Professional Documents
Culture Documents
آليات تدخل الجماعات المحلية لتحقيق التنمية المستدامة وسبل تفعيلها دراسة ميدانية على بلدية الدويرة - 2
آليات تدخل الجماعات المحلية لتحقيق التنمية المستدامة وسبل تفعيلها دراسة ميدانية على بلدية الدويرة - 2
فروخي و افية آليات تدخل الجماعات املحلية لتحقيق التنمية املستدامة وسبل تفعيلها
ط د .فروخي و افية
طالبة دكتوراه محاسبة وتدقيق ،جامعة البليدة 58
Résumé: ملخص
Le développement durable des rares concepts qui تعد التنمية املستدامة من املفاهيم القليلة التي تجمع
combinent dimension théorique et l'aspect appliqué, et
بين البعد النظري والجانب التطبيقي ،وتستدعي الرؤية
appelle à la vision philosophique et l'avenir des
communautés et des fins de développement, fait الفلسفية واملستقبلية للمجتمعات ومقاصد تطورها .فتشير
référence au développement durable, de supprimer tous التنمية املستدامة إلى إزالة كل املعوقات التي تواجه تطور
les obstacles auxquels est confronté le développement املجتمع ونموه وإظهار قدراته الكامنة ،حيث تبحث عن
de la société et le développement, et de montrer son اقتصاد قوي لتحسين املستوى املعيش ي وتحقيق نوعية حياة
potentiel, où la recherche d'une économie forte pour
أمثل لإلنسان والانتقال من مجتمع متخلف إلى مجتمع
améliorer le niveau de vie et de parvenir à la qualité de
vie optimal pour l'homme et la transition d'une société متقدم في طريق النمو والرقي .فجوهرها هو التفكير في
arriérée à une société avancée dans la voie de la املستقبل وفي مصير ألاجيال القادمة لتحقيق كافة
croissance et de la prospérité, sa essence est de penser متطلباتهم .ولهذا فان إلادارة املحلية املتضمنة لهيئات
à l'avenir et le sort des générations futures à satisfaire إدارية )البلدية والوالية( تعتبر حلقة وصل بين إلادارة
toutes les exigences. Ceci est la raison pour laquelle
l'administration locale comprend les organes املركزية واملواطن ،ومن هنا يمكن تفعيل دور السلطات
administratifs) municipaux et de l'État (considéré املحلية في تحقيق التنمية املستدامة من خالل إتباع آليات
comme un lien entre l'administration centrale et le تساعدها على ذلك بوضع مخططات تنموية لها وتطويرها
citoyen, et de là, nous pouvons activer le rôle des وتنفيذها بما يحقق تنمية محلية لألجيال الحالية
autorités locales dans la réalisation du développement
واملستقبلية.
durable à travers les mécanismes suivants pour les
aider en mettant des programmes de développement الكلمات املفتاحية :التنمية املستدامة ،الجماعات املحلية،
ont élaboré et mis en œuvre pour parvenir à un آليات تحقيق التنمية املستدامة.
développement local pour les générations actuelles et
l'avenir.
Mots clés : développement durable, les collectivités
locales, les mécanismes de développement durable
املقدمة:
استحوذ موضوع التنمية املستدامة خالل العشرين سنة املنصرمة على اهتمام العالم ،فعقدت من أجلها القمم واملنتديات العاملية ونتيجة
لهذا الاستحواذ ،أصبحت التنمية املستدامة مطلبا أساسيا لتحقيق العدالة وإلانصاف في توزيع مكاسب التنمية والثروات بين ألاجيال
املختلفة لشعوب املعمورة املختلفة .ولقد أصبح مصطلح التنمية املستدامة يتداول في مختلف ألاوساط إال أنه يالحظ اعتماده وتطبيقه
يختلف من وسط إلى آخر ،حيث أن لكل واحد منها معايير تحليل خاصة به بحيث يحلل كل وسط املفهوم واملبدأ وفق ما يسمح له باإلجابة
عن ألاسئلة الخاصة به .كما أن مصطلح التنمية امل ستدامة يخخذ مفاهيم مختلفة حسب الوسط الذي يستعمله .فمنهم من يرى أن التنمية
املستدامة هي حماية البيئة ومنهم من يرى أنها إدارة املوارد الطبيعية .وفي ألاوساط ذات العالقة باملؤسسة الاقتصادية ،فهناك من يرى أن
التنمية املستدامة هي إدارة الجودة والبيئة والنزاهة وأخالقيات ألاعمال وإدارة العالقة مع أصحاب املصالح.
ولقد أصبحت الجماعات املحلية املحرك القاعدي لعجلة التنمية املستدامة ،حيث تعتبر الوسيط والرابط بين الحكومة والشعب وهي
أسلوب من أساليب التنظيم إلاداري وصورة من صور الالمركزية ،كما تتمتع بصالحيات واسعة وذلك باعتبارها الشريك ألاساس ي للسلطة
املركزية في تسيير الشؤون العامة ،ولهذا كانت لها حصة ألاسد في تحقيق التنمية املستدامة والنهوض بهذا الدور من خالل ما خوله لها
القانون من آليات وذلك بإمكانية التعاون والشراكة والاتفاق مع أطراف خارجية محلية أو دولية .ولهذا تطرح الاكشكالية التالية:
فيما تكمن آليات تدخل الجماعات املحلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ وما هي سبل تفعيلها؟
أهمية البحث:
تكمن أهمية البحث في تناول الشريك ألاساس ي للدولة وهي الجماعات املحلية وألادوار التي تقوم بها من اجل تحقيق التنمية املستدامة
وذلك باعتماد آليات تختلف من جهة إلى أخرى ،حيث يتم تبادل الخبرات بين هذه الجماعات والاستفادة من التجارب املقدمة.
أهداف الدراسة:
يهدف البحث إلى التعرف على الجماعات املحلية وكذا التنمية املستدامة أهميتها أهدافها وكذا مؤكشراتها ،وما تسعى إليه في تحقيق حياة
أفضل لألفراد من حيث السكن وكذا البيئة ،من خالل الحفاظ عليها والتقليل من مخاطرها مع الاستخدام العقالني للموارد املتوفرة وفي
نفس الوقت املحافظة على نصيب ألاجيال القادمة.
