You are on page 1of 16

‫معاناة المرأة في‬

‫الغرب‬
‫إعداد موقع المنبر‬
‫‪/http://www.alminbar.net‬‬

‫نشره موقع صيد الفوائد‪,‬‬


‫‪/http://www.saaid.net‬‬
‫أوالً‪ :‬تمهيد‪:‬‬
‫لقد انهارت سعادة المرأة في بالد الغرب‪ ،‬وضاعت أمومتها الحانية‪ ،‬وته ّدم بيتها‪ ،‬وتشتّت أسرتها‪ ،‬وفقدت‬
‫إرادتها وشخصيتها‪ ،‬فغدت ََأمة مبتذلة وأجيرة مذلّلة وحامل طفل لقيط‪ ،‬تبحث عن سكنها وطمأنينتها ومقصدها‬
‫في هذه الحياة فال تجد شيئا من ذلك‪.‬‬
‫ظلم‬
‫كثيرا من النساء هناك يحملن على أكتافهن َ‬ ‫تمزقها مأساة مؤلمة‪ ،‬إ ّن ً‬
‫المرأة اليوم في عالم الغرب ّ‬
‫الرجال وصعوبة الحياة‪ ،‬يحملن على أكتافهن أطفاالً قد ُحرموا حنا َن األبوة ورعايتها‪ ،‬والمرأة هناك يقلقها‬
‫ظلمات الحيرة والندم كلما صرخ طفلها يسأل عن أبيه‪.‬‬
‫األم الحنون في مجتم ٍع سادت فيه المادة‪ ،‬وأضاع‬
‫عالم الغرب ف َق َد المرأة المربّية لألجيال الضائعة‪ ،‬وفقد َّ‬
‫الزوجة الكريمةَ والشريكة الفاضلة‪ ،‬فقد ِ‬
‫شغلت المرأة بالعمل وتحصيل المتاع الرخيص‪ ،‬وبخسرانها خسر العالم‬
‫الغربي األسرةَ السليمة المتزنة‪.‬‬
‫ظل تحطّم األسرة واألمومة‪،‬‬
‫وقد دلت اإلحصائيات الكثيرة في بالد الغرب على خطورة وضع المرأة في ّ‬
‫بعد تلك الحريّة الجنسية الواسعة التي عصفت باألخضر واليابس‪ ،‬وبعد ذلك االنجراف وراء الشهوات البهيمية‬
‫شجعها وخطّط لها شياطين الرجال منذ القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫التي ّ‬
‫لقد كانت المرأة في الغرب ذليلة مهانة مستعبدة‪ ،‬فالدين النصراني الذي يدين به العالم الغربي يرى أن‬
‫المرأة ينبوع المعاصي وأصل السيئة والفجور‪ ،‬ويرى أن المرأة للرجل باب من أبواب جهنم من حيث هي مصدر‬
‫تحركه إلى اآلثام‪ ،‬ومنها انبجست عيون المصائب اإلنسانية جمعاء‪ .‬وترى النصرانية أن العالقة بالمرأة رجس في‬
‫ّ‬
‫ذاتها‪ ،‬وترى أن السمو ال يتحقق إال بالبعد عن الزواج‪.‬‬
‫مجتمع يدين بهذه النظرة المقيتة ال يمكن أن ينصف المرأة ويضعها في موضعها الالئق بها‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫ٌ‬
‫ينظر إليها نظرة تكريم‪.‬‬
‫في بريطانيا في القرن الثامن عشر ـ أي‪ :‬قبل ‪ 180‬سنة تقريبًا ـ كان الرجال يبيعون زوجاتهم إلى أن صدر‬
‫قانون يمنع ذلك في عام ‪1930‬م‪.‬‬
‫والتحرشـ بها‬
‫ّ‬ ‫حجم مأساة المرأة ومعاناتها وذلّها وهوانها واستعبادها‬
‫إ ّن هذه األرقام المذهلة ستبين بوضوح َ‬
‫في بالد الغرب‪ ،‬وسيظهر بجالء أن المرأة المهانة ليست امرأة أفغانستان ذات البرقع‪ ،‬وال امرأة جزيرة العرب‬
‫التي تعيش في حيّ ٍز من الصون والكرامة يدعو ّ‬
‫كل المجتمع ليق ّدم لها التوقير واالحترام‪ ،‬وإنما هي امرأة بالد‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحرية المزعومة‪ ،‬بالد التق ّدم المادي والتخلّف‬
‫ثانيًا‪:‬ـ حقوق المرأة في الغرب بلغة األرقام‪:‬‬
‫متخصص برصد‬
‫ّ‬ ‫ذكر "معهد المرأة" الواقع في مدريد بإسبانيا في تقريره السنوي الذي قام بإعداده فريق‬
‫للشك أن مشكلة‬
‫ّ‬ ‫أحوال المرأة في العالم الغربي مجموعةًـ من اإلحصاءات المذهلة التي تؤ ّكد بما ال يدع مجاالً‬
‫فرضها على العالم كلّه هي مشكلة غربية ال أكثر‪،‬‬
‫وفق الرؤية الغربية التي تحاول األمم المتّحدة َ‬
‫"حقوق المرأة" َ‬
‫ضا‪.‬‬
‫كل امرأة تعانيه أي ً‬
‫وأن المرأة الغربية ليست هي المرأة النموذجية التي إذا عانت شيئا فال بد أن تكون ّ‬
‫أوالً‪ :‬في إسبانيا‪:‬‬
‫متوسط الوالدات ‪ 1.36‬لكل امرأة‪.‬‬
‫‪ -1‬في عام ‪1989‬م كان ّ‬
‫متوسط الوالدات ‪ ،1.02‬وهي أقل نسبة والدات في العالم‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي عام ‪1992‬م كان ّ‬
‫عاما متتالية‬
‫‪ -3‬وفي عام ‪1990‬م ‪ % 93‬من النساء اإلسبانيات يستعملن حبوب منع الحمل ولمدة ‪ً 15‬‬
‫في عمر كل منهن‪.‬‬
‫المبرح من قبل الرجال‬
‫‪ -4‬في عام ‪1990‬م ق ّدم ‪ 130‬ألف امرأة بالغات باالعتداء الجسدي والضرب ّ‬
‫أزواجا أم أصدقاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫الذين يعيشون معهن سواء كانوا‬
‫‪ -5‬ويقول أحد المحامين‪ :‬إن الشكاوى باالعتداء الجسدي والضرب المبرح بلغت عام ‪1997‬م ‪ 54‬ألف‬
‫شكوى‪ ،‬وتقول الشرطة‪ :‬إن الرقم الحقيقي عشرة أضعاف هذا العدد‪.‬‬
‫‪ -6‬وفي عام ‪1995‬م خضع مليون امرأة أليدي جراحي التجميل‪ ،‬أي‪ :‬بمعدل امرأة من كل ‪ 5‬نساء يعشن‬
‫في مدريد وما حولها‪.‬‬
‫‪ -7‬كما أن هنالك بالغًا يوميًّا عن قتل امرأة بأبشع الطرق على يد الرجل الذي تعيش معه‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬في الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬


‫‪ -1‬في عام ‪1980‬م حصل مليون وخمسمائة وثالث وخمسون ألف حالة إجهاض‪ % 30 ،‬منها لدى‬
‫عاما‪ ،‬وقالت الشرطة‪ :‬إن الرقم الحقيقي ثالثة أضعاف ذلك‪.‬‬
‫نساء لم يتجاوزن العشرين ً‬
‫عاما أصبحن مطلقات‪.‬‬
‫‪ -2‬وفي عام ‪1982‬م ‪ %80‬من المتزوجات منذ ‪ً 15‬‬
‫‪ -3‬وفي عام ‪1984‬م ‪ 8‬ماليين امرأة يعشن وحدهن مع أطفالهنـ ودون أية مساعدة خارجية‪.‬‬
‫‪ -4‬وفي عام ‪1986‬م ‪ %27‬من المواطنين يعيشون على حساب النساء‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي عام ‪1982‬م ‪ 65‬حالة اغتصاب لكل ‪ 10‬آالف امرأة‪.‬‬
‫‪ -6‬وفي عام ‪1995‬م ‪ 82‬ألف جريمة اغتصاب‪ %80 ،‬منها في محيط األسرة واألصدقاء‪ ،‬بينما تقول‬
‫الشرطة‪ :‬إن الرقم الحقيقي ‪ 35‬ضع ًفا‪.‬‬
‫‪ -7‬وفي عام ‪1997‬م بحسب قول جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة‪ :‬اغتصبت امرأة كل ‪ 3‬ثوان‪ ،‬بينما‬
‫ردت الجهات الرسمية بأن هذا الرقم مبالغ فيه في حين أن الرقم الحقيقي هو حالة اغتصاب كل ‪ 6‬ثوان!‬
‫‪ -8‬نشرت مجلة التايم في عام ‪1997‬م أن ‪ 6‬ماليين امرأة في أمريكا عانين سوء المعاملة الجسدية‬
