You are on page 1of 41

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة القادسية‬
‫كلية االثار‬
‫قسم االثار القديم‬

‫عمارة المعابد في مدينة الحضر‬


‫بحث تقدم به الطالب " رائد سنان موسى " والطالب " مصطفى سالم جاسم‬
‫" لعمادة كلية االثار لنيل شهادة البكالوريوس ‪.‬‬

‫بأشراف االستاذ‬
‫فرقان عالء الدين‬

‫‪ 1438‬ه‬ ‫القادسية‬ ‫‪ 2018‬م‬


‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫(وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)‬

‫صدق اهلل العلي العظيم‬

‫سورة االسراء ‪.‬اآلية ‪85‬‬

‫أ ‪2‬‬
‫اإلهــــــداء‬

‫الى مثلي االعلى في الحياة‬

‫الى من حثني على الدراسة‬

‫أبي‪....‬‬ ‫ومهد لي الطريق‬

‫الى من دعائها حصصنني في كل مكان‬

‫والدتي‪...‬‬ ‫الى رمز التضحية والحنان‬

‫الى كل من علمني حرفا‬

‫اساتذتي‪.....‬‬ ‫اعتزاز وتقديرا‬

‫اهداء ثمرة جهدي المتواضع‬

‫شكر وتقدير‬

‫أتقدم بشكري وتقديري الى استاذي الفاضل (م ‪ .‬م ‪ ).‬فرقان عالء الدين‬

‫الذي ساعدني في اعداد هذا البحث ‪........‬‬

‫وأتقدم بالشكر واالمتنان الى كل من اسدى لي النصيحة‬

‫او ساهم معي في اعداد هذا البحث ‪......‬‬

‫لي مني لهم االمتنان وجعل الباري عز وجل خطواتهم‬

‫تزهو بالعلم والتقدير‬


‫‪3‬‬
‫ب‬
‫المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫ت‬

‫أ‬ ‫اآلية القرآنية‬ ‫‪-1‬‬


‫ب‬ ‫االهداء‬ ‫‪-2‬‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪3-2‬‬ ‫المبحث االول ‪ -:‬اصل تسمية الحضر‬ ‫‪-4‬‬
‫‪9-4‬‬ ‫الموقع الجغرافي والتاريخ‬ ‫‪-5‬‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ - :‬المعتقدات الدينية‬ ‫‪-6‬‬
‫‪10‬‬ ‫نشوء المعتقدات الدينية‬ ‫‪-7‬‬
‫‪21-11‬‬ ‫الديانة الحضرية‬ ‫‪-8‬‬
‫‪35-22‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ -:‬عمارة المعابد في مدينة‬ ‫‪-9‬‬
‫الحضر‬
‫‪36‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪-10‬‬
‫‪37‬‬ ‫المصادر‬ ‫‪-11‬‬
‫ملصق الصور‬ ‫‪-12‬‬

‫‪4‬‬
‫املقدمة‬

‫‪ -‬أن دراسة الديانات القديمة من المواضيع المهمة لدراسة الحضارات‬


‫القديمة ‪ ،‬اذا انها تكشف عن الواقع الديني الذي كان يعيشه الناس‬
‫في تلك الفترة متمثال في اآللهة التي يعبدونها والطقوس الدينية‬
‫وما تركه لنا اصحاب الديانة من معالم اثرية كالمعابد والمدافن‪.‬‬
‫‪ -‬وقد قسمنا هذا البحث الى ثالث مباحث ‪.‬‬
‫المبحث االول أصل تسمية مدينة الحضر وما جاء بها من مسميات‬
‫عديدة التي اطلق الباحثون عليها أسم مدينة (ح ‪.‬ط ‪.‬ر ‪.‬أ) وعلى بعض‬
‫المسكوكات القديمة التي وردت في مدينة الحضر (ح ‪.‬ط ‪.‬ر ‪.‬أ ‪.‬د ‪.‬ش ‪.‬م ‪.‬ش)‬
‫اما موقع وتاريخ مدينة الحضر فيبحث في عوامل نشوئها ومراحل تاريخها‬
‫‪ -‬المبحث الثاني المعتقدات الدينية الحضرية حيث يتضمن نشوء المعتقدات‬
‫الدينية في مدينة الحضر عبر التاريخ حيث اتصفت باستمراريتها وهي‬
‫الديانة االشورية والبابلية التي ترجع في اصولها الى السومريون‬
‫وذكر ايضا العديد من االلهة التي عبدت في مدينة الحضر ‪.‬‬
‫‪-‬اما المبحث الثالث فيتضمن عمارة المعابد في مدينة الحضر ومدى‬
‫اهميتها وقدسيتها عند اهل الحضر‪ .‬وكان لزيارة المعابد قوانينها وانظمتها التي ال يجوز ألي‬
‫احد تجاوزها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫املبحث االول ‪ -:‬اصل تسمية احلضر‬

‫ورد ذكر معنى اسم الحضر في المعاجم العربية بانها خالف البدو والحضر ‪،‬خالف البادي‬
‫والحضرة ‪ ،‬والحضر والحاضر خالف البادية وهي المدن والقرى واالرياف وسميت بذلك الن‬
‫اصلها حضر واالمطار مساكن الديار التي يكون لهم بها قرار ‪.)1( .‬‬
‫ورد ايضا اسم مدينة الحضر في الكتابات القديمة بشكل (ح ط ر أ) وعلى بعض المسكوكات‬
‫التي وردت في مدينة الحضر باسم (ح ط ر أ د ش م ش ) وتعني الحضر مدينة الشمس وجاء‬
‫ذكرها عند المؤرخين الكالسيكيين بصورة (‪ )Atpal‬وفي المصادر السريانية بصيغة (حواطرا‬
‫(‪)2‬‬
‫) اما في المصادر العربية فقد وردت بصيغة (الحضر )‪.‬‬
‫وقد اجمع بعض الباحثين حول داللة االسم حيث اوردتها بعض المصادر العربية االسالمية‬
‫بصيغة (الحضر ) بفتح الحاء وسكون الضاد وان لها صلة بالتحضر ‪ .‬وقد ورد على بعض‬
‫النقود العربية الحضرية وبصيغة أراميه عبارة (حضر ري شمش ) بمعنى حضرة االله‬
‫(‪)3‬‬
‫شمش ‪.‬‬

‫___________________________________‬
‫(‪ )1‬المصري و جمال الدين بن مكرم ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪197 4‬بيروت ‪1955‬‬

‫(‪ )2‬الجبوري ‪ ،‬عمر عامر عبود ‪ ،‬الديانة الحضرية دراسة مقارنة مع الديانات العراقية القديمة رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬ص‪6‬‬

‫(‪ )3‬الشمس ‪،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬الحضر العاصمة العربية ‪، 1988،‬ص‪14‬‬

‫‪2‬‬
‫ورد ايضا اسم الحضر في الكتابات اآلرامية بصيغة (حطرا) كما دونه العرب باآلرامية بنفس‬
‫الصيغة وجاء في المصادر العربية االسالمية لفض اسم المدينة (الحضر ) ويعني المكان‬
‫المحظور الذي يمنع فيه تناول ما ال يليق لموقعة المقدس عندهم وما يؤيد ذلك عبارة وردت‬
‫على بعض النقود الحضرية (حطرا دي شمش) اي حضيرة االله الشمس وسميت الحضر‬
‫(‪)1‬‬
‫بالمصادر االجنبية (‪. )H A T R A‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وكذلك ذكر بانها جاءت باسم (عربايا ) اي بالد العرب ‪.‬‬
‫اما بالنسبة لتأسيس المدينة وكيفية ازدهارها فقد ذكر جواد علي عن (هر تسلفد) الذي يرى ان‬
‫قبائل العرب هي التي اسدت المدينة في القرن االول قبل الميالد ‪ .‬حيث اقام سادتها فيه‬
‫مستفيدين من الخالف الذي حصل بين الفرث والرومان بذكاء وحنكه حتى انهم حصلوا على‬
‫االموال من الجانبين كما ان لموقعهم من الشكل العسكري والسياسي والقتصادي حيث كلما‬
‫زادت اموالهم زادت اهميتهم وتوسعت مدينتهم وصارت مدينة كبيرة سكنها جاليات اجنبية‬
‫(‪)3‬‬
‫ايضا ‪.‬‬

‫_______________________________‬
‫االسود ‪ ،‬حكمت بشير ‪ ،‬دليل اثار الحضر ‪،‬ص‪9‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سفر ‪،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪ ،‬الحضر مدينة الشمس ‪( ،‬بغداد ‪، ) 1973‬ص‪17‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫علي ‪،‬جواد ‪،‬المفضل في تاريخ العرب قبل االسالم ‪ ،‬ج‪، 2‬ص‪6‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪3‬‬
‫موقع وتاريخ مدينة الحضر ‪-:‬‬
‫تقع مدينة الحضر على بعد (‪ )110‬كم الى الجنوب الغربي من مدينة الموصل في بادية ال‬
‫تتوفر فيها المياه الجارية وال الزرع الوافر ‪ ،‬شأنها في ذلك شأن تدمر ‪ ،‬والبترا ‪،‬وغيرها من‬
‫المدن الصحراوية التي نمت وازدهرت في ظرف خاص مالئم لوجودها في اماكن منعزلة‬
‫على طرق البوادي الناقلة بين إمبراطوريتين عظيمتين في القرون االولى للميالد ‪.‬حيث‬
‫سخرت امكانياتها المادية والبشرية للفوز في ذلك النزاع وقد بذلت بذلك جهدا وماال لكسب‬
‫القبائل العربية ‪ ،‬والحضر عاصمة لمملكة عربية كانت لها حدود طبيعية ‪ ،‬هي دجلة من‬
‫الشرق والفرات من الغرب وكذلك جبال سنجار من الشمال ‪ ،‬ومشارق المدن من الجنوب اال‬
‫ان نفوذها أمتد في الشمال الى ما وراء الخابور ‪ )1(.‬ويمتاز الموقع بصفات خاصة منها‬
‫الموقع الجغرافي والسوقي الذي يهيمن على الطرق والمسالك البرية والتجارية والعسكرية‬
‫المحاذية لنهري دجلة والفرات ‪ ،‬كما تربط وادي الرافدين والخليج العربي عن طريق البر كما‬
‫ان طبيعة االرض الصخرية لمنطقة الحضر ساعدت على ان تكون مصدرا ال ينضب للحجارة‬
‫(‪. )2‬‬
‫التي بنيت منها ابنية المدينة ونحتت منها التماثيل ‪.‬‬