خطة البحث:
تم تقسيم البحث إلى أربعة أجزاء كما يلي:
-1مدخل عام حول الجماعات املحلية.
-2مدخل إلى التنمية املستدامة.
-3آليات الجماعات املحلية في تحقيق التنمية املستدامة.
-4دراسة حالة.
أوال :مدخل عام حول الجماعات املحلية
الجماعات املحلية هي مجموعة ألاجهزة التنفيذية والفنية على املستوى املحلي تتولى إدارة الشؤون والخدمات العامة ذات الطابع املحلي .قد
تكون منتخبة أو معينة وتباكشر اختصاصاتها عن طريق النقل أو التفويض ،فهي تعني توزيع الوظيفة إلادارية في الدولة بين أجهزتها املركزية في
العاصمة وهيئات محلية مستقلة عنها ومن ثم فهي أسلوب من أساليب تنظيم الدولة من كشخنه تحقيق الالمركزية إلادارية .إن إلادارة املحلية
تستوجب وجود قدر من الرقابة من طرف الوصاية تهدف لضمان وسالمة حسن سير املرافق املحلية والحفاظ على وحدة الدولة والتزام
سياستها العامة كما تمتاز بخنها تخفف العبء على إلادارة املركزية التي تعددت وظائفها وتدخالتها في ظل الدولة الحديثة وانشغالها بإدارة
وسائل التنمية.
-1تعريف الجماعات املحلية:
إن التعاريف الواردة حول الجماعات املحلية متعددة مع اختالف تسمياتها في بعض ألاحيان فهناك من يسميها بالحكم املحلي وهذا ما نجده في
ألانظمة ألانجلو سكسونية وما يدور في فلكها ،وهناك من يطلق عليها تسمية إلادارة املحلية administration localeوهو ما يطبع النظام
الفرنس ي والدول التي كانت مستعمرة لها .
إضافة إلى تعريفها من طرف أحد املفكرين الانجليز بخن الجماعة املحلية هي" :ذلك الجزء من الحكومة ألام أو الدولة الذي يختص أساسا
باملسائل التي تهم سكان منطقة معينة أو مكان معين إلى جانب املسائل التي يرى البرملان مالئمة إدارتها بواسطة سلطات محلية منتخبة تكمل
عمل الحكومة املركزية"
كما نجد تعريف الجماعة املحلية عند بعض املفكرين الفرنسيين ومنهم Renardرونار الذي عرفها بخنها ":إلادارة املحلية من كشخنها تكييف
إلادارة العامة من حاجيات ورغبات كل منطقة وجهـة محلية" ()1
ان الجماعات تتمتع باالستقاللية إلى الحد الذي يسمح بخداء املهام بحرية وديمقراطية ،وفي نفس الوقت تخضع إلكشراف السلطة املركزية إلى
الحد الذي يضمن الالتزام بالسياسة العامة للدولة .
ولقد أولت الدول النامية على اختالف ظروفها التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية اهتماما باإلدارة املحلية على اعتبارها مظهر
من مظاهر الدول الحديثة واقتناعها بالدور الحاسم الذي تلعبه في تحقيق التنمية املحلية وذلك اقتداءا بما هو حاصل في الدول ذات
ألانظمة العريقة في هذا املجال مثل فرنسا وبريطانيا
حيث أخذت الجزائر بنظام الجماعات املحلية تدريجيا منذ سنة 1191ثم التقسيم إلاداري لسنة 1974إلى غاية سنة ،1194أين قامت
بتقسيم إداري جديد كما أجرت تعديل في عدد الدوائر سنة . (2) 1990حيث سنقوم بتعريف كل جماعة وتحليل ألادوار املحددة لها قانونا
ألداء مهامها.
-2تعريف الوالية:
تعرف الوالية بخنها ":جماعة المركزية ودائرة حائزة على السلطات املختلفة للدولة ،تقوم بدورها على الوجه الكامل وتعبر عن طموح سكانها،
لها هيئات خاصة أي مجلس كشعبي وهيئة تنفيذية فعالة" ()3
كما عرفتها املادة ألاولى من قانون الوالية " :91-19هي جماعة عمومية إقليمية ذات شخصية معنوية وذات استقالل مالي ولها اختصاصات
سياسية واجتماعية وثقافية...الخ" إذن فالوالية تعد وحدة ترابية إقليمية تتمتع بالشخصية املعنوية والاستقالل املالي ،تباكشر نشاط سياس ي
واقتصادي واجتماعي وثقافي تحت إكشراف ورقابة السلطة املركزية فهي تعتبر حلقة وصل بين املصالح والحاجات املحلية املتميزة عن املصلحة
العامة في الدولة.
يتولى إدارة الوالية والي معين بمرسوم يقدمه وزير الداخلية ويصادق عليه مجلس الوزراء ،كما يعتبر الوالي مندوب للحكومة وممثل لكل
الوزراء يقوم بتنفيذ القوانين واملحافظة على النظام العام في إقليم الوالية ويمثل الدولة أمام القضاء .إضافة إلى مجلس كشعبي والئي يشكل
عن طريق الانتخاب من طرف سكان الوالية)4( .
أ .الوالي وصالحياته:
الصالحيات السياسية :يمثل الوالي رئيس الجمهورية على مستوى الوالية كما يقوم بإعالم الحكومة بكل ما يحدث في إقليم الوالية ويعد
تقارير لكل وزير يهمه ألامر عن كل نشاط أو قضية تتعلق بالحياة السياسية وإلادارية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في الوالية ،وله أن
يطلب مـن السلطة العليا القيام بالتحريات والتحقيقات الالزمة في القضايا التي يرى أنها ذات أهمية.
الصالحيات إلادارية :يمثل الوالي السلطة إلادارية في الوالية ويسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات وتنفيذ قرارات الحكومة والتعليمات التي
يتلقاها من مختلف الوزراء كما يقوم بالتنسيق ويراقب كل مصالح الدولة املكلفة بمختلف القطاعات في إقليم الوالية باستثناء :قطاع التربية
-مصالح الضرائب وتحصيلها -إدارة الجمارك -مفتشية العمل -مفتشية الوظيف العمومي- ،املصالح التي يتجاوز نشاطها إقليم الوالية .
