Professional Documents
Culture Documents
فلسفة الأخلاق في الفكر الغربي الحديث باروخ سبينوزا
فلسفة الأخلاق في الفكر الغربي الحديث باروخ سبينوزا
وشكرا
فرحي سناء
إهداء
بداية نشكر هللا تعالى على نعمة التوفبق وسداد الخطى في الطريق من خالل
هذا اإلنجاز المتواضع أهدي عملي هذا إلى من كان سندي في هذه الحياة،
اللذين من طاعهم بعد طاعة هللا ف از بجنانه من ارى نفسي في عينيه حامي
أكتافي أبي الغالي حفظك هللا ،الى التي سهرت وتعبت االخت والصديقة
طريقي الى الجنة امي الغالية رعاك هللا ،الى اللذي من بعد والدي ال يعلو
مكانته أحد ،سندي ومصدر قوتي ،ومكسب حياتي زوجي الغالي حفظك هللا
ألراك أروع أب إنشاء هللا ،إلى عيناي اإلثنتان أخوتي هيثم ويحي حفظكم هللا ،
الى أم زوجي ووالده أطال هللا عمرهما ،إلى أخت زوجي وأخواته وزوجاتهم
وأوالدهم حفظكم هللا جميعا .إلى جدي وجدتاي شف اكم هللا وأطال أعماركم إلى
أعمامي وزوجاتهم وأوالدهم ،إلى عماتي الحبيبات وأزواجهم وأوالدهم وبناتهم
األعزاء على ق لبي حفظكم هللا جميعا ،إلى نبض ق لبي صغيرتي جنى رعاك هللا،
إلى خالتي وبناتها وإلى من يسكنون ق لوبنا قبل قبورهم أبي كمال أمي الكاملة
رحمكم هللا ،إلى كل عائلتي من قريب وبعيد ،إلى صديق اتي وجيراني إلى كل
أساتذتي في مشواري الدراسي ،وختاما إلى ف لتة كبدي الذي تفصلني عنه
أيام ق ليلة وأراه في حضني جمعني هللا بك بخير انشاء هللا ،
سمر
مقدمة
المقدمة
مقدمة
يتناول موضوع المذكرة التي نحن بصدد معالجتها عنوانا موسوما بـ":
فلسفة األخالق في الفكر الغربي الحديث سبينو از نموذجا" و الذي يمكن
تصنيف مجاله إلى مجال فلسفي يتضمن فلسفة األخالق وهو مجال عام،
أما المجال الخاص فيتعلق بالفكر الغربي الحديث و تناولنا كأنموذج باروخ
سبينو از كمثاال عن الطرح الفلسفي لألخالق في الفكر الغربي الحديث.
فاألخالق تشكل محور اهتمام اإلنسان ،و تشغل تفكيره ،فهو ال
يستطيع أن يستغني عنها في أي لحظة من لحظات حياته ،و هو بحاجة
إلى معيار أخالقي يمكن من خالله الحكم على أفعاله وأفعال غيره بالخير
أو الشر باعتبارهما مبدآ القيمة األخالقية ،فال يمكن أن يتصور المرء إنسانا
يعيش بال ضمير يحاسبه إذا أخطأ ،ولهذه األهمية اتجه فالسفة األخالق
إلى تعريف اإلنسان بهذه الماهية اإلنسان كائن أخالقي بمعنى أن هذه
النظريات ماهت بين األخالق و اإلنسان.
2
المقدمة
ومن أسباب اختيارنا لهذا الموضوع يقع على أسباب ذاتية و اخرى
موضوعية ،فاألسباب الذاتية تتمثل في اهتمامنا بالفكر الفلسفي الغربي ،وقلة
الدراسات المتناولة لفكر سبينو از األخالقي ،أما األسباب الموضوعية فهي
القيمة الفلسفية لعلم األخالق إضافة إلى محاولة تحليل آراء سبينو از من
بعدها األخالقي لما لها من وزن في الفلسفة الغربية الحديثة وحتى
المعاصرة ،إضافة إلى قلة الدراسات و ندرتها لشخصية سبينو از خاصة منها
األخالقية و الفلسفية.
اما إشكالية بحثنا في إطارها العام تنطوي على فلسفة األخالق في
الفكر الغربي الحديث و التي تنحل إلى مكونات أساسية بحيث أن اإلشكالية
تنحل إلى مشكالت متضمنة في فصول البحث و المشكالت تنحل إلى
إشكاالت متضمنة في مباحث كل فصل ومنه سياقة إشكالية موضوعنا في
الطرح الفلسفي التساؤلي الذي يمكن صياغته على النحو التالي :ما مصدر
و طبيعة القيمة األخالقية في الفكر الفلسفي السبينوزي؟ وكيف أسس سبينو از
لألخالق العملية؟ وما أثرها على الفكر الغربي الحديث؟
3
المقدمة
4
المقدمة
ووفقا لطبيعة هذا الموضوع الذي نحن بصدد معالجته إستندنا إلى
خطة منهجية تتضمن مقدمة و ثالثة فصول و خاتمة.
5
المقدمة
6
الفصل االول
1األخالق النظرية
2األخالق العملية
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
إن المشككةلة األخالقيككة تعت ككر مككن ككون الملتككلعات التككي شككللت الفالسككفة لالعلمككا ككي
العصك ككر الولنككاني اللككويم إلك ك ولمنككا ك ا ،ل ككر برتها بككا هاحنسككان بو ككل ا ككتم بككا الفالس ككفة
بكا معظكم الفالسكفة مكن لاعت كرلا أن األخالق لسكولة عالكة كي تبك وو سكللر احنسكان ،لأنتلك
بالكة ال يعكة إلك البيكا المونيكة ،لببك ا المعنك ت كلن األخكالق علمكا ت املوككا يسع ك حيصككا
احنسككان إل ةمابتكه ،لكو ا تمت المكوارس الفلسفوكة ع ر العصكلر و ارسككة الظا ككر األخالقيكة
للتككت تعريككف لتفسككور لبككا ،ةمككا بككال الفالسككفة لتككت تكلاهي لأسككس لللككيم األخالقيككة ع ككر
ك ق اللككيم األخالقيككة ،ةمككا عر ككت األخككالق ت ككل ار ككون مككا العصككلر ،لتهاونككت اا ار ككي أصك
ع ككن تاريخب ككا ككل نظككرا لمككا ككل ت يلككي ،ا تم ككام الفالسف ككة هعل ككم األخككالق وتعلن ككا نتسك ككا
لسياقبكا الفلسفي ،ما ي نترت المك ا و الفلسكفية لملتكلأل األخكالقا لمكا أ ككم تياراتبكا ع كر
تاريخ الفلسفة ةفةرا.
لعنككو الب كوول ع ككن األخككالق علونككا أن نموك ككن و ككن لتبو ككن ليخ ككالق إبوا مك ككا نظككرا لااخ ككر
عملي ،ما ي األخالق النظرية لما ي الخالق العمليةا.
8
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
إن علككم األخككالق ككل العلككم ال ك ا ونظككر ككي أصككل ل يعككة المهككاو األخالقيككة ل ككي معككاوور
الخوككر لالشككر" ،1لككو عنككت تلريهككا ةك المك ا و الفلسككفية هملتكلأل األخككالق منبككا :األ ال لنيككة
لالمثالية ....لغور ا .
أ ـ األفالطوني ـ :أل ال ككلن ولر ة وككر ككي إه ككا ابتتككاق السفس ك ا ي الك ا أقككام األخالقيككة
علك اللتككوان ،إ اسككتبوأ أ ال كلن تعك اللككانلن األخالقكي عامككا للنككاس كي ةك عصككر" لب
ا إب إقامته عل أسم تانو مشترر ي ها ت الهشكر لنعنكي هكه العلك " ،ك أر أن وتيسر
الفعك ك الخلل ككي وتت ككمن تك ك ان ق ككي ها ن ككه ،لأن احنس ككان الفاتك ك و ككاوا الفعك ك الخو ككر ل ات ككه
ك ك لر المك ك و السفسك ك ا ي الك ك ا لت ككت غاي ككة األخالقي ككة هاعته ككارق غاي ككة ككي نفس ككه ،لأه ك ك
كي خارتبا ،لر كن الخوريكة هاللك التكي تكنتم عنبكا .2كاألخالق األ ال لنيكة كي المثكا األل
الفةك ككر اللربك ككي ليخالقيك ككات الم نيك ككة عل ك ك أسك ككاس العلليك ككة " ،لك ككو اقتهسك ككت ك ك ق األخك ككالق مك ككن
يع ككة الفوث ككاغلريون ةم ككا و ككول ،ل ة ككر أن النظ ككام احلب ككي ككل الك ك ا وب ككيمن علك ك ال ككلن ل
يمةكن تبووككو ا رياتكية ،لأن الكرل ب يسككة التسكو ككال يسكت يت منكه ةا ككا.3أا ةك الفتككا
ل "اللياس". تمن العالقات ،العوالة ي "المسالا " ،لابعتوا
كي مبكالر " ولوكو" للكم وتكروو كي اللكل ةذسكتا ق: لقو عرض أ ال كلن لفةكر الخوكر األسكم
"إن الخور األسم لإلنسان ل السعاو " ل ا الخور األسم وتبلق هالمنج كون المعر كة لبكون
الملك ك ات المش ككرلعة ،الملك ك ات ككولن عل ككم ،لالعل ككم ككولن ملك ك ات ةال م ككا ب يبل ككق الس ككعاو ،
1
انوريه ببنو :الملسلعة الفلسفية ،منشلرات عليوات ،ورلت ،هاريس ،المتلو ،1ط ،1891 ،1ص.171
بسون بمن شبوو :األخالق ي ةر أ ال لن الفلسفي ،تامعة ال ل ة ،ةلية ااواو ،قسم الفلسفة ،العوو العاشر،8009 ، 2
ص.868
غرا غلان رانسلا :الم ا و األخالقية ال ر ،ترتمة قلتيه ألمعرل ي ،منشلرات عليوات ،هاريس ،ط ،1891 ،1ص.17 3
9
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
لاحنس ككان الك ك ا وهلك ك تبلو ككق الس ككعاو لاللص ككل إلك ك البةم ككة وت ككو أن يص ككل إلك ك تلتي ككه
1
ق اا اق المثالية البةما ال ون يعر لن
ب ـ المثاليـ :تككر أن األ ةككار لالملككلبت أل المث ك ملتككلو لتككلوا ل ككل أسككم مككن اللتككلو
نيككة المبس ككلس ،لالملتككلعات لككيس س ككل ان هاع ككات بسو ككة أل أ ة ككار هاعتهار ككا تمككثالت
لاألش ككيا ليس ككت ملت ككلو ك ك اتبا لت ككلوا مس ككتلال ع ككن اللك ككل النا ل ككة ،أا اللك ككل المتعللك ككة الت ككي
تورةبا ،ك إن لتلو كا مسكتفاو مكن ك ق الل ككل ات ككبا.2إن غايكة اللكانلن األخالقكي كي المثاليكة
ي عالم ب وتتالن الظلا ر ،يفرض أن يةكلن نكار إنسكان ولاصك ل تبلوق الخور األسم
اتككه خلككلو الككنفس" ،لمصككور األخككالق ككل العلك ك تلومككه لةمالككه هاسككتمرار ،ل ك ا مككا يسككم
لالتترب ككة تلك ككوم لنك ككا م ككاو المعر ككة األللي ككة ،لل نن ككا نتتالن ككا إلك ك الهب ككل ككي ص ككلرتبا العللي ككة
الل لية".3
ج ـ العقالنيـ :العلك عنككو م ككل مليككاس ةك شككي ،بككل قككاور علك تبريككر احنسككان لتعلككه
أ ثر انستاما مت ال يعة ،لو بال العللولن إقامة أخالق نا ا علك مهكاو يلونيكة لم للكة،
ل ك ق األخوككر ب ت ككلن إب ككي المسككلمات لال ككووبيات العلليككة " ،ونهلككي عل ك العل ك أن يصككنت
لي ككوأل قككانلن وككنظم رغهككات احنسككان المتنككا ر ،العل ك اتتككاق برةككة ال ككن ككي منبنككا ال وا ككة
الفةكر ،بكل تكرلر بتميكة لخاصكوته تمةنكه أن يةكلن مسكتلال عكن احنسكان المفةكر مكن تبككة،
لمسككتلال عككن ملت كلأل البككس مككن تبككة أخككر ،لأن الصككلة ككون المعر ككة لالعل ك تمةنككه مككن
معر ة قلانون ال لن لقلاعو السللر معا".4
دمحم ولا :األخالق ون الفلسفة لعلم ابتتماأل ،وار المعر ة التامعية ،تامعة احسةنورية ،8000 ،ص ص.01 ،00 1
2
عثمان أمون :رلاو المثالية ي الفلسفة اللربية ،وار المعارأ ،رأل احسةنورية ،اللا ر ،1867ص ص.9 ،7
3
موتا ونيلا مل لة ،تر :نانلي اسماعو بسون لدمحم تبي الشني ي ،مل م للنشر ،1881 ،ص.17 إيمانلي ةاني :ملومة ل
4
توني ان :رلويس لليس :ويةارت لالعلالنية ،ترتمة ع وق البلل ،منشلرات عليوات ،ورلت ،ط ،1877 ،8ص.171
10
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
لثلا ة ابعتراأ هااخر :أا هالمهاو الف رية المشكترةة كون تميكت أتنكاس الهشكر "متمثلكة
هابستعواوات لالل ار ن اللا لة للتلتيه ،هفع العلك الك ا يشكة مهعكل اللكيم لالمعكاوور الم للكة
التي تن ني علوبا لسفة األخالق".1
د ـ الوجوديـ :ب وككامن اللتلووككلن لتككلو قككيم ثا تككة تلتككه سككللر احنسككان لتتككه ه إنمككا ةك
إنسان يفع ما وريو ،لليس ألبو أن يفرض قيما أل أخالقا معياريكة معونكة علك ااخكرين ،مكن
ن ككا ت ككذتي اللتلوي ككة تم ككروا علك ك اللاق ككت الت ككاريخي ،لبرب ككا علك ك التك كرال الت ككخم الك ك ا خلفت ككه
احنسككانية.2احنسككان لككيس ةككا ن تككام الت ككلين ،ك انككه ةككا ن وت ككلن هفع ك اختيككارق لن كلأل أخالقككه،
وأن تلي الظرلأ ابتتماعية المبي ة هكه قكلا لورتكة أنكه ب يسكت يت معبكا إب أن وختكار،
ةلمككا اختككار مككا وريككو إل انمككه ل ككل بككر التصككرأ ،صككا ي الفةككر يبككس أنككه لككم يةككن هاسككت اعته
اختيار شي آخر.
"إن احنسان ليس إنسانا إب هبريته ،البرية يصح اعتهار كا تعر كا لإلنسكان لخالصكة لكر أننكا
نسككت يت أن نختككار ة ك شككي لأا شككي عل ك صككعوو ابنت كلا " .3إن األخككالق علككم عملككي
وبكوأ إلك تبلوكق غايككة كي بياتنككا ،ليرسككم ال ريكق المككاوا إلك الخوككر األسكم الك ا يلصككوق
احنسككان ،لاألخككالق و ارسككة بوككل يلككيم السككللر احنسككاني عل ك تككل الللاعككو األخالقيككة التككي
تتككت معككاوور للسككللر ،لت ككلن األخككالق اقمككا مككن المعتلككوات ،أل المثاليككات الملتبككة ،لالتككي
تتخل الفرو أل متملعة من الناس ي المتتمت.
1
ع ية :أبمو ع و البليم :األخالق ي الفةر اللربي المعاصر ،وراسة تبلولية لالتتا ات األخالقية البالية ي الل ن العربي ،وار
الثلا ة للنشر لالتلنيت ،اللا ر ك مصر ،ص .106
2
عونان عليو :الفلسفة اللتلوية ،لاهة البوأ ابخهارية87 ،أ تلبر.8019
سارتر تلن ل :اللتلوية م و انساني ،منشلرات وار مةتهة البيا ،ورلت ،و س ،ص.78 3
11
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
إن األخ ككالق ش ككللت احنس ككان منك ك ت ككر الت ككاريخ ،ةلنب ككا تك كرتهي ه ككه لتش ككل مةان ككا ة وك ك ار م ككن
ب ككم ك ك ق األخو ككر ككي مختل ككف البت ككارات احنس ككانية اللويم ككة لالبووث ككة ا تمام ككه ،لم ككن أتك ك
لالمعاصر ،علونا التلقف عل أ م تياراتبا ع ر تاريخ الفلسفة ةفةر.