‫___________________________‬
‫سفر ‪ ،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪18-17‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫االسود ‪ ،‬حكمة بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪9‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪4‬‬
‫تعد الحضر من مدن بالد الرافدين المهمة التي تحمل كثيرا من عناصر وسمات المدينة العراقية‬
‫القديمة ‪ ،‬فهي مدينة حصينة منيعة استوطنت فيها القبائل العربية التي كتبت باآلرامية ‪ ،‬اذ لجأت‬
‫اليها ودافعت عنها عند تعرضها للخطر الذي احدق بها لموقعها الجغرافي والزدهار اقتصادها وتقع‬
‫الحضر في منخفض بادية الجزيرة بين نهري دجلة والفرات على بعد (‪ ) 110‬كم من الجنوب‬
‫الغربي من مدينة الموصل و (‪ ) 125‬كم شمال غرب بيجي و(‪3‬كم) من وادي غرب الثرثار‬
‫(‪)1‬‬
‫بمسافة (‪30‬كم )غرب الشرقاط ‪.‬‬
‫اشتهرت الحضر رغم عروبتها انها مدينة فرثية وذلك الن معظم قوتها وصيتها الواسع عرف ابان‬
‫حقبة التسلط الفرثي على العراق وقد عرف احد ملوكها سنطروق بكتاباتها الشهيرة منها ( سنطروق‬
‫ملك عربو ) الى سنطروق ملك العرب ‪ ،‬وقد قاومت طموحات سكانها القومية السلطتين الرومانية‬
‫(‪)2‬‬
‫والفارسية امدا طويال ‪.‬‬

‫_____________________________‬
‫الجبوري ‪ ،‬عمر عامر عبود ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪7‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الصالحي ‪ ،‬واثق ‪ ،‬في العراق في التاريخ ‪ ( ،‬بغداد ‪، ) 1983‬ص‪259- 258‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪5‬‬
‫على الرغم ان تاريخ مدينة الحضر لم يكتب بشكل مفصل يتناسب وعظمت ابنيتها وشهرة صمودها‬
‫امام الرومان واسباب ذلك تعود الى قلة الكتابات المكتشفة فيها ‪ ،‬واقتصار التنقيب على اماكن قليلة‬
‫من اطاللها المترامية االطراف ومن هذه المكتشفات (‪ )18‬نصا مؤرخا فالتقويم السلوفي الذي كانت‬
‫(‪)1‬‬
‫بداياته على ما يرجح في اول نيسان من عام ‪ 311‬ق‪.‬م ‪.‬‬
‫فضال عما امدتنا به الكتابات التي وجدت منقوشة على جدران االبنية المكتشفة وتباليطها او مدونة‬
‫على التماثيل والتي زاد المنشور منها عن خمسمائة نص ‪ ،‬ومعظم النصوص الحضرية قصيرة كتبت‬
‫باللغة اآلرامية لذكرى او الدعاء باستثناء نص واحد باإلغريقية وثالث نصوص بالالتينية ‪ .‬يبدو ان‬
‫عدد من القرى نشأت في ارض الحضر منذ زمن األشوريين حول المناطق التي تتجمع فيها مياه‬
‫االمطار وهناك اعتقاد بأن ارض الحضر نفسها كانت بها قرية تعود لتلك الحقبة اال ان ذلك يفتقد الى‬
‫(‪)2‬‬
‫االدلة االثرية ‪.‬‬

‫______________________________‬
‫سفر ‪ ،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪26‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫االسود ‪ ،‬حكمة بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪26‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪6‬‬
‫بعد الحصول على مادة علمية استطاع الباحثون وفي مقدمتهم االستاذ سفر ‪ ،‬وضع مخطط‬
‫مقارب للشجرة الحاكمة في المدينة ‪ .‬ومن خالل الدراسة امكن تقسيم تاريخ الحضر الى ثالث‬
‫اقسام ‪-:‬‬
‫‪ -1‬دور التكوين ‪ -:‬ال يعرف متى بدأ هذا الدور اال ان الحضر اخذت تنمو منذ القرن االول‬
‫للميالد ‪ ،‬ويبدو ان السلطة في الحضر في دور تكوينها كانت موزعة بين الشيو الذين‬
‫كانوا يعرفون بكلمة ( ربا ) اي الزعيم او العظيم وبين السدنة الذين يطلق على الواحد‬
‫منهم ( رب بيتا ) اي صاحب البيت والمقصود بالبيت المعبد الكبير ‪ )1( .‬اما االمور‬
‫الدينية فكانت موكلة الى كهنة على راسهم (االنكل ) وهو رئيس الكهنة ويليه كمرار‬
‫وكمرتا اي الكاهن والكاهنة وتوسع المعبد في هذا الدور وربما احيط بسور من الحجر‬
‫وجدت اسسه في الطلع الشرقي وكانت له ابراج نصف دائرية ‪)2(.‬‬
‫ويفترض االستاذ سفر بأن اصحاب البيت مسؤولون عن سالمة المعبد ومحتوياته اال ان هذه‬
‫االعمال ال تمثل برأيه صفة دينية ألنها موكوله للكهنة وفي مقدمتهم االنكل ‪ ،‬بمعنى رئيس‬
‫الكهنة ‪ ،‬يليه القسيس ( قشيشا ) ثم الكاهن (كمرا ) والكاهنة (كمرتا ) ‪ .‬واهم اضافة لقادت‬
‫الجيش وارباب القوافل التجارية لهم من النفوذ في تسير شؤون المدينة خالل مجلس اشبه‬
‫بمجلس شورى ‪ .‬وربما كان المنخفض المندرج في العبد الكبير مخصصا لالجتماعات ‪)3(.‬‬

‫_____________________________‬
‫االسود ‪ ،‬حكت بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سفر ‪ ،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪27‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -2‬دور السادة ‪-:‬‬
‫استمر هذا الدور ما يقارب القرن الواحد ويضن ان هذا الدور استمر حتى انتهاء حفلة‬
‫االمبراطور الروماني تراجان عام ‪ 117‬م ‪ ،‬وقد تعاقب على الزعامة فيه اشخاص يلقبون ب (‬
‫مريا ) اي السيد ومن المحتمل ان هؤالء السادة من عائلة واحدة وقد انتعشت الحضارة كثيرا‬
‫في مدة السلم واثرى ابناؤها ويبدو ان نشريهب من ابرز الشخصيات فيها واعظمها هو السيد‬
‫الذي صار احفاده فيما بعد ملوك ‪0‬وقد تزعم المدينة من بعده (ورود) السيد الذي وجد اسمه‬
‫منقوشا على جدران االيوانيين الكبيرين كما كان ل(نصرو) السيد دور كبير في تشيد عدد من‬
‫(‪)1‬‬
‫األبنية المهمة في الحضر ومنها المعابد وفي الدفاع عن المدينة ‪0‬‬
‫وبعد تهيئ االمبراطورية الرومانية لالستيالء على طيسفون ‪ ،‬تبلورت فكرة تحصين المدينة‬
‫للدفاع عن العاصمة طيسفون ‪ ،‬حيث تطورت الى عاصمة عسكرية تجند فيها القبائل العربية‬
‫للقتال في صف الجيش ويضن ان بناء السور وحفر الخندق حول المدينة وتحصينها بقالع بدأ‬
‫في تلك الظروف ‪ ،‬وال بد ان تحصين المدينة استغرق عدة سنين وشغل اكثر من حاكم ‪ ،‬لم يدم‬
‫النصر الروماني كثيرا حتى اعلنت بعض المدن واالقاليم العصيان ومنها الحضر ‪ ،‬فارسل‬
‫تراجان قائد الجيوش الرومانية بجنوده لتجمع الثورات وسار بنفسه الى الحضر والتي انتصر‬
‫(‪)2‬‬
‫عليها ‪ ،‬ولكنه فشل في اقتحام اسوارها الحصينة ‪.‬‬
‫بعد ذلك رأت مدن العرب وممالكها ان التعب دب في تراجان وجيشه ‪ ،‬لذلك اخذت تثور علية‬
‫الواحدة تلوى االخرى ‪ .‬لقد كشف التنقيب في معبد الراية على راس شخص روماني يشبه‬
‫تراجان وضعه الحضريون امام اقدام الهتهم للسخرية منه ‪ .‬ويرى االستاذ سفر ان الذي قاد‬
‫(‪)3‬‬
‫عملية الدفاع عن الحضر هو السيد نصرو الذي اصبح ولجش ابنه اول ملك على الحضر ‪.‬‬

‫_______________________________‬
‫االسود ‪ ،‬حكمة بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سفر ‪ ،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪30‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪51‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -3‬دور الملوك ‪-:‬‬
‫بدأ هذا الدور منتصف القرن الثاني للميالد وينتهي بسقوط الحضر عام ‪ 241‬م في دور‬
‫الملوكية تمتعت الحضر بقسط اوفر من االستقرار وتوسع نفوذها حتى بلغ ما بعد نهر الخابور‬
‫ويعد (سنطروق ) ابن نصرو السيد (‪190-167‬م ) بشئ من مكانتها الدينية بين سكان بعض‬
‫القرى الواقعة في منطقتها فلربما يزورونها في مناسبات معينة ويعتنون بأصنامها ‪ ،‬وهذا يفسر‬
‫(‪)1‬‬
‫لنا السبب في بقاء تماثيل الحضر سالمة من التحطيم المقصود ‪.‬‬
‫لقد ذكر الباحثون ان أسماء ملوك الحضر غير عربية حيث يظهر على بعظها انها ايرانية‬
‫وعلى اخرى اراميه غير ان علينا ان نفكر ان التسميات ال يمكن ان تكون ادلة يستند عليها‬
‫لمعرفة اصل الناس ‪ ،‬فكانت العادة تقليد االجانب ومحاكاتهم في تقليد اسمائهم وال سيما عند‬
‫الحكام فقد كانوا في الغالب يختارون لهم اسماءآ والقابا من الدول القوية التي تتحكم في‬
‫شؤونهم والتي لها سلطان عليهم ‪ ،‬وقد لقب جماعة من الملوك ( البطوربين ) انفسهم ب (‬
‫(‪)2‬‬
‫بطليموس) وهي من التسميات اليونانية ‪ ،‬مع العلم ان البطوريون ليس يونانيين ‪.‬‬
‫على الرغم من ما كان لعهد المملكة من اهمية بارزة في تاريخ الحضر اال ان ما نعرفه عن‬
‫اولئك الملوك قيامهم بأعمال عمرانية كبناء معابد او تجديدها او بناء اجزاء من مباني ‪ .‬اما‬
‫االعمال السياسية فال نعرفها اال بالمقارنة واالستنتاج لما وصلنا من معلومات متناثرة عن‬
‫المنطقة ضمن االحداث العالمية التي سنذكرها ‪ .‬اما اهم النصوص التي تذكر شيئا عن الملوك‬
‫فهي ‪ - :‬النص (‪ ( ) 79‬تمثال سنطروق الملك ) المظفر الذي حظه مع االلهة ابن عبد سيما‬
‫الملك ‪ ،‬اقامة له بعيد ميالد اإللهة الذي به هما فرحان يهبر مرين والكود ابنا شمشبرك بن كود‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ،‬واتخذ ذلك بهبر مرين والكود وابناؤها ونسلها (اتباعها ) الذين في الخارج والداخل ‪.‬‬

‫_________________________‬
‫(‪ )1‬االسود ‪ ،‬حكمة بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪27‬‬