وتخضع هذه القطاعات إلى تسيير السلطة املركزية وتحكمها قواعد موحدة علـى املستوى الوطني .وهو املسؤول عن حفظ النظام العام كما
أن الوالي مكلف بحماية حقوق وحريات املواطنين على مستوى الوالية ()5
ب .املجلس الشعبي الوالئي وصالحياته:
يعد املجلس الشعبي الوالئي هيئة أساسية في املساهمة في تسيير وإدارة الوالية كهيئة إدارية المركزية ،ويعتبر ألاسلوب ألامثل للقيادة
الجماعية إذ يتم انتخابـه من مبدأ حياد إلادارة واملشاركة الشعبية الديمقراطية ويتغير عدد أعضائه حسب العدد إلاجمالي لسكان الوالية
ابتدءا من 35عضوا 259999 /نسمة إلى 55عضوا < 1250000 /نسمة ،وذلك لضـمان املشاركة الواسعة للطبقة السياسية في تسيير
الشؤون املحلية .
يتم تعيين لجان مختصة بين أعضائه محددة في قانون الوالية وهي:
-لجنة الاقتصاد واملالية -اللجان الدائمة:
-لجنة التهيئة العمرانية والتجهيز
-لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية
تعتبر أعمال هذه اللجان أعماال تحضيرية ذات طبيعة فنية استشارية إذ تقترح من طرف أعضاء املجلس أثناء الاجتماعات الرسمية بحيث
تكلف كل لجنة بموضوع اختصاصها
-اللجان املؤقتة :تتشكل في الظروف الطارئة واملستعجلة إذ تقوم بدراسة واحتواء الظواهر الطارئة ،وتتشكل بمداوالت للمجلس ويمكنها
الاستعانة بخي شخص تراه يستطيع أن يقدم لها معلومات حقيقية وواقعية عن إلاكشكاالت املطروحة للبحث والدراسة على مستوى اللجان
املختصة التي تلـزم بإعداد تقارير بذلك
الصالحيات الاقتصادية واملالية :يقوم املجلس في املجال الاقتصادي باملهام التالية:
* يصادق على مخطط الوالية من أجل ضمان التنمية الاقتصادية.
* يتخذ كافة إلاجراءات التي من كشخنها تنمية الوالية وذلك بتشجيع الاستثمارات الاقتصادية على مستوى الوالية.
* بادر ويجسد العمليات التي تهدف إلى حماية وتوسيع ألاراض ي الفالحية ويشجع تدابير الوقاية من الكوارث الطبيعية.
* يتخذ إلاجراءات الالزمة ملواجهة أخطار الفيضانات والجفاف ويعمل على إنجاز أكشغال التهيئة وتطهير مجاري املياه)9( .
الصالحيات املتعلقة بالتهيئة العمرانية :يساهم املجلس باقتراحاته في إعداد مخطط التهيئة العمرانية للوالية ويراقب تنفيذه باإلضافة إلى
متابعة املشاريع ذات البعد الوطني والجهوي.
الصالحيات الاجتماعية والثقافية :يباكشر املجلس مهام عديدة للسهر على حسن سير املرافق الاجتماعية والصحية والتربوية منها:
* برامج تشغيل الشباب)7( .
الفاعلين في التنمية من مجتمع مدني ومنظمات غير حكومية ،وتمكين ألافراد الذين يعانون من الفقر ومنظماتهم من املشاركة في اتخاذ القرار
وتحديد أولوياتهم وتعزيز املساواة ومحاربة كل أكشكال التمييز ،و إرساء الشفافية واملساءلة في برامج التنمية املنتهجة.
/0تعريف التنمية املستدامة
قبل التطرق إلى تعريف التنمية املستدامة البد من تعريف مصطلح " الاستدامة "
الاستدامة :هي أال يقل الاستهالك مع مرور الزمن)12( .
كما أن الاستدامة هي عبارة عن نسيج يجب أن يلف جميع أوجه الحياة ،ويرتب علينا تحديات لتطبيق املصفوفات الجديدة والحلول املناسبة
في قراراتنا اليومية ،وتترجم الاستدامة إلى خيارات وكل خيار له "تكلفة حقيقية" وهي عبارة عن مجموع التكاليف البيئية والاجتماعية
والاقتصادية مقابل املنافع العائدة من كل خيار)13( .
وعليه تعرف التنمية املستدامة كما يلي:
التنمية املستدامة هي ":التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون إلاخالل بقدرات ألاجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم" ()14
التنمية املستدامة هي ":صيانة واستدامة املوارد املتعددة في البيئة تلبية الحتياجات البشر الحاليين الاجتماعية والاقتصادية وإدارتها بخرقى
التكنولوجيا والعلم املتاحين مع ضمان استمرارية املورد لرفاهية ألاجيال التالية")15( .
وقد عرف الاقتصادي الشهير روبرت سولو الحائز على جائزة نوبل لالقتصاد عام 1191التنمية املستدامة بخنها '' :عدم إلاضرار بالطاقة
إلانتاجية لألجيال املقبلة وتركها في الحالة التي ورثها عليها الجيل الحالي" ()19
كما عرفها البنك الدولي بخنها ":تلك التي تهتم بتحقيق التكافؤ املتصل الذي يضمن إتاحة نفس الفرص التنموية الحالية لألجيال القادمة
وذلك بضمان ثبات رأس املال الشامل أو زيادته املستمرة عبر الزمن " حيث أن رأس املال يتضمن رأس املال الصناعي (معدات وطرق) ،الفني
(املعرفة واملهارات) ،الاجتماعي (عالقات ومؤسسات) ،البيئي (الغابات واملوارد الطبيعية))17( .
/8عناصرالتنمية املستدامة:
للتنمية املستدامة عناصر تقوم عليها وهي:
الحكم الرشيد :ارتبط الاهتمام بمسالة الحكم الركشيد باالهتمام املتزايد بالتنمية البشرية املستدامة حيث ال تتحقق التنمية
املستدامة في غياب الحكم الجيد أو الركشيد ،كما وضعت ألامم املتحدة مقومات للحكم الركشيد وهي:
املشاركة :يجب أن يكون ألفراد املجتمع دور فعال في إدارة كشؤون مجتمعهم ،ويقتض ي ذلك أن يتاح للجميع ذكورا وإناثا فرصا كافية
ومتساوية للتعبير عن قضاياهم ومصالحهم وإعالن رأيهم في النتائج املتوقعة من قرارات معينة ،كما يجب أن تتاح لهم فرص حقيقية للتخثير
في عمليات صنع القرارات.
