Professional Documents
Culture Documents
()1/182
ريكان .وجاء في الشرفنامة أنها " رادكان " وينطق بها األكراد ريكان.
نيروا .والظاهر أن هذا اسم موطن عرفت به قبائله.
واألخيرتان قد تكونت منهما مجموعة تدعى " نيروا -ريكان " .ومنها الناحية بهذا االسم.
ومركزها قرية " بيبو " .
وقبائل بهدينان هذه توزعت الى مواطنها ،وعرفت بها ،وغالب عملها الزرع والضرع ،ومواطنها
خصبة ،ومياهها غزيرة ،وفيها شجر الجوز ،والصفصاف " Iاسبندار " " ،الدلب " ويسمى " جنار "
ويعرب الى " صنار " .
2
-إمارة العمادية
وهذه اإلمارة معروفة ،وغالب حكمها على العشائر ولكنها أقرب للحضارة .ظهر فيها علماء
أفاضل ،وتكونت فيها مساجد ومدارس .واإلمارة قديمة ،ويرجع تاريخ تجديد المدينة الى عماد الدين
زنكي سنة 537ه ،فعرفت ب " العمادية " وكانت قبل هذا تدعى آشيب وإ ن لغتهم مختلطة بالعربية
والكردية والظاهر أن إمارتهم تكونت في أواخر عهد المغول .وذكر في الشرفنامة أن أمراءها
جاؤوا من " طارون " من أعمال شمس الدين " شمدينان " وهي منطقة واسعة في الجمهورية التركية
وأول من عرف من أمراء العمادية " بهاء الدين " فقيل لهم " بهدينان " ،ولم يعين أحد بالضبط تاريخ
توصلهم الى اإلمارة ،وال سبب ظهورهم.
ومن مراجعة نصوص عديدة قد تلخص لنا أن صاحب مسالك األبصار قد تكلم في " الجولمركية " ،
وهم قوم ينسبون الى الوطن( )1ال الى النفر ،بل هم طائفة من بني أمية يقال لهم " الحكمية "
اعتصموا بالجبال واستغنوا بمنعتها طلباً للسالمة من أعدائهم ،وذكر أنهم اآلن في أيامه يزيدون عن
ثالثة آالف ،وكان ملكهم عماد الدين بن األسد منكالن ،ثم خلفه الملك أسد الدين .ووصف مناعة
جبلهم ثم قال " :والملك عليهم " يريد في أيامه " بهاء الدين بن قطب الدين ،وولده في الملك يجري
مجراه .وكان له ابن عم آخر يدعى " شمس الدين داود " " ...اه وسياق عبارته يدل على أن هؤالء
ملكوا عليهم في أيامه فقد ولي أمرهم هؤالء ،ولم يعين نسبهم ،وإ نما عين قبائلهم ،وهم الجولمركية.
فال شك أن هؤالء منهم تكونت " إمارة بهدينان " في العمادية .وتنسب الى بهاء الدين هذا ،ومواطنهم
كانت تلي بالد العمادية ،والنصوص المسموعة والمنقولة تؤيد ذلك ،وأما شمس الدين داود فقد ولي
إمارتهم األصلية ،وتوافق الرواية المسموعة .قال في المسالك " :ويلي الجولمركية وجه عقر شوش،
وبالد العمادية ،وبالد زيبار ،وبالد الهكار " .اه وال يمنع ان هؤالء األمراء كانوا في ايام صاحب
المسالك ،وأنه كان بدء تكون إمارتهم ،وأصل تفرعها وأنهم من أصل عباسي كما يحفظه أمراؤهم.
واشتهروا بذلك ذكر ذلك وضعف صاحب الشرفنامة األقوال االخرى .وفي سياحتنامهء حدود أيد
هذه الشهرة المعروفة .واإلمارة قد تكون من اصل غير أصل القبيلة وتابعة للمواهب ،واألسماء
متفقة وتقرب مما ذكره صاحبى الشرفنامة من أجدادهم ،بل ليس لدينا ما نعول عليه اقوى سنداً من
ذلك.
وأمل المصادر التاريخية األخرى تظهر طريق توصل هؤالء لإلمارة ،وتوسعها فينجلي المبهم .وما
ذكرته من هذه النصوص لم يدع شكاً في تكون شمدينان ،وبهدينان موافقاً للمسموع والمنقول معاً.
والروايات األخرى في أصلهم ضعفها صاحب الشرفنامة .تولدت إمارة بهينان على العمادية
واألنحاء المجاورة لها من زاخو ،ودهوك والعقر " عقرة " ،وتوالى أمراؤهم ،وان السلطان حسين
منهم كان في ايام السلطان سليمان القانوني ،وتوالوا بعده ،فدامت إمارتهم الى أواخر أيام علي رضا
باشا الالزر ،وقد بحثت في ذلك مفصالً في تاريخ العراق بين احتاللين.
ثم جاء السردار االكرم رشيد باشا فأباد هذه اإلمارة وإ مارات أخرى كإمارة محمد باشا الرواندوزي،
وإ مارة آل بابان.
وبعد أن قضي على " إمارة العمادية " ألحقت هي وعقرة بالموصل مدة ،ثم إن العمادية فصلت،
وصارت تابعة لحكاري سنة 1265ه ،وبقيت عقرة تابعة للموصل .ثم تقلبت بها األحوال ،وقد
بسطنا ذلك في تاريخ العراق.
وفي أيام امارتها تبعت والية بغداد مدة .وفي زمن إمارتها كانت محترمة من الكرد في تلك األنحاء.
وفي أيامنا توزعت الى أقضية ،فصارت قضاء وكذا زاخو ،ودهوك ،والعقر " عقرة " الى آخر ما
هنالك .وال شك قبائلها صارت تابعة لما انفصل منها.
3
-قبائل زاخو
()1/183
وهذه من قبائل بهدينان إال أنها ال تمت الى جد ،وإ نما جعلتها السلطة كذلك وال تفترق عن عشائر
الكرد األخرى وجاء ذكرها في مسالك األبصار ،وفي الشرفنامة وقبائلها المعروفة :سليفاني.
وأصلها سليماني كما جاء في الشرفنامة ومن تفرعاتها :سينا .رئيسهم حاجي رمضان بن حسن.
دود بادا .رئيسهم رشيد اغا.
- 2سندي .وهذه وردت في مسالك األبصار وفي الشرفنامة تتوزع الى :شيف .رئيسهم حاجي
بدري .سمعت أنه قتل سنة 1946م نفس سندي .رئيسهم صالح اغا ابن عبدي اغا.
كللي .رئيسهم حاجي صادق اغا برو .وهو قاتل الحاج بدري.
وهذه العشائر نواحيها بأسمائها ،وفيها قرى كثيرة جداً .وفي نفس زاخو " أسرة شمدينان " أصلها من
شمال العمادية في الجمهورية التركية ،وقد عرف اتصالها ببهدينان .وقال في الشرفنامة أن أكثر
علماء األكراد وفضالئهم من هذه األنحاء ومن رؤسائها يوسف باشا ،وابنه حازم بك وهو اآلن عين،
وحاجي اغا وهو اآلن عضو في المجلس النيابي.
4
-قبائل عقرة
وهذه قبائلها كثيرة ،منها هركي وسورجي قد ذكرتا .وناحية السورجية معروفة باسم قبيلة سورجي.
وكذا " قبيلة شمزيني " أو شمزينان .قد مضى بحثها بين قبائل ديزه يى ،فاعتبرت فرعاً من قبيلة
سيان( ،)1وقد ذكرنا من فروعها " سوره مو " ،و " كاجي " ،و " بيره سني " .ولها فروع أخرى
وفي العقر مجموعات قرى كما أنه يروى أن اهل مركور ،وبرده سور ،وتركور من الكرد المسلمين
يمتون الى شمزينان بقربى ،وإ نهم من قبيلتهم جاء ذلك في سياحتنامهء حدود ،وعدها من ملحقات
عقره ،أو في األصل من شمزينان من قبائلها .ولها جبال منيعة( )2وهذا ما يؤيد االتصال المنقول
من مسالك األبصار.
ومن أوضح ما في هذا القضاء " العشائر السبع " .وكانت عرفت بهذا االسم من أمد طويل ،وتتكون
منها ناحية باسمها .وقراهم كثيرة مجاورة لقرى " نافكر " ،وتقع على طريق عقرة ،وتبدأ من "
جسر مندان " على نهر الخازر.
وهذه العشائر السبع :كبره.
وزركي.
شايلو.
شيخ بزيني.
لوما.
خنت بري.
شارك.
وكل هذه العشائر من قبائل بهدينان .وبالتعبير األولى داخل إمارة بهدينان القديمة إال قبيلة " شمزينان
" فإنها من " شمس الدينان " .
5
-قبائل زيبار
هذه التسمية جاء ذكرها في مسالك األبصار ،وفي الشرفنامة ،وقد بين صاحب الشرفنامة إن لفظها
متكون من " زي " اسم نهر ويقال له " نهر الجنون " و " بار " بمعنى الضفة .فصار يطلق على من
حل هناك بهذا االسم " زيباري " .ومواطنها بين عقرة والزاب الكبير وعد قلعة باريزان ،وقالده
وقلعة شوش ،وقلعة عمراني منها وانها في تصرف الزيباريين والعمرانية بلدة قديمة في أنحاء
الموصل ذكرها السمعاني وابن األثير وتزرع الرزم والكروم .ورئيسها محمود اغا الزيباري .واآلن
هو عضو في المجلس النيابي )1(.ومن قبائل زيبار :زيبار.
برروز.
مزوري.
شيروان.
برادوست .وقد عقد صاحب الشرفنامة فصالً في إمارتهم.
كردي.
هركي.
ومن هذه القبائل كردي ،وهركي موزعة في اربل وفي عقرة كما تقدم .وأما القبائل األخرى "
مزوري " قد تكونت منها ناحية في دهوك وشيروان وبرادوست صارتا تابعتين لقضاء بيشدر.
6
-قبائل بارزان
هذه من قبائل " زيبار " ،وأصلها قرية " باريزان " ،فتوسعوا قال في مفصل جغرافية العراق أنها
تسكن في شمال الزاب األعلى ،وتخضع للشيخ أحمد كل الخضوع باعتباره شيخ الطريقة النقشبندية.
والقبيلة متحضرة تزرع الحبوب والرز والتبغ والكروم .ومواطنهم :بيره كبره .كانت مركز الناحية.
واآلن تابعة لقضاء عقره.
بلي .مركز القضاء فنقل الى اربل.
بارزان .مركز الناحية ،والحق باربل.
ومن ثم صارت ناحية تابعة للواء اربل .ووقائعهم مذكورة في تاريخ العراق .وأصل هذه اإلمارة أو
الرياسة القبائلية تولدت من الطريق النقشبندية .فتمكن هؤالء الشيوخ من التسلط على القرى ،فانقادت
لهم انقياداً تاماً ،وصارت أشبه باإلمارة ،ويوضح أمرهم تاريخ ظهور الطريقة المذكورة فيهم ،ثم
تطور الفكرة.
ومن قبائلهم :بروش .رئيسهم محمود اغا.
نزار .رئيسهم الشيخ أحمد أخو مال مصطفى.
7
-قبائل دهوك
- 1قبائل مزوري:
()1/184
تعد من أقدم القبائل الكردية .واآلن تعد ناحية معروفة بهذا االسم من قضاء دهوك والشائع أن أصلها
" مضرية " ،فغيرتها اللهجة ،ونطقوا بها " مزوري " ،وقد وردت في الشرفنامة ،وبين أنها من
عمدة عشائر العمادية )1(.ولم يتوضح أصلها .وجاء في عنوان المجد ما نصه " :كثيرة العدد ،نشأ
منها علماء أعالم فحول ،منهم العالمة التحرير ،جامع المنقول والمعقول ،حاوي الفروع واألصولI،
الولي الحافظ ،شيخي وسندي ،وشيخ مشايخ العراق باالتفاق ،الشيخ يحيى الزوري العمادي العمري
النسب .وله حاشية على تحفة العالمة ابن حجر الهيثمي المكي طاب ثراهما " .اه( )2وقال معالي
األستاذ أمين زكي " :المزورية مستقلون ،يشغلون ناحية بأكملها بقضاء دهوك ،ويقومون Iبالزراعة
وغرز الكروم " .اه(.)3
ومن قبائل مزوري في العمادية ،وفي الجمهورية التركية ،فهي منتشرة .وفي العراق - 1 :ارتوش.
وهذه قبيلة كبيرة ،وقراها عديدة ،وجاء في خالصة تاريخ الكرد وكردستان أن فروعها :عز الدينان.
مرزكي.
مامه رش.
مامه ند " .يزيدية " .
بروز.
جيريكي.
شيدان.
ما مخور.
خاويستان.
مامه دان.
كلودان.
زيوه ك.
زفكي.
هافيجان )1(.وقال في مفصل Iجغرافية العراق ان هذه القبيلة من القبائل الكردية الكبيرة ،وكانت
تتجول سابقاً في بقاع معلومة ،فحدث بينها وبين قبيلة دوسكي قتال شديد ،وإ ن قسماً كبيراً منها بقي
في الجمهورية التركية ،وبقي اآلخرون في دهوك - 2 )1(.الشرفان :وهذه من القبائل المتجولة،
وقراها عديدة منها مجموعة قرى " نافكر " أي األرض ذات األوحال .وفي هذه األيام قل تجولها.
والمتحضرون منهم يسكنون بمقربة من قضاء شيخان .والرحل يسكنون " وادي سليفاني " و دهوك.
ومن رؤسائهم عبد اهلل الشرفاني في قرية " مريبة " في الشيخان المجاورلقضاء دهوك .ومن
رؤسائهم اسماعيل الشرفاني في قرية " روفي " في أنحاء عقرة.
- 3قبيلة دوسكي :من قبائل دهوك ،وتتكون منها ناحية معروفة باسمها ،وتتصل بالعمادية ،وقراها
كثيرة جداً .قال في سالنامة الموصل بعض أقسامها في العمادية ،موزعة في القضائين .وكان
رئيسها سعيد اغا نائب الموصل في سنة 1947م ،قتله سليم بيسفكي Iغيلة كما أخبرت الجرائد في
2491947وكان بينهما نزاع.
وسعيد اغا يسكن في قرية كرماوه " ذات المياه الحارة المعدنية " ،وإ ن سليما البيسفكي يسكن في
قرية " بيسفكي " التابعة لناحية دوسكي.
وهذه القبيلة مشهورة بالشجاعة .وغالب أهليها مهمتهم الزراعة وتربية المواشي وعمل الفحم.
- 4كوفه يي.
- 5شمكان.
ذكرتهما سالنامة الموصل ،ولم نتبين عنهما من الوثائق .ولعل في القراء من يوضح حالتهما.
8
-قبائل ميران
هذه من القبائل المتجولة بين العراق والجمهورية التركية .قال فخامة األستاذ الهاشمي " :تدخل في
الشتاء األراضي العراقية ،وفي الصيف األراضي التركية " اه( )1وهذه متكونة من قبائل عديدة قد
تجمعت.
9
-قبائل اليزيدية
من أهم قبائل الشمال ،كانوا يدعون ب " الهكارية " .واآلن يتناولون شيخان وسنجار ومنهم في
دهوك وبعشيقة ،وفي سورية وفي قفقاسيه .وفي " تاريخ اليزيدية " ( )2تفصيل زائد عنهم .وغالب
هذه القبائل كرد ،وبينهم بعض القبائل العربية ،وصارت كردية .وقبائل اليزيدية ال يختلفون عن
سائر قبائل الكرد فهم أهل قرى أكثر منهم قبائل إال أن طول الزمن وتوسع الرياسة على القرية أدى
إلى أن يكونوا مجموعات عرفت باسم " قبائل " كما هو الشأن في " قبائل العرب " .
وأما تسميتهم باليزيدية فال يزال بعض الكتاب يعتقدون فيهم أنهم يمتون الى أصل قديم أما مجاراة
لألجانب ،أو سياسة يأملون بها أن يبعدوهم عن األموية والعالقة بها ولعل أكبر سائق الى مثل هذه
األقوال أن ال يكلفوا أنفسهم مهمة التحقيق ،ومراعاة النصوص التاريخية .وكأن النصوص التاريخية
في نظر هؤالء ال قيمة لها .والمرء من واجب ذمته أن يقف عند الواقع .وال يهمنا أن ال يتورع
هؤالء عما وقعوا به .وال يرجعوا الى الصواب والتاريخ شاهد عدل وال شك أنه يقضي على مثل
هذه اآلراء.
()1/185
وهذه التسمية " باليزيدية " أصلها االعتقاد بيزيد بن معاوية ،وإ ن إمامته صحيحة ،فهي عقيدة ويجب
أن ال تكون لها عالقة بالقبائل إال أنهم أشبه بالكاكائية في هذه التسمية من جراء أن منشأها عقيدة،
وقد تغلبت عليهم مقرونة بتصوف غال ،وربما سمي قسم منهم بأسماء العقيدة مثل " كوجك " ،و "
قوال " ،و " شيخ " ،و " فقراء " ...
ومن قبائلهم أو مجموعاتهم في أنحاء الموصل :بكران.
بردحلي.
بلسين.
بيت خالتي ،أو خالتي.
بابيري.
بيره يى.
تازي أو التازية .وهؤالء أصلهم من العرب.
ترك .نزحوا من الترك.
جالكا .ويقال لهم جوانا.
جحيش.
جفرية.
جهباني.
حباب ،أو هبابات.
حليقي.
ختاري ،أو حتاري.