‫(‪ )2‬سفر ‪ ،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪33‬‬

‫(‪ )3‬الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪51‬‬

‫‪9‬‬
‫املبحث الثاني ‪ -:‬املعتقدات الدينية احلضرية‬

‫نشوء المعتقدات الدينية ‪-:‬‬


‫حول معنى كلمة (دين)ذكر الدكتور جواد علي عن رأي بعض العلماء انها أيمان بكائنات‬
‫(‪)1‬‬
‫روحية تكون فوق طبيعة والبشر يكون لها االثر في حياة الناس‪-‬‬
‫وكذلك ذكر بعض العلماء انها استمالة واسترخاء القوى فوق البشر والتي يؤمن انها وتربو‬
‫سير الطبيعة والناس ‪.‬‬
‫بينما عرف (راد كليفا بروان) على انه(تعبير بشكل او باخر عن االحساس باالعتماد او التبعية‬
‫(‪)2‬‬
‫لقوى خارج انفسنا‪ -‬وهذه القوى قد ينظر اليها على انها روحية وأخالقية)‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى الحظ االنسان عن كثب وجود قوى اخرى ليس لها صفة القوة والعنف لكنها‬
‫تفعل على نشر مظاهر الخصب والنماء كنمو الزرع واالشجار‪ -‬وتكاثر االنسان والحيوان كما‬
‫الحظ انا الطبيعة – بخصبها ووفرة مياهها وكثرة حيواناتها كثيرا ما تتغير فتقل االمطار‬
‫وتختفي مواسم الخصب وتتناقص الحيوانات ولذلك في مرحلة معينة من مراحل تطور االنسان‬
‫الفكري والتي يصعب تحديد زمنها بدأ االنسان يتصور ان بمقدوره تفادي تلك النتائج السلبية‬
‫التي تؤدي اليها التقلبات وذلك بمحاكات الطبيعة وتقليد تلك الظواهر من خالل تأدية طقوس‬
‫(‪)3‬‬
‫معينة‪.‬‬

‫______________________‬
‫‪-1‬علي ‪ ،‬جواد‪ ،‬مصدر سابق ص‪65‬‬

‫‪-2‬بيومي ‪ ،‬محمد أحمد ‪،‬علم االجتماع الديني ‪( ،‬مصر ‪، )1985‬ص‪177‬‬

‫‪-3‬عبد الواحد ‪،‬فاضل ‪،‬المعتقدات الدينية موسعة حضارة الموصل ‪،‬ج ‪، 1‬ص‪304‬‬

‫‪10‬‬
‫الديانة الحضرية ‪-:‬‬
‫اتصفت الديانة الحضرية بوجود العديد من اآللهة والتفريد في ان واحد ‪sHenototheism‬‬
‫‪ monotheism‬كما اشتقت طقوسها ومعتقداتها وفرائضها من منابع عدة امتازت عبر‬
‫التاريخ باستمراريتها وهي الديانات االشورية والبابلية التي ترجع في اصوالها الى السومريون‬
‫مثل عبادة الشمس والتثليث الحضري وعبادة نرجول ونابو وعشتار ونناي‪-‬والديانات الرومانية‬
‫واالغريقية التي نشأت خارج العراق ودخلت الية مع غزو االسكندر المقدوني فسادت في‬
‫الحقبة الهلنستية مثل عبادة دنرجال (نرجول)وعبادة الالت(اثينا)وديانة القبائل العربية القديمة‬
‫(‪)1‬‬
‫التي قاومها المظاهر الطبيعية المؤثرة على حياة الرعي والتنقل –‬
‫كما يشكل الدين عنصرا أساسيا عند بحث عناصر فنية او تقصي احوال المجتمع القديم –وفي‬
‫الحضر يعتبر هذا الجانب اكثر تعقيدا من بقية االسس عند العرب‪ .‬ومن الواضح ان االحاطة‬
‫بالجانب الديني يحدد الخصائص الفكرية لدى المجتمع العربي الحضري لتقصي ما أثر فيه‬
‫الحقا‪.‬‬
‫أن من يقوم بزيارة الى المدينة ويطلع على ابنيتها الدينية يصل الى استنتاج‬
‫مهم لما كانت الديانة تحتلها من حيز في فكر المواطن العربي التابع لها –‬
‫واضافة الى تلك المباني المهيبة في المدينة –فأن ما حفظة التاريخ لنا من سطور قليلة من‬
‫ثراء المدينة وما تملكه من كنوز ليؤكد ويعكس االهمية الدينية التي كان يفد اليها االف‬
‫الزائرين للتبرك بعتباتها والطوائف حول أهمها‪-‬‬

‫_______________________‬
‫(‪)1‬االسود –حكمة بشير –مصدر سابق –ص‪30‬‬

‫(‪)2‬الشمس‪-‬ماجد عبداللة –مصدر سابق‪ -‬ص‪95‬‬

‫‪11‬‬
‫تأثرت الديانة الحضرية بالديانات التي سبقتها الن مجمل التراث الحضاري والسياسي والديني‬
‫ال يمكن ان ينقطع بالتغير السياسي وأنما يتداخل عبر العصور في مختلف مجاالت الحياة ‪.‬‬
‫فالديانة الحضرية كانت خالية من معتقدات االقوام والشعوب السابقة والمجاورة لهم ويمكن‬
‫تحديد المنابع التي استقت منها ديانة الحضر أصول معتقداتها وطقوسها بثالث منابع هي(‪)1‬‬
‫الديانة العراقية القديمة (‪ )2‬الديانة االغريقية (‪)3‬عبادة القبائل العربية التي نزحت من الجنوب‬
‫(‪)1‬‬
‫ونقلت معها معتقداتها الدينية‪.‬‬
‫تعد الديانة الحضرية واحدة من الديانات الوثنية القديمة القائمة على تعدد االلهة الى أنها‬
‫اتصفت بالتغريد وليس بالتوحيد‪ ،‬والتغريد هو تخصيص اله واحد بالتعظيم والعبادة من غير‬
‫(‪. )2‬‬
‫نبذ االلهة االخرى‪ ،‬فنجد النهم عظموا أللهه(شمش) دون تركهم عبادة االلة الحضر‪.‬‬

‫________________________‬
‫حسن ‪ ،‬كريم عزيز ‪ ،‬المعابد الصغيرة الخاصة بمدينة الحضر ‪،‬ص‪19‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجبوري ‪ ،‬عمر عامر عبود ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪37‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪12‬‬
‫االلهة الحضرية ‪-:‬‬
‫أوال‪ :‬أالله الشمس‬
‫خص الحضريون الشمس االولوية في عباداتهم وهي عندهم مذكر وقد ورد في عدة أسماء‬
‫منها (شفش‪ -‬شمش )فقد ورد في نقود عثر عليها في المدينة عبارة (حضر رب شمش)وتعني‬
‫(‪)1‬‬
‫الحضر مدينة الشمس‪.‬‬
‫وشمش اله عراقي قديم سمي عند السومريين ب(أوتو ‪)utu‬وعند البابليين ب(شمش) وعند‬
‫سكان الجزيرة عبر تحت أسم (شمش‪ -‬شفش) او صور على مسلة حمورابي وهو جالس على‬
‫العرش يمسك بيده الصولجان والحلقة وقد لبس تاجا له اربعة أزواج من القرون وله لحية‬
‫وتنبعث االشعة من كتفية وبما أن الشمس تعلو في السماء فكانوا يعتقدون بانه االلة الذي ال‬
‫يخفي عليه سرا‪ )2( .‬شكل رقم(‪ )1‬كما ذكر المؤر الروماني ريو كاسيوس ان المعبد الكبير‬
‫كان مخصص لعبادة الشمس والشمس اله عراقي قديم توج حمورابي مسلته بتمثاله على اعتبار‬
‫انه رمز العبادة‪ .‬من النقاط المهمة التي ينبغي االلتفات اليها أن اختيار اله رئيسي ليمثل كبير‬
‫االله لم يكن امرا مزاجيا كما يرى البعض‪ .‬فاألقدمون راعوا في الهتهم تجسيد أمالهم‬
‫ومتطلبات حياتهم‪ .‬وان كان كوكبا سيارا يراعون في حركاته وقراناتة مع كواكب اخرى ما‬
‫يطابق مصير مدينتهم واحداثها ‪ )3(.‬واله شمش باعتباره اله المهم في الحضر فهو يقابل‪-‬زوس‬
‫(‪)4‬‬
‫– عند االغريق وصويتر عند الرومان واهوار فدرا عند الفرس‪.‬‬

‫________________________‬
‫‪ -1‬حسن ‪ ،‬كريم عزيز ‪ ،‬مصدر سابق( بغداد‪ ،)1974‬ص‪.20‬‬

‫‪ -2‬باقر ‪ ،‬طه واخرون ‪ ،‬تاريخ العراق القديم ‪( ،‬جامعة بغداد ‪، )1980‬ص‪.15‬‬

‫‪ -3‬الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪(،‬بغداد ‪، )1988‬ص‪96‬‬

‫‪ -4‬سفر ‪،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪41‬‬

‫‪13‬‬
‫ويظهر االله شمش على اسكفة المدخل الرئيس للمعبد وحول رأسه هاله مشعة وعلى جانبيه‬
‫(‪)1‬‬
‫سور يحاط بكائنات خرافية وعلى جانبيه قرنان صغيران يدالن على الوهيته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التثليث الحضري‬
‫عبد الحضريون الهة اخرى ورد ذكرها بكثرة في ادعيتهم وأقسامهم وهم مرن (سيدنا)‬
‫ومرتنا(سيدتنا) وبرمرين (ابنا سيدينا) اي االب واالم واالبن‪ .‬وقد سمي بالتثليث تميزا عن‬
‫(‪)2‬‬
‫الثالوث النهم لم يندمجوا في اله واحد اي لم يصلوا الى مرحلة التوحيد‪.‬‬
‫وكان التثليث معروفا لدى العراقيين القدماء وبأشكال مختلفة ويتألف من شمش‪-‬سن‪-‬عشتار‪-‬اي‬
‫من الشمس والقمر والزهرة‪ .‬ومدن هو الشمس‪ )3(.‬شكل رقم (‪)2‬‬
‫أن مرن هو أحد ألهه التثليث الحضري‪ .‬فقد عبد االله(الشمس)في بادى االمر باسم (مرن)‬
‫الذي كان يتردد كثيرا في أدعيتهم‪ .‬وقد اكدت الكتابات الحضرية أن(مرن)هو االله‬
‫( ‪)4‬‬
‫(الشمس)‪.‬حيث ذكرت احدى هذه الكتابات أن برمرين قام بتشييد معبد ألبية االله (الشمس)‬
‫اما مرتن لعلها صفة من صفات الالت العربية العظمى التي خصص لها الحضريون معبدا‬
‫ضخما يقع داخل المعبد الكبير‬
‫وااللهة مرتن جزء من الثالوث الحضري (مرن‪ -‬مرتن‪ -‬برمون)وتعني بالضبط(مراء‪-‬أمرأه‪-‬‬
‫(‪)5‬‬
‫بنت مرء)وكما في المسيحية (االب‪-‬واالبن والروح القدس)‬

‫____________________________‬
‫‪ -1‬الصالحي ‪،‬واثق اسماعيل ‪ ،‬في حضارة العراق ‪ ،‬عبادة الحضر ‪(،‬بغداد‪، )1985‬ج‪،3‬ص‪. 231‬‬

