Professional Documents
Culture Documents
إن مفهوم إدارة الجودة الشاملة يعتبر من المفاهيم اإلدارية الحديثة التي تهدف إلى تحسين وتطوير
األداء بصفة مستمرة وذلك من خالل االستجابة لمتطلبات العميل .
ودعنا أيها القارىء نبدأ بتعريف وفهم 2معنى ( الجودة ) ومقصودها قبل الخوض في مفهوم إدارة
الجودة الشاملة .
يفهم كثيراً من الناس الجودة بأنها تعي ( النوعية الجيدة ) أو ( الخامة األصلية ) ويقصد بها الكيف
عكس الكم الذي يعني بالعدد .
وإليك أيها القاريء جملة من التعاريف للجودة كما يراها رواد هذا المفهوم :
( الرضا التام للعميل ) أرماند فيخبوم . 1956
( المطابقة مع المتطلبات ) كروسبي. 1979 2
( دقة االستخدام 2حسب ما يراه المستفيد ) جوزيف جوران . 1989
( درجة متوقعه من التناسق واال عتماد تناسب السوق بتكلفة منخفضة ) ديمنع . 1986
ونستنتج من هذه التعاريف 2بأن ( الجودة ) تتعلق بمنظور العميل وتوقعاته وذلك بمقانة األداء الفعلي للمنتج
أو الخدمة مع التوقعات 2المرجوة من هذا المنتج أو الخدمة وبالتالي 2يمكن الحكم من خالل منظور 2العميل
بجودة أو رداءة ذلك المنتج أو الخدمة .
فإذا كان المنتج أو الخدمة تحقق توقعات 2العميل فإنه قد أمكن تحقيق مضمون الجودة .
وحيث أننا قد وصلنا 2لهذا االستنتاج فإنه يمكن الجمع بين هذه التعاريف ووضع 2تعريف شامل
للجودة على أنها ( تلبية حاجيات وتوقعات العميل المعقولة ) .
وتجدر اإلشارة إلى أنه من الصعوبة بمكان تقديم تعريف دقيق للجودة حيث أن كل شخص له
مفهومه الخاص للجودة .
أما عن رأي الشخصي فإني أري الجودة بأنها هي ( الريادة واالمتياز 2في عمل األشياء ) .
فالريادة :تعني السبق في االستجابة لمتطلبات العميل .
واالمتياز : 2يعني االتقان ( الضبط والدقة والكمال ) في العمل .
جوزيف حابلونسك
إن الهدف األساسي من تطبيق برنامج إدارة الجودة الشاملة في الشركات هو :
( تطوير 2الجودة للمنتجات والخدمات مع إحراز تخفيض في التكاليف واإلقالل من الوقت والجهد
الضائع لتحسين الخدمة المقدمة للعمالء وكسب رضاءهم. ) 2
هذا الهدف الرئيسي للجودة يشمل ثالث فوائد رئيسية مهمة وهي :
– 1خفض التكاليف :إن الجودة تتطلب عمل األشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة من أول مرة وهذا
يعني تقليل األشياء التالفة أو إعادة إنجازها وبالتالي 2تقليل التكاليف .
-2تقليل الوقت الالزم إلنجاز المهمات للعميل :فاإلجراءات التي وضعت من قبل المؤسسة إلنجاز2
الخدمات للعميل قد ركزت على تحقيق األهداف ومراقبتها وبالتالي 2جاءت هذه اإلجراءات طويلة
وجامدة في كثير من األحيان مما أثر تأثيراً سلبيا ً على العميل .
-3تحقيق الجودة :وذلك بتطوير 2المنتجات والخدمات حسب رغبة العمالء ،إن عدم اإلهتمام بالجودة
يؤدي لزيادة الوقت ألداء وإنجاز 2المهام وزيادة أعمال المراقبة وبالتالي زيادة شكوى 2المستفيدين من هذه
الخدمات .
وإليك أيها القارىء جملة من أهداف وفوائد تطبيق برنامج إدارة الجودة الشاملة :
– 1خلق بيئة تدعم وتحافظ على التطوير المستمر. 2
– 2إشراك جميع العاملين في التطوير .
– 3متابعة وتطوير 2أدوات قياس أداء العمليات .
– 4تقليل المهام والنشاطات 2الالزمة لتحويل المدخالت ( المواد األولية ) إلى منتجات أو خدمات ذات
قيمة للعمالء .
– 5إيجاد ثقافة تركز بقوة على العمالء .
– 6تحسين نوعية المخرجات .
– 7زيادة الكفاءة بزيادة التعاون بين اإلدارات وتشجيع العمل الجماعي .
– 8تحسين الربحية واإلنتاجية .
– 9تعليم اإلدارة والعاملين كيفية تحديد وترتيب وتحليل المشاكل وتجزئتها إلى أصغر حتى يمكن
السيطرة عليها.
ً
– 10تعلم إتخاذ القرارات إستنادا على الحقائق ال المشاعر .
– 11تدريب الموظفين على أسلوب تطوير العمليات .