خورسكان.
خيسك ،أو خسيكي.
دخيه.
داسني.
دملي.
دنادية.
دنبالن ،دنبلي ،دملي.
رشكان.
روبنشتي.
زيلكا.
سموقه.
ّ
سيفانية.
شهوان.
شيخان.
صوعان.
عبيدي.
عزوي.
فقرا.
قائديه.
قيجكا.
قيران.
كوركوركه.
كيباريه.
ماموسي.
مسقوره.
مندكان.
موسسان.
مهركان.
هركي.
هسكان.
هكاري.
هوبرية.
وقراهم كثيرة في قضاء دهوك ،وفي شيخان ،وفي سنجار وفي تاريخ اليزيدية توسعنا في ذكرها،
فاكتفى بأسماء القبائل ومن أراد التفصيل عن كل قبيلة فليرجع الى تاريخ اليزيدية المذكور.
وقبائلهم في قفقاسية كثيرة وهؤالء يرجعون الى " قبائل سبيكي " أو " سبيكانلو " .ومنها :ميقانللي.
عيسى دانلو.
بوتيا نلي.
شمسكي.
كليري.
جيالنلي.
مانكا نلي.
مامه زيدي.
بيره خال.
دره جكي.
حسيني.
ميرانكي.
ستوركي.
ُبرخالو.
وال نتوسع هنا بأكثر من هذا.
10
-إمارة اليزيدية
أمراء اليزيدية مقطوع بنسبهم من األمويين كما تنطق بذلك وثائق عديدة ،وتواريخ ال تحصى ،وإ ن
إمارتهم قبائلية أقرب الى البداوة ،والتبعيد عن أصلهم سياسة مشهودة ال ينطلي أمرها وإ ن كان قد
حدث في األيام األخيرة والوقائع المزعجة ما أنساهم اطراد السلسلة .واليزيدية أكثر اتصاالً
بأمرائهم ،وطاعتهم لهم كبيرة جداً .وقد أوضحت في تاريخ اليزيدية عن امارتهم وقبائلهم فال مجال
ألكثر من هذا.
وكل ما نقوله أن قبائل الموصل أو قبائل الكرد الشمالية كثيرة ،ال مجال الستيعابها ،ويطول بنا ذكر
قرى كل قبيلة منها ،وإ ال كونت وحدها كتاباً ضخماً ،ومع هذا فصلنا في تاريخ العراق ما تيسر عند
عروض الحوادث واالتصال بها.
قبائل الحدود
ما جاور العراق من قبائل الكرد ال يحصى عداً ،والتوسع خارج عن البحث ،فمن الضروري
االجمال وإ ال فالموضوع واسع جداً ،وقد بسطنا القول فيه " تاريخ العالقات بين إيران والعراق "
وفي الدرجة األولى تهمنا " عشائر إيران " ،فلن نر من كتب في موضوعها Iوإ ن األدباء المؤرخين
من اإليرانيين تعرضوا لذكر بعضها(.)1
وفي تركية ظهرت كتب عديدة فيها بيان عن القبائل هناك إال أن هذه المباحث لم تكن موسعة وال
ذات اتصال بنفس القبائل وتاريخها ،وفي بالد الشام عقد األستاذ الصديق أحمد وصفي Iزكريا فصوالً
عنها في كتابه " عشائر الشام " ( ،)2فالمهم ذكر عشائر إيران وبعض العشائر الكردية المهمة في
تركية وال تتجاوز ذلك.
1
-قبائل كلهر
هذه القبائل يقال لها " كلهور " ،وكلور وهي متفرقة في أنحاء عديدة من الوبة السليمانية وكركوك،
وديالى ،ومجاورة في األصل لقضاء مندلي ومواطنها االصلية هناك في " االيوان " وما جاوره...
وتقع على الحدود ،تقيم في ايران مما يجاور العراق.
وفي الشرفنامة أن قبائلهم يقال لها " كوران " .وأما األمراء فيدعون أنهم يتصلون بنسب كودرز بن
كيو في أيام الكيانيين وهو الذي سماه المؤرخون " بخت نصر " ،بقي الحكم بيد أوالده مدة وهذه
االمارة تقسم الى ثالث شعب " 1 " :حكام بلنكان و " " 2أمراء درتنك " حلوان " و " " 3أمراء
ماهي دشت.
وهذه القبائل في الحاضر متولدة من أخوين :منصور .ومنه حصل فرع " منصوري " .
شهباز .ومنه تشعب فرع " شهبازي " .
- 1قبيلة منصوري :وهذه توطنت " األيوان " المجاور لمندلي " بندنيجين " وهي طوائف عديدة:
بان سيري .ومن هؤالء من يعيش بصورة مبعثرة.
كاو سوار .وبين فروع قره أولوس من تسمى بهذا االسم.ْ
ُجولَ ْك.
َهلشي.
ْنر ِكسي .تسكن في أنحاء كرمانشاه ،ومنهم من يعيش مع السنجاوية.
خور.
هلو ُ
َب ُ
()1/186
سرتنكي.
نه يي.
َز َر ْ
كو تكتي.
ُ
كلهرها .ومن هؤالء من يقيم في جرداول .واألغلب في اإليوان.
له سوند .في آسمان آباد من االيوان.
كو ْ
ُ
سليم .تقيم في هرسم.
ومن هؤالء في أطراف خانقين وبينكدره ،وآخرون في كرند وزهاو.
عمرب ْل.
ُ - 2قبيلة شهبازي :وهذه في أطراف كرمانشاه وهم:
كاربندي.
سياه بيدي.
شياني.
بداغ بكي.
شله.
كبنك شري.
َنو ِري.
جيفا كبودي.
َو ُلو.
حزكاه.
دولة شوني.
وهؤالء تابعون ماهي دشت.
بياني.
باقر أبادي .وهؤالء تابعون زويري من كرمانشاه.
لك.
جو ْ
َ
باسكلي.
خالدي.
كو ُاور في شرقي جبل قالّجه.
وهؤالء تبع ُ
منيشي في كفر آور.
دير ْه.
شهرك .في َ
كيالني .في كيالن.
جله يي .في جله.
كمره يى .في مواطن متفرقة.
شاهيني .في مواطن متفرقة.
شوهان .منهم في العراق وهم كثيرون ،منتشرون في مختلف مواطنه.
قلعة شاهيني.
مله سري .في روان ،رحالة.
ْ
كله با .في روان.
قوجمي .في روان ،رحالة أيضاً.
سياسيا .في روان ،رحالة أيضاً.
كله جويى .في روان ،رحالة أيضاً.
ده رويكه .تسكن القرى.
بدره يى .تسكن القرى.
هارون آبادي .تسكن القرى.
برف آبادي .تسكن القرى.
كوركه يى .تسكن القرى.
وهذه العشائر من القبائل الكردية األصلية ،وهي تابعة لكرمانشاه ،انتشر الكثير منها في أنحاء عديدة
من العراق .وطوائف منصوري منها ممتدة على الحدود ،ويبدأون من حيث انتهى الفيلية وتقيم كلهر
في االيوان المجاور " ده باال " من أراضي الفيلية وتتصل بقضاء مندلي وال يخلون من زعازع وفتن
على الحدود خصوصاً أيام قلة المياه ،ويتعرضون لنهر " سومار " وهذه الفرقة أكثر تعرضاً .وغالب
المنازعات متأتية منها ،فتشغل العراق وإ يران معاً.
ومنذ نحو مائتي سنة أو أكثر كان االيوان خالياً ،وإ ن قبائل منصوري جاؤوا من فارس الى هنا،
تابعوا أميراً يسمى " منصور خان " ،وفي أيام كريم خان الزند كان أميرهم علي خان وهو والد شير
خان وكانت له أخت يقال لها " شاه بسند " جميلة فزوجها الى كريم خان .ومن ثم وجه هذا إمارة ذلك
المكان إليه ،ثم خلفه ابنه شيرخان.
وأما قبيلة شهبازي فإنها تابعة لحكومة كرمانشاه قسم في اإليوان وزهاب ،وقسم على الحدود.
وآخرون في أنحاء كرمانشاه في الحدود .يتجولون صيفاً وشتاء في أنحاء سرميل ،وبندنيجين
وزهاب في صحاري " كواور " ،و " كفراور " ،و " كيالن " ،و " ديره " ،و " قلعة شاهين "
وغيرها من المواطن والصحاري القريبة منها ،يصيفون ويشتون فيها وذلك أن طوائف " خالدي " ،
و كله با من قبائل شهباز ،يقيمون في الصحراء بين شوراب وهو نهر صغير في الحد الشمالي من
صحراء " سومار " ،وبين " كالل دام " وهو نهر صغير معروف أيضاً يقيمون في يساره ،وكذا
طوائف أخرى تقيم فيه ،وتؤدي البيتية " الكودة " الى قضاء مندلي ،رأساً واحداً عن كل قطيع من
الغنم ربيعاً وفي الشتاء عن كل قطيع عشرة قرانات " 50قرشاً " ( )1وفي أحوالهم كلها ال يخلون
من تعرض بالمارة من نهب وسلب ...وإ ن هذه الرسوم تؤخذ من الشهبازيين والسنجابيين على
السواء ،كما هو معتاد أخذها منهم دائماً .وفي الغالب ال يؤدون للدولة العثمانية رسوماً من حين أن
استولت إيران على لواء زهاب.
وعلى كل حال هذه القبائل ال تفترق عن سائر األكراد ،توطنوا هذه األماكن من أمد بعيد ال في الوقت
الذي بينه صاحب سياحتنامهء حدود ،وإ نما كانت سكناهم من أزمان متباعدة إال أنهم لم يكن لهم ذكر
اال أيام كريم خان الزند ،فالطوائف ظهرت قوتها في عهود انحالل إيران واضطراب أمور العراق،
والملحوظ أنهم سكنوا اإليوان في عهد المغول وربما كانوا سكانه األصليين.
وهؤالء ال يختلفون عن البدو في الغزو ...إال أنهم لم تتفش بينهم األمية وإ نما يقرأون بفخر وحماس "
فرهاد وشيرين " ،و " رستم زال وبهرام كور " وأمثال ذلك من القصص ...يتسلون بها أيام
راحتهم.
()1/187
قص ذلك صاحب السياحة بسبب أنهم كانوا على الحدود بين إيران والعراق ،في أنحاء مندلي فعلمنا
هذا كله منه ،والكتب اإليرانية أيضاً تتعرض إلمارة هؤالء ،وتتكلم عليها بسعة في مختلف اآلثار.
إال أن القبائل التي ذكرناها هي قرى ائتلفت فكونت مجموعة نالت هذا االسم أما تبعاً للمكان الذي
اقامت فيه مدة ،أو الى الرئيس الذي حكمها في وقت واشتهر اسمه ولكن الرياسة قسمت بالوجه
المشروح ،وال تمثل أصل قبائلهم ،وال تشير الى اسم الفرع الذي التحق باألمير .فكانوا قد توزعوها
من قديم الزمان وال يشترط أن يكونوا أجداد هذه القبائل ،وإ نما هم رؤساؤها وحكامها أو المتحكمون
بها .بل جاء في الشرفنامة أنها كانت تابعة للدولة العثمانية ،وإ ن األمير منصور قتل أخاه شهباز في
سنة 1002ه وإ ن الضريبة التي كانت تأخذها الدولة العثمانية منها في كل سنة أربعون ألف رأس
من الغنم فال شك أنها قديمة السكنى في مواطنها )1(.وإ ن أصل تكون الرياسة قد تعين ،فاستولى
هؤالء على قبائل كلهر.
ومن أهم فروع هذه القبيلة " الداوده " وقد سبق ذكرها .ومن كلهور فروع عديدة توطنت العراق،
وماعت بين أفرادها ،فال تعرف لها مجموعة كبيرة وإ ن كان ال يزال بعض األفراد يحفظون انهم من
هذه القبيلة .وحالة األفراد مما ال يقام له وزن .والمطلوب بيان المجموعات .والتعريف بها في
مختلف عصورها المعروفة.
ونعلم يقيناً أن " اإليوان " كان يحوي قديماً قبائل تركمانية ،ورياستها كانت البن برجم ولهم اإلمارة
على هذه القبائل والمنازعات بين المغول والتركمان دفعتهم الى نواح أخرى أو مالو الى المدن
والقرى بل الملحوظ أن إمارة آل برجم كانت إمارة على الكرد .وال يبعد أن يكون معه ترك وهذا هو
الذي أرجحه فلما ذهبت هذه اإلمارة ظهرت إمارة حلت محلها على قبائل كلهر وآخر من وليهم
منصوري وشهبازي .بل إننا لم نستطع أن نعين إمارتهم بعد سليمان شاه اإليواني.
ومن الضروري أن نتحرى النصوص الموضحة لما كان خالل المدة بين قتلة سليمان شاه وظهور
إمارة منصور وحدوثهم في هذه األنحاء وسكناهم هذه المقاطعات لم يكن كما بين صاحب سياحتنامهء
حدود بل أقدم بكثير.
وكل ما نقول هنا أن المسعودي ،وإ بن األثير ،والسمعاني والبدليسي قد عرفونا ببعض القبائل القديمة،
ومن بينها " قبيلة كلهر " أو كلهور ،فهي قديمة إال أن سكناها في هذه األنحاء القريبة من مندلي تدعو
لاللتفات ،فهي محل نظر .ويفسر بأنهم مجاورون فتجاوزوا.
وكان صاحب نزهة الجليس قد مر بهم من العراق مجتازاً الى تلك األنحاء وصل الى بالد الروز "
بلد روز المعروفة قديماً براز الروز " ،ثم رحل منها الى بندر علي وكل هذه كانت من أنحاء بغداد،
ثم جاء الى قرية سومار ،ويسكنها أكراد كلهور وهي أو ل حد العجم يسكنها األكراد ثم رحل الى
قرية جمنسورت ويسكنها كلهور أيضاً " :أقمنا بها باعزاز وإ كرام ثالثة أيام في بيت حاكم األكراد
األمير محمد علي خان ،وفي كل يوم يخرج بنا بين تلك المياه والزهور واآلكام والربا لصيد األرانب
والظبي ...وأسلوب هؤالء األكراد كالعرب البواد ،تراهم في كل جبل وواد ،متفرقين كالجراد " الى
أن قال " ثم رحلنا من حمنسورت فأتينا قرية كيالنك .ثم رحلنا فأتينا الى قرية تسمى جشمه قنبر.
ورحلنا ،فأتينا " هارون آباد " ،وهي قرية لطيفة .ورجعنا فأتيناالى ماهي دشت وكل هذه القرى
عامرة .ورحلنا فأتينا مدينة كرمان شاه انتهى " )1(.وهذه القرى كلها -ماعدا كرمان شاه -من
قرى كلهور...
ومن أهم مواطنهم " اإليوان " ،وهذا يقع في شمال " ده باال " وشمالها الغربي وإ ن مياهه تروي
قضاء مندلي ،وتدخل حدود العراق .وتقرير الحدود ال يختلف في بيانه عن سياحتنامهء حدود .وهذه
المياه أي مياه سومار وما يتصل بها وهو كنكر كانت تأتي من األراضي بين اإليوان ،وده باال من
مانشت الجبل المعروف من أقصى نقطة منهم ،وهو من سلسة شيره زول ،فتسقي مندلي وما يتصل
به كقرية " دوشيخ " ،و " قزانية " ...فإذا قطع حرمت مندلي وقراها من المياه ،وتهددت حياة
بساتينهم األمر الذي يؤدي الى توتر العالقات دائماً ،وال سبب لذلك سوى هذه القبيلة ...مما أدى الى
النزاع على هذه األراضي ،وتجديد فتنها في كل سنة.
()1/188
هذا مع العلم بأن زراع هذه األنحاء من كلهور أيضاً ،ولكن هذا ال يمنع من إيجاد النزاع .وقد يضطر
أحياناً أن يؤدي أرباب المزارع العقر ألمراء كلهور بال وجه حق ...سواء كانوا منهم ،أو من قبيلة
قره أولوس ممن يزرع تلك األراضي .وأمراؤهم آنئذ شيرخان ،والفت خان...
وقد وجد فرمان لدى متصرف زهاب مؤرخ في سنة 1120ه يعين مقدار ما يؤديه أمراء قره
أولوس ،واللك ،وكلهور ...مما يعين وجودهم في التاريخ المذكور في تلك المواطن( ...)1وكل ما
علمناه أن اإليوان كان بيد أمراء التركمان أيام الخالفة العباسية وهم آل برجم وقد قضى هوالكو على
أميرهم سليمان شاه بن برجم االيواني ،وقد أوضحنا ذلك في تاريخ العراق إال أننا هنا نقطع في
صحة النسبة الى هذا اإليوان ،وأن الموما إليه كان من التركمان اإليوانية أمراء تلك األنحاء ،وقد
اضطربت النصوص في تحقيقها I،فظهر الصواب بصورة ال تقبل االرتياب )2(.وبعد كل ذلك خمل
ذكر قبائل كلهر وإ مارتهم ،ولم يتعين لنا أمراؤهم إال في الشرفنامة وهم متأخرون .وال يعرفون ما
جرى خالل المدة بين سليمان شاه وبين األمراء منصور وشهباز.
وهؤالء كلهم شيعة في إيران ،وسنة في العراق.