ـ ـ عنــد المصــريين :إن أ ككم موككن تموككنت بككا ك ق البلهككة ككل اب تمككام الك ا ألبق المص كريلن
اللككوام لت بوككر الككنفس الهش كرية ،لاعككواو ا لالنتلككا مككن وار الفنككا إل ك وار الهلككا ،أا مككن
البيككا الونوليككة إلك البيككا األخرليككة .إمككا عككن التفةوككر النظككرا لالهبككل العللككي المرت ككن علك
أسككس لسككفية متككرو ،تل كر مسككذلة هعوككو عككن ا تمككامبم "للككو ظ ك المص كريلن وككوونلن وو ككانة
عهاو االبة ،لبب ا ا تلرت تعاليمبا إل المعاوور المن لية التي يبةمبا العل ،لهالتكالي غلهكة
ةكر قاعويكة كي أن ال اهت الخ ار ي األس لرا" ،1هالرغم مكن أن البيكا الووككنية ارت كنت علك
لكر لكو آمكن احنسكان المصكرا الرت الفات أل األصلح كل قكانلن األخكالق ،إتكا ة إلك
ا ةله كلو شل أخكالق ك ا األخوكر، اللويم هالبيا األخر ،لهمسذلة الثلاو لالعلاو ،لمن
"لمثلت م ها سمي (أنيميا) ،األخالق قو مثلت التانو األس لرا لالخ ار ي".2
ـ عند الصـينيون :تعت كر بتكار الصكون إبكو بتكارات الشكرق األقصك ،لقكو ان ثلكت عكن
الويانة اللويمة التي تبتم هعهاو السما التي ترتهي هعهاو األرلا ،لمكن ا كرن مك ا با نتكو
ككي ترتوكو المككوارس الفةريكة الصككونية اللويمكة ،لقككو "ال نفلشولسكية" ،لتعت كر المورسككة األللك
ةان لب ا الم و تذثو ار هاللا عل البيا األخالقية للفكرو لللمتتمكت الصكوني علك بكو سكلا ،
1
مربها ع و الربمان :من الفلسفة الولنانية إل الفلسفة احسالمية ،منشلرات عليوات ،ورلت ،ط ،1881 ،1ص .160
أنيميا :تعني الرل ةم وأ يللم عل أن ة ةا ن ي ال يعة يمتلر رلبا يمةنه تلتوببا عن ريق للس سبرية.
اخلرا بنا :للتر خلو :تاريخ الفلسفة العربية ،وار التو ،ورلت ،ج ،1ط ،1891 ،8ص.90 2
ي الفلسفة الصونية لرت عن ريق تعاليم ةلنفشولس تتمبلر ي متملبا بلا ال نفلشولسية :متملعة من المعتلوات لالمهاو
األخالق لااواو.
12
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
ليرت ككن عل ك ت ككل ر البةم ككة ككي احنسككان .اللاي ككة التككي ن ككاوت بككا أخ ككالق ةلنفشككولس ككي
تبلو ككق الخو ككر للوللك ككة ل ل ككر ب ية ككلن إب إنل ككا ال ارم ككة احنس ككانية لتم ككت الن ككاس لتلبو ككو م،
لملالمة بيا ال خ لالترأ" .إن األخالق تتبلكق كي سكللر النكاس هعتكبم إ ان هعكض ،ل كي
تتتسو هصلر روية ي المث األعل مث (ن و ) ،أل(لي :همعنك قلاعكو السكللر)" .1الشكعو
عل ك بككو تع ور"ةلنفشككولس" ب يلككاو هالمعر ككة ك هككاألخالق ،لاألخككالق التككي تككنفخ ككي التملككة
ابتتماعي ككة يص ككهح الف ككرو رت ككال ،إن (ل ككي) تبل ككق تربي ككة رلب ككا ،لتنعش ككبا هالبي ككا لهالفت ككا
التميت تربية وا مة ،ل ة ا لككو نشككذت األخالق .إن المتتمت الصكوني يلكلم علك مهكاو وونيكة
تا ي ةليم أخالقية ،بووت سللةيات األ راو من البةام لالرعية. يت
ـ ـ عنــد اليندييــــن :أ ككم صككفة اتصككف بككا التفةوككر األخالقككي ككي البنككو عككن سككاهليه ككل ظبككلر
ةككر التناسككخ اانيميككة ،لالتككي يمةككن تلخيصككبا ككي مككا ولككي :انتلككا الككرل مككن تسككو إلك أخككر.
لتموكنت تعكوو لاخكتالأ االبكة ،لهكاألخص الككه األعل ( كرالوا) ،ل كل إلكه العلك لاألخككالق ،إ
صك ككو احنسككان البنككوا اللككويم ا تمامككه عل ك مسككذلة الر عككة لالر ككت ككلق األلككم لالت كلأل الع ك
ل اتككه ،ك تعككلو رلبككه إمككا لالشككوخلخة لالمككلت ،لصككفبا سككل يات البيككا .هاحنسككان ب يفن ك
فك مللكلو أل إنسكان آخ ككر .لهلتكا احنسكان البنكوا إل البشرات إ ا ةان لتيعا ،أل إلك
علك األلككم يةككلن قككو لككا ورتككة مككن الفنككا التككام ،لمككن نككا ت مككن ةككر ابستنسككاخ ،ل ك ا بتك
تتخلص األنفس الهشرية من الر ا ،لتفلن هالنتا متتهعة ي لر ريق ( ل ا).
ـ عنـد اليونانييــن :إن ما يمون العصر الولناني ل التنلأل الفةر ،لو ارتفكت السفة
الولنان" لها لا األمكم لالشعلو هسخا ع ا بم ،لعظم ثرلاتبم لسمل مشاعر م لو مرلا
ق األرض مرلر اللمام لق أرض الفلر ةانلا ةاألم المشرق ،ثم متلا ةالبلم عل
ي ما ةلنه العالم اللربي من لسفة تارةون ل ار كبم الختر لالنتر " .2ليرتت الفت األل
1
ياس ورس ةار :السفة إنسانولن ،تر:عاو العلا ،منشلرات عليوات ،ورلت ،هاريس ،ط ،1899 ،1ص .188
2
مربها ع و الربمان :من الفلسفة الولنانية إل الفلسفة احسالمية ،المرتت السا ق ،ص.07
13
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
ك ك سلك ك كراط ( 1000 / 170ق م) ية ككاو وتف ككق تمي ككت م ككارخي الفلس ككفة علك ك أن س ككلراط ماس ككس
الفلسككفة األخالقيككة ككي العككالم اللربككي ل ككن لككم تخككرج تعاليم ككه عككن أن ت ككلن مباوثككات لتككذثورات
شخصية ،لقو غمرته األسا ور.
ك أ ال ككلن ( 817/ 188ق م) :تبت ك المشككةلة األخالقيككة بو ك ان ر يسككيا ككي لسفت ككه بتك أنبككا
تواخلت لتملة أهباث ككه ،الفتكولة عنكوق كي العمك البكق ،ل كي صكاور عكن معر كة صكبيبة،
وا عه التللو ككو لهبةكم العكرأ لبك لر ،يلسكم أ ال كلن لالعمك ولن بم أل إورار بمعن له،
الفتا ي هبسو أنلاأل النفس إل ثالل:
ككو ككي العص ككلر اللويم ككة مك ك و ك ك أرس ك ككل ( 188 / 191ق م) يعت ككر أرسك ك ل أل م ككن
األخالق بليلة من خال ةتاهه ( األخالق إلك نيلكل مكاخلص) للكم وختلكف ةثوك ار عكن "سكلراط
" " أ ال ككلن" ككي اتخككا العل ك األساسككي األل ل لككلد السككعاو ككي أقص ك ورتاتبككا ل" ،لللككو
ككاب الفالس ككفة ال ككثالل متتمع ككون إع ككا اب تم ككام األ ككر للمش ككةلة األخالقي ككة ،نظك ك ار ب ككال
ا الفساو المملل هالصراعات، لللتت ابتتماعي الفاسو ي عصر م ،لبالللا تلوور
ل لككر نشككر تعككاليم الفةككر األخالقككي ،لالسككعي ل ار تبلوككق الموونككة الفاتككلة لالعوالككة التككي تت ككو
العلك لالبةمة".2
1
أنوريه ةاريسلن :المشةلة األخالقية لالفالسفة ،تر :ع و البموو مبملو ،تت :أ ل هةر ةر ،مبرتان الل ار للتميت ،ص.90
2
ولسف ةرم :تاريخ الفلسفة الولنانية ،وار الللم ،ورلت ،ط ،1و س ،ص .91
14
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
ب ـ العصور الوسطى:
ـ الييودي :
يعت ر ةتاو العبو اللويم ،ل ل متملعة أصفار لم و ةر منبا اللرآن سل " تكل ار ملسك عليكه
السككالم " ،ل" ان ككلر واللو عليككه السككالم" ،ةتككو العبككو اللككويم هالع ريككة لهعتككه هاارميككة ب كلالي
(100ق م) لتككعت لككه ترتمككة هالولنانيككة أمككا التلمككلو شككر للتككلرات ،ل نككار تلمككلوون :تلمككلو
ككي عككرض علككم العبككو اللككويم لككي مككا أشككار إليككه الرشككليم ،لتلمككلو ها ك ل ك ق إشككار ولن تلغك
الل كرآن ،أل مككا ةككان يعر ككه عل ك األرتككح عامككة وبككلو التنيككر العربيككة .ليلخككص يمككا ولككي :ك ك
التلبوككو " :وبككلق" لبككوق إلككه لة ك مككا ةانككت تع ككوق الشككعلو األخككر ل ككن أل شككي ان ،ل ككل إلككه
احس ار ولولن التفلق هاسمه خشية لاتالب خالق ،ل ل إله عالم بي قوور يذ
ك اللعي :وبلق رعي شعهه ،واق لاس ة قاوته لأن يا ه ،خا و مهاشر لعل لسان األن يا
لر سونا ،ل ي: يت ك "اللصايا العشر :ي اللصايا التي أع ا ا وبلو لملس
*أنا وبلق إلكبر ال ا أخرتر من أرض مصر من وار الع لوية لبتستتو حلكه غورا.
*ب تلت ك ك ،ب تننك ككي ،ب تسك ككرق ،ب تشك ككبو نل ار عل ك ك قريهك ككر ،ب تشك ككتبي ام أرت ك ككه أل أمت ك ككه ،أل
1
ثرلته ،أل شو ا مما يمكلر"
ـ المسيحي :إن الصفة األساسية ي أخكالق الفةكر المسكيبي كي موكن البريكة التكي تتنكاقض
إن المسيح عليه السالم ةان وهشر با من وبتوا للعلوو المسيبية.2 لالعم الصالح،
1
قامور ولبنا :أصل الفلسفة العربية ،منشل ار الم هعة ال اثلليةية ،ورلت ،ط ،1867 ،8ص ص.19 ،17
املتلن ب وو :علم األويان لبنية الفةر احسالمي ،ترتمة عاو العلا ،منشلرات عليوات ،هاريس ،1877 ،ص.7 2
15
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
ل تككر ككي أن العبككو اللككويم ،لالعبككو التووككو مهاو ككه األخالقيككة راقيككة ،لككر أن األخككالق صككاور
عككن احلككه متشككا بة ككي ةك مةككان ،بككي تعككاليم سككامية منن ككة هعوككو عككن الر ولككة غوككر معرتككة
للفساو ،ي بون أن الال لت صاور عن الهشكرية ،اللاتكو أن تلكور األخكالق الكلارو ال تكو
الملوسككة ب ككق قككور ا بككي األخككالق الخالككو .1للع ك اللويسككون "ألغس ك ون" ل" تلمككا اح ككليني"،
أ ككر نمككل تون لت يككان الفة ككر األخالقككي المسككيبي .للككويس ألغس ك ون ( 110 / 101م ق):
كي معر كة إهلكا ليعكرأ ككن العكي يلل " :إن احنسان البةكيم كل لكر احنسكان الك ا يعكي
لككر يبص ك عل ك السككعاو الوا مككة ،ل ك ق الت كلانن التككام ككون رغهاتنككا لألتاعنك ككا ،لمككن يفع ك
األخور تمثك احلكه هاعتهارق الوا م ي اللتلو".2
ـــ اـســــالم :و كرتهي مفبككلم األخككالق ككي احسككالم همع يككات ت األويككان السككمالية السككاهلة لككه،
متصككال بككا عل ك النبككل ال ك ا ع ك ككر عنك ككه الرسككل ق بككون قككا " :إنمككا هعثككت ألتمككم مةككارم
تكلاهي لةكلاهح لتنةيككة األخككالق " .ككاألخالق ككي مفبككلم الككوون البككق المنككن مككن عن ككو
الككنفس ،لتككرليض غ ار ن ككا ،لتصككعوو ا لالسككمل بككا ،لاحسككالم ب يلتك ك الل ار ككن ،ك ونظمبككا
ليتعبا ي نظام ابعتوا " .3لمن أ ككم السفة احسالم ال ا ت رق لملتلأل األخالق نتككو:
ك ك أ ككي ناصككر الفككا ار ي :وللك ككو ك ك "المعلككم األل " ،ةثوككر التككذلوف ككي علككم األخككالق ل ة ك ا ل ككو
ا ف ككة م ككن األمثل ككة ةالش ككتاعة لالس ككخا لالعف ككة ،الش ككتاعة ةم ككا يل ككل " :خل ككق تموك ك تن ككال
لالتبككول ككي اللسككي ككي احقككوام عل ك األشككيا المفنعككة لاحبتككام عنبككا ،لالنيككاو ككي احقككوام
ت ك ككو التبككلر لالنلصككان ،وككاوا إل ك الت ك ن أل ةل مككا خلككق ق ككيح ،الفتككولة أتككت لسككي ككون
ر ولتون إبوا ما إ راط لاألخر تفريي السعاو غاية ة ما عوا ا لسولككة".4
،منشلرات عليوات ،ورلت ،1868 ،ص.11 ةاريسلن انوريه :تيارات الفةر الفلسفي ي العصلر اللس 1
2
نيللو علي :ألغستونلس ،وار أقرا ،ط ،1و س ،ص .818
3
التنوا أنلر :مفا يم العللم احتتماعية لالنفس لاألخالق ي تل احسالم ،وار ال تو ،الت ان ر ،و س ،ص .71
4
مربها ع و الربمان :من الفلسفة الولنانية إل الفلسفة احسالمية ،المرتت السا ق ،ص .101
16
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
أر ال ثوكرلن ج ـ العصــر الحديث :لما نكا الفالسكفة مكن سكذم كي مك ا و العصكلر اللسك
م ككنبم أن ورتعك كلا إلك ك لتب ككة المك ك ا و اللويم ككة ،لك ك ا ككوألا يفة ككرلن ككي ( الخو ككر األعظ ككم)،
من ليككة لمككا ليبككالللن تتووككو ةرتك ككه تبلو ك اامككا احنسككانية لأن يستخلص كلا مككن لككر نتككا
وتككو أن ت ككلن عليككه البةمككة لالفتككولة .لقككو ككوأت عككال ك ق البرةككة ترتسك ككم ككي األ ككق من ك
اللرن ( 17م) عنككو هعض ألل ر الفالسفة ال ون لان لم يةلنلا قو ن ولا ي الموتا ونيليا ،كإنبم
شوولا أعظم الم ا و.
ككي ك ا المك و ككل المبككوو اللبوككو لللاعككو السككللر الهشككرا ،إن ك المــب ب العقلــي :إن العلك
يبكرر احنسكان مككن قوكلوق ليتعلككه أ ثكر انسكتاما مككت ال يعكة ،ك وك و إلك أهعككو مكن لككر،
إنك ك ككه يبك ككال السك ككي ر علوبك ككا ليتعلبك ككا خاتك ككعة لك ك ككه .لمك ككن وك ككنبم " ويةك ككارت"" ،اس ك ك ونل ان "،
ككي صككنيت "ويةككارت" ،بوككل اعت ككر األخككالق أ وككو ثمك ككر "بو تنككن" .لخوككر مثككا لبك ا وتتلك
لولبككة الفلسككفة التككي ت ككلن الموتا ونيليككا تك لر ا ،لالفونيلككا تك عبا ،ب ةككن ب يمةككن نو ك تنا ككا
إب أخوك ك ار لاألخككالق عنككوق تككتلخص ككي تو وك ككر ل وايككة أ عالنك ككا بت ك نسككت يت البصككل علك ك
السككعاو التككي ننالبككا ككي العمك ل لككا للعلك ،لأل مككا نتعلمككه ككي ك ق األخككالق ككل السككور ككي
تعككال لنككا كي ةمككا لنظككام م لككق . بياتنككا عل ك لتككه مال ككم ككي ك ا العككالم ال ك ا خللككه
عك الخوكر رتكا مكن نفسكه ،ل كل ب يموكن لالخور عنو "ويةارت" يعني تصميم احنسان علك
الخوكر األسككم لمعر ككة البككق ،الر ولكة عنككوق تعنككي الشككر أمككا الخوكر مهعثككه الككنفس ،تتلتككه لككه
احراو إ ا ما تبلت هاأل ةار اللاتبة .ل ا وربي ون العلكم لالفتكولة ليعت ر مكا شكو ا لابكوا،
ةما يةلن الخ ذ لالر ولة شو ا لابوا ،لنبن نريو الخور مو لعون إراوتنا" ،للكيس مكن أمكر كي
ملككولرنا إب خ ك ار ت نفلسككنا التككي تسككت يت الككتبةم وبككا هصككلر أ وككو ،لبب ك ا إنككه و كربي ككون
األخالق ي السعي إل الخور األسم ،لمعر ة احله لاحتباو هه" .1لببك ا كإن األخكالق عنكو
1
عهاس ع و المنعم :ويةارت لالفلسفة العللية ،وار النبتة العربية لل هاعة لالنشر ،ورلت ،و س ،ص .101
17
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
ويةارت تعلكي مكن شكذن العلك ،لترتكت إلك أبةامكه اللاتكبة المتموكن ،الفالسكفة العللوكلن قكو
بالللا إقامة أخالق نا ا عل مهاو يلونية لم للة.
