You are on page 1of 67

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليــــــــــم العالــــــــــــي والبحـــــــــــث العلمـــــــــــي‬


‫جامعـــــــــــــة ‪ 8‬ماي ‪5491‬‬
‫كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‬
‫قسم الفلسفة‬
‫تخصص‪ :‬فلسفة تطبيقية‬

‫فلسفة االخالق في الفكر الغربي الحديث باروخ سبينو از‬


‫– أنموذجا‪-‬‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‬

‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫فرحات فريدة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬فرحي سناء‬
‫‪ -‬عالل سمر‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االستاذ‬


‫رئيسا‬ ‫استاذ‬ ‫بلواهم عبد الحليم‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذة‬ ‫فرحات فريدة‬
‫مناقشا‬ ‫استاذة‬ ‫مراح فتيحة‬

‫السنة الجامعية‪9191-9102 :‬‬


‫كلمة شكر وتقدير‬

‫نتقدم بالشكر الجزيل الى االستاذة فرحات‬


‫فريدة التي لم تبخل علينا بنصائحها‬
‫وتوجيهاتها المنيرة وصبرها الجميل علينا‬
‫كما نتقدم بشكر الى جميع اساتذة قسم‬
‫الف لسفة دون استثناء‬
‫اهداء‬
‫الى الوالدين الكريمين على دعا ونصائح والتوجيهات‬
‫المنيرة والى زوجي العزيز الذي لم يبخل عليا بالنصائح‬
‫واالرشادات والتوجيه المنير والى اخوتي وزوجاتهم واختاي‬
‫وأبناء وبنات أخوتي واصدق ائي وخاصة منال والى كل من‬
‫ساعدني ولو بكلمة طيبة او ابتسامة الى كل من دعا لي‬

‫وشكرا‬

‫فرحي سناء‬
‫إهداء‬

‫بداية نشكر هللا تعالى على نعمة التوفبق وسداد الخطى في الطريق من خالل‬
‫هذا اإلنجاز المتواضع أهدي عملي هذا إلى من كان سندي في هذه الحياة‪،‬‬
‫اللذين من طاعهم بعد طاعة هللا ف از بجنانه من ارى نفسي في عينيه حامي‬
‫أكتافي أبي الغالي حفظك هللا‪ ،‬الى التي سهرت وتعبت االخت والصديقة‬
‫طريقي الى الجنة امي الغالية رعاك هللا ‪،‬الى اللذي من بعد والدي ال يعلو‬
‫مكانته أحد‪ ،‬سندي ومصدر قوتي‪ ،‬ومكسب حياتي زوجي الغالي حفظك هللا‬
‫ألراك أروع أب إنشاء هللا‪ ،‬إلى عيناي اإلثنتان أخوتي هيثم ويحي حفظكم هللا ‪،‬‬
‫الى أم زوجي ووالده أطال هللا عمرهما‪ ،‬إلى أخت زوجي وأخواته وزوجاتهم‬
‫وأوالدهم حفظكم هللا جميعا‪ .‬إلى جدي وجدتاي شف اكم هللا وأطال أعماركم إلى‬
‫أعمامي وزوجاتهم وأوالدهم ‪ ،‬إلى عماتي الحبيبات وأزواجهم وأوالدهم وبناتهم‬
‫األعزاء على ق لبي حفظكم هللا جميعا‪ ،‬إلى نبض ق لبي صغيرتي جنى رعاك هللا‪،‬‬
‫إلى خالتي وبناتها وإلى من يسكنون ق لوبنا قبل قبورهم أبي كمال أمي الكاملة‬
‫رحمكم هللا‪ ،‬إلى كل عائلتي من قريب وبعيد‪ ،‬إلى صديق اتي وجيراني إلى كل‬
‫أساتذتي في مشواري الدراسي ‪ ،‬وختاما إلى ف لتة كبدي الذي تفصلني عنه‬
‫أيام ق ليلة وأراه في حضني جمعني هللا بك بخير انشاء هللا ‪،‬‬

‫سمر‬
‫مقدمة‬
‫المقدمة‬

‫مقدمة‬

‫يتناول موضوع المذكرة التي نحن بصدد معالجتها عنوانا موسوما بـ‪":‬‬
‫فلسفة األخالق في الفكر الغربي الحديث سبينو از نموذجا" و الذي يمكن‬
‫تصنيف مجاله إلى مجال فلسفي يتضمن فلسفة األخالق وهو مجال عام‪،‬‬
‫أما المجال الخاص فيتعلق بالفكر الغربي الحديث و تناولنا كأنموذج باروخ‬
‫سبينو از كمثاال عن الطرح الفلسفي لألخالق في الفكر الغربي الحديث‪.‬‬

‫فاألخالق تشكل محور اهتمام اإلنسان‪ ،‬و تشغل تفكيره ‪،‬فهو ال‬
‫يستطيع أن يستغني عنها في أي لحظة من لحظات حياته‪ ،‬و هو بحاجة‬
‫إلى معيار أخالقي يمكن من خالله الحكم على أفعاله وأفعال غيره بالخير‬
‫أو الشر باعتبارهما مبدآ القيمة األخالقية‪ ،‬فال يمكن أن يتصور المرء إنسانا‬
‫يعيش بال ضمير يحاسبه إذا أخطأ ‪ ،‬ولهذه األهمية اتجه فالسفة األخالق‬
‫إلى تعريف اإلنسان بهذه الماهية اإلنسان كائن أخالقي بمعنى أن هذه‬
‫النظريات ماهت بين األخالق و اإلنسان‪.‬‬

‫من هذ ا المنطلق المفهومي ترد أهمية موضوعنا في مختلف الدراسات‬


‫األخالقية مند الفكر الفلسفي القديم فالسفة اإلغريق مع سقراط و‬
‫أفالطون‪ ...‬مرو ار بالفكر الفلسفي للعصر الوسيط ‪ ،‬وصوال إلى العصر‬
‫الحديث الذي عرف تمي از أكثر للدراسة األخالقية فقد حاولوا االرتقاء‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬

‫باألخالق و ربطها بالجانب العملي لإلنسان‪ .‬فنجد اتجاهات فلسفية جديدة‬


‫عنت بالفلسفة األخالقية‪ ،‬ومن أبرز أعالم هذه اإلتجاهات الفيلسوف‬
‫الهولندي باروخ سبينوزا‪ ،‬فهذه األهمية جعلتنا نختار هذا الموضوع‪.‬‬

‫ومن أسباب اختيارنا لهذا الموضوع يقع على أسباب ذاتية و اخرى‬
‫موضوعية‪ ،‬فاألسباب الذاتية تتمثل في اهتمامنا بالفكر الفلسفي الغربي‪ ،‬وقلة‬
‫الدراسات المتناولة لفكر سبينو از األخالقي‪ ،‬أما األسباب الموضوعية فهي‬
‫القيمة الفلسفية لعلم األخالق إضافة إلى محاولة تحليل آراء سبينو از من‬
‫بعدها األخالقي لما لها من وزن في الفلسفة الغربية الحديثة وحتى‬
‫المعاصرة‪ ،‬إضافة إلى قلة الدراسات و ندرتها لشخصية سبينو از خاصة منها‬
‫األخالقية و الفلسفية‪.‬‬

‫اما إشكالية بحثنا في إطارها العام تنطوي على فلسفة األخالق في‬
‫الفكر الغربي الحديث و التي تنحل إلى مكونات أساسية بحيث أن اإلشكالية‬
‫تنحل إلى مشكالت متضمنة في فصول البحث و المشكالت تنحل إلى‬
‫إشكاالت متضمنة في مباحث كل فصل ومنه سياقة إشكالية موضوعنا في‬
‫الطرح الفلسفي التساؤلي الذي يمكن صياغته على النحو التالي‪ :‬ما مصدر‬
‫و طبيعة القيمة األخالقية في الفكر الفلسفي السبينوزي؟ وكيف أسس سبينو از‬
‫لألخالق العملية؟ وما أثرها على الفكر الغربي الحديث؟‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‬

‫وهذه اإلشكالية تنحل إلى جملة من المشكالت المتضمنة فيها يمكن‬


‫إثارتها في سيق تساؤلية مفادها‪ :‬ماهي نظرة المذاهب الفلسفية لموضوع‬
‫األخالق؟ وما أهم تياراتها عبر تاريخ الفكر الفلسفي؟ فماهو األساس الذي‬
‫إعمتده سبينو از في نظريته األخالقية ؟ وكيف أسس لهندسة أخالقية ؟ وما‬
‫إنعكاس هذه النظرية السبينوزية على الفكر الغربي الحديث؟‬

‫هذه اإلشكالية و المشكالت المنحدرة من صلبها إستوجبت منا‬


‫لمعالجتها إستخدام المنهج التاريخي الذي وظفناه في الفصل األول ونحن‬
‫بصدد التنقيب عن السياق الفلسفي للفكر األخالقي‪ ،‬كما إستخدمنا المنهج‬
‫التحليلي في ظبط المفاهيم لعلم األخالق و القيمة األخالقية‪ ،‬كما عالجنا‬
‫الفصل الثاني من خالل محاولة تحليل اساس و مصدر النظرية األخالقية‬
‫لسبينو از و البناء الهندسي التي تقوم عليه النظرية االخالقية عند سبينوزا‪ ،‬أما‬
‫المنهج النقدي فحاولنا إستخدامه في الفصل الثالث إلبراز الجوانب السلبية و‬
‫اإليجابية في فلسفة األخالق عند سبينوزا‪.‬‬

‫أما من ناحية العوائق التي واجهتنا هي أن فلسفة سبينو از فلسفة‬


‫كالسيكية بمفاهيم جديدة‪ ،‬وكذلك كون فلسفته فلسفة نسقية إذ ال يمكن‬
‫اإلعتماد على مصدر دون غيره من المصادر األخرى‪ ،‬مما صعب علينا‬
‫مهمة تقصي الحقيقة األخالقية عنده‪ ،‬إضافة إلى قلة الدراسات المتناولة‬
‫للفكر الفلسفي األخالقي لدى سبينوزا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة‬

‫ولمحاولة فهم و تحليل األخالق السبينوزية إستندنا إلى بعض‬


‫المصادر منها‪ :‬كتاب سبينو از "األخالق" إضافة إلى مصدره اآلخر "إصالح‬
‫الفهم البشري" و كذلك "رسالة في الالهوت و السياسة"‪ ،‬كما إستندنا إلى‬
‫بعض المراجع منها‪ :‬كتاب فؤاد زكريا "اسبينوزا"‪ ،‬إضافة إلى جملة من‬
‫المراجع و كذا المجالت التي سذكر في نهاية البحث‪.‬‬

‫ووفقا لطبيعة هذا الموضوع الذي نحن بصدد معالجته إستندنا إلى‬
‫خطة منهجية تتضمن مقدمة و ثالثة فصول و خاتمة‪.‬‬

‫تناولنا في المقدمة اإلحاطة بالموضوع و بيان أهميته و ذكر‬


‫األسباب و الدوافع لدراسته ثم طرح اإلشكالية المحورية للموضوع‪ ،‬و‬
‫الصعوبات التي واجهتنا و نحن بصدد معالجته خاصة ما يتعلق منها بنقص‬
‫المراجع التي تتناول فكر سبينو از األخالقي‪ ،‬وبعد المقدمة تناولنا في الفصل‬
‫األول الموسوم بعلم األخالق و تطوره بين النظرية و التطبيق‪ ،‬الذي يندرج‬
‫ضمنه مبحثين‪ ،‬المبحث األول خصصناه للتطور الفلسفي لعلم االخالق‪ ،‬أما‬
‫المبحث الثاني فخصصناه لألخالق بين النظرية و التطبيق‪ ،‬ثم أردفناه‬
‫بالفصل الثاني المعنون بالنظرية األخالقية و البناء الهندسي لألخالق عند‬
‫سبينوزا‪ ،‬و الذي يندرج ضمنه كذلك مبحثين‪ ،‬المبحث األول يتناول طبيعة و‬
‫أساس النظرية األخالقية عند سيبنوزا‪ ،‬أما المبحث الثاني فتناولنا فيه البناء‬
‫الهندسي لألخالق السبينوزية‪ ،‬أما الفصل الثالث فهو بمثابة نقد و تقييم‬

‫‪5‬‬
‫المقدمة‬

‫للفلسفة األخالقية السبينوزية‪ ،‬بحيث عرجنا إلى الجوانب السلبية و اإليجابية‬


‫للرؤية الفلسفية للنظرية االخالقية لدى سبينوزا‪ ،‬و أنهينا الموضوع بخاتمة‬
‫تناولنا فيها أهم النتائج المتوصل إليها كحوصلة ألهم النقاط من خالل‬
‫معالجتنا لهذا الموضوع‪ ،‬و هللا ولي التوفيق‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل االول‬

‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيقي‬

‫أوال تطور الفلسفي لعلم االخالق‬

‫‪ 1‬السياق الفلسفي لعلم األخالق‬

‫‪ 2‬تاريخ علم األخالق‬

‫ثانيا األخالق بين النظري والتطبيقي‬

‫‪ 1‬األخالق النظرية‬

‫‪ 2‬األخالق العملية‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫إن المشككةلة األخالقيككة تعت ككر مككن ككون الملتككلعات التككي شككللت الفالسككفة لالعلمككا ككي‬
‫العصك ككر الولنككاني اللككويم إلك ك ولمنككا ك ا‪ ،‬ل ككر برتها بككا هاحنسككان بو ككل ا ككتم بككا الفالس ككفة‬
‫بكا معظكم الفالسكفة مكن‬ ‫لاعت كرلا أن األخالق لسكولة عالكة كي تبك وو سكللر احنسكان‪ ،‬لأنتلك‬
‫بالكة ال يعكة إلك البيكا المونيكة‪ ،‬لببك ا المعنك ت كلن األخكالق علمكا ت املوككا يسع ك حيصككا‬
‫احنسككان إل ةمابتكه‪ ،‬لكو ا تمت المكوارس الفلسفوكة ع ر العصكلر و ارسككة الظا ككر األخالقيكة‬
‫للتككت تعريككف لتفسككور لبككا‪ ،‬ةمككا بككال الفالسككفة لتككت تكلاهي لأسككس لللككيم األخالقيككة ع ككر‬
‫ك ق اللككيم األخالقيككة‪ ،‬ةمككا عر ككت األخككالق ت ككل ار ككون مككا‬ ‫العصككلر‪ ،‬لتهاونككت اا ار ككي أصك‬
‫ع ككن تاريخب ككا‬ ‫ككل نظككرا لمككا ككل ت يلككي‪ ،‬ا تم ككام الفالسف ككة هعل ككم األخككالق وتعلن ككا نتسك ككا‬
‫لسياقبكا الفلسفي‪ ،‬ما ي نترت المك ا و الفلسكفية لملتكلأل األخكالقا لمكا أ ككم تياراتبكا ع كر‬
‫تاريخ الفلسفة ةفةرا‪.‬‬

‫لعنككو الب كوول ع ككن األخككالق علونككا أن نموك ككن و ككن لتبو ككن ليخ ككالق إبوا مك ككا نظككرا لااخ ككر‬
‫عملي‪ ،‬ما ي األخالق النظرية لما ي الخالق العمليةا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تطور الفلسفي لعلم األخالق‬

‫‪ :1‬السياق الفلسفي لعلم األخالق"‬

‫إن علككم األخككالق ككل العلككم ال ك ا ونظككر ككي أصككل ل يعككة المهككاو األخالقيككة ل ككي معككاوور‬
‫الخوككر لالشككر"‪ ،1‬لككو عنككت تلريهككا ةك المك ا و الفلسككفية هملتكلأل األخككالق منبككا‪ :‬األ ال لنيككة‬
‫لالمثالية ‪ ....‬لغور ا ‪.‬‬

‫أ ـ األفالطوني ـ ‪ :‬أل ال ككلن ولر ة وككر ككي إه ككا ابتتككاق السفس ك ا ي الك ا أقككام األخالقيككة‬
‫علك اللتككوان‪ ،‬إ اسككتبوأ أ ال كلن تعك اللككانلن األخالقكي عامككا للنككاس كي ةك عصككر" لب‬
‫ا إب إقامته عل أسم تانو مشترر ي ها ت الهشكر لنعنكي هكه العلك "‪ ،‬ك أر أن‬ ‫وتيسر‬
‫الفعك ك الخلل ككي وتت ككمن تك ك ان ق ككي ها ن ككه‪ ،‬لأن احنس ككان الفاتك ك و ككاوا الفعك ك الخو ككر ل ات ككه‬
‫ك ك لر المك ك و السفسك ك ا ي الك ك ا لت ككت غاي ككة األخالقي ككة‬ ‫هاعته ككارق غاي ككة ككي نفس ككه‪ ،‬لأه ك ك‬
‫كي‬ ‫خارتبا‪ ،‬لر كن الخوريكة هاللك التكي تكنتم عنبكا‪ .2‬كاألخالق األ ال لنيكة كي المثكا األل‬
‫الفةك ككر اللربك ككي ليخالقيك ككات الم نيك ككة عل ك ك أسك ككاس العلليك ككة‪ " ،‬لك ككو اقتهسك ككت ك ك ق األخك ككالق مك ككن‬
‫يع ككة‬ ‫الفوث ككاغلريون ةم ككا و ككول‪ ،‬ل ة ككر أن النظ ككام احلب ككي ككل الك ك ا وب ككيمن علك ك ال ككلن ل‬
‫يمةكن تبووككو ا‬ ‫رياتكية‪ ،‬لأن الكرل ب يسككة التسكو ككال يسكت يت منكه ةا ككا‪.3‬أا ةك الفتككا‬
‫ل "اللياس"‪.‬‬ ‫تمن العالقات‪ ،‬العوالة ي "المسالا "‪ ،‬لابعتوا‬

‫كي مبكالر " ولوكو" للكم وتكروو كي اللكل ةذسكتا ق‪:‬‬ ‫لقو عرض أ ال كلن لفةكر الخوكر األسكم‬
‫"إن الخور األسم لإلنسان ل السعاو " ل ا الخور األسم وتبلق هالمنج كون المعر كة لبكون‬
‫الملك ك ات المش ككرلعة‪ ،‬الملك ك ات ككولن عل ككم‪ ،‬لالعل ككم ككولن ملك ك ات ةال م ككا ب يبل ككق الس ككعاو ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫انوريه ببنو‪ :‬الملسلعة الفلسفية‪ ،‬منشلرات عليوات‪ ،‬ورلت‪ ،‬هاريس‪ ،‬المتلو ‪ ،1‬ط‪ ،1891 ،1‬ص‪.171‬‬
‫بسون بمن شبوو‪ :‬األخالق ي ةر أ ال لن الفلسفي‪ ،‬تامعة ال ل ة‪ ،‬ةلية ااواو‪ ،‬قسم الفلسفة‪ ،‬العوو العاشر‪،8009 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.868‬‬

‫غرا غلان رانسلا‪ :‬الم ا و األخالقية ال ر ‪ ،‬ترتمة قلتيه ألمعرل ي‪ ،‬منشلرات عليوات‪ ،‬هاريس‪ ،‬ط‪ ،1891 ،1‬ص‪.17‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫لاحنس ككان الك ك ا وهلك ك تبلو ككق الس ككعاو لاللص ككل إلك ك البةم ككة وت ككو أن يص ككل إلك ك تلتي ككه‬
‫‪1‬‬
‫ق اا اق المثالية‬ ‫البةما ال ون يعر لن‬

‫ب ـ المثاليـ ‪ :‬تككر أن األ ةككار لالملككلبت أل المث ك ملتككلو لتككلوا ل ككل أسككم مككن اللتككلو‬
‫نيككة‬ ‫المبس ككلس‪ ،‬لالملتككلعات لككيس س ككل ان هاع ككات بسو ككة أل أ ة ككار هاعتهار ككا تمككثالت‬
‫لاألش ككيا ليس ككت ملت ككلو ك ك اتبا لت ككلوا مس ككتلال ع ككن اللك ككل النا ل ككة‪ ،‬أا اللك ككل المتعللك ككة الت ككي‬
‫تورةبا‪ ،‬ك إن لتلو كا مسكتفاو مكن ك ق الل ككل ات ككبا‪.2‬إن غايكة اللكانلن األخالقكي كي المثاليكة‬
‫ي عالم ب وتتالن الظلا ر‪ ،‬يفرض أن يةكلن نكار إنسكان ولاصك‬ ‫ل تبلوق الخور األسم‬
‫اتككه‬ ‫خلككلو الككنفس‪" ،‬لمصككور األخككالق ككل العلك ك‬ ‫تلومككه لةمالككه هاسككتمرار‪ ،‬ل ك ا مككا يسككم‬
‫لالتترب ككة تلك ككوم لنك ككا م ككاو المعر ككة األللي ككة‪ ،‬لل نن ككا نتتالن ككا إلك ك الهب ككل ككي ص ككلرتبا العللي ككة‬
‫الل لية"‪.3‬‬

‫ج ـ العقالنيـ ‪ :‬العلك عنككو م ككل مليككاس ةك شككي ‪ ،‬بككل قككاور علك تبريككر احنسككان لتعلككه‬
‫أ ثر انستاما مت ال يعة‪ ،‬لو بال العللولن إقامة أخالق نا ا علك مهكاو يلونيكة لم للكة‪،‬‬
‫ل ك ق األخوككر ب ت ككلن إب ككي المسككلمات لال ككووبيات العلليككة‪ " ،‬ونهلككي عل ك العل ك أن يصككنت‬
‫لي ككوأل قككانلن وككنظم رغهككات احنسككان المتنككا ر ‪ ،‬العل ك اتتككاق برةككة ال ككن ككي منبنككا ال وا ككة‬
‫الفةكر ‪ ،‬بكل تكرلر بتميكة لخاصكوته تمةنكه أن يةكلن مسكتلال عكن احنسكان المفةكر مكن تبككة‪،‬‬
‫لمسككتلال عككن ملت كلأل البككس مككن تبككة أخككر ‪ ،‬لأن الصككلة ككون المعر ككة لالعل ك تمةنككه مككن‬
‫معر ة قلانون ال لن لقلاعو السللر معا"‪.4‬‬