2
-قبيلة اللك
من قبائل إيران التي توسعت وانتشرت في العراق شماالً وجنوباً .مالت الى العراق وتغلغلت بين
قبائله .وهذه مما يجاور كلهور .وكانت تابعة قبيلة قره أولوس في أنحاء مندلي كما ذكر في تقرير
الحدود( )1وفروعها :زركوش .في العراق ،وفي إيران بين خرم آباد ووركوه أو بيشكوه حتى
صيمرة ،واألكثر منها اليوم في العراق ،ومع الفيلية في بشتكوه .ويعدون اليوم من قبائلهم ،وهم
ليسوا منهم ،وإ نما هم من اللك.
سوره مري .مع الفيلية ،وفي أنحاء خانقين ،وبنكدره وشهربان " المقدادية " وأماكن أخرى متفرقون
أفراداً وجماعات...
روزبهان.
شيخ بزيني.
وقد أكد كثيرون أن شيخ بزيني منهم )2(.وفرقهم األخرى بين خرم آباد وشيراز في الممالك
علي اللهية " .ومنهم الذين
اإليرانية ،وفيما يجاور الفيلية .ويغلب عليهم الغلو ،وكثير منهم اليوم " ّ
نزحوا الى أنحاء العراق في هذه األيام .وأما الذين جاؤوا العراق من أمد بعيد فال يعرفون هذه
(لك) ،وهم منهم ،ولكنهم توطنوا في أنحاء أربل من
العقيدة ،فقد رأيت في أنحاء أربل جماعة باسم ْ
أمد بعيد ...ومن غريب ما صادفته أنني سألت أحدهم هل أنتم علي اللهية فأجاب استغفر اهلل أنا
مسلم !...ومن قراهم هناك :قاشقا.
خر.
خر ُ
ُ
درمان آوه العليا.
درمان آوه السفلى.
كاني سليمان كا " أي عين سليمان " .
َبر َد سبي " الحجر األبيض " .
بنكانه " ورق الشجر " .
ِمنارا.
جديده.
بنجينه.
ولهم عدة قرى في قضاء كفري مسماة بأسماء بعض رؤسائهم...
هذا .وفي نفس بغداد عدد كبير من اللك ،وهم ال يزالون على الغلو.
3
-قبيلة زرزا
من عشائر الحدود في اشنة ،تساكن قبيلة بلباس في إيران ،وأصلها من عشائر " كيلي " من قبائل
بهدينان ،انفصلت من هناك ومالت الى حكاري وفي اشنة منها ما يسمى ب " عمر شابي " .وكانت
رياسة هذه القبيلة موزعة بين أربعة أخوة في حكاري وكان أحدهم " دري اغا " ،أقام بفرعه في
محل " كور " وال يزال يعرف هذا الفرع ب " دري " .
واألخ الثاني " زرين اغا " ،ذهب الى شمدينان ،وكان حاكمها شمس الدين .فسكن بفرعه في تلك
األنحاء ،ويقال لهم " زر زاد " والثالث من األخوة " شاب اغا " قد انحاز بقسمه الى " اشنة " (.)1
وكان مير سيد بك أمير قبيلة " مير باساك " هناك ،فنزل بجواره.
والرابع منهم سكن " التون كوبري " فاتخذها دار اقامته.
وال تزال فروع هذه القبيلة في تلك المواطن ،وكانت العالقات بينهم مشهودة إال أن قبيلة " مير باساك
" قد شوشت ما بينهم ،فتباعدوا وانقطعت الصلة ،فدخل بعضهم في إمارة مكري وآخرون تبعوا
األفشارية في أورمية .أما زرزا شاب اغا فقد اتفق رئيسهم شاب اغا مع حاكم حرير " حاكم سوران
" ،فترك لهم " اشنة " ،وبعد وفاته تملكها ابنه " مير عمر " .وهذا توفي فخلفه ابنه " مير حاجي
شيخ بك " ،ثم صار ابنه " اغا بك " ،فولي بعده ابنه " ذو الفقار بك " .
()1/189
وفي أيام هذا األخير خذلت عشائر الحدود بخذالن " أمراء سوران " من البلباس ،فتفرقوا وصارت
الهيجان في تسلطهم ،وإ ن أوالد شاب اغا قد بقوا في اشنة ،فانقادوا للدولة العثمانية ،فتوفي ذو الفقار
بك فصار مكانه ابنه ابو القاسم بك .وكان هذا في أيام نادر شاه .وفي أيامه مال ابنه جعفر بك ابن
ابي القاسم بك الى نادر شاه ولما قتل نادر شاه عاد جعفر خان الى اصل عشيرته.
ولما ولي األفغان إيران لم يتعرضوا باشنة النحرافها وبعدها ،فبقيت بنجوة حتى ملك كريم خان الزند
فلم يتسلط على اشنة أيضاً .وفي سنة 1195ه أو سنة 1196ه توفي جعفر خان فخلفه ابنه افرا
سياب ،وكانت له شوكة هناك ،فخلفه أخوه محمد سليم بك .وهذا مدة إمارته لم يتصل بإيران ،فآلت
اإلمارة الى افرا سياب بن قاسم بك.
ثم أن جعفر بك ابن محمد سليم بك أحدث زعازع ،فانتصر على سابقه وصار يسمى جعفر سلطان،
وبعده ولي ابنه صمد خان فصار حاكماً وكانوا يؤدون الخراج إليران من أيام جعفر سلطان لمدة 50
سنة كما عرف من استشهاد قدم الى الفريق درويش باشا سنة 1268ه.
هذا ما أمكن تلخيصه من تقرير الحدود عن " قبيلة زرزا " وطريق انتشارها ،وأوضاعها منذ مائة
سنة وقد مر الكالم في بلباس وهناك عالقات بها ،كما أن سوران ذات عالقة بها( ...)1ولم يصرح
في معاهدة السلطان مراد بشيء عن هذه القبيلة ولكننا عرفنا عالقتها بقبائل بلباس ومير باساك.
وجاء ذكرها في الشرفنامة ولم يتعرض للتفصيل عنها بل أن الفصل الخاص بها مفقود( )2ولم يسبق
للمؤرخين أن بحثوا فيها إال أننا رأينا النقل من صبح األعشى عنها في حين إني رأيت في كتاب
المسالك الذي يعتمده صبح األعشى قد ذكر أنها زراري ،وأن النسخة قديمة ،وأعتقد أنها نسخة
المؤلف .ولعل النسخ األخرى جاءت مغلوطة دخلها غلط النسخ وال شك أن المسالك هو المرجع
الوحيد ،فمن الضروري تحقيق نسخة ،ومراعاة الصواب فيها ،وهاتان القبيلتان متقاربتان في االسم
وفي السكنى والتزاالن .واألمل أن يحقق هذا األمر فيرفع اللبس عن طريق تحري النسخ ،ثم ما
يدعمها من تحليل ألفاظ اللغة الكردية وما هو أصل اسم الذئب أو ابن الذئب عندهم؟ هذا .واعتقد أن
نسخة أياصوفيا هي األصلية .ألن المؤلف يذكر أن أحد الخطاطين هو الذي كتب له عناوين الكتاب،
والحق أن خط العنوان يشعر بأنه خط خطاط بارع ،ولعله الذي كتب لنفس المؤلف .وال شك أن
البحث يجلو العلماء ،ويعين الخطأ في أي النسخ ،ونشير هنا الى أن قبيلة زرزا قديمة أقدم مما ذكره
صاحب تقرير الحدود وصاحب المسالك ،فقد جاء ذكر الزرزائية في المسعودي على ما نقل العالمة
محمد أفندي الكردي ،قاله في تاج العروس )1(.واألمل أن تظهر الوثائق فتجلو المبهم عن المقصود
من نص المسالك.
كيله شين -أثر تاريخي ومما يتصل بقبيلة زراري أو زرزا بالنظر الختالف النسخ وهما متقاربان
كيله شين " وهذا على جبل معروف بهذا االسم ،أول من عرفه
في المكان األثر المعروف اليوم ب " ْ
من الغربيين ،فكتب عنه " الميجر رولينسون " العالم اإلنكليزي في رحلته .وهذا الجبل يفصل بين
اوشنة والعراق ،وله فروع.
قال صاحب مسالك األبصار " :والزرارية مسكنهم من مرت الى جبل جنجرين " جبل كيله شين "
المشرف على اشنة من ذات اليمين ،وهو جبل عال ،مشرف بمكانه على جميع الجبال ،كان بهواه
الزمهرير ،وكأنه للسحب مغناطيس يجذبها لخاصه ،وقد نصب عليه للتحذير ثالثة أحجار طول كل
حجر عشرة أمتار ،وعرضه ربع هذا المقدار ،ثخانته نحو ثلثي ذراع ،منحوت من جميع األضالع،
مركب في حجر مربع ثخانته تزيد على ذراع في التقدير ،على كل من الثالثة كتابة قديمة لم يبق منها
سوى المعالم وهي من الحجر االنع األخضر ،الذي ال يغيره البرد وال الحر ،وال تتأثر إال بألوف
السنين ،تأثيراً ال يكاد يبين ،فالوسط منها على بسطة رأس الجبل ،واآلخران في ثلث عقبته لمن صعد
أو نزل يقال انها نصبت لمعنى االنذار ،وإ ن المكتوب عليها أخبار من اهلكه البرد والثلج في
الصيف ،وهم يأخذون الخفارة تحته ،ويدركون أو يوارون من هلك ببرده " .اه.
وهذا األثر التاريخي المعروف اليوم بكيله شين يعد حداً فاصالً بين إيران والعراق كما كان كذلك من
أيام صاحب سياحتنامهء حدود.
4
-قبيلة شقاقي
()1/190
من قبائل الحدود في تركية ،وفي إيران .وهي كبيرة ،ومنتشرة في األنحاء العراقية ،متفرقة أفراداً،
وجماعات صغيرة ،وتجاور القبائل العراقية ،واتصالها بقبيلة هركي .ورئيسها اسماعيل سيمكو.
وفي تركية في أنحاء حكاري على ما جاء في سياحتنامهء حدود.
وفروعها كثيرة :عودويي ،أو عبدويي .ورئيسهم في إيران عيسى خان.
هناره يي .رئيسهم حسن اغا.
كاردار .رئيسهم في إيران سرتيب خان.
شرا ،أو شرراه .ومنهم في إيران.
بوتا ،أو بوتي .مشتركة في إيران والجمهورية التركية.
كركي.
كاوانا.
فنكا .رئيسهم عباس خان.
دالن .رئيسهم عمر خان.
عماني .رئيسهم في إيران محي الدين خان.
مامدي .منهم في إيران ورئيسهم قرطاس خان.
يسكنون القرى شتاء في صوما وبرادوست وجاري من إيران وصيفاً زوزان من إيران .ولم يكن
لهذه القبيلة موطن في العراق .ويعرفون من أمد بعيد عندنا ب " الشقاقية " .هذا ما علمته من
العارفين بهم( .)1وذكر أوليا جلبي هذه القبيلة في مبحث اليزيدية.
5
-قبائل أخرى
ومن القبائل الكردية في الحدود مريوان ،ومكري ،ومير باساك ،وحيدرانلو وسبيكي أو سبيكانلو،
وزبالنلو ،وجاللي ...ولكل من هذه فروع كثيرة ،وبين بعضها يزيدية .والمشترك بين العراق
واألقطار المجاورة كثير .والتفصيل Iفي " تاريخ العراق " ،وفي " تاريخ العالقات بين العراق
وإ يران " .فاكتفى باالشارة.
األوضاع االجتماعية
1
-العقائد
ال يؤمل من هؤالء باعتبارهم قبائل إال البساطة في العقيدة ،واإلسالم ال يحتاج في التعريف بعقيدته
الى جهود عظيمة ،أو مطالب كبيرة وإ نما هو توحيد خالص وإ يمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله
وباليوم اآلخر .وهم إسالم ثم داخلهم التصوف ،وصار للشخصيات أثر كبير في التوجيه ،بحيث
عادوا ال يعرفون من أمور دينهم إال حب الشيخ ،وامتثال أمره ومراعاة توجيهه وال نأمن في هذه
الحالة أن تدخلهم " عبادة األشخاص " ،وأن يذعن لهم القوم باستهوائهم ،وأن يميلوا ميالً زائداً في
الحب لهم .ومن ثم يحدث ما يتجاوز حدود الحب.
وأثر العقائد اإلسالمية ظاهر بما يقومون به من األعمال الدينية كالصالة والصوم وسائر الفروض
الدينية .ومعرفة أوليات العقيدة وأركانها مما يتكرر في كل صالة .وعند أداء الفرائض المطلوبة.
وهؤالء ال يكادون يفهمون من الدين إال األعمال مجردة دون تفهم االعتقاد أو بالتعبير األصح
انصرفوا للعمل دون فهم المقصود فبقيت العبادة تجري على االطراد المعتاد ...وأمور العبادة
ظاهرة فيهم وأركان اإلسالم مرعية إال أن اتصال العلماء في بعض قبائلهم قليل.
وهناك عقائد أخرى شائعة في بعض القبائل .ومن أشهرها :الكاكائية.
العلي اللهية.
اليزيدية.
وقد فصلنا البحث في هذه العقائد في كتب أخرى.
2
-الطرائق
قامت هذه بخدمات جليلة في التخفيف من وطأة الخشونة التي يتصف بها أهل البداوة ،فكم أثرت على
سلوك الكثيرين .وأدت الى نشاط كبير في االصالح وأفهمت أن األركان والفرائض ال يكفي وحدها
أن تقوم بالمهمة وإ نما يجب معرفة العقيدة من جهة ،واصالح السريرة من أخرى ،ومراعاة السلوك
المرضي واالتصاف Iبخير األوصاف Iالمرغوب فيها ديناً وعقالً ...فكان أثرها وتأثيرها كبيرين.
ومن المؤسف أن تزيا بالتصوف غير أهله ،ودخل المشعوذون من هذه الطرق المرغوب فيها،
وصاروا يصطادون العوام لما لهم من كسوة الصالح فإذا كان أصل وجود الطرق مصروفاً الى
االصالح ،فقد دخل في دورة المراسيم أيضاً ويالحظ منهم أعمال أشبه بأداء المفروضات Iدون تفهم
غايتها ،وإ نها تنهي عن الفحشاء والمنكر ...فساءت الحالة ،وعظم المصاب من هذه بحيث صارت
التلقينات باطنية ،موجهة نحو طلب " إصالح السريرة " ظاهراً ،وعدم االهتمام بالفروض المقررة
شرعاً فصارت واسطة اهمال األمرين ،وعادت أعظم آلة مخربة للدين ،وأقسى عامل لهدم العقيدة،
وتباعد عن السلوك المرضي ...فمال أهلوها الى ظواهر ال تختلف في وضعها من أنها " حركات
وسكنات مخصوصة " ،و " دعاو باطلة " من زعم الوصول ،ومعرفة الحقيقة ،مما منشأه الحلول،
والوحدة ،واالتحاد ...مما قرره " غالة التصوف " الذين قام في وجههم العالم اإلسالمي ،وهاج
عليهم لما كان من أساساتهم هدم الدين ،وإ لغاء فرائضه...
()1/191
والطرق المعروفة كان تأثيرها على القبائل كبيراً ،ثم استخدمت في السياسة ،وربما انقلبت المشيخة
الى إمارة ،فاستغل هؤالء الطاعة واالذعان .وربما كان أصل أرباب الطريقة بعيدين عن ذلك ،ولكن
شعر أخالفهم بما شعروا به ،أو مالوا بهم الى الغلو.
كانت " الطريقة السهرورية " شائعة بين قبائل الكرد ،واكتسبت مكانة عظيمة ،والنصوص التاريخية
تعين ذلك ،وموطن ذكرها " تاريخ العراق " ،وإ نما تدعو الحاجة لذكر الطرق المعروفة اليوم بين
القبائل - 1الطريقة القادرية :كانت هذه الطريقة متمكنة في الكرد ،ولها مكانتها إال أنها في هذه
األيام قل تأثيرها على الكرد ،وال يزال الميل الى النقشبندية في ازدياد ،وسائراً بانتظام ..وكانت
مكانتها أكبر من غيرها خالية من الغلو ...لما كان الشيخ عبد القادر الكيالني متصفاً به من صالح
وتقوى ،وصار مقتدى الكل .وال شك أن للقائمين من رجال الطرق المكانة الالئقة ...ولكن نشاط
النقشبندية كان أقوى من غيره ،بل تغلب.
وهنا شيوخ الطريقة سائرون تبعاً لما هناك من مؤلفات Iفي الطريقة ،وليس فيها خفاء ،وكل ما يقال
عنها أنها مقبولة في أساساتها ،وليس فيها ما يشم منه رائحة الوحدة ،أو االتحاد ،أو الحلول ...فهي
طريقة زهد إال أنها اليوم تابعة لرسوم تكاد تشغل المرء عن الفرائض الدينية ،وفيها تكلفات ال تطلق.
واألمر الذي يؤسف له أن هذه الطرق كونت ما هو أشق من الرسوم الدينية من التقاليد ،وأضيفت Iالى
ما في الدين فكأننا قد جمعنا بين االثنين مما ساق الى الكسل والعطالة ...ولم يلتفت القوم الى أن أداء
الفرائض الدينية هي المطلوبة شرعاً ،وأن أمور الطريقة غالبها النوافل فليست من ضروريات الدين،
أو األمور األخرى التي ال أصل لها إال أن المرء كلف نفسه بما لم يكلفه الشرع ،والتزم الشقه.