‫والنفسية بسبب الرجال‪ %70 ،‬من الزوجات يعانين الضرب المبرح‪ ،‬و‪ 4‬آالف يقتلن كل عام ضربًا على أيدي‬
‫أزواجهن أو من يعيشون معهن‪ ،‬وأن رجال الشرطة يقضون ‪ %33‬من وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف‬
‫المنزلي‪.‬‬
‫‪ 74% -9‬من العجائز الفقراء هم من النساء‪ %85 ،‬من هؤالء يعشن وحيدات دون أي معين أو مساعد‪.‬‬
‫‪ -10‬ومن ‪1979‬م إلى ‪1985‬م أجريت عمليات تعقيم جنسي للنساء اللواتي قدمن إلى أمريكا من أمريكا‬
‫الالتينية‪ ،‬والنساء الالتي أصولهنـ من الهنود الحمر‪ ،‬وذلك دون علمهن‪.‬‬
‫‪ -11‬ومن عام ‪1980‬م إلى عام ‪1990‬م كان بالواليات المتحدة ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء‪.‬‬
‫‪ -12‬وفي عام ‪1995‬م بلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتهاـ اإلعالمية ‪ 2500‬مليون دوالر‪.‬‬
‫يشار إلى أن هذا التقرير السنوي المسمى بـ"قاموس المرأة" صدر عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة‪،‬‬
‫ومقره مدريد‪ ،‬وهو معهد عالمي معترف به‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثالثا‪ :‬أرقام أخرى‪:‬‬
‫‪ -1‬نشرت "ذي وورلد لمانك" في سنة ‪1960‬م عن األوالد غير الشرعيين في أمريكا‪ .‬وقد جاء فيها في‬
‫(ص‪ )309‬تحت عنوان (األوالد غير الشرعيين وأعمار األمهات في سنة ‪1957‬م)‪ ،‬والمصدر في هذه اإلحصائية‬
‫هو المكتب الوطني للموازنات الحيوية قسم الصحة والثقافة والرفاهية‪ 4600 :‬ولد غير شرعي بالنسبة لألمهات‬
‫األقل من ‪ 15‬سنة‪ 76500 ،‬بالنسبة لألمهات من ‪ 15‬إلى ‪ 16‬سنة‪ 39100 ،‬بالنسبة لألمهات من ‪ 17‬إلى ‪18‬‬
‫سنة‪ 37100 ،‬بالنسبة لألمهات من ‪ 18‬إلى ‪ 19‬سنة‪ 60500 ،‬بالنسبة لألمهات من ‪ 20‬إلى ‪ 24‬سنة‪،‬‬
‫‪ 29900‬بالنسبة لألمهات من ‪ 25‬إلى ‪ 29‬سنة‪ 18200 ،‬بالنسبة لألمهات من ‪ 30‬إلى ‪ 34‬سنة‪9400 ،‬‬
‫بالنسبة لألمهات من ‪ 35‬إلى ‪ 39‬سنة‪ 2400 ،‬بالنسبة لألمهات األكثر من ‪ 40‬سنة‪.‬‬
‫‪ -2‬ذكر الكاتب األمريكي "إريك جون ونج وول" في كتابه (المرأة األمريكية) أن في الواليات المتحدة‬
‫نحو عشرين مليونا ممن يعانون األمراض النفسية والعصبية‪.‬‬
‫‪ -3‬كتب األستاذ جابر رزق في مجلة الدعوة في مقاله (سقوط المجتمع األمريكي)‪" :‬والظاهرة التي بدأت‬
‫تقلق بال علماء اإلجماع األمريكيين في مجال ممارسة الجنس الطبيعي بين الرجل والمرأة وهي ظاهرة البغاء بين‬
‫الفتيات الصغيرات طالبات المدارس من اإلعدادية‪ .‬فاألسرة األمريكية تدفع أبناءها في سن الرابعة عشرة‬
‫والخامسة عشرة سواء بنات أو بنين إلى االكتساب واالعتماد على النفس في اإلنفاق‪ .‬فال تجد الفتيات‬
‫الصغيرات أسهل من احتراف البغاء الكتساب نفقات الحياة"‪.‬‬
‫‪ -4‬في يوليو ‪1970‬م أصدرت الحكومة األمريكية قانونا يبيح اإلجهاض لوالية نيويورك‪ .‬وقد بلغ عدد‬
‫شهرا من صدور القانون ‪278122‬‬
‫عمليات اإلجهاض التي أجرتها المستشفيات والعيادات الخارجية خالل ‪ً 20‬‬
‫عملية‪ ،‬مع العلم بأن هذه الجهات ال تجري العمليات إال إذا كان الحمل دون ثالثة أشهر‪.‬‬
‫‪ -5‬كتبت جريدة األهرام في ‪29/5/1974‬م‪" :‬زادت أعداد األمهات الالئي يعرضن األوالد غير الشرعيين‬
‫للبيع في أوربا بعد أن وصل السعر إلى أكثر من ألف جنيه للطفل الواحد وأكثر من ذلك‪ ..‬إن صفقات البيع تتم‬
‫قبل أن يولد الطفل‪ ،‬وقوائم االنتظار تضم مئات الطلبات‪ .‬وتجري اآلن دراسات واسعة حول انتشار هذه الظاهرة‬
‫شكل سوق سوداء يديرها‬
‫الخطيرة في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وأمريكا بعد أن بدأت تأخذ َ‬
‫طبيب إنجليزي اسمه‪ :‬د‪ .‬سانج‪ ،‬له مستشفى والدة خاص به في لندن"‪.‬‬
‫‪ -6‬في عام ‪1981‬م أشار "شتراوس" إلى أن حوادث العنف الزوجي منتشرة في ‪ %60-50‬من العالقات‬
‫الزوجية في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬في حين قدر "راسل" عام ‪1982‬م هذه النسبة بـ‪ ،%21‬وقدرت‬
‫"باغلو" النسبة بأنها تتراوح بين ‪ ،%35-25‬كما بين "أبلتون" في بحثه الذي أجراه عام ‪1980‬م على ‪620‬‬
‫امرأة أمريكية أن ‪ %35‬منهن تعرضن للضرب مرة واحدة على األقل من قبل أزواجهن‪ .‬ومن جهتها أشارت‬
‫استنادا إلى بحثها عام ‪1984‬م إلى خبرة المرأة األمريكية الواسعة بالعنف الجسدي‪ ،‬فبينت أن ‪%41‬‬
‫ً‬ ‫"والكر"‬
‫من النساء أفدن أنهن كن ضحايا العنف الجسدي من جهة أمهاتهن‪ ،‬و‪ %44‬من جهة آبائهن‪ ،‬كما بينت أن‬
‫شهودا لحوادث االعتداء الجسدي آلبائهن على أمهاتهن‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ %44‬منهن كن‬
‫شخصا على يد أحد أفراد عائلته‪ ،‬وإذا اعتبرنا ضحايا القتل اإلناث‬
‫ً‬ ‫‪ -7‬في عام ‪1985‬م قتل ‪2928‬‬
‫وحدهن لوجدنا أن ثلثهن لقين حتفهن على يد زوج أو شريك حياة‪ ،‬وكان األزواج مسؤولين عن قتل ‪ %20‬من‬
‫النساء الالتي قتلن في عام ‪1984‬م‪ ،‬في حين أن القتلة كانوا من رفاقهن الذكور في ‪ %10‬من الحاالت‪.‬‬
‫‪ -8‬أما إحصاءات مرتكبي االعتداءات ضد النساء في أمريكا فثالثة من بين أربعة معتدين هم من األزواج‪:‬‬
‫‪ %9‬أزواج سابقين‪ %35 ،‬أصدقاء‪ ،‬و‪ %32‬أصدقاء سابقين‪ .‬إحصائية أخرى تدرس نسبة المعتدين تبين أن‬
‫األزواج المطلقين أو المنفصلين عن زوجاتهم ارتكبوا ‪ %79‬من االعتداءات‪ ،‬بينما ارتكب األزواج ‪.%21‬‬
‫انتشارا الذي يؤديـ‬
‫ً‬ ‫‪ -9‬وقد ثبت أن ضرب المرأة من قبل شريك ذكر لها هو المصدر الوحيد‪ ،‬واألكثر‬
‫انتشارا من حوادث السيارات والسلب واالغتصاب كلها مجتمعةً‪.‬‬
‫ً‬ ‫إلى جروح للمرأة‪ .‬وهذا أكثر‬
‫‪ -10‬وفي دراسة أخرى تبين أن امرأة واحدة من بين أربع نساء‪ ،‬يطلبن العناية الصحية من قبل طبيب‬
‫العائلة‪ ،‬يُبلغن عن التعرض لالعتداء الجسماني من قبل شركائهن‪.‬‬
‫‪ -11‬من مجموع النساء اللواتي سعين في طلب العناية الصحية من طبيب العائلة أبلغ ‪ %37‬منهن على‬
‫كونهن من الناجيات من حوادث التعذيب الجنسي في مرحلة الطفولة‪ ،‬و‪ %29‬أبلغن أنه تم االعتداء عليهن‬