ـ األخالق المثالي (الكانطي ) :إ ا ةان العللولن ورولن السللر إلك تلكوور عللكي ،كإن "ةكاني"
يعة العل ،لاللكيم األخالقيكة كي نظكرق مر لنكة ب وختلف عنبم ما وام ملياس األخالق إل
وا ت اللاتو ل اته ،أا أن احنسان يعم الخور بها لكه كي انتظكار هاحراو الخور التي تعم
علككه .لببك ا ككإن اللاتككو هالنسككهة إلك ةككاني ككل العمك هملتتك قككانلن عككام ب مةا ككة علك
يب ككوق نم ككان لب مة ككان ،ل ك ك ا الل ككانلن ب يص ككور ع ككن عا ف ككة ك ك ع ككن العلك ك العمل ككي لب ككوق،
لالهاع ككل علك ك عمك ك الخو ككر ككل تل ككوور علل ككي لم ككوأ اللات ككو ولن ت ككرو أا بس ككاو لنت ككا
الفع ك ،أل رتككا منفعككة ،أل ث كلاو أل خشككية علككاو .للب ك ا ت ككلن للشككخص قككور علليككة عل ك
إورار اللاتو ش وبة هما تسميه احلبام ،لله إ ارو خور ه يعتبا.1
ـ المب ب النفعي :البوول عن الل لم يةن للوو العصكر البكوول ،لكو ةكان ليقكومون السك ق
بل خور ،لة ما عاو عليه هكاأللم بكل شكر. ع يعلو عل الفرو هالل ي لر ،أا أن ة
مبمككة الفلسككفة ةمككا وككر نعككيم ك ا الم ك و "أ يلككلر" أن تككنلو صككاب با هالبككول لال مذنونككة،
لالمنفعككة ككي مليككاس الفعك الخللككي لككو المورسككة ال راغماتيككة ،بككل ب ي لككو شككو ا أخككر غوككر
اللك ،لهالخصككلص اللك البسككية التككي تعت ككر أقككل اللك ات تميعككا ،ل ككي التككي تسككتبق ال لككو
لالتبصككو عل ك بككو تع وككر "أ يلككلر"" :إن تميككت البولانككات ت لككو الل ك لتنفككر مككن األلككم ،لأن
أص ة خور ل لك الكه ن ،لينهلكي علك احنسكان أن يعمك مكن أتك البصكل علك أ كر
ل ممةنة".
لال ثوكر مكن النفعوككون علك أرسككبم " نتكام" ب وككرلن كي تفتككو اللك ات عككن هعتكبا الككهعض إب
مككن خككال ال ككم ،أا ونظككرلن إل ك أا الل ك تون أ ككر ،لقككو لتككت " نتككام" معيككار للمفاتككلة عككن
ريق معر ة شو الل ،لموتبا لشمللبا أل ر عوو من الناس.
1
موتا ونيلا مل لة ،المرتت السا ق ،ص.69 إيمانلا ةاني :ملومة ل
18
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
األ عككا الصككالبة عنككو النفعوككون ككي التككي تلص ك إل ك السككعاو ،لاأل عككا السككو ة ككي التككي
تلص إل الشلا لاأللكم.1
د ـ الحقب المعاصرة:
التفةوكر الهشكرا لو ارسكة األخكالق ،للع ك إن العصر المعاصر يعت ر آخر مربلة مكن م اربك ك
اللتلووك ككة ككي آخ ك ككر أشةك ككا الفلسفك ككة احنسانو ك ككة .لك ك لر ب ك ككو م ككن الترةو ككن علك ك أ ككم تلان ككو
تناللبا ليخالق ،إ يصنف التاريخ اللتلويكة البووث ككة علك أنبكا صرخ ككة احنسككان مكن أعمككاق
أعماقكه ي لتككه اللككور ،إنبكا صكلر عكن مذساتككه كي ك ا اللتككلو العا كل ،لأ كم موككن ليخكالق
العصكر البوول أن نار عاملي الخلق لاب ت ار ،نبككن ب نسكت يت أن نلكرر هصكلر إوتا يكة
م ككا علون ككا أن نفعل ككه ،لهاعته ككار احنس ككان ل ككيس هة ككا ن ةامك ك الت ككلين ،ك ك وت ككلن ع ككر ال ككنمن
هاختيارق لنلأل األخالق لملاتبكة ظر يكة الظكرلأ المبي كة هكه ،إ تن لكق اللتلويكة مكن الك ات
( احنسان) التي ي مرةن المهاور لملر اللتكوان لالشكعلر ،لأن احنسكان ةكا ن مت امك هعللكه
لمشاع كرق لتسككوق لرلب ككه ،أمككا عككن معار ككه لخ ارتككه بككي نسك ية ولمككا لب تلتككو بككولو باسككمة
وبا ثلرات لليس نار بليلة م للة. تهل نبا ية،
أمككا البرية لو اللتلوولن ي اللتلو احنساني ،لب إنسانية من ولنبا ،لالبريكة تعمك تكمن
المعاووككر الفرووكة ب تمن المعاووكر األخالقوكة لالسياسوكة لالوونية السا و " ،أما المسكاللية مكن
لتبة نتكر اللتلويكة كي التانكو المظلكم للبريكة ،عنكوما وككورر األ كراو أنبكم مسكالللن ةليكة
عككن ق ك ارراتبم لأعمككالبم لمعتلككواتبم ،وككتمل بم الللككق يبككالللن البككرو تتا ك لانةككار ب كريتبم
لمس ككاللوتبم" .2أا إنة ككار م ككلقفبم البليل ككي ،لببك ك ا ونتب ككلن ل ككي ككي خ ككواأل أنفس ككبم لينتلك ككو
هعتككبم ك ا الخككواأل ال ك اتي ،ليصككرلن عل ك ق ككل المسككاللية ةاملككة مككن أت ك سككللةبم مبمككا
ق المساللية صعهة. ةانت
1
أبمو أمون :األخالق ،وار ال تاو العربي ،ورلت ،ط ،1860 ،1ص.08
2
بلمي مص ف :األخالق ون الفلسفة لعلما الوون ،وار ال تو العالمية ،ط ،8001 ،1ص.9
19
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
عنو البوول عن ابخالق علونا ان نمون ون لتبكون ليخكالق ابكو ما نظكرا لابخكر عملكي،
ككاألل يتككت ابسككس لالمهككاو لالنظريككات التككي تسككنو الوبككا السككللر ابنسككاني ،لالثككاني عملككي
وهبل ي الت يلات العملية لب ا السللر ،واخ ةيان مبوو.
-1االخالق النظري:
عنككو البككوول عككن مفبككلم ابخككالق النظريككة ب ككو لنككا ان نلككف قلككيال عنككو عمالقككون اثنككون مككن
عمالقة الفلسفة النظرية المثالية ليخالق اب ل ما:
إيمانلي ك ةككاني ال ك ا ونفككي عككن ابخككالق ختككلعبا للتتربككة ،عل ك اعتهككار ان التانككو ال ك ا
وتعلق هالتتربة ب ونورج تبت مفبلم ابخالق ،لانما ونورج تبت ن اق األنثرلبلللتيكا العمليكة
لالتي تعنكي عنكو ةكاني اساسكا علكم ال يعكة ابنسكان ةمكا تلكومبا لنكا التتربكة ،لالتكي تهبكل كي
المل كات ابنسكانية مكن بوكل قكورتبا علك تبلوكق سكعاو ابنسكان ،لتنميكة مبا ارتكه العمليكة عكن
ريككق التربيككة لالتب ك وو ل ككي لتككه عككام تتعلككق هملتككلعات ا عككا ابنسككان .ابتتككاق ابخككر
المنككاقض تمامككا ل ككاني اب ل ككل للليفككي ريك لل الك ا ككاتر ابخككالق النظريككة هشككو قككا ال للان
ابخالق النظريكة تعت كر نفسكبا نظريكة لعمليكة كي نفكس اللقكت ،ل ك ا اسكو من ليكا بسكو راا
للليفك ككي ري ك ك " بن ابخك ككالق النظريك ككة وا مك ككا معياريك ككة ،للب ك ك ا بك ككي ب ت ك ككلن نظريك ككة هك ككالمعن
الصككبيح ،ل لككر ألا نظككرا يصككف ليصككور ابةامككا لاقعيككة ،ونمككا المعيككارا يصككور ابةامككا
تلليمي ككة ت ككامر هةك ك ا لةك ك ا ،لب يمة ككن التم ككت ككون النظ ككرا لالتل ككليمي ،لب ككون اللات ككو لالتلري ككر
لللاتككو ،لمككن المسككتبو لتككت نظريككة لمككا وتككو ان يةككلن لانمككا تلتككح النظريككات لتفسككور مككا
ل ةا ن.1
ع و الربمن ولا :ابخالق النظرية ،لةالة الم لعات ،ال ليت ،1870 ،ص ص.86،80 1
20
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
*الجــــاح :يموك ك الت ككابت ال ك ك اعته ككار ابخ ككالق ابتتماعيك ككة ال ابخ ككالق العملي ككة الملارنك ككة
للسللر ابتتماعي الولمي المرته ة هالبيا التكرلرية انمكا كي خ كر ت ار ميكة تنتلك مكن بكون
لككر باتككة النكاس الك اخهككار مككن سككهلبم الك اخككر ع ككر لسككا ي مختلفككة ،ليتكرو مثككاب علك
باتككة تككرلرية بككي صككفة بنمككة ككي هككا عبم ،لخللككة قا مككة ككي تكلا ر م لثا تككة ب تكناولبم،
لمبي ة تماعتبم لمشتملة عل اونا م لاقصا م.
األخالق ابتتماعية ال العملية من لتبة نظر للالتابت" تمث تربا من العالقكات التعالنيكة
اللا مككة ككون النككاس لالتككي هملت بككا ب يسككت يت ببككو ابسككتلنا عككن ابخككر ،بككي تمث ك بالككة
مككن عككر اللثككاق لالتككرنر لالتفككا م لالتعككالن ال نككا الك ا يلتككي الك قيككام متتمككت متعاتككو ،ب
يلككل ابككو عل ك ابنفكراو هككه ال ابنلتككاض عليككه ونمككا نككر ابتتككاق ابخككر ابقككرو لشخصككية
"التككابت" اب ل ككل "تككلرج تككلر وت " عنككوما وعككا ال ك اقامككة ت ككا ق ككون ابخككالق النظريككة
لالعملية ،ل ل كي اللقكت نفسكه ونكاقض صكرابة لعالنيكة ا ةكار "ليفكي ريك " كي نفكي ابخكالق
و ارسككة نككا علككم ابتتمككاأل ابخالقككي ،لال ك ا يعن ك النظريككة ل ك ا ماتككوا " تككلرج وككت " ال ك
انك كلاأل الس ككللر ابراوا لالت ككي يمة ككن ان تش ككا و تمي ككت تبلبتب ككا الخاص ككة مش ككا و خارتي ككة
هصككلر تمعيككة ،خال ككا "لليفككي ري ك " ال ك ا اعت ككر ابخككالق النظريككة اخالقككا مشخصككة برةيككة،
لثيلة ابتصا هالبيا لالعم ،همعن الوقوق ،لتتري ية هالمعن الصبيح.1
_ب يمةك ككن البك ككوول مك ككن النابيك ككة النظريك ككة عك ككن مفبك ككلم ابخك ككالق العمليك ككة ةال مك ككا مةمك ككالن
لهعتبما.
الككهعض ،لالش كلا و عل ك ةثوككر للعل ك اتككرو مثككاب لاقعيككا مككن ال و ككة المعيشككة ،اب ل ككي قككيم
الصوق لالل ا لابخالص ،لغور ا من الليم التي ا تس تبا لعشنا ا من امو هعوو.
1
ع و العنين ابمو :مهابل ي النظريات ابخالقية ،وار الفةر العربي عا وون ،1860 ،ص ص.61،61
21
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
واخك ليم الصوق لالل ا لابخالص ي قكيم نظريكة اراويكة تنهكت مكن واخك اا انسكان يعكي
اا متتمت من المتتمعات ،ل ن ترتمتبا ال النابية الت يلية ال العمليكة كل اب كم ،ل ك ا ب
واخلبا ،لبت نست يت ممارسكتبا ب كو وو عنا ال نفوبا م للا عن اللاقت ال ال و ة التي نعي
من صفة ابلتنام لابقناأل با ،لاب ستصهح مترو قيم امشية.
بتك ك نس ككت يت ان نةس ككو اخالق ككا نظري ككة ا ث ككر بولي ككة لالت انم ككا ع ككاب ،ب ككو م ككن ابيم ككان ب ككا
لممارسككتبا موككوانيا عل ك ارض اللاقككت ،لاب مككا ا ككو الصككوق ا ا لككم يمككارس ليككات ثمككارق ككون
ني الهشر ،لينتم عنه المبهة لالل ا ان تنواو العالقات ون الناس لثلقا لالتناما.1
1
نةي مهارر :ابخالق عنو اللنالي م هعة الربمانية ،اللا ر ،1877 ،ص.160
22
علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيق الفصل االول:
ان ابخككالق النظريككة لالعمليككة عهككار عككن خ وككون مسككتليمون ب يمةككن ببككو ما ابنب كراأ ال
المو ك ال ك التبككة األخككر ل ك ا مككن شككانه ان وككاثر عل ك السككللر لورات الفع ك لككو الهشككر،
ةوككف لنككا ان نككامن هالصككوق متككرو اق كلا ولن ا عككا ت يليككة نسككت يت ترتمتبككا موككوانيا عل ك
ارض اللاقت ،ولن ابيمان با ،لابقتناأل هممارستبا بت ت لن نمل تكا لقكول بسكنة لمتتمكت
ونشو ا نااق لمرولق ابلتنام الفعلي هاألخالق قلب ل عال.
مبما ت ولت اببلا لتلورت السنلن ،ان الليم ابخالقية تهلي ثا تة ،لب يمةن ان تتلور .
ام ككا الس ككللر ابنس ككاني لاب ع ككا الناتت ككة عن ككه ككي م ككن تس ككت يت ان تب ككا ت علك ك تل ككر الل ككيم
لتع وبككا منيككوا مككن الهلككا لالويملمككة بت ك ب ت ككلن عرتككة لالنفصككا لابنككوثار عككن البيككا
العامة للهشر.1
1
المرتت السا ق ،ص.161
23
الفصل الثاني
1في المفهوم
2في البديهيات
3في البرهان
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
لقد احدث سبينو از أساسا في النظررة الفلسرفية لملراأل األخرال ،فهرو يررفت تمام ررا تفرقررة
الفالسفة التقليديين بين ملاأل المعرفة النظرية الخالصة ،وهري االميتافيزيقيرا وملراأل المعرفرة
العلمية وهي ااألخال .
فررقخال سرربينو از ليسررت عنص ر ار أو لررز ا مررن فلسررفت ،بررل فلسررفت كلهررا أخالقيررة فرري م اد هررا
وأسسررها وفرري أ عادهررا ومسرراعيها ،فق حاثر ر األولررل لعلررم األخررال تعرررت الم ررادق الميتافيزيقيررة
التي تقوم عليها الم ادق األخالقية ،فضال عرن كرون المطلروب مرن هربح األ حراث هرو بيران مرا
ين غرري معرفت ر لصرري يص ر ع المالررروم األخالقرري ممكنررا ،أي أن تصررون نظرتنررا الررل الطبيعررة فرري
ملموعه ررا نظر ررة علمي ررة ال تمت ررز به ررا خ ارف ررات ،أو ترتص ررز عل ررل كيان ررات أس ررطورية ،فم ررا ه ررو
األساس البي أعتمدح سربينو از فري نظريتر األخالقيرةب و مرا أن العلرم والمعرفرة يفحران لنرا أبرواب
األخال ،مثلما تمهد األخال الطريق للمعرفة ،فكيف مهد سبينو از لهندسة األخال ب.