والمعروف من هذه الطريقة ان المربد حاول تقليد شيخه في حركاته وسكناته في حين أن القرآن
الكريم قد صرح في اآلية( :اتقوا اهلل ما استطعتم) وهذه ال حدود لها إال االستطاعة ولم تكن تابعة
لشخص أو أشخاص بعينهم ،في حركاتهم وسكناتهم وفي عبادتهم ،وإ نما ذلك تابع لقدرة المرء،
ودرجة التزامه لما التزمه من النوافل ،أو ذكر اهلل ،بل المطلوب في الدرجة األولى العمل الصالح
واالستقامة.
وكان رؤساء هذه الطريقة - 1 :الشمولية :وهؤالء ينتسبون الى " شمولة " قرية ،يرجع اليها
الشمولية وهم سادة ،وجدهم األعلى " بير خضر " ،ومن شيوخهم " الشيخ محمود الشمولي " ومن
أوالده " قادري " ومرقده قرب سردشت ،و " نور بخش الدين " .وهذا ترك " الشيخ شمس الدين "
المدفون في سردشت أيضاً .وابنه شيخ عمر كذلك دفن هناك ،ولهذا ابن اسمه شيخ عمر أيضاً ،وابنه
الشيخ شمس الدين مدفون في " كس نزان في إيران " ثم الشيخ عبد اهلل بن شمس الدين ودفن في "
هرشل " وهي قرية تابعة ناحية شيخان في خانقين ،ثم شيخ سعيد ابنه .وهذا له أخ اسمه شيخ سعيد
كان مرشداً ثم ابنه محمود ،ثم شيخ أحمد ابن شيخ محمود.
وفي أيام هؤالء كانت الطريقة شائعة ومعروفة.
ثم أنهم في أيام الشيخ فضل اهلل ابن الشيخ أحمد صاروا نقشبندية وبعده شيخ شمس الدين بن فضل اهلل
ثم شيخ نجم الدين ابنه.
والقرى هناك :هرشل.
زاله.
باني بي.
سراو.
دره قلم.
شمشير كل.
كرمك.
ميدان.
قسالن عليا.
قسالن سفلى.
كوته ميدان.
- 2البرزنجية :وهؤالء شيوخ القادرية ،من أيام جدهم الشيخ معروف وهم :الشيخ معروف وهذا
من العلماء الصلحاء ومؤلفاته عديدة ،وله معارضة قوية للشيخ خالد النقشبندي ،ورد عليه رجال
الطريقة النقشبندية رداً عنيفاً " " 1وال محل الستقصاء أحواله فقد بسطنا ذلك في تاريخ " شهرزور "
.
كاكه احمد " ابنه " .
شيخ حسن ابن عم كاكه احمد.
شيخ محي الدين أخو شيخ حسن.
شيخ عبد الكريم شيخ حسن " ابن اخي شيخ حسن " .
وهؤالء سادة ،وقد قطع اآللوسي في تفسيره بصحة نسبهم ،وشجرة هؤالء معروفة ،والمهم أنهم
قاموا بخدمات إصالحية ،فكانوا خير قدوة في العلوم وفي السلوك .وفي األيام األخيرة اشتغل رجالها
بغير اإلرشاد ،فمالوا الى السياسة وحاولوا النجاح من طريقها ،فانقلبت الى إمارة .واآلن الشيخ
محمود فاضل من كل وجه ،نافذ الكلمة مسموع القول بل ال يرد له قول ،واالذعان له والطاعة ال
حدود لهما .وإ ن معالي األستاذ الفاضل بابا علي ابن الشيخ محمود.
()1/192
وعلى كل حال سارت الطريقة القادرية الى االندثار وهكذا شأنها في الشمال من األنحاء الكردية،
بحيث كادت تضمحل ،فإن أرباب الطريقة قد خمل أمرهم ولم يعد يعرف إال القليل منهم.
- 3الطالبانية :وهؤالء من شيوخ الطريقة القادرية ،وإ ن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ أحمد ابن
الشيخ محمود كان من أشهر شيوخها ،وله مكانة معروفة .وتكاياهم عديدة في بغداد منها " تكية
الطالبانية " ،وهي معروفة( ،)1و " تكية كركوك " .وهذه مشهورة أكثر في تأثيرها على المدينة
وعلى القبائل ،وأهل القرى أكثر من غيرها.
وأول من أتى منهم سكن قرية طالبان من جمجمال فنسبوا اليها ،ودعوا بالطالبانية ،وهم من الزنكنة
كما أكد لي كثيرون من رؤسائهم .ومنهم شيخ وهاب ابن شيخ حميد يسكن في بينكدره صار عضواً
في المجلس النيابي مرات .ومن رؤسائهم الشيخ حبيب ابن الشيخ علي الطالباني وهو رئيس الكل،
ورئيس البلدية في كركوك.
ولهم قرى عديدة ال يمت أهلوها الى قبيلة بعينها ،ورجال الطالبانية معدودون .وهناك من يقول إنهم
جاؤوا من أنحاء سورداش وأصلهم كاكه سور ومير سور أوالد الشيخ موسى والشيخ عيسى ،وعلى
هذا لم يكونوا من الزنكنة.
وإ ن جدهم األعلى الشيخ أحمد ابن الشيخ محمود ترك أوالداً كثيرين كل واحد منهم ذهب الى جهة،
وتولى المشيخة فيها ...وصاروا يملكون قرى عديدة ومزارع كبيرة ...في لواء كركوك وجمجمال
وكفري...
ومن أوالده :الشيخ عارف .ذريته في أنحاء خانقين .وله أوالد وأحفاد منهم الشيخ وهاب ابن الشيخ
حميد.
الشيخ عزيز.
الشيخ عبد الرحمن.
الشيخ محي الدين.
الشيخ عبد الكريم.
الشيخ غفور.
الشيخ قادر.
الشيخ عبد الفتاح.
الشيخ صالح.
ومن هؤالء - 1 :الشيخ عبد الرحمن .كان شاعراً مشهوراً كما أنه كان شيخاً فاضالً ،ورئيس
طريقة معروف في كركوك ويعد من مشاهير الشعراء في أيامه .وله ديوان فارسي وتركي .طبع
على الحجر في ذي الحجة سنة 1284ه .وغالب ما تكلم فيه عن شرح المتنوي ،وفي مدح الشيخ
عبد القادر الكيالني ،وفي التصوف ،له غزل على لسان المتصوفة .طبعه رشدي بك ابن رشيد بك
الكوزلكلي والي بغداد األسبق في مطبعة رضا باستانبول وإ ن لقب الشيخ عبد الرحمن " خالص " كما
يفهم من الديوان .وكان له تأثير كبير على العشائر الكردية ،وعلى أرباب الطريقة.
- 2الشيخ رضا ابن الشيخ عبد الرحمن وهو شاعرهم األكبر بل هو شاعر في اللغات التركية
والعربية والكردية والفارسية وديوانه طبع مرتين .ويقال انه لم يستوف شعر الشيخ رضا في طبعتيه
وإ ن الطبعة األخيرة كانت سنة 1946م ببغداد وهي أكمل من سابقتها .وفيه هجاء مقذع ،ونقد مر.
وقد فصلنا أحواله في " التاريخ األدبي " في العراق.
- 3الشيخ عبد القادر ابن الشيخ عبد الرحمن أخو الشيخ رضا .ومخلصه " فائز " وله شعر كثير،
وله قصيدة تسمى " ساقي نامه " ...
- 4الشيخ علي .درويش تكية بغداد وشيخها.
- 5الشيخ محمد خالص .كان قائمقاماً في عقرة أيام الترك .وله شعر ،وسنتعرض لشعر هؤالء في
موطن غير هذا...
- 6األستاذ الشيخ حسن .اآلن متصرف لواء السليمانية ،وهو من أصدقائنا الذين نحتفظ بصداقتهم.
هذا .وال يهمنا تعداد كل أوالد الشيخ أحمد .عرفوا بالطريقة القادرية ،ومشيختها وكان لهم الصوت
األعلى إال أن طريقة الشيخ خالد تغلبت عليهم وكادت تزول الطريقة القادرية من البين .وهؤالء
اشتهروا أكثر من غيرهم وعرفوا بالشعر أو المشيخة ،أو اإلدارة ،أو الجيش .فتنوعت المواهب.
هذا وال تزال الطريقة القادرية معروفة ولها مكانتها في الكرد وفي غيرهم ،بل هي شائعة في مختلف
األقطار اإلسالمية .وفي الشمال من أرباب طريقتها آل البريفكاني وال يزالون على الطريقة ،وال
محل للتوسع.
- 2الطريقة النقشبندية :كانت هذه الطريقة معروفة في العراق قبل الشيخ خالد إال أن الشيخ أكسبها
نشاطاً ومكانة من جراء أنه كان من العلماء ،وأنه سلك بالقوم طريق العبادة والديانة ،ولم يفصل
بينهما وبين طريق التصوف األمر الذي تمكن به أن يجعل الطريقة زاهداً خالصاً ،وعبادة هلل وطاعة
لرسوله ...مع علم وثقافة دينية .ولذا نجد غالب اآلخذين عنه من العلماء المعروفين .ولم يقل أحد
منهم بإبطال المفروضات.
()1/193
ولألسف لم تمض على ما كان عليه الشيخ خالد .وال أخالفه من العلماء أهل طريقته ...فدخلها أمور
ال عالقة لها بالدين ،وكل ما فيها اعتبار الشيخ الكل في الكل من جهة الطريقة وغيرها في حين أنه
إذا كان األخذ عن الشيخ ضرورياً في الطريقة فال ضرورة تدعو العتباره أصالً في األمور الدينية
التي أخذناها عن الرسول " ص " المرشد الهادي األعظم...
وقد فصلنا ترجمة الشيخ خالد وأخالفه في " تاريخ العراق " إال أننا هنا ال نمضي حتى نشير الى نبذة
من ترجمته ،ونذكر بعض اآلخذين عنه في أنحاء الكرد من ألوية العراق...
الشيخ خالد النقشبندي :من قبيلة ميكايلي من قبائل الجاف من فرع آلي بكي " علي بكي " .وهذه
الفرقة تنتسب الى عثمان بن عفان " رض " ،فهي أموية .وميكائيل هذا هو بير ميكائيل صاحب
األصابع الست المعروف ب " شش انكشت " ،والشيخ خالد هو ابن احمد بن حسين من هذه الطائفة،
وكان ممن درس العلوم .ولد سنة 119ه تقريباً ،وتوفي ليلة الجمعة 13ذي القعدة سنة 1242ه -
1817م في دمشق في الطاعون ودفن في الصالحية( )1وله ديوان مطبوع ،ومكتوبات Iأي رسائل
وهذه مطبوعة أيضاً في سورية سنة 1289ه .وغالب كتب الطريقة مطبوعة.
وقد أخذ عنه كثيرون في بغداد وغيرها ويهمنا من كان له تأثير على القبائل من رجال الطريقة- 1 :
الشيخ عثمان الطويلة .وهذا من خلفاء الشيخ خالد في أنحاء الكرد في السليمانية وأربل وكركوك من
األلوية العراقية ،وغالب الكرد أخذوا عنه وعن أخالفه ...وطويلة في هاورامان في حدود إيران
تابعة للسليمانية من تلك األنحاء وبقيت المشيخة متسلسلة فيهم .ومن أوالد عثمان اليوم الشيخ عالء
الدين ابن الشيخ محمد بهاء الدين ابن الشيخ عمر ابن الشيخ عثمان المذكور ،وللشيخ عمر ابن اسمه
علي حسام الدين ابن الشيخ عمر المذكور كان منزوياً في أنحاء بيارة قرية على حدود حلبجه في
هاورامان .وتوفي في سنة 1366ه (1947م) وقد فصلنا أحوالهم في محل غير هذا.
- 2قره حسن جيوان من خلفاء الشيخ خالد ،وجيوان قرية في برزنجه.
- 3الشيخ إسماعيل البرزنجي .وهذا كان معروفاً.
- 4المال عبد الغفور الكردي الكركوكي .وجاء ذكره في المجد التالد.
وال يهمنا التفصيل عن هذه الطريقة ،وموضوعها Iتاريخ العراق ،وإ نما نقول هنا إن العشائر تأثروا
بها كثيراً ،وعادوا ال يعرفون غيرها تقريباً ...والحق أن الشيخ خالد كان من أهل الصالح والتقوىI،
ومن أرباب العلم في الدين .حاول أن يصرف الناس الى العبادة والعلم .وكان الكرد في وضع
مؤسف من النهب والشقاء .وارتكاب الشرور ،وبين لهم أن أداء المفروضات Iال تكفي حتى يتصف
بالسلوك المرضي ،وكاد ينجح في مهمته لوال أن القوم صاروا يتخذون حركاته وسكناته عقيدة أو
فتكون بالء آخر ،وكان الناس ال يعرفون سوى التقليد بالحركات والسكنات المادية واالعتقاد
طريقة ّ
بان ذلك موصلI...
وأكثر انتشاراً في لواء السليمانية وأنحاء عديدة سلسلة الشيخ عثمان طويلة وهذه هي :شيخ عثمان.
شيخ بهاء الدين.
شيخ عمر ضياء الدين.
شيخ نجم الدين .توفي.
شيخ عالء الدين .اآلن موجود.
واآلن كما بينت سارت على نهج منتقد من أمور :ختم الخواجكان.
التوجه.
وفي هذه إهمال للشرع ،وتوجه أشبه بالوثنية ...بل اقرب الى عبادة األشخاص.
- 3الطريقة النقشبندية في كرد الشمال :وهذه انتشرت على يد خلفاء الشيخ خالد ،وعمدتها- 1 :
في العمادية واألنحاء المجاورة قد نال طه الخالفة في هذه الطريقة ،والمعروف Iأنه من أوالد عبد
العزيز ابن الشيخ عبد القادر الكيالني ،فاشتهر بهذه الطريقة ،واكتسب مكانة ،وذاع صيته في األنحاء
الكردية المجاورة وفي الموصل أيضاً .وأخذ الطريقة منه جماعة في أنحاء الموصل ،كما أن الشيخ
عبد الرحمن الطالباني اكتسب شهرة في الطريقة القادرية بأنحاء كركوك وكان يعد في حينه أنه في
الدرجة الثانية من شهرة الطالباني.
إن السيد طه يقيم في ناحية كور لإلرشاد .وهي تابعة للعمادية ،وله خانقاه في قرية برده سور ،وإ ن
كو َر .ولهم قرى في إيران منحتها الحكومة اإليرانية للشيخ
أخاه الشيخ السيد صالح له تكية في ناحية َ
طه .وأتباعه هناك كثيرون ،ومنهم في أورمية ،وقد نال هذا الشيخ أعني السيد طه الكيالني صيتاً
كبيراً ،وله أتباع عديدون في الموصل وعقرة والعمادية وسائر األكراد في الشمال.
()1/194
إن مكانة هذا الشيخ كبيرة جداً ،وأن األكراد أذعنوا له بالطاعة التامة ،وكانت مشيخته هناك بنطاق
واسع .وكان أخوه السيد صالح من الشيوخ المعروفين فيها ،قد جعله أخوه الشيخ السيد طه خليفته
ولما توفي خلفه الشيخ عبد اهلل ابن الشيخ طه وأشتهر كثيراً...
وكان له ولدان :محمد صديق .وترك السيد رشيد ،فمات بال عقب ،والسيد طه الثاني .وهذا أعقب
أوالداً كثيرين منهم السيد محمد صديق صار نائباً.
السيد عبد القادر .وأعقب " السيد محمد " وله أوالد .وأما ابنه اآلخر وهو " عبد اهلل " فهو اآلن في
إيران في ناحية " أشنه " وله ابن اسمه سيد عزيز...
وكادت تنقلب الرياسة الدينية ،أو رياسة الطريقة ومشيختها الى إمارة ،فدخلت ميدان السياسة،
وغالب ما علمناه منقول Iمن سياحتنامهء حدود ،وتاريخ العراق - 2 )1(.الشيخ محمد البارزاني:
وهذا انتشرت الطريقة على يده في أنحاء زيبار وبارزان أخذ الطريقة من السيد طه الكيالني وأعقب
ابناً اسمه " الشيخ سالم " وهو شيخ النقشبندية بعد والده .ثم أعقبه ابنه " الشيخ محمد " وهذا من
أوالده الشيخ أحمد ،والشيخ مال مصطفى وآخرون.
الشيخ أحمد.
مال مصطفى.
الشيخ محمد صديق.
الشيخ سالم قتله األتراك في الحرب العالمية األولى.
وهؤالء يعدون من أكبر شيوخ الطريقة في تلك األنحاء التي هي تحت سلطتهم ،وال يزالون .حاولوا
قلب الطريقة ومشيختها الى " إمارة " بل قاموا فعالً بذلك ،فاستغلوا طاعة األكراد لهم ،فوجهوهم نحو
اإلمارة أو الرياسة القبائلية فانحرف هؤالء بقدر ما كان قد أصلح أجدادهم.
- 4تكايا أخرى :ال يهمنا ما كان في الموصل ،وال ما كان في البلدان المهمة ،وإ نما الذي تدعو
الحاجة لذكره الطريقة التي تتأثر بها أهل البداوة ،وهم أهل القرى ،أو الرحل ،ومن ذلك التكية
المعروفة في قرية " بأمرني " فإنها كان يتولى مشيختها الشيخ بهاء الدين فقد ذاعت شهرته في تلك
األنحاء ،وتبعته قبائل عديدة في هذه الطريقة وهي نقشبندية.
والحاصل أن تعلق الكرد بالدين ،وبأهل الصالح والتقوى كبير جداً ،وإ ن استغالل األخالف من أهل
الطرائق لإلمارة وللسياسة تضييع لمكانة اإلرشاد ،فاستفادت من تلك الطاعة.