‫جنسيًا بعد البلوغ‪ .‬والنساء اللواتي كن ضحية لمثل هذه االعتداءات الجنسية أكثر اكتئابًا من اللواتي لم يتعرضنـ‬
‫لها‪.‬‬
‫‪ -12‬تم توزيع بيانات على مستوى الواليات شملت ‪ 6000‬عائلة أمريكية‪ ،‬ونتج عنها أن ‪ %50‬من‬
‫ضا وبشكل مستمر على أطفالهم‪.‬‬
‫الرجال الذين يعتدون بشكل مستمر على زوجاتهم يعتدون أي ً‬
‫‪ -13‬األطفال الذين شهدوا عنف آبائهم معرضون ليكونوا عنيفين ومعتدين على زوجاتهم بنسبة ثالثة‬
‫أضعاف من الذين لم يشهدوا العنف في طفولتهم‪ ،‬أما أولياء األمور العنيفون ج ًدا فأطفالهم معرضون ألف ضعف‬
‫ليكونوا معتدين على زوجاتهم في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -14‬أكثر من ثالثة ماليين طفل في السنة هم عرضة لخطر العنف الصادر عن األبوين‪.‬‬
‫‪ -15‬مليون امرأة في السنة تعاني من كونها ضحية للعنف الذي ال يصل إلى درجة الموت‪ ،‬ويكون هذا‬
‫االعتداء من قبل شخص قريب للضحية‪ .‬هذه اإلحصائية تعتبر من أكثر اإلحصائيات اعتداالً‪.‬‬
‫‪ -16‬أربعة ماليين أمريكية تقع تحت اعتداء خطير من قبل شريك قريب لها خالل سنة‪ .‬وقرابة ‪ 1‬من ‪3‬‬
‫نساء بالغات يواجهن تجربة االعتداء عليهن جسمانيًا على األقل مرة واحدة من قبل شريك في فترة النضج‪ .‬وفي‬
‫عام ‪1993‬م تم توقيف ‪ 575‬ألف أي‪ :‬ما يزيد عن نصف مليون رجل الرتكابهم العنف ضد النساء‪.‬‬
‫‪ -17‬خالل عام‪1994‬م ‪ %21‬من حاالت العنف التي وقعت المرأة ضحيتها قد ارتكبت من قبل قريبين‪،‬‬
‫ولكن فقط ‪ %4‬من حاالت العنف ضد الرجل قد ارتكبت من قبل قريبات‪.‬‬
‫‪ 90-95% -18‬من ضحايا العنف العائلي هم من النساء‪.‬‬
‫‪ -19‬األطفال الذين يعيشون في منازل يتم فيها اعتداء األزواج على بعضهم معرضون لإليذاء بنسبة تفوق‬
‫األطفال اآلخرين بـ‪ 1500‬مرة‪.‬‬
‫‪ -20‬في دراسة واحدة ‪ %27‬من ضحايا القتل داخل العائلة هم من األطفال‪.‬‬
‫‪ -21‬في عام ‪1994‬م ‪ 243‬ألف شخص من الذين تلقوا اإلسعاف في غرفة الطوارئ بسبب الجروح التي‬
‫نتجت عن العنف‪ ،‬كان قريب للعائلة هو السبب‪ ،‬وفاق عدد ضحايا اإلناث ضحايا الذكور بنسبة ‪.1.9‬‬
‫‪ -22‬هناك على األقل أربع ماليين تقرير في حوادث العنف العائلي ضد المرأة كل عام‪ ،‬وقرابة ‪ %20‬من‬
‫هذه الحوادث حصلت في المنازل‪.‬‬
‫‪ -23‬في عام ‪1991‬م أكثر من تسعين امرأة قُتلت أسبوعيًا‪ ،‬تسع نساء من عشر قتلن من قبل رجل‪.‬‬
‫‪ -24‬تستخدم األسلحة بنسبة ‪ %30‬من حوادث العنف العائلي‪.‬‬
‫‪ -25‬في ‪ %95‬من االعتداءات الناتجة عن العنف العائلي الجرائم ترتكب من قبل الرجال ضد النساء‪.‬‬
‫‪ -26‬األزواج والعشاق المؤذينـ يضايقون في مجال العمل ‪ %74‬من النساء المتعرضات للضرب‪ ،‬إما‬
‫بطريقة مباشرة أو مضايقات عبر الهاتف‪.‬‬
‫‪ -27‬في العالقات الحميمة تفوق ضحايا النساء المتعرضات للعنف ضحايا الرجال بعشر مرات‪.‬‬
‫‪ -28‬في ‪29/5/1980‬م نشرت جريدة الشرق األوسط اللندنية أن ‪ %75‬من األزواج يخونون زوجاتهم‬
‫أقل من ذلك من الزوجات يفعلن نفس الشيء‪ ،‬ويتم علم أحد الزوجين بخيانة اآلخر دون أن يؤثر‬
‫عددا ّ‬
‫وأن ً‬
‫ذلك على استمرار الحياة الزوجية بينهما‪ ،‬وقد أذاع التلفزيون الفرنسي في ‪23/9/1977‬م أن المحكمة ردت‬
‫الدعوى التي أقامها زوج ضد زوجته التي خانته مصحوبة بالدليل‪ ،‬ألن المحكمة رأت أن ليس من حق الزوج‬
‫التدخل في الشئون الخاصة بزوجته‪.‬‬
‫‪( -29‬المعاشرة الجنسية بين المجموعة) وهو تبادل الزوجات‪ ،‬فالزوج يتنازل عن زوجته آلخر مقابل‬
‫زوجة هذا الشخص مدة قد تصل إلى ليلة كاملة‪ ،‬وقد يكون هذا التبادل في حجرة واحدة بين األربعة‪ ،‬ويكثر‬
‫هذا التبادل في الحفالت الخاصة وفي بعض األندية‪ ،‬والدولة تقر ذلك وال تعارضه‪.‬‬
‫‪ -30‬نشر مكتب التحقيقات الفدرالي األمريكي عام ‪1979‬م أن ‪ %40‬من حوادث قتل النساء بسبب‬
‫المشكالت األسرية‪ ،‬وأن ‪ %25‬من محاوالت االنتحار التي قد تقدم عليها الزوجات يسبقها نزاع عائلي‪.‬‬
‫‪ -31‬إن هناك ‪ %75‬من نساء ألمانيا يشعرن بالخوف خارج المنزل عند حلول الظالم‪ ،‬وترتفع النسبة في‬
‫بعض المدن إلى ‪ ،%85‬وقد خصصت بلدية لندن حافالت خاصة بالنساء من الساعة السادسة مساء إلى‬
‫منتصف الليل بسبب االعتداء عليهن‪.‬‬
‫‪ -32‬في تقرير إحصائي أصدرته منظمة الصحة العالمية في عام ‪1962‬م ذكرت منظمة الصحة أنه يجريـ‬
‫السرية غير المشروعة‬
‫في كل عام ‪ 15‬مليون حادثة إجهاض أو قتل جنين‪ ،‬وهذا الرقم يمثل فقط العمليات ّ‬
‫قانونًا‪ ،‬أما الدول التي تسمح بهذا العمل كالدول اإلسكندنافية ومعظم دول أوربا التي تبيح اإلجهاض فهي غير‬
‫داخلة في اإلحصاء‪.‬‬
‫‪ -33‬وفي المجر أعلن بروفسور مجري أن عدد حاالت اإلجهاض التي تحدث في العالم أصبحت تبلغ‬
‫‪ 30‬مليون حالة سنويًا‪ ،‬وأن عدد تلك العمليات في بعض الدول كألمانيا والنمسا وبلجيكا يفوق عدد حاالت‬
‫الوضع‪.‬‬
‫‪ -34‬وفي إنجلترا يبلغ العدد اإلجمالي لحوادث اإلجهاض عام ‪1391‬هـ تقريبا ‪ 80723‬حادثة‪ ،‬واألرقام‬
‫في زيادة مستمرة‪.‬‬
‫‪ -35‬ورد في تقرير رسمي خطير لوزارة الشئون االجتماعية السويدية‪ :‬أعلنت الدولة أن ‪ %25‬من‬
‫السكان في السويد مصابون بأمراض عصبية ونفسية‪ ،‬وأن ‪ %30‬من مجموعـ المصروفات الطبية في السويد‬
‫تنفق في عالج األمراض العصبية والنفسية‪ ،‬وأن ‪ %40‬من مجموع األشخاص الذين يحالون إلى التقاعد قبل‬
‫سن المعاش بسبب العجز التام عن العمل هم من المرضى المصابين عقليا‪.‬‬
‫ثالثًا‪:‬ـ اعترافات‪:‬‬
‫‪ -1‬في لقاء مع الكتابة الفرنسية "فرانسواز ساجان"‪ ،‬وعند سؤالها عن سبب سخريتها في كتابتها من حركة‬
‫تحرير المرأة أجابت فرانسواز‪" :‬من خالل نظرتي لتجارب الغالبية العظمى من النساء أقول‪ :‬إن حركة تحرير‬
‫المرأة أكذوبة كبيرة اخترعهاـ الرجل ليضحك على المرأة"‪.‬‬
‫‪ -2‬نشرت الكاتبة الفرنسية مريم هاري خطابا موجها منها إلى النساء المسلمات في كتابها (األحاريم‬
