Professional Documents
Culture Documents
المحور الثاني
المحور الثاني
الضبط اإلداري هو مجموعة اإلجراءات والتدابير تفرضها اإلدارة من أجل تقييد الحريات العامة لألفراد
حفاظاً على النظام العام ،بأهدافه الثالث :األمن العام ،الصحة العامة ،السكينة العامة.
من خالل هذا التعريف سوف نشرح بعض المفاهيم وهي كالتالي:
_1الضبط اإلداري :ينقسم إلى نوعين الضبط اإلداري العام والضبط اإلداري الخاص
_2اإلدارة :ويقصد بها السلطات الضبط اإلداري على المستوى المركزي (رئيس الجمهورية ،الوزير
األول ،الوزراء) و على المستوى الالمركزي (الوالي ،رئيس المجلس الشعبي البلدي)
_3اإلجراءات والتدابير :ويقصد بها الوسائل التي تستعين بها اإلدارة من أجل الحفاظ على النظام العام
هذه الوسائل إما وسائل بشرية أو وسائل قانونية أو تنفيذ مباشر
تعتبر قاعدة خاصة ومحددة إما بمكان أو نشاط أو موضوع معين تهدف للحفاظ على النظام العام.
وبالتالي مجال الضبط اإلداري الخاص أضيق من مجال الضبط اإلداري العام ،إال أنه يعتبر أكثر فعالية
من الضبط اإلداري العام.
مثال :القرار الصادر عن وزير السياحة يتعلق بحماية اآلثار ،القرار الصادر من وزير الصيد البحري
يتعلق بأوقات حظر الصيد
يعتبر رئيس الجمهورية المسؤول األول على مستوى المركزي للمحافظة على أمن وسالمة الدولة ومن أجل
ذلك يتمتع بسلطات الضبط اإلداري وهذا ماجاءت به نص المادة 91الفقرة 6من الدستور بمايلي...":
يتولى السلطة التنظيمية ".ونص المادة 97الفقرة األخيرة ":يحدد قانون عضوي تنظيم حالة الطوارئ وحالة
الحصار ".وعليه يتمتع رئيس الجمهورية في الظروف العادية والظروف غير العادية (حالة الحصار ،حالة
الطوارئ ،حالة الحرب) بسلطات الضبط اإلداري.
يتمتع الوزير األول ،بسلطة الضبط اإلداري من خالل اصدار مراسيم تنفيذية على سبيل المثال :مرسوم
تنفيذي متعلق بمراقبة األغذية االستهالكية.
بالنسبة للوزراء نجد أنه يحق لهم ممارسة سلطة الضبط اإلداري عن طريق المراسيم التنفيذية ،ومن أبرز
الوزراء الذين يتمتعون بهذه السلطة نجد وزير الداخلية حيث تخول له النصوص القانونية اتخاذ السلطة
الضبط اإلداري والحفاظ االمن العام على المستوى الوطني والمحلي.
مثال :وزير البيئة يصدر ق اررات تتعلق بالحماية من مخاطر تلوث البيئي
وزير الصحة يصدر ق اررات تتعلق بكيفية الوقاية من انتشار األوبئة والفيروسات
كما يمكن للوالي أن يحل محل رئيس المجلس الشعبي البلدي التخاذ اإلجراءات الخاصة بالحفاظ على
األمن والسالمة العموميين.
يتمتع رئيس المجلس الشعبي البلدي بسلطة الضبط اإلداري العام على مستوى البلدية من أجل الحفاظ
على النظام العام بعناصره أو أهدافه الثالث ،وحسب المادة 75من قانون البلدية جاءت تنص على
مايلي" :يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي في إطار أحكام المادة السابقة واحتراما لحقوق المواطنين
وحرياتهم على النصوص مايأتي:
_ المحافظة على حسن النظام في جميع األماكن العمومية التي يجري فيها تجمع األشخاص
_ السهر على نظافة العمارات وسهولة السير في الشوارع والساحات والطرق العمومية.
تتمتع سلطات الضبط اإلداري بوسائل مختلفة من أجل الحفاظ على النظام العام والتي تتمثل في الوسائل:
المادية ،القانونية ،التنفيذ المباشر (الوسائل البشرية)
هي مجموعة القواعد الموضوعية العامة والمجردة أي غير مخصصة وغير محددة لألشخاص بصفاتهم
وبذواتهم .فهي تتسم بالعمومية والتجريد وال تسن لشخص واحد .تهدف إلى إنشاء أو تعديل أو إلغاء
مراكز قانونية.