واآلن كثيرون من شيوخ الطريقة قد تمكنوا من استخدام مريديهم في أمور غير المشيخة ،فلم
يتأخروا عن تنفيذ ما أرادوا .والمطلوب التوجيه الصحيح مهما كان موضوعه...
وال ينكر أن بعضهم كانت غاياتهم شريفة ،وأوضاعهم لمصلحة الدين أو الوطن والبعض اآلخر
يحاولون أن يكونوا بنجوة من كل كلفة .أو أنهم يريدون التخلي من كل قيد.
3
-الحياة المعايشية
- 1تريبة المواشي " الرعي " :لكل عشيرة ،أو قبيلة اتجاه في حياتها المعايشية ،وطريق في
انتاجها ...فالجاف مثالً مشهورون في تربية المواشي ،وأكثرها األغنام ،ولعلها السبب في تحولها
للحصول على مراع ،إلعاشة ما لديها من مواش ،ومن قديم الزمان اقتسموا المواطن وتعين لكل
طائفة أماكن خاصة بها ،فال تتجاوز مواطن رعيها في الجبال المباحة والمراعي الخصبة بين إيران
والعراق صيفاً وشتاء ،وهكذا القبائل الرحل األخرى لكل منها موطن رعي وغالب الوقائع،
والحوادث تجري ابان المرور فتتنازع بينها ،ومع العشائر األخرى ،أو مع رجال الدولة اإليرانية.
وهذا في السنين الممحلة ،أو قلة الخصب ،أو كثرة ما لدى العشيرة من حيوان فتمد يدها مما يؤدي
الى وقائع.
أما إثارة الزعازع أيام توتر العالقات بين إيران والعراق فهذا قليل ،والقبائل الكردية أهل مصالح مع
الدولتين ،ال يحاولون التشويش بينهما .ولذا ورد في سياحتنامهء حدود وفي تقرير الحدود أن هؤالء
يميلون الى إيران أكثر ،ومن ثم نعلم المغزى في أن القوم ذوو عالقة واتصال ال يريدون ضياع
مواطن رعيهم ،فال يسارعون في المناضلة ،أو إبداء العداء ...وشأن الرعي يستدعي ذلك ،ولكن في
الوقائع األخرى في الغالب مبناها شخصية ،أو أثناء المرور لما يرون من معارضة أو تعديات من
الموظفين في سيرهم ،أو من القبائل في طريقهم.
()1/195
وإ حصاء ما عند القبائل من الغنم أو الدواب والمواشي أمر ال يصح بوجه ،وما كتبه األجانب ال يعدو
التخمين ،وال يعول عليه ...ولكن األمر المهم أن هؤالء على كثرتهم يعيشون على الرعي ،وهو من
لوازم تجوالتهم وتنقالتهم ،وإ ن أكثر ربحهم منه ...ويتولد لهم ثراء كبير ،ويعدون من أغنى القبائل
من جرائه ...وفي الوقت نفسه يقدمون ألهل المدن ما يحتاجونه من مادة .وفي كل سنة يقدمون للبيع
مقداراً وافراً ،ال يوازيه ما يستفاد من الزراعة سواء من الغنم للذبح ،أو السمن ،والجبن وما شابه...
كالصوف والجلود ...ولكل قيمته وفائدته .والقبائل المستقرة ال تخلو من مواطن للرعي ،أو تنقل
مهما كان نوعه.
هذا .وليس لنا من االحصاء ما يؤيد الغرض المطلوب ...إال أنه يصح أن يقال بطريق القطع أن
مهمتهم كبيرة جداً ،ال تقل عن أهمية الزراعة ،بل هما الزمتان للحياة االجتماعية.
- 2الزراعة :هذه ال يقوم بها كل القبائل ،والرحل منهم ال يتعاطون الزراعة إال قليالً ،وإ نما
يتعاطون الرعي ،وأما الذين يتعاطون الزراعة ،فهم سكان القرى في األغلب ،ولكنهم لم ينقطعوا
تماماً اليها ،وإ نما يتعهدون تربية المواشي في كثير من األحيان ...ويستفيدون من الناحيتين،
ويقومون بالمهمتين ...والملحوظ أنهم في زراعتهم ال يقدمون إنتاجاً زائداً بحيث يعرض لألسواق،
فيكاد زرعهم ال يكفي إال لسد حاجاتهم...
واألراضي كثير منها مفوضة في الطابو ،وإ ن امراءها ورؤساءها يملكون القسم الكبير منها،
وللمتفوض العشر في الديم " المطري " ،أو الخمس في السيح " المائي " ...وأما الشلب فيؤخذ فيه
النصف .وهذا هو العام أو األغلب هناك ولكنه يختلف كثيراً في بعض المواطن فال يستقر على
قاعدة ،ففي " قضاء كفري " األمر متفاوت Iجداً.
وكذا في أربل ،وفي أنحاء عديدة .ويغلب على المراعي أن تكون مباحة ،وبعض القرى أميرية غير
مفوضة ،ولكل واحدة حكمها .وأني أضرب مثالً في الجاف ،فإنهم في أراضي السيح خاصة يعطى "
حق المختار " أو " السركلة " خمس الخمس المذكور ،وفي الديم يأخذ المختار حقه من الفدان الواحد
من " حق الطابو " فال يعطيه للمالك " المتفوض " أي أنه معفو من حق الطابو ،وإ ذا كانت قرية
المختار معمورة ،فال يؤخذ منه حق الطابو عن فدانين اثنين ،وفي هذا تشويق له ،فكان هذا شكارة "
منحة " فال يكون تابعاً لحق الطابو ،ويؤخذ من اآلخرين...
وعلى كل حال نرى صاحب الطابو يأخذ حقه فيما إذا كان الزارع يملك فداناً ،ويقوم بإدارة زرعه
بنفسه دون استعانة بأحد ،ويتولى أمره مستقالً ،أما إذا كان الزارع ال يملك فداناً فحينئذ - 1 :يأخذ
عن الكراب أجرة باستخدامه كعامل مقدار " دينارين " وربع الدينار في الفدان البغلي ،ويبذر هذا
الفدان 30وزنة حنطة ،أو شعيراً إال أن هذه يختلف وزنها ،وتساوي عندهم " 35وزنة " بحسابهم
ونظراً ألوزانهم ،وقد يكون الفدان نصفه حنطة واآلخر شعير كما هو الغالب .وللكاروب " الفالح "
هذا " شكارة " ستة أمنان حنطة ،وثالثة أمنان من الشعير ،وأحياناً يكون العمال قليلين فيسمح أن
تكون ستة أمنان للفالح ويسمونها " شكارة " .يضاف الى ذلك أن صاحب الفدان يقوم بخبزه وأكله
ويعطى له جبنة ،وكالة " حذاء " .
- 2وفي " الفدان البقري " يأخذ ديناراً واحداً وثالثة أرباع " ، " 751ويقدر بنصف الفدان البغلي
تقريباً...
- 3ال يختلف الحكم بين أن يقوم المالك بهذه العملية ،أو أن يقوم بها غيره من ذوي اليسار منهم...
وال يتباين األمر باختالفهما...
- 4في الحصاد نرى كل فدان بغل يحتاج الى 3أشخاص وهؤالء يتعهد بهم صاحب الفدان،
يحصدون ويدوسون ،ويذرون ،وينقلون التبن الى المحل المطلوب ...فيأخذون حينئذ 71من
الحاصالت في الحنطة ،و 61من حاصالت الشعير ...وكل مصرف يعود الى صاحب الفدان...
وهذا يختلف في الموطن األخرى بالنظر لقرب المحل وبعده عن مكان البيع أو الصرف ،أو القضاء
أو ما ماثل من محال االستهالك في األلوية أو المدن الكبيرة ...فتكون المقاولة تابعة للرضا بين
الطرفين من الفالحين والمالكين ،وأصحاب الفدن والفالحين إال المطرد األغلبي الذي رأيناه عند
الجاف وهو هذا وفيه تشويق من أمراء الجاف لقبائلهم ،فال يرى في غيرهم هذا التساهل في المقدار
المأخوذ ...في حين أن غيرهم يأخذ اكثر من الخمس والعشر في المزارع والحاصالت لحصة
الطابو...
()1/196
وقد بسطنا الكالم في كتابنا لواء اربل ما يجري هناك ،فال نتوسع بذكر كل جهة ،وما فيها من تعامل.
- 3الشاة مرتع :الجاف ال يأخذون شاة مرتع ،وأما غيرهم من الرؤساء فيأخذون ،وبعضهم يأخذ
حتى من الجبال المباحة ...وفي هذا مراعاة من أمراء الجاف ألعوانهم ،وفي اربل األمر على
خالف ذلك ،فإنهم يأخذون شيئاً كثيراً عنه ...ولعلنا نبحث عن الشاة مرتع ..في موطن غير هذا.
وقد مر بنا ذكر بعض ما تأخذه إيران من الرسوم األميرية عرضاً .والدولة العثمانية قد عينت المقرر
لها في قوانينها ولكنها تتساهل مع العشائر في قوتها ،وتأخذ من العشائر الضعيفة...
- 4الغراس :من أشهر األعمال الزراعية في ألوية الكرد .يقومون بغرس أشجار فواكه وأحطاب
وخشب .وكل هذه ال تأتي لهم بفائدة كبيرة من جراء صعوبة المواصالت .وقد مر بنا ذكر بعض ما
يستحصل من األشجار مثل الفحم والكروم وسائر المغروسات .والبحث في هذا مما يتعلق بكل لواء
على حدة.
4
-عرف القبائل
هذه أشبه بالقبائل العربية في عرفها ،ولم يقع اال اختالف قليل في الكم ال في الكيف أي في مقدار
التعويض عن الجرائم .وقانون العشائر يسري مفعوله على هؤالء أيضاً مما يتعلق بالقضايا الجزائية
في األكثر ...ويهمنا أن نقول انهم يشتركون والعرب في سائر أحوالهم وأوصاف Iالقبائل وأحوالها ال
تختلف كثيراً ومما هو مشهود في القبائل الرحالة أنهم كسائر البدو من العرب يتقوتون بالتمر...
ويكتالون الكثير منه ،ويعدونه من أقواتهم المهمة ...وإ كرام الضيف شأنه كبير عندهم وكذا الشمم
وعزة النفس األمر الذي دعا أن ال تتدخل الحكومة في شئونهم بتوغل وكانت تكتفي من الرحل منهم
بالمقطوع ...فال يرضون بتدخالت الموظفين من رجال الدولة العثمانية ،واآلن قد تغلب االستقرار
والمستقرون منهم ال يختلفون كثيراً عن أهل المدن.
وهنا نعين بعض قواعد العرف القبائلي في الخصومات ،وكل ما يقال فيه أنه يعود أمرها للرؤساء،
أو ألمراء القبائل ،وال يتدخل غيرهم .وهذه أهم المطالب التي يتناولها القوم - 1 :الدية .ويقال لها "
خوين " أي " الدم " وتسميتها تشير الى أن األصل عشائري في الكل .وهو واحد ...ويتفاوت مقدار
الفصل في دعاوي القتل فأقله بين الفقراء " " 20ديناراً ،وتؤخذ امرأة وفرس إلماتة الضغائن
والقضاء على الفتن ،وأن ال يثيرها أحد بعد هذا التقرب والمصاهرة.
وقتل األمير عقوبته كبيرة ،ففي مرة قتلت قبيلة " شاطري " محمد باشا الجاف في محل يقال له "
جمنه " ،فكانت العقوبة قاسية ،فنكل األمراء بالفخذ وهو " كرم ويسي " ،فانقرض من جراء القتل
ْ
الذريع فيه ،وقد شمل حتى النساء واألطفال ،ومبناه الغيض والحنق .واألمثلة األخرى ال حدود لها.
ويؤخذ الفصل في القتل االعتيادي من القاتل أوالً .فإن عجز أخذ من اقربيه ،ثم من فخذه ،وهكذا وأما
إذا كان بين قبيلة وأخرى ،فتحسب القتلى ،وتؤخذ الدية من القبيلة ...فالشخصي يعتبر األصل فيه أن
ال يشترك معه اآلخرون ويقرب من هذا ما عند البدو فال يسألون أكثر من الظهر الخامس ...ومن ثم
نرى التماثل في العرف ،ونشاهد سيرته جارية على التضامن فيه ودرجته ،وكأنه موكول Iبدرجة
التضامن بين القرية أو األقارب األدنون...
- 2الدخالة .ويقال لها " بنا " ،وأصلها " بناه " وهو الملجأ .وهذا يحافظ عليه ،ويذب عنه حتى
يفصل بتدخل المصلحين ...وإ ذا تجاوز أقارب المقتول بعد التجائه لمن قبل الدخالة أن يدمر ما يراه
من أموال ،ويقتل من شاء تجاه تلك الفعلة المنكرة التي أجراها أهل المقتول ،وعندهم أمر هذه
كبير ...وهذا يولد " الحشم " المطالب به والمعروف Iبين قبائل العرب.
مته " .وهذه ال تختلف عما عند العرب ،فلم تجد فروقاً مهمة تستحق
بار ْ - 3الوسكة .ويقال لها " ْ
التدوين.
- 4الحشم .ويسمى عندهم " ُو ِش ْر " وهذا يأخذه الرئيس ما عدا الدية ،وهو تعويض جزاء كسر
الدخالة ،وقد تكون المعاقبة شديدة ،ولهذا ال يقدمون على انتهاك حرمتها .والتعديات ضد األخالق ال
وجود لها عند بعض القبائل ،أو أغلبها وأنها ال تقع في الغالب ،ويفخر الجاف في أنهم ليس لديهم
فساد أخالق .وهذا ما يقربهم من العوائد العربية الخالصة التي لم تؤثر عليها الحضارة.
()1/197
ومن المهم أن تدون الوقائع ويعرف ما هنالك من عرف قبائلي اال أني أقول هنا أن الكرد تغلب عليهم
سكنى القرى فيجب أن يكون الحاكم هو القانون وأن ال يلجأ الى العرف القبائلي.
وقد سبق أن ذكرت في الجلد األول بحثاً موسعاً في العرف القبائلي و " قانون العشائر " ويكاد يكون
مشتركاً .وأقول هنا ما كنت قد قلت هناك.
5
-األدب الكردي
ال تخلو أمة من آداب وإ ن كانت عريقة في البداوة ،وإ ن األمة الكردية ترجع آدابها الى تاريخ أصلها
وهو قديم .ومن الغريب أننا لم نعثر على آداب معروفة .ولعل السبب أن األدب الفارسي ،قد أثر
عليها وكذا اآلداب األخرى من جراء ان لسان اإلدارة والعلم واألدب والدين كان في تلك اللغات،
ومنها اللغة العربية.
-نعم لم نجد لغة كردية قديمة ،وأعتقد أن الفارسية أثرت عليها كثيراً بحيث أنستها أصل لغتها،
وربما كانت تشبه بعض لهجاتها القديمة ،واستبعد أن تكون الكردية الحاضرة على اختالف لهجات
أهليها اللغة األصلية ،وربما انقرضت لغتها ،فصارت تعد فرعاً من اآلداب الفارسية.
ورغبتنا شديدة في أن نقف على لغة الكرد القديمة ،أو على بعض نصوصها وأما اللغة الحاضرة
فإنها ذات عالقة باآلداب الفارسية ،وموزعة الى لهجات متنوعة ،وبعضها متباعدة .وهذه قديمة
أيضاً ولكنها متصلة باللغة الفارسية ،وربما كانت الفارسية أثرت عليها مع هذا لم تدون الى وقت
قريب منا ،أو أن المدونات قليلة ال تصلح للبحث.
وفي أيامنا معالي األستاذ توفيق وهبي ممن تخلصوا للبحث اللغوي ،والمقابالت اللغوية ،ويعد من
أركان المعرفة في هذه المطالب المهمة ،ومن المؤسف أنه لم يجد المادة جاهزة ،وإ نما تحتاج الى بذل
جهود ،والى تعاون تام لتظهر بمظهرها الالئق .وبعد ادراك ذلك كله وكذا النواحي األدبية من
منظوم ومنثور وما نحتاج اليه منها ...تكون المعذرة واضحة في أن األدب القبائلي لم تنشر فيه
مؤلفات تصلح للبحث ،وال في االستطاعة الوقوف على العالقة بين أدب البادية ،وأدب أهل المدن...
وفي هذه الحالة ال نقول بفقدان األدب القبائلي ولكن المدونات فيه قليلة ال طريق للبحث فيها ،بل لم
تخل القبائل من أدب ،وغالب الرؤساء يقرأون ويكتبون ،وأكثرهم غير خال من األدب الفارسي ،أو
العربي .وال شك أن ذلك ذو أثر كبير على األدب الكردي .والمتعلمون من غير الرؤساء ليسوا
بالقليلين وبين القبائل كثيرون ينظمون الشعر الكردي ،كما أنهم أهل ثقافة في األدب الفارسي واألدب
العربي.
مر بنا ذكر جماعة من الشعراء واألدباء خالل المباحث ،واألغلب في لواء السليمانية وكركوك ،وقل
من كان في لواء اربل خاصة ،وإ ن األدب الكردي في الشمال غير متصل بهذه األلوية ،وال هو بكثرة
هؤالء .وممن نال شهرة " نالي " و " خان قبادي " ،و " عثمان باشا " ،و " طاهر بك " وقد مضى
ذكرهم ،وال يزال شعراء آخرون في الجاف خاصة مثل محمد أمين بك ،و " أحمد حسن جاوش " .
