You are on page 1of 36

‫‪Les Cahiers du Cread -Vol.

36 - n° 03 - 2020‬‬

‫تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة‬


‫ما بعد جائحة كورونا (كوفيد ‪)98‬‬
‫*‬
‫سلمى بشاري‬

‫تاريخ الوصول‪ / 2020/06/11 9‬تاريخ القبول‪ 2020/07/05 9‬شهر سنة ‪ /‬تاريخ النشر‪2020/07/17 :‬‬
‫المؤلف المراسل‪sbachari88@gmail.com 9‬‬

‫ملخص‬

‫يهدف ىذا اؼبقال إذل ربليل عوامل تطوير الرقمنة يف اعبزائر و أولوياهتا على اؼبدى‬
‫القصَت باعتبارىا إحدى طرق ؾباهبة آثار جائحة كورونا عند ـبتلف الدول من جهة‪،‬‬
‫واحدى ركائز النهوض باالقتصاد الوطٍت‪ .‬لقد أظهر ربليل العديد من اؼبؤشرات اؽبيكلية‬
‫واالقتصادية والعاؼبية أن اعبزائر تعاين من الفجوة الرقمية‪ .‬وباالعتماد على منهجية التحليل‬
‫اؽبيكلي و تقنية ‪ ،MICMAC‬أظهرت النتائج أنو من بُت ‪ 34‬عامل ؿبل الدراسة ىناك‬
‫‪ 18‬عامال أساسيا يؤثر يف ديناميكية و تطوير الرقمنة و تصوراهتا اؼبستقبلية‪ .‬ىذه العوامل‬
‫يبكن حصرىا يف ثالث رىانات مًتابطة فيما بينها وىي ربسُت حوكمة قطاع تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات و االتصاالت‪ ،‬تسريع التطور التكنولوجي و أخَتا تكثيف استخدام و تعميم‬
‫ىذه التكنولوجيا‪.‬و نظرا ألنبية الرقمنة يف مواجهة تبعات جائحة كورونا فقد خلصت‬
‫دراستنا إذل ربديد ستة أولويات على اؼبدى القصَت‪.‬‬

‫كلمات مفتاحية‪ 9‬الرقمنة‪ ،‬كوفيد ‪ ،19‬التحليل اؽبيكلي‪ ،MICMAC ،‬اعبزائر‬


‫تصنيف جال‪D8, O3, C18 9‬‬

‫*‬
‫أستاذة ؿباضرة ب‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية و علوم التسيَت‪ ،‬جامعة اعبزائر ‪.33‬‬
‫‪577‬‬
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020

DÉVELOPPEMENT DE LA DIGITALISATION EN ALGÉRIE


POUR LA PÉRIODE POST COVID-19

RÉSU MÉ

Cet article a pour but d’analyser les facteurs de développement de


la digitalisation en Algérie et ses principales priorités à court terme
étant donné qu’elle permettra de faire face aux répercussions de la
pandémie Covid 19, et qu’elle est considérée comme un pilier de
relance économique. L’analyse des différents indicateurs structurels,
économiques et internationaux a montré que l’Algérie souffre du gap
numérique. En s’appuyant sur l’analyse structurelle et la méthode
MICMAC, les résultats montrent que parmi 34 facteurs objets de
l’étude, il y a 18 principaux facteurs qui déterminent le
développement et la dynamique de la digitalisation en Algérie, ainsi
que ses scénarios futurs. Ces facteurs peuvent être regroupés en trois
enjeux, qui sont : l’amélioration de la gouvernance du secteur des TIC,
l’accélération du développement technologique et, l’intensification et
la généralisation de l’utilisation des TIC. Ainsi, nous avons déduit six
principales priorités pour la digitalisation à court terme.
MOTS Digitalisation ;
CLÉS : Covid-19 ; Analyse Structurelle ;
MICMAC ; Algérie.
JEL CLASSIFICATION : D8 ; O3 ; C18

DIGITALIZATION DEVELOPMENT IN ALGERIA FOR


THE PERIOD POST COVID-19

ABSTRACT

This article aims to analyze the factors of digitalization


development in Algeria and its main priorities in the short term, given
that it allows dealing with the repercussions of the Covid 19
pandemic, and the fact that it is considered as a pillar of the economic
recovery. The analysis of various structural, economic and
international indicators has argued that Algeria suffers from the
578
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫‪digital gap. Based on the structural analysis and the MICMAC‬‬


‫‪method, the results show that among 34 factors studied, there are 18‬‬
‫‪main factors that determine the development and the dynamics of‬‬
‫‪digitalization in Algeria, as well as its future scenarios. These factors‬‬
‫‪can be grouped into three challenges, which are: improving‬‬
‫‪governance of the ICT sector, accelerating technological development‬‬
‫‪and, increasing and widespread the use of ICT. Finally, we have‬‬
‫‪deduced six main priorities for digitalization in the short term.‬‬
‫;‪KEY WORDS : Digitalization; Covid-19; Structural Analysis; MICMAC‬‬
‫‪Algeria.‬‬
‫‪JEL CLASSIFICATION : D8 ; O3 ; C18.‬‬

‫مقدمة‬
‫لقد أثرت أزمة جائحة كورونا يف صبيع ؾباالت اغبياة‪ .‬فبعد تأثر العديد من‬
‫األنظمة الصحية يف العادل‪ ،‬اعترب اعبانب االقتصادي األكثر تضررا بسبب إجراءات الغلق‬
‫والتباعد االجتماعي‪ ،‬وضعفت معو قطاعات التعليم والصحة من جهة‪ ،‬و األنشطة اليت‬
‫يغيب عنها التمويل من جهة أخرى‪ .‬لذلك اختارت معظم دول العادل التعايش مع‬
‫الفَتوس‪ ،‬فكان تعزيز دور الرقمنة و تعميمها إحدى أىم السبل اؼبنتهجة من طرف‬
‫اغبكومات والشركات‪ ،‬و ذلك بإعادة النظر يف األمباط العادية للعمل و التوجو كبو العمل‬
‫عن بعد والتوظيف عن بعد و الطب عن بعد و التعليم عن بعد و الدفع اإللكًتوين‬
‫واإلدارة الرقمية ‪....‬إخل‪.‬‬
‫إن ىذا التوجو لو ما يربره‪ ،‬فقد أحدث تطور تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬
‫ثورة يف عادل األعمال وذلك بتقليص الوقت وتقريب اؼبسافات‪ ،‬حيث أن مدة إنتاج نفس‬
‫كمية البيانات على اؼبستوى العاؼبي تقلصت إذل ‪ 20‬ثانية سنة ‪ 2016‬بعدما كانت ‪24‬‬
‫ساعة سنة ‪ ، (OCDE, 2017) 2012‬إن ىذا التطور يف إنتاج البيانات الرقمية فبكن أن‬

‫‪579‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫يتواصل يف السنوات اؼبقبلة‪ ،‬ويشكل بذلك فرصا واضحة من أجل تسريع واستدامة النمو‬
‫االقتصادي خصوصا بالنسبة للدول النامية مثل اعبزائر‪.‬‬
‫يف ىذا اإلطار‪ ،‬وضعت اعبزائر سنة ‪ 2008‬اسًتاتيجية متدرجة عرفت ب‬
‫"‪ "e.Algerie2013‬هتدف إذل تعميم الربط بشبكة األنًتنت‪ ،‬رقمنة اػبدمة العمومية وتأىيل‬
‫اإلطار القانوين ؽبا‪ .‬كما أن الدولة جعلت من الرقمنة أساسا لنجاح اسًتاتيجية "اعبزائر رؤية‬
‫‪ "2035‬اؼبوضوعة حديثا من قبل وزارة اؼبالية‪ ،‬واليت بدورىا هتدف إذل تطوير وتنويع‬
‫االقتصاد الوطٍت من خالل شبانية قطاعات وىي السياحة‪ ،‬الصناعات الغذائية‪ ،‬الكيماوية‪،‬‬
‫ومواد البناء‪ ،‬السيارات‪ ،‬اإللكًتونيك‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الطاقات اؼبتجددة والنسيج‪ .‬رغم ىذا فإننا‬
‫نالحظ أن ىذه الرقمنة اؼبرجوة ال تزال يف مرحلتها األوذل ويبيزىا تأخر كبَت يف انتشارىا‬
‫واستعماؽبا على مستوى الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصناعة‪ ،‬التجارة واإلدارة العمومية‪ ،‬حيث احتلت‬
‫اعبزائر سنة ‪ 2019‬اؼبرتبة ‪ 98‬من بُت ‪ 121‬دولة فيما ىبص مؤشر اعباىزية الشبكية‬
‫)‪ ،(Dutta and Lanvin, 2020‬و اؼبرتبة ‪ 102‬و‪ 130‬عاؼبيا سنة ‪ 2017‬فيما ىبص تطور‬
‫قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات و اإلتصاالت و تطور اإلدارة اإللكًتونية على التوارل‪.‬‬
‫بالنظر إذل ىذا التأخر من جهة‪ ،‬وأن الرقمنة تعترب إحدى أىم السبل اؼبنتهجة جملاهبة‬
‫آثار جائحة كورونا و ضرورة حتمية من أجل النهوض باالقتصاد الوطٍت من جهة أخرى‪،‬‬
‫فإن البحث يف عوامل تطوير الرقمنة يف اعبزائر و االعتماد عليها ؼبواجهة تبعات جائحة‬
‫كورونا لو أنبية كبَتة‪ ،‬وعليو فالسؤال الذي يقتضي طرحو ىو كالتارل‪:‬‬
‫" ما ىي العوامل و اؼبقومات األساسية اليت يبٌت عليها قباح اسًتاتيجية الرقمنة يف‬
‫اعبزائر و أولوياهتا يف مواجهة تبعات جائحة كورونا؟ "‬
‫من أجل اإلجابة على ىذا التساؤل فإننا نفًتض ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن أساس انتشار وتعميم الرقمنة ىو توفر بنية ربتية متطورة لتكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫واالتصاالت؛‬
‫‪580‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫‪ -‬يعترب التكوين والبحث يف ؾبال تكنولوجيات اؼبعلومات واالتصاالت ركيزة استدامة‬


‫اسًتاتيجية الرقمنة ومواكبة التطورات اؼبستقبلية؛‬
‫إن موضوع ىذه الدراسة سبق التطرق إليو يف جانبو اؼبتعلق بالرقمنة يف اعبزائر من‬
‫العديد من الباحثُت معتمدين على منهجيات وإشكاليات ـبتلفة‪ ،‬فنجد من بينها‪ :‬تنيو‬
‫ودىان (‪ ،)2019‬بوري (‪ ،)2019‬غبمر و بن زيدان (‪ ،)2019‬غوال و عدالة‬
‫(‪ ،)2018‬قاظبي و ملوكي (‪ ،)2018‬غبمر و عباس (‪ ،)2018‬حزام (‪ ،)2018‬يدو‬
‫(‪ ،)2017‬جانكاري (‪ .)2014‬و من جهة أخرى‪ ،‬تطرق ‪Beaunoyer et al.,‬‬