– 12تقليل المهام عديمة الفائدة زمن العمل المتكرر. 2
– 13زيادة القدرة على جذب العمالء واإلقالل 2من شكاويهم. 2
– 14تحسين الثقة وأداء العمل للعاملين .
– 15زيادة نسبة تحقيق األهداف الرئيسية للشركة .
إن إدخال أي مبدأ جديد في المؤسسة يتطلب إعادة تشكيل لثقافة تلك المؤسسة حيث أن قبول أو
رفض أي مبدأ يعتمد على ثقافة ومعتقدات الموظفين في المؤسسة .إن ( ثقافة الجودة ) تختلف إختالفا ً
جذريا ً عن ( الثقافة اإلدارية التقليدية ) وبالتالي 2يلزم إيجاد هذه الثقافة المالئمة لتطبيق مفهوم إدارة الجودة
الشاملة ( راجع ما ذكرناه عن المقارنة بين اإلدارة التقليدية وإدارة الجودة الشاملة في الفصل األول –
سادسا ً ) وذلك بتغيير 2األساليب اإلدارية .
وعلى العموم يجب تهيئة البيئة المالئمة لتطبيق 2هذا المفهوم الجديد بما فيه من ثقافات جديدة .
إن نشر مفاهيم ومبادىء إدارة الجودة الشاملة لجميع العاملين في المؤسسة أمر ضروري قبل اتخاذ
قرار التطبيق .إن تسويق البرنامج يساعد كثيراً في القليل من المعارضة للتغيير والتعرف 2على المخاطر2
المتوقعة يسبب التطبيق حتى يمكن مراجعتها .
ويتم الترويج للبرنامج عن طريق 2تنظيم المحاضرات أو المؤتمرات 2أو الدورات التدريبية للتعريف
بمفهوم الجودة وفوائدها على المؤسسة .
حتى يتم تطبيق مفهوم إدارة الجودة الشاملة بالشكل الصحيح فإنه يجب تدريب وتعليم المشاركين
بأساليب وأدوات هذا المفهوم الجديد حتى يمكن أن يقوم على أساس سليم وصلب وبالتالي يؤدي إلى النتائج
المرغوبة من تطبيقه .حيث أن تطبيق 2هذا البرنامج بدون وعي أو فهم لمبادئه ومتطلباته قد يؤدي 2إلى الفشل
الذريع .فالوعي الكامل يمكن تحقيقه عن طريق 2برامج التدريب الفعالة.
إن الهدف من التدريب هو نشر الوعي وتمكين المشاركين من التعرف على أساليب التطوير .وهذا التدريب
يجب أن يكون موجها ً لجميع فئات ومستويات 2اإلدارة ( الهيئة التنفيذية ،المدراء ،المشرفين ،العاملين )
ويجب أن تلبى متطلبات كل فئة حسب التحديات التي يواجهونها . 2فالتدريب الخاص بالهيئة التنفيذية يجب
أن يشمل استراتيجية التطبيق بينما التدريب الفرق العمل يجب أن يشمل الطرق 2واألساليب 2الفنية لتطوير2
العمليات .
وعلى العموم فإن التدريب يجب أن يتناول أهمية الجودة وأدواتها 2وأساليبها والمهارات الالزمة وأساليب حل
المشكالت ووضع 2القرارات ومباديء القيادة الفعالة واألدوات اإلحصائية وطرق قياس األداء .
يتم تأليف فرق 2العمل بحيث تضم كل واحدة منها ما بين خمسة إلى ثمانية أعضاء من األقسام
المعنية مباشرة أو ممن يؤدون فعالً العمل المراد تطويره والذي سيتأثر 2بنتائج المشروع. 2
وحيث أن هذا الفرق ستقوم بالتحسين فيجب أن يكونوا 2من األشخاص الموثوق 2بهم ،ولديهم االستعداد للعمل
والتطوير 2وكذا يجب أن يعطوا 2الصالحية المراجعة وتقييم المهام التي تتضمنها 2العملية وتقديم المقترحات
لتحسينها .
إن تقدير األفراد نظير قيامهم 2بعمل عظيم سيؤدي حتما ً إلى تشجيعهم ،وزرع الثقة ،وتدعيم هذا
األداء المرغوب .وهذا التشجيع والتحفيز له دور كبير في تطوير برنامج إدارة الجودة الشاملة في المؤسسة
واستمراريته .وحيث أن استمرارية البرنامج في المؤسسة يعتمد اعتماداً كليا ً على حماس المشاركين في
التحسين ،لذا ينبغي تعزيز هذا الحماس من خالل الحوافز 2المناسبة وهذا يتفاوت من المكافأة المالية إلى
التشجيع المعنوي .
والخالصة أن على المؤسسة تبني برنامج حوافز فعال ومرن يخلق جو من الثقة والتشجيع والشعور
باالنتماء للمؤسسة وبأهمية الدور الموكل إليهم في تطبيق البرنامج .