الشفافية :وتعني حرية تداول املعلومات وسهولة الحصول عليها فضال عن صحة املعلومات ودقتها.
املساءلة :يقصد بها أن يكون ألافراد خاضعين للرقابة واملحاسبة عن ممارستهم للسلطات املمنوحة لهم وأن يستجيبوا للنقد ويعدلوا في
قراراتهم.
الاستجابة :يجب أن تسعى كافة ألاطراف لخدمة أفراد املجتمع
سيادة القانون :وهو ما يقتض ي توافر ترتيبات قانونية عادلة فيما يتصل بممارسات ألافراد والجماعات لصالحياتهم في كل املجاالت كما يجب
أن يكون إلاطار القانوني عادال وغير متحيز متحيز ويعتبر حكم القانون من الشروط الضرورية ألعمال املساءلة
الفاعلية :وتعني قدرة املؤسسات للقيام باالستخدام ألامثل للموارد وإدارتها وهذا يقتض ي توافر القدرة والكفاءة من جانب مؤسسات الحكم
الرؤيا إلاستراتيجية :يجب تمتع القادة برؤية طويلة آلاجل حول متطلبات املجتمع وان يكون هناك فهم للتعقيدات التاريخية والثقافية
والاجتماعية التي تقوم عليها هذه الرؤية.
إلانصاف :وهو ما يعني كفالة معاملة عادلة لجميع أفراد املجتمع فضال عن التوزيع العادل لتحقيق التنمية بمعناها الشامل)19( .
املشاركة :تهدف التنمية بطبيعتها إلى مصلحة الفرد داخل املجتمع الذي يعيش فيه وبالتالي ال يمكن أن تحدث التنمية بدون كامل
مشاركته في كل جوانبها وبكل الطاقات املوجودة لديه ،فتحقق التنمية يعتمد على توفير فرص املشاركة
لكل املجتمع بكل أكشكاله حتى يمكن أن يحدث التغيير والتنمية املستدامة في املجتمع)11( .
/3خصائص التنمية املستدامة:
للتنمية املستدامة مجموعة من الخصائص التي تميزها عن غيرها من أكشكال وصور التنمية ومن خالل التعاريف التي وضعت لهذا املفهوم
يمكن استخالص الخصائص التالية:
التنمية املستدامة تعني إحداث تغيرات في جميع مجاالت الحياة الاقتصادية املتمثلة في زيادة في كمية متوسط نصيب الفرد في
الدخل الحقيقي وكذلك الحفاظ على املوارد الطبيعية سواء كانت متجددة أو غير متجددة باالستغالل العقالني لها أما الجانب
الاجتماعي وذلك بتحقيق العدالة الاجتماعية بين فئات املجتمع والبيئة بتحقيق التوازن الببيئي لينعكس على الجانب الاجتماعي
للمجتمع.
التنمية املستدامة هي تنمية دائمة حاضرا ومستقبال تلبي أماني وحاجات الحاضر واملستقبل ،فالدولة تسعى لتحقيق التنمية في
جميع القطاعات لتغطية الحاجيات املتزايدة للمجتمع مع الاعتماد على املشاريع والطرق وآلاليات لضمان حاجيات ألاجيال
املستقبلية.
التنمية املستدامة هي تنمية كشاملة ومسؤولية مشتركة وذلك في جميع قطاعات الدولة وتقع على عاتق الدولة بمختلف مستوياتها
للمساهمة في عملية اتخاذ القرار.
يعتبر مصطلح التنمية املستدامة مصطلح عالمي ،وذلك من خالل الدراسات السياسية والاقتصادية والثقافية التي ساهمت في
إدراج مفهوم يجسد التنمية املستدامة.
للتنمية املستدامة أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية متشابكة ومتداخلة مع بعضها البعض في إطار تفاعلي يتسم بالضبط
والتنظيم والتركشيد.
للتمنية املستدامة أهداف تسعى لتحقيقها من خالل آليات فعالة ومبادئ تقوم عليها.
وجود عالقة تكاملية بين البيئة من ناحية والتنمية من ناحية أخرى وهذه العالقة طردية إذ ترتبط بينهما عالقة تكاملية وتوافقية
لتحقيق تنمية كشاملة في جميع القطاعات املختلفة)29( .
/9أهداف التنمية املستدامة:
تحقيق حياة أفضل للسكان وذلك من خالل عمليات التخطيط وتنفيذ السياسات التنموية وعن طريق التركيز على مجاالت
وجوانب النمو وكيفية تحقيق نمو جيد للمجتمع سواء الاقتصادي أو الاجتماعي والنفس ي والروحي حيث يكون بشكل مقبول
وديمقراطي.
احترام البيئة الطبيعية :إن الارتباط الوثيق بين التنمية املستدامة والبيئة هو الذي أدى إلى أن يكون الهدف الرئيس ي وراء التنمية
املستدامة هو الحفاظ على البيئة واحترامها لتصبح عالقة تكامل وانسجام ،فنظافة البيئة أساس حياة إلانسان ،وحمايتها تؤدي
إلى ترقية تنمية وطنية مستدامة بتحسين كشروط املعيشة والعمل على ضمان إطار معيش ي سليم يحقق تنمية مستدامة للمجتمع
ككل.
تهدف التنمية املستدامة إلى توعية السكان باملشكالت واملخاطر البيئية التي تحدث فبالتوعيـة تحدث تنمية باملسؤولية تجاه
أهمية الحفاظ على البيئة ،وفي حث ألافراد على إيجاد حلول إلعداد وتنفيذ ومتابعة برامج ومشاريع وسياسات التنمية املستدامة
(تنشئة بيئية).
وكذلك تسعى لتحقيق استغالل أمثل واستخدام عقالني للموارد ،فالتنمية املستدامة لتحقيق أهدافها عليها بتوظيف استغالل
هذه املوارد بشكل عقالني مخطط له ومدروس لكي ال تستنزف وتدمر هذه املوارد وتفقدها فالحفاظ على متطلبات ألاجيال
القادمة.