مثال :قرار تنظيمي متعلق بمراقبة األغذية والوقاية من األمراض المعدية واألوبئة.
وتعتبر هذه الق اررات أو لوائح الضبط عبارة على تشريع استثنائي إضافة إلى التشريع العادي ،تلجأ إليه
اإلدارة من أجل تنظيم مسائل معينة إما أن تكون هذه المسائل مستجدة كانتشار وباء في البالد أو قد تأتي
هذه الق اررات كتفسير لمسألة قانونية غير واضحة في القانون.
_1عدم مخالفة ق اررات تنظيمية شكالً وموضوعياً للقواعد القانونية احتراما لمبدأ تدرج القوانين ،فال يتصور
أن تأتي هذه الق اررات مخالفة لما هو منصوص عليه في الدستور أو المعاهدات الدولية المصادق عليها
من طرف الدولة أو التشريع العادي واال اُعتبرت غير مشروعة.
_2صدورها في شكل قواعد عامة ومجردة أي هذه الق اررات التنظيمية أو اللوائح يجب أن تخاطب جميع
األفراد بشكل عام دون تحديد للشخص معين بذاته أو لصفته.
_3يجب أن تحقق مبدأ المساواة بين األفراد عند تطبيق الق ار ارت التنظيمية (أو اللوائح) طالما األفراد
متساوون في المراكز القانونية.
أوال :االخطار السابق :ويقصد به إعالم اإلدارة المسبق إما لممارسة نشاط معين أو حرية معينة .وقد
يقترن اإلخطار بموافقة الصريحة لإلدارة ،مثال :إخطار اإلدارة بتنظيم المظاهرات أو تجمعات ،وقد
اليقترن بموافقة صريحة وانما ضمنية مثال :إخطار اإلدارة (سلطة الضبط) بمزاولة نشاط معين في حالة
استفاء الشروط المطلوبة.
ثانيا :نظام الترخيص وقد تصدر اإلدارة تراخيص معينة لممارسة نشاط معين وذلك لتفادي ضرر قد ينجم
من ممارسة العشوائية للنشاطات معينة وللحفاظ على النظام العام تقيده اإلدارة بالترخيص المسبق مثال:
رخصة السياقة ،رخصة البناء ،رخصة الصيد ،رخصة حمل سالح ناري ،رخصة إقامة التظاهرات
والتجمعات.
ثالثا :المنع
أي حظر أفراد من اتخاذ أي إجراء أو تدابير معينة أو ممارسة حرية أو نشاط معين .مثل :حظر تجوال
ليالً في فترة انتشار الوباء .منع التدخين في المؤسسات العامة .منع تجوال الدراجات النارية في أوقات
معينة أو منع الشاحنات ذات الوزن الثقيل من السير في أوقات معينة.
هي مجموعة القواعد الموضوعية الخاصة والمحددة للفرد أو األفراد أو النشاط معين بذواتهم وصفاتهم
حفاظا على النظام العام وذلك إما بإنشاء مركز قانوني جديد أو تعديل مركز قانوني قائم أو إلغاء مركز
قانوني قائم .
شروطه:
_ أن يصدر القرار متناسباً مع درجة جسامة االخالل بالنظام العام أي غير مبالغ فيه (في حالة ما إذا
كان القرار مبالغ فيه يحق لألفراد الطعن أمام قضاء اإللغاء)
_ أن يصدر القرار الفردي في إطار المشروعية أي أن اليخالف قاعدة قانونية سبقته (دستور ،اتفاقية أو
معاهدة دولية ،قانون)
_ أن يصدر استناداً لوقائع مادية حقيقية وغير وهمية (ألن أساسه هو الحفاظ على النظام العام في مسألة
فردية معينة)
_ 1أوامر :أي أن يتضمن القرار الفردي أمر بعمل معين كالقرار الصادر باألمر بهدم منزل آيل للسقوط.
_2النهي :أي أن يتضمن القرار الفردي نهي معين كقرار الصادر بإيقاف عرض مسرحي أو منع إيذاع
فيلم معين
_3منح تصريح أو ترخيص :منح تصريح من أجل مزاولة نشاط معين أو منح ترخيص من أجل السماح
لحزب معين باحتجاج ،أو تجمع فبدون موافقة مسبقة من طرف اإلدارة ُعد التصرف أو نشاط األفراد
مخالف للقانون.