‫دمحم ولا‪ :‬األخالق ون الفلسفة لعلم ابتتماأل‪ ،‬وار المعر ة التامعية‪ ،‬تامعة احسةنورية‪ ،8000 ،‬ص ص‪.01 ،00‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عثمان أمون‪ :‬رلاو المثالية ي الفلسفة اللربية‪ ،‬وار المعارأ‪ ،‬رأل احسةنورية‪ ،‬اللا ر ‪ ،1867‬ص ص‪.9 ،7‬‬
‫‪3‬‬
‫موتا ونيلا مل لة‪ ،‬تر‪ :‬نانلي اسماعو بسون لدمحم تبي الشني ي‪ ،‬مل م للنشر‪ ،1881 ،‬ص‪.17‬‬ ‫إيمانلي ةاني‪ :‬ملومة ل‬
‫‪4‬‬
‫توني ان‪ :‬رلويس لليس‪ :‬ويةارت لالعلالنية‪ ،‬ترتمة ع وق البلل‪ ،‬منشلرات عليوات‪ ،‬ورلت‪ ،‬ط‪ ،1877 ،8‬ص‪.171‬‬

‫‪10‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫لثلا ة ابعتراأ هااخر‪ :‬أا هالمهاو الف رية المشكترةة كون تميكت أتنكاس الهشكر "متمثلكة‬
‫هابستعواوات لالل ار ن اللا لة للتلتيه‪ ،‬هفع العلك الك ا يشكة مهعكل اللكيم لالمعكاوور الم للكة‬
‫التي تن ني علوبا لسفة األخالق"‪.1‬‬

‫د ـ الوجوديـ ‪ :‬ب وككامن اللتلووككلن لتككلو قككيم ثا تككة تلتككه سككللر احنسككان لتتككه ه إنمككا ةك‬
‫إنسان يفع ما وريو‪ ،‬لليس ألبو أن يفرض قيما أل أخالقا معياريكة معونكة علك ااخكرين‪ ،‬مكن‬
‫ن ككا ت ككذتي اللتلوي ككة تم ككروا علك ك اللاق ككت الت ككاريخي‪ ،‬لبرب ككا علك ك التك كرال الت ككخم الك ك ا خلفت ككه‬
‫احنسككانية‪.2‬احنسككان لككيس ةككا ن تككام الت ككلين‪ ،‬ك انككه ةككا ن وت ككلن هفع ك اختيككارق لن كلأل أخالقككه‪،‬‬
‫وأن تلي الظرلأ ابتتماعية المبي ة هكه قكلا لورتكة أنكه ب يسكت يت معبكا إب أن وختكار‪،‬‬
‫ةلمككا اختككار مككا وريككو إل انمككه ل ككل بككر التصككرأ‪ ،‬صككا ي الفةككر يبككس أنككه لككم يةككن هاسككت اعته‬
‫اختيار شي آخر‪.‬‬

‫"إن احنسان ليس إنسانا إب هبريته‪ ،‬البرية يصح اعتهار كا تعر كا لإلنسكان لخالصكة لكر أننكا‬
‫نسككت يت أن نختككار ة ك شككي لأا شككي عل ك صككعوو ابنت كلا "‪ .3‬إن األخككالق علككم عملككي‬
‫وبكوأ إلك تبلوكق غايككة كي بياتنككا‪ ،‬ليرسككم ال ريكق المككاوا إلك الخوككر األسكم الك ا يلصككوق‬
‫احنسككان‪ ،‬لاألخككالق و ارسككة بوككل يلككيم السككللر احنسككاني عل ك تككل الللاعككو األخالقيككة التككي‬
‫تتككت معككاوور للسككللر‪ ،‬لت ككلن األخككالق اقمككا مككن المعتلككوات‪ ،‬أل المثاليككات الملتبككة‪ ،‬لالتككي‬
‫تتخل الفرو أل متملعة من الناس ي المتتمت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ع ية ‪:‬أبمو ع و البليم‪ :‬األخالق ي الفةر اللربي المعاصر‪ ،‬وراسة تبلولية لالتتا ات األخالقية البالية ي الل ن العربي‪ ،‬وار‬
‫الثلا ة للنشر لالتلنيت‪ ،‬اللا ر ك مصر‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪2‬‬
‫عونان عليو‪ :‬الفلسفة اللتلوية‪ ،‬لاهة البوأ ابخهارية‪87 ،‬أ تلبر‪.8019‬‬
‫سارتر تلن ل ‪ :‬اللتلوية م و انساني‪ ،‬منشلرات وار مةتهة البيا ‪ ،‬ورلت‪ ،‬و س‪ ،‬ص‪.78‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪11‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫‪ :2‬تاريخ علم األخالق‬

‫إن األخ ككالق ش ككللت احنس ككان منك ك ت ككر الت ككاريخ‪ ،‬ةلنب ككا تك كرتهي ه ككه لتش ككل مةان ككا ة وك ك ار م ككن‬
‫ب ككم ك ك ق األخو ككر ككي مختل ككف البت ككارات احنس ككانية اللويم ككة لالبووث ككة‬ ‫ا تمام ككه‪ ،‬لم ككن أتك ك‬
‫لالمعاصر ‪ ،‬علونا التلقف عل أ م تياراتبا ع ر تاريخ الفلسفة ةفةر‪.‬‬

‫أ ـ العصور القديم ‪:‬‬

‫ـ ـ عنــد المصــريين‪ :‬إن أ ككم موككن تموككنت بككا ك ق البلهككة ككل اب تمككام الك ا ألبق المص كريلن‬
‫اللككوام لت بوككر الككنفس الهش كرية‪ ،‬لاعككواو ا لالنتلككا مككن وار الفنككا إل ك وار الهلككا ‪ ،‬أا مككن‬
‫البيككا الونوليككة إلك البيككا األخرليككة ‪ .‬إمككا عككن التفةوككر النظككرا لالهبككل العللككي المرت ككن علك‬
‫أسككس لسككفية متككرو ‪ ،‬تل كر مسككذلة هعوككو عككن ا تمككامبم "للككو ظ ك المص كريلن وككوونلن وو ككانة‬
‫عهاو االبة‪ ،‬لبب ا ا تلرت تعاليمبا إل المعاوور المن لية التي يبةمبا العل ‪ ،‬لهالتكالي غلهكة‬
‫ةكر قاعويكة كي أن‬ ‫ال اهت الخ ار ي األس لرا"‪ ،1‬هالرغم مكن أن البيكا الووككنية ارت كنت علك‬
‫لكر لكو آمكن احنسكان المصكرا‬ ‫الرت الفات أل األصلح كل قكانلن األخكالق‪ ،‬إتكا ة إلك‬
‫ا ةله كلو شل أخكالق ك ا األخوكر‪،‬‬ ‫اللويم هالبيا األخر ‪ ،‬لهمسذلة الثلاو لالعلاو‪ ،‬لمن‬
‫"لمثلت م ها سمي (أنيميا)‪ ،‬األخالق قو مثلت التانو األس لرا لالخ ار ي"‪.2‬‬

‫ـ عند الصـينيون‪ :‬تعت كر بتكار الصكون إبكو بتكارات الشكرق األقصك ‪ ،‬لقكو ان ثلكت عكن‬
‫الويانة اللويمة التي تبتم هعهاو السما التي ترتهي هعهاو األرلا ‪ ،‬لمكن ا كرن مك ا با نتكو‬
‫ككي ترتوكو المككوارس الفةريكة الصككونية اللويمكة‪ ،‬لقككو‬ ‫"ال نفلشولسكية"‪ ،‬لتعت كر المورسككة األللك‬
‫ةان لب ا الم و تذثو ار هاللا عل البيا األخالقية للفكرو لللمتتمكت الصكوني علك بكو سكلا ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫مربها ع و الربمان‪ :‬من الفلسفة الولنانية إل الفلسفة احسالمية‪ ،‬منشلرات عليوات‪ ،‬ورلت‪ ،‬ط‪ ،1881 ،1‬ص ‪.160‬‬

‫أنيميا‪ :‬تعني الرل ةم وأ يللم عل أن ة ةا ن ي ال يعة يمتلر رلبا يمةنه تلتوببا عن ريق للس سبرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اخلرا بنا‪ :‬للتر خلو ‪ :‬تاريخ الفلسفة العربية‪ ،‬وار التو ‪ ،‬ورلت‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1891 ،8‬ص‪.90‬‬ ‫‪2‬‬

‫ي الفلسفة الصونية لرت عن ريق تعاليم ةلنفشولس تتمبلر ي متملبا بلا‬ ‫ال نفلشولسية‪ :‬متملعة من المعتلوات لالمهاو‬ ‫‪‬‬

‫األخالق لااواو‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫ليرت ككن عل ك ت ككل ر البةم ككة ككي احنسككان‪ .‬اللاي ككة التككي ن ككاوت بككا أخ ككالق ةلنفشككولس ككي‬
‫تبلو ككق الخو ككر للوللك ككة ل ل ككر ب ية ككلن إب إنل ككا ال ارم ككة احنس ككانية لتم ككت الن ككاس لتلبو ككو م‪،‬‬
‫لملالمة بيا ال خ لالترأ‪" .‬إن األخالق تتبلكق كي سكللر النكاس هعتكبم إ ان هعكض‪ ،‬ل كي‬
‫تتتسو هصلر روية ي المث األعل مث (ن و )‪ ،‬أل(لي‪ :‬همعنك قلاعكو السكللر)"‪ .1‬الشكعو‬
‫عل ك بككو تع ور"ةلنفشككولس" ب يلككاو هالمعر ككة ك هككاألخالق‪ ،‬لاألخككالق التككي تككنفخ ككي التملككة‬
‫ابتتماعي ككة يص ككهح الف ككرو رت ككال‪ ،‬إن (ل ككي) تبل ككق تربي ككة‬ ‫رلب ككا‪ ،‬لتنعش ككبا هالبي ككا لهالفت ككا‬
‫التميت تربية وا مة‪ ،‬ل ة ا لككو نشككذت األخالق‪ .‬إن المتتمت الصكوني يلكلم علك مهكاو وونيكة‬
‫تا ي ةليم أخالقية ‪،‬بووت سللةيات األ راو من البةام لالرعية‪.‬‬ ‫يت‬

‫ـ ـ عنــد اليندييــــن‪ :‬أ ككم صككفة اتصككف بككا التفةوككر األخالقككي ككي البنككو عككن سككاهليه ككل ظبككلر‬
‫ةككر التناسككخ اانيميككة‪ ،‬لالتككي يمةككن تلخيصككبا ككي مككا ولككي‪ :‬انتلككا الككرل مككن تسككو إلك أخككر‪.‬‬
‫لتموكنت تعكوو لاخكتالأ االبكة‪ ،‬لهكاألخص الككه األعل ( كرالوا)‪ ،‬ل كل إلكه العلك لاألخككالق‪ ،‬إ‬
‫صك ككو احنسككان البنككوا اللككويم ا تمامككه عل ك مسككذلة الر عككة لالر ككت ككلق األلككم لالت كلأل الع ك‬
‫ل اتككه‪ ،‬ك تعككلو رلبككه إمككا‬ ‫لالشككوخلخة لالمككلت‪ ،‬لصككفبا سككل يات البيككا ‪ .‬هاحنسككان ب يفن ك‬
‫فك مللكلو أل إنسكان آخ ككر‪ .‬لهلتكا احنسكان البنكوا‬ ‫إل البشرات إ ا ةان لتيعا‪ ،‬أل إلك‬
‫علك األلككم يةككلن قككو لككا ورتككة مككن الفنككا التككام‪ ،‬لمككن نككا ت مككن ةككر ابستنسككاخ‪ ،‬ل ك ا بتك‬
‫تتخلص األنفس الهشرية من الر ا ‪ ،‬لتفلن هالنتا متتهعة ي لر ريق ( ل ا)‪.‬‬

‫ـ عنـد اليونانييــن‪ :‬إن ما يمون العصر الولناني ل التنلأل الفةر‪ ،‬لو ارتفكت السفة‬
‫الولنان" لها لا األمكم لالشعلو هسخا ع ا بم‪ ،‬لعظم ثرلاتبم لسمل مشاعر م لو مرلا‬
‫ق األرض مرلر اللمام لق أرض الفلر ةانلا ةاألم المشرق‪ ،‬ثم متلا ةالبلم‬ ‫عل‬
‫ي ما ةلنه العالم اللربي من لسفة‬ ‫تارةون ل ار كبم الختر لالنتر "‪ .2‬ليرتت الفت األل‬

‫‪1‬‬
‫ياس ورس ةار ‪ :‬السفة إنسانولن‪ ،‬تر‪:‬عاو العلا‪ ،‬منشلرات عليوات‪ ،‬ورلت‪ ،‬هاريس‪ ،‬ط ‪ ،1899 ،1‬ص ‪.188‬‬
‫‪2‬‬
‫مربها ع و الربمان‪ :‬من الفلسفة الولنانية إل الفلسفة احسالمية‪ ،‬المرتت السا ق‪ ،‬ص‪.07‬‬

‫‪13‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫أخالقية إل الولنانوون لالالتونوون‪ ،‬غور أن علمنكا هةثور من ك ق الفلسفة يةتنفه غملض‬


‫لنلص هس و تياأل ةثور من المالفات‪.‬‬
‫لمن أ رن الفالسفة الولنانوون نتو‪:‬‬

‫ك ك سلك ك كراط (‪ 1000 / 170‬ق م) ية ككاو وتف ككق تمي ككت م ككارخي الفلس ككفة علك ك أن س ككلراط ماس ككس‬
‫الفلسككفة األخالقيككة ككي العككالم اللربككي ل ككن لككم تخككرج تعاليم ككه عككن أن ت ككلن مباوثككات لتككذثورات‬
‫شخصية‪ ،‬لقو غمرته األسا ور‪.‬‬

‫ك أ ال ككلن (‪ 817/ 188‬ق م)‪ :‬تبت ك المشككةلة األخالقيككة بو ك ان ر يسككيا ككي لسفت ككه بتك أنبككا‬
‫تواخلت لتملة أهباث ككه‪ ،‬الفتكولة عنكوق كي العمك البكق‪ ،‬ل كي صكاور عكن معر كة صكبيبة‪،‬‬
‫وا عه التللو ككو لهبةكم العكرأ لبك لر‪ ،‬يلسكم أ ال كلن‬ ‫لالعمك ولن بم أل إورار بمعن له‪،‬‬
‫الفتا ي هبسو أنلاأل النفس إل ثالل‪:‬‬

‫ك النفس النا لككة‪ :‬تولتبا البةمة‬

‫ك النفس اللت ية‪ :‬تولتبا الشتاعة‬


‫‪1‬‬
‫ك النفس الشبلانية‪ :‬تولتبا العفككة‬

‫ككو ككي العص ككلر اللويم ككة مك ك و‬ ‫ك ك أرس ك ككل (‪ 188 / 191‬ق م) يعت ككر أرسك ك ل أل م ككن‬
‫األخالق بليلة من خال ةتاهه ( األخالق إلك نيلكل مكاخلص) للكم وختلكف ةثوك ار عكن "سكلراط‬
‫" " أ ال ككلن" ككي اتخككا العل ك األساسككي األل ل لككلد السككعاو ككي أقص ك ورتاتبككا ل‪" ،‬لللككو‬
‫ككاب الفالس ككفة ال ككثالل متتمع ككون إع ككا اب تم ككام األ ككر للمش ككةلة األخالقي ككة‪ ،‬نظك ك ار‬ ‫ب ككال‬
‫ا الفساو المملل هالصراعات‪،‬‬ ‫لللتت ابتتماعي الفاسو ي عصر م‪ ،‬لبالللا تلوور‬

‫ل لككر نشككر تعككاليم الفةككر األخالقككي‪ ،‬لالسككعي ل ار تبلوككق الموونككة الفاتككلة لالعوالككة التككي تت ككو‬
‫العلك لالبةمة"‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫أنوريه ةاريسلن‪ :‬المشةلة األخالقية لالفالسفة‪ ،‬تر‪ :‬ع و البموو مبملو‪ ،‬تت‪ :‬أ ل هةر ةر ‪ ،‬مبرتان الل ار للتميت‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪2‬‬
‫ولسف ةرم‪ :‬تاريخ الفلسفة الولنانية‪ ،‬وار الللم‪ ،‬ورلت‪ ،‬ط‪ ،1‬و س‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪14‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫ب ـ العصور الوسطى‪:‬‬

‫ـ الييودي ‪:‬‬

‫يعت ر ةتاو العبو اللويم‪ ،‬ل ل متملعة أصفار لم و ةر منبا اللرآن سل " تكل ار ملسك عليكه‬
‫السككالم "‪ ،‬ل" ان ككلر واللو عليككه السككالم"‪ ،‬ةتككو العبككو اللككويم هالع ريككة لهعتككه هاارميككة ب كلالي‬
‫(‪100‬ق م) لتككعت لككه ترتمككة هالولنانيككة أمككا التلمككلو شككر للتككلرات‪ ،‬ل نككار تلمككلوون‪ :‬تلمككلو‬
‫ككي عككرض علككم العبككو اللككويم لككي مككا أشككار إليككه‬ ‫الرشككليم‪ ،‬لتلمككلو ها ك ل ك ق إشككار ولن تلغك‬
‫الل كرآن‪ ،‬أل مككا ةككان يعر ككه عل ك األرتككح عامككة وبككلو التنيككر العربيككة ‪ .‬ليلخككص يمككا ولككي‪ :‬ك ك‬
‫التلبوككو‪ " :‬وبككلق" لبككوق إلككه لة ك مككا ةانككت تع ككوق الشككعلو األخككر ل ككن أل شككي ان‪ ،‬ل ككل إلككه‬
‫احس ار ولولن التفلق هاسمه خشية لاتالب‬ ‫خالق‪ ،‬ل ل إله عالم بي قوور يذ‬

‫ك اللعي‪ :‬وبلق رعي شعهه‪ ،‬واق لاس ة قاوته لأن يا ه‪ ،‬خا و مهاشر لعل لسان األن يا‬

‫لر سونا ‪ ،‬ل ي‪:‬‬ ‫يت‬ ‫ك "اللصايا العشر‪ :‬ي اللصايا التي أع ا ا وبلو لملس‬

‫*أنا وبلق إلكبر ال ا أخرتر من أرض مصر من وار الع لوية لبتستتو حلكه غورا‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫*ب تبلف هاسم وبلق إله ها‬

‫*أ ةر ولم الس ت لتلوسه‪.‬‬

‫*أ رم أهار لأمر ي ل عمرر‪.‬‬

‫*ب تلت ك ك ‪ ،‬ب تننك ككي‪ ،‬ب تسك ككرق‪ ،‬ب تشك ككبو نل ار عل ك ك قريهك ككر‪ ،‬ب تشك ككتبي ام أرت ك ككه أل أمت ك ككه‪ ،‬أل‬
‫‪1‬‬
‫ثرلته‪ ،‬أل شو ا مما يمكلر"‬

‫ـ المسيحي ‪ :‬إن الصفة األساسية ي أخكالق الفةكر المسكيبي كي موكن البريكة التكي تتنكاقض‬
‫إن المسيح عليه السالم ةان وهشر با من وبتوا للعلوو المسيبية‪.2‬‬ ‫لالعم الصالح‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫قامور ولبنا‪ :‬أصل الفلسفة العربية‪ ،‬منشل ار الم هعة ال اثلليةية‪ ،‬ورلت‪ ،‬ط‪ ،1867 ،8‬ص ص‪.19 ،17‬‬
‫املتلن ب وو‪ :‬علم األويان لبنية الفةر احسالمي‪ ،‬ترتمة عاو العلا‪ ،‬منشلرات عليوات‪ ،‬هاريس‪ ،1877 ،‬ص‪.7‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫ل تككر ككي أن العبككو اللككويم‪ ،‬لالعبككو التووككو مهاو ككه األخالقيككة راقيككة ‪ ،‬لككر أن األخككالق صككاور‬
‫عككن احلككه متشككا بة ككي ةك مةككان‪ ،‬بككي تعككاليم سككامية منن ككة هعوككو عككن الر ولككة غوككر معرتككة‬
‫للفساو‪ ،‬ي بون أن الال لت صاور عن الهشكرية‪ ،‬اللاتكو أن تلكور األخكالق الكلارو ال تكو‬
‫الملوسككة ب ككق قككور ا بككي األخككالق الخالككو ‪ .1‬للع ك اللويسككون "ألغس ك ون" ل" تلمككا اح ككليني"‪،‬‬
‫أ ككر نمككل تون لت يككان الفة ككر األخالقككي المسككيبي‪ .‬للككويس ألغس ك ون ( ‪ 110 / 101‬م ق)‪:‬‬
‫كي معر كة إهلكا‬ ‫ليعكرأ ككن العكي‬ ‫يلل ‪" :‬إن احنسان البةكيم كل لكر احنسكان الك ا يعكي‬
‫لككر يبص ك عل ك السككعاو الوا مككة‪ ،‬ل ك ق‬ ‫الت كلانن التككام ككون رغهاتنككا لألتاعنك ككا‪ ،‬لمككن يفع ك‬
‫األخور تمثك احلكه هاعتهارق الوا م ي اللتلو"‪.2‬‬

‫ـــ اـســــالم‪ :‬و كرتهي مفبككلم األخككالق ككي احسككالم همع يككات ت األويككان السككمالية السككاهلة لككه‪،‬‬
‫متصككال بككا عل ك النبككل ال ك ا ع ك ككر عنك ككه الرسككل ق بككون قككا ‪ " :‬إنمككا هعثككت ألتمككم مةككارم‬
‫تكلاهي لةكلاهح لتنةيككة‬ ‫األخككالق " ‪ .‬ككاألخالق ككي مفبككلم الككوون البككق المنككن مككن عن ككو‬
‫الككنفس‪ ،‬لتككرليض غ ار ن ككا‪ ،‬لتصككعوو ا لالسككمل بككا‪ ،‬لاحسككالم ب يلتك ك الل ار ككن‪ ،‬ك ونظمبككا‬
‫ليتعبا ي نظام ابعتوا "‪ .3‬لمن أ ككم السفة احسالم ال ا ت رق لملتلأل األخالق نتككو‪:‬‬

