You are on page 1of 10

‫اإلجازة املهنية الهندسة الترابية‬

‫تأطير األستاذ الدكتور سعيد الكرس‬

‫من إنجاز الطالبتين ‪:‬كوثر الطاهري ‪ -‬حنان مهدب‬

‫السنة الدراسية ‪2020-2021‬‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪1‬‬
‫تقديم‬

‫في سياق يتميز بعولمة االقتصاد‪ ،‬أصبحت الفعالية واآلليات الحديثة في تدبيرالمرافق العامة إحدى الدعامات األساسية‬
‫لتنافسية اقتصاديات الدول واستقطاب التمويالت المحلية واألجنبية ‪.‬وقد برز التدبير المفوض للمرفق العام كظاهرة‬
‫عالمية‪ ،‬تتقاسمها جميع الدول‪ ،‬متقدمة كانت أو صاعدة أو في طريق النمو‪ ،‬اقتناعا منها بأن اللجوء إلى القطاع الخاص‬
‫لتدبير المرافق العامة من شأنه تعزيز االستثمار في هذا المجال وتحسين عرض الخدمات‪ ،‬وبالتالي تحقيق شروط التنمية‬
‫المتينة والمستدامة‪.‬وتسعى الجماعات الترابية‪ ،‬من خالل تفويض تدبير المرافق العامة المحلية‪ ،‬إلى تحويل بعض مهامها‬
‫لشركات القطاع الخاص التي بإمكانها‪ ،‬عبر إدخال آليات حديثة للتسيير‪ ،‬تحسين اإلنتاجية والرفع من جودة الخدمات‪،‬‬
‫وبالتالي ترشيد تكاليف اإلنتاج ومستويات التعريفة المطبقة‪ .‬غير أن تحويل هذه الجماعات لجزء من مهامها إلى القطاع‬
‫الخاص ال يعفيها من مسؤولياتها في هذا المجال‪.‬‬
‫يعتبر التدبير المفوض للمرافق العامة من بين أهم المواضيع المرتبطة بالحياة اليومية للفرد الموكولة للجماعات الترابية‪،‬‬
‫باعتباره نوع من الشراكة ما بين القطاع العام والقطاع الخاص الذي بموجبه يتم تسليم مرفق معين من قبل الدولة في‬
‫شخص الجماعات الترابية إلى قطاع خاص يتكلف بتسييرها وتدبيرها بناء على عقد الذي يحدد الشروط المالية والتقنية‬
‫لتحسين خدمة المرفق العمومي وخدمة المواطن وتجاوبا مع متطلباته اليومية‪ .‬حيث عمل المغرب على تحسين اإلطار‬
‫القانوني المنظم للتدبير المفوض تماشيا مع مستجدات العصر لملئ الفراغ التشريعي الذي يتعرض له هذا الموضوع‬
‫وتفادي الثغرات القانونية التي كان يعرفها‪ ،‬حيث في سنة ‪ 2006‬أصدر النص التشريعي المنظم لعملية التدبيرالمفوض‬
‫للمرافق العامة القانون رقم ‪، 54.05‬وباعتبار هذا الموضوع يمس مجموعة من القطاعات االجتماعية المرتبطة‬
‫بالمرفق العام التي تعتبر من بين أولويات المواطن في حياته اليومية كالنقل‪ ،‬النظافة‪ ،‬الماء‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬السكن‪ ...‬التي لم‬
‫تستطع الدولة بنفسها على توفير المردودية والجودة في تدبيرها بسبب تقل المهام على عاتقها وغياب اإلمكانيات المادية‬
‫والتقنية الالزمة‪.. ...‬‬
‫يعتبر التدبير المفوض أحد أهم الطرق الخاصة لتسيير المرفق العام ‪،‬نظرا لحساسية المرافق التي يحظى بتدبيرها ؛ فمع‬
‫تطور وظائف الدولة المعاصرة سيما مع تأثير النظام الليبرالي وقيمه اإلقتصادية ‪،‬أملت الظروف السياسية واالقتصادية‬
‫على المغرب تبني هذه الطريقة إضافة إلى التطور العمراني المتسارع الذي ستزيد معه الحاجيات في مجال الخدمات‬
‫والبنية التحتية األساسية التي يأتي في مقدمتها مرفق الماء والكهرباء وجمع النفايات وتطهير الماء السائل لضمان الجودة‬
‫بتكلفة مناسبة ‪،‬والرغبة في تنويع تسيير المرافق العمومية لكثرتها كميا ونوعيا‪.‬‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪2‬‬
‫المحور األول‪:‬‬
‫•‬