ربط التكنولوجيا الحديثة واملعاصرة بخهداف املجتمع وذلك بتوظيف هذه الوسائل بما يحقـق ويخدم املجتمع ،وذلك باستغاللها
ملا يحقق تنمية لألفراد واملجتمع وفي تحقيق ألاهداف املنشودة دون أن تكون له أثار سلبية على املجتمع.
إحداث تغيير مستمر في حاجات وأولويات املجتمع ،وذلك بتحقيق التوازن الذي بواسطته يحقق التنمية الاقتصادية ويؤدي إلى
التحكم في املشكالت البيئة الخاصة ،وبدوره يؤدي إلى إيجاد بدائل مناسبة لهذه املشاكل)21( .
/0مؤشرات التنمية املستدامة:
إن مؤكشرات التنمية املستدامة تسمح لنا بقياس مدى تقدم الدولة أو الجماعات املحلية في تحقيق هذه ألاخيرة مما يسمح باتخاذ قرارات
وطنية ومحلية ناجعة ،حيث تتمثل هذه املؤكشرات:
)0املؤشرات الاقتصادية:
نصيب الفرد من الناتج املحلي إلاجمالي :وتتجسد أهمية هذا املؤكشر من خالل قياسه ملستوى إلانتاج وحجمه.
نسبة إجمالي الاستثمارإلى الناتج املحلي إلاجمالي :ويقيس هذا املؤكشر نسبة الاستثمار ألاجنبي إلى إلانتاج املحلي واملشروعات الوطنية.
نسبة الدين الخارجي كنسبة مئوية من الناتج املحلي إلاجمالي :يقيس هذا املؤكشر درجة مديونية الدول ويساعد في تقييم قدرتها على
تخفيض الديون.
إجمالي املساعدات الدولية كنسبة من إجمالي الناتج املحلي :يقيس هذا املؤكشر مستويات املنح واملساعدات املادية من الدول
املتقدمة إلى الدول النامية والتي تهدف إلى النهوض بالتنمية والخدمات الاجتماعية داخل البلدان النامية)22( .
/2الرسم التطهيري :يؤسس هذا الرسم سنويا لفائدة البلديات التي تشتغل فيها مصلحة رفع القمامات املنزلية ،حيث تقدر قيمتها بين 199
دج إلى غاية 1259دج وهذا بحسب عدد السكان)29( .
/3الرسم على املذابح :يستحق هذا الرسم جراء ذبح الحيوانات ويطبق على مالك املذبح.
/4رسم إلاقامة :يطبق على ألاشخاص املقيمين في البلدية وعلى اليوم الواحد إذ ال تقل عن 19دج وال تزيد عن 29دج دون أن تتجاوز 59دج
للعائالت.
الضرائب املحصلة للدولة والجماعات املحلية :توزع بين الدولة والجماعات املحلية وهي:
/1الرسم عل القيمة املضافة :TVAحيث تقدر نسبتها حسب قانون املالية 2917بـ %11يوزع إجمالها كما يلي:
* % 95مليزانية الدولة %19 * ،لصالح صندوق املشترك للجماعات املحلية %5 * .لصالح البلدية.
/2الضرائب عل ألامالك :تتراوح نسبتها بين %5و %25من مجموع املمتلكات والحقوق حيث يوزع إجمالها كما يلي:
* %99مليزانية الدولة %29 * .مليزانية البلدية % 29 * .للصندوق الوطني للسكن)21( .
.IIالتمويل الذاتي :حيث تقوم الجماعات املحلية باقتطاع ما يتراوح بين %19و % 29من إيرادات التسيير لفائدة التجهيز
والاستثمار ،هذا ما نصت املادة 191و 139من قانون البلديات والواليات حيث يتم صيانة الهياكل التابعة للبلدية أي
لعمليات صيانة املنشات الاقتصادية والاجتماعية وكذا كل العمليات التي تعمل على تحسين املستوى املعيش ي
للمواطنين وبالتالي تقوم الجماعات املحلية بتحقيق تنمية مستدامة ذاتيا.
.IIIإيرادات وعوائد أمالكها :تتوفر الجماعات املحلية على إيرادات أمالك متنوعة ،وهي تنتج عن الاستغالل أو استعمال
الجماعات املحلية ألمالكها بنفسها باعتبارها أشخاص اعتبارية تنتمي للقانون العام أو تحصيل الحقوق أو الضرائب
مقابل استغاللها من طرف الخواص ،وأهمها إيرادات بيع املحاصيل الزراعية وحقوق إلايجار ،وحقوق استغالل
ألاماكن كاملعارض وألاسواق.
.IVإيرادات الاستغالل املالي :وهي إلايرادات الناتجة عن بيع منتجات أو عرض خدمات توفرها الجماعات املحلية وتتكون
من:
*إلايرادات التي * عوائد وزن والكيل * .عوائد الرسوم والذبح (ختم اللحم وفحصه وحفظه) * .عوائد املتاحف والحضائر العمومية.
توفرها مصالح التخزين العمومي)39( .
ب .آليات خارجية
للجماعات املحلية آليات أخرى تتدخل بها لتحقق التنمية املستدامة ،حيث تكون خارجية من طرف الدولة أو جماعة محلية أخرى أو البنوك.
ولهذا سنعرض هذه آلاليات كما يلي:
.Iالصندوق املشترك للجماعات املحليةFCCL :
هو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري لها الشخصية املعنوية والاستقالل املالي .موضوع تحت وصاية وزارة الداخلية والجماعات املحلية حيث
يتكفل هذا الصندوق باملساهمة في التنمية املحلية املستدامة بتخصيص عائدات سنوية للبلديات والواليات حيث يتكون هذا الصندوق من
صندوقين وهما:
صندوق التضامن :يقدم هذا الصندوق إعانات سنوية مليزانية الوالية والبلدية من اجل تحقيق مشاريع التجهيز والاستثمار وفق مخططها
التنموي خاصتا تلك التي تعاني فقرا من حيث املوارد املالية كما يقدم تخصيصات استثنائية للجماعات املحلية التي تعاني صعوبات مالية أو
تعرضت لكوارث طبيعية حيث تتوزع موارد هذا الصندوق % 75 :للبلديات و % 25للواليات.