‫الجبوري ‪،‬عمر عامر عبود ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪44‬‬ ‫‪-2‬‬

‫سفر ‪،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪41‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -4‬الجبوري ‪،‬عمر عامر عبود ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪44‬‬

‫‪ -5‬امل بورتر ‪،‬في مجلة بالد الرافدين ‪،‬ص‪57‬‬

‫‪14‬‬
‫ثالثا‪ :‬االله بعلشمين‬
‫أن معنى أسم (بعل) في اللهجات السامية هو صاحب أو مالك في اللهجات السامية وترد كلمة‬
‫(بعل) بمعنى الزوج في العربية ويرى المشرفون ان لفظة بعل اطلقت على االرض التي ال‬
‫تعتمد في زراعتها على االمطار او على وسائل الري‪ .‬بل تعتمد في زراعتها على المياه‬
‫الجوفية والرطوبة الموجودة في التربة فينبت فيها خير انواع النخيل واالشجار فهي تمثل‬
‫الخصب والنماء والظاهر أن السامين كانوا يخصون الهتهم باألرض التي عليها بالبركة واليمن‬
‫فتكون في حمى ذلك االلة(بعل) الموضوع الفالني‪ -‬ومن هنا صارت جملة (بعل سيم )(بحل‬
‫شمين) تعني اله السماء وتعني بذلك اله المطر الذي هو اهم واسطة من وسائط االستفادة‬
‫والخصب والثمار في جزيرة العرب‪)1(.‬شكل رقم (‪)18‬‬
‫وقد عبد االله (بعل شمن)(بعل شمين) في تدمر‪ ،‬وقد رأينا أنه عبد عند اللحيانيين والصفائيين‬
‫وعن غيرهم ايضا وقد وجد ايضا أسمه في كتابه تعود الى القرن الثاني قبل الميالد تبين منها‬
‫أن كل معبودا في(بعلبك)وهو كما قلت االله (بعل شمن) من القطع االثرية النادرة التي‬
‫(‪)2‬‬
‫وصلتنا‪.‬‬
‫ومن الجديد بذكر هنا حول ما ورد أن بعلشمين تعني الشمس فعلى أية حال اذا كان مرن‬
‫(‪)3‬‬
‫مظهرا شمسيا فأن بعلشين هو ليس الشمس بعينها‪.‬‬

‫________________________‬
‫علي ‪ ،‬جواد ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪98‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪102‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المصدر نفسة ‪،‬ص‪98‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪15‬‬
‫رابعا‪ :‬االله نرجال‬
‫عبد الحضريون اله اخر اطلق عليها اسم (نرجول)وهو (نركال) اله العالم االسفل في العقيدة‬
‫العراقية القديمة‪-‬‬
‫ويرد أسم نرجول في معابد خارج المعبد الكبير‪ -‬وفي الكتابات أيضا ورد أسم (نرجول جندا)‬
‫وقد تأكد انه اله الحظ وحامي الجند‪ -‬وقد بنى الباحث رأيه على تمثال كشفة في البوابة‬
‫(‪)1‬‬
‫الشمالية‪ ،‬وقد اختلف تماما عن بقية التماثيل لكونه يلبس رداء‪.‬‬
‫كما صور الحضريون نرجال في منحوتاتهم بالشكل الذي يصور فيه هرقل عند اليونان أي‬
‫عاري الجسم بيده هراوة وعلى ساعدة جلد االسد الذي تمكن هرقل من قتلة وكان ذلك االسد‬
‫يقتل بالماشية ويهدد الناس في قراهم‪ )2(.‬شكل رقم (‪)17‬‬
‫اما بالنسبة للتسمية(هرقل) فال أراها تلتقي مع التسمية (نرجول)او (نركال)بشكل عضوي‪-‬بل‬
‫يبدوا أن اليونان اخذو التسمية مع بعض التصريف‪-‬عن العراق القديم‪-‬وفي تدمر أمكن مطابقة‬
‫هرقل بزكال أيضا‪ -‬لقد ظهر نرجول في عدد من الكتابات وبصفات مختلفة فهو‬
‫(‪)3‬‬
‫(الحارس)(الكلب) (الفارس)‪.‬‬

‫________________________‬
‫الشمس ‪،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪100‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سفر‪ ،‬فؤاد ‪ ،‬كتابات الحضر في مجلة سومر ‪،‬ص‪. 98‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )3‬الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪101‬‬

‫‪16‬‬
‫خامسا‪ :‬االله النسر‬
‫اخذ هذا الطير اهمية خاصة في عبادة المدينة كرمز للحماية والقوة لقد جاء في كتابات بصيغة‬
‫((تشرا))كما ورد قبل اسمة كلمات ((عدن))اي سيدنا –وكما ال يخفى ان للنسر اهمية خاصة‬
‫في عبادة مصر فهو حورس وفي الجزيرة العربية اهتم العرب بعبادته لذلك خصة القران‬
‫الكريم بالذكر وعبدة العرب ايضا في مدينة الرحا في بالد األناضول ‪.‬‬
‫على الرغم من االهتمام البالغ الذي اوالة العرب في الحضر للنسر اال ان اي معبد لم يشيد له‬
‫وكما الحظنا انه يظهر الى جانبي الة الشمس في المنحوتات كما نحتوه في اعلى بعض اقواس‬
‫المدينة كالبوابة الشرقية تجاه الشمال في سور المعبد‪ -‬كما يرى في لوحات الى جانب الراية‬
‫الحضرية وفي االيوان الجنوبي وضع المصممون العرب أشكاله منحوتة وهو فاتحا جناحية‪-‬‬
‫ان من يتضمن عددا من اليات الخطر يراها تزدان بشكل النسر الذي يتوجها اضافة الى شكال‬
‫اخرى له تضاف على االقراص ‪.‬وكذا ان له شكل طائر على السنجق اليزيدي الذي يبدو له‬
‫حل بالسميا الحضرية ومما تجدر االشارة الية ان اصحاب المعتقد المذكور‪ -‬يقدسون الطاووس‬
‫وهو طائر الوجود له في المنطقة‪ .‬فهل كان الطاووس تحريفا لكلمة تاووز التي يذكرها البن‬
‫النديم في العصر العباسي لإلشارة الى االلة السومري البابلي تموز‪)1(-‬شكل رقم(‪)5‬‬
‫ويعد النسر من اهم الرموز في الديانة الحظرية‪ -‬وقد اتخذ رمز لأللة مرى اي الشمس الذي‬
‫يرمز الى سيادته وهيمنته فهو يحلق عاليا في السماء كما تفعل الشمس في مدارها فيراقب من‬
‫علو ما يحدث على سطح االرض واتخذ هذا الطير اهمية خاصة في عبادة المدينة بوضعة‬
‫رمز الحماية والقوى وقد جاء في الكتابات بصيغة (نشرا)‪ -‬كما ورد قبل اسمة كلنة (مرن)اي‬
‫سيدنا‪ ،‬وقد كان النسر في الفكر العراقي القديم الوسيط بين االرض والسماء ‪ ،‬واحدى واجباته‬
‫(‪)2‬‬
‫ان يحمل ارواح البشر عندما تنفصل عن اجسادهم الى سيدهم الشمس‪.‬‬

‫__________________________‬
‫الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪118‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫االسود ‪ ،‬حكمة بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪31‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪17‬‬
‫سادسا‪ :‬االله نناي (نني)‬
‫ورد ذكر اإللهة نناي (نني) في كتابات الحضرية ومثلها النحات الحضري بهيئة امرأة ترتدي‬
‫ثوبا طويال وتقف على قاعدة مكسورة وتمسك بيدها اليسرى عصا تنتهي بكرة وعلى رأسها‬
‫تاج اسطواني ذو قمة مدببة وتذكر احدى الكتابات الحضرية ان الكاهن (عقبي بن شيال من‬
‫بني تمني) قام ببناء معبد لها عام (‪101‬م)‬
‫وهو المعبد الرابع عشر وقد حفت ب ( سيدة التاج) ويبدو انها كانت الهه خاصه بتتويج الكهنة‬
‫وذلك لورود عدد من اسماء كهنة االلهة نناي (نني) في معبدها وليس هناك ما يشير الى وجود‬
‫مثل هذا العدد من كهنة االلهة االخرى في مدينة(الحضر) فضال عن ان احدى الكتابات‬
‫الحضر تشير الى ان الربة نناي (نني)اقامته كاهنا عام (‪112‬م)تعتبر الربة نناي (نني) احدى‬
‫االلهات التي ورثها الحضريون من العراقيون القدماء وهي تمثل الهة القمر فقد عبدة‬
‫السومريون االله الصمر تحت اسم ننا في حين سماه االكديون (البابليون واالشوريون)االله‬
‫سن ولقب ب(سيد التاج)اي العرش وهو الذي يعين الملك ويمنحه (‪ )1‬شكل رقم (‪)6‬‬

‫______________________‬
‫الجبوري ‪ ،‬عمر عامر عبود ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪43‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪18‬‬
‫سابعا ‪ :‬االله الالت‬
‫احتلت الالت مركزا بارزا في مجموعة االلهه العربية القديمة التي سبقت الدعوة االسالمية فقد‬
‫عبدها الحجاز وعرب الشمال في سوريا والعراق وخصصت لها معابد كثيرة منتشرة في‬
‫مواضع عديدة ‪ ،‬ورد اسم الالت بصيغة (الت ) في النبطية واآلرامية وبصيغة (هلت ) في‬
‫(‪)1‬‬
‫الكتابات الصفوية ‪.‬‬
‫تصور هذه اإللهة دائما مع الهتين اصغر حجما ونجد كذلك االسد بجانبها وهو ايضا من‬
‫ميزات عشتار ‪ ،‬دليل القوة واالنوثة التي تسيطر على الفحولة المتمثلة باألسد كذلك صورت‬
‫مع اله اخر كان اقصر قامة منها وطاعن في السن اذا ان من صفات الالت دائما ان تكون‬
‫موفورة الشباب ‪ )2(.‬شكل رقم (‪)7‬‬
‫ومما نذكره بشان الالت انها ظهرت في معبدها بموكب على ظهر جمل ‪ .‬والذي يبدو ان‬
‫كوكب الزهرة يتخذ اسم الالت عندما تكون في برج االسد الذي كوكبه الدليل الشمس ‪ ،‬وهو‬
‫الكوكب الذي يحتفل بدخوله برج الحمل اوال ثم الثور ثانيا ‪،‬والبرج االخير كوكبة الدليل‬
‫(‪)3‬‬
‫الزهرة ‪.‬‬
‫وقد ظهرت الالت بمعبدها بموكب على ظهر جمل وهذا المشهد له اهمية استثنائية فهو يعكس‬
‫لنا مشهدا دينيا وطقسا دينيا وترى بجانبها الموسيقيون يعزفون على مختلف اآلالت ‪.‬‬

‫_________________________________‬
‫الصالحي ‪ ،‬واثق اسماعيل ‪ ،‬عبادة الالت العربية وانتشارها في ضوء المشاهد االثرية ‪ ،‬مجلة االداب ‪( ،301‬بغداد ‪، )1981‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص‪329‬‬