25
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
أهررم ط را ع يمثررل النظريررة األخالقيررة عنررد سرربينو از هررو القرروأل ان اإلنسرران ال يقررف مع رزأل عررن
الطبيعرة وقوانينهرا ،فاسربينو از قرد انقرد الردة أوال رذ اللربين تصروروا اإلنسران علرل انر يقرف مرن
الطبيعة كقن دولة داخل الدولة ويظنون...أن ل سلطانا مطلقا علل أفعال وان الي ا ال يرتحكم
فير سرروأل بات ر " فنقطةةة البدايةةة األساسةةية فةةي ر ة ا النظريةةة األخالقيةةة رةةي اكدراع ال ل ةةي
لالرتباط بين اكنسةان ويةين الطبي ةة بوعةم عةا ،و ةن ثة تيديةد سةيادر فدةرر ال ةرورر فةي
عةةاا اكنسةةان بةةدورا " ،ف ةةن ال لةةاا كال ياةةون اكنسةةان عةةزءا ةةن الطبي ةةة بوصةةفها ال لةةة
الدافية لها " وهكربا أصرد أن الهردن مرن علرم األخرال لريس الروعد واإلرالراد لوانمرا هرو الد ارسرة
وال حث والفهم فننقل بربلذ األخرال مرن ملراأل "مرا ين غري أن يكرون الرل ملراأل مرا هرو كرا ن
وأصررد أن مهمت ر فرري وصررف احثررا أخالقيررا ليسررت أن يحتقررر أو ينتقررد لوانمررا أن يفهررم الطبيعررة
1
أي أن تصررون نظرتنررا الررل الطبيعررة فرري ملموعهررا نظررة علميررة ال ال الررية علررل مررا هرري علير
تمتررز بهررا خ ارفررات ،أو ترتصررز علررل كيانررات أسررطورية .وان كرران ثمررة معنررل للخلررود ،فررالخلود
النس ة لسبينو از يكون في أن اإلنسان ما هو اال امتداد لللوهر األزلي الخالد ،ولما كران اإللر
بقةةةوانين طبي تةةةم ولةةةدرا " ،فانر ر ال مل رراأل للخر روار أو حس ررب توص رريف س رربينو از يتصةةة
لتعطيررل ق روانين الطبيعررة الناظمررة ،2وان اللهررل العلررل واألس ر اب وق روانين الطبيعررة هررو الرربي
يحمررل ال الررر علررل تصررديق أن قواني ررن الطبيعررة تعطلررت اسررتلا ة لصررالة أو دعررا ،بلررذ أن
ةةةا الن رراس يلا ةةةون علةةةا األفةةةياء وفةةةا اسةةةت دادر ال قلةةةي ،وانهةةة يتخيلونهةةةا أدثةةةر
ي رفونهةةا ،3وهرربا األمررر ينطبررق كرربلذ علررل رليررة ال الررر للخيررر والالررر وللقبرريع والحسررن ،فهررم
انما ينظرون الل هبح الموضوعات كما تبدو لهم هم ال ما هي علي ،فهبح األاليا ال ياةون
1
فلاد زكريا :اسبينو از ،ملسسة هنداوي سي آي سي ،المملصة المتحدة ،7102 ،ص .413
2
ررارو سرربينوزا :علررم األخررال ،تررر :لررالأل الرردين سررعيد ،مرالعررة د.لررور كتررورا ،المنظمررة العر يررة للترلمررة برردعم مررن
ملسسة دمحم بن راالد آأل مكتوم،بناية بيت النهضة ،الارم ال صرة لبنان ،الط عة األولل ،7112،ص.30
3
المصدر نفس :ص .22
26
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
تقديةةةةر ا لها ن ا ةاا كال بالنظةر كلا طبي تهةا وقةدرتها ب نةا كن رة ا األفةياء ال تدةةون
أدثر أو اقةةل ا اال لدونها تروق لللواس أو تنفررا أو لدونها تالئةة الطبي ةةةةةةة البفةرية أو
تقززرا .1
وهكرربا تلرراوز سرربينو از الحروالز بررين الواقررع والمثررل العلررل ،و ررين مررا هررو فعلرري ومررا هررو معيررار
مثالي وانكر الخير المطلق ،و التالي عالم الغايات البي تركزت في األخال المثالية قسرها.
وهربح الصررفة األساسررية تفسررر الطررا ع الفريررد الربي تتميررز ر األخررال عنررد سرربينو از ،فرراألخال
من ولهة نظر معينة مستحيلة في مبهب ر ،وهي مرن ولهرة نظرر أخررا أسراس بلرذ المربهب
والعنصررر اللرروهري فير ،ومررن المسررتحيل تفسررير هرربا االزدوا الغريررب اال مررن خررالأل االرت ررا
الوثيق بين موضوم األخال ،وهو اإلنسان ،و ين ضرورة الطبيعة في ملموعها.2
وهو يلكد أننا كلما تعمقنا في فهم قوانين الطبيعة الالاملة كنرا أقردر علرل فهرم سرلوذ اإلنسران،
أي ان ملر رراأل األخر ررال ل رريس اال مرك ر ر از تتالقر ررل في ر ر اال ررعاعات المعرفر ررة ال ال رررية ف رري س ررا ر
فروعهررا ،ويطبررق في ر العلررم اإلنسرراني كررل مررا حققر مررن نتا ر ر وكررل مررا عليررذ ،لصرري تصررون ق ررد
تعمقت في فهم السلوذ ال الري والعالقات المت ادلة بين الناس ،أن تصرون نظرترذ الرل الطبيعرة
في ملموعها نظرة علمية سليمة ال تمتز بها خرافات أو ترتصز علرل كيانرات أسرطورية ،وكمرا
ين غرري أن يقرراأل ،مررن ولهر ررة النظررر هرربح ،ان األخررال معرفررة نظريررة الررقنها الررقن العلررم العقلرري
بولر عام ،فمررن الممكن أيضرا أن يقراأل :ان العلرم باتر لر طرا ع عملري أخالقري ،أي ان العلرم
والمعرفرة يفتحان لنا أبواب األخال ،مثلما تمهرد األخرال الطريرق للمعرفررة .والمهرم فري األم ررر
أنر ر ر ال ول ررود ألخ ررال مل ررردة منفص ررلة ع ررن الملر رررا الع ررام لعلر ررم ال الر ررر ،و ر رربلذ يتل رراوز
1
ارو اسبينوزا :المصدر السابق ،ص .01
2
فلاد زكريا :اسبينوزا ،المرلع السابق ،ص.713
27
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
س رربينو از ،به رربا المعن ررل أيض ررا ،التفرقر ررة ب ررين الواقر ررع والوال ررب ،و ير ررن العلر ررم النظ ررري وال ص رريرة
العملية ،و ين األخال والعلم.1
عندما يقرروأل سربينو از أن قروانين الطبيعرة وأوامرر خ الخالردة الري واحررد فهرو يعنرري أن خ فري
انتها ر مررن وضررع قروانين الطبيعررة الثابتررة حكمت ر ،انمررا وضررعها قوام ر ررر خال رردة من ر ال يمكررن
لإلنسان أو غيرح دحضها ،وأص حت تلذ األوامرر لرز ا ال ينفصل مرن نظررام الطبيعرة الثابررت
العام وداللة علل ماهوية الخالق المعل ر ر ر رزة.
هرربا الث ررات هررو سر ررر احتفرراب الطبيعررة بث ررات قوانينهررا العامررة وعصررمتها مررن االنتهرراذ ...وال
ملراأل في تصحيع مسارات خاط ة طار ة في الطبيعة هي أساسرا ثابتررة وغيررر منتهكرة وتعتبررر
لرز ا من معلرزات الخالرق في صنعها.2
الرو احردي أو ألحلرولي ووفقا لسبينو از ،خ هرو الطبيعرة والطبيعرة هري خ هربا الركل مبه ر
رسالة في الالهوت والسياسة ،الرح سبينو از معارضت لنتيلرة امرتالذ خ خرواص في كتا
الرية .في الفصل الثالث من الصتاب صرح أن كلمة خ تعني نفس كلمة الطبيعة .
كتررب :سر روا قلنررا..أن كررل األاليررا تحصررل نتيلررة لقروانين الطبيعررة ،أو تحصررل ق ررار وتولي ر
عرادأل برين خ والطبيعرة فكترب علرم األخرال من خ ،اننا نتحدث عن الالئ نفس ر في كتا
خ أو الطبيعة أر ع مرات .النس ة لسبينو از ،خ أو الطبيعرة كا ررن واحررد والرئ واحررد انر نظررام
نالط ،ضروري الولود ،أبدي ،ال نها ي ومعمم للصون البي هو مولود المطلق في كرل الرئ.
هبا هو المبدأ الر يسي في علم األخال .
نس ررتطيع أن نق رروأل ان المظه ررر الر يس رري لالخ ررتالن ب ررين وله ررة نظ ررر س رربينو از ووله ررة النظ ررر
التقليدي ررة ال ررل األخ ررال ه ررو أن الق رريم األخالقي ررة عن رردح ل رريس له ررا مك رران ف رري المل رررا الفعل رري
1
المرلع السابق :ص.712
2
علي دمحم يوسف :سبينوزا ..خ والطبيعة واإلنسان ،صحيفة المثقف ،أقالم فكرية ،العدد 10 ،2012ر 12ر .7171
28
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
للطبيعررة ،بينمررا كانررت القرريم األخالقيررة فرري نظررر الفالسررفة التقليرردين هرري الغايررة النها يررة لسررلوذ
الطبيعررة قسرررها .وهرربا الفررار الر يسرري هررو الرربي يحرردد االخررتالن بررين ولهررة النظررر العلميررة
الصررارمة عنررد سرربينو از و ررين ولهررة النظررر الغا يررة السررا دة مررن قبل ر .فالطبيعررة عنررد سرربينو از
خاليررة تمامررا مررن القرريم ال الررية :اننرري ال أعررزو الررل الطبيعررة لمرراال وال نظامررا وال اضررط ار ا،
انهررا لميلررة أو قبيحررة ،منظمررة أو مضررطر ة ،اال فلرريس فرري وسررع المررر أن يقرروأل عررن األالرريا
من ولهة نظر الخياأل والخير والالر ال ولود لهما اال في بهننا ،ال في الطبيعة ،ولريس لهمرا
أية دالأل’ميتافيزيقية ،لوانما هما يتعلقان بولهة نظر ال الر فحسب.
و ع ررارة أخرررا :فررالخير والالررر ال يرردالن علررل صررفة ايلابيررة فرري األالرريا منظررو ار اليهررا فرري
باته ررا ،انم ررا هم ررا أحر رواأل للفك ررر أو موض رروعات فكري ررة نكونه ررا م ررن مقارن ررة األال رريا عض ررها
ب عت.1
ان سرربينو از ال يتفررق مررع تعرراليم الرردين اليهررودي أو أي ديانررة أخرررا فرري تفسررير مفهرروم الخيررر
والالررر ،ويرررا أن مررا تظنر الر ر ار لنفسررذ قررد يكررون خير ار لالررخص أو ملموعررة أالررخاص أخرررا،
فرإبن الخير والالر هي قيرم نسبية أعطاهرا اإلنسان للمواضيع العامة حسب فا دت أو مضررت
منها.2
ونلرد سبينو از يقرر أن الخير والالر ليس ل أي قيمة باتيرة برل قيمتر تت رع مرن اإلنسران نفسر ،
فكل فعل أخالقي تتحدد قيمت مرا يحققر لإلنسران مرن منفعرة ،فمرا كران فري صالحر ر وسعادت ر
سررماح خير ار ،ومررا كرران ضررا ار وال يحقررق لر المنفعررة سرربب ل ر ر الحررزن ،سررماح الر ار وفرري هرربا يقرروأل
نسمي الر ار ما يكرون سب ا في الحرزن ،مررا يضعف أو يعرو قدرتنا علل الفع ر ر ررل .3
1
فلاد زكريا :اسبينو از ،ملسسة الهنداوي سي آي سي ،المملصة المتحدة ،7102 ،ص.712
2
يوحنة بيداويد :خ في فكر الفيلسون الهولندي اروذ سبينوزا ،الحوار المتمدن 71 ،ر 12ر .7101
3
سبينوزا :علم األخال ،المصدر السابق ،ص .700
29
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
فمن حيث ظاهر اللغة المستخدمة ،يولد تالا واضع بين سبينو از و ين الفالسرفة المدرسريين،
اب أنر برردورح يرمرري الررل تقررديم تفسررير لظرراهرة الالررر فرري عررالم تسرريطر علير ألوهيررة ،ولصررن هرربا
التالا سطحي وخدام ،والنتيلرة الحقيقيرة للتفكيرر مختلفرة فري كرل حالرة عنهرا فري األخررا كرل
اإلخررتالن ،بلررذ ألن المدرسرريين واليهرروتيين كررانوا يحرراولون اسررت عاد فك ررة الالررر عررن الفاعليررة
اإللهية لصي يست قوا لهبح الفاعلية طا عها الخيرر ،أي أنر ابا كران الالرر فري نظررهم وهمرا غيرر
حقيقي ،فإن الخير حقيقة ال الذ فيها ،ول داللة ميتافيزيقية أو أنتولولية أساسية ،وهرو الغايرة
القصرروا الترري يسررتهدفها كررل فعررل الهرري .أمررا سرربينو از فعررن طريقت ر الخاصررة فرري اسررت عاد فك ررة
الالررر ع ررن الفاعلي ررة اإللهي ررة ،أي م ررن المل رررا الضررروري ل ال رريا ،تتض ررمن ف رري الوق ررت باتر ر
اسررت عادا للخيررر ومعر كررل القرريم المماثلررة ،مررن هرربا الملرراأل نفسر ،فهررو يختلررف عررن المدرسرريين
اختالفا أساسريا فري أنر ال ينفري الالرر لصري يتررذ الخيرر وحيردا فري الميردان ،برل يخلري الميردان
من لميع القيم المال مة وغير المال مة في آن واحد .وهبا طبيعة الحاأل هردن مختلرف تمامرا
عما كان يرمي الي المدرسيون ،بل ان في واقع األمر يهردم كرل أسرس التفكيرر المدرسري ،مرن
حي ررث انر ر يسر ررت عد الخي ررر بوص ررف غاير ررة لمس ررار الح ر روادث ف رري الص ررون ،وهكر رربا يتض ررع مر رردا
المدرسيين رغم أن توصل الرل نتا لر عرن طريرق سبينو از ونتا االختالن الضخم بين نتا
مقدمات تبدوا من حيث لغتها ،قري ة الال من لغتهم الل حد عيرد.
يظهررر اتسررا اإلتلرراح الحتمرري فرري نظريررة سرربينو از األخالقيررة بوضرروح فرري نقرردح لفك ررة حريررة
اإلرادة فعلررل خررالن معظررم المررباهب الفلسررفية الترري لررم تتصررور امكرران قيررام األخررال دون ارادة
ح ررة ،يلك ررد س رربينو از أن االعتقرراد حري ررة اإلرادة وه ررم اطررل ،وأث ررر م ررن آثررار الله ررل األسر ر اب
الحقيقية ،وأننا لن نستطيع فهرم اإلنسران علرل حقيقتر ،و الترالي فهرم طبيعرة سرلوك ،طالمرا أننرا
نفترررت مقرردما مثررل هرربح الفكررة ال اطلررة .1وهرربا المعنررل صرراغ سرربينو از بلغررة الهوتيررة والقا لررة:
1
فلاد زكريا :المرلع السابق ،ص .710
30
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
ان الر ر وح رردح ه ررو الح ررر ،فالن رراس يخط ررون ح ررين يظن ررون أنفس ررهم أحر ر ار ار ،وم ررا رد ه رربا ال ررل
العورهم قفعالهم الخاصة ولهلهم األس اب المتحكمة فيها.