صندوق الضمان :يقوم هذا الصندوق بضمان تحصيل الجماعات املحلية لتقديراتها الجبائية وذلك مقابل مساهمتها السنوية)31( .
القروض: .II
تلجا الجماعات املحلية لالقتراض النجاز برامج التجهيز املحلي غير أنه مشروط بقدرات التسديد التي تتوفر عليها الجماعات املحلية ،إن
اللجوء إلى الاقتراض نادر جدا في الجزائر حيث ارتبط بتمويل الجماعات املحلية عدة مؤسسات مالية كصندوق الوطني للتوفير والاحتياط
وعدة بنوك كالقرض الشعبي الجزائري ،وبنك التنمية املحلية .فالقرض وسيلة هامة في يد الجماعات املحلية لتحقيق أهداف التنمية من
خالل املصدر املالي الذي تتيحه هذه القروض إذا تم استغاللها أحسن استغالل من حيث حسن التسيير.
.IIIإلاعانات الحكومية:
تلعب السلطات املركزية دورا هاما في التمويل املحلي وذلك عن طريق تخمين قواعد الرقابة والشروط القانونية ،وبما أن إلايرادات الذاتية ال
تكفي لتغطية النفقات فإن السلطات املحلية تجد نفسها مرتبطة باإلعانات أو املساعدات الحكومية ،حيث يوجد مخططين يعتبران آلية
تتدخل بها الجماعات املحلية لتحقيق التنمية املستدامة على مستواها)32( .
/11عقد كشراكات واتفاقيات مع جهات أخرى إلقامة أسواق مشتركة وكذا تبادل السلع والخدمات.
سبل تفعيل آليات الجماعات املحلية:
العمل وفق املخططات الوطنية للتنمية الفالحية وهذا للنهوض بالقطاع في البلدية أو الوالية وقطع الصلة مع املساعدات املركزية
والاعتماد عليها بشكل كبير في ميزانيتها.
زيادة الامتثال للمعاهدات بالتغلب على التكاليف إلادارية وعبء إلابالغ الشديد الواقع على كاهل ألاطراف ،وتحسين الرصد والامتثال،
وزيادة التنسيق ،وبخاصة على الصعيد الوطني واملحلي.
الحرس على كفاءة وفعالية طاقم مصلحة املحاسبة في البلديات والواليات وذلك لتفادي السرقة والركشوة.
تهيئة بيئات تمكينيه من اجل الابتكار وتطبيق الحلول املستجدة وذلك باستخدام ألادوات الاقتصادية ،والتكنولوجيات الجديدة،
وإتباع نهج أكثر تكيفا يتحرر من نظم إلادارة وإلانتاج التقليدي وإتباع أنماط لالستهالك وإلانتاج تكون أكثر قابلية لالستدامة (إلانتاج
ألانظف – الالتزام البيئي).
تعبئة املوارد املالية للتصدي لكل املشاكل وذلك من خالل إتباع نهج مبتكر ،بما يشمل تقديم مدفوعات مقابل خدمات النظم
الايكولوجية مع التوصل إلى نظام تجارى متعدد ألاطراف يكون مفتوحا وغير تمييزي ومنصفا ()39
تحسين مستوى إلاداريين ورفع مهاراتهم وكفاءتهم.
تفعيل النصوص القانونية املتعلقة بالبلدية والوالية في مجال الخدمات العامة.
تشجيع املواطنين على البقاء في املناطق الريفية والنائية ،وهذا بعد توفير ألامن وجمع املرافق الضرورية بغية تعزيز التنمية الفالحية
والحيوانية ،وتقليص معدل النـزوح والهجرة نحو املدن
تجديد التزام كافة قطاعات املجتمع ،من قادة املجتمع الدولي والشباب ،بتحقيق ألاهداف املحلية املتفق عليها للقضاء على الفقر مع
العمل على ضمان تحقيق التنمية املستدامة في الوقت ذاته.
املساهمة في املناقشات الوطنية والعاملية الجارية ،وعرض نتائج الاجتماعات/توصيات الاجتماعات رفيعة املستوى)37( .
حث املواطنين على التبرع من اجل التنمية الاقتصادية املستدامة ورفع مستوى املعيش ي من خالل التنمية والتشغيل.
كشراكة بين القطاع الخاص ألاجنبي واملواطنين بالبلدية أو الوالية ()39
رابعا :دراسة حالة
سنتطرق في هذا العنصر إلى دراسة آلاليات التي تتدخل بها بلدية الدويرة لتحقيق التنمية املستدامة حيث نشير إلى التعريف بها أوال ثم
نتطرق إلى الدراسة اعتمادا على معطيات مقدمة من طرف رئيس مصلحة املحاسبة في البلدية.
التعريف بالبلدية:
تعتبر بلدية الدويرة واحدة من البلديات الخمس التابعة لدائرة الدرارية ,تقع في جنوب غرب والية الجزائر لها حدود مع والية البليدة حيث
تحتل املرتبة ألاولى من حيث املساحة في والية الجزائر و بعدد نسمة ال يفوق 59 999نسمة تتضمن 5مراكز وهي :مركز الرمضانية,
الرحمانية ,أوالد منديل ,الدكاكنة ومركز حاج يعقوب كلها مناطق ريفية بالدرجة ألاولى حيث تتمتع البلدية بمساحات خضراء وأراض ي زراعية
وكذا سد دخل حيز الاستغالل سنة 2911بطاقة استيعاب 9ماليين متر مكعب يمكن سقي بها أكثر من 17ألف هكتار وعليه يعتبر إمكانية
تنموية للبلدية .
الدراسة امليدانية التطبيقية لبلدية الدويرة (معطيات سنة :)8509
من خالل الدراسة التي قمنا بها في بلدية الدويرة على مستوى مصلحة املحاسبة واملالية قدمت لنا املعلومات التالية:
تحصلت البلدية ككل سنة على بطاقة الحسابات الخاصة بها ) (Annexe 6واملقدمة من طرف مديرية الضرائب املتضمنة لكل إيرادات
البلدية الجبائية والتي تعتبر كآلية تعتمد عليها البلدية في تحقيق تنميتها املستدامة حيث سنعرض هذه البطاقة كما يلي:
الحاصلة والتقشف الذي يسود البلد وعليه يمكن القول ان البلدية فقدت آلية كانت في السابق مصدر لتمويل وتحقيق التنمية فيها وعليه
فالبلديات تساهم في ضخ ألاموال للصندوق إال أن الاستفادة تراجعت بشكل كبير وبالتالي أصبحت تعتمد على مصادرها الذاتية أكثر.
