السنية ‪ ،‬دار العربية لمطباعة كالنشر‪،‬‬ ‫بمصر‪ُّٔٓ ،‬ق‪ ،‬جٓ‪ ،‬صَِّ (ََِِٔ) ‪.‬‬
‫طّ‪ُٕٖٗ ،‬ـ‪ ،‬جُ‪ ،‬صّْ‪.‬‬ ‫(ِّ) أنظر حسف الشافعي‪ ،‬لمدخؿاإل ادر ةاعمـ ا لكالـ‪،‬‬
‫(ْْ) أبك عبد اهلل‪ ،‬محمد بف إسماعيؿ البخارم (تكفئِٓ‬ ‫إدارة القراف كالعمكـ اإلسالمية كراتشي باكستاف‪،‬‬
‫ى)‪ ،‬صح ا لبخ رم ‪ ،‬ترتيب مصطفى ديب البغا‪ ،‬دار‬ ‫ُٖٖٗـ‪ ،‬ص ِٔ‪ .‬كقد نسب سعد الديف التفتازاف م ىذا‬
‫َُْٕق‪ُٖٖٗ ،‬ـ‪ ،‬حديث‬ ‫ابف كثير‪ ،‬بيركت‪،‬‬ ‫القكؿ إلى بعض عمماء الممة ‪،‬اشرحا لمق صد ‪ ،‬ج ُ‪،‬‬
‫رقـ‪ ،)ّّٕ(:‬ج ُ‪ ،‬ص ِٕٕ‪ .‬كمسمـ‪ ،‬صح ام مـ ‪،‬‬ ‫صِٗ‪.‬‬
‫جُ‪ ،‬صُّٔ (ِٗٗ) ‪.‬‬ ‫تق مة‪ ،‬جُ‪ ،‬صّٕ‪.‬‬ ‫(ّّ) ابف تيمية‪،‬‬
‫العز الحنفي‬
‫(ْٓ) انظر عؿم بف عمي بف محمد بف أبي ٌ‬ ‫لك زاف اأصكؿا‬ ‫(ّْ) كانظر‪ :‬ىيتك‪ ،‬محمد حسف‪،‬‬
‫ضبط‪ :‬أحمد‬
‫(تكفي ِٕٗى)‪ ،‬شرحا ليق دةا لطح ك ة ‪ ،‬ػ‬ ‫لتشر ا إل الم ‪ ،‬مؤسسة الر سالة‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط ُ‪،‬‬
‫شاكر‪ ،‬الناشر‪ :‬زكريا عمي يكسؼ‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬صُُٖ‪.‬‬ ‫عمدةا‬ ‫ُّٖٗـ‪ ،‬صَٔٓ‪ .‬كمحمد سعيد الباني‪،‬‬
‫(ْٔ) أخرجو مسمـ في لصح ‪ ،‬جُ‪ ،‬صُُٔ (ُٕٗ) ‪.‬‬ ‫‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪،‬‬ ‫لتحق ؽاف ا لتقم داك لتم ؽ‬
‫(ْٕ) أخرجو مسمـ في لصح ‪ ،‬جُ‪ ،‬صُُٔ (ُٕٗ) ‪.‬‬ ‫بيركت‪ُُٖٗ ،‬ـ‪ ،‬صْٗ‪.‬‬
‫(ْٖ) أخرجو مسمـ في لصح ‪ ،‬جُ‪ ،‬صُُٔ (ُٖٕ) ‪.‬‬ ‫كلكف قد‬ ‫آف ا‪ ،‬فيك قطعي الثبكت‪،‬‬
‫(ّٓ) إذا كاف النص قر ن‬
‫(ْٗ) أخرجو مسمـ فيا لصح ‪ ،‬جُ‪ ،‬صُُٔ (ُٖٕ) ‪.‬‬ ‫تككف داللتو قطعية أك ظنية‪ ،‬كاذا كاف النص سنة فقد‬
‫شرحا ليق دةا لطح ك ة‪،‬‬ ‫(َٓ) ابف أبى العز الحنفي‪،‬‬ ‫يككف قطعي الثبكت كالداللة ‪ ،‬كقد يككف ظ ني الثبكت‬
‫صُُٔ‪.ُُٕ-‬‬ ‫كالداللة‪ ،‬كقد يككف قطعي الثبكت ظني الداللة‪ ،‬كقد‬
‫الحنفي‪ ،‬شرحا ليق دةا لطح ك ة‪،‬‬ ‫(ُٓ) ابف أبي العز‬ ‫انظر ما سبؽ‬ ‫يككف ظني الثبكت قطعي الداللة‬
‫صُْٓ ‪.ُْٔ-‬‬ ‫بتصرؼ‪ ،‬شعباف زكي الديف‪ ،‬أصكؿا ل قها إل الم ‪،‬‬
‫(ِٓ) الترمذم‪ ،‬ل نف‪ ،‬جْ‪ ،‬صَُُ (ُّٓٓ)‪ ،‬كقىا ىؿ‪ :‬ىى ىذا‬ ‫دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط ِ‪ ،‬صُْٔ‪ .‬كاأليكبي‪،‬‬
‫ىح ًد ه‬
‫يث ىح ىس هف‪.‬‬ ‫ا ليصر ‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫ت داكمقتض‬ ‫محمد ىشاـ‪،‬‬
‫شرحا ليق دةا لطح ك ة‪،‬‬ ‫(ّٓ) ابف أبي العز الحنفي‪،‬‬ ‫عماف‪ ،‬صْٓ‪.ْٔ -‬‬
‫صُٔٓ‪.ُٖٓ-‬‬ ‫ت داك لتقم داف ا لشر يةا‬ ‫(ّٔ) محمد الدسكقي‪،‬‬