ابن ،فمن المحاأل أن يكون اإلنسان ح ار معنل أن ل مالي ة أو ارادة تسرلذ مرن تلقرا باتهرا،
دون أن ي ررتحكم فر رري س ررلوكها سر رربب خ ررارلي ،اب أن اإلنسر رران عل ررل صر ررلة مس ررتمرة عوامر ررل ال
متناهيررة فرري العررالم المحرريط ر ،ومررن المحرراأل أن يسررلذ علررل أي نحررو دون يقخررب هرربح العوامررل
عررين االعت ررار .وهرربا اعررالن عررن نسرربية الحريررة اإلنسررانية ،وهرري نا عررة مررن رغ ررة اإلنسرران فرري
الحكم علل األاليا كما لو كان المر هو اآلمر الناهي في ملالر الخراص .وبلرذ حرين يفرر
بين القوانين الطبيعية ،والقوانين التي يسنها اإلنسان.1
و نررا علررل بلررذ ،فالحريررة ،لرردا سرربينو از ليسررت سرروا االسررتلا ة الطبيعيررة لقررانون الضرررورة،
البي ال يررا فري تسرييرح لإلنسران نوعرا مرن اإلرغرام أو الرتحكم ،وبلرذ ألن اإلنسران يسرلذ وفقرا
لطبيعت ،المتمثلة في العقل المنظم والمبرم وفقا لبلذ القانون ،واإلرادة لدي ر كما تبين سا قا ر
ليست اال ميل العقل الرل قبروأل مرا يروقر مرن المعراني ،لواسرت عاد مرا ال يروقر ،وهربا مرا يلعرل
العقل ،ال يالعر قن مسرير ،ألن القروة التري تدفعر للفعرل الفرد عندما يسير وفقا لما يقضي
تصمررن بداخلر ر فق ررط .وه رربا يعن رري أن خ أو الطبيع ررة معناهررا الصل رري الال ررامل ،ه رري الت رري تمل ررذ
الحرية ألنها ال توال ضغطا أو ارغاما خارليرا .أمرا اإلنسران فهرو فري أفعالر محكومرا العديرد
مررن العوامررل الخارليررة ،وال يمكررن أن يسررلذ علررل أي نحررو دون أن يحسررب حسررابها وتررقتي فرري
مقدمررة بلررذ العوامررل ثقافررة الملتمررع ،الترري تفرررت علررل الفرررد العديررد مررن الم ررادق والقواعررد أو
وتفاعلر ر م ررع اآلخر ررين .لوابا م ررا ح رراوأل المع ررايير ،الت رري يل ررب علير ر االلتر رزام به ررا ف رري س ررلوك
تلاهلهررا ،أو تصرررن دون أخرربها االعت ررار ،فإن ر يقررع فريسررة للعقرراب االلتمرراعي .وسرربينو از
باتر ،وفرري موضررع آخررر مررن فلسررفت األخالقيررة يالررير الررل محركررات خارليررة أيضررا و ار سررلوذ
الفرد وأفعال ،ويتحدد وفقرا لهرا لروهرح ،وتتمثرل هربح المحركرات فري البي رة والملتمرع ،ف ر ...لصي
1
المرلع نفس ،ص .714
31
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
تصررون انسررانا كررامال ،ال ين غرري أن تتحرررر مررن قيررود الملتمررع ونظام ر .فاإلنسرران ،كغي ررح مررن
الصا نررات فرري هرربا الصررون الفسرريع... ،محكومررة بنظررام الضرررورة الحتميررة ،لررم يكررن فرري الطبيعررة
ممكنررات ،ولررم يكررن فرري الررنفس ارادة ح ررة ،أي أن اإلنسرران لرريس مملصررة فرري مملصررة ،فالالررعور
الحرية خطق ناالئ مما في غير المطا قة من نقص وغموت ،لوانما يعتقرد النراس أنهرم أحررار،
ألنهم يلهلون العلل التي تدفعهم الل أفعالهم.1
ة االنف ةةةاالو ووسةةةيلة التيلةةة عليهةةةا :ي رررا س رربينو از ان ق رردر اإلنس رران ه ررو أن ال يه ررزم 3
االنفعاالت ،ألنر اختصرار ،محرا بوابرل مرن القروا العارمرة التري تصردم قوتر فري كرل حرين،
وقررد يكررون االصررطدام محطمررا .لصررن وعلررل الرررغم مررن بلررذ ،بإمكرران اإلنسرران أن يحسررن تولير
تلررذ القرروا عررن طريررق العقررل .فالعقررل كقرروة طبيعيررة أيضررا موكرروأل ل ر مهمررة اسررتيعاب آليررات
االتغاأل الطبيعة وقوانينها وأس ابها .وهو ما يسمع بتقليل االنفعاأل السلبي وأخربح نحرو اإليلراب
كلمة أصثر ت سيطا ،يمكن ازالة االنفعاأل السلبي ابا استطعنا تصوين فكرة واضرحة ومتميرزة عرن
األس ر اب المحركررة لالنفعرراأل .آنررباذ نحصررل علررل الهرردو ،ونكتالررف أن األمررر طبيعرري .فلمررا
القلر ر ررق ابنب ان النر ر رراس تحتر ر ررر الس ر ر رلب نظ ر ر ر ار للهلهر ر ررا األس ر ر ر اب .وال خر ر رررو مر ر ررن عبودير ر ررة
االنفعرراالت ،وال تحقيررق للغ طررة اال المعرفررة .وهنررا يعلررن سرربينو از تفررو الحكرريم علررل اللاهررل.2
قا مررة طويلررة لالنفعرراالت ال الررية ،معرفررة ولقررد أتررل سرربينو از فرري ال رراب ال ار ررع مررن األخررال
كلها من خالأل هبا المبردأ األساسري :مبردأ زيرادة قردرة اإلنسران علرل حفرد باتر واالسرتمرار فري
ولودح أو اإلقالأل من هبح القدرة .ولهبح القا مة طرافة كبيرة ووهي ال الرذ تللرف لان را هامرا
لنظري ررة س رربينو از األخالقي ررة ،وت رردأل ك ررل وض رروح عل ررل أص ررالة ه رربح النظري ررة ،اب ألن تعريفاته ررا
العلميررة الصررارمة لالنفعرراالت تختلررف تمامررا عررن تعريفررات الفالسررفة األخالقيررين التقليررديين كررل
م ررا تض ررمنت م ررن مع رراني تقويمي ررة وتميير رزات كيفي ررة ب ررين االنفع رراالت :فقا م ررة االنفع رراالت عن ررد
1
أمررة السررالم دمحم علرري لحرران :ررارو سرربينو از فلسررفة وتر يررة ،مرالعررة :دمحم الصمررالي ودمحم الخيررا ،لامعررة الملصررة أروا،
اللمهورية اليمنية ،7110 ،ص ص.012 011
2
محسن الدمحمي :سبينو از وموالهة االنفعاأل السلبي ،لريدة العرب الدولية ،الالر األوسط ،اغسطس .7101
32
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
سبينو از تمثرل المحاولرة الوحيردة ،فري المرباهب األخالقيرة التقليديرة لررد لميرع انفعراالت اإلنسران
الررل أصررل واحررد تررت ط فير طبيعررة اإلنسرران طبيعررة كررل كررا ن حرري آخررر ،وال ينظررر اليهررا علررل
أنها تحتل في الصون مركز دولة داخرل الدولرة ومع بلرذ ،فررغم مرا لهربح القا مرة مرن أهميرة فري
ه رربا الص رردد ،فل ررن نتح رردث ع ررن محتوياته ررا التفص رريل ،اب أن ه رربح المحتوي ررات يمك ررن أن تقر ر أر
م اال ررة دون عنررا كبيررر ،فرري كتا ررات سرربينو از بات ر وهرري علررل أيررة حرراأل ال تترررذ ملرراال كبي ر ار
للالارح ،اب انها واضحة ر نسبيار القياس الل كثير من األل از األخرا لفلسفت .1
وألن س رربينو از يعتب ررر اإلنس رران ل ررز ا م ررن الطبيع ررة ،تحكمر ر قوانينه ررا الص ررارمة ،فق ررد رد لمي ررع
انفعاالتر الررل أصررل واحررد ت ررت ط فير طبيعررة اإلنسرران طبيعررة كررل كررا ن حرري آخررر وبلررذ لصرري
يثبت أن ال يتميز عن مكونات الطبيعة األخررا ،وهربح االنفعراالت األصريلة التري يالرترذ فيهرا
مررع غي ررح مررن الصا نررات ،هرري اللرربة ،واأللررم ،والرغ ررة .وقررد عرررن سرربينو از انفعررالي اللرربة واأللررم
قول :اللبة هي انتقاأل اإلنسان من كماأل أقل الل كماأل أعظرم ،واأللرم هرو انتقراأل اإلنسران مرن
كماأل أعظم الل كماأل أقل وكرون اللربة واأللرم تعبيرر عرن حالرة انتقاليرة يمرر بهرا اإلنسران ،فهربا
الردليل علرل أنهمرا انفعراالن مرت طران افتقرارح الرل الصمراأل ،فمرن عرادة اإلنسران أن يمرر رقحواأل
مختلفررة فرري درلررة كمالهررا ،وفرري عمليررة االنتقرراأل باتهررا تصررون اللرربة أو يكررون األلررم .أمررا الرغ ررة
فهي التعبير الم االر عن ميرل اإلنسران الرل حفرد ولرودح ،وعرن كونر واعيرا بهربا الميرل ،وهرو
يعرفهرا قنهررا ...ماهيررة اإلنسرران باتر ،قرردر مررا تتصرور علررل أنهررا مسرريرة ،عررن طريررق تررقثر أو
تعديل لها ،الل فعل الي ما ،وهي تالمل كل مسراعي اإلنسران واندفاعاتر والرهوات ومطال ر
الترري يسررعل بهررا الررل تحقيررق الرري مررا ،ومررن هنررا كرران ارت اطهررا الوثيررق الماهيررة األساسررية
لإلنسان.2
1
فلاد زكريا :اسبينوزا ،ملسسة هنداوي سي آي سيوالمملصة المتحدة ،7102 ،ص.703
2
أمة السالم دمحم علي لحان :المرلع السابق ،ص.007
33
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
لقررد انلررز سرربينو از اساسررا فرري االخررال الفلسررفية فرري ملرراأل االخررال ،فهررو يرررفت قطعررا
تفرقة الفالسفة القدما بين ملاأل المعرفة النظرية الخالصرة ،وهري الميتافيزيقرا وملراأل المعرفرة
العلمية وهي االخال اي تصون نظرتنا الل الطبيعة فري ملموعهرا نظررة علميرة اي ابتعراد عرن
المز بين خرفات ،او تركيز علل كيانات االساطير.
مما يعنل ان العلم والمعرفة يفتحان لنا ابواب االخال مثلما تمهد االخال الطريق للمعرفة
ظهرررت فلسررفة سرربينو از فرري تلررذ الفت ررة الترري احتضررنت الم ارحررل االولررل للعلررم الحررديث ،وهرري
تحديرردا تلررذ الفت ررة الترري واصبررت والدة مفهرروم الحتميررة بوصررف نموبلررا فرررت نفس ر علررل كررل
معرفة علمية ،غير ان القوأل الحتمية ال يعني ان هناذ قوة تزعم الظواهر.
علل اليسر في نسق معين ،ولما كان القوأل الحتمية يعد من اهم الصرفات التري تميرز التفكيرر
العلمي ،فإننا يمكن ان نصف فلسفة سبينو از العلمية ،وبلذ من خالأل قر ار ة كتا ر ااالخرال
والرربي يلخررص كررل مللفاتر ويكملهررا فرران اهتمامر رراألخال كرران مررن خررالأل اهتمامر الر يسرري
غرررت تفسررير فيزيررا ي الررامل للصررون واالنسرران ،ممررا يلكررد تال ر ع سرربينو از ررالروح العمليررة فرري
نظرت الفلسفية 1لصن سبينو از قام بنقد الغا يرة انطالقرا مرن هربح النقطرة تحديردا ،حيرث يررا ان
اخطررا النرراس وتحي رزاتهم ترترردكلها الررل خطررا اساسرري واحررد هررو تلررذ اآل ار تنطلررق مررن فك ررة
تالير عموما الل ان كل االاليا في الطبيعة تسلذ كما يسلذ ال الر ،اعني نحو غاية .2
لبا فهو يعمد هنا الل تبرير ميل االنسان لتبني هبا الراي البي يرراح خاط را ،وكيرف انر يسرهم
في بروز ا ار خاط ة حوأل الخير والالر والخطق والصواب ،والنظام والفوضل.
1
فان لاأل :طريق لفيلسون ،تر :أحمد حمدي محمود القاهرة ،0212 ،ص.710
2
Spinoza، ethics، ethics, an introduction, New york, cambridge, uni pressm 2006, p75.
34
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
فيرا ان كل الناس يولدون وهم لاهلون لعلرل األالريا هرم لميعرا يمتلصرون الرغ رة لل حرث فري
مررا هررو مفيررد لهررم ،ويت ررع بلررذ اوال ان النرراس يتصرررفون مررن الررل الالرري الرربي ي حثررون عن ر ،
لربلذ يحردث ان نظررة واحردة فقرط لمعرفرة العلررل النها يرة ل حرداث عنردما تصرون معلومرة ،فررانهم
يعتقرردون ان ر ال مبرررر لمزيررد مررن الالررذ ،فررابا لررم يسررتطيعوا ان يعرف روا هرربح العلررل مررن مصررادر
خارلية فانهم ملبرون علل التقمل في انفسهم ،والتفكيرر فري الغررت الربي يسرتميلهم الخصريا
التعليررل الحرردث لهرربا فهررو يفسررر الملصررات والظرواهر بوصررفها وسررا ل تترريع للنرراس القرروأل بولررود
حاصم للصون ،وتلبرهم علل االيمان ببلذ.1
ان الطبيعرة ال تعمرل مسرتهدفة غايرة مرا، ويقرر في مقدمة المقاأل ال ار ع من مللفر ااالخرال
الن الصررا ن االزلرري الالمتنرراهي الرربي نرردعوح االلر يعمررل الضرررورة نفسررها الترري ولررد بواسررطتها
اي ان سرربب او علررة ولررود االلر وسرربب فعلر همررا الرري .لرربلذ فرران العلررة الترري تسررمل نها يررة
هي ليست سوا رغ ة انسانية الل الحد البي نعتبرها في اصال وعلة ألي الي .2
ومررن هرربا نقرردح للغا يررة والترري يولههررا نحررو تصررور القرريم االخالقيررة واللماليررة ،وعلررل هرربا
فان سبينو از يرلع التلا الناس الل التفسير الغا ي الل اللهل األس اب ومرا اوردنراح اعرالح
هو عت من حلل في تفنيد الغا ية والتي حفل بها الفصل االوأل من ااالخال .
وقر ررد انصر ررب نقر رردح للغا ير ررة خاصر ررة علر ررل المسر ررتويين :النفسر رري والتر رراريخي وان تفنير رردها علر ررل
المس ررتويين النفس رري والت رراريخي يع ررد مس رراهمة اعظ ررم ف رري دع ررم ال ررروح العلمي ررة ،وتقصي ررد واض ررحا
وصارخا علل تالرب سبينو از بتلذ الروح العلمية.3
امررا علررل الصررعيدين النظررري واإليررديولولي ،فان ر تعامررل مررع المفهرروم الغررا ي مولهررا اهتمام ر
رلاأل الالهوت في عصرح. نحو العقا د الالا عة كل ما يت عها من تفسير وتنظير تصدر
1
Spinoza, ibid, p 75.
2
Ibid, p77.
3
سبينوزا :رسالة في الالهوت والسياسة ،تر :حسن حنفي ،مكت ة أنللومصرية القاهرة ،د ،0200 ،ص.010
35
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
يرا هدن الدين الحقيقي هو تحرير الناس واللدير البكر هنا ان سبينوزا.
ال يتول بنقدح نحو الدين بوصف منزال او عالقت مصدرح ،وانما نحو عت الممارسات التري
ترردعي انهررا دينيررة ،وهرري فرري حقيقتهررا ال تمررت رراي ترردعي انهررا صررلة الرردين ،وال تخضررع ألي
تفسررير عقلرري او عملرري اب يقرروأل لقررد دهالررت م ر ار ار مررن رليررة انرراس يفتخرررون بإيمررانهم الرردين
المسرريحي ،اي يلمنررون ررا ال يتول ر بنقرردح نحررو الرردين بوصررف منرزال او عالقتر مصرردرح ،وانمررا
نحو عت الممارسات التي تدعي انها دينية ،وهي في حقيقتها ال تمت اي تدعي انهرا صرلة
الرردين ،وال تخض ررع ألي تفس ررير عقل رري او عملرري اب يق رروأل لق ررد دهال ررت م ر ار ار م ررن رلي ررة ان رراس
يفتخرررون بإيمررانهم الرردين المسرريحي ،اي يلمنررون الحررب والسررعادة والسررالم والعفررة واالخررالص
للمي ررع الن رراس ،وين ررازعون م ررع بل ررذ بخب ررث ال ررديد ،ويظه رررون اال ررد انر روام الحق ررد حي ررث يظه ررر
ايمانهم في عدا هم ال في ممارستهم للفضيلة.1
وهكرربا ،فرران حملتر تررقتي الدرلررة االولررل علررل رلرراأل الالهرروت ،الرربين يسررتغلون طررا ع القداسررة
للصتب المنزلية متخبين منها نقطة بداية للدراسة والتفسير ،حيرث يررا ان الضررر الربي يترترب
علرل نظررة رلرراأل الالهروت هربح ،هررو انهرم يسرتغلون طررا ع القداسرة فري عنررق حريرة الفكرر وكررتم
اص روات خصررومهم ،ر السرريطرة السياسررية ايضررا :و علررل هرربا النحررو كرران ل حث ر الالهرروتي
السياسي هدفان :االوأل اث ات ان حرية الفكر ال تمثل خط ار علل سالمة الدولة .2
يبدو مما تقدم ان االحتمية لا ت ب ساطة نتيلة اضفا الحلة الرياضرية الهندسرية علرل الفكرر
ومررا الالررعور ررالحتمي اال الالررعور النظررام الساسرري ،الالررعور قررار الفكررر وسرركون النررالم عررن
3
التناظر ،الالعور طمقنينة الروا ط الرياضية .