‫ك ك أ ككي ناصككر الفككا ار ي‪ :‬وللك ككو ك ك "المعلككم األل "‪ ،‬ةثوككر التككذلوف ككي علككم األخككالق ل ة ك ا ل ككو‬
‫ا ف ككة م ككن األمثل ككة ةالش ككتاعة لالس ككخا لالعف ككة‪ ،‬الش ككتاعة ةم ككا يل ككل ‪" :‬خل ككق تموك ك‬ ‫تن ككال‬
‫لالتبككول ككي اللسككي ككي احقككوام عل ك األشككيا المفنعككة لاحبتككام عنبككا‪ ،‬لالنيككاو ككي احقككوام‬
‫ت ك ككو التبككلر لالنلصككان‪ ،‬وككاوا إل ك الت ك ن أل ةل مككا خلككق ق ككيح‪ ،‬الفتككولة أتككت لسككي ككون‬
‫ر ولتون إبوا ما إ راط لاألخر تفريي السعاو غاية ة ما عوا ا لسولككة"‪.4‬‬

‫‪ ،‬منشلرات عليوات‪ ،‬ورلت‪ ،1868 ،‬ص‪.11‬‬ ‫ةاريسلن انوريه‪ :‬تيارات الفةر الفلسفي ي العصلر اللس‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫نيللو علي‪ :‬ألغستونلس‪ ،‬وار أقرا‪ ،‬ط‪ ،1‬و س‪ ،‬ص ‪.818‬‬
‫‪3‬‬
‫التنوا أنلر‪ :‬مفا يم العللم احتتماعية لالنفس لاألخالق ي تل احسالم‪ ،‬وار ال تو‪ ،‬الت ان ر‪ ،‬و س‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪4‬‬
‫مربها ع و الربمان‪ :‬من الفلسفة الولنانية إل الفلسفة احسالمية‪ ،‬المرتت السا ق‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪16‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫أر ال ثوكرلن‬ ‫ج ـ العصــر الحديث‪ :‬لما نكا الفالسكفة مكن سكذم كي مك ا و العصكلر اللسك‬
‫م ككنبم أن ورتعك كلا إلك ك لتب ككة المك ك ا و اللويم ككة‪ ،‬لك ك ا ككوألا يفة ككرلن ككي ( الخو ككر األعظ ككم)‪،‬‬
‫من ليككة لمككا‬ ‫ليبككالللن تتووككو ةرتك ككه تبلو ك اامككا احنسككانية لأن يستخلص كلا مككن لككر نتككا‬
‫وتككو أن ت ككلن عليككه البةمككة لالفتككولة ‪ .‬لقككو ككوأت عككال ك ق البرةككة ترتسك ككم ككي األ ككق من ك‬
‫اللرن (‪ 17‬م) عنككو هعض ألل ر الفالسفة ال ون لان لم يةلنلا قو ن ولا ي الموتا ونيليا‪ ،‬كإنبم‬
‫شوولا أعظم الم ا و‪.‬‬

‫ككي ك ا المك و ككل المبككوو اللبوككو لللاعككو السككللر الهشككرا‪ ،‬إن‬ ‫ك المــب ب العقلــي‪ :‬إن العلك‬
‫يبكرر احنسكان مككن قوكلوق ليتعلككه أ ثكر انسكتاما مككت ال يعكة‪ ،‬ك وك و إلك أهعككو مكن لككر‪،‬‬
‫إنك ك ككه يبك ككال السك ككي ر علوبك ككا ليتعلبك ككا خاتك ككعة لك ك ككه ‪ .‬لمك ككن وك ككنبم " ويةك ككارت"‪" ،‬اس ك ك ونل ان "‪،‬‬
‫ككي صككنيت "ويةككارت"‪ ،‬بوككل اعت ككر األخككالق أ وككو ثمك ككر‬ ‫"بو تنككن"‪ .‬لخوككر مثككا لبك ا وتتلك‬
‫لولبككة الفلسككفة التككي ت ككلن الموتا ونيليككا تك لر ا‪ ،‬لالفونيلككا تك عبا‪ ،‬ب ةككن ب يمةككن نو ك تنا ككا‬
‫إب أخوك ك ار لاألخككالق عنككوق تككتلخص ككي تو وك ككر ل وايككة أ عالنك ككا بت ك نسككت يت البصككل علك ك‬
‫السككعاو التككي ننالبككا ككي العمك ل لككا للعلك ‪ ،‬لأل مككا نتعلمككه ككي ك ق األخككالق ككل السككور ككي‬
‫تعككال لنككا كي ةمككا لنظككام م لككق ‪.‬‬ ‫بياتنككا عل ك لتككه مال ككم ككي ك ا العككالم ال ك ا خللككه‬
‫عك الخوكر رتكا مكن نفسكه‪ ،‬ل كل ب يموكن‬ ‫لالخور عنو "ويةارت" يعني تصميم احنسان علك‬
‫الخوكر األسككم لمعر ككة البككق‪ ،‬الر ولكة عنككوق تعنككي الشككر أمككا الخوكر مهعثككه الككنفس‪ ،‬تتلتككه لككه‬
‫احراو إ ا ما تبلت هاأل ةار اللاتبة‪ .‬ل ا وربي ون العلكم لالفتكولة ليعت ر مكا شكو ا لابكوا‪،‬‬
‫ةما يةلن الخ ذ لالر ولة شو ا لابوا‪ ،‬لنبن نريو الخور مو لعون إراوتنا‪" ،‬للكيس مكن أمكر كي‬
‫ملككولرنا إب خ ك ار ت نفلسككنا التككي تسككت يت الككتبةم وبككا هصككلر أ وككو ‪ ،‬لبب ك ا إنككه و كربي ككون‬
‫األخالق ي السعي إل الخور األسم ‪ ،‬لمعر ة احله لاحتباو هه"‪ .1‬لببك ا كإن األخكالق عنكو‬

‫‪1‬‬
‫عهاس ع و المنعم‪ :‬ويةارت لالفلسفة العللية‪ ،‬وار النبتة العربية لل هاعة لالنشر‪ ،‬ورلت‪ ،‬و س‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪17‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫ويةارت تعلكي مكن شكذن العلك ‪ ،‬لترتكت إلك أبةامكه اللاتكبة المتموكن ‪ ،‬الفالسكفة العللوكلن قكو‬
‫بالللا إقامة أخالق نا ا عل مهاو يلونية لم للة‪.‬‬

‫ـ األخالق المثالي (الكانطي )‪ :‬إ ا ةان العللولن ورولن السللر إلك تلكوور عللكي‪ ،‬كإن "ةكاني"‬
‫يعة العل ‪ ،‬لاللكيم األخالقيكة كي نظكرق مر لنكة‬ ‫ب وختلف عنبم ما وام ملياس األخالق إل‬
‫وا ت اللاتو ل اته‪ ،‬أا أن احنسان يعم الخور بها لكه كي انتظكار‬ ‫هاحراو الخور التي تعم‬
‫علككه ‪ .‬لببك ا ككإن اللاتككو هالنسككهة إلك ةككاني ككل العمك هملتتك قككانلن عككام ب‬ ‫مةا ككة علك‬
‫يب ككوق نم ككان لب مة ككان‪ ،‬ل ك ك ا الل ككانلن ب يص ككور ع ككن عا ف ككة ك ك ع ككن العلك ك العمل ككي لب ككوق‪،‬‬
‫لالهاع ككل علك ك عمك ك الخو ككر ككل تل ككوور علل ككي لم ككوأ اللات ككو ولن ت ككرو أا بس ككاو لنت ككا‬
‫الفع ك ‪ ،‬أل رتككا منفعككة‪ ،‬أل ث كلاو أل خشككية علككاو ‪ .‬للب ك ا ت ككلن للشككخص قككور علليككة عل ك‬
‫إورار اللاتو ش وبة هما تسميه احلبام‪ ،‬لله إ ارو خور ه يعتبا‪.1‬‬

‫ـ المب ب النفعي‪ :‬البوول عن الل لم يةن للوو العصكر البكوول‪ ،‬لكو ةكان ليقكومون السك ق‬
‫بل خور‪ ،‬لة ما عاو عليه هكاأللم بكل شكر‪.‬‬ ‫ع يعلو عل الفرو هالل‬ ‫ي لر‪ ،‬أا أن ة‬
‫مبمككة الفلسككفة ةمككا وككر نعككيم ك ا الم ك و "أ يلككلر" أن تككنلو صككاب با هالبككول لال مذنونككة‪،‬‬
‫لالمنفعككة ككي مليككاس الفعك الخللككي لككو المورسككة ال راغماتيككة‪ ،‬بككل ب ي لككو شككو ا أخككر غوككر‬
‫اللك ‪ ،‬لهالخصككلص اللك البسككية التككي تعت ككر أقككل اللك ات تميعككا‪ ،‬ل ككي التككي تسككتبق ال لككو‬
‫لالتبصككو عل ك بككو تع وككر "أ يلككلر"‪" :‬إن تميككت البولانككات ت لككو الل ك لتنفككر مككن األلككم‪ ،‬لأن‬
‫أص ة خور ل لك الكه ن‪ ،‬لينهلكي علك احنسكان أن يعمك مكن أتك البصكل علك أ كر‬
‫ل ممةنة"‪.‬‬

‫لال ثوكر مكن النفعوككون علك أرسككبم " نتكام" ب وككرلن كي تفتككو اللك ات عككن هعتكبا الككهعض إب‬
‫مككن خككال ال ككم‪ ،‬أا ونظككرلن إل ك أا الل ك تون أ ككر‪ ،‬لقككو لتككت " نتككام" معيككار للمفاتككلة عككن‬
‫ريق معر ة شو الل ‪ ،‬لموتبا لشمللبا أل ر عوو من الناس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موتا ونيلا مل لة‪ ،‬المرتت السا ق‪ ،‬ص‪.69‬‬ ‫إيمانلا ةاني‪ :‬ملومة ل‬

‫‪18‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫األ عككا الصككالبة عنككو النفعوككون ككي التككي تلص ك إل ك السككعاو ‪ ،‬لاأل عككا السككو ة ككي التككي‬
‫تلص إل الشلا لاأللكم‪.1‬‬

‫د ـ الحقب المعاصرة‪:‬‬

‫التفةوكر الهشكرا لو ارسكة األخكالق‪ ،‬للع ك‬ ‫إن العصر المعاصر يعت ر آخر مربلة مكن م اربك ك‬
‫اللتلووك ككة ككي آخ ك ككر أشةك ككا الفلسفك ككة احنسانو ك ككة‪ .‬لك ك لر ب ك ككو م ككن الترةو ككن علك ك أ ككم تلان ككو‬
‫تناللبا ليخالق‪ ،‬إ يصنف التاريخ اللتلويكة البووث ككة علك أنبكا صرخ ككة احنسككان مكن أعمككاق‬
‫أعماقكه ي لتككه اللككور‪ ،‬إنبكا صكلر عكن مذساتككه كي ك ا اللتككلو العا كل‪ ،‬لأ كم موككن ليخكالق‬
‫العصكر البوول أن نار عاملي الخلق لاب ت ار‪ ،‬نبككن ب نسكت يت أن نلكرر هصكلر إوتا يكة‬
‫م ككا علون ككا أن نفعل ككه‪ ،‬لهاعته ككار احنس ككان ل ككيس هة ككا ن ةامك ك الت ككلين‪ ،‬ك ك وت ككلن ع ككر ال ككنمن‬
‫هاختيارق لنلأل األخالق لملاتبكة ظر يكة الظكرلأ المبي كة هكه‪ ،‬إ تن لكق اللتلويكة مكن الك ات‬
‫( احنسان) التي ي مرةن المهاور لملر اللتكوان لالشكعلر‪ ،‬لأن احنسكان ةكا ن مت امك هعللكه‬
‫لمشاع كرق لتسككوق لرلب ككه‪ ،‬أمككا عككن معار ككه لخ ارتككه بككي نسك ية ولمككا لب تلتككو بككولو باسككمة‬
‫وبا ثلرات لليس نار بليلة م للة‪.‬‬ ‫تهل‬ ‫نبا ية‪،‬‬

‫أمككا البرية لو اللتلوولن ي اللتلو احنساني‪ ،‬لب إنسانية من ولنبا‪ ،‬لالبريكة تعمك تكمن‬
‫المعاووككر الفرووكة ب تمن المعاووكر األخالقوكة لالسياسوكة لالوونية السا و ‪ " ،‬أما المسكاللية مكن‬
‫لتبة نتكر اللتلويكة كي التانكو المظلكم للبريكة‪ ،‬عنكوما وككورر األ كراو أنبكم مسكالللن ةليكة‬
‫عككن ق ك ارراتبم لأعمككالبم لمعتلككواتبم‪ ،‬وككتمل بم الللككق يبككالللن البككرو تتا ك لانةككار ب كريتبم‬
‫لمس ككاللوتبم"‪ .2‬أا إنة ككار م ككلقفبم البليل ككي‪ ،‬لببك ك ا ونتب ككلن ل ككي ككي خ ككواأل أنفس ككبم لينتلك ككو‬
‫هعتككبم ك ا الخككواأل ال ك اتي‪ ،‬ليصككرلن عل ك ق ككل المسككاللية ةاملككة مككن أت ك سككللةبم مبمككا‬
‫ق المساللية صعهة‪.‬‬ ‫ةانت‬

‫‪1‬‬
‫أبمو أمون‪ :‬األخالق‪ ،‬وار ال تاو العربي‪ ،‬ورلت‪ ،‬ط‪ ،1860 ،1‬ص‪.08‬‬
‫‪2‬‬
‫بلمي مص ف ‪ :‬األخالق ون الفلسفة لعلما الوون‪ ،‬وار ال تو العالمية‪ ،‬ط ‪ ،8001 ،1‬ص‪.9‬‬

‫‪19‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬االخالق بين النظري والتطبيق‬

‫عنو البوول عن ابخالق علونا ان نمون ون لتبكون ليخكالق ابكو ما نظكرا لابخكر عملكي‪،‬‬
‫ككاألل يتككت ابسككس لالمهككاو لالنظريككات التككي تسككنو الوبككا السككللر ابنسككاني‪ ،‬لالثككاني عملككي‬
‫وهبل ي الت يلات العملية لب ا السللر‪ ،‬واخ ةيان مبوو‪.‬‬

‫‪-1‬االخالق النظري‪:‬‬

‫عنككو البككوول عككن مفبككلم ابخككالق النظريككة ب ككو لنككا ان نلككف قلككيال عنككو عمالقككون اثنككون مككن‬
‫عمالقة الفلسفة النظرية المثالية ليخالق اب ل ما‪:‬‬

‫إيمانلي ك ةككاني ال ك ا ونفككي عككن ابخككالق ختككلعبا للتتربككة‪ ،‬عل ك اعتهككار ان التانككو ال ك ا‬
‫وتعلق هالتتربة ب ونورج تبت مفبلم ابخالق‪ ،‬لانما ونورج تبت ن اق األنثرلبلللتيكا العمليكة‬
‫لالتي تعنكي عنكو ةكاني اساسكا علكم ال يعكة ابنسكان ةمكا تلكومبا لنكا التتربكة‪ ،‬لالتكي تهبكل كي‬
‫المل كات ابنسكانية مكن بوكل قكورتبا علك تبلوكق سكعاو ابنسكان‪ ،‬لتنميكة مبا ارتكه العمليكة عكن‬
‫ريككق التربيككة لالتب ك وو ل ككي لتككه عككام تتعلككق هملتككلعات ا عككا ابنسككان‪ .‬ابتتككاق ابخككر‬
‫المنككاقض تمامككا ل ككاني اب ل ككل للليفككي ريك لل الك ا ككاتر ابخككالق النظريككة هشككو قككا ال للان‬
‫ابخالق النظريكة تعت كر نفسكبا نظريكة لعمليكة كي نفكس اللقكت‪ ،‬ل ك ا اسكو من ليكا بسكو راا‬
‫للليفك ككي ري ك ك " بن ابخك ككالق النظريك ككة وا مك ككا معياريك ككة‪ ،‬للب ك ك ا بك ككي ب ت ك ككلن نظريك ككة هك ككالمعن‬
‫الصككبيح‪ ،‬ل لككر ألا نظككرا يصككف ليصككور ابةامككا لاقعيككة‪ ،‬ونمككا المعيككارا يصككور ابةامككا‬
‫تلليمي ككة ت ككامر هةك ك ا لةك ك ا‪ ،‬لب يمة ككن التم ككت ككون النظ ككرا لالتل ككليمي‪ ،‬لب ككون اللات ككو لالتلري ككر‬
‫لللاتككو‪ ،‬لمككن المسككتبو لتككت نظريككة لمككا وتككو ان يةككلن لانمككا تلتككح النظريككات لتفسككور مككا‬
‫ل ةا ن‪.1‬‬

‫ع و الربمن ولا‪ :‬ابخالق النظرية‪ ،‬لةالة الم لعات‪ ،‬ال ليت‪ ،1870 ،‬ص ص‪.86،80‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫‪ -8‬االخالق العملي ‪:‬‬

‫ا ابتتاق ال ار وون اثنون من رلاو ابخالق العملية اب ل ما‪:‬‬ ‫نت رق ي‬

‫*الجــــاح ‪ :‬يموك ك الت ككابت ال ك ك اعته ككار ابخ ككالق ابتتماعيك ككة ال ابخ ككالق العملي ككة الملارنك ككة‬
‫للسللر ابتتماعي الولمي المرته ة هالبيا التكرلرية انمكا كي خ كر ت ار ميكة تنتلك مكن بكون‬
‫لككر باتككة النكاس الك اخهككار مككن سككهلبم‬ ‫الك اخككر ع ككر لسككا ي مختلفككة‪ ،‬ليتكرو مثككاب علك‬
‫باتككة تككرلرية بككي صككفة بنمككة ككي هككا عبم‪ ،‬لخللككة قا مككة ككي تكلا ر م لثا تككة ب تكناولبم‪،‬‬
‫لمبي ة تماعتبم لمشتملة عل اونا م لاقصا م‪.‬‬

‫األخالق ابتتماعية ال العملية من لتبة نظر للالتابت" تمث تربا من العالقكات التعالنيكة‬
‫اللا مككة ككون النككاس لالتككي هملت بككا ب يسككت يت ببككو ابسككتلنا عككن ابخككر‪ ،‬بككي تمث ك بالككة‬
‫مككن عككر اللثككاق لالتككرنر لالتفككا م لالتعككالن ال نككا الك ا يلتككي الك قيككام متتمككت متعاتككو‪ ،‬ب‬
‫يلككل ابككو عل ك ابنفكراو هككه ال ابنلتككاض عليككه ونمككا نككر ابتتككاق ابخككر ابقككرو لشخصككية‬
‫"التككابت" اب ل ككل "تككلرج تككلر وت " عنككوما وعككا ال ك اقامككة ت ككا ق ككون ابخككالق النظريككة‬
‫لالعملية‪ ،‬ل ل كي اللقكت نفسكه ونكاقض صكرابة لعالنيكة ا ةكار "ليفكي ريك " كي نفكي ابخكالق‬
‫و ارسككة‬ ‫نككا علككم ابتتمككاأل ابخالقككي‪ ،‬لال ك ا يعن ك‬ ‫النظريككة ل ك ا ماتككوا " تككلرج وككت " ال ك‬
‫انك كلاأل الس ككللر ابراوا لالت ككي يمة ككن ان تش ككا و تمي ككت تبلبتب ككا الخاص ككة مش ككا و خارتي ككة‬
‫هصككلر تمعيككة‪ ،‬خال ككا "لليفككي ري ك " ال ك ا اعت ككر ابخككالق النظريككة اخالقككا مشخصككة برةيككة‪،‬‬
‫لثيلة ابتصا هالبيا لالعم ‪ ،‬همعن الوقوق‪ ،‬لتتري ية هالمعن الصبيح‪.1‬‬

‫_ب يمةك ككن البك ككوول مك ككن النابيك ككة النظريك ككة عك ككن مفبك ككلم ابخك ككالق العمليك ككة ةال مك ككا مةمك ككالن‬
‫لهعتبما‪.‬‬

‫الككهعض‪ ،‬لالش كلا و عل ك ةثوككر للعل ك اتككرو مثككاب لاقعيككا مككن ال و ككة المعيشككة‪ ،‬اب ل ككي قككيم‬
‫الصوق لالل ا لابخالص‪ ،‬لغور ا من الليم التي ا تس تبا لعشنا ا من امو هعوو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ع و العنين ابمو‪ :‬مهابل ي النظريات ابخالقية‪ ،‬وار الفةر العربي عا وون‪ ،1860 ،‬ص ص‪.61،61‬‬

‫‪21‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫واخك‬ ‫ليم الصوق لالل ا لابخالص ي قكيم نظريكة اراويكة تنهكت مكن واخك اا انسكان يعكي‬
‫اا متتمت من المتتمعات‪ ،‬ل ن ترتمتبا ال النابية الت يلية ال العمليكة كل اب كم‪ ،‬ل ك ا ب‬
‫واخلبا‪ ،‬لبت نست يت ممارسكتبا ب كو‬ ‫وو عنا ال نفوبا م للا عن اللاقت ال ال و ة التي نعي‬
‫من صفة ابلتنام لابقناأل با‪ ،‬لاب ستصهح مترو قيم امشية‪.‬‬