‫الحنفي‪،‬اشرحا ليق دةا لطح ك ة‪،‬‬ ‫(ْٓ) ابف أبي العز‬ ‫إل الم ة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬قطر‪ ،‬طُ‪ ،‬صِٖ‪.‬‬
‫صَُٖ‪.َُٖ-‬‬ ‫(ّٕ) كانظر المعنى السابؽ بتصرؼ‪ ،‬محمد الدسكقي‪،‬‬
‫(ٓٓ) ابف تيمية‪ ،‬م مكعا ل ت كل‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صَُْ‪.ُُْ-‬‬ ‫ت داك لتقم داف ا لشر يةا إل الم ‪،‬ة صٖٕ‪.َٖ-‬‬
‫ِ‪،‬‬ ‫را لطبرم ‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬ج‬ ‫(ٔٓ) الطبرم‪ ،‬ت‬ ‫(ّٖ) أبك إسحاؽ إبراىيـ بف مكسى المخمي الغرناطي المالكي‬
‫صَّٓ‪ .‬رجالو ثقات‬ ‫عتص ـ‪،‬ا دار إحياء الكتب‬ ‫الشاطبي (تكفيَٕٗى)‪،‬‬
‫ابف كثير القرشي‬ ‫(ٕٓ) عماد الديف أبي الفداء إسماعيؿ‬ ‫العربية فيصؿ عيسى البابي الحمبي‪ِ ،‬ج‪ ،‬صُٖٔ‪.‬‬
‫را لقرآفا لي ـ ‪ ،‬دار‬ ‫الدمشقي (تكفي ْٕٕى)‪ ،‬ت‬ ‫عتص ـ‪،‬اجِ‪ ،‬صََِ‪.َُِ ،‬‬ ‫(ّٗ) الشاطبي‪،‬‬
‫المعرفة‪ ،‬طُ‪َُْٕ ،‬ق‪ُٖٕٗ ،‬ـ‪ ،‬جُ‪ ،‬صَُْ‪.‬‬ ‫(َْ) ابف تيمية‪،‬ام مكعا ل ت كل‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صُُٕ‪.ُِٔ-‬‬
‫(ٖٓ) الترمذم‪ ،‬ل نف‪ :‬جٓ‪ ،‬صُٖٗ‪.‬‬ ‫(ُْ) ابف تيمية‪ ،‬م مكعا ل ت كل‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صُُٕ‪.ُِٔ-‬‬
‫را‬ ‫الطبرم (تكفي َُّى)‪ ،‬ت‬ ‫(ٗٓ) محمد بف جرير‬ ‫(ِْ) محمد بف إبراىيـ الكزير اليماني‪ ،‬ليك صـامفا لقك صـا‬
‫لطبرم‪،‬ا طبعة دار إحياء التراث العربي د ‪ .‬ت‪ ،‬ج ُ‪،‬‬ ‫ف ا لذااعفا نةاأب ا لق ـ ‪ ،‬حققو شعيب األرنؤكط‪،‬‬
‫ص ََْ‪ َُْ-‬كرجالو ثقات‪.‬‬ ‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ُ‪ُِٗٗ ،‬ـ‪ ،‬ج ْ‪ ،‬ص ُٕٔ‪-‬‬
‫را لطبرم‪ ،‬جُ‪ ،‬صَِْ‪.َّْ-‬‬ ‫(َٔ) الطبرم‪ ،‬ت‬ ‫ُٕٕ‪.‬‬
‫القحطاني النجػدم‪ ،‬ػؿدرراا‬
‫ػ‬ ‫(ّْ) عبد الرحمف بف القاسـ‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪76‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫را لطبرم‪ ،‬جِٓ‪ ،‬صُِّ‪.‬‬ ‫(ّٕ) الطبرم‪ ،‬ت‬ ‫را لطبرم ‪ ،‬ج ٓ‪ ،‬ص َُْ‪ .‬ابف كثير ‪،‬‬ ‫(ُٔ) الطبرم‪ ،‬ت‬
‫(ْٕ) المصدر السابؽ‪ ،‬ج ِٓ‪ ،‬ص ُّْ‪ .‬كانظر‪ :‬يكسؼ‬ ‫را بفاكث ر‪ ،‬جُ‪ ،‬صَّٗ‪.‬‬ ‫ت‬
‫ُُِْق‪،‬‬ ‫الكابؿ‪ ،‬شرطا ل عة ‪ ،‬دار ابف الجكزم‪،‬‬ ‫(ِٔ) ابف أبي العز الحنفي ‪ ،‬شرحا ليق دةا لطح ك ة‪ ،‬ص‬
‫صّْٖ‪.ّٖٕ-‬‬ ‫ٕٖ‪.ٖٖ-‬‬
‫(ٕٓ) انظر‪ :‬ابف حجر‪ ،‬فت ا لب رم‪ ،‬جُّ‪ ،‬صٕٗ‪.َٖ-‬‬ ‫(ّٔ) ابف أبي العز الحنفي‪ ،‬شرحا ليق دةا لطح ك ة‪ ،‬ص‬
‫(ٕٔ) انظر‪ :‬لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُّ‪ ،‬صِّٓ‪.ِّٗ -‬‬ ‫ٕٖ‪.ٖٖ-‬‬
‫(ٕٕ) انظر‪ :‬لمصدرا ل بؽ‪،‬اج ُّ‪ ،‬ص ُٗ‪ .‬كانظر‪:‬‬ ‫(ْٔ) كماؿ الديف محمد بف محمد بف أبي بكر بف عمي بف‬