‫يعتبر التدبير المفوض من األساليب الحديثة في تدبير المرافق العمومية المحلية‪ ،‬ونمط من أنماط الشراكة بين القطاعين‬
‫الخاص والعام‪ ،‬وقد دأب هذا النموذج يتخذ بعدا عالميا ‪ .‬وفي غياب تعريف دقيق للتدبير المفوض شأنه في ذلك شأن‬
‫أغلب المفاهيم في حقل السياسة واالدارة واالقتصاد فإن هناك بعض المحاوالت لتقريب المفهوم لكشف مكنونه والمراد‬
‫به‪ ،‬ومن تلك األمثلة نجد من عرفه“ بعقد إداري تعهد السلطة المفوضة للمفوض إليه داخل المجال الترابي المحدد في‬
‫مدار التفويض باستغالله وتدبير المرفق العام والتجاري المحلي لمدة تنتهي بانقضاء مدة العقد '' ‪ '' 1‬ويتشابه هذا العقد‬
‫مع عقود االمتياز ‪،‬إال أنه يختلف في المدة الزمنية‪ .‬وقد عرفته المادة الثانية من القانون ‪ 05.54‬المتعلق بالتدبير المفوض‬
‫للمرافق العمومية ”يعتبر التدبير المفوض عقدا يفوض بموجبه شخص معنوي خاضع للقانون العام يسمى ”المفوض“ لمدة‬
‫محددة تدبير مرفق عام يتولى مسؤوليته إلى شخص معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص يسمى ”المفوض إليه“يخول‬
‫له حق تحصيل أجرة من المرتفقين أو تحقيق أرباح من التدبير المذكور أو هما معا“ ‪ ''2 '' .‬كما يمكن أن يتعلق التدبير‬
‫المفوض بإنجاز أو تدبير منشأة عمومية أو هما معا تساهم في مزاولة نشاط المرفق العام المفوض ‪،‬كما يتم تسليم مرفق‬
‫معين من قبل الدولة في شخص الجماعات الترابية إلى القطاع الخاص بناءا على عقد يحدد الشروط المالية والتقنية‬
‫لتحسين خدمة المرفق العمومي لفائدة المواطنين‪.‬‬

‫•‬

‫استعمل اصطالح تدبير المرفق العام ألول مرة في فرنسا في قانون ‪ 6‬فبراير ‪ .1992‬وتاله بعد ذلك قانون ‪ 29‬يناير‬
‫‪ ، 1993‬الخاص بالوقاية من الرشوة ووضوح الحياة االقتصادية ليضع نظاما قانونيا أكثر اكتماال من الوارد في القانون‬
‫السابق‪ ،‬تم تعاقب بعد ذلك استعمال المصطلح في عدة قوانين منها القانون الصادر في ‪ 2‬فبراير ‪ 1995‬المتعلق بحماية‬
‫البيئة وقانون ‪ 4‬فبراير ‪ 1995‬الخاص بإعداد وتنمية التراب‪ .‬إال أن قانون ‪ 11‬دجنبر ‪ 2001‬والمعروف بقانون ميرسيف‬
‫هو أول قانون يعرف مفهوم تفويض المرفق العام كالتالي‪ :‬تفويض المرفق العام هو عقد بمقتضاه يفوض الشخص المعنوي‬
‫العام تسيير مرفق عام يكون تحت مسؤولية المفوض له عام أو خاص‪ ،‬يتقاضى رسوما من المنتفعين تكون لصيقة بنتائج‬
‫استغالل المرفق‪.‬‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪3‬‬
‫إن إشراك القطاع الخاص في تدبير المرافق العامة بالمغرب ليس وليد اليوم‪ .‬فكثيرا ما تمت االستعانة بفاعلين خواص‬
‫من أجل إنجاز العديد من المنشآت العامة أو استغالل المرافق العمومية‪ .‬ولعل من أبرز مظاهر هذه الشراكة‪ ،‬تلك التي‬
‫عرفها بقطاعا الكهرباء والماء‪ ،‬خالل النصف األول من القرن الماضي‪.‬‬