‫أمل بورتر ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪56‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪106‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫الصالحي ‪ ،‬واثق اسماعيل ‪ ،‬النحت في الصخر ‪ ،‬ج‪ (، 4‬بغداد ‪، ) 1985‬ص‪204‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪19‬‬
‫ثامنا ‪ :‬االله فورتونا ‪-:‬‬
‫وهي الهة مقتبسة من الروم تمثل (الخطوط ) والتي تحمل كرة بيدها رمزا للحظ الذي يتدحرج‬
‫بدون تعيين فتصيب خيرا او شرا وكانت هذه اإللهة مشهوره بين الشابات الحديثات الزواج‬
‫‪ )1(.‬شكل رقم (‪)8‬‬
‫تاسعا ‪ :‬االله تايخي او تايكة ‪-:‬‬
‫وهي االله حارسة راسها يشبه البرج وربما كانت زوجة لنرجول الحارس اذا انهما يتقاسمان‬
‫(‪)2‬‬
‫حراسة وحماية الحضر ‪.‬‬
‫عاشرا ‪ :‬اترعتا‬
‫وهي من اهم االلهه الحضرية االنثوية وتقوم مقام عشتار وكان لها حضورها المميز وفي فترة‬
‫من الفترات اختص احد الكهنه ويسمى ( عجابن ابا ) بالعناية بمعبدها وتقوم الطقوس الخاصة‬
‫به ‪.‬‬
‫تماثيل اترعتا جاءتنا تصورها دائما مع اسد او لبوه ونجدها في احجام وهيئات مختلفة فأحيانا‬
‫تأخذ صفات الالت العربية واحيانا تأخذ صفات عشتار العراقية وهي تحمل طفال ‪ ،‬وااللهه‬
‫اليونانية أتينا الهه الحب والحرب ‪ ،‬نشاهد ايضا الربه اترعتا تشارك زوجها ( بعلشمين ) في‬
‫معبد فخم ومهم من معابد الحضر ونجد لها الكثير من االلواح والتماثيل ‪ ،‬من هذه االلواح لوح‬
‫االلهه نرجول الحارس يستعين ب ( اترعتا ) وهذا دليل على ان فكر وفلسفة االنسان‬
‫الحضري هي تعميم مشاركة المرأة للرجل في كافة المستويات ‪ )3(.‬شكل رقم (‪)9‬‬

‫_____________________‬
‫امل بورتر ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪58‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المصدر نفسه ‪،‬ص‪58‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫المصدر نفسه ‪،‬ص‪56‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪20‬‬
‫احد عشر ‪ :‬الراية الحضرية ‪-:‬‬
‫للراية اهمية كبيرة في حياه االنسان قديما وحديثا ‪ ،‬ألنها بالنسبة له الكيان المصغر للدولة او‬
‫المجموعة البشرية التي ينتسب اليها ‪ .‬اما بالنسبة الى الحضرين العرب فالراية كانت ذات‬
‫دالله بمغزى عميقا ‪ ،‬فها هو رجل يحدثنا عن قاعدة تمثال بفخار قائال ‪ :‬تمثال عبد سيما‬
‫صاحب العلم ‪ ،‬بن أستنق بن ادي وها هو عود ويفخر برايته ‪ ،‬وكما االشخاص كان للعائلة‬
‫(‪)1‬‬
‫والعشيرة راية فها هي قبيلة اقلتا تخبرنا عن علمها الخاص ببرمرين ابن شمش االله ‪.‬‬
‫اثنى عشر ‪-:‬‬
‫ومن معبودات الحضر االخرى مجموعة مكونة من سبعه الهه تمثل الكواكب الخمسة المعروفة‬
‫عندهم باإلضافة الى الشمس والقمر ‪ ،‬وقد كان لكل اله من هذه اآللهة يوم من ايام االسبوع‬
‫‪)2(.‬‬

‫_______________________‬
‫الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪108‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سفر ‪ ،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪45‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪21‬‬
‫املبحث الثالث ‪ -:‬املعبد البيضوي‪-:‬‬

‫ان المعبد البيضوي لم تبن جدرانه مع اشياء دنيوية غير طاهرة فقد بدأت من فكرة عزل المعبد‬
‫بشكل اساسي فقد ظهر في ذروة عصر ميسلم ولم تبن جدرانه ففي عصر ميسلم شاهدنا بناية‬
‫فخمة واسعة لم تكن معبدا وال جزءا من حرم مقدس انما كانت قصر اي مقر لإلقامة واالدارة‬
‫الحاكم وقد اضيف الى الجزء القديم وهو البناء الشمالي وقد احيط الجزء الشمالي بسور‬
‫مزدوج كبير وقد كانت له العديد من البوابات وتتألف البوابة الفخمة من مدخل يقوم جوانبه‬
‫الغربية والجنوبية والشمالية غرف مستطيلة وصف من القواعد التي كانت تقوم عليها االعمدة‬
‫الخشبية التي يرتكز عليها السقف المخطط االرضي الكلي لهذا البناء وهو يعد اقدم بناء دنيوي‬
‫(‪)1‬‬
‫في بالد سومر ‪.‬‬
‫ويكشف عن دالئل تشير الى قوة تحصينه ومخططة مستطيل الشكل من الخارج على اسس‬
‫محفورة وقد شيدت فوق حفرة مملؤة بالرمل االبيض النقي عمقها ثمانية امتار واكثر وهذا ما‬
‫ظهر في عصر ميسلم ولألول مره المادة التي اصبح بها البناء المقدس يفصل مباشره عن‬
‫المباني المحيطة به وذلك ببناء جدار ثاني حول جدرانة االساسية وكان يبدو اشبه بالجدار‬
‫السميك حول المعبد الخارجي وكما يبدو حوالي (‪ 1934 .)1.30‬ق‪.‬م تم اكتشاف بقايا المعبد‬
‫والمنطقة السكنية المحيطة به من قبل البعثة العراقية التابعة للمعهد الشرقي حيث عثر على‬
‫مجموعة تحيط بالمعبد مساكن بنيت باألجر والطين وبطريقة متينة والتي رصفت جنب الى‬
‫بعضها على امتداد الشوارع في المدينة وقد وفرت الجدران السميكة للبيوت عزال جيدا ضد‬
‫عوامل الطقس ‪ )2(.‬كما ان السطوح المستوية امنت مساحات اضافية للمعيشة ان احوال الطقس‬
‫قد اثرت على مظاهر االبنية بل كان لها االثر في بقائها حيه في سجالتنا االثرية انا السومريين‬
‫في عصر السالالت وخالل االلف الثالث ق‪.‬م قد كرسوا مواهبهم في تصميم المعابد بدال من‬
‫القبور فقد اصبحت الدكة العضوية من االجر الطيني والتي شيدوا عليها اضرحتهم االولية‬
‫اكثر ارتفاعا وتعقيدا واصبحت كالهرم المصري برج يتألف من عدة طوابق يعرف بزقورة‬
‫‪)3(.‬‬

‫_________________________‬
‫باقر ‪،‬طه ‪ ،‬مجلة سومر ‪ ،‬المجلد الثالث ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬ص‪37‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫انطوان ‪ ،‬مورتكات ‪ ،‬الفن في العراق القديم ‪ ،‬االديب البغدادي ‪ ،‬ص‪66-65‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫سيتن ‪ ،‬لويد ‪ ،‬فن الشرق االدنى القديم ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار المأمون‪،1988 ،‬ص‪249‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪22‬‬
‫عمارة المعابد في مدينة الحضر ‪-:‬‬
‫ان زيادة المعابد كانت واجهة وبصورة دائميه عند اهل الحضر‪ ،‬ال سيما في المناسبات‬
‫واالحتفاالت الدينية ‪ ،‬فضال عن الزيارات اليومية إلقامة الصالة وغيرها من الشعائر‬
‫والطقوس الدينية من تقديم القرابين والنذور والدعاء ‪.‬‬
‫وكان لزيادة المعابد قوانينها التي ال يجوز تجاوزها ‪ ،‬فقد ذكرت احدى كتابات الحضر انه ال‬
‫يجوز ألي احد دخول المعبد اال بعد خلع نعاله ولعنه اآللهة علية اذا خرق هذا االمر ‪ ،‬لذلك فقد‬
‫رصع الحضريون الوجه العلوي لعتبات المعابد باألحجار والقطع الزجاجية الملونة تعبيرا عن‬
‫مكانتها وحرمتها فكان على قاصديها اجتياز العتبة قفزا بعد خلع نعالهم ‪ ،‬وهذا دليل واضح‬
‫(‪)1‬‬
‫على قدسية المعابد وحرمتها ‪.‬‬

‫_____________________________‬
‫الجبوري ‪ ،‬عمر عامر عبود ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪88‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -1‬المعبد الكبير‪-:‬‬
‫يقع هذا الصرح المهيب في وسط المدينة ‪ ،‬فهو بمثابة مركزها وقلبها النابض ‪ ،‬الن المعبد لم‬
‫يكن في الماضي مكانا للعبادة فحسب بل ساحة لألمور اقتصادية وسياسية وادبية واجتماعية‬
‫(‪)1‬‬
‫مختلفة ‪.‬‬
‫وهو كان مخصصا بالدرجة االولى لعبادة الشمس وكان يعرف لدى الحضريين باسم (هيكالوبا‬
‫) اي المعبد الكبير او (بيت الها ) اي بيت االله ‪ )2(.‬شكل رقم (‪)10‬‬
‫والمعبد الكبير مستطيل الشكل تطونا ضالعة من الجهات االربعة االصلية يبلغ طول المعبد‬
‫(‪437.5‬م) وعلى مسفة (‪ 287.5‬م) من الضلع الشرقي يمتد جدار يتعامد على الضلعين‬
‫الشمالي والجنوبي فاصال بين اهم المباني على الساحة االمامية (ساحة المعبد ) الذي اطلق‬
‫علية الجدار الفاصل ويقسم المعبد الكبير الى قسمين هما ‪ -:‬الصحن والحرم ‪ ،‬ويعد الحرم اكثر‬
‫‪)3(.‬‬
‫اماكن المعبد الكبير قدسية الوجود المعبد المربع او الخلوة ‪ ،‬الشمس ( كعبة الحضر ) فيه‬
‫ويضم المعبد الكبير المعابد التالية ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬معبد مرن‬
‫ب‪ -‬معبد الالت‬
‫ج‪ -‬معبد السقايا‬
‫وتسمى هذه المعابد بمعابد الصحن ‪ .‬ويضم ايضا معابد الحرم وهي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬االواوين المتسقة ‪ -2‬المعبد المربع او خلوة الشمس ( كعبة الحضر )‪.‬‬
‫‪ -3‬معبد االله شحيرو ‪ -4‬معبد سيما ‪ -5‬معبد التثليث الحضري‬