‫)‪ (2020‬إذل عالقة كوفيد ‪ 19‬و عدم اؼبساواة يف ؾبال الرقمنة من أجل إبراز التداعيات‬
‫و اسًتاتيجيات اغبد من عدم اؼبساواة يف الولوج إذل الرقمنة‪ .‬لكن لعملنا البحثي ىذا بعد‬
‫استشرايف دبا أننا كباول من خاللو وضع تصور لعوامل ومقومات قباح اسًتاتيجية الرقمنة‬
‫يف اعبزائر و أولوياهتا يف مواجهة تبعات وباء كوفيد ‪ .19‬من ىذا اؼبنطلق فإننا نعتمد على‬
‫منهجية وصفية وربليلية‪ ،‬حيث أنو بعد عرض أدبيات حول اؼبوضوع سنقوم بتحليل واقع‬
‫قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت ومؤشرات االقتصاد الرقمي يف اعبزائر من خالل‬
‫البيانات اإلحصائي وىذا ما يبكننا من تقدًن ربليل ‪ SWOT‬للرقمنة يف اعبزائر وكذا‬
‫إحصاء شامل ؼبختلف اؼبتغَتات و العوامل اليت تكون وسبيز اسًتاتيجية الرقمنة‪ ،‬بعد ذلك‬
‫نعتمد على طريقة التحليل اؽبيكلي واليت تأخذ طابع اؼبصفوفات باستعمال تقنية‬
‫‪ MICMAC‬من أجل ربليل عالقات التأثَت والتأثر بُت ـبتلف اؼبتغَتات احملصاة‪ ،‬وىذا ما‬
‫يسمح من ابراز أىم عوامل قباح اسًتاتيجية الرقمنة يف اعبزائر‪ ،‬و نقدم أخَتا أولويات‬
‫تطوير الرقمنة ؼبواجهة تبعات جائحة كورونا يف اعبزائر على اؼبدى القصَت‪.‬‬

‫‪581‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫‪ -9‬أدبيات حول الرقمنة وأهميتها‬

‫نعرض يف بداية ىذا اؼببحث أدبيات ومفاىيم حول تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬
‫وكذا االقتصاد الرقمي‪ ،‬وبعد ذلك ننتقل إذل بعض أحدث الدراسات اؼبنجزة حول أنبية‬
‫الرقمنة يف بعض القطاعات خالل جائحة كورونا‪.‬‬
‫‪ -9.9‬أدبيات حول الرقمنة‬

‫ربتل تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت مكانة ىامة يف االقتصاديات اؼبعاصرة‪ ،‬وىي‬


‫تشمل قطاع نشاط مزدىر وقاعدة لإلبتكار يف ـبتلف القطاعات األخرى‪ .‬و يتشارك‬
‫)‪ OCDE (2017‬و )‪ INSEE (2019‬يف تعريف ىذا القطاع‪ ،‬حبيث " ينتمي إذل قطاع‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت األنشطة التالية‪ :‬نشاط اإلنتاج (إنتاج اغباسوب‪،‬‬
‫الربؾبيات‪ ،‬التلفاز‪ ،‬الراديو‪ ،‬اؽباتف‪...‬إخل) ونشاط التوزيع (ذبارة اعبملة لعتاد اإلعالم‬
‫األرل‪...‬إخل) واػبدمات (االتصاالت‪ ،‬خدمات اإلعالم األرل‪ ،‬خدمات السمعي‬
‫البصري‪...‬إخل) "‪ .‬ويقدم ىوبرت ألكسندر سيمون (اغبائز على جائزة نوفل يف االقتصاد‬
‫لسنة ‪ )1978‬تعريفا يستند إذل خصائص تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت " كل معلومة‬
‫يبكن لألفراد الولوج إليها‪ ،‬سواء كانت شفهيا أو رمزيا‪ ،‬أو تقرأ عن طريق اغباسوب‪ ،‬أو‬
‫توجد بالكتب وزبزن يف الذاكرة اإللكًتونية "‪.‬‬
‫وقد أدى التطور واالنتشار السريع لتكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت إذل تغيَت‬
‫أساليب فبارسة األنشطة اإلقتصادية وأساليب حياة األفراد فنتج عن ذلك نوع جديد من‬
‫االقتصاد يسمى باالقتصاد الرقمي وىو ما هبعلو مرتبطا أساسا بتكنولوجيا اؼبعلومات‪،‬‬
‫االتصاالت‪ ،‬الربؾبيات‪ ،‬الفضاء اإللكًتوين‪ .‬لذلك قبد أن )‪ INSEE (2019‬يربط‬
‫االقتصاد الرقمي بتكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت " االقتصاد الرقمي يشمل قطاع‬
‫االتصاالت‪ ،‬السمعي البصري‪ ،‬الربؾبيات‪ ،‬األنًتنت وكذلك القطاعات اليت تعترب ىذه‬
‫التكنولوجيا أساسا لنشاطها"‪.‬‬
‫‪582‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫وىناك من وبصر مفهوم االقتصاد الرقمي يف التجارة االلكًتونية لكن األصح أن‬
‫االقتصاد الرقمي ىو نتاج لالستعمال الفعلي لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت يف ؾبمل‬
‫القطاعات االقتصادية ومن طرف اإلدارة واؼبؤسسات واألفراد‪ .‬فيعرف )‪MEDEF (2012‬‬

‫االقتصاد الرقمي " كمجموع القطاعات اليت تعتمد على تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫واإلتصاالت سواء يف عملية اإلنتاج أو االستخدام واالستفادة‪ ".‬وبالنسبة ل ‪OCDE‬‬

‫)‪ (2017‬فتعترب أن " اإلقتصاد الرقمي يشمل العديد من جوانب االقتصاد العاؼبي‪ ،‬فهو‬
‫بذلك يشمل البنوك‪ ،‬التجارة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬اؼبواصالت‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصحة ودور النشر" ‪.‬‬
‫ويعرف االقتصاد الرقمي كذلك بأنو "التفاعل والتكامل والتناسق بُت تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات وتكنولوجيا االتصاالت من جهة وبُت االقتصاد الوطٍت والدورل من جهة أخري‬
‫دبا وبقق الشفافية الفورية واإلتاحة عبميع اؼبؤشرات السائدة عبميع القرارات االقتصادية‬
‫واؼبالية والتجارية يف الدولة خالل فًتة ما" (فريد النجار‪.)2007 ،‬‬
‫من خالل ما سبق يظهر جليا أن تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت تعترب إحدى أىم‬
‫مرتكزات االقتصاد الرقمي‪ ،‬ولكن يف حقيقة األمر أهنا ليست الركيزة الوحيدة ألن االقتصاد‬
‫الرقمي يتميز كذلك بتواتر كبَت يف ؾبال االبتكار والتجديد فيما ىبص التكنولوجيا ومباذج‬
‫أألعمال لذلك فإن االبتكارات التقنية اؼبتواصلة كان ؽبا أثر إهبايب على ؾبمل األنشطة‬
‫واؼبعامالت االقتصادية‪ ،‬كما أن انتشار االنًتنت أظهر مباذج أعمال جديدة وذلك من‬
‫خالل توسيع اؼبساحات السوقية ومضاعفة وتسريع اؼبعامالت واؼببادالت‪.‬‬
‫‪ -1.9‬أهمية الرقمنة في القطاعات المتأثرة بجائحة كورونا‬

‫لقد أثرت جائحة كورونا على عديد القطاعات اإلسًتاتيجية بفعل سياسات الغلق‬
‫والتباعد االجتماعي كقطاعات التعليم و الصناعة و التجارة و اػبدمات اؼبالية‪ ،‬كما زاد‬
‫الضغط بشكل كبَت على قطاع الصحة و الذي دل يكن مهيأ بشكل كاف ؼبواجهة ىذا‬

‫‪583‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫النوع من الوباء حىت يف الدول اليت هبا منظومة صحية متقدمة كالواليات اؼبتحدة‬
‫األمريكية و فرنسا و إيطاليا‪.‬‬
‫وقصد مواجهة ىذه اعبائحة عبأت ـبتلف الدول إذل سياسات دعم مارل خصوصا‬
‫لقطاع الصحة بعد أن أصبح التعايش مع الفَتوس أمرا حتميا‪ .‬لكن إحدى أىم‬
‫التوجهات العاؼبية يف ىذا اإلطار كانت تعزيز الرقمنة و تسريع استخدام األدوات الرقمية‬
‫يف صبيع القطاعات اؼبشار إليها سابقا‪.‬‬
‫‪ .1.2.1‬قطاع الصحة‬
‫تساىم الرعاية الصحية يف حوارل ‪ %10.4‬من الناتج احمللي العاؼبي‪ ،‬و قد بلغت قيمة‬
‫صادرات الصحة اإللكًتونية قرابة ‪ 80‬مليار دوالر سنة ‪ .2017‬وتعتمد الصحة‬
‫اإللكًتونية على الذكاء االصطناعي و قواعد البيانات الضخمة و السجالت الصحية‬
‫اإللكًتونية و الرعاية الصحية عن بعد‪ ،‬لذلك تلخص مزاياىا يف‪:‬‬
‫‪ ‬ربسُت جودة الرعاية‪،‬‬
‫‪ ‬كفاءة التكلفة و زبطيط اؼبوارد‪،‬‬
‫‪ ‬تعزيز قاعدة البيانات و األدلة الستخدامها يف الوقت اؼبثارل‪،‬‬
‫‪ ‬متابعة األوبئة و حصرىا جغرافيا و ديبغرافيا مثل ما وبصل مع كوفيد ‪،19‬‬
‫‪ ‬تشخيص حاالت اؼبرضى و متابعتها و معاعبتها بشكل أدق‪.‬‬
‫و قد تطرق )‪ Fagherazzi et al., (2020‬إذل أنبية الطب عن بعد و إذل استخدام‬
‫وسائل التواصل االجتماعي من أجل اغبد من خطر انتقال العدوى‪ .‬كما أبرز ‪Kapoor‬‬

‫)‪ et al., (2020‬دور اغبلول الرقمية يف مواجهة ىذا الفَتوس و اعتبارىا كأفضل حلول‬
‫متاحة حاليا عرب العادل‪ .‬و قدم )‪ Van Spall et al., (2020‬رؤية الستغالل التكنولوجيا‬
‫الرقمية لتسيَت و حصر وباء كورونا من خالل اؼبراقبة االستباقية و توسيع االختبارات‬