‫محمد بف رسكؿ البرزنجي الحسيني (تكفيَُُّى)‪،‬‬ ‫رةاف ا‬ ‫أبي شريؼ‪ ،‬ح ش ةاكت ا لم مرةاشرحا لم‬
‫إلش عةاألشرطا ل عة ‪ ،‬دار ابف حزـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط ُ‪،‬‬ ‫ليق دا لمن ةاف ا آلخرة‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫ُِْْق‪ََِّ/‬ـ‪ ،‬ص َِّ‪ .‬كانظر‪ :‬أبك الطيب محمد‬ ‫طُ‪ُِّْ ،‬ق‪ََِِ ،‬ـ‪ ،‬ص ُٖٓ‪ .‬كانظر‪ :‬قحطاف‬
‫ككفاب فا‬ ‫صديؽ خاف القنكجي‪ ،‬إلذ عةالم اك فاكم‬ ‫الدكرم‪ ،‬أصكؿا لد فا إل الم قحطاف الدكرم‪ ،‬أصكؿ‬
‫دما ل عة ‪ ،‬بعناية ‪ :‬بساـ عبد الكىاب الجابي‪ ،‬دار‬ ‫الديف اإلسالمي‪ ،‬ط ِ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫ابف حزـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬طُ‪ُُِْ ،‬ق‪َََِ ،‬ـ‪ ،‬صُّٗ‪.‬‬ ‫عماف‪ ،‬ص َِٓ‪ .َِٔ-‬كانظر‪ :‬محمد الممكاكم‬
‫(تكفي‬ ‫(ٖٕ) محمد بف حباف بف أحمد بف حباف التميمي‬ ‫كآخركف‪ ،‬عق دتن ا إل الم ة ‪ ،‬األكاديميكف لمنشر‬
‫ِْٓى)‪ ،‬صح ا بفاحب ف‪،‬ا مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪،‬‬ ‫كالتكزيع‪ ،‬طُ‪ََِْ ،‬ـ‪ ،‬ص ِِٕ ‪.ِِٖ -‬‬
‫ُٓ‪،‬‬ ‫طّ‪ُُْْ ،‬ق‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬شعيب االنؤكط‪ ،‬ج‬ ‫(ٓٔ) سعد الديف التفتازاني‪ ، ،‬شرحا لمق صد ‪ ،‬ج ٓ‪ ،‬ص ٓ‪.‬‬
‫صُُِ (ََٖٔ) كقاؿ‪ ..." :‬كالذم معو يرل أنو ماء‬ ‫‪ ،‬مكتبة‬ ‫كانظر‪ :‬عمر سميماف األشقر‪ ،‬لر ؿاك لر‬
‫كال ماء"‪.‬‬ ‫الفالح الككيت‪ ،‬ط ّ‪َُْٓ ،‬ق‪ُٖٗٓ ،‬ـ‪ ،‬صُٓ‪.‬‬
‫(ٕٗ) أخرجو البخارم في صح ا لبخ رم‪ ،‬ج ٔ‪ ،‬ص َِٔٔ‬ ‫لم مرة‪،‬اا‬ ‫(ٔٔ) انظر‪ :‬كماؿ الديف بف أبي شريؼ‪،‬‬
‫(َٕٓٔ)‪ ،‬كمسمـ في صح حام مـ ‪ ،‬ج ّ‪ ،‬ص ُّٗٔ‬ ‫أصكؿا‬ ‫صَُٗ‪ .ُُٗ-‬كانظر‪ :‬قحطاف الدكرم‪،‬‬
‫(ُِِٓ) ‪.‬‬ ‫لد ف‪ ،‬صُِِ‪.‬‬
‫(َٖ) البرزنجي‪ ،‬إلش عةاألشرطا ل عة‪ ،‬صَُِ‪.‬‬ ‫(ٕٔ) اإلماـ احمد‪ ،‬م ندا إلم ـا حمد ‪ ،‬ج ٓ‪ ،‬ص ِٓٔ‬
‫صح ام مـ ‪ ،‬ج ِ‪ ،‬ص ِِْٖ‬ ‫(ُٖ) أخرجو مسمـ في‬ ‫(ِِِّْ) كقاؿ شعيب األرنؤكط‪ :‬إسناده ضعيؼ‬
‫(ِّْٗ) ‪.‬‬ ‫جدان‪ ،‬كقاؿ األلباني‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫(ِٖ) أخرجو محمد بف يزيد ابف ماجو (تكفي ِٕٓى)‪ ،‬نفا‬ ‫شرحا لمق صد ‪ ،‬ج ٓ‪،‬‬ ‫(ٖٔ) انظر‪ :‬سعد الديف التقتازاني‪،‬‬
‫بفام ه‪،‬ا ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫أصكؿا لد ف‪،‬‬ ‫صُٔ‪ .‬كانظر‪ :‬قحطاف الدكرم‬
‫بيركت‪ ،‬د ‪ .‬ت‪ ،‬ج ِت‪ ،‬ص َُّْ (َّْٗ)‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫رة‪،‬‬ ‫صَِّ‪ .‬كانظر ابف قطمكبغا ح ش ةاعم ا لم‬
‫يس‬‫ىعمىى ىح َّقدثىىنا يم ىح َّقم يد ٍب يف إً ٍد ًر ى‬‫كن يس ٍب يف ىع ٍب ًد األ ٍ‬ ‫ىح َّقدثىىنا يي ي‬ ‫صُّٗ‪ .ُْٗ-‬كانظر‪ :‬عمر سميماف األشقر ‪،‬ا لر ؿا‬