1
سبينو از :رسالة في الالهوت و السيلسة ،المصدر سابق ،ص717
2
المصدر نفس ،ص04
3
رايالن ا هانز :نالقة الفلسفة العلمية ،تر :فلاد زكريا ،الملسسة العر ية للط اعة و النالر ،بيروت،،0222 ، 7 ،ص23
36
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
اب يالررير سرربينو از مررن خررالأل الصررفحات االولررل مررن كتا ر ااالصررالح الفهررم االنسرراني الررل
هدف ر وغايت ر االخالقيررة الترري يول ر نحوهررا كررل نتال ر الفلسررفي ،وهرري الوصرروأل اإلنسرران الررل
الصمرراأل ،يقرروأل :ال الرري نقخرربح طبيعت ر يمكررن ان يسررمل كررامال perfectاو غيررر كامررل
السرريما عن رردما نرردرذ ان ك ررل ال رري يحرردث ،فانر ر يحرردث عل ررل وف ررق النظررام األزل رري والقر روانين
االزلية .1
وال يمكررن بلررذ اال بتحديررد الهرردن ،ونقطررة البدايررة اساسرريات المنهليررة مررع التقليررل مررن اهميررة
االدراذ الحسي ،الن هبا االدراذ يختلف اختالن العوامل المحيطة .
و التررالي هرري اد ارصررات متغيررة وباتيررة ،ابن ،البررد مررن التركيررز علررل االدراذ العقلرري فرري تصرروين
المعرفة العملية ،دون ان تعفل ما كان للمنه الديكارتي من دون البي تناول التقمل.
اال ان المالرركلة س رربينو از الر يسررية كان ررت ف رري ايلرراد الوس ررا ل المال م ررة للوصرروأل ال ررل التقصي ررد
الت ررام ،اب ي رررا ان العق ررل ينم ررو عن رردما يص ررل ال ررل ادراذ ع رردد اصب ررر م ررن المواض رريع ،ويصر ر ع
مكتصال عندما يحصل علل معرفة االل او المولود المطلق.
والطريررق إلدراذ الحقيقررة الفعليررة تصررون مررن خررالأل ا الفكررة الصررحيحة فحسررب المررر يعلررم مررا
الفكرة الوهمية حتل يتحاش الخلط بينهما و ين الفكرة الصحيحة.2
وحقيقة االفكار الصحيحة النس ة أل سربينو از يلرب ان تولرد قروة وطبيعرة االدراذ ،وقبرل بلرذ
البد من ابتصار وسا ل لتحسين االدراذ وتقنيت ،وانما االدراذ عندح ار عة:
أ -ادراذ يظهر من خبر نسمع ،ف السمع اعرن اقر ا ي ،ومواضع اخرا.
ب -االدراذ يظهررر مررن التلر ررة المحملررة ،مررن تلر ررة غيررر مصررنفة مررن العقررل وترردعل كرربلذ
فقط ،الن الحدث المعنل وقع ليحدث.
-ادراذ يظهر عندما نستدأل علل ماهية الي ما من خالأل الي .
1
سبينو از :اصالح الفهم االنساني 7 ،من كتاب األخال ،تر :لالأل الدين ىسعيد ،ص.1
2
ايميل بريهية :تاريخ الفلسفة ،تر :لور طرابيالي ،دار الط اعة ،بيروت ،0227، 7 ،ص.070
37
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
و هرربا يمكررن حصررر التحليررل فرري فلسررفة سرربينو از فرري تحليل ر لقرروة االدراذ بوصررف االداة الترري
بواسررطتها يررتمكن مررن تحديررد نقطررة البدايررة فرري فلسررفت ،وهرري االفك ررة الصررحيحة ،والترري منهررا
نستن ط كل االفكار االخرا في مقابل قروة التفكيرر المتمثلرة لقروة المنطرق التري موضروم المرنه
الرياضي الهندسي.
ومررن خصررا ص لعررل االدراذ واضررحا :ان ر يتضررمن تقصيررد ،ان ر يرردرذ االالرريا تحررت ظرررن
الزمن المحدد ال تحت الكل معين من االزلية.
ومررن هنررا ،يبرردو الهرردن الحقيقرري للمررنه العلمرري فرري فلسررفة سرربينو از هررو ان يلررد الحقيقررة فرري
القوانين الطبيعية غير المتغيرة في العالم سوا تعتبر عنها ،وال تصون مضمونة اال مرن خاللهرا
لربا ،تفررت علينرا المسرالة األ سرتمولوليا التري نعررت مرن خاللهرا اسرتعماأل سربينو از للمررنه
الهندس رري ،الب ررد م ررن فح ررص االتس ررا التلريب رري للم ررنه م ررن ناحي ررة ،واتس ررا النظ ررري للفك ررر
الهندسي عندح من ناحية اخرا.
امررا النسر ة لالتسررا التلريبرري للمررنه ،فقررد تن ر سرربينو از الررل بلررذ الفررار النرروعي بررين مررا هررو
2
رياضي هندسي وما هو منطقي ،بين حدسي و ين ما هو صوري .
اال ان سبينو از يررفت مبردا الهويرة بوصرف اسراس لرإلدراذ ،فمنهلر الهندسري يستحضرر رادق
بي بد مفاهيم الحدسية القبلية ليكون نوعا مرن االحكرام هرو مرا يمكرن ان تطلرق علير احكرام
تركي ة قبلية.
و هبا فان المنه الهندسي في فلسفة سبينو از يكالف عن اتسا كتلة العالقرات الصلفرة برر ط
3
". االاليا ،حيث يقوأل :ان النظام وت ار ط االفكار مالا لنظام وت ار ط االاليا
1
سبينو از :اصالح الفهم االنساني المصدر نفس ،ص. 2
2
كريم زيد ع اس :اسبينو از ،فلسفة االخالقية ،المكت ة الفلسفية،0،7110 ،ص010
3
spinoza ibid, p86 .
38
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
و النسر ر ة لالتس ررا النظ ررري للم ررنه ،فانر ر ررات معلوم ررا ل رردينا ان س رربينو از اتخ ررب م ررن هندس ررة
من خالأل كتا االصوألاthe élément اقليدس المثاأل البي يتحدا
وت عا ،لبلذ فان العناصر التي تالكل المنه الهندسي هي :التعريفات والبديهيات والبراهين.
-وت عا لبلذ ن سبينو از قواعد يلب مراعاتها يمكن ان نلملها علل النحو التالي:
-ابا كان الالي مخلوقا ،فان تعريف يلب ان يدرذ علت القري ة.
-ان مفهوم او تعريف الالي يلب ان يلمع كل خصا ص .
-ابا كان التعريف لالي غير مخلو فيلب است عاد فكرة اي علة.
-عند اعطا تعريف للالي ،يلب ان ال يترذ ملاأل للالذ حوأل ولودح.
ومرن هنررا البررد التمييررز بررين نرروعين مررن التعريررف :التعريررف الصرروري)(formal définition
والتعريف السيمانطيفي ،البي يمثل قاعدة تسمع لنا بتحسين معنل الرمز البي نريرد تعريفر او
توضيع معناح.
2ة في البديهياو :وترلع اهمية النظام البرديهي عنرد سربينو از الرل االمكانيرة التري يقردمها هربا
النظررام فرري تنظرريم االد ارصررات ،واالسررلوب الرربي تررنظم وتتوحررد ر ،لرربلذ نرررا انر يلكررد قبررل كررل
الي علل ولوب االستدالأل ،ألن البديهيات امتداد غيرر متنراح ،وال تولر العقرل للتقمرل الري
خاص معين اصثر من غيرح.1
فالنظررام البررديهي يتررقلف مررن منظومررة قضررايا ت ررت ط فيهررا الحرردود األوليررة العالقررات المنطقيررة،
مثل واو العطف ،وكلمة أو ،والم التعريف وكلمة كل ،وكلمة عت .
تتالكل بديهيات في اما عن النظام البديهي البي يوظف سبينو از في كتا ااألخال
1
سبينوزا :اصالح الفهم ال الري مصدر نفس ،ص.42
39
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
أنسررا يالررير كررل منهررا الررل موضرروم بلررذ القسررم مررن الصترراب األقسررام الخمسررة ،وعلررل سرربيل
المثاأل كان موضوم ،واألمر كبلذ النس ة الل اقي اقسام الصتاب.
و ب رربلذ نس ررتطيع الق رروأل ب ررديهيات س رربينو از انتظم ررت طريق ررة أصس رروماتيذ متعل ررق قخ ررب ح رردود
الهرري منطقيررة ،وال رياضررية ،علررل غررار الحرردود المسررتخدمة فرري األخررال ،بررل هرري اسررمية
).1 (nominal
3ة في البرران :وقد اتخب البنا البرهاني عند سبينو از أسلو ا يتلخص بتعيين الالمعرفات
اوال :تررم تعريررف االفكررار الترري تررقتي عرردها ،ثررم االنتقرراأل عرردها الررل تعريررف االفكررار االخرررا
األفكررار الترري سر قتها حتررل يررتم البنررا المعر ،فنرراح ابا اراد البرهرران علررل فكررة مررا مالررتقة مررن
النظام فمرا علير اال ارلرام هربح الفكررة الرل االفكرار التري اسرتخدمت فري تعريفهرا ،وارلرام هربح
االفكار التي س قتها ،وهكبا .ويسمل هبا النوم من البرهان اإلرلام او الرد ).(Réduction
نستنت مما سبق ان الهندسة نموب العلم الصامل منرب ان وضرع اقليردس م رادق هربا العلرم فري
سرربينو از تت ررع طريقررة اقليرردس فرري كتا ر االعناصررر القرررن الثالررث .م والحقيقررة ان ااالخررال
و عد سبينو از نلرد ان نيروتن فري تقسيسر لعلرم الطبيعرة قرد اسرتند علرل نفرس االسرلوب لريس
غري ا ان يت ع المر المرنه الهندسري فري عررت علرم الهندسرة او علرم الفيزيرا ،بلرذ الن هربا
الم ررنه مناس ررب تمام ررا له رربين الموض رروعين ،والغري ررب حق ررا ان يت ررع فيلس رروفا ه رربا الم ررنه ف رري
عرت فلسفت المكونة من ميتافيزيقا وا ستمولوليا واالخال .
وبل ررذ العتق ررادح الل ررازم رران الم ررنه الهندس رري يمك ررن الوص رروأل ال ررل حقيق ررة والدق ررة العلمي ررة
والمنهليرة التامررة ،متبنيرا ولهررة النظرر اليونانيررة القديمررة القا لرة ان العررالم يرنظم صررورة هندسررية
ورياضررية ،قوامهررا النظررام واالنسررلام والدقررة ،وان االنسرران لررز مررن هرربا العررالم ،وابا اراد تنظرريم
حيات وسلوك واخالق ومعتقدات ،فيلب علي ان يتريع للعقرل فرصرة كري يضرفي نفرس النظرام
1
كريم زيد ع اس،المصدر السابق ص.7110
40
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
واالنس ررلام والدق ررة المول ررودة ف رري الص ررون ،ل ررم يك ررن س رربينو از يفص ررل ب ررين عقالني ررة تس ررود ع ررالم
الطبيعة ،وعقالنية اخرا تسود عالم االنسان.
وفي االخير ،ال يمكن ان نميز بينهما اال علرل اسراس تمرايز صرفاتهما ،والن اللروهر الحقيقري
يحترروا علررل كررل الصررفات وعلررل ارسررها الفكررر واالمتررداد ،فمعنررل هرربا ان ر ال يمكررن ان يكررون
هنراذ لرروهر اخررر بلانير يحترروا علررل صررفة مختلفررة ،ويالر هرربا البرهرران االفكررار الترري قرردمها
فالسررفة العصررور الوسررطل المسرريحيون والمسررلمون حرروأل وحدانيررة االل ر ،وهررو عرردم ولررود ال ر
اخررر بلان ر ،بررل اسررتحالة ولررود الهررين خ هررو لرروهر كررل الرري وعلنر ،ال يعمررل الرري ا لغايررة
وان مررا يولررد ال يولررد اال فير .و كررل مررا يولررد انمررا يولررد ررا لفاعليررة الضرررورية لباتر كررل مررا
يولد ابن ال يمكن ان يولد انها تعد المر هكبا الن ير ط يكالف نفسراني و راطني كرل ظراهرة
كونية بهبح العلة االولل التي يتعلق بها كل الي الضرورة.1
اما الصفة الثانية لللوهر فهي ان ولودح ضروري ،اب يرا سبينو از اننا ال يمكرن ان نتصرور
لرروه ار واحرردا يحترروي علررل كررل الصررفات ونفررس الوقررت ،يفتقررر الررل الولررود ألنهررا صررفة الزمررة
لللرروهر ،ال يمكررن تصررورح برردونها ،2وهرري الرربيهة حلررة اث ررات خ عنررد القررديس اسررلم وتومررا
االصويتي و ديكارت ايضا ،فهو يستخلص الولود من الفكر وبلذ يبهب الرل ان الفكررة وهري
هنررا فكررة اللرروهر ابا كانررت صررحيحة ،فمعنررل هرربا ان اللرروهر مولررود ،بلررذ ألننررا ال يمكررن ان
نحوز علل فكرة صحيحة دقيقة عن الي ،ويكون هبا الالي غير مولود في نفس الوقت.
والصفة الثالثة لللوهر هي الخلودا Eterrityاي ان اللوهر لم يظهر من العدم وال يمكرن ان
يفنررل 3يترتررب عررن ولررودح الرربي ينفصررل عن ر ولررود دا ررم ،اي خالررد وال يلررب ان نفهررم خلررود
اللوهر صفة زمانية ل ،بل صفة ولودية.
1
اندرية كارسيون :المالكلة االخالقية والفالسفة ،ص.727
2
Spinoza، ibid، parti I، p11.
3
Op cit، p53.
41
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
اما الصرفة ال ار عرة لللروهر هري الالنهرا ي ا infinityوهري ليسرت النها يرة مكانيرة معنرل انهرا
ليست النها ية في امكران انقسرام اللروهر الرل عردد المتنراهي مرن االلر از ،وال تعنرل كربلذ ان
اللرروهر المتنرراهي فرري الحلررم او الضررخامة ،النها يررة اللرروهر عنررد سرربينو از تعنررل ان كررل مررا
اخر خارل الالي . يولد وما يمكن ان يولد داخل في ،وليس هناذ الي
ابا تناولنررا مفهرروم االمتررداد فرري بات ر ولرردنا ان خاصرريت االساسررية تتمثررل فرري ا عرراد الهندسررية
والحيررز الرربي الررغل مررن المكرران ايضررا هررو ع ررارة عررن حيررز هندسرري يمكررن ان تقرراس وتحكم ر
القروانين الرياضرية ،لصررن العالقرات الرياضرية الهندسررية التري تميررز االمترداد هري باتهررا ،نروم مررن
الفك ررر ،هر رربا اإلض ررافة الر ررل ان القر روانين الفيزيا ير ررة والصيميا ي ررة التر رري تحك ررم تفر رراعالت اللسر ررم
وحركررات االلسررام هرري ايضررا نرروم مررن الفررذ ،التررالي فرران الماهيررة الحقيقيررة لالمتررداد فرري فكررر،
ومرن لهررة اخررا فرران الفكررر كربلذ يحترروا علررل االمترداد حتررل علررل مسرتوا االفكررار الملررردة،
وفرري المنطررق يميررز بررين المفه رروم والمصرراد ،المفهرروم هررو معن ررل الصلمررة الرربي تتوصررل الير ر
ررالتعريف ،امررا الماصررد فهررو االالرريا الترري ينطبررق عليهررا هرربا المفهرروم ،فلصررل مقولررة فكريررة
امتدادها من الماصدقات ،و التالي فاالمتداد صفة للفكر نفس ،وهكبا نظر سربينو از الرل الفكرر
واالمتداد علل انهما ال ي واحد ،فالفكر لر امتردادح مرن الماصردقات ،واالمترداد نفسر لريس اال
ال عد الهندسي الرياضي البي ليس سوا فكر.
اما تعريف سبينو از للحاأل ،فهو كالتالي :اعني الحاأل ما يط أر علرل اللروهر ،او مرا يولرد فري
1
ويقصرد مرن هربا التعريرف ان الحراأل هرو التعيينرات الي غير بات ،ويتصور الي غير بات
اللز ية لللوهر ،فابا نظرنا الل إلنسان مثال علل ان لوهر ،فان االالكاأل المختلفرة ل لسرام
ال الررية سررون تصررون احرواال ،اي تنويعررات علررل اللرروهر االنسرراني ،او االمثلررة اللز يررة للررنس
االنسان.
1
Spinoza, ethics،part I, p45.
42
النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از الفصل الثاني:
وابا نظرنررا الررل الالرركل الصررروي علررل ان ر اللرروهر سررون تصررون الرردا رة هرري صررفت او ماهيت ر ،
وتصررون احوال ر او تنويعات ر هرري كررل االالرركاأل الصرويررة المولررودة مثررل الالررمس ،والقمررر ،وك ررة
1
القدم والتنس الحاأل ابن هي المثاأل اللز ي لللوهر
ومررن طبيعررة هرربا المثرراأل اللز رري ان ال يولررد فرري بات ر ،بررل فرري الرري اخررر بلررذ الن الالررمس
كرويررة ،والقمررر كررروي ،ووك ررة القرردم كرويررة وهرري ال تولررد بررباتها بررل تولررد اعت ارهررا ملحقررة
الالرركل الصررروي فلررن يكررون هرربا المثرراأل حرراال او تنويعررا علررل الالرركل الصررروي بررل سرريكون صررفة
هرربا ،ويلحررق سرربينو از رراللوهر عررددا مررن الصررفات ،وهرري فرري الحقيقررة ار عررة صررفات :اللرروهر
واحررد معنررل انر ال يمكررن ولررود لرروهرين اثنررين ،كمررا ان ولررودح ضررروري وخالررد ،وال متنرراهي،
اي ان ليس هناذ اال لوهر واحد وال يمكن ان يكون هناذ لوهرين.2
بلرذ ألنر ابا كران هنرراذ ولرود للرروهرين ،معنررل هربا ان كررل منهمرا سررون يحتروا علررل صررفة
مختلفة.
1
Op-cit, p45.
2
Op-cit, p47.
43
الفصل الثالث
-1الجانب السلبي.
-2الجانب االيجابي.
من الطبيعي ان تثار مشكلة السلبية وااليجابية في صدد كل مذهب اخالقي يدعو الى قهر
االنفعاالت عن طريق العقل :فمنذ الرواقيين اصبح االعتراض على مثل هذه المذاهب
بالسلبية ام ار مألوفا .أليست تدعو االنسان الى ان يركز طاقته في كبت انفعاالته وقهرها،
ويستخدم عقله في السيطرة ذاته ،بدال من ان يستغل هذه الطاقة في التغلب على العوامل
الخارجية المؤدية الى هذه االنفعاالت ،او يستخدم عقله في السيطرة على العالم المحيط به
؟ان مثل هذه المذاهب ،ابتداء من الرواقية حتى سبينو از تبدو صالحة ألناس يعزون عن
تغيير العالم المحيط بهم فيركزون جهودهم في تغيير انفسهم ،ويجعلون مسرح نشاطهم هو
عالمهم الباطن ،النهم ال يملكون ان يسيطروا على اي عالم سواه .
و في نظرية سبينو از في قهر االنفعاالت كثير من العناصر التي تشجع على مثل هذا النقد
وهو يتحدث احيانا بلهجة توحي مباشرة بالسلبية كما في قوله في الرسالة رقم 02التي يتحدث
فيها الى اولدنبرج عن الحرب الدائرة بين هولندا وانجلت ار ،وهي الحرب التي ال يوافق عليها
وعلى ما يراق فيها من الدماء" :اما انا فال نثير في هذه القالقل ضحكا.
وال بكاء :وانما تدفعني الى التفلسف وامعان النظر في طبيعة البشر ،اذ لست اعتقد ان من
حقي ان اسخر من الطبيعة آو ان اشكو منها ،وذلك كلما فكرت في ان الناس ،شانهم شان
سائر الموجودات ليسوا اال جزءا من الطبيعة ،وفي انسى اجهل كيف تتفق هذه االجزاء مع
الكل وتتمشى معه ،وكيف يرتبط كل جزء بالباقيين .....فانا االن اترك لكل الحرية في ان
يحيا وفقا لطبيعته" هذه دون شك نظرية سلبية الى ظاهرة يعترف ،هو ذاته بانها شر ،وهي
الحرب ،ولكنه يعزوها الى ضعف كامن في الناس ال يمكن احداث تغيير فيه . 1والنظرة
1
_ فؤاد زكريا:اسبينوزا ،المرجع السابق ،ص ص 222،222
45
فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم الفصل الثالث:
1السلبية ترتبط بتأمل االمور في طبيعتها الضرورية ،اي من منظور االزل .2فال بد له ،لكي
يترفع عن صغائر الناس ومظاهر ضعفهم ،من ان يربط كل حادث بالمجرى الضروري
االزلي للطبيعة .وهذا امر مستساغ في لخطة التحليل والتفلسف ،ولكنه اذا اصبح يعبر عن
الموقف الوحيد للفيلسوف ،فانه يؤدي الى انكاره لوجوده االنساني ،وكفه عن المشاركة
العملية في الشؤون اليومية لبقية الناس .ومن الواضح ان حياتنا العملية تقتضي نوعا من
التخلي المتعمد مؤقتا عن وجهة النظر االولية واالهتمام من ان آلخر بجزئية الحوادث،
وبعالم االنفعاالت بما فيه من قيم بشرية هي حقا ال تنتمي الى طبيعة االشياء ،ولكنها قطعا
تعبر عن مشكالت اصلية في حياة االنسان.
ومن وجهة نظر اخرى ،التعقل وفهم االسباب خطوة ايجابية نحو التخلص من مشاكلنا،
ولكنه ليس هو الخطوة االخيرة ،فالفهم والمعرفة ليسا كافيين ،بل ان في االقتصار عليهما
نوعا من السلبية ومن الواجب ان تكملهما محاولة للتغيير االيجابي للظروف الخارجية ،هذه
المحاولة تنتمي الى ميدان "الفعل " اي الى ميدان العقل وحده ونستطيع ان نقول ،رغم ذلك
كله :ان تهمة السلبية ال تنطبق على فلسفة سبينو از األخالقية كل االنطباق ،ففي هذه الفلسفة
عناصر ايجابية ال تذكر ،فهو يفترق عن كثير من المذاهب الداعية الى قعر االنفعاالت
بالعقل في ان هذه الدعوة لم تكن قائمة عنده على اساس من الزهد بل انه يؤكد على نحو ال
يتضمن اي ليس ان من واجب االنسان ان يمارس كل عناصر طبيعته بقدر ما يستطيع،
ولنالحظ في هذا الصدد ان مبداه االساسي الذي فسر من خالله كل مظاهر سلوك االنسان،
وهو مبدا االستمرار في الوجود هو في ذاته مبدا للفاعلية ،بينما هو يعد كل ما يعوق فعل
النسان ش ار ،وفضال عن ذلك فقد اكد سبينو از اهمية سعى االنسان الى نفعه الخاص ،ولم
2
مرجع نفسه ،ص ص.002،002
46
فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم الفصل الثالث:
يذكر اي عنصر من عناصر الحياة الحسية او يحمل عليه اال اذا اصبحت له الغلبة على
العقل ،وهو امر ال تنكره اية فلسفة مبنية على مبدا الفاعلية المطلقة لإلنسان.
واخي ار فقد اكد القيم االجتماعية ،كما راينا من قبل ،على نحو ال يقبل اي جدال ،وربط
بصورة واضحة بين انهاض االنسان لحياته وبين اتصاله االجتماعي باألخرين ،وفي ذلك
قطعا عنصر االيجابي واضح.
على ان هذا العنصر االيجابي الذي يتمثل في تأكيد القيم االجتماعية ،يظل مع ذلك كما
الحظ دودان معتمدا على (البادرة الشخصية ) ففي مذهبه الذي تكون فيه الطبيعة سائدة في
مجراها الحتمي غير عابثة باإلنسان او مكترثة بأهدافه ،ال يكون لألخالق باسرها اي معنى
اال من حيث تهيب بالبدرة الشخصية ،التي يتضامن الناس على اساسها في المجتمع،
وبعبارة اخرى :فالتضامن االجتماعي في هذه الحالة يتخذ قوته الدافعة من الفرد ذاته ،والبد
ان يبنى على نظام ذاتي فردي في اخر امر ومثل هذا النظام الذاتي المستمد من وصول
العقل البشري الى ارفع مستوى يمكنه ان يبلغه ،ال يتوافر اال للقليلين وهكذا يضطر المرء
الى االعتراف بان االخالق عند سبينو از تتجه الى القلة ال الى الكثرة ،وانه رغم اعترافه
1
الكامل بطبيعة االنسان بفرض لالأخالقية شروط ال يصل اليها اال القليلون.
وقد كانت هذه المشكلة موضوعا للسؤال الذي ختم به "سيلقان زاك" كتابه عن " االخالق عند
سبينو از " ،واعني به :هل كان مذهب سبينو از االخالقي ديمقراطيا ام ارستقراطيا؟
فهناك قطعا نزعة ديمقراطية تتمثل في حملته على السلطة الدنية ،ايا كان مظهرها ،وفي
تأكيده ان قلب االنسان وحده ،ال اية سلطة خارجية ،كفيل بان يرشده الى الطريق القويم،
ولكن كانت هناك ايضا نزعة ارستقراطية واحة ،تظهر في تأكيده ان وسيلة الخالص هي
المعرفة العقلية التي ال تتوافر اال للقليلين وهكذا ال يكاد المرء يجد مف ار من القول ان مذهب
1
_ المرجع نفسه ص 222
47
فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم الفصل الثالث:
سبينو از االخالقي يتضمن نوعا من التمييز بين اخالق للسادة واخالق للعبيد .و لو تأملنا
االوصاف التي تحدث بها سبينو از عن اخالق المذاهب الالهوتية بما فيها من مكافاة وثواب
وعقاب ووعد ووعيدا وبما فيها من استغالل واضح لمشاعر الناس تملق النفعاالتهم ،لوجدنا
هذه االوصاف تعبر ،عنده عن فكرة " اخالق العبيد " بكل وضوح .و في الوقت الذي نراه
يدعو فيه عامة الناس الى االخذ بهذه االخالق ،ألنها هي التي تصلح لهم وتكفل ارشادهم
الى الطريق السليم نراه ال يكف عن ان يؤكد انه وجد "الخالص" بطريق اخر ،ويضع لنفسه
نوعا من "االمر المطلق" الذي ال يمارس فيه الخير من اجل ما قد يجلبه من النتائج ،بل الن
مكافاة الفضيلة هي الفضيلة ذاتها " .وهو يعترف بعجز العامة عن التفكير الكفيل بربط
االنفعاالت بالمجرى الضروري لطبيعية ،فلتكن للعامة اذن اخالقها الخاصة ،التي ال يتخلص
فيها االنسان من االنفعال اال بانفعال اخر اقوى منه ،اما الخاصة ،او "السادة" فوسيلتها
األفضلية هي المعرفة ،وسعادتها في ممارسة العقل ،وخالصها في االعتراف بالضرورة،
وتلك بالطبع مرتبط ال يصل اليها اال القليلون ،اذ ان ارفع االشياء كما قال في العبارة التي
ختم بها كتاب "االخالق" مثلما انها اندرها وهكذا مضت بنا هذه المناقشة ذات الطابع
الديالكتيك الواضح لمشكلة السلبية وااليجابية عند سبينو از ،وبالتالي لمشكلة االرستقراطية
والديمقراطية في هذه االخالق ،من تأكيد الى تأكيد مضاد على مستوى ارفع ،وفي اعتقادنا
ان الراي السابق ليس هو رغم المظاهر البادية الكلمة االخيرة في هذا الموضوع ،كمزال من
الممكن القول ان المثل االعلى الذي وضعه سبينو از لألخالق ،وهو سيادة العقل ،ليس
ارستقراطيا من جميع االوجه ،وبالتالي ليس غاية سلبية بالنسبة الى الجزء االكبر من البشر،
ذلك الن للعقل الرفيع هذه الميزة ،وهي انه اذا كان من الوجهة العملية النظرية يمكن ان
يتوافر للجميع ،بل ان المعرفة هي نظريا ،اقرب المثل العليا الى متناول الجميع ،فهي كما
1
قلنا ،ليس كالمال ينقص كلما ازداد عدد المشاركة فيه ،وانما هي الغاية الوحيدة التي يمكن
1
_ المرجع نفسه ص ص 222،222
48
فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم الفصل الثالث:
ان يشارك فيها الجميع على السواء ،او تزداد افاقها اتساعا كلما اتسع نطاق المشاركة فيها،1
وصحيح ان هذا من الوجهة العملية امر غير متحقق الن المعرفة بالفعل ال تتوافر اال للقلة
النادرة ،ولكن المثل ألعلى للمعرفة هو ،من حيث المبدأ ،اسهل المثل العليا مثاال ،مثلما انه
من الوجهة العملية اصعبها بلوغا ،وعلى اساس هذه الطبيعة الخاصة لمثال المعرفة يمكننا
ان نحل المشكلة بالجمع بين طرفيها في هذا المركب االعلى.2
تعتمد على العقل والفضيلة عندهم ،هي العقل ومن هنا الصور الثالث لألخالق المثالية كما
يراها كل من المسيح وبوذي والفالسفة ،فالفضيلة في االولى هي الحب والفضيلة في الثانية
هي القوة والفضيلة الثالثة هي العقل ،ويجيء سبينو از ويوفق بحركة ال شعورية منه بين هذه
الصور الفلسفية المتناثرة والمتضاربة ويحبكها في وحدة منسجمة ويقدم لنا نظاما أخالقيا.4
1
2
فؤاد زكريا :أسبينوزا ،المرجع نفسه ،ص.002-002
3
ابراهيم مصطفى ابراهيم :الفلسفة الحديثة من ديكارت الى هيوم ،دار الوفاء ،االسكندرية ،0222 ، ،ص.022
4
ول ديورانت :قصة الفلسفة ،تر :فتح هللا دمحم المشعشع ،مكتبة المعارف ،بيروتـ ،ط ،2822 ،2ص.002
49
فلسفة االخالق السبينوزية بين النقد و التقييم الفصل الثالث:
ومن االنتقادات الموجهة السبينو از ايضا في مجال االنسان ،وجدناه ال يسلم من عدة نقائص
نظن ان سبينو از قد وقع فيها ،منها مثال في اق ارره بان الجسم االنساني هو عينة جزئية من
امتداد شامل ،وكأنه بهذا يعدم الوجود البشري ،ثم يقر بوجود االنسان وتحققه العياني ،وايضا
قوله بان النفس هي الفكر ثم يقر بانفعاالتها وتعقلها بالوجود واخضاع للعقل وكل هذا يكون
تناقضا محضا.