مخطط البلدية للتنميةBCD :
سنعرض في هذا املخطط املشاريع التنموية لسنة 2919علما انه يوجد بعض املشاريع املبرمجة منذ سنة 2911و 2915إال انه لم يتم الشروع
فيها بعد أو بلغت نسبة معينة من الانجاز كما يوضحه الجدول التالي:
نسبة التقدم في مدة إتمام املبلغ إلاجمالي للمشروع سنة وصف املشروع
املشروع املشروع املشروع
قراءة الجدول:
بالنسبة للمخطط القطاعي املتضمن لـ 99مشاريع 94خاصة بسنة 2919أما باقي املشاريع ألاخرى فهي مشاريع سنتي 2914و 2915التي لم
تبدأ ألاكشغال فيها بعد .بالنسبة ملشاريع 2919فتم انجاز قاعتي املطالعة في مركز الرمضانية وأوالد منديل بقيمة إجمالية تقدر بـ 1.571.199
دج حيث يعتبر هذا النوع من املشاريع حضاري محلي مستدام بالدرجة ألاولى أما بالنسبة للمشاريع ألاخرى التي تقدر قيمتها إلاجمالية
39.153.995.99دج فلم تعرف النشخة ولو بنسبة %1نظرا لبعض الظروف خاصتا واملشروعين (*) فعدم القدرة على كشراء حافلة مدرسية
وسيارة عمل يرجع إلى خضوع هذا النوع من العمليات إلى ترخيص من وزارة الداخلية والجماعات املحلية .أما مشروع تهيئة منطقة فرز
النفايات الخاصة بالبلدية فهو مشروع مبرمج له منذ سنة 2914إال أن انجازه لم يبدأ بعد.
وعليه ما نستنتجه هو أن النسبة املوجهة للتنمية املستدامة نسبة ال تفي بالغرض وال تكفي إال لإلنارة وتصليح الطرقات والرصيف أما
املشاريع الكبيرة التي يمكن للبلدية أن تصبح من خاللها بلدية منتجة مستقلة ماليا بمعنى الكلمة ال تكفي خاصتا وان بلدية الدويرة من
البلديات الفقيرة التي تعتمد على إلاعانات بشكل كبير رغم توفرها على أراض ي زراعية تكسبها النفيس وكذا املساحات الخضراء التي يمكن من
خاللها أن تكون البلدية رائدة في مجال الفالحة وتربية املواش ي خاصتا وأنها تتضمن 95مراكز كلها ريفية .وعليه نقول ان بلدية الدويرة تعتمد
على آلاليات الخارجية لتحقق التنمية املستدامة رغم ضعف املشاريع التنموية فيها وعليه يجب أن تغطي العجز باالعتماد على خلق املورد
املالي داخليا باالستثمار والصناعة والزراعة وتربية املواش ي.
كما سبق وتطرقنا أن البلديات كلها وبشكل خاص بلدية الدويرة تعاني من تعطل املشاريع نظرا للعراقيل في الحصول على التراخيص
والاعتمادات من الوزارات أو من الوالية ،كما تعاني البلديات من العجزاملكتسب الذي اكتسبته من السنوات السابقة فهي تعاني من عجز في
تسيير امليزانية نظرا لضعف امليزانية من جهة والقيود من جهة أخرى.
وعليه نقول ان الجماعات املحلية مستقلة قانونا إال أن واقعيا مازالت مقيدة بالبيروقراطية املركزية ألامر الذي ضعف دورها في تحقيق
تنميتها املستدامة ،وبما أن الدولة تتدخل مباكشرتا من خالل املخططات البلدية للتنمية وكذا املخططات القطاعية للتنمية فنقول أن التنمية
املستدامة من مهام الدولة.
بالنسبة لسنة 2917برمج لها مشروعين جد مهمين لخدمة مواطني البلدية حيث خصص لهما ميزانية تقدر بحوالي 19.999.999دج حيث
يتمثل هذين املشروعين في:
* بناء ساحة ألعاب في مركز الدكاكنة.
* إلانارة العمومية في ألاحياء الغير متوفرة على إلانارة في مركز حاج يعقوب.
الخاتمة:
في الختام يمكن أن نستنتج انه ورغم آليات الجماعات املحلية الذاتية والخارجية املحصل عليها إال أنها تبقى غير كافية ملواجهة حاجات
املواطنين املتزايدة ولتحقيق التنمية املحلية املستدامة .يرجع هذا إلى ضعف استعمال الوسائل واملوارد التي تملكها وكذا القيود التي تعيق
حرية استعمالها ،هذا ما يستدعي إيجاد موارد جديدة بجعل هذه الجماعات منتجة أي تنتج مواردها بنفسها وتنفقها بنفسها وبحسب
أولوياتها ملواجهة املتطلبات املحلية والوطنية .ومن خالل الدراسة التي أجريناها على مستوى بلدية الدويرة الحظنا أن دورها لم يرق إلى
التفعيل الحقيقي للتنمية املستدامة نظرا للتركيبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ملحيطها وكذا ضعف آلياتها التي تعتمدها في تحقيق
التنمية املستدامة فالصندوق املشترك قد انسحب من تمويل البلديات ،كما يتم اقتطاع مبالغ كبيرة من حساب البلدية إلى الوالية ( % 59من
الرسم املنهي) اضافتا إلى عدم قدرة البلديات على استرجاع كل ممتلكاتها ألامر الذي يقلل من إيرادات ممتلكاتها.
وفي ألاخير يمكن القول انه يجب على الجماعات املحلية أن ال تعتمد بشكل كبير على آلاليات الخارجية لتحقيق التنمية املستدامة ،فيجب
عليها أن تنتج مواردها املالية بنفسها وذلك بضبط كل أمورها من خالل:
/1تحصيل كل ممتلكاتها
/2استغالل املرافق الغير مستغلة التي يمكن أن تعود عليها بإيرادات.