‫بتك ك نس ككت يت ان نةس ككو اخالق ككا نظري ككة ا ث ككر بولي ككة لالت انم ككا ع ككاب‪ ،‬ب ككو م ككن ابيم ككان ب ككا‬
‫لممارسككتبا موككوانيا عل ك ارض اللاقككت‪ ،‬لاب مككا ا ككو الصككوق ا ا لككم يمككارس ليككات ثمككارق ككون‬
‫ني الهشر‪ ،‬لينتم عنه المبهة لالل ا ان تنواو العالقات ون الناس لثلقا لالتناما‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫نةي مهارر‪ :‬ابخالق عنو اللنالي م هعة الربمانية‪ ،‬اللا ر ‪ ،1877 ،‬ص‪.160‬‬

‫‪22‬‬
‫علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق‬ ‫الفصل االول‪:‬‬

‫ان ابخككالق النظريككة لالعمليككة عهككار عككن خ وككون مسككتليمون ب يمةككن ببككو ما ابنب كراأ ال‬
‫المو ك ال ك التبككة األخككر ل ك ا مككن شككانه ان وككاثر عل ك السككللر لورات الفع ك لككو الهشككر‪،‬‬
‫ةوككف لنككا ان نككامن هالصككوق متككرو اق كلا ولن ا عككا ت يليككة نسككت يت ترتمتبككا موككوانيا عل ك‬
‫ارض اللاقت‪ ،‬ولن ابيمان با‪ ،‬لابقتناأل هممارستبا بت ت لن نمل تكا لقكول بسكنة لمتتمكت‬
‫ونشو ا نااق لمرولق ابلتنام الفعلي هاألخالق قلب ل عال‪.‬‬

‫مبما ت ولت اببلا لتلورت السنلن‪ ،‬ان الليم ابخالقية تهلي ثا تة‪ ،‬لب يمةن ان تتلور ‪.‬‬

‫ام ككا الس ككللر ابنس ككاني لاب ع ككا الناتت ككة عن ككه ككي م ككن تس ككت يت ان تب ككا ت علك ك تل ككر الل ككيم‬
‫لتع وبككا منيككوا مككن الهلككا لالويملمككة بت ك ب ت ككلن عرتككة لالنفصككا لابنككوثار عككن البيككا‬
‫العامة للهشر‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫المرتت السا ق‪ ،‬ص‪.161‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق‬


‫عند سبينو از‬
‫أوال األساسي للنظرية األخالقية عند سبينو از‬

‫‪ 1‬الطبيعة والقيم األخالقية‬

‫‪ 2‬نقد فكرة حرية اإلرادة‬

‫‪ 3‬االنفعاالت ووسيلة التغلب عليها‬

‫ثانيا البناء الهندسي لألخالق السبينوزية‬

‫‪ 1‬في المفهوم‬

‫‪ 2‬في البديهيات‬

‫‪ 3‬في البرهان‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد احدث سبينو از أساسا في النظررة الفلسرفية لملراأل األخرال ‪ ،‬فهرو يررفت تمام ررا تفرقررة‬
‫الفالسفة التقليديين بين ملاأل المعرفة النظرية الخالصة‪ ،‬وهري االميتافيزيقيرا وملراأل المعرفرة‬
‫العلمية وهي ااألخال ‪.‬‬

‫فررقخال سرربينو از ليسررت عنص ر ار أو لررز ا مررن فلسررفت ‪ ،‬بررل فلسررفت كلهررا أخالقيررة فرري م اد هررا‬
‫وأسسررها وفرري أ عادهررا ومسرراعيها‪ ،‬فق حاثر ر األولررل لعلررم األخررال تعرررت الم ررادق الميتافيزيقيررة‬
‫التي تقوم عليها الم ادق األخالقية‪ ،‬فضال عرن كرون المطلروب مرن هربح األ حراث هرو بيران مرا‬
‫ين غرري معرفت ر لصرري يص ر ع المالررروم األخالقرري ممكنررا‪ ،‬أي أن تصررون نظرتنررا الررل الطبيعررة فرري‬
‫ملموعه ررا نظر ررة علمي ررة ال تمت ررز به ررا خ ارف ررات‪ ،‬أو ترتص ررز عل ررل كيان ررات أس ررطورية‪ ،‬فم ررا ه ررو‬
‫األساس البي أعتمدح سربينو از فري نظريتر األخالقيرةب و مرا أن العلرم والمعرفرة يفحران لنرا أبرواب‬
‫األخال ‪ ،‬مثلما تمهد األخال الطريق للمعرفة‪ ،‬فكيف مهد سبينو از لهندسة األخال ب‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األساسي للنظرية األخالقية عند سبينو از‬

‫أهررم ط را ع يمثررل النظريررة األخالقيررة عنررد سرربينو از هررو القرروأل ان اإلنسرران ال يقررف مع رزأل عررن‬
‫الطبيعرة وقوانينهرا‪ ،‬فاسربينو از قرد انقرد الردة أوال رذ اللربين تصروروا اإلنسران علرل انر يقرف مرن‬
‫الطبيعة كقن دولة داخل الدولة ويظنون‪...‬أن ل سلطانا مطلقا علل أفعال وان الي ا ال يرتحكم‬
‫فير سرروأل بات ر " فنقطةةة البدايةةة األساسةةية فةةي ر ة ا النظريةةة األخالقيةةة رةةي اكدراع ال ل ةةي‬
‫لالرتباط بين اكنسةان ويةين الطبي ةة بوعةم عةا ‪ ،‬و ةن ثة تيديةد سةيادر فدةرر ال ةرورر فةي‬
‫عةةاا اكنسةةان بةةدورا‪ " ،‬ف ةةن ال لةةاا كال ياةةون اكنسةةان عةةزءا ةةن الطبي ةةة بوصةةفها ال لةةة‬
‫الدافية لها " وهكربا أصرد أن الهردن مرن علرم األخرال لريس الروعد واإلرالراد لوانمرا هرو الد ارسرة‬
‫وال حث والفهم فننقل بربلذ األخرال مرن ملراأل "مرا ين غري أن يكرون الرل ملراأل مرا هرو كرا ن‬
‫وأصررد أن مهمت ر فرري وصررف احثررا أخالقيررا ليسررت أن يحتقررر أو ينتقررد لوانمررا أن يفهررم الطبيعررة‬
‫‪1‬‬
‫أي أن تصررون نظرتنررا الررل الطبيعررة فرري ملموعهررا نظررة علميررة ال‬ ‫ال الررية علررل مررا هرري علير‬
‫تمتررز بهررا خ ارفررات‪ ،‬أو ترتصررز علررل كيانررات أسررطورية‪ .‬وان كرران ثمررة معنررل للخلررود‪ ،‬فررالخلود‬
‫النس ة لسبينو از يكون في أن اإلنسان ما هو اال امتداد لللوهر األزلي الخالد‪ ،‬ولما كران اإللر‬
‫بقةةةوانين طبي تةةةم ولةةةدرا "‪ ،‬فانر ر ال مل رراأل للخر روار أو‬ ‫حس ررب توص رريف س رربينو از يتصةةة‬
‫لتعطيررل ق روانين الطبيعررة الناظمررة‪ ،2‬وان اللهررل العلررل واألس ر اب وق روانين الطبيعررة هررو الرربي‬
‫يحمررل ال الررر علررل تصررديق أن قواني ررن الطبيعررة تعطلررت اسررتلا ة لصررالة أو دعررا ‪ ،‬بلررذ أن‬
‫ةةةا‬ ‫الن رراس يلا ةةةون علةةةا األفةةةياء وفةةةا اسةةةت دادر ال قلةةةي‪ ،‬وانهةةة يتخيلونهةةةا أدثةةةر‬
‫ي رفونهةةا ‪ ،3‬وهرربا األمررر ينطبررق كرربلذ علررل رليررة ال الررر للخيررر والالررر وللقبرريع والحسررن‪ ،‬فهررم‬
‫انما ينظرون الل هبح الموضوعات كما تبدو لهم هم ال ما هي علي ‪ ،‬فهبح األاليا ال ياةون‬

‫‪1‬‬
‫فلاد زكريا‪ :‬اسبينو از ‪ ،‬ملسسة هنداوي سي آي سي‪ ،‬المملصة المتحدة‪ ،7102 ،‬ص ‪.413‬‬
‫‪2‬‬
‫ررارو سرربينوزا‪ :‬علررم األخررال ‪ ،‬تررر‪ :‬لررالأل الرردين سررعيد‪ ،‬مرالعررة د‪.‬لررور كتررورا‪ ،‬المنظمررة العر يررة للترلمررة برردعم مررن‬
‫ملسسة دمحم بن راالد آأل مكتوم‪،‬بناية بيت النهضة‪ ،‬الارم ال صرة لبنان‪ ،‬الط عة األولل‪ ،7112،‬ص‪.30‬‬
‫‪3‬‬
‫المصدر نفس ‪ :‬ص ‪.22‬‬

‫‪26‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقديةةةةر ا لها ن ا ةاا كال بالنظةر كلا طبي تهةا وقةدرتها ب نةا كن رة ا األفةياء ال تدةةون‬
‫أدثر أو اقةةل ا اال لدونها تروق لللواس أو تنفررا أو لدونها تالئةة الطبي ةةةةةةة البفةرية أو‬
‫تقززرا ‪.1‬‬

‫وهكرربا تلرراوز سرربينو از الحروالز بررين الواقررع والمثررل العلررل‪ ،‬و ررين مررا هررو فعلرري ومررا هررو معيررار‬
‫مثالي وانكر الخير المطلق‪ ،‬و التالي عالم الغايات البي تركزت في األخال المثالية قسرها‪.‬‬

‫وهربح الصررفة األساسررية تفسررر الطررا ع الفريررد الربي تتميررز ر األخررال عنررد سرربينو از‪ ،‬فرراألخال‬
‫من ولهة نظر معينة مستحيلة في مبهب ر ‪ ،‬وهي مرن ولهرة نظرر أخررا أسراس بلرذ المربهب‬
‫والعنصررر اللرروهري فير ‪ ،‬ومررن المسررتحيل تفسررير هرربا االزدوا الغريررب اال مررن خررالأل االرت ررا‬
‫الوثيق بين موضوم األخال ‪ ،‬وهو اإلنسان‪ ،‬و ين ضرورة الطبيعة في ملموعها‪.2‬‬

‫وهو يلكد أننا كلما تعمقنا في فهم قوانين الطبيعة الالاملة كنرا أقردر علرل فهرم سرلوذ اإلنسران‪،‬‬
‫أي ان ملر رراأل األخر ررال ل رريس اال مرك ر ر از تتالقر ررل في ر ر اال ررعاعات المعرفر ررة ال ال رررية ف رري س ررا ر‬
‫فروعهررا‪ ،‬ويطبررق في ر العلررم اإلنسرراني كررل مررا حققر مررن نتا ر ر وكررل مررا عليررذ‪ ،‬لصرري تصررون ق ررد‬
‫تعمقت في فهم السلوذ ال الري والعالقات المت ادلة بين الناس‪ ،‬أن تصرون نظرترذ الرل الطبيعرة‬
‫في ملموعها نظرة علمية سليمة ال تمتز بها خرافات أو ترتصز علرل كيانرات أسرطورية‪ ،‬وكمرا‬
‫ين غرري أن يقرراأل‪ ،‬مررن ولهر ررة النظررر هرربح‪ ،‬ان األخررال معرفررة نظريررة الررقنها الررقن العلررم العقلرري‬
‫بولر عام‪ ،‬فمررن الممكن أيضرا أن يقراأل‪ :‬ان العلرم باتر لر طرا ع عملري أخالقري‪ ،‬أي ان العلرم‬
‫والمعرفرة يفتحان لنا أبواب األخال ‪ ،‬مثلما تمهرد األخرال الطريرق للمعرفررة‪ .‬والمهرم فري األم ررر‬
‫أنر ر ر ال ول ررود ألخ ررال مل ررردة منفص ررلة ع ررن الملر رررا الع ررام لعلر ررم ال الر ررر‪ ،‬و ر رربلذ يتل رراوز‬

‫‪1‬‬
‫ارو اسبينوزا‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪2‬‬
‫فلاد زكريا‪ :‬اسبينوزا‪ ،‬المرلع السابق‪ ،‬ص‪.713‬‬

‫‪27‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫س رربينو از‪ ،‬به رربا المعن ررل أيض ررا‪ ،‬التفرقر ررة ب ررين الواقر ررع والوال ررب‪ ،‬و ير ررن العلر ررم النظ ررري وال ص رريرة‬
‫العملية‪ ،‬و ين األخال والعلم‪.1‬‬

‫‪ 1‬ة الطبي ة والقيةة األخالقية‪:‬‬

‫عندما يقرروأل سربينو از أن قروانين الطبيعرة وأوامرر خ الخالردة الري واحررد فهرو يعنرري أن خ فري‬
‫انتها ر مررن وضررع قروانين الطبيعررة الثابتررة حكمت ر ‪ ،‬انمررا وضررعها قوام ر ررر خال رردة من ر ال يمكررن‬
‫لإلنسان أو غيرح دحضها‪ ،‬وأص حت تلذ األوامرر لرز ا ال ينفصل مرن نظررام الطبيعرة الثابررت‬
‫العام وداللة علل ماهوية الخالق المعل ر ر ر رزة‪.‬‬

‫هرربا الث ررات هررو سر ررر احتفرراب الطبيعررة بث ررات قوانينهررا العامررة وعصررمتها مررن االنتهرراذ‪ ...‬وال‬
‫ملراأل في تصحيع مسارات خاط ة طار ة في الطبيعة هي أساسرا ثابتررة وغيررر منتهكرة وتعتبررر‬
‫لرز ا من معلرزات الخالرق في صنعها‪.2‬‬

‫الرو احردي أو ألحلرولي‬ ‫ووفقا لسبينو از‪ ،‬خ هرو الطبيعرة والطبيعرة هري خ هربا الركل مبه ر‬
‫رسالة في الالهوت والسياسة ‪ ،‬الرح سبينو از معارضت لنتيلرة امرتالذ خ خرواص‬ ‫في كتا‬
‫الرية‪ .‬في الفصل الثالث من الصتاب صرح أن كلمة خ تعني نفس كلمة الطبيعة ‪.‬‬

‫كتررب‪ :‬سر روا قلنررا‪..‬أن كررل األاليررا تحصررل نتيلررة لقروانين الطبيعررة‪ ،‬أو تحصررل ق ررار وتولي ر‬
‫عرادأل برين خ والطبيعرة فكترب‬ ‫علرم األخرال‬ ‫من خ‪ ،‬اننا نتحدث عن الالئ نفس ر في كتا‬
‫خ أو الطبيعة أر ع مرات‪ .‬النس ة لسبينو از‪ ،‬خ أو الطبيعرة كا ررن واحررد والرئ واحررد انر نظررام‬
‫نالط‪ ،‬ضروري الولود‪ ،‬أبدي‪ ،‬ال نها ي ومعمم للصون البي هو مولود المطلق في كرل الرئ‪.‬‬
‫هبا هو المبدأ الر يسي في علم األخال ‪.‬‬

‫نس ررتطيع أن نق رروأل ان المظه ررر الر يس رري لالخ ررتالن ب ررين وله ررة نظ ررر س رربينو از ووله ررة النظ ررر‬
‫التقليدي ررة ال ررل األخ ررال ه ررو أن الق رريم األخالقي ررة عن رردح ل رريس له ررا مك رران ف رري المل رررا الفعل رري‬

‫‪1‬‬
‫المرلع السابق‪ :‬ص‪.712‬‬
‫‪2‬‬
‫علي دمحم يوسف‪ :‬سبينوزا‪ ..‬خ والطبيعة واإلنسان‪ ،‬صحيفة المثقف‪ ،‬أقالم فكرية‪ ،‬العدد ‪ 10 ،2012‬ر ‪ 12‬ر ‪.7171‬‬

‫‪28‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للطبيعررة‪ ،‬بينمررا كانررت القرريم األخالقيررة فرري نظررر الفالسررفة التقليرردين هرري الغايررة النها يررة لسررلوذ‬
‫الطبيعررة قسرررها‪ .‬وهرربا الفررار الر يسرري هررو الرربي يحرردد االخررتالن بررين ولهررة النظررر العلميررة‬
‫الصررارمة عنررد سرربينو از و ررين ولهررة النظررر الغا يررة السررا دة مررن قبل ر ‪ .‬فالطبيعررة عنررد سرربينو از‬
‫خاليررة تمامررا مررن القرريم ال الررية‪ :‬اننرري ال أعررزو الررل الطبيعررة لمرراال وال نظامررا وال اضررط ار ا‪،‬‬
‫انهررا لميلررة أو قبيحررة‪ ،‬منظمررة أو مضررطر ة‪ ،‬اال‬ ‫فلرريس فرري وسررع المررر أن يقرروأل عررن األالرريا‬
‫من ولهة نظر الخياأل والخير والالر ال ولود لهما اال في بهننا‪ ،‬ال في الطبيعة‪ ،‬ولريس لهمرا‬
‫أية دالأل’ميتافيزيقية‪ ،‬لوانما هما يتعلقان بولهة نظر ال الر فحسب‪.‬‬

‫و ع ررارة أخرررا‪ :‬فررالخير والالررر ال يرردالن علررل صررفة ايلابيررة فرري األالرريا منظررو ار اليهررا فرري‬
‫باته ررا‪ ،‬انم ررا هم ررا أحر رواأل للفك ررر أو موض رروعات فكري ررة نكونه ررا م ررن مقارن ررة األال رريا عض ررها‬
‫ب عت‪.1‬‬

‫ان سرربينو از ال يتفررق مررع تعرراليم الرردين اليهررودي أو أي ديانررة أخرررا فرري تفسررير مفهرروم الخيررر‬
‫والالررر‪ ،‬ويرررا أن مررا تظنر الر ر ار لنفسررذ قررد يكررون خير ار لالررخص أو ملموعررة أالررخاص أخرررا‪،‬‬
‫فرإبن الخير والالر هي قيرم نسبية أعطاهرا اإلنسان للمواضيع العامة حسب فا دت أو مضررت‬
‫منها‪.2‬‬

‫ونلرد سبينو از يقرر أن الخير والالر ليس ل أي قيمة باتيرة برل قيمتر تت رع مرن اإلنسران نفسر ‪،‬‬
‫فكل فعل أخالقي تتحدد قيمت مرا يحققر لإلنسران مرن منفعرة‪ ،‬فمرا كران فري صالحر ر وسعادت ر‬
‫سررماح خير ار‪ ،‬ومررا كرران ضررا ار وال يحقررق لر المنفعررة سرربب ل ر ر الحررزن‪ ،‬سررماح الر ار وفرري هرربا يقرروأل‬
‫نسمي الر ار ما يكرون سب ا في الحرزن‪ ،‬مررا يضعف أو يعرو قدرتنا علل الفع ر ر ررل ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫فلاد زكريا‪ :‬اسبينو از ‪ ،‬ملسسة الهنداوي سي آي سي‪ ،‬المملصة المتحدة‪ ،7102 ،‬ص‪.712‬‬
‫‪2‬‬
‫يوحنة بيداويد‪ :‬خ في فكر الفيلسون الهولندي اروذ سبينوزا‪ ،‬الحوار المتمدن‪ 71 ،‬ر ‪ 12‬ر ‪.7101‬‬
‫‪3‬‬
‫سبينوزا‪ :‬علم األخال ‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.700‬‬

‫‪29‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فمن حيث ظاهر اللغة المستخدمة‪ ،‬يولد تالا واضع بين سبينو از و ين الفالسرفة المدرسريين‪،‬‬
‫اب أنر برردورح يرمرري الررل تقررديم تفسررير لظرراهرة الالررر فرري عررالم تسرريطر علير ألوهيررة‪ ،‬ولصررن هرربا‬
‫التالا سطحي وخدام‪ ،‬والنتيلرة الحقيقيرة للتفكيرر مختلفرة فري كرل حالرة عنهرا فري األخررا كرل‬
‫اإلخررتالن‪ ،‬بلررذ ألن المدرسرريين واليهرروتيين كررانوا يحرراولون اسررت عاد فك ررة الالررر عررن الفاعليررة‬
‫اإللهية لصي يست قوا لهبح الفاعلية طا عها الخيرر‪ ،‬أي أنر ابا كران الالرر فري نظررهم وهمرا غيرر‬
‫حقيقي‪ ،‬فإن الخير حقيقة ال الذ فيها‪ ،‬ول داللة ميتافيزيقية أو أنتولولية أساسية‪ ،‬وهرو الغايرة‬
‫القصرروا الترري يسررتهدفها كررل فعررل الهرري‪ .‬أمررا سرربينو از فعررن طريقت ر الخاصررة فرري اسررت عاد فك ررة‬
‫الالررر ع ررن الفاعلي ررة اإللهي ررة‪ ،‬أي م ررن المل رررا الضررروري ل ال رريا ‪ ،‬تتض ررمن ف رري الوق ررت باتر ر‬
‫اسررت عادا للخيررر ومعر كررل القرريم المماثلررة‪ ،‬مررن هرربا الملرراأل نفسر ‪ ،‬فهررو يختلررف عررن المدرسرريين‬
‫اختالفا أساسريا فري أنر ال ينفري الالرر لصري يتررذ الخيرر وحيردا فري الميردان‪ ،‬برل يخلري الميردان‬
‫من لميع القيم المال مة وغير المال مة في آن واحد‪ .‬وهبا طبيعة الحاأل هردن مختلرف تمامرا‬
‫عما كان يرمي الي المدرسيون‪ ،‬بل ان في واقع األمر يهردم كرل أسرس التفكيرر المدرسري‪ ،‬مرن‬
‫حي ررث انر ر يسر ررت عد الخي ررر بوص ررف غاير ررة لمس ررار الح ر روادث ف رري الص ررون‪ ،‬وهكر رربا يتض ررع مر رردا‬
‫المدرسيين رغم أن توصل الرل نتا لر عرن طريرق‬ ‫سبينو از ونتا‬ ‫االختالن الضخم بين نتا‬
‫مقدمات تبدوا من حيث لغتها‪ ،‬قري ة الال من لغتهم الل حد عيرد‪.‬‬