‫اف ٍب ًف‬ ‫م ىع ٍف أىىب ى‬ ‫الش ًاف ًع ُّي ىح َّقدثىنًي يم ىح َّقم يد ٍب يف ىخالً ود ا ٍل ىجىن ًد ُّ‬ ‫َّق‬ ‫‪ ،‬صٖٔ‪.ٖٗ ،‬‬ ‫ك لر‬
‫ىف ىر يسك ىؿ المَّق ًو ‪‬‬ ‫س ٍب ًف ىم ًال وؾ أ َّق‬ ‫ص ًال وح ىع ٍف ا ٍل ىح ىس ًف ىع ٍف أىىن ً‬ ‫ى‬ ‫(ٗٔ) اآلمدم‪ ،‬أبك را ألفك ر‪ ،‬جّ‪ ،‬صُْٗ‪.‬‬
‫ار ىكال‬‫الد ٍنىيا إًال إً ٍدىب نا‬ ‫ً‬
‫اد األ ٍىم ير إًال ش َّقدةن كال ُّ‬ ‫قىا ىؿ‪ ( :‬ال ىي ٍزىد ي‬ ‫(َٕ) سعد الديف التقتازاني‪ ،‬شرحا لمق صد‪ ،‬ج ٓ‪،‬ا صْٗ‪-‬‬
‫ى‬
‫الن ً‬
‫اس‬ ‫َّقاعةي إًال ىعمىى ًش ىر ًار َّق‬ ‫كـ الس ى‬ ‫اس إال يشحًّا ىكال تىقي ي‬
‫الن ي ً‬ ‫َّق‬ ‫َٓ‪.‬ا كانظر‪ :‬قحطاف الدكرم‪ ،‬أصكؿا لد ف‪ ،‬صُِٖ‪-‬‬
‫ً‬ ‫ىكال ا ٍل ىم ٍي ًد ُّ‬
‫يسى ٍاب يف ىم ٍرىي ىـ) ‪.‬‬ ‫م إًال ع ى‬ ‫ُِِ‪.‬‬
‫(ّٖ) أخرجو محمد بف عبد اهلل‪ ،‬أبك عبد اهلل الحاكـ النيسابكرم‬ ‫(ُٕ) انظر‪ :‬ابف أبي العز الحنفي‪ ،‬شرحا ليق دةا لطح ك ة‪،‬‬
‫لصح ح ف‪ ،‬دار الكتب‬ ‫(تكفي َْٓى)‪ ،‬لم تدرؾاعل‬ ‫صُُِ‪.ُِِ-‬‬
‫العممية‪ ،‬بيركت‪ُُُْ ،‬ق‪َُٗٗ ،‬ـ‪ ،‬ط ُ‪ ،‬تحقيؽ ‪:‬‬ ‫(ِٕ) اآلمدم‪ ،‬أبك را ألفك ر‪ ،‬جّ‪ ،‬صُْٗ‪.‬‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪77‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫(ٗٗ) انظر‪ :‬اإلماـ احمد بف حنبؿ م ندا م ـا حمدا شرح‬ ‫مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬ج ْ‪ ،‬ص ْٕٓ (ُّٖٓ)‬
‫كتحقيؽ احمد شاكر‪ ،‬ج ُٓ‪ ،‬ص ِٖ‪ .‬دار المعارؼ‬ ‫كقاؿ‪ :‬ىذا حديث صحيح عمى شرط الشيخيف كلـ‬
‫بمصر‪ُّٔٓ ،‬ق‪ُٕٗٓ ،‬ـ‪ ،‬كانظر‪ :‬محمد نعيـ ياسيف‪،‬‬ ‫يخرجاه‪.‬‬
‫ق‪ ،‬طّ‪ ،‬جمعية عماؿ‬ ‫إل م فاأرك نهاحق قتهانك اق‬ ‫نفا بفام ة‪،‬اج ِ‪ ،‬ص ُّٔٔ‬ ‫(ْٖ) أخرجو ابف ماجة‪،‬‬
‫الطابع التعاكنية‪ُِٖٗ ،‬ـ‪ ،‬صٕٗ‪.‬‬ ‫(َِْٖ)‪ ،‬قاؿ الشيخ األلباني‪ :‬ضعيؼ‪.‬‬
‫لم تدرؾاعم ا‬ ‫(ََُ) انظر ىذه الركايات الحاكـ‬ ‫(ٖٓ) محمد بف أبي بكر بف أمكب بف سعد بف حريز الزرعي‪،‬‬
‫لصح ح ف رقـ (َْٖٗ)‪ ،‬كمابعدىا‪ ،‬كالطيالسي‬ ‫شمس الديف أبي عبد اهلل بف قيـ الجكزية (تكفي ُٕٓى)‪،‬‬
‫م ندا لط ل‬ ‫سميماف بف داكد أبك داكد الفارسي‪،‬‬ ‫لمن را لمن ؼاف ا لصح اك لضي ؼ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمكد‬
‫دار المعرفة بيركت‪ ،‬جُ‪ ،‬صُْْ‪.‬‬ ‫ميدم استانبكلي‪ ،‬صُْٓ‪ .َُٓ-‬كالبرزنجي‪ ،‬إلش عةا‬
‫(َُُ) انظر ىذه الركايات عند نعيـ بف حماد ال تف‪ ،‬ج ِ‪،‬‬ ‫ألشرطا ل عة‪ ،‬صُٖٗ‪.ََِ -‬‬
‫صَٔٔ‪.ٕٔٔ-‬‬ ‫(ٖٔ) ابف حجر‪ ،‬فت ا لب رم‪ ،‬جُُ‪ ،‬صّّٓ‪.‬‬
