Professional Documents
Culture Documents
سوسيولوجيا الحياة اليومية - الواقع المعاش للأفراد في الوسط الاجتماعي
سوسيولوجيا الحياة اليومية - الواقع المعاش للأفراد في الوسط الاجتماعي
8 0
18 0
18 8
:ملخص
يعالج علم الاجتماع وألانثروبولوجيا وعلم النفس بفروعهم املختلفة إلانسان(الفرد) وتفاعله داخل املنظومة
وذلك عبر، التي تعد من ألانساق املهمة في تركيبة املجتمع، جماعة الرفاق، املدرسة،الاجتماعية التي تشمل ألاسرة
تسليط الضوء على مجريات الواقع املعاش أو ضمن ما يشار إليه بالحياة اليومية التي يعيش في خضمها الفرد ويشغل
أو، أو وفقا ملتغيرات أخرى كجنسه،أخ و كطالب، أب،أدوار ومكانات تختلف باختالف موقعه داخل ألاسرة كزوج
غير أن ذلك ال يعزله عن مجريات الحياة الاجتماعية التي تعتبر شبكة تنشأ ضمنها عالقات مختلفة املستويات،عمره
. بحيث تعتبر ألاسرة واملدرسة أهم أسسها،والتوجهات
علم، ألانثروبولوجيا، علم الاجتماع، العالقات الاجتماعية، املدرسة، ألاسرة، الحياة اليومية:الكلمات املفتاحية
.النفس
shikh3ali@gmail.com *
321 011 081 8102 10 10
مقدمة
يشكل املجتمع نسقا اجتماعيا مفتوحا يسهل عملية اندماج ألافراد داخل املؤسسات املتمثلة في (ألاسرة،
املدرسة ،دور العبادة ،مؤسسات مختلفة ألانشطة...الخ) فمن خالل عملية التفاعل الاجتماعي يشكل ألافراد شبكة
العالقات الاجتماعية التي تبعدهم عن العزلة والوحدة والتفرد ،فاألسرة تسهر على تنشئة أبنائها وفق منظومة القيم
واملعايير التي يفرضها النظام الاجتماعي وأي خروج عنه يقابل بمواجهة وإقصاء الاجتماعي ،داخل هذا الوسط يحدد
لكال الجنسين حقوق وواجبات(أدوار اجتماعية) يتقيد بها الفرد ،فحين تعمل املدرسة على تطوير معارف الفرد
وإكسابه ثقافة مجتمعه التي تحدد له من خاللها الواجب واملمنوع ،كل ذلك يتحدد في إطار الحياة اليومية أين يجتهد
أفراد في إبراز ذواتهم من خالل عدة مصادر(طرق الكالم واملحادثات ،طرق السلوك والتصرف ،أدوار الاجتماعية،
اللباس ومظهرية..الخ) .يقاس واقع الحياة اليومية بما يعرف التفاعل الاجتماعي الذي يعتبرسليمان مظهر بأنه" تأثير
متبادل بين طرفين .البد أن يمثل شخص أو شبكة عالقاتية أو جماعة طرفا من الطرفين .ألن التفاعل الذي يهم
املختص في علم النفس الاجتماعي هو التفاعل الذي يأخذ صبغة اجتماعية ،أي البد أن يشارك فيه شخص على أقل
تقدير .أما الطرف آلاخر ،فقد يمثله كذلك شخص أو شبكة عالقاتية أو جماعة ،أو حسب الظروف ،عامل من
العوامل الاجتماعية(تاريخ ،دين ،اقتصاد ،سياسة) .وهو بذلك يرى في أن عملية التفاعل ال تقتصر على جانب من
جوانب الحياة اليومية بل يتعدى ذلك إلى مختلف مجاالت (أوساط الاجتماعية).
-3ألاسرة:
ترى الباحثة لبرارة( )12 ،1111أن ألاسرة هي "الوحدة ألاساسية في التنظيم الاجتماعي ،ومؤسسة من املؤسسات
الاجتماعية ذات ألاهمية الكبرى ففيها نبدأ حياتنا ألاولى ونتعود عليها ،وهي تصنع أولى خبراتنا وفيها تتشكل شخصيتنا
وهي مصدر ألاخالق ،والدعامة ألاولى لضبط السلوك ،ويلقى فيها الكبار والصغار مصدر الرخاء .ويعرفها طربيه(،1122
)31بأنها "الوحدة الاجتماعية ألاولى التي اهتدى إليها إلانسان ألاول كي تستمر حياته على نحو جماعي ،فحياة الجماعة
تستمر عندما يلتقي زوج وزوجة لتأسيس حياة أسرية خاصة يتولى خاللها ألابوين إنجاب ألاطفال وتدريبهم وتعليمهم
عن طريق التقليد والتلقين ،وهكذا تبدأ مسيرة الحياة بالنسبة للفرد بعد الوالدة بوقت قصير عندما يأخذ ألاطفال
يتحسسون املحيط الذي يعيشون فيه ،ومعها يبدأ ألاهل في تأمين حوائجهم كي يبقى أطفالهم في مأمن وسالمة،
ويحرصون على تغذيتهم ونومهم ولعبهم كي يكونوا في أتم صحة وعافية ولكن هل هذا يكفي لتنشئة ألاطفال تنشئة
سليمة؟
تعتبر ألاسرة أولى الحلقات والشبكات التي يعزى إليها ربط الفرد(الطفل) بمجتمعه ومؤسساته لعل من
ضمنها(املدرسة) وذلك بتلقينه للقيم واملعايير التي تبين كيفية السلوك والتصرف ،فمن خالل املعيش اليومي تعمد
ألاسرة مثال إلى إيضاح معايير التي على أساسها يتم تقسيم ألادوار في إطار ما جاء به إميل دوركايم حول (تقسيم
العمل الاجتماعي).