‫_______________________‬
‫الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪( ،‬بغداد ‪ ، )1988‬ص‪197‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫االسود ‪ ،‬حكمة بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪11‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الجبوري ‪ ،‬عمر عامر عبود ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪88‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪24‬‬
‫اوال ‪ -:‬معابد الصحن‬
‫معبد االله مرن ( الهلنستي ) ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يقع صحن المعبد الكبير وهو مشيد باألسلوب االغريقي أو ما يعرف بالهلنستي اذا تقوم فيه‬
‫االعمدة مقام الجدران ( ‪. )1‬‬
‫ويتألف من مصطبة طولها من االسفل (‪13،83‬م) وعرضها (‪ )10،52‬م وارتفاعها عن‬
‫االرضية (‪ )1،80‬م ‪ ،‬ويحيط بها صفان من االعمدة الحجرية المدورة يبلغ عدد الداخلية منها‬
‫(‪ )24‬عمودا اما الخارجية فعددها (‪ )25‬عمودا ‪ .‬شكل رقم (‪. )11‬‬
‫والمعبد مسقف بالخشب افقيا من جانبية الشمالي والجنوبي بين االعمدة الصغيرة والكبيرة ‪،‬‬
‫وسناميا في الوسط فوق الغرفة ‪.‬‬
‫وقد سمي هذا المعبد بمعبد مرن الهلنستي ألنه مشيد باألسلوب االغريقي او الهلنستي القديم ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فضال عن العثور على تماثيل الهة اغريقية مثل بوسايدون وابولو وكيوبيد (اله الحب ) ‪.‬‬
‫معبد السقاية ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫يقع الى الجنوب من معبد االله مرن والى الشرق من معبد التثليث في الزاوية الجنوبية الغربية‬
‫من صحن المعبد الكبير ‪ ،‬وهو اشبه بمسطبة مستطيلة الشكل تبلغ مساحتها (‪16‬م*‪ 14،40‬م)‬
‫(‪ . )3‬شكل رقم (‪)12‬‬
‫وهذا المعبد مسقوفا بالخشب بسقف سنامي الشكل يتركز من الجانبين على االعمدة من الحجر‬
‫‪ )4(.‬وللمعبد اربع دعامات شيدت من الحجر الحالن في زواياه االربع وهي مستطيلة الشكل ‪،‬‬
‫وارضية المعبد بالواح من حجر الرخام المهنوم ‪ ،‬ويقوم في وسطها تقريبا مذبح مستطيل‬
‫(‪)5‬‬
‫الشكل مشيد من الحجر المرمر االزرق قياسها (‪3.10‬م*‪ 3‬م ) ‪.‬‬

‫______________________‬
‫االسود‪ ،‬حكمت بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪12‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجبوري ‪،‬عمر عامر عبود ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪89‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫حسن ‪،‬كريم عزيز ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪29‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫سفر ‪.‬فؤاد ومحمد علي مصطفى ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪348‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫عبد هللا ‪،‬محمد صبحي ‪،‬صيانة معبد السقاية في مدينة الحضر ‪،‬ص‪206‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪25‬‬
‫ج‪ -‬معبد الالت‪-:‬‬
‫يقع في صحن المعبد الكبير عند الزاوية الشمالية الغربية من الجدار الفاصل ويبرز من الجدار‬
‫الفاصل بمقدار (‪8.15‬م) وهو مشيد على مسطبة ‪ .‬ويتألف من ايوان كبير على جانبيه ايونان‬
‫صغيران خلفهما مجموعة من الغرف وتشير الكتابات االراميه الى ان الملك سنطروق االول (‬
‫‪ 190-167‬م ) قد شيد زوينا بمجموعة من الواح النحت البارز ‪ .‬شكل رقم (‪)13‬‬
‫كما اشارت بعض الكتابات الحضرية التي عثر عليها في المعبد الى ان الملك سنطروق هو‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي امر ببناء هذا المعبد ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬معابد الحرم‬
‫االواوين المتسقة ‪-:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫وهي ثمانية اواوين متجاورة ومتسقة في صف واحد تواجه الشرق ‪ ،‬وهي عبارة عن واجة‬
‫(‪)3‬‬
‫طولها (‪115‬م ) وارتفاعها (‪ 23‬م) ‪.‬‬
‫ويتألف من ثالث وحدات بنائية بطابقين ويرقى اليها بواسطة درجات ‪ ،‬وتتشابه وحدتان من‬
‫حيث التخطيط وهما االيوان الجنوبي وااليوان الشمالي ‪ ،‬اما الوحدات الثالثة التي قوامها‬
‫ايوانان متوسطان الحجم فهما يؤديان الى غرفة مستعرضة ‪ )4( .‬شك رقم (‪)14‬‬
‫ويفصل بين االيوان الشمالي وااليوان الجنوبي جدار يمتد من يسار من يسار الداخل لمعبد‬
‫شحيرو ويتعامد على امتداد واجهة االواوين الشمالية والجنوبية وهذا الجدار اطلق علية‬
‫(‪)5‬‬
‫(الجدار الحاجز ) ‪.‬‬
‫ان الوحدات الثالث لالواوين المتسقة شيدت على مسطبة مرتفعة يتقدمها مدرج امامي ويحف‬
‫(‪)6‬‬
‫بجانبية مدرجان يؤديان الى سطح المسطبة ‪.‬‬
‫___________________________‬
‫االسود ‪،‬حكمة بشير ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪14-13‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجبوري ‪،‬عمر عامر عبود ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪90‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫سفر ‪،‬فؤاد ومحمد علي مصطفى ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪330‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫حسن ‪ ،‬كريم عزيز ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪30‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص ‪39‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫السلطان ‪ ،‬زينة خليل ‪ ،‬المعابد المركزية ‪ ،‬ص‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪26‬‬
‫ويعتقد ان الوحدة الجنوبية مخصصة لعبادة االله (مرن ) والوحدة الشمالية لالله ( برمين ) او‬
‫الالله ( مرتن ) ‪ ،‬اما الوحدة الثالثة فمن المحتمل انها خصصت لعبادة االله ( اترعتا ) او االله‬
‫(‪)1‬‬
‫(بعلشمين ) ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المعبد المربع او خلوة الشمس (كعبه الحضر )‬
‫يقع خلف االواوين المتسقة وتتكون من غرفه مربعة تقريبا ( ‪11/75*11/96‬م ) محاطة من‬
‫جوانبها االربعة بممرات ويدخل اليها عبر باب منتصف ضلعها الشرقي ‪ ،‬كما كان لها دخل‬
‫اخر يقع في ضلعها الغربي سد بعد أذ من الخارج بمسطبة مسقفه بالجدار الغربي وسقف‬
‫الخلوه الشمس بقبو بالحجر المهندم وكذلك الممرات المحيطة بها كما وجدت االرضية المبلطة‬
‫(‪)2‬‬
‫بحجر الرخام ‪.‬‬
‫وكان لهذه الكعبة اهمية كبيرة لمدينة الحضر‪ ،‬فضال عن اهميتها للقبائل العربي التي كانت‬
‫تحج اليها‪ ،‬السيما انها خصصت لعبادة كبيرة ألهه الحضر(شمش)‪ )3( ،‬شكل‬
‫رقم(‪)17‬‬
‫ج‪ -‬معبد االله شحيرو ‪-:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫يقع في الجهة الشرقية من االواوين المتسقة‪ ،‬ويقع مدخلة في الواجهة الجنوبية‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وشيد على مصطحبة ارتفاعها(‪1،80‬م)على مستوى االرضية ساحة حرم المعبد الكبير‪-‬‬
‫ويتكون من مصلى مستطيل الشكل (‪ 7، 62x 58،11‬م) تعلوه قبوه في مقدمتها قوس ارتفاعه‬
‫(‪ 5، 35‬م ) (‪ )6‬واشارت أحدى كتابات الحضر على أحتمال أن يكون هذا البناء كان لالله‬
‫( شحرو) (‪ )7‬شكل رقم (‪)15‬‬

‫__________________________‬
‫حسن ‪،‬كريم عزيز مصدر سابق ‪ ،‬ص‪30‬‬ ‫‪-1‬‬

‫االسود‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ص ‪16- 15‬‬ ‫‪-2‬‬

‫سفر ‪ ،‬فؤاد ومحمد علي مصطفى ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪334‬‬ ‫‪-3‬‬

‫حسن ‪،‬كريم عزيز‪ ،‬مصدر سابق ص‪31‬‬ ‫‪-4‬‬

‫السلطان ‪،‬زينه خليل ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪67‬‬ ‫‪-5‬‬

‫سفر ‪،‬فؤاد ومحمد علي مصطفى ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪337‬‬ ‫‪-6‬‬

‫الجبوري ‪،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص‪93‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪27‬‬
‫د‪ -‬معبد سيما‬

‫يقابل الواجهة األمامية لمعبد (شحيرو )‪،‬وهو موجه الى الشمال ويتألف من أيون كبير على الجانب منه‬
‫ايون صغير ويفضي االيوانان الى مستطيلين ويعد مخططه من أقدم النماذج في الحضر باألسلوب‬
‫العماري المكون القلب والجناحين ولعل هذا المعبد كان مخصصا لعبادة االله سيما (الرايه ) ويعود زمن‬
‫تشيده الى عصر الساده ما بين (‪155 – 80‬م) ‪ )1(0‬وعثر في هذا المعبد على اجراس نحاسيه لها دالله‬
‫‪) 2 (0‬‬
‫على استخدامها في طقوس دينيه او دينيه او للدالله على خطر يحدق بالمدينة‬

‫ه‪ -‬معبد التثليث الحضري‬

‫يقع الى الجنوب من معبد سيما ‪ ،‬ويتألف من ايون وسطي كبير وعلى جانبيه أيوانان صغيران بطابقين‬
‫‪ )3(0‬وقد خصص لعبادة االله (التثليث الحضري ) (مرن ‪،‬مرتن ‪ ،‬برومرين ) حيث وجدت ثالث منحوتات‬
‫(‪)4‬‬
‫تمثلهم‬

‫شيد هذا المعبد على مسطبة ارتفاعها (‪7‬سم ) عن مستوى سطح االرض ويرتقي اليها بمدرج ثالثي التقسيم‬
‫‪ )5(.‬شكل رقم (‪)20‬‬

‫_____________________________‬
‫(‪ )1‬االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪14‬‬

‫(‪ )2‬االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬المعبد البيضوي ‪ ،‬ص‪21‬‬

‫(‪ )3‬حسن ‪ ،‬كريم عزيز ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪32‬‬

‫(‪ )4‬االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪16‬‬

‫(‪ )5‬النجفي ‪ ،‬حازم ‪ ،‬كتابات الحضر ‪ ،‬مجلة سومر ‪( ،‬بغداد ‪ ، )1983-‬ص‪175‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -2‬المعابد الصغيرة ‪-:‬‬
‫‪ -1‬معبد نرجول ‪ -:‬يقع في الجهة الجنوبية للمعبد الكبير يفصل بينهما شارع عريض ‪ ،‬وللمعبد ايوان‪ ،‬نحو‬
‫(‪)1‬‬
‫الشمال وهو مجاور ومالصق لدار تقع الى الغرب منه تعود الى ( عجا ورفشو ابني معنو )‪.‬‬