وفي األيام األخيرة ظهر " شيخ رضا الطالباني " ،فبز الكل ،وفاق بشعره الكردي .وكل هؤالء أو
أغلبهم لم يكن شعرهم على البداوة ،وإ نما هو متأثر في األدب الفارسي في األكثر.
وغالب هؤالء في تعاون مع أهل المدن ،أو كانوا متأثرين بهم ،وإ ن أجل ثقافة أدبية نراها مشهودة في
" لواء السليمانية " أكثر من سائر األلوية وإ ن كان رجال العراق ال يخلون من تأثير في ثقافتهم،
واالتصال بينهم ال ينكر مما ال محل للتوغل فيه ،وإ نما يعود البحث فيه لكل لواء على حدة ،والتثبت
من األدب في مراكز األلوية واالتصال بتاريخها.
هذه حالة األدب القبائلي وهو غير موحد ،بل موزع الى لهجات ...وال محل للتوسع في مكانته من
آداب المدن .واألمل أن تظهر مدونات فيه كما نشاهد ظهور بعض اآلثار األدبية ،والمطابع
والوسائل المدنية قد سهلت االشتغال.
6
-الحاالت األخرى
ال نستطيع أن ندون كل ما يجب أن يعرف عن القبائل من حاالت اجتماعية ،فمثل هذا يحتاج الى
سعة خاصة وقد عزمنا على بيان ما نتمكن منه في تاريخ كل لواء من جراء االشتراك المشهود بين
القبائل وأهل المدن بال كبير فرق كما أشرت الى ذلك .ومن جهة أخرى أن الفروق في كل ناحية قد
تدعو الى بحث خاص بها وال تظهر في عموميتها بوضوح .ولعل في هذا كفاية
خاتمة القول
()1/198
هذا ما تمكنا من تدوينه عن القبائل الكردية استقاء من منابع تاريخية موثوقة ،ومن اتصال ببعض
القبائل ،وبالعارفين منها ممن اعتقدنا أنهم أهل أن يؤخذ عنهم ،وال نستطيع في هذه الحالة أن نتجرد
من كل تبعة ،فالتقصير ال طريق لنا في التخلي عنه ،ولما كانت غايتنا اطالع العراقيين على أبناء
وطنهم والتعرف بهم فالمعذرة واضحة وتدارك الخلل بالتنبيه عليه ممكن.
وال شك أننا كتبنا القليل وما فات اكثر .ولعل كثيرين يعلمون أوسع مما كتبنا .وفي هذه الحالة ،وبعد
أن رأوا هذا الكتاب قد وصل الى أيديهم يترتب عليهم بيان ما فات ،واالستدراك لما نقص،
واإلصالح لما وقفوا عليه من خطأ.
والتعاون على العمل يؤدي قطعاً الى توليد نتائج كبيرة في المعرفة .واإلحاطة غير متيسرة،
والصواب غير مكفول .وأرى من واجب الذمة اإلسراع في إصالح ما يستدعي اإلصالح في أقرب
فرصة ،فال أستغني عن الفات النظر ،والمرء كثير بإخوانه.
واألمر المهم الذي أحاول إبداءه إن العمل المنظم يسوق دائماً الى نتائج نافعة ،فالغلط يناله اإلصالح،
والنقص يكمل ،والزائد يحذف ...وكل هذا تابع للمعرفة ،وللتعاون في أمر اإلصالح .والمرء ال
يستطيع أن يقدم أكثر مما عنده.
هذا .وجل ما أتمنى أن ال يطول االنتظار ،وأن ينال التحقيق مكانته ،والتتبع محله في التنبيه لتدارك
الخلل .ومن جهة أخرى طرق اإلصالح واضحة والتنظيم ضروري قطعاً.
واهلل ولي األمر ( )1ومن هذا النوع ما ينقل عن بعض العشائر العربية لما سئل اجاب :اهلل ربنا،
وفالن شيخنا !..ولكنه ال يهمل فخذه وقبيلته.
( )2عشائر العراق الجلد األول ص.64 - 43
( )1وفي الشمال تسمى القرية (كند) و (آوايي) أيضاً.
( )1ونشاهد مثل هذا في بعض القبائل الريفية من العرب.
( )1خالصة تاريخ الكرد وكردستان ص 40وهناك استعراض لبعض اآلثار القديمة والحديثة.
( )1مروج الذهب ج 1ص )2( 308روضة المناظر في اخبار األوائل واألواخر .البي الوليد محمد
بن الشحنة هامش بن األثير ج 7ص )1( 78اوليا جلبي في سياحته ج 4ص 75وفيها تفصيل عن
الكرد وموطنهم وتعداد عشائرهم وانها ستة آالف عشيرة وقبيلة ،قال وكلهم شافعية.
( )2مسالك االبصار ج 10في مكتبة ايا صوفيا رقم .3423
( )1هذا الكتاب مخطوط وعندي المجلد الثاني منه.
( )2لعله اراد به أن المرحوم محمد فيضي الزهاوي اال اننا ال نعرف له هذا االثر ،ولم يوضح عنه.
( )1معجم البلدان مادة شهرزور ( )1حياحتنامه حدود ص )2 (354خالصة تاريخ الكرد
وكردستان ص )1( 382ترجمته في كتاب (منتخب الذخائر).
( )1تاريخ العراق بين احتاللين ج 6ال يزال مخطوطاً.
( )1تقرير الحدود :درويش باشا ص 58وسياحتنامه حدود ص.242
()1تحققتها Iمن إبراهيم بك الجاف ومن المرحوم عبد اهلل بك كيخسرو ومن كريم بك الجاف وهؤالء
من أكابر رجالهم من االمراء .وهؤالء من أكابر رجالهم من االمراء.
( )1وله أخوة ماتوا بال عقب ،وتوفي هو في 26تشرين األول سنة 1944م.
( )1سياحتنامهء حدود ص 244وتقرير درويش باشا ص.58
( )1ولي محمود باشا إمارة القبيلة في سنة وفاة والده (سنة 1308ه) .وكان قد ولد سنة 1262ه.
ونال مكانة كبيرة .توفي في 6شعبان سنة 1339ه (مشاهير الكرد ج 2ص )181وهناك تفصيل
ترجمته.
( )1سياحتنامهء حدود ص .164
( )1رسالة في (تاريخ الجاف) نحو المائة صفحة مخطوطة رأيتها عند كريم بك ،أخذت عنها بعض
المطالب وهي عمدة في التعريف بهذه القبيلة ..سواء في تفرعاتها ومواطن تجوالتهم وسائر حاالتهم
األخرى.
( " )2الحديقة الندية " ،في الطريقة النقشبندية مخطوطة عندي بخط مؤلفها محمد ابن سليمان بن
مراد البغدادي ومؤرخة سنة 1236ه وقد طبعت بمصر( .والمجد التالد) في مناقب الشيخ خالد
تأليف السيد إبراهيم فصيح الحيدري طبع في دار الطباعة العامرة باستانبول سنة 1292ه.
( )1يلفظ (سوزكي) أيضاً.
( )1ويلفظ " اليكي " ( )2ومنهم من يقول " اليجان " فقط لالختصار .وأصلها علي جان.
( )1السيف الصغير.
( )1الشرفنامة ص 47ولم يستطع أن ينسبها الى من تسمت باسمه.
( )1سياحتنامهء حدود ص.164
( )2جاء في " خالصة تاريخ الكرد " بلفظ " ساداني " ص 403وهو ترجمة من كتب االنكليز.
( )1خالصة تاريخ الكرد ص.403
( )1هو جبل كبير من جبال سيداره.
()1/199
( )2تقرير الحدود درويش باشا ص 59وسياحتنامهء حدود ص 242وخالصة تاريخ الكرد
وكردستان ص.450
( )1جبل شميران يقال له " زامن كوه " ،وفي أسفله نحو 28قرية ومواطنها يقال لها " شميران " .
( )1راجع ص 56من هذا الكتاب.
( )1عنوان المجد ص.165
( )1سالنامة الموصل ص.228
( )1سياحتنامهء حدود ص.165
( )2هذه القبائل كلها ال تزال معروفة.
( )1منمي توجد قبيلة بهذا االسم إال أنها لم تكن من الجاف.
( )2راجع ص.63
( )1كوشت كري.
( )1راجع ص.58
( )2سياحتنامهء حدود ص.246
( )1كان شاعراً.
( )1مالك األبصار ج.3
( )1في لواء السليمانية في ناحية شهر بازار ،وال يزال معروفاً بهذا االسم.
( )1المجد التالد ص.69
( )1تكلمنا في عقائدهم وأحوالهم في كتاب " الكاكائية في التاريخ " ،وفي عقائد العلى اللهية في
تاريخ العراق بين احتاللين ج2و.3
( )2ورد في خالصة تاريخ الكرد وكردستان ص 402ذكر بعض قبائلهم.
( )1جاءت حوادثهم في تاريخ العراق بين احتاللين.
( )1تقرير درويش باشا ص 50وسياحتنامهء حدود ص 237وما بعدها.
( )1سياحتنامهء حدود ص 246وسالنامة الموصل ص.228
( )1راجع قبيلة بلباس.
( )1الشرفنامة ص.372
( )1عثرت على مجموع مختصر من حوادثهم كتب في حينه ،مهم في إيضاح تاريخ هذه اإلمارة.
( )1تلفظ روجكي ،أو روشكي .واللفظة درية ومعناها (أحد األيام) ،أو (يوم ما) وبعض الكرد
يلفظونها روشكي والصواب بالزاء الفارسية " .الشرفنامة ص. " 467
( )1الشرفنامة ص 474والتفصيل هناك .وفيها بيان بعض مشاهيرهم وامرائهم في بدليس ،وكيف
توصلوا لإلمارة ،وأنهم كانوا من االكاسرة ومنهم صاحب الشرفنامة.
( )2هذا الكتاب من تأليف يوسف المولوي شيخ التكية المولوية ببغداد ،والمعروفة بالموالخانه
وتسمى اليوم ب " جامع اآلصفية " .وقد أوضحت عن مؤلفه في مجلة لغة العرب " ج 8ص" 588
أيضاحاً شافياً إال أنني لم أذكر هناك وفاته وقد علمت أخيراً تاريخ وفاته ،وأنه كان سنة 1153ه -
1740م والتفصيل Iفي تاريخ العراق القسم المسمى بتاريخ " سبعة وزراء " .
( )1من أمراء ببه.
( )2قويم الفرج بعد الشدة .وهو مخطوط في حوادث الوزير حسن باشا ومناقبه .عندي نسخة خطية
نفيسة منه ولم أعثر على غيرها .وهو من تأليف يوسف المولوي المذكور في هامش سابق .ومثله
في حديقة الوزراء.
( )1تقرير الحدود ص.73
( )1التومان خمسون قرشاً صحيحاً .وتعينت قيمته.
( )1كان أديباً فاضالً ،وكاتباً معروفاً ،وصحافياً وله مطبعة صغيرة يطبع بها بعض الرسائل ،وكان
قد أقام ببغداد مدة وتوفي في عشرين أيلول سنة 1947م ودفن في مقبرة الشيخ معروف ببغداد رحمه
اهلل تعالى.
( )1تقرير الحدود ص.78
( )1عنوان المجد ص.165
( )1ويلفظ بايز باشا .وهذا كان رئيس قبيلة منكور ابان اعالن الحرب العظمى األولى وان الدولة
العثمانية كانت قد استخدت هذه القبيلة في القوة السفرية التي اعدتها منعاً من تجاوز الروس على
الموصل فالتحق الباشا المومى إليه بقبيلته وأوالده بهذه القوة .وقد حدث معركة بين خيالة الروس
وخيالة العثمانيين في الموقع المسمى " سلدوز " الكائن بين صاوجيالق وبحيرة رومية " ارميه " .
فجرت معركة عظيمة دامت ست ساعات بصورة دموية .وإ ن ابن بايز باشا قرني بك قد ابدى من
البسالة ما شهد له بها القوم فجرح بجروح بليغة فتوفي من جرائها .وكتب ببرقية للدولة يفيد فيها أن
ابني الصغير قد قتل الكثيرين من الروس فمات مما اصابه من جروح ،فصار فداء للسلطان وان شاء
اهلل سأكون أنا وأوالدي اآلخرين فداء في سبيل خليفتنا...
أثنى سليمان نظيف بك على هذه البسالة الخارقة ولهج بما جرى من تفاد ..في كتابة " بطاريه ايله
انش " ص 62والتفصيل هناك.
( )1تقرير الحدود لدرويش باشا الفريق.
( )1عنوان المجد للحيدري ص . 164
( )1الشرفنامة ص.382
( )2سياحتنامهء حدود ص.272
( )1الشرفنامة ص.382
( )1عنوان المجد ص .163
( )1سياحتنامهء حدود ص.274
( )1وردت بلفظ " دشت بيل " في تقرير درويش باشا ص.93
( )1وهذه القبيلة تقيم في قطر الشام .وكانت لها حوادث في العراق بينها وبين قبائله أو مع الحكومة.
والتفصيل عنها في تاريخ العراق ،وفي كتاب " عشائر الشام " تأليف األستاذ أحمد وصفي Iزكريا ج2
ص.322
( )2عنوان المجد ص.165
( )1عنوان المجد ص.163
()1/200
()1/201
نصد عنها وننفر منها لمجرد أنها فضاء واسع ،وأرض قاحلة كما تبدو
وليس من الصواب أن ّ
للحضري الول وهلة دون أن ندرك حقيقتها ،وان نعلم أنها عطن قومنا الذي منه نجمنا ،واالصل
الذي منه تفرعنا ،فنكتفي بتلك النظرة ،أو نتابع الشعوبيين أعداء العرب وتلقيناتهم الباطلة في أتخاذ
الوسائل للتنفير ،وتوليد الكره بطرق متنوعة وضروب Iمختلفة...
تربطنا بأهل البادية أواصر الدم والقربى ،وتجمعنا اللغة والوطن ،وتتصل بنا العقيدة الحقة ...ولم
يكونوا بوجه على الهمجية كما يتوهم ،بل هناك أدارة منظمة وعالقات جوار ،وروابط قربى مكينة،
وتحالفات وعهود مرعية وشريعة سائدة مما لم ينفذ اليه الحضري بادي الرأي وال يدرك كنهه لما
تلقى من سوء فكرة ،أو لمجرد النظر الى الخشونة وجفوة العيش ،وأعتياد شظف الحياة ،وضنك
الرزق ،أو الفة الوحشة في حين أن ذلك من دواعي الحياة الطبيعية التي فقدت المربي االجتماعي،
والتي ج ّل آمالنا منها أن العيش في البداوة براحة وطمأنينة ،بعيدين عن الضوضاء وعن المشاكل
المزعجة مع الرغبة االكيدة في التوجيه الحق ،والتدريب الصالح ...فكل من ذاق طعم البادية ال يود
أبداً أن يحيد عنها ،وال تطيب نفسه عنها ،أو أن يعدل عن حياتها ...وج ّل ما هنالك اننا نشعر
بضرورة االصالح ،والتنظيم الصحيح...
ويحتاج من يحاول أن يكتب في أوضاع البادية الى خبرة تامة ،ومعاشرة طويلة والفة بمعنى الكلمة،
مع رغبة في العمل ،وعناية في اكتناه الحالة ليتمكن المتتبع من االفتكار في نواحي النقص ،والتعرف
لوجوه االصالح ،فال تكفي لمحة السائح او التفاتة عابر السبيل ،أو أن يؤم المرء مضارب البدو
تعين وضعاً وال تؤدي الى الغرض المطلوب من المعرفة ،بل يستطيع
ساعة من نهار ،فهذه ال ّ
الحضري أن يكشف عن حياة البدوي بسهولة فيضن انها منغصة بالزعازع والمجازفات ،أو تدعو
الى مخاطرات ،أو أنها كلها هياج واضطراب.
في البادية عيشة هناء ،وحياة لذيذة ،وربيع وراحة ونعيم ،اال انه ال ينكر انها مشوبة أحياناً بغوائل
وفتن ،او متصلة بقراع وجدال ،ال تهدأ فيها فتنة ،أو ال تخلو من اثارة غوائل ولكن أي حالة من
حاالت الحضر هادئة؟ بل ال نزال نرى التكالب بالغاً حده ،واالطماع مستولية على النفوس مما كره
عيشة الحضارة ،وأفسد صفوها ،وأقلق راحتها ،فعمت المصيبة.
جوها ،أو ما يشوب
ولو أستطلعنا رأي البدوي في حياة الحضر لوجدناه ينفر من سوء عفونتها ونتن ّ
نسيمها من الكدر ،يمر البدوي بالطرقات الضيقة ،فيشم ما يكره من روائح ،ويدخل االسواق فتكاد
ترديه بفاسد اجوائها ،ولعل ساعة واحدة عنده من استنشاق النسيم الطلق ،أو يوما من أيام الربيع
يفضل المدن وما فيها ،فيرى عيشته وما هو فيه خيراً من نعيم الحضر كله...
وهناك أكبر من كل هذا ،يعتقد أن االدارة قاسية ،والحكم صارم ،بل ربما يعتبره جائراً ،ويحسب ان
العزة مفقودة ،والسلطة متعجرفة ،فال يطيق شدة النظام ،وال يقدر على تنفيذ األوامر الكثيرة التي ال
يسعها دماغه ،وإ ذا كانت البادية موطن الظباء واآلرام فهي عرين أال سود ،ولكل ما فيها وجوه دفاعه
ووسائط بقائه ،والحياة في كل أوضاعها ال تخلو من صفحات خير ،ووجوه ضير ،وليس هنا أو هناك
خير مطلق ،فكل منهما مشوب بعناء ،ومغمور بآمال ،تعتريه ما تعتريه من حاالت اضطراب..