وفي االخير يقول هيجل عن اسبينو از انه نقطة تحول حاسم في الفلسفة الحديثة والخيار
الحقيقي في الفلسفة يعود الفضل اليه ،واال فال تكون فيلسوفا اال اذا قرأت اسبينو از وال تشكل
لنفسك مذهبا اال اذا اعتنقت مذهبه ابتداء.1
1
المرجع نفسه ،ص ص.282-228
50
الخاتمة
الخاتمة
خاتمة:
ال ل نااة اعمااام مخت ااة ا ياالا ن اام اكلنااا وا ا ممااا ك ااه انااال اا اكقواااا نا ا
القات ااة ع ااا ال اااي ق ااا ااتله اكلن ااا ت اايخ التق وا ا ال اايم اا ال ل اااب ال ألن ااا
الم قناة ع ات كختناار الحرياة التياحنة اكماقاة ال اي ا يلا اكخر ن ام الت اراا
ا تخارم ماا يا ار اكخان الققاا ك الكتب غ ره االم م عة اك لت ما اكا ام كإرايناة،
ا ار عااا اخااتن قواات نن اا قوتحوااقلا ا قوااتق ر ا ،امااا الم م عااة الفاقنااة ال ا تخت ا
م يا عا لالخان اك اققااا قنحا ممااا وا للااتا اقا اك لات القلااا تمتاااب اااا راي الا ع
ق قا ع نااال وا قا اكخن ا ،لكااا اااالرغ حا م اكوااان الاات اا المااتا ب ال وا نة اخت ا
ع لااا ال ا الخ اا اك اقلااا تااا اا حاناااة ال ااا ر حا م اكواان التا ناا مااا اكخااتن
الح ا ع نااال ،ت ارتام مااا ا ا اكماار اووااا متكام ااة متياخ ااة ا ا ال ا الو ا ه اكخن ا
اوا ة ع اات قا ه مااا ال لا اات القا اح اال ا ااي اليقنااة ،امااا اا ال ا ااي الي قنااة ،تاتلااا تاا
ال اا ،ااااا ال اا ياار ر ل ت رالااة اكخن نااة الا ن ا اللا يرال لااا يا مااا امق ا ال ا اان ،تا
اا توااتمي اح املااا ااب اا تقااا نملااا اياام ر ال ااري ق وااال اا ااته الت رالااة اا ت ا ا
من ال ن ة الا رية. اعي ا ما ال ماعة ،ي ا اا قت ار التق نمنة
ا قا ال لااا مااا ااتا المحت ا ل اا الم اار ه اكخن ا الو ا ق ب الاااا ع اات القتااا ل الت ا ت
م الواااة ،اقما اراي الخار م اا قوااا ماا ال يات اكون ال م نة ،الت تقا لقاه ا ال
عا اكت اه ال ر الاين ،ات اه ال اال ا لا ،ات اوت اه التخ ال رية الو نة الت ن ن
ا و تال اكخن نة امفاااة فا ر ع ات الت ار اكخن ا الااين ،اق ن اا التأف ر انال ،اللتا اق
ما اقاوا ا و ة الت ا ي ا :م ل ،تيمق ات نم ا وا ق اب الات الا ار الاا ا اا اكنمااا
ااال ع اات الخنااام ري ا ياار ر لاناااي ال امااة ،تلااه كا الكتاااب الماااين ن تمااي ا ا ق
ام ر ،الم اب ،يرب اكمف ة ،لغتاال خ ا ناة حماوانة ال ملا ر ك نوات نن ال الت
ال ر ااا مف ماا ن ا ال نوا ة الت الماايئ اكخن نة عاا ال ريا الق ار ال ا ا اا الت وا
52
الخاتمة
ر عامة ،ي ت ا و ق اب الت حانااة اا ا ع ار ن اان ا اما ما قاحنة الا ي اليمق
ا ر اكخاارل ،لكااا قااا اارل اا اك ااااة عااا و ا ام: اخاان ال قااان اااأخن م قااة تخااال
تا اا اكقواا تتغ ر اخن ال تغ ر البماا الم اا؟. نق
ااة اقو اااقنة خاي اان ل ت ا ا ر ،لل ااتا ا اااا الت ا ا ر ن ااام اااب الق ا ا كا الم تم اان ا ا اا
ن اة اقوااقنة ل اال الم تمان ااا اكقواا اكقواا انيا تا ما لة اك اب ،اما الق
اااتلا الت ريااة المخت ااة مااا قااا ا عامااة ع اات الاارغ مااا تخ ا اق ا خي ا اا للااا
لا ر نة اخن ناة ماا ا اك اب ) تايناا الت الا م االحتمنة، (الق اك ااا اق
قت لااا ا الايااانا الم ااا ن الت ا ااتا ن ق ا اا مااا ت ا ر مااا اكخاان الر نااة الاينمااة،
اق ا ال ال . تم نال اكقواقنة ر ال ة ،لكا يما ا ار فا ال
ااب الق اار اا ع اار القليااة اال ر النااة ي ر ااا اا لاااي اااا ل ت ا ر ال م ا الاات حااي
الت ا ت ااال الم ااا ن اكخن نااة الايااانا ،اا توااتمي وااا لا مااا ال ا ،لااتله اعتمااي و ا ق اب
نون نة. يكك المقلل ال م الرياي اللقيو ،ع ن الق ر اكخن نة الاينمة تا
لااال اا لااي ياان الت ا ر ال ما ال اار اكخن ا امااا اق مااة مااا اكا ااار الم ااا ن لا نوا
اخن نة اا ك اي ماا م ا لتلاا ،ا ااي الح ا م المقاوااة لاا ،لكقاال موا عرالا ،مما ار
ااي للااا حاان مااا لا نيا لا اا ا ار ااا اكقواااق ال ااا ،ا مااا لا ق اار ال لااا ك نواات نن اا
لااته الملمااة اا ال اار اكقواااا اا ال ااال ،ااي اخاات وا ق اب عاتاااال الانااا مااا خاانم م ا
الخناا ا ما ارتام ا لا ا ال ااال ،ام ااا ي ا ايراه الحانا ااة الغرالا ا الح ااي ،اا ا بر ا اااا الم ا ا
وا ال اكخن ا ،لكااا قاااه مواات نا ال ب نااة اا عن تلااا االك نااة ك نم ااا ل ماارو اا ناا
ا التق ت م رااة الحانااة مراعاتلاا اا الوا ه نم اا اا تأخات ا ا اك موت نا ا ال ل
اخر. الت عم اخن مخت ة ما اري ع ت اري ما عم اخن
53
الخاتمة
اتا ا وا ة وا ق اب ت ا ر الات عن اة ال اري اال ااال ،ااال ري انياا نحاا م ا ا م ل ياتاال ت ااا ب
ن تاال الا ارية) ن اة ال اري ال ريناة، ن ة ال رينة الت الان اك تماعنة اكقوااقنة ( قااه
قلما . قا ت اع
ااا مر بيااا اا ا وا ة وا ق اب ،ا مااة ا ر اتا تحتا م ااا ن (ال ا ر ،ال ا ة ،الحااام) م
ا ا م يا ا عة نو ااتخيملا لت ي ااني م ااا ال اات نغق ااال ب ( اكل ااال ،ال ن ااة ا مح ااا م لتات ااال)
ا و ة و ق اب االخن نة ،ما حا م الرتااو غة الحنا ال منة ،ااعتاار ا ال عااو الات تايم
ا ا اار اكلااال يااما الح ا الق واانة مااا ي ا ااه ااااي ق ااي ا ا ت ااير مقااال اكق اااك
ا اتال ت اكلال الت ك ن ار ت (اكمتياي ،ال ر) ن ة ما خنم ال ام ل
عاا ال واي اا اكقوااا، اام الار و ل اات ا ،ماا ق ار كمايناة اكلاال يات ر انياا اكق
ام اب ت ا ،ااقاال ن تار ت ا غ ر المق ر امتياي ا ار ن ت ر اا ال ال عقيما
ا و ياما اي اركاال ،ايان ع ات اقاال ت ري ال لإللال ( ع ات اقاال تكا يا ا مق اا نحتا ل ا
ك ت ااب ع ااة ل ا يه).اا اكقواااا ا حااام تاااان لإللااال ،ا واامال م ااري حااام ل ا ة اكمتااياي
ق ريتاال ة ال ر ،االتاال ااالق ن ال واي ا و احاي .ماا قاا اقا ق وال م ري حام ل
اارل اقلااا واامنة ا ا اك ا تااأت مااا الم ا ال ن ا ا ل ح ااا ع اات الت ا ا ا اكق اااك
الك ق قة ،للتا ك قاغ اا تخرم عا ا ار الااق ا الت و ر ال م .
االت ااال ،ام ااا لقا ااا الاا ا م اا ا وا ا ة و ا ا ق اب اكخن ن ااة ت اات خل ا ا ا الاا ا م اا ال م نا ااا
للا اق ا اليار ر اكبلا ،كا اتا الاااق ا ا ن ة لا ،اا ام اكقواا المقت مة ل
و يما ق ا الك ا ،ااا الير ر اكبلنة ل ن ة الكا ا تق انم عت يق ام
وا ة يراه ا ي ااا ،ا لاانن لااإلراي ك نم ااا اا تتحاايي اأا ااار اخاارل، ل ح ااا ع اات
ع ات ر ما ية ل ايرية ا الختا ،ااا ا و ة وا ق اب اواتقي الحتمنة اكخن نة لكا ا
ال ري ااة .ل ااتا ما ااايئ عم ن ااة ااام ة ،ت و اان ل ا ا ا الخ اانل اكقو اااق م ااا خ اانم الم ك ااا
ن ة. اا قواا رغب ت ن حناتال اتا احتر الااق ا اكلل ل
54
الخاتمة
ا ا ال ن اة اكلاال الا اكخن الو ق بية قا ا ترتب ع قا افارتال اتا اق الو ام الت
تأواانن ا وا ة اخن نااة ت نانااة تاااي ا تم وااب الم اار ه اكخن ا وا ق ب ل م يا عنة
التا تواتمي ارعناتلا افقااو الي ا ت لاا اا ي الغاناة قحا الاتا ا ال ا عن ة قوانة
ما الحرية ل المو لنة؟. اكخن مماروة ال
55
قائمة المصادر
والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
اندريه الالند :الموسوعة الفلسفية ،منشورات عويدات ،بيروت ،باريس ،المجلد ،1 )1
ط1891 ،1/
حسين حمزة شهيد :األخالق في فكر أفالطون الفلسفي ،جامعة الكوفة ،كلية اآلداب، )2
قسم الفلسفة ،العدد العاشر.2009 ،
غري غوان فرانسوا :المذاهب األخالقية الكبرى ،ترجمة قوتيه ألمعروفي ،منشورات )3
عويدات ،باريس ،ط.1891 ،3/
دمحم بدوي ،األخالق بين الفلسفة وعلم االجتماع ،دار المعرفة الجامعية ،جامعة )1
اإلسكندرية. 2000 ،
عثمان أمين :رواد المثالية في الفلسفة الغربية ،دار المعارف ،فرع اإلسكندرية ،القاهرة )5
.1891
إيمانويل كانط :مقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة ،ترجمة :نازلي اسماعيل حسين ودمحم )9
فتحي الشنيطي ،موفم للنشر.1881 ،
جيني فان ،روديس لويس :ديكارت والعقالنية ،ترجمة عبده الحلو ،منشورات عويدات، )1
بيروت ،ط. 1811 ،2/
عطية ،أحمد عبد الحليم :األخالق في الفكر الغربي المعاصر ،دراسة تحليلية )9
لالتجاهات األخالقية الحالية في الوطن العربي ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،القاهرةـ مصر
.
عدنان عويد :الفلسفة الوجودية ،بوابة الهدف االخبارية21 ،أكتوبر2019 )8
)10سارتر جون بول :الوجودية مذهب انساني ،منشورات دار مكتبة الحياة ،بيروت
)11مرحبا عبد الرحمان :من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة اإلسالمية ،منشورات عويدات،
بيروت ،ط.1883 ،1/
50
قائمة المصادر والمراجع
)12فاخوري حنا ،ولجر خليل :تاريخ الفلسفة العربية ،دار الجيل ،بيروت ،ج ،1ط،2/
،1891ص95
)13ياسبيرس كارل :فالسفة إنسانيون ،ترجمة عادل العوا ،منشورات عويدات ،بيروت،
باريس ،ط 1899 ،3/
)11مرحبا عبد الرحمان :من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة اإلسالمية ،المرجع السابق،
ص51
)15أندريه كاريسون:المشكلة األخالقية و الفالسفة ،ترجمة عبد الحميد محمود ،تع:أبو
بكر ذكرى ،مهرجان القراءة للجميع.
)19يوسف كرم :تاريخ الفلسفة اليونانية ،دار القلم ،بيروت ،ط ،1/د/س ،ص 91
)11قامير يوحنا :أصول الفلسفة العربية ،منشو ار المطبعة الكاثوليكية ،بيروت ،ط،2/
. 1891
)19هاملتون حبيب :علم األديان وبنية الفكر اإلسالمي ،ترجمة عادل العوا ،منشورات
عويدات ،باريس. 1811 ،
)18كاريسون اندريه :تيارات الفكر الفلسفي في العصور الوسطى ،منشورات عويدات،
بيروت. 1892 ،
)20زيغود علي :أوغستينوس ،دار أق ار ،ط ،1 /د /س .
)21الجندي أنور :مفاهيم العلوم اإلجتماعية والنفس واألخالق في ضوء اإلسالم ،دار
الكتب ،الجزائر ،د /س .
)22عباس عبد المنعم :ديكارت والفلسفة العقلية ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر،
بيروت ،د/س .
)23أحمد أمين :األخالق ،دار الكتاب االعربي ،بيروت ،ط. ،1895 ،3/
51
قائمة المصادر والمراجع
)21حلمي مصطفى :األخالق بين الفلسفة وعلماء الدين ،دار الكتب العالمية ،ط ،1/
. 2001
)25عبد الرحمن بدوي ،االخالق النظرية ،وكالة المطبوعات ،الكويت.1815 ،
)29عبد العزيز احمدن مباحث في نظريات االخالقية ،دار الفكر العربي عابدين،
.1895
)21زكي مباركن االخالق عند الغزالين مطبعة الرحمانية ،القاهرة.1811 ،
)29فؤاد زكريا" :اسبينوزا" ،مؤسسة هنداوي سي آي سي ،المملكة المتحدة. 2011 ،
)28باروخ سبينوزا" :علم األخالق" ،ترجمة :جالل الدين سعيد ،مراجعة د.جورج كتو ار،
المنظمة العربية للترجمة بدعم من مؤسسة دمحم بن راشد آل مكتوم ،بناية بيت النهضة،
شارع البصرة لبنان ،الطبعة األولى. 2008 ،
)30علي دمحم يوسف :سبينو از ..هللا والطبيعة واإلنسان ،صحيفة المثقف ،أقالم فكرية
،العدد . 5108
)31فؤاد زكريا" :اسبينو از " ،مؤسسة الهنداوي سي آي سي ،المملكة المتحدة2011 ،
)32يوحنة بيداويد :هللا في فكر الفيلسوف الهولندي باروك سبينو از ،الحوار المتمدن20 ،
ـ 08ـ 2010
)33زكريا فؤاد :اسبينو از ،دار التنوير ،بيروت ،ط. 1893 ،3/
)31أمة السالم دمحم علي جحاف :باروخ سبينوزا"فلسفة وتربية" ،مراجعة :دمحم الكمالي
ودمحم الخياط ،جامعة الملكة أروى ،الجمهورية اليمنية .2009 ،
)35محسن الدمحمي :سبينو از ومواجهة االنفعال السلبي ،جريدة العرب الدولية ،الشرق
األوسط ،اغسطس 2019
)39فؤاد زكريا :اسبينو از ،مؤسسة هنداوي سي آي سيوالمملكة المتحدة.2011 ،
)31أمة السالم دمحم علي جحاف :المرجع السابق.
52
قائمة المصادر والمراجع
)39فان جا ،طريق لفيلسوف ،تر :أحمد حمدي محمود القاهرة.1891 ،
، New york ، an introduction ،ethics ،ethics ،Spinoza )38
uni pressm 2006 ،cambridge
)10سبينو از ،رسالة في الالهوت والسياسة ،تر :حسن حنفي ،مكتبة أنجلومصرية القاهرة،
دط1891 ،
)11سبينو از ،اصالح الفهم البشري.
)12كريم زيد عباس ،اسبينو از (الفلسفة االخالقية) ،مكتبة فلسفية ،ط.1
)13اندرية كارسيون ،المشكلة االخالقية والفالسفة.
)11ابراهيم مصطفى ابراهيم :الفلسفة الحديثة من ديكارت الى هيوم ،دار الوفاء،
االسكندرية.2000 ،
)15ول ديورانت ،قصة الفلسفة ،تر :فتح هللا دمحم المشعشع ،مكتبة المعارف ،بيروتـ ط،9
.1899
53
فهرس الموضوعات
الصفحة العنوان
6-2 مقدمة
32-8 الفصل االول :علم األخالق وتطوره بين النظري والتطبيقي
9 أوال :التطور الفلسفي لعلم االخالق
9 :1السياق الفلسفي لعلم األخالق
12 :2تاريخ علم األخالق
12 أ ـ العصور القديمة
15 ب ـ العصور الوسطى
17 ج ـ العصــر الحديث
19 د ـ الحقبة المعاصرة
22 ثانيا :االخالق بين النظري والتطبيقي
22 -1االخالق النظري
21 -2االخالق العملية
32-32 الفصل الثاني :النظرية األخالقية والبناء الهندسي لألخالق عند سبينو از
26 أوال :األساسي للنظرية األخالقية عند سبينو از
63
فهرس الموضوعات
64