‫يتالف هذا المعبد من ايوان يقع في مقدمته ومفتوح من الجهة الشمالية طوله (‪7.30‬م ) وعرضه (‪6.1‬م)‬
‫(‪)2‬‬
‫وفيه مصلى تضم قاعة مستعرضه ابعادها (‪12.75‬م) وعرضها (‪2.1‬م ) ‪ .‬وله خلوه ابعادها (‪4.1‬م ) ‪.‬‬
‫شكل رقم (‪)17‬‬

‫وكرس هذا المعبد لعبادة نرجول اله العالم االسفل استنادا الى اللقى التي عثر عليها وال سيما لوح نرجول‬
‫(‪)3‬‬
‫او سير بيروس ‪.‬‬

‫‪ -2‬معبد االله نرجول ‪ -:‬يقع الى الجنوب من سور المعبد الكبير ال يفصله عنه سوى شارع‪ ،‬وهو يتجه نحو‬
‫(‪)4‬‬
‫الشمال ويتألف من بناء قوي زواياه مستقيمة ويقع مدخلة الرئيسي في ضلعها الشمالي ‪.‬‬

‫وللمعبد مصلى يتكون من قاعة مستعرضة مساحتها (‪16.2‬م*‪6.1‬م )وله خلوه مربعة مساحتها (‪5.15‬م*‬
‫‪5‬م )وارضيتها بمستوى ارضيه المصلى وآلكنها مبلطة بحجر مرمر مستطيل الشكل ذي لون مائل الى‬
‫االخضر ‪ ،‬اما جدران المعبد فقد شيد بالواح من حجر الحالن المهندم ويضن انه كان مسقفا بقبوة مشيدة‬
‫بالواح من حجر الحالن المهندم ايضا ‪ )5(.‬شكل رقم (‪)22‬‬

‫______________________________‬
‫االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪18‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حسن ‪ ،‬كريم عزيز ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪38‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪18‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪18‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫حسن ‪ ،‬كريم عزيز ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪49‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪29‬‬
‫ويمكن القول ان هذا المعبد خصص لعبادة االله (نرجول ) ‪ ،‬فقد وجدت صورة (نرجول )منحوتة على‬
‫(‪)1‬‬
‫نصب بخور وضع على فتحة الغرفة الغربية بعد غلقها ‪.‬‬

‫‪ -3‬معبد بعلشمين ‪-:‬‬

‫يقع هذا المعبد عبر الشارع المحاذي للمعبد الكبير من الجهة الغربية ‪ )2(.‬وللمعبد مصلى مساحته (‪16.3‬م‬
‫*‪7.1‬م ) وخلوة تبلغ مساحته (‪4.3‬م‪2.3‬م) ويرتقي الى الخلوة بواسطة اربع درجات من حجر المرمر‬
‫رمادي اللون وشيد هذا المعبد على ارتفاع (‪90‬سم)عن ارضيته المجاورة‪ )3(.‬شكل رقم (‪)18‬‬

‫‪ -4‬معبد أترعتا‪-:‬‬

‫يقع في الجهة الشمالية من معبد بعلشمين واليفصله عنه سوى ممر ضيق عرضه (‪1،50‬م)ويقع هذا المعبد‬
‫الكبير عبر سورة من جهه الغرب وبينهما شارع عريض وقد خصص لعبادة االله أترعتا رفيقه بعلشمين‬
‫(‪)5‬‬
‫استنادا الى نصين كتابين عثر عليهما‪.‬‬

‫ولمدخل المعبد سقيفة امامية قياسها (‪4،10‬م *‪1،60‬م) مبلطة بحجر المرمر االخضر بالوان ذات خطوط‬
‫رمادية ‪ .‬اما عرض فتحة المدخل فهي(‪2،30‬م) ولها عضادتان مزينتان بتقاوير‪ ،‬ولها اسكفه عليا مزينة‬
‫بسنان زخرفية‪ )6(-‬شكل رقم(‪)9‬‬

‫_______________________‬
‫االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪18‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫سفر‪ ،‬فؤاد ومحمد علي مصطفى ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪354‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫حسن ‪ ،‬كريم عزيز‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪56‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫حسن ‪ ،‬كريم عزيز‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪56‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪19-18‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫(‪ )6‬حسن ‪ ،‬كريم عزيز‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪68‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -5‬معبد اشر‪ -‬بل‬
‫يقع هذا المعبد الى الشمال من المعبد الكبير وعلى مسافة (‪125‬م)منهو تحيط بهي الشوارع من جهاته‬
‫االربع‪ ،‬ويتصل بطريق من الشارع الذي يربط بين الباب الشمالي والمعبد الكبير‪ .‬وللمعبد فناءان امامي‬
‫وخلفي وعلى جانبه الشمالي صف من اواوين وللمعبد ثالث مداخل ويقع مدخلة الرئيسي في من تصف‬
‫الضلع الشرقي‪ )1(.‬شكل رقم (‪)23‬وللمعبد مصلى تبلغ مساحته (‪21‬م *‪7،9‬م) وخلوه مربعة مساحتها‬
‫(‪5.9‬م*‪5.9‬م )‪ ،‬وشيدت الجدران بل بالحجر المنظم وسقف بقبو مبني بكسر من الحجر والجس ‪ ،‬اما الخلوة‬
‫فقد شيدت جدرانها وبناء قبوها حجر الكلس المنظم وبلطت ارضيتها بالواح من الرخام ‪ ) 2( .‬هذا المعبد‬
‫(‪)3‬‬
‫لعبادة االله (اشربل) ودليل على ذلك هو ما ذكرناها في احدى كتب الحضر ان (مرتبو كاهنه اشربل)‪.‬‬
‫شكل رقم (‪)23‬‬

‫‪ -6‬معبد الهه الحظ ‪-:‬‬

‫يقع في القسم الشمالي من المدينة الى الجنوب الشرقي من الباب الشمالي ويتجه مدخل مصاله الرئيس نحو‬
‫(‪)4‬‬
‫الشرق ومامة فناء مسيج بسور ‪.‬‬

‫ومن هذا الفناء يصعد الى سطح المعبد بسلم مشيد من الخارج لصق الجدار الشمالي للمصلى والمصلى‬
‫يتكون من قاعة مستطيلة الشكل مساحتها تبلغ (‪ 10.50‬م * ‪ 14.90‬م ) وله خلوة على شكل كوة داخل‬
‫جدار تقع عند منتصف الضلع الغربي ‪.‬‬

‫شيدت جدران المعبد والقبو باللبن وعلى اسس من حجر الحالن وكسيت بمالط الجص ويرتقي الى المعبد‬
‫بواسطة اربع درجات وال يمكن معرفة اله او الهه هذا المعبد حتى االن الن التماثيل والكتابات لم تقدم اي‬
‫(‪)5‬‬
‫شي ليكون دليال في تحديد إله او ألهه هذا المعبد ‪.‬‬

‫______________________‬
‫االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حسن ‪ ،‬كريم عزيز‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪74‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الجبوري ‪،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪101‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫االسود ‪ ،‬حكمه بشير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪31‬‬
‫الجبوري ‪،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪102-101‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪ -7‬معبد هرقل ( نرجول )‪-:‬‬

‫يقع الى الجنوب من المعبد الكبير ويتجه مدخلة نحو الشمال ‪ ،‬امامه فناء كبير يطل على الظلع الجنوبي‬
‫لسور المعبد الكبير والى الشمال الشرقي منه معبد نرجول (المعبد االول) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد خصص هذا المعبد لعبادة االله هرقل (نرجول) ‪.‬‬

‫وللمعبد مصلى مستطيل الشكل مساحته (‪14.25‬م*‪7.50‬م) اما خلوته على شكل كوه داخل جدار لها فتحة‬
‫تطابق مدخله الرئيس مساحته (‪2.20‬م*‪1.70‬م) وللمعبد مبني باللبن والجص والجص على اسس من حجر‬
‫(‪)2‬‬
‫الحالن ماعدا الخلوة والمدخل الرئيسي مبنيان من حجر المهندم‪.‬‬

‫‪( -8‬معبد هرقل نرجول)‬

‫يقع الى الجنوب من المعبد الكبير وال يفصل عنه سوى شارع وامامه فناء واسع‪ ،‬ويقع الى الشرق معبد‬
‫نرجول (المعبد االول) وقد كشفت الحضائر االثرية ان لهذا المعبد مصليان‪ .‬المصلى االول‬
‫(‪5،35*83.5‬م) بابه من جهه الشرق ويظن بواسطة الكتابات وتماثيل المكتشفة ان المعبد الكبير كان‬
‫مخصصا في بادى االمر لعبادة هرقل‪ -‬نرجول ويقع مصلى الثاني الى الجنوب منه ويتجه مدخله نحو‬
‫الشمال ‪ ،‬وهو مستطيل الشكل مساحته (‪10،50*13.90‬م)‪ )3( .‬ومن خالل كتابه حضرية نقشت على‬
‫المصلى االول تعرفنا على سنة هذا المعبد (‪ 409‬سلوقية=‪98‬م)‪ ،‬فضال على معرفة اصحاب هذا المعبد‬
‫وهم( بنو تيمور وبنو بلعقب) اللذان شيدا هذا المعبد من مالهم الخاص لالله نرجول لخالصهم وخالص‬
‫ابائهم‪ )4(.‬شكل رقم(‪)19‬‬

‫______________________‬
‫(‪)1‬االسود‪ ،‬حكمة بشير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪19‬‬

‫(‪)2‬حسن‪ ،‬كريم عزيز‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪91‬‬

‫(‪ )3‬االسود‪ ،‬حكمة بشير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪20‬‬

‫‪32‬‬
‫(‪ )4‬الجبوري‪ ،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪103‬‬

‫‪-9‬معبد اله الشمس‪.‬‬

‫يقع الى الجنوب المعبد الكبير وعلى بعد نحو (‪100‬من سوره)‪ .‬يقع الى جنوب الغربي من المعبد الثاني‬
‫وعلى بعد نحو ‪70‬م منه ويقع مدخله في الضلع الشرقي وامامه مساحة مستطيلة تقضي الى شارع يتفرع‬
‫الى اتجاهات مختلفة‪.‬‬

‫واستنارا الى المخلفات الكتابية واالثارية فمن المحتمل ان بناء المعبد كان في بداية االمر مكرسا لعبادة اله‬
‫(‪)1‬‬
‫الشمس‪.‬‬

‫وقد شيد المعبد على مسطبة من حجر الحالن نصف مهندم بارتفاع (ا م)ومن ثم باللبن والجص ماعدا‬
‫االجزاء المحيطة بالمداخل الثالثة من جهه الشرق وكذلك واجهه الخلوه‪.‬وقد شيد هذا المعبد من قبل (مقيم‬
‫شمش بن ورود السارن) ‪ )2(.‬شكل رقم (‪)20‬‬

‫‪(-10‬معبد نرجول‪/‬هرقل)‬

‫يقع هذا المعبد على بعد ‪600‬م من السور الغربي للمعبد الكبير‪.‬‬

‫مدخلة الرئيسي يقع في الجانب الشرقي وامام ساحة واسعة يتصل بها من الجهة الجنوبية شارع عريض‬
‫(‪)3‬‬
‫فضال عن شارعين أخرين يتصالن بها من جهه الشرق والشمال‪.‬‬