‫األخيرة) تقول لهن‪" :‬يا أخواتي العزيزات‪ ،‬ال تحسدننا نحن األوربيات وال تقتدين بنا‪ ،‬إنكن ال تعرفن بأي ثمن‬
‫لكن‪ :‬إلى البيت‪ ،‬إلى البيت‪ ،‬كن حالئل‪ ،‬ابقين أمهات‪،‬‬
‫من عبوديتنا األدبية اشترينا حريتنا المزعومة‪ ،‬إني أقول ّ‬
‫نساء قبل كل شيء‪ ،‬قد أعطاكن اهلل كثيرا من اللطف األنثوي فال ترغبن في مضارعة الرجال‪ ،‬وال تجتهدن‬
‫كن ً‬
‫في مسابقتهم‪ ،‬ولترض الزوجة بالتأخر عن زوجها وهي سيّدته‪ ،‬ذلك خير من أن تساويه وأن يكرهها"‪.‬‬
‫‪ -3‬صدر كتاب جديد في الواليات المتحدة األمريكية بعنوان‪" :‬ما لم تخبرنا به أمهاتنا"‪ ،‬من تأليف "دانيالي‬
‫كوتيدن"‪ ،‬يثير قضية كانت منذ زمن طويل من المسلّمات في العقلية الغربية‪ ،‬تقول الكاتبة‪" :‬إن الجيل الجديد‬
‫سن األربعين أصبحن ضحايا للحركة النسوية‪ ،‬حيث دأبت هذه الحركات على تشجيع عمل‬
‫من األمهات تحت ّ‬
‫المرأة والخروج من البيت وتأخير الزواج‪ ،‬وقلّلت من دور المرأة في تربية األطفال ورعاية المنزل‪ ،‬ودعت إلى‬
‫أن يقوم الرجل بذلك عمال بمبدأ المساواة المطلقة‪ ،"...‬وعلى هذا فإن الكاتبة تؤ ّكد أن عمل الحركة النسوية‬
‫كل مجاالت العمل ساهم في قطع ارتباط المرأة بالجوانب المتصلة في تكوينها النفسي‬
‫ومطالبتها باقتحام ّ‬
‫وحب تكوين األسرة‪ ،‬وتدعو "دانيالي" في المقابل أن تعود المرأة إلى البيت وأن‬
‫والعقلي مثل غريزة األمومة ّ‬
‫حساس هو‪ :‬لماذا ال‬
‫تتزوج مبكرة وأن ال تعمل قبل أن يكبر الصغار ويدخلوا المدارس‪ .‬وتجيب عن سؤال ّ‬
‫يطلب من الرجل أن يبقى في البيت وتعمل األم؟! فتقول‪" :‬إ ّن الشعور بالذنب لدى المرأة لتركها األوالد‬
‫وشعورها المرتكز في فطرتها لتلبية حاجات أطفالها األساسية يجعل قيام األم بهذا الدور مح ّققا لالستقرار‬
‫األسري"‪.‬‬
‫وتشير "دانيالي" إلى أن جيال من األمهات بأكمله تعلّم أن يحارب الرجل وأن يلومه‪ ،‬وأن يطالب باالستقالل‬
‫التام بأي ثمن‪ ،‬والنتيجة كما تشير هذه الباحثة قلق وحيرةٌ واضطراب‪ .‬وتذكر المؤلفة أن هناك تساؤالت‬
‫أصبحت تقلق المرأة الغربية المعاصرة الى ح ّد كبير‪ ،‬تتمثل في السؤالين التاليين‪ :‬هل النزول إلى معترك العمل‬
‫أهم من العناية باألطفال؟ ولماذا ال يرغب صديقي بالزواج مني كما أرغب أنا؟‬
‫وتعترف أن لفظة‪" :‬حركة نسوية" أو "اتحاد نسائي" أصبحت تثير االشمئزاز لدى عدد ال بأس به من النساء‬
‫المتطرفة المتصادمة مع متطلبات األنثى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في أمريكا‪ ،‬وذلك مرده إلى الطروحات‬
‫تقول "دانيالي" في كتابها‪" :‬إن السعادة والتخلص من القلق والحيرة ممكن للمرأة المعاصرة بشرط أن‬
‫كل مجال أو بتلك‬
‫تتخلى عن المقوالت الرجعية التي تنادي بها الحركات النسوية الداعية إلى إشراك المرأة في ّ‬
‫المجاالت التي تحث على الحرية الجنسية التي قتلت المرأة وحولها إلى كائن ال قيمة له في المجتمع"‪.‬‬
‫‪ -4‬تقول المعدة والمخرجة التلفزيونية األمريكية السابقة التي تسمت أمينة السلمي‪" :‬مشكلة الداعيات إلى‬
‫تحرير المرأة في الدول الغربية أنهن لسن فقط ال يعرفن حقيقة دعاة تحرير المرأة في الغرب‪ ،‬وإنما ال يعرفن‬
‫يدمر‬
‫حقيقة اإلسالم أيضا"‪ ،‬وتقول أيضا‪" :‬إجبار المرأة على العمل خارج البيت كان على حساب أمومتها‪ ،‬وهذا ّ‬
‫مفهوم األمومة‪ ،‬والنتيجة أن يتربى األطفال في الشوارع ويتحولوا إلى عصابات ومجرمين‪ ،‬وهذا أيضا يسبب قل ًقا‬
‫للمرأة وشعورا بالذنب"‪ .‬وتقول أيضا‪" :‬أحذر المرأة المسلمة من دعاة تحرير المرأة في الغرب‪ ،‬فقد كنت قبل‬
‫التحرر‪ ،‬وأعرف جي ًدا ماذا تعني هذه الكلمة‪ ،‬وأريد أن تعرف المسلمة أن المرأة‬
‫دخولي في اإلسالم من دعاة ّ‬
‫نتوهم‪ ،‬وإنما هي حبيسة النظام الغربي‪ ،‬وأن الحرية الحقيقية هي التي أعطاها لها‬
‫الغربية ليست محررة كما ّ‬
‫اإلسالم"‪.‬‬
‫‪ -5‬وتقول "روز كندريك"‪" :‬كنت قبل إسالمي الشيء‪ ،‬واألجدر أن يكون اسمي قبل اإلسالم ال شيء"‪،‬‬
‫وتقول أيضا‪" :‬المرأة في الغرب جرت وراء مفهوم التحرر فأتعبها هذا كثيرا‪ ،‬إنها تعمل كثيرا وتخسر كثيرا"‪.‬‬
‫‪ -6‬وتقول المسلمة السويدية أسماء التي كان اسمها قبل اإلسالم آنا صوفيا‪" :‬المسلمون لألسف يديرون‬
‫حياتهم بطريقة غير إسالمية‪ ،‬بل بطريقة غربية‪ ،‬حيث يستهينون بربة البيت‪ ،‬ويحترمون المرأة العاملة"‪.‬‬
‫‪ -7‬وهذا مقال نشرته مجلة األسرة (عدد ‪ )71‬عن اعترافات امرأة غربية أسلمت حديثا قالت‪" :‬في أوقات‬
‫كان اإلسالم يواجه فيها عداء سافرا في وسائل اإلعالم الغربية‪ ،‬وال سيما في القضايا التي كان موضوعـ نقاشها‬
‫المرأة‪ ،‬وربما كان من المثير للدهشة تماما أن يتبادر إلى علمنا أن اإلسالم هو الدين األكثر انتشارا في العالم‪،‬‬
‫كما أن من العجب العجاب أن غالبية من يتحولونـ عن دياناتهم إلى اإلسالم هم من النساء‪.‬‬
‫‪ ‬إن وضع المرأة في المجتمع ليس بقضية جديدة‪ ،‬وفي رأي العديد من األشخاص فإن مصطلح "المرأة‬
‫المسلمة" يرتبط بصورة األمهات المتعبات اللواتي ال هم لهن إال المطبخ‪ ،‬وهن في الوقت عينه ضحايا للقمع في‬
‫حياة تحكمها المبادئ‪ ،‬وال يقر لهن قرار إال بتقليد المرأة الغربية وهكذا‪.‬‬
‫ويذهب بعضهم بعيدا في بيان كيف أن الحجاب يشكل عقبة في وجه المرأة‪ ،‬وغمامة على عقلها‪ ،‬وأن من‬
‫يعتنقن منهن اإلسالم إما أنه أجري غسل دماغ لهن‪ ،‬أو أنهن غبيات أو خائنات لبنات جنسهن‪.‬‬
‫‪ ‬إنني أرفض هذه االتهامات‪ ،‬وأطرح السؤال التالي‪ :‬لماذا يرغب الكثير والكثير جدا من النساء اللواتي‬
‫ولدن ونشأن فيما يدعى بالمجتمعات المتحضرة في أوروبا وأمريكا في رفض حريتهن واستقالليتهن بغية اعتناق‬
‫دين يزعم على نطاق واسع أنه مجحف بحقهن؟!‬
‫‪ ‬بصفتي مسيحية اعتنقت اإلسالم يمكنني أن أعرض تجربتي الشخصية وأسباب رفضي للحرية التي تدعي‬
‫النساء في هذا المجتمع أنهن يتمتعن بها ويؤثرنها على الدين الوحيد الذي حرر النساء حقيقة‪ ،‬مقارنة بنظيراتهن‬