‫‪ 2‬ة نقد فدرر لرية اكرادر‪:‬‬

‫يظهررر اتسررا اإلتلرراح الحتمرري فرري نظريررة سرربينو از األخالقيررة بوضرروح فرري نقرردح لفك ررة حريررة‬
‫اإلرادة فعلررل خررالن معظررم المررباهب الفلسررفية الترري لررم تتصررور امكرران قيررام األخررال دون ارادة‬
‫ح ررة‪ ،‬يلك ررد س رربينو از أن االعتقرراد حري ررة اإلرادة وه ررم اطررل‪ ،‬وأث ررر م ررن آثررار الله ررل األسر ر اب‬
‫الحقيقية‪ ،‬وأننا لن نستطيع فهرم اإلنسران علرل حقيقتر ‪ ،‬و الترالي فهرم طبيعرة سرلوك ‪ ،‬طالمرا أننرا‬
‫نفترررت مقرردما مثررل هرربح الفكررة ال اطلررة‪ .1‬وهرربا المعنررل صرراغ سرربينو از بلغررة الهوتيررة والقا لررة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فلاد زكريا‪ :‬المرلع السابق‪ ،‬ص ‪.710‬‬

‫‪30‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ان الر ر وح رردح ه ررو الح ررر ‪ ،‬فالن رراس يخط ررون ح ررين يظن ررون أنفس ررهم أحر ر ار ار‪ ،‬وم ررا رد ه رربا ال ررل‬
‫العورهم قفعالهم الخاصة ولهلهم األس اب المتحكمة فيها‪.‬‬

‫ابن‪ ،‬فمن المحاأل أن يكون اإلنسان ح ار معنل أن ل مالي ة أو ارادة تسرلذ مرن تلقرا باتهرا‪،‬‬
‫دون أن ي ررتحكم فر رري س ررلوكها سر رربب خ ررارلي‪ ،‬اب أن اإلنسر رران عل ررل صر ررلة مس ررتمرة عوامر ررل ال‬
‫متناهيررة فرري العررالم المحرريط ر ‪ ،‬ومررن المحرراأل أن يسررلذ علررل أي نحررو دون يقخررب هرربح العوامررل‬
‫عررين االعت ررار‪ .‬وهرربا اعررالن عررن نسرربية الحريررة اإلنسررانية‪ ،‬وهرري نا عررة مررن رغ ررة اإلنسرران فرري‬
‫الحكم علل األاليا كما لو كان المر هو اآلمر الناهي في ملالر الخراص‪ .‬وبلرذ حرين يفرر‬
‫بين القوانين الطبيعية‪ ،‬والقوانين التي يسنها اإلنسان‪.1‬‬

‫و نررا علررل بلررذ‪ ،‬فالحريررة‪ ،‬لرردا سرربينو از ليسررت سرروا االسررتلا ة الطبيعيررة لقررانون الضرررورة‪،‬‬
‫البي ال يررا فري تسرييرح لإلنسران نوعرا مرن اإلرغرام أو الرتحكم‪ ،‬وبلرذ ألن اإلنسران يسرلذ وفقرا‬
‫لطبيعت ‪ ،‬المتمثلة في العقل المنظم والمبرم وفقا لبلذ القانون‪ ،‬واإلرادة لدي ر كما تبين سا قا ر‬
‫ليست اال ميل العقل الرل قبروأل مرا يروقر مرن المعراني‪ ،‬لواسرت عاد مرا ال يروقر ‪ ،‬وهربا مرا يلعرل‬
‫العقل‪ ،‬ال يالعر قن مسرير‪ ،‬ألن القروة التري تدفعر للفعرل‬ ‫الفرد عندما يسير وفقا لما يقضي‬
‫تصمررن بداخلر ر فق ررط‪ .‬وه رربا يعن رري أن خ أو الطبيع ررة معناهررا الصل رري الال ررامل‪ ،‬ه رري الت رري تمل ررذ‬
‫الحرية ألنها ال توال ضغطا أو ارغاما خارليرا‪ .‬أمرا اإلنسران فهرو فري أفعالر محكومرا العديرد‬
‫مررن العوامررل الخارليررة‪ ،‬وال يمكررن أن يسررلذ علررل أي نحررو دون أن يحسررب حسررابها وتررقتي فرري‬
‫مقدمررة بلررذ العوامررل ثقافررة الملتمررع‪ ،‬الترري تفرررت علررل الفرررد العديررد مررن الم ررادق والقواعررد أو‬
‫وتفاعلر ر م ررع اآلخر ررين‪ .‬لوابا م ررا ح رراوأل‬ ‫المع ررايير‪ ،‬الت رري يل ررب علير ر االلتر رزام به ررا ف رري س ررلوك‬
‫تلاهلهررا‪ ،‬أو تصرررن دون أخرربها االعت ررار‪ ،‬فإن ر يقررع فريسررة للعقرراب االلتمرراعي‪ .‬وسرربينو از‬
‫باتر ‪ ،‬وفرري موضررع آخررر مررن فلسررفت األخالقيررة يالررير الررل محركررات خارليررة أيضررا و ار سررلوذ‬
‫الفرد وأفعال ‪ ،‬ويتحدد وفقرا لهرا لروهرح‪ ،‬وتتمثرل هربح المحركرات فري البي رة والملتمرع‪ ،‬ف ر ‪...‬لصي‬

‫‪1‬‬
‫المرلع نفس ‪ ،‬ص ‪.714‬‬

‫‪31‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تصررون انسررانا كررامال‪ ،‬ال ين غرري أن تتحرررر مررن قيررود الملتمررع ونظام ر ‪ .‬فاإلنسرران‪ ،‬كغي ررح مررن‬
‫الصا نررات فرري هرربا الصررون الفسرريع‪... ،‬محكومررة بنظررام الضرررورة الحتميررة‪ ،‬لررم يكررن فرري الطبيعررة‬
‫ممكنررات‪ ،‬ولررم يكررن فرري الررنفس ارادة ح ررة‪ ،‬أي أن اإلنسرران لرريس مملصررة فرري مملصررة‪ ،‬فالالررعور‬
‫الحرية خطق ناالئ مما في غير المطا قة من نقص وغموت‪ ،‬لوانما يعتقرد النراس أنهرم أحررار‪،‬‬
‫ألنهم يلهلون العلل التي تدفعهم الل أفعالهم‪.1‬‬

‫ة االنف ةةةاالو ووسةةةيلة التيلةةة عليهةةةا‪ :‬ي رررا س رربينو از ان ق رردر اإلنس رران ه ررو أن ال يه ررزم‬ ‫‪3‬‬
‫االنفعاالت‪ ،‬ألنر اختصرار‪ ،‬محرا بوابرل مرن القروا العارمرة التري تصردم قوتر فري كرل حرين‪،‬‬
‫وقررد يكررون االصررطدام محطمررا‪ .‬لصررن وعلررل الرررغم مررن بلررذ‪ ،‬بإمكرران اإلنسرران أن يحسررن تولير‬
‫تلررذ القرروا عررن طريررق العقررل‪ .‬فالعقررل كقرروة طبيعيررة أيضررا موكرروأل ل ر مهمررة اسررتيعاب آليررات‬
‫االتغاأل الطبيعة وقوانينها وأس ابها‪ .‬وهو ما يسمع بتقليل االنفعاأل السلبي وأخربح نحرو اإليلراب‬
‫كلمة أصثر ت سيطا‪ ،‬يمكن ازالة االنفعاأل السلبي ابا استطعنا تصوين فكرة واضرحة ومتميرزة عرن‬
‫األس ر اب المحركررة لالنفعرراأل‪ .‬آنررباذ نحصررل علررل الهرردو ‪ ،‬ونكتالررف أن األمررر طبيعرري‪ .‬فلمررا‬
‫القلر ر ررق ابنب ان النر ر رراس تحتر ر ررر الس ر ر رلب نظ ر ر ر ار للهلهر ر ررا األس ر ر ر اب‪ .‬وال خر ر رررو مر ر ررن عبودير ر ررة‬
‫االنفعرراالت‪ ،‬وال تحقيررق للغ طررة اال المعرفررة‪ .‬وهنررا يعلررن سرربينو از تفررو الحكرريم علررل اللاهررل‪.2‬‬
‫قا مررة طويلررة لالنفعرراالت ال الررية‪ ،‬معرفررة‬ ‫ولقررد أتررل سرربينو از فرري ال رراب ال ار ررع مررن األخررال‬
‫كلها من خالأل هبا المبردأ األساسري‪ :‬مبردأ زيرادة قردرة اإلنسران علرل حفرد باتر واالسرتمرار فري‬
‫ولودح أو اإلقالأل من هبح القدرة‪ .‬ولهبح القا مة طرافة كبيرة ووهي ال الرذ تللرف لان را هامرا‬
‫لنظري ررة س رربينو از األخالقي ررة‪ ،‬وت رردأل ك ررل وض رروح عل ررل أص ررالة ه رربح النظري ررة‪ ،‬اب ألن تعريفاته ررا‬
‫العلميررة الصررارمة لالنفعرراالت تختلررف تمامررا عررن تعريفررات الفالسررفة األخالقيررين التقليررديين كررل‬
‫م ررا تض ررمنت م ررن مع رراني تقويمي ررة وتميير رزات كيفي ررة ب ررين االنفع رراالت‪ :‬فقا م ررة االنفع رراالت عن ررد‬

‫‪1‬‬
‫أمررة السررالم دمحم علرري لحرران‪ :‬ررارو سرربينو از فلسررفة وتر يررة ‪ ،‬مرالعررة‪ :‬دمحم الصمررالي ودمحم الخيررا ‪ ،‬لامعررة الملصررة أروا‪،‬‬
‫اللمهورية اليمنية‪ ،7110 ،‬ص ص‪.012 011‬‬
‫‪2‬‬
‫محسن الدمحمي‪ :‬سبينو از وموالهة االنفعاأل السلبي‪ ،‬لريدة العرب الدولية‪ ،‬الالر األوسط‪ ،‬اغسطس ‪.7101‬‬

‫‪32‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سبينو از تمثرل المحاولرة الوحيردة‪ ،‬فري المرباهب األخالقيرة التقليديرة لررد لميرع انفعراالت اإلنسران‬
‫الررل أصررل واحررد تررت ط فير طبيعررة اإلنسرران طبيعررة كررل كررا ن حرري آخررر‪ ،‬وال ينظررر اليهررا علررل‬
‫أنها تحتل في الصون مركز دولة داخرل الدولرة ومع بلرذ‪ ،‬فررغم مرا لهربح القا مرة مرن أهميرة فري‬
‫ه رربا الص رردد‪ ،‬فل ررن نتح رردث ع ررن محتوياته ررا التفص رريل‪ ،‬اب أن ه رربح المحتوي ررات يمك ررن أن تقر ر أر‬
‫م اال ررة دون عنررا كبيررر‪ ،‬فرري كتا ررات سرربينو از بات ر وهرري علررل أيررة حرراأل ال تترررذ ملرراال كبي ر ار‬
‫للالارح‪ ،‬اب انها واضحة ر نسبيار القياس الل كثير من األل از األخرا لفلسفت ‪.1‬‬

‫وألن س رربينو از يعتب ررر اإلنس رران ل ررز ا م ررن الطبيع ررة‪ ،‬تحكمر ر قوانينه ررا الص ررارمة‪ ،‬فق ررد رد لمي ررع‬
‫انفعاالتر الررل أصررل واحررد ت ررت ط فير طبيعررة اإلنسرران طبيعررة كررل كررا ن حرري آخررر وبلررذ لصرري‬
‫يثبت أن ال يتميز عن مكونات الطبيعة األخررا‪ ،‬وهربح االنفعراالت األصريلة التري يالرترذ فيهرا‬
‫مررع غي ررح مررن الصا نررات‪ ،‬هرري اللرربة‪ ،‬واأللررم‪ ،‬والرغ ررة‪ .‬وقررد عرررن سرربينو از انفعررالي اللرربة واأللررم‬
‫قول ‪ :‬اللبة هي انتقاأل اإلنسان من كماأل أقل الل كماأل أعظرم‪ ،‬واأللرم هرو انتقراأل اإلنسران مرن‬
‫كماأل أعظم الل كماأل أقل وكرون اللربة واأللرم تعبيرر عرن حالرة انتقاليرة يمرر بهرا اإلنسران‪ ،‬فهربا‬
‫الردليل علرل أنهمرا انفعراالن مرت طران افتقرارح الرل الصمراأل‪ ،‬فمرن عرادة اإلنسران أن يمرر رقحواأل‬
‫مختلفررة فرري درلررة كمالهررا‪ ،‬وفرري عمليررة االنتقرراأل باتهررا تصررون اللرربة أو يكررون األلررم‪ .‬أمررا الرغ ررة‬
‫فهي التعبير الم االر عن ميرل اإلنسران الرل حفرد ولرودح‪ ،‬وعرن كونر واعيرا بهربا الميرل‪ ،‬وهرو‬
‫يعرفهرا قنهررا ‪...‬ماهيررة اإلنسرران باتر ‪ ،‬قرردر مررا تتصرور علررل أنهررا مسرريرة‪ ،‬عررن طريررق تررقثر أو‬
‫تعديل لها‪ ،‬الل فعل الي ما ‪ ،‬وهي تالمل كل مسراعي اإلنسران واندفاعاتر والرهوات ومطال ر‬
‫الترري يسررعل بهررا الررل تحقيررق الرري مررا‪ ،‬ومررن هنررا كرران ارت اطهررا الوثيررق الماهيررة األساسررية‬
‫لإلنسان‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫فلاد زكريا‪ :‬اسبينوزا‪ ،‬ملسسة هنداوي سي آي سيوالمملصة المتحدة‪ ،7102 ،‬ص‪.703‬‬
‫‪2‬‬
‫أمة السالم دمحم علي لحان‪ :‬المرلع السابق‪ ،‬ص‪.007‬‬

‫‪33‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬البناء الهندسي لألخالق السبينوزية‪:‬‬

‫لقررد انلررز سرربينو از اساسررا فرري االخررال الفلسررفية فرري ملرراأل االخررال ‪ ،‬فهررو يرررفت قطعررا‬
‫تفرقة الفالسفة القدما بين ملاأل المعرفة النظرية الخالصرة‪ ،‬وهري الميتافيزيقرا وملراأل المعرفرة‬
‫العلمية وهي االخال اي تصون نظرتنا الل الطبيعة فري ملموعهرا نظررة علميرة اي ابتعراد عرن‬
‫المز بين خرفات‪ ،‬او تركيز علل كيانات االساطير‪.‬‬

‫مما يعنل ان العلم والمعرفة يفتحان لنا ابواب االخال مثلما تمهد االخال الطريق للمعرفة‬

‫فماهي المناه التي استخدمها سبينو از في ملاأل االخال ب‪.‬‬

‫‪0‬ة في ال فهو ‪:‬‬

‫ظهرررت فلسررفة سرربينو از فرري تلررذ الفت ررة الترري احتضررنت الم ارحررل االولررل للعلررم الحررديث‪ ،‬وهرري‬
‫تحديرردا تلررذ الفت ررة الترري واصبررت والدة مفهرروم الحتميررة بوصررف نموبلررا فرررت نفس ر علررل كررل‬
‫معرفة علمية‪ ،‬غير ان القوأل الحتمية ال يعني ان هناذ قوة تزعم الظواهر‪.‬‬

‫علل اليسر في نسق معين‪ ،‬ولما كان القوأل الحتمية يعد من اهم الصرفات التري تميرز التفكيرر‬
‫العلمي‪ ،‬فإننا يمكن ان نصف فلسفة سبينو از العلمية‪ ،‬وبلذ من خالأل قر ار ة كتا ر ااالخرال‬
‫والرربي يلخررص كررل مللفاتر ويكملهررا فرران اهتمامر رراألخال كرران مررن خررالأل اهتمامر الر يسرري‬
‫غرررت تفسررير فيزيررا ي الررامل للصررون واالنسرران‪ ،‬ممررا يلكررد تال ر ع سرربينو از ررالروح العمليررة فرري‬
‫نظرت الفلسفية‪ 1‬لصن سبينو از قام بنقد الغا يرة انطالقرا مرن هربح النقطرة تحديردا‪ ،‬حيرث يررا ان‬
‫اخطررا النرراس وتحي رزاتهم ترترردكلها الررل خطررا اساسرري واحررد هررو تلررذ اآل ار تنطلررق مررن فك ررة‬
‫تالير عموما الل ان كل االاليا في الطبيعة تسلذ كما يسلذ ال الر‪ ،‬اعني نحو غاية ‪.2‬‬

‫لبا فهو يعمد هنا الل تبرير ميل االنسان لتبني هبا الراي البي يرراح خاط را‪ ،‬وكيرف انر يسرهم‬
‫في بروز ا ار خاط ة حوأل الخير والالر والخطق والصواب‪ ،‬والنظام والفوضل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فان لاأل‪ :‬طريق لفيلسون‪ ،‬تر‪ :‬أحمد حمدي محمود القاهرة‪ ،0212 ،‬ص‪.710‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Spinoza، ethics، ethics, an introduction, New york, cambridge, uni pressm 2006, p75.‬‬

‫‪34‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فيرا ان كل الناس يولدون وهم لاهلون لعلرل األالريا هرم لميعرا يمتلصرون الرغ رة لل حرث فري‬
‫مررا هررو مفيررد لهررم‪ ،‬ويت ررع بلررذ اوال ان النرراس يتصرررفون مررن الررل الالرري الرربي ي حثررون عن ر ‪،‬‬
‫لربلذ يحردث ان نظررة واحردة فقرط لمعرفرة العلررل النها يرة ل حرداث عنردما تصرون معلومرة‪ ،‬فررانهم‬
‫يعتقرردون ان ر ال مبرررر لمزيررد مررن الالررذ‪ ،‬فررابا لررم يسررتطيعوا ان يعرف روا هرربح العلررل مررن مصررادر‬
‫خارلية فانهم ملبرون علل التقمل في انفسهم‪ ،‬والتفكيرر فري الغررت الربي يسرتميلهم الخصريا‬
‫التعليررل الحرردث لهرربا فهررو يفسررر الملصررات والظرواهر بوصررفها وسررا ل تترريع للنرراس القرروأل بولررود‬
‫حاصم للصون‪ ،‬وتلبرهم علل االيمان ببلذ‪.1‬‬

‫ان الطبيعرة ال تعمرل مسرتهدفة غايرة مرا‪،‬‬ ‫ويقرر في مقدمة المقاأل ال ار ع من مللفر ااالخرال‬
‫الن الصررا ن االزلرري الالمتنرراهي الرربي نرردعوح االلر يعمررل الضرررورة نفسررها الترري ولررد بواسررطتها‬
‫اي ان سرربب او علررة ولررود االلر وسرربب فعلر همررا الرري ‪ .‬لرربلذ فرران العلررة الترري تسررمل نها يررة‬
‫هي ليست سوا رغ ة انسانية الل الحد البي نعتبرها في اصال وعلة ألي الي ‪.2‬‬

‫ومررن هرربا نقرردح للغا يررة والترري يولههررا نحررو تصررور القرريم االخالقيررة واللماليررة‪ ،‬وعلررل هرربا‬
‫فان سبينو از يرلع التلا الناس الل التفسير الغا ي الل اللهل األس اب ومرا اوردنراح اعرالح‬
‫هو عت من حلل في تفنيد الغا ية والتي حفل بها الفصل االوأل من ااالخال ‪.‬‬

‫وقر ررد انصر ررب نقر رردح للغا ير ررة خاصر ررة علر ررل المسر ررتويين‪ :‬النفسر رري والتر رراريخي وان تفنير رردها علر ررل‬
‫المس ررتويين النفس رري والت رراريخي يع ررد مس رراهمة اعظ ررم ف رري دع ررم ال ررروح العلمي ررة‪ ،‬وتقصي ررد واض ررحا‬
‫وصارخا علل تالرب سبينو از بتلذ الروح العلمية‪.3‬‬

‫امررا علررل الصررعيدين النظررري واإليررديولولي‪ ،‬فان ر تعامررل مررع المفهرروم الغررا ي مولهررا اهتمام ر‬
‫رلاأل الالهوت في عصرح‪.‬‬ ‫نحو العقا د الالا عة كل ما يت عها من تفسير وتنظير تصدر‬

‫‪1‬‬
‫‪Spinoza, ibid, p 75.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p77.‬‬
‫‪3‬‬
‫سبينوزا‪ :‬رسالة في الالهوت والسياسة‪ ،‬تر‪ :‬حسن حنفي‪ ،‬مكت ة أنللومصرية القاهرة‪ ،‬د ‪ ،0200 ،‬ص‪.010‬‬

‫‪35‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يرا هدن الدين الحقيقي هو تحرير الناس واللدير البكر هنا ان سبينوزا‪.‬‬

‫ال يتول بنقدح نحو الدين بوصف منزال او عالقت مصدرح‪ ،‬وانما نحو عت الممارسات التري‬
‫ترردعي انهررا دينيررة‪ ،‬وهرري فرري حقيقتهررا ال تمررت رراي ترردعي انهررا صررلة الرردين‪ ،‬وال تخضررع ألي‬
‫تفسررير عقلرري او عملرري اب يقرروأل لقررد دهالررت م ر ار ار مررن رليررة انرراس يفتخرررون بإيمررانهم الرردين‬
‫المسرريحي‪ ،‬اي يلمنررون ررا ال يتول ر بنقرردح نحررو الرردين بوصررف منرزال او عالقتر مصرردرح‪ ،‬وانمررا‬
‫نحو عت الممارسات التي تدعي انها دينية‪ ،‬وهي في حقيقتها ال تمت اي تدعي انهرا صرلة‬
‫الرردين‪ ،‬وال تخض ررع ألي تفس ررير عقل رري او عملرري اب يق رروأل لق ررد دهال ررت م ر ار ار م ررن رلي ررة ان رراس‬
‫يفتخرررون بإيمررانهم الرردين المسرريحي‪ ،‬اي يلمنررون الحررب والسررعادة والسررالم والعفررة واالخررالص‬
‫للمي ررع الن رراس‪ ،‬وين ررازعون م ررع بل ررذ بخب ررث ال ررديد‪ ،‬ويظه رررون اال ررد انر روام الحق ررد حي ررث يظه ررر‬
‫ايمانهم في عدا هم ال في ممارستهم للفضيلة‪.1‬‬

‫وهكرربا‪ ،‬فرران حملتر تررقتي الدرلررة االولررل علررل رلرراأل الالهرروت‪ ،‬الرربين يسررتغلون طررا ع القداسررة‬
‫للصتب المنزلية متخبين منها نقطة بداية للدراسة والتفسير‪ ،‬حيرث يررا ان الضررر الربي يترترب‬
‫علرل نظررة رلرراأل الالهروت هربح‪ ،‬هررو انهرم يسرتغلون طررا ع القداسرة فري عنررق حريرة الفكرر وكررتم‬
‫اص روات خصررومهم‪ ،‬ر السرريطرة السياسررية ايضررا‪ :‬و علررل هرربا النحررو كرران ل حث ر الالهرروتي‬
‫السياسي هدفان‪ :‬االوأل اث ات ان حرية الفكر ال تمثل خط ار علل سالمة الدولة ‪.2‬‬

‫يبدو مما تقدم ان االحتمية لا ت ب ساطة نتيلة اضفا الحلة الرياضرية الهندسرية علرل الفكرر‬
‫ومررا الالررعور ررالحتمي اال الالررعور النظررام الساسرري‪ ،‬الالررعور قررار الفكررر وسرركون النررالم عررن‬
‫‪3‬‬
‫التناظر‪ ،‬الالعور طمقنينة الروا ط الرياضية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سبينو از‪ :‬رسالة في الالهوت و السيلسة‪ ،‬المصدر سابق‪ ،‬ص‪717‬‬
‫‪2‬‬
‫المصدر نفس ‪ ،‬ص‪04‬‬
‫‪3‬‬
‫رايالن ا هانز‪ :‬نالقة الفلسفة العلمية‪ ،‬تر‪ :‬فلاد زكريا‪ ،‬الملسسة العر ية للط اعة و النالر‪ ،‬بيروت‪،،0222 ، 7 ،‬ص‪23‬‬

‫‪36‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اب يالررير سرربينو از مررن خررالأل الصررفحات االولررل مررن كتا ر ااالصررالح الفهررم االنسرراني الررل‬
‫هدف ر وغايت ر االخالقيررة الترري يول ر نحوهررا كررل نتال ر الفلسررفي‪ ،‬وهرري الوصرروأل اإلنسرران الررل‬
‫الصمرراأل‪ ،‬يقرروأل‪ :‬ال الرري نقخرربح طبيعت ر يمكررن ان يسررمل كررامال ‪ perfect‬او غيررر كامررل‬
‫السرريما عن رردما نرردرذ ان ك ررل ال رري يحرردث‪ ،‬فانر ر يحرردث عل ررل وف ررق النظررام األزل رري والقر روانين‬
‫االزلية ‪.1‬‬

‫وال يمكررن بلررذ اال بتحديررد الهرردن‪ ،‬ونقطررة البدايررة اساسرريات المنهليررة مررع التقليررل مررن اهميررة‬
‫االدراذ الحسي‪ ،‬الن هبا االدراذ يختلف اختالن العوامل المحيطة ‪.‬‬

‫و التررالي هرري اد ارصررات متغيررة وباتيررة‪ ،‬ابن‪ ،‬البررد مررن التركيررز علررل االدراذ العقلرري فرري تصرروين‬
‫المعرفة العملية‪ ،‬دون ان تعفل ما كان للمنه الديكارتي من دون البي تناول التقمل‪.‬‬

‫اال ان المالرركلة س رربينو از الر يسررية كان ررت ف رري ايلرراد الوس ررا ل المال م ررة للوصرروأل ال ررل التقصي ررد‬
‫الت ررام‪ ،‬اب ي رررا ان العق ررل ينم ررو عن رردما يص ررل ال ررل ادراذ ع رردد اصب ررر م ررن المواض رريع‪ ،‬ويصر ر ع‬
‫مكتصال عندما يحصل علل معرفة االل او المولود المطلق‪.‬‬

‫والطريررق إلدراذ الحقيقررة الفعليررة تصررون مررن خررالأل ا الفكررة الصررحيحة فحسررب المررر يعلررم مررا‬
‫الفكرة الوهمية حتل يتحاش الخلط بينهما و ين الفكرة الصحيحة‪.2‬‬

‫وحقيقة االفكار الصحيحة النس ة أل سربينو از يلرب ان تولرد قروة وطبيعرة االدراذ‪ ،‬وقبرل بلرذ‬
‫البد من ابتصار وسا ل لتحسين االدراذ وتقنيت ‪ ،‬وانما االدراذ عندح ار عة‪:‬‬

‫أ‪ -‬ادراذ يظهر من خبر نسمع ‪ ،‬ف السمع اعرن اقر ا ي‪ ،‬ومواضع اخرا‪.‬‬

‫ب‪ -‬االدراذ يظهررر مررن التلر ررة المحملررة‪ ،‬مررن تلر ررة غيررر مصررنفة مررن العقررل وترردعل كرربلذ‬
‫فقط‪ ،‬الن الحدث المعنل وقع ليحدث‪.‬‬

‫‪ -‬ادراذ يظهر عندما نستدأل علل ماهية الي ما من خالأل الي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سبينو از‪ :‬اصالح الفهم االنساني‪ 7 ،‬من كتاب األخال ‪ ،‬تر‪ :‬لالأل الدين ىسعيد‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ايميل بريهية‪ :‬تاريخ الفلسفة‪ ،‬تر‪ :‬لور طرابيالي‪ ،‬دار الط اعة‪ ،‬بيروت‪ ،0227، 7 ،‬ص‪.070‬‬

‫‪37‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫د‪ -‬ادراذ يظهر عندما ندرذ الي ا من خالأل ماهية فقط‪.1‬‬

‫و هرربا يمكررن حصررر التحليررل فرري فلسررفة سرربينو از فرري تحليل ر لقرروة االدراذ بوصررف االداة الترري‬
‫بواسررطتها يررتمكن مررن تحديررد نقطررة البدايررة فرري فلسررفت ‪ ،‬وهرري االفك ررة الصررحيحة ‪ ،‬والترري منهررا‬
‫نستن ط كل االفكار االخرا في مقابل قروة التفكيرر المتمثلرة لقروة المنطرق التري موضروم المرنه‬
‫الرياضي الهندسي‪.‬‬

‫ومررن خصررا ص لعررل االدراذ واضررحا‪ :‬ان ر يتضررمن تقصيررد‪ ،‬ان ر يرردرذ االالرريا تحررت ظرررن‬
‫الزمن المحدد ال تحت الكل معين من االزلية‪.‬‬

‫ومررن هنررا‪ ،‬يبرردو الهرردن الحقيقرري للمررنه العلمرري فرري فلسررفة سرربينو از هررو ان يلررد الحقيقررة فرري‬
‫القوانين الطبيعية غير المتغيرة في العالم سوا تعتبر عنها‪ ،‬وال تصون مضمونة اال مرن خاللهرا‬
‫لربا‪ ،‬تفررت علينرا المسرالة األ سرتمولوليا التري نعررت مرن خاللهرا اسرتعماأل سربينو از للمررنه‬
‫الهندس رري‪ ،‬الب ررد م ررن فح ررص االتس ررا التلريب رري للم ررنه م ررن ناحي ررة‪ ،‬واتس ررا النظ ررري للفك ررر‬
‫الهندسي عندح من ناحية اخرا‪.‬‬

‫امررا النسر ة لالتسررا التلريبرري للمررنه ‪ ،‬فقررد تن ر سرربينو از الررل بلررذ الفررار النرروعي بررين مررا هررو‬
‫‪2‬‬
‫رياضي هندسي وما هو منطقي‪ ،‬بين حدسي و ين ما هو صوري ‪.‬‬

‫اال ان سبينو از يررفت مبردا الهويرة بوصرف اسراس لرإلدراذ‪ ،‬فمنهلر الهندسري يستحضرر رادق‬
‫بي بد مفاهيم الحدسية القبلية ليكون نوعا مرن االحكرام هرو مرا يمكرن ان تطلرق علير احكرام‬
‫تركي ة قبلية‪.‬‬

‫و هبا فان المنه الهندسي في فلسفة سبينو از يكالف عن اتسا كتلة العالقرات الصلفرة برر ط‬
‫‪3‬‬
‫‪".‬‬ ‫االاليا ‪ ،‬حيث يقوأل‪ :‬ان النظام وت ار ط االفكار مالا لنظام وت ار ط االاليا‬

‫‪1‬‬
‫سبينو از‪ :‬اصالح الفهم االنساني المصدر نفس ‪ ،‬ص‪. 2‬‬
‫‪2‬‬
‫كريم زيد ع اس‪ :‬اسبينو از‪ ،‬فلسفة االخالقية‪ ،‬المكت ة الفلسفية‪،0،7110 ،‬ص‪010‬‬
‫‪3‬‬
‫‪spinoza ibid, p86 .‬‬

‫‪38‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و النسر ر ة لالتس ررا النظ ررري للم ررنه ‪ ،‬فانر ر ررات معلوم ررا ل رردينا ان س رربينو از اتخ ررب م ررن هندس ررة‬
‫من خالأل كتا االصوألا‪the élément‬‬ ‫اقليدس المثاأل البي يتحدا‬

‫وت عا‪ ،‬لبلذ فان العناصر التي تالكل المنه الهندسي هي‪ :‬التعريفات والبديهيات والبراهين‪.‬‬

‫‪ -‬وت عا لبلذ ن سبينو از قواعد يلب مراعاتها يمكن ان نلملها علل النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬ابا كان الالي مخلوقا‪ ،‬فان تعريف يلب ان يدرذ علت القري ة‪.‬‬
‫‪ -‬ان مفهوم او تعريف الالي يلب ان يلمع كل خصا ص ‪.‬‬
‫‪ -‬ابا كان التعريف لالي غير مخلو فيلب است عاد فكرة اي علة‪.‬‬
‫‪ -‬عند اعطا تعريف للالي ‪ ،‬يلب ان ال يترذ ملاأل للالذ حوأل ولودح‪.‬‬

‫ان يلب اال يحتوا اسما يمكن ان توضع صورة وصفية‪.‬‬

‫ومرن هنررا البررد التمييررز بررين نرروعين مررن التعريررف‪ :‬التعريررف الصرروري)‪(formal définition‬‬
‫والتعريف السيمانطيفي‪ ،‬البي يمثل قاعدة تسمع لنا بتحسين معنل الرمز البي نريرد تعريفر او‬
‫توضيع معناح‪.‬‬

‫‪2‬ة في البديهياو‪ :‬وترلع اهمية النظام البرديهي عنرد سربينو از الرل االمكانيرة التري يقردمها هربا‬
‫النظررام فرري تنظرريم االد ارصررات‪ ،‬واالسررلوب الرربي تررنظم وتتوحررد ر ‪ ،‬لرربلذ نرررا انر يلكررد قبررل كررل‬
‫الي علل ولوب االستدالأل‪ ،‬ألن البديهيات امتداد غيرر متنراح‪ ،‬وال تولر العقرل للتقمرل الري‬
‫خاص معين اصثر من غيرح‪.1‬‬

‫فالنظررام البررديهي يتررقلف مررن منظومررة قضررايا ت ررت ط فيهررا الحرردود األوليررة العالقررات المنطقيررة‪،‬‬
‫مثل واو العطف‪ ،‬وكلمة أو‪ ،‬والم التعريف وكلمة كل‪ ،‬وكلمة عت ‪.‬‬

‫تتالكل بديهيات في‬ ‫اما عن النظام البديهي البي يوظف سبينو از في كتا ااألخال‬

‫‪1‬‬
‫سبينوزا‪ :‬اصالح الفهم ال الري مصدر نفس ‪ ،‬ص‪.42‬‬

‫‪39‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أنسررا يالررير كررل منهررا الررل موضرروم بلررذ القسررم مررن الصترراب األقسررام الخمسررة‪ ،‬وعلررل سرربيل‬
‫المثاأل كان موضوم‪ ،‬واألمر كبلذ النس ة الل اقي اقسام الصتاب‪.‬‬

‫و ب رربلذ نس ررتطيع الق رروأل ب ررديهيات س رربينو از انتظم ررت طريق ررة أصس رروماتيذ متعل ررق قخ ررب ح رردود‬
‫الهرري منطقيررة‪ ،‬وال رياضررية‪ ،‬علررل غررار الحرردود المسررتخدمة فرري األخررال ‪ ،‬بررل هرري اسررمية‬
‫)‪.1 (nominal‬‬

‫‪3‬ة في البرران‪ :‬وقد اتخب البنا البرهاني عند سبينو از أسلو ا يتلخص بتعيين الالمعرفات‬

‫اوال‪ :‬تررم تعريررف االفكررار الترري تررقتي عرردها‪ ،‬ثررم االنتقرراأل عرردها الررل تعريررف االفكررار االخرررا‬
‫األفكررار الترري سر قتها حتررل يررتم البنررا المعر ‪ ،‬فنرراح ابا اراد البرهرران علررل فكررة مررا مالررتقة مررن‬
‫النظام فمرا علير اال ارلرام هربح الفكررة الرل االفكرار التري اسرتخدمت فري تعريفهرا‪ ،‬وارلرام هربح‬
‫االفكار التي س قتها‪ ،‬وهكبا‪ .‬ويسمل هبا النوم من البرهان اإلرلام او الرد )‪.(Réduction‬‬

‫نستنت مما سبق ان الهندسة نموب العلم الصامل منرب ان وضرع اقليردس م رادق هربا العلرم فري‬
‫سرربينو از تت ررع طريقررة اقليرردس فرري كتا ر االعناصررر‬ ‫القرررن الثالررث ‪.‬م والحقيقررة ان ااالخررال‬
‫و عد سبينو از نلرد ان نيروتن فري تقسيسر لعلرم الطبيعرة قرد اسرتند علرل نفرس االسرلوب لريس‬
‫غري ا ان يت ع المر المرنه الهندسري فري عررت علرم الهندسرة او علرم الفيزيرا ‪ ،‬بلرذ الن هربا‬
‫الم ررنه مناس ررب تمام ررا له رربين الموض رروعين‪ ،‬والغري ررب حق ررا ان يت ررع فيلس رروفا ه رربا الم ررنه ف رري‬
‫عرت فلسفت المكونة من ميتافيزيقا وا ستمولوليا واالخال ‪.‬‬

‫وبل ررذ العتق ررادح الل ررازم رران الم ررنه الهندس رري يمك ررن الوص رروأل ال ررل حقيق ررة والدق ررة العلمي ررة‬
‫والمنهليرة التامررة‪ ،‬متبنيرا ولهررة النظرر اليونانيررة القديمررة القا لرة ان العررالم يرنظم صررورة هندسررية‬
‫ورياضررية‪ ،‬قوامهررا النظررام واالنسررلام والدقررة‪ ،‬وان االنسرران لررز مررن هرربا العررالم‪ ،‬وابا اراد تنظرريم‬
‫حيات وسلوك واخالق ومعتقدات ‪ ،‬فيلب علي ان يتريع للعقرل فرصرة كري يضرفي نفرس النظرام‬

‫‪1‬‬
‫كريم زيد ع اس‪،‬المصدر السابق ص‪.7110‬‬

‫‪40‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واالنس ررلام والدق ررة المول ررودة ف رري الص ررون‪ ،‬ل ررم يك ررن س رربينو از يفص ررل ب ررين عقالني ررة تس ررود ع ررالم‬
‫الطبيعة‪ ،‬وعقالنية اخرا تسود عالم االنسان‪.‬‬

‫وفي االخير‪ ،‬ال يمكن ان نميز بينهما اال علرل اسراس تمرايز صرفاتهما‪ ،‬والن اللروهر الحقيقري‬
‫يحترروا علررل كررل الصررفات وعلررل ارسررها الفكررر واالمتررداد‪ ،‬فمعنررل هرربا ان ر ال يمكررن ان يكررون‬
‫هنراذ لرروهر اخررر بلانير يحترروا علررل صررفة مختلفررة‪ ،‬ويالر هرربا البرهرران االفكررار الترري قرردمها‬
‫فالسررفة العصررور الوسررطل المسرريحيون والمسررلمون حرروأل وحدانيررة االل ر ‪ ،‬وهررو عرردم ولررود ال ر‬
‫اخررر بلان ر ‪ ،‬بررل اسررتحالة ولررود الهررين خ هررو لرروهر كررل الرري وعلنر ‪ ،‬ال يعمررل الرري ا لغايررة‬
‫وان مررا يولررد ال يولررد اال فير ‪ .‬و كررل مررا يولررد انمررا يولررد ررا لفاعليررة الضرررورية لباتر كررل مررا‬
‫يولد ابن ال يمكن ان يولد انها تعد المر هكبا الن ير ط يكالف نفسراني و راطني كرل ظراهرة‬
‫كونية بهبح العلة االولل التي يتعلق بها كل الي الضرورة‪.1‬‬

‫اما الصفة الثانية لللوهر فهي ان ولودح ضروري‪ ،‬اب يرا سبينو از اننا ال يمكرن ان نتصرور‬
‫لرروه ار واحرردا يحترروي علررل كررل الصررفات ونفررس الوقررت‪ ،‬يفتقررر الررل الولررود ألنهررا صررفة الزمررة‬
‫لللرروهر‪ ،‬ال يمكررن تصررورح برردونها‪ ،2‬وهرري الرربيهة حلررة اث ررات خ عنررد القررديس اسررلم وتومررا‬
‫االصويتي و ديكارت ايضا‪ ،‬فهو يستخلص الولود من الفكر وبلذ يبهب الرل ان الفكررة وهري‬
‫هنررا فكررة اللرروهر ابا كانررت صررحيحة‪ ،‬فمعنررل هرربا ان اللرروهر مولررود‪ ،‬بلررذ ألننررا ال يمكررن ان‬
‫نحوز علل فكرة صحيحة دقيقة عن الي ‪ ،‬ويكون هبا الالي غير مولود في نفس الوقت‪.‬‬

‫والصفة الثالثة لللوهر هي الخلودا‪ Eterrity‬اي ان اللوهر لم يظهر من العدم وال يمكرن ان‬
‫يفنررل‪ 3‬يترتررب عررن ولررودح الرربي ينفصررل عن ر ولررود دا ررم‪ ،‬اي خالررد وال يلررب ان نفهررم خلررود‬
‫اللوهر صفة زمانية ل ‪ ،‬بل صفة ولودية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اندرية كارسيون‪ :‬المالكلة االخالقية والفالسفة‪ ،‬ص‪.727‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Spinoza، ibid، parti I، p11.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Op cit، p53.‬‬

‫‪41‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اما الصرفة ال ار عرة لللروهر هري الالنهرا ي ا‪ infinity‬وهري ليسرت النها يرة مكانيرة معنرل انهرا‬
‫ليست النها ية في امكران انقسرام اللروهر الرل عردد المتنراهي مرن االلر از ‪ ،‬وال تعنرل كربلذ ان‬
‫اللرروهر المتنرراهي فرري الحلررم او الضررخامة‪ ،‬النها يررة اللرروهر عنررد سرربينو از تعنررل ان كررل مررا‬
‫اخر خارل الالي ‪.‬‬ ‫يولد وما يمكن ان يولد داخل في ‪ ،‬وليس هناذ الي‬

‫ابا تناولنررا مفهرروم االمتررداد فرري بات ر ولرردنا ان خاصرريت االساسررية تتمثررل فرري ا عرراد الهندسررية‬
‫والحيررز الرربي الررغل مررن المكرران ايضررا هررو ع ررارة عررن حيررز هندسرري يمكررن ان تقرراس وتحكم ر‬
‫القروانين الرياضرية‪ ،‬لصررن العالقرات الرياضرية الهندسررية التري تميررز االمترداد هري باتهررا‪ ،‬نروم مررن‬
‫الفك ررر‪ ،‬هر رربا اإلض ررافة الر ررل ان القر روانين الفيزيا ير ررة والصيميا ي ررة التر رري تحك ررم تفر رراعالت اللسر ررم‬
‫وحركررات االلسررام هرري ايضررا نرروم مررن الفررذ‪ ،‬التررالي فرران الماهيررة الحقيقيررة لالمتررداد فرري فكررر‪،‬‬
‫ومرن لهررة اخررا فرران الفكررر كربلذ يحترروا علررل االمترداد حتررل علررل مسرتوا االفكررار الملررردة‪،‬‬
‫وفرري المنطررق يميررز بررين المفه رروم والمصرراد ‪ ،‬المفهرروم هررو معن ررل الصلمررة الرربي تتوصررل الير ر‬
‫ررالتعريف‪ ،‬امررا الماصررد فهررو االالرريا الترري ينطبررق عليهررا هرربا المفهرروم‪ ،‬فلصررل مقولررة فكريررة‬
‫امتدادها من الماصدقات‪ ،‬و التالي فاالمتداد صفة للفكر نفس ‪ ،‬وهكبا نظر سربينو از الرل الفكرر‬
‫واالمتداد علل انهما ال ي واحد‪ ،‬فالفكر لر امتردادح مرن الماصردقات‪ ،‬واالمترداد نفسر لريس اال‬
‫ال عد الهندسي الرياضي البي ليس سوا فكر‪.‬‬

‫اما تعريف سبينو از للحاأل‪ ،‬فهو كالتالي‪ :‬اعني الحاأل ما يط أر علرل اللروهر‪ ،‬او مرا يولرد فري‬
‫‪1‬‬
‫ويقصرد مرن هربا التعريرف ان الحراأل هرو التعيينرات‬ ‫الي غير بات ‪ ،‬ويتصور الي غير بات‬
‫اللز ية لللوهر‪ ،‬فابا نظرنا الل إلنسان مثال علل ان لوهر‪ ،‬فان االالكاأل المختلفرة ل لسرام‬
‫ال الررية سررون تصررون احرواال‪ ،‬اي تنويعررات علررل اللرروهر االنسرراني‪ ،‬او االمثلررة اللز يررة للررنس‬
‫االنسان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Spinoza, ethics،part I, p45.‬‬