في هذه الوسيلة هيئات أو سلطات الضبط اإلداري التقوم بعمل قانوني (أي ق اررات تنظيمية أو فردية)
وانما بعمل مادي يتمثل في استخدام القوة من أجل إلزام واجبار األفراد على تنفيذ ق ارراتها التنظيمية
ارتها .دون
والفردية حفاظا على النظام العام نظ ًار المتناع أو تقاعس األفراد عن االنصياع والخضوع لقر ا
حاجة إلى إذن سابق من القضاء .مثال :هدم عقار آيل للسقوط مملوك ألحد األفراد.
وعليه يتضح مماسبق ذكره ،أنه من أجل اللجوء إلى التنفيذ الجبري البد من مايلي:
_3حالة الضرورة :أي في حالة تعذر درء الخطر بالطرق القانونية في هذه الحالة تلجأ اإلدارة (سلطة
الضبط مركزية أو المركزية) مباشرة للتنفيذ الجبري حتى ولو لم يجز القانون صراحة اللجوء للتنفيذ الجبري
ولكن في حدود جسامة الخطر ودرئه لالخالل بالنظام العام.
األمن العام :ويقصد به أن تتخذ اإلدارة اإلجراءات الالزمة للمحافظة على أرواح األفراد وممتلكاتهم
المنقولة والعقارية ،مثال :تنظيم المرور ،السهر على الحفاظ على الطبيعة والعقارية.
الصحة العامة :ويقصد بها كل اإلجراءات الكفيلة بالمحافظة على صحة الجمهور والوقاية من أخطار
واألم ارض وانتشار األوبئة .مثال :إجراءات المتعلقة بالوقاية من كورونا ،إجراءات المتعلقة بمراقبة سالمة
األغذية المعروضة ،إجراءات المتعلقة بنظافة المحالت العمومية.
وعليه تشمل الصحة العامة السالمة بعناصرها الثالث ،التربة والهواء والماء.
السكينة العامة :إجراءات والتدابير المتخدة للمحافظة على الهدوء ومنع الضوضاء داخل المجتمع .
مثل :مكبرات الصوت ،الحفالت في وقت متأخر ،مضايقات بائعون متجولون في الطرق العامة.
كل هذه التصرفات السلبية قد تصل إلى حد تسبب مضايقات لألفراد مما يستدعي تدخل اإلدارة لمنعه.
يجب أن تتقيد اإلدارة عند إصدار ق ارراتها (التنظيمية والفردية) بمبدأ المشروعية.
يقصد بمبدأ المشروعية أي أن تكون أعمال اإلدارة المادية والقانونية في ظل احترام األحكام
العامة لقانون الدولة.
وعليه مادامت اإلدارة في ظل احترام القانون والمبادئ العامة للقانون فالحرج في ذلك،
وبمفهوم المخالفة ،في حالة عدم التزام اإلدارة بالنص تشريعي أو حتى تجاوزها على النص
الالئحي (أي الق اررات التنظيمية أو الفردية) ،وعدم التزامها بأهداف الضبط اإلداري بصفة عامة ،فإن
أمام األفراد سوى الطعن أمام القضاء من أجل إلغاء هذه الق اررات لعدم مشروعيتها.
إذ يراقب القضاء أسباب اتخاذ الق اررات الفردية وتنظيمية وهي الوقائع الدافعة الى اتخاذ هذه
الق اررات ومدى جديتها وتهديدها للنظام العام .كما يجب أال يؤدي اجراء الضبط إلى المنع المطلق
للحريات وانما تنظيمها بوضع بعض القيود ( كحظر التجوال ليال بسبب انتشار األوبئة والفيروسات فهذا
الحظر يكون لمدة معينة ويمنع الحظر المطلق واال تعرض لإللغاء).
إن بعض الق اررات الصادرة من قبل اإلدارة (ق اررات تنظيمية أو فردية) والتي تعتبر غير مشروعة في
الظروف العادية يمكن اعتبارها مشروعة في الظروف االستثنائية إذا ثبت لزومها للمحافظة على النظام
العام أو دوام سير المرافق العامة.
واإلدارة في هذه الحالة ملزمة بتعويض المتضرر من ق ارراتها حتى ولو أقر القضاء بمشروعية ق ارراتها.
والظروف االستثنائية كحالة الحرب ،أو انقالب عسكري ،أو أزمة اقتصادية أو طبيعية كزلزال فيضانات
الخ...