‫في الديانات األخرى‪.‬‬
‫قبل اعتناقي لإلسالم كانت لدي نزعة نسائية قوية‪ ،‬وأدركت أنه حيثما تكون المرأة موضع اهتمام فإن ثمة‬
‫كثيرا من المراوغة والخداع المستمرين بهذا الخصوص ودون قدرة مني على إبراز كيان هذه المرأة على‬
‫الخارطة االجتماعية‪ .‬لقد كانت المعضلة مستمرة‪ ،‬فقضايا جديدة خاصة بالمرأة تثار دون إيجاد حل مرض‬
‫لسابقاتها‪ .‬ومثل النسوة اللواتي لديهن الخلفية ذاتها التي أمتلكها‪ ،‬فإنني كنت أطعن في هذا الدين ألنه كما كنت‬
‫دين متعصب للرجل على حساب المرأة‪ ،‬وقائم على التمييز بين الجنسين‪ ،‬وأنه دين يقمع المرأة ويهب‬
‫أعتقد ٌ‬
‫الرجل أعظم االمتيازات‪ .‬كل هذا اعتقاد إنسانة لم تعرف عن اإلسالم شيئا‪ ،‬إنسانة أعمى بصرها الجهل‪ ،‬وقبلت‬
‫المشوه قص ًدا لإلسالم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هذا التعريف‬
‫على أنني ورغم انتقاداتي لإلسالم فقد كنت داخليا غير قانعة بوضعي كامرأة في هذا المجتمع‪ .‬وبدا لي أن‬
‫المجتمع أوهم المرأة بأنه منحها الحرية وقبلت النسوة ذلك دون محاولة لالستفسار عنه‪ .‬لقد كان ثمة تناقض‬
‫كبير بين ما عرفته النساء نظريا‪ ،‬وما يحدث في الحقيقة تطبيقا‪.‬‬
‫لقد كنت كلما ازداد تأملي أشعر بفراغ أكبر‪ ،‬وبدأت تدريجيا بالوصول إلى مرحلة كان عدم اقتناعي‬
‫بوضعي فيها كامرأة في المجتمع انعكاسا لعدم اقتناعي الكبير بالمجتمع نفسه‪ .‬وبدا لي أن كل شيء يتراجع إلى‬
‫الوراء رغم االدعاءات‪ .‬لقد بدا لي أنني أفتقد شيئا حيويا في حياتي‪ ،‬وأن ال شيء سيمأل ما أعيشه من فراغ‪.‬‬
‫فكوني مسيحية لم يحقق لي شيئا‪ ،‬وبدأت أتساءل عن معنى ذكر اهلل مرة واحدة‪ ،‬وتحديدا يوم األحد من كل‬
‫أسبوع؟ـ وكما هو الحال مع الكثيرين من المسيحيين غيري بدأت أفيق من وهم الكنيسة ونفاقها‪ ،‬وبدأ يتزايد‬
‫عدم اقتناعي بمفهومـ الثالوث األقدس وتأليه المسيح عليه السالم‪ .‬وبدأت في نهاية المطاف أتمعن في دين‬
‫اإلسالم‪ .‬لقد تركز اهتمامي في بادئ األمر على النظر في القضايا ذات العالقة بالمرأة‪ ،‬وكم كانت تلك القضايا‬
‫مثار دهشتي‪ .‬فكثير مما قرأت وتعلمت علمني الكثير عن ذاتي كامرأة‪ ،‬وأين يكمن القمع الحقيقي للمرأة في‬
‫كل منحى من مناحي الحياة‪ ،‬ووضع‬
‫كل حقوقها في ّ‬ ‫كل نظام آخر وطريقة حياة غير اإلسالم الذي أعطى المرأة ّ‬
‫الصالِح ِ‬
‫ات‬ ‫تعريفات بينت دورها في المجتمع كما هو الحال بالنسبة للرجال في كتابه العزيز‪{ :‬ومن ي ِ‬
‫عمل م َن َّ َ‬
‫ََ َ َ‬
‫الجنَّةَ َوالَ يُظلَ ُمو َن نَِق ًيرا}‪.‬‬ ‫ِمن ذَ َك ٍر َأو ُأنثَى وهو م ِ‬
‫ؤم ٌن فَُأولَِئ َ‬
‫ك يَد ُخلُو َن َ‬ ‫َ َُ ُ‬
‫لدي من مفاهيم خاطئة حول المنزلة الحقيقية للمرأة في اإلسالم اتجهت ألنهل‬
‫ولما انتهيت من تصحيح ما ّ‬
‫لدي رغبة لمعرفة ذلك الشيء الذي سيمأل ما بداخل كياني من فراغ‪ ،‬فانجذب انتباهي نحو‬
‫المزيد‪ ،‬فقد تولّدت ّ‬
‫أتوجه‬
‫المعتقدات والممارسات اإلسالمية‪ ،‬ومن خالل المبادئ األساسية فحسب كان يمكنني أن أدرك إلى أين ّ‬
‫وف ًقا لألولويات‪ .‬لقد كانت هذه المبادئ في الغالب هي المجاالت التي لم تحظ إال بالقليل من االهتمام أو‬
‫النقاش في المجتمع‪ .‬ولما درست العقيدة اإلسالمية تجلى لي سبب هذا األمر‪ ،‬وهو أن كل أمور الدنيا واآلخرة‬
‫ال يمكن العثور عليها في غير هذا الدين وهو اإلسالم"‪.‬‬
‫‪ -8‬قال العالم اإلنجليزي "سامويل سمايلي" في كتابه (األخالق)‪" :‬إن النظام الذي يقضي بأن تشتغل المرأة‬
‫في المعامل ودور الصناعات مهما نشأ عنه في الثروة‪ ،‬فإن النتيجة هادمة لبناء الحياة المنزلية‪ ،‬ألنه هاجم هيكل‬
‫المنزل‪ ،‬وقوض أركان العائلة‪ ،‬وفرق الروابط االجتماعية‪ ،‬ألن وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات‬
‫المنزلية‪ ،‬كترتيب مسكنها‪ ،‬وتربية أوالدها‪ ،‬واالقتصاد في وسائل معيشتها‪ ،‬مع القيام باالحتياجات العائلية‪ ،‬ولكن‬
‫المعامل سلختها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير المنازل‪ ،‬وأضحى األوالد يشبون على غير‬
‫التربية الحقيقية‪ ،‬لكونهم يلقون في زوايا اإلهمال‪ ،‬وأطفئت المحبة الزوجية‪ ،‬وخرجت المرأة عن كونها الزوجة‬
‫الظريفة والقرينة المحبة للرجل‪ ،‬وصارت زميلته في العمل والمشاق‪ ،‬وباتت عرضة للتأثيرات التي تمحو غالبًا‬
‫التواضعـ الفكري والخلقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة"‪.‬‬
‫‪ -9‬ويرى العالم "تومس" أنه ال عالج لتقليل عدد البنات الشاردات إال بتعدد الزوجات‪ .‬وقد كتبت‬
‫الكاتبات في جريدة "لندن ثروت" تستحسن رأي تومس‪ ،‬كما كتبت مسز "أني رود" في جريدة "األسترن ميل"‪،‬‬
‫والكاتبة "الالدي كوك" في جريدة "األيكو" تؤيدان رأي تومس‪.‬‬
‫ونشرت جريدة "الغوص ويكلي روكورد" في ‪ 20‬أبريل ‪ 1901‬مقاال ‪ ‬لكاتبة إنجليزية قالت فيه‪" :‬لقد‬
‫أسى عليهن‪ ,‬وهلل در‬
‫وقل الباحثون عن أسباب ذلك‪ ،‬وإن قلبي يتقطع ً‬
‫كثرت الشاردات من بناتنا وعم البالء ّ‬
‫العالم الفاضل "تومس"‪ ،‬فإنه رأى الداء ووصف له الدواء‪ ،‬فتحديد الزواج من واحدة جعل بناتنا شوارد‪ ،‬وقذف‬
‫بهن إلى التماس أحضان الرجال"‪.‬‬
‫‪ -10‬وكتبت الكاتبة الشهيرة مسز "آرنون" في جريدة "األسترن ميل"‪" :‬ألن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم‬
‫بالء من اشتغالهن في المصانع والمحالت والمعامل‪ .‬أال ليت بالدنا كبالء المسلمين؛‬
‫وأخف ً‬
‫ّ‬ ‫خير‬
‫أو كخوادم ٌ‬
‫فيها الحشمة والعفاف والطهارة‪ ،‬فالخادمة والرقيق يتنعمان عند المسلمين بأرغد عيش‪ ،‬ويعامالن كما يُعامل‬
‫أوالد البيت‪ ،‬وال تمس األعراض بسوء"‪.‬‬
‫‪ -11‬وقالت الكاتبة الشهيرة "الالدي كوك"‪" :‬إن االختالط يألفه الرجال‪ ،‬ولهذا طمعت المرأة بما يخالف‬
‫فطرتها‪ ،‬وعلى قدر كثرة االختالط تكون كثرة أوالد الزنا وهنا البالء العظيم على المرأة‪ ...‬أما آن لنا أن نبحث‬
‫عما يزيل ـ هذه المصائب العائدة بالعار على المدنية الغربية؟!"‪ ،‬وتصرخ الكاتبة فتقول‪:‬‬
‫عما يخ ّفف ـ إذا لم نقل‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫"يا أيها الوالدان‪ ،‬ال يغرنكما بعض دريهمات تكسبها بناتكما باشتغالهن في المعامل ونحوها ومصيرهن إلى ما‬
‫ذكرنا‪ .‬علموهن االبتعاد عن الرجال‪ ،‬أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد‪ .‬لقد دلَّنا اإلحصاء على أن‬
‫البالء الناتج من حمل أوالد الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر اختالط النساء بالرجال‪ ،‬ألم تروا أن أكثر أمهات‬
‫أوالد الزنا من المشتغالت في المعامل والخادمات في البيوت وكثير من السيدات المعرضات لألنظار؟! ولوال‬
‫األطباء الذين يعطون األدوية لإلسقاط لرأينا أضعاف ما نرى اآلن‪ ،‬لقد أدَّت بنا هذه الحال إلى ٍ‬
‫حد من الدناءة لم‬
‫تصورها في اإلمكان‪ ،‬حتى أصبح رجال من مقاطعات من بالدنا ال يقبلن البنت زوجة ما لم تكن مجربة‪،‬‬
‫يكن ُّ‬
‫أي‪ :‬عندها أوالد من الزنا ينتفع بهم‪ ،‬وهذا هو غاية الهبوط بالمدنية"‪.‬‬
‫النقاب عن الحقوق‬
‫َ‬ ‫‪ -12‬يقول الرئيس الفرنسي السابق ديستان‪" :‬لقد كشفت وزيرة شئون المرأة‬
‫المزعومة للمرأة التي طرقت جميع أبواب الرجل حتى أفسد ذلك المجتمع الفرنسي وف ّكك عُرى األسر"‪.‬‬
‫‪ -13‬ذهبت فتاة نمساوية إلى المركز اإلسالمي بألمانيا وتبرعت بعشرة آالف مارك‪ ،‬ورغبت في الزواج‬
‫من شاب مسلم ألنها تقول‪ :‬لم يعد لنا ثقة بالرجال النصارى ألنهم يعتدون على النساء‪.‬‬
‫‪ -14‬وتقول إحدى أساتذة الجامعات في بريطانيا وهي تودع طالباتها بعد أن قدمت استقالتها‪" :‬ها أنا قد‬
‫سن الستين من عمري‪ ،‬ووصلت فيها إلى أعلى المراكز‪ ،‬نجحت وتق ّدمت في كل سنة من سنوات عمري‪،‬‬
‫بلغت ّ‬
‫كبيرا في نظر المجتمع‪ ،‬لقد حصلت على شهرة كبيرة وعلى مال كثير‪ ،‬ولكن هل أنا سعيدة بعد‬
‫وح ّققت عمالً ً‬
‫أن حققت كل هذه االنتصارات؟!" تجيب هي على نفسها فتقول‪" :‬ال‪ ،‬إن وظيفة المرأة الوحيدة هي أن تتزوج‬
‫وتكون أسرة‪ ،‬وأي مجهودـ تبذله بعد ذلك ال قيمة له في حياتها بالذات"‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -15‬وتقول الدكتورة "أيبرين"‪" :‬إن سبب األزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو‬
‫أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل األسرة‪ ،‬فزاد الدخل وانخفض مستوى األخالق"‪ .‬ثم تواصل قولها‪" :‬إن‬
‫التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هي الطريقة الوحيدة إلنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير‬
‫فيه"‪.‬‬
‫‪ -16‬وقال أحد أعضاء الكونجرسـ األمريكي‪" :‬إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة ح ًقا إذا بقيت في البيت‬
‫الذي هو كيان األسرة"‪.‬‬
‫‪ -17‬وقالت "الديكون"‪" :‬علّموا النساء االبتعاد عن الرجال‪ ،‬أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد"‪.‬‬
‫رمزا للتحرير والفساد‪.‬‬
‫‪ -18‬وسئلت الممثلة المشهورة "بريجيت باردو"‪ :‬لقد كنت في يوم من األيام ً‬
‫فأجابت قائلة‪" :‬هذا صحيح كنت كذلك‪ ،‬كنت غارقة في الفساد الذي أصبحت وقتًا ما رمزا له‪ ،‬لكن المفارقة‬
‫أن الناس أحبوني عارية‪ ،‬ورجموني عندما تبت‪ ،‬عندما أشاهد اآلن أحد أفالمي السابقة فإنني أبصق على نفسي‪،‬‬
‫فورا‪ .‬كم كنت سافلة"‪ ،‬ثم تواصل قائلة‪" :‬قمة السعادة لإلنسان الزواج"‪ ،‬ثم تقول‪" :‬إذا رأيت‬
‫وأقفل الجهاز ً‬
‫امرأة مع رجل ومعها أوالد أتساءل في سري‪ :‬لماذا أنا محرومة من مثل هذه النعمة"‪.‬‬
‫‪" -19‬أنقذوا العائلة من الموت" هذا النداء المشفق أطلقه العالم االجتماعي الفرنسي "برنار أوديل"‪ ،‬وهو‬
‫النداء الثالث الذي يطلقه خالل الثالثين سنة الماضية‪ ،‬كان األول‪" :‬أنقذوا العائلة من االستالب"‪ ،‬وكان الثاني‪:‬‬
‫"أنقذوا العائلة من التفتت"‪ ،‬وها هو يطلق النداء الثالث‪ ،‬ألن المعطيات التي توفرت لديه حول وضع العائلة في‬
‫الغرب تثبت جميعها أنه قد حان الوقت لكي تقرع أجراس اإلنذار في كل بيت من نصف الكرة الغربي‪.‬‬
‫وقد قام هذا الباحث الغربي على امتداد سنتين بمسح ميداني للعائلة الغربية‪ .‬تن ّقل بين مختلف البالد‬
‫األوربية وعبر األطلسي إلى الواليات المتحدة وكندا‪ ...‬ليعود بعدها بجعبته المليئة باألصوات التي تحذر من‬
‫اتجاه العائلة الغربية نحو االنقراض‪.‬‬
‫هذه األصوات مع تحليل ٍ‬
‫واف لها جمعها "أوديل" في كتاب أطلق عليه عنوان (أنقذونا)‪.‬‬
‫واألصوات تلك هي عبارة عن حوارات قصيرة أجراها المؤلف مع نساء وأطفال وآباء وأجداد حول طبيعة‬
‫عالقة كل واحد منهم بأفراد عائلته اآلخرين‪ ،‬واألصوات السعيدة كانت نادرة ج ًدا‪ ،‬بل واستثنائية‪.‬‬
‫صباحا وحتى السادسة‬
‫‪" -20‬ميريام كورفي" امرأة هولندية وأم لثالثة أطفال تقول‪" :‬زوجي يعمل من الثامنة ً‬
‫ظهرا‪ ،‬أعتقد أننا في حالة مادية معقولة‪ ،‬ونسكن في شقة جيدة‪،‬‬
‫صباحا حتى الواحدة ً‬
‫ً‬ ‫مساء‪ ،‬وأنا أعمل من الثامنة‬
‫ً‬
‫تماما عن عالم أطفالنا‪ ،‬أنا‬
‫ويبدو أن هذا ال يكفي‪ ،‬فثمة تشققات هائلة داخل العائلة‪ ،‬لكأننا من عالم مختلف ً‬
‫وزوجي نجتر بعض الحنين السابق وبعض التفاؤل السابق‪ ،‬األمر ألطفالنا مغاير ج ًدا‪ ،‬قد أكون مخطئة لكنني أشعر‬
‫بقوة في الالوعي‪ .‬إنني ال أفهم الدافع لذلك‪،‬‬
‫خاص‪ ،‬أعتقد أنه استوطن ّ‬
‫ملوثون بيأس ّ‬
‫بحدس األم‪ ،‬إن أطفالي ّ‬
‫فهم يتابعون دروسهم في مدرسة متفهمة‪ ،‬كما أنهم يشاهدون التلفزيون كل مساء‪.‬‬
‫لقد سألت أحد األصدقاء وهو أستاذ في علم النفس عن هذه الحالة‪ ،‬فأجاب‪ :‬إن مالحظتي هذه مجرد‬
‫خيال‪ ،‬وإن األطفال في صحة حضارية جيدة‪ ،‬كلمة (حضارية) هذه هي التي أفزعتني‪ ،‬فأنا أعتقد أن أوالدي ككل‬
‫حصارا ما‪ ،‬إنني ال أفهم‪ ،‬كل ما أستطيع أن أقوله هو أن الحنان الذي أقدمه ألطفالي ال‬
‫ً‬ ‫األوالد اآلخرين يعانون‬