‫وقد تم الرجوع إلى التدبير المباشر للمرفق العام بعد االستقالل‪ ،‬من خالل عمليات اقتناء السلطات العمومية لبعض عقود‬
‫االمتياز‪ ،‬وإحداث وكاالت جماعية مستقلة تولت تدبير مرافق توزيع الماء والكهرباء والنقل العمومي الحضري ‪.‬وخالل‬
‫النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬عرف التدبير المفوض انطالقة كبرى‪ ،‬من خالل إبرام عقود مهمة تتعلق‬
‫أساسا بإنتاج الكهرباء وتوزيع الماء وتدبير التطهير السائل‪.‬‬

‫وخالل نفس الفترة‪ ،‬تم اللجوء إلى القطاع الخاص من أجل توفير النقل الحضري‪ ،‬وبالتالي تعويض الخدمات التي كانت‬
‫تقدمها الوكاالت الجماعية المستقلة للنقل في هذا المجال‪.‬وقد استعملت عبارة "تدبير مفوض" ألول مرة‪ ،‬بشكل رسمي‬
‫بالمغرب‪ ،‬سنة ‪1997‬بمناسبة إبرام عقد توزيع الماء والكهرباء وكذا التطهير السائل بالدار البيضاء الكبرى‪ .‬وقد تم‬

‫تكريس هذه العبارة ضمن القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي‪ ،‬وكذا القانون رقم‪ 54.05.‬المتعلق‬
‫بالتدبيرالمفوض للمرافق العامة‪ .‬وجاء مفهوم "التدبير المفوض" في هذين القانونين مستوعبا لكل أشكال توفير الخدمات‬
‫من طرف الخواص‪ ،‬مانحا بذلك للسلطة المفوضة إمكانية تحديد نمط التدبير الذي تفضل اعتماده )االمتياز أو اإليجار أو‬
‫آخر ‪(.)SMD( 1920 :‬اللجوء إلى مقاولة خاصة لتوزيع الماء و الكهرباء‬ ‫إدارة خدمة عامة أو أي نمط تدبير‬

‫عقود ‪1985‬‬ ‫‪1997 -‬‬


‫‪1914-‬‬ ‫‪1947-‬‬ ‫بداية من‬
‫‪1920‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫‪1963-‬‬ ‫اإلمتياز‬ ‫إبرام ‪2002‬‬
‫‪ 1956‬شراء‬ ‫‪1970‬‬ ‫صدر ‪2006‬‬
‫‪: 1906‬‬ ‫الخاصة‬ ‫أربع عقود‬
‫اللجوء إلى‬ ‫توسيع‬ ‫المقاوالت‬ ‫القانون‬
‫إبرام أولى‬ ‫إحداث‬ ‫بخطوط‬ ‫للتدبير‬
‫مقاولة‬ ‫عقود‬ ‫المستفيدة‬ ‫المتعلق‬
‫عقود‬ ‫المكاتب‬ ‫النقل‬ ‫المفوض‬
‫خاصة‬ ‫اإلمتياز‬ ‫واإلنتقال إلى‬ ‫بالتدبير‬
‫االمتياز‬ ‫والوكاالت‬ ‫العمومي‬ ‫على‬
‫لتوزيع الماء‬ ‫لتشمل‬ ‫التدبيرالعموم‬ ‫المفوض‬
‫المستقلة‬ ‫الحضري‬ ‫مستوى‬
‫و الكهرباء‬ ‫عدة مدن‬ ‫ي‬
‫بالحافالت‬ ‫التوزيع‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪4‬‬
‫المحور الثاني ‪:‬‬
‫•‬

