You are on page 1of 164

3333333333333333333333333333333333333333

3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
3333333333333333333333333333333333333333333
33333333333333333

1
‫ُ‬
‫المئة المانحة إلتقانه كالفاتحة‬
‫ِ‬

‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫المئة المانحة إلتقانه كالفاتحة‪.‬‬
‫اسم الكتاب‪ِ :‬‬
‫اسم الكاتب‪ :‬عادل الجندي‪.‬‬
‫ى‬
‫مصطف النجار‪.‬‬ ‫تصميم الغالف‪:‬‬
‫التهام يونس‪.‬‬
‫ي‬ ‫المراجعة اللغوية‪ :‬إيمان صالح الدين –‬
‫الفن‪ :‬جمال عبدالرحيم‪.‬‬‫اإلخراج ى ّ‬
‫ي‬
‫الطبعة ‪ /‬الرابعة‪.‬‬
‫رقم اإليداع‪1682 / 2022:‬‬
‫الدول‪978 – 977 – 6939 – 24 – 0 :‬‬ ‫ر‬
‫التقيم‬
‫ي‬

‫‪arabiclibrary2017@gmail.com‬‬
‫‪almaktaba79@gmail.com‬‬
‫‪Facebook.com/arabiclibrary2017‬‬
‫‪01030365801 - 01014977934‬‬

‫للمكتبة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬وال يجوزاستخدام أي من المواد‬


‫التي يتضمنها هذا الكتاب ‪ ،‬أو استنساخها أو نقلها‪ ،‬كليا أو جزئيا‪ ،‬في‬
‫أي شكل وبأي وسيلة‪،‬دون الحصول على إذن خطي من الناشر‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المئةُ المانحة إلتقانه‬
‫ِ‬
‫كالفاتحة‬
‫ر‬
‫أكث من ِمئة نصيحة عملية‬
‫إلخراج حافظ ضابط ُمتقن لكامل القرآن الكريم‬

‫إعداد‪ /‬عادل الجندي‬

‫‪4‬‬
‫ُ‬ ‫المثل األعىل‪ُ ،‬‬
‫إىل َ‬
‫النموذج والقدوة‪ ..‬أبــي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫إىل أك رث األماكن ْأمنا عىل ظهر األرض‪ ..‬أمــي‪.‬‬

‫حيات أثق بأن َس ْع ِ ين إليه كان هو الصواب‪ ..‬زوجتــي‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ر‬


‫ي‬ ‫شء يف‬
‫إىل أكث ي‬
‫َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫رقص‬ ‫بأت َمسلوب اإلرادة تماما‪ ،‬إن ضحكت‬
‫ي‬ ‫أمامها‬ ‫حس‬ ‫أ‬ ‫الن‬
‫إىل ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ابنن‪..‬‬
‫ي‬ ‫منه‪،‬‬ ‫تقطر‬ ‫بالدموع‬ ‫أحسست‬ ‫بكت‬ ‫أو‬ ‫ؤادي‪،‬‬ ‫ف‬

‫علياء عادل الجندي‪.‬‬


‫ا‬ ‫ًُ‬
‫بن‬
‫ي‬ ‫كتا‬ ‫أجر‬ ‫يحرمكم‬ ‫أَّل‬ ‫هللا‬ ‫وأسأل‬ ‫العمل‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫هدي‬ ‫أ‬ ‫إليكم جميعا‬

‫متجدد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وعطاء‬
‫ٍ‬ ‫دائم‪،‬‬
‫دعم ٍ‬
‫له؛ لما بذلتموه من ٍ‬

‫‪5‬‬
6
‫ُمقدِمــة‬

‫ُ‬ ‫ا ُ‬ ‫ُ‬
‫صحبه‬
‫ِ‬ ‫هللا‪ ،‬وعىل ِآل ِه و‬
‫رسول ِ‬
‫ِ‬ ‫والصالة والسالم عىل‬ ‫هلل‪،‬‬
‫الحمد ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫واَّله وبعد‪..‬‬ ‫ومن‬
‫النية عندي ُمنعقدة عىل نش رسالة صغثة أقوم فيها بخط‬ ‫كانت ّ‬

‫الن‬
‫عث الهاتف" ي‬ ‫جميع قواعد وتفاصيل دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫ُ‬ ‫ْ ى‬
‫انطلقت يف موسمها األول عام ‪2017‬م ويشف عليها الفقث إىل هللا‬
‫لكثة السؤال عنها‪ ،‬بحيث من يسأل‬ ‫كاتب هذه السطور‪ ،‬وذلك نظ ًرا ر‬

‫عن الدورة وشوطها وطريقة اَّللتحاق بها‪ ...‬إلخ إلخ‪ ،‬أقوم بإرسال‬
‫شء‪ ،‬فيخترص عىل نفسه عناء‬ ‫هذه الرسالة إليه فيعرف من خاللها كل ي‬
‫ُ ى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫نفس‪ :‬لماذا َّل‬
‫ي‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫قلت‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫م‬‫ث‬ ‫وعىل وقت اإلجابة‪،‬‬
‫ي‬ ‫السؤال‪،‬‬
‫ى‬
‫أكث بإضافة بعض النصائح والفوائد يف‬ ‫أجعل لهذه الرسالة فائدة ر‬
‫ُ‬
‫عملية الحفظ والمراجعة‪ ،‬بحيث يستفيد منها كل من ينظر فيها ممن‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫لهم رغبة يف حفظ ومراجعة القرآن الكريم وإن ل ْم تكن لهم رغبة يف‬
‫ُ‬
‫نفس أن يكون المصدر األول‬ ‫ي‬ ‫اَّللتحاق بالدورة‪ ،‬وقد أخذت عىل‬
‫ى‬
‫خث يت العملية المتواضعة يف مجال تعليم‬ ‫واألخث لمادة هذا الكتاب ر‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫شء آخر‪.‬‬ ‫وتحفيظ كتاب هللا ـ تعاىل ـ ألكث من ثالثة عش عاما‪ ،‬وَّل ي‬

‫‪7‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ثم حرصت كل الحرص عىل أن يكون الكتاب موجزا‪ ،‬مخترصا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ُمكثفا‪ ،‬بعيدا كل البعد عن الكالم المكرر المحفوظ حول حفظ القرآن‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الن َّل يخلو منها‬
‫الكريم ومراجعته‪ ،‬مبتعدا أيضا عن الحديث يف األمور ي‬
‫ً‬
‫ـ تقريبا ـ أي كتاب يتكلم عن حفظ القرآن الكريم‪ ،‬كاإلخالص‪ ،‬والدعاء‪،‬‬
‫ى‬
‫واليقي‪ ،‬والتوكل‪ ،‬واَّلستغفار‪ ،‬وصدق اللجوء إىل هللا‪ ..‬إلخ إلخ‪َّ ،‬ل‬
‫ه أهم من عملية الحفظ نفسها‪ ،‬وخلو‬ ‫لعدم أهمية هذه األمور‪ ،‬بل ي‬
‫ً‬
‫قاصد حفظ القرآن منها يجعل حفظه له وباَّل عليه؛ وإنما ألنها‬
‫ى‬
‫محفوظة معلومة لدى الجميع‪ ،‬وتحققها واجب يف جميع أفعال‬
‫ى‬
‫وترصفات المسلم‪َّ ،‬ل يف حفظ القرآن فقط‪ ،‬ولعل الغالبية العظىم‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫حي تقع عليها يف كتاب يتحدث عن حفظ القرآن الكريم يتجاوزونها‬
‫كثة ما طالعوها وقرأوها وحفظوها‪ ،‬وإنما يقصدون‬ ‫إىل غثها من ر‬

‫ه‬‫مباشة إىل الحديث عن عملية الحفظ والمراجعة كيف تكون‪ ،‬وما ي‬


‫ى‬
‫األساليب الناجحة يف ذلك‪ ،‬بحيث يتم لهم مرادهم‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫َُ ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ّط هذه الجوانب‬ ‫الن تغ ي‬
‫أحلت فيه عىل بعض الكتب ـ الهامة جدا ـ ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫الن مررت عليها مرور الكرام ألشع يف المقصود مباشة بإذن هللا رب‬‫ي‬
‫العا ى‬
‫لمي‪.‬‬
‫ا ى‬ ‫ى ُ‬
‫فحي يطالع أحد األفاضل هذا الكتيب فال يقولن يف نفسه‬ ‫وإذن‬
‫يكتف بالحديث عن حفظ‬ ‫ى‬ ‫ما بال الشيخ يتحدث عن دورته؟ أفال كان‬
‫ي‬
‫ً‬
‫القرآن الكريم فقط وطرق مراجعته؟! ذلك أن الشيخ أصال كان هدفه‬

‫‪8‬‬
‫وغايته وقصده هو الحديث عن الدورة وتفاصيلها‪ ،‬ثم َع َر َ‬
‫ض له أن‬
‫يكتب عن ال حفظ والمراجعة رجاء استفادة أخ أو أخت بنصيحة أو‬
‫ُ‬
‫فائدة‪ ،‬ومع ذلك فقد جعلت الحديث عن الدورة نهاية الكتاب‪ ،‬بحيث‬
‫ى‬
‫من ليس لديه النية يف اَّللتحاق بها‪ ،‬أو حن مجرد فضول ألن يق رأ‬
‫ى‬ ‫ُ ً‬
‫جثا عىل القراءة عنها وعن تفاصيلها بإقحامها يف صدر‬ ‫عنها‪َّ ،‬ل يكون م ر‬
‫الكتاب أو منتصفه‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫بف أن أنبه عىل أن يف الكتاب الكثث من األحاديث‬ ‫يف األخث ي‬
‫ى‬
‫أت كما‬‫الشخصية‪ ،‬لكن جميعها تدور حول الحفظ والمراجعة؛ ذلك ي‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫خث يت العملية فقط طالبا لحفظه‪،‬‬ ‫أسلفت جعلت مصادري يف كتابته ر‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً ُ‬
‫عن كان يجب أن أع ِر َج عىل الكثث‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫ثم معلما ومحفظا له‪ ،‬وإذن فرغما ي‬
‫ُ‬

‫مما وقع يىل مع حفظ القرآن الكريم كمعلم أو متعلم‪ ،‬فإن كان مثل هذا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يسوءك فهذا الكتاب ليس لك بالتأكيد‪ ،‬وَّل أنصحك قطعا بمتابعة‬ ‫مما‬
‫القراءة‪ ،‬وهللا تعاىل من وراء القصد‪.‬‬

‫كتبه‪ /‬عادل الجندي‬

‫‪9‬‬
10
‫استهالل‬

‫ُ‬ ‫ا‬
‫َّل شك لدى مسلم يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن القرآن الكريم من‬
‫َ‬
‫أعظم ما يتقرب به إىل هللا تعاىل‪ ،‬وأعظم ما يتقرب به إىل هللا تعاىل من‬
‫ٌ‬
‫خالل القرآن الكريم هو حفظه؛ إذ لحافظ القرآن الكريم مكانة كبثة‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫عند هللا تعاىل ى‬
‫وبي الناس‪َّ ،‬ل يف اآلخرة فقط‪ ،‬وإنما يف الدنيا أيضا‪ ،‬ف هو‬
‫ى‬ ‫اإلمام ُ‬
‫المقدم يف الصالة‪ ،‬وإجالله من إجالل هللا تعاىل‪ ،‬واحثامه‬
‫ى ا‬ ‫ٌّ‬ ‫ى‬
‫للقرآن الذي يف صدره حق عىل كل مسلم‪ ،‬كما أنه المقدم يف الدفن إ ذا‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫القث‪ ،‬وقائده إىل‬‫كان سيدفن معه غثه‪ ،‬القرآن أنيس صاحبه يف ر‬
‫ُ ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫وم ِ‬
‫المحش‪ُ ،‬‬
‫وموجهه إىل ا لجنة‬ ‫ومثبته عىل الرصاط‪،‬‬ ‫ؤمنه يوم الفزع‪،‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫تندهش مثال لقول‬ ‫العالمي‪ ،‬إذا علمت ذلك لم‬ ‫بإذن هللا تعاىل رب‬
‫ُ‬ ‫شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية ـ رحمه هللا ـ ‪" :‬يا ى‬
‫ليتن أعطيت القرآن‬‫ي‬
‫وه جملة ُمزلزلة لمن كان له قلب‪ ،‬فقد قالها شيخ اإلسالم‬ ‫حيات" ي‬
‫ي‬
‫ى ا ِ‬ ‫ى‬
‫الن أفناها يف الذب عن دين هللا‬ ‫ابن تيمية رحمه هللا يف آخر حياته ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نقول نحن وقد ذ ِبحت أعمارنا أمام المواقع‬ ‫بسيفه وقلمه‪ ،‬باهلل ما‬
‫والشاشات!‬
‫وَّل تندهش من قول الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم‪" :‬أن‬
‫َ‬
‫الكريم فهذا ٌ‬ ‫َ‬
‫خث لك وأنفع من ِم ئة شهادة دكتوراه"‬ ‫تحفظ القرآن‬
‫ًّ‬
‫أجنبيا عن العلوم الدنيوية‬ ‫والدكتور محمد إسماعيل المقدم ليس‬
‫‪11‬‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫فيحسبه البعض درويشا‪ ،‬بل هو يف األصل طبيب‪ ،‬وقد صدق فيما قال‬
‫ـ حفظه هللا ـ إذ حصولك عىل ِم ئة شهادة دكتوراه‪ ،‬بل عىل واحدة‬
‫غن عنك‬‫ُ ى‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬
‫فقط جدير بأن يجعل لك مكانة عالية بي الناس‪ ،‬لكنها َّل ت ي‬
‫ً‬
‫شيئا ىف اآلخرة ى‬
‫بي يدي هللا تعاىل‪ ،‬لكن القرآن الكريم‪ ،‬بل آية واحدة‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫ماليي المرات إن أنت حفظتها‬ ‫منه فقط حينها تكون أجدى لك وأنفع‬
‫وفهمتها وعملت بها‪.‬‬
‫ُ‬
‫واعلم أن حفظ القرآن الكريم هو مشوع عمرك‪ ،‬ومزاياه عليك‬
‫ى‬ ‫رُ‬ ‫ُ‬
‫وأكث من أن يحرصها عقلك‪ ،‬فأنت تحوي كالم هللا تعاىل يف‬ ‫أوسع‬
‫ُ‬
‫صدرك‪ ،‬هل تتخيل؟ أضف إىل ذلك أن حفظ القرآن الكريم يقوي‬
‫ُ‬
‫ويزيل ُ‬ ‫ِ ُ‬
‫الع جمة‪،‬‬ ‫ويجود الذهن‪ ،‬ويقوي اللغة‪ ،‬ويفتق اللسان‪،‬‬ ‫الذاكرة‪،‬‬
‫كا أينما ا‬‫ً‬
‫حل وارتحل ربثكة القرآن‬ ‫ويزيد الفصاحة‪ ،‬ويجعل صاحبه مبار‬
‫ى‬
‫الذي يف صدره‪ ،‬وَّل وهللا َّل يستوي حافظ للقرآن وغث حافظ‪ ،‬وحافظة‬
‫ض ء‪.‬‬ ‫ُ ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫القرآن بي النساء تكاد وهللا من فرط جمالها ت ي‬
‫ى‬
‫مصطف صادق‬ ‫بل انظر إىل جمال تعبث األديب الكبث العلم األستاذ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫افع ـ رحمه هللا تعاىل ـ وهو يتحدث عن القرآن الكريم فيقول‪:‬‬
‫الر ي‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫للعرب دولة من الكالم‪ ،‬لكنها ظلت بال َم ِل ٍك حن ج َاءهم‬
‫ِ‬ ‫"لقد كان‬
‫القرآن" وقد صدق وهللا‪ ،‬فالقرآن الكريم هو أحسن الكالم وأرفعه وأعاله‬
‫ً‬
‫و أبلغه وأعظمه وأشفه‪ ،‬فكيف َّل يكون َم ِلكا عىل ما عداه من الكالم!‬

‫‪12‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ومن الحسن هنا أن ِ‬
‫أنبه إىل أن حفظ القرآن ليس أمرا شاقا وَّل‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫عسثا كما يتوهم كثث من الناس‪ ،‬بل هو سهل ُم ٌ‬
‫يش لمن صدقت ني ته‪،‬‬
‫ً‬
‫وأقبل عليه بحب وعزم‪ُ ،‬متسلحا بالقاعدة الذهبية لحفظه‪.‬‬
‫ُ ى‬
‫والقاعدة الذهبية لحفظ القرآن الكريم َّل تكمن يف ذاكرة قوية‪،‬‬
‫ى‬
‫وَّل حفظ مقاطع كبثة‪ ،‬وَّل استخدام التكنولوجيا الحديثة يف عملية‬
‫ُ ى‬
‫ش ٍء من ذلك كله‪ ،‬وإنما تكمن يف‬‫الحفظ‪ ،‬وَّل تفريـ ــغ الوقت‪ ،‬وَّل أي ي‬
‫َ‬ ‫اَّلستمرار ُ‬
‫والمداومة‪ ..‬من توقفت عن الحفظ والمتابعة مع شيخك أو‬
‫َ‬
‫سمع عليه فقد أفشلت مشوع الحفظ‪ ،‬حن وإن حدثتك نفسك‬ ‫من ُت ّ‬
‫ى‬
‫أن وقوفك مؤقت‪ .‬استمر يف متابعة الحفظ والتسميع مهما كنت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مشغوَّل‪ ،‬مهما كان حفظك بطيئا‪ ،‬مهما كان مقدار حفظك قليال‪ ،‬مهما‬
‫ى‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫كانت معاناتك مع الحفظ والتسميع‪ ،‬وتذكر‪ :‬عامة حفظ ِة القرآن يف‬
‫العالم كله ليسوا من أصحاب الذاكرة القوية‪ ،‬وَّل الحفظ الشيـ ــع‪ ،‬وَّل‬
‫القدرات الخاصة‪ ،‬وإنما هم الذين استمروا وتابعوا الحفظ دون توقف‪،‬‬
‫مهما كانت العوائق ُ‬
‫والمثبطات‪.‬‬
‫ً‬
‫مشكلتنا جميعا أننا نبدأ بحماس قوي‪ ،‬ونحفظ مدة يوم أو أسبوع‬
‫ُ‬
‫أو شهر‪ ..‬ثم نتوقف‪ .‬هل تذكر أول مرة قررت أن تحفظ فيها القرآن؟‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ربما كانت منذ خمسة أو عشة أعوام أو ر‬
‫أكث من ذلك‪ ..‬وبدأت فعليا‪،‬‬
‫ً ى‬ ‫َ‬
‫لكنك توقفت ولم تستمر؛ لذلك أنت اليوم لست معدودا يف زمرة‬
‫ى‬
‫الحافظي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ُ‬
‫الن حاولت فيها حفظ القرآن الكريم؟‬ ‫حض عدد المرات ي‬ ‫ي‬ ‫هل ت‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫بعضنا حاول ربما مائة مرة‪ ،‬ثم هو يف النهاية لم يحفظه‪ ،‬والسبب‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫بسيط جدا‪ ،‬لم يستمر‪ ،‬ولو استمر يف مرة واحدة من المائة لكان اليوم‬
‫ى‬
‫صديف اضمن يىل أن تستمر يف حفظك كل يوم دون أن‬ ‫ي‬ ‫من الحفظة‪ .‬يا‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الحافظي له‪.‬‬ ‫تنقطع يوما واحدا‪ ،‬أضمن لك أن تكون من أهل القرآن‬
‫فه َّلزمة ألي أمر عظيم‬‫استمر مهما واجهتك من معوقات‪ ،‬ي‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ستقله‪ ،‬وَّل تنس‬
‫تقصده‪ ،‬ومهما كان حجم ما تحفظه يسثا فإياك أن ت ِ‬
‫ُ‬
‫أن كل آية تحفظها تدنيك من غايتك العظىم‪.‬‬
‫أكث األمور الصارفة لكثث من الناس عن حفظ‬ ‫واعلم أن من ر‬
‫ً ى‬
‫القرآن الكريم هو استعجال حفظه‪ ..‬فهو يريد حفظه كامال يف ستة‬
‫يمض شهر أو ر‬
‫أكث أو أقل فيجد نفسه لم يحفظ‬ ‫أشهر أو أربعة أشهر‪ ..‬ى‬
‫ي‬
‫فيحبط ويثك الحفظ‬ ‫ربــع ما كان يجب عليه حفظه ـ حسب جدوله ـ ُ‬

‫كله‪.‬‬
‫ى‬ ‫َ‬ ‫أخ‪َّ ..‬ل تستقيم األمور هكذا‪ ،‬ما ى ا‬ ‫ى‬
‫ضك لو حفظت القرآن يف‬ ‫َّل يا ي‬
‫عامي أو ثالثة أو عشة؟! ليس الجميع يقدر عىل إنهاء حفظ‬ ‫ى‬ ‫عام أو‬
‫القرآن ى يف مثل هذه األزمنة اليسثة!‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫خث يت المتواضعة بت أعرف أن الطالب سينقطع عن متابعة‬ ‫من ر‬
‫ى‬
‫الحفظ من خالل حماسه المبالغ فيه واستعجاله للحفظ‪ ..‬يف دورة‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫عث الهاتف" مع من يقرأ ا‬
‫مرتي فقط يف‬ ‫عىل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫"حفظ القرآن الكريم ر‬

‫‪14‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ربعي من القرآن‪ ،‬أي أنه يحفظ الجزء الواحد يف‬ ‫الشهر‪ ،‬يف كل مرة‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫صثه ومتابعته هو يف طريقه اآلن‬ ‫شهرين‪ ،‬ورغم ذلك وبفضل هللا ثم ر‬
‫ى‬
‫نحو حفظ نصف القرآن‪ ،‬وحفظه يف غاية القوة والرسوخ‪ ،‬بينما كان‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫مع يف نفس الدورة من كان يقرأ جزأين يف المرة الواحدة‪ ،‬بواقع ثالث‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫مرات يف كل أسبوع‪ ،‬وهللا ما بلغ عشة أجزاء؛ أي أنه لم ينتظم عىل‬
‫ً‬
‫الحفظ عشة أيام تقريبا!‬
‫ً‬ ‫ر ُ‬
‫والقل ة‬ ‫َّل أقول أن الكثة مقثنة بالضعف دائما وعدم المداومة‪ِ ،‬‬
‫ً‬
‫مقثنة باإلتقان دائما والمداومة‪ ،‬لكن أقول بأن هذا هو األغلب بال‬
‫ى‬
‫النن ـ صىل هللا عليه وسلم ـ كما يف‬‫شك‪ ،‬ومن هنا تعرف عظمة حديث ر ي‬
‫ُّ‬
‫"أحب‬ ‫رض هللا عنها ـ ‪:‬‬‫المؤمني عائشة ـ ى‬
‫ى‬ ‫الصحيحي من حديث أم‬ ‫ى‬
‫ي‬
‫وإن ا‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قل"‬ ‫أدومها‬ ‫األعمال إىل هللا تعاىل‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫يّط ـ حفظه هللا ـ أن رجال شع يف حفظ القرآن‬ ‫الشنق ي‬‫ِ‬ ‫ذكر الشيخ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫صثه‬‫الكريم وهو ابن ‪ 54‬عاما فما ختمه إَّل وهو ابن ‪ 84‬بفضل هللا ثم ر‬
‫ئ ى‬ ‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫صث عىل‬‫خّط يف آية‪ .‬هل تتصور؟ ر‬ ‫وتريثه‪ ،‬وكان حفظه متقنا َّل يكاد ي‬
‫ً‬
‫الحفظ ‪ 30‬عاما‪.‬‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ا‬
‫واصث وتأن‪ ،‬واعلم أنك يف طاعة‪ ،‬وأنك من ما شت‬ ‫ر‬ ‫فال تس تعجل‬
‫َ‬
‫عىل الدرب وصلت بإذن هللا حن وإن طال بك المسث‪ ،‬وإياك والعجلة‬
‫فإنها مدعاة إىل اإلحباط‪ ،‬وتذكر ً‬ ‫ّ‬
‫دائما‪ :‬من سار عىل الدرب وصل وإن‬
‫ً‬ ‫حي‪ .‬وأن تصل متأخ ًرا ٌ‬
‫بعد ى‬
‫خث من أَّل تصل مطلقا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ُ‬
‫ثم دع عنك األعذار‪ ،‬فال تقل أنا مشغول‪ ،‬فالجميع كذلك‪،‬‬
‫ُ‬
‫وكثثون منهم مع أشغالهم حفظوا القرآن‪ ،‬أو لدي أشة أعيلها‪،‬‬
‫ّ َ‬
‫بالثكة‪ ،‬أو ِس ى ين ك رث‪ ،‬فأنت‬
‫فحفظك القرآن يعود عليك وعىل أشتك ر‬
‫تستطيع الحفظ مهما كان سنك‪ ،‬وإن كنت ابن ِمئة سنة‪ ،‬نعم ستجد‬
‫ى‬
‫من المشقة فوق ما يجده من هو أصغر منك‪ ،‬لكن الفرصة يف الحفظ‬
‫ا ً‬
‫ما تزال قائمة‪ ،‬وَّل تقولن أنا طالب وأدرس وَّل أجد مع الدراسة ُمت سعا‬
‫بي الشباب والفتيات الذين‬ ‫أكث األعذار انتشا ًرا ى‬
‫لسء آخر‪ ،‬وهذا هو ر‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫شء يتعللون به عن عدم إتباع النية‬ ‫ينوون الحفظ ويبحثون عن ي‬
‫بالفعل‪ ،‬وأقول لهم‪ :‬إن من أبطل الباطل زعم من ينوي حفظ القرآن‬
‫ً‬ ‫وَّل يفعل أن الدراسة تمنعه؛ إذ حفظ القرآن الكريم ُي ى‬
‫عي أصال عىل‬
‫أمر أظهر وأوضح م ن‬‫المعينة عليها‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫الدراسة‪ ،‬بل من أكث األشياء ُ‬
‫ر‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫أن يستدل له أو عليه‪ ،‬وَّل تكاد تجد حافظا للقرآن الكريم إَّل وذهنه‬
‫ً‬ ‫حاض‪ ،‬وذاكرته قوية‪ ،‬ووجهه يشع ً‬ ‫ى‬
‫ذكاء ونبوغا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ً ى‬ ‫ى‬
‫حسي يعقوب أن شابا يف الثانوية العامة كان‬ ‫ذكر الشيخ محمد‬
‫ى ى‬
‫كي يف إحدى حلقات حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وكان َّل ينقطع‬ ‫من المشث‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الن لديه يف صبيحتها اختبارا‪ ،‬وكان ي الم عىل‬ ‫اللياىل ي‬
‫ي‬ ‫عن الحلقة حن يف‬
‫ً‬
‫ذلك كثثا‪ ،‬فلما ظهرت النتيجة كان مجموعه ‪ %101‬وفاجأ الجميع‬
‫ى‬
‫وف نفس العام أتم‬ ‫بأنه األول عىل مستوى جمهورية مرص العربية‪ .‬ي‬
‫ً‬
‫كامال‪ ،‬فجمع ى‬
‫بي مجد الدنيا وعز الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫حفظ القرآن‬

‫‪16‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫وإذن فالقرآن َّل يؤخر أهله أبدا وَّل يض ُعهم‪ ،‬وإنما يقدمهم‬
‫ه القاعدة‪.‬‬
‫ويرفعهم‪ ،‬ويصل بهم إىل عنان السماء‪ .‬تلك ي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً ى‬
‫أحلف باهلل العظيم‪ ..‬لو لم تكن فائدة لحفظ القرآن‬ ‫فإت‬
‫ختاما ي‬
‫ً‬
‫قائما ى‬
‫بي‬ ‫ُ‬
‫تنتصب‬
‫ُ‬
‫طف ضوء غرفتك وقت السحر‪ ،‬ثم‬ ‫الكريم إَّل أن ُت ى ئَ‬
‫ى‬ ‫يدي ربك تث ُ‬
‫نم بكالمه من حفظك يف عتمة الليل من أي موضع شئت‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫من القرآن‪ ،‬لكان حريا بكل مسلم عىل ظهر البسيطة أن َي ِجد ى يف حفظه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫فرق ما بين الناجح والفاشل‬

‫األكث وذروة َسنامه‪ ،‬فال الذكاء‪ ،‬وَّل‬


‫ر‬ ‫ش النجاح‬ ‫المداومة ه ُّ‬
‫ي‬
‫المعي‪ ،‬وَّل اإلمكانات‪ ،‬وإنما المداومة والمتابعة‬ ‫ى‬ ‫الموهبة‪ ،‬وَّل‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ات‬‫واَّلستمرار‪ .‬فرق ما بي الناجح والفاشل هو أن األول بدأ وتابع‪ ،‬والث ي‬
‫بدأ وقعد‪ ،‬بدأ ووقف‪ ،‬بدأ ومل‪ ،‬بدأ وتوقف بدأ وانتكس‪.‬‬
‫ى‬
‫وجهي فقط من القرآن الكريم‬ ‫هل تعلم أن استمرارك عىل حفظ‬
‫ً‬
‫كل يوم كفيل بجعلك حامال لكتاب هللا ـ تعاىل ـ خالل عام واحد فقط؟‬
‫ى‬
‫وجهي من القرآن لن يستغرقوا مع من يحفظ ألول‬ ‫هل تتخيل ذلك؟‬
‫أكث من نصف ساعة بحال من األحوال‪ .‬نصف ساعة‬ ‫مرة ىف حياته ر‬
‫ي‬
‫ى‬
‫واحد تجعلك يف عداد حملة كتاب هللا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عام‬
‫تدخرها من يومك مدة ٍ‬
‫ً‬
‫وتمنحك ذلك الشف العظيم‪ ،‬بل وسيتبف لك أيضا من العام أياما‬
‫ى‬
‫والتمكي‪.‬‬ ‫فارغة تستطيع تخصيصها للمراجعة‬
‫ُ‬
‫عّط هاتفك أضعاف أضعافأضعاف ذلك الوقت‪ ،‬وبشكل‬ ‫إنك ت ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أصدقاءك أضعاف ذلك الوقت‪،‬‬ ‫عّط‬
‫يوم متكرر دون توقف‪ ،‬وت ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫عّط التلفاز أضعاف ذلك ال وقت‪ ،‬أَّل يستحق القرآن الكريم نصف‬
‫وت ي‬
‫ساعة فقط؟!‬

‫‪18‬‬
‫ى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫واعلم أن المداومة تعطيك نتائج هائلة ما كنت تحلم بها‪َّ ،‬ل يف‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫جانب حفظ القرآن الكريم وحده‪ ،‬وإنما يف كافة األشياء يف حياتك‪،‬‬
‫وإليك بيان ذلك‪.‬‬
‫ى‬
‫وجهي من القرآن الكريم كفيلة بجعلك‬ ‫استمرارك عىل حفظ‬
‫ً‬
‫حامال لكتاب هللا ـ تعاىل ‪ -‬خالل عام واحد فقط‪ ،‬ولزومك للحفظ‬
‫ً‬
‫والمراجعة عشة أعوام كفيلة بجعلك مصحفا يسث عىل األرض‪.‬‬
‫العرت كل يوم‬
‫ري‬ ‫استمرارك عىل حفظ ثالثة أبيات من الشعر‬
‫ى‬ ‫ستعطيك ر‬
‫أكث من ألف بيت مستقر يف ذاكرتك تثنم و تستشهد بهم‬
‫وذلك خالل عام واحد فقط‪ ،‬وآَّلف األبيات خالل عشة أعوام‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ى‬ ‫ٌ‬
‫غة جديدة تتعلمها ستجعلك قادرا عىل‬ ‫ساعة واحدة يف اليوم لل ٍ‬
‫التحدث بها خالل عام واحد فقط‪ ،‬وعشة أعوام تجعلك كأهلها‬
‫ى‬
‫الناطقي بها من لحظة‬ ‫ى‬
‫الناطقي بها‪ ،‬وربما أتقن لها من كثث من أهلها‬
‫مولدهم‪.‬‬
‫استمرارك عىل قراءة ساعة واحدة كل يوم ستعطيك ر‬
‫أكث من مائة‬
‫كتاب مقروء خالل عام واحد فقط‪ ،‬ومئات الكتب خالل عشة أعوام‪.‬‬
‫ى‬
‫استمرارك عىل مذاكرة ساعة واحدة كل يوم يف تخصصك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ستجعلك ضليعا فيه خالل عام واحد فقط‪ ،‬وجهبذا فيه خالل عشة‬
‫أعوام‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫مشكلتنا ليست يف نقص اإلمكانات وَّل يف انعدام الموهبة وَّل يف‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الن‬
‫احتياجنا للمعي أو المرشد‪ ،‬مشكلتنا الحقيقية يف سوسة الملل ي‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ ى‬
‫شء ما نلبث غث قليل حن‬ ‫تنخر يف عزيمتنا شيعا‪ ،‬بمجرد شوعنا يف ي‬
‫نتوقف!‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫شء كائنا ما يكون‪ ،‬واستمر فيه عشة أعوام أضمن لك‬ ‫ابدأ يف أي ي‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أن تكون إماما فيه ومرجعا‪ ،‬فقط تغلب عىل الملل‪ ،‬وجاهد نفسك‪،‬‬
‫للمثبطات‪ ،‬ثم إياك وإياك أن تتوقف!‬‫وإياك أن تركن ُ‬

‫ثم أهمس أذنك‪ :‬باهلل عليك أي ي‬


‫شء أشف من القرآن الكريم‬
‫تجعله وجهتك وغايتك ومشوع حياتك؟!‬

‫‪20‬‬
‫ال ُمراجعة ال ُمرا َجعةَ‬

‫ى‬ ‫ى‬ ‫َ‬


‫والتمكي فإياك وترك‬ ‫مهما بلغت درجة عالية يف الضبط‬
‫المراجعة‪ ،‬واعلم أن مراجعة القرآن الكريم من األمور ُ‬
‫المالزمة لك من‬
‫أول لحظة تشع فيها ى يف حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وحن لحظة وفاتك‪.‬‬
‫ى‬
‫ولتقف عىل أهمية المراجعة يف عملية حفظ وتثبيت القرآن الكريم‬
‫يىل‪:‬‬
‫أقص عليك ما ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كان يىل صديق يحفظ القرآن الكريم حفظا قويا بدرجة مذهلة‪،‬‬
‫ً ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫وأنن أبذل جهدا يف الحفظ أضعاف‬ ‫ي‬ ‫ولطالما كنت أغبطه؛ خاصة‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫حفّط؛ ذلك أن‬‫ي‬ ‫أ ضعاف ما يبذله‪ ،‬ولكن حفظه دوما أقوى وأرسخ من‬
‫ي‬ ‫ذاكرة قوية‪ ،‬كان مع ىف ُك اتاب الشيخ ىف قريتنا ح ى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫هللا ـ تعاىل ـ منحه‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫كنت أحفظ يف القرآن‪ ،‬وقبل أن أبلغ ربــع القرآن الكريم كان هو قد‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫انته من حفظه كامال‪ ،‬وليس حفظا عاديا‪ ،‬لكن كمبيوتريا‪َّ ،‬ل يكاد‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ئ ى‬ ‫ُ‬
‫شء‪ ،‬ومن المفارقات أنه كان أيضا زميال يىل يف الد راسة‪،‬‬ ‫يخّط يف ي‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً ى‬
‫اثن عش عاما بالتمام والكمال‪ ،‬وكنا‬ ‫وظللنا معا يف فصل واحد مدة ي‬
‫واحد ى يف بعض هذه األعوام‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مقعد‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫نجلس عىل‬

‫‪21‬‬
‫ً ى‬ ‫ً‬
‫أذكر أنه دخل مرة مسابقة يف كامل القرآن الكريم ورسب فيها‪،‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وكاد شيخنا الذي نحفظ عليه يجن‪ ،‬كيف رسب وهو أحفظ من يف‬
‫ُا‬
‫الكتاب تقريبا!‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫جيب بشعة كبثة‬ ‫واستبان بعد ذلك أنه من ِشدة حفظه كان ي‬
‫ُ ِ‬ ‫ً‬
‫عىم عليه‪،‬‬ ‫شء لي ي‬ ‫يختثه أنه يقول أي ي‬
‫ر‬ ‫جدا حسب معها الشيخ الذي‬
‫ى‬ ‫ا ُ‬ ‫َ‬
‫اسبي!‬ ‫وأنه غث حافظ‪ ،‬ومن ثم عده من الر‬
‫ُ‬
‫وأذكر من قوة ذاكرته أن أستاذ مادة التجويد كان ي َس ِمع لنا‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫مي المقدمة الجزرية ونحن يف المرحلة‬ ‫المقرر الذي علينا يف‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫اإلعدادية يف األزهر الشيف‪ ،‬وكنت َّل أحفظ المقرر الذي علينا‪ ،‬وَّل‬
‫يرصبه؛ ألنه وببساطة كان‬ ‫بن المدرس وَّل ى‬ ‫ى ى‬
‫هو كان يحفظه‪ ،‬فيرص ي‬
‫ُ‬
‫خّط حن ولو أخطاء يسثة‪ ،‬فأسأله كيف‬ ‫ئ‬ ‫ُ‬
‫سم ُع عىل الشيخ دون أن ي‬ ‫ُي ِ‬
‫ُ ى‬ ‫ً‬ ‫ا‬
‫مثىل؟ فيقول‪ :‬نظرت يف األبيات‬ ‫ي‬ ‫سمعت؟! لم تكن تحفظ شيئا‬
‫وأكث ى يف ثالث دقائق أو أقل!‬ ‫فحفظتها! كان يحفظ العشة أبيات ر‬
‫ُ‬ ‫كنت أحفظ ىف ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ ى‬
‫مي تحفة األطفال طلبت منه أن‬ ‫ي‬ ‫أت لما‬‫بل أذكر ي‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُي ِ‬
‫الثالثي بيتا‪ ،‬ول م‬ ‫سمع يىل ما أحفظه منها‪ ،‬وكان قريبا من العشين أو‬
‫ا‬ ‫ُ‬
‫لدي بعض‬ ‫لما َس امعت عليه كان‬ ‫يكن يحفظ منهم ثالثة أبيات‪ .‬ا‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األخطاء‪ ،‬فظللت أضبط فيهم‪ ،‬ثم رجعت إليه أ َس ِم ُع عليه ثانية‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فظهرت بعض األخطاء‪ ،‬وإن كانت أقل من المرة األوىل‪ ،‬فرجعت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أضبطهم‪ ،‬ثم طلبت منه أن ي َس ِمعهم يىل‪ ،‬فقال‪ :‬لقد مللت ذلك‪ ،‬ألم‬

‫‪22‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ا ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫السابقتي‪،‬‬ ‫المرتي‬ ‫عىل يف‬ ‫إنن حفظتهم أصال من تسميعك ي‬ ‫تمل؟! ثم ي‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا ُ‬
‫كذبته وقلت له مندهشا ُمستنكرا‪ :‬مستحيل‪ ،‬أنا يىل أياما أحفظ فيهم‪،‬‬
‫َ‬
‫تسميعك يىل؟!‬ ‫فكيف حفظتهم أنت من مجرد‬
‫ا ُ‬
‫سمعت له فكانت أخطاؤه فيهم‬ ‫قال‪ :‬طيب َس ِمع يىل ونرى‪ .‬وهللا‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُّ‬
‫تعد عىل أصابع اليد الواحدة‪ ،‬فكدت أذهل! يحفظ يف دقائق ما أعجز‬
‫عنه ى يف أيام!‬
‫ثم ماذا بعد كل ذلك الذي حكيته اآلن؟‬
‫ترك القرآن ومراجعته‪ ،‬وترك متون التجويد‪ ،‬وانشغل بالحياة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأحلف باهلل العظيم أنه اليوم َّل يحفظ ثالثة أبيات من‬ ‫والمعاش‪،‬‬
‫ُ‬
‫أحلف‬ ‫المقدمة الجزرية‪ ،‬وَّل يحفظ ثالثة أبيات من تحفة األطفال‪ ،‬ثم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫باهلل أنه َّل يكاد يكون حافظا ضابطا لجزء واحد من كامل القرآن الكريم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الذي كان يحفظه كامال حفظا كمبيوتريا!‬
‫َ‬
‫خالن ربيع رمضان بكري‬‫ي‬ ‫حك يىل تلميذي وابن‬ ‫جهة أخرى ي ي‬ ‫ٍ‬ ‫وعىل‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫أنه لما ختم حفظ القرآن الكريم ألول مرة يف حياته كان حفظه له يف‬
‫ً‬
‫غاية الضعف والسوء‪ ،‬ولم يكن راضيا عن مستواه بالمرة‪ ،‬وإن سأله‬
‫ً ى‬ ‫يكاد ُيجيب من دون أن ر‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ى‬
‫يتعث كثثا يف اإلجابة‪،‬‬ ‫سائل يف القرآن الكريم َّل‬
‫ى ُ ُ‬ ‫وأصابه الكثث من اإلحباط من ّ‬
‫حي يقارن نفسه‬ ‫جراء ذلك‪ ،‬خاصة‬
‫َ‬ ‫ى ُا‬ ‫ُ ا‬
‫بأقرانه من الحفاظ يف كتاب شيخه الذي ختم عليه‪ ،‬فداوم عىل‬
‫المراجعة‪ ،‬بل أدمنها‪ ،‬حن أنه َّل يكاد يمر عليه يوم بدون مراجعة‪،‬‬

‫‪23‬‬
‫ً‬ ‫ً َ‬
‫ومع استمراره عىل ذلك‪ ،‬وتعدد ختماته للقرآن الكريم تالوة وتسميعا‬
‫ى ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫والتمكي يحسد عليها‪ ،‬وقد‬ ‫وسماعا بلغ اليوم درجة عالية يف الضبط‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أجث فيه بالسند المتصل إىل رسول هللا صىل هللا عليه وسلم يف رواية‬
‫ى‬
‫وف طريقه إىل‬
‫حفص عن عاصم ‪ ،‬وحاليا يقرأ برواية شعبة عن عاصم‪ ،‬ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫ورش عن نافع‪ ،‬وَّل يكاد يدخل مسابقة يف القرآن الكريم إَّل ويحصل‬
‫ى‬
‫فيها عىل المركز األول من شدة إتقانه‪ ،‬بل حصل عىل رحلة عمرة يف‬
‫إحدى المسابقات وأهداها ألمه‪ ،‬فحققت حلمها بزيارة بيت هللا‬
‫ى‬
‫الحرام بسبب حفظ ولدها للقرآن الكريم‪ ،‬فأي شف يف الدنيا لها كأم‬
‫أعظم من ذلك!‬
‫ُ‬
‫كما أنه فوق ذلك كله قد أ ى‬
‫جث من الفقث إىل هللا ـ تعاىل ـ كات ب‬
‫ى‬
‫ومي‬ ‫ومي المقدمة الجزرية‪،‬‬‫ى‬ ‫هذه السطور ىف ى‬
‫مي تحفة األطفال‪،‬‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫الشاف‪ ،‬ورسالة قرص المنفصل لحفص من طريق الطيبة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫السلسبيل‬
‫وغث ذلك من المتون‪ ،‬باألسانيد المتصلة إىل مؤلفيها‪ ،‬كل ذلك ّ‬
‫ولما‬
‫ُ‬
‫ينته بعد من المرحلة الثانوية!‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫والفرق ى‬
‫والثات هو إدمان المراجعة‪ ،‬رغم أن‬ ‫ي‬ ‫النموذجي األول‬ ‫بي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫والثات ذاكرته متوسطة إن‬
‫ي‬ ‫الحرف‪،‬‬
‫ي‬ ‫بالمعن‬ ‫األول لديه ذاكرة حديدية‬
‫تسب َ‬ ‫ا‬
‫ب لنفسه بتفلت القرآن من‬ ‫لم تكن أقل من ذلك‪ ،‬إَّل أن األول‬
‫ى‬ ‫ى َ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫والثات تسبب لنفسه يف حفر القرآ ن يف‬ ‫ي‬ ‫كامل‪،‬‬ ‫به‬ ‫ش‬‫ِ‬ ‫أو‬ ‫كامال‬ ‫تفلتا‬ ‫صدره‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫الثات‪.‬‬
‫صدره حفرا‪ ،‬فيا خسارة األول ويا فوز ي‬