‫‪584‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫والعزل اؼبقيد للمصابُت‪ ،‬و ىي رؤية أثبتت حسب الباحثُت قباعتها يف بعض الدول‬
‫اؼبتقدمة‪.‬‬
‫‪ .2.2.1‬قطاع التعليم‬
‫لقد تسببت جائحة كورونا يف انقطاع أكثر من ‪ 1.6‬مليار تلميذ و طالب عن‬
‫الدراسة‪ ،‬أي ما يقارب ‪ %80‬من الطالب‪ ،‬و جاء ذلك يف وقت تعاين فيو العديد من‬
‫الدول من أزمة تعليمية تظهر من خالل التسرب اؼبدرسي‪ ،‬ضعف اؽبياكل التعليمية‪،‬‬
‫اإلختالل اعبغرايف لفرص التعليم و ضعف اعبودة‪ .‬لذلك فإن التعلم اإللكًتوين ‪(E-‬‬
‫)‪ Learning‬و التعليم اإللكًتوين )‪ (E-Education‬برزتا ليس فقط كأفضل سياسة‬
‫ؼبواصلة العملية التعليمية خالل جائحة كورونا و إمبا كذلك لدخول مسار تعميم و‬
‫ربسُت اػبدمات التعليمية ؼبختلف الفئات و اؼبناطق اعبغرافية و اػبروج من األزمة بشكل‬
‫أقوى و يف أفضل مسار‪.‬‬
‫يف ىذا اإلطار أظهر )‪ Crawford et al., (2020‬من خالل ربليل وثائقي‬
‫السًتاتيجيات التعليم العارل خالل جائحة كورونا عرب ‪ 20‬دولة موزعة على كل القارات‬
‫أن االعتماد على التعلم عن بعد ىي أىم اسًتاتيجية اتبعتها ىذه الدول قصد مواصلة‬
‫العملية التعليمية مع تسجيل فوارق يف نتائجها حسب درجة تطور التكنولوجيا الرقمية يف‬
‫كل بلد‪ .‬كما بُت )‪ Mulenga and Marban (2020‬أن التعلم الرقمي يبكن أن يكون‬
‫استجابة إهبابية لفًتة اإلغالق خالل انتشار الوباء‪ ،‬و ذلك من خالل دراستهم اليت‬
‫اقتصرت على تعليم الرياضيات يف اؼبستوى الثانوي‪.‬‬
‫‪ .3.2.1‬قطاع الصناعة‬
‫تعترب الرقمنة يف ظل جائحة كورونا إحدى اإلسًتاتيجيات الكفيلة باحًتام التباعد‬
‫االجتماعي و مواصلة العمل عن بعد‪ ،‬و ىو ما يقلص من حجم اػبسائر اؼبتوقعة يف‬
‫‪585‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫قطاع األعمال‪ ،‬لكن األكيد أن أنبية الرقمنة يف القطاع الصناعي أكرب من ذلك بكثَت‪.‬‬
‫وتشَت بعض التوقعات أن القيمة اؼبضافة للتكنولوجيا الرقمية يف القطاع الصناعي يبكن أن‬
‫تصل إذل ‪ 3.7‬ترليون دوالر حبلول عام ‪ .2025‬و تقدم ىذه التكنولوجيا العديد من‬
‫اغبلول مثل تطبيقات تصميم اؼبنتجات و معدات التصنيع و اختبارىا نظريا‪ ،‬معاجة‬
‫ومشاركة البيانات لضبط اعبودة‪ ،‬ربسُت أنظمة اإلدارة و التسويق‪ ،‬و ىذا ما ينتج عنو‬
‫زيادة سرعة االبتكار و ربسُت توظيف العمال و تطوير كفاءهتم و كذلك ربسُت رضا‬
‫اؼبستهلكُت و كسب ثقتهم و اغبفاظ على أعمال الشركات و ربسُت تنافسيتها‪ .‬و قد‬
‫أكد ىذا الطرح )‪ Melluso et al., (2020‬و كذلك )‪ Javaid et al., (2020‬و الذين‬
‫رجحوا أن االعتماد اؼبكثف ؽبذه اغبلول يبكن أن يسرع من بلورة الثورة الصناعية الرابعة‪.‬‬
‫‪ .4.2.1‬قطاع اػبدمات اؼبالية و التجارة‬
‫يعترب قطاع اػبدمات اؼبالية و التجارة أعلى القطاعات اؼبستثمرة يف تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫و االتصاالت‪ ،‬حيث أن تطبيقات البنوك و اػبدمات اؼبصرفية الرقمية وتطبيقات التجارة‬
‫اإللكًتونية تساعد يف ربقيق الشمول اؼبارل و زيادة شفافية و أمن اؼبعامالت و زبفيض‬
‫تكاليفها و كذلك توسيع خيارات االستَتاد و التصدير‪ .‬كما أنو يف ظل إجراءات الغلق و‬
‫العزل خالل جائحة كورونا تعترب اػبدمات اؼبالية الرقمية و التجارة اإللكًتونية أفضل خيار‬
‫للتجار و اؼبستهلكُت و الشركات من أجل مواصلة النشاط والتغلب على الندرة مع احًتام‬
‫كل اجراءات الغلق و التباعد االجتماعي و اغبد من التنقل‪.‬‬
‫يف ىذا اإلطار‪ ،‬أكد )‪ Arner et al., (2020‬أن الوسائل و اػبدمات اؼبالية الرقمية‬
‫اليت طورت عقب األزمة اؼبالية لسنة ‪ 2008‬يبكن أن تلعب دورا بارزا يف مواجهة‬
‫الرىانات اآلنية اليت زبلفها جائحة كورونا‪ .‬كما بُت )‪ Winarsih et al., (2020‬أن‬
‫التجارة اإللكًتونية ىي أحد أىم السبل ؼبواصلة و استدامة نشاط اؼبؤسسات الصغَتة‬
‫واؼبتوسطة خالل ىذه اعبائحة‪ ،‬و ىي نفس النتيجة اليت أكدىا ‪Hasanet et al.,‬‬

‫‪586‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫)‪ (2020‬فيما ىبص اؼببادالت التجارية بُت الشركات اؼباليزية و الصينية رغم البفاضها‬
‫للحد األدىن خالل ىذه األزمة الصحية‪.‬‬
‫بالنظر ؼبا سبق عرضو‪ ،‬يتبُت لنا أنبية الرقمنة كخيار اسًتاتيجي سواء ؼبواجهة تبعات‬
‫جائحة كورونا و كذلك تطوير و زيادة كفاءة القطاعات اإلسًتاذبية‪ .‬لكن ىذا يتوقف‬
‫على مدى تطور قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت و انتشاره األفقي يف أي بلد‪.‬‬
‫لذلك سنحاول يف اؼببحث اؼبوارل ربليل واقع ىذا القطاع يف اعبزائر و من مث ربليل عوامل‬
‫تطويره‪ ،‬و ىذا ما يبكننا يف األخَت من تقدًن رؤية حول أولويات تطوير الرقمنة للمواجهة‬
‫الفورية للوباء يف اعبزائر‪.‬‬
‫‪ -1‬واقع البيئة الرقمية في الجزائر‬

‫رغم وضعها لسياسة خاصة بتطوير قطاع االتصاالت سنة ‪ 2000‬ىدفها توفَت مناخ‬
‫قانوين مؤسسايت يسمح بًتقية اؼبنافسة والولوج إذل ـبتلف خدمات االتصاالت‪ ،‬إالا أن‬
‫اعبزائر دل تكن لديها اسًتاتيجية واضحة تسمح بتوفَت بيئة رقمية مناسبة ومساعدة‬
‫للتحول الرقمي‪ ،‬إالا أنو ويف سنة ‪ 2008‬سبت بلورت اسًتاتيجية ظبيت ب "اعبزائر‬
‫اإللكًتونية ‪" 2013‬وكان من أىم أىدافها‪ :‬تسريع استعمال تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫واإلتصاالت يف اإلدارة العمومية‪ ،‬اؼبؤسسات االقتصادية وعند األفراد‪ ،‬تطوير البنية التحتية‬
‫اػباصة باالتصاالت ذات التدفق العارل‪ ،‬التكوين وتطوير البحث واالبتكار يف ىذا اجملال‪،‬‬
‫وكذلك تأىيل اإلطار القانوين اػباص باستعمال ىذه التكنولوجيا‪ .‬كما قامت اعبزائر‬
‫كذلك بإطالق بعض اؼبشاريع لًتقية الرقمنة نذكر منها‪ :‬مشروع أسرتك‪ ،‬مشروع اؼبدينة‬
‫الذكية سيدي عبد اهلل‪ ،‬مشروع التعليم اإللكًتوين لطلبة اعبامعات‪.‬‬
‫وفيما يلي نقوم بتحليل اإلحصائيات اػباصة بقطاع اؼبعلومات واإلتصاالت وكذلك‬
‫مؤشرات الرقمنة يف اعبزائر انطالقا من البيانات الدولية وأخَتا نقدم ربليل ‪ SWOT‬للرقمنة‬
‫يف اعبزائر‪.‬‬
‫‪587‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫‪ .9.1‬تطور قطاع تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬

‫كسائر دول العادل‪ ،‬عمدت اعبزائر إذل تطوير ىذا القطاع من خالل ربسُت الولوج‬
‫إذل ـبتلف خدمات اؽباتف واالنًتنت من جهة‪ ،‬وتسريع وتَتة خلق مؤسسات اقتصادية‬
‫بالقطاع ودعم نشاطها وتنافسيتها من جهة أخرى‪ .‬وقد تبلورت ىذه األىداف باألخص‬
‫منذ وضع اسًتاتيجية اعبزائر اإللكًتونية سنة ‪.2008‬‬
‫إن اعبدول اؼبوارل يظهر تطور قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت من خالل‬
‫مؤشرات ىيكلية واقتصادية ومؤشرات عاؼبية‪ ،‬وذلك لسنيت ‪ 2010‬و ‪.2018‬‬
‫الجدول‪ 919‬مؤشرات تطور قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت يف اعبزائر‬
‫‪1197‬‬ ‫‪1191‬‬ ‫المؤشر‬ ‫نوع المؤشر‬
‫‪4915‬‬ ‫‪2992‬‬ ‫عدد مشًتكي اؽباتف الثابت(مليون)‬ ‫مؤشر هيكلي‬
‫‪51949‬‬ ‫‪32978‬‬ ‫عدد مشًتكي اؽباتف النقال(مليون)‬
‫‪3906‬‬ ‫‪1915‬‬ ‫عدد مشًتكي األنًتنت يف الثابت(مليون)‬
‫‪19923‬‬ ‫‪0930‬‬ ‫عدد مشًتكي األنًتنت النقال(مليون)‬
‫‪145120‬‬ ‫‪46231‬‬ ‫طول شبكة األلياف البصرية(كلم)‬
‫‪1050900‬‬ ‫‪1049488‬‬ ‫حجم اػبط الدورل(‪)G bit/Seconde‬‬
‫‪458‬‬ ‫‪(*459‬سنة ‪)2013‬‬ ‫رقم أعمال القطاع(مليار دينار)‬ ‫مؤشر اقتصادي‬
‫‪266301‬‬ ‫‪200903‬‬ ‫عدد اؼبؤسسات اإلقتصادية بالقطاع‬
‫‪19129‬‬ ‫‪09076‬‬ ‫قيمة الصادرات(مليار دينار)‬
‫‪2429424‬‬ ‫‪869661‬‬ ‫قيمة الواردات(مليار دينار)‬
‫‪4967‬‬ ‫‪2986‬‬ ‫تطور القطاع(‪)IDI‬‬ ‫مؤشر عالمي‬
‫‪09422‬‬ ‫‪09374‬‬ ‫تطور اإلدراة اإللكًتونية(‪)IDEG‬‬
‫اؼبصدر‪ :‬وزارة الربيد و تكنولوجيا اؼبعلومات و اإلتصاالت‪ ،‬اعبزائر ‪.2019‬‬