‫(َُِ) البرزنجي‪ ،‬إلش عةاألشرطا ل عة ‪ ،‬ص َِٗ‪-‬‬ ‫نفا لترمذم‪ ،‬جْ‪ ،‬ص ْٖٗ‬ ‫(ٕٖ) أخرجو الترمذم في‬
‫ِِٗ‪ .‬بتصرؼ يسير‪.‬‬ ‫(ُِِٕ)‪ ،‬كقاؿ‪ :‬حديث حسف غريب صحيح‪.‬‬
‫شرحا ليق دةا لطح ك ة‪،‬‬ ‫(َُّ) ابف أبي العز الحنفي‪،‬‬ ‫‪،‬ا ل تف ‪ ،‬مكتبة‬ ‫(ٖٖ) نعيـ بف حماد المركزم أبك عبد اهلل‬
‫صُْٖ‪ .‬كالقرطبي شمس الديف أبى عبد اهلل بف أبى‬ ‫التكحيد‪ ،‬القاىرة‪ُُِْ ،‬ق‪ ،‬طُ‪ ،‬جِ‪ ،‬صِٔٔ‪.‬‬
‫ل ذكرةاف اأحك ؿا‬ ‫بكر بف فرح األنصارم القرطبي‪،‬‬ ‫(ٖٗ) انظر‪ :‬البرزنجي‪ ،‬إلش عةاألشرطا ل عة ‪ ،‬ص‬
‫لمكت اكأمكرا آلخرة ‪ ،‬دار الفكر لمنش ر كالتكزيع‪،‬‬ ‫َِٖ‪.ُِٖ-‬‬
‫عماف‪ ،‬صّْٕ‪.‬‬ ‫(َٗ) شياب الديف محمكد بف عبد اهلل الحسيني االلكسي‬
‫(َُْ) راجع ىذه األدلة عند القرطبي في لمصدرا ل بؽ‪،‬‬ ‫را لقرفا‬ ‫(تكفي َُِٕى)‪،‬اركحا لمي ن اف ات‬
‫صّْٖ‪.ّْٗ-‬‬ ‫ك ل ب ا لمث ن ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي بيركت‪،‬‬
‫(َُٓ) أخرجو ابف حباف‪ ،‬صح ا بفاحب ف ‪ ،‬جُ‪ ،‬صِِّ‬ ‫د‪.‬ت‪ ،ُٓ ،‬صِْ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫(ُُٔ)‪ ،‬كصححو‪ ،‬كقاؿ الشيخ شعيب األرناؤكط‬ ‫لدرا‬ ‫(ُٗ) عبد الرحمف بف الكماؿ جالؿ الديف السيكطي‪،‬‬
‫حديث صحيح رجالو ثقات‪ ،‬رجالو رجاؿ مسؿـ‪.‬‬ ‫لمنثكر‪ ،‬دار الفكر بيركت‪ ،‬جٕ‪ ،‬صْٖٓ‪.‬‬
‫نفا لترمذم‪،‬اج ٓ‪ ،‬ص ِْ‬ ‫(َُٔ) أخرجو الترمذم في‬ ‫(ِٗ) المصدر السابؽ‪ ،‬جٕ‪ ،‬صْٖٓ‪.‬‬
‫(ِّٗٔ)‪ ،‬كقاؿ ‪ :‬حسف غريب‪ ،‬كالحاكـ في لم تدرؾا‬ ‫را لطبرم‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صْٖٗ‪.‬‬ ‫(ّٗ) محمد بف جرير‪ ،‬ت‬
‫لصح ح ف‪ ،‬جُ‪ ،‬صْٔ (ٗ)‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذا حديث‬ ‫عم‬ ‫(ْٗ) السيكطي‪ ،‬لدرا لمنثكر‪ ،‬جٕ‪ ،‬صُْٔ‪ .‬كعبد الرحمف‬
‫صحيح لـ يخرج في الصحيحيف كىك صحيح‪ ،‬قاؿ‬ ‫رابفا‬ ‫بف محمد بف إدريس الرازم ابف أبي حاتـ‪ ،‬ت‬
‫محقؽ الكتاب مصطفى عبد القادر عطا ‪ :‬قاؿ الذىبي‬ ‫أب اح تـ‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‪ ،‬تحقيؽ اسعد محمد‬
‫في التمخيص‪ :‬ىذا عمى شرط مسمـ‪.‬‬ ‫الطيب‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬جُُ‪ ،‬صَِّ‪.‬‬
‫(َُٕ) أخرجو البخارم محمد بف إسماعيؿ أبك عبد اهلل (تكفي‬ ‫(ٓٗ) السيكطي‪ ،‬لدرا لمنثكر‪ ،‬جٕ‪ ،‬صُْٔ‪.‬‬
‫ِٔٓى)‪ ،‬ألداا لم رد‪ ،‬تحقيؽ محمد فؤاد عبد الباقي دار‬ ‫را لقرآفا لي ـ‪ ،‬جٔ‪ ،‬صُِّ‪.‬‬ ‫(ٔٗ) ابف كثير‪ ،‬ت‬
‫البشائر بيركت‪ُٖٗٗ،‬ـ‪ ،‬طّ‪ ،‬صِٗ (ِّٕ)‪.‬‬ ‫(ٕٗ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جٔ‪ ،‬صُِْ‪.‬‬
‫(َُٖ) شمس الديف محمد بف احمد بف عثماف الذىبي‬ ‫(ٖٗ) اآللكسي‪ ،‬ركحا لمي ن ‪ ،‬ج ُٓ‪ ،‬ص ِْ‪ .‬كانظر‬
‫راأعالـا لنبالء ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬ ‫(تكفيْٖٕى)‪،‬‬ ‫إلش عةا‬ ‫الركايات السابقة جميعيا عند البرزنجي في‬
‫طٕ‪َُٗٗ ،‬ـ‪ ،‬جُُ‪ ،‬صُّٕ‪.‬‬ ‫ألشرطا ل عة‪ ،‬صِٕٖ‪.ِٖٖ -‬‬
‫(َُٗ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُْ‪ ،‬صَْ‪.‬‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪78‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫أصكؿا لشر ية ‪ ،‬ضبطو أبك عبيدة مشيكر بف حسف‬ ‫(َُُ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُْ‪ ،‬صّٗ‪.َْ-‬‬
‫السمماف دار ابف عفاف‪ ،‬طُ‪ُٕٕٗ ،‬ـ‪ ،‬جٓ‪ ،‬صُُّ‪.‬‬ ‫(ُُُ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُْ‪ ،‬صُٖٖ‪.‬‬
‫(ُِٓ) أبك عبد اهلل محمد بف أحمد األنصارم القرطبي‬ ‫شرحا ليق دةا لطح ك ة ‪،‬‬ ‫(ُُِ) ابف أبي العز الحنفي‪،‬‬
‫(تكفي ُٕٔى)‪ ،‬ل م األحك ـا لقرآف‪ ،‬جِ‪ ،‬صُٔ‪.‬‬ ‫صَِٔ‪.‬‬
‫راأعالـا لنبالء‪ ،‬جَُ‪ ،‬صَّٔ‪.‬‬ ‫(ُِٔ) الذىبي‪،‬‬ ‫ا‬ ‫مق‬ ‫(ُُّ) أبك الحسف عمي بف إسماعيؿ األشعرم‪،‬‬
‫(ُِٕ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جَُ‪ ،‬صُٕٓ‪.َّٔ ،‬‬ ‫إل الم فاك ختالؼا لمصم ف ‪ ،‬تحقيؽ محمد محيي‬
‫(ُِٖ) اإلماـ مسعكد بف عمر بف عبد اهلل‪ ،‬سعد الديف‬ ‫الديف عبد الحميد‪ ،‬المكتبة الع صرية‪ ،‬بيركت ُُُْق‪/‬‬
‫ة ‪ ،‬المكتبة‬ ‫التقتازاني (تكفيّٕٗى)‪ ،‬شرحا ليق دا لن‬ ‫َُٗٗـ‪ ،‬جُ‪ ،‬صّْ‪.‬‬
‫األزىرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ُ‪ُُِْ ،‬ق‪َََِ/‬ـ‪ ،‬ص ُٕٓ‪-‬‬ ‫(ُُْ) راجع قكؿ البييقي‪ ،‬صٔ‪ ،‬ىامش‪.ُٗ :‬‬
‫ُٖٓ‪.‬‬ ‫(ُُٓ) الحافظ أبك القاسـ عمي بف أبي محمد الحسف بف ىبة‬
‫لغزنكم‬ ‫(ُِٗ) الشيخ جماؿ الديف أحمد بف محمد ا‬ ‫اهلل ابف عساكر الدمشقي (تكفي ُٕٓى)‪ ،‬تب فاكذاا‬
‫(تكفيّٗٓى)‪ ،‬كت ااأصكؿا لد ف تحقيؽ‪ :‬عمر كفيؽ‬ ‫ُٕٗٗـ‪،‬‬ ‫لم ترم‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫الداعكؽ‪ ،‬دار البشائرُٖٗٗـ‪ ،‬صُّٗ‪.َُِ ،ُٖٗ ،‬‬ ‫صُْٗ‪.‬‬
‫(َُّ) القحطاني‪ ،‬لدررا ل ن ة‪ ،‬جُ‪ ،‬صّْ‪.‬‬ ‫(ُُٔ) عمي بف احمد بف حزـ الظاىرم (تكفي ْٔٓى)‪ ،‬لدرةا‬
‫إلرش داف اميرفةا ألحك ـ ‪،‬‬ ‫(ُُّ) عبد الرحمف السعدم‪،‬‬ ‫ف م ا اا عتق دو‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أحمد الحمد كسعيد القزقي‪،‬‬
‫مكتبة المعارؼ‪ ،‬الرياض‪ََُْ ،‬ق‪ ،‬صَِٕ‪.‬‬ ‫مكتبة التراث‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬ط ُ‪َُْٖ ،‬ق‪ ،‬صُْْ‪.‬‬
‫(ُِّ) محمد الغزالي‪ ،‬عق دةا لم مـ‪ ،‬دار الكتب المصرية‪،‬‬ ‫عمي بف احمد بف حزـ الظاىرم (تكفي ْٔٓى)‪ ،‬ل صؿا‬