/3التركيز على الاستثمار الصناعي وجذب املستثمرين الخواص لالستثمار في البلدية أو الوالية من خالل تقديم تسهيالت والدعم)31( .
املراجع:
/1منير ابراهيم كشلبي ،املرفق املحلي دراسة مقارنة ،دار الفكر العربي1117 ,
/2عثمان عزيزي ،دور الجماعات واملجتمعات املحلية في التسيير والتنمية بوالية خنشلة ،مذكرة ماجستير في التهيئة العمرانية قسنطينة2999. ,
/3ميثاق الوالية ،الجريدة الرسمية العدد 44الصادر بـ1191/95/25 :
/4املادة رقم 99من قانون الوالية 91-19الصادر ب 97افريل .1119
/5املادة 14و 15من قانون الوالية 91-19
/9املواد 73 ,94 ,93 ,99من قانون الوالية .91-19
/7املادة 75من قانون الوالية .91-19
/9املادة 71من قانون الوالية .91-19
/1قانون البلدية 99-19الصادر ب 1119/94/97الجريدة الرسمية العدد 15الصادرة في ,1119/94/11ص.93-92 :
/19عثمان عزيزي ،مرجع سالف الذكر ،ص.32-31-39:
/11لخضر مرغاد ،إلارادات العامة للجماعات املحلية في الجزائر ،مجلة العلوم إلانسانية ،2995 ،ص.2:
/12خالد مصطفى قاسم ،إدارة البيئة والتنمية املستدامة في ظل العوملة املعاصرة ،الدار الجامعية إلاسكندرية ،مصر ،2997،ص.2:
/13العايب عبد الرحمان ،التحكم في ألاداء الشامل للمؤسسات الاقتصادية في الجزائر في ظل تحديات التنمية املستدامة ،جامعة سطيف ،كشهادة دكتوراه,2911 ,
ص39:
/14خالد مصطفى قاسم ،مرجع سالف الذكر ،ص.29:
/15صالح عباس ،التنمية املستدامة في الوطن العربي ،مؤسسة كشباب الجامعة للنشر ،مصر , 2919،ص.17:
/19كشعبان فرج ،الحكم الراكشد كمدخل حديث لتركشيد إلانفاق العام والحد من الفقر دراسة حالة الجزائر ( ،)2919-2999اطروحة دكتوراه جامعة الجزائر ,93
،2912ص33:
/17عبد هللا الحرتس ي حميد" ،السياسات ودورها في تحقيق التنمية املستدامة ،مع دراسة حالة الجزائر "2994-1114مذكرة ماجستير ،كلية العلوم الاقتصادية وعلوم
التسيير ،جامعة الشلف ،2995 ،ص.25:
/19عبد الرزاق جلبي علي ،دهاني خميس أحمد عبده ،علم اجتماع التنمية (رؤى نظرية وتجارب إنسانية) ،دار املعرفة الجامعية ،مصر ،2991 ،ص22.:
/11علي عبد الرزاق ،مرجع سالف الذكر ،ص.24-23 :
/29عصماني خديجة ،مومن الغالية ،إكشكالية التنمية املستدامة في الجزائر ،مذكرة ليسانس علوم سياسية ،جامعة ورقلة ،2913 ,ص19. :
/21عثمان دمحم غنيم ،وماجدة أبو زنط ،التنمية املستدامة فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها ،دار الصقا ،عمان ,2919 ،ص31-39:
/22علي عبد الرزاق ،مرجع سالف الذكر ،ص.25 :
/23طلبة فرع إلادارة املحلية ،رهانات جديدة للتنمية املحلية ،املدرسة الوطنية لإلدارة ،دفعة ,2995 ,31ص.99 :
/24علي عبد الرزاق ،مرجع سالف الذكر ،ص.27-29 :
/25قدي عبد املجيد ،امللتقى الدولي الاول الاقتصاد الجزائر في الالفية الثالثة ،جامعة سعد دحلب البليدة 21-29 ,ماي .2992
ي
/29حياة بن اسماعين ،وسيلة السبتي '،التمويل املحلي والتنمية املحلية نماذج من اقتصاديات الدول النامية ،ملتقي الدولي حول :سياسات التمويل وأثرها على
الاقتصاديات واملؤسسات دراسة حالة الجزائر والدول النامية ،جامعة بسكرة يومي 21و 22نوفمبر ،2999ص.12 :
/27قانون املالية التكميلي .2911
/29املادة 15من قانون املالية 2999.
/21عائشة احمد كشريف ،البلدية ودورها في التنمية املحلية ،دراسة حالة البرواقية ،كشهادة ماجستير ،جامعة سعد دحلب ،2912 ,ص.41-47 :
/39محسن يخف ،دور الجماعات املحلية في تحقيق التنمية املحلية دراسة حالة والية بسكرة ،كشهادة ماجستير ،جامعة بسكرة ،2914 ,ص11 :
/31عائشة احمد كشريف ،مرجع سالف الذكر ،ص.54 :
/32محسن يخف ،مرجع سالف الذكر ،ص14. :
/33عبد السالم لعيافي ،التنمية املحلية والفوارق املجالية في إقليم كشلغوم العيد :الفاعلون والبرامج ،ماجستير جامعة قسنطينة ،2991 ,ص.35-34 :
/34املرسوم التنفيذي رقم 227-19املؤرخ في 11ربيع الاول 1411املوافق ل 13جانفي 1119املتعلق بنفقات الدولة للتجهيز املادة 1الفقرة (أ) ص.9 :
/35عبد السالم لعيافي ،مرجع سالف الذكر ،ص.34 :
/39د وحيد امام ،د موس ى ابراهي ،تفعيل القانون للتنمية املستدامة ،مقال نشر في ،2919/1/14الاتحاد النوعي للبيئة
/37القمة العاملية للحكومات ،تفعيل اهداف التنمية املستدامة 19-99 ,2919فيفري 2919دبي.
/39دمحم محمود عبد هللا يوسف ،دور الجهوية في تحقيق التنمية املستدامة باملغرب ،منشورة ،2912القاهرة ،ص19:
/31من إعداد الطالبة باالعتماد على معلومات مقدمة من مصلحة املحاسبة واملالية في بلدية الدويرة.