‫من وجهة نظر مطلقة وليست نسبية‪ ،‬تظهر أرقام اعبدول تطورا ملحوظا يف قطاع‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت خالل الفًتة ما بُت ‪ 2010‬و‪ .2018‬وىذا التطور يعود‬
‫بالدرجة األوذل إذل الدعم واالستثمار العمومي يف القطاع‪ .‬كما أن متعاملي اؽباتف النقال‬
‫اػبارجيُت استفادو من التسهيالت اؼبقدمة من طرف الدولة من أجل الرفع من‬
‫استثماراهتم‪ .‬إال أنو يبكن أن نالحظ أن رقم األعمال يف القطاع قد عرف تطورا من سنة‬

‫‪588‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫‪ 2010‬قبل أن ينخفض سنة ‪ 2017‬و ‪ 2018‬ليعود إذل ما كان عليو سنة ‪ ،2010‬ويعود‬
‫ىذا إذل سببُت رئيسيُت‪ :‬األول ىبص األزمة اػباصة باؼبتعامل ‪ ORASCOM‬الذي باع‬
‫حصتو إذل مستثمر روسي قبل أن تقوم الدولة بإعادة شراء حصتو‪ ،‬وأما الثاين فيخص‬
‫تشبع السوق اعبزائرية ما سبب بعض الركود يف أعمال القطاع خصوصا بعد اهنيار أسعار‬
‫النفط وتقليص اإلستثمار العمومي‪.‬‬
‫رغم أن اؼبؤشرين ‪ IDI‬و ‪ IDEG‬يظهران كذلك تطورا بالقطاع‪ ،‬لكنهما من وجهة‬
‫نظر نسبية أو مقارنة للتطور اغباصل عاؼبيا يظهران أن اعبزائر مازالت ربتل مراتب متأخرة‬
‫يف ىذا اجملال‪ ،‬فقد احتلت اعبزائر حسب مؤشر ‪ IDI‬و ‪ IDEG‬سنة ‪ 2017‬اؼبرتبة‬
‫‪ 102‬و‪ 130‬عاؼبيا‪ .‬ؽبذا نرى أنو من األفضل أن نعتمد على مؤشرات أخرى كذلك من‬
‫أجل تقدًن ربليل أكثر دقة لتطور ىذا القطاع‪.‬‬
‫‪ -1.1‬مؤشرات الولوج إلى االقتصاد الرقمي‬

‫من أجل ربليل وضعية ومكانة أي بلد يف ؾبال االقتصاد الرقمي‪ ،‬قامت اللجان الفنية‬
‫يف األمم اؼبتحدة وغَتىا من اؼبنظمات ببلورة متواصلة ؼبؤشرات مشًتكة سبكنهم من معرفة‬
‫مدى الفجوة الرقمية يف كل اجملاالت وتساعد ـبتلف الدول على وضع اإلسًتاتيجيات‬
‫اؼبناسبة لقطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت‪ .‬وقبد من أىم اؼبؤشرات مؤشر اعباىزية‬
‫الشبكية (‪ ، Network Readiness Index )NRI‬والذي مت بلورتو من طرف خرباء‬
‫اؼبنتدى اإلقتصادي العاؼبي منذ سنة ‪ ،2000‬لكنو يف سنة ‪ ،2019‬زبلى ىذا اؼبنتدى عن‬
‫إعداد ىذا اؼبؤشر لصاحل معهد ‪ PORTULANS‬يف الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ .‬يسمى‬
‫ىذا اؼبؤشر كذلك دبؤشر االستعداد الشبكي الرقمي‪ ،‬ويقيم ىذا اؼبؤشر اقتصاديات الدول‬
‫لالستفادة من تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت من خالل أربع ؿباور‪ ،‬كل منها يقيم من‬
‫خالل ثالث فروع خاصة بو‪ ،‬ويف اجململ يوجد ‪ 62‬مؤشر‪ ،‬وتتمثل ىذه احملاور والفروع يف‪:‬‬

‫‪589‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫‪ ‬البنية التحتية لتكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت من خالل الولوج واحملتوى وتكنولوجيا‬


‫اؼبستقبل؛‬
‫‪ ‬استخدام تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت من طرف اغبكومات وقطاع األعمال‬
‫واألفراد؛‬
‫‪ ‬اغبوكمة وبيئة األعمال من خالل اإلطار التنظيمي‪ ،‬الثقة والشمول؛‬
‫‪ ‬تأثَتات استخدام تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت وذلك على اؼبستوى اإلقتصادي‪،‬‬
‫اإلجتماعي والتنمية اؼبستدامة‪.‬‬
‫ومن خالل التقرير السنوي الذي أصدره معهد ‪ PORTULANS‬لسنة ‪،2019‬‬
‫والذي يضم ‪ 121‬دولة‪ ،‬يظهر أن اعبزائر الزالت ربتل اؼبرتبة ‪ 98‬دبجموع نقاط ‪،35,30‬‬
‫وىي تعترب مرتبة متأخرة تعكس الفجوة الرقمية اليت تعاين منها اعبزائر ويوضح الشكل‬
‫اؼبوارل النتائج اػباصة باعبزائر‪.‬‬
‫الشكل‪ 919‬مؤشر اعباىزية الشبكية للجزائر ‪2019‬‬

‫اؼبصدر‪The Network Readiness Index 2019 (PORTULANS Istitute) :‬‬

‫يظهر ىذا الشكل أن اعبزائر ربتل مراتب متأخرة يف ـبتلف احملاور ودل تصل حىت إذل‬
‫مستوى الدول متوسطة الدخل‪ ،‬بالنظر إذل األرقام والنقاط اؼبسجلة فإننا نالحظ تأخر‬
‫‪590‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫أكرب فيما ىبص البنية التحتية لتكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت وكذلك حوكمة القطاع‬
‫وبيئة األعمال‪ .‬و من أجل تفسَت وربليل أعمق نرتكز على نتائج جل اؼبؤشرات واليت‬
‫عددىا ‪( 62‬أنظر اؼبلحق ‪ ،)01‬فنجد أن الفجوة الرقمية بالنسبة للجزائر تفسر من خالل‬
‫تأخرىا باألخص يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬األسعار اؼبرتفعة للهواتف الذكية؛‬
‫‪ ‬ضعف الربط اعبغرايف باألنًتنت عالية التدفق؛‬
‫‪ ‬عدم تطوير تطبيقات ذكية للهواتف؛‬
‫‪ ‬عدم توفر أخر التكنولوجيات اغبديثة؛‬
‫‪ ‬ضعف يف التجارة اإللكًتونية؛‬
‫‪ ‬تأخر تطوير اإلدارة اإللكًتونية؛‬
‫‪ ‬مشاكل األمن السرباين؛‬
‫‪ ‬مشاكل تنظيمية وعدم مالئمة التشريعات؛‬
‫‪ ‬ضعف يف انتاج سلع وخدمات عالية اعبودة يف قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫واالتصاالت‪.‬‬
‫يظهر من خالل ما سبق أنو رغم ـبتلف اؼبشاريع واالسًتاتيجيات اؼبتبعة منذ سنة‬
‫‪ ، 2008‬فإن النتائج اؼبتوصل إليها يف ؾبال الرقمنة تعكس تطورا بطيئا يف اعبزائر مقارنة‬
‫بالقفزات النوعية اليت حققتها العديد من الدول يف ىذا اجملال مؤخرا مثل سنغافورة‪ ،‬أو‬
‫بعض الدول العربية مثل اإلمارات العربية اؼبتحدة‪ ،‬قطر والبحرين‪ .‬كما ذبدر اإلشارة أنو‬
‫توجد بعض الدول أقل دخال من اعبزائر ولكنها ربتل مراتب أفضل مثل فيتنام‪ ،‬أوكرانيا‪،‬‬
‫مولدفا‪ ،‬رواند‪ .‬وىذا ما يعٍت أنو يوجد إشكال فيما ىبص اإلسًتاتيجية اؼبتبعة وكذلك‬
‫فيما ىبص ىيكلة االقتصاد الوطٍت اؼببٍت على أساس الريع البًتورل وليس اقتصاد حقيقي‬
‫ذو توجو كبو اقتصاد اؼبعرفة‪.‬‬

‫‪591‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫‪SWOT‬‬ ‫‪ -2.1‬تحليل‬

‫فبا سبق يبكننا أن نلخص نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات اػباصة‬
‫بقطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت يف اعبزائر كما يلي‪:‬‬
‫‪SWOT‬‬ ‫الجدول ‪ 911‬تحليل‬
‫نقاط الضعف‬ ‫نقاط القوة‬
‫* عدم توازن الربط اعبغرايف باألنًتنت عالية التدفق؛‬ ‫* تطور شبكة اؽباتف الثابت والنقال؛‬
‫* عدم تطوير التطبيقات الذكية؛‬ ‫* زيادة حجم اػبط الدورل ألنًتنت؛‬
‫* تأخر يف رقمنة اإلدارة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬التجارة؛‬ ‫* ديناميكية اؼبشاريع اػباصة باإلدارة والصحة والتعليم اإللكًتوين؛‬
‫* ضعف انتاج وتصدير سلع وخدمات عالية اعبودة يف ؾبال تكنولوجيا‬ ‫* زيادة حجم اإلستثمار العمومي يف القطاع‪.‬‬
‫اؼبعلومات اإلتصاالت؛‬
‫* ارتفاع أسعار اؽبواتف الذكية‪.‬‬
‫التهديدات‬ ‫الفرص‬
‫* عدم استقرار البيئة اإلقتصادية واؼبالية؛‬ ‫* تصاعد ديناميكية خلق اؼبؤسسات واغباضنات يف القطاع؛‬
‫* ضعف وعدم مالءمة اإلطار التشريعي والتنظيمي اؼبرقمنة؛‬ ‫* وفرة اليد العاملة اؼبؤىلة والتكوين يف القطاع؛‬
‫* ضعف مواجهة التهديدات السربانية؛‬ ‫* زيادة الدعم التقٍت واؼبارل يف ؾبال البحث واإلبتكار؛‬
‫* عدم احًتام حقوق اؼبلكية الفكرية؛‬ ‫* تصاعد وتَتة استخدام مواقع التواصل اإلجتماعي؛‬
‫* جاذبية سوق العمل اػبارجية يف ؾبال الرقمنة‪.‬‬ ‫* تصاعد وتَتة استخدام منصات رقمية يف ؾبال التجارة واؼبواصالت‪.‬‬
‫اؼبصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬

‫‪ -2‬تحليل عوامل تطوير الرقمنة في الجزائر‬

‫متكون من ع ادة عوامل مرتبطة فيما بينها و زبتلف‬


‫يف ىذا احملور نعترب الرقمنة كنظام ا‬
‫أنبيتها حبسب درجة تأثَتىا على بعضها البعض‪ ،‬فنستخدم بذلك منهجية التحليل‬
‫اؽبيكلي من أجل القيام بتحليل ىذه العالقات و استنتاج أىم عوامل تطوير الرقمنة‪.‬‬
‫‪ .9.2‬منهجية التحليل الهيكلي‬

‫إن التحليل اؽبيكلي ىو منهج يأخذ طابع اؼبصفوفات‪ ،‬و يهدف إذل ربليل العالقات‬
‫بُت اؼبتغَتات اؼبشكلة للنظام اؼبدروس و تلك التابعة حمليطو‪ .‬انطالقا من ىذا الوصف‪،‬‬
‫فإ ان غرض ىذه اؼبنهجية ىو إبراز أىم اؼبتغَتات اؼبؤثرة و التابعة‪ ،‬ومن مث اؼبتغَتات‬
‫األساسية ذات األثر يف تطور النظام اؼبدروس‪.‬‬
‫‪592‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫ينجز التحليل اؽبيكلي أو البنيوي عرب ثالث مراحل متتالية و ىي إحصاء اؼبتغَتات و‬
‫تعريف العالقة بُت اؼبتغَتات مث ربديد اؼبتغَتات األساسية )‪.(Godet, 2007‬‬
‫أ‪ -‬إحصاء المتغيرات‪ 9‬تتمثل ىذه اؼبرحلة يف إحصاء ؾبمل اؼبتغَتات اليت سبيز النظام‬
‫اؼبدروس و ؿبيطو الداخلي و كذلك اػبارجي مع اغبرص أن يكون ىذا اإلحصاء شامال‬
‫قدر اإلمكان‪ .‬و يبكن القيام بذلك من خالل الدراسات السابقة و النظريات اؼبتعارف‬
‫عليها و كذا اغبوارات مع الفاعلُت و األخصائيُت يف ؾبال الدراسة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف العالقات بين المتغيرات‪ 9‬ال وجود ؼبتغَت إال من خالل عالقاتو باؼبتغَتات‬
‫األخرى‪ .‬ؽبذا يعمل التحليل اؽبيكلي على رصد ىذه العالقات باستعمال مصفوفة ثنائية‬
‫اؼبدخل تدعى مصفوفة التحليل اؽبيكلي‪.‬‬
‫إن ملء اؼبصفوفة يكون نوعيا‪ ،‬وينبغي طرح العديد من األسئلة على كل زوج من‬
‫اؼبتغَتات كما يلي‪ :‬ىل توجد عالقة تأثَت مباشرة بُت اؼبتغَتة (أ) و اؼبتغَتة (ب)؟ إذا كان‬
‫اعبواب بالنفي نعطي العالمة (‪ ،)0‬أما إذا كان اعبواب باإلهباب فنعطي العالمة (‪)1‬‬
‫لعالقة التأثَت اؼبباشر إذا اعتربناه ضعيفا و عالمة (‪ )2‬إذا اعتربناه متوسطا و العالمة (‪)3‬‬
‫أذا اعتربناه قويا‪ ،‬وأخَتا العالمة (‪ )P‬إذا اعتربناه فبكنا‪ .‬و قد أبرزت ـبتلف التجارب أن‬
‫نسبة اؼبلء العادي للمصفوفة تًتاوح ما بُت ‪ 20‬و ‪.%30‬‬
‫ج‪ -‬تحديد المتغيرات األساسية‪ 9‬تتمثل ىذه اؼبرحلة يف ربديد اؼبتغَتات اؼبفتاحية‬
‫واألساسية يف تطور النظام اؼبدروس‪ .‬و يتم ذلك من خالل ترتيب مباشر و غَت مباشر‬
‫للمتغَتات حسب معيارين و نبا تأثَت اؼبتغَتة و تأثرىا‪ .‬حيث يتم ذلك عن طريق الرفع‬
‫من قوة اؼبصفوفة األولية إذل األس تواليا حىت اغبصول على مصفوفة ثابتة الًتتيب‪ .‬وتدعى‬
‫ىذه الطريقة بـ‪ :‬مصفوفة التأثَت اؼبتبادل اؼبضاعف اؼبطبقة على ترتيب‪ ،‬و باختصار‬
‫‪ .MICMAC1‬ويبكن عرض نتائج التأثَتات للمتغَتات على شكل ـبطط‪ ،‬حيث يكون‬

‫‪1‬‬ ‫‪MICMAC : Matrice d’Impacts Croisés Multiplication Appliquée à un Classement.‬‬


‫‪593‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫فيو ؿبور الًتاتيب فبثال للتأثَت و ؿبور الفواصل فبثال للتأثر‪ .‬عند وضع كل اؼبتغَتات على‬
‫ـبطط يبكن أن مبيز أربع أصناف‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫متغيرات المدخل (‪ 9)9‬و ىي متغَتات كبَتة التأثَت قليلة التأثر‪ ،‬و ىي تعترب أساسا‬
‫مفسرة للنظام اؼبدروس‪ ،‬فهي تتحكم يف ؾبمل ديناميكيتو و عندما يكون األمر فبكنا‬
‫تتحول ىذه اؼبتغَتات إذل فعل‪.‬‬
‫متغيرات الربط (‪ 9)1‬وىي متغَتات كبَتة التأثَت و التأثر يف الوقت نفسو‪ ،‬فهي بطبيعتها‬
‫غَت مستقرة‪ ،‬كل فعل ذباىها تكون لو انعكاسات على بقية اؼبتغَتات يعود عليها فيما‬
‫بعد ىي األخرى بالتأثَت‪ ،‬فبا يغَت بعمق ديناميكية النظام اؼبدروس‪ ،‬و ىذا ما يبكن‬
‫استنتاج رىانات تطور النظام اؼبدروس من خالل ىذه متغَتات‪.‬‬
‫متغيرات النتائج (‪ 9)2‬وىي متغَتات قليلة التأثَت كبَتة التأثر‪ ،‬و يفسر تطورىا من خالل‬
‫التأثَتات القادمة من اؼبتغَتات األخرى و باألخص متغَتات اؼبدخل و متغَتات الربط‪.‬‬
‫المتغيرات المبعدة (‪ 9)3‬ىي متغَتات قليلة التأثَت و قليلة التأثر‪ ،‬فهي ال تؤثر إال قليال‬
‫على النظام اؼبدروس‪ ،‬إما لكوهنا عبارة عن اذباىات ثقيلة ال يؤثر صبودىا يف ديناميكية‬
‫ال نظام أو ىي على عالقة ضعيفة بالنظام اؼبدروس و تعرف تطورا شبو مستقل‪.‬‬
‫انطالقا من ـبتلف التعريفات السابقة فإن اؼبتغَتات األساسية لتطور النظام اؼبدروس‬
‫تتكون من متغَتات اؼبدخل و متغَتات الربط‪.‬‬
‫‪ .1.2‬تحديد العوامل األساسية لتطوير الرقمنة في الجزائر‬

‫باالعتماد على منهجية التحليل اؽبيكلي نقوم أوال بإحصاء متغَتات ىذا النظام‬
‫اؼبدروس وجعلها يف مصفوفة ثنائية اؼبدخل من أجل تعريف عالقات التأثَت اؼبباشرة فيما‬
‫بينها‪ ،‬وىذا ما يتسٌت لنا فيما بعد من ابراز عالقات التأثَت غَت اؼبباشرة‪ ،‬ومنو ربديد أو‬
‫استنتاج اؼبتغَتات أو العوامل األساسية للنظام اؼبدروس‬

‫‪594‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫‪ .1.2.3‬إحصاء متغَتات النظام‬


‫سبكنا يف ىذا البحث من إحصاء ‪ 34‬متغَتة زبص الرقمنة يف اعبزائر وكذا ؿبيطها‬
‫اػبارجي‪ ،‬وىذا انطالقا فبا سبق عرضو حول واقع الرقمنة يف اعبزائر وكذلك من خالل‬
‫ـبتلف البحوث والدراسات اؼبنجزة يف ىذا اإلطار‪ ،‬و باػبصوص الدراسة اليت أعدىا‬
‫معهد ‪ PORTULANS‬حول مؤشرات اعباىزية الشبكية‪ ،‬حيث قبد يف تلك الدراسة‬
‫‪ 62‬مؤشر‪ .‬ودبا أنو يف ؾبمل الدراسات االستشرافية قبد لكل متغَتة مؤشر واحد على‬
‫األقل‪ ،‬فإننا قمنا جبمع بعض اؼبؤشرات اليت يتقارب دورىا فتحصلنا بذلك على ‪34‬‬
‫متغَتة‪ .‬اعبدول رقم (‪ )01‬يف اؼبلحق ‪ 02‬يبُت اسم اؼبتغَتة واالسم اؼبختصر والذي‬
‫نستعملو الحقا يف مصفوفة التأثَت‪ ،‬وكذا واجملال اؼبنتمية إليو‪ .‬يالحظ من خالل اعبدول‬
‫وجود ‪ 08‬ؾباالت تنتمي إليها اؼبتغَتات‪.‬‬
‫‪ .2.2.3‬عالقات التأثَت اؼبباشرة بُت اؼبتغَتات‬
‫تظهر اؼبصفوفة (‪ )1‬يف اؼبلحق (‪ )3‬ـبتلف عالقات التأثَت اؼبباشرة بُت اؼبتغَتات وفق‬
‫اؼبنهجية اؼبشار إليها سابقا‪ .‬تعترب نسبة اؼبلء (‪ )٪20‬اؼبتحصل عليها نسبة مقبولة بالنظر‬
‫للتجارب والدراسات االستشرافية عرب العادل‪ ،‬واليت ربصر عادة نسبة عالقات التأثَت‬
‫اؼبباشرة ما بُت (‪ 15‬إذل ‪ ٪35‬على األكثر)‪ ،‬كما أن نسبة ‪ ٪80‬اؼبتبقاة فتمثل نسبة‬
‫عالقات التأثَت غَت اؼبباشرة الواجب إبرازىا‪ .‬ويف ىذا الصدد سنعتمد على برنامج‬
‫‪ MICMAC‬اؼبطور يف ـبرب ‪ LIPSOR‬بفرنسا وذلك حسب اؼبنهجية اؼبشار إليها سابقا‬
‫)‪.(Godet, 2004‬‬
‫وذبدر اإلشارة أنو حسب النتائج اؼبتوصل إليها فإنو هبب رفع قوة أو أس اؼبصفوفة‬
‫األوذل إذل األس اػبامس(‪ )05‬من أجل اغبصول على مصفوفة تابثة‪ ،‬وىذا ما يعٍت أن‬
‫اؼبصفوفة يف األس طبسة سبثل كل عالقات التأثَت غَت اؼبباشرة بُت متغَتات النظام اؼبدروس‬

‫‪595‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫وأن أطول عالقة تأثَت غَت مباشرة بُت متغَتتُت ما ربتاج إذل أربع (‪ )04‬متغَتات وسطى‬
‫بينهما‪.‬‬
‫‪ .3.2.3‬ربديد اؼبتغَتات األساسية‬
‫اعتمادا على اؼبنهجية اؼبشار إليها يف الفرع السابق‪ ،‬فإن ربديد اؼبتغَتات األساسية‬
‫يبكن أن يبُت من خالل رسم ـبطط لعالقات التأثَت غَت اؼبباشرة‪.‬‬
‫الشكل(‪ 9)11‬ـبطط عالقات التأثَت غَت اؼبباشرة‬

‫اؼبصدر‪ :‬من إعداد الباحثة بإلعتماد على برنامج ‪MICMAC‬‬

‫إن اؼبخطط السابق يظهر أربع أقسام من اؼبتغَتات وىي‪:‬‬


‫أ‪ -‬متغيرات المدخل(المتغيرات الحاسمة)‪ 9‬وىي اؼبتغَتات اليت تؤثر يف تطور وديناميكية‬
‫الرقمنة يف اعبزائر وزبص ؾبال تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت وىي‪ :‬اؼبهارات‬
‫والكفاءات‪ ،‬التكوين ونقل اػبربات‪ ،‬االبتكار والبحث والتطوير يف اؼبؤسسات‪ ،‬اػبدمات‬
‫اإلدارية الرقمية‪ ،‬التغطية بشبكة ‪ ،5G/4G‬الولوج إذل االنًتنت التابث عارل التدفق‪ ،‬تطوير‬
‫التطبيقات للهواتف الذكية‪ ،‬اعبباية‪ ،‬القانون التجاري واؼبنافسة‪.‬‬

‫‪596‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫ب‪ -‬متغيرات الربط (المتغيرات المفتاحية)‪ 9‬وىي متغَتات غَت مستقرة تؤثر يف ديناميكية‬
‫تطور الرقمنة يف اعبزائر‪ ،‬وىي‪ :‬تطور اؼبنصات الرقمية وتكامل األنظمة‪ ،‬نظام تسيَت‬
‫احملتوى‪ ،‬اإلستمثار يف التكنولوجيات الناشئة‪ ،‬التجارة اإللكًتونية‪ ،‬تنافسية قطاع‬
‫تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت صادرات وواردات سلع وخدمات القطاع‪.‬‬
‫ج‪ -‬متغيرات النتائج‪ 9‬وىي متغَتات تتأثر خصوصا بالقسمُت السابقُت من اؼبتغَتات‬
‫وىي‪ :‬رسوم االتصاالت‪ ،‬تكنولوجيا ترشيد استخدام الطاقة وخفض التلوث‪ ،‬استخدام‬
‫شبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫د‪ -‬المتغيرات المبعدة‪ 9‬ىي متغَتات األقل تأثَتا يف تطور الرقمنة يف اعبزائر مقارنة‬
‫بالقسمُت األولُت وىي‪ :‬أسعار اؽباتف احملمول‪ ،‬ولوج العائالت إذل خدمة األنًتنت‪ ،‬خط‬
‫األنًتنت الدورل‪ ،‬ولوج اؼبؤسسات الًتبوية إذل خدمة األنًتنت‪ ،‬التطبيق عن بعد‪ ،‬حقوق‬
‫اؼبلكية الفكرية وبراءات االخًتاع‪ ،‬النفقات على الربؾبيات‪ ،‬كثافة استعمال الروبوت‪،‬‬
‫الولوج إذل االنًتنت عارل التدفق عن طريق احملمول‪ ،‬الشركات ذات موقع الكًتوين نشر‬
‫واستخدام البيانات اؼبفتوحة‪ ،‬نفقات البحث والتطوير يف قطاع التعليم العارل‪ ،‬األمن‬
‫السيرباين‪ ،‬قانون العادل االفًتاضي وغَت اؼبادي‪ ،‬الفجوة االجتماعية يف استعمال األنًتنت‬
‫والدفع اإللكًتوين‪.‬‬
‫استنادا إذل منهجية التحليل اؽبيكلي فإن اؼبتغَتات األساسية لتطور النظام اؼبدروس‬
‫وىو الرقمنة يف اعبزائر ىي متغَتات اؼبدخل و متغَتات الربط‪ .‬ومنو فإن ىده اؼبتغَتات‬
‫تعترب ىي العوامل واؼبقومات األساسية لتطور الرقمنة يف اعبزائر‪ ،‬أو باألحرى أىم العوامل‬
‫اليت من اؼبفروض أن تقوم عليها اسًتاتيجية تطوير الرقمنة‪.‬‬
‫كما يبكن تقسيم ىذه اؼبتغَتات األساسية من خالل ثالث رىانات رئيسية‪ ،‬تلخص‬
‫يف حد ذاهتا اجملاالت الثمانية اليت تنتمي إليها ىذه اؼبتغَتات‪ ،‬فنجد‪:‬‬
‫الرهان األول‪ 9‬تسريع التطور التكنولوجي‬

‫‪597‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫يرتكز ىذا الرىان يف اعبزائر أساسا على االستثمار يف ؾبموع التكنولوجيات اليت تنشأ‬
‫من اؼبعرفة اعبديدة أو من التطبيق اؼببتكر للمعرفة اؼبوجودة‪ ،‬وىو ما يؤدي إذل التطور‬
‫السريع للقدرات اعبديدة وتوفَت آخر التكنولوجيا‪ ،‬ىذه األخَتة تعترب إذا أحد أىم عوامل‬
‫التطور التكنولوجي وتوفَتىا يستلزم حىت استَتادىا يف بعض األحيان‪ .‬كما أن ىذا التطور‬
‫هبب أن يتجلى كذلك من خالل توسيع وتعميم الولوج إذل األنًتنت التابث عارل‬
‫التدفق‪.‬‬
‫من جهة أخرى فإن تسريع التطور التكنولوجي ال يقتصر فقط على اعبانب اؼبادي‬
‫أو اؼبعدات التكنولوجية‪ ،‬فاعبزائر حباجة كذلك إذل تطوير جانب الربؾبيات‪ ،‬لذلك قبد‬
‫من خالل نتائج ىذه الدراسة أن ىذا الرىان يقوم كذلك على تطوير تطبيقات وبرامج‬
‫رقمية خاصة باستخدام يف اؽبواتف الذكية‪ ،‬و اؼبالحظ أن ىذه التطبيقات تعترب أحد أىم‬
‫مصادر القيمة اؼبضافة يف قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت‪ .‬كما أننا توصلنا يف‬
‫ىذه الدراسة أن تطوير قواعد عمل رقمية تسمح بتطوير واستعمال الربؾبيات وأنظمة‬
‫اؼبعلومات‪ ،‬كذلك تطوير تطبيقات تسمح خبلق وإدارة ونشر ؿبتويات على االنًتنت من‬
‫شأهنا أن تدفع بالتطور التكنولوجي يف اعبزائر من جانبو اؼبعلومايت‪.‬‬
‫الرهان الثاني‪ 9‬تكثيف استخدام تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬

‫إن أول ؾباالن حيويان الستخدام تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت نبا التجارة‬
‫واإلدارة‪ .‬وقد توصلنا يف ىذه الدراسة أن اعبزائر تعاين غبد اآلن من تأخر يف تعميم‬
‫استخدام ىذه التكنولوجيا على األقل يف اجملالُت اؼبذكورين‪ ،‬لذلك فالرىان الثاين يبدأ من‬
‫العمل على تكثيف اؼبعامالت التجارية اليت تستخدم األنًتنت أو شبكات الكمبيوتر‬
‫األخرى مثل تبادل البيانات احملوسبة كما يستحسن تكثيف استخدام تكنولوجيا‬
‫اؼبعلومات واالتصاالت من طرف اإلدارة العمومية لًتقية أدائها وتسهيل نشاطات األفراد‬
‫واؼبؤسسات‪ .‬ويبكن بعد العمل على ىذين اجملالُت االنتقال إذل ؾبال التعليم‪ ،‬الصحة‪،‬‬
‫‪598‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫الطاقة‪ ،‬الصناعة والثقافة‪ .‬لكن تكثيف استخذام ىذه التكنولوجيا يعتمد كذلك على‬
‫ربسُت كيفية وطرق استخدامها وىذا األمر يتوقف يف حد ذاتو على التكوين ونقل‬
‫اػبربات ما ينمي من اؼبهارات والكفاءات ويسرع من وتَتة االبتكار والبحث يف ـبتلف‬
‫اؼبؤسسات والدوائر‪.‬‬
‫إن العمل على ترقية العوامل (اؼبتغَتات) سابقة الذكر سواء فيما ىبص الرىان األول‬
‫أو الرىان الثاين من شأنو أن يعزز من تنافسية قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت‬
‫وقدرتو على تسويق منتجاتو وزيادة مبيعاتو يف ظل اؼبنافسة مع السلع االجنبية‪ ،‬وىو ما‬
‫يبكن من ربسُت اؼبيزان التجاري ؽبذا القطاع والذي ظل طوال السنُت اؼباضية يسجل‬
‫عجزا ملحوظا‪.‬‬
‫الرهان الثالث‪ 9‬تحسين حوكمة قطاع تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬

‫لقد رأينا يف احملور السابق أنو من بُت نقاط ضعف والتهديدات اليت زبص الرقمنة يف‬
‫اعبزائر قبد عدم استقرار البيئة االقتصادية والتشريعية وكذلك عدم التوازن اعبغرايف بالربط‬
‫باألنًتنت عالية التدفق لذلك فقد خلصت نتائج التحليل اؽبيكلي إذل إبراز ىذا الرىان‬
‫من خالل بعض اؼبتغَتات أو العوامل ذات األنبية واؼبستعجل العمل عليها وىي‪ :‬ربسُت‬
‫النصوص التشريعية والتنفيذية اليت ربكم األعمال التجارية والعادل االفًتاضي وتشجيع على‬
‫اؼبنافسة وربافظ عليها‪ ،‬وجعل ىذه النصوص مرنة وأكثر توافقا مع متطلبات التطور‬
‫السريع لقطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪ .‬ومن ناحية أخرى فإن ربسن بيئة‬
‫األعمال لو أنبية قصوى من أجل تشجيع االستثمار سواء يف اؼبعدات التكنولوجية أو‬
‫الربؾبيات‪ ،‬وىذا التحسُت ىبص باألساس النظام اعببائي لنشاط القطاع وتوفَت سبل‬
‫واليات جديدة للتمويل‪.‬‬
‫‪ .4.2.3‬مبوذج مفاىيمي لتطوير الرقمنة يف اعبزائر‬

‫‪599‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫انطالقا من النتائج اؼبتحصل عليها يف احملور السابق‪ ،‬فإنو بإمكاننا رسم ـبطط‬
‫لنموذج يؤسس لتطوير الرقمنة يف اعبزائر يف األعوام اؼبقبلة‪ ،‬وىذا النموذج يقوم على‬
‫ارتباط الرىانات الثالثة اؼبتحصل عليها سابقا‪ ،‬حبيث أننا نضع لكل رىان العوامل‬
‫األساسية اػباصة بو لتطوير الرقمنة خالل الفًتة ‪ ،2025-2020‬وىي ليست العوامل‬
‫الوحيدة يف ىذا اإلطار فقد رأينا سابقا أنو يوجد حسب دراستنا ىذه ‪ 34‬عامال‪ ،‬لكننا‬
‫نكتفي يف ىذا النموذج بأىم العوامل السابق ذكرىا‪.‬‬
‫الشكل ‪ :12‬مبوذج مفاىيمي لتطوير الرقمنة يف اعبزائر‬

‫تسريع التطور التكنولوجي‬


‫• تشريعات خاصة بالتجارة والمنافسة‬ ‫• ترشيد الطاقة وخفض التلوث‬
‫والعالم اإلفتراضي‬ ‫• الصناعة الرقمية‬
‫• الجباية والتمويل‬ ‫• التغطية بشبكة ‪5G/4G‬‬ ‫• التعليم والبحث العلمي عن بعد‬
‫• حقوق الملكية الفكرية‬ ‫• األنترنت عالي التدفق في الثابت‬ ‫• الصحة عن بعد‬
‫• األمن السبراني‬ ‫• االستثمار في التكنولوجيات الناشئة‬ ‫• اإلدارة اإللكترونية‬
‫• التكوين و نقل الخبرات‬ ‫• توفر أحدث التكنولوجيات‬ ‫• التجارة اإللكترونية‬
‫• تطوير تطبيقات على الهواتف الذكية‬
‫• تطوير المنصات الرقمية وتكامل‬
‫األنظمة‬ ‫تكثيف استخدام تكنولوجيا‬
‫تحسين حوكمة القطاع‬
‫• أنظمة تسيير المحتوى‬ ‫المعلومات واالتصاالت‬

‫اؼبصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬

‫ذبدر اإلشارة إذل أن كل العوامل اؼبشار إليها من خالل الرىانات الثالثة مرتبطة فيما‬
‫بينها من خالل عالقات تأثَت وتأثر‪ ،‬دبعٌت أن أي تطور يف أي عامل ستكون نتيجتو‬
‫تطور يف العوامل األخرى‪ .‬ويبكن قراءة ىذا االرتباط من خالل مصفوفة التأثَت اؼبباشر يف‬
‫اؼبلحق (‪ ،)03‬وكذلك من خالل الشكل اؼبوارل‪:‬‬

‫‪600‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫الشكل ‪ 913‬ـبطط عالقات التأثَت بُت العوامل الرئيسية‬

‫اؼبصدر‪ :‬من إعداد الباحثة بإلعتماد على برنامج ‪MICMAC‬‬

‫إن ارتباط ىذه العوامل فيما بينها يظهر أنو من اؼبستحسن العمل على ترقيتها يف‬
‫نفس الوقت وبنفس األنبية‪ ،‬وليس بالًتكيز على بعضها فقط وىو األمر الذي من شأنو‬
‫أن يقلص من فرص قباح أي اسًتاتيجية لتطوير الرقمنة يف اعبزائر‪.‬‬
‫‪ -3‬أولويات تطوير الرقمنة لمواجهة تبعات جائحة كورونا‬

‫بالنظر ؼبا سبق ذكره من أنبية الرقمنة يف مواجهة جائحة كورونا و من خالل النتائج‬
‫اؼبتحصل عليها حول عوامل تطوير الرقمنة يف اعبزائر‪ ،‬فإنو يبكننا يف ىذا الفرع األخَت من‬
‫البحث أن نقدم رؤية حول ترتيب األولويات يف تطوير الرقمنة ؼبواجهة تبعات جائحة‬
‫كورونا يف اعبزائر‪ .‬و يبكن ربديد ستة أولويات يف اؼبدى القصَت‪.‬‬
‫‪.9.3‬تعزيز البنية التحتية الرقمية‬

‫يف ظل اجراءات الغلق و توجو اغبكومات و الشركات إذل العمل عن بعد يوجد‬
‫ضغط متزايد على البنية التحتية الرقمية‪ ،‬لذلك فتعزيز البنية التحتية الرقمية تعترب أىم‬
‫‪601‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫األولويات على اؼبدى القصَت من أجل مواصلة النشاط بشكل مقبول و منو اغبد من‬
‫التأثَت االقتصادي و االجتماعي للوباء‪ .‬و ىنا يستحسن ربديد الفجوات الرقمية اعبغرافية‬
‫و تعزيز جودة ‪ 4G‬و استخدام شاحنات شبكة االنًتنت اؼبتنقلة و خفض استخدام‬
‫النطاق الًتددي ػبدمات الًتفيو الرقمية و دعم اقتناء األدوات الرقمية (اؽبواتف الذكية‬
‫وأجهزة الكمبيوتر)‪.‬‬
‫‪ .1.3‬االهتمام بالفئات محرومة أو ضعيفة استخدام الرقمنة‬

‫إن من أسباب وجود ىذه الفئات ىي الظروف االقتصادية للعائالت‪ ،‬البعد اعبغرايف‬
‫و قلة اؼبهارات‪ .‬لذلك فإن ىذه الفئات عادة ما تكون مهددة أكثر من غَتىا بعدوى‬
‫كورونا ألهنا ربتاج إذل زيادة التنقل و عدم القدرة على العمل عن بعد و يصعب عليها‬
‫التباعد االجتماعي‪ .‬و منو فإن دعم ىذه الفئات خالل جائحة كورونا يعترب إحدى‬
‫األولويات‪ .‬و يبكن ربديد ىذه الفئات دبساعدة متعاملي اؽباتف النقال و أرباب العمل‬
‫واعبمعيات‪ .‬بعد ذلك يبكن دعمها يف اغبصول على األدوات الرقمية مثل اؽبواتف الذكية‬
‫و أجهزة الكمبيوتر و ربطها بشبكة ‪ 4G‬و تطبيقات سهلة االستخدام يف ؾبال الصحة‬
‫والتجارة اإللكًتونية و أخَتا تأىيلها الستخدام التقنيات الرقمية عن طريق دروس تلفزيونية‬
‫و مراكز االتصال‪.‬‬
‫‪ .2.3‬تطوير تكنولوجيا المعلومات في مجال الصحة‬

‫إن تطوير الذكاء االصطناعي و اػبدمات اللوجيستية الذكية و انشاء آليات ؼبعاعبة‬
‫البيانات الضخمة يبكن أن يقدم نتائج فورية يف ربديد ـباطر العدوى و طرق و ؾباالت‬
‫انتقاؽبا و دعم مكافحة الوباء و مساعدة طواقم الرعاية الصحية‪ ،‬وذلك يف ظل انتشار‬
‫الوباء يف كامل الًتاب اعبزائري و عدم تقيد اؼبواطنُت بالتباعد االجتماعي و اغبد من‬
‫التنقل ‪ .‬لذلك فازباذ تدابَت استثنائية من أجل تسخَت البيانات الرقمية و ضمان موثوقيتها‬

‫‪602‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫و ضباية اػبصوصيات الشخصية تعترب احدى السبل الناجعة يف ؾبال الصحة على األقل‬
‫إذل حُت حصر الوباء‪.‬‬

‫‪ .3.3‬المرافقة الرقمية لتعزيز األمن الغدائي‬

‫إن ـبتلف األزمات خاصة الصحية و األمنية منها تظهر تغَتا يف سلوك اؼبواطنُت فيما‬
‫ىبص التموين و الصحة الغدائية‪ ،‬لذلك يزيد الطلب بشكل كبَت على اؼبواد الغدائية‬
‫واسعة االستهالك و كذا اؼبكمالت الغدائية الصحية و األدوية‪ ،‬حيث تعترب ىذه اؼبواد‬
‫اسًتاتيجية و ربضى بدعم الدولة‪ ،‬و قد قامت اعبزائر بزيادة وارداهتا من ىذه اؼبواد يف‬
‫الثالثي األول من ىذه السنة من أجل زيادة حجم اؼبخزون االسًتاتيجي لكن اؼبشكل‬
‫يكمن يف حسن توزيعها جغرافيا و يف الوقت اؼبثارل بأسعار مقبولة من غَت احتكار‪.‬‬
‫لذلك فوضع أنظمة معلوماتية موسعة و اعتماد أساليب الذكاء االصطناعي يبكن‬
‫اغبكومة من تعميم التموين هبذه اؼبواد حسب الكثافة السكانية و اغبد من الندرة اليت‬
‫غالبا ما ينتج عنها كسر قواعد التباعد االجتماعي و كثرة تنقل اؼبواطنُت‪.‬‬
‫‪ .4.3‬تنمية المهارات الرقمية‬

‫لقد خلصنا يف اؼببحث السابق أن اعبزائر تعرف تأخرا يف ؾبال اؼبهرات الرقمية و ىو‬
‫ما كان لو انعكاسات آنية خالل ىذه اعبائحة‪ .‬فمن أسباب عدم احًتام اؼبواطنُت لقيود‬
‫التنقل عدم سبكنهم من حسن استخدام األدوات الرقمية من أجل طلب خدمات التموين‬
‫أو اػبدمات الصحية أو العمل عن بعد‪ .‬لذلك فإن تعزيز التكوين و كسب اؼبهارات‬
‫الرقمية أمر تقتضيو األزمة اغبالية و كذلك التطورات االقتصادية و االجتماعية اؼبمكن‬
‫حصوؽبا بعد جائحة كورونا‪ .‬حىت و إن كان العمل على ىذا اعبانب يتم على اؼبدى‬
‫اؼبتوسط لكن ذلك ال يبنع من ازباذ اجراءات آنية يف شكل دروس عرب التلفزيون أو‬
‫االعتماد على مراكز للتواصل عرب اؽباتف أو مع متطوعُت مؤىلُت يف ؾبال تقنيات‬
‫‪603‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫اؼبعلومات و االتصاالت و كذلك الًتويج لتطبيقات سهلة االستخدام يف ؾبال الصحة و‬


