Professional Documents
Culture Documents
مساهمات العلوم الأخرى في السلوك التنظيمي
مساهمات العلوم الأخرى في السلوك التنظيمي
أن السلوك اإلنساني مثل بقية الظواهر األخرى يمكن إخضاعه للمنهج العملي في البحث ،مع التسليم بأن
طرائق وأساليب وضوابط البحث في الدراسات اإلنسانية واالجتماعية يمكن أن تختلف عن تلك المطبقة في
العلوم الطبيعية ،لكن مع تشابه المسلمات.
والن المسلمة هي عبارة عن حقائق واضحة بذاتها أو بديهيات ال تحتاج إلى أن يقوم دليالً عليها .
واألساس الضروري لتطبيق البحث العلمي في هذا الميدان التسليم بأن ظواهر السلوك اإلنساني واالجتماعي
ليست ظواهر عشوائية فال تتحرك وتتغير من الصدفة البحتة ،ولكن تنتظم في نسق يتكون من مسارات
وعالقات قابلة للدراسة ،كما أن السلوك اإلنساني تحكمه أسباب وعالقات وقوانين كامنة في طبيعة الظواهر
ذاتها ،ومهمة الباحث العلمي هنا اكتشاف هذه األسباب والعالقات والقوانين ،ثم أن السلوك اإلنساني ال
يعتبر سلوك فردي ،وانما يمكن تعميمه ،فاألشخاص المتشابهون في الخصائص ممكن أن يكون سلوكهم
واحد .وان كان هناك اختالف فاالختالف يكون في الخصائص ،أو اختالف في ظروف البيئة أو كليهما
معاً .وان كان سائد لقرون طويلة بأن القيام بدراسات تجريبية على السلوك مستحيل ،وهذه االستحالة مردها
إلى أن هذه الظاهرة غير ممكنة القياس أو أنه ال يمكن للعقل والوعي اإلنساني أن يرصد شواهدها أو
عواملها أو أن يحيط بها علماً.
إال أن البحوث التي أجريت في مختلف ميادين العلوم اإلنسانية واالجتماعية أكدت أن الظواهر السلوكية
تنتظم في نسق يمكن قياس متغيراته ويمكن التعرف على عالقاته.
وبالتالي بإمكاننا القول أن هناك صعوبات في قياس الظواهر والمتغيرات المتعلقة بسلوك األفراد والجماعات
ولكنها ليست مستحيلة ،وانما فقط تحتاج إلى تحسين وصقل أساليب وأدوات القياس والرصد والتحليل .
والشكل الموالي يظهر أنواع القياس التجريبي للظواهر السلوكية:
1
شكل رقم ( :)3أنواع القياس التجريبي للظواهر السلوكية
ويتم من خالل رصد خصائص وتغيرات ويتم من خالل رصد خصائص وتغيرات
السلوك محل الدراسة من خالل وسيط. السلوك محل الدراسة دون وسيط .مثل
مثل قياس اتجاهاته النفسية أو إدراكه لخصائص قياس انتظام الفرد بالعمل من خالل قياس
عمله من خالل سؤاله عن شعوره وانطباعاته. معدالت غيابه وتأخيره في العمل.
المصدر من اعداد :بركة بالغماس أستاذة بجامعة الجزائر ،3كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير،
الجزائر.
وجدير بالذكر أن دراسات العنصر البشري في المنظمات لم تعد حك اًر على علم النفس الصناعي بل
شارك في بلورتها فروع عديدة من العلوم االجتماعية (علم النفس – علم االجتماع – علم االقتصاد –
النفسي االجتماعي.)...
بل إن مساهمات العلوم األخرى في مجال السلوك التنظيمي ان كانت على مستوى الفرد أو التحليل الجزئي
كعلم النفس أو على مستوى التحليل الكلي كدراسة المجموعات والمنظمات ،فقد ساهمت فيها بقية العلوم،
كعلم النفس وعلم االجتماع وعلم النفس االجتماعي والسياسة واالقتصاد واالنتربولوجيا.
علم النفس :قائم على المنهج التجريبي ،يدرس علم الفرد وما هي محددات سلوكه ويعتبر األساس
في المنظمة.
علم االجتماع :قائم على المنهج الميداني ،أثر في تنمية المعرفة الخاصة بالسلوك الجماعي
والعمليات االجتماعية لجماعات العمل
2
علم النفس االجتماعي :يعتبر هذا النوع جديدا نسبيا حيث يحاول دراسة السلوك بين
األفراد فبينما علم النفس وعلم االجتماع يحاوالن تفسير السلوك الفردي واالجتماعي على التوالي،
نجد أن علم النفس االجتماعي يحاول تفسير كيف ولماذا يتصرف األفراد في نشاطات
المجموعات ،إن احد المجاالت الرئيسية التي حظيت باهتمام علماء النفس االجتماعي هو مفهوم
التغيير ،وكيفية إحداث التغيير والتخفيف من عوامل مقاومة التغيير ،كذلك يهتم هذا النوع من العلوم
بقياس وفهم وتغيير االتجاهات واالتصاالت وكيفية إشباع االحتياجات الفردية عن طريق أنشطة
المجموعات.
علم االقتصاد :قائم على منهج التحليل اإلحصائي ،أثر في قياس سلوك االنتماء للعمل واالنتظام
فيه.
-علم االنثروبولوجيا :يدرس هذا العلم المجتمعات وخصوصا البدائية منها لمعرفة اإلنسان
ونشاطاته ،فالطريقة التي نتصرف بها في وظيفة الثقافة ننتمي إليها ،والفرق في طريقة التفكير
والسلوك بين األوروبي والعربي وسكان القرية والمدينة هي ضمن اهتمام هذا الفرع من العلوم.
-علم السياسة :ساهم علم السياسة في محاولة معرفة السلوك اإلنساني في التنظيم من خالل
دراسة سلوك الفرد والمجموعات في البيئة السياسية ،ومن المواضيع المحددة هو دراسة الصراعات
والقوة وكيفية استخدامها لتحقيق مصالح شخصية وحزبية.
اال أنه ما يجدر االشارة اليه هو العالقة التكاملية بين هذه العلوم وما تقدمه لبعضها من أدوات
وأساليب المعالجة والتحليل.
3