وصفحة األدب تجلو عما هنالك من ضروب هذه الحياة وأطوارها.
نعين ما هو معروف ،وان
وال نريد أن نسترسل في مدح البادية ،أو ذم الحاضرة ،أو العكس ،وأنما ّ
المتمنيات للفريقين أن تكون الحياة سعيدة في الحالتين ،فكالهما ينبغي ما عند اآلخر من محاسن
ونعم ،أو فضائل ،وان يجمع بين الحسنيين ،وان ينال خير االثنتين ،فيزول ما يكدر الصفو ،او يقلل
من الشرور...
()1/202
وال تتيسر هذه اال بعد المعرفة الحقة ،فإذا أدركنا الحضارة ونظمها وعرفنا حياتها وما هي عليه،
ملحة الى االطالع على ما في البادية بصفحاتها كلها ،وان ندرك ما فيها من مالذ
فنحن في ضرورة ّ
فندون ما هناك ،مما يدعو الى التقرب ،ويزيل العوائق ،فنتعاون على مطالب هذه الحياة،
ومنغصاتّ ،
وأن تقوى االخوة ،وتعود كما كانت ،وما الحضر اال بدو سبقوا اخوانهم بخطا ،أو أن البدو اخوة
الحضر لم يتقدموا بعد الى ما عليه اخوانهم من حضارة ،واالمل أن يتقدم المتأخر وان يتبدى
الحضري ،ويتنعم بما عنده .وهكذا البدوي يعيش عيشة الحضري في باديته.
كتب علماؤنا وأدباؤنا في البادية ومواطن أهلها ومياهها ،كما خلدوا آثاراً جليلة في أنساب العرب
وقبائلهم ،فكانت تدويناتهم ال تق ّل عما ذكر في االمكنة والمياه ،والجبال والوهاد والدارات وما ذكر
في الشعر ،أو عرض من وقائع اال أن طول الزمن ،وبعد ما بيننا وبين اولئك العلماء واالدباء قد غير
االوضاع ،وبدل االسماء ،فلم نعاود المطالب ،ولم نثبت المتجدد استفادة من تقدم الجغرافية وصنعة
رسم الخرائط واتقان أمرهما وتصوير المناظر واظهارها في السينما .فالضرورة تدعو الى ذلك
لتكمل المطالب ،وتتالحق التدوينات استفادة من وسائل الفن.
كنا محتاجين الى
يهمنا تثبيت الموجود من عشائر ومواطن ،وما هنالك من حياة بدوية .فاذا ّ
نعمّ ،
معرفة قومنا ،وهذه الحاجة أكيدة ،فال شك ان الضرورة تدعو الى وقوف على المواطن أيضاً ال سيما
المتصل بجزيرة العرب موطننا االصلي .هذا عدا ما هنالك من خدمة أدب االمة ،شعرها ولغتها
ووقائعها التاريخية ،وهكذا معرفة عيشة البادية في مواطن الكأل ،والمياه واآلبار ،والبوادي والقفار
والطرق وكل ما يتصل بحياة البادية.
كل ذلك دعا أكابر االدباء والمؤرخين قديماً أن يتوسعوا في التحقيق ،فخلدوا ما يتعلق باالدب،
ونسابة ،كما ّبينوا محل ظهور االدباء وما جاء في الشعر ،او في
وباالشخاص من شعراء وأدباء ّ
الحديث ،او في الكتابة من أمكنة وبقاع ..فكنا نستعين بما خلفه علماء االمة وادباؤها في التحقيق
والتعريف.
ونحن في حالتنا الحاضرة في أشد الحاجة للتعريف بالبادية وشؤونها لنقدم للحكيم ما يستعين به،
فيقوم بأمر التوجيه االجتماعي ،ولالمة االخذ بالصحيح من هذا التوجيه فال نستغني بوجه عن
المراجعة لحل أعوص المشاكل في (حياة العشائر) ،وأن نستمر في التدوين والتمحيص معا ،ومثل
هذه ال يتيسر أمرها اال أن نستوفي المعرفة للحالة الحاضرة ،فنكتب ما نستطيع من ظاهر وخاف" .
1ه (.)1
وهذه تبصرنا بالعشائر ،وكالمنا اآلن في (العشائر الريفية) الحاضرة وقد اجتازت خطوة نحو
الحضارة ،فاستقرت في مواطن خاصة ،وال شك أن الضرورة داعية الى معرفة هذه الحياة فاكتسبت
العشائر تحوالً وتطوراً وكانت في العراق عشائر كثيرة وردت في مختلف االزمان فانتقلت من
البداوة الى االرياف .وكلما زادت نفوسها ،أو أختلّت حياة المدن مالت اليها وعوضت Iبما عندها كما
ان البداوة راعت عين الطريقة في هذا االنتقال فكل خلل في االرياف يسده البدو ،وفي هذا كله نرى
القربى مشهودة في الدم ،وفي اللغة ،وفي الشعور العام ،وسائر الحاالت االجتماعية.
كانت االرياف فقدت بعض االوصاف Iمن البداوة وتقربت من االوضاع المدنية .وفي هذه الحالة
نحتاج أن نلتمس هذه التغيرات ،والمجاري التاريخية ،واالوضاع Iالحياتية ،واالدارة .ولكل من هذه
حكمها المشهود ،فرأيت بيان ذلك باضافة حاالت متصلة ،واختبارات متوالية .وجل االمل مصروف
الى ادراك الحالة التاريخية واالجتماعية واالدبية في مالحظات عامة أو خاصة مقرونة باالوضاعI
الحاضرة لتكون وسيلة لما تطمئن الرغبة اليه أو يسهل التوسع فيه أو التعليق عليه واالبواب Iمفتحة
لمن أراد الدخول .وكل ميسر لما حاول أو أراد.
نظرة عامة
معرفة العشائر الريفية التتوقف Iعلى التاريخ وحده وان كان من أهم العناصر ،فالنصوص مبصرة
قطعا ،كما التكفي Iبعض المشاهدات وتدوينها وحدها .أو بيان الظواهر البارزة وانما تهمنا الحياة
العشائرية بدقائقها ،والعوامل الفعالة بحذافيرها ،وطريق ادارة هذه الحياة مما ال يتحصل من
النصوص التاريخية وحدها ،وال من تلك الظواهر البارزة بل من المالمسات الحقة واالتصاالت بهم
وبآدابهم مقرونة بتعامالتهم...
()1/203
واعتقد ان هذه كلها بصورة شاملة تؤدي بنا الى التوجيه الحق في حل المشاكل والنظر الصادق في
(العشائر الريفية) .وربما عددناها معضلة من أعوص المعضالت .ومن الضروري اثارة أمرها بين
حين وآخر مقرونة باالطالع القريب والبعيد مما يسهّل ادراك صور الحل .وال نريد أن يكون ذلك
تابعا لمواسم خاصة او حاالت ووقائع منفردة بل الغرض أن نتمكن من اجتياز هذه المرحلة الى
المعرفة المكينة الصالح الحاالت المختلفة أو البت في الشؤون المعقدة .والحل تابع للمعرفة من
وجوهها .وبسببه تتيسر المعالجة من طريقها.
نريد أن نعلم قوام المجتمع في بداوته وأريافه معا .وهكذا ما هو شبيه بهما من (حياة القرية) في
االقوام التي ال تعرف سواها .والحياة البدوية تؤدي وجوباً الى الحياة الثانية (حياة االرياف).
وكلتاهما تنزع الى الحضارة واالمل أن تتقدم اليها خطوات .وحياة الكرد عندنا شبيهة بهاتين
الحياتين اال أن الوضع يدعو الى تكوين القرية المتنقلة أو الثابتة .واالولى أشبه بالبداوة ،واالخرى
أشبه باالرياف .والحياة في كليهما متماثلة في الغالب.
والحضارة ال تستغني عن هاتين الحياتين .وتعدهما الوسيلة لقوام أمرها .ولم تنقطع عن الحضارة.
وانما تمدها دائماً بما عندها من (مواد أولى) ،ومن (نفوس) بعد اجتياز مراحل في التقدم .وال يمكن
التفريق بوجه بين (حياة القرية) وبين (حياة البداوة واالرياف) .والتفاوت قليل جداً ،وناجم من
الوضع الجغرافي .وحضارات االمم لم تكن بنجوة من ضروب هذه الحياة.
تكلمنا في (حياة البدو) في المجلد االول وفي (حياة القرية) في المجلد الثاني .فال ريب ان حياة
االرياف حالة تقدم نحو المدن ،فهي حلقة وسطى بين البداوة والمدنية كما ان القرية تقرب كثيراً من
المدينة .اذ المدينة قرية متكاملة .وبحثنا هنا في االرياف خاصة .وقوام هذه الحياة (الزراعة) و
(الغرس) .والزراعة لم تقطع الصلة بالبداوة ،بل ال تزال قريبة منها وفيها نوع من االستقرار،
والغرس يفيد االستقرار ويكتسب حالة ثبوت ،وحينئذ تفقد صفات البادية .ويصح أن نقول ان
الزراعة أشبه بالقرية المتنقلة في العشائر الكردية ،والغرس أشبه بالقرية الثابتة لدى الكرد.
وهذه الحاالت المطردة ،والحاجة المولدة لها قوام الحضارة في مراحلها ،والمجتمع في حياته.
ويصعب علينا ان نفرق بين االرياف في الزراعة أو الغرس وانما نقول االنتقال قريباً او بعيداً أو
المرحلة قصيرة أو بطيئة .وربما استمرت الى أمد حتى تتهيأ الدواعي والفرص الى هذا االنتقالI.
ولعل الميل الى المدن أقرب الى هؤالء.
ومن أجل ما هنالك ما يظهر في العشائر الكبيرة من حوادث سياسية تدعو الى االلتفات .ويظهر
الول وهلة انها االولى من نوعها أو غريبة ليس لها مثيل بين العشائر ،ولكن من اطلع على التاريخ
عرف االحوال ،وأدرك أسرار االدارة وعالقتها بالعشائر فال يستنكر وقوع أمثالها .وهذه تقرب من
حياة البدو ،ولكنها أقرب الى حياة المدن.
وج ّل أملي أن نتصل بالمعرفة بالعشائرية بالنظر لماهيتها ،وبالنظر للبدو ،وبالنظر للحضر وللعالقة
بالحكومة وأن يتصدى آخرون للبحث ويتوسعوا في المطالب .وكل سعة محمودة ،وكل بسط
ممدوح ،ليكون داعياً لالثارة .والوقوف على الفكرة الصالحة .والنصوص الحقة مقبولة قطعاً والعلم
كله في العالم كله.
المراجع
نريد أن نعلم عن عشائرنا وأنسابها وتفرعاتها ومواطنها ،ومجتمعاتها والشيء الكثير من
خصائصها .وهذا تأريخها اال أننا ال نجد كتباً وافية في (تاريخ عشائر العراق) خاصة .واذا كنا بينا
جملة منها في المجلد االول فما ذلك اال للعالقة بين العشائر القديمة والبدوية الحاضرة وهذا يصدق
على عشائرنا الريفية .ويصلح أن يكون أصالً في مراجعنا ألهل االرياف وبينها ما هو قديم السكنى
في العراق ،او متحدر من العشائر البدوية الموجودة ،أو انهم بدو مالوا الى االرياف .وهذه كثيرة
جداً وتحتاج الى ما يبصر بها من وثائق.
فالعالقة ال تنكر .ولهذه مراجع تخصها باعتبار أصلها او باعتبار انها االصل ولها مباحثها الخاصة
زيادة عما عرف.وال تختلف هذه عن تلك من التفرع الى (قحطانية) و (عدنانية) أو (متحيرة).
وتاريخها ذو عالقة بمؤلفات تاريخية ال تحصى أشرنا الى جملة منها في (تاريخ العراق بين
احتاللين).
()1/204
ولعل المراجع العامة والخاصة ال تكفي وأنما يهمنا كثيراً ان نتصل بالكثير من هذه العشائر .االمر
الذي يؤدي حتماً الى المعرفة الحقة من طريق المشاهدة العيانية واستنطاق نفس العشائر.وفي هذه ما
نجده في مؤلفات Iضخمة كما ان اوضاع القطر تنبيء عن تاريخه ،وتفسر حروبه ،وحياته
االجتماعية ،واحواله االقتصادية...
ونستطيع أن نعد جملة من المراجع زيادة عما ّمر اال انها قليلة بالنظر للمراد من جراء كثرة العشائر
الريفية والمطالب الجديدة وال شك ان التحري يسهل الوصول .وليس الغرض التعداد واالكثار من
المراجع ،وانما المقصود أن يتم المطلب .وبين هذه عشائر االقطار االخرى المجاورة والبعيدة وال
تخلو من عالقة ما ،ولالختالط والمعاشرة أثر كبير في المعرفة.
وهذه هي المراجع المهمة - 1 :كتاب البادية :لالستاذ السيد عبدالجبار الراوي .وال يخص االرياف
اال أنه ال يخلو من صلة ويشترك في مباحث المجلد االول اال أنه توسع في مواطن البدو ،وآبارهم
وسائر أحوالهم مما ال يستطيع القيام به اال من كان في مهمة في تلك الربوع ،فله الفضل فيما تقدم.
طبع سنة 1947م في مطبعة التفيض االهلية ثم أعيد طبعه.
- 2القضاء العشائري :مؤلفه فريق المزهر آل فرعون من عشائر الفتلة وله خبرة في احوال
جهته ،طبع سنة 1360ه 1941 -م وال يخلو من فوائد تخص عشائر الفتلة وما جاورها من
عشائر.
- 3عشائر الشام :لالستاذ احمد وصفي زكريا .في مجلدين االول في أحوال العشائر العامة طبع
بدمشق سنة 1363ه 1945 -م .والثاني كل عشيرة على حدة .وكانت تقسيماته بأعتبار االدارة
حسب االقضية .وفي هذه الطريقة سهولة في معرفة عشائر كل قضاء اال أنه يكرر العشيرة الواحدة
بالنظر لوجودها في أقضية عديدة ،وال يفيد الوحدة في العشيرة مجتمعة .وكان االولى أن يذكرها
معرفة .وكنا
جملة واحدة فال يفرق أوصالها بأن يعوض عن االلوية أو االقضية بما يقدمه من جداول ّ
ينبه على
يدون أصول كل عشيرة بما هو محفوظها اذ لم يتمكن من المعرفة التاريخية ،وأن ّ
نأمل أن ّ
أغالط شائعة .وكان االول من نوعه في (عشائر الشام).
ويؤخذ عليه انه لم يقدم القول في كل عشيرة ثم يتناول االحوال العامة للعشائر .وهذا ال يقلل من
قيمته العلمية .ولما كان ذا عالقة بعشائر العراق فنجد الصلة مكينة ،ونعده من خير المراجع وأجل
االثار...
- 4تاريخ شرق االردن وقبائلها .ومؤلف هذا الكتاب االستاذ ج.بيك .وهذا ال عالقة له بالتاريخ،
وال حقق أنساب القبائل .وال يخص موضوعنا كثيراً .طبع سنة 1934م في القدس نقله الى العربية
االستاذ بهاء الدين طوقان.
- 5الروض البسام في قبائل الشام .للشيخ أبي الهدى الرفاعي المعروف .وفي كتابه هذا نعلم
الشيء الكثير عن العشائر وعالقتهم بآل الرفاعي .فالرجل صاحب طريقة ،وج ّل ما يستطيع في
محاوالته أن يقرب العشائر من الطريقة الرفاعية ،أو من الشيخ احمد الرفاعي.
فعد
وقد أبرز مهارة كبيرة في وصل االنساب ليجعل العشائر الكبيرة تمت الى ما حاول اثباتهّ ،
رؤساء الحسنة من بني خالد ولم يعتبرهم من طيء .والكتاب يعتبر من المؤلفات المهمة في عشائر
يعز
الشام ،ال يخلو من فائدة .فهو بحق صاحب مهارة وخبرة في ما كتب .وفي الكتاب نصوص ّ
دون عن مشاهدة.
دون ما ّ
على غيره العثور عليها .كما ّ
- 6التقرير االداري لفخامة االستاذ السيد مصطفى العمري في أحوال الديوانية حينما كان متصرفاً
بها .وهو من أجل ما رأينا مما يخص موضوعنا .ولو ان كل متصرف كتب ،في لوائه عن أحواله
وعن عشائره النكشف ما في قطرنا من مبهمات كثيرة .وقد مكنني من مطالعته وله الفضل .ولو
طبع لجال عن مبهمات كثيرة.
وداي العطية .كشف عن معلومات نافعة .واالمل أن نرى باقي
- 7تاريخ الديوانية .لالستاذ الشيخ ّ
ما وعد بنشره.
- 8طرفة االصحاب في معرفة االنساب .للسلطان الملك االشرف عمر بن يوسف بن رسول
الغساني .من مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق بتحقيق (ك.و.سترستين) وفي خزانة األب
انستاس ماري الكرملي نسخة منه مخطوطة مع المجلد العاشر من كتاب االكليل .وهو كتاب جليل
الفائدة وفيه تفصيل لالنساب ومكانته تظهر في الصالت بين العشائر ومؤلفه من أهل اليمن.
()1/205
- 9شرح منظومة عمود النسب .االصل للشيخ احمد البدوي المجلسي الشنقيطي البو حمدي.