‫‪24‬‬
‫نفسك‬
‫َ‬ ‫كم على‬
‫متى تستطي ُع ال ُح َ‬
‫بأنك حافظ للقرآن؟‬

‫ُ‬ ‫ى‬
‫يحسب أنه بمجرد أن‬ ‫هذا سؤال يف غاية األهمية؛ إذ بعض الناس‬
‫ينته من ختم القرآن الكريم فهو بهذا الشكل حافظ له‪ ،‬وهذا ليس‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫يعن‬
‫صحيحا عىل اإلطالق‪ ،‬ختمك للقرآن عىل شيخك أو نفسك َّل ي‬
‫ى‬
‫ماليي الطلبة حول العالم ختموا القرآن‬ ‫ى‬
‫بالرصورة أنك حافظ له‪ ،‬لدينا‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حي‬ ‫ذكرت‬
‫ي‬ ‫الكريم وَّل يطلق عىل ربعهم حن لقب "حافظ" وهذا ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫كنت يف الفرقة األوىل يف كلية أصول الدين فسألنا أحد الدكاترة قبل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫فرفع عشات الطلبة‬ ‫المحاضة‪ :‬أيكم يحفظ القرآن الكريم؟‬ ‫بدء‬
‫ً‬
‫أيديهم‪ ،‬فأعاد الدكتور السؤال قائال‪ :‬طيب َمن ِمن اإلخوة الذين رفعوا‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫شء غث الحفظ‪ ،‬ومن‬ ‫أيديهم يحفظ القرآن؟ ففهموا جميعا أن الختم ي‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ثم لم يرفع منهم جميعا يده عدا أربعة أو خمسة‪.‬‬
‫شء آخر؛‬ ‫شء‪ ،‬وحفظك له ي‬ ‫لعلك اآلن تأكدت أن ختمك للقرآن ي‬
‫ى‬ ‫ى ى‬
‫هدف أن‬
‫ي‬ ‫عث الهاتف" أجعل‬ ‫فإت يف دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫لذلك ي‬
‫ى‬
‫قواني‬ ‫يحفظ المشثك القرآن َّل أن يختمه؛ ولذلك جعلت جميع‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫تذهب بالمشثك ـ بإراداته أو ُرغما عنه ـ ناحية الحفظ‬ ‫وقواعد الدورة‬
‫الراسخ المتقن‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ً‬
‫وإجماَّل فاعلم أنه‪:‬‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫ما لم تكن قادرا عىل القراءة من أي موضع يف القرآن الكريم غيبا‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬
‫من حفظك فال ت ِعد نفسك حافظا للقرآن‪.‬‬
‫ً ى‬
‫ما لم تكن مستعدا يف أي وقت وأي ساعة من ليل أو نهار ألن‬
‫ُ ّ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫يختثك أي أحد كائنا من يكون يف كامل القرآن الكريم فال ت ِعد نفس ك‬ ‫ر‬
‫ً‬
‫حافظا له‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫ما لم تكن مستعدا إلمامة الناس يف المسجد يف الصلوات الجهرية‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫وتقرأ من أي موضع يف القرآن الكريم كامال دون أن تضطر لتحضثه‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫ً‬
‫ُمسبقا فال ت ِعد نفسك حافظا للقرآن الكريم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫صىل من الليل بجزء وثالثة وعشة من‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ما لم تكن قادرا عىل أن‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬
‫حفظك ومن مواضع ُمتناثرة من القرآن فال تعد نفسك حافظا للقرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫رُ‬
‫أختث طالبة يف الثانوية العامة من بلدتنا تحفظ‬ ‫منذ مدة كنت‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ا‬
‫بين يف الجزء األول فقط من القرآن‬ ‫أختثها يف ي‬ ‫ر‬ ‫عىل القرآن‪ ،‬كنت‬‫ي‬
‫ى‬
‫طلبن‪ ،‬سألتها عدة أسئلة‪ ،‬أجابت‬
‫ي‬ ‫الكريم‪ ،‬يف حضور آخرين غثها من‬
‫ى‬ ‫بنسبة ‪ ٪95‬ومع ذلك اعتثُتها راسبة‪ ،‬وقلت لها‪ُ :‬‬
‫سيعاد اختبارك يف‬
‫ً‬
‫ر‬
‫ً‬
‫شء جدا‪.‬‬ ‫موعدك القادم‪ ،‬حفظك ي‬

‫‪26‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُص ِدمت‪ ،‬وقالت يىل‪ :‬لقد أجبت بشكل ممتاز يا شيخ! قلت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ومع ذلك لديك أخطاء‪.‬‬
‫ى ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اسألين يف‬
‫ي‬ ‫أختثها منه وقلت‪ :‬لها‬ ‫ر‬ ‫ثم ناولتها ُمصحفها الذي كنت‬
‫ُ ى‬
‫نت ناجحة ولن‬ ‫البقرة‪ ،‬فإن أخطأت يف كلمة أو حرف أو حن تشكيلة فأ ِ‬
‫عاد اختبارك‪.‬‬ ‫ُ َ‬
‫ي‬
‫شء‪.‬‬ ‫ئ ى‬ ‫ى ى‬
‫سألتن يف البقرة‪ ،‬فلم أخّط يف ي‬ ‫ي‬
‫ُ ى‬ ‫ى ى‬ ‫قلت لها‪:‬‬
‫اسألين يف آل عمران‪ ،‬وعىل نفس الشط‪ ،‬إن أخطأت يف‬ ‫ي‬
‫ئ ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫خّط يف‬ ‫فسألتن ولم أ‬ ‫ي‬ ‫كلمة أو حرف أو حن تشكيلة فأنت ناجحة‪.‬‬
‫شء‪.‬‬‫ي‬
‫شء‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ئ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اسألين يف النساء‪.‬‬ ‫ى‬ ‫قلت لها‪:‬‬
‫فسألتن ولم أخّط يف ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬
‫اسألين يف المائدة‪ ،‬يف األنعام‪ ،‬يف األعراف‪ ،‬يف األنفال يف الت وبة‪ ،‬يف‬ ‫ي‬
‫يونس‪ ،‬ى يف هود يف يوسف‪ ..‬إلخ إلخ‪.‬‬ ‫ى‬

‫ى‬ ‫ى‬
‫تسألن فيها تحاول استخراج أصعب سؤال فيها‬ ‫ي‬ ‫وف كل سورة‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫بخطأ واحد ينقلها من راسبة لناجحة‪ ،‬وكنت أجيبها بال‬ ‫ٍ‬ ‫من‬‫لتظفر ي‬
‫أخطاء‪ ،‬ومن دون أن أستغرق ثانية واحدة للتفكث‪ ،‬حن وصلنا بثتيب‬
‫ً‬
‫جزءا) فقالت‪ :‬ى‬
‫يكف يا شيخ‪ .‬لقد‬
‫ي‬ ‫المصحف إىل سورة القصص (‪20‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مللت‪ .‬قلت لها‪ :‬إذن أنت راسبة أم ناجحة؟ قالت‪ :‬بالنظر لمستواك يا‬
‫َ‬
‫شيخ فأنا راسبة بامتياز‪ .‬ولكن باهلل عليك كيف وصلت لهذا المستوى‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اثنتي‪( :‬إدمان المراجعة)‪ ،‬فربما أمسك ت‬ ‫بكلمتي‬ ‫وكيف أبلغه؟ أجبتها‬

‫‪27‬‬
‫ى‬ ‫المصحف أر ُ‬
‫اجع فيه يف اليوم الواحد بالعش ساعات ُمتصالت أو‬
‫ُ ى‬
‫يوم واحد القرآن كله إَّل ثالثة أو أربعة‬ ‫متفرقات‪ ،‬وربما راجعت يف ٍ‬
‫ُّ ً‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عنه فهو أشد ترف عا‪.‬‬ ‫فع‬
‫عط ِك‪ ،‬وإن تث ي‬ ‫عّط القرآن ي ِ‬ ‫إنك إن ت ي‬ ‫أجزاء‪ِ ،‬‬
‫التاىل‪:‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫والقاعدة عندي يف ذلك تتلخص يف‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫تصل لمرحلة اإلتقان يف حفظ القرآن الكريم حن يكون القرآ ن‬ ‫لن‬
‫تفرغ للقرآن نصيب األسد من‬ ‫الكريم ىف قمة هرم أولوياتك‪ ،‬وما لم ِ‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫وقتك‪ ،‬فلن ِ‬
‫يفرغ هللا يف قلبك له مكانا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫التحاف‬
‫ي‬ ‫ش ٍء أول‬
‫بالسء يذكر فقد كان كل ي‬ ‫ي‬ ‫السء‬‫ي‬ ‫وبما أن‬
‫عن خال القرآن الكريم‪ ،‬وأنعم به‬ ‫ً ى‬ ‫ُ‬
‫بالقوات المسلحة المرصية ممنوعا ي‬
‫ى‬
‫مع يف الكتيبة ـ بقدر هللا ـ زميل لم أكن‬ ‫من صاحب ورفيق‪ ،‬وكان ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫أعرفه من قبل‪ ،‬ى‬
‫لكن تعرفت عليه يف الجيش ـ وما نزال حن اليوم‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫كلين ـ كلية أصول الدين بالقاهرة ـ‬
‫ي‬ ‫أصدقاء ـ وعرفت أنه تخرج يف نفس‬
‫بل ومن نفس القسم ـ قسم الحديث وعلومه ـ واألغرب أننا تخرجنا معا‬
‫ى‬
‫يف نفس العام‪ ،‬ومع ذلك لم نلتق قط قبل التحاقنا معا بالقوات‬
‫المسلحة‪ ،‬وهذا من أعجب ما يكون!‬
‫ٌ ى‬ ‫ُ‬
‫وعرفت منه أنه مجاز يف القراءات العش باألسانيد المتصلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ليختث ى يت‪ ،‬فأناوله المصحف‪،‬‬
‫ر‬ ‫فكنت أراجع مثال نصف القرآن‪ ،‬ثم آتيه‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫واسألن فيها‬
‫ي‬ ‫وأصعبها‬ ‫سئلة‬ ‫األ‬ ‫أعقد‬ ‫ىل‬‫ي‬ ‫استخرج‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫قائال‬ ‫وأستفزه‬
‫ى‬
‫يسألن‬ ‫دم" وأراجع جيدا‪ ،‬هكذا كنت أقول له‪ .‬فكان‬
‫ي‬ ‫"ألحس عىل ي‬

‫‪28‬‬
‫ً‬
‫أخّط ـ بحمد هللا ـ ى يف كلمة واحدة‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫فيهم بالعشين سؤاَّل‪ ،‬ولم أكن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫مصحف نهاية اَّلختبار حزينا آسفا ُمتضايقا‪،‬‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ورغم ذلك كنت آخذ منه‬
‫شء) أليس كذلك؟! فيقول يىل ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫حفّط ليس بذاك؟!‬ ‫ى‬ ‫وأقول له‪:‬‬
‫(يعن ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ئ ى‬ ‫ُ‬
‫خّط يف كلمة‬ ‫هل أنت مجنون؟! لقد سألتك أسئلة كثثة جدا ولم ت‬
‫ى ى‬
‫ولكن يف بعض األسئلة كنت‬ ‫ي‬ ‫واحدة‪ ،‬فكيف تقول ذلك؟ فأجيبه‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫حفّط‪ ،‬اسمح يىل أن أراجع‬ ‫ي‬ ‫أتوقف ألفكر يف اإلجابة‪ ،‬وما هذا إَّل لسوء‬
‫ً‬
‫ثانية وآتيك‪ ،‬فيوافق متعجبا‪.‬‬
‫ا َ ُ‬
‫قناعن‬
‫ي‬ ‫عيه‪ ،‬بل كانت تلك‬ ‫وَّل وهللا ما كنت أتصنع ذلك أو أد‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫لزمن أنا ب ها‪.‬‬ ‫ولكن أ ي‬ ‫ي‬ ‫وقتها‪ ،‬وما تزال كذلك إىل اآلن‪ ،‬وَّل ألزم أحدا بها‪،‬‬
‫وهللا المتسعان‪.‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫مشايخ‬ ‫ي‬ ‫بالسء يذكر أيضا فقد قرأت عىل أحد‬ ‫ي‬ ‫السء‬
‫ي‬ ‫وبما أن‬
‫َ‬
‫(ربيع بن عبد العال المرصي حفظه هللا) القرآن الكريم برواي ين حفص‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫يعن لو أخطأت‬ ‫وشعبة عن عاصم‪ ،‬بنظام الوقوف عىل الخطأ الواحد‪ ،‬ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫فإت أتوقف عن التسميع عىل‬ ‫يف آية أو كلمة أو حرف أو حن تشكيلة ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫أستأنف التسميع يف الموعد القادم‪ ،‬وأبدأ من حيث وقفت‪ ،‬أتوقف‬ ‫أن‬
‫ى‬
‫عن التسميع مع أول خطأ أقع فيه ولو يف أول آية سأبدأ بها‪ ،‬وكان من‬
‫ً‬ ‫فضل هللا ا‬
‫تسميع لـ ‪ 25‬جزءا من‬ ‫ي‬ ‫عىل أن أول خطأ أقع فيه كان بعد‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وتحديدا مع الربــع األخث يف الجزء الخامس والعشين‪،‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وهدى ورحمة لقوم يوقنون" فكنت أ سقط‬ ‫بصائر للناس‬ ‫مع آية "هذا‬

‫‪29‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫أت كنت أ َس ِم ع‬ ‫كلمة "للناس" وهو خطأ يسث‪ ،‬بل يسث جدا؛ لدرجة ي‬
‫ى‬ ‫ى ُا‬
‫عىل الشيخ يف كت ِابه‪ ،‬وكثث من الفتيات الصغثات ـ يف المرحلة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫الن أخطأت فيها‪ ،‬ويحظر‬ ‫اَّلبتدائية واإلعدادية ـ كن يعرفن الكلمة ي‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫شيخ يقلن يىل‪ :‬يا شيخ‬ ‫ي‬ ‫إعالم بها‪ ،‬و الفتيات الصغثات عند‬ ‫ي‬ ‫طبعا‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫سهل وتستطيع اَّلهتداء إليه‪ ،‬بل قالت يىل وهللا‬ ‫عادل فكر‪ ،‬الخطأ‬
‫إغاظن أم ماذا‪ :‬تعرف يا شيخ‬ ‫ي‬ ‫إحداهن وَّل أدري هل كانت تتعمد‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫الن أخطأت أنت‬ ‫عادل؟ أنا َّل أحفظ يف سورة الجاثية كلها عدا اآلية ي‬
‫فيها اآلن من فرط سهولتها!‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫وأمهلن الشيخ حن أذان المغرب ألفكر‪ ،‬فظللت أهيم يف‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫وجه أحاول معرفة الخطأ الذي عندي يف اآلية‪ ،‬ولم‬ ‫ي‬ ‫الطرقات عىل‬
‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ى‬ ‫ا‬
‫ذاكرت عرصا‪ ،‬وتزامن هذا‬ ‫ي‬ ‫عرصت‬ ‫أت‬
‫أظفر به حن أذن المغرب‪ ،‬رغم ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مع موعد تسميع بعض طلبن ا‬
‫عىل‪ ،‬فألغيت مواعيدهم جميعا ألفكر‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫كوت أخطأت يف‬ ‫ي‬ ‫ولكن دون جدوى‪ ،‬فكان من أسوأ األيام بالنسبة يىل‬
‫ى‬
‫كلمة يف القرآن الكريم‪ ،‬رغم أنه أول خطأ يىل من أول سورة الفاتحة‬
‫َ‬
‫وحن هذا الموضع من سورة الجاثية‪ ،‬وهو كما رأيت خطأ يسث‪ ،‬بل‬
‫غالب وليس بمغلوب" أول ما‬ ‫ٌ‬ ‫يسث جدا‪ ،‬لكن صدق من قال‪" :‬القرآن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أشعر وهللا بالخيبة الشديدة والكثث‬ ‫لزوجن وأنا‬
‫ي‬ ‫دخلت البيت قلت‬
‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ى‬ ‫ُ ى‬
‫تواسين عىل‬
‫ي‬ ‫وأوقفن الشيخ! فأخذت‬
‫ي‬ ‫من الخزي‪ :‬لقد أخطأت يف كلمة‬
‫ى‬
‫ذلك‪ .‬رغم أنه الخطأ األول واألخث يىل يف كامل القرآن الكريم‪ ،‬حيث لم‬

‫‪30‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ئ‬
‫شء‪ ،‬وَّل أخطأت بعده حن بلغت سورة الناس‪،‬‬ ‫أخّط قبله يف ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والحمد هلل عىل ذلك أوَّل وآخرا‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ِ ى‬
‫الن ستجعلك تنجز مع القرآن‬
‫ه ي‬ ‫قن هذه النفسية الحازمة ي‬
‫صد ي‬
‫ُ‬
‫ئ‬
‫خّط فيها أثناء تسميعك للجديد‪،‬‬ ‫الكريم‪ ،‬فال تستهن بكلمة واحدة ت‬
‫وَّل ت تهاون بيوم واحد يمر عليك دون مراجعة وردك الثابت للقديم؛ إَّل‬
‫ً‬
‫تفعل هذا فإنك لن تظفر أبدا بلقب حافظ للقرآن الكريم عىل ما به من‬
‫شف عظيم‪ ،‬ويمكنك اَّلكتفاء بكونك خاتم له‪ ،‬والذي ليس له أي‬
‫ُ‬
‫فضل وَّل أهمية تذكر كما سلف‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫طريقتي في ُمراجعة القرآن الكريم‬

‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫فقط ر‬


‫نفس نموذجا‬
‫ي‬ ‫أرى‬ ‫َّل‬ ‫فإت‬
‫ي‬ ‫وإَّل‬ ‫جيب‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لكثة السؤال عن هذا‬
‫عو ُل عليه ى يف مثل هذا الشأن العظيم‪.‬‬‫ُي ا‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ىف الحقيقة ىل ر‬
‫وسأكتف‬
‫ي‬ ‫الكريم‪،‬‬ ‫القرآن‬ ‫بها‬ ‫اجع‬‫ر‬ ‫أ‬ ‫أكث من طريقة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫اجعن للقرآن الكريم‪،‬‬
‫ي‬ ‫بذكر أربــع طرق فقط هم أبرز ما شت عليه يف مر‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫زمانا‪ ،‬وَّل أجمع مطلقا ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫طريقتي منه م‬ ‫بي‬ ‫طبعا كل طريقة أسث عليها‬
‫َ‬
‫شئت ـ ر‬ ‫ى‬
‫أكثها مناسبة لك ولظروفك‬ ‫يف وقت واحد‪ ،‬ولتتخث أنت ـ إن‬
‫وإمكاناتك‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وأظل أراجع فيهم‬ ‫الطريقة األوىل‪ :‬أن أَّلزم ثالثة إىل خمسة أجزاء‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أسبوعي بشكل دائم ومتكرر دون انقطاع أو ملل‪،‬‬ ‫أسبوعا كامال إىل‬
‫ُ‬ ‫ً ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نوم‪ ،‬ثم أنتقل إىل غثهم إذا‬ ‫ي‬ ‫ومساء وظهرا وعرصا وقبيل‬ ‫صباحا‬
‫ى‬
‫وبالثامن مع ذلك يىل ختمة تالوة‬ ‫الن قدرتها لمراجعتهم‪،‬‬ ‫انتهت األيام ي‬
‫َّل تقل عن ثالثة أجزاء ى يف كل يوم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬أن أعكف عىل التالوة شدا‪ ،‬كلما انتهيت من جزء‬
‫ى‬ ‫ُ ى‬
‫جعن يف اليوم الواحد‬
‫ي‬ ‫شعت يف الذي يليه‪ ،‬بهذه الطريقة فإن ُمرا‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫عشة أجزاء غالبا‪ ،‬وَّل تقل بحال من األحوال عن خمسة‪ .‬هذا إذا كنت‬

‫‪32‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يمكنن اَّلقتصار بهذه الطريقة‬
‫ي‬ ‫يف حالة تكثيف للمراجعة‪ ،‬ما عدا ذلك‬
‫عىل ثالثة أجزاء ى يف كل يوم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الطريقة الثالثة‪ :‬أن أقرأ جزءا واحدا من القرآن تالوة بطيئة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الحدر هو القراءة الشيعة ـ ثم أربعة‬ ‫ُمتأنية‪ .‬ثم خمسة أجزاء حدرا ـ‬
‫ى ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يعن يف اليوم‬
‫ي‬ ‫أجزاء استماعا‪ .‬طبعا جميعهم بالثتيب الخاص بهم‪،‬‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الثات تكون التالوة ُ‬
‫الثات‪ ،‬والقراءة حدرا من ا لجزء‬
‫ي‬ ‫المتأنية من الجزء‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫السادس‪ ،‬واَّلستماع من الجزء الخامس‪ ،‬وهكذا يف كل يوم‪ .‬وهذه‬
‫الشخض‪ ،‬وإَّل فما قرأتها ألحد‪ ،‬وما سمعتها من‬ ‫ي‬ ‫الطريقة من اجتهادي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حاس ين السمع والبرص‪،‬‬ ‫أحد‪ ،‬وتعتمد عىل تثبيت الحفظ عن طريق‬
‫ونتائجها فعالة جدا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ولست بحاجة إىل التنبيه عىل أن أول ثالث طرق َّل يناسبون إَّل‬
‫ً‬
‫من ختموا القرآن الكريم كامال‪ ،‬وليسوا لمن يحفظون للمرة األوىل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المحببة ّ‬ ‫الطريقة الرابعة‪ :‬وه ُ‬
‫والن َّلزمتها زمنا طويال وأنصح‬ ‫إىل ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫ً‬
‫بصوت غيبا من‬ ‫ي‬ ‫ه أن أقرأ وردي جيدا‪ ،‬ثم أسجله عىل الهاتف‬ ‫بها ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫حفّط‪ ،‬ثم أشغل التسجيل وأنا ُممسك بالمصحف ُمستخرجا‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫ً ى‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬ ‫ُ‬
‫أكتب الورد كامال يف‬ ‫وجدت‪ ،‬ثم‬ ‫أخطات إن ِ‬ ‫ي‬ ‫األخطاء‪ ،‬ثم أضبط‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫الورد بصوت قارئ‬ ‫ِ‬ ‫أشغل‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫حفّط‬ ‫ي‬ ‫من‬ ‫غيبا‬ ‫كشكول بخط يدي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الن كتبتها ُمستخرجا األخطاء‪ ،‬ثم‬ ‫أحبه‪ ،‬وأراجع مع الصوت اآليات ي‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫بالورد الذي راجعت ه‬ ‫ِ‬ ‫إماما‬ ‫بزوجن‬
‫ي‬ ‫أصىل‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫أركز عليها إن ُو ِجدت‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ ى‬ ‫ا‬ ‫ُ‬
‫فإت‬
‫وسمعته وكتبته؛ وألنه َّل يقل عن ربعي ـ غالبا ـ ي‬‫ِ‬ ‫وسمعته‬ ‫وقرأته‬
‫وبالثامن مع الث ى‬
‫كث‬ ‫ى‬ ‫دت إن أخطأت‪،‬‬
‫ى‬ ‫أجعلها ُتمسك المصحف ى‬
‫خلف لث ي‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫ربعي يوميا كحد أدت فإن يىل ختمة تالوة َّل تقل عن ثالثة أجزاء يف‬ ‫عىل‬
‫اليوم‪ ،‬حن َّل أهمل القديم‪.‬‬
‫وهللا كل آية وصفحة وجزء راجعته بهذه الطريقة كأنه مصحف‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ىَ‬ ‫ى‬
‫إت ما‬‫الشخض‪ ،‬وإَّل ف ي‬
‫ي‬ ‫عين‪ ،‬وهذه الطريقة أيضا من اجتهادي‬ ‫ي‬ ‫بي‬
‫ُ‬
‫الن أنصح بها كونها تناسب من‬ ‫وه ي‬‫قرأتها ألحد‪ ،‬وَّل سمعتها من أحد‪ ،‬ي‬
‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ى‬
‫فعليا ويريد‬ ‫يحفظ ألول مرة يف حياته‪ ،‬أو من ختم القرآن كله‬
‫المراجعة‪ ،‬أو من يحفظ نصفه ويريد ضبط ذلك النصف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فالذي يحفظ ألول مرة يقلل المقدار حسب طاقته وقدرته‪،‬‬
‫ً‬
‫واحدا ىف اليوم أو ر‬ ‫ً‬
‫أكث أو أقل‪ ،‬والخاتم لكامل القرآن‬ ‫ي‬ ‫سواء جعله وجها‬
‫ى‬ ‫ًّ‬
‫ربعي إىل نصف جزء وَّل يزيد عن‬ ‫فعليا أو لنصفه يجعل ورد مراجعته‬
‫ًّ ًّ‬ ‫ً‬ ‫ذلك‪ .‬هذه الطريقة ّ‬
‫فعالة جدا‪ ،‬وقوية جدا جدا لمن يريد الحفظ أو‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫طويل‪،‬‬ ‫المراجعة عىل حد سواء‪ ،‬غث أنها َّل تناسب إَّل من لديه وقت‬
‫ى‬
‫إذ الربعان فقط كانا يستغرقان يف اليوم الواحد حن أنجزهما بهذا‬
‫الشكل الذي كتبته ثالث ساعات عىل أقل تقدير‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫أحكام التجويد‬
‫َ‬ ‫تعلَّم‬

‫ً ى‬
‫من األمور الهامة جدا يف مرحلة حفظك للقرآن الكريم ضبطك‬
‫ألحكام التجويد‪ ،‬وهذا ى‬
‫بالثامن مع حفظك له وليس بعد انتهائك من‬
‫تفعل ر‬
‫الكثة الكاثرة‪ ،‬وهو خطأ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حفظه كما‬
‫ً‬
‫واعلم أن حفظك للقرآن الكريم كله أو بعضه ليس واجبا‬
‫باإلجماع‪ ،‬اللهم إَّل ما َّل تصح الصالة إَّل به‪ ،‬لكن تعلمك ألحكام تالوته‬
‫عي عليك لدى كثث من العلماء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فرض ى‬ ‫ـ من الناحية العملية ـ‬
‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫كثث‬ ‫وتعلم أحكام التجويد من أيش ما يكون‪ ،‬خالفا لما يعتقده‬
‫من الناس؛ ذلك أن قواعده سهلة‪ ،‬وبسيطة‪ ،‬ومحصورة‪ ،‬ليست‬
‫َ‬
‫ُمتشعبة شأن كثث من العلوم‪ ،‬إنك لو أتقنت باب أحكام النون الساكنة‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ات المخارج والصفات‪ ،‬ف قد‬‫والتنوين‪ ،‬وباب أحكام المدود‪ ،‬باإلضافة ِلب ر ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وأقتبس هنا نص كالم الدكتور أيمن‬ ‫ألممت بعامة أحكام التجويد‪،‬‬
‫ى‬
‫رشدي سويد ـ حفظه هللا تعاىل ـ من شحه عىل المقدمة الجزرية يف‬
‫المجلس األول حيث يقول‪:‬‬
‫لتعلقه بتسعة‬
‫ِ‬ ‫"علم التجويد أصغر العلوم الشعية ـ فيما أعلم ـ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫خروجها‪ ،‬وصفاتها حالة الخروج‬
‫ِ‬ ‫وعشين حرفا فقط‪َ ،‬من عرف أماكن‬
‫ومجتمعة؛ فإنه يستطيع بحول هللا أن يقرأ القرآن العظيم من‬‫ُمفردة ُ‬

‫الجلدة إىل الجلدة دون خطأ"‬

‫‪35‬‬
‫ى‬
‫شقي‪ ،‬الشق األول نظري‪ ،‬ويتم‬ ‫ُ‬
‫ينقسم إىل‬ ‫واعلم أن التجويد‬
‫ى‬
‫تعلمه من خالل كتب التجويد‪ ،‬وأقثح عليك كتاب "غاية المريد يف‬
‫علم التجويد" للشيخ عطية قابل نرص‪ ،‬فهو من أجود وأنفع ما يكون‪،‬‬
‫متن تحفة األطفال والمقدمة الجزرية‬ ‫ى‬ ‫كما أنصح بمشاهدة شح‬
‫ي‬
‫للشيخ عبد القادر العثمان‪ ،‬والشحان تجدهما بسهولة عىل اليوتيوب‪،‬‬
‫وكذا جميع دروس الدكتور أيمن رشدي سويد ـ حفظه هللا تعاىل ـ سواء‬
‫ئ‬
‫المرت منها أو المسموع‪.‬‬
‫ي‬
‫ى‬
‫عمىل‪ ،‬وهذا تتعلمه من خالل ُمالزمتك لشيخ متقن له‬
‫ي‬ ‫الثات‬
‫ي‬ ‫الشق‬
‫بالنن صىل هللا عليه وسلم وتسميعك عليه‪ ،‬وَّلبد لك من‬ ‫ري‬ ‫سند متصل‬
‫ى ُ ى‬ ‫ُ ى‬ ‫ى‬
‫وأنثع يف هذا الصدد مق ولة‬ ‫غن أحدهما عن اآلخر البتة‪،‬‬
‫اَّلثني معا‪ ،‬وَّل ي ي‬
‫ض هللا عنه وإن كان أطلقها ى يف غث هذا الصدد‪ ،‬حيث يقول ‪:‬‬ ‫ى‬
‫جن ر ي‬
‫ى‬
‫ابن ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫"ولهذا يحتاج مع الكتب إىل الشيوخ" ومن طرائف ما يروى يف هذا ما حكوه‬
‫ُ ى‬
‫عن اإلمام الكبث العلم حمزة الزيات إمام القراءة والعربية أنه كان يقرأ يف‬
‫ً‬ ‫القرآن الكريم ا‬
‫لما كان صغثا قوله تعاىل‪" :‬الم ذلك الكتاب َّل ريب فيه" فقرأ‬
‫َََ ُ‬ ‫ً‬
‫"َّل زيت فيه" بدل ريب؛ إذ القرآن لم يكن َمنقوطا حينها‪ ،‬فزب َره أبوه ـ أ ي‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ز َج َر ُه ـ وقال له‪ :‬قم واقرأ القرآن عىل األشياخ‪ ،‬فقرأه حن أصبح إماما فيه ‪.‬‬
‫حي تلك الواقعة وهو صغث بالزيات‪ ،‬وليس ألنه كان يعمل‬ ‫ى‬ ‫ىم من‬ ‫ُ‬
‫وس ي‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫بالزيت كما هو شائع؛ إذ كثث من العلماء عىل أنه لم يعمل يف الزيت مطلقا َّل‬
‫هو وَّل والده وَّل جده‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اجعَ ْل َها َعـادة‬

‫َ‬
‫إن استطع ت أن تجعل حفظ القرآن الكريم ومراجعته عادة‬
‫سيصبح األمر من أيش ما يكون عليك‪ ،‬وستفعله دون‬‫بالنسبة لك ُ‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫الطبيع بالنسبة لك يف كل يوم هو أن تحفظ‬
‫ي‬ ‫جهد يذكر‪ ،‬وسيكون‬
‫ُ‬ ‫وتراجع‪ ،‬واليوم الذي ُّ‬
‫يمر عليك دون حفظ أو مراجعة ستحس أن ثمة‬
‫ى‬
‫خلال يف اليوم‪ ،‬ولن ترتاح حن تضبط ذلك الخلل بهرولتك ناحية‬
‫ُ‬
‫وأحلف‬ ‫مصحفك‪ ،‬هذا الكالم أقوله عن تجربة‪َّ ،‬ل مجرد كالم نظري‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫أتت ا‬ ‫ْ‬ ‫ى‬
‫حيات كان أسوأ ما يمكن أن يحدث يىل ع ىل‬ ‫ي‬ ‫عىل فثات يف‬ ‫ي‬ ‫أت‬
‫باهلل ي‬
‫سبب كان‪،‬‬ ‫وبي المراجعة ألي‬ ‫ى‬ ‫ُ َ ى‬
‫بين‬
‫ٍ‬ ‫النفس هو أن يحال ي‬ ‫ي‬ ‫المستوى‬
‫ولقد كان جدي الشيخ إبراهيم الجندي ـ رحمه هللا ـ من أحب الناس ا‬
‫إىل‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫تضاعف‬ ‫المشف‪ ،‬ولقد‬ ‫عىل ظهر األرض‪ ،‬يوم موته كنت ُمرافقا له يف‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫كوت فضال عن موته لم أ َس ِم ْع أي ضا عىل‬ ‫ي‬ ‫قلن يوم وفاته‬‫الحزن يف ر ي‬
‫َّلنشغاىل بتغسيل جدي ـ‬ ‫عىل تسميعه‬‫وردي الذي كان يجب ّ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫شيخ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رحمه هللا ـ وتكفينه والصالة عليه ودفنه‪.‬‬
‫بي ليلة‬ ‫واعلم أنه لن ُيصبح حفظ القرآن الكريم عادة لك ى‬
‫ى‬
‫وضحاها‪ ،‬هذا لن يكون‪ ،‬األمر يحتاج يف البداية إىل ُمجاهدة‪ ،‬وإلزام‬
‫وحمل لها عىل ما تكره رغم أنفها ـ إن كان لها أنف ـ ثم بعد ذلك‬
‫ٍ‬ ‫للنفس‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫فاصث عىل صعوبة تلك‬ ‫سيصبح األمر أيش عليك من شب الماء‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ر‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫المهمة العظيمة أول األمر لعدم إلفك لها‪ ،‬ولن تلبث طويال ـ إن شاء‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫كافئك هللا بتيسثها عليك‪ ،‬وليكن قول هللا تعاىل "والذين‬ ‫هللا ـ حن ي ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫منك عىل ذكر‪.‬‬ ‫جاهدوا فينا لنهدينهم ُسبلنا" دوما‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أت بلغ ر يت األمر أيام التحقت بالقوات‬
‫ومما أذكره يف هذا الصدد ي‬
‫أكث من عشين‬ ‫المسلحة المرصية ىأت ربما راجعت ىف اليوم الواحد ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫جزءا من القرآن الكريم‪ ،‬وربما فوق ذلك بخمسة أو ستة أجزاء‪ ،‬وهذا‬
‫تعلف بالقرآن الكريم واعتيادي‬
‫ي‬ ‫أثناء الطوابث‪ ،‬وأثناء وقت الراحة‪ ،‬وبلغ‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫فارقن لحظة واحدة من ليل أو نهار‬
‫ي‬ ‫المراجعة أن المصحف لم يكن ي‬
‫إَّل أن أكون داخل دورة المياه‪ ،‬فكلما سنحت الفرصة للمراجعة‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫تدرين يف‬
‫ري‬ ‫أخرجت المصحف وراجعت‪ ،‬وهكذا تقريبا طوال فثة مركز‬
‫حيات وأعقدها بالمناسبة‪ ،‬لم تك ن‬
‫ي‬ ‫وه من أصعب فثات‬ ‫الجيش‪ ،‬ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫فثة رفاهية أو استجمام‪ ،‬بل العكس هو الصحيح تماما‪ ،‬ولم أسمح‬
‫ى‬
‫وبي القرآن الكريم‪ ،‬عىل العكس‪،‬‬ ‫ً ى‬
‫بين‬
‫ً‬
‫لهذا أن يكون عذرا أو حائال ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫جعلت القرآن الكريم عونا يىل عىل تجاوز ذلك بسالم وطمأنينة‪ ،‬وقد‬
‫كان‪ ،‬والحمد هلل عىل ذلك‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ال تَزعم أنك مشغول‪ ..‬الوقتُ يتَّ ِس ُع لكل شيء‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫س‪( :‬أحس أن يومك يختلف عن أيامنا‪ ،‬فأنا أراك كثث التفاعل مع‬
‫ُ ّ‬
‫الناس عىل صفحتك عىل الفيس بوك‪ ،‬كما أنك تعمل‪ ،‬وتحفظ القرآن‪،‬‬
‫وتكتب‪ ،‬وتقرأ‪ ،‬وتمارس الرياضة‪ ،‬كيف تفعل ذلك كله باهلل عليك؟)‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ى‬ ‫وردت عىل الفيس بوك منذ ر‬ ‫ى‬


‫عامي‪ ،‬وأجبت‬ ‫أكث من‬ ‫ي‬ ‫هذا السؤال‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وأنقل اإلجابة هنا بدون تغيث تقريبا عس أن يستفيد أحد‬ ‫عليه هناك‪،‬‬
‫بها فيما نحن بصدده‪.‬‬

‫ئ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬


‫أعبات ما هو أضعاف ذلك‪،‬‬‫ي‬ ‫من‬ ‫لك‬ ‫أقول‬ ‫أن‬ ‫أستطيع‬ ‫‪،‬‬ ‫حسنا‬ ‫ج‪:‬‬
‫ا‬ ‫َُ‬
‫والعرت‪ ،‬باإلضافة للعلوم‬
‫ري‬ ‫مادت التجويد‬
‫ي‬ ‫فأنا أد ّرس فوق ما ذكرته‬
‫يومي ًا ر‬
‫ألكث من ثالث‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫عمىل يف الشكة والذي يمتد‬
‫ً‬
‫الشعية‪ ،‬فضال عن‬
‫ي‬
‫عشة ساعة‪ ،‬وليست عندي أجازات بالمناسبة وَّل الجمعة؛ ألن عندي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫فيه عمال آخر‪ ،‬أضف لذلك حضوري لدورات يف األدب والشعر يف‬
‫ُّ‬ ‫ً ى‬
‫انغماش حاليا يف حفظ المعلقات‪ ،‬وتنق يىل بشكل شبه‬
‫ي‬ ‫القاهرة‪ ،‬مع‬
‫وبن سويف وأكتوبر‪ .‬أضف‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫يوم ما بي محافظات القاهرة والجثة ي‬ ‫ي‬
‫كتابات اليومية ‪+‬‬
‫ي‬ ‫اجعن اليومية من القرآن ‪+‬‬
‫ي‬ ‫اءت اليومية ‪ +‬مر‬
‫لذلك قر ي‬
‫متابعن‬ ‫ألكث من عشة برامج بشكل دوري عىل اليوتيوب ‪+‬‬ ‫ر‬ ‫متابعن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ألكث من مجلة عربية ‪ +‬قيام عىل هذه الصفحة الن بها ر‬
‫أكث من‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪39‬‬
‫ثالثي ألف إنسان ما ى‬
‫بي متابع وصديق ‪ +‬بعض الثفيهات من‬ ‫ى‬

‫المسلسالت التاريخية‪ ،‬واألفالم الوثائقية‪ ،‬وممارسة الرياضة بشكل‬


‫ُ‬ ‫ً ى‬
‫حض من‬ ‫ي‬ ‫والمس والسباحة وخالفه‪ .‬علما ب ي‬
‫أت َّل أ‬ ‫ي‬ ‫دوري كالركض‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫عن القرآن مشافهة مع‬ ‫عىل حاليا من القرآن‪ ،‬ومن أخذوا ي‬ ‫يقرأون ي‬
‫ّ‬
‫التجويد وبعض علوم الشيعة ُيقدرون باآلَّلف‪.‬‬
‫ى‬
‫السبب يف ذلك ببساطة يعود إىل أمرين ليس لهما ثالث‪ :‬األول‬
‫أكث من خمس‬ ‫جد ًا أن أنام ر‬
‫ّ‬
‫تقليل عدد ساعات النوم‪ .‬فمن النادر‬
‫ر‬
‫األكث إذا ما‬ ‫ساعتي أو ثالث ساعات عىل‬ ‫ى‬ ‫ساعات‪ ،‬ويحدث أن أنام‬
‫ُ‬
‫اضطررت لذلك‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫حيات ُمستغلة‪ ،‬وأنا عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫الثات هو أن كل لحظة يف‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫اَّلجتماع فاشل بامتياز مع مرتبة الشف‪ ،‬فال ُ‬
‫أزور وَّل أزار‪ ..‬والفواصل‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫الن َّل يلتفت إليها الناس غالبا ألتفت إليها وأستغلها‪ ،‬حن الفاصل ما‬ ‫ي‬
‫ُ ِ‬ ‫بي اتصاىل بشخص وفتح المتصل ا‬ ‫ى‬
‫عىل والذي يقدر بلحظات يحدث‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أن أكون خالله أقرأ أو أراجع‪.‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫لمحاضة‪ ،‬وأكتب إليك اآلن‬ ‫وحي أمارس رياضة الركض أستمع‬ ‫ى‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ألت أبطأت قليال‬
‫المس؛ ي‬ ‫ي‬ ‫جواب سؤالك وأنا أمارس الركض‪ ،‬أو لنقل‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ضبطن مديري اليوم يف العمل أشاهد‬ ‫ي‬ ‫ألتمكن من إجابتك كتابة‪ .‬بل‬
‫هاتف ولم يتفوه بكلمة ى‬ ‫ى‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ألت كنت أشاهده‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عىل‬ ‫أتابعه‬ ‫ا‬ ‫تاريخي‬ ‫مسلسال‬
‫أش‪.‬‬ ‫ى‬
‫وأنا منغمس يف العمل لر ي‬

‫‪40‬‬
‫ُ‬
‫ومع كتاب ومصحف وفالشة ُمتصلة‬ ‫ي‬ ‫بين إَّل‬ ‫وَّل أخرج من ي‬
‫ُ ى‬ ‫بهاتف ُم ا‬ ‫ى‬
‫وضع‬
‫ٍ‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫حملة بمئات الدروس الصوتية والمرئية‪ ،‬فإن كنت‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫عجزت عن القراءة لم أعجز عن المراجعة‪ ،‬فإن عجزت عنها لم أعجز‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫عن السماع‪ ،‬فإن عجزت عن الجميع لم أعجز عن التفكث يف فائدة‬
‫ُ‬
‫أسطرها أو مسألة أحررها‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫أخ أنا َّل‬ ‫وكان زميل يىل يقول يىل من يومي ونحن يف العمل‪ :‬يا ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫أراك أبدا إَّل وأنت تقرأ يف كتاب‪ ،‬أو تراجع يف مصحف‪ ،‬أو ترد عىل‬
‫أيتن أصال‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫نفس كنت أقول وهللا لوَّل العمل ما ر ي‬ ‫ي‬ ‫متصل! ي‬
‫وف‬
‫أكث من‬ ‫جعلن أتشعب ىف ر‬ ‫ى‬ ‫حيات‬
‫ى‬
‫هذا اَّلستغالل لكل لحظة يف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫تعرفونن إ َّل‬ ‫أكث من حياة‪ .‬فأنتم هنا عىل الفيس بوك َّل‬ ‫واد‪ ،‬وأحيا ىف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً ى‬
‫نن‬ ‫وف الشكة َّل يعرفو ي‬ ‫يعرفونن إَّل الشيخ عادل‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫بلدت َّل‬
‫ي‬ ‫وف‬ ‫كاتبا‪ ،‬ي‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫وف األزهر َّل‬ ‫يعرفونن إَّل مدرسا‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫وف القاهرة َّل‬ ‫بعمىل فيها‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫إَّل‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫آن واحد‪.‬‬ ‫يعرفونن إَّل حديثيا‪ ..‬بينا أنا ذلك كله يف ٍ‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫حيات‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أنن أنام قليال وأستغل كل ثانية يف‬ ‫وخالصة هذه الثثرة ي‬
‫أت أفدتك‪.‬‬ ‫ى ى‬
‫أتمن ي‬

‫‪41‬‬
‫تذييل‪:‬‬
‫ى‬ ‫وردت عىل الفيس بوك منذ ر‬ ‫ى‬
‫عامي كما‬ ‫أكث من‬ ‫ي‬ ‫هذا السؤال كان قد‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أسلفت‪ ،‬وأجبت عليه هناك‪ ،‬وقد وضعته هنا بدون تغيث يف اإلجابة‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫لكوت‬
‫ي‬ ‫السء‬ ‫ي‬ ‫حيات تغثت اآلن بعض‬ ‫ي‬ ‫تقريبا‪ ،‬وإن كانت ظروف‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫أصبحت زوجا أوَّل‪ ،‬ثم أبا ثانيا‪ ،‬لكن كثثا من هذه األمور مازلت أفعلها‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫المعينتي عىل‬ ‫بالنقطتي‬ ‫ألنن ما أزال متسلحا‬ ‫وبسالسة و الحمد هلل؛ ي‬
‫أكث من ست ساعات بحال من األحوال‬ ‫ذلك كله‪ :‬نوم قليل‪ ،‬فال أنام ر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫كحد أقض يف جميع األيام‪ ،‬باإلضافة َّلستغالل كل ثانية يف اليوم‪،‬‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫والتعود عىل إنجاز ر‬
‫أكث من مهمة يف وقت واحد‪ .‬أنت أيضا تستطيع‬
‫ُ ِّ‬
‫وأكث منه إن قدرت عىل أن تسل َح نفسك بهما‪.‬‬ ‫فعل ذلك كله ر‬

‫‪42‬‬
‫إن هللا تعالى َيرف ُع بهذا الكتاب أقواما ً‬
‫َّ‬
‫و َيض ُع ب ِه آخَرين‬

‫ُ ى‬ ‫منذ بضعة أعوام عق َ‬


‫ب صالة العشاء كنت يف أحد المساجد‬ ‫ِ‬
‫تقن له‪،‬‬ ‫م‬‫ُأ َس ِم ُع أنا ومجموعة من اإلخوة من القرآن الكريم عىل شيخ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫معه فيه عدة إجازات بالسند المتصل إىل رسول هللا صىل هللا عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ى‬
‫وكان من قدر هللا دون إعداد ُمسبق أو ترتيب أن أجلس يف الحلقة‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫عىل من القرآن الكري م‬‫تلميذا عندي يقرأ ا‬ ‫يمين مباشة شاب كان‬ ‫وعن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً ى‬ ‫ىف بين ى‬
‫حي كان طفال يف المرحلة اَّلبتدائية‪ ،‬وعن يساري ُمباشة شيخ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫حي كنت أنا يف‬ ‫القرآن الكريم ف بيته ى‬
‫ِ‬ ‫كنت تلميذا عنده أقرأ عليه من‬
‫ي‬
‫المرحلة اَّلبتدائية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫فاجتمع عىل الشيخ الذي نقرأ عليه تلميذ‪ ،‬وشيخه‪ ،‬وشيخ‬
‫شيخه‪.‬‬
‫ِ‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫أمام يف‬
‫ي‬ ‫تجلس‬ ‫أجيال‬
‫ٍ‬ ‫أسعدت لو كنت مكانه وعرفت أن ثالثة‬
‫ي‬ ‫ما‬
‫عن القرآن‪ .‬أَّل ما أعظم القرآن الذي حباه ذاك‬ ‫ى‬
‫ساعة واحدة يأخذون ي‬
‫ُ‬ ‫(إن َ‬ ‫ا‬
‫يرفع‬ ‫هللا‬ ‫الشف العظيم‪ .‬صدق رسول هللا صىل هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ويضع به آخرين)‪.‬‬ ‫الكتاب أقواما‬
‫ِ‬ ‫بهذا‬

‫‪43‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫العالمي ـ‬ ‫الطريف يف الموضوع أننا نحن األربعة ـ بحمد هللا رب‬
‫ُ ِّ‬
‫نعل ُم كتاب هللا تعاىل منذ أعوام طويلة‪ ،‬وأربعتنا قرأ علينا آَّلف الطلبة‪،‬‬
‫ى‬
‫وأربعتنا نحمل يف القرآن الكريم األسانيد متصلة السند برسول هللا‬
‫صىل هللا عليه وسلم‪ .‬ولتمام الفائدة ولمزيد من التوثيق لهذه الواقعة‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫الن حدثت ِوفاقا َّل اتفاقا فإن التلميذ األصغر يف‬‫الطريفة والجميلة ي‬
‫هذه الحلقة هو ابن الخالة ربيع بن رمضان بن بكري‪ ،‬وشيخه عادل بن‬
‫عىل بن محمود‪ ،‬وشيخنا‬ ‫ى‬
‫سيد بن إبراهيم الجندي‪ ،‬وشيخه حسي بن ي‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫األعىل الذي تحلقنا جميعا حوله للقراءة عليه هو الشيخ عطا بن سعيد‬
‫بن علم الدين‪ ،‬وأربعتنا من قرية واحدة‪ ..‬قرية صفط الغربية‪ ،‬مركز‬
‫بن سويف‪.‬‬ ‫ى‬
‫الواسّط‪ ،‬محافظة ي‬
‫ى‬
‫تلف العلوم بشكل عام‪،‬‬
‫وهذا يدلك عىل أهمية السند واإلجازة يف ي‬
‫والقرآن الكريم بشكل خاص‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ما هي إجازة القُرآن الكريم؟ وما أهميتها؟‬
‫وما شروط الحصول عليها؟‬
‫⁠‬

‫ه اإلذن من الشيخ للطالب بالرواية عنه‪،‬‬ ‫بشكل عام ي‬


‫ٍ‬ ‫اإلجازة‬
‫ُ ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الحاىل‬
‫ي‬ ‫يعد يف عرصنا‬ ‫سواء كان اإلذن مكتوبا أو منطوقا‪ ،‬غث أنه لم‬
‫ُيعثف بغث المكتوب‪.‬‬
‫وموقعة ومختومة من‬ ‫وإجازة القرآن الكريم ه شهادة مكتوبة ُ‬
‫ي‬
‫الشيخ للطالب تفيد بأنه حافظ لكامل القرآن الكريم‪ ،‬متقن له‪ ،‬قد قرأه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عليه س ورة سورة‪ ،‬وآية آية‪ ،‬وكلمة كلمة‪ ،‬وحرفا حرفا‪ ،‬مع الضب ط‬
‫ُ‬
‫وبناء عليه فهو ـ الشيخ ـ يشهد أن الطالب ُمؤهل إلقراء‬ ‫ً‬ ‫واإلتقان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فه َّل تمنح إَّل للطالب الحافظ الم تقن‬
‫وتعليم غثه‪ ،‬وبناء عليه أيضا ي‬
‫ً ُ ً‬
‫تقنا‪ ،‬أو ا‬ ‫ً‬
‫حصل ذلك من‬ ‫الضابط‪ ،‬سواء جاء شيخه حافظا ضابطا م‬
‫خالل ُمالزمته له وتلقيه عنه وتعلمه عىل يديه‪.‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫وتمثهم عن غثهم‪،‬‬ ‫وأهميتها تكمن يف كونها تمحص أهل القرآن‬
‫َ ّ‬ ‫ى‬ ‫فالشيخ ُ‬
‫المجاز يف القرآن الكريم هو الشيخ الذي تلف القرآن عن‬
‫ّ‬
‫شيخه‪ ،‬وشيخه تلقاه عن شيخه‪ ،‬وشيخ شيخه عن شيخه‪ ،‬وهكذا‬
‫ى‬
‫التابعي الذين تلقوا القرآن الكريم عن الصحابة‬ ‫حن نصل ّ‬
‫بالسند إىل‬
‫ّ‬
‫رضوان هللا عليهم‪ ،‬وهم عن أعظم الخلق محمد ‪ -‬صىل هللا عليه‬
‫‪45‬‬
‫ً‬
‫جثيل‪ ،‬عن رب العزة عز وجل‪ .‬خالفا لمن يحفظ‬ ‫وسلم ‪ -‬وهو عن ر‬
‫ً‬
‫اعتمادا عىل نفسه فقط‪ ،‬أو من خالل اَّلستماع إىل القرآن الكريم‪ ،‬دون‬
‫ً‬ ‫اَ‬
‫ف عن المشايخ‪ ،‬والتعلم عىل أيديهم؛ ولذلك قال العلماء قديما‪:‬‬ ‫التل ي‬
‫صحف " أي َّل تأخذ القرآن‬ ‫ى‬ ‫حف‪ ،‬وَّل القرآن من ُم‬ ‫ُ ى‬
‫ي‬ ‫"َّل تأخذ العلم من ص ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ممن اعتمد يف أخذه له عىل النظر يف المصحف فقط دون تلقيه عن‬
‫ى‬
‫تقني‪.‬‬ ‫الضابطي ُ‬
‫الم‬ ‫ى‬ ‫األشياخ‬
‫ً ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫تقن القرآن الكريم حفظا وتالوة أن‬ ‫وإذن فال يحق لمن لم ي ِ‬
‫ا‬
‫يتصدر لإلقراء ومنح اإلجازات فيه؛ إذ اإلجازة شهادة من الشيخ‬
‫ً‬
‫ابتداء فهو غث مؤهل ألن‬ ‫للطالب باإلتقان‪ ،‬فإذا كان الشيخ غث ُمتقن‬
‫ُ‬
‫السء َّل يعطيه!‬
‫ي‬ ‫يشهد لغثه باإلتقان؛ ذلك أن فاقد‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫وقد كان السلف يتسابقون إىل إجازة الحديث‪ ،‬ويسافرون يف‬
‫ً‬
‫واللياىل الطوال‪ ،‬وقياسا عىل ذلك فإجازة القرآن الكريم‬
‫ي‬ ‫سبيلها األيام‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عظيم‬ ‫أوىل وآكد وأعظم شفا وأعىل رتبة ومكانة وقدرا‪ ،‬وإنها لشف‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يحصل عليه يف حياته‬ ‫يحصل عليها‪ ،‬بل لعلها أعظم ما قد‬ ‫وهللا لمن‬
‫َ‬
‫إن كان قد أخذها بحق وعن جدارة واستحقاق‪َّ ،‬ل عن تهاون وتساهل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫من الشيخ‪ ،‬ى‬
‫يكف أنه بحصوله عليها يصبح من نقلة القرآن الكريم‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫بالسند المتصل؛ إذ تعد اإلجازة عملية يتم فيها نقل القرآن الكريم م ن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جيل إىل جيل نقال صوتيا‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ى‬ ‫وأما الشوط الالزم توافرها ىف الطالب الذي ُ‬
‫سيجاز يف القرآن‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الكريم فهما شطا أهل العلم قديما وحديثا قياسا عىل تحمل الحديث‬
‫النبوي‪ ،‬ويتلخصا ى يف‪:‬‬
‫ً‬
‫العدالة‪ :‬بحيث َّل يكون الطالب ُمشتهرا بفسق‪ ،‬أو بدعة‪ ،‬أو‬
‫ارتكاب كبثة‪ ،‬أو إض ٍار عىل صغثة‪ ،‬أو نحو ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫الضبط‪ :‬بحيث َّل يكون كثث الخطأ والسهو والنسيان‪ ،‬ضابطا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لحفظ القرآن الكريم‪ُ ،‬متقنا لتالوته‪ ،‬عالما بأحكام التجويد من الناحية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫النظرية‪ ،‬قادرا عىل تطبيقها حال قراءته نظرا للمصحف أو غيبا‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ما هو السند وما معنى "السند العالي" وما أهميته؟‬

‫َّ‬
‫السند هو سلسلة الرواة الذين تلف الشيخ عنهم الرواية أو القراءة‬
‫النن ـ صىل هللا عليه وسلم ـ فهو يأخذ عن شيخه‪ ،‬وشيخه عن‬ ‫إىل ر ي‬
‫ً‬
‫للنن ـ صىل هللا عليه وسلم ـ فهذه السلسلة من‬
‫شيخه‪ ،‬وهكذا وصوَّل ر ي‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫تسىم سندا‪.‬‬ ‫الرواة‬
‫والسند العاىل هو الذي يكون عدد الرجال أو الرواة فيه ى‬
‫بي الشيخ‬ ‫ي‬
‫النن ـ صىل هللا عليه وسلم ـ قليل‪ ،‬فكلما كان العدد أقل كان السند‬ ‫ى‬
‫وبي ر ي‬
‫ى‬
‫أعىل وأقوى‪ ،‬واحتمالية الخطأ فيه أقل؛ ذلك أن احتمالية الخطأ يف‬
‫ُ‬
‫الن عدد الرواة فيها قليل يكون أقل مما لو كان عدد الرواة‬ ‫السلسلة ي‬
‫ى‬
‫فيها عدد كبث‪ ،‬والفقث إىل هللا ـ تعاىل ـ كاتب هذه السطور سنده يف‬
‫ى‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وكذا يف متون التجويد (تحفة األطفال ـ المقدمة‬
‫ى‬
‫الشاف ـ رسالة قرص المنفصل لحفص من طريق‬ ‫ي‬ ‫الجزرية ـ السلسبيل‬
‫ى‬
‫الطيبة) من أعىل األسانيد يف العالم حسب ما قرره علماء القراءات‬
‫واألسانيد‪ ،‬والحمد هلل عىل ذلك‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫فه تكمن كما سبق يف أن احتمالية الخطأ يف السند‬ ‫وأما أهميته ي‬
‫ً ى‬
‫العاىل تكون أقل‪ ،‬وهذا وإن كان ُمنتفيا يف شأن القرآن الكريم؛ ألن‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الخطأ غث وارد فيه سواء كان السند عاليا أو نازَّل إَّل أن العلماء وطلبة‬

‫‪48‬‬
‫ى‬
‫وف السنة النبوية‬
‫العاىل فيه ي‬
‫ي‬ ‫العلم منذ قديم كانوا يحرصون عىل السند‬
‫ٍّ‬
‫عىل حد سواء‪.‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫ويدلك عىل أهمية علو السند بشكل عام سواء يف القرآن الكريم أو‬
‫كثث من علماء السلف عليهم‬‫ٍ‬ ‫السنة النبوية أو الكتب المروية أقوال‬
‫رحمات هللا‪.‬‬
‫ُ‬
‫"طلب اإلسناد‬ ‫فهذا اإلمام أحمد بن حنبل رحمه هللا تعاىل يقول‪:‬‬
‫ّ‬
‫العاىل أفضل‬‫ي‬ ‫العاىل ُسنة عمن سلف" وجمهور العلماء عىل أن السند‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫من النازل إذا تساويا يف القوة؛ ولهذا وغثه كان طلبة العلم يرحلون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اللياىل واأليام يقطعون األرض فيها طوَّل وعرضا طلبا لإلسناد العا يىل‬
‫ي‬
‫خالف أو نكث‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫دون‬
‫ُ ّ‬ ‫ى‬
‫فرب‬ ‫العثة بالضبط واإلتقان‪،‬‬
‫ولزم يف األخث أن أنبه عىل أن ر‬
‫شار إليهم‬ ‫طالب علم سنده نازل أتقن للقرآن وأضبط من بعض من ُي ُ‬

‫حي تلق اه‬‫وهللا تعاىل لن َيسألك ى‬


‫ُ‬ ‫بالبنان من أصحاب األسانيد العالية‪،‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫عن علو سندك يف القرآن‪ ،‬وإنما عن ضبطك له من عدمه‪ ،‬وعملك به‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ ى‬ ‫ُ‬
‫حدين عىل أوله‪ ،‬وإنما أنبه فقط عىل‬
‫ي‬ ‫أنقلب يف آخر‬ ‫أو العكس‪ ،‬ولست‬
‫العثة باإلتقان‪ ،‬فإن اجتمع مع علو السند فهو الغاية‪ ،‬وهللا ـ تعاىل ـ‬
‫أن ر‬
‫من وراء القصد‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫شرفة ل َحفَ َ‬
‫ظ ِة القُرآن الكريم‬ ‫نماذج ُم ِ‬

‫َ َ َ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫مما يشحذ الهمة‪ ،‬ويحفز عىل الحفظ‪ ،‬النظر يف أخبار حف ظ ة‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫وقراء القرآن الكريم‪ ،‬أنصحك بذلك كلما شعرت من نفسك ملال أو‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الياسمي‬ ‫كسال أو فتورا‪ ،‬ومما أنصحك به يف هذا الصدد كتاب "شذا‬
‫ى‬
‫من أخبار المعاضين يف القرآن الكريم وقيام الليل" للشيخ عبد هللا ب ن‬
‫ا‬ ‫زعل ى ى‬
‫العثي‪ ،‬وهو متوفر عىل العنكبوتية‪ ،‬صدر كتابه بالحديث عن‬
‫فضل القرآن الكريم‪ ،‬وقراءته‪ ،‬وأهله‪ ،‬واألمر بتعاهده‪ ،‬واألسباب‬
‫َ‬
‫المعينة عىل قراءته‪ ،‬ثم شحن كتابه بطائفة كبثة من المعاضين‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الذين لهم حال ُيحسدون عليه مع القرآن الكريم حفظا وتالوة‪.‬‬
‫ً‬
‫واآلن أذكر لك بعض النماذج لتكون عونا لك عىل شحذ همتك‪،‬‬
‫ودفعك نحو القرآن الكريم وحفظه بأقض ما تستطيع وتقدر عليه‪،‬‬
‫لكن لن أذكر لك نماذج من الصحابة فتقول يىل‪ :‬هؤَّلء أصحاب رسول‬‫ى‬
‫ي‬
‫هللا صىل هللا عليه وسلم فأين نحن منهم!‬
‫ولن أذكر لك نماذج من السلف فتقول يىل‪ :‬زمانهم غث زماننا‪،‬‬
‫ُ‬
‫ومغريات زماننا أضعاف مغريات زمانهم!‬

‫‪50‬‬
‫ولن أذكر لك نماذج من العلماء وطلبة العلم المعاضين فتقول‬
‫يىل‪ :‬هؤَّلء نذروا حياتهم كلها للعلم والقرآن‪ ،‬لكن نحن عوام‪ ،‬لنا أعباء‬
‫أخرى كثثة ى يف حياتنا فوق ذلك‪.‬‬
‫ً ى‬
‫أنا سأذكر لك نماذج مختلفة ألناس مثلك تماما‪ ،‬يف مثل ظروفك‬
‫ُ‬
‫وربما ظروف حياتهم أعقد منك بمراحل‪ ،‬كلهم عرفته‪ ،‬وحادثته‪ ،‬بل‬
‫ى ى‬
‫كي يف دورة "حفظ القرآن‬ ‫واختثته؛ ذلك أن جميعهم من المشث‬ ‫ر‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الن يشف عليها الفقث‪ ،‬بعضهم ملتحق بالدورة‬ ‫عث الهاتف" ي‬ ‫الكريم ر‬
‫منذ أشهر‪ ،‬وبعضهم ملتحق بها منذ أعوام‪ ،‬والحاصل أن جميعهم‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫مثلك تماما‪ ،‬من نفس زمانك ومجتمعك وربما بيئتك‪ ،‬بعضهم يف مثل‬
‫ُ‬
‫أكث منك‪ ،‬فإن كان يغريك الهاتف‬ ‫يكثك‪ ،‬وبعضهم ر‬ ‫ِسنك‪ ،‬وبعضهم ر‬
‫ُ‬
‫واإلنثنت فهو يغريــهم أيضا‪ ،‬وإن كان لك أشة تقوم عليها وتعولها فه م‬
‫أيضا لهم‪ ،‬وإن كان يشغلك غث ذلك فهو يشغلهم أيضا‪ ،‬ورغم ذلك لم‬
‫بسء من ذلك كله وانرصفوا إىل القرآن الكريم بقدر طاقتهم‬ ‫ا‬
‫يتذرعوا ي‬
‫وما يقدرون عليه‪ ،‬وإليك بيان ذلك‪.‬‬
‫*****‬
‫ى‬
‫مع يف دورة "حفظ القرآن‬
‫‪ 1‬ـ من النماذج الرائعة والمشفة ي‬
‫عث الهاتف"الدكتورأحمد أبوشادي ‪ ،‬الدكتور أحمد طبيب‬ ‫الكريم ر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫عث‬
‫مع يف دورة حفظ القرآن الكريم ر‬
‫صيدىل‪ ،‬وهو من أقدم المشثكي ي‬
‫ي‬
‫ً‬
‫الهاتف ‪ ،‬األعذار عن الحفظ أمامه كثثة بحيث لو أراد عذرا لن يتعب‬

‫‪51‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫الثالثي‪ ،‬وثانيا ُمغثب‪ ،‬وثالثا‬
‫ى‬ ‫يف البحث عنه‪ ،‬فهو أوَّل سنه فوق‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫مثوج‪ ،‬ورابعا أب‪ ،‬ويجد صعوبة يف الحفظ لهذه األسباب وغثها‪،‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫وفوق جميع ما سبق فهو يقرأ ا‬
‫مرتي فقط يف الشهر‪ ،‬وربما ق رأ يف‬ ‫عىل‬
‫ي‬
‫شهر كامل مرة واحدة‪.‬‬
‫ولكن‪ ..‬ورغم جميع هذه المثبطات‪ ،‬ومع كل هذه المعوقات فهو‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫ملثم بالحفظ وإن كان يسثا‪ ،‬متعهد للمراجعة َّل يوقفها مهما كانت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكث ى يت سنا ومكانة وقدرا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الظروف‪ ،‬معظم لشيخه الذي هو أنا رغم أنه ر‬
‫ا‬ ‫ى‬
‫عىل (عشة أجزاء) بناء عىل‬ ‫اختثته عدة مرات يف محفوظه ي‬ ‫ر‬
‫ً‬
‫رغبته‪ ،‬ورغم حفظه القوي‪ ،‬بل القوي جدا فهو غث واثق فيه‪ .‬قلت له‬
‫سأجعل أحد أحفظ أبناء بلدتنا هو من يقوم باختبارك المرة القادمة‪..‬‬
‫ً‬
‫وصديف أيضا وطلبت‬ ‫ي‬ ‫خالن‬
‫ي‬ ‫وبالفعل كلمت الشيخ ربيع‪ ،‬تلميذي وابن‬
‫ى‬
‫ويخث ى يت بالنتيجة‪ ،‬وربيع لديه أسئلة‬ ‫ر‬ ‫يختثه يف غث حضوري‬ ‫ر‬ ‫منه أن‬
‫يختث ى يت غث مرة‪،‬‬‫ر‬ ‫شخصيا منه أن‬ ‫ًّ‬ ‫ى‬
‫تعجثية َّل حرص لها‪ ،‬وقد طلبت أنا‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫نفس‪.‬الشاهد‪ :‬اتصلت بربيع‬ ‫ي‬ ‫جعلن أدور حول‬ ‫ي‬ ‫وكانت بعض أسئلته ت‬
‫ى‬
‫بعد اَّلختبار أسأله ماذا فعل الدكتور أحمد يف اَّلختبار؟ فقال يىل‪ :‬ما‬
‫ً‬
‫كنت أظن أن أحدا يحفظ القرآن بهذا الشكل‪ ،‬كأنه كمبيوتر‪ ،‬حن‬
‫َ ا ُ ى‬ ‫ئ ى‬ ‫ُ‬
‫خّط يف كلمة واحدة فيها كلها‪ ،‬ولم أ ُرده يف كلمة أو‬ ‫المتشابهات لم ي‬
‫أذهلن‪ .‬كذا قال يىل بالحرف‪.‬‬ ‫ى‬ ‫حرف من أول اَّلختبار إىل نهايته‪ ،‬حقيقة‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫هذا نموذج أقدمه لكم تعاملت معه عشات المرات‪ ،‬لديه عوائق‬

‫‪52‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫مرتي فقط‬ ‫كثثة‪ ،‬سنه ليس بالصغث‪ ،‬مقدار حفظه غث كبث‪ ،‬ويسمع‬
‫ئ ى‬ ‫ى‬
‫يخّط يف‬ ‫يف الشهر‪ ،‬ورغم ذلك أنجز ما قد قرأتموه‪ ..‬عشة أجزاء َّل‬
‫كتابن هذا‬
‫ي‬ ‫حرف واحد فيهم‪ ،‬فقط باستمراره‪ ،‬بل هو اآلن ـ حن لحظة‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫اختثته يف‬
‫ر‬ ‫الكتاب ـ يحفظ قريبا من نصف القرآن الكريم‪ ،‬وقد‬
‫محفوظه مرات ومرات‪ ،‬ودائما نتائجه مشفة‪.‬‬

‫ً ى‬
‫عث‬
‫مع أيضا يف دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫‪ 2‬ـ من النماذج الرائعة ي‬
‫الهاتف" المهندسة عائشة‪ :‬ما شاء هللا عليها‪ ،‬لم تتخلف عن التسميع‬
‫ً‬
‫يوما قط منذ بدأنا اللهم إَّل مرة واحدة فقط ولعذر قاهر‪ ،‬مواعيدها‬
‫مضبوطة بالثانية‪ ،‬فال تتقدم عن الموعد دقيقة وَّل تتأخر عنه دقيقة‪.‬‬
‫ربعا (جزء ونصف) بواقع‬ ‫سمع ىف المرة الواحدة ‪ً 12‬‬‫ما شاء هللا عليها ُت ِ‬
‫ي‬
‫ًّ‬ ‫ى ى‬
‫شهريا‪.‬‬ ‫مرتي يف كل أسبوع‪ ،‬أي ستة أجزاء‬
‫ى‬
‫ورغم أنها تخرجت يف كلية الهندسة وعىل مشارف اَّللتحاق بكلية‬
‫ى‬
‫دار العلوم‪ ،‬وكونها زوجة‪ ،‬وكونها حامل يف الشهر الثامن‪ ،‬وكونها طالبة‬
‫ملثمة بالحفظ والضبط‬ ‫علم ولها أعباء أخرى فوق ما ذكرت‪ ،‬إَّل أنها ى‬
‫ى‬
‫الن أجريت لها‬
‫والمراجعة‪ ،‬وكانت درجة ضبطها يف كل اَّلختبارات ي‬
‫‪ %100‬وقد قرأت ا‬
‫عىل كامل القرآن الكريم بحمد هللا تعاىل من الفاتحة‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ه نموذج يحتذى به‪ ،‬يكشف ويعري كل من يد عون‬ ‫إىل الناس‪ .‬حقيقة ي‬

‫‪53‬‬
‫ً‬
‫أنهم َّل يمتلكون وقتا لحفظ أو مراجعة القرآن الكريم‪ .‬ألن الوقت‬
‫ّ‬
‫شء آخر!‬‫موجود‪ ،‬غث الموجود هو العزيمة والجدية وَّل ي‬

‫ى‬ ‫ً‬
‫عث‬‫مع يف دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬ ‫‪3‬ـ من المجتهدات أيضا ي‬
‫ً ى‬
‫الهاتف" الدكتورة رحاب ربيع‪ ،‬الدكتورة رحاب متخرجة حديثا يف كلية‬
‫ى‬ ‫ئ ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تشكيلة يف أثناء‬
‫ٍ‬ ‫خّط يف حرف أو‬ ‫الصيدلة‪َّ ،‬لحظت أنها َّل تكاد ت‬
‫ً‬ ‫لمي المقدمة الجزرية‪ ،‬رغم أنها ُت ّ‬
‫سمع أبياتا غث قل يلة‬ ‫ى‬ ‫تسميعها ّ‬
‫عىل‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫منها يف كل مرة‪ ،‬والذي أعرفه أنها تحفظها ألول مرة يف حياتها‪ ،‬ولما‬
‫سألتها عن طريقة حفظها قالت يىل ما نصه‪:‬‬
‫ى‬
‫أربعي مرة‪ ،‬ثم أحفظ الذي‬ ‫أقوم بحفظ البيت الواحد‪ ،‬ثم أكرره‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫أربعي م رة‪،‬‬ ‫أربعي مرة‪ ،‬ثم أكرره هو والبيت األول معا‬ ‫يليه‪ ،‬ثم أكرره‬
‫ى‬
‫أربعي مرة‪ ،‬ثم أضمه إىل البيت‬ ‫ثم أحفظ البيت الثالث‪ ،‬ثم أكرره‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫أربعي مرة‪ ،‬وهكذا حن أصل إىل‬ ‫والثات فأكررهم معا جميعا‬
‫ي‬ ‫األول‬
‫ُ ِ ً ُ َ ً‬
‫البيت األخث الذي أود حفظه‪ .‬سألتها متعجبا معجبا من إضارها‬
‫ى‬
‫تحفظي ِوردك‬ ‫الن لم ينل منها الملل شأن الكثثين‪ :‬فكيف‬
‫وإرادتها ي‬
‫من القرآن؟‬
‫ً‬
‫قالت‪ :‬بنفس الطريقة‪ ،‬أحفظ اآلية جيدا‪ ،‬ثم أكررها أر ى‬
‫بعي مرة‪،‬‬
‫ى‬
‫أربعي مرة‪ ،‬ثم أضمها إىل األوىل‬ ‫الن تليها‪ ،‬ثم أكررها‬
‫ثم أحفظ ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫أربعي‬ ‫أربعي مرة‪ ،‬ثم أحفظ اآلية الثالثة‪ ،‬ثم أكررها‬ ‫وأكررهما معا‬

‫‪54‬‬
‫ى‬
‫أربعي مرة‪ ،‬وهكذا حن أصل‬ ‫مرة‪ ،‬ثم أكررها مع اآلية األوىل والثانية‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫إىل آخر آية يف الورد الذي أود حفظه‪ ،‬علما بأن وردها يف بعض األيام‬
‫يتجاوزالخمسة أوجه!‬
‫فتخيل حجم المجهود الذي تبذله‪ ،‬وعدد مرات التكرار!‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أنن أعلم أن التحدي‬ ‫نفس؛ ذلك ي‬
‫ي‬ ‫وأكثتها يف‬‫ر‬ ‫حقيقة أعظمتها‬
‫كثة‬ ‫بالنسبة لها َلم يكن فقط ىف التغلب عىل الملل الذي ينشأ من ر‬
‫ي‬
‫ً‬
‫ألت أعلم أيضا أنها ُم ى‬ ‫ى‬
‫لثمة خارج الحفظ بأعباء كثثة‪،‬‬ ‫التكرار‪ ،‬وإنما ي‬
‫ً‬
‫كعملها طبيبة صيدَّلنية‪ ،‬ومذاكرتها الجانبية حرصا عىل تطوير نفسها‬
‫ً‬
‫فضال عن ى‬ ‫ر‬
‫الثاماتها داخل بيتها‪ ،‬فلله درها‪ ،‬قلت ل ها‬ ‫أكث بعد تخرجها‪،‬‬
‫مضيت عىل هذه الطريقة حن نهاية‬
‫ِ‬ ‫عقب ما سمعته منها‪ :‬إنك لو‬
‫ى‬
‫ستختمي ختمة قوية‬ ‫القرآن مع ى‬
‫الثامك بالمراجعة للمحفوظ القديم‬
‫ً‬
‫ُيصبح القرآن بعدها منقوشا ى يف صدرك‪.‬‬

‫ً ى‬
‫عث‬ ‫مع أيضا يف دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬‫‪4‬ـ ومن المجتهدين ي‬
‫الهاتف" الشيخ تامر طه‪ ،‬الشيخ تامر ىف مسابقة تنافسية ى‬
‫بي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬
‫كي يف الدورة يف سورة البقرة حصل يف اَّلختبار الخاص بها عىل‬ ‫المشث‬
‫ً‬
‫مجموع ‪ %100‬علما بأنه الوحيد الذي حصل عىل هذه الدرجة‪،‬‬
‫ى َ‬ ‫ُ‬
‫حي يشد‪ ،‬أو‬ ‫العجيب أنه كان يجيب بشكل مذهل وشيـ ــع‪ ،‬سواء‬
‫ى‬ ‫ى ُ‬
‫الن‬
‫حي يجيب عىل المتشابهات‪ ،‬أو حي ينسب اآليات ألرباعها ي‬

‫‪55‬‬
‫وردت فيها‪ ،‬وسأترك نهاية الكتاب بعض نماذج اَّلختبارات‬
‫تكن سهلة‪ ،‬بل ر‬ ‫ُ‬
‫أكث‬ ‫والمسابقات لسورة البقرة؛ لتعلم أن المسابقة لم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منافسيه أصال كانوا من حفظة القرآن الكريم كامال‪ ،‬وكان منهم أئمة‬
‫ً‬
‫مساجد‪ ،‬ورغم ذلك تفوق عليهم جميعا‪ ،‬بل لم أصوب له كلمة واحدة‬
‫ى‬
‫يف كافة اَّلختبار‪ ،‬ولما سألته عن ذلك قال يىل‪ :‬وهللا يا شيخ من ِعشاء‬
‫أكث من عش ساعات ـ لم أترك‬ ‫البارحة وحن لحظة اَّلختبار ـ ر‬

‫زوجن‪.‬‬
‫ي‬ ‫المصحف من يدي‪ ،‬أراجع‪ ،‬وأضبط المتشابهات‪ ،‬وأشد عىل‬
‫مع مسابقة سور‪:‬‬ ‫ى‬
‫التاىل دخل ي‬
‫ي‬ ‫ومن الجدير بالذكر أنه يف الشهر‬
‫(البقرة ـ آل عمرا ن ـ النساء ـ المائدة ـ األنعام)‪ ،‬وحصل أيضا عىل مجموع‬
‫ى‬
‫‪ %100‬عن جدارة واستحقاق‪ ،‬فلله أبوه‪ ،‬كما أنه يف جميع اَّلختبارات‬
‫مع ـ حن لحظة كتابة هذا الكتاب ـ عىل ما‬
‫الن خاضها ي‬‫والمسابقات ي‬
‫ى‬
‫تعجثية ـ وليست كذلك ـ كانت نتيجته‬ ‫بها من أسئلة يراها البعض‬
‫فيهم جميعا ‪%100‬‬
‫ى‬
‫سألته من تراجع وتتجهز لالختبار؟ قال‪ :‬يوم أنجح معك يف‬
‫ى‬ ‫ى ى‬
‫فإت يف اليوم الذي يليه أبدأ يف التجهز بالمراجعة‬ ‫اختبار يا شيخ ي‬
‫ُ‬
‫التاىل‪ .‬هلل دره‪ ،‬بهذه النفسية وذلكم اإلضار ينال‬‫ي‬ ‫والحفظ لالختبار‬
‫الحفظ‪.‬‬
‫ومما َي ُ‬
‫جدر ذكره هنا أنه ـ ما شاء هللا عليه ـ منذ أيام قليلة قام‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫بتالوة القرآن الكريم كامال من الفاتحة إىل الناس‪ ،‬يف يوم واحد‪ ،‬ليس‬

‫‪56‬‬
‫هذا هو اإلنجاز‪ ،‬فكثثون يفعلون ذلك؛ لكن اإلنجاز أنه فعل ذلك أثناء‬
‫ى‬
‫سفره من القاهرة إىل اإلسكندرية ذهابا وإيابا‪ ،‬فقرأ يف الذهاب سبعة‬
‫ْ‬ ‫ى‬
‫وف اإلياب ثالثة عش جزءا‪ ،‬وتناقلت بعض المواقع الخ رث‬ ‫عش جزءا‪ ،‬ي‬
‫تحفثا للشباب عىل مثل صنيعه‪ ،‬وكذا العديد من وسائل التواصل‬ ‫ى‬
‫ى‬
‫يخث يت أن العبد الفقث‬‫اَّلجتماع‪ ،‬وكان من أدبه وتواضعه أن أرسل يىل ر‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫الن يشف عليها كان لها‬ ‫عث الهاتف" ي‬ ‫ودورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫ى‬
‫األكث يف هذا اإلنجاز‪ ،‬وتوطيد صلته بالقرآن الكريم‪ ،‬قلت له‪ :‬بل‬
‫ر‬ ‫الدور‬
‫ٌ‬ ‫ٌّ‬
‫هو فضل هللا أوَّل‪ ،‬ثم اجتهادك‪ .‬وهذا حق وصدق‪ ،‬بارك هللا فيه‪،‬‬
‫ً‬
‫وأدام عليه نعمة القرآن الكريم‪ ،‬والتعلق به‪ ،‬والعكوف عليه تالوة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وحفظا ومراجعة وتعلما وعمال‪.‬‬

‫ى‬
‫عث‬ ‫مع يف دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬ ‫‪ 5‬ـ ومن المشثكات ي‬
‫ى‬
‫الهاتف" المجتهدات جدا اآلنسة وَّلء فرحات‪ ،‬وَّلء طالبة يف كلية‬
‫ى‬
‫اللغات والثجمة‪ ،‬يف أقل من عشة أيام من التحاقها بالدورة كانت قد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أكث من ربــع القرآن ّ‬ ‫انتهت من تسميع ر‬
‫عىل‪ ،‬ليس تسميعا عابرا‪ ،‬ولكن‬ ‫ي‬
‫سمعته ّ‬ ‫ً‬
‫قويا ىف غاية اإلتقان‪ ،‬تم اختبار وَّلء ىف جميع ما ّ‬ ‫ً‬
‫عىل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تسميعا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫خالل العشة أيام (أكث من ربــع القرآن) اختبارا عسثا‪ ،‬كله من أوله إىل‬
‫ى‬
‫آخره يف المتشابهات‪ ،‬بعض األسئلة كانت متشابهة مع خمسة مواضع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صدقا لما ى‬ ‫ً‬
‫مثال كقوله تعاىل‪ُ :‬‬
‫بي يديه" فأتت تقريبا بجميع المواضع‪.‬‬ ‫"م‬

‫‪57‬‬
‫فتأت بجميع المواضع وتكمل بعدها‪ .‬وعىل‬ ‫ي‬ ‫أقول لها‪" :‬قلوبنا غلف"‬
‫ى‬
‫فقس‪ ،‬ما شاء هللا‪ ،‬وَّل خطأ واحد يف كامل اَّلختبار‪ ،‬فكانت نتيجة‬
‫هذا ِ‬
‫اختبارها ‪ % 100‬مستحقة للجائزة كما هو مقرر لمن يبلغ درجة ‪%100‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫من‬
‫يف أي اختبار‪ ،‬فاختارت أن تكون جائزتها عبارة عن شهادة مكتوبة ي‬
‫عىل‪ .‬قلت لها نهاية اَّلختبار‪ :‬وهللا‬ ‫ّ‬
‫تفيد حفظها لجميع ما سمعته ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫أنت!‬
‫فأعجزتن ِ‬
‫ي‬ ‫تحصىل عىل العالمة الكاملة‬
‫ي‬ ‫تعجثك حن َّل‬ ‫حاولت‬

‫ى‬ ‫ً‬
‫مع يف دورة "حفظ القرآن‬‫‪ 6‬ـ أيضا من المشثكات المجتهدات ي‬
‫ى‬ ‫ًّ‬
‫هاتفيا"الدكتورة سلوى عبد الباسط‪ ،‬الدكتورة سلوى طالبة يف‬ ‫الكريم‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫السنة األخثة يف كلية طب األسنان‪ ،‬وقد حصلت يف آخر اختبار لها‬
‫ى‬ ‫ْ‬
‫إضاف‪ ،‬فقلت‬
‫ي‬ ‫عىل درجة ‪ %100‬فاختارت أن تكون جائزتها يوم تسميع‬
‫ِ‬
‫وسم يع‪.‬‬ ‫اتصىل يوم الجمعة‬ ‫لها‪:‬‬
‫ي‬
‫ألنه‬
‫ي‬ ‫اتصلت فعليا‪ ،‬وبعد أن بدأت التسميع بقليل قلت لها‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شيعا ى‬
‫تقعي فيه‪.‬‬ ‫ستتوقفي مع أول خطأ‬ ‫ألت كنت مشغوَّل‪:‬‬‫ي‬ ‫المكالمة‬
‫ئ ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫خّط يف‬ ‫فسمعت ساعة كاملة‪ ..‬ساعة كاملة حدرا ـ قراءة شيعة ـ لم ت‬
‫ُ‬
‫تعبت أنا فقلت لها‪ :‬ى‬ ‫ى‬
‫يكف‪ .‬قالت ‪ :‬لم‬ ‫ي‬ ‫حرف واحد يف التسميع حن‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ئ‬
‫ولكن مشغول‪ .‬فأنهينا التسميع عىل أن يكون‬ ‫ي‬ ‫أخّط يا شيخ‪ .‬قلت نعم‬
‫لها عندي خطأ ى يف تسميع جائزتها القادم‪ ،‬فلله درها‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ى‬
‫الن أعمل‬ ‫مع يف الشكة ي‬ ‫‪7‬ـ األستاذ ربيع كامل‪ ..‬األستاذ ربيع كان ي‬
‫ى‬
‫بها‪ ،‬وهو أصال ـ بقدر هللا ـ من بلدتنا‪ ،‬ورغم ذلك فأول مرة أراه فيها يف‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيات كانت ىف الشكة‪ ،‬وسبب ذلك أنه ا‬
‫ظل زمانا طويال يعمل خارج‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫مرص‪ ،‬ولما عاد إىل مرص كان يعمل يف ا لقاهرة‪ ،‬والشاهد أننا تصاحبنا‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫وجثة‪ ،‬وعرفت عنه‬ ‫بشكل كبث‪ ،‬وقويت عالقتنا وتطورت يف فثة‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫الن‬
‫المآش والصدمات ي‬ ‫ي‬ ‫الكثث‪ ،‬وأدركت أن يف حياته الكثث والكثث من‬
‫عىل القرآن الكريم‪ ،‬واشثط‬ ‫كنت أشفق عليه منها‪ ..‬إىل أن بدأ يحفظ ا‬
‫ي‬
‫من بقرابة العشين عا ما‪،‬‬ ‫عىل كونه ر ى‬ ‫عىل أن أنس ىف مسألة حفظه ا‬ ‫ا‬
‫أكث ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫وكونه أصال مديري المباش يف العمل‪ ،‬وأن أتعامل معه كأقل طالب‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫مع شوطا‪ ،‬وكان‬ ‫طلبن قليل ـ وبالفعل بدأنا‪ ،‬وقطع ي‬ ‫ي‬ ‫عندي ـ وليس يف‬
‫ً ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫جاءت يوما يف موعد‬ ‫ي‬ ‫مثاىل‪ ،‬إىل أن‬
‫ي‬ ‫مواظبا عىل الحفظ والمراجعة بشكل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫التسميع ليعثف بأنه لم يحفظ شيئا‪ ،‬وكان حزينا آسفا‪ ،‬ثم قام فجأة‬
‫ومناولن إياه‪ ،‬هكذا فعل وهللا‪.‬‬
‫ي‬ ‫بخلع حذائه‬
‫ى‬ ‫ى ى‬
‫فإت‬
‫بن به جزاء تقصثي‪ ،‬ي‬ ‫سألته مندهشا ما هذا؟! قال‪ :‬لترص ي‬
‫ى ى‬ ‫وأكث منه‪ .‬قلت معاذ هللا‪.‬‬ ‫ر‬
‫أكثته‬
‫نفس ر‬
‫ي‬ ‫ولكن يف‬ ‫ي‬ ‫أستحق ذلك‬
‫هم بذلك الفعل إَّل لنية عظيمة داخله‬ ‫وأعظمته‪ ،‬وعرفت أنه لم َي ا‬
‫ى‬
‫ُمنعقدة عىل حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وتعظيم كبث يف نفسه لشيخه وإن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كان يصغره بقرابة العشين عاما‪ ،‬وإن كان مديرا له ى يف العمل‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ُ‬
‫‪8‬ـ وهذه اآلنسة أمثة أشف‪،‬حدث وعاقبتها مرة بالحرمان من‬
‫ى‬ ‫التسميع مدة أسبوع كامل ُ‬
‫خالفة وقعت فيها‪ ،‬وكانت حينها يف‬ ‫ٍ‬ ‫لم‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫وه باكية‪:‬‬‫اسلتن ي‬
‫ي‬ ‫الثانوية العامة‪ ،‬فاعتذرت اعتذارا شديدا‪ ،‬ثم ر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫تقطعن عن القرآن فأنا يف أمس الحاجة إليه"‬ ‫ي‬ ‫"باهلل عليك َّل‬
‫ى‬ ‫ْ‬
‫تقطعن عن القرآن‬
‫ي‬ ‫قلن‪" ،‬باهلل عليك َّل‬ ‫َّلمست جملتها شغاف ر ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫فأنا يف أمس الحاجة إليه" فاستحييت من هللا أن أكون سبب قطعها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عنه‪ .‬فألغيت قراري‪ ،‬ثم أسقطت عنها اَّلشثاك الذي تدفعه عىل أن‬
‫ً‬
‫تشثي بقيمته هدية لنفسها‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ُ‬
‫كرم َّل أن ُيعاقب‪.‬‬ ‫أن ُي َ‬
‫مثلها حقه‬

‫التواىل تحصل‬
‫ي‬ ‫‪9‬ـ وهذه اآلنسة حنان عبد هللا‪ ،‬للمرة الثالثة عىل‬
‫ً‬
‫عىل النتيجة النهائية ‪ %100‬أي أنها أجابت عىل خمسة عش سؤاَّل‬
‫ى ُ ِ ى‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫سم ع يف‬ ‫يعن ت‬
‫ي‬ ‫أكث من نصفهم يف المتشابهات‪ ،‬وفيهم أسئلة شد‪،‬‬
‫السؤال الواحد بالصفحات‪ .‬ومع ذلك لم أصوب لها كلمة واحدة فيهم‬
‫جميعا‪ .‬اللهم بارك‪.‬‬
‫سألتها عقب اختبارها األخث ُمندهشا من متانة حفظها‪ :‬كيف‬
‫ى‬
‫اجعي؟‬
‫تر‬
‫قالت‪ :‬يوميا بال استثناء أراجع من ساعة إىل ساعة ونصف‪ ،‬مع‬
‫الث ى‬
‫كث عىل المتشابهات‪ ،‬ويوم اَّلختبار أراجع من الفجر حن موعد‬

‫‪60‬‬
‫ى‬
‫(حواىل أربــع ساعات)‪ .‬قلت‪ :‬هكذا الجدية يف الحفظ‬ ‫ي‬ ‫اختباري‪.‬‬
‫والمراجعة وإَّل فال‪.‬‬
‫ُ‬
‫عرفت بعد ذلك أن والدتها وافتها المنية قبل التحاقها بالدورة‬
‫ْ‬
‫بأقل من شهر واحد‪ ،‬فقررت اَّللتحاق بالدورة وحفظ القرآن الكريم‬
‫ا‬ ‫ى‬
‫الن ربت‪،‬‬‫وتعهده بالمراجعة؛ ليكون يف موازين حسناتها‪ ،‬فنعم األم ي‬
‫ْ‬
‫الن ابرت‪.‬‬‫ونعم البنت ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫وأكتف بما نشته عنها عىل‬
‫ي‬ ‫‪10‬ـ وهذه األستاذة حنان العشماوي‪،‬‬
‫ى‬
‫صفحن عىل الفيس بوك يوم اختباري لها يف إحدى مسابقات الدورة‬
‫ي‬
‫َ‬
‫وهذا نصه‪:‬‬
‫ى‬
‫عث‬‫(الحاصلة عىل المركز األول يف دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫الهاتف" المستوى األول (اختبار سورة البقرة) من مواليد السبعينات‪،‬‬
‫ى‬ ‫ى ى‬
‫وف‬
‫أجابت عىل اختبار كثث ممن سألتهم فيه من المشثكي يف الدورة ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫تعجثي‪ ..‬أنت َّل تريد‬ ‫المسابقة ككل كان تعليقهم‪ :‬يا شيخ هذا اختبار‬
‫أن ينجح أحد؟!‬
‫ً‬
‫أمنا الفاضلة أجابت عليه كامال بدون خطأ واحد بسالسة‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫وانس يابية شديدة‪ ،‬تقول يىل‪ :‬هذه اآلية يف صفحة كذا‪ ،‬يف آخر صفحة‬
‫َ‬ ‫ً ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ه آية كذا‪ .‬ت خيل‬‫الن تقابلها مباشة يف الصفحة األخرى ي‬‫فيها‪ ،‬واآلية ي‬
‫أكمىل من قوله تعاىل‪( :‬وأضع كلمة واحدة )‪.‬‬ ‫يعن‪:‬‬ ‫ى‬ ‫أت أسألها بالكلمة‪..‬‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وتجيب‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أكمىل مثال من قوله تعاىل‪" :‬أن هللا‬ ‫ي‬ ‫يعن‬
‫أسألها يف نهاية آيات‪ ،‬ي‬
‫سميع بصث" إىل قوله تعاىل "إن هللا سميع بصث" فتجيب‪.‬‬
‫ى ى‬ ‫ُ‬
‫ألت يف أول اَّلتصال قبل أن‬ ‫ص ِدمت من أجوبتها‪ ،‬تعرفون لماذا؟ ي‬
‫َ ى‬ ‫ى‬
‫عليك أو حرج‬ ‫ِ‬ ‫أشع يف األسئلة قلت لها‪ :‬حن َّل يكون يف األمر ضغط‬
‫ى‬
‫لن أضع اسمك يف فريق البنات‪( .‬المسابقة عبارة عن ‪ 13‬فتاة ضد ‪13‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫حرخ أمامهم إن نشت اسمك‪،‬‬ ‫شابا) حن َّل تأتي بدرجة متدنية فت ر ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫أغلظن‪ ..‬كيف‬
‫ي‬ ‫ويعلقون عليك سبب الخسارة إن حدث وخشوا‪ .‬ما‬
‫ى‬
‫تحاوىل‪ ،‬أنت‬
‫ي‬ ‫كأت أقول لها‪َّ :‬ل‬‫أصال قلت لها هذا‪ ،‬هذا حرج أشد‪ .‬ي‬
‫راسبة َّل محالة‪.‬‬
‫فماذا كان ردها ا‬
‫عىل ؟ قالت يىل‪ :‬الذي تراه يا شيخ!‬‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫تكث يت سنا وفضال‪.‬‬ ‫رأيتم األدب؟ رغم أنها ر‬
‫وبدأ اَّلختبار فكانت الصدمة‪ .‬كمبيوتر‪ .‬قلت لها‪ :‬كيف بلغت هذا‬
‫ً‬
‫إنن أحب سورة البقرة حبا َّل تتصوره‪ُ ،‬مرتبطة بها‪،‬‬ ‫ى‬
‫المستوى؟ قالت‪ :‬ي‬
‫صحف لعرفت حجم الجهد المبذول منذ زمان لضبطها‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ولو رأيت ُم‬
‫ي‬
‫أتمن إَّل أن ألف هللا تعاىل بهذا الجهد المبذول فيها‪.‬‬ ‫وإنن َّل ى‬‫ى‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫سمعون عليه؟ ألست واضع اَّلختبار؟‬ ‫ألست شيخكم الذي ُت ِ‬ ‫ُ‬

‫حفّط أنا له‪ .‬أ علن‬‫ى‬ ‫اختثتها فيه أفضل من‬ ‫وهللا إنها حافظة لما‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫مكالمن‬
‫ي‬ ‫حصولها عىل المركز األول‪ ،‬كما وعىل العام أعتذر من مطلع‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫أت لن أضعها يف قائمة فريق البنات حن َّلتتسبب يف‬
‫معها الذي فحواه ي‬