‫طْ‪ُْٖٗ ،‬ـ‪ ،‬صٗ‪.‬‬ ‫ف ا لممؿاك لنحؿ ‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬محمد إبراىيـ نصر كعبد‬
‫(ُّّ) الميداني عبد الرحمف حسف حبنكة‪ ،‬ليق دةا إل الم ةا‬ ‫الرحمف عميرة‪ ،‬شركة عكاظ‪ ،‬جدة‪َُِْ ،‬ق‪ُِٖٗ ،‬ـ‪،‬‬
‫‪ ،‬دار القمـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٕ‪ُُْٓ ،‬ق‪ ،‬صُِِ‪.‬‬ ‫كأ‬ ‫جّ‪ ،‬صِٔٗ‪ .ِٕٗ ،‬راجع ىذه األقكاؿ كغيرىا الدكتكر‬
‫(ُّْ) د‪ .‬قحطاف الدكرم‪ ،‬أصكؿا لد فا إل الم ‪ ،‬راجع‬ ‫عبد العزيز بف محمد بف عمي العبد المطيؼ‪ ،‬نك اؽ ا‬
‫صْٖ‪.ُٔ -‬‬ ‫إل م فا لقكل ةاك ليمم ة ‪ ،‬دار الكطف‪ُُْٓ ،‬ق‪ ،‬عف‬
‫تق مة‪،‬اجُ‪ ،‬صّٕ‪.‬‬ ‫(ُّٓ) ابف تيمية‪،‬‬ ‫تكفير المتأكؿ‪ ،‬كبيف أف المجتيد المتأكؿ معذكر في‬
‫(ُّٔ) ابف تيمية‪ ،‬م مكعا ل ت كل‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صُِّ‪.‬‬ ‫نصكصا كثيرة في ىذه‬
‫ن‬ ‫تأكيمو كاجتياده‪ ،‬كقد أكرد‬
‫(ُّٕ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صُٕ‪.‬‬ ‫المسألة‪ ،‬صٕٓ‪.ْٖ-‬‬
‫(ُّٖ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صُُٕ‪.‬‬ ‫(ُُٕ) الغزالي‪،‬ا ف صؿا لت رقةاب فا إل الـاك لزندقة‪،‬‬
‫(ُّٗ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صُِٔ‪.‬‬ ‫صٖٓ‪.ٖٔ-‬‬
‫(َُْ) مسمـ‪ ،‬صح ام مـ‪ ،‬حديث رقـ (ُِٔ)‪.‬‬ ‫(ُُٖ) الذىبي‪،‬ا راأعالـا لنبالء‪ ،‬جٕ‪ ،‬صُِٕ‪.‬‬
‫(ُُْ) كقد ألؼ ابف تيمية كتابا سماه ‪ :‬رفع المالـ عف األئمة‬ ‫(ُُٗ) لمصدرا ل بؽ‪،‬اجُْ‪ ،‬صّْٕ‪.‬‬
‫األعالـ كاف كاف مكضكع الكتاب في مسائؿ الفقو إال‬ ‫(َُِ) لمصدرا ل بؽ‪،‬اجُْ‪ ،‬صَْ‪.‬‬
‫انو يتعرض في ؾ ثير مف مكاضع الكتاب إلى مسائؿ‬ ‫(ُُِ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صِِّ‪.‬‬
‫اعتقادية‪ ،‬انظر ‪ :‬صَْ‪ .ِْ-‬ككيؼ أعذر المخالؼ‬ ‫عتص ـ‪،‬اجِ‪ ،‬صُٖٔ‪.‬‬ ‫(ُِِ) الشاطبي‪،‬‬
‫في قضايا الكعيد بالعذاب ‪ .‬أحمد بف عبد الحميـ ابف‬ ‫(ُِّ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جِ‪ ،‬صََِ‪.‬‬
‫تيمية (تكفي ِٖٕى)‪ ،‬رف ا لمالـاعفا أل مةا ألعالـ ‪،‬‬ ‫(ُِْ) أبك إسحاؽ إبراىيـ بف مكسى المخمي الغرناطي‬
‫ط الجامعة اإلسالمية المدينة المنكرة ُِِْق‪.‬‬ ‫(تكفي َٕٗى)‪ ،‬لمك فق ا ف ا‬ ‫المالكي الشاطبي‪،‬‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪79‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬
‫مشروعية االجتهاد في فروع االعتقاد‪ ............................. ....................................................... .‬شريف الخطيب‬
‫صح ام مـ ‪ ،‬ج ُ‪ ،‬ص ْٓٔ‬ ‫(ُٖٓ) أخرجو مسمـ في‬ ‫صح ا‬ ‫(ُِْ) أخرجو البخارم بمفظ غيره قريب منو‬
‫(ّٕٔ)‪.‬‬ ‫لبخ رم‪ ،‬ج ّ‪ ،‬ص ُِِٖ (ُِّٗ)‪ ،‬كمسمـ بنحكه‬