‫يتوخى‪ ،‬من خالل التدبير المفوض‪ ،‬رفع التحديات الناجمة عن النمو المتسارع للحاجيات الملحة المترتبة عن التطور‬
‫الحضري‪ ،‬وذلك من خالل إشراك القطاع الخاص والفاعلين الدوليين‪ .‬وتستدعي االستجابة لهذه الحاجيات المتزايدة‬
‫تعبئة تمويالت ضخمة إلنجاز البنيات التحتية الكفيلة بتوسيع مجال الخدمات العمومية وبتأمين استمرارية المرفق العام‬
‫وتعميم الخدمة العمومية‪ ،‬مع اعتماد تعريفة مالئمة وتحقيق أفضل تناسبية بين الجودة والتكلفة‪ ،‬عالوة على مراعاة‬
‫الجوانب المرتبطة بحماية البيئة ‪.‬ويهدف التدبير المفوض كذلك‪ ،‬من خالل المنافسة وتبادل التجارب بين القطاعين‬
‫العام والخاص‪ ،‬إلى خلق مناخ تحفيزي من أجل تطوير األداء وتحسين آليات التدبيروبصفة عامة‪ ،‬يوفر الفاعلون‬
‫الخواص مجموعة من الخدمات في قطاعات التوزيع والنظافة والنقل الحضري بواسطة الحافالت لفائدة ‪ 4,31‬مليون‬
‫نسمة‪ .‬ويصل رقم معامالت الشركات المفوض إليها إلى ‪ 41‬مليار درهم‪ ،‬فيما بلغ إجمالي االستثمارات المنجزة ما‬
‫يناهز ‪12‬مليار درهم‪ .‬وقد بلغ عدد المستخدمين لدى هذه الشركات ما يقارب ‪ ،, 1333‬باإلضافة إلى عدد كبير من‬
‫العاملين بصفة مباشرة أوغير مباشرة‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪5‬‬
‫•‬

‫يتحدد اإلطار القانوني أساسا في القانون التنظيمي ‪ 54.05‬المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العمومية ‪،‬الذي‬
‫يخضع لرقابة القضاء المالي وطنيا وجهويا وفق المادة ‪ 18‬من القانون ‪ 62.99‬المتعلق بالمحاكم المالية ‪ .‬ويتميز هذا‬
‫األسلوب الخاص لعقد خاص يسمى العقد اإلداري يختلف عن العقود األخرى ‪،‬وضمانا للمنافسة أكدت المادة ‪ 5‬من ق‬
‫‪ 54.05‬إلى الشفافية ومساطر االشهار المسبق ‪،‬على اعتبار أنه عقد متميز بحيث نجد أن المادة ‪ 11‬من نفس القانون‬
‫نصت على أنه “يبرم عقد التدبير المفوض على أساس المزايا الشخصية للمفوض إليه” مما يعطي انطباع أن هناك مزايا‬
‫وصفات مهمة كالقدرة المالية والتقنية إضافة إلى التجربة في الميدان‪.‬‬
‫لعل مكونات العقد تبقى األهم في العقد بحد ذاته‪ ،‬بحيث يتكون حسب المادة ‪ 12‬من ق ‪ 54.05‬من”عقد التدبير المفوض‬
‫حسب األسبقية من اإلتفاقيات ودفتر التحمالت والملحقات” وله مكونات ‪،‬بحيث تحدد اإلتفاقية اإللتزامات التعاقدية‬
‫األساسية لكل من المفوض والمفوض إليه ‪،‬كما يمكن للحكومة إعداد عقد نموذجي بشأن التدبير المفوض من قبل المبرم‬
‫من قبل الجماعات الترابية ويمكنها كذلك تحديد الئحة البنود اإلجبارية في العقد ‪،‬إضافة إلى كيفيات المصادقة والتأشير‬
‫عليه‪ ،‬وللعقد مدة زمنية محددة ‪.‬فرغم أن عقود التدبير بالمغرب المبرمة سنة ‪ 1997‬ال تتجاوز مدتها ثالثين سنة ‪،‬لم يحدد‬
‫القانون التنظيمي ‪ 54.05‬مدة تسري على جميع العقود بل أكد في المادة ‪ 13‬على أنه “يجب أن تكون مدة كل عقد‬
‫محددة‪” .‬كما يجب أن تنحصر قصر مدة التمديد على اآلجال الضرورية إلعادة توفير شروط استمرارية المرفق أو‬
‫التوازن المالي للعقد''‪،‬وينتهي بنهاية مدته في الحالة العادية ‪،‬غير أنه يمكن إنهاؤه في حاالت معينة حددتها المادة ‪ 10‬من‬
‫ق ‪54.05:‬‬
‫✓ فسخ العقد في حالة القوة القاهرة‪. -‬‬
‫✓ استرداد التدبير المفوض من قبل المفوض بعد انصرام مدة محددة في العقد‪.‬‬
‫✓ إسقاط حق المفوض إليه من قبل المفوض في حالة ارتكابه خطأ بالغ الجسامة‪.‬‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪6‬‬
‫عقد التدبير المفوض "عقد اداري تعهد بمقتضاه السلطة العامة المفوضة للمفوض له داخل المجال الترابي المحدد في‬
‫مدار التفويض باستغالل وتدبير المرفق العام لمدة محددة تنتهي بانتهاء مدة العقد مع امكانية تجديد مدته‪.‬‬
‫وبالنسبة للمبادئ التي يخضع لها هذا العقد فهي نفسها التي تخضع لها النظم القانونية االخرى التي تحكم المرافق العامة‬
‫المختلفة حسب طبيعتها سواء أكانت إدارية أو اقتصادية أو مهنية أو اجتماعية وهي مبدأ دوام سير المرافق العامة‬
‫بانتظام واضطراد ومبدأ المساواة أمام المرفق العام ومبدأ قابلية المرفق العام للتعديل والتغيير‪.‬‬
‫كما يتضمن عقد التدبير المفوض شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص‪ ،‬تتمثل في شرطين اساسيين وهما‪:‬‬
‫شروط تعاقدية‪ :‬حيث في القانون الخاص يعتبر العقد شريعة المتعاقدين وهذه القاعدة تلزم المتعاقدين بتنفيذ ما التزما‬
‫به‪ ،‬وال يسمح ألحدهما أن يعدل أو يضيف التزاما لم يشمله العقد ‪.‬أما في القانون اإلداري يعترف للسلطة اإلدارية بحق‬
‫تعديل المقتضيات التعاقدية التي تقع على عاتق المتعاقد خدمة للمصلحة العامة‪،‬‬
‫شروط تنظيمية‪ :‬وهي الشروط التي تنظمها اإلدارة حيث تستطيع تعديلها في أي وقت وكلما دعت حاجة الم رفق إلى‬
‫ذلك ‪.‬كما تترتب على ذمة المفوض والمفوض إليه انطالقا من القانون رقم ‪ 54،05‬المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق‬
‫العامة‪ ،‬حقوقا و التزامات و تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أول ‪:‬بالنسبة لحقوق و التزامات المفوض إليه‪:‬‬

‫الحقوق‪:‬‬

‫• حق تقاضي رسوم واتاوات من المرتفقين أو من المساهمات التي تدفعها الدولة أو السلطة‬


‫المفوضة‬
‫• حق تأسيس شركات خاضعة للقانون المغربي ويمكن للمساهمين أن يكونوا أشخاصا معنويين‬
‫أو طبيعيين تسوي عليهم مقتضيات القانون العام أو الخاص‪.‬‬
‫• حق التعويض عن الضرر الناشئ عن اثراء اإلدارة بال سبب وحق احتالل الملك العام من‬
‫آجل حاجيات المرفق العام‪.‬‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪7‬‬
‫اللتزامات‪:‬‬

‫• االلتزام بالتنفيذ الشخصي ‪:‬بمعنى يجب أن يتم تنفيذ العقد اإلداري بواسطة ‪ -‬المتعاقد مع اإلدارة‬
‫المفوض إليه) شخصيا (‪،‬وذلك بضرورة أن يبذل المتعاقد الجهد المناسب في التعاون الشخصي‬
‫مع اإلدارة في تنفيذ العقد بنفسه من جهة‪ ،‬و أال يتناول العقد أو جزء منه أو يتعاقد في شأنه من‬
‫الباطن إال بموافقة واعتماد اإلدارة‪.‬‬
‫• االلتزام بالتنفيذ في المدة المحددة ‪:‬بمعنى أن يتم التنفيذ في الميعاد المحدد‪ -‬لذلك الذي تحدده‬
‫اإلدارة قبل طرح األعمال محل التعاقد ‪،‬وعقد التدبير المفوض لم يحدد له المشرع المغربي مدة‬
‫على سبيل الحصر حينما أكد في القانون ‪ 54,05‬أنه يجب أن تكون مدة عقد تدبير المفوض‬
‫محددة"‪.‬‬
‫• االلتزام بضمان سير المرفق العام و سالمة األعمال ‪ :‬بمعنى يلتزم المتعاقد مع ‪ -‬اإلدارة‬
‫''المفوض إليه'' باحترام القواعد الضابطة لتسييره وفق معايير الجودة وأن يشمله بالعناية‬
‫الالزمة‪ .‬و يتحمل المتعاقد مع اإلدارة المسؤولية والمخاطر الملقاة على عاتقه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لسلطات المفوض و التزاماته‪:‬‬

‫✓ سلطات المفوض‪: -‬‬


‫• سلطة التوجيه والمراقبة ‪ :‬كإعطاء تعليمات وأوامر للمتعاقد معها ولو لم ينص‪ -‬العقد على ذلك‬
‫صراحة فاألمر بإنجاز الخدمة يعتبر العنصر األساسي الذي يميز الصفقات العمومية ‪ ،‬اضافة‬
‫إلى امكانية المفوض اجراء تحقيقات واالستعانة بالخبراء واألعوان كلما ارتأى جدوى هذه‬
‫الرقابة ‪،‬كما للمفوض سلطة عقد اجتماعات وفق فترات منتظمة مع المفوض إليه قصد اعداد‬
‫تقييم مشترك كل ‪ 5‬سنوات للوقوف على حصيلة المنجزات‪.‬‬
‫• سلطة توقيع الجزاءات ‪ :‬كما في حالة إذا امتنع المتعاقد عن التنفيذ أو تأخر أو‪ -‬أهمل في أدائه‬
‫فإنه يكون مقصرا في تنفيذ التزامه وتوقع عليه جزاءات من قبل اإلدارة المتعاقدة بغية االستمرار‬
‫في تنفيذ االلتزام المتعلق بالمرفق العام وإزالة دواعي اإلخالل أو التقصير‪.‬‬
‫✓ التزامات المفوض‪: -‬‬

‫عقد اجتماعات وفق فترات منتظمة قصد اعداد تقييم مشترك كل خمس سنوات للوقوف على حصيلة‬
‫المنجزات والصعوبات وعدم اساءة استعمال لسلطة الرقابة بمعنى أال تمارسها اإلدارة على المتعاقد‬
‫معها بالتعسف أو شطط في استعمال السلطة‪.‬‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪8‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬واقع الممارسة‬