‫‪62‬‬
‫رسوبــهن بدرجة متدنية تحصل عليها‪ ،‬كما أعلن ضمها لقائمة فريق‬
‫البنات‪ ،‬وتصدرها للفريق‪ ،‬كما أعلن استحقاقها لجائزة المركز األول‬
‫ً‬
‫(كتبا بقيمة ‪ 250‬جنيها)‪.‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫الن خشيت أن تتسبب يف إسقاط فريق البنات‬ ‫والمفارقة أن أمنا ي‬
‫الن حصلت فيهن عىل الدرجة النهائية ‪ %100‬فقولوا ما‬
‫ه الوحيدة ي‬ ‫ي‬
‫شاء هللا)‪ .‬انته‪.‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪11‬ـ وهذه األستاذة زينب صالح‪ ،‬عرضت عليها أن تأخذ أجازة‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أسبوعا واحدا من الدورة ومن التسميع بسبب قرب زواجها‪ ،‬وقلت لها‬
‫ُ‬ ‫بنثة جادة حازمة‪ :‬لن أسمح لك ر‬
‫بأكث من أسبوع‪ .‬قلت لها ذلك مخافة‬ ‫ر‬
‫فصدمتن بقولها‪ :‬ولماذا أسبوع يا شيخ؟ لن‬ ‫ى‬ ‫أكث من ذلك‪،‬‬ ‫أن تطمع ىف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫زوخ عىل أن أ سمع‬ ‫زفاف اتفقت مع ر ي‬ ‫ي‬ ‫آخذ وَّل يوما واحدا‪ ،‬حن ليلة‬
‫عن عىل ذلك ولم يعثض‪ ،‬وقد كان‪ ،‬وهللا كان تسميعها‬ ‫ا ى‬
‫فيها وشج ي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قبيل زواجها بأقل من ‪ 48‬ساعة فما تغيبت‪ ،‬ثم كان تسميعها الذي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫التاىل لزواجها مباشة‪ ،‬فما تغيبت‪ .‬فأعظمتها يف نظري‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يليه يف اليوم‬
‫َ‬ ‫عظم‪ِ ،‬‬ ‫ُ َّ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ها‬ ‫تكث‬
‫ر‬ ‫الن‬
‫ي‬ ‫شقيقتها‬ ‫أن‬ ‫علمت‬ ‫إذا‬ ‫ما‬ ‫سي‬ ‫وجدير بمثلها أن ي‬
‫ْ‬ ‫ى‬
‫األخرى من المشثكات يف الدورة‪ ،‬وتغيبت بسبب الزفاف‪ ،‬بينما‬
‫ً‬
‫ه العروس أصال لم تتغيب!‬ ‫الن ي‬‫شقيقتها نفسها ي‬

‫‪63‬‬
‫ا ى‬ ‫ى‬
‫صوت أث ر ي اف‬
‫ي‬ ‫اسلتن بـ "ريكورد"‬
‫ي‬ ‫‪12‬ـ وهذه اآلنسة آَّلء رفعت‪ ،‬ر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أت سمعته مرات‪ ،‬ومن ثم قررت إدراجها هنا لتكون‬ ‫تأثثا كبثا‪ ،‬حن ي‬
‫ُ ى‬ ‫ُ‬
‫اغب يف حفظ‬ ‫ضمن النماذج الجديرة بأن يحتذى بها‪ ،‬وأن يتخذها الر‬
‫ً‬
‫وه وهللا بهذا جديرة‪.‬‬
‫القرآن الكريم قدوة و أسوة‪ ،‬ي‬
‫يىل‪:‬‬
‫وخالصة رسالتها كانت كما ي‬
‫ى ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أت أسمع مقاط ع‬
‫"أستاذ عادل‪ ،‬أنا أعتذر منك اعتذارا شديدا عىل ي‬
‫صغثة جدا‪ ،‬سواء من القرآن الكريم‪ ،‬أو من متون التجويد‪ ،‬أنت‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫البّط ء‬
‫ي‬ ‫لحفّط‬
‫ي‬ ‫تمنحنا ‪ 15‬دقيقة للتسميع يف المرة الواحدة‪ ،‬وأنا‬
‫ى‬
‫دقيقتي أو ثالث دقا ئق‬ ‫والصغث‪ ،‬بل متناه الصغر‪َّ ،‬ل ُأ َس ِمع ر‬
‫أكث من‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫األكث‪.‬‬ ‫عىل‬
‫محاوَّلت لحفظ‬‫ي‬ ‫أنا َّل أريد أن أنقطع عن الحفظ‪َّ ،‬ل تعرف عدد‬
‫محاوَّلت لم أعد أحصيها وَّل أقدر عىل‬ ‫كثة‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬من ر‬
‫ي‬
‫ئ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫َّلبتدات‪ ،‬ولم‬
‫ي‬ ‫إنن أفعل ذلك منذ كنت يف الصف األول ا‬ ‫إحصائها أصال‪ ،‬ي‬
‫ى‬ ‫ً ى‬
‫المحيطي ر يت حاول مثلما حاولت‪،‬‬ ‫أفلح قط‪ ،‬وَّل أعرف أحدا يف جميع‬
‫ى‬
‫إمكانات يف الحفظ متواضعة‪ ،‬أرى معك نماذج ما شاء هللا عليها‪،‬‬ ‫ي‬ ‫لكن‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫من‬
‫وحلىم أن أكون يوما مثلهم‪ ،‬أرجوك َّل تمل ي‬ ‫ي‬ ‫بالنسبة يىل خرافية‪،‬‬
‫ا ى‬ ‫ئ‬ ‫واصث ّ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫من‬‫عىل وأَّل تمل ي‬‫تصث ي‬ ‫رجات فقط أن ر‬
‫ي‬ ‫عىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ألت لست مثلهم‪،‬‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ئ‬
‫لبطن‪ ،‬أنا حاولت حفظ القرآن كثثا‪ ،‬وأحاول‪ ،‬وسأظل أفعل حن‬ ‫ي‬
‫حرصتك"‬‫أموت‪ ،‬وأمىل أَّل ُأ َض ّي َع الفرصة هذه المرة مع ى‬
‫ي‬

‫‪64‬‬
‫انتهت رسالتها‪.‬‬
‫الن‬ ‫ُ‬
‫هذه البنت بما سمعته منها َّل تقل عن النماذج المشفة ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫تحدثت عنها يف هذا الكتاب أو خارجه‪ ،‬بل لعلها من أفضل ثالثة‬
‫ى‬ ‫ا ى‬
‫تاريخ كمعلم للقرآن الكريم‪ ،‬والغريب أنها تظن‬‫ي‬ ‫عىل يف‬‫أشخاص مروا ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫أت قد أقصيها من الدورة لعدم إنجازها ـ‬ ‫نفسها العكس تماما‪ ،‬وتحسب ي‬
‫ً ُ‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫عطونن حافزا كبثا ـ ويعطون غثي‬
‫ي‬ ‫من حيث الكم ـ وَّل تعلم أن أمثالها ي‬
‫بالتأكيد ـ عىل مزيد من المراجعة واإلتقان لكتاب هللا تعاىل‪ ،‬فأنعم‬
‫حرصاتكم‪ ،‬وكل من تبلغه هذه‬ ‫ى‬ ‫وىل رجاء من‬‫وهللا بها من بنت‪ ،‬ي‬
‫َ‬
‫السطور‪ ،‬الدعاء لها بأن يمن هللا تعاىل عليها بحفظ كتابه‪ ،‬وأن يقر‬
‫عينها بذلك‪.‬‬

‫‪ 13‬ـ وأختم هذه النماذج بالحديث عن عادل الجندي‪َّ ،‬ل باعتباره‬


‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫ألت ألزمت‬‫نموذجا يصلح لالقتداء به‪ ،‬فهو وهللا أقل من ذلك‪ ،‬وإنما ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫الن أعتمد عليها يف كتابة هذه‬‫نفس من البداية أن تكون المصادر ي‬‫ي‬
‫خث يت العملية المتواضعة‪ ،‬وأرى أنه من الغش للقارئ‬
‫ه ر‬
‫الرسالة ي‬
‫قصن مع حفظ القرآن الكريم‪ ،‬فأقول وباهلل تع اىل‬ ‫ي‬ ‫حينها أَّل أذكر‬
‫التوفيق‪:‬‬
‫ً‬
‫دخوىل الصف األول الثانوي لم أكن حافظا للقرآن الكريم وَّل‬
‫ي‬ ‫حن‬
‫أت مرة دخلت ُمسابقة كبثة تابعة‬ ‫ى‬
‫لنصفه وَّل حن لربعه‪ ،‬بل أذكر ي‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫لوزارة األوقاف المرصية يف ‪ 18‬جزءا من القرآن الكريم وأنا يف أول‬

‫‪65‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أت أنهيتهم‬ ‫أجث يت الشيخ عىل دخولها لمجرد ي‬ ‫المرحلة اإلعدادية‪ ،‬وقد ر‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً ى‬
‫رآت الشيخ‬ ‫يعن ـ ومن فرط ما ي‬ ‫حفظا يف األزهر الشيف ـ كذا يفثض ي‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً َ ً‬ ‫ُ ى‬
‫ش ٍء قال يىل ‪:‬‬ ‫يختث يت بليدا عييا َّل أحفظ شيئا وَّل أجيب عىل ي‬ ‫ر‬ ‫الذي‬
‫طيب َس ِمع يىل حن سورة "قل هو هللا أحد!" وكان هذا السؤال اليتيم‬
‫ُ‬
‫هو أول وآخر ما أجبت عليه ى يف تلك المسابقة!‬
‫ى‬
‫كانت يىل عدة محاوَّلت فاشلة يف الحفظ قبل ذلك الحدث‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ألت‬
‫وبعده‪ ،‬لم أكن أفشل لضعف يف الذاكرة أو ضيق يف الوقت‪ ،‬ولكن ي‬
‫ُ‬
‫لم أكن أداوم عىل الحفظ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫إن حفظت يوما انقطعت أسبوعا‪ ،‬وإن داومت أسبوعا انقطعت‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫الثات الثانوي‪..‬‬ ‫ي‬ ‫دخوىل الصف‬ ‫ي‬ ‫شهرا وظللت عىل ذلك الحال حن‬
‫ُ‬
‫فقلت ى يف عزم يفل الجبال‪َّ :‬لبد وأن أحفظ القرآن‪.‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وقن للقرآن الكريم‪ ،‬فكنت أحفظه يف كل‬ ‫ي‬ ‫وبالفعل جعلت كامل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يقظن ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫نوم‪ ،‬وأول‬ ‫وقت‪ ،‬صباحا ومساء‪ ،‬صبحا وعرصا وعشاء‪ ،‬قبل ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫يف الطريق والسوق والمسجد والبيت‪ ،‬قائما وقاعدا ومضطجعا‪ ،‬حن‬
‫ى‬ ‫ُ ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اش يف إحدى‬ ‫أت كنت يف لجنة امتحان نهاية العام الدر ي‬ ‫أنن أذكر ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المواد‪ ،‬فلما انتهيت من اإلجابة أغلقت ورقة األجوبة ثم أخرجت‬
‫ً‬ ‫ُ ى‬
‫"جين" وشعت يف الحفظ‪ ،‬رغم أن ذلك أصال ممنوع؛‬ ‫ري‬ ‫المصحف من‬
‫ئ‬ ‫ى‬
‫ات تسميع عىل الشيخ عقب موعد انتهاء‬ ‫دفعن لذلك أن ور ي‬ ‫ي‬ ‫لكن‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫حيات تلك الفثة‬ ‫ي‬ ‫ساعتي‪ ،‬واألولوية القصوى يف‬ ‫اَّلمتحان بأقل من‬

‫‪66‬‬
‫كانت للقرآن الكريم وحفظه‪.‬‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫عسثا ا‬ ‫ى‬
‫عىل‪ ،‬وربما لم أحفظ يف يوم واحد‬ ‫ي‬ ‫يف البداية كان الموضوع‬
‫ُ‬ ‫ر ا‬ ‫ر‬
‫تستكثن الربــع وانظر إىل الوقت الذي كنت‬ ‫أكث من ربــع واحد‪ ،‬وَّل‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫أت َس ام ْعت سورة "الطالق" ـ عىل صغرها ـ يف‬ ‫أضفه للحفظ‪ ،‬وأذكر ي‬
‫ً ى‬ ‫ُ‬
‫وس ّم ْعت سورة "التحريم" ـ عىل صغرها أيضا ـ يف يوم كام ل‪،‬‬ ‫يوم كامل‪َ ،‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫ثم بدأت فتوحات هللا تعاىل عىل الفقث‪ ،‬فقويت الذاكرة باستمراري يف‬
‫ى‬ ‫ُّ ُ‬
‫الحفظ واعتيادها التخزين‪ ،‬فبت أ َس ِم ُع يف اليوم الواحد ما َّل يق ل عن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُر َ‬
‫بع ى‬
‫ختىم‬
‫ي‬ ‫بيل‬ ‫ق‬ ‫تعاىل‬ ‫هللا‬ ‫توفيق‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫حواىل خمسة أوجه ـ‬ ‫ي‬ ‫يـ‬
‫ً‬
‫مع يوميا‪ ،‬وأذك ر‬ ‫حفظت ىف اليوم الواحد نصف جزء‪ ،‬وكنت ُأ َس ُ‬ ‫ُ‬
‫أت ربما‬
‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫شيخ يف مرة واحدة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أت قمت بتسميع سورة "المائدة" كاملة عىل‬ ‫ي‬
‫ً ى‬ ‫ُ‬
‫و"البقرة" كاملة عىل ثالث مرات‪ ..‬إىل أن أنهيت حفظ القرآن كامال يف‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫أبتسم إذ‬ ‫أربعة أشهر ونصف تقريبا‪ .‬أكتب هذه الكلمات اآلن وأنا‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫حي كنت أجلس معه من فثة قريبة‬ ‫تذكرت حاَّل أ ر يت ـ حفظه هللا ـ‬
‫يدور حول القرآن الكريم وحفظه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وكان معنا عدة أشخاص والحديث‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫يومي ـ‬ ‫أت‪ :‬لقد كنت أجلس مع الشيخ سمث من‬ ‫ثم فجأة قال يىل ر ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫القرمات الذي ختمت عليه القرآن وَّل ي زال‬
‫ي‬ ‫الشيخ سمث جاد الموىل‬
‫حيا أطال هللا بقاءه ومتعه بالعافية ـ وقال يىل‪ :‬هل تعرف أن أشع‬
‫ً‬ ‫تاريخ يختم ا‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫عىل القرآن الكريم كامال هو ابنك عادل؟ لقد‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫شخص يف‬
‫ُ‬
‫ختمه ى يف أقل خمسة أشهر!‬

‫‪67‬‬
‫ً‬ ‫يا هللا عىل وقع هذه الكلمات ا‬
‫عىل‪ ،‬قسما بخالق األكوان كدت‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫شيخ‪.‬‬
‫ي‬ ‫حدثن عن‬
‫ي‬ ‫أت ي‬
‫ذهن‪ ،‬ر ي‬
‫أطث وقتها سعادة‪ ،‬سند ر ي‬
‫وسبب سعادت أن الشيخ سمث ما زال يذكر ذلك وهو الذي ّ‬
‫مر‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عليه أعداد غفثة من الطلبة‪ ،‬بل ربما حفظ عليه الرجل ثم ابنه ثم‬
‫حفيده!‬
‫ى‬
‫نفس مهابة األسد‪ ،‬وهللا حن وقت‬ ‫ي‬ ‫الشيخ سمث الذي له يف‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫قريب كنت إذا رأيته قادما من شارع شت من الشارع اآلخر هيبة له أ ن‬
‫أصىل‬ ‫أدخلن‬ ‫ى‬ ‫عين‪ ،‬وهو ـ حفظه هللا ـ أول من‬ ‫ألتقيه فتقع عينه عىل ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً ى‬
‫بالناس إماما يف تلك الفثة‪ ،‬كان ذلك يف شهر رمضان يف صالة الفجر يف‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫أكث مسجد يف بالدنا‪ ،‬والمسجد أشد ازدحاما من صالة الجمعة‪،‬‬ ‫ر‬
‫ْ‬
‫عاتف‪ ،‬مسؤولية الصالة بالناس ألول مرة‬ ‫ي‬ ‫فتضاعفت المسؤولية عىل‬
‫تصىل‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫أيضا‬ ‫أم‬ ‫خلف أت وإخوت‪ُ ،‬ثم ّ‬ ‫وف من ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ري‬ ‫يف هذا الزحام الشديد‪ ،‬ي‬
‫خلف مع النساء‪ ،‬ومن جهة أخرى مسؤولية وثوق الشيخ سمث ر يت‪،‬‬ ‫ى‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫أن فيهم من هو ر ى‬ ‫ّ‬
‫من‬ ‫من وأعلم ي‬ ‫أكث ي‬ ‫أصىل بالناس رغم‬ ‫ي‬ ‫وتقديمه يىل يك‬
‫من أيضا‪.‬‬ ‫ى‬
‫وربما أحفظ ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ختىم‬ ‫ي‬ ‫بمجرد‬ ‫عنه‬ ‫أنقطع‬ ‫ولم‬ ‫منه‪،‬‬ ‫قريبا‬ ‫الشيخ‪،‬‬ ‫من‬ ‫دانيا‬ ‫وظللت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫القرآن عليه‪ ،‬بل مكثت معه طويال‪ ،‬وكان ـ حفظه هللا ـ ُمقدرا يىل‪ ،‬حن‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫باسىم مجردا‪ ،‬وكلما عرض له أمر أو ما شابه‬ ‫ي‬ ‫نادين‬
‫ي‬ ‫أنه من النادر أن ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُا‬ ‫ى‬
‫يستدعين من البيت‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يمنعه عن المداومة يف الكتاب يرسل يىل‬

‫‪68‬‬
‫ى‬ ‫ُا‬ ‫ى‬
‫فيجلسن مكانه عىل كرسيه‪ ،‬ألكون شيخ الكتاب ومديره يف غيابه‪،‬‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ر‬
‫ئن أو ثالث مئة طالب‪ .‬وكذا يف حلقة التجويد‬ ‫مسؤوَّل عن أكث من ِم ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫الن كان يدرسنا إياها يف بيته‪ ،‬كان يحدث أن يغادر الحلقة لسبب ما‪،‬‬ ‫ي‬
‫كن مع الطلبة ـ وأنا أحدهم حينها ـ فيقرؤون وأصوب لهم‪ .‬وَّل ي زا ُل‬ ‫ى‬
‫فيث ي‬
‫قربي منه‪ ،‬أو‬ ‫ى‬ ‫مشايخ ُ‬
‫الم‬ ‫ى‬ ‫صلن عنه من غث واحد‪ ،‬سواء من‬ ‫َ ى‬
‫ي‬ ‫إىل اليوم ي ي‬
‫من بعض أبنائه‪ ،‬الكثث من ثناءاته عىل الفقث‪ ،‬فاللهم لك الحمد أن‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫عىل بعد والد اي‪.‬‬
‫عن أعظم من له الفضل ا‬
‫ي‬
‫ى‬
‫رضيت ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫شيخ‪ ،‬و أطال يف عمره‪ ،‬وبارك له يف جسده وماله‬ ‫ي‬ ‫حفظ هللا‬
‫ى‬
‫العالمي‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫آمي يا رب‬ ‫علموت‪،‬‬
‫ي‬ ‫مشايخ ومن‬
‫ي‬ ‫وذريته هو وكل‬

‫‪69‬‬
‫‪ 100‬نصيح ٍة إلخراج حافظٍ ُمتقن ُمتمكن‬

‫أكث من ‪ 100‬نصيحة مخترصة للحفظ والمراجعة‪،‬‬ ‫واآلن إليك ر‬


‫ئ‬
‫أحسب أن َمن يعمل‬ ‫َ‬ ‫عشوات‪ ،‬دون ترتيب أو تنسيق‪،‬‬
‫ي‬ ‫وضعتها بشكل‬
‫يكون القرآن الكريم بالنسبة إليه كالمصحف ى‬ ‫ُ‬
‫بي عينيه‪َّ ،‬ل يجد‬ ‫بها‬
‫ى‬ ‫ُ ً ُ‬
‫آية من القرآن‬
‫جزء أو ربـ ٍـع أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫سورة أو‬
‫ٍ‬ ‫جهدا يذكر يف استذكار أي‬
‫الكريم‪ ،‬شيطة أن يعمل بها‪ ،‬وإَّل فما أيش الكالم فقط! وما أيش‬
‫َ‬
‫قر َاءته دون العمل به!‬
‫ُ‬ ‫ُ ِ ُ‬
‫خث يت ـ‬
‫وأنبه عىل أن هذه النصائح مستفادة جميعها من خالل ر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫المتواضعة ـ مع القرآن الكريم ر‬
‫ألكث من ثالثة عش عاما ُمعلما‪ ،‬وقبلهم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫الثالثة َع َ‬
‫ش عاما ُمتعلما‪ ،‬وهللا ـ تعاىل ـ أسأل أن يرزق ى ين ا إلخالص‪،‬‬ ‫قرابة‬
‫يوفقن وإياه لكل خث‪.‬‬‫ى‬ ‫َ‬
‫ينفع بهم من يقرأهم‪ ،‬وأن‬ ‫وأن‬
‫ي‬

‫‪70‬‬
‫ًّ‬
‫‪1‬ـ اإلخالص والدعاء عليهما عامل كبث جدا‪ ،‬وبــهما يفتح هللا ـ‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫تعاىل ـ عليك فتوحات عظيمة يف الحفظ‪ ،‬فالزمهما‪ ،‬وكن عند بابيهما‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫من ُ‬
‫ى‬
‫النقطتي ألن مكانتيهما أظهر‬ ‫ى‬
‫هاتي‬ ‫ى‬
‫ابطي‪ .‬ولن أطيل يف‬‫المر‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫وأوضح من أن يسثسل يف الحديث عنهما‪.‬‬

‫ى‬
‫‪2‬ـ يجب أن تعلم أنك بمجرد شوعك يف حفظ القرآن الكريم‬
‫ى‬
‫وتعلمه فأنت من خيار الناس عىل ظهر األرض‪ ،‬فقد جاء يف الصحيح‬
‫رض هللا عنه أن نبينا ـ صىل هللا عليه ـ وسلم‬‫عن عثمان بن عفان ى‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫فاستحرص النية‪ ،‬واحتسب‬ ‫"خثكم من تعلم القرآن وعلمه"‬ ‫قال‪:‬‬
‫ً‬ ‫األجر عند هللا‪ ،‬واجعل ى‬
‫بي عينيك دوما الشف العظيم فيما أنت‬
‫بصدده‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬


‫هم ل‬
‫‪ 3‬ـ ضبط القديم أوىل وأهم من حفظ الجديد‪ ،‬إياك أن ت ِ‬
‫المراجعة‪ .‬هذه قاعدة‪.‬‬

‫َ‬
‫أوقاتك‪َّ ،‬ل فضول وقتك وما يتبف‬
‫ِ‬ ‫أعط القرآن الكريم أشف‬
‫‪4‬ـ ِ‬
‫ٌ‬
‫جدير بأشف األوقات‪.‬‬ ‫منه‪ .‬أشف الكالم‬

‫‪71‬‬
‫ى‬
‫أكث أكذوبة يف عملية الحفظ‪َّ ،‬ل أحد‬
‫نفس" ر‬
‫ي‬ ‫‪ 5‬ـ "سأحفظه مع‬
‫ُ‬
‫َّلبد من وجود شيخ ُمتابع‪.‬‬ ‫يحفظ القرآن وحده‪،‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬


‫عّط القرآن يعطيك‪ ،‬فإن أعطيته وقتا وجهدا وعناية‪،‬‬ ‫‪ 6‬ـ بقدر ما ت ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أعطاك ضبطا وتمكينا وإتقانا‪ ،‬وإن أعطيته إهماَّل وانشغاَّل وَّل مباَّلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أعطاك نسيانا وتفلتا وتذبذبا‪.‬‬

‫ه إتقان الحفظ للجديد‪،‬‬


‫‪ 7‬ـ أعظم وسيلة لضبط المتشابهات ي‬
‫وإدمان المراجعة للقديم‪ ،‬كتب المتشابهات‪ ،‬ودورات المتشابهات‪ ،‬وما‬
‫شابه‪ ،‬كل هذا وسائل مساعد ة‪ ،‬األصل هو إتقان الحفظ للجديد‪،‬‬
‫وإدمان المراجعة للقديم‪.‬‬

‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬


‫الن ترسخه يف الذاكرة‪،‬‬
‫‪8‬ـ كتابة الورد غيبا من أعظم الوسائل ي‬
‫يعن‬‫اجعله المرحلة قبل األخثة ىف مراحل ضبطك لوردك الجديد‪ ،‬ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بعدما تحفظه‪ ،‬وتتقن حفظه‪ ،‬قم بكتابته غيبا من حفظك‪ ،‬ثم بعدها‬
‫مباشة ِ‬
‫سمعه عىل شيخك‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ً‬
‫شء عموما ـ هو وقت‬
‫‪ 9‬ـ أعظم أوقات الحفظ عىل اإلطالق ـ ولكل ي‬
‫ى‬
‫البكور‪ ،‬عقب صالة الفجر مباشة‪ ،‬يليه يف األفضلية بالنسبة للحفظ‬
‫وقت ما قبل النوم مباشة‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪10‬ـ َّل بأس بثك حفظ الجديد يوما أو أياما‪ ،‬لكن ترك المراجعة‬
‫ُ‬
‫أكث األخطار عىل مشوع‬ ‫للقديم ولو ليوم واحد كارثة‪ ،‬وتعد من ر‬
‫ى‬
‫والتمكي وإخراج حافظ متقن‪.‬‬ ‫الضبط‬

‫ى‬ ‫ى‬
‫الحرف‪ ،‬هذا‬
‫ي‬ ‫بالمعن‬ ‫‪11‬ـ حافظ عىل وضوئك كل وقت‪ ،‬كل وقت‬
‫الثكة عىل أعضائك وذهنك‪ ،‬ويجعل‬ ‫ُ ى‬
‫ضف ر‬
‫يجعلك أخف وأنشط‪ ،‬وي ي‬
‫ً‬
‫القرآن الكريم دانيا منك ى يف كل وقت‪.‬‬

‫ً‬ ‫بمسجد ُم ى‬
‫تصىل فيه إماما‬
‫ي‬ ‫عي‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 12‬ـ ألزم نفسك ـ إن استطعت ـ‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫العاىل مخافة أن يردك الناس من‬ ‫ي‬ ‫جثك عىل الضبط‬ ‫المصلي‪ ،‬هذا ي ر‬ ‫ب‬
‫ى‬ ‫خلفك إن أخطأت‪ ،‬فإن لم يتيش لك ذلك َ‬
‫فص ِل بزوجتك يف البيت‪،‬‬
‫ُ‬
‫ه من خلفك إن أخطأت‪،‬‬ ‫ي‬ ‫دك‬ ‫لث‬ ‫خلفك‬ ‫من‬ ‫المصحف‬ ‫مسك‬ ‫ت‬ ‫عىل أن‬
‫ولتفعل األخوات نفس األمر مع أخواتهن أو أمهاتهن أو بناتهن‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫كث الطالب عىل الكم دون‬ ‫المثبطات عن الحفظ تر ى‬‫ّ‬ ‫أكث‬
‫‪13‬ـ من ر‬
‫ُ‬ ‫الكيف‪ُ ،‬‬
‫فثهق نفسه بحفظ الكم الكبث‪ ،‬فال هو بالذي يتقنه‪ ،‬وَّل هو‬
‫ى‬
‫اَّللثام به‪ ،‬فينال منه اليأس‪ ،‬ويتملكه اإلحباط‪،‬‬ ‫بالذي يقدر عىل‬
‫َ‬
‫عام كان أو‬
‫ويثك الحفظ‪ ،‬اهتم بالكيف‪ ،‬وَّل عليك من ختمت بعد ٍ‬
‫ً‬
‫حافظا ى‬
‫حي تختم‪.‬‬ ‫عشة‪ ،‬المهم أن تكون‬

‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ى‬
‫وعك فيه غدا‪،‬‬ ‫‪ 14‬ـ شوعك يف حفظ القرآن اليوم خث لك من ش ِ‬
‫خث من بعد غد‪ ،‬وبعد غد ٌ‬ ‫وغدا ٌ‬‫ً‬
‫خث من األسبوع القادم‪ ،‬بادر وَّل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫فصدقن سيكون عليك‬ ‫ي‬ ‫تسوف‪ ،‬كفاك تسويفا‪ ،‬إن لم تفعلها اآلن‬
‫ً‬
‫عسثا بعد ذلك‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ًّ‬
‫‪ 15‬ـ من األمور المهمة جدا أن تحافظ عىل طبعة واحدة من‬
‫ى‬
‫المصحف الذي تحفظ منه‪ ،‬فال تنظر يف غثها‪ ،‬سواء كنت تحفظ أو‬
‫أكث من مصحف من نفس‬ ‫تراجع أو تتلو‪ ،‬وَّل بأس أن يكون لديك ر‬

‫أكث من ست‬ ‫وشخصي ًا مع من المصحف الذي أراجع منه ر‬


‫ّ‬ ‫الطبعة‪،‬‬
‫ي‬
‫كثة نظرك لها يتم‬ ‫نسخ بجميع األحجام؛ ذلك أن الصفحة مع ر‬
‫ُ ّ‬ ‫َ ى‬
‫تصويرها داخل ذهنك‪ ،‬فربما أخطأت يف آية ولم يذكرك بها إَّل تذكرك‬
‫لمكانها ى يف الصفحة‪ ،‬وموضع مطلعها ى يف السطر‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫اللي‪ ،‬لكن ر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أكث الناس َّل‬ ‫شء‪ ،‬وكذا‬
‫‪16‬ـ الرفق جميل يف كل ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫ينتجون يف الحفظ إَّل مع الشيخ الحازم الصارم‪ ،‬اخث شيخا صارما‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يلزمك بالحفظ‪ ،‬ويحاسبك عىل التقصث يف المراجعة إن أنت قرصت‬
‫فيها‪.‬‬

‫َ‬
‫‪17‬ـ مهما بحثت وفتشت ونقبت عن وسائل إبداعية للحفظ‬
‫والمراجعة فلن تجد أعظم أو أفضل أو أقوى من التكرار‪ ،‬كرر وكرر‬
‫ى‬
‫وكرر‪ ،‬وإياك والملل‪ ،‬فهو عدوك اللدود‪ ،‬إن هزمته كنت يف زمرة‬
‫َ‬
‫واقتلعك من سثك ى يف هذا الطريق العظيم‪.‬‬ ‫ى‬
‫الحافظي‪ ،‬أو هزمك‬

‫ً‬
‫عن متابعة التسميع عىل شيخك ما‬ ‫‪ 18‬ـ َّل تجعل شيئا يوقفك‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫ذيله أياما خلفه‪ ،‬وليس كل عذر عن‬ ‫أمكنك ذلك‪ ،‬كسل يوم يجر يف‬
‫ً‬
‫التسميع يصلح عذرا‪.‬‬

‫‪ 19‬ـ قم بتقسيم أوقات الحفظ عىل مدار اليوم‪َّ ،‬ل تجعل حفظك‬
‫بالرصب بالمطرقة‪ ،‬قد‬ ‫ىف وقت واحد فقط ىف اليوم‪ ،‬ألن الحفظ أشبه ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫ينكش الجدار بها‪ ،‬بينما‬ ‫ى‬
‫ترصب ضبة واحدة وتكون قوية ورغم ذلك َّل‬‫ى‬
‫ُ ً‬
‫عدة ىضبات وإن كانت أقل من حيث القوة قادرة عىل إحالته ركاما‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ً‬ ‫المحاضات الن سمعتها منذ ر‬ ‫ى‬
‫أكث من خمسة عش عاما‬ ‫ي‬ ‫‪20‬ـ من‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫محاضة "القرآن‬ ‫حفّط للقرآن الكريم‬
‫ي‬ ‫وكان لها األثر الحسن يف‬
‫ُّ‬
‫وأستحب لك‬ ‫حسي يعقوب حفظه هللا‪،‬‬ ‫ى‬ ‫يصنعك" للشيخ محمد‬
‫سماعها‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬


‫عىل‬
‫‪21‬ـ لن تفلح يف الحفظ ما لم تحثم شيخك وتوقره وتجله وت ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أصغر منك‪ ،‬حن وإن كنت أعلم منه‪ ،‬حن وإن كان‬ ‫قدره‪ ،‬حن وإن كان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تصث عليه وإن جفا‪ ،‬وتحلم وإن‬
‫ر‬ ‫أقل منك نسبا وجاها وشفا‪ ،‬بل‬
‫صثك عليه َّل‬‫جهل‪ ،‬وتتحمل وإن انفعل أو أساء بفعل أو لفظ‪ ،‬بل ر‬‫ِ‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫يفيدك يف الحفظ فقط‪ ،‬وإنما تؤجر عليه‪ ،‬وأحسب أنه أحد أنواع‬
‫ى‬
‫جهاد النفس‪ ،‬واعلم أنك ما لم يكن لشيخك يف نفسك مهابة الوالد‬
‫ُ‬
‫وأشد فلن تفلح‪.‬‬

‫ى‬
‫‪ 22‬ـ لم يعرف الحفاظ وسيلة أعظم لضبط القرآن ونقشه يف‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫الصدر من الصالة به يف قيام الليل‪ ،‬إذا أردت أن يكون القرآن بالنسب ة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫لك كالمصحف ى‬
‫يوم من قيام‬
‫ي‬ ‫بشكل‬ ‫ثابتا‬ ‫حظا‬ ‫بي عينيك فاجعل لك‬
‫وبشكل ُممنهج‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الليل‪ ،‬وَّل تقرأ فيه إَّل من حفظك‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫الفارش عن شيخه ابن الشاج ـ رحمهما هللا‬
‫ي‬ ‫عىل‬
‫‪ 23‬ـ حك أبو ي‬
‫كالم فاحفظوه؛ فإنكم إذا‬
‫ي‬ ‫تعاىل ـ أنه قال لهم‪" :‬إذا لم تفهموا‬
‫المعينة عىل الحفظ بشكل‬ ‫حفظتموه فهمتموه" ذلك ألن من األمور ُ‬

‫المتشابهات بشكل خاص هو فهم اآليات؛ لذلك‬ ‫عام‪ ،‬وعىل ضبط ُ‬


‫ى‬ ‫ُ‬
‫أستحسن لك أن تواظب بشكل دائم عىل القراءة يف التفاسث بما‬
‫ى‬
‫يتناسب مع مستواك‪ ،‬للمبتدئ "المخترص يف التفسث" أو "تفسث‬
‫وللمنته "التحرير والتنوير"‬
‫ي‬ ‫السعدي" وللمتوسط "تفسث ابن كثث"‬
‫الطثي" وجميعهم متوفر عىل العنكبوتية‪.‬‬
‫أو "تفسث ر‬

‫‪ 24‬ـ استخدم ر‬
‫أكث من وسيلة للحفظ‪َّ ،‬ل تعتمد عىل التكرار فقط‪،‬‬
‫ّ‬
‫وإنما استمع أيضا للقرآن‪ ،‬سجل المقدار الذي تريد حفظه بصوتك‬
‫ى‬ ‫ً ى‬
‫نظرا يف المصح ف‪ ،‬انظر يف المصحف وأنت تثنم به‪ ،‬اجعله ينفذ إىل‬
‫ذاكرتك من عدة طرق‪ ،‬من أذنك بسماعك له‪ ،‬ومن عينيك بقراءتك‬
‫له‪ ،‬ومن عقلك بفهمك له‪ ..‬بهذا الشكل أنت تجعل تفلته من أصعب‬
‫ما يكون‪.‬‬

‫ٌ‬
‫عمل شيف‪ ،‬بل‬ ‫شء‪ ،‬وحفظ القرآن‬ ‫ٌ‬
‫‪ 25‬ـ الذنوب شؤم عىل كل ي‬
‫ى‬
‫أشف األعمال قاطبة‪ ،‬وَّل يجتمع يف شخص شؤم المعصية وشف‬
‫المعاض‪.‬‬
‫ي‬ ‫القرآن‪ ،‬فاحذر‬

‫‪77‬‬
‫‪ 26‬ـ احرص عىل أن تجعل أحد أفراد أشتك يحفظ معك القرآن‪،‬‬
‫ُ‬
‫سواء شقيقك أو ابنك أو أبوك أو شقيقتك أو والدتك‪ ،‬هذا سيكون له‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫عظيم األثر عليك وعليه أيضا‪ ،‬فإن احتجت إىل من تقرأ عليه وجدته‪،‬‬
‫َُ‬ ‫ً‬
‫يختثك كان قريبا منك لم تحتج إىل بحث‪ ،‬أو من يق ِيم مستوا ك‬
‫ر‬ ‫أو من‬
‫المراجع معك‬ ‫قومه لك‪ ،‬أو من تراجع معه ُليشجعك كان نعم ُ‬ ‫ا‬

‫والمشجع لك‪.‬‬

‫‪27‬ـ أقوى الحفظ وأرسخه هو ما كان بخطوات ثابتة ومنظمة‬


‫ً‬
‫بعيدة عن العجلة والشعة‪ .‬وَّل أتصور أن أحدا يقدر عىل حفظ القرآن ـ‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫عامي‪ ،‬وَّل بأس‬ ‫والمثاىل عندي‬
‫ي‬ ‫غالبا ـ بشكل متقن يف أقل من عام‪،‬‬
‫ً‬
‫فاصث وَّل تكن عجوَّل‪.‬‬
‫ر‬ ‫بثالثة أو أربعة أعوام‪،‬‬

‫ى‬ ‫ى‬
‫‪ 28‬ـ أقوى الحفظ ما كان يف الصغر‪ ،‬فبادر‪َّ ،‬ل تقل وأنت يف‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الثالثي أفضل من حفظك‬ ‫الثالثي فات الوقت‪ ،‬حفظك وأنت يف‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫األربعي أفضل من حفظك يف‬ ‫األربعي‪ ،‬وحفظك يف‬ ‫وأنت يف‬
‫ى‬
‫الخمسي‪ .‬كلما كان سنك أصغر كان حفظك أقوى وأشع وأسهل‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ه أن‬ ‫‪29‬ـ أعظم وسيلة عىل اإلطالق ألن يحفظ أوَّلدك القرآن ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً ً‬
‫تكون أنت حافظا له‪ ،‬فإن أردت أن تنجب ذرية حاملة لكتاب هللا ـ‬
‫ً‬
‫تعاىل ـ فأعنهم عىل تحقيق ذلك بحفظك أنت له أوَّل‪.‬‬

‫ى‬
‫شء حولك للوصول لدرجة اإلتقان‪ ،‬زوجتك يف‬ ‫‪ 30‬ـ استغل كل ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫التسميع عليها تمهيدا لتسميعك عىل الشيخ‪ ،‬الالب توب يف اَّلستماع‬
‫تثيل تطبيقات‬ ‫للورد من عليه أثناء عملك المتعلق به‪ ،‬الهاتف ىف ى ى‬
‫ي‬
‫بي الفينة واألخرى‪،‬‬ ‫لتختث نفسك ى‬‫ر‬ ‫اختبارات القرآن من عليه‬
‫أصدقاءك ى يف مشاركتهم الحفظ والمراجعة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ى‬
‫حيات ـ حن اآلن ـ يمكنك أن‬
‫ي‬ ‫‪31‬ـ أجمل ُمصحف مقروء رأيته يف‬
‫تحمله عىل هاتفك وتقرأ منه هو "مصحف المدينة" هكذا اسمه عىل‬
‫المتجر‪ ،‬وهو الذي صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف‬
‫ى َ ْ‬ ‫َ‬
‫عالين‬
‫ي‬
‫ى‬
‫معالجتي‬ ‫ى‬
‫ميتي‬‫ق‬ ‫الشيف بالمدينة المنورة‪ ،‬وي ْع ِرض نسختي ر‬
‫ِ ا‬
‫الدقة من "مصحف المدينة النبوية" برواية حفص عن عاصم‪ ،‬ويدعم‬
‫ْ‬
‫كذك ر‬ ‫ثالث عشة لغة عالمية‪ ،‬ويمتاز بعدد من الخصائص اَّلبتكارية ِ‬
‫ض‬ ‫َْ‬
‫سبب تسمية كل سورة‪ ،‬وأسمائها التوقيفية واَّلجتهادية‪ ،‬وع ر ِ‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫وف الكتب العلمية بخط‬ ‫نصوص القرآن الكريم يف نتائج البحث‪ ،‬ي‬
‫ى‬
‫العثمات المخصص لألجهزة الذكية‪ .‬وانفرد عن التطبيقات‬ ‫ي‬ ‫الرسم‬

‫‪79‬‬
‫تمكي المستخدم من خاصية‬ ‫ى‬ ‫األخرى بمجموعة من المزايا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ى‬
‫متابعة ورده يف قراءة القرآن الكريم وختمه َوفق تحزيب الصحابة‪،‬‬
‫ى‬
‫تميث‬ ‫وعرض صفحات المصحف بطريقة تقليب الكتاب )‪ (flip‬وإمكان‬
‫ى‬
‫نص اآليات القرآنية يف المصحف بلون مغاير عند النقر عليها أو أثناء‬
‫وتميث كلمات غريب القرآن الكريم عىل صفحة المصحف‬ ‫ى‬ ‫التالوة‪،‬‬
‫ى‬
‫بلون مغاير‪ ،‬مع التحكم يف إظهار التلوين أو إخفائه‪.‬‬
‫هذا ما ينفرد به عن غثه من تطبيقات القرآن الكريم مقروءا‪،‬‬
‫فضال عن كونه َّل يوجد به إعالنات البتة‪ ،‬سواء كنت متصال باإلنثنت‬
‫أو لم تكن متصال‪ ،‬كما أنه مزود بالعديد من التفاسث‪ ،‬مجرد أن تضغط‬
‫عىل أي آية تريد معرفة تفسثها ما عليك سوى أن تضغط عليها‬
‫مطوَّل وتتخث التفسث الذي تريد معرفة تفسث اآلية منه‪ ،‬كما أنه‬
‫ملحق به العديد من كتب التجويد‪ ،‬وإمكانية قراءتها أو اَّلستماع إليها‪،‬‬
‫الن تود حفظها أو قراءتها بصوت‬
‫وإمكانية اَّلستماع إىل اآلية أو اآليات ي‬
‫اإلسالم‪ .‬وغث ذلك من الخصائص ي‬
‫الن‬ ‫ي‬ ‫العديد من مشاهث قراء العالم‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫تجعلن أرشحه بقوة لكل من يملك هاتفا‪ ،‬والتطبيق متاح لألندرويد‬‫ي‬
‫وكذا واأليفون‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ى‬
‫‪32‬ـ كل سورة من القرآن الكريم تحتاج لقراءتها للنظر يف‬
‫المصحف بشكل ُمتكرر أو شبه ُمتكرر فأنت غث حافظ لها‪ .‬قاعدة‪.‬‬
‫ً‬
‫فقم بمراجعتها جيدا إن كنت تستذكر أغلبها‪ ،‬أو حفظها من‬
‫البداية وكأنك ألول مرة ى يف حياتك تصل إليها إن كانت شديدة التفلت‪.‬‬

‫ى‬ ‫‪ 33‬ـ من األمور ُ‬


‫المحفزة عىل الحفظ النظر يف سث الذين اشتهروا‬
‫ى‬
‫أت قرأت من فثة قريبة جدا عن‬ ‫بشدة ضبطهم للقرآن الكريم‪ ،‬وأذكر ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فتاة من مواليد عام ‪2000‬م قرأت القرآن الكريم كامال غيبا من حفظها‬
‫ئ ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫خّط يف‬ ‫متصالت‪ ،‬من دون أن ت‬
‫ٍ‬ ‫ساعات‬
‫ٍ‬ ‫واحد استمر لعش‬
‫ٍ‬ ‫يف مجلس‬
‫الخث هو شيخها‬ ‫ر‬ ‫كلمة واحدة‪ ،‬أو تشكيلة واحدة‪ ،‬ولوَّل أن الذي يروي‬
‫ُ‬
‫صدقت ذلك‪ ،‬مما أثر ى ا‬ ‫ا ْ‬
‫ف ـ‬ ‫ي‬ ‫سمعت عليه كامل القرآن الكريم ما‬ ‫الذي‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫نفس‪ :‬إن كانت قدرت عىل ذلك فهو ممكن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وجعلن أقول يف‬
‫ي‬ ‫إيجابا ـ‬
‫فما يمنعك عنه؟!‬

‫ى‬ ‫ًّ‬
‫‪ 34‬ـ استمع جيدا للمقدار الذي ستحفظه قبل الشوع يف حفظه‬
‫عات من‬‫حن َّل ُتخزنه ىف ذهنك وهو ُمشتمل عىل أخطاء تظل ُت ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫حفظك لها طويال‪ ،‬من البداية احفظ بشكل صحيح‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ً‬
‫ه أسهل طريقة بالنسبة لك‬
‫الن ستحفظ بها غالبا ي‬
‫‪35‬ـ الطريقة ي‬
‫ى‬
‫يف التسميع عىل نفسك أو شيخك‪ ،‬فلو حفظت اآليات بتكريرها بشكل‬
‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫شيـ ــع جدا لن تستطيع التسميع إَّل بشكل شيـ ــع جدا‪ ،‬وإن أبطأت‬
‫ئ‬ ‫ُ‬
‫بّطء لن تستطيع التسميع‬ ‫ستخّط‪ ،‬وإن حفظت بتكرار اآليات بشكل ي‬
‫ئ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫خّط؛ لذلك أستحب لك أثناء حفظ‬ ‫بّطء‪ ،‬وإن أشعت ست‬
‫إَّل بشكل ي‬
‫بي الشعة والبطء‪ ،‬بحيث يسهل‬ ‫اآليات أن ُتكررها بطريقة وسط ى‬
‫ً‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫قليال أو ت ئ‬
‫بّط عنها قليال ح سب‬ ‫عليك يف أثناء التسميع أن تشع عنها‬
‫ما يقتضيه الوضع‪.‬‬

‫تنته بمجرد‬
‫ي‬ ‫بالورد َّل‬
‫ِ‬ ‫‪ 36‬ـ المراجعة المراجعة‪ ..‬عالقتك‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫تسميعك له عىل شيخك‪ ،‬هكذا ستنساه وسيصبح يف حكم ما لم‬
‫ً‬
‫يحفظ أصال‪ .‬يجب أن تكون المراجعة ممنهجة ومنظمة‪ ،‬طالما أن‬
‫فأستحب لك أن تراجعه كل يوم‪ ،‬فإن‬
‫ِ‬ ‫محفوظك أقل من ثالثة أجزاء‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫زاد عىل الثالثة أجزاء قم بتقسيمه بحيث تراجعه كامال مرة واحدة عىل‬
‫ى‬
‫األقل يف كل أسبوع‪ ،‬وهذا بالنسبة للطالب الكسول‪ ،‬أما المجتهد‬
‫الطامح لدرجة الكمال مع حفظ القرآن الكريم فهو يراجع جميع‬
‫ى‬
‫محفوظه مرة كل ثالثة إىل خمسة أيام‪ ،‬وَّل بأس بمرة واحدة يف كل‬
‫سبعة أيام‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وف حال عجزت عنه‬ ‫‪ 37‬ـ ضع جدوَّل للحفظ‪ ،‬وإياك أن تخالفه‪ ،‬ي‬
‫ُ‬
‫بس ء‪.‬‬
‫ي‬ ‫أو قرصت أو خالفته ألي سبب كان يجب أن تعاقب نفسك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫يعن مثال خالل شهر شعبان سوف أحفظ جزءا كامال من القرآن‪ .‬إذن‬ ‫ي‬
‫ُ َ ى َْ ْ‬ ‫ى‬
‫ي‪ .‬ال ى ِثم بهذا حن‬ ‫أحتاج يف كل أسبوع عىل مدار الشهر لحفظ ربع‬
‫نهاية الشهر‪ .‬لو انته الشهر ومحفوظك أقل من جزء عاقب نفسك‬
‫إما بحرمانها مما تحب ى ى‬
‫كثهة معينة كنت تنويــها أو ما شابه‪ ،‬أو عاقبها‬
‫ى‬
‫اَّللثام سيعلمك‬ ‫بمئة جنيه أو ما شابه‪ .‬هذا‬
‫بما تكره كالتصدق ِ‬
‫الجدية‪ ،‬ويدفعك نحو الحفظ‪ ،‬وينأى بك عن التقصث أو التهاون‪.‬‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫وطبعا ُت ى ئ‬
‫كاف نفسك يف حال أنجزت حفظ المقدار المحدد عىل مدار‬
‫ً‬

‫الشهر‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ 38‬ـ يجب أن تتعلم فن المراجعة حدرا (الحدر هو التالوة‬
‫أكث عدد ممكن من األجزاء‬
‫الشيعة)‪ ،‬التالوة بالحدر تتيح لك مراجعة ر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يف أقل وقت ممكن‪ ،‬وهذا أمر يف غاية األهمية بالنسبة لك فيما يخص‬
‫المراجعة‪.‬‬

‫ى‬ ‫ً‬
‫‪ 39‬ـ َّل تزعم أنك مشغول‪ ،‬دائما الوقت موجود‪ ،‬وحن يف حال َّل‬
‫ًّ‬
‫فعليا البتة قم باستغالل األوقات الجانبية وما أعظمها وما‬ ‫وقت‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫المشف‪ ،‬عند الحالق‪ ،‬قبيل وبعد العمل‪ ،‬يف‬ ‫أكثها‪ ،‬يف المواصالت‪ ،‬يف‬
‫ً‬
‫الطريق‪ ..‬إلخ إلخ‪ .‬هذه األوقات الجانبية لو استخدمتها بدَّل من‬
‫‪83‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إهدارها سيكون فتحا عظيما‪ .‬قرأت عن رجل حفظ القرآن كامال عن‬
‫ً‬
‫طريق سماع األشطة وهو يسوق السيارة ألنه كان يعمل سائقا وغالب‬
‫ا‬
‫وسما عة‬ ‫حياته داخل سيارته‪ .‬فال تخرج من بيتك إَّل ومعك مصحفك‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫أذن‪ ،‬واستغل كل لحظة فارغة‪ ،‬فإن عجزت عن القراءة يف المصحف‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫عث سماعة األذن‪ ،‬وإن عجزت عنهما معا لم‬
‫لم تعجز عن السماع ر‬
‫تعجز عن القراءة من حفظك‪.‬‬

‫المحفزات عىل الحفظ والمراجعة ر‬


‫كثة اَّلختبارات‪،‬‬ ‫‪ 40‬ـ من ُ‬
‫ً ى‬ ‫ى‬
‫يختثوك دوما يف جميع ما تحفظه كلما‬
‫ر‬ ‫المحيطي بك أن‬ ‫اطلب من‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫المحيطي بك من يسد لك تلك الثغرة‬ ‫تيش لهم ذلك‪ ،‬فإن لم تجد يف‬
‫ُ‬ ‫فثمة تطبيق ر‬
‫ا‬
‫أكث من ممتاز عىل "المتجر" يمكنك تحميله من خالل‬
‫ى‬
‫يختثك يف محفوظك‪،‬‬‫ر‬ ‫هاتفك المحمول اسمه "اختبار حفظ القرآن"‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫يختثك يف‬
‫ر‬ ‫ويعطيك نسبة مئوية لدرجة حفظك‪ .‬وثمة تطبيق آخر‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫"تمكي" وهو أيضا مفيد وممتع‪.‬‬ ‫الحفظ لكن بآلية أخرى اسمه‬

‫ى‬
‫‪41‬ـ َّل تحفظ وأنت عىل سفر‪ ،‬أو وأنت يف وسيلة مواصالت مهما‬
‫ً‬
‫كانت مريحة‪ ،‬لن يستقيم لك الحفظ أبدا وأنت عىل هيئة من تلك‬
‫َ‬
‫يشيب الغراب‪ ،‬فإن كان وَّلبد فراجع‪ ،‬لكن َّل تحفظ‬ ‫الهيئات حن‬

‫‪84‬‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وستعات‬
‫ي‬ ‫جديدا‪ ،‬وإَّل ستخزنه يف ذاكرتك هشا ضعيفا ُمشوها مشوشا‪،‬‬
‫ً‬
‫طويال من ضبطك له‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪42‬ـ أستحب لك أَّل تستمع لوردك الذي تريد حفظه لغث‬
‫َ‬
‫الشيخي‪ :‬الحرصي والمنشاوي رحمهما هللا تعاىل‪ ،‬فإن كنت ُمغرما‬ ‫ى‬
‫ً‬
‫بالمعاضين وقراءتهم الشيعة نوعا ما فأرشح لك األشياخ األفاضل‪ :‬أب و‬
‫ى‬
‫صوف ‪،‬‬
‫ي‬ ‫العفاش‪ ،‬وعبد الرشيد‬
‫ي‬ ‫بكر الشاطري‪ ،‬ومشاري بن راشد‬
‫حفظهم هللا تعاىل‪.‬‬

‫َ ى‬ ‫‪ 43‬ـ ى‬
‫ينبع أن يكون القرآن بالنسبة لك ـ ما دمت يف مرحلة حفظك‬
‫ي‬
‫ى‬
‫قسمي‪ ،‬ما تحفظه وما َّل تحفظه‪ ،‬ما تحفظه هو الذي‬ ‫له ‪ُ -‬مقسم إىل‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ئ‬
‫خّط فيه إَّل نادرا‪ ،‬وما لم تحفظه هو الذي تنتقل إىل‬‫تتقنه وَّل ت‬
‫حفظه لينضم إىل الحفظ المتقن القديم‪ّ ،‬أما الحفظ المتوسط أو‬
‫الضعيف‪ ،‬أو ما تم حفظه ُثم َ‬
‫نسيه المرء فهو كما يقول الدكتور أيمن‬
‫ينبع التخلص منها بالث ى‬
‫كث‬ ‫رشدي سويد حفظه هللا‪ :‬ظاهرة مرضية‪ ،‬ى‬
‫ي‬
‫ى‬
‫المتي‪.‬‬ ‫الشديد عليه لنقله من الضعيف إىل المحفوظ القوي‬

‫‪44‬ـ عىل اليوت يوب ثمة مصحف مرفوع بصوت الشيخ أحمد‬
‫ى‬
‫ديبان‪ ،‬هو أشع قراءة ُمسجلة يف العالم ـ فيما أعلم ـ للقرآن الكريم‪،‬‬

‫‪85‬‬
‫ى‬
‫تخيل أنه قرأ البقرة كاملة من أولها آلخرها يف نصف ساعة وست دقائق‬
‫ً‬
‫فقط؟! والقرآن كامال ى يف سبع ساعات ونصف!‬
‫ى‬
‫الصوت المبارك يف المراجعة‪،‬‬
‫ي‬ ‫وكم استفدت من هذا التسجيل‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫فأجدت راجعت معه سماعيا‬
‫ي‬ ‫اجن الهوائية أتريض‬
‫وربما خرجت بدر ي‬
‫ثالثة أو أربعة أجزاء وأنا أقود الدراجة من دون أن أحس‪ .‬هذا المصحف‬
‫ى‬
‫يف غاية اإلفادة للحفاظ‪ ،‬حيث أن كل الذي عليه هو أن يشغل السورة‬
‫ى‬
‫أو الجزء الذي يريد مراجعته ـ يف حال كان َّل يستطيع المراجعة إَّل‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫سما عيا ـ وينتبه معه‪ ،‬و أنبه إىل أنه غث مفيد إَّل يف المراجعة وللحفاظ‬
‫ً‬
‫فقط‪ ،‬وَّل يشثط أن تكون خاتما‪ ،‬يمكنك أن تراجع معه المقدار الذي‬
‫تحفظه‪ ،‬بشط أن تكون ضابطا له ابتداء‪.‬‬

‫‪ 45‬ـ إن حدث ولم يتسع يومك إَّل لحفظ الجديد فقط أو مراجعة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مالك‪ ،‬والجديد‬
‫القديم فقط فراجع القديم‪ ،‬ذلك أن القديم رأس ِ‬
‫َ‬ ‫أرباحك‪َ ،‬‬
‫َّلنشغاله باألرباح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والمغبون من أضاع رأس المال‬

‫ُ ِ ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫المسج ل يف‬ ‫ه أن ت َس ِم َعه عىل‬
‫‪ 46‬ـ أقوى طرق المراجعة للقديم ي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫هاتفك ثم تشغل ما سجلته وأنت ُممسك بالمصحف لتخرج أخطاءك‪،‬‬
‫ثم تسميعك عىل صديقك‪ ،‬ثم تسميعك عىل نفسك‪ ،‬ثم تمرير ورد‬
‫ً‬
‫المراجعة عىل ذهنك من غث نطق‪ ،‬ثم تالوته نظرا من المصحف‪،‬‬

‫‪86‬‬
‫ى‬
‫وأدت المراتب أن تستمع إليه بصوت شيخ تحبه‪ ،‬ورغم أن مراجعته‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫ه أدت مراتب المراجعة فاعلية إَّل أنها ـ يف حال عدم توفر‬
‫سماعيا ي‬
‫سواها ـ أفضل من قعودك عن المراجعة بشكل كامل‪.‬‬

‫ى‬ ‫‪47‬ـ من أكث ُ‬


‫المثبطات أن تقارن نفسك وأنت يف أول حفظك‬ ‫ر‬
‫ى‬
‫ملثم بالمراجعة الجادة‪ ،‬هذا‬ ‫ومراجعتك للقرآن بحافظ قديم‬
‫ُ‬
‫سيصيبك باليأس؛ ألنك سثاه يسبقك بمراحل فتحسب أن هذا لذكائه‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫وغبائك‪ ،‬ونجاحه وفشلك‪ ،‬واألمر ليس كذلك‪ ،‬غاية ما يف األمر أنك يف‬
‫ى‬
‫أول األمر وهو يف آخره‪ ،‬ولو فعلت ما فعله وبذلت ما بذله ألصبحت‬
‫مثله وربما أفضل‪.‬‬

‫ى‬ ‫تلثم بالحفظ مع ر‬ ‫‪ 48‬ـ َّل ى‬


‫أكث من شيخ يف وقت واحد‪ ،‬خاصة لو‬
‫ُ‬ ‫تحفظ القرآن للمرة األوىل‪ ،‬فهذا مما ُيشتتك‪ ،‬ويضعف تر ى‬
‫كثك‪ ،‬ويوهن‬
‫حفظك‪.‬‬

‫َ ى‬ ‫ّ‬
‫تشع يف حفظ سورة جديدة إَّل وأنت حافظ ُم تقن‬ ‫‪49‬ـ إياك أن‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫للن قبلها‪ ،‬قادر عىل أن تسمعها غيبا كاملة من أولها آلخرها بال م شقة‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫أو جهد مهما كانت طويلة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ 50‬ـ ما لم تكن لك عزيمة تفل الجبال فلن تفلح‪ ،‬أنت بصدد أمر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫لك تحرز فيها تقدما ملحوظا يرضيك‬ ‫باللياىل ي‬
‫ي‬ ‫يحتاج مواصلة األيام‬
‫وتقر به عينك‪ ،‬فكن طويل النفس‪.‬‬

‫ُ‬
‫ويفشلها ر‬ ‫ُ‬
‫كثة تغيثك لشيخك‪،‬‬ ‫‪ 51‬ـ مما يحبط عملية الحفظ‬
‫ً‬
‫شيخا ى‬
‫ترض دينه وخلقه وطريقته واستمر معه‪َّ ،‬ل تنقطع عنه‬ ‫اخث‬
‫ً‬
‫وإن لم يكن أتقن الناس وَّل أعلمهم وَّل أرسخهم حفظا وَّل أحسنهم‬
‫ً‬
‫تعليما‪ ،‬أنت لست بحاجة إىل الشيخ المعرصاوي وَّل إىل الدكتور أيمن‬
‫رشدي سويد ـ حفظهما هللا ـ لتحفظ القرآن‪ ،‬أنت فقط بحاجة إىل‬
‫ويصوب لك أخطاءك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫صث عليك‬
‫شيخ ي ر‬

‫ُ‬ ‫ى‬
‫حيات ونظرت‬
‫ي‬ ‫الن طالعتها يف‬
‫‪52‬ـ من أعظم كتب المتشابهات ي‬
‫فيها مرات كتاب "الضبط بالتقعيد" للشيخ فواز بن سعد بن عبد‬
‫الحن ى‬‫َ‬
‫ي؛ ذلك أنه َّل يعرفك باآليات المتشابه لتحفظها شأن‬ ‫الرحمن‬
‫ُ‬
‫عامة كتب المتشابهات إن لم يكن كلها‪ ،‬وإنما يدربك أنت عىل‬
‫ى ُ‬ ‫ى‬
‫الحرف يعلمك‬
‫ي‬ ‫بالمعن‬ ‫اَّلستنباط واستخراج القواعد بنفسك‪ ،‬أي أنه‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الصيد وَّل يعطيك سمكة‪ ،‬وقد حرصت شخصيا عىل طباعته‬
‫ى‬
‫مكتبن ألهميته‪ ،‬الكتاب صغث‬ ‫ي‬ ‫واَّلحتفاظ بنخسة ورقية منه يف‬
‫ُّ‬
‫وتعم ٍد من مؤلفه‪ ،‬فهو لم يقصد الجمع واإلحاطة كما‬ ‫بقصد‬ ‫الحجم‬
‫ٍ‬

‫‪88‬‬
‫ُ‬
‫أسلفت‪ ،‬وإنما يعلمك ويدرك عىل وضع قواعد للمتشابهات بنفسك؛‬
‫ى‬
‫لذلك فهو يقع يف أقل من مائة وعشين صفحة‪ ،‬وهو متوفر عىل‬
‫العنكبوتية‪.‬‬

‫ى‬ ‫ّ‬
‫‪53‬ـ إياك أن يتسبب يف انقطاعك عن المتابعة مع شيخ شدته‬
‫حي كنت ىف نهاية المرحلة الثانوية كان ُي ِ‬
‫سمع ل نا‬ ‫ى‬
‫مشايخ ى‬ ‫عليك‪ ..‬أحد‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫بنظام الوقوف عىل الخطأ‪ ،‬ى‬
‫يعن مع أول خطأ تقع فيه يف الحفظ أو‬ ‫ي‬
‫ساعتي أو ر‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫أكث ثم‬ ‫التشكيالت يتم إيقاف حفظك‪ ،‬وربما انتظرت دورك‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ئ ى‬ ‫ُ‬
‫فيلع تسميعك ذلك اليوم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫خّط يف تشكيلة كلمة يف اآلية األوىل‬ ‫ت‬
‫وفوق ذلك كله كان يمنع وجود مصاحف أثناء التسميع كشط؛ ليكون‬
‫التسميع من الذاكرة طويلة المدى َّل قصثة المدى‪ ،‬ولو حدث ورأى‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معك مصحفا ولو لم تفتحه يقوم بإلغاء تسميعك أيضا‪ ،‬ورغم ما يف‬
‫ًّ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫نظامه من شدة إَّل أنه لم ُي ّ‬
‫وشخصيا ق رأت‬ ‫متقني‪،‬‬ ‫خرج إَّل حفاظا‬
‫عليه من سورة الفاتحة حن نهاية سورة المائدة‪ ،‬وما أزال إىل اليوم أ رى‬
‫ا ى‬
‫الن سمعتها عىل‬ ‫ه تلك السور ي‬ ‫عىل يف كامل القرآن ي‬‫أن أيش السور ي‬
‫ى‬
‫ذلك الشيخ حفظه هللا تعاىل وبارك له يف وقته وصحته وأبنائه مع ما‬
‫حزم وشدة‪.‬‬ ‫ى‬
‫كان يف نظامه من ٍ‬

‫‪89‬‬
‫َ‬
‫ى‬
‫معي أو‬ ‫‪ 54‬ـ ف ّعل تحدي الجزء والسورة‪ ،‬وهذا بأن تعمد إىل جزء‬
‫ً‬
‫متساو تماما مع حفظك َّلسمك‪ ،‬إن‬
‫ٍ‬ ‫سورة معينة فتجعل حفظك لها‬
‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫نسيت اسمك َّل تنساها‪ ،‬ثم قم بتحد مع صديق لك أو زوجتك أو‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ائيا يتم توقيعه عليك مع كل خطأ‪ .‬من‬ ‫ُمعلمك‪ ،‬ويكون هناك شطا جز‬
‫ُ‬
‫جانن كنت أعمد إىل العدد من األجزاء من باب تصعيب التحدي‪ ،‬ثم‬ ‫ري‬
‫ى‬ ‫ئ‬
‫يختث يت فيهم‪ ،‬ويكون الشط هو دفع نقود له‬‫ر‬ ‫أصدقات‬
‫ي‬ ‫أجعل أحد‬
‫يجعلن ىف قمة تر ى‬
‫كثي‪،‬‬ ‫ى‬ ‫أتفق معه عليها وذلك مع كل خطأ‪ ،‬هذا‬
‫ي ي‬
‫ى‬
‫لصالخ‪ ،‬ومع ذلك لم يظفر‬
‫ي‬ ‫ويجعله يف قمة تصيده لألخطاء‪ ،‬وهذا‬
‫من يوما ـ بحمد هللا ـ وَّل بقرش واحد‪( .‬ابتسامة)‪.‬‬ ‫ى‬
‫ي‬

‫ى‬
‫ه أن‬ ‫‪ 55‬ـ أعظم هدية يف الكون يمكن أن يمنحها ولد لوالديه ي‬
‫ى‬
‫يحفظ القرآن الكريم فيلبسهما يف اآلخرة بحفظه له تاج الوقار‪،‬‬
‫ً‬
‫فتذكر؛ أنت َّل تحفظ القرآن الكريم لنفسك فقط‪ ،‬لكن لوالديك أيضا‪.‬‬

‫ى‬ ‫‪56‬ـ من ر‬
‫أكث األمور فاعلية يف عملية الحفظ والمراجعة أن تحفظ‬
‫ى‬
‫المس‪ ،‬اإلنسان أثناء سثه يكون يف‬
‫ي‬ ‫وأن تراجع أثناء ممارستك رياضة‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫قمة تر ى‬
‫كثه‪ ،‬ولقد فعلت ذلك أعواما هكذا بالتجربة دون أن أعلم أن‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫هدات هللا لذلك‪ ،‬ثم بعد ذلك عرفت ما‬ ‫ي‬ ‫فقط‬ ‫علمية‪،‬‬ ‫سسا‬ ‫أ‬ ‫لألمر‬
‫ى‬
‫للمس من فوائد كثثة يف عملية الحفظ والتخزين والتفكث بشكل عام‪،‬‬‫ي‬

‫‪90‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫حن أن بعضهم يقول‪ :‬إذا أردت أن تتخذ قرارا مصثيا فقم بممارسة‬
‫المس‪ ،‬ثم خذ قرارك أثناء ذلك‪ ،‬وثق بأنك ستتخذ القرار‬
‫ي‬ ‫رياضة‬
‫األصوب عىل اإلطالق‪.‬‬

‫ى‬
‫بالرصورة‬ ‫‪57‬ـ قاعدة‪ :‬كلما ازداد عدد األجزاء ي‬
‫الن تحفظها ازداد‬
‫حافظ‬
‫ٍ‬ ‫مقدار مراجعتك‪ ،‬أعيذك باهلل أن تختم القرآن الكريم وأنت غث‬
‫له بإهمالك لهذه القاعدة وتقصثك ى يف المراجعة‪.‬‬

‫الحاىل إىل الذي يليه دون ضبطه‬


‫ي‬ ‫الورد‬
‫‪ 58‬ـ استعجال اَّلنتقال من ِ‬
‫ى‬ ‫ً ً‬
‫أكث أسباب وجود مشاكل يف استذكار المحفوظ القديم‪،‬‬ ‫ضبطا تاما هو ر‬
‫ً‬
‫وعدم القدرة عىل شده من الذاكرة غيبا؛ ذلك أنه من البداية لم يتم‬
‫إيداعه فيها بشكل صحيح‪.‬‬

‫‪ 59‬ـ محفوظك الجديد ليس آخر ما حفظته قبل اَّلنتقال للذي‬


‫ى‬ ‫ّ‬
‫وسمعته يف آخر سبعة إىل عشة أيام‪،‬‬ ‫يليه‪ ،‬وإنما هو جميع ما حفظته‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫هذا المحفوظ ما لم تجعله راسخا ىف ذاكرتك ر‬
‫بكثة مراجعته يوميا‬ ‫ي‬
‫ى ى‬
‫فستعات يف‬
‫ي‬ ‫حن مرور أسبوع إىل عشة أيام عىل إنهاء حفظك له‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ضبطه مستقبال؛ ألنه بحكم دخوله الذاكرة حديثا يكون تفلته منها‬
‫ً‬
‫يسثا‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫معي ىف اليوم ـ وأستحب لك أن يكون ر‬
‫أكث‬ ‫ى‬ ‫‪ 60‬ـ تخصيص وقت‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫هء العقل‬
‫اليوم‪ ،‬كما أنه ي ِ ي‬
‫ي‬ ‫اَّللثام بالحفظ‬ ‫من وقت ‪ -‬مما يشجع عىل‬
‫ئ‬
‫تلقات‪.‬‬
‫ي‬ ‫والذاكرة عىل بدء عملية التخزين بشكل‬

‫ً‬
‫‪61‬ـ من أعظم المحفزات عىل حفظ القرآن أن تنافس حافظا‪،‬‬
‫َ‬
‫فابحث فيمن حولك عن صديق يحفظ ونافسه‪ ،‬فإن لم تجد فخذ بيد‬
‫ً‬
‫صديق لك إىل حفظ القرآن وتنافسا معا‪ ،‬يعينك عىل الحفظ‪ ،‬ويكون‬
‫لك عند هللا ثواب دَّللته عىل ذلكم الخث العظيم‪.‬‬

‫ً‬ ‫ُ ِ َ‬
‫‪ 62‬ـ إذا أتتك فرصة أن تحفظ غثك القرآن فافعل‪ ،‬فضال عن‬
‫ئ ُ‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫تلقات يقوي ضبطك‬
‫ي‬ ‫الثواب الكبث يف هذا األمر إَّل أنه أيضا وبشكل‬
‫ً‬ ‫ويزيد إتقانك؛ ألن كل آية ُي ِ‬
‫سمعها عليك تكون ُمراجعة لك‪،‬‬
‫ً‬
‫فظا للقرآن الكريم هم ُ‬
‫المشتغلون‬ ‫الناس ِح‬
‫ِ‬ ‫وباَّلستقراء فإن أقوى‬
‫بتحفيظه وتعليمه‪ ،‬ولكن انتبه‪ ..‬ما لم تجعل غثك ُي ِ‬
‫سمع عليك وأنت‬
‫ترده من حفظك َّل من خالل اَّلستعانة بمصحف تفتحه وتنظر فيه‬
‫ى‬
‫فإن استفادتك ـ يف مسألة زيادة الضبط لديك بشكل فعال ـ ستكون‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫محدودة‪ ،‬ولم أشأ أن أقول شبه معدومة‪ ،‬ولو قلت ما أبعدت!‬

‫‪92‬‬
‫‪63‬ـ يجب أن يكون لك ِورد تالوة َّل عالقة له بحفظك للجديد‪،‬‬
‫ّ‬
‫بورد مراجعتك للقديم‪ ،‬وإنما ختمة مستقلة للقرآن تكون شهرية أو‬
‫وَّل ِ‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫نصف شهرية‪ ،‬أنت وقدرتك‪ ،‬هذه الختمة تفيدك يف ضبط واستذكار‬
‫محفوظك القديم‪ ،‬كما أنها تيش عليك المحفوظ الجديد ألنك دائم‬
‫ً‬
‫التالوة له من خالل ختمك للقرآن كامال بشكل شهري أو نصف شهري‪.‬‬

‫ُ‬
‫‪ 64‬ـ مما أستحبه لك أن تجعل التلفاز يعمل ـ عىل األقل قبيل غلقه‬
‫مباشة ـ عىل قنوات القرآن الكريم فقط‪ ،‬وأرشح لك قناة "المجد‬
‫ً‬
‫للقرآن الكريم" فإنه َّل مثل لها‪ ،‬بحيث كلما فتحت التلفاز وجدت قارئا‬
‫ً‬
‫يقرأ من موضع ما‪ ،‬فإن كنت حافظا له فأكمل أنت واسبقه‪ ،‬وإن لم‬
‫ً‬ ‫تكن تحفظه فاستمع إليه بث ى‬
‫كث‪ ،‬ستصل إليه يوما وسيكون حفظه‬
‫عليك أسهل من ر‬
‫كثة سماعك له‪.‬‬

‫ى‬
‫‪ 65‬ـ ليس يف الدنيا أسعد من والد أو والدة يأتيهما ابنهما ليقول‬
‫ُ‬
‫لهما‪" :‬اليوم ختمت القرآن" باهلل عليك أَّل يستحق والداك منك نظث‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫ميتي أو‬ ‫ما بذَّله ألجلك أن تجعلهما يعيشان تلك اللحظات؟ فإن كانا‬
‫ى‬ ‫ٌ‬
‫أحدهما فليس أحد أسعد منهما يف اآلخرة بحفظك للقرآن‪ ،‬تذكر هذا‬
‫ى‬
‫العالمي‪.‬‬ ‫كلما أصابك ملل أو فتور تنشط بإذن هللا رب‬

‫‪93‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫الن تبدأ وتنت ي‬
‫‪66‬ـ مما أستحبه لك أن تكون عىل دراية باآليات ي‬
‫ُ‬
‫بها األجزاء‪ ،‬وكذا بدايات ونهايات األرباع‪ ،‬فهذا يعينك عىل اَّلستحض ار‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الن تقرأها أو ت ْسمعها أو ت َس ِمعها‪ ،‬وم ما‬
‫والشد‪ ،‬ومعرفة موقع اآليات ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫يفيدك يف هذا رسالة لطيفة كتبها الدكتور محمد بكر عبد الهادي‪،‬‬
‫ى‬
‫وسماها‪" :‬فتح الرحمن يف جداول أرباع القرآن" يذكر لك اآلية ي‬
‫الن يبد أ‬
‫الن يبدأ‬
‫ه بها‪ ،‬ويذكر لك اسم السورة ي‬ ‫الن ينت ي‬
‫بها كل جزء‪ ،‬واآلية ي‬
‫ى‬
‫وينته عندها‪ ،‬وبداية ونهاية كل ربــع يف القرآن الكريم‪ ،‬مع‬
‫ي‬ ‫الجزء منها‬
‫ى‬
‫ذكر عدد آيات كل ربــع‪ ،‬ويصف لك كل ربــع يف القرآن الكريم من حيث‬
‫ى‬
‫وقرصه‪ُ ،‬معتمدا يف ذلك عىل مصحف المدينة المنورة عىل‬ ‫طوله ِ‬
‫ساكنها أفضل الصالة وأتم التسليم‪ ،‬ا لرسالة متوفرة عىل العنكبوتية‪،‬‬
‫وه لطيفة للحفاظ‪ ،‬وشخصيا قمت بطباعتها واَّلحتفاظ بها‪.‬‬
‫ي‬

‫‪ 67‬ـ من األمور المعينة عىل ضبط متشابهات القرآن الكريم‬


‫ى‬
‫اَّلستعانة بكتب المتشابهات‪ ،‬ومما أقثحه عليك يف هذا الصدد كتاب‬
‫مرش‪ ،‬ثم‬
‫ي‬ ‫"التبيان المفصل لمتشابهات القرآن" للدكتور ياش محمد‬
‫ى‬
‫يحن عبد الفتاح الزواوي رحمه هللا تعاىل يف المتشابهات‪،‬‬
‫ي‬ ‫كتب الشيخ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أكثها ذيوعا وانتشارا‪ ،‬ثم هو ر‬ ‫وأخص منها ر‬
‫أكثها فائدة أيضا "دليل‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الحفاظ يف متشابه األلفاظ" ثم كتابه "‪ 1500‬سؤال وجواب يف‬
‫المتشابهات" وهذا األخث يمكن اَّلستفادة منه من خالل اختبار‬

‫‪94‬‬
‫ً‬
‫نفسك ُمس تعينا به‪ ،‬وذلك بأن تطرح أسئلته عىل نفسك وتجيب قبل‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫النظر يف اإلجابة‪ ،‬وَّل تلجأ إىل المصحف إَّل يف حال عجزك تماما عن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلجابة‪ ،‬فهذا مما يقوي ضبطك ويزيد إتقانك‪ ،‬هؤَّلء الثالثة َّل مثل‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫لواحد فقط منهم فعليك بالتبيان بالمفصل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫نتخبا‬
‫لهم‪ ،‬فإن كنت م ِ‬
‫وثالثتهم متوفر إلكثونيا‪.‬‬

‫‪ 68‬ـ ومما أنصح به بشدة لضبط المتشابهات متابعة برنامج‬


‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫"لمسات بيانية" وقد كان يذاع قديما عىل قناة الشارقة‪ ،‬يتناول في ه‬
‫ئ‬ ‫َ‬
‫ات ـ حفظه هللا تعاىل ـ‬‫الدكتور البحر العلم العالم الفاضل فاضل السامر ي‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫عج ز‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم مسلطا الضوء عىل ما فيها من بالغة وبيان م ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ى‬ ‫ُ ُ‬
‫حيات ما كنت‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫شاهدت‬ ‫ما‬ ‫أعظم‬ ‫هو‬ ‫نامج‬
‫الث‬
‫ر‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫لت‬ ‫ولو ق‬
‫قمت بتحميل ر‬‫ُ‬
‫أكث من ‪ 200‬حلقة له‬ ‫مبالغا‪ ،‬بل من فرط انبهاري به‬
‫من عىل اليوتيوب‪ ،‬متوسط الحلقة ‪ 45‬دقيقة‪ ،‬وأعمل حاليا عىل‬
‫ى‬
‫أت بشدة‬‫تفريـ ــغ ما له صلة بالمتشابهات من هذه الحلقات‪ .‬والشاهد ي‬
‫أن صح بمشاهدة هذه الحلقات‪ ،‬إذ سيقف بك الدكتور فاضل من‬
‫خاللها عىل القرآن الكريم الذي ستحس معه أنك لم تكن تفهمه‪،‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫وسيوقفك عىل الكثث من دقائقه‪ ،‬وهو يف غاية األهمية لمن يحفظون‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫القرآن بشكل خاص؛ حيث يفهمهم دقائق نفيسة يف متشابهاته فال‬
‫ى‬
‫لعالمي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يخطئون فيها بإذن هللا رب ا‬

‫‪95‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫الن أنصح بها يف باب حفظ ومراجعة‬
‫‪ 69‬ـ من الكتب القليلة جدا ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وه حقيقة مفي دة‬
‫القرآن الكريم ثالثية الدكتور سعيد أبو العال حمزة‪ ،‬ي‬
‫كالتاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫وعملية بشكل كبث وبيانها‬
‫كتاب "الحصون الخمسة" وهو لمن سيبدأ حفظ القرآن الكريم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يجعل‬ ‫يعطيك برنامجا قويا جدا إن كنت ستحفظ ألول مرة‪ ،‬مما‬
‫حفظك ى يف غاية القوة‪.‬‬
‫ْ ً‬
‫ثم "رسوخ" ويشتمل عىل برنامج قوي لمن يحفظ قدرا من‬
‫القرآن‪ ،‬ويريد الجمع ى‬
‫بي حفظ الجديد ومراجعة القديم‪.‬‬
‫الرواش" وهو برنامج قوي جدا لمن ختم كامل القرآن‬
‫ي‬ ‫ثم "الجبال‬
‫ً‬
‫الكريم ويريد المراجعة‪ ،‬فيكون القرآن يسثا عليه بسثه عىل ذلكم‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫الرواش فكانت‬
‫ي‬ ‫الن وضعها يف الجبال‬‫الجدول‪ ،‬وقد جربت خطته ي‬
‫أكث من ُمرضية بالنسبة يىل‪.‬‬ ‫النتيجة ر‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫فانظر يف أي مرحلة أنت‪ ،‬ثم اخث الكتاب المناسب‪ ،‬ولو اقتنيت‬
‫ً ً‬
‫الن أنت فيها فهو خث‪ ،‬وهذا ما فعلته‬
‫ي‬ ‫مرحلتك‬ ‫تكن‬ ‫ما‬ ‫أيا‬ ‫الثالثة معا‬
‫ً‬
‫شخصيا‪ .‬وثالثتهم متوفر إلكثونيا‪.‬‬

‫ى‬
‫الن أنصح بها يف باب حفظ‬
‫‪70‬ـ من الكتب القليلة جدا أيضا ي‬
‫القرآن الكريم ومراجعته كتاب "تحزيب القرآن الكريم" للدكتور عبد‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫الحرت‪ ،‬وهو كتاب نافع جدا‪ ،‬أحسب مؤلفه قد كتبه‬
‫ري‬ ‫عىل‬
‫العزيز بن ي‬

‫‪96‬‬
‫ا‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫قارئه من هدوء وطمأنينة‪ ،‬كما أنه صد َر‬
‫ِ‬ ‫بإخالص‪ ،‬لما يبعثه يف نفس‬
‫ا‬
‫الكتاب بالحديث عن القرآن الكريم وفضائله وشف حملته‪ ،‬فحف ز‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫تحفثا كبثا‪ ،‬وهيأه نفسيا لذلك‪ ،‬ثم أعقب ذلك‬ ‫القارئ نحو الحفظ‬
‫النن صىل هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫بالحديث عن آداب تالوته‪ ،‬وطريقة قراءة ر ي‬
‫ى‬
‫ثم شع يف الحديث عن حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وذكر العديد من الوصايا‬
‫الن‬
‫النافعة إلتمام حفظه‪ ،‬مع ذكره داخل الكتاب للكثث من المسائل ي‬
‫ُ‬
‫يسع حامل القرآن الكريم جهله بها‪.‬‬ ‫َّل‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫تسميعك عىل شيخك أو‬ ‫ِ‬ ‫أشنع خطأ يمكن أن تقع فيه أثناء‬ ‫‪ 71‬ـ‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫صىل بالناس هو الخطأ يف التشكيل حن وإن لم‬ ‫عىل نفسك أو وأنت ت ي‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫اَ ُ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫غثه فهو أشد شناعة‪ ،‬الخطأ يف ال تشكيل‬ ‫المعن‪ ،‬فإن‬ ‫يتسبب يف تغيث‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ىف ُعرف ا‬
‫القراء أشد عيبا من الخطأ يف أحكام التالوة‪ ،‬أو الحفظ نف سه‪،‬‬ ‫ي‬
‫ئ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫خّط‬ ‫فانتبه لذلك جيدا‪ ،‬بل من المعيب جدا لدى العرب األوائل أن ي‬
‫ى‬
‫الرجل يف تشكيل كلمة عابرة من خارج القرآن الكريم أثناء حديثه‪ ،‬فما‬
‫بالك إذا كان الخطأ ىف كلمة من آية َيقرأها أو ُي ِ‬
‫سمعها‪ ،‬فانتبه!‬ ‫ي‬

‫ُ‬
‫حيات مع القرآن الكريم لما كنت منذ قرابة‬
‫ي‬ ‫‪ 72‬ـ من أزه فثات‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫مع شاب والقليل من‬‫العشة أعوام أخرج صباح كل يوم إىل الصحراء‪ ،‬ي‬
‫ُ‬
‫وشء أحبه كعصث أو شيكوَّلتة أو ما شابه‪ ،‬ثم أمكث هناك‬
‫الطعام‪ ،‬ي‬

‫‪97‬‬
‫ى‬
‫يشغلن عن القرآن‪،‬‬ ‫شء‬
‫ي‬ ‫وحدي بال صديق وَّل رفيق وَّل هاتف وَّل أي ي‬
‫ُّ‬
‫وأظل أراجع بالساعات الطوال إىل ما بعد الظهر وقريب من العرص‪ ،‬فإذا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نفس بالعصث أو الشيكوَّلتة‪ ،‬أو‬
‫ي‬ ‫نفس كافأت‬
‫ي‬ ‫ما انتهيت ورضيت عن‬
‫مع‪ .‬أستحب لك مثل هذه المعسكرات‪ ،‬خاصة إذا‬ ‫السء الذي جلبته ي‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ُ ً‬ ‫ى‬
‫ما وجدت يف نفسك فتورا‪ ،‬أو كسال‪ ،‬أو إهماَّل وتقصثا يف المراجعة‪.‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫مزيد من‬
‫ٍ‬ ‫لنفس عىل‬ ‫ي‬ ‫الن قمت بتنفيذها تشجيعا‬ ‫‪ 73‬ـ من األفكار ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫جاخ صغث‪ ،‬فارغ‬ ‫ماء ز ر ٍي‬
‫أت أتيت بكوب ٍ‬ ‫المراجعة والضبط واإلتقان ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫ثالثي قصاصة صغثة بعدد أيام الشهر‪ ،‬يف كل‬ ‫طبعا‪ ،‬ووضعت فيه‬
‫ئ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قصاصة مهمة ا‬
‫عشوات قصاصة من‬
‫ي‬ ‫أختار بشك ٍل‬ ‫القيام بها‪ ،‬ثم‬ ‫عىل‬
‫ي‬
‫ى‬
‫الكوب وأقوم بوضعها يف كوب آخر فارغ بحيث َّل يتم اختيار قصاصة‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى ى‬
‫مرتي يف شهر واحد‪ ،‬وجعلت غالب المهام المكتوبة يف‬ ‫واحدة‬
‫شغىل الشاغل‪ ،‬مثال‪ :‬قم‬ ‫ي‬ ‫القصاصات متعلقة بالقرآن الكريم كونه‬
‫بمراجعة الزهراوين البقرة وآل عمران اليوم‪ ،‬اليوم تراجع النصف األول‬
‫من القرآن الكريم‪ ،‬استمع اليوم إىل ثالثة أجزاء من القرآن الكريم‬
‫الفالت‪ .‬وهكذا‪ ،‬طبعا القصاصات كلها مطوية؛‬ ‫ى‬ ‫بصوت الشيخ فالن‬
‫ي‬
‫ليكون اَّلختيار عشوائيا كما أسلفت‪ ،‬ويتم إقصاء كل قصاصة تم‬
‫اختيارها كما أسلفت‪ ،‬ويكون اَّلختيار عقب صالة الفجر مباشة‪،‬‬
‫ى‬
‫أمام اليوم بطوله يف حال كانت المهمة تحتاج إىل وقت‬
‫ي‬ ‫بحيث يكون‬

‫‪98‬‬
‫طويل كمراجعة نصف القرآن الكريم أو ما شابه‪ .‬أقثح عليك مثل هذه‬
‫ومثمرة‪ ،‬لكنها بحاجة إىل عزيمة وإرادة‪ ،‬ولتكن‬‫الفكرة‪ ،‬جد ممتعة ُ‬

‫المهام متوافقة مع ظروفك وحياتك حن َّل تكسل عن إنجازها أو‬


‫ً‬
‫يصيبك اإلحباط‪ ،‬وليس شطا أن تك ون كل المهام متعلقة بالقرآن‬
‫الكريم طبعا‪ ،‬لكن أستحب لك أن يكون ر‬
‫أكثها كذلك‪.‬‬

‫ّ ً‬
‫الن أحضك عىل قراءتها حضا شديدا كتاب "هجر‬
‫‪ 74‬ـ من الكتب ي‬
‫القرآن العظيم ـ أنواعه وأحكامه" للدكتور محمود بن أحمد بن صالح‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫الن َّل يسع حامل القرآن‬
‫الدوشي‪ ،‬كتاب جامع لكثث جدا من المسائل ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫فإت لم‬
‫الكريم جهله بها‪ ،‬فضال عن روعة العرض‪ ،‬وجمال الطرح‪ ،‬ي‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫حيات كتابا حوى مثل هذا الكم الكبث من المسائل عن القرآ ن‬
‫ي‬ ‫أطالع يف‬
‫ٌ‬
‫الكريم‪ ،‬وَّل عجب‪ ،‬فمؤلفه مشهود له بالتحري واَّلجتهاد والتدقيق‪،‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أجثت بتقدير‬ ‫والكتاب يف األصل عبارة عن رسالة "دكتوراه" وقد‬
‫ممتاز‪ .‬الكتاب طبعته دار ابن الجوزي السعودية‪ ،‬وهو متوفر عىل‬
‫العنكبوتية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ُ‬
‫‪ 75‬ـ القرآن الكريم من أعظم مشاريـ ــع حياتك‪ ،‬يحتاج إىل نية مع‬
‫َ ى‬ ‫ُ‬
‫يستعص‬
‫ِ‬ ‫خطة وعمل‪ ،‬إنك إن تفلح فيه أفلحت يف كل حياتك‪ ،‬ولم‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫أخفقت فيه ـ مع ر‬ ‫ُ‬
‫لحفظه ـ‬
‫ِ‬ ‫الدواع يف نفسك‬
‫ي‬ ‫كثة‬ ‫ش ٌء بعد‪ ،‬وإن‬
‫عليك ي‬
‫الن يجب عليك أن تألفها‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫فتكرار اإلخفاقات يف حياتك من األمور ي‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫منهج‬
‫ٍ‬ ‫تكرر ُم‬ ‫ُ‬
‫الن يجب عليك أن تقرأها بشكل م ٍ‬ ‫‪ 76‬ـ من الكتب ي‬
‫ى‬
‫كتاب "التبيان يف آداب حملة القرآن" لإلمام النووي رحمه هللا تعاىل‪،‬‬
‫الن يجب أن يتحىل بها‬ ‫ُ َ‬
‫وهو من أهم ما ك ِتب حول اآلداب واألخالق ي‬
‫ُ‬
‫معلم القرآن الكريم ومتعلمه‪ ،‬إن لم يكن أهمها عىل اإلطالق‪ ،‬كتيب‬
‫أستحب لك أن تقرأه مرة كل شهر‪ ،‬فإن لم تستطع فمرة كل‬ ‫ُّ‬ ‫صغث‬
‫ى ى‬
‫مرتي يف كل عام‪ ،‬وذلك‬ ‫ثالثة أشهر‪ ،‬فإن لم تستطع فاقرأه عىل األقل‬
‫ما َحييت‪.‬‬

‫َ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬


‫بات‬
‫الن استمعت إليها واستفدت منها يف ر ي‬
‫‪ 77‬ـ من المحاضات ي‬
‫ى‬
‫محاضة "حن َّل يتفلت‬ ‫حفظ ومراجعة القرآن الكريم‪ ،‬وأنصح بها‬
‫القرآن" للشيخ إبراهيم الصعقوب‪ ،‬ومدتها أقل من ساعة واحدة‪ ،‬ومما‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫كثثا تر ى‬ ‫ى‬
‫والتمكي للقرآن‬ ‫كثه الشديد عىل أهمية الضبط‬ ‫يعجبن فيها‬
‫ي‬
‫الكريم‪َّ ،‬ل مجرد الحفظ أيا ما تكن درجته!‬

‫‪100‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫الن استمعت إليها قديما أيضا واستفدت‬ ‫‪78‬ـ من المحاضات ي‬
‫ى َ‬
‫بات حفظ ومراجعة القرآن الكريم وأنصح بها بشدة‬ ‫منها كثثا جدا يف ر ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الغوثات‪ ،‬وتقع‬
‫ي‬ ‫يخ‬
‫محاضة "وسائل إبداعية لحفظ القرآن" للدكتور ي‬
‫وه متوفرة عىل اليوتيوب‪.‬‬ ‫ى‬
‫يف جزأين‪ ،‬ي‬

‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫وبي‬ ‫تستطيع أن تختلق لنفسك ألف عذر يحول بينك‬ ‫‪ 79‬ـ‬
‫ى‬
‫استمرارك يف حفظ القرآن الكريم ومراجعته‪ ،‬لكن الذي نوى الحفظ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بصدق مهما ظهرت له العوائق والموانع‬
‫ٍ‬ ‫جادا عازما عىل ذلك‬
‫والمثبطات فهو قادر دوما عىل سحقها ودحضها و تفتيتها‪ ،‬وهذا هو‬
‫ًّ‬ ‫الفرق ى‬
‫جادا‪ ،‬ومن نوى عىل استحياء‪.‬‬ ‫بي من نوى‬