‫يكفيهم على ما يبدو‪ ،‬ال يمكنني أن أقدم أكثر من ذلك‪ ،‬وأعتقد أننا نبني جيالً سيكرهنا بالضرورة"‪.‬‬
‫كثيرا‪ ،‬وهو‬
‫‪" -21‬سوزان ليليث" طفلة أمريكية في الثانية عشرة من العمر‪ ،‬تقول‪" :‬إنني ال أرى والدي ً‬
‫مرهق باستمرار‪ ،‬وكذلك أمي‪ ،‬عندما أبلغ الثامنة عشرة أريد أن أهاجر وحيدة إلى الهند‪ ،‬المدرسة قالت لي‪ :‬إن‬
‫ضا‪ :‬إن الهنود يق ّدسون‬
‫البيوت هناك كثيرة‪ ،‬وإن الناس يجلسون في الطرقات ويتحادثون‪ ،‬المدرسة قالت لي أي ً‬
‫البقرة‪ ،‬وأنا لم أر بقرة في حياتي إال على شاشة التلفزيون أو في الكتب‪ ،‬ال أريد أن أبقى هنا‪ ،‬ال أريد أن يتجعد‬
‫وجهي مثل أمي‪ ،‬إنني أنوي السفر إلى الشرق‪.‬‬
‫عاما في مدينة‬
‫‪" -22‬بيتو الهايت" عجوز في الخامسة والسبعين‪ ،‬من أصل أرلندي وتعيش منذ خمسين ً‬
‫"أوتاوا" الكندية‪ ،‬تقول‪" :‬إنني ال أستطيع أن أفعل شيًئا سوى أن أرى هؤالء الشبان الذين يرتطمون بهذا الواقع‬
‫الجاف‪ ،‬أخشى أن يكرهنا أبناؤنا‪ .‬تُرى لماذا يكرهوننا؟ لقد أرغمناهم كي يأتوا إلى هذا العالم عندما فقد هذا‬
‫العالم كل سطوع وحراراة‪.‬‬
‫إنني أعيش وحيدة‪ ،‬أوالدي وأحفادي يعيشون في "مونتريال"‪ ،‬أتلقى منهم الرسائل بانتظام‪ ،‬وأشعر أن عملية‬
‫عاما إلى الوراء‪ ،‬عندما‬
‫تناول الرسائل باتت ميكانيكية‪ ،‬ألنها خالية من الود الحقيقي‪ ،‬هذا ليس ذنبهم‪ ،‬أعود ستين ً‬
‫كانت حياتنا أشبه بالمهرجان الدائم‪ ،‬اآلن تب ّدل كل شيء‪ ،‬ويبدو أن الناس كلهم يسيرون في جنازة هم األموات‬
‫فيها"‪.‬‬
‫رئيسا للدائرة الفنية في أحد مصانع األدوية‪ ،‬يقول‪" :‬إن عملي‬
‫‪" -23‬ألكسندر هيبرت" أب لولدين‪ ،‬يعمل ً‬
‫هو ذو طبيعة فيزيائية‪ .‬يمكنني القول بأنني أساهم بشكل أو بآخر في تقليص آالم ماليين البشر‪ ،‬أعمل بانتظام‬
‫وصل إلى حد اآللية التامة‪ ،‬زوجتي تصفني بأنني رجل آلي من لحم ودم‪ ،‬وأنا ال أجيب بح ّدة ألنني مقتنع ضمنا‬
‫بوجهة نظرها‪ ،‬فعندما يفقد اإلنسان تطلعاته نحو حلم ما يفقد نفسه‪ ،‬هذا الشعور ينتابني بقوة يجعلني أعجز عن‬
‫التفاعل مع أطفالي بحنان‪.‬‬
‫في الماضي كان األطفال هم االمتداد لألهل‪ ،‬اآلن يخيّل لي أن األطفال هم هروبنا‪ ،‬هم شخصيتنا المنفصلة‪.‬‬
‫أعتقد أنني لو تدخلت أكثر في حياة أطفالي لزدت في ألمهم الالشعوري‪ ،‬إنني أبتعد عنهم‪ ،‬وهم يبتعدون‬
‫حل إطالقًا لهذه المشكلة‪ ،‬وال يمكنني أن أستشير أح ًدا‪ ،‬ألن معظم زمالئي ـ إن لم يكونوا‬
‫لدي من ّ‬
‫عني‪ ،‬ليس ّ‬
‫كلهم ـ يعانون من هذه التعقيدات‪ ،‬لست على استعداد لكي استشير طبيبًا نفسيًا في األمر‪ ،‬فالمشكلة كما يبدو‬
‫لي حضارية وليست نفسية"‪.‬‬
‫‪ -24‬أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي في أمريكا تقارير مذهلة عن تفشي الجريمة بين النساء في‬
‫المجتمعات الغربية المتحررة‪ ،‬وقد تحدثت صحيفة "النيويورك تايمز" عن هذا الموضوع في أبريل ‪1975‬م‬
‫معتمدة على تقارير مكتب التحقيق الفدرالي‪ ،‬ويشير التقرير إلى أن معدل الجريمة بين السيدات أو الجريمة‬
‫ارتفاعا مذهالً مع نمو حركات التحرر النسائية‪ .‬وقال التقرير‪" :‬إن االعتقاالت بين النساء زادت‬
‫ً‬ ‫النسائية ارتفع‬
‫بينهن بنسبة ‪ ."%52‬ويقول‪" :‬إن أخطر عشرة‬
‫بنسبة ‪ %95‬منذ عام ‪1969‬م‪ ،‬بينما زادت الجرائم الخطيرة َّ‬
‫بينهن شخصيات ثورية اشتركن في حركة التحرر‬
‫مجرمين مطلوب القبض عليهم كلهم من السيدات‪ ،‬ومن ّ‬
‫النسائية مثل "جين ألبرت" و"برنادينـ دون""‪.‬‬
‫وتقول الصحيفة في بيان ارتباط ارتفاع نسبة الجريمة بين النساء بحركات التحرر النسائية‪" :‬إن منح المرأة‬
‫حقوقًا متساوية مع الرجل يشجعها على ارتكاب نفس الجرائم التي يرتكبها الرجل‪ ،‬بل إن المرأة التي تتحرر‬
‫تصبح أكثر ميالً الرتكاب الجريمة"‪.‬‬
‫‪ -25‬وقالت "بريجت أوف هاهر" القاضية السويدية التي كلفتها األمم المتحدة بزيارة البالد العربية للتعرف‬
‫على المرأة العربية ودراسة أوضاعها االجتماعية والقانونية‪" :‬إن المرأة السويدية فجأة اكتشفت أنها اشترت وهما‬
‫هائالً ـ تقصد الحرية التي أعطيت لها ـ بثمن مفزع هو سعادتها الحقيقية"‪ .‬وتقول عن استقبال المرأة السويدية‬
‫وتحن إلى حياة االستقرار‬
‫ُّ‬ ‫لعام المرأة ‪1975‬م‪" :‬ولهذا فإنها تستقبل العام العالمي لحقوق المرأة بفتور مه ّذب‪،‬‬
‫العائلية المتوازنة جنسيًا وعاطفيًا ونفسيًا‪ ،‬فهي تريد أن تتنازل عن معظم حريتها في سبيل كل سعادتها"‪.‬‬
‫‪ -26‬بتاريخ ‪23/12/1974‬م قالت صحيفة "التايمز" اللندينية في أثناء تعليقها على كتاب األستاذ‬
‫خورشيد أحمد "الحياة العائلية في اإلسالم"‪" :‬إن القواعد التي تقوم عليها الحياة العائلية في اإلسالم والتي‬
‫وضعت األسس في أمور كاإلرث وحقوق اليتامى واختالط الجنسين كل ذلك مرسوم لدعم تماسك األسرة في‬
‫صورة من الصور"‪.‬‬
‫وتقول‪" :‬اعتقاد السيد خورشيد أحمد بأن المحافظة على الحياة األسرية ضروري لخير ورفاهية األمم‬
‫يشاركه فيه كثير من النصارى واليهود‪ ،‬بل كثير من محبي اإلنسانية‪ ،‬ومن هنا فإن الشعوب واألمم اإلسالمية‬
‫نظاما عائليًا‬
‫تتمتع بمركز قوي في العالم اليوم‪ ،‬ال لمجرد أن العرب يمتلكون الثروة النفطية‪ ،‬وإنما ألنهم يملكون ً‬
‫مستقرا‪ ،‬وهو نفس النظام الذي يسعى الغرب بجنون للتفلت منه"‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -27‬وهذه شهادة أخرى من صحفية أمريكية اسمها "هيلسيان ستانسبري"‪ ،‬وقد كانت هذه الصحفية‬
‫األمريكية تراسل أكثر من خمسين ومائتي صحيفة أمريكية‪ ،‬وقد زارت جميع بالد العالم‪ ،‬زارت القاهرة وأمضت‬
‫فيها عدة أسابيع‪ ،‬حيث زارت المدارس والجامعات ومعسكرات الشباب والمؤسسات االجتماعية ومراكز‬
‫األحداث والمرأة واألطفال وبعض األسر في مختلف األحياء‪ ،‬ثم قالت‪" :‬إن المجتمع المسلم كامل وسليم‪ ،‬ومن‬
‫الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشباب في حدود المعقول‪ ،‬وهذا المجتمع يختلف‬