‫يتألف المعبد من مصلى مستطيل الشكل مساحته (‪23،60‬م*‪7‬م) وخلوة مربعة الشكل مساحتها‬
‫(‪4‬م*‪4‬م)‪،‬وللمعبد ثالث مداخل يقع الرئيسي منها وسط ضلعة‪ ،‬اما المدخالن االخران يقع احداهما الى‬
‫الشمال منة واالخر الى الجنوب‪)4(.‬شكل رقم (‪)21‬‬

‫________________________‬
‫(‪)1‬االسود‪ ،‬حكمة بشير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪20‬‬

‫(‪ )2‬الجبوري‪ ،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪105-104‬‬

‫(‪)3‬االسود‪ ،‬حكمة بشير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪20‬‬

‫‪33‬‬
‫(‪)4‬حسن‪ ،‬كريم عزيز‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪121-120‬‬

‫‪-11‬معبد نرجول ‪-:‬‬

‫يقع هذا المعبد على بعد ‪300‬م من الجانب الغربي لسور المعبد الكبير وعلى الطريق الكائن خلق المعبدين‬
‫الثالث والرابع ‪.‬يتجه مدخله نمو الجنوب وامامه ساحة كبيرة تحيط بها دور سكنية وربما تعود قسم منها الى‬
‫كهنه المعبد وخدمته وبشكل خاص الدار الواقعة امام مدخلة في الجنوب ‪.‬ويمكن الدخول الى ساحة المعبد‬
‫عبر الشوارع الجانبية الكائنة في زواياه األربعة ‪)1(،‬شكل رقم (‪)17‬‬

‫‪ -12‬معبد االله نابو ‪-:‬‬


‫(‪)4‬‬
‫يقع الى الجنوب من سور المعبد الكبير بمسافة ‪150‬م ويتجه مدخله نحو الشرق‪.‬‬

‫يتألف المعبد من مصلى مستطيل الشكل تبلغ مساحته(‪14-10‬م*‪10،75‬م)وفرشت االرضية بالواح من حجر‬
‫(‪)5‬‬
‫المرمر االزرق المهندم‪.‬‬

‫أما خلوة المعبد فهي عبارة عن غرفة مستطيلة الشكل ضلعها الشرقي ناقص وترتفع ارضيتها عن ارضية‬
‫المصلى (‪7‬سم)وفرشت ارضيتها بالواح المرمر االزرق ويرتقي الى المصلى من خالل‪-‬ست درجات من‬
‫حجر الحالن المهندم‪ .‬وقد خصص هذا المعبد لعبادة االله (نبو)‬

‫والدليل على ذلك هو ما جاءت به الكتابات الحضرية ‪)6(،‬شكل رقم (‪)22‬‬

‫___________________________‬
‫(‪)1‬االسود‪ ،‬حكمة بشير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪21‬‬

‫(‪)2‬سضر‪ ،‬فؤاد ومحمد علي مصطفى ‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص‪360‬‬

‫(‪ )3‬الجبوري‪ ،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪105‬‬

‫(‪)4‬االسود‪ ،‬حكمة بشير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪21‬‬

‫(‪)5‬عبدهللا‪ ،‬محمد صبحي‪ ،‬التنقيب في المعبد الثاني عشر‪،‬ص‪101‬‬

‫‪34‬‬
‫(‪ )6‬الجبوري‪ ،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪106‬‬

‫‪(-13‬معبد هرقل‪-‬جندا)‬

‫يقع هذا البناء في منطقة المقابر في قسم الشرقي من المدينة الى الشمال من مجموعة المقابر(‪)G‬التي يفصلها‬
‫عن الطريق الحالي الذي يربط الشارع الحالي ليوصل الزائر الى المعبد الكبير الذي يبعد عنه نحو‬
‫(‪150‬م)‪)1(.‬شكل رقم (‪)25‬‬

‫وللمعبد مصليان تبلغ مساحة االول (‪22،1‬م*‪7،9‬م)‪،‬أما الثاني فتبلغ مساحته (‪8*1،22‬م)‪،‬وله خلوة‬
‫مساحتها(‪35،4‬م*‪4‬م)وقد خصص هذا المعبد لالله جدا (جندا) اله الحظ وذلك من خالل الكتابان الحضرية‬
‫(‪)2‬‬
‫التي عثر عليها في هذا المعبد‪.‬‬

‫‪-14‬معبد الربه نناي‬

‫يقع المعبد على بعد (‪90‬م)الى جنوب الغربي من الزاوية الجنوبية الغربية لسور المعبد الكبير وهو يتجه‬
‫نحو الشرق وامامه ساحة كبيرة يحيط بها سور يتخلله باب رئيسي كبير يتكون هذا المعبد من قاعتين‬
‫مستعرضتين توازي كل منها االخرى في الساحة (‪)6/80*18‬م وغرفة‬

‫مربعة يتوسط مدخلها الضلع الغربية للقاعه الثانية لتقديس االله‪)3(.‬للمعبد خلوة عبارة عن غرفة مربعة‬
‫مساحتها (‪6‬م*‪5’15‬م)م‪.‬وقد خصص هذا المعبد لعبادة االلهه نني (نناي)وذلك من خالل الكتابان الحضرية‬
‫(‪)4‬‬
‫التي عثر عليها في هذا المعبد‪.‬‬

‫_______________________‬
‫(‪)1‬االسود‪ ،‬حكمة بشير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪21‬‬

‫(‪ )2‬الجبوري‪ ،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪106‬‬

‫(‪)3‬االسود‪ ،‬حكمة بشير‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪22‬‬

‫(‪)4‬الجبوري‪ ،‬عمر عامر عبود‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪107‬‬

‫‪35‬‬
‫اخلــامتة‬
‫تعد مدينة الحضر اخر الحضارات التي قامت على ارض العراق ‪ ،‬وهي حلقة وصل بين الحضارات‬
‫العراقية القديمة من سومرية واكدية ((بابلية واشورية ) وبين الحضارة قبل االسالم ‪.‬‬

‫تقع مدينة الحضر في منطقة منبسطة في بادية الجزيرة (الجزيرة الفراتية ) التي تقل فيها مصادر المياه‬
‫والزرع ‪ ،‬وحدودها نهر الفرات من الشرق ونهر الفرات من الغرب وجبال سنجار من الشمال ومشارف‬
‫طيسفون ( المدائن ) من الجنوب ‪.‬‬

‫خص الحضريون االله (شمش ) في العبارة فنسبوا مدينتهم اليه ‪ ،‬فضال عن ضرب النقود على احد وجهيها‬
‫صورة لالله (شمش ) وهذا دليل على ان الحضريون كانوا اذكياء لدرجة انهم تمكنوا من جعل القبائل‬
‫العربية تدور في فلك مدينة الحضر ‪.‬‬

‫ان كثرة المعابد في مدينة الحضر يدل على كثرة االله المعبودة في (الحضر ) وهذا دليل على الحرية الدينية‬
‫التي تمتعت بها مدينة الحضر ‪.‬‬

‫كان المعبد في مدينة الحضر مؤسسة سياسية ‪،‬اقتصادية ‪ ،‬اجتماعية ‪ ،‬تعليمية ‪.‬‬

‫سقطت مدينة الحضر على يد سابور االول عام (‪241‬م ) بسبب الغدر والخيانة اما اسباب زوال (الحضر )‬
‫بصورة نهائية فتتمثل في تدمير سابور االول للمدينة تدميرا شامال ‪ ،‬فضال عن ظهور مدينة الحيرة لتدير‬
‫شؤون القبائل العربية ‪ ،‬وال سيما ظهور الديانة الزرادشتية ثم المسيحية التي قضت على العبادة الوثنية ‪.‬ثم‬
‫ذكر معابد الحضر من حيث موقع المعبد وتخطيط المعبد واالله الذي عبد فيه ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫قائمة المصادر ‪-:‬‬

‫‪ -1‬المصري ‪ ،‬جمال الدين بن مكرم ‪ ،‬لسان العرب ‪،‬ج‪4‬‬


‫‪ -2‬الجبوري ’ عمر عامر عبود ‪،‬الديانة الحضرية دراسة مقارنة مع الديانات العراقية القديمة رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‬
‫‪ -3‬الشمس ‪ ،‬ماجد عبد هللا ‪ ،‬الحضر العاصمة العربية‬
‫‪ -4‬االسود ‪ ،‬حكمة بشير ‪ ،‬دليل اثار الحضر‬
‫‪ -5‬سفر ‪ ،‬فؤاد ومصطفى محمد علي ‪،‬الحضر مدينة الشمس‬
‫‪ -6‬علي ‪،‬جواد ‪ ،‬المفضل في تاريخ العرب قبل االسالم‬
‫‪ -7‬الصالحي ‪ ،‬واثق ‪ ،‬في العراق في التاريخ‬
‫‪ -8‬بيومي ‪ ،‬محمد احمد ‪ ،‬علم االجتماع الديني ‪( ،‬مصر ‪)1985‬‬
‫‪ -9‬عبد الواحد ‪ ،‬فاضل ‪ ،‬المعتقدات الدينية ‪،‬موسوعة حضارات الموصل ‪،‬ج‪1‬‬
‫‪ -10‬حسن ‪،‬كريم عزيز ‪،‬المعابد الصغيرة الخاصة بمدينة الحضر‬
‫‪ -11‬باقر ‪،‬طه واخرون ‪ ،‬تاريخ العراق القديم ‪(،‬جامعة بغداد ‪)1980‬‬
‫‪ -12‬سفر ‪،‬فؤاد ‪،‬كتابات الحضر في مجلة سومر‬
‫‪ -13‬الصالحي ‪ ،‬واثق اسماعيل ‪،‬عبادة االله العربية وانتشارها في ضوء المشاهد االثرية ‪ ،‬مجلة االدب‬
‫‪(،301‬بغداد ‪) 1985‬‬
‫‪ -14‬الصالحي ‪ ،‬واثق اسماعيل ‪ ،‬النحت في الصخر ج‪ ، 4‬بغداد ‪1985‬‬
‫‪ -15‬عبد هللا ‪ ،‬محمد ‪،‬التنقبات في المعبد الثاني عشر‬
‫‪ -16‬امل بورتو‪،‬في مجلة بالد الرافدين‬
‫‪ -17‬باقر ‪،‬طه ‪ ،‬مجلة سومر ‪،‬المجلد الثالث ‪ ،‬الجزء االول‬
‫‪ -18‬انطوان موردستوكان ‪ ،‬الفن في العراق القديم ‪ ،‬االديب البغدادي‬
‫‪ -19‬ليتن‪ ،‬لويد‪ ،‬فن الشرق االدنى القديم ‪ ،‬االديب البغدادي‬
‫‪ -20‬عبداللة‪ ،‬محمد مسيمي ‪،‬صيانة معبد السقايا في مدينة الحضر‪.‬‬
‫‪ -21‬السلطان‪ ،‬زينة خليل ‪ ،‬المعابد المركزية‬
‫‪ -22‬النجفي ‪ ،‬حازم‪ ،‬كتابات‪ ،‬الحضر مجلت سومر‬

‫‪37‬‬

You might also like