‫المحاضات اللطيفة ُ‬
‫المحفزة عىل حفظ القرآن الكري م‬ ‫ى‬ ‫‪80‬ـ من‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫محاضة "كيف تحفظ القرآن الكريم"‬ ‫سمعتها قديما وأنصح بها‬‫الن ِ‬
‫ي‬
‫ى‬
‫حواىل‬
‫ي‬ ‫وه متوفرة عىل يوتيوب‪ ،‬ومدتها‬
‫الشجات‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫للدكتور راغب‬
‫ساعة تقريبا‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ى‬
‫الن وقعت‬
‫‪81‬ـ "المخترص يف التفسث" هو أحد أعظم التفسثات ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫حيات‪ ،‬ورغم أنه مخترص‪ ،‬بل اسمه أصال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫عليها مؤخ‬
‫ى‬
‫"المخترص يف التفسث" إَّل أنه َّل يثك آية إَّل ويوضحها حن وإن كانت‬

‫‪101‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫واضحة‪ .‬وكل لفظة يف اآلية فيها نوع صعوبة يظللها باللون األحمر أثناء‬
‫ُ‬
‫لمزيد من التنبيه ولفت النظر‪ ،‬وكل سورة يقدم لها ببيان‬ ‫ٍ‬ ‫تفسثها‬
‫مقاصد السورة‪ ،‬ونهاية كل صفحة من القرآن يقوم ببيان المستفاد من‬
‫بأسلوب هو السهل‬
‫ٍ‬ ‫الن اشتملت عليها الصفحة‪ .‬كل هذا‬
‫اآليات ي‬
‫الممتنع‪ ،‬كما أنه يربط لك اآليات ببعضها‪َّ ،‬ل يفش كل آية وكأنها‬
‫المدهش أن اآلية كاملة ربما شحها‬ ‫بمعزل عما قبلها وما بعدها‪ ،‬ومن ُ‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫يف سطر واحد أو سطر ونصف‪ ،‬لكنه َّل يغادرك إَّل وأنت فاهم لها‪،‬‬
‫ُمستوعب لما تضمنته‪ ،‬فعليك به‪.‬‬

‫ى‬
‫شيخ يف الدنيا‪ ،‬وَّل أي برنامج‪ ،‬وَّل أي حلقة‬
‫ٍ‬ ‫‪82‬ـ لن يقدر أي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫تلتحق بها ولو يف المسجد الحرام‪ ،‬أن تجعلك حافظا ضابطا ُمتمكنا ما‬
‫تسع أنت لذلك‪ ،‬كل هذه األمور وسائل مساعدة‪ ،‬لكن أنت ـ‬ ‫َ‬ ‫لم‬
‫ى‬
‫ووحدك أنت ـ من بيده إنجاز هذه المهمة العظيمة‪ ،‬أو اإلخفاق يف‬
‫إنجازها‪.‬‬

‫ى‬
‫‪ 83‬ـ ممن يفيدونك كثثا يف مسألة حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وطرق‬
‫مراجعته‪ ،‬واألهم من ذلك كله كيفية تالوته الشيخ الدكتور أيمن‬
‫ً‬
‫رشدي سويد ـ حفظه هللا ـ هذا الرجل أحسبه ُمخلصا‪ ،‬وَّل أزكيه عىل‬
‫وأوض بشوحاته المرئية لمتون التجويد‪،‬‬
‫ي‬ ‫هللا‪ ،‬أنصح بمؤلفاته‪،‬‬
‫خاصة شحه عىل المقدمة الجزرية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫يوم ثابت للحفظ الجديد وكذا للمراجعة‬
‫‪84‬ـ تحديدك لمقدار ي‬
‫اليومية يجعل األمور واضحة أمامك‪ ،‬وتستطيع من خالل ذلك أن‬
‫ُ‬
‫تعرف مدى اجتهادك أو العكس‪ ،‬كما أنه يعودك الجدية والحزم مع‬
‫نفسك‪ ،‬وذلك من خالل إلزمها يوميا بهذا المقدار‪ ،‬دون مثقال ذرة من‬
‫ُ‬
‫نه‬
‫كسل أو تهاون‪ ،‬كما أنك تستطيع من خالل ذلك معرفة من ست ي‬
‫ستنته من ربــع القرآن أو نصفه أو كله‪.‬‬
‫ي‬ ‫سورة كذا‪ ،‬أو جزء كذا‪ ،‬ومن‬

‫َ ّ‬ ‫ً‬
‫‪85‬ـ َّل تكن رخوا‪ ،‬ليس كلما عرضت لك مشكلة أو ضائقة أو ت َع ك ر‬
‫ى‬
‫يف المزاج تركت الحفظ وأهملت المراجعة‪ ،‬هكذا لن تحفظ القرآن‬
‫طوال عمرك‪ ،‬فالحياة َّل تخلو من مثل هذا‪ ،‬وَّل تتذرع بالفتور‪ ،‬افث كما‬
‫َ‬
‫شئت‪ ،‬لكن َّل تثك الحفظ وَّل المراجعة‪ ،‬حن لو غصبت نفسك‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫عليهما غصبا‪ ،‬ليس منطقيا أن يصيبك الفتور فتثك الحفظ‬
‫والمراجعة بشكل مطلق فتنس‪ ،‬ثم تنشط فتبدأ من الصفر‪ ،‬ثم تفث‬
‫ى‬
‫فتثك بشكل مطلق فتنس‪ ،‬ثم تنشط فتبدأ من الصفر‪ ،‬وهكذا يف كل‬
‫ى‬ ‫ٌ‬
‫مرة‪ ..‬هذه محض حماقة‪ ،‬واستهالك للجهد والوقت يف غث فائدة‪َّ ،‬ل‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫شء يف الدنيا‬‫لس ٍء أيا ما يكن أن يعطلك‪ ،‬وَّل وهللا َّل يوجد ي‬
‫تسمح ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫وبي حفظ كتاب هللا إذا ما نويت ذلك‬ ‫يستحق أن يكون حائال بينك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وعزمت عليه وشعت فيه‪ ،‬فكن ذكيا‪ ،‬وكن حازما‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪86‬ـ ابدأ حفظ القرآن الكريم فورا وكفاك تأجيال‪ ،‬أما سئمت‬
‫ً‬ ‫غدا ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫أكث انشغاَّل!‬ ‫مشغول حاليا؟ ربما أنت‬ ‫التأجيل؟ ماذا تنتظر؟ أنت‬
‫ً‬
‫أكث!‬
‫سنك كبث؟ غدا ستكون ر‬
‫َّل تجد من ُيشجعك؟ إن لم تقم نفسك بهذا فلن يقوم به أحد‪.‬‬
‫خ عىل صالة‬ ‫ابدأ وَّل تؤجل‪ ،‬فأنت اليوم خ‪ ،‬وغدا قد ُينادى‪ َ :‬ا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الجنازة عىل فالن!‬

‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫‪ 87‬ـ ما لم تكن حازما عنيفا قاسيا عىل نفسك حال تقصثها يف‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫الحفظ والمراجعة فلن تفلح يف هذا األمر؛ لذلك أستحب لك أن‬
‫ى‬
‫تجعل لنفسك عقوبات فورية يف حال تضييع يوم تسميعك عىل‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫رض‪ ،‬وكذا يف‬
‫بشكل غث م ٍ‬
‫ٍ‬ ‫شيخك‪ ،‬أو حن يف حال تسميعك عليه لكن‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫اليوم أو‬
‫ي‬ ‫ضيعت يوما بدون مراجعة‪ ،‬أو أخللت ربثنامجك‬ ‫حال‬
‫صدقن هذه النفسية الجادة الحازمة‬ ‫ى‬ ‫األسبوع للحفظ والمراجعة‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الن تتقدم‪.‬‬ ‫وه ي‬‫الن تفلح‪ ،‬ي‬ ‫وه ي‬ ‫الن تنتج‪ ،‬ي‬ ‫ه ي‬ ‫ي‬

‫‪ 88‬ـ إياك أن تزيد جلسة الحفظ الواحدة للمقدار الذي تريد‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫حفظه ـ أيا ما يكون كبثا كان أو صغثا ـ عن ‪ 30‬دقيقة كحد أقض‪ ،‬ولو‬
‫ً‬
‫حسنا‪ ،‬ذلك أن تر ى‬
‫بالتالش بمرور‬
‫ي‬ ‫يبدأ‬ ‫ك‬‫كث‬ ‫جعلتها ‪ 15‬دقيقة لكان‬
‫ً‬ ‫الدقائق‪ ،‬وكلما كان تر ى‬
‫كثك أعىل كان حفظك أسهل وأيش وأقوى‪ ،‬قطعا‬

‫‪104‬‬
‫اكتف بالربــع ساعة للحفظ‪ ،‬وإنما أقول لك اجعل فاصال‬
‫ِ‬ ‫َّل أقول لك‬
‫كالثيض قليال‪ ،‬أو إعداد مشوب ساخن أو بارد‪ ،‬أو الوضوء‪ ،‬أو ما‬
‫شابه‪ ،‬ثم ابدأ جلسة حفظ جديدة عىل أَّل تزيد كحد أقض عن‬
‫ى‬
‫الثالثي دقيقة كما سلف‪.‬‬

‫‪ 89‬ـ محفوظك من القرآن الكريم يختلف عن أي محفوظ آخر‪،‬‬


‫َ‬
‫السء وتركته‬
‫ي‬ ‫ولعل هذا من خصائص القرآن الكريم‪ ،‬فربما حفظت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫زمنا ثم تجد نفسك حافظا له‪ ،‬وربما بنفس درجة حفظك األول‪،‬‬
‫ى‬
‫والقرآن ليس كذلك‪ ،‬إن تركته تركك‪ ،‬أوهجرته هجرك‪ ،‬أو أهملت يف‬
‫المراجعة فقل عىل ضبطك له السالم‪ ،‬وهذا مصداق قوله صىل هللا‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫رض هللا‬
‫أت موش األشعري ي‬ ‫عليه وسلم كما يف الصحيحي من حديث ر ي‬
‫َ ُّ َ َ ً َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َّ‬
‫س ُمح ام ٍد ِب َي ِد ِه له َو أ ش د تفل تا ِمن‬ ‫عنه "تعاهدوا هذا الق ْرآن‪ ،‬ف َوال ِذي نف‬
‫ى ُ ُ َ‬
‫اإلبل ِ يف عق ِلها"‬
‫ِ‬

‫‪ 90‬ـ من المهم لحامل القرآن الكريم أن يكون عىل دراية بسور‬


‫القرآن الكريم وأسمائها المختلفة‪ ،‬آياته ناسخها ومنسوخها‪ ،‬أسباب‬
‫ى‬
‫والمدت من القرآن الكريم‪ ،‬وغث هذا مما يتصل بهذا‬ ‫المك‬ ‫ىى‬
‫الثول‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫يعي عىل حفظه‪ ،‬فهو أيضا‬ ‫الباب العظيم‪ ،‬فهذا فضال عن كونه مما‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫يجعلك فاهما للقرآن الكريم‪َّ ،‬ل مجرد حافظ له‪ ،‬وخث ما يفيدك يف‬

‫‪105‬‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ط‬‫هذا قوَّل واحدا هو كتاب "اإلتقان يف علوم القرآن" لإلمام السيو ي‬
‫ى‬
‫الن أنصح بها‬
‫رحمه هللا تعاىل‪ ،‬فهو العمدة يف هذا الباب‪ ،‬ومن الكتب ي‬
‫ا‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫يف هذا الباب أيضا كتاب "مباحث يف علوم القرآن" للشيخ مناع‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا‬
‫القطان‪ ،‬وقد كتب هللا تعاىل لكتاب الشيخ مناع قبوَّل وانتشارا واسعا‪،‬‬
‫ولعل هذا بإخالصه رحمه هللا‪.‬‬

‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫‪91‬ـ أنهاك عن الحفظ وقت الجوع الشديد‪ ،‬أو الشبع‪ ،‬أو وقت‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫غضبك‪ ،‬هذه األوقات َّل تصل ح‬‫ِ‬ ‫نعسك‪ ،‬أو إجهادك الشديد‪ ،‬أو وقت‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬ ‫ا َ‬ ‫ً‬
‫للحفظ ُمطلقا‪ ،‬وإَّل خزنت محفوظك هشا ضعيفا‪ ،‬سهل النسيان‬
‫ً‬
‫فاعال فر ْ‬ ‫ُا‬ ‫ُ َ‬
‫اجع‪.‬‬ ‫والتفلت‪ ،‬فإن كنت وَّل بد‬

‫ختمت ـ أن تجعل لك ى‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫بي الفينة واألخرى‬ ‫‪ 92‬ـ مما أوصيك به ـ إذا‬
‫ُ‬
‫يقدر عليها آحاد الناس‪،‬‬ ‫الن َّل‬
‫بعض األمور الكبثة مع القرآن الكريم ي‬
‫ُ‬ ‫ً ى‬
‫صىل الليل بعشة أجزاء‪ ،‬أو‬ ‫كأن تقرأ القرآن الكريم كامال يف ليلة‪ ،‬أو ت ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫سمع القرآن الكريم كامال عىل شيخك أو صديقك غيبا من حفظك يف‬ ‫ُت ِ‬

‫مجلسي؛ فإن مثل هذه األمور تجعل المراج عة‬ ‫ى‬ ‫مجلس واحد أو‬
‫ً ى‬
‫الن‬
‫ي‬ ‫األمور‬ ‫هذه‬ ‫بمثل‬ ‫قارنتها‬ ‫إذا‬ ‫خاصة‬ ‫هينة‪،‬‬ ‫نظرك‬ ‫ف‬‫اليومية يسثة ي‬
‫بي الفينة واألخرى‪.‬‬ ‫تقوم بها ى‬

‫‪106‬‬
‫ى‬
‫‪93‬ـ إياك وإياك أن تكون تعتعتك يف قراءة القرآن الكريم‪ ،‬أو‬
‫صعوبة حفظه عليك ـ إن واجهتك صعوبة ـ مما يرصفك عن متابعة‬
‫حفظك له‪ ،‬واعلم أن أجرك ُمضاعف‪ ،‬فغثك يأخذ أجر التالوة‬
‫الن‬
‫والحفظ‪ ،‬وأنت تأخذ مثل أجرهم وفوق ذلك تؤجر عىل الصعوبة ي‬
‫صثك عليها‪.‬‬
‫تجدها وعىل ر‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً ُ‬ ‫َ‬


‫‪ 94‬ـ إذا ما نسيت آية كنت تحفظها جيدا‪ ،‬أو حدث لك بعض‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫التفلت يف سورة من القرآن أو جزء فال تحبط‪ ،‬واعلم أن مثل هذا‬
‫ِ‬
‫النسيان وقع لرسول هللا صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬وهذا من طبيعة‬
‫تقصث منك أو إهمال‪ ،‬ثم‬
‫ٍ‬ ‫النفس البشية‪ ،‬المهم أَّل يكون هذا بسبب‬
‫َ‬
‫راجع الموضع الذي حدث فيه بعض النسيان ُمراجعة قوية ُمكثفة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫حن تعيد حفظك له قويا راسخا كما كان‪.‬‬

‫أكث األخطاء الكارثية الشائعة ى‬


‫بي من يحفظون القرآن‬ ‫‪95‬ـ من ر‬
‫سمعه عىل شيخه يوم‬‫الكريم ألول مرة أنه يحفظ الورد الذي َس ُي ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تسميعه فقط‪ ،‬وربما قبيل ذهابه لشيخه‪ ،‬ويحسب أن تسميعه لهذا‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫يعن أنه حافظ‬‫الورد عىل شيخه جيدا حن وإن كان بدون خطأ واحد ي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كبث‪ ،‬كل الذي فعلته يف هذه الحالة هو أنك أودعت‬ ‫له‪ ،‬وهذا وهم‬
‫ى‬
‫الن من خصائصها الحفظ الشيـ ــع‬ ‫الورد يف الذاكرة قصثة المدى ي‬ ‫ِ‬
‫ا‬
‫والنسيان الشيـ ــع‪ ،‬نعم أنت سمعته بدون أخطاء‪ ،‬لكن خالل أيام قليلة‬

‫‪107‬‬
‫التالش من ذاكرتك ألنك لم‬
‫ي‬ ‫إن لم يكن خالل ساعات سيبدأ رحلته مع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تخزنه بشكل صحيح‪ ،‬ولم تودعه ذاكرتك طويلة المدى‪ ،‬وهذا َّل يكون‬
‫إَّل بحفظك للورد قبل تسميعك عىل شيخك بيوم واحد عىل األقل‪،‬‬
‫سمع عىل‬‫وتظل تراجع وتردد فيه حن موعد تسميعك‪ ،‬فإن ُكنت ُت ِ‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫يوميا فال أقل من تقسيم الحفظ عىل ر‬
‫أكث من وقت يف اليوم‪،‬‬ ‫شيخك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى َ‬
‫يعن تشع يف حفظه فجرا‪ ،‬ثم تراجعه ظهرا‪ ،‬ثم تنظر فيه عرصا‪ ،‬ثم‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ َ ِ‬
‫سمعه عىل صديق أو عىل نفسك أو عىل المسجل مغربا‪ ،‬ثم قم‬ ‫ُت ِ‬

‫ينته بتسميعك‬
‫ي‬ ‫بتسميعه عىل شيخك بعد ذلك‪ ،‬واعلم أن األمر َّل‬
‫ً‬
‫إياه عىل شيخك‪ ،‬وإنما أيضا تتعهده بالمراجعة مدة أسبوع إىل عشة‬
‫ً‬
‫يوم حن يثبت تماما‪.‬‬
‫أيام بشكل ي‬

‫ى‬
‫‪ 96‬ـ إياك أن تعتمد عىل تسميعك عىل نفسك يف معرفة مستوى‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ضبطك‪ ،‬هذا خطأ كبث‪ ،‬ألنك ربما أخطأت ولم تعرف أنك أخطأت‪ ،‬إن‬
‫الن‬
‫أردت معرفة ضبطك للمقدار الجديد الذي حفظته أو السورة ي‬
‫راجعتها فأمامك إحدى ثالث طرق‪:‬‬
‫أـ قم بتسميعه عىل شيخك وهو َيحكم‪.‬‬
‫ضابط أو قريب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫صديق‬
‫ٍ‬ ‫ب ـ َس ِمعه عىل‬
‫ُ ِ‬
‫الم َسجل عىل هاتفك‪ ،‬ثم استمع إىل‬ ‫عث‬
‫ج ـ قم بتسميعه ر‬
‫تسجيلك وأنت ُممسك بالمصحف لتستخرج األخطاء‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ى‬
‫‪97‬ـ َّل يصح أن يكون مقدار المراجعة بالنسبة لك يف اليوم الواحد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وجها واحدا أو ربعا واحدا أو ما شابه‪ ،‬هذه ليست مراجعة‪ ،‬المراجع ة َّل‬
‫تكون إَّل للمقدار الكبث الذي َّل يقل بحال من األحوال عن نصف جزء‪،‬‬
‫وهذا للطالب الكسول‪ ،‬وليس الطالب الكسول فقط‪ ،‬وإنما للطالب‬
‫ً‬
‫الكسول الذي مقدار حفظه كامال َّل يتجاوز الخمسة أجزاء‪.‬‬

‫ى‬
‫‪ 98‬ـ إياك أن تكون صعوبة الحفظ عليك يف البداية مدعاة إىل‬
‫ُ‬
‫يأسك‪ ،‬أو إحباطك‪ ،‬فإنك بعد ـ عىل األرجح ـ لم تعتد الحفظ؛ لذلك‬
‫ُ‬
‫اصث وتابع واستمر‪ ،‬وبعد قليل يوشك أن يفتح هللا‬
‫تجد بعد المشقة‪ ،‬ر‬
‫عليك‪ ،‬وتجد الحفظ عليك من أيش ما يكون‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬


‫‪99‬ـ مما يقوي الحفظ لديك ويجعله راسخا منافسة أحد الحفاظ‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫المتقني‪ ،‬أو عىل األقل إن لم تكن حافظا لكامل القرآن الكريم فنافس‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫صديقا لك محفوظه قريب من محفوظك‪ ،‬حدث الشيخ عمر‬
‫ا ى ى‬
‫اجخ بالرياض يبدأون بتسميع سورة‬ ‫السعدان عن شابي يف جامع الر ي‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫الفاتحة فجرا وينتهون بسورة الناس قبل دخول الخطيب‪ ،‬يحدرون‬
‫ا َ‬ ‫ً‬
‫صوب له اآلخر‪ ،‬وأكمل من موضع‬ ‫القرآن حدرا‪ ،‬فإذا أخطأ أحدهما‬
‫الخطأ‪ .‬وهكذا دأبهم ى يف كل يوم جمعة‪ .‬فلله درهما‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫تنته ‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪100‬ـ إذا ختمت القرآن الكريم كامال فإن عالقتك به َّل‬
‫َ‬ ‫َ ى‬
‫وهللا‬
‫ِ‬ ‫وإنما تكاد أن تبدأ‪ ،‬فقد دخلت يف زمرة حملة كتاب هللا‪ ،‬وع ْي ٌب‬
‫ُ‬
‫أن تخرج نفسك منهم بإهمالك المراجعة وتقصثك فيها!‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫فإت أستحب لك أن تداوم أول‬ ‫وللوصول لدرجة عالية يف الضبط ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫شهر ختمت فيه القرآن عىل مراجعة عشة أجزاء يف كل يوم‪ ،‬ثم يف‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ُ‬
‫الثات تداوم عىل مراجعة تسعة أجزاء يف كل يوم‪ ،‬ثم يف الثالث‬ ‫ي‬ ‫الشهر‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ثمانية‪ ،‬ثم يف الرابع سبعة‪ ،‬ثم يف الخامس ستة‪ ،‬ثم يف السادس‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ستلثم لبقية‬ ‫خمسة‪ ،‬ثم يف السابع أربعة‪ ،‬ثم يف الثامن ثالثة‪ ،‬ثم‬
‫ى‬
‫عمرك بثالثة أجزاء يف كل يوم َّل تنقص عنهم آية واحدة‪ ،‬وَّل بأس إن‬
‫زدت‪.‬‬

‫َ‬
‫‪101‬ـ مما أستحبه لك أن تضع لنفسك مكافأة عظيمة ت ِعدها بها‬
‫ً‬
‫ى يف حال ختمت القرآن الكريم كامال‪ ،‬فإن ذلك مما ُيحفزك وينشطك‪.‬‬
‫َ ًَ‬
‫كأن تسافر ألداء عمرة عقب حفظ القرآن‪ ،‬أو تخطب لو كنت عزبا‪ ،‬أو‬
‫خاطبا‪ ،‬أو ُتسافر أياما لمكان تحبه ى ى‬
‫للثهة واَّلستجمام‪.‬‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫تثوج لو كنت‬
‫ً‬
‫جيدا من المال ُي ِ‬ ‫ً‬ ‫ا‬
‫لن لك احتياجات تلك المكافأة‬
‫ير‬ ‫وادخر من اآلن مبلغا‬
‫ى‬
‫حي تفعلها تكون‬ ‫الن ستعطيها لنفسك من ما ختمت القرآن‪ ،‬فإنك‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ئ‬
‫أت بعدما‬ ‫بطال‪ ،‬وتستحق أن تكاف نفسك فكافئها‪ .‬ومن الطرائف ي‬
‫ًّ‬ ‫ُّ‬ ‫ا ُ‬
‫سجلت هذه الفائدة وجدت شابا عىل موقع "فيس بوك" يسأل‬

‫‪110‬‬
‫ً‬
‫حفظا هو َ‬
‫ومخطوبته؛ إذ‬ ‫أصدقاءه الدعاء له بإتمام سورة األنعام‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫إنهائهما لها‪ ،‬كونهما اتفقا عىل عدم الزواج حن‬
‫ِ‬ ‫توقف عىل‬ ‫زواجهما ُم‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ينتهيا معا من حفظ الربــع األول من القرآن الكريم‪ ،‬عىل أن يكمال ِحفظ‬
‫بقية القرآن من بعد زواجهما‪ .‬فأنعم وهللا بهذا من زواج!‬

‫‪ 102‬ـ إذا انتهيت من حفظ القرآن فإياك أن يفث لسانك عن حمد‬


‫هللا تعاىل عىل هذه النعمة العظيمة‪ ،‬ثم إياك وإياك أن ُت ِ‬
‫ضيعه بإهمالك‬
‫وكثة تعهده‪ ،‬واعلم أن حفظ القرآن الكريم وإن كان ُمستحبا‬ ‫المراجعة ر‬

‫المحرمات‪،‬‬ ‫غث واجب‪ ،‬إَّل أن نسيانه عند كثث من أهل العلم من ُ‬


‫ٍ‬
‫أت العالية رحمه‬ ‫ُ‬
‫خاصة إذا ما كان نسيانه عن إهمال متعمد‪ ،‬جاء عن ر ي‬
‫ُ‬
‫هللا تعاىل‪" :‬كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينا ُم‬
‫عنه حن ينساه"‬
‫ى‬
‫بإسناد صحيح يف الذي ينس القرآن‪" :‬كانوا‬
‫ٍ‬ ‫وعن ابن سثين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكرهونه‪ ،‬ويقولون فيه قوَّل شديدا"‬
‫وعن طلق بن حبيب رحمه هللا تعاىل‪" :‬من تعلم القرآن ثم َ‬
‫نسي ه‬
‫ُ ا‬
‫من غث عذر حط عنه بكل آية درجة‪ ،‬وجاء يوم القيامة مخصوما"‬
‫بل ا‬
‫ضح بعضهم بأن نسيان القرآن الكريم أو بعضه بعد حفظه‬
‫والسيوط‪ ،‬وابن حجر‬
‫ي‬ ‫كبثة من الكبائر‪ ،‬ومن هؤَّلء اإلمام النووي‪،‬‬
‫الهيتىم‪ ،‬والمناوي‪ ،‬وغثهم‪.‬‬
‫ي‬

‫‪111‬‬
‫ً‬
‫هذا كله فيمن نسيه متعمدا‪ ،‬وذلك بإهماله وعدم مراجعته كما‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أسلفت‪ ،‬أما من نسيه كله أو بعضه لضعف يف الذاكرة‪ ،‬أو ِك رث يف السن‪،‬‬
‫ى‬
‫أو انشغاله بما َّل حيلة له يف دفعه َّلسيما إن كان أمرا دينيا كانشغا ل‬
‫شء عليه‪ ،‬وقد نقل بعضهم اإلجماع عىل ذلك‪،‬‬
‫بجهاد ونحوه فال ي‬
‫وهللا تعاىل أعلم‪.‬‬
‫ى‬
‫التابعي‬‫وصىل هللا عىل عبده ونبيه محمد‪ ،‬وعىل آله وصحبه و‬
‫لهم بإحسان إىل يوم الدين‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫أخ القارئ‪ ،‬وكل القادم هو‬
‫ينته الكتاب بالنسبة لك ي‬
‫ي‬ ‫إىل هنا‬
‫تفاصيل وقواعد اَّللتحاق بدورة‪:‬‬
‫عث الهاتف"‬ ‫"حفظ القرآن الكريم ر‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫والن تعد من أقوى وأدق الدورات يف العالم ـ بحمد هللا ـ يف‬ ‫ي‬
‫ِحفظ ومراجعة القرآن الكريم‪.‬‬
‫ف عليها الفقث إىل هللا عادل الجندي‪.‬‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويش‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫اغبي ى يف ذلك ُمستقبال‪.‬‬
‫فعليا ىف الدورة‪ ،‬أو للر ى‬
‫ي‬
‫للمشث ى‬
‫كي‬ ‫كتبتها ُ‬

‫المتابعة‬ ‫بالتاىل يمكنك التوقف هنا عن القراءة‪ ،‬ولكن إن أردت ُ‬


‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فلن تعدم النفع‪ ،‬وعساك تستفيد شيئا من نظام الدورة‪ ،‬وطريقة‬
‫ُ‬
‫الن أجريــها‬ ‫طلبن‪ ،‬ونماذج ألسئلة اَّلختبارات والمسابقات ي‬
‫ي‬ ‫تعامىل مع‬
‫ي‬
‫لهم داخل الدورة‪.‬‬

‫‪113‬‬
114
‫لماذا التَّسمي ُع َ‬
‫عبر الهاتف؟‬

‫سمع عن دورة "حفظ‬ ‫حي َت ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬


‫قد يكون أول ما يتبادر إىل ذهنك‬
‫عث الهاتف" هو سؤال فحواه‪ :‬ما الذي ُي ّ ى‬
‫مث التسميع‬ ‫القرآن الكريم ر‬
‫ً‬
‫هاتفيا عن التسميع المباش؟‬
‫والجواب عىل ذلك بإيجاز‪:‬‬
‫َّل شك أن التسميع عىل الشيخ مباشة أفضل‪ ،‬هذا َّل جدال فيه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫التسميع المباش عىل الشيخ‬ ‫بل هذا هو األصل‪ ،‬لكن يف وقتنا هذا بات‬
‫أعن بسبب كورونا‪ ،‬بل األمر هكذا من‬ ‫ى‬
‫مما يتعذر عىل الكثثين‪َّ ،‬ل ي‬
‫قبلها‪ ،‬وهذا بسبب ضيق الوقت‪ ،‬وشعة الحي اة‪ ،‬األمر بات فيه نوع‬
‫ى‬
‫مشقة َّل عىل من يرغبون يف التسميع والحفظ فقط‪ ،‬ولكن حن عىل‬
‫ً ى‬
‫األشياخ أنفسهم‪ ..‬التسميع هاتفيا يف دورتنا يوفر المال والجهد‪ ،‬فال‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫مواصالت لشيخك‪ ،‬وَّل تكبد عناء ذهابك إليه ثم تجده مشغوَّل أو‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫مريضا أو نحو ذلك‪ ،‬واألهم من ذلك كله أنه يوفر الوقت؛ إذ لست‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫ُمضطرا ألن تنتظر دورك يف التسميع عىل شيخك‪ ،‬وَّل أن تذهب إليه‬
‫َ‬ ‫فال ُت ِ‬
‫مع‬ ‫جانن أنا فقد حدث ي‬
‫ري‬ ‫سمع ألي سبب كان‪ ،‬فيضيع وقتك‪ .‬من‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫مشايخ ألقرأ عليهم‪،‬‬
‫ي‬ ‫غث مرة أن قطعت عشات الكيلو مثات لبعض‬
‫وَّل أظفر بذلك لمرض الشيخ‪ ،‬أو عدم وجوده‪ ،‬أو انشغاله‪ ،‬أو غث‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫نين‪ ،‬لكن‬
‫ي‬ ‫ت‬ ‫صح‬ ‫إن‬ ‫جرت‬ ‫أ‬ ‫ذهات إليه قد‬
‫ري‬ ‫ذلك‪ ،‬وَّل شك أن يف مجرد‬
‫‪115‬‬
‫ى‬ ‫األجر مع التسميع أفضل بال شك‪ .‬كل هذه اإلشكاَّلت ُ‬
‫المالزمة يف‬
‫ى‬
‫الغالب للتسميع المباش عىل الشيخ َّل وجود لها ـ بفضل هللا تعاىل ـ يف‬
‫الثامنا بالمواعيد من حديد بحمد هللا‪ ،‬إذ‬ ‫دورتنا المباركة؛ ذلك أن ى‬

‫حي موعد تسميعه‬ ‫المشثك ليس ُمضط ًرا لالنتظار البتة‪ ،‬مجرد أن َي ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وي ّ‬
‫سمع‪ ،‬هكذا بمنته البساطة والسهولة‪ ،‬ومن النادر جدا جدا‬ ‫يتصل‬
‫ى‬
‫سمع‪ ،‬هذا يحدث يف نطاق ضيق لظرف‬ ‫أن يتصل ىف موعده ثم َّل ُي ّ‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫طارئ أو ما شابه‪ ،‬ورغم ذلك أبلغه ـ غالبا ـ قبل موعده باعتذاري‪ ،‬ومن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ثم يأخذ موعدا بديال قبل حلول موعده القادم ما دام عدم تسميعه من‬
‫جهن أنا َّل من جهته‪.‬‬
‫ي‬

‫‪116‬‬
‫جواب أبرز األسئلة ال ُمتكررة بخصوص دورة‬
‫"حفظ القرآن الكريم عبر الهاتف"‬
‫⁠‬

‫س‪ :‬ما ي‬
‫ه أيام التسميع؟‬
‫ى‬
‫ج‪ :‬تختلف حسب كل شخص‪ُ ،‬متاح تسميع يوم واحد يف‬
‫ى ى‬
‫يومي يف األسبوع‪ ،‬والحد األقض للتسميع ثالثة أيام‪،‬‬ ‫األسبوع‪ ،‬ومتاح‬
‫ً‬ ‫كي ُي ّ‬
‫وغالب المشث ى‬
‫سمعون ثالثة أيام‪ ،‬وهو األفضل قطعا‪ ،‬إَّل لمن كا ن‬
‫مشغوَّل‪ ،‬أو ظروف حياته وعمله َّل تسمح له بتسميع ر‬ ‫ً‬
‫أكث من يوم‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫الن يريد أن‬
‫واحد أو يومي‪ ،‬وإذن فالمشثك هو الذي يختار عدد األيام ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫مع طبعا‪.‬‬
‫يسمع فيها‪ ،‬ويكون له حرية اختيارها بالتنسيق ي‬
‫مع العلم بأن اليوم الثالث يكون مخصصا لتسميع متون التجويد‬
‫تسميع اإلجازات بعد اَّلنتهاء من حفظها كاملة حفظا متقنا‪،‬‬
‫عىل منه‪ ،‬وإجراء المسابقات‬‫واَّلختبارات ىف القرآن الكريم وما أنهاه ا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫مع‪ .‬وإذن فله عىل‬ ‫فيه يف حال رغب المشثك يف دخول مسابقات ي‬
‫ى ُ‬ ‫ى‬
‫مرتي يسمع فيهما القرآن الكريم‪ ،‬وهذا قابل للزيادة‬ ‫األقل يف األسبوع‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫َّل النقصان‪ ،‬إَّل يف حال لو اختار هو أن يسمع يوما واحدا فقط لظروف‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫وف هذه الحالة أمنحه من الوقت يف هذا‬ ‫حياته أو عمله أو ما شابه‪ ،‬ي‬
‫ى‬
‫يومي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫اليوم الواحد ضعف ما أمنحه لمن يسمع‬
‫‪117‬‬
‫ه كيفية التسميع؟‬ ‫س‪ :‬ما ي‬
‫ا‬
‫المحد َدين له‪ ،‬فيق رأ ّ‬ ‫ى‬
‫عىل‬
‫ي‬ ‫ج‪ :‬يتصل ر ي َت المشثك يف اليوم والساعة‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫عث‬ ‫ِورده الذي حفظه‪ .‬ولو أن المشثك من خارج مرص يتصل هاتفيا أو ر‬
‫الماسنجر‪ ،‬أو الواتساب‪ ،‬أو التيلجرام‪ ،‬أو غث ذلك‪ ،‬حسب ما هو متاح‬
‫مع‪.‬‬
‫له ويتناسب ي‬

‫س‪ :‬المشثك هو من يتصل بك أم أنت من تفعل؟‬


‫ى‬ ‫ً‬
‫ج‪ :‬أنا َّل أتصل بأحد مطلقا‪ ،‬بل هو من يتصل يف اليوم والساعة‬
‫ئ‬ ‫ا ُ‬ ‫ا َ‬
‫ات أي‬ ‫نفس فال يكون ور ي‬
‫ي‬ ‫فرغت‬ ‫جانن أكون قد‬
‫ري‬ ‫المحددين له‪ ،‬من‬
‫ّ ُ‬ ‫ُ‬
‫لم يتصل لم‬ ‫عت له‪ ،‬وإن ْ‬ ‫يمنعن أن أ َس ِم َع له‪ .‬فإن اتصل سم‬‫ي‬
‫ى‬ ‫ش ٍء‬
‫ي‬
‫ً‬
‫أتصل أنا؛ ألنه من المحتمل حال عدم اتصاله أن يكون مشغوَّل‪ ،‬أو لم‬
‫ى‬
‫وف جميع األحوال أقوم‬ ‫يحفظ‪ ،‬أو لديه عذر ما يمنعه من التسميع‪ ،‬ي‬
‫ستثن من ذلك إذا ما لو طلب ى‬ ‫ى‬ ‫‪ُ.‬‬ ‫ً‬
‫من أ ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫يتصل‬ ‫لم‬ ‫دام‬ ‫ما‬ ‫غيابا‬ ‫بتسجيله‬
‫ى‬
‫فإت بكل تأكيد‬ ‫أتصل أنا به لكونه ليس معه رصيد مثال أو ما شابه‪ ،‬ي‬
‫أتصل به‪.‬‬

‫⁠‬
‫‪118‬‬
‫ى‬
‫س‪ :‬ما مقدار المحفوظ يف كل مرة؟‬
‫ُ‬
‫ج‪ :‬حسب قدرة وحفظ المشثك‪ ،‬فهو الذي يحدد ذلك َّل أنا‪ ،‬إَّل‬
‫معي لئال يكسل أو يتهاون‪ .‬وبشكل عام‬ ‫ى‬ ‫لزمه بمقدار‬‫من أن ُأ َ‬ ‫ى‬
‫إن طلب ي‬
‫ً‬ ‫سمع ىف المرة الواحدة نصف وجه‪ ،‬وهناك من ُي ّ‬ ‫فهناك من ُي ّ‬
‫سم َع ُربعا‪،‬‬ ‫ي‬
‫ربعي‪ ،‬وهناك‬ ‫ى‬ ‫وجهي ونصف غالب ًا)‪ ،‬وهناك من ُي ّ‬
‫سم َع‬ ‫ى‬ ‫حواىل‬ ‫(الربــع‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫نصف جزء يف المرة الواحدة‪ ،‬وإذن َّل مانع عندي يف تسميع‬ ‫َ‬ ‫من ُي ّ‬
‫سم ُع‬
‫المقدار الكبث أو الصغث بشط الضبط‪ ،‬وكل حسب طاقته وهمته‪،‬‬
‫ُ ُ ّ ى‬ ‫ُ‬ ‫والقاعدة‪:‬‬
‫ينته وقته ـ‬
‫ي‬ ‫سمع يف موعده المحدد حن‬ ‫يظل المتشثك ي‬
‫ينته حفظه أيهما أقرب‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ 15‬دقيقة ـ أو‬

‫س‪ :‬هل ُيشثط فيمن يرغب ىف اَّلشثاك أن يكون ُم ًّ‬


‫لما بأحكام‬ ‫ي‬
‫التجويد؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ج‪َّ :‬ل يشثط أن يكون ُملما بها أو حن عىل دراية بها أصال‪ ،‬فهذا‬
‫دوري‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يعن بمجرد أن‬
‫الجيد يف التجويد أو فوق الجيد أبدأ معه ختمة إجازة‪ ،‬ي‬
‫مع‬ ‫ى‬ ‫يختم ا‬
‫عىل القرآن بإتقان وضبط أجثه‪ ،‬من هو دون الجيد يبدأ ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫ختمة تمهيد إجازة يتعلم يف أثنائها األحكام والتالوة الصحيحة‪ ،‬وبعدها‬
‫ى‬
‫يشع مباشة يف ختمة اإلجازة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ى‬
‫معي؟‬ ‫س‪ :‬هل اَّلشثاك متاح لفئة معينة أو سن‬
‫ً ى‬
‫ج‪ :‬متاح للجميع من سن ‪ 12‬سنة فصاعدا‪ ،‬ي‬
‫وف الدورة الحالية‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ئ‬ ‫ى‬
‫تاريخ ـ‬
‫ي‬ ‫استثنات وألول مرة يف‬
‫ي‬ ‫الستي‪ ،‬وبشكل‬ ‫مع من هم فوق سن‬ ‫ي‬
‫مع عمر ‪ 9‬أعوام‪ ،‬و ‪ 7‬أعوام‪( .‬ابتسامة)‪.‬‬
‫أون َّلين ـ ي‬
‫⁠‬
‫س‪ :‬متاح للفتيات اَّلشثاك؟‬
‫ج‪ :‬نعم‪.‬‬

‫ً‬ ‫ٌ‬
‫س‪ :‬هل هذا جائز شعا؟‬
‫ى‬
‫مشايخ الذين‬ ‫ج‪ :‬الذي أعتقده وآخذ به هو الجواز‪ ،‬وكذلك كل‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تلقيت عنهم بال استثناء ـ حسبما أذكر ـ جميعهم تقرأ عليهم النساء‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وعندنا مئات اآلَّلف من النساء أجزن من رجال قديما وحديثا‪،‬‬
‫وعشات اآلَّلف من الرجال ُأ ى‬
‫جثوا من نساء‪ ،‬فاألمر َّل بأس به وهللا‬
‫ا‬
‫أعلم‪ ،‬وَّل يقولن قائل أن هذا كان من خالل تسميع النساء بشكل مباش‬
‫وه أن‬
‫عث الهاتف؛ ألن اإلجابة أوضح من الشمس‪ ،‬ي‬ ‫عىل الرجال َّل ر‬
‫النساء كانت ُت ِ‬
‫سمع عىل الرجال من وراء حجاب‪ ،‬وأي حجاب أمن ُع من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫سمع هاتفيا من مكان والشيخ يف مكان آخر ـ غالبا ـ بعيد جدا عىل‬‫أن ُت ّ‬

‫الجهة األخرى!‬
‫⁠‬

‫‪120‬‬
‫ى ُ‬ ‫س‪ :‬اَّلشثاك متاح أي وقت أم ا‬
‫معي تحدده لقبول‬ ‫ثمة وقت‬
‫ى ى‬
‫اغبي يف اَّلشثاك؟‬
‫الر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫مرتي فقط يف العام‪،‬‬ ‫ج‪ :‬يتم فتح باب القبول لاللتحاق بالدورة‬
‫ديسمث عىل أن يبدأ المشثكون فيه تسميعهم من أول شهر‬
‫ر‬ ‫نهاية شهر‬
‫يناير‪ ،‬ونهاية شهر مايو عىل أن يبدأ المشثكون فيه تسميعهم من أول‬
‫ى ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫شهر يونيو‪ .‬لكن يستطيع من يرغب يف اَّلشثاك أن ير ي‬
‫اسلن يف أي‬
‫كي عن الدورة لظروف‬ ‫وقت شاء؛ إذ يحدث أن ينقطع أحد المشث ى‬
‫َ‬
‫شء يستحق أن يكون‬ ‫قاهرة ـ بالنسبة له ‪ -‬وإَّل فبالنسبة يىل َّل يوجد ي‬
‫حائال عن القرآن ـ كمرض أو سفر أو ما شابه‪ ،‬وبالتاىل يكون ا‬ ‫ً‬
‫ثمة مواعيد‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫يمكنن قبوله حن لو لم يكن أثناء فتح باب القبول‬ ‫ي‬ ‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫فارغة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يكن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫ثمة مواعيد فارغة‬ ‫رسىم‪ ،‬أما يف حال لم‬
‫ي‬ ‫لاللتحاق بالدورة بشكل‬
‫لحي اإلعالن عن فتح باب القبول لالنضمام للدورة‪.‬‬ ‫ى‬ ‫فإنه ينتظر‬

‫‪121‬‬
‫س‪ :‬من يختم القرآن ُت ى‬
‫جثه؟‬
‫ً‬ ‫ج‪ :‬من يختم بضبط وإتقان ى‬
‫أجثه فعليا بإذن هللا بمجرد أن يختم‬
‫ُ ى‬ ‫ى‬ ‫ا‬
‫رض أو الجيد فإن ه‬
‫عىل القرآن‪ ،‬ومن كان مستواه يف التجويد ليس بالم ي‬‫ي‬
‫عىل ختمة مستقلة يتدرب فيها عىل التالوة الصحيحة‪ ،‬وعىل‬ ‫يقرأ ا‬
‫ي‬
‫ُ ى‬ ‫ُ‬
‫أحكام التجويد‪ ،‬ثم بعدها مباشة يشع يف ختمة اإلجازة‪ ،‬فتكون‬
‫ختمته األوىل كالتمهيد لختمة اإلجازة‪ .‬وأقرر إن كان المشثك عىل‬
‫نظام اإلجازة أم تمهيد اإلجازة أثناء قراءته لسورة "البقرة" وغالبا‬
‫أخثه‪ ،‬ومن النادر جدا أن يتجاوز سورة "آل عمران" وَّل أكون قد‬ ‫ر‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫لنظامي هو‪ .‬واألصل أن الجميع يقرأون إجازة‪ ،‬إَّل من‬ ‫حددت عىل أي ا‬
‫ى‬ ‫ّ ى ى‬ ‫ُ‬
‫بي يف تالوته‪ ،‬أو لعدم رغبته هو يف ذلك‪،‬‬ ‫لقصور‬
‫ٍ‬ ‫ذلك‬ ‫بغث‬ ‫ه‬‫خث‬ ‫ر‬ ‫أ‬
‫واكتفائه بالحفظ والمراجعة فقط‪.‬‬
‫⁠‬
‫ً‬
‫س‪ :‬هل الحصول عىل اإلجازة من خالل التسميع هاتفيا جائز؟‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫مشايخ الذين تلقيت عنهم‬
‫ي‬ ‫ج‪ :‬نعم هو كذلك وهللا أعلم‪ ،‬وعامة‬
‫ى‬ ‫ُ ُِ‬
‫اإلسالم‬
‫ي‬ ‫جوزون ذلك‪ ،‬بل وعامة مشايخ اإلقراء والقراءات يف العالم‬ ‫ي‬
‫جثون ذلك‪ ،‬ويقيسونه عىل إقراء العميان‪ ،‬وإقراؤهم‬ ‫بشكل عام ُي ى‬