مهم في العشائر القديمة والتعرض
شرحها االستاذ المرحوم السيد محمود شكري االلوسي .والكتاب ّ
لبعض المعاصرة منها .ال يزال مخطوطاً .وعندي المجلد الثاني منه.
- 10لغة العرب .مجلة عراقية تعرضت للكثير من عشائر العراق .اهميتها في انها اشترك فيها
وتعد في مقدمة المراجع.
جم غفير من أرباب المعرفة ّ
- 11خمسة أعوام في شرق االردن .ال يهمنا كثيرا .طبع سنة 1929م في حريصا .وهو من
تأليف األرشمندريت بولس سلمان .ولم يذكر من العشائر ما يشترك بالعراق .ومهمته في انه بحث
في عشائر العرب.
- 12عامان في الفرات االوسط .للسيد عبدالجبار فارس .طبع في مطبعة الراعي في النجف سنة
1353ه .وفي هذا الكتاب مشاهدات كثيرة .وعالقته مشهودة .فهو مرجع مهم في تدوين أحوال
العشائر.
- 13نجد .لالستاذ السيد محمود شكري اآللوسي .طبع سنة 1343ه في المطبعة السلفية في
القاهرة .وفيه بيان عشائر نجد وهي ذات عالقة مكينة بعشائرنا اال أن بياناته مجملة جدا.
- 14كتاب األمكنة للغدة .مخطوط عندي نسخته بخط المرحوم االستاذ محمود شكري اآللوسي.
- 15مجمع األنساب .البن قدامة .كنت راجعت مخطوطته باستنبول في خزانة راغب باشا.
- 16رحلة المنشي البغدادي .نقلتها الى العربية .وأصلها فارسي طبعت سنة 1948م.
- 17موجز تاريخ عشائر العمارة .لالستاذ محمد الباقر الجاللي .وهو من المؤلفات المهمة جداً.
في عشائر لواء العمارة .وقد أجاد المؤلف كل االجادة بذكر محفوظات القبيلة ومشجرات عنها .وان
كان تعوزه النصوص التاريخية للتثبت من المحفوظ وقيمته العلمية فيما يوجد له مراجع .طبع سنة
1367ه 1947 -م في مطبعة النجاح ببغداد.
- 18كتاب البدو باللغة االلمانية .استعنت ببعض الفضالء في معرفة ما فيه .واسماء عشائره كتبت
بحروف عربية .فالعشيرة المطلوبة من السهل مراجعتها .وهذا الكتاب من اجل اآلثار مزود بخرائط
وببحوث مستفيضة وبتصاوير .مؤلفه االستاذ المستشرق االشهر الهر فون اوبنهايم باالشتراك مع
االستاذ البروفسور ورنر كاسكل .واستمر البروفسور ورنر كاسكل بعد وفاة زميله ونشر ثالثة
مجلدات ضخمة منه .والمهم ان مؤلفيه استعانا بما كتب عن العشائر من آثار وسياحات ومؤلفات
تضم اليها المشاهدات ،فبلغ من التحقيق غايته ،فهو خير كتاب في العشائر .ناقش االستاذ ورنر
كاسكل المؤلفات في العشائر فكان اوفر مادة .وأملنا أن ينقل الى اللغة العربية لنعرف جميع ما بحث
فيه بسعة واستقصاء .وكل ما يقال فيه قليل .فهو مرجع واسع في عشائر العرب أو دائرة معارف
عشائرية.
- 19جمهرة أنساب العرب البن حزم .منه نسخة في خزانة علي أميري باستنبول برقم 2413
ونسخة اخرى في خزانة فيض اهلل من خزائن كتب الملة باستنبول باسم كتاب جماهر االنساب ،برقم
2228أوله :الحمد هلل مبيد كل القرون االولى ألخ ذكر فيه العدنانيين وأنسابهم وقال :اليمانية كلها
وعد االوس والخزرج ومن الخزرج (بنو زريق)
يصح ما بعد قحطانّ .
ّ راجعة الى ولد قحطان وال
كتب سنة 1040ه .وطبع سنة 1948م .في مطبعة المعارف بمصر.
- 20كتاب التبيين في نسب القرشيين والقحطانيين :لموفق الدين أبي محمد عبداهلل بن قدامة
المقدسي .وفيه انه مختصر الجمهرة في االنساب البن الكلبي مع انه يعتمد على كتب عديدة غير
الجمهرة .االول في نسب قريش والثاني في نسب القحطانيين برقم 999في خزانة راغب باشا
باستنبول.
ويعد دائرة
- 21معجم القبائل :لالستاذ السيد عمر رضا كحالة .مرتب على حروف الهجاء ّ
معارف .طبع في ثالث مجلدات سنة 1368ه 1949 -م.
- 22الفتلة كما عرفتهم :تأليف (أ.س.ح) ومقدمته بقلم االستاذ جعفر الخليلي .طبع في مطبعة
الراعي في النجف سنة 1936م.
- 23قلب الفرات االوسط :لالستاذ محمد علي جعفر .طبع سنة 1949م في ثالثة أجزاء .وفيه ما
يدعو الى تحقيق الجهات المخالفة لما ذكرنا.
()1/206
وكان االستاذ المستشرق الجليل (ه .ريتر) ذكر لي جملة من كتب االنساب المهمة منها مختصر
جمهرة األنساب البن الكلبي في راغب باشا برقم ،999وسلسلة األنساب في الال اسماعيل برقم
،347وجامع األنساب في خزانة وهبي البغدادي برقم 1305قال االستاذ ولم أر الكتابين األخيرين.
وبحر األنساب للسيد ركن الدين حسن منه نسخة في كوبريلي برقم ،1011واالستبصار في أنساب
األنصار في الخزانة العامة باستنبول برقم .5235
وهناك (كتب أدبية) و (تاريخية) تعرضت للعشائر وبعض أحوالها .وفي نصوصها ما يعين الفروق
صنف المتقدمون في أسماء األماكن كتباً
وكلّها تكشف عن أحوال العشائر .وجاء في معجم البلدانّ " :
وبهم أهتدينا .وهي صنفان .منها ما قصد بتصنيفه ذكر المدن المعمورة والبلدان المسكونة
المشهورة .ومنها ما قصد ذكر البوادي والقفار واقتصر على منازل العرب في أخبارهم
وأشعارهم( ...الى أن قال ):وأما الذين قصدوا ذكر االماكن العربية ،والمنازل البدوية فطبقة أهل
األدب( ...عدد الكتب وقال ):وهذه الكتب المدونة في هذا الباب التي نقلت منها .ثم نقلت من دواوين
العرب والمحدثين وتواريخ أهل االدب ...ومن أفواه الرواة وتفاريق الكتب .وما شاهدته في
أسفاري ،وحصلته في تطوافي أضعاف ذلك " ...اه (.)1
وفي هذا توجيه لالشتغال ،بل فيه بيان مواطن عشائرنا الحاضرة اال اننا نستدل منها على تاريخ تنقل
العشيرة وحاجتنا تدعو الى استنطاق مؤلفات Iكثيرة .والعشائر ال تختلف في أصولها .وتبدل الموطن
ال يغير أصلها .ونرى ك ّل هذا ال يفي بالغرض .فالعشائر الريفية تختلف عن البدوية .فهي في
مطالبها مهمة .ومن جهة أخرى ولدها القدم والتفرع فصارت لها فروع أستقلّت بأسماء جديدة .وهذا
ما يبعد الشقة عن أصل العشيرة فينسى .والصعوبة ك ّل الصعوبة في ارجاع الفروع الى اصولها.
وعلى كل نرى الموضوع وافر المراجع ال سيما ما يتعلق ببعض العشائر الكبيرة وفيه توجيه
للباحثين في عشيرة أو جملة عشائر من نجار واحد في أستقصاء أحوالها ،واستيعاب أخبارها.
وال ننازع في اختالف وجهة النظر فاألمر ليس مما ينصرف اليه ك ّل أحد ،وانما يتطرق اليه الخطأ
من وجوه.
وك ّل ما أقوله أن حياة األرياف جديدة بالنظر للبدو .أتصلت بمحيط غريب عنها وبأوضاع Iغير
مألوفة لها ،فرأت صعوبة في القبول ،ولكن االستمرار والنسل الجديد مما يجعلهم يكتسبون أوصافاً
منتقلة ممن سبق في هذه العيشة .ومهمتنا تدوين الفروق ومعرفة حقيقة ما عليه أهل األرياف حتى
في آدابها وعاداتها مع مراعاة االتصال بأهل الحضر وما أدى اليه من تبدل يتوضح لنا من أصل
القبيلة وما عليه هذه الفروع من الدخول في االرياف.
المباحث
عشائر األرياف كثيرة جداً ،وتجمعها (القحطانية) ،و (العدنانية) .و (المتحيرة) قليلة .والمثل العربي
(من آل وبني) يضرب للقدم .فأن (آل) و (بني) أي هذا التقسيم قديم فالقحطانية تمت الى (آل)،
والعدنانية الى (بني) .وال تخرج عشيرة عن هؤالء.
ففي العشائر الجنوبية يستعمل (آل) بما نقصده من (بني) ومن أوالد أو أسرة أو ذرية ،في حين أننا
نستعمل آل بمعنى (األسرة) .وأما (البو) فيراد بها لدى القبائل القحطانية معنى (آل) أو (بيت) عند
العدنانية .وفي أنحاء العمارة والكوت والجهات الفراتية يراد بالبيت ما نريده من الفخذ أو (البو) بال
تمد همزته فيقال
فرق .وكذا عند العدنانيين يراد ب (البو) عين ما يراد عند القحطانيين اال أنه ّ
(آلبو) .و (آل) عند القحطانية يراد به عين ما يراد من (ال) .ولكل أستعماله.
ومباحثنا تتناول (آل وبني) أي القحطانية والعدنانية .وك ّل واحد من هذين الجذمين يتفرع الى عشائر
عديدة جدا لها مزاياها وخصائصها .فالقحطانية تتناول الزبيدية والطائية وما يتصل بهما ويتكون هذا
يتكون المجلد الرابع.
المجلد منها .والعدنانية ينطوي تحتها المنتفق وربيعة وما يمت اليهما .ومنهم ّ
وال شك ان االختالط أدى الى تغلب االكثر من العشائر على اآلخر
()1/207
القليل في الخصائص .فالمنتفق عدنانية اال ان العشائر القحطانية التي ساكنتها لم تعد تفترق عنها
بالرغم من انها حفظت نسبها ،ولم تندمج بها من كل وجه .وهكذا يقال في العدنانية التي خالطت
القحطانية فاكتسبت خصالها وان كانت اعتزت بنسبها .وبمثل هذا ال يخرج كل منهما عن عربيتهما،
أما الذين خالطوا الكرد او االيرانيين أو الترك فانهم أضاعوا في الغالب لغتهم ،ولالختالط أثره .فهو
مشهود فيهم .والنسب ال يزال محفوطاً أو محتفظاً به للعرب حتى فيمن اندمج في العشائر الكردية،
أو الكرد في العشائر العربية .ومثلهم الترك وااليرانيون.
وال نتوغل في أمر التفريع اآلن .واقل ما فيه القربة القريبة ،واالشتراك في المنافع ،ودفع الغوائل أو
كما يقولون (في الدم والمصيبة) .وهذا التوزيع االصلي الى قحطانية وعدنانية سهل بيان خصائص
كل صنف وأدى الى االحتفاظ بالنسب وهوعزيز عند العرب محتفظ به .وعليه تستند عصبيتهم وقوة
(نخوتهم) أو (صيحتهم) .والملحوظ أن يوجه لجهة الخير ،فال يستغل للشرور واآلثام بل الى التعاون
والتناصر في العمل لالنتاج الممدوح.
وكنت أرغب أن أسرد العشائر الريفية على ترتيب حروف الهجاء الواحدة تلو االخرى اال اني رأيت
أن الفهرس الهجائي للعشائر يعوض .وذكر القحطانية فالعدنانية يجعل كل جذم من هذه وتفرعاته في
تلوم .الن ذكر العشائر على ترتيب حروف الهجاء ال موضوع خاص .وهذا هو الذي رجحته بعد ّ
يجعل صلة بينهما ،وال يؤدي الى توحيد عرفها بوجه .وال لهجتها وآدابها وسائر احوالها .وال يؤدي
الى معرفة التعاون والتناصر بينهما.
وكذا رجحناه على ترتيب االرياف بالنظر (لاللوية) .وفي هذا تجتمع عشائر غير متجانسة في صعيد
واحد وكلها احتفظت بصالتها ،لذلك اخترنا أن نمضي على ترتيب القحطانية والعدنانية .وهذا
نعوض عنه بالخارطة ،وبذكر عشائر كل لواء في بحث خاص على حدة توقياً من التداخل الملحوظ،
ومن فقدان المزايا المرغوب فيها لدى العشائر .فالعشيرة تود الوقوف على أجزائها ،وعلى من يمت
اليها بنسب في المواطن االخرى مجموعة.
وفي هذه الحالة لم نفصل منهاج بحثنا ،فالفهرس للمواضيع يعبر عن الغرض المطلوب...
من البدو الى االرياف
هذا التنقل او الميل من البدو الى االرياف ضرورة الزمة لحالة المجاورة لالرياف فالبدوي يحاول
سنوح الفرصة ،ويتأهب لالوضاع المواتية او يتوثب ليحل محل الريفي أما لوقوع نزاع بين أهل
االرياف وتدافعهم ،أو لخلل حدث في الحياة االجتماعية كأن يميل أهل االرياف الى المدن ،أو
التفاقات حدثت لما شعر أهل االرياف بضعف تجاه البدو ،أو كانت هجومات متوالية أدت الى
انتصار البدو لشعورهم بقوة بأن تتهيأ الفرصة السانحة فيضطر الريفي أن يميل الى مواطن مانعة
من االعتداء .الى آخر ما هنالك من أوبئة وطواعين وغوائل قحط وما ماثل.
نرى الحالة الواقعية هيأت ذلك .وهي طبيعية قطعاً واال فقد اتخذت الدول تدابير لتحضير البدو فلم
تتمكن من وسيلة ناجعة .فلما قبل البدو االسالم قلباً وقالباً ،لم يروا بداً من قبول الحضارة ،بل لم
يقبلوا بغيرها .ومن ثم تحضروا ،أو صاروا حضراً في البادية .وهذا حادث عظيم لم نر ما يماثله
من نوعه اال قليالً في العشائر التي تركت الغزو فمالت الى الحضارة.
وال يسعنا حصر االسباب القسرية أو االختيارية لركون البدو الى االرياف .ومن ثم يألف البدو عيشة
االرياف .ويفقدون Iمزايا البدو تدريجيا .وكان ضعف الريفي يجعله يميل الى القوة العشائرية أو
االحتماء بالمدينة فيتقدم الى الحضارة قسراً .ومثل ذلك العداء المستمر ،والطواعين ،أو القحط...
مما يجعل خلالً في االرياف .ومن ثم يميل البدو اليها.
والبدو قد يقسرون على النزوح ،او يتربصون الفرص ليحلوا محل أهل االرياف .وبواعث الهجرة
أو النزوح كثيرة ،وللتدافع حكمه .وهكذا يصيب الريفيين الجدد ما أصاب من قبلهم ...والتحول سنة
قاهرة .وادراك هذا التيار القسري أو االرادي نتيجة استمداد من الحضارة وعوامل بقائها ،وتوارث
بعضها من بعض .والحاالت مشتركة تقريبا بين البدو وأهل االرياف .فتيارالهجرة غير منقطع ،وال
يحصر في حاالت خاصة .وفي الوقائع التاريخية أو تاريخ العشائر الريفية ما يعين ذلك.
()1/208
واذا تمت الهجرة حدثت اوضاع جديدة في الحضارة بدخول عناصر جديدة ،وفي االرياف لظهور
أقوياء ال يزالون في قوة طبيعية ممرنة ...وهناك اكتساب أوضاع او حاالت غير ملوفة ،ومن ثم
تتغلب وتستقر ولو بعد حين عادات أهل االرياف باالختالط وااللفة الطويلة ،ولكنه تترك أثراً من
البداوة فيها فلم تتخلص منها.
مضت بعض االمثلة في حادث ظهور زوبع العشيرة المعروفة ،وشمر طوقة وعشائر عديدة تقربت
الى االرياف بالنظر للقطان االصليين من أهل االرياف حتى حصلت االلفة ،فلم تلبث أن فقدت الكثير
من خصائصها وآدابها البدوية .وهذا مشاهد في المسعود ،وفي بني الم وعشائر عديدة ..وأثر
اآلداب اوضح.
ومن أهم خصائص االرياف - 1 :التقيد بأرض بعينها .وهو أشبه باالستقرار.
- 2العوائد .ولها بحث خاص .وقد يفقد البدوي الكثير منها بميله الى االرياف ،ويكتسب عوائد
جديدة.
- 3االنساب .وتغلب المحافظة عليها ،وهي أقل تأثراً في حالة التحول من البدو الى الريف.
- 4اآلداب .وهذه متحولة كثيراً .وأمرها مشاهد في اختالط العدنانية بالقحطانية وبالعكس ...وقد
يبقى أثر الواحدة مستمراً الى حين ولكنه محكوم عليه بالزوال.
- 5الغزو .وهذا انعدم تقريباً .أو انقلب الى اثارة العداء بقصد الوقيعة .أو انحصر في الدفاع عن
الكيان.
وبعد أن ذكرت هذا في حينه انعقدت (حلقة الدراسات االجتماعية للدول العربية -الدورة الرابعة في
بغداد) من 6الى21آذار سنة 1954م فكتب بحثا بالعنوان والموضوع Iالتالي: