You are on page 1of 4

‫درس‬ ‫أن تطوى وتهجر ال ْ‬

‫أن تشرح وت َّ‬ ‫يا شيخ فركوس هذه رسالة حقُّها ْ‬


‫أن تنقَد ويحذَّر ِمنها‬
‫وإن ذ ِكرت ْ‬
‫ْ‬

‫الحمد هلل‪ ،‬وسال ٌم على عباده الذين اصطفى‪.‬‬


‫وبعد‪:‬‬
‫َّ‬
‫فإن للشيخ عبد الحميد بن باديس ــ رحمه هللا ــ رسالة بعنوان‪:‬‬
‫«أصول الوالية في اإلسالم»‪.‬‬
‫ضمن كتاب "آثار ابن باديس" (‪.)404-404 /4‬‬
‫وهي مطبوعة ومنشورة ِ‬
‫وقد شرحها الشيخ فركوس ــ سدَّده هللا ــ في شرح مكتوب بعنوان‪:‬‬
‫الصديق رضي‬
‫«تبصير األنام شرح أصول الوالية في اإلسالم ِمن خطبة ِ‬
‫هللا عنه»‪.‬‬
‫الشرح قد رأيت أكثره موجودًا في موقع الشيخ فركوس‪ ،‬وفي قِسم‬
‫َّ‬ ‫وهذا‬
‫عنوانه‪« :‬الكلمات الشهري»‪ ،‬وكل كلمة برقم‪ ،‬وتاريخ‪.‬‬
‫ورسالة الشيخ ابن باديس ــ رحمه هللا ــ هذه‪:‬‬
‫درس‪ ،‬وال تشر ِوى‪ ،‬وال تشلقَى على الناس‪ ،‬وال تكون‬ ‫حقُّها أ َّال تششرح‪ ،‬وال ت ش َّ‬
‫أن تشطوى‪ ،‬وتشن َ‬
‫سى‪،‬‬ ‫كلمة شهرية‪ ،‬واألنفع واألسلم للدِين والعباد والبالد ْ‬
‫أن تشنقَد‪ ،‬ويشحذر ِمنها‪.‬‬ ‫وإن ذش َ‬
‫كرت ْ‬ ‫وت شهجر‪ ،‬وتشجتَنب‪ْ ،‬‬

‫وسبب ذلك‪ ،‬هو‪:‬‬


‫ما حوته ِمن تقريرات باطلة شنيعة‪ ،‬واستنباطات فاسدة‪ ،‬وأصول شمخا ِلفة‬
‫سلف الصالح‪ ،‬وأصول اعتقادية لهم في‬ ‫سنة النَّبوية‪ ،‬وإجماع ال َّ‬
‫للقرآن وال ُّ‬
‫باب ال شحكم والوالية‪.‬‬
‫وأن لَها الحق ْ‬
‫أن تشح َكم بالقانون الذي‬ ‫سلطة‪َّ ،‬‬ ‫أن األ ش َّمة هي م ْ‬
‫صدر ال ُّ‬ ‫كتقرير َّ‬
‫العزل والوالية‪ ،‬ولَها الحق‬
‫سلطة في ْ‬ ‫رضيته ِلنفسِها‪ ،‬وهي صاحبة الحق وال ُّ‬
‫في شمناقشة الحاكم و شمحاسبته على أعماله‪ ،‬وحم ِله على ما تَرى ال ما يَراه‪،‬‬
‫أن يشقنِعها أنَّه على حق‪َّ ،‬‬
‫وأن الحاكم‬ ‫عندما تقتنع بأنَّه على باطل‪ ،‬ولم يَ ِ‬
‫ستطع ْ‬
‫صى وخالف لم تَبق له طاعة على األ ش َّمة‪.‬‬ ‫إذا ع َ‬
‫وهل مبدأ الديمقراطية قد قام إال على ِمثل هذا؟ وهل مطالبات أهلها إال ِمثل‬
‫هذه؟‬
‫حيث قال الشيخ عبد الحميد بن باديس ــ رحمه هللا ــ كما في "آثار ابن‬
‫باديس" (‪:)104 /3‬‬
‫األول‪:‬‬
‫[ األصل َّ‬
‫مور األ َّم ِة إال بتولي ِة األ َّمة‪ ،‬فاأل َّمة ِهي‪:‬‬
‫أمر ِمن أ ِ‬ ‫ق ألحد في والي ِة ِ‬ ‫ال ح َّ‬
‫أمرها إال‬‫والعز ِل‪ ،‬فال يَتولَّى أحد َ‬ ‫ْ‬ ‫سلط ِة في الوالي ِة‬
‫الحق وال ُّ‬
‫ِ‬ ‫صاحبة‬
‫شخصي‪] .‬‬ ‫ورث شيء ِمن الواليات‪ ،‬وال يستحق االعتبار ال َّ‬ ‫ضاها‪ ،‬فال ي َّ‬ ‫بر َ‬
‫وقال أيضًا (‪:)104 /3‬‬
‫[ األصل الرابع‪:‬‬
‫النظر‬
‫ِ‬ ‫حق األ َّمة في مراقب ِة أو ِلي ِ األ َ ْمر‪ ،‬ألنَّها مصدر سلط ِتهم‪ ،‬وصاحبة‬
‫ُّ‬
‫في والي ِتهم وعز ِلهم‪] .‬‬
‫وقال أيضًا (‪:)103 /3‬‬
‫[ األصل السابع‪:‬‬
‫األم ِر‪ ،‬ومحاسبتِهم على أعما ِلهم‪ ،‬و َحم ِلهم‬
‫حق األ َّم ِة في مناقش ِة أو ِلي ْ‬
‫ُّ‬
‫هي ال ما يَرونَه هم‪ ،‬فالكلمة األخيرة لَها ال لهم‪.‬‬
‫على ما ت َراه َ‬
‫وتقويمهم عن َدما تقتنع بأنَّهم على باطل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ضى تسدي ِدهم‬‫وهذا كلُّه ِمن مقت َ‬
‫أن يقنعوها أنَّهم على حق‪] .‬‬
‫ولم يستطيعوا ْ‬
‫وقال أيضًا (‪:)103 /3‬‬
‫[ األصل الثامن‪:‬‬
‫طةَ التي يَسير عليها‪،‬‬ ‫أن يبيِن لَها الخ َّ‬
‫مور األ َّم ِة ْ‬ ‫تولَّى ْ‬
‫أم ًرا ِمن أ ِ‬ ‫على َمن َ‬
‫ضى األ َّمة‪.‬‬ ‫سائرا في تلكَ الخ َّ‬
‫ط ِة عن ِر َ‬ ‫ً‬ ‫ليكونوا على بصيرة‪ ،‬ويكون‬
‫يسير بِ ِهم فيما‬
‫َ‬ ‫يسير بِ ِهم على ما يرضيه‪ ،‬وإنَّما علي ِه ْ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫ليس له ْ‬
‫أن‬ ‫إذ َ‬
‫رضيهم‪] .‬‬
‫ي ِ‬
‫وقال أيضًا (‪:)101 -303 /3‬‬
‫[ األصل التاسع‪:‬‬
‫ع َرفَت فيه فائدت َها‪ ،‬وما‬ ‫سها‪ ،‬و َ‬ ‫بالقانون الذي َرضيَته ِلنف ِ‬
‫ِ‬ ‫ال تح َكم األ َّمة إال‬
‫ألن سل َطةً‬ ‫ذون إلرادتِها‪ ،‬فهي تطيع القانون‪ ،‬ألنَّه قانونها‪ ،‬ال َّ‬ ‫نف َ‬ ‫الوالة إال م ِ‬‫َ‬
‫الفرد‪ ،‬وكائِنةً َمن‬‫كان ذلكَ ْ‬ ‫ضته عليها‪ ،‬كائِنًا َمن َ‬ ‫فر َ‬ ‫فرد أو ِلجماعة َ‬ ‫أ ْخ َرى ِل ْ‬
‫سها‬ ‫صرفا ِتها‪ ،‬وإنَّها ت ِ‬
‫سير نف َ‬ ‫كانت تلكَ الجماعة‪ ،‬فت َشع َر بأنَّها ح َّرة في ت َ ُّ‬
‫األفراد‪ ،‬وال الجماعة‪ ،‬وال‬ ‫ْ‬ ‫الناس‪ ،‬ال‬
‫ِ‬ ‫غيرها ِمن‬‫ست مل ًكا ِل ِ‬ ‫سها‪ ،‬وإنَّها لي َ‬ ‫بنف ِ‬
‫والسيا َدة‬
‫ِ‬ ‫من أفرا ِدها‪ ،‬إذ هذ ِه الح ِرية‪،‬‬ ‫فرد ِ‬
‫عور كل ْ‬ ‫ش َ‬ ‫األ َمم‪ ،‬ويَشع َر هذا ال ُّ‬
‫فرد ِمن أفرادها‪] .‬‬ ‫حق طبيعي وشر ِعي لَها‪ ،‬ولك ِل ْ‬ ‫ُّ‬
‫قر ًرا أنَّه ال ت َ ْبقَى طاعة للحاكم إذا ع َ‬
‫صى‬ ‫وقال في نهاية هذا األصل م ِ‬
‫وخالَف‪:‬‬
‫[ هذا األصل مأخوذ من قوله‪ (( :‬أطيعوني ما أطعت هللا فيكم‪ ،‬فإذا عصيته‬
‫فال طاعة لي عليكم ))‪.‬‬
‫شرعِ الذي وض َعه‬ ‫باتباعِ ال َّ‬ ‫َ‬
‫طيعون هللاَ ِ‬ ‫فَهم ال يطيعونَه َ‬
‫هو لذا ِته‪ ،‬وإنَّما ي‬
‫سهم‪ ،‬وإنَّما هو مكلَّف ِمنهم بتنفي ِذ ِه علي ِه وعليهم‪.‬‬ ‫لهم‪ ،‬ورضوا ِبه ألنف ِ‬
‫وخالف لم ت َ َ‬
‫بق له طاعة عليهم‪] .‬‬ ‫َ‬ ‫صى‬
‫فلهذا إذا ع َ‬
‫ث َّم ختَم ــ رحمه هللا ــ رسالته هذه بقوله‪:‬‬
‫أن يَتداركنا ويَتدارك البشرية كلها بالتوفيق للرجوع‬‫[ نسأله ــ ج َّل جالله ــ ْ‬
‫سة العالم اليوم إال بها‪] .‬‬
‫إلى هذه األصول التي ال نجاة ِمن تعا َ‬
‫قلت‪:‬‬
‫صر في هذا ال َّ‬
‫شرح شديدًا‪،‬‬ ‫ولألسف ْ‬
‫أن الشيخ فركوس ــ سدَّده هللا ــ قد ق َّ‬
‫وحرف مواضع‬‫َ‬ ‫حيث سكت عن نقد مواضع خاطئة جاءت في هذه الرسالة‪،‬‬
‫أ ش ْخرى عن صحيح وظاهر معناها ومسارها‪.‬‬
‫عمر ــ سأشبيِن هذا الخَلل الذي‬
‫سر وقت وزيادة ش‬ ‫وبإذن هللا تعالى ــ ْ‬
‫إن تي َّ‬
‫حصل ِمن الشيخ فركوس‪ ،‬وأنقشض عديدًا ِم َّما جاء في شرحه‪.‬‬
‫وكتبه‪:‬‬
‫عبد القادر الجنيد‪.‬‬

You might also like