‫(ُٗٓ) عبد الرزاؽ أبك بكر عبد الرزاؽ بف ىماـ الصنعاني‬ ‫ص ام مـ‪ ،‬جْ‪ ،‬صَُِٗ (ِٕٔٓ)‪.‬‬
‫(تكفي ُُِى)‪ ،‬لمصنؼ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيركت‪،‬‬ ‫(ُّْ) ابف تيمية‪ ،‬م مكعا ل ت كل‪ ،‬جَُ‪ ،‬صّّ‪.ّٔ -‬‬
‫طِ‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬حبيب الرحمف األعظمي‪ ،‬ج ُ‪ ،‬ص ِِٕ‬ ‫(ُْْ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صَِٕ‪.‬‬
‫(ٕٖٗ) ‪.‬‬ ‫(ُْٓ) لمصدرا ل بؽ‪،‬اجُٗ‪ ،‬صُِٕ‪.ُِٖ-‬‬
‫ْ‪،‬‬ ‫صح ا لبخ رم‪،‬اج‬ ‫(َُٔ) أخرجو البخارم في‬ ‫(ُْٔ) أحمد بف عبد الحميـ ابف تيمية (تكفي ِٖٕى)‪ ،‬ابف‬
‫لصح ‪ :‬جِ‪،‬‬ ‫صَُْٔ (َِْْ)‪ ،‬كمسمـ في‬ ‫تيمية‪ ،‬ق عدةاف ا م اكممةا ؿ م مم ف‪ ،‬تحقيؽ حماد‬
‫صٕٔٔ (ََُٗ)‪.‬‬ ‫سالمة‪ ،‬المنار‪ُٖٖٗ ،‬ـ‪ ،‬صُٓ‪.‬‬
‫(ُُٔ) ابف تيمية‪ ،‬كت اا إل م ف‪ ،‬صُِٗ‪.‬‬ ‫(ُْٕ) ابف تيمية‪ ،‬من جا ل نة ‪ ،‬ج ّ‪ ،‬ص ِِ‪ .‬كانظر‪:‬‬
‫(تكفي ِٖٕى)‪ ،‬ابف‬ ‫أحمد بف عبد الحميـ ابف تيمية‬
‫تيمية‪ ،‬كت اا إل م ف‪ ،‬ط مكتبة أنصار السنة المحمدية‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬صُِٗ‪.‬‬
‫(ُْٖ) أحمد بف عبد الحميـ ابف تيمية (تكفي ِٖٕى)‪ ،‬كت اا‬
‫إل م ف‪ ،‬مكتبة أنس بف مالؾ‪ ،‬صَِٔ‪.‬‬
‫(ُْٗ) ركاه أبك يعمى في لم ند‪،‬ا جْ‪ ،‬ص ٖٓ (ُُُِ)‪،‬‬
‫قاؿ حسيف سميـ أسد‪ :‬إسناده صحيح‪.‬‬
‫(َُٓ) ابف تيمية‪ ،‬م مكعا ل ت كل‪ ،‬جُٗ‪ ،‬صُُٗ‪.‬‬
‫(ُُٓ) لمصدرا ل بؽ‪ ،‬جْ‪ ،‬صُِٕ– ُّٕ‪.‬‬
‫(ُِٓ) أخرجو البخارم في صح ا لبخ رم‪،‬اجْ‪،‬‬
‫ق‪ ،‬ج ُ‪،‬‬ ‫صُٓٓٓ (َُِْ)‪ ،‬كمسمـ في صحيح‬
‫صٔٗ (ٔٗ) ‪.‬‬
‫(ُّٓ) أخرجو مسمـ في ا صح ام مـ‪ ،‬جْ‪ ،‬ص ُِِٓ‬
‫(ِٖٖٗ) ‪.‬‬
‫ا صح ا لبخ رم ‪ ،‬ج ٔ‪،‬‬ ‫(ُْٓ) أخرجو البخارم في‬
‫صِٕٔٔ (ّٖٖٔ) ‪.‬‬
‫(تكفي َّّى)‪ ،‬ل نفا‬ ‫(ُٓٓ) أحـ د بف شعيب النسائي‬
‫لكبرل‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬عبد الغفار البندارم‪ ،‬ط ُ‪ ،‬دار الكتب‬
‫ُُُْق‪ُُٗٗ/‬ـ‪ ،ٓ ،‬ص ّٖٖ‬ ‫العممية‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫نفا لترمذم بنحكه‪ ،‬ج ْ‪،‬‬ ‫(ِِّٗ)‪ ،‬كالترمذم في‬
‫صْٓٔ(ُِٓٔ)‪.‬‬
‫نفا لترمذم‪،‬اج ْ‪ ،‬ص ْٓٔ‬ ‫(ُٔٓ) أخرجو الترمذم في‬
‫(ُِٓٔ)‪ ،‬كقاؿ ‪ :‬حسف صحيح غريب‪ ،‬قاؿ الشيخ‬
‫األلباني‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫(ُٕٓ) أخرجو أحمد في م ندا إلم ـا حمد‪ ،‬جٓ‪ ،‬ص ِِّ‬
‫(َِِِٖ) ‪.‬‬

‫المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬ ‫‪80‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‬


‫(‪ 1427 ،)2‬ه ‪2006/‬م‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like