You are on page 1of 3

‫أثر فيروس كورونا على التجارة‬

‫الخارجية للمغرب‬
‫تمهيد‬
‫عرفت التجارة الدولية منذ ثمانينيات القرن الماضي ازدهارا منقطع النظير‬
‫كان باألساس بسبب التطور الذي عرفته البنى التحتية و كذا اختراع‬
‫التكنولوجيات الجديدة في التواصل و االتصال دون نسيان الفاعل األبرز في‬
‫هذه الطفرة و هم الشركات المتعددة الجنسيات‪ .‬ظل تطور التجارة الدولية‬
‫مستمرا قبل أن يعرف بعض الركود إبان األزمة العالمية المالية لسنة ‪.2008‬‬
‫ولكن سرعان ما تعافت التجارة الدولية بعد هذه األزمة لتعود لديناميتها‬
‫السابقة ‪.‬ولكن‪ ،‬مع بداية سنة ‪ 2020‬اهتز العالم و معه التجارة الدولية بقدوم‬
‫جائحة كورونا التي أوقفت شرايين الحياة االقتصادية في كل بقاع‬
‫األرض‪.‬المغرب و كسائر بلدان المعمورة عرفت تجارته الخارجية تراجعها‬
‫مهوال نظير هذا الوباء‪.‬هذه المعطيات تحيلنا لنتسائل على أثر فيروس كورونا‬
‫على التجارة الخارجية للمغرب و كذا الحلول المقترحة للخروج من هذه‬
‫األزمة‪.‬‬

‫التجارة الدولية إبان جائحة كورونا ‪:‬‬

‫‪ -‬بحسب منظمة التجارة الدولية ستجل التجارة الدولية انخفاضا يتراوح بين‬
‫‪ 13٪‬و ‪ 32٪‬في سنة ‪.2020‬‬
‫‪ -‬الوضعية االقتصادية الحالية ستكون أصعب من تلك المسجلة خالل االزمة‬
‫المالية ‪( 2008‬منظمة التجارة الدولية (‪- )OCDE‬‬
‫‪ -‬انخفاض التجارة العالمية سيكون لها تبعات جد سلبية على مختلف‬
‫الفاعلين االقتصاديين (أسر‪ ،‬شركات‪.)....‬‬
‫‪ -‬منظة التجارة الدولية وضعت سيناريوهين للخروج من األزمة ‪:‬‬
‫السيناريو األول ‪ :‬و هو أكثر تفاؤل من الثاني‪ ،‬يتوقع تراجع طفيف للتجارة‬
‫الدولية متبوع بعودة النشاط التجاري ابتداءً من النصف الثاني من ‪.2020‬‬
‫السيناريو الثاني ‪ :‬وهو األسوء‪ ،‬يتوقع انخفاض حاد في التجارة الدولية مع عودة‬
‫بطيئة و غير مكتملة للنشاط االقتصادي‪ .‬في كلتا الحالتين‪ ،‬الدول ستعرف‬
‫انخفاضا للصادرات و الواردات ذو رقمين في سنة ‪( 2020‬منظمة التجارة‬
‫الدولية)‪.‬‬
‫التجارة الخارجية للمغرب ‪ :‬واقع الحال‬

‫* دينامية التجارة الخارجية للمغرب قبل الجائحة ‪:‬‬

‫عرفت الصادرات المغربية ارتفاعا مستمرا‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫في سنة ‪ 2018‬ارتفعت الصادرات ب ‪ ،10.6٪‬و ‪ 10.3٪‬سنة ‪،2017‬‬ ‫‪-‬‬
‫متخطية ببعيد المتوسط المسجل في الفترة بين سنتي ‪ 2008‬و ‪ 2014‬الذي‬
‫كان مستقرا عند ‪.4.3٪‬‬
‫هذه الدينامية كانت نتيجة إلطالق المغرب لعدة استراتيجيات و‬ ‫‪-‬‬
‫مخططات قطاعية (مخطط االقالع الصناعي‪ ،‬المغرب األخضر‪.)...‬‬
‫انتقلت حصة المغرب في السوق الدولية من معدل ‪ 0.12٪‬في الفترة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2014-2008‬إلى ‪ 0.15٪‬سنة ‪.2018‬‬
‫تعتبر إسبانيا و فرنسا أهم شريكين تجاريين للمغرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫*دينامية التجارة الخارجية للمغرب خالل الجائحة ‪ :‬أي أثر؟‬

‫‪ -‬إلى غاية نهاية شهر أبريل‪ ،‬تراجعت الصادرات المغربية ب ‪-19.7%‬‬


‫(‪)DEPF‬‬
‫القطاعات التي عرفت أهم التراجعات ‪:‬‬
‫السيارات ‪ -39٪ :‬النسيج ‪ -28.3٪ :‬الطيران ‪ -33.9٪ :‬الفالحة ‪-7٪ :‬‬
‫‪ -‬يعتبر قطاع الفوسفاط القطاع الوحيد الذي سجل ارتفاعا في صادراته رغم‬
‫االزمة‪.‬‬
‫‪ -‬في ما يخص الواردات‪ ،‬فلقد سجلت هي األخرى انخفاضا ب ‪ 12.6٪‬إلى‬
‫غاية متم أبريل ‪2020‬‬
‫القطاعات التي عرفت أهم التراجعات ‪:‬‬
‫المنتجات االستهالكية‬ ‫المنتجات الطاقية ‪-21.8٪ :‬‬ ‫سلع التجهيز ‪-18٪ :‬‬
‫النهائية ‪-14.9٪ :‬‬
‫‪-‬أدى انخفاض الصادرات و الواردات إلى تراجع العجز التجاري ب ‪1,9%‬‬
‫ليستقر عند ‪ 66,2‬مليار درهم ‪.‬و مع ذلك‪ ،‬فقد تدهور معدل تغطية الصادرات‬
‫للواردات (‪ )Taux de Couverture‬ب ‪4.8‬نقطة ليستقر عند ‪55.2٪‬‬
‫‪ -‬وجدت المندوبية السامية للتخطيط أن حوالي ‪ 67٪‬من الشركات النشيطة‬
‫في قطاع التصدير قد تأثرت بأزمة كورونا‪ ،‬هذا وقد توقفت شركة من‬
‫أصل ‪ 9‬بشكل تام عن العمل‪ ،‬و خمسة من أصل ‪ 9‬توقفوا بشكل جزئي‪ ،‬بينما‬
‫حافظ تلث هذه الشركات على نشاطه‪.‬‬

‫تشجيع الصادرات المغربية ‪ :‬دور السلطات العمومية‬


‫* بعض التدابير المتخدة من طرف السلطات العمومية المغربية ‪:‬‬
‫‪ -‬إطالق صندوق ضمان اوكسجين (مارس ‪ )2020‬لمساعدة الشركات الصغرى و‬
‫المتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬تمديد تعليق الرسوم الجمركية على القمح الطري و مشتقاته حتى دجنبر ‪.2020‬‬
‫‪ -‬كما قامت السلطات العمومية بتوقيف الرسوم االجتماعية للشركات حتى يونيو‬
‫‪ ،2020‬مع تسهيالت في األداء‪ ،‬اجال تسديد الديون لألبناك‪...‬‬
‫* التجارة الخارجية للمغرب بعد جائحة كورونا ‪ :‬أي توصيات؟‬
‫االستثمار أكثر في األنشطة التي أبانت عن نجاعتها و مدى حاجتنا إليها خالل‬ ‫‪-‬‬
‫هذه األزمة ك ‪ :‬التجارة اإللكترونية‪ ،‬صناعة االقنعة‪ ،‬أجهزة التنفس الصناعي‪،‬‬
‫الكمامات‪...‬‬
‫تقليل تبعية االقتصاد المغربي عن طريق تقوية نسيجه الصناعي و تنويع الصناعات‬ ‫‪-‬‬
‫الوطنية‬
‫تشجيع التجارة مع البلدان االفريقية‬ ‫‪-‬‬
‫االنفتاح على شركاء تجاريين جدد كدول جنوب شرق آسيا و أمريكا الالتينية و‬ ‫‪-‬‬
‫الوسطى‪...‬‬
‫اإلسراع في رقمنة الخدمات الخاصة بإجراءات التصدير و االستيراد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحرص على ضمان السيادة الغذائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.....‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like