‫‪42‬‬
‫النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وابا نظرنررا الررل الالرركل الصررروي علررل ان ر اللرروهر سررون تصررون الرردا رة هرري صررفت او ماهيت ر ‪،‬‬
‫وتصررون احوال ر او تنويعات ر هرري كررل االالرركاأل الصرويررة المولررودة مثررل الالررمس‪ ،‬والقمررر‪ ،‬وك ررة‬
‫‪1‬‬
‫القدم والتنس الحاأل ابن هي المثاأل اللز ي لللوهر‬

‫ومررن طبيعررة هرربا المثرراأل اللز رري ان ال يولررد فرري بات ر ‪ ،‬بررل فرري الرري اخررر بلررذ الن الالررمس‬
‫كرويررة‪ ،‬والقمررر كررروي‪ ،‬ووك ررة القرردم كرويررة وهرري ال تولررد بررباتها بررل تولررد اعت ارهررا ملحقررة‬
‫الالرركل الصررروي فلررن يكررون هرربا المثرراأل حرراال او تنويعررا علررل الالرركل الصررروي بررل سرريكون صررفة‬
‫هرربا‪ ،‬ويلحررق سرربينو از رراللوهر عررددا مررن الصررفات‪ ،‬وهرري فرري الحقيقررة ار عررة صررفات‪ :‬اللرروهر‬
‫واحررد معنررل انر ال يمكررن ولررود لرروهرين اثنررين‪ ،‬كمررا ان ولررودح ضررروري وخالررد‪ ،‬وال متنرراهي‪،‬‬
‫اي ان ليس هناذ اال لوهر واحد وال يمكن ان يكون هناذ لوهرين‪.2‬‬

‫بلرذ ألنر ابا كران هنرراذ ولرود للرروهرين‪ ،‬معنررل هربا ان كررل منهمرا سررون يحتروا علررل صررفة‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Op-cit, p45.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Op-cit, p47.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم‬

‫أوال الجوانب السلبية وااليجابية للنظرية االخالقية‬

‫‪ -1‬الجانب السلبي‪.‬‬
‫‪ -2‬الجانب االيجابي‪.‬‬

‫ثانيا االنتقادات الموجهة لفلسفة سبينو از االخالقية‬


‫فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الجوانب السلبية وااليجابية للنظرية االخالقية‬

‫من الطبيعي ان تثار مشكلة السلبية وااليجابية في صدد كل مذهب اخالقي يدعو الى قهر‬
‫االنفعاالت عن طريق العقل‪ :‬فمنذ الرواقيين اصبح االعتراض على مثل هذه المذاهب‬
‫بالسلبية ام ار مألوفا ‪.‬أليست تدعو االنسان الى ان يركز طاقته في كبت انفعاالته وقهرها‪،‬‬
‫ويستخدم عقله في السيطرة ذاته‪ ،‬بدال من ان يستغل هذه الطاقة في التغلب على العوامل‬
‫الخارجية المؤدية الى هذه االنفعاالت‪ ،‬او يستخدم عقله في السيطرة على العالم المحيط به‬
‫؟ان مثل هذه المذاهب‪ ،‬ابتداء من الرواقية حتى سبينو از تبدو صالحة ألناس يعزون عن‬
‫تغيير العالم المحيط بهم فيركزون جهودهم في تغيير انفسهم‪ ،‬ويجعلون مسرح نشاطهم هو‬
‫عالمهم الباطن‪ ،‬النهم ال يملكون ان يسيطروا على اي عالم سواه ‪.‬‬

‫‪1‬ـ الجانب السلبي‪:‬‬

‫و في نظرية سبينو از في قهر االنفعاالت كثير من العناصر التي تشجع على مثل هذا النقد‬
‫وهو يتحدث احيانا بلهجة توحي مباشرة بالسلبية كما في قوله في الرسالة رقم‪ 02‬التي يتحدث‬
‫فيها الى اولدنبرج عن الحرب الدائرة بين هولندا وانجلت ار‪ ،‬وهي الحرب التي ال يوافق عليها‬
‫وعلى ما يراق فيها من الدماء‪" :‬اما انا فال نثير في هذه القالقل ضحكا‪.‬‬

‫وال بكاء‪ :‬وانما تدفعني الى التفلسف وامعان النظر في طبيعة البشر‪ ،‬اذ لست اعتقد ان من‬
‫حقي ان اسخر من الطبيعة آو ان اشكو منها‪ ،‬وذلك كلما فكرت في ان الناس‪ ،‬شانهم شان‬
‫سائر الموجودات ليسوا اال جزءا من الطبيعة‪ ،‬وفي انسى اجهل كيف تتفق هذه االجزاء مع‬
‫الكل وتتمشى معه‪ ،‬وكيف يرتبط كل جزء بالباقيين ‪.....‬فانا االن اترك لكل الحرية في ان‬
‫يحيا وفقا لطبيعته" هذه دون شك نظرية سلبية الى ظاهرة يعترف‪ ،‬هو ذاته بانها شر‪ ،‬وهي‬
‫الحرب‪ ،‬ولكنه يعزوها الى ضعف كامن في الناس ال يمكن احداث تغيير فيه‪ . 1‬والنظرة‬

‫‪1‬‬
‫_ فؤاد زكريا‪:‬اسبينوزا ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪222،222‬‬

‫‪45‬‬
‫فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1‬السلبية ترتبط بتأمل االمور في طبيعتها الضرورية‪ ،‬اي من منظور االزل‪ .2‬فال بد له‪ ،‬لكي‬
‫يترفع عن صغائر الناس ومظاهر ضعفهم‪ ،‬من ان يربط كل حادث بالمجرى الضروري‬
‫االزلي للطبيعة ‪ .‬وهذا امر مستساغ في لخطة التحليل والتفلسف‪ ،‬ولكنه اذا اصبح يعبر عن‬
‫الموقف الوحيد للفيلسوف‪ ،‬فانه يؤدي الى انكاره لوجوده االنساني‪ ،‬وكفه عن المشاركة‬
‫العملية في الشؤون اليومية لبقية الناس ‪ .‬ومن الواضح ان حياتنا العملية تقتضي نوعا من‬
‫التخلي المتعمد مؤقتا عن وجهة النظر االولية واالهتمام من ان آلخر بجزئية الحوادث‪،‬‬
‫وبعالم االنفعاالت بما فيه من قيم بشرية هي حقا ال تنتمي الى طبيعة االشياء‪ ،‬ولكنها قطعا‬
‫تعبر عن مشكالت اصلية في حياة االنسان‪.‬‬

‫‪2‬ـ الجانب االيجابي‪:‬‬

‫ومن وجهة نظر اخرى‪ ،‬التعقل وفهم االسباب خطوة ايجابية نحو التخلص من مشاكلنا‪،‬‬
‫ولكنه ليس هو الخطوة االخيرة‪ ،‬فالفهم والمعرفة ليسا كافيين‪ ،‬بل ان في االقتصار عليهما‬
‫نوعا من السلبية ومن الواجب ان تكملهما محاولة للتغيير االيجابي للظروف الخارجية‪ ،‬هذه‬
‫المحاولة تنتمي الى ميدان "الفعل " اي الى ميدان العقل وحده ونستطيع ان نقول‪ ،‬رغم ذلك‬
‫كله‪ :‬ان تهمة السلبية ال تنطبق على فلسفة سبينو از األخالقية كل االنطباق‪ ،‬ففي هذه الفلسفة‬
‫عناصر ايجابية ال تذكر‪ ،‬فهو يفترق عن كثير من المذاهب الداعية الى قعر االنفعاالت‬
‫بالعقل في ان هذه الدعوة لم تكن قائمة عنده على اساس من الزهد بل انه يؤكد على نحو ال‬
‫يتضمن اي ليس ان من واجب االنسان ان يمارس كل عناصر طبيعته بقدر ما يستطيع‪،‬‬
‫ولنالحظ في هذا الصدد ان مبداه االساسي الذي فسر من خالله كل مظاهر سلوك االنسان‪،‬‬
‫وهو مبدا االستمرار في الوجود هو في ذاته مبدا للفاعلية‪ ،‬بينما هو يعد كل ما يعوق فعل‬
‫النسان ش ار‪ ،‬وفضال عن ذلك فقد اكد سبينو از اهمية سعى االنسان الى نفعه الخاص‪ ،‬ولم‬

‫‪2‬‬
‫مرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.002،002‬‬

‫‪46‬‬
‫فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يذكر اي عنصر من عناصر الحياة الحسية او يحمل عليه اال اذا اصبحت له الغلبة على‬
‫العقل‪ ،‬وهو امر ال تنكره اية فلسفة مبنية على مبدا الفاعلية المطلقة لإلنسان‪.‬‬

‫واخي ار فقد اكد القيم االجتماعية‪ ،‬كما راينا من قبل‪ ،‬على نحو ال يقبل اي جدال‪ ،‬وربط‬
‫بصورة واضحة بين انهاض االنسان لحياته وبين اتصاله االجتماعي باألخرين‪ ،‬وفي ذلك‬
‫قطعا عنصر االيجابي واضح‪.‬‬

‫على ان هذا العنصر االيجابي الذي يتمثل في تأكيد القيم االجتماعية‪ ،‬يظل مع ذلك كما‬
‫الحظ دودان معتمدا على (البادرة الشخصية ) ففي مذهبه الذي تكون فيه الطبيعة سائدة في‬
‫مجراها الحتمي غير عابثة باإلنسان او مكترثة بأهدافه‪ ،‬ال يكون لألخالق باسرها اي معنى‬
‫اال من حيث تهيب بالبدرة الشخصية‪ ،‬التي يتضامن الناس على اساسها في المجتمع‪،‬‬
‫وبعبارة اخرى‪ :‬فالتضامن االجتماعي في هذه الحالة يتخذ قوته الدافعة من الفرد ذاته‪ ،‬والبد‬
‫ان يبنى على نظام ذاتي فردي في اخر امر ومثل هذا النظام الذاتي المستمد من وصول‬
‫العقل البشري الى ارفع مستوى يمكنه ان يبلغه‪ ،‬ال يتوافر اال للقليلين وهكذا يضطر المرء‬
‫الى االعتراف بان االخالق عند سبينو از تتجه الى القلة ال الى الكثرة‪ ،‬وانه رغم اعترافه‬
‫‪1‬‬
‫الكامل بطبيعة االنسان بفرض لالأخالقية شروط ال يصل اليها اال القليلون‪.‬‬

‫وقد كانت هذه المشكلة موضوعا للسؤال الذي ختم به "سيلقان زاك" كتابه عن " االخالق عند‬
‫سبينو از "‪ ،‬واعني به‪ :‬هل كان مذهب سبينو از االخالقي ديمقراطيا ام ارستقراطيا؟‬

‫فهناك قطعا نزعة ديمقراطية تتمثل في حملته على السلطة الدنية‪ ،‬ايا كان مظهرها‪ ،‬وفي‬
‫تأكيده ان قلب االنسان وحده‪ ،‬ال اية سلطة خارجية‪ ،‬كفيل بان يرشده الى الطريق القويم‪،‬‬
‫ولكن كانت هناك ايضا نزعة ارستقراطية واحة‪ ،‬تظهر في تأكيده ان وسيلة الخالص هي‬
‫المعرفة العقلية التي ال تتوافر اال للقليلين وهكذا ال يكاد المرء يجد مف ار من القول ان مذهب‬

‫‪1‬‬
‫_ المرجع نفسه ص ‪222‬‬

‫‪47‬‬
‫فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫سبينو از االخالقي يتضمن نوعا من التمييز بين اخالق للسادة واخالق للعبيد ‪.‬و لو تأملنا‬
‫االوصاف التي تحدث بها سبينو از عن اخالق المذاهب الالهوتية بما فيها من مكافاة وثواب‬
‫وعقاب ووعد ووعيدا وبما فيها من استغالل واضح لمشاعر الناس تملق النفعاالتهم‪ ،‬لوجدنا‬
‫هذه االوصاف تعبر‪ ،‬عنده عن فكرة " اخالق العبيد " بكل وضوح ‪.‬و في الوقت الذي نراه‬
‫يدعو فيه عامة الناس الى االخذ بهذه االخالق‪ ،‬ألنها هي التي تصلح لهم وتكفل ارشادهم‬
‫الى الطريق السليم نراه ال يكف عن ان يؤكد انه وجد "الخالص" بطريق اخر‪ ،‬ويضع لنفسه‬
‫نوعا من "االمر المطلق" الذي ال يمارس فيه الخير من اجل ما قد يجلبه من النتائج‪ ،‬بل الن‬
‫مكافاة الفضيلة هي الفضيلة ذاتها " ‪ .‬وهو يعترف بعجز العامة عن التفكير الكفيل بربط‬
‫االنفعاالت بالمجرى الضروري لطبيعية‪ ،‬فلتكن للعامة اذن اخالقها الخاصة‪ ،‬التي ال يتخلص‬
‫فيها االنسان من االنفعال اال بانفعال اخر اقوى منه‪ ،‬اما الخاصة‪ ،‬او "السادة" فوسيلتها‬
‫األفضلية هي المعرفة‪ ،‬وسعادتها في ممارسة العقل‪ ،‬وخالصها في االعتراف بالضرورة‪،‬‬
‫وتلك بالطبع مرتبط ال يصل اليها اال القليلون‪ ،‬اذ ان ارفع االشياء كما قال في العبارة التي‬
‫ختم بها كتاب "االخالق" مثلما انها اندرها وهكذا مضت بنا هذه المناقشة ذات الطابع‬
‫الديالكتيك الواضح لمشكلة السلبية وااليجابية عند سبينو از‪ ،‬وبالتالي لمشكلة االرستقراطية‬
‫والديمقراطية في هذه االخالق‪ ،‬من تأكيد الى تأكيد مضاد على مستوى ارفع‪ ،‬وفي اعتقادنا‬
‫ان الراي السابق ليس هو رغم المظاهر البادية الكلمة االخيرة في هذا الموضوع‪ ،‬كمزال من‬
‫الممكن القول ان المثل االعلى الذي وضعه سبينو از لألخالق‪ ،‬وهو سيادة العقل‪ ،‬ليس‬
‫ارستقراطيا من جميع االوجه‪ ،‬وبالتالي ليس غاية سلبية بالنسبة الى الجزء االكبر من البشر‪،‬‬
‫ذلك الن للعقل الرفيع هذه الميزة‪ ،‬وهي انه اذا كان من الوجهة العملية النظرية يمكن ان‬
‫يتوافر للجميع‪ ،‬بل ان المعرفة هي نظريا‪ ،‬اقرب المثل العليا الى متناول الجميع‪ ،‬فهي كما‬
‫‪1‬‬
‫قلنا‪ ،‬ليس كالمال ينقص كلما ازداد عدد المشاركة فيه‪ ،‬وانما هي الغاية الوحيدة التي يمكن‬

‫‪1‬‬
‫_ المرجع نفسه ص ص ‪222،222‬‬

‫‪48‬‬
‫فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ان يشارك فيها الجميع على السواء‪ ،‬او تزداد افاقها اتساعا كلما اتسع نطاق المشاركة فيها‪،1‬‬
‫وصحيح ان هذا من الوجهة العملية امر غير متحقق الن المعرفة بالفعل ال تتوافر اال للقلة‬
‫النادرة‪ ،‬ولكن المثل ألعلى للمعرفة هو‪ ،‬من حيث المبدأ‪ ،‬اسهل المثل العليا مثاال‪ ،‬مثلما انه‬
‫من الوجهة العملية اصعبها بلوغا‪ ،‬وعلى اساس هذه الطبيعة الخاصة لمثال المعرفة يمكننا‬
‫ان نحل المشكلة بالجمع بين طرفيها في هذا المركب االعلى‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬االنتقادات الموجهة لفلسفة سبينو از االخالقية‪.‬‬

‫سبينوز فقد اعتبره البعض مثال للملحدين أي عدم اعترافه‬


‫ا‬ ‫اختلفت اآلراء في تقويم فلسفة‬
‫بالحرية واالختيار وايضا كما الغي الحرية االنسانية متمثلة في ارادة االنسان المكبلة‪ ،3‬وايضا‬
‫تقييم مفهوم االخالق عند سبينو از تندرج في اشكال ثالثة فقط‪ ،‬اي ان هناك ثالث صور في‬
‫المثل العليا والحياة االخالقية‪ ،‬أولها ما دعى اليها بوذا والمسيح من فضل الرحمة واللين‬
‫والمحبة والتي تدعو الى المساواة بين الناس‪ ،‬وتدفع الشر بالخير و تعبير الحب هو‬
‫الفضيلة‪ ،‬وثانيها ما دعى اليه ماكيافيالي ونيتشه من فضائل العنف والرجولة التي تدعو الى‬
‫عدم المساواة بين الناس تعتبر القوة هي الفضيلة‪ .‬وثالثهما اخالق سقراط وافالطون وارسطو‬
‫التي تنكر امكانية تطبيق النوعين االولين‪.‬‬

‫تعتمد على العقل والفضيلة عندهم‪ ،‬هي العقل ومن هنا الصور الثالث لألخالق المثالية كما‬
‫يراها كل من المسيح وبوذي والفالسفة‪ ،‬فالفضيلة في االولى هي الحب والفضيلة في الثانية‬
‫هي القوة والفضيلة الثالثة هي العقل‪ ،‬ويجيء سبينو از ويوفق بحركة ال شعورية منه بين هذه‬
‫الصور الفلسفية المتناثرة والمتضاربة ويحبكها في وحدة منسجمة ويقدم لنا نظاما أخالقيا‪.4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫فؤاد زكريا‪ :‬أسبينوزا‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.002-002‬‬
‫‪3‬‬
‫ابراهيم مصطفى ابراهيم‪ :‬الفلسفة الحديثة من ديكارت الى هيوم‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬االسكندرية‪ ،0222 ، ،‬ص‪.022‬‬
‫‪4‬‬
‫ول ديورانت‪ :‬قصة الفلسفة‪ ،‬تر‪ :‬فتح هللا دمحم المشعشع‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬بيروتـ ‪،‬ط‪ ،2822 ،2‬ص‪.002‬‬

‫‪49‬‬
‫فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ومن االنتقادات الموجهة السبينو از ايضا في مجال االنسان‪ ،‬وجدناه ال يسلم من عدة نقائص‬
‫نظن ان سبينو از قد وقع فيها‪ ،‬منها مثال في اق ارره بان الجسم االنساني هو عينة جزئية من‬
‫امتداد شامل‪ ،‬وكأنه بهذا يعدم الوجود البشري‪ ،‬ثم يقر بوجود االنسان وتحققه العياني‪ ،‬وايضا‬
‫قوله بان النفس هي الفكر ثم يقر بانفعاالتها وتعقلها بالوجود واخضاع للعقل وكل هذا يكون‬
‫تناقضا محضا‪.‬‬

‫وفي االخير يقول هيجل عن اسبينو از انه نقطة تحول حاسم في الفلسفة الحديثة والخيار‬
‫الحقيقي في الفلسفة يعود الفضل اليه‪ ،‬واال فال تكون فيلسوفا اال اذا قرأت اسبينو از وال تشكل‬
‫لنفسك مذهبا اال اذا اعتنقت مذهبه ابتداء‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.282-228‬‬

‫‪50‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ال ل نااة‬ ‫اعمااام مخت ااة ا ياالا ن اام اكلنااا‬ ‫وا ا‬ ‫ممااا ك ااه انااال اا اكقواااا نا ا‬
‫القات ااة ع ااا ال اااي‬ ‫ق ااا ااتله اكلن ااا‬ ‫ت اايخ‬ ‫التق وا ا‬ ‫ال اايم‬ ‫اا‬ ‫ال ل اااب ال‬ ‫ألن ااا‬
‫الم قناة ع ات كختناار الحرياة التياحنة اكماقاة ال اي‬ ‫ا يلا اكخر ن ام الت اراا‬
‫ا تخارم ماا يا ار اكخان الققاا ك‬ ‫الكتب غ ره االم م عة اك لت ما اكا ام كإرايناة‪،‬‬
‫ا ار عااا‬ ‫اخااتن‬ ‫قواات نن اا قوتحوااقلا ا قوااتق ر ا‪ ،‬امااا الم م عااة الفاقنااة ال ا تخت ا‬
‫م يا عا لالخان اك اققااا قنحا ممااا وا‬ ‫للااتا اقا‬ ‫اك لات القلااا تمتاااب اااا راي الا ع‬
‫ق قا ع نااال وا قا اكخن ا ‪ ،‬لكااا اااالرغ‬ ‫حا م اكوااان الاات‬ ‫اا المااتا ب ال وا نة اخت ا‬
‫ع لااا ال ا الخ اا اك اقلااا تااا اا حاناااة‬ ‫ال ااا ر حا م اكواان التا ناا‬ ‫مااا اكخااتن‬
‫الح ا ع نااال‪ ،‬ت ارتام مااا ا ا‬ ‫اكماار اووااا متكام ااة متياخ ااة ا ا ال ا الو ا ه اكخن ا‬
‫اوا ة‬ ‫ع اات قا ه مااا ال لا اات‬ ‫القا اح اال ا ااي اليقنااة‪ ،‬امااا اا ال ا ااي الي قنااة‪ ،‬تاتلااا تاا‬
‫ال اا ‪ ،‬ااااا ال اا ياار ر ل ت رالااة اكخن نااة الا ن ا اللا يرال لااا يا مااا امق ا ال ا اان‪ ،‬تا‬
‫اا توااتمي اح املااا‬ ‫ااب اا تقااا‬ ‫نملااا اياام ر ال ااري ق وااال‬ ‫اا ااته الت رالااة اا ت ا ا‬
‫من ال ن ة الا رية‪.‬‬ ‫اعي ا ما ال ماعة‪ ،‬ي ا اا قت ار‬ ‫التق نمنة‬