‫عن المجتمع األوربي واألمريكي‪ ،‬فعندكم أخالق موروثة تحتم تقييد المرأة‪ ،‬وتحتم احترام األب واألم‪ ،‬وتحتم‬
‫أكثر من ذلك عدم اإلباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع واألسرة في أوربا وأمريكا‪ ،‬ولذلك فإن القيود التي‬
‫يفرضها مجتمعكم على الفتاة هذه القيود صالحة ونافعة‪ ،‬لهذا أنصحكم بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخالقكم‪.‬‬
‫امنعوا االختالط‪ ،‬وقيدوا حرية الفتاة‪ ،‬بل ارجعوا إلى عصر الحجاب‪ ،‬فهذا خير لكم من إباحية وانطالق‬
‫ومجون أوربا وأمريكا‪.‬‬
‫مجتمعا مقع ًدا‪ ،‬مليًئا بكل‬
‫ً‬ ‫امنعوا االختالط‪ ،‬فقد عانينا منه في أمريكا الكثير‪ ،‬لقد أصبح المجتمع األمريكي‬
‫صور اإلباحية والخالعة‪ ،‬وإن ضحايا االختالط والحرية يملؤون السجون واألرصفة والبارات والبيوت السرية‪،‬‬
‫إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا قد جعلت منهم عصابات أحداث‪ ،‬وعصابات للمخدرات والرقيق‪.‬‬
‫إن االختالط واإلباحية والحرية في المجتمع األوربي واألمريكي قد هدد األسرة‪ ،‬وزلزل القيم واألخالق"‪.‬‬
‫‪ -28‬تقول "الالديـ ماري مونتكاد" زوجة السفير اإلنجليزي في تركيا وهي تخاطب شقيقتها‪" :‬يزعمون أن‬
‫المرأة المسلمة في استعباد وحجر معيب‪ ،‬وهو ما أود تكذيبه‪ ،‬فإن مؤلفي الروايات في أوربا ال يحاولون‬
‫الحقيقة‪ ،‬وال يسعون للبحث عنها‪ ,‬ولوال أنني في تركيا وأنني اجتمعت إلى النساء المسلمات ما كان إلى ذلك‬
‫سبيل‪ ،‬ولو أنني لم أستمع إلى أخبارهم وحوادثهم وطرقـ معيشتهم من سبل شتى لذهبت أصدق ما يكتبه هؤالء‬
‫الكتاب‪ ،‬ولكن ما رأيته يكذب كل التكذيب أخبارهم‪ ،‬وال أبالغ إذا قررت ِ‬
‫لك أن المرأة المسلمة وكما رأيتها‬
‫في اآلستانة أكثر حرية من زميالتها في أوربا‪ ،‬ولعلها المرأة الوحيدة التي ال تعنى بغير حياتها البيتية‪ ،‬ثم إنهن‬
‫يعشن في مقصورات جميالت‪ ،‬ويستقبلن من ي ِرد من الناس"‪.‬‬
‫‪ -29‬نشرت جريدة "الغوس ويكلي ركورد" نقالً عن جريدة "لندن ثروت" قائلة‪" :‬إن البالء في خروج‬
‫المرأة من بيتها إلى التماس أعمال الرجال‪ ،‬وعلى أثرها يكثر الشاردات عن أهلهن‪ ،‬واللقطاء من األوالد غير‬
‫ستحل بنا الدمار‪ .‬ألم تروا أن‬
‫ّ‬ ‫وعارا على المجتمع فإن مزاحمة المرأة للرجال‬
‫الشرعيين‪ ،‬فيصبحون كالً وعالة ً‬
‫حال خلقتها تنادي بأن عليها ما ليس على الرجل‪ ،‬وعليه ما ليس عليها؟!"‪.‬‬
‫‪ -30‬ونشرت الكاتبة الشهيرة "مس أني رود" في جريدة "االسترن ميل" تقول‪" :‬أال ليت بالدنا كبالد‬
‫المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة‪ .‬تتنعم المرأة بأرغد عيش‪ ،‬تعمل كما يعمل أوالد البيت‪ ،‬وال تمس‬
‫األعراض بسوء‪ .‬نعم إنه لعار على بالد اإلنجليز أن تجعل بناتها مثالً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال‪ ،‬فما بالنا ال‬
‫نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت‪ ،‬وترك أعمال الرجال للرجال‪،‬‬
‫وسالمة لشرفها؟!"‪.‬‬
‫‪ -31‬نشرت مجلة الفتح في عددها الصادر في ‪28/1/1336‬هـ كلمة للفيلسوف األلماني شوبنهور جاء‬
‫فيها‪" :‬اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة بدون رقيب‪ ،‬ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة‪ ،‬وال تنسوا أنكم‬
‫سترثون معي للفضيلة والعفة واألدب‪ ،‬وإذا مت فقولوا‪ :‬أخطأ أو أصاب كبِ َد الحقيقة!!"‪.‬‬
‫‪ -32‬وفي بريطانيا أوصت هيئة في حزب المحافظين الحاكم بضرورة تشجيع الزواج والعودة إلى القيم‬
‫األسرية على وجه السرعة‪.‬‬
‫وهذه الهيئة التي تعرف باسم "مجموعة بامر" أشارت في تقريرها الذي نشرته الصحف البريطانية إلى ظاهرة‬
‫اإلباحية الخطيرة التي عمت المجتمع البريطاني‪ ،‬وطالبت بتشديد القوانين على السلوك اإلباحي والمطبوعات‬
‫اإلباحية‪.‬‬

‫سفاحا‪ ،‬وهو ما أصبح يلقى قبوالً‬


‫وأهم ما جاء في تقرير المجموعة ما أشارت إليه من انتشار ظاهرة األمومة ً‬
‫عاما يجب العمل على تثبيطه‪ ،‬كما جاء في التقرير‪.‬‬
‫ً‬
‫عاما قامت ضجة كبرى في دول غرب أوربا ضد تصريح الدولة بالبغاء رسميًا‪،‬‬ ‫‪ -33‬قبل أكثر من تسعين ً‬
‫وقامت امرأة شهيرة اسمها "جزفين بتلر" تنادي بأن حرية اإلنسان التي تقدسها الدساتير في العصر الحديث ال‬
‫يجوز تدنيسها والتنكر لها في صورة تنظيم وسيلة للقضاء عليها‪ .‬وقالت كلمتها المشهورة‪ :‬إن الحرية عطية اهلل‬
‫ذلك أنه ال يجوز للدولة وهي الحامية لكرامات الناس أن تلجأ بقوة القانون للحط من قدرهم"‪.‬‬
‫رابعا‪:‬ـ المراجع‪:‬ـ‬
‫ً‬
‫‪ -1‬من أجل تحريرـ حقيقي للمرأة‪ ،‬للدكتور محمد رشيد العويد‪.‬‬
‫‪ -2‬المرأة ماذا بعد السقوط؟ لبدرية العزاز‪.‬‬
‫‪ -3‬نساؤنا العزيزات بين الفطرة الطاهرة والمدنية المعاصرة‪ ،‬لحسين ناجي محيي الدين‪.‬‬
‫‪ -4‬فتياتنا بين التغريب والعفاف‪ ،‬للدكتور ناصر العمر‪.‬‬
‫‪ -5‬المرأة بين دعاة اإلسالم وأدعياء التقدم‪ ،‬للدكتور عمر األشقر‪.‬‬
‫‪ -6‬طوائف من رجال الغرب ونسائه يعترفون‪ ،‬لعبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني‪.‬‬
‫‪ -7‬عمل المرأة في الميزان‪ ،‬للدكتور محمد البار‪.‬‬
‫‪ -8‬رسالة إلى حواء‪ ،‬لمحمد رشيد العويد‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلسالم واتجاه المرأة المسلمة المعاصرة‪ ،‬لمحمد البهي‪.‬‬
‫‪ -10‬حجاب المرأة‪ ،‬ألبي األعلى المودودي‪.‬‬
‫‪ -11‬المرأة واألسرة في الحضارة الغربية الحديثة‪ ،‬لمحمد عطية خميس‪.‬‬
‫‪ -12‬اعترافات متأخرة‪ ،‬لمحمد المسند‪.‬‬
‫‪ -13‬قالوا عن اإلسالم‪ ،‬لعماد الدين خليل‪.‬‬
‫‪ -14‬نهاية المرأة الغربية بداية المرأة العربية‪ ،‬للشيخ عبد اهلل بن زيد آل محمود‪.‬‬
‫‪ -15‬المرأة بين الفقه والقانون‪ ،‬لمصطفى السباعي‪.‬‬
‫‪ -16‬الموضة في التصور اإلسالمي‪ ،‬للزهراء فاطمة بنت عبد اهلل‪.‬‬
‫‪ -17‬مقال‪ :‬اعترافات امرأة غربية‪ ،‬لسليمان بن صالح الخراشي‪.‬‬

You might also like