من ضروريات تطبيق 2برنامج الجودة هو اإلشراف على فرق العمل بتعديل أي مسار 2خاطىء
ومتابعة إنجازاتهم وتقويمها 2إذا تطلب األمر .وكذلك فإن من مستلزمات 2الجنة اإلشراف 2والمتابعة هو
التنسيق بين مختلف األفراد واإلدارات في المؤسسة وتذليل الصعوبات 2التي تعترض فرق العمل مع األخذ
في االعتبار المصلحة العامة .
إن استراتيجية تطوير 2وإدخال برنامج إدارة الجودة الشاملة إلى حيز التطبيق يمر بعدة خطوات أو
مراحل بدء من اإلعداد لهذا البرنامج حتى تحقيق النتائج وتقييمها .
– 1اإلعداد :هي مرحلة تبادل المعرفة ونشر 2الخبرات وتحديد مدى الحاجة للتحسن بإجراء مراجعة
شاملة لنتائج تطبيق هذا المفهوم في المؤسسات األخرى .ويتم في هذه المرحلة وضع األهداف المرغوبة .
- 1التخطيط : 2ويتم فيها وضع خطة وكيفية التطبيق 2وتحديد الموارد الالزمة لخطة التطبيق. 2
– 2التقييم :وذلك باستخدام الطرق اإلحصائية للتطوير 2المستمر وقياس مستوى 2األداء وتحسينها .
خامسا :مراحل مشاريع التحسين
تمر مشاريع 2التحسين للعمليات بعدة مراحل بد ًء من اختيار العملية وحتى تنفيذ مقترحات التطوير ،وفي كل
مرحلة يتم استخدام أدوات وأساليب إدارة الجودة الشاملة إلنجاز الهدف المطلوب .وسنتناول في هذا الفصل
هذه المراحل وفي الفصل السادس سيتم عرض بعضا ً من أدوات الجودة التي تستخدم 2في كل مرحلة .
هنا يتم تحديد مجال الدراسة حيث يتم التركيز على عملية رئيسية واحدة منن أعمال اإلدارة أو القسم
في المؤسسة والمعيار 2في إختيار المشروع يتم بناء على األسس اآلتية :
– 1أن تكون العملية األهم بالنسبة للقسم وأكثر 2المهام تكراراً وتستهلك 2معظم الوقت داخل القسم .
– 2أن تكون العملية تستهلك أغلب موارد 2القسم من حيث العمالة ،المواد ،السيارات ،العدد ،أجهزة
الحاسب اآللي ..إلخ .
– 3أن تكون األهم للعمالء .
إن سوء اختيار المشروع أو العملية سيؤدي حتما ً إلى إضاعة الفرص لتطوير العمليات الحساسة
للعميل أو للمؤسسة وكذلك فإنه يعتبر عامالً من عوامل فشل برنامج الجودة في المؤسسة ( كما سنرى في
الفصل السابع ) .
ومن األدوات والتقنيات التي تستخدم الختيار المشروع 2نذكر مايلي :
- 1تعصيف 2األفكار .
- 2تحليل المنتجات والخدمات .
- 3استبيان العمالء .
وذلك بتحديد إجراءاتها ومهامها 2التفصيلية من البداية إلى النهاية لتقديم الخدمة أو المنتج ويتم تحليل
جميع المهام من حيث أهميتها وفائدتها 2للعميل أو للعملية وحساب الوقت لكل مهمة في العملية .وأيضاً2
يجرى هنا تحديد األسباب الداعية للقيام بهذه المهام وكيفية أدائها .
إن هذه المرحلة تساعد كثيراً في كشف التحسينات الممكنة ومن األدوات التي تستخدم 2في هذه
المرحلة ما يلي :
تخطيط 2العملية . 1
تحليل العملية . 2
تحليل السبب والنتيجة . 3
المرحلة الثالثة :جميع المعلومات وتحليلها .
ويتم هنا تحديد المعلومات المطلوب جمعها وكميتها والطريقة المناسبة لجمعها .وبعد ذلك يتم تحليلها واتخاذ2
القرار المناسب .
وهذا يستلزم 2االتصال بالعمالء والتعرف 2على متطلباتهم من خالل المسح الميداني أو توزيع 2االستبيانات 2أو
دعوتهم لالجتماع بهم ،واألدوات التي تستخدم 2في هذه المرحلة :
اختيار العينة . 1
األدوات اإلحصائية . 2
الرسومات البيانية . 3
استبيانات العمالء . 4
بنا ًء على المعلومات المتوفرة والتي تم جنيها من المرحلتين السابقتين ،يتم هنا تقديم مقترحات وأفكار2
التحسين .ومن األدوات المستخدمة في هذه المرحلة ما يلي :
تعصيف 2األفكار . 1
استبيانات العمالء . 2
وهي المرحلة الحاسمة حيث يتم تحليل ايجابيات وسلبيات فرص التحسينات التي تم التقدم بها وذلك لمعرفة
مدى إمكانية تطبيقها .إن التحليل الجيد للتحسينات ومعرفة مالها وما عليها يساعد كثيراً اإلدارة العليا
بالموافقة عليها أو رفضها. 2