Professional Documents
Culture Documents
المستند
المستند
يعد حق الحياة أول الحقوق األساسية وأهمها بين الحقوق الفقهية التي أقرها الشرع
اإلسالمي من أجل كرامة اإلنسان ،وتأتي بعده سائر الحقوق ،إذ ال معنى لجميع الحقوق مع
انعدام هذا الحق .وقد ضمن اإلسالم حق الحياة لكل إنسان بل لكل الموجودات المخلوقة
التي يحمل وجودها معنى الحياة ,وهو حق معظم ومقدس ومحترم في نظر الشريعة
اإلسالمية التي أوجبت حفظه ورعايته وعدم االعتداء عليه ,وهو ماأكدت عليه النصوص
الشرعية في القرآن الكريم والسنة الشريفة المتواترة والقطعية السند والداللة(حق الحياة
في اإلسالم دراسة في الحقوق الفقهية واألحكام الشرعية المقارنة)
م .د .عادل عبد الستار عبد الحسن الجنابي
ان أحكام الشريعة اإلسالمية في حماية حق الحياة اعتبار حق الحياة ح ّقا ً مشتركا ً يتم ّتع به كا ّفة-
ْن َواَأْل َ%
نف س َو ْال َعي َْن ِب ْال َعي ِس ِبال َّن ْف ِتعالى(:و َك َت ْب َنا َعلَي ِْه ْم فِي َها َأنَّ ال َّن ْف َ
َ األشخاص دون تمييز ،فقد قال
ّ
صاصٌ )[المائدة ،]45:فالمسلم وغيره كلهم سواء ِباَأْلنفِ َواُأْل ُذ َن ِباُأْل ُذ ِن َوالسِّنَّ ِبالسِّنِّ َوال ُجرُو َح قِ َ
ْ
في إقرار حرمة الدم ،وفي استحقاق الحياة ،باإلضافة إلى أنّ هذا الحق يشتمل على الكبير،
فس الَّتي
تعالى(:وال َتق ُتلُوا ال َّن َ
َ والصغير ،وكا ّفة البشريّة .تحريم قتل النفس بغير حق ،وذلك لقوله
ِلون) “األنعام]7[ ″151 الح ِّق ذلِ ُكم َوصّا ُكمِ %ب ِه لَ َعلَّ ُكم َتعق َ َ .حرَّ َم اللَّـ ُه ِإاّل ِب َ
.مقال نشر في مجلة جيل حقوق اإلنسان العدد 26الصفحة 21
-إذا بحثنا عن حق الحياة فى اإلسالم؛ وجدنا أن النصوص المتعلقة بالحياة المادية قسمان :قسم
يذمها ،واآلخر يمدحها.
ولكن ينبغى أن ال نظن أن بها تناقضا؛ %كما قد يبدو للنظرة السطحية ،وإنما هذا االنقسام الظاهرى:%
يأتى من نظرته إلى الحياة المادية من زاويتين مختلفتين ،ذلك أنه يريد أن يكشف لنا عن منهجه فى
الحياة ،وفلسفته فيها.
وربما كان انقسام المسلمين فى االتجاه نحو الحياة :من إقبال عليها ،وإدبار %عنها نتيجة انقسام هذه
النصوص بهذا الشكل حول الحياة المادية.
وإذا شرحنا %الزوايتين السابقتين :بدا لنا موقف اإلسالم من هذه الحياة بوضوح.
أما الزاوية التى منها ذم الحياة الدنيا :فهى زاوية الماديين ،وهى أن هذه الحياء غاية؛ ال وسيلة ،وأنها
مستقلة ال صلة لها بحياة بعدها ،بل هى الحياة ،وال حياة بعدها( .كتاب اإلسالم مهنج ًا للحياة )