‫ا قا ال لااا مااا ااتا المحت ا ل اا الم اار ه اكخن ا الو ا ق ب الاااا ع اات‬ ‫القتااا ل الت ا ت‬
‫م الواااة‪ ،‬اقما اراي الخار م اا قوااا ماا ال يات‬ ‫اكون ال م نة‪ ،‬الت تقا لقاه ا ال‬
‫عا اكت اه ال ر الاين ‪ ،‬ات اه ال اال‬ ‫ا لا‪ ،‬ات اوت اه التخ‬ ‫ال رية الو نة الت ن ن‬
‫ا و تال اكخن نة امفاااة فا ر ع ات الت ار اكخن ا الااين ‪ ،‬اق ن اا‬ ‫التأف ر انال‪ ،‬اللتا اق‬
‫ما اقاوا ا و ة الت ا ي ا‪ :‬م ل ‪ ،‬تيمق ات نم ا وا ق اب الات الا ار الاا ا اا اكنمااا‬
‫ااال ع اات الخنااام‬ ‫ري ا ياار ر لاناااي ال امااة‪ ،‬تلااه كا الكتاااب الماااين ن تمااي ا ا ق‬
‫ام‬ ‫ر ‪ ،‬الم اب‪ ،‬يرب اكمف ة‪ ،‬لغتاال خ ا ناة حماوانة ال ملا ر ك نوات نن ال‬ ‫الت‬
‫ال ر ااا مف ماا ن ا ال نوا ة‬ ‫الت الماايئ اكخن نة عاا ال ريا الق ار ال ا ا اا الت وا‬

‫‪52‬‬
‫الخاتمة‬

‫ر عامة‪ ،‬ي ت ا و ق اب الت حانااة اا ا ع ار ن اان‬ ‫ا‬ ‫اما ما قاحنة الا ي اليمق‬
‫ا ر اكخاارل‪ ،‬لكااا قااا اارل اا اك ااااة عااا و ا ام‪:‬‬ ‫اخاان ال‬ ‫قااان اااأخن م قااة تخااال‬
‫تا اا اكقواا تتغ ر اخن ال تغ ر البماا الم اا؟‪.‬‬ ‫نق‬

‫ااة اقو اااقنة خاي اان ل ت ا ا ر‪ ،‬لل ااتا ا اااا الت ا ا ر ن ااام‬ ‫اااب الق ا ا كا الم تم اان ا ا‬ ‫اا‬
‫ن اة اقوااقنة ل اال الم تمان‬ ‫ااا اكقواا‬ ‫اكقواا انيا تا ما لة اك اب‪ ،‬اما الق‬
‫اااتلا الت ريااة المخت ااة مااا قااا‬ ‫ا عامااة ع اات الاارغ مااا تخ‬ ‫ا اق ا خي ا اا للااا‬
‫لا ر نة اخن ناة ماا ا‬ ‫اك اب ) تايناا الت الا م االحتمنة‪،‬‬ ‫(الق‬ ‫اك ااا‬ ‫اق‬
‫قت لااا‬ ‫ا الايااانا الم ااا ن الت ا‬ ‫ااتا ن ق ا اا مااا ت ا ر مااا اكخاان‬ ‫الر نااة الاينمااة‪،‬‬
‫اق ا ال ال ‪.‬‬ ‫تم نال اكقواقنة‬ ‫ر ال ة‪ ،‬لكا يما ا ار فا‬ ‫ال‬

‫ااب الق اار‬ ‫اا ع اار القليااة اال ر النااة ي ر ااا اا‬ ‫لاااي اااا ل ت ا ر ال م ا الاات حااي‬
‫الت ا ت ااال الم ااا ن اكخن نااة الايااانا‪ ،‬اا توااتمي وااا لا مااا ال ا ‪ ،‬لااتله اعتمااي و ا ق اب‬
‫نون نة‪.‬‬ ‫يكك‬ ‫المقلل ال م الرياي اللقيو ‪ ،‬ع ن الق ر اكخن نة الاينمة تا‬

‫لااال اا‬ ‫لااي ياان الت ا ر ال ما ال اار اكخن ا امااا اق مااة مااا اكا ااار الم ااا ن لا نوا‬
‫اخن نة اا ك اي ماا م ا لتلاا‪ ،‬ا ااي الح ا م المقاوااة لاا‪ ،‬لكقاال‬ ‫موا‬ ‫عرالا‪ ،‬مما ار‬
‫ااي للااا حاان مااا لا نيا لا اا ا ار ااا اكقواااق ال ااا ‪ ،‬ا مااا لا ق اار ال لااا‬ ‫ك نواات نن اا‬
‫لااته الملمااة اا ال اار‬ ‫اكقواااا اا ال ااال ‪ ،‬ااي اخاات وا ق اب عاتاااال الانااا‬ ‫مااا خاانم م ا‬
‫الخناا ا ما ارتام ا لا ا ال ااال ‪ ،‬ام ااا ي ا ايراه الحانا ااة‬ ‫الغرالا ا الح ااي ‪ ،‬اا ا بر ا اااا الم ا ا‬
‫وا ال اكخن ا ‪ ،‬لكااا قاااه مواات نا‬ ‫ال ب نااة اا عن تلااا االك نااة ك نم ااا ل ماارو اا ناا‬
‫ا التق ت م رااة الحانااة مراعاتلاا اا الوا ه نم اا اا تأخات ا ا اك‬ ‫موت نا‬ ‫ا ال ل‬
‫اخر‪.‬‬ ‫الت عم اخن‬ ‫مخت ة ما اري ع ت اري ما عم اخن‬

‫‪53‬‬
‫الخاتمة‬

‫اتا ا وا ة وا ق اب ت ا ر الات عن اة ال اري اال ااال ‪ ،‬ااال ري انياا نحاا م ا ا م ل ياتاال ت ااا ب‬
‫ن تاال الا ارية)‬ ‫ن اة ال اري ال ريناة‪،‬‬ ‫ن ة ال رينة الت الان اك تماعنة اكقوااقنة ( قااه‬
‫قلما ‪.‬‬ ‫قا ت اع‬

‫ااا مر بيااا اا ا وا ة وا ق اب‪ ،‬ا مااة ا ر‬ ‫اتا تحتا م ااا ن (ال ا ر‪ ،‬ال ا ة‪ ،‬الحااام) م‬
‫ا ا م يا ا عة‬ ‫نو ااتخيملا لت ي ااني م ااا ال اات نغق ااال ب ( اكل ااال‪ ،‬ال ن ااة ا مح ااا م لتات ااال)‬
‫ا و ة و ق اب االخن نة‪ ،‬ما حا م الرتااو غة الحنا ال منة‪ ،‬ااعتاار ا ال عااو الات‬ ‫تايم‬
‫ا ا اار اكلااال يااما الح ا‬ ‫الق واانة مااا ي ا ااه ااااي ق ااي ا ا‬ ‫ت ااير مقااال اكق اااك‬
‫ا اتال‬ ‫ت اكلال الت ك ن ار‬ ‫ت (اكمتياي‪ ،‬ال ر)‬ ‫ن ة ما خنم‬ ‫ال ام ل‬
‫عاا ال واي اا اكقوااا‪،‬‬ ‫اام الار‬ ‫و ل اات ا‪ ،‬ماا ق ار كمايناة اكلاال يات ر انياا اكق‬
‫ام اب‬ ‫ت ا‪ ،‬ااقاال ن تار‬ ‫ت ا غ ر المق‬ ‫ر امتياي ا ار ن ت ر اا ال‬ ‫ال‬ ‫عقيما‬
‫ا و ياما اي اركاال‪ ،‬ايان ع ات اقاال‬ ‫ت ري ال لإللال ( ع ات اقاال تكا يا ا مق اا نحتا ل ا‬
‫ك ت ااب ع ااة ل ا يه)‪.‬اا اكقواااا ا حااام تاااان لإللااال‪ ،‬ا واامال م ااري حااام ل ا ة اكمتااياي‬
‫ق ريتاال‬ ‫ة ال ر‪ ،‬االتاال ااالق ن ال واي ا و احاي ‪ .‬ماا قاا اقا‬ ‫ق وال م ري حام ل‬
‫اارل اقلااا واامنة ا ا اك ا تااأت مااا الم ا ال ن ا ا ل ح ااا ع اات‬ ‫الت ا‬ ‫ا ا اكق اااك‬
‫الك ق قة‪ ،‬للتا ك قاغ اا تخرم عا ا ار الااق ا الت و ر ال م ‪.‬‬

‫االت ااال ‪ ،‬ام ااا لقا ااا الاا ا م اا ا وا ا ة و ا ا ق اب اكخن ن ااة ت اات خل ا ا ا الاا ا م اا ال م نا ااا‬
‫للا اق ا اليار ر اكبلا ‪ ،‬كا اتا الاااق ا ا‬ ‫ن ة لا‪ ،‬اا ام اكقواا‬ ‫المقت مة ل‬
‫و يما ق ا الك ا‪ ،‬ااا الير ر اكبلنة ل ن ة الكا ا تق انم‬ ‫عت‬ ‫يق‬ ‫ام‬
‫وا ة يراه‬ ‫ا‬ ‫ي ااا‪ ،‬ا لاانن لااإلراي ك نم ااا اا تتحاايي اأا ااار اخاارل‪،‬‬ ‫ل ح ااا ع اات‬
‫ع ات‬ ‫ر ما ية ل ايرية ا الختا ‪ ،‬ااا ا و ة وا ق اب اواتقي‬ ‫الحتمنة اكخن نة لكا ا‬
‫ال ري ااة ‪.‬ل ااتا‬ ‫ما ااايئ عم ن ااة ااام ة‪ ،‬ت و اان ل ا ا ا الخ اانل اكقو اااق م ااا خ اانم الم ك ااا‬
‫ن ة‪.‬‬ ‫اا قواا رغب ت ن حناتال اتا احتر الااق ا اكلل ل‬

‫‪54‬‬
‫الخاتمة‬

‫اقاب ت اه‬ ‫نم اا اا ق اي اا ا ا‬ ‫اايراه ا و ة وا ق اب نم اا اا قح ا المت اة‪ ،‬اح ا‬


‫ال و ة ما الماايئ ما نواعيقا ع ت تح ي حناتقا الت قة ع ت اكر ‪.‬‬

‫ا ا ال ن اة اكلاال الا‬ ‫اكخن الو ق بية قا ا‬ ‫ترتب ع قا افارتال اتا اق‬ ‫الو ام الت‬
‫تأواانن ا وا ة اخن نااة ت نانااة تاااي‬ ‫ا‬ ‫تم وااب الم اار ه اكخن ا وا ق ب ل م يا عنة‬
‫التا تواتمي ارعناتلا افقااو‬ ‫الي ا ت لاا اا ي الغاناة قحا الاتا‬ ‫ا ال ا‬ ‫عن ة قوانة‬
‫ما الحرية ل المو لنة؟‪.‬‬ ‫اكخن‬ ‫مماروة ال‬

‫‪55‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫اندريه الالند‪ :‬الموسوعة الفلسفية‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪ ،‬باريس‪ ،‬المجلد ‪،1‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ط‪1891 ،1/‬‬
‫حسين حمزة شهيد‪ :‬األخالق في فكر أفالطون الفلسفي‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫قسم الفلسفة‪ ،‬العدد العاشر‪.2009 ،‬‬
‫غري غوان فرانسوا‪ :‬المذاهب األخالقية الكبرى‪ ،‬ترجمة قوتيه ألمعروفي‪ ،‬منشورات‬ ‫‪)3‬‬
‫عويدات‪ ،‬باريس‪ ،‬ط‪.1891 ،3/‬‬
‫دمحم بدوي‪ ،‬األخالق بين الفلسفة وعلم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪)1‬‬
‫اإلسكندرية‪. 2000 ،‬‬
‫عثمان أمين‪ :‬رواد المثالية في الفلسفة الغربية‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬فرع اإلسكندرية‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪)5‬‬
‫‪.1891‬‬
‫إيمانويل كانط‪ :‬مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة‪ ،‬ترجمة‪ :‬نازلي اسماعيل حسين ودمحم‬ ‫‪)9‬‬
‫فتحي الشنيطي‪ ،‬موفم للنشر‪.1881 ،‬‬
‫جيني فان‪ ،‬روديس لويس‪ :‬ديكارت والعقالنية‪ ،‬ترجمة عبده الحلو‪ ،‬منشورات عويدات‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪. 1811 ،2/‬‬
‫عطية‪ ،‬أحمد عبد الحليم‪ :‬األخالق في الفكر الغربي المعاصر‪ ،‬دراسة تحليلية‬ ‫‪)9‬‬
‫لالتجاهات األخالقية الحالية في الوطن العربي‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرةـ مصر‬
‫‪.‬‬
‫عدنان عويد‪ :‬الفلسفة الوجودية‪ ،‬بوابة الهدف االخبارية‪21 ،‬أكتوبر‪2019‬‬ ‫‪)8‬‬
‫‪ )10‬سارتر جون بول‪ :‬الوجودية مذهب انساني‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‬
‫‪ )11‬مرحبا عبد الرحمان ‪ :‬من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬منشورات عويدات‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪.1883 ،1/‬‬

‫‪50‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )12‬فاخوري حنا‪ ،‬ولجر خليل ‪:‬تاريخ الفلسفة العربية‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪،2/‬‬
‫‪ ،1891‬ص‪95‬‬
‫‪ )13‬ياسبيرس كارل‪ :‬فالسفة إنسانيون‪ ،‬ترجمة عادل العوا‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫باريس‪ ،‬ط ‪1899 ،3/‬‬
‫‪ )11‬مرحبا عبد الرحمان‪ :‬من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة اإلسالمية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪51‬‬
‫‪ )15‬أندريه كاريسون‪:‬المشكلة األخالقية و الفالسفة‪ ،‬ترجمة عبد الحميد محمود‪ ،‬تع‪:‬أبو‬
‫بكر ذكرى‪ ،‬مهرجان القراءة للجميع‪.‬‬
‫‪ )19‬يوسف كرم‪ :‬تاريخ الفلسفة اليونانية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1/‬د‪/‬س‪ ،‬ص ‪91‬‬
‫‪ )11‬قامير يوحنا‪ :‬أصول الفلسفة العربية‪ ،‬منشو ار المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،2/‬‬
‫‪. 1891‬‬
‫‪ )19‬هاملتون حبيب‪ :‬علم األديان وبنية الفكر اإلسالمي‪ ،‬ترجمة عادل العوا‪ ،‬منشورات‬
‫عويدات‪ ،‬باريس‪. 1811 ،‬‬
‫‪ )18‬كاريسون اندريه ‪:‬تيارات الفكر الفلسفي في العصور الوسطى‪ ،‬منشورات عويدات‪،‬‬
‫بيروت‪. 1892 ،‬‬
‫‪ )20‬زيغود علي‪ :‬أوغستينوس‪ ،‬دار أق ار‪ ،‬ط‪ ،1 /‬د ‪ /‬س ‪.‬‬
‫‪ )21‬الجندي أنور‪ :‬مفاهيم العلوم اإلجتماعية والنفس واألخالق في ضوء اإلسالم‪ ،‬دار‬
‫الكتب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪ /‬س ‪.‬‬
‫‪ )22‬عباس عبد المنعم‪ :‬ديكارت والفلسفة العقلية‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬د‪/‬س ‪.‬‬
‫‪ )23‬أحمد أمين‪ :‬األخالق‪ ،‬دار الكتاب االعربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪. ،1895 ،3/‬‬

‫‪51‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )21‬حلمي مصطفى‪ :‬األخالق بين الفلسفة وعلماء الدين‪ ،‬دار الكتب العالمية‪ ،‬ط ‪،1/‬‬
‫‪. 2001‬‬
‫‪ )25‬عبد الرحمن بدوي‪ ،‬االخالق النظرية‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪.1815 ،‬‬
‫‪ )29‬عبد العزيز احمدن مباحث في نظريات االخالقية‪ ،‬دار الفكر العربي عابدين‪،‬‬
‫‪.1895‬‬
‫‪ )21‬زكي مباركن االخالق عند الغزالين مطبعة الرحمانية‪ ،‬القاهرة‪.1811 ،‬‬
‫‪ )29‬فؤاد زكريا‪" :‬اسبينوزا"‪ ،‬مؤسسة هنداوي سي آي سي ‪ ،‬المملكة المتحدة‪. 2011 ،‬‬
‫‪ )28‬باروخ سبينوزا‪" :‬علم األخالق"‪ ،‬ترجمة‪ :‬جالل الدين سعيد‪ ،‬مراجعة د‪.‬جورج كتو ار‪،‬‬
‫المنظمة العربية للترجمة بدعم من مؤسسة دمحم بن راشد آل مكتوم‪ ،‬بناية بيت النهضة‪،‬‬
‫شارع البصرة لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪. 2008 ،‬‬
‫‪ )30‬علي دمحم يوسف‪ :‬سبينو از ‪ ..‬هللا والطبيعة واإلنسان ‪ ،‬صحيفة المثقف ‪ ،‬أقالم فكرية‬
‫‪ ،‬العدد ‪. 5108‬‬
‫‪ )31‬فؤاد زكريا‪" :‬اسبينو از "‪ ،‬مؤسسة الهنداوي سي آي سي ‪ ،‬المملكة المتحدة‪2011 ،‬‬
‫‪ )32‬يوحنة بيداويد‪ :‬هللا في فكر الفيلسوف الهولندي باروك سبينو از‪ ،‬الحوار المتمدن‪20 ،‬‬
‫ـ ‪ 08‬ـ ‪2010‬‬
‫‪ )33‬زكريا فؤاد‪ :‬اسبينو از ‪ ،‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪. 1893 ،3/‬‬
‫‪ )31‬أمة السالم دمحم علي جحاف ‪ :‬باروخ سبينوزا"فلسفة وتربية"‪ ،‬مراجعة‪ :‬دمحم الكمالي‬
‫ودمحم الخياط‪ ،‬جامعة الملكة أروى ‪ ،‬الجمهورية اليمنية ‪.2009 ،‬‬
‫‪ )35‬محسن الدمحمي‪ :‬سبينو از ومواجهة االنفعال السلبي‪ ،‬جريدة العرب الدولية‪ ،‬الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬اغسطس ‪2019‬‬
‫‪ )39‬فؤاد زكريا‪ :‬اسبينو از‪ ،‬مؤسسة هنداوي سي آي سيوالمملكة المتحدة‪.2011 ،‬‬
‫‪ )31‬أمة السالم دمحم علي جحاف‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )39‬فان جا‪ ،‬طريق لفيلسوف‪ ،‬تر‪ :‬أحمد حمدي محمود القاهرة‪.1891 ،‬‬
‫‪، New york ، an introduction ،ethics ،ethics ،Spinoza )38‬‬
‫‪uni pressm 2006 ،cambridge‬‬
‫‪ )10‬سبينو از‪ ،‬رسالة في الالهوت والسياسة‪ ،‬تر‪ :‬حسن حنفي‪ ،‬مكتبة أنجلومصرية القاهرة‪،‬‬
‫دط‪1891 ،‬‬
‫‪ )11‬سبينو از‪ ،‬اصالح الفهم البشري‪.‬‬
‫‪ )12‬كريم زيد عباس‪ ،‬اسبينو از (الفلسفة االخالقية)‪ ،‬مكتبة فلسفية‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ )13‬اندرية كارسيون‪ ،‬المشكلة االخالقية والفالسفة‪.‬‬
‫‪ )11‬ابراهيم مصطفى ابراهيم‪ :‬الفلسفة الحديثة من ديكارت الى هيوم‪ ،‬دار الوفاء‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ )15‬ول ديورانت‪ ،‬قصة الفلسفة‪ ،‬تر‪ :‬فتح هللا دمحم المشعشع‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬بيروتـ ط‪،9‬‬
‫‪.1899‬‬

‫‪53‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪6-2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪32-8‬‬ ‫الفصل االول‪ :‬علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيقي‬
‫‪9‬‬ ‫أوال‪ :‬التطور الفلسفي لعلم االخالق‬
‫‪9‬‬ ‫‪ :1‬السياق الفلسفي لعلم األخالق‬
‫‪12‬‬ ‫‪ :2‬تاريخ علم األخالق‬
‫‪12‬‬ ‫أ ـ العصور القديمة‬
‫‪15‬‬ ‫ب ـ العصور الوسطى‬
‫‪17‬‬ ‫ج ـ العصــر الحديث‬
‫‪19‬‬ ‫د ـ الحقبة المعاصرة‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االخالق بين النظري والتطبيقي‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬االخالق النظري‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -2‬االخالق العملية‬
‫‪32-32‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از‬
‫‪26‬‬ ‫أوال‪ :‬األساسي للنظرية األخالقية عند سبينو از‬

‫‪22‬‬ ‫‪ 1‬ـ الطبيعة والقيــم األخالقية‬

‫‪02‬‬ ‫‪ 2‬ـ نقد فكرة حرية اإلرادة‬


‫‪02‬‬ ‫‪ 0‬ـ االنفعاالت ووسيلة التغلب عليها‬
‫‪03‬‬ ‫ثانيا‪ :‬البناء الهندسي لألخالق السبينوزية‬
‫‪03‬‬ ‫‪1‬ـ في المفهوم‬
‫‪09‬‬ ‫‪2‬ـ في البديهيات‬
‫‪32‬‬ ‫‪0‬ـ في البرهان‬
‫‪25-32‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬لسفة االخالق السبينوزية بين النقد والتقييم‬

‫‪63‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪35‬‬ ‫أوال‪ :‬الجوانب السلبية وااليجابية للنظرية االخالقية‬


‫‪35‬‬ ‫‪1‬ـ الجانب السلبي‬
‫‪36‬‬ ‫‪2‬ـ الجانب االيجابي‬
‫‪39‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االنتقادات الموجهة لفلسفة سبينو از االخالقية‪.‬‬
‫‪55-52‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪61-57‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪63-60‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪64‬‬

You might also like