-4املدرسة:
يقول ديوي( ،2711ص )32في كتابه( املدرسة واملجتمع) ":إننا ميالون إلى النظر إلى املدرسة من وجهة نظر فردية
بوصفها شيئا بين املعلم والطالب ،أو بين املعلم والوالدين ،ألن أكثر ما يثير انتباهنا هو-بالطبع التقدم الذي يحرزه
طفل من معارفنا في نموه الجسدي الاعتيادي وتقدمه في القدرة على القراءة والكتابة والحساب ومعلوماته في
الجغرافية والتاريخ وتحسن طباعه وعاداته في التهيؤ والاستعدادات لألشياء ،وفي النظام واملواظبة ،فمثل هذه املعايير
تقيس عمل املدرسة.
-5علم الاجتماع:
حول تعريف علم الاجتماع يرى عبد الجواد( )21 ،1117بأنه "الدراسة النظامية للمجتمعات .وتختلف هذه
املجتمعات في الحجم من قبيلة صغيرة من قبائل ألامازون إلى املجتمع الغربي برمته ،ويدور الحديث اليوم عن
-6ألانثروبولوجيا:
حسب رشوان( )12-13 ،1117ألانثروبولوجيا "هي الدراسة املتكاملة إلنسان بما تحويه من جوانب سيكولوجية
وبيولوجية وفسيولوجية وثقافية واجتماعية .وحتى منتصف القرن التاسع عشر كانت جميع العلوم إلانسانية
والاجتماعية والفالسفة يستخدمون هذه الكلمة .وهاهو تايلور Taylorيعرفها بأنها :الدراسة البيوثقافية املقارنة
إلنسان وما يتلقاه من تعليم وتنشئة اجتماعية ،ومقارنة التنوع الهائل للجماعات إلانسانية ،للحفاظ على وحدة
العلوم وتكاملها .وبذلك فاألنثروبولوجيا هي علم دراسة إلانسان عبر تسليط ضوء حول نشوئه وارتقائه ،وتصنيفه
ضمن مملكة الحيوانية وكفرد داخل نسق الاجتماعي ،وكعضو حامل للثقافة بنوعيها املادي واملعنوي.
-7علم النفس:
يرى عبد الجواد(دون سنة )32 ،أن "علم النفس من العلوم التي تدرس طبيعة إلانسان الفردية فيهتم بالغرائز
إلانسانية وامللكات والاستعدادات التي تنطوي عليها طبيعة إلانسان والعمليات العقلية كالذكاء والتخيل ومظاهر
السلوك الفردي ،ولكن إلانسان اجتماعي بطبعه ،فال وجود إلنسان الفرد ولكن املوجود في الواقع هو الفرد في وسطه
الجمعي أي في مجتمع.
تختلف العلوم الاجتماعية كعلم الاجتماع ،علم النفس ،ألانثروبولوجيا في دراسة القضايا الاجتماعية لعل من
ضمنها(وضع الفرد -أو إلانسان -داخل املجتمع) وهذا راجع إلى اختالف في توجهات ورؤى الباحثين ،ما يعني أن كل فرع
من هذه الفروع لديه أهداف وغايات تختلف عن نظيره من الفروع ،فعلم الاجتماع مجاله دراسة الجماعة
الاجتماعية في سياق الاجتماعي ،بينما علم النفس يدرس وضع الفرد داخل وسطه الاجتماعي ،أما ألانثروبولوجيا فكان
اهتمامها قائما على دراسة املجتمعات البدائية والاختالفات بينها وبين املجتمعات املتحضرة ،ورغم هذه الاختالفات
بين هذه الفروع غير أنها تشترك في دراسة الفرد(إلانسان داخل أوساط الاجتماعية املختلفة).
في دراستها امليدانية ترى الباحثة عياش ي( )373 ،1111أن "الحياة الزوجية تعد بمثابة مشوار طويال يطبعه ألامل
ويتقاسم فيها ألازواج ألافراح وألاقراح ،ويتسابقون عند اجتياز كل محطاته( تكوين البيت الزوجي ،تأثيث البيت ،تربية
ألاطفال) يتعرض هذا املشوار ملنعرجات خطيرة ووضعيات حرجة ،وإذا كان تكافؤ في بعض املقاييس مطلبا أساسيا في
بداية املشوار وكذا ضمان لألدنى الشروط الضرورية للتطلع نحو املستقبل وإنجاح الشراكة الزوجية ،فإن بعض
العوامل املتضمنة أحيانا في أحد أو عدة مقاييس تدعم أكثر هذا الاستقرار الذي يتطلع إليه الزوجين بالدرجة ألاولى،
ومن بين تلك العوامل عامل مدى مشاورة ألازواج لبعضهم البعض لتحقيق مختلف ألاهداف املتوخاة من الزواج
واملشاريع املسطرة ،وتفادي الفشل وتحميل كل طرف مسئولية ذلك على الطرف آلاخر ".إن الهدف من تأسيس أسرة
هو إلشباع حاجات إنسانية يكون لها دور في استمرار بناء الاجتماعي ،فأولى أغراض الزواج هو إشباع لحاجة بيولوجية
متمثلة في(عالقة الجنسية) والتي تصبح مشروعة في إطار عقد لقران بين طرفين هما( الرجل /املرأة) ،وأية عالقة خارج
هذا مجال تصبح مستهجنة من قبل املجتمع وتعد من مسائل التي يرى فيها تهديد لكيانه فيسعى للقضاء عليها أما
الغرض آلاخر من الزواج فهو تطوير وتوسيع لشبكة العالقات الاجتماعية ،فالزواج حسب وسترمارك هو "الرابطة
الاجتماعية" .والزواج يكون قائما على تبادل لألدوار بين الطرفين (حقوق وواجبات) لعل من أبرز هذه ألادوار التي
يتحملها الزوجين قضية التنشئة الاجتماعية ألفراد .وتختلف ألادوار باختالف النوع الاجتماعي(ذكر/أنثى) وتضيف
الباحثة الكندري( )2773،72في كتابها علم النفس ألاسري أنه" قديما كان يسند للرجل أدوار إعالة ألاسرة وترؤسها،
وأما النساء فكان يسند إليهن أدوار رعاية ألاسرة ،وتربية ألاطفال ،وتدبير شؤون املنزل وعندما كان يعمل أفراد ألاسرة
في املزرعة ،أو في ألاعمال العائلية املشتركة ،كان الزوج والزوجة يتقاسمان املهام الاقتصادية املنزلية .لقد اتسمت
ألاعمال املنزلية وألاعمال إلانتاجية املنوطة بالرجل واملرأة بتقدم الحضارة ،ولم يعد الرجل يعمل في البيت ،وتركز
اهتمامه في عمله في املكتب وفي ما يحقق من نجاح،للقيام بدوره كعائل لعائلته .التدبير املنزلي أو أدوار املنزلية شكلت
عنصرا في توضيح معالم التقسيم الاجتماعي للعمل فكل فرد له دوره تجاه وسط أو الجماعة التي ينتمي إليها ويعيش
كأحد أفرادها ومن املتعارف عليه أن دور املرأة(الزوجة) هو البيت فحين دور الرجل يكون خارج البيت وهذا ليس
بضرورة أن يكون تقسيم هكذا إال في املجتمعات التي يسود فيها ما يعرف بالهيمنة الذكورية وسلطة البطريركية
(سلطة ألاب) التي يرى أن املرأة مكانها هو داخل البيت وليس خارجه .وتضيف نفس الباحثة(" )72،2773وعندما قل
دور الزوج كمشارك في الرعاية املنزلية ،وأصبح دوره كممول اقتصادي للبيت وألاسرة ،أصبح دور املرأة يغطي تقريبا
كل املهام املنزلية وبما أن البضائع الجاهزة أصبحت سهلة املنال ،فإن دور املرأة في رعاية شؤون البيت فقد كثيرا من
النشاطات إلانتاجية ،مثل تعليب وتخزين الغذاء ،صنع املالبس والصابون ،والعناية باملاشية والدجاج ،وزراعة
الخضروات وقد تركزت اهتمامات الزوجة في إلاعالة والرعاية والاهتمام بالعائلة ،كما أنها أصبحت مديرة لشؤون
البيت على الرغم من أن كثيرا من ألازواج يتبعون ألادوار الزوجية التقليدية ،فإن آخرين يحاولون خلق أدوار أكثر
وفي هذا الصدد ترى الباحثة مشري(")211 -277 ،1122إن أهمية الخط الذكوري في املجتمع الجزائري تجعل من
الجنس عامال أساسيا في تحديد الروابط العائلية وتقسيم املهام .فالتحكم في العالقات بين الرجال والنساء داخل
الجماعة املنزلية يسمح بالحفاظ على التضامن الاجتماعي وروح الجماعة .فالسير الجيد لتنظيم املنزلي قائم في جزءه
ألاكبر على النساء من خالل إعداد الطعام وغسل املالبس ورعاية القطيع وأعمال الحياكة وهي أعمال تفوق تلك التي
تقوم بها املرأة في الوسط الحضري ".يرى الباحث ريزاني أنه كان مجال الخارجي للمنزل من احتكار الرجل الذي يقوم
بالتسوق يقض ي ألاشغال املختلفة ،وهذا ليس للتخفيف عن املرأة املثقلة باألشغال املنزلية ،ولكن حتى ال يكون لها
عالقات مع العالم الخارجي ".لكن ال نستطيع إغفال فكرة أن التسوق في العائلة التقليدية كان يتم بعد قطع مسافات
طويلة للوصول إلى السوق ألاسبوعي وهذا يتطلب مهارات وفيه مخاطر تدرب الرجل على مجابهتها".
يمر الفرد في حياته بأطوار مختلفة وفي كل طور منها يحتل مكانة ووضع جديدين يختلف باختالف الجنس
(ذكر/أنثى) ،أو هي ما يشار إليها بطقوس العبور ،ففي كل مرحلة التي تعقب انتقاله إلى وضع جديد تقام شعائر
واحتفاالت (ممارسات) تعلن على أن ذلك الفرد قد انتقل لوضع جديد مثال ختان ألاطفال في املجتمع الجزائري تحيل
إلى أن الطفل قد انتقل من مرحلة كان يعتمد فيها كلية على ألاسرة إلى مرحلة بدأ الطفل يتخلص فيها من تبعيته
ألسرة بشكل غير رسمي فختان يحيل إلى قرب مرحلة انتقال الفرد إلى وسط اجتماعي آخر يحتضنه ،واملدرسة كأحد
هذه ألاوساط التي يقع على عاتقها مسؤولية تنمية الخبرات ومعارف وتوسيع نظرة الفرد(الطفل) للحياة وللمحيط من
حوله .في هذا الصدد ترى الباحثة شرقي( )212-213 ،1112أن"املدرسة هي املؤسسة والبيئة الاجتماعية الثانية
للتنشئة الاجتماعية بعد ألاسرة ،وتعد املدرسة ضرورة حتمية في الوقت الحاضر وخاصة بعد تعقد الحياة فأصبح
دور املدرسة أو املؤسسات التربوية متخصصة في نقل املعارف والعلوم وبالتالي نقل الثقافة من جيل إلى آخر بطريقة
منظمة ومقصودة ،لتحقق بذلك النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي للفرد ،ولقد أصبحت وظيفة املدرسة
توفير بيئة منتقاة تتكون من مجموعة من املعارف لتنشئة ألاطفال على أنواع من السلوك املستقاة من ثقافة املجتمع
ومعاييره ،حتى ال تتعارض مع ما تقدمه ألاسرة ألبنائها ،فوظيفتها إذن مكملة لدور ألاسرة .فاملدرسة تسعى إلى توفير
بيئة تساعد على حياة متوازنة ومنسجمة يعيش فيها أفراد املجتمع من أطفال وشباب ومهما كانت مستوياتهم
الاجتماعية على العمل في سياق مشترك ،وبذلك فهي تعمل على التنسيق بين مختلف املؤثرات التي يتلقاها الفرد،فقد
يتعرض الفرد أو املراهق لبعض القيم التي يتشربها من ألاسرة ويتعرض ألخرى مخالفة في جماعة الرفاق ،ويستمد
أخرى من دور العبادة وبذلك فإن املراهق وغيره سوف يواجه مجموعة من التناقضات قد تؤدي به إلى صراع
داخلي،وبذلك فمن واجب املدرسة أن تقوم بدورها في تحقيق ما يسمى بالتكامل الاجتماعي للقضاء على هذا
التناقض .يرى ذوادي( )211 ،1121أن"هناك إجماع تام بين علماء الاجتماع في القديم والحديث على مدى تأثير
العوامل الاجتماعية في املجتمع على سلوكات الناس .فالعالمة ابن خلدون يتحدث عن إلانسان باعتباره كائنا ابن
محيطه الاجتماعي ،أي أن سلوكه وليد العوامل الاجتماعية التي نشأ فيها ،يعبر صاحب املقدمة عن ذلك بصريح
العبارة فيقول ":إلانسان ابن عوائده ومألوفه ،لالبن طبيعته ومزاجه ،فالذي ألفه في ألاحوال صار خلقا وملكة وعادة
تنزل منزلة الطبيعة والجبلة..الخ.
يرى غيدنز ( )212-211 ،1112أنه" في كثير من ألاوضاع الاجتماعية ،نمارس ما يسميه غوفمان التفاعل(غير
املركز) مع آلاخرين ،ويحدث مثل هذا النوع من التفاعل عندما يبدي ألافراد مايوحي أنهم يدركون وجود آلاخرين
معهم .وتحدث مثل هذه ألاوضاع عندما يتجمع الناس سويا ،سواء كما هي الحال في الشوارع املزدحمة أو في قاعات
السينما والاحتفاالت أو الحفالت ،وعندما يكون الواحد منا برفقة آلاخرين أو على مقربة منهم فإننا نتواصل سويا
وبصورة مستمرة من خالل ألاساليب غير الشفوية مثل تعبيرات الوجه وحركات الجسم .يتواصل الناس مع بعضهم
البعض من خالل الكالم املنطوق أو الاشاري الذي تظهر معانيه من خالل تعبيرات الوجه وحركات الجسم .ويرى نفس
الباحث( )212 ،1112أن "تفاعل املركز يحدث عندما يتنبه ألافراد ملا يقوله أو يفعله آلاخرون وباستثناء الحاالت التي
يكون فيها املرء واقفا بمفرده ،كما قد تكون الحالة في تجمع أو احتفال أو حفلة اجتماعية ،فإن التفاعل بين الناس
قد يكون في وقت نفسه مركزا أو غير مركز .ويطلق غوفمان على هذا النوع من التفاعل اسم (اللقاء) ويمثل شكل هذا
التفاعل الجانب ألاكبر من التبادل الذي نجريه في حياتنا اليومية مع العائلة وألاصدقاء وزمالء العمل ،إذ نمارس
اللقاء املركز وغير املركز في وقت واحد .كما يشمل مصطلح(اللقاء) حديثنا العابر مع آلاخرين ،واملناقشات والندوات
وألالعاب الجماعية والاتصاالت الوجاهية الروتينية مع البائعين في املحالت والعاملين في املطاعم وما إلى ذلك.
من متطلبات الحياة اليومية والتي تصنف من أوليات الحاجات التي ال يستطيع الفرد الاستغناء عليها اللباس الذي
يعتبر جزء هام من الثقافة املادية التي برع إلانسان فيها وفي هذا الصدد ترى الباحثة نوري()77 ،1122أنه" بعدما كان
اللباس ضرورة عمل إلانسان على تحقيقها لتغطية جسده رغبة منه في ستر عورته ،وبغرض حماية نفسه من
التقلبات الجوية والعوامل البيئية ،أصبح فيما بعد ظاهرة حضارية تعكس ظروف النفسية والاجتماعية والصناعية
والتجارية والفنية للشعوب كما أنها تروي تراث وتاريخ ألاجيال على مر العصور وتعطي صورة صادقة عن مستوى
الحضارات وتطورها وخصائصها ،فقد كان لكل حضارة نمطها الخاص في اللباس الذي تميز به عن غيرها.
يمكن بصفة عامة تحديد هوية الناس من خالل نوعية املالبس التي يرتدونها ،والثياب تعطينا كثير من املعلومات
املتعلقة باإلنسان ،مثل املهنة والعمر بالتقريب ،الجنس ،فمالبس التي يرتدونها عمال البريد ورجال الدين واملمرضات
على سبيل املثال تدل على نوعية املهنة التي يؤدونها .وتدل املالبس على الهوية أو الانتماء إلى جماعة ،يقول إرفنغ
غوفمان (:Goffmanأن اللباس والهيئة يعمالن على إبراز املحيط الاجتماعي واملميزات الحسنة التي تتصف بها) ،وعلى
هذا ألاساس يمكن أن نعتبر أن اللباس يستعمل كموضوع في إبراز الذات وتقديمها لآلخرين.تتحد هوية ألافراد في
الوسط الاجتماعي من خالل جملة من املصادر ولباس أحدها فهو يختلف باختالف ظروف املعيشية لألفراد وطبيعة
املهن التي يشغلونها ،حيث يالحظ أن كل قطاع أو مؤسسة إال ولديها نوع من لباس يميزها عن غيرها مثال لباس
ألاطباء ،لباس ألائمة ،لباس عمال النظافة...الخ ،فاللباس يعبر عن املحيط الاجتماعي وعن املميزات الحسنة والسيئة
التي يتصف بها ،فالفرد ضمن حياته يسعى جاهدا لنيل إلاعجاب والاهتمام آلاخرين حول مظهره الذي يعبر عنه
خاتمة:
إن مصطلح الحياة اليومية أصبح من ضمن أهم املواضيع التي شغلت فكر الباحثين في مختلف التخصصات فأولى
استعماالت هذا املصطلح كان من خالل مدرسة شيكاغو التي استخدمته لتوضيح مجريات الحياة في الوسط
الحضري دون غيره ،كونه يتسم بالتباين في النشاطات وطبيعة العالقات قائمة بين ألافراد(مصالح الشخصية) هذه
العالقات تشمل حتى الوسط ألاسري من حيث(شكل ألاسرة الحالي ،وأهم التغيرات التي طرأت عليها ،نوع السكن
ومدى استيعابه ألفراد ،نوع ألاحياء التي يتواجد ضمنها) ،ومن الدراسات الرائدة في هذا املجال دراسة ويليام توماس
وفلوريان زنانيكي بعنوان الفالح البولوني ،وهي دراسة إمبريقية اهتمت بتسليط الضوء على واقع املعاش للجالية
البولندية في و.م.أ ،وقد اهتما الباحثان بمختلف القضايا الاجتماعية لعل من ضمنها(تضامن الاجتماعي ،مشكلة
الشذوذ والجريمة ،العالقة بين الجنسين...الخ) وكلها قضايا أصبح الوسط الحضري يحتضنها .ومن جملة القضايا
ألاكثر دراسة في إطار الحياة اليومية الحياة الزوجية في ظل تقسيم ألادوار والتدبير املنزلي ،فالزواج في ألاساس قائم
على خدمة طرف لطرف ضمن ما يعرف بالحقوق والواجبات املفروضة على كال الطرفين(رجل/امرأة) وهي تختلف من
وسط إلى آخر ،فما هو متداول في الريف غير الذي هو متداول وشائع في املدينة ،وعلى أية حال فمهام املسندة لزوجة
تشمل رعاية أبنائها واهتمام بمتطلباتهم وخدمة زوجها ،فهي مسئولة عن تدبير شؤون املنزل من طهي ،وكي للمالبس
وغسلها وتأثيث البيت ،فحين يقع على عاتق الزوج مسئولية إعالة ألاسرة اقتصاديا بتوفير حاجاتها الضرورية(أكل،
شرب ،توفير سكن ،شراء مالبس...الخ) ،والتغيرات التي شهدتها املجتمعات سمحت بتغير أدوار داخل ألاسرة فبعدما
كانت املرأة(الزوجة) مسئولة على البيت ،تغير دورها ليشمل داخل البيت وخارجه من حيث أن املرأة قد دخلت عالم
الشغل ،ما أدى إلى تغير في أدوار املنزلية حيث أصبح الرجل يشارك في أعمال املنزلية بعدما كان دوره ينحصر في إعالة
ألاسرة وتسيرها وفق ما يراه أفضل ومناسب( هيمنة الذكورية).
إن الواقع املعاش يحيل إلى وجود تفاعالت تنشأ كنتيجة لوجود شبكة من العالقات الاجتماعية Social
Relationshipبين أطراف مختلفة وفي أوساط مختلفة ويقصد بالوسط مختلف املواقع التي تشكل مصدر لبروز
ونشوء عالقات اجتماعية(كاألسرة ،املدرسة ،املؤسسات...الخ) أي داخل أنساق املجتمع ،فالعالقة داخل ألاسرة قائمة
على الاحترام بين الكبار والصغار ،حيث تعطى ألكبر سنا الحق في اتخاذ القرارات التي تهم ألاسرة ،فاملعيش اليومي
ألفراد داخل أسرهم يحيل إلى أن تلك العالقات قائمة على خدمة مصالحها .حيث تتعدد املواضيع التي يتم مناقشتها
داخل ألاسرة منها ما هو مسموح ومنها ماهو محضور الذي يصنف ضمن ما يعرف (بالطابو) فمن جملة املواضيع
املعالجة في أسر قضية تقسيم أدوار ،التعليم ،السكن ،وظيفة ألافراد ،قضايا الزواج وغيرها من املواضيع ،وهناك
قضايا غير مسموح بها مثل( موضوع الجنس والجنسانية) .فالواقع املجتمع الجزائري يبين أن طبيعة العالقات داخل
ألاسر الجزائرية مبنية على قاعدة مفادها" الاحترام وتوقير الكبار من طرف من هم أصغر منهم ،فالزوجة تحترم زوجها
وال تعصيه ،ألاخت تحترم أخاها ،وفي هذا الصدد ترى الباحثة شادر( )72 ،1122أنه" في إطار العائلة التقليدية ،وعلى
الرغم من انتماء ألاوالد والبنات إلى نفس الجيل ،وإلى نفس السن ،فهذا ال يعني أنه توجد بينهما عالقات حميمية
بحيث أن العالقة التي تربط ألاخ بأخته ضعيفة إلى درجة أنها تبدو سطحية .وهذا ألن الاختالف يكمن في نشاطاتهم،
ألعابهم ،مصالحهم ،وحتى التربية التي تلقوها .وبالتالي ،فإن العالقة بين ألاخ وألاخت هي عالقة سيطرة وهيمنة ،فتبدأ
الفتاة في طاعة أخيها وتنفيذ أوامره بينما يتلقى الذكر تنشئته اجتماعية تجعله سيدا ،ألنه هو آلامر في كل ش يء وال
311 011 081 8102 10 10
يقبل أية مناقشة في قراراته وخاصة من طرف إلاناث ،فهو يعتبر صورة مطابقة لصورة أبيه بحيث يمارس سلطته
على أخواته ،حتى وإن كان أصغر منهن .غير أن تلك ألاوضاع لم تدم على حالها ،فالتغيرات التي عرفها املجتمع
الجزائري مست جميع أنساقه ،فبعدما كانت ألاسرة تتسم باالمتداد والتوسع ExtendedFamilyوسيطرة من هم أكبر
سنا في الخط الذكوري ،أصبحت ألاسرة اليوم مكونة من زوجين وأبناءهم(أسرة نووية ) .حول هذه القضية ترى
الباحثة مشري( )1123،271أن" الباحث في مجال الديمغرافيا على كواوس ي أشار في كتابه( النساء ،ألاسر والتخطيط
العائلي) أنه عن طريق إلامكانيات التي منحتها الدولة ،مجانية التعليم للجنسين ومجانية العالج .استطاعت املرأة
الجزائرية أن تحسن مكانتها في ألاسرة وبالتالي تعدل من سلوكها إلانجابي ،وذلك بالتخلص من الاستراتيجيات ألاسرية
لألجيال القديمة ،وذلك بتعديل صورة الدور املرسوم لها داخل ألاسرة الجزائرية .ويقاس هذا التغير على املستويين
خاص وعام .بينما الرجل فبعدما كان أسلوبه يتميز بالهيمنة والسيطرة كلية على شؤون ألاسرة أصبح أسلوبه يتميز
بالديمقراطية من حيث سماح للمرأة بالعمل خارج املنزل إلعالته في تلبية متطلبات البيت ،وهو نفس ما أشارت إليه
الباحثة الجزائرية في ميدان علم النفس الاجتماعي درية شريفاتي مرابطين التي بينت أن الظواهر السوسيولوجية
والنفسية الاجتماعية تشير إلى أن حركة خروج املرأة إلى العمل ،يزعزع املمارسات والتصورات الخاصة بالتقسيم
الجنس ي للعمل الاجتماعي ،من خالل القطيعة التي ينتجها مع التصور التاريخي التقليدي الذي يرجع الرجال للمجال
إلانتاجي والنساء ملجال إعادة إلانتاج".
تتطلب الحياة اليومية وجود اتصال بين أفراد ومختلف ألانساق حتى يستمر البناء الاجتماعي Social Structure
للمجتمع ،هذا الاتصال قائم في أساسه على تبادل املعارف والخبرات واملهارات عن طريق الاتصال الشفوي أو الاشاري
ضمن ما يعرف باملحادثات اليومية Everyday life Conversationsالتي يبدي من خاللها ألافراد انطباعاتهم
وتوجهاتهم حول مواضيع وقضايا مختلفة في حيز الاجتماعي(ألاسرة ،املدرسة ،الشارع ،املؤسسة...الخ) .إذا يشكل
الخطاب واملحادثات اليومية أو ما يعرف (بالتفاعل اليومي) أهم املنطلقات التي يجد فيها ألافراد ضالتهم في تعبير عن
ذواتهم ،فالتعبير عن الذات يحيل إلى ما يعرف بالهوية التي تعرف على أنها مجموع السمات والخصائص املتعددة
واملتنوعة التي يعي بها الفرد وجوده ،وهي تشمل املادي والالمادي (كالدين ،العادات والتقاليد ،انتماء الجغرافي ،اللغة،
أزياء...الخ) التي تعتبر السمة التي نميز بها أنفسنا واملجتمع الذي نعيش فيه عن ألافراد واملجتمعات ألاخرى ،فالتفاعل
الوجاهي يرى فيه ألافراد أنه يعزز وجودهم داخل املنظومة الاجتماعية ،فمثال ففي حضورنا ملناسبات معلومة
نستعمل كالم اللبق والتصرف الحسن حتى نحصل على اعتراف آلاخر من خالل أحكام التي يصدرها في حقنا ،يشكل
اللباس أحد متطلبات الحياة اليومية التي يستحيل على الفرد التخلي عنها لعدة الاعتبارات ،كما أن اللباس يعبر على
ثقافة املجتمع(عادات وتقاليد) وهو من أهم الظواهر أكثر انتشارا في الحياة اليومية ،فالفرد يسعى من خالل لباسه
وتزينه للفت الانتباه آلاخر إليه(ذكورا/إناثا) وحصول على اعترافهم ،ويخضع لباس كال الجنسين إلى معايير وقواعد
تحدد للفرد مناسب من ألبسة وغير مناسب ،غير أن ذلك لم يعد له وجود حيث أصبح اليوم ألافراد يتنافسون على
الظهور بأحسن الثياب لغاية كثيرة أولها املظهر الجميل ،التعبير عن املكانة الاجتماعية وغيرها.
وعليه يمكن القول أن العلوم الاجتماعية وبأخص(علم الاجتماع ،علم النفس الاجتماعي ،ألانثروبولوجيا) لها
الاهتمامات متباينة من حيث دراسة املجتمع وواقع ألافراد داخله ،من حيث (أدوار والوظائف ،العالقات الاجتماعية،
التفاعل اليومي وأشكال الخطاب والتواصل الاجتماعي ومصادر التعبير عن هذا التفاعل(محادثات واللباس).
بلعباس ،نادية .)1127(.أنماط الاتصال وعالقتها بجودة الحياة الزوجية.أطروحة دكتوراه .جامعة وهران- -
الجزائر.
بن فرحات ،فتيحة.)1123(.ألامثال الشعبية الجزائرية -دراسة سوسيوثقافية .ط .2دار الكتابة للطباعة والنشر -
والتوزيع .الجزائر.
حامد ،خالد .)1121(.مدخل إلى علم الاجتماع .ط .2جسور للنشر والتوزيع .الجزائر. -
حراث ،فتيحة .)1121( .صراع القيم الثقافية في التربية ألاسرية .أطروحة دكتوراه -جامعة الجزائر. -
حمدوش ،رشيد"،)1111(.الاستراتيجيات العالئقية -الرباط الاجتماعي وإشكالية التقاليد والحداثة من خالل -
التصورات الشبانية .أطروحة دكتوراه -جامعة الجزائر.
ديوي ،جون.)2711( .املدرسة واملجتمع .ترجمة أحمد حسن عبد الرحيم .منشورات دار مكتبة الحياة .بيروت. -
الذوادي ،محمود .)1121(.املقدمة في علم الاجتماع الثقافي برؤية عربية إسالمية .ط .2مجد املؤسسة الجامعية -
للدراسات والنشر والتوزيع .بيروت.
رشوان ،حسين عبد الحميد أحمد .)1117(.ألانثروبولوجيا في املجالين النظري والتطبيقي .ط .1املكتب الجامعي -
الحديث .القاهرة.
شادر ،كريمة .)1112(.املرأة الجزائرية ونموذج تنشئة الفتاة في إطار التغير الاجتماعي .مذكرة املاجستير -جامعة -
الجزائر.
شرقي ،رحيمة .)1112(.أساليب التنشئة وانعكاساتها على املراهق .مذكرة املاجستير .جامعة باتنة -الجزائر. -
طربيه ،مأمون .)1122(.علم الاجتماع في الحياة اليومية -قراءةسوسيولوجية للوقائع املعاشة .ط .2دار املعرفة -
للطباعة والنشر والتوزيع .بيروت.
عبد الجواد ،أحمد رأفت (.دون سنة) .مبادئ علم الاجتماع .مكتبة نهضة الشرق .القاهرة. -
عبد الجواد ،مصطفى خلف .)1117(.نظرية علم الاجتماع املعاصر.ط .2دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة. -
عمان.
عبد الصاحب ،هدى العلوان ومحمد مهدي حسن ،دون سنة،سوسيولوجيا الحياة اليومية للفضاء الحضري. -
مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية :مجلد ،11العدد(.)11
عياش ي ،صباح .)1111(.الاستقرار ألاسري وعالقته بمقاييس التكافؤ والتكامل بين الزوجين في ظل مختلف -
التغيرات التي عرفها املجتمع الجزائري .أطروحة دكتوراه -جامعة الجزائر.
عين مرة ،فتيحة .)1111(.لباس الفتاة الجزائرية .مذكرة املاجستير -جامعة البليدة -الجزائر. -
غيدنز ،أنتوني.)1112(.علم الاجتماع .ترجمة فايز الصياغ .ط .2مركز دراسات الوحدة العربية .بيروت. -
كابان ،فليب وجان فرانسوا دورتيه.)1121(.علم الاجتماع من النظريات الكبرى إلى الشؤون اليومية .ترجمة إياس -
حسن .ط .2دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع .بيروت.
الكندري ،أحمد محمد مبارك .)2773(.علم النفس ألاسري .ط .1مكتبة الفالح للنشر والتوزيع .بيروت. -
لبرارة ،هالة.)1111(.ألاسرة واملسكن باملدينة الصحراوية .مذكرة املاجستير جامعة باتنة -الجزائر. -
مشري ،فريدة .)1122(.العمل املنزلي وثقافة النوع الاجتماعي في ألاسرة الجزائرية .أطروحة دكتوراه -جامعة -
الجزائر.