‫عث‬ ‫ُ‬
‫وإجازتهم جائزة باإلجماع‪ ،‬وأحسب أن القول بمنع اإلقراء واإلجازة ر‬
‫الوسائل الحديثة كالهاتف واإلنثنت بشكل عام فيه نوع من اَّلنغالق‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ٌّ‬
‫واَّلنفصال عن الواقع المعاض‪ ،‬وحث بشكل مباش وقوي عىل الحد‬
‫من نش حفظ وتعلم القرآن الكريم ى‬
‫بي الناس‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫س‪ :‬كيف تعرف أن المشثك ضابط لما حفظه معك؟ أَّل يمكن‬
‫أن ينس مثال القديم َّلنشغاله بتسميع الجديد معك؟‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫وف حال‬ ‫ج‪ :‬هذا احتمال بعيد جدا؛ ي‬
‫ألت أقوم باختبارات دورية‪ ،‬ي‬
‫ى‬
‫الرسوب يف اختبار واحد فقط يتم إيقاف المشثك عن التسميع‬
‫الجديد لصالح المراجعة مع إعادة اختباره فإن نجح استأنفنا التسميع‪،‬‬
‫وإن رسب يتم إيقافه من جديد للمراجعة وهكذا‪ ،‬فإن رسب ثالث‬
‫ى‬
‫مرات متتاليات رجع من نقطة الصفر‪ ،‬وكأنه يشثك يف الدورة من‬
‫ى‬
‫البداية‪ ،‬كما أن لدينا بعد كل جزء ينهيه المشثك اختبار يف جميع ما‬
‫بي‬‫ى‬ ‫مطلع كل شهر ميالدي مسابقات تنافسية‬ ‫َ‬ ‫سبق‪ ،‬ولدينا‬
‫ً‬ ‫أنن أقوم بمفاجأة المشث ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫كي أحيانا باختبارات شيعة‬ ‫المشثكي‪ ،‬كما ي‬
‫ً‬ ‫عىل ىف جميع ما ّ‬ ‫ّ‬
‫سمعوه مسبقا‪ ،‬فإن أجاب بشكل متقن‬ ‫أثناء تسميعهم ي ي‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫أكمل تسميع الجديد‪ ،‬وإن رأيت تقصثا أوقفت تسميعه للجديد‬
‫ى‬
‫كعقاب يسث عىل التقصث يف المراجعة‪ ،‬بل ويحق يىل ـ وإن كنت َّل‬
‫ر ئ‬ ‫ى‬
‫مفاخ خارج‬ ‫أفعله إَّل نادرا جدا ـ اَّلتصال بالمشثك يف أي وقت بشكل‬
‫سمعه ّ‬
‫عىل‪ ،‬وإذن فأنا َّل أترك له‬ ‫مواعيد تسميعه واختباره ىف جميع ما ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫مجاَّل البتة للنسيان أو ترك المراجعة‪.‬‬

‫ُ ى‬ ‫ى‬
‫س‪ :‬يف حال اشثكت يف الدورة فمن أين سأبدأ الحفظ والتسميع مع‬
‫حرصتك؟‬ ‫ى‬

‫‪123‬‬
‫ُ‬
‫ج‪ :‬الجميع يبدأ بثتيب القرآن الكريم ـ وهو الصواب ـ الفاتحة ثم‬
‫البقرة فـ آل عمران فـ النساء‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ى‬
‫أنن أحفظ مثال أول خمسة أجزاء أو عشة أجزاء من‬ ‫س‪ :‬لو ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حفّط بحيث أضف‬ ‫ي‬ ‫ينته‬
‫ي‬ ‫القرآن الكريم وأريد أن أبدأ معك من حيث‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كامل الوقت مباشة فيما َّل أحفظه بدَّل من ضفه فيما أنا حافظ له‬
‫أصال‪ .‬هل هذا متاح؟‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ج‪ :‬نعم متاح‪ ،‬لكن َّل إجازة فيه؛ ذلك ي‬
‫أت َّل أمنح اإلجازة إَّل لمن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫قرأ ا‬
‫عىل القرآن الكريم كامال غيبا من حفظه من أول سورة الفاتحة إىل‬ ‫ي‬
‫سورة الناس بثتيب المصحف‪.‬‬

‫ً‬ ‫ى‬
‫س‪ :‬لو ي‬
‫أت َّل أريد ختم القرآن الكريم كامال‪ ،‬فقط أريد حفظ سور‬
‫مخصوصة كالزهراوين البقرة وآل عمران‪ ،‬والكهف‪ ،‬ويس‪ ،‬والرحمن‪،‬‬
‫الن ورد فيها فضائل مخصوصة‪ ..‬فهل‬ ‫ُ‬
‫والملك‪ ،‬ونحو هذا من السور ي‬
‫هذا ممكن؟‬
‫َُ‬ ‫ً‬
‫ج‪ :‬نعم ممكن جدا‪ ،‬بل أرجحه بشدة لكبار السن‪ ،‬ولمن يعلمون‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫من أنفسهم يقينا عجزهم عن حفظ كامل القرآن الكريم‪ ،‬فما َّل يدرك‬
‫كله َّل يثك جله كما يقولون‪ ،‬وأن تلف هللا عز وجل بحفظ مائة آية‬

‫‪124‬‬
‫خث لك من أن تلقاه بحفظ عش آيات‪ ،‬وأن تلقاه بحفظ عش آيات‬
‫شء!‬
‫خث لك من أن تلقاه بال ي‬
‫⁠‬
‫س‪ :‬هل الدورة بأجر؟‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫أت شبه منقطع للتسميع واألمر يأخذ وقتا‬ ‫ج‪ :‬نعم ي‬
‫ه كذلك‪ ،‬إذ ي‬
‫ً‬ ‫كبثين‪ ،‬بل َ‬ ‫ً‬
‫وجهدا َ‬
‫كبثين جدا‪َّ ،‬ل من حيث التسميع فقط‪ ،‬وإنما من‬
‫حيث التسميع‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬وترتيب المواعيد‪ ،‬والغياب والحضور‪،‬‬
‫وتحضث أسئلة اَّلختبارات‪ ،‬ثم إ جراء اَّلختبارات نفسها‪ ،‬وتحديد‬
‫المستويات‪ ،‬واإلشاف عىل المراجعة‪ ،‬وترتيب الجوائز للمجتهدين‪،‬‬
‫وكتابة اإلجازات وتحريرها واإلشاف عىل طباعتها‪ ،‬وغث ذلك‪.‬‬
‫⁠‬
‫س‪ :‬هل من الممكن معرفة األجر؟‬
‫ً‬
‫ج‪ 150 :‬جنيها تدفع ُمقدما لكل شهر‪ ،‬وَّل يتم إعداد وثيقة‬
‫ى‬
‫وباف التفاصيل الخاصة به هو‬ ‫ي‬ ‫للراغب يف اَّلشثاك‪ ،‬وَّل يأخذ مواعيده‬
‫إىل بلقطة شاشة ـ‬ ‫كمشثك جديد إَّل بعد تحويله للمبلغ‪ ،‬وإرساله ا‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رغبته ـ بالنسبة يىل ـ‬
‫ِ‬ ‫دليل‬ ‫اسكرين ـ يفيد أنه قام بالتحويل؛ إذ تحويله‬
‫ِ‬
‫كما أن فيه دَّللة عىل الجدية‪.‬‬
‫عث خدمة فودافون‬
‫فه عن طريق التحويل ر‬
‫أما طريقة دفعه ي‬
‫كاش عىل رقم‪01099396244 :‬‬

‫‪125‬‬
‫ى‬
‫المرصيي‬ ‫ى‬
‫المرصيي‪ ،‬أم مقترص عىل‬ ‫س‪ :‬هل اَّلشثاك متاح لغث‬
‫فقط؟‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ج‪ :‬بل هو متاح للجميع يف أي مكان يف العالم‪ ،‬وبفضل هللا يق رأ‬
‫فلسطي‪ ،‬والسعودية‪ ،‬وقطر‪ ،‬والعراق‪ ،‬واألردن‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫عىل طلبة من‬‫ي‬
‫وإندونسيا‪ ،‬والجزائر‪ ،‬وسوريا‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬والصحراء الغربية‪ ،‬وتركيا‪،‬‬
‫وألمانيا‪ ،‬وروسيا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬وغثهم‪.‬‬

‫ى‬
‫المرصيي وكيف يتم إرساله إليك؟‬ ‫س‪ :‬ما قيمة اشثاك غث‬
‫ى‬
‫المرصيي يدفعون اشثاكهم ستة أشهر بستة أشهر وليس‬ ‫ج‪ :‬غث‬
‫المرصيي؛ وذلك لصعوبة تكرار عملية‬ ‫ى‬ ‫شهرا بشهر كما هو شأن‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫الدوىل كل شهر‪ ،‬واشثاكهم يف كامل الستة أشهر = ‪ 60‬دوَّل را‪،‬‬
‫ي‬ ‫التحويل‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫وهذا ى‬
‫المرصيي بال تفريق‪.‬‬ ‫يعن أنه يكاد يكون متطابقا مع اشثاك‬‫ي‬
‫البنك‪ ،‬أو عن طريق‬
‫ي‬ ‫حسات‬
‫ري‬ ‫عث‬‫وتحويله يكون من خالل إرساله ر‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫ويسثن يونيون؛ إذ هو متوفر يف جميع الدول تقريبا‪ ،‬كما أن التحويل‬
‫من خالله يتم بمنته السهولة‪ ،‬وَّل يحتاج إىل بيانات عن ُ‬
‫المرسل له‬
‫عدا اسمه رباعيا فقط‪.‬‬
‫وأنوه إىل أنه‪ ..‬بمجرد أن يتم تحديد مواعيد التسميع مع المشثك‬
‫ً‬
‫الجديد ـ سواء كان مرصيا أو من خارج مرص ـ فإنه بذلك يكون عىل ذمة‬
‫الدورة فعليا‪ ،‬وَّل يحق له المطالبة باسثداد قيمة اَّلشثاك سواء كان‬

‫‪126‬‬
‫سمع وَّل مرة واحدة‪،‬‬‫أكث‪ ،‬أو حن لم ُي ِ‬
‫عىل مرة واحدة أو ر‬ ‫قد ا‬
‫سمع ا‬
‫ي‬
‫ى‬
‫جهن أنا‪ ،‬يف حال كان‬
‫ي‬ ‫طالما أن عدم تسميعه من جهته هو َّل من‬
‫ً‬
‫العكس فإنه يسثد اشثاكه كامال‪ ،‬سواء كان مرصيا أو غث مرصي‪.‬‬

‫ى‬ ‫ُ ى‬ ‫ى‬
‫من؟‬ ‫س‪ :‬يف حال رغبت يف اَّلشثاك‪ ،‬ما المطلوب ي‬
‫ًّ‬ ‫ى‬
‫رباعيا ـ سنة الميالد ـ‬ ‫لن بهذه البيانات (اَّلسم‬ ‫ج‪ :‬فقط تراس ي‬
‫المحافظة والمركز إن كنت مرصيا‪ ،‬واسم الدولة إن لم تكن مرصيا ـ‬
‫العلىم ـ رقم الهاتف الذي ستقوم بالتسميع من خالله إن كنت‬
‫ي‬ ‫المؤهل‬
‫مرصيا‪ ،‬أو التطبيق الذي ستسمع من خالله إن كنت ستسمع من خارج‬
‫ى‬
‫صفحن‬
‫ي‬ ‫عث‬ ‫من مرص)‪ ،‬ثم تتأكد من ردي عليك‪ ..‬تر ي‬
‫اسلن ماسنجر ر‬
‫عىل فيس بوك ( عادل الجندي) أو عن طريق الواتساب عىل رقم‪:‬‬
‫‪01124570047‬‬
‫ى‬
‫المرصيي‪+20 :‬‬ ‫مفتاح دولة مرص لغث‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫فإت أقوم بقبولك مباشة يف الدورة‪،‬‬
‫لو ثمة مواعيد فارغة عندي ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫فإت أقوم بإخبارك بأقرب وقت سيتاح فيه‬
‫ولو لم يوجد مواعيد متاحة ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫أخثك بذلك‬ ‫قبول مشثكي جدد‪ .‬يف حال كان ثمة مواعيد فارغة ي‬
‫فإت ر‬
‫كما أسلفت‪ ،‬ومن ثم تقوم بتحويل اَّلشثاك‪ ،‬بعد التحويل تبدأ مباشة‬
‫بإذن هللا بأخذ المواعيد ومن َثم التسميع ا‬
‫عىل‪ ،‬وَّل بد من أن تتأكد من‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫أت أضفتك لقناة الدورة عىل التليجرام‪ ،‬حيث فيها المزيد من التفاصيل‬‫ي‬

‫‪127‬‬
‫ى‬
‫أنن أنش فيها بشكل دوري عن الحفظ‪ ،‬وكيفيته‪،‬‬
‫الهامة‪ ،‬كما ي‬
‫والمراجعة وطرقها‪ ،‬والمتشابهات وكيفية ضبطها‪ ،‬وغث ذلك مما هو‬
‫متعلق بالقرآن الكريم‪.‬‬
‫ى‬
‫يمنعن عن التسميع‬ ‫أنن لو حدث عندي أمر طارئ أو ما شابه‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫كما ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬
‫ألخثهم عن عدم‬ ‫ر‬ ‫فإت َّل أراسلهم واحدا واحدا‬ ‫يوم ما ي‬‫للمشثكي يف ٍ‬
‫ى‬
‫إمكانية التسميع ذلك اليوم‪ ،‬فهذا يف غاية الصعوبة‪ ،‬وإنما أنش ذلك‬
‫للجميع عىل قناة الدورة عىل التليجرام‪.‬‬

‫ً‬ ‫س‪ :‬ما الوقت ُ‬


‫المقدر لحفظ القرآن الكريم كامال؟‬
‫ج‪ :‬حسب استعداد وقدرة المشثك‪ ،‬لكن الحافظ المتقن‬
‫ً‬
‫كامال ما ى‬ ‫ُ‬
‫بي أربعة إىل ستة أشهر‪،‬‬ ‫يستطيع أن يختمه‬ ‫الضابط‬
‫ى‬ ‫والمتوسط ما ى‬
‫عام إىل عام ونصف‪ ،‬والذي يحفظ للمرة األوىل يف‬ ‫بي ٍ‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫حياته ما ى‬
‫ولكن َّل أهتم نهائيا بذلك‪ ،‬ما‬
‫ي‬ ‫عامي إىل أربعة أعوام‪،‬‬ ‫بي‬
‫يهم ىن هو الضبط واإلتقان‪ ،‬حن لو ختم مع بعد عشة أعوام‪ٌّ .‬‬
‫وكل‬ ‫ُّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫حسب اجتهاده وقدراته كما أسلفت‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫قواعد دورة‬
‫"حفظ القرآن الكريم عبر الهاتف"‬

‫ًّ‬ ‫ى‬
‫هاتفيا قواعد نسث عليها‪ ،‬من الجمي ل‬ ‫لدورتنا المباركة يف الحفظ‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫يط َ‬
‫لع عليها من يرغب يف اَّلشثاك يف الدورة قبل اَّلنضمام إليها‬ ‫أن‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لثى إن كانت مناسبة له أم َّل‪ ،‬فإن ناسبته فأهال وسهال به معنا يف‬
‫َ ُ‬
‫واحة القرآن الكريم‪ ،‬وإن ل ْم تناسبه فليبحث عن نظام يتناسب معه؛‬
‫إذ الهدف ى يف النهاية واحد‪ ،‬وهو حفظ وضبط القرآن الكريم‪.‬‬
‫ًّ ى‬ ‫وأما بالنسبة للمشث ى‬
‫عليا يف الدورة فيجب عليهم استيعاب‬ ‫كي ِف‬
‫ًّ‬
‫هذه القواعد جيدا‪ ،‬وحفظها إذا لزم األمر؛ ألنهم يسثون عليها من أ ول‬
‫لثمون‬‫العالمي‪ ،‬وهم ُم ى‬
‫ى‬ ‫يوم لهم فيها وحن يوم ختمهم بإذن هللا رب‬
‫أستحب لهم قراءتها ر‬
‫أكث من‬ ‫ُّ‬ ‫ى‬
‫بين وبينهم؛ لذلك‬
‫ه كالعقد ي‬
‫بها؛ إذ ي‬
‫مرة‪.‬‬

‫ى‬
‫‪1‬ـ التسميع ثالثة أيام يف األسبوع للجميع ‪ ،‬يوجد نظام الـ (سبت ـ‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اثني‬ ‫اثني ـ أربعاء)‪ ،‬ونظام الـ (أحد ـ ثالثاء ـ خميس)‪ .‬يف نظام السبت‬
‫يوم السبت واألربعاء‪ ،‬السبت قرآن‬‫َ‬
‫أربعاء يكون تسميع القرآن الكريم ي‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كريم‪ ،‬واألربعاء يسمع أوَّل ورده من متون التجويد‪ ،‬ثم يشع يف القرآن‬
‫‪129‬‬
‫ى‬
‫الكريم يف نفس المكالمة‪ ،‬واختبارات المشثك ومسابقاته وتسميعه‬
‫ى‬
‫لمتون التجويد تسميع إجازة ومكافآته يف حال اجتهاده بأيام تسميع‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اَّلثني‪ .‬نفس الكالم يف األحد ثالثاء خميس‪،‬‬ ‫إضافية كلها تكون يف يوم‬
‫يوم األحد والخميس‪ ،‬ويوم الثالثاء يخصص لالختبارات‬ ‫َ‬
‫القرآن الكريم ي‬
‫والمسابقات‪ ،‬والمكافآت‪ ،‬وتسميع متون التجويد تسميع إجازة‪.‬‬
‫ى‬
‫تنبيه مهم‪ :‬يف حال كان لدى المشثك تسميع إجازة ألحد‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫(اَّلثني ـ الثالث اء)‬ ‫شء يف أيام‬‫المتون‪ ،‬أو اختبار‪ ،‬أو مسابقة‪ ،‬أو أي ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫حسب جدوله‪ ،‬فإنه ُي ى‬
‫علمن قبلها بيوم واحد لنحدد الموعد سويا بما‬ ‫ي‬
‫ومع‪.‬‬
‫ي‬ ‫يتناسب معه‬

‫ً‬
‫‪2‬ـ لكل ُمشثك ‪ 15‬دقيقة تبدأ من لحظة موعده‪ ،‬علما بأن ‪15‬‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫دقيقة ى‬
‫تكف لتسميع نصف جزء حدرا بأحكام التجويد يف حال كان‬
‫ي‬
‫مض ر‬ ‫ً‬
‫ضابطا له‪ .‬وإذا ى‬
‫أكث من خمس دقائق من لحظة موعد المشثك‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫ستثن من ذلك إذا ما‬‫دون أن يتصل يسقط حقه يف التسميع لتأخره‪ ،‬ي‬
‫أخث ى يت قبلها باحتمالية تأخره عن موعده بضع دقائق‪.‬‬
‫كان قد ر‬

‫ى‬ ‫ى‬
‫يعن إقصاء‬‫إعالم قبلها ي‬
‫ي‬ ‫‪3‬ـ غياب ثالث مرات يف شهر واحد دون‬
‫َ‬
‫أخث ى يت‬
‫المشثك من الدورة‪ ،‬لو لديك أي عذر يمنعك من التسميع ر‬

‫‪130‬‬
‫قبلها برسالة عىل الواتساب أو الماسنجر ـ رسالة َّل اتصال ـ حن َّل‬
‫ى‬
‫المتغيبي‪.‬‬ ‫أكتبك عندي يومها من‬
‫ى‬
‫و يف حال اَّلعتذار عن التسميع يجب أن يكون اَّلعتذار يوم‬
‫ى ُ‬ ‫ر‬
‫ألت أ َسجل الغياب والحضور‬
‫التسميع نفسه‪ ،‬أو قبله بيوم عىل األكث؛ ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫كالتاىل‪" :‬السالم‬
‫ي‬ ‫اسلن بها يكون‬
‫الن ير ي‬ ‫يوما بيوم‪ ،‬ونص الرسالة ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫عليكم‪ ،‬أعتذر يا شيخ عن التسميع اليوم يف موعدي الذي هو يف تمام‬
‫الساعة كذا"‬

‫مي تحفة األطفال‪ ،‬يليه المقدمة‬ ‫مي نبدأ بحفظه هو ى‬ ‫‪4‬ـ أول ى‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ َ‬
‫المتني اللذين حققهما الدكتور أبو حفص عمر‬ ‫الجزرية‪ ،‬الحفظ من‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً ى‬ ‫ُ‬
‫بخ األزهر يف‬ ‫األزهري ويباعا معا يف كتيب واحد يف دار المبدع الصغث ي‬
‫ًّ ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬
‫وني ا يف‬ ‫ونيا أيضا‪ ،‬وهو متوفر صوتيا وإلكث‬ ‫القاهرة‪ ،‬والكتاب متوفر إلكث‬
‫كي الجدد أو حن القدماء‬ ‫قناة الدورة عىل التيلجرام(عىل جميع المشث ى‬

‫شء‬‫أن يتأكدوا من وجودهم داخل قناة الدورة عىل التليجرام؛ ألن كل ي‬


‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫األدت للتسميع يف يوم‬ ‫جديد يخص الدورة ينش هناك)‪ ،‬علما بأن الحد‬
‫تسميع المتون هو ثال ثة أبيات‪ ،‬ومن زاد عىل ذلك فال بأس‪ ،‬وثالثة‬
‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫أبيات يف أسبوع كامل ليس قدرا كبثا يشق حفظه عىل أحد‪ ،‬بل هو‬
‫متيش بإذن هللا؛ ألن البعض يتهيب حفظ متون التجويد لصعوبتها‬
‫عليه‪ ،‬أو ألنه ألول مرة ى يف حياته يحفظها‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫مي تحفة األطفال‪،‬‬‫‪5‬ـ المتون الن سنحفظها حسب الثتيب ه‪ :‬ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الشاف‪ ،‬فكلما انتهينا من ى‬‫ى‬ ‫مي المقدمة الجزرية‪ ،‬ى‬ ‫ى‬
‫مي‬ ‫ي‬ ‫مي السلسبيل‬
‫ى‬
‫ام ألن‬
‫شعنا يف الذي يليه‪ ،‬علما بأن حفظ التحفة والجزرية إلز ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫مي‬ ‫وط يف إجازة القرآن‪ ،‬لكن‬ ‫حفظهما واإلجازة فيهما من ش ي‬
‫مي مهم ومفيد‬ ‫الشاف اختياري‪ ،‬من رغب ىف حفظه فهو ى‬ ‫ى‬
‫السلسبيل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫العاىل‪ ،‬والتحقيق المعتمد له ـ عندي ـ‬ ‫ى‬
‫وأجثه فيه إن شاء هللا بالسند‬
‫ي‬
‫ى‬
‫هو تحقيق الدكتور حامد خث هللا‪ ،‬ومن رأى يف حفظه مشقة فال بأس‬
‫من عدم حفظه‪.‬‬
‫ى‬
‫بعد متون التجويد والفراغ منها يشع المشثك يف مذاكرة‬
‫شوحاتها‪ ،‬والشح المعتمد ـ عندي ـ لتحفة األطفال هو شح الدكتور‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫"أسن األ قوال يف ضبط‬ ‫أبو حفص عمر األزهري ـ حفظه هللا ـ واسمه‬
‫وشح تحفة األطفال" والشح المعتمد ـ عندي ـ للمقدمة الجزرية هو‬
‫ى‬
‫الوجث عىل‬ ‫شح الدكتور غانم قدوري ـ حفظه هللا ـ واسمه "الشح‬
‫المقدمة الجزرية"‬

‫ى‬ ‫ى‬
‫عقب كل جزء ينهيه المشثك يتم اختباره يف جميع ما سبق‪ ،‬يف‬
‫‪6‬ـ ِ‬
‫ى‬
‫وف حال‬‫حال اجتاز اَّلختبار بنجاح يتم استئناف التسميع للجديد‪ ،‬ي‬
‫ُ‬
‫رسب ـ َّل قدر هللا ـ يعاد اختباره مرة أخرى‪ ،‬ورسوب المشثك لثالث‬

‫‪132‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يعن إعادته لسورة الفاتحة من جديد وكأنه يشثك يف‬
‫مرات متتاليات ي‬
‫ى‬
‫الدورة من البداية من نقطة الصفر‪ .‬جميع اَّلختبارات تتم يف يوم‬
‫ُ‬
‫تسميع المتون ويتم تأجيل تسميع المتون للموعد القادم لها ويسمع‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫المشثك ضعف ما عليه فيها‪ ،‬علما بأن الحد األدت للنجاح يف‬
‫ر‬
‫وأكث من ذلك فهو‬ ‫اَّلختبارات هو ‪ %75‬أقل من ‪ %75‬فهو راسب‪،‬‬
‫يعن أنه نجح بامتياز ويكون مستحقا‬ ‫ناجح‪ ،‬وحصوله عىل ‪ %100‬ى‬
‫ي‬
‫لجائزة‪.‬‬
‫ى ى‬
‫يخث يت يف يوم المتون أن عليه اختبا را‬
‫كما أن المشثك هو الذي ر‬
‫لكونه أنه جزءا من القرآن الكريم‪ ،‬ليس أنا الذي أفعل‪.‬‬

‫بي يوم ‪ 1‬إىل يوم ‪ 5‬كحد‬‫‪7‬ـ بالنسبة لالشثاك يتم تحويله ما ى‬


‫أقض من كل شهر ميالدي‪ ،‬ومن يقوم بالتحويل ُي ى‬
‫علمن برسالة فيها‬
‫ي‬
‫اسكرين (لقطة شاشة) لعملية التحويل حن أعلم أن التحويل وصل‬
‫منه هو َّل من غثه‪ ،‬ومن خالف ذلك فهو بالنسبة يىل لم يقم بدفع‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫اسلن ثالثة يف يوم واحد‬
‫اَّلشثاك الشهري؛ ألنه من الوارد أن ير ي‬
‫ى‬
‫يصلن اَّلشثاك إَّل من‬ ‫يقولون أنهم قاموا بتحويل اَّلشثاك‪ ،‬بينما لم‬
‫ي‬
‫أمث بينهم؟! لقطة الشاشة لعملية التحويل‬ ‫ى‬ ‫اثني فقط‪ ،‬فكيف‬ ‫ى‬
‫ُ‬
‫تخترص ذلك كله‪ ،‬وتضمن حق الطالب قبل أن تضمن حق الشيخ‪،‬‬

‫‪133‬‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫ستثن من ذلك كله طبعا اإلخوة واألخوات من خارج مرص الذين‬ ‫ي‬
‫يقومون بدفع ُ‬
‫المقدم ستة أشهر بستة أشهر‪.‬‬

‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬


‫أختثه فيه‬
‫ر‬ ‫فإت‬
‫نه القرآن الكريم بضبط وإتقان ي‬ ‫‪8‬ـ أخثا من ي ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أمام‪ ،‬هذا بالنسبة لمن تكون المسافة‬
‫ي‬ ‫اختبارا مباشا يكون فيه جالسا‬
‫وبي القاهرة تقدر بأقل من ‪350‬كم ّأما من كانت المسافة بينه‬ ‫ى‬ ‫بينه‬
‫ًّ‬ ‫ر‬ ‫ى‬
‫عث الفيديو‪ ،‬وهذا م ن‬
‫وبي القاهرة أكث من ذلك فيكون اختباره هاتفيا ر‬
‫ًّ‬
‫باب اَّلحتياط لإلجازة‪ ،‬وسدا لباب الغش أمام بعض ضعاف النفوس‪.‬‬
‫ً‬
‫فمن اجتاز اَّلختبار بنسبة ‪ %90‬فصاعدا أجزته فيه بإذن هللا‬
‫تعاىل‪ ،‬ومن رسب تكون له فرصتان بعد الفرصة األوىل‪ ،‬فإن نجح فبها‬
‫ونعمت‪ ،‬وإَّل فإنه يبدأ التسميع من البداية من أول سورة الفاتحة‪،‬‬
‫يلثم المشثك بالمراجعة ويرسب مرة واحدة حن‪،‬‬‫ومن المس تحيل أن ى‬

‫أجثه فيها بإذن هللا تعاىل‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ينه متون التجويد المذكورة‬ ‫وكذا من‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫وأبشكم جميعا بأن سندي يف القرآن الكريم وتحفة األطفال والمقدمة‬
‫ى‬
‫الشاف من أعىل األسانيد الموجودة اآلن عىل ظهر‬ ‫ي‬ ‫الجزرية والسلسبيل‬
‫ًّ‬ ‫ا‬
‫األرض‪ ،‬وهذا من فضل هللا ومنه وكرمه‪ ،‬وَّل أقول هذا تعاليا ـ معاذ هللا‬
‫ى‬
‫فالعثة يف النهاية‬
‫ر‬ ‫ـ وإنما لشحذ الهمم‪ ،‬وإشعال روح التنافس فيكم‪ ،‬وإَّل‬
‫ُ‬
‫بالضبط واإلتقان َّل بعلو السند كما أسلفت‪ ،‬والخث كل الخث أن‬
‫ً‬
‫يجتمعا معا‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫توضيح لبعض القواعد‬

‫& بالنسبة لالختبارات‪:‬‬


‫ِ‬
‫ه أهم ركائز دورتنا؛ لذلك نأخذها بعزيمة وجدية‬ ‫اَّلختبارات ي‬
‫ً‬
‫كبثة جدا‪ ،‬وَّل ُيسمح فيها بالتهاون البتة‪.‬‬
‫لدينا بعد كل جزء من القرآن الكريم ننهيه اختبار‪ ،‬جميع‬
‫اَّلختبارات فردية‪.‬‬
‫ى‬
‫يخث ى يت يف اليوم المخصص‬ ‫ر‬ ‫وأنبه إىل أن المشثك هو من‬
‫ً‬
‫لالختبارات بأن عليه اختبارا‪ ،‬وليس أنا من أفعل‪.‬‬
‫ى‬ ‫حق للمشثك تأجيل اَّلختبار ُ‬ ‫َ ُّ‬
‫كحد أقض يف‬‫ٍ‬ ‫لمدة أسبوع‬ ‫كما ي‬
‫ُ‬
‫بالمراجعة القوية الالزمة‬ ‫ا‬
‫أحس من نفسه عدم اَّلستعداد له‬ ‫حال‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫لتجاوزه والنجاح فيه بدرجة ُمرضية‪ ،‬ويعاقب يف هذه الحالة بعدم‬
‫التسميع ليوم واحد كونه لم يستعد ُمسبقا لالختبار كما ى‬
‫ينبع‪.‬‬
‫ي‬
‫اَّلختبارات تكون‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ى ى‬
‫مع عىل الهاتف‪،‬‬ ‫أت أسأله وهو يجيب وهو ي‬ ‫‪ 1‬ـ شفهية‪ ،‬بمعن ي‬
‫مض كامل قته ولم‬ ‫ويكون زمن اَّلختبار ‪ 15‬دقيقة كحد أقض‪ .‬ىف حال ى‬
‫ي‬
‫سؤالي أو ثالثة لكونه يرصف وقتا طويال ىف اإلجابة فإتى‬
‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫أسأله عدا‬
‫أعتثه راسبا ى يف كل ما لم أتمكن من سؤاله فيه َّلنتهاء الوقت‪.‬‬
‫ر‬
‫‪135‬‬
‫عث التليجرام أو الواتس أو الماسنجر‪،‬‬ ‫إرساىل األسئلة له ر‬
‫ي‬ ‫عث‬
‫‪2‬ـ ر‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫وهو يجيب يف تسجيالت (ريكوردات كما هو شائع يف عالم الميديا)‪،‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫كل سؤال يجيب عليه يف تسجيل ُمستقل‪ ،‬وبما أن األسئلة يف جميع‬
‫ُ‬
‫المستويات واَّلختبارات والمسابقات خمسة فهو يجيب بخمس‬
‫ُ ّ‬ ‫ى‬
‫المسجلة للتليجرام؛‬ ‫تسجيالت‪ ،‬واألولوية يف إرساله هو يىل باإلجابة‬
‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫عىل‬‫ألنه يتيح التقديم والتأخث يف التسجيالت بسهولة مما ييش ي‬
‫تحديد مستواه ودرجته‪ ،‬كما أنه يسمح بالخروج من التطبيق دون أن‬
‫ى‬
‫وف هذه الحالة يكون زمن اإلجابة ‪ 30‬دقيقة كحد‬ ‫يتوقف التسجيل‪ .‬ي‬
‫إرساىل األسئلة له‪.‬‬
‫ي‬ ‫أقض‪ ،‬تبدأ من لحظة‬
‫يعن أرسل له األسئلة‪ ،‬وهو يجيب بالورقة والقلم‪،‬‬‫ى‬
‫‪ 3‬ـ تحريرية‪ ،‬ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫وف هذه الحالة يكون زمن اإلجابة ‪45‬‬‫ثم يصور أجوبته ويرسلها يىل‪ .‬ي‬
‫إرساىل األسئلة له‪ .‬طبعا هو غث‬
‫ي‬ ‫دقيقة كحد أقض تبدأ من لحظة‬
‫ى‬
‫ُمطالب يف هذه الحالة بتشكيل جميع الكلمات‪ ،‬لكن الذي يحتاج منها‬
‫يوض بكش الصاد أم‬ ‫ه ِ ي‬ ‫(يوض) يحدد هل ي‬ ‫ي‬ ‫إىل تشكيل فقط‪ ،‬ككلمة‬
‫حسن من خطه قدر طاقته؛ حن ُييش ّ‬
‫عىل‬
‫‪ُ .‬‬
‫وي ِ‬ ‫يوض بفتحها‪ ،‬وهكذا‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫قراءة أجوبته‪ ،‬واألولوية ى يف إرساله يىل باألجوبة للتليجرام أيضا‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫حي إجابته‬ ‫وأنبه إىل أنه يف حال خالف المشثك ترتيب األسئلة‬
‫يعن‬ ‫بهن إىل ذلك‪ ،‬ى‬ ‫عليها ليبدأ باألسهل مثال ـ عليه ـ أو العكس‪ ،‬فإنه ُي ِن ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫عث الريكوردات فإنه يقول مثال يف أول كل ريكورد‪ :‬إجابة‬ ‫لو اَّلختبار ر‬

‫‪136‬‬
‫ى‬
‫وف التحريري فإنه‬ ‫السؤال الثالث كذا‪ ،‬أو إجابة السؤال الرابع كذا‪ .‬ي‬
‫يفعل نفس األمر‪.‬‬
‫ختث الزمن المقدر لألجوبة ولو‬ ‫ُ‬
‫وأشدد عىل أنه لو تجاوز الم ر‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫فإت َّل ألتفت ألجوبته‬ ‫خث يت به ـ ي‬ ‫قاهر ي ر‬‫ٍ‬ ‫بدقيقة واحدة ـ إَّل لعذر‬
‫ً‬
‫وأعتثه راسبا‪.‬‬
‫ر‬
‫اختبار للمشثك‬ ‫يعن أول‬ ‫طريقة اَّلختبار تتم بشكل ُممنهج؛ ى‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫عث التسجيالت‪ ،‬والثالث يكون تحريريا‪ ،‬ثم الرابع‬ ‫والثات ر‬
‫ي‬ ‫يكون شفهيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شفهيا‪ ،‬والذي بعده تسجيالت‪ ،‬والذي بعده تحريريا‪ ،‬وهكذا‪ ،‬بحيث‬
‫ختث لها‪ ،‬ويتجهز‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الن سي ر‬ ‫يكون المشثك عىل علم مسبق بالطريقة ي‬
‫ى‬
‫لها؛ ألن زمن وطريقة كل طريقة تختلف عن األخرى‪ .‬كما أن يف هذا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى ى‬
‫كي يف آلية اَّلختبارات‪ .‬ونادرا جدا ما نخرج ع ن‬ ‫مساواة لجميع المشث‬
‫هذا النظام‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ختث شفهيا فإنه‬ ‫وإذن‪ ..‬فالمشثك يوم اختباره يف حال كان سي ر‬
‫ى ى‬ ‫ُ‬
‫عث التليجرام بما‬ ‫اسلن يف موعده ر‬ ‫يتصل ر يت مباشة‪ ،‬ما عدا ذلك ير ي‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫لدي اليوم اختبار ـ ويحدد هل اختباره سيكون‬ ‫نصه‪" :‬السالم عليكم‪،‬‬
‫ويحدد َ‬ ‫ُ‬ ‫ً ى‬
‫الن أنهاها‬
‫ي‬ ‫اء‬
‫ز‬ ‫األج‬ ‫ىل‬‫ي‬ ‫ـ‬ ‫كذا‬ ‫اء‬‫ز‬ ‫األج‬ ‫ف‬‫ريكوردات أم تحريريا ـ ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ختث فيها ـ" ومن ثم أقوم بإرسال اَّلختبار له‪.‬‬ ‫وسي ر‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ختث ريكوردات‪ ،‬أو تحريريا‪ ،‬فإنه يحق له‬ ‫تذييل‪ ..‬يف حال كان سي ر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أن يغث موعد اختباره بما يتناسب معه؛ ذلك أن اَّلختبار حينها يحتاج‬

‫‪137‬‬
‫أكث من وقت التسميع العادي‪ ،‬ومن وقت اَّلختبار‬ ‫كث ووقت ر‬ ‫إىل تر ى‬
‫ى‬
‫الشفه‪ ،‬بناء عليه فيحق له أن يطلب تغيث موعد اختباره يف حال كان‬ ‫ي‬
‫اسلن برغبته تلك قبل موعد‬ ‫ى‬
‫عث الريكوردات أو تحريريا‪ ،‬المهم أن ير ي‬ ‫ر‬
‫ا‬
‫المسجل عندي‪َّ ،‬ل أثناء موعده وَّل بعده‪.‬‬‫تسميعه ُ‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫وأنوه إىل أن التنويـ ــع يف طريقة اَّلختبارات ليس اعتباطيا‪ ،‬لكن له‬
‫ً‬
‫أسبابه؛ ذلك ألنه من المهم جدا تدريبه ـ المشثك ـ عىل اإلجابة‬
‫ُ‬
‫وي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ‬
‫عوده مواج هة‬ ‫ختث له‪،‬‬
‫فالشفه يعوده مواجهة الم ِر‬‫ي‬ ‫بالثالث طرق‪،‬‬
‫التوتر الناجم عن ذلك والتغلب عليه‪.‬‬
‫ُ‬
‫والتسجيالت تعوده القدرة عىل الشد وحده دون أخطاء؛ ألنه‬
‫ى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يفثض أن يشد يىل جميع أجوبته يف التسجيالت بدون وَّل خطأ‪ ،‬هكذا‬
‫ننشد‪.‬‬
‫ُ‬
‫ه‬‫والتحريري يعوده اإلجابة بالقلم والورقة؛ حيث هذه الطريقة ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫األشهر عىل اإلطالق لجميع اَّلختبارات يف مختلف العلوم يف العالم‬
‫ً‬
‫كله‪َّ ،‬ل القرآن الكريم فقط‪ ،‬ويجب أن يكون قادرا عىل اإلجابة بها‬
‫بسهولة‪.‬‬
‫ُ‬
‫طلبن أ َمناء‪،‬‬
‫ي‬ ‫طبعا أنا أفثض ـ وهو كذلك إن شاء هللا ـ أن جميع‬
‫من حفظة القرآن الكريم‪ ،‬أو طلبة حفظه‪ ،‬فهم من أخث الناس‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫وأشفهم‪ ،‬فلن أخس مثال أن يغش أحدهم األجوبة من مصحف أو‬

‫‪138‬‬
‫هاتف أو ما شابه‪ ،‬فهذا احتمال غث وارد عندي بالمرة‪ ،‬وإن شاء هللا‬
‫ٍ‬
‫الجميع عىل قدر المسؤولية‪.‬‬
‫ى‬
‫عث التسجيالت فإن لكل سؤال‬
‫وأؤكد عىل أنه يف حال اإلجابة ر‬
‫تسجيل وا حد فقط‪ ،‬ولكامل اَّلختبار الذي هو خمسة أسئلة خمس‬
‫تسجيالت فقط وليس ر‬
‫أكث من ذلك‪ ،‬فإن زاد أنقصت من درجاته‪ ،‬ولو‬
‫له تنويه أو ما شابه يرسله كتابة وليس ى يف تسجيل‪.‬‬
‫ى‬
‫وف حال سيجيب عىل األسئلة كتابة بالقلم والورقة فإن كل‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫سؤال يكون جوابه يف صفحة وحده‪ ،‬ويحسن من خطه قدر‬
‫استطاعته‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫اختثت المشثك شفهيا فإنه يعرف‬ ‫ر‬ ‫بالنسبة للدرجات‪ ..‬يف حال‬
‫ى‬
‫عث التسجيالت أو‬‫اختثته ر‬
‫ر‬ ‫وف حال‬
‫نتيجته عقب اَّلختبار مباشة‪ ،‬ي‬
‫عث الكتابة التحريرية فإنه يعرف درجته خالل ‪ 48‬ساعة من اَّلختبار‬
‫ر‬
‫مض وقت ر‬ ‫وف حال ى‬ ‫ى‬
‫أكث من هذا ولم أرسل له نتيجته‬ ‫كحد أقض‪ ،‬ي‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ ى‬
‫أت سهوت عن ذلك‪.‬‬
‫نبهن إىل ذلك برسالة؛ إذ من الوارد ي‬
‫فإنه ي ي‬
‫كما أشث إىل أن المشثك بعد إرساله باألجوبة فهو يقوم بالرد‬
‫ً‬
‫بكتابة حرف (ص) اختصارا لكلمة "صحح" وهذا يضعه كرسالة أخثة‬
‫لنفس ب أن هذا الشات فيه اختبار‬
‫ي‬ ‫بعد فراغه من اإلجابة كتذكث‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫بحاجة إىل تصحيح‪ ،‬فإذا وجدت لدي نشاطا ووقتا يتيح يىل التصحيح‬
‫ُ‬
‫فعلت‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫وأنبه عىل أن جميع اَّلختبارات درجتها النهائية من ‪ 100‬أقل من‬
‫يعن الرسوب وإعادة اَّلختبار مرة أخرى‪،‬‬ ‫‪ %75‬ىف أي اختبار فهذا ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وإيقاف تسميع الجديد حن اجتياز اَّلختبار بنسبة مئوية ‪ %75‬عىل‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يعن أنه‬
‫األقل‪ ،‬وإذا حصل المشثك يف أي اختبار عىل ‪ %100‬فهذا ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اختثته فيه حفظا متقنا جدا؛ لذلك فهو مستحق لجائزة‬ ‫ر‬ ‫حافظ لما‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫تصوين ألي كلمة له أثناء اَّلختبار‬
‫ري‬ ‫طالبن بها‪ ،‬علما بأن‬
‫ي‬ ‫من حقه أن ي‬
‫ى‬
‫يعن لو صوبت له ولو كلمة واحدة يف كامل‬ ‫ُتنقص من درجاته‪ ،‬ى‬
‫ي‬
‫اَّلختبار فهو لن يحصل عىل ‪%100‬‬
‫ى ُ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫نه الجزء‬‫يعن حي ت ي‬‫كما أنوه عىل أن جميع اَّلختبارات تراكمية‪ ،‬ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫وحي‬ ‫فسأختثك يف أول ثالثة أجزاء وليس يف الثالث فقط‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الثالث‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫سأختثك يف عشين جزءا وليس يف العشين فقط‬ ‫ر‬ ‫تنه الجزء العشين‬
‫ي‬
‫ٌ‬
‫وهكذا‪ .‬وأشدد عىل أن اَّلختبارات ليس فيها تهريـ ــج‪ ،‬كلها جادة حازمة‬
‫ى‬
‫شديدة َّل يقوى عىل إجابتها إَّل ُمتقن‪ ،‬سواء كان اَّلختبار يف جزء أو‬
‫أكث أو أقل؛ لذلك فالرجاء من الجميع المراجعة الدائمة‬ ‫عشة أو ر‬
‫ً‬
‫القوية‪ ،‬وسأضع نهاية هذا الكتيب نموذجا لالختبارات إن شاء هللا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وأ ّنبه أيضا عىل أن نتائج اَّلختبارات ُمدونة عندي‪ ،‬فصاحب‬
‫ى‬ ‫َ ّ‬
‫المشفة يف عامة اَّلختبارات له مكافآت إن شاء هللا‪ ،‬كأن‬ ‫الدرجات‬
‫ً‬ ‫ُ ً‬
‫أمنحه كتبا‪ ،‬أو أضيف لوقت تسميعه ربــع ساعة أخرى لمدة شهر مثال‬
‫أكث أو أقل‪ ،‬أو ُأسقط عنه اشثاك شهر أو شهرين أو ر‬
‫أكث‪ ،‬أو أمنحه‬ ‫أو ر‬

‫‪140‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫إضافيا للتسميع‪ ،‬وهكذا حسب ما يثاءى يىل‪ ،‬وصاحب الدرجات‬ ‫يوما‬
‫ى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المتدنية المتكررة أقرعه وأوبخه وأعنفه إذا لزم األمر يف حال كان األمر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تقصثا واضحا منه‪.‬‬
‫ى‬
‫متتال‬
‫ٍ‬ ‫وأكرر أنه إذا ما رسب المشثك يف ثالث اختبارات بشكل‬
‫ى ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫يعن يعاد إ ىل‬
‫فإنه يعاد لنقطة الصفر حن وإن كان يف الجزء العشين‪ ،‬ي‬
‫ً‬
‫مع من البداية‪ .‬وأنبه أيضا إىل أن األولوية‬
‫سورة الفاتحة وكأنه يشثك ي‬
‫مع‬ ‫القصوى ىف الدورة للحفظ والضبط واإلتقان‪ ،‬ى‬
‫يعن لن تختم ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫القرآن إَّل وأنت حافظ له كاسمك رغم أنفك‪ ،‬أو أنك لن تطيق‬
‫وستنقطع‪ ،‬واألمر لك‪ ،‬وَّل يوجد خيار ثالث‪.‬‬
‫ُ‬
‫وأنبه مشددا عىل أنه يحظر عىل أي مشثك إخبار أي أحد بأسئلة‬
‫يعن‬‫اَّلختبارات ولو من خارج الدورة؛ ألن األسئلة ُموحدة للجميع‪ ،‬ى‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫ختثون يف الثالثة أجزاء‪،‬‬
‫اختبار الثالثة أجزاء موحد لجميع من ي ر‬
‫واختبار العشة أجزاء موحد لجميع من ينتهون من الجزء العاش‪،‬‬
‫وهكذا حن نهاية القرآن‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الن أمنحها للمشثك يف حال حصل عىل ‪ % 100‬يف‬
‫وأما الجائزة ي‬
‫واحد يختاره م ما‬
‫ٍ‬ ‫شء‬
‫أي اختبار فهو الذي يختارها وتكون عبارة عن ي‬
‫َي يىل‪:‬‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫كتاب واحد هدية‪ ،‬وأقوم بشحنهم لعنوانه يف‬
‫ٍ‬ ‫يحصل عىل‬ ‫‪1‬ـ أن‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يعن َّل يستلمهم إَّل يف حال اجتمع له عش‬
‫حال بلغوا عشة كتب‪ ،‬ي‬