‫بعد إحالة رئيس مجلس النواب على المجلس اإلقتصادي واإلجتماعي والبيئي بتاريخ ‪ 15‬أبريل ‪ 2015‬إلنجاز دراسة‬
‫حول التدبير المفوض للمرافق العمومية المحلية خرج المجلس بعدة مالحظات وتوصيات كان أهمها الدعوة إلى إعادة‬
‫النظر في نموذج التدبير المفوض على أساس تعزيز التماسك اإلجتماعي ‪ ،‬جاء في التقرير تملص الدولة من‬
‫مسؤولياتها في تعزيز الحماية اإلجتماعية في ظل هشاشة النظام القانوني وغياب النصوص التنظيمية للقانون ‪54.05‬‬
‫والرقابة المالية واإلدارية لهذا النوع الخاص من المرافق الخاصة المحلية‪ ،‬وقد أشار التقرير إلى أن لجنة التتبع ال‬
‫تمارس صالحياتها القانونية في فحص عمليات الصفقات والمشاريع والعقود ‪ ،‬إضافة إلى وجود اختالالت في احترام‬
‫دفتر التحمالت مع طغيان منطق الربح في هذا النموذج اإلقتصادي'‬
‫وفي تقرير آخر مطول ورسمي اعتبر “المجلس األعلى للحسابات ” أن هذا النموذج ينطوي على مجموعة من‬
‫السلبيات منها‪:‬‬
‫• تعدد المتدخلين‬
‫• سوء التنسيق والحكامة‬
‫• ارتفاع كلفة التسيير‬
‫• تشتت المسؤوليات‬
‫• عدم استفادة الخبرة المحلية من التقنيات‬
‫• انعدام صيانة التجهيزات‬
‫كما أعاب التقرير على إغفال اإلطار المؤسساتي والتعاقدي للمقتضيات الكفيلة بضمان اإلنتقال السهل والسلس‬
‫للمرفق العمومي المحلي‪.‬‬
‫هذه اإلختالالت دعا المجلس األعلى للحسابات للخروج بتوصيات لتجاوز هذا الخلل نورد بعضها في‪:‬‬
‫• الرفع من الفعالية اإلقتصادية‬
‫• تقوية التنافس وتحسين األوضاع اإلجتماعية للساكنة‬
‫• التقنين والضبط والحكامة والتعاقد والتتبع والمراقبة المالية‬
‫• ضمان انتقال التكنولوجيا والخبرات والمهارات في العقود النموذجية حتى يتسنى للسلطة المفوضة الحفاظ‬
‫على استمرارية الرأسمال غير المادي وتكوين منظومة تسمح لهذه السلطة باستقاللية دائمة بعد نهاية العقد‪.‬‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪9‬‬
‫خاتمة‬

‫فالتدبير المفوض نظريا من خالل قانون ‪ 54,05‬و تطبيقيا ساهم في تحقيق بعض المنجزات االقتصادية و االجتماعية ‪،‬‬

‫حيث اصبح هذا التدبير يفرض نفسه على مسؤولي الجماعات الترابية وذلك بما يتميز به من جودة وتحسين الظروف‬

‫االجتماعية لذلك يجب الرقي به الى المستوى المطلوب و ذلك بإيجاد حلول لسلبياته و تشجيع إيجابياته ولهذا اقترح‪:‬‬

‫تفعيل الدولة آلليات المراقبة على القطاع الخاص المفوض اليه‪ ،‬لتحافظ على دورها األصلي لكي ال يتحول هذه التدبير‬

‫المفوض الى تدبير مطلق‪ .‬وضرورة مراعاة المصلحة العامة حتى تتحقق األهداف المرجوة من التدبير المفوض‪.‬‬

‫كما يستوجب على الدولة الشروع في التفكير إليجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها هذا القطاع سواء من‬

‫خالل اطاره القانوني أو التطبيقي‪.‬‬

‫]‪[Auteur‬‬ ‫‪10‬‬

You might also like