‫‪141‬‬
‫ُ ى‬
‫واحد منهم عىل الدرجة النهائية ‪ %100‬وَّل‬
‫ٍ‬ ‫يحصل يف كل‬ ‫اختبارات‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫يشثط يف ذلك أن يكون حصوله عىل الدرجة النهائية بشكل متتال يف‬
‫أكث حصل فيه عىل مجموع‬ ‫العش اختبارات‪ ،‬فلو تخللهم اختبار أو ر‬
‫أقل ‪ %100‬فهذا َّل ى‬
‫يرص بالجائزة إن شاء هللا‪.‬‬
‫ُ‬
‫ملحوظة‪ :‬الكتب تكون من اختياري‪َّ ،‬ل من اختياره هو‪ ،‬لكن يتاح‬
‫ُ‬
‫له إن شاء هللا اختيار المجال الذي يحب أن تكون فيه‪ ،‬دينية كانت‪ ،‬أو‬
‫أدبية‪ ،‬أو متنوعة‪ ،‬أو غث ذلك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً ُ‬ ‫ى‬
‫وه تشبه‬ ‫اختثته فيه‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫من شهادة تفيد حفظه لما‬ ‫‪2‬ـ أن يأخذ ي‬
‫ُ‬
‫اإلجازة‪ ،‬لكنها ليست إجازة بالتأكيد‪ ،‬فقط أشهد له بحفظ وإتقان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وختىم‪.‬‬
‫ي‬ ‫بتوقيع‬
‫ي‬ ‫اختثته فيه شهادة مكتوبة‪ُ ،‬مذيلة‬ ‫ر‬ ‫المقدار الذي‬
‫إضافيا لمرة واحدة ُي ّ‬‫ً‬ ‫ً‬
‫سمع فيه ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬وبعد‬ ‫‪3‬ـ أن أمنحه يوما‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫كمل تسميعه أيضا‪ ،‬بشط أن يكون قد‬ ‫انتهاء الخمس عشة دقيقة ي ِ‬
‫يتوقف عن التسميع بعد‬‫ُ‬ ‫سمع أول ربــع ساعة له بال أي أخطاء‪ ،‬ولكنه‬ ‫ا‬

‫انتهاء أول ربــع ساعة مع أول خطأ يقع فيه وأصوبه له‪ ،‬ويحق له أن‬
‫ى‬
‫سمع حن‪ 30‬دقيقة كحد أقض يف حال لم أصوب له كلمة واحدة أو‬ ‫ُي ّ‬

‫تشكيلة أثناء تسميعه‪.‬‬


‫ى‬
‫اإلضاف يكون أول جمعة بعد حصوله عىل‬ ‫ي‬ ‫ملحوظة‪ :‬اليوم‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يعن لو لم ي َس ِمع يف أول جمعة بعد‬
‫ي‬
‫يحق له التأجيل‪ ،‬ى‬ ‫‪ %100‬وَّل‬
‫ى‬
‫اإلضاف يسقط‪.‬‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫حصوله عىل ‪ %100‬فإن حقه يف الحصول عىل اليوم‬

‫‪142‬‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ ِ ى‬
‫اإلضاف طرفا من القرآن الكريم‪ ،‬أو من‬
‫ي‬ ‫سمع يف اليوم‬ ‫كما يحق له أن ي‬
‫متون التجويد‪ ،‬حسب ما يثاءى له‪ ،‬فالقرار ى يف هذا له هو بشكل كامل‪.‬‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫لحي يجتمع له‬ ‫‪4‬ـ أَّل يختار شيئا مما سبق ويقوم بثحيل جائزته‬
‫ُ ى‬
‫يحصل يف كل واحد منهم عىل مجموع ‪% 100‬‬ ‫خمس اختبارات‬
‫ُ‬
‫متتال‪ ،‬ويحق له حينها أن أسقط له‬ ‫ٍ‬ ‫ويشثط أن يكون ذلك بشكل‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫قيمة اشثاك شهر كامل‪ ،‬أو أمنحه كتبا بقيمة ‪250‬جنيها‪ .‬واَّلختيار ل ه‬
‫هو‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫ملحوظة‪ :‬إذا حصل يف أربــع اختبارات بشكل م ٍ‬
‫تتال عىل ‪% 100‬‬
‫ى‬
‫ثم يف اَّلختبار الخامس نقص عن المائة ولو نصف درجة َّل يحصل‬
‫ِ‬ ‫ى‬
‫عىل الجائزة‪ ،‬وإنما يبدأ يف عد خمس اختبارات أخرى من البداية‪،‬‬
‫متتال‪.‬‬ ‫يحصل عىل الدرجة النهائية فيهم جميعا بشكل‬‫ُ‬ ‫ويشثط أن‬
‫ٍ‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫جدا‪ :‬نتائج ُ‬
‫المشثك يف اَّلختبارات يتم تدوينها عندي‪،‬‬ ‫تنبيه هام‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫العالمي ويحصل عىل‬ ‫مع بإذن هللا رب‬‫وتبف عندي إىل أن يختم ي‬
‫عن ـ‬ ‫ى‬
‫بالنن صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬أو ينقطع ي‬ ‫ري‬ ‫اإلجازة متصلة السند‬
‫بي الفينة‬ ‫حسب ما يقرر هو ـ وأقوم بالنظر ىف نتائج كل ُمشثك ى‬
‫ي‬
‫بي‬ ‫ى‬
‫واألخرى‪ ،‬فمن كان ُمجمل نتائجه عالية مشفة فإت أقوم بمكافأته ى‬
‫ُ‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫الفينة واألخرى بجوائز أخرى كثثة متنوعة غث معلنة‪ ،‬كأن أمد له‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وقت تسميعه‪ ،‬بعضهم أضفت له يوما إضافيا يف كل أسبوع فوق أيام‬
‫ى‬
‫اإلضاف ما شاء ولو عشة أج زاء‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫تسميعه األصلية‪ ،‬يسمع يف ذلك اليوم‬

‫‪143‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وبعضهم أمنحه كتبا بقيمة خمسمائة جنيه‪ ،‬أو ألف جنيه‪ ،‬أو أسقط‬
‫عنه اَّلشثاك الشهري لمدة ستة أشهر‪ .‬وغث ذلك‪.‬‬
‫ى‬
‫ومن نتائجهم يف المجمل غث ُمرضية ـ بالنسبة يىل ـ حن وإن كانوا‬
‫فإت َّل أمنحهم شيئا من ذلك كله‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ينجحون يف اَّلختبارات‪ ،‬ي‬
‫ى‬
‫ه أن المجتهد نكاف ئه ونشجعه عىل اجتهاده‪،‬‬ ‫والقاعدة يف ذلك ي‬
‫والمقرص نزجره‪ ،‬ونعاقبه عىل تقصثه‪ .‬وهللا الموفق‪.‬‬

‫ُ‬
‫تذييال عىل اَّلختبارات‪ ..‬ي‬
‫بف أن أشث إىل أنه لدينا مطلع كل شه ر‬
‫كي بعضهم البعض‪ ،‬إما أن تكون‬ ‫بي المشث ى‬
‫ميالدي مسابقات تنافسية ى‬

‫بي فريق البنات ضد فريق الشباب‪ ،‬طبعا بشكل فردي لكل ُمشثك من‬
‫ى‬
‫ى‬
‫الفريقي‪ ،‬ثم يتم رصد الدرجات‪ ،‬وحساب نتيجة كل فريق‪.‬‬
‫بي الشباب وبعضهم‬ ‫بي البنات وبعضهن البعض‪ ،‬وإما ى‬
‫وإما ى‬
‫ً‬ ‫البعض‪ ،‬وإما ى‬
‫بي من يحفظون قدرا معينا واحدا‪ ،‬فتكون المسابقة‬
‫بينهم شاملة لجميع محفوظهم بغض النظر عن كونهم إناثا أو ذكورا‪.‬‬
‫ى‬ ‫وثمة جوائز ِ‬
‫قيمة يف جميع ال مسابقات لكل من يحصل عىل‬
‫الدرجة النهائية ‪%100‬‬
‫ى‬
‫وأنوه إىل أن المشاركة يف المسابقات الشهرية تكون اختيارية‪،‬‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫يعن من رغب يف اَّلشثاك والمنافسة فله ذلك‪ ،‬ومن لم يرغب يف ذلك‬
‫ي‬
‫بسء‪ ،‬لكن يفوته خث كثث‪ .‬خاصة وأن‬ ‫ي‬ ‫ولم يتحفز له فال نلزمه‬

‫‪144‬‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫يعن َّل يقوى عىل‬
‫المستوى يف أسئلة المسابقات مستوى عال جدا‪ ،‬ي‬
‫بشكل كامل إَّل حافظ‬ ‫جواب أسئلة المسابقات الن أضعها للمشث ى‬
‫كي‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ضابط متقن متمكن‪.‬‬

‫& بالنسبة للغياب والحضور‪:‬‬


‫معن أن لك ربــع ساعة‬ ‫اَّلتصال ىف الموعد المحدد بدقة‪ ،‬فليس ى‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫أن تتصل يف أي وقت يف أثنائها‪ ،‬فلو أنك تأخرت مثال خمس دقائق من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫تخث يت ُمسبقا باحتمالية تأخرك فغالبا أنت لن تتصل‪ ،‬هكذا‬ ‫غث أن ر‬
‫ً‬ ‫لن أترك أنا باف وقتك ُّ‬ ‫ْ‬
‫هباء دون أن أستفيد منه‬ ‫يمر‬ ‫ي‬ ‫يقول المنطق‪،‬‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫وحي تتصل بعد‬ ‫بسء رجاء أن تتصل‪ ،‬وإنما يحق يىل اعتبارك متغيبا‪،‬‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫عن‬ ‫ى‬
‫تأخث خمس دقائق فصاعدا فأنا بالخيار بي أن أسمع لك أو َّل‪ ،‬ي ي‬
‫ُ‬
‫بسء آخر أو َّل‪.‬‬ ‫حسب هل انشغلت ي‬
‫ُ‬
‫كما أنه يحظر أن تتصل قبل موعدك ولو بدقيقة واحدة؛ ألنه‬
‫سمع قبلك‪ ،‬وهذه الدقيقة من حقه هو‪ ،‬وكما‬ ‫وعىل األرجح ثمة من ُي ِ‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫لن أسمح يف موعدك بأن يتصل أحد ُمبكرا عن موعده فيأخذ من وقتك‬
‫ى‬ ‫ً ى‬
‫حفاط‬
‫ي‬ ‫مسألة‬ ‫ف‬‫السء يشمل غثك أيضا ي‬ ‫ي‬ ‫ولو دقيقة واحدة‪ ،‬فنفس‬
‫له عىل كامل وقته‪.‬‬
‫نقطة أخرى هامة‪ ..‬أنت َّل تأخذ الربــع ساعة كاملة إَّل بش ى‬
‫طي‪..‬‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫يعن لو جئت غث‬‫أن تكون ضابطا لما عليك‪ ،‬وأن تتابع تسميعك له‪ ،‬ي‬

‫‪145‬‬
‫حافظ للوجه األول الذي عليك فسأقوم بإيقاف تسميعك بالتأكيد‬
‫ً‬
‫حن وإن لم يمر من الوقت غث دقيقة واحدة‪ .‬وَّل يحق لك مثال ـ مع‬
‫بين وبينك بدعوى أن‬‫ى‬
‫ام وتقديري لك ـ فتح باب الدردشة ي‬ ‫كامل احث ي‬
‫ينته بانتهاء الوقت أو انتهاء التسميع‪،‬‬
‫ي‬ ‫وقتك لم ينته بعد‪ ،‬وقتك‬
‫اللهم إَّل إن كان لك سؤاَّل أو ما شابه حول الحفظ والمراجعة وواحة‬
‫بإجابن‬
‫ي‬ ‫القرآن الكريم بشكل عام‪ ،‬بال شك أتشف بطرحك له‪ ،‬وأسعد‬
‫ُ‬
‫عليه إن قدرت عىل اإلجابة‪.‬‬
‫ى‬
‫وأكرر أن غياب ثالثة أيام يف شهر واحد دون استئذان ُمسبق قبل‬
‫يعن اإلقصاء من الدورة‪ ،‬كما أن مجرد بداية شهر جديد‬ ‫ى‬
‫موعد التسميع ي‬
‫ى‬
‫الماض‪.‬‬ ‫تلع كل غيابات الشهر‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫وأنبه ُمشددا إىل أنه من الوارد أن تتصل يف وقتك بالضبط فتجد‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫رقىم اتصاَّلت‪ ،‬لو‬
‫ي‬ ‫يىل‪ :‬تتصل عىل‬
‫هاتف مغلقا‪ ،‬هنا يجب أن تفعل ما ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫اسلن‬
‫رقىم فودافون‪ ،‬لو أعطاك مغلقا ر ي‬ ‫ي‬ ‫أعطاك مغلقا اتصل عىل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ماسنجر أو واتساب‪ ،‬صعب جدا جدا أن يكون موعدك وَّل يكون أحد‬
‫ى‬
‫هؤَّلء األربعة عىل األقل يف وضع جاهزية استقبال اتصالك‪ .‬وتجريب‬
‫اَّلتصال عىل األربعة لن يستغرق منك ر‬
‫أكث من دقيقة واحدة‪ ،‬فبادر‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫سدى‪ ،‬وستجد يف الصفحة األخثة‬ ‫بفعل ذلك وَّل تثك وقتك يذهب‬
‫ورقىم فودافون‪ ،‬ورقم الواتس الخاص‬
‫ي‬ ‫رقىم اتصاَّلت‪،‬‬
‫ي‬ ‫من هذا الكتيب‬

‫‪146‬‬
‫ً‬
‫صفحن عىل الفيس بوك‪ ،‬فاحتفظ بهم جميعا‪ .‬هذا‬ ‫ي‬ ‫ر يت‪ ،‬ورابط‬
‫بالنسبة للغياب والحضور‪.‬‬
‫ى‬
‫ورقىم فودافون ولم‬
‫ي‬ ‫رقىم اتصاَّلت‬
‫ي‬ ‫أما يف حال أنك اتصلت عىل‬
‫عث الماسنجر أو الواتس ولم أرد أيضا‪،‬‬ ‫ى‬
‫اسلتن ر‬ ‫ى‬
‫مغلقي‪ ،‬ور‬ ‫أرد‪ ،‬أو كانا‬
‫ي‬
‫ففه هذه الحالة أنا ملزم بإعطائك موعدا بديال كتعويض لك‪ ،‬حيث‬
‫ي‬
‫جهن أنا َّل جهتك‪.‬‬
‫ي‬ ‫عدم تسميعك كان من‬
‫ً ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ثم أنبه ُمشددا من جديد عىل أن الغياب ممنوع منعا باتا‪ ،‬فليس‬
‫ى ُ‬ ‫َ ى‬ ‫ى ى ُ‬
‫يومي يسمح لك فيهما بالتغيب دون‬ ‫أت أعطيك يف كل شهر‬ ‫معن ي‬
‫إعالم أن تفعل هذا‪ ،‬وإنما هذا نجعله للظروف الطارئة فقط‪َّ ،‬ل‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ا‬
‫ات‬‫مشكلة لدي البتة يف تغيبك حن وإن تكرر خالل الشهر الواحد لم ر ٍ‬
‫ُ‬
‫خث ى يت قبل موعد تسميعك‬ ‫لظرف عندك أو ما شابه‪ ،‬بشط أن ت ر‬
‫سمع‪ ،‬وأنا لن أسألك عن‬ ‫برسالة عىل الماسنجر أو الواتس بأنك لن ُت ِ‬
‫َ‬
‫أنتظر أنا اتصالك‪ ،‬ثم يمر‬ ‫ى‬
‫أعلمن‪ ،‬حن َّل‬ ‫سبب عدم تسميعك‪ ،‬فقط‬
‫ي‬
‫هباء بينما أنت ُمقرر عدم اَّلتصال أو التسميع‪ ،‬فهذا َّل يليق‪.‬‬
‫ً‬ ‫الوقت‬
‫ويجب أن يكون اَّلعتذار يوم التسميع نفسه كما أسلفت‪ ،‬أو قبله بيوم‬
‫ر‬
‫األكث‪.‬‬ ‫عىل‬
‫كالتاىل‪:‬‬ ‫فيكون‬ ‫بها‬ ‫وأما َنص الرسالة الن ُتر ى‬
‫اسلن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫"السالم عليكم‪ ،‬أعتذر يا شيخ عن التسميع اليوم يف موعدي‬
‫ى‬
‫الذي هو يف تمام الساعة كذا"‬

‫‪147‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫وقت يف‬
‫ٍ‬ ‫تضطرت لتضييع‬
‫ي‬ ‫وتذكر موعد تسميعك؛ بحيث َّل‬
‫البحث عنه ى يف وثيقتك عندي‪.‬‬

‫& بالنسبة للمتون‪:‬‬


‫ُ ّ ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫تجوز يف‬ ‫تحفة األطفال تسمع تسميع اإلجازة يف مجلس واحد‪ ،‬وي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫المي‪ ،‬فإن وقع يف خطأ واحد فوق‬ ‫ما َّل يزيد عن ثالثة أخطاء يف كامل‬
‫ً‬ ‫الثالثة فإنه ُي ّ‬
‫سمعه كامال ى يف يوم آخر‪.‬‬
‫ى‬
‫سمع تسميع اإلجازة يف مجلس واحد كحد أقض‪،‬‬ ‫والجزرية ُت ّ‬
‫ى‬ ‫ٌ‬
‫مسموح به بالنسبة لألخطاء هو خمسة أخطاء يف كامل‬ ‫وأقض عدد‬
‫ى‬ ‫ي‪ ،‬فإن أخطأ خطأ واحدا فوق الخمسة فإنه ُي ِ‬ ‫ً‬
‫سمعها مرة أخرى يف‬ ‫الم ى‬

‫يوم آخر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ى ُ ّ ى‬ ‫ى‬
‫مجلسي كحد أقض‪ ،‬وي تجاوز‬ ‫سمع يف‬ ‫الشاف ي‬
‫ي‬ ‫مي السلسبيل‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫المي‪ ،‬فإن أخطأ خطأ واحدا فوق‬ ‫عن عشة أخطاء كحد أقض يف كامل‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫تصوين ألي كلمة أو‬ ‫ري‬ ‫ذلك يتوقف تسميعه ويعاد يف يوم آخر‪ ،‬علما بأن‬
‫ُ‬
‫حرف ولو ى يف عناوين األبواب تعد خطأ ُمحتسبا‪.‬‬
‫ى‬
‫لمتن تحفة‬ ‫وأنبه مرة أخرى عىل أن التحقيق المعتمد لدينا‬
‫ي‬
‫األطفال والمقدمة الجزرية هو تحقيق الدكتور أبو حفص عمر‬
‫ى‬
‫لمي السلسبيل‬ ‫األزهري‪ ،‬وممنوع الحفظ من غثه‪ ،‬والتحقيق المعتمد‬
‫ى‬
‫الشاف هو تحقيق الدكتور حامد خث هللا‪ ،‬وممنوع الحفظ من غثه‪.‬‬
‫ي‬
‫والثالثة تجدهم بسهولة عىل اإلنثنت‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ّ ى‬
‫ىل يف حفظك األول لهم ولو عىل‬ ‫ُ ّ‬ ‫ً‬
‫طبعا أنت تسمعهم ـ جميعا ـ ع ي‬
‫م ئة مرة‪ ،‬أنا أتحدث عن تسميع اإلجازة وهو يختلف عن التسميع‬
‫العادي كما هو مفهوم‪.‬‬

‫& بالنسبة إلجازة القرآن الكريم‪:‬‬


‫َّل ُيمنح المشثك إجازة القرآن الكريم إَّل بالشوط التالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫عىل من‬‫‪ 1‬ـ أن يكون قد انته من تسميع كامل القرآن الكريم ي‬
‫الفاتحة إىل الناس بأحكام التجويد‪.‬‬
‫مي تحفة األطفال كاملة ا‬
‫عىل‬ ‫‪2‬ـ أن يكون قد انته من تسميع ى‬
‫ي‬
‫وأجزته فيها‪.‬‬
‫مي المقدمة الجزرية ا‬
‫عىل كاملة‬ ‫‪ 3‬ـ أن يكون قد انته من تسميع ى‬
‫ي‬
‫وأجزته فيها‪.‬‬
‫مي تحفة األطفال من‬ ‫‪ 4‬ـ أن يكون قد انته من فهم واستيعاب ى‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ى ى‬
‫"أسن األقوال يف ضبط وشح‬ ‫من يف كتاب‬
‫الناحية النظرية‪ ،‬وأجث ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫ألت حفص عمر األزهري‪( .‬ليس شطا يف اإلجازة ي‬
‫لكن‬ ‫تحفة األطفال" ر ي‬
‫ّ ً‬ ‫ُّ‬
‫أحض عليه حضا شديدا)‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن يكون قد انته من فهم و استيعاب ى‬
‫مي المقدمة الجزرية‬
‫ى‬ ‫ىَ ى ى‬
‫الوجث عىل المقدمة‬ ‫من يف كتاب "الشح‬
‫من الناحية النظرية‪ ،‬وأجث ي‬

‫‪149‬‬
‫ُّ‬ ‫ً‬
‫طا ىف اإلجازة ى‬
‫أحض‬ ‫لكن‬
‫ي‬ ‫الجزرية" للدكتور غانم قدوري‪( .‬ليس ش ي‬
‫عليه شديدا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً ى‬
‫‪6‬ـ أن يجتاز اختبارا يف كامل القرآن الكريم‪ .‬اختبارا للحفظ‬
‫بي أي مشثك يفصله عن القاهرة أقل‬ ‫والتالوة‪ .‬اَّلختبار يتم مشافهة ى‬
‫ى َ‬ ‫ى ُْ‬
‫بي يدي‪ .‬اإلخوة واألخوات الذين يفصلهم عن‬ ‫يمثل‬ ‫يعن‬
‫من ‪ 350‬كم ي‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫عث الفيديو نظرا لصعوبة‬ ‫القاهرة أكث من ‪ 350‬كم يتم اختبارهم ر‬
‫ً‬
‫أمام مباشة أثناء اَّلختبار‪ .‬هذا وبمنته الرصاحة تجنبا ألن‬
‫ي‬ ‫حضورهم‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫يكون ث امة غش حاصل‪ ،‬وأنا عىل علم أن حدوث هذا يف غاية الندرة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫أحيانا من بعض ى‬ ‫ُ‬
‫مرض النفوس‪ ،‬فوجب سد هذا الباب‪.‬‬ ‫لكنه يحدث‬
‫أخثا‪ ..‬يحصل المشثك عىل إجازة القرآن الكريم ُمسندة ُ‬ ‫ً‬
‫وموقعة‬
‫ومختومة بعد شهرين كحد أقض من تاريـ ــخ اجتيازه اختبار اإلجازة‪،‬‬
‫وذلك بعد دفعه رسوم إجازة القرآن الكريم‪ ،‬ورسوم كتابتها وطباعتها‪،‬‬
‫أجث فيه من متون التجويد‬ ‫ى‬ ‫وكذا رسوم كتابة وطباعة جميع ما‬
‫ً‬
‫وشوحاتها‪ ،‬ويتم إرسالهم جميعا له إىل حيث ُيقيم‪.‬‬

‫ى‬
‫ملحوظة مهمة‪:‬جميع القواعد والتفاصيل المذكورة يف هذا‬
‫ى‬ ‫ً ى‬ ‫َ‬
‫العامي ( ‪ 2022‬ـ‬ ‫الن يجري العمل بها حاليا يف‬
‫ه ي‬ ‫الكتاب عن الدورة ي‬
‫ً‬
‫‪2023‬م) ومن الوارد إجراء بعض التعديالت عليها مستقبال‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫نماذج ألسئلة المسابقات واالختبارات داخل ورة‬
‫"حفظ القرآن الكريم عبر الهاتف"‬

‫اختبار رقم (‪ ) 1‬لسورة البقرة‬


‫لكل سؤال عش درجات ـ الزمن ‪ 30‬دقيقة‬

‫السؤال األول‪ :‬أكمل عش آيات من أول قوله تعاىل‪" :‬وإذ قال ربك‬
‫ى‬
‫إت‪" ..‬‬
‫للمالئكة ي‬
‫السؤال ى‬
‫الثات‪ :‬أكمل عش آيات من قوله تعاىل "تلك الرسل فضلنا‬
‫ي‬
‫بعضهم‪" ..‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬اذكر ثالث آيات من بداية الربــع الذي وردت فيه‬
‫هذه اآلية "وهلل المشق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه هللا‪" ..‬‬
‫ى‬
‫السؤال الرابع‪:‬اذكر أول ثالث آيات يف الربــع الذي وردت فيه هذه‬
‫ى‬
‫اآلية‪" :‬إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا يف سبيل هللا أولئك‬
‫يرجون‪" ..‬‬
‫ى‬
‫السؤال الخامس‪:‬اذكر أول ثالث آيات يف الربــع الذي وردت فيه‬
‫هذه اآلية‪" :‬كذلك ى‬
‫يبي هللا لكم آياته لعلكم تعقلون"‬
‫السؤال السادس‪" :‬وإن كنتم ‪ " ..‬حدد مواضعها‪ ،‬واذكر ثالث‬
‫آيات بعد كل موضع‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫السؤال السابع‪ :‬ى‬
‫"غن حليم" اذكر اآلية وأكمل ثالث آيات بعدها‪.‬‬
‫ي‬
‫ى‬
‫"غن حميد" اذكر اآلية وأكمل ثالثة آيات بعدها‪.‬‬
‫ي‬
‫السؤال الثامن‪:‬أكمل ثالث آيات بعد جميع مواضع قوله تعاىل‪:‬‬
‫"ومن الناس"‬
‫السؤال التاسع‪" :‬إن الذين يكتمون‪ " ..‬اذكر ثالث آيات بعد جميع‬
‫المواضع‪.‬‬

‫الن ختمت بقوله تعاىل‪" :‬بكل ي‬


‫شء‬ ‫السؤال العاش‪:‬اذكر اآليات ي‬
‫عليم مواضع"‬
‫وىل التوفيق‪.‬‬
‫وهللا ي‬

‫ى ى‬ ‫ملحوظة‪ :‬هذا اَّلختبار من مسابقة تمت ى‬


‫كي يف دورة‬ ‫بي المشث‬
‫عث الهاتف" فريق الفتيات ضد فريق الفتيان‪،‬‬
‫"حفظ القرآن الكريم ر‬
‫يتم شفهيا طبعا َّل تحريريا‪ ،‬وـ لألسف (ابتسامة) ـ فاز فريق الفتيات‬
‫ى‬
‫باكتساح عىل فريق الشباب؛ لذلك فاألسئلة يف المسابقة عشة أسئلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وإَّل فاألسئلة للمشث ى‬
‫كي عقب كل جزء تكون خمسة أسئلة غالبا‪،‬‬
‫ويكون الوقت المتاح لإلجابة هو ‪ 15‬دقيقة غالبا ى يف حال كان شفهيا‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يعن من لديه الرغبة‬
‫وأنوه إىل أن المشاركة يف المسابقات اختيارية‪ ،‬ي‬
‫ُ‬
‫يشارك فيها‪ ،‬ومن ليس لديه الرغبة يمكنه عدم المشاركة‪ ،‬لكن يفوته‬
‫خث كثث‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫اختبار رقم (‪ ) 2‬لسورة البقرة‬
‫لكل سؤال عش درجات ـ الزمن‪ 20‬دقيقة‬

‫السؤال األول‪" :‬ومن الناس" اذكر جميع المواضع‪ ،‬واذكر آية‬


‫واحدة بعد كل موضع‪.‬‬

‫الثات‪ :‬حدد جميع مواضع قوله تعاىل‪" :‬كذلك ى‬ ‫ى‬


‫يبي هللا‬ ‫ي‬ ‫السؤال‬
‫لكم اآليات لعلكم تتفكرون" وأكمل آية واحدة بعد كل موضع‪.‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬حدد مواضع قوله تعاىل‪" :‬طيبات ـ طيبا"‬

‫السؤال الرابع‪ :‬أكمل من قوله تعاىل‪" :‬أن هللا بما تعملون بصث"‬
‫إىل قوله تعاىل‪" :‬إن هللا بما تعملون بصث"‬

‫ُ َ ٌ‬ ‫َ َ ُ‬
‫السؤال الخامس‪ :‬حدد مواضع قوله تعاىل‪( :‬ش ِهد ـ ي ِ‬
‫شهد ـ شهي د ـ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ‬
‫شهيدا ـ شهيدين ـ شهد َاء ـ شهد َاءكم ـ ش َهادة)‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫ى ى‬ ‫ملحوظة‪ :‬هذا اَّلختبار من مسابقة أخرى تمت ى‬
‫كي يف‬ ‫بي المشث‬
‫عث الهاتف" فريق الفتيات ضد فريق‬ ‫دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫ً‬
‫الفتيان‪ ،‬ويتم شفهيا كما أسلفت‪ ،‬وـ بحمد هللا (ابتسامة) ـ فاز فريق‬
‫الفتيان باكتساح عىل فريق الفتيات بفارق ‪ 19‬نقطة‪ ،‬ورد الهزيمة‬
‫السابقة‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫ى‬
‫تمكني‬ ‫اختبار الجزء األول من القرآن الكريم ُ‬
‫للم‬

‫ى‬
‫يىل‪( :‬شفهيا فيما َّل يزيد عن ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬أو يف‬
‫أجب عما ي‬
‫عث التليجرام‪ ،‬عىل أن يكون لكل سؤال ريكورد واحد‬ ‫ريكوردات ر‬
‫ُمستقل به‪ ،‬وَّل يزيد زمن اإلجابة لكامل اَّلختبار عن ‪ 30‬دقيقة ـ أو‬
‫ً‬
‫تحريريا ُمستعينا بالورقة والقلم ثم تصوير اإلجابة وإرسالها ا‬
‫إىل‪ ،‬عىل أَّل‬
‫ي‬
‫يزيد زمن اإلجابة عن ‪ 45‬دقيقة)‪.‬‬

‫ى‬ ‫َ‬
‫السؤال األول‪ :‬أكمل من قوله تعاىل‪" :‬وإذ قال ربك للمالئكة ي‬
‫إت‬
‫ً‬
‫واستكث وكان من‬
‫ر‬ ‫جاعل ى يف األرض خليفة" إىل قوله تعاىل‪.." :‬‬
‫ٌ‬

‫الكافرين"‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫السؤال ى‬
‫أظلم‪ "..‬أكمل اآلية يف جميع مواضعها واذكر‬ ‫الثات‪" :‬ومن‬
‫ي‬
‫ى‬
‫آيتي بعد كل موضع‪.‬‬
‫ى‬
‫السؤال الثالث‪" :‬أولئك الذين اشثوا‪ "..‬أكمل اآلية يف جميع‬
‫ى‬
‫آيتي بعدها‪.‬‬ ‫مواضعها‪ ،‬واذكر‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫الن ختمت بها‪.‬‬
‫السؤال الرابع‪ .." :‬إن كنتم صادقي" اذكر اآليات ي‬
‫ْ‬
‫السؤال الخامس‪:‬أكمل من قوله تعاىل‪" :‬ما ننسخ‪ " ..‬إىل قوله‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫تعاىل‪" :‬إن هللا بما تعملون بصث"‬

‫‪155‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الثات من القرآن الكريم ُ‬
‫تمكني‬ ‫للم‬ ‫ي‬ ‫اختبار الجزء‬

‫ى‬
‫يىل‪( :‬شفهيا فيما َّل يزيد عن ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬أو يف‬
‫أجب عما ي‬
‫عث التليجرام‪ ،‬عىل أن يكون لكل سؤال ريكورد واحد‬ ‫ريكوردات ر‬
‫ُمستقل به‪ ،‬وَّل يزيد زمن اإلجابة لكامل اَّلختبار عن ‪ 30‬دقيقة ـ أو‬
‫ً‬
‫تحريريا ُمستعينا بالورقة والقلم ثم تصوير اإلجابة وإرسالها ا‬
‫إىل‪ ،‬عىل أَّل‬
‫ي‬
‫يزيد زمن اإلجابة عن ‪ 45‬دقيقة)‪.‬‬

‫السؤال األول‪ :‬أكمل من قوله تعاىل "واقتلوهم حيث‬


‫ثقفتموهم‪ "..‬إىل قوله تعاىل‪ .." :‬شديد العقاب"‬
‫ى‬
‫الثات‪ :‬أكمل من قوله تعاىل‪" :‬أم تريدون أن تسألوا‬ ‫ي‬ ‫السؤال‬
‫رسولكم كما سئل موش‪ "..‬إىل قوله تعاىل‪ .." :‬يحكم بينهم يوم القيامة‬
‫فيما كانوا فيه يختلفون"‬
‫السؤال الثالث‪" :‬وإذا قيل لهم‪ " ..‬اذكر جميع المواضع‪.‬‬
‫ُ‬
‫الناس‪" ..‬‬ ‫السؤال الرابع‪ :‬اذكر جميع مواضع قوله تعاىل‪" :‬يا أيها‬
‫ى‬
‫آيتي بعد كل موضع‪.‬‬ ‫وأكمل‬
‫ُ‬
‫الناس من يتخذ من‬
‫ِ‬ ‫السؤال الخامس‪ :‬أكمل من قوله تعاىل‪" :‬ومن‬
‫صم ٌ‬
‫بكم ٌ‬
‫عىم فهم َّل يعقلون"‬ ‫دون هللا‪ "..‬إىل قوله تعاىل‪ٌّ .." :‬‬
‫ي‬

‫‪156‬‬
‫مما يُث ِل ُج الصدر‬

‫ى ى‬ ‫ى‬
‫كي يف دورة حفظ القرآن الكريم‬ ‫كية من أحد األفاضل المشث‬
‫بث ٍ‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫مدة يسثة رغم إغالق باب‬
‫قبلت صديقا له يف الدورة منذ ٍ‬
‫عث الهاتف ِ‬
‫ر‬
‫ا‬
‫عىل‬ ‫ا َ‬
‫القبول قبلها بفثة يسثة‪ ،‬فلما كان موعد تسميعه األول سمع ي‬
‫سورة الفاتحة فقط؛ ألن أول تسميع للجميع يكون الفاتحة فقط وَّل‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أجمع معها غثها تعظيما لها‪ ،‬وكانت قراءته جيدة جدا‪ ،‬بعد التسمي ع‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫قال يىل‪ :‬تعرف يا أستاذ عادل‪ ،‬أنا أحفظ عشين جزءا من القرآن‪ ،‬وكنت‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً ى‬
‫لكن آثرت اَّلنضمام‬ ‫ي‬ ‫مشثكا يف حلقة هنا يف المسجد النبوي‪،‬‬
‫الن‬‫لسبب واحد فقط‪ ،‬هو الرصامة والجدية ي‬ ‫ٍ‬ ‫والتسميع عليك أنت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تتعامل بها‪ .‬حس َ‬
‫ضايقن نوعا ما فقال ُمستدركا‪ :‬وَّل شك طبعا‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ب أنه‬ ‫ِ‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬
‫الممث يىل يف التسميع عليك هو ال رصامة‬ ‫أنن سأستفيد من علمك‪ ،‬لكن‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫والجدية‪ .‬انته كالمه‪.‬‬
‫ى‬
‫لسببي‪..‬‬ ‫والحقيقة فقد فرحت بكالمه‬
‫ُّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫أنن وجدت‬ ‫لزوجن قبلها بأيام‪ :‬لو ي‬
‫ي‬ ‫األول‪ :‬هو ي‬
‫أنن كنت أقول‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫طلبن َّلخترصت‬ ‫ي‬ ‫أعمل به مع‬ ‫وبنظام الذي‬
‫ي‬ ‫مثىل‬
‫ي‬ ‫شيخا يىل‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬
‫حيات ـ‬ ‫ي‬ ‫ألتق يف‬‫أت لم ِ‬‫ويؤسفن ي‬
‫ي‬ ‫أعواما ًطويلة يف الحفظ والمراجعة‪،‬‬

‫‪157‬‬
‫ُ‬ ‫عىل ر‬
‫تذليىل لهم إياها‪ ،‬فوافق‬
‫ي‬ ‫كثة من لقيت ـ بمن يذلل يىل العقبات‬
‫ًّ‬
‫كالم‪.‬‬
‫ي‬ ‫ضمنيا‬ ‫كالمه‬

‫ً‬ ‫ُ ِ‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬


‫أحيانا أخاف أن أنفر أحدا من الحفظ والمراجعة به ذه‬ ‫الثات‪ :‬ي‬
‫أت‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أنن أقوم بإقصاء المشثك من الدورة ككل يف حال غاب‬ ‫ي‬ ‫الرصامة‪ ..‬ذلك‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أنن‬
‫واحد دون اَّلعتذار قبل موعد تسميعه‪ ،‬كما ي‬
‫ٍ‬ ‫شهر‬ ‫ثالث مرات يف‬
‫أشثط الحفظ القوي لجميع متون التجويد‪ ،‬أما بالنسبة للقرآن الكريم‬
‫ى‬
‫أنن‬
‫مع عىل مدار ختمته بعشات اَّلختبارات‪ ،‬والشاهد هو ي‬ ‫فهو يمر ي‬
‫ألزمه ى‬
‫بالثام من حديد بالحفظ والمراجعة ومواعيد التسميع‪ ،‬وَّل هوادة‬
‫ً‬
‫فيهم جميعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ُ ى‬
‫امن‬
‫مع لرص ي‬ ‫جاءت طالبا الحفظ ي‬‫ي‬ ‫أت فرحت بكالم األخ الذي‬ ‫القصد ي‬
‫ى‬
‫نفس؛ ذلك أنه فهم مرادي من هذه‬ ‫ي‬ ‫يف الدورة؛ ألنه ىنف هذا الظن من‬
‫ُ‬ ‫حفظا ومراجعة‪ ،‬ى‬‫ً‬ ‫ى‬
‫فف النهاية ستخرج‬ ‫ي‬ ‫الرصامة يف التعامل مع القرآن‬
‫متقنا‪ ،‬القرآن ىف صدره كالمصحف ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بي عينيه‪ .‬فإن أكرمه‬ ‫ي‬ ‫حافظا ضابطا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كامال ا‬
‫خات ٍم‪ ،‬وكان فرحه بإت قانه‬
‫عىل كان حافظا‪َّ ،‬ل مجرد ِ‬ ‫ي‬ ‫هللا وختم القرآن‬
‫عن لسبب عنده أو عندي‬ ‫ى‬
‫أعظم من فرحه باإلجازة‪ ،‬وإن قدر هللا وانقطع ي‬
‫ً ُ ً‬
‫تقنا لهم‪ ،‬إن ُس َ‬ ‫بعد حفظه لجزأين أو ثال ثة أو ر‬
‫ئل‬ ‫أكث أو أقل كان حافظا م‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫خّط‪ ،‬وإن اأم بهم الناس يف الصالة‬
‫ئ‬ ‫فيهم أجاب‪ ،‬وإن صىل بهم بالليل لم ي‬
‫ُ‬
‫الحفاظ من خلفه‪ .‬فالحمد هلل عىل ذلك‪.‬‬ ‫لم يرده‬

‫‪158‬‬
‫ى‬
‫والتابعي لهم‬ ‫وصىل هللا عىل عبده ونبيه محمد‪ ،‬وعىل آله وصحبه‪،‬‬
‫بإحسان إىل يوم الدين‪.‬‬
‫ى‬
‫وكان الفراغ منه يف يناير ‪2022‬م‬

‫‪159‬‬
‫تعريف موجز بمؤلف الكتاب‪ ،‬ومدير دورة‬
‫"حفظ القرآن الكريم عبر الهاتف"‬

‫& عادل بن سيد بن إبراهيم الجندي‪ ،‬وشهرته عادل الجندي‪ ،‬من‬


‫ى‬ ‫ى‬
‫بن سويف يف يوم ‪1‬ـ‪9‬ـ‪1992‬م‬‫مواليد محافظة ي‬
‫ى‬
‫& تخرج يف كلية أصول الدين قسم الحديث وعلومه جامعة‬
‫األزهر الشيف بالقاهرة‪.‬‬
‫مالحظات "‬
‫ي‬ ‫& كاتب وصدر له عدة أعمال أدبية أشهرها كتاب‪" :‬‬
‫ى‬
‫و "شذرات أدبية" و"ذكريات محكوم عليه باإلعدام" و"العقاد يف‬
‫القرن الحادي والعشين" وغثهم‪.‬‬
‫ر‬ ‫ى‬
‫ألكث من ثالثة‬ ‫خثة يف تعليم القرآن الكريم وأحكام التجويد‬‫& ر‬
‫ً‬
‫عش عاما‪ ،‬مر عليه خاللها آَّلف الطلبة من شن بقاع األرض‪.‬‬
‫ى‬
‫& مجاز يف القرآن الكريم من عدة مشايخ أفاضل كالعالمة الشيخ‬
‫بيوم ـ رحمه هللا تعاىل ـ آخر تالميذ اإلمام الضباع‬
‫ي‬ ‫عبد الفتاح مدكور‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫الدسوف صاحب أعىل إسناد يف‬
‫ي‬ ‫لحاقا به‪ ،‬والشيخ مصباح بن ودن‬
‫العالم ى يف القرآن الكريم ‪ ،‬والشيخ ربيع بن عبد العال المرصي‪.‬‬
‫ى ى‬
‫أجث يف أشهر متون التجويد من عدة مشايخ‪ ،‬أبرزهم أيضا‬ ‫& كما‬
‫مي تحفة‬‫أجث منه ىف ى‬‫ى‬ ‫بيوم‪ ،‬وقد‬ ‫الشيخ العالمة عبد الفتاح مدكور‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪160‬‬
‫ى‬
‫الشاف‪ ،‬والشيخ رحمه هللا كان‬‫ي‬ ‫األطفال والمقدمة الجزرية والسلسبيل‬
‫الشاف أعىل إسناد لهما ى يف العالم‪.‬‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يحمل يف تحفة األطفال والسلسبيل‬
‫ى ى‬
‫أجث يف تحفة األطفال‪ ،‬واختالفات تحفة األطفال‪ ،‬وكتاب‬ ‫& كما‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أسن األقوال يف ضبط وشح تحفة األطفال‪ ،‬والمقدمة الجزرية‪،‬‬
‫وغثهم‪ ،‬من الشيخ الدكتور أبو حفص عمر األزهري حفظه هللا تعاىل‪،‬‬
‫ى‬
‫وسند الدكتور عمر يف المقدمة الجزرية بشكل خاص هو أعىل سند لها‬
‫اآلن ى يف العالم‪.‬‬

‫للتواصل‪:‬‬

‫فيس بوك‪/https://www.facebook.com/adel.s12 :‬‬


‫واتساب‪01124570047 :‬‬
‫ى‬
‫المرصيي‪+20 :‬‬ ‫مفتاح مرص لغث‬
‫ًّ‬
‫هاتفيا‪ 01124570047 :‬ـ ‪01099396244‬‬

‫‪161‬‬
‫الفهرس‬
‫ِ ٌ‬
‫ُمقدمــة ‪7 ............................................... ................................‬‬

‫استهالل ‪11 ........................................... ................................‬‬

‫فرق ما ى‬
‫بي الناجح والفاشل ‪18 ....................................................‬‬
‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬
‫اجعة ‪21 .............................. ................................‬‬
‫المراجعة المر‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫تستطيع ال ُح َ‬
‫ُ‬
‫كم عىل نفسكبأنك حافظ للقرآن؟ ‪25 .......................‬‬ ‫من‬
‫ى‬
‫طريقن يف ُمراجعة القرآن الكريم ‪32 ..............................................‬‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أحكام التجويد ‪35 ............................. ................................‬‬ ‫تعلم‬
‫َْ َ‬
‫اجعل َها عـادة ‪37 ....................................... ................................‬‬
‫ُ ا ُ‬ ‫َ‬
‫َّل تزعم أنك مشغول‪ ..‬الوقت يت ِسع لكل ي‬
‫شء ‪39 ..............................‬‬
‫َ‬
‫به آخرين ‪43 ...................‬‬ ‫ً َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ا‬
‫إن هللا تعاىل يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع ِ‬
‫ُ‬
‫ه إجازة القرآن الكريم؟ وما أهميتها؟ وما شوط الحصول عليها؟ ‪45 .‬‬
‫ما ي‬
‫العاىل" وما أهميته؟ ‪48 ........................‬‬ ‫ما هو السند وما ى‬
‫معن "السند‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫نماذج ُم ِ‬
‫لحفظ ِة القرآن الكريم ‪50 ..........................................‬‬ ‫شفة‬

‫حافظ ُمتقن ُمتمكن ‪70 ...................................‬‬


‫ٍ‬ ‫نصيحة إلخراج‬
‫ٍ‬ ‫‪100‬‬
‫ُ‬
‫سميع ر َ‬ ‫ا‬
‫عث الهاتف؟ ‪115...................................................‬‬ ‫لماذا الت‬

‫‪162‬‬
‫عث‬ ‫ُ‬
‫جواب أبرز األسئلة المتكررة بخصوص دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫الهاتف" ‪117.................................................. ................................‬‬

‫عث الهاتف" ‪129............................‬‬


‫قواعد دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫ٌ‬
‫توضيح لبعض القواعد ‪135........................................................‬‬

‫نماذج ألسئلة ا لمسابقات واَّلختبارات داخل دورة "حفظ القرآن الكريم‬


‫عث الهاتف" ‪151............................................. ................................‬‬
‫ر‬
‫ُ ُ‬
‫مما ي ِثلج الصدر ‪157................................. ................................‬‬

‫عث‬
‫تعريف موجز بمؤلف الكتاب‪ ،‬ومدير دورة "حفظ القرآن الكريم ر‬
‫الهاتف" ‪160.................................................. ................................‬‬

‫الفهرس ‪162........................................... ................................‬‬

‫‪163‬‬
164

You might also like