‫التجارة اإللكًتونية‪.‬‬
‫‪ .5.3‬تحسين األمن السيبراني‬

‫عادة ما يقًتن االستخدام الواسع لألدوات الرقمية و العمل عن بعد بزيادة اؽبجمات‬
‫السيربانية‪ ،‬لذلك فنشر ارشادات خاصة حول العمل اآلمن عن بعد و تأمُت األنظمة‬
‫اؼبعلوماتية و خلق تطبيقات لألمن السيرباين يبكن اعتبارىا كتوجو ضروري لتطوير الرقمنة‬
‫و استخدامها الواسع يف حالة األزمات كجائحة كورونا‪.‬‬
‫مثل ما عبائحة كورونا تبعات و انعكاسات كبَتة يف اجملال الصحي و االجتماعي‬
‫واالقتصادي فإنو يبكن أن تعترب ىذه اعبائحة فرصة كبَتة للجزائر لالنطالق فعليا يف‬
‫تطوير الرقمنة ؼبا ؽبا من أنبية يف مواجهة ىذه اعبائحة‪ ،‬و ما سبق ذكره يبكن اعتباره‬
‫ؾبموعة من األولويات على اؼبدى القصَت يبكن ؽبا أن تشكل أرضية حقيقية ؼبواصلة‬
‫العمل على جوانب أخرى من أحل تطوير الرقمنة و التوجو اكبو ؾبتمع اؼبعرفة‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫لقد أبانت جائحة كورونا على أنبية الرقمنة كإسًتاتيجية كفيلة بتعزيز اؼبرونة‬
‫االقتصادية و احملافظة على الوظائف و ؾباهبة أألزمات حيث سارعت العديد من الدول‬
‫خاصة اؼبتقدمة منها إذل تعزيز االعتماد على األدوات الرقمية خالل أزمة كوفيد ‪،19‬‬
‫وناقشت ؾبموعة العشرين )‪ (G20‬هنج شامل لسياسات االقتصاد الرقمي و مستقبل‬
‫الرقمنة‪.‬‬
‫إن اعبزائر كسائر الدول ال يبكن ؽبا أن تبقى على جانب ىذه التطورات خصوصا‬
‫وأهنا تسعى كذلك إذل إعطاء دفع جديد القتصادىا و زبفيف التبعية لقطاع احملروقات‪.‬‬
‫لكن ربليل واقع الرقمنة يف اعبزائر من خالل مؤشرات ىيكلية و اقتصادية و عاؼبية أظهر‬
‫‪604‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫لنا يف ىذه الورقة البحثية أن البلد يعاين من فجوة رقمية كبَتة‪ .‬فرغم السياسات اؼبنتهجة‬
‫سابقا لتطوير و تعميم استخدام الرقمنة فقد رأينا من خالل أحدث تقرير ؼبعهد‬
‫‪ PORTULANS‬حول اعباىزية الشبكية أن اعبزائر ربتل اؼبرتبة ‪ 98‬من بُت ‪ 121‬دولة و‬
‫تسبقها العديد من الدول متوسطة الدخل و أخرى أقل منها دخال‪ .‬و قد فسرنا ىذا‬
‫الضعف بعديد العوامل منها‪ :‬ضعف الربط اعبغرايف باالنًتنت عالية التدفق‪ ،‬عدم تطوير‬
‫تطبيقات ذكية للهواتف‪ ،‬عدم توفر أخر التكنولوجيات اغبديثة‪ ،‬ضعف يف التجارة‬
‫االلكًتونية تأخر تطوير اإلدارة االلكًتونية‪ ،...‬إخل‪.‬‬
‫لتحليل ديناميكية تطوير الرقمنة مستقبال يف اعبزائر اعتمدنا على منهجية التحليل‬
‫اؽبيكلي و ذلك إلعطاء بعد استشرايف ؽبذا البحث‪ ،‬و هتدف ىذه اؼبنهجية إذل ربليل‬
‫ـبتلف عالقات التأثَت و التأثر بُت العوامل اؼبكونة و اؼبؤثرة يف الرقمنة‪ .‬يف ىذا اإلطار‬
‫استخدمنا تقنية ‪ MICMAC‬اؼبطورة دبركز ‪ LIPSOR‬بفرنسا وىي إحدى الطرق الكيفية‬
‫و ليست الكمية للتحليل‪ .‬و قد أظهرت النتائج أنو من بُت ‪ 34‬عامال ؿبل الدراسة يوجد‬
‫‪ 18‬عامال أساسيا فبكن أن يتحكم يف ديناميكية و تطوير الرقمنة يف اعبزائر و كذا‬
‫تصوراهتا اؼبستقبلية‪ .‬و حسب منهجية التحليل اؽبيكلي فقد مت استنتاج ثالث رىانات‬
‫ذبمع تلك العوامل‪ ،‬و ىي‪ :‬ربسُت حوكمة قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫تسريع التطور التكنولوجي‪ ،‬تكثيف استخدام تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫انطالقا من ىذه النتائج فإنو يبكننا تأكيد فرضييت البحث اليت انطلقنا منهما‪ ،‬ونبا‪:‬‬
‫أوال إن أساس انتشار وتعميم الرقمنة ىو توفر بنية ربتية متطورة لتكنولوجيا اؼبعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬ثانيا يعترب التكوين والبحث يف ؾبال تكنولوجيات اؼبعلومات واالتصاالت‬
‫ركيزة استدامة اسًتاتيجية الرقمنة ومواكبة التطورات اؼبستقبلية‪.‬‬
‫إن النتائج اؼبتحصل عليها توافق ؾبموع ما توصلت إليو العديد من الدراسات السابقة‬
‫اؼبشار إليها يف ىذه الدراسة‪ ،‬و لكن القيمة اؼبضافة ؽبذا البحث تكمن يف استخدام‬

‫‪605‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫منهجية التحليل اؽبيكلي و طريقة ‪ MICMAC‬حول موضوع الرقمنة و ذلك ألول مرة‬
‫حسب علمنا غبالة اعبزائر و ىو ما مكننا من دراسة الرقمنة كنظام يتكون من عدة‬
‫عوامل مرتبطة فيما بينها وىو األمر الذي مكننا أخَتا من استنتاج العوامل األساسية‬
‫لتطوير الرقمنة و إظهار العالقة فيما بينها ىذا العمل يسهل بالتارل و ضع تصور حقيقي‬
‫لركائز بناء اسًتاتيجية وطنية حول الرقمنة‪.‬‬
‫بالنظر إذل النتائج اؼبتحصل عليها حول عوامل و رىانات تطوير الرقمنة يف اعبزائر‬
‫وأنبيتها يف مواجهة جائحة كورونا فقد خلصنا إذل ربديد ستة أولويات رئيسية للرقمنة‬
‫على اؼبدى القصَت و ىي‪:‬‬
‫‪ ‬تعزيز البنية التحتية الرقمية‪،‬‬
‫‪ ‬االىتمام بالفئات ؿبرومة أو ضعيفة استخدام الرقمنة‪،‬‬
‫‪ ‬تطوير تكنولوجيات اؼبعلومات يف ؾبال الصحة‪،‬‬
‫‪ ‬اؼبرافقة الرقمية لتعزيز األمن الغدائي‪،‬‬
‫‪ ‬تنمية اؼبهارات الرقمية‪،‬‬
‫‪ ‬ربسُت األمن السيرباين‪.‬‬

‫المراجع‬

‫قاسمي ش‪ ،.‬و ملوكي أ‪ " .)1197( ،.‬مؤشرات جاىزية الولوج إذل اإلقتصاد الرقمي‪-‬‬
‫قراءة ربليلية لوضعية اعبزائر على ضوء مؤشر اعباىزية الوارد يف التقرير الدورل "‪ .‬ؾبلة‬
‫الشعاع للدراسات االقتصادية‪ .‬العدد ‪ .03‬الصفحة ‪.47-28‬‬

‫لحمر ع‪" .)1197( ،.‬البلدان اؼبغاربية وربديات اإلقتصاد اعبديد" ؾبلة التنمية‬
‫اإلقتصادية‪ .‬العدد ‪ .05‬الصفحة ‪.167-151‬‬

‫‪606‬‬
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020

‫ ؾبلة‬."‫ "األليات القانونية لتفعيل االقتصاد الرقمي يف اعبزائر‬.)1197( ،.‫حزام ف‬


.40-08 ‫ الصفحة‬.01 ‫ العدد‬.03 ‫ اجمللد‬.‫دراسات قانونية و سياسية‬

.‫ القاىرة‬.‫ الدار اعبامعية للنشر و التوزيع‬."‫ "االقتصاد الرقمي‬.)1116( ،.‫النجار ف‬

‫ ؾبلة العلوم‬."‫ " واقع االقتصاد الرقمي يف العادل العريب‬.)1198( ،.‫و دهان م‬،.‫تنيو ك‬
.312-298 ‫ الصفحة‬.01 ‫ العدد‬.12 ‫ اجمللد‬.‫اإلقتصادية و التسيَت و العلوم التجارية‬

‫ "اعتماد اإلقتصاد الرقمي يف اعبزائر واشكالية بروز ظاىرة الفجوة‬.)1196( ،.‫يدو م‬


.81-60 ‫ الصفحة‬.16 ‫ العدد‬.12 ‫ اجمللد‬.‫ ؾبلة األحباث االقتصادية‬." ‫الرقمية‬

‫ "البيئة الرقمية للدول العربية وانعكاساهتا على‬.)1197( ،.‫ و العجال ع‬،.‫غوال ن‬


.82-67 ‫ الصفحة‬.06 ‫ العدد‬.‫ ؾبلة التنمية االقتصادية‬."‫تفعيل اإلقتصاد اؼبعريف‬

Arner Douglas W., Barberis, J. N., Walker J., Buckley R., P. Dahdal
A. M., Zetzsche D. A., (2020). “Digital Finance & The COVID-19
Crisis” University of Hong Kong Faculty of Law Research Paper n°
2020/017; UNSW Law Research. Available at
http://dx.doi.org/10.2139/ssrn.3558889
Beaunoyer E., Dupéré S., Guitton M J., (2020). COVID-19 and digital
inequalities : Reciprocal impacts and Mitigation strategies. Computer
in Human Behavior. 111. 106424.
https://doi.org/10.1016/j.chb.2020.106424
Bouri N., (2019). “The Digital economy and its impact on countries’
economic growth”. Journal of Excellence for Economics and Management
Research. Vol. 3. n°01. Pages 189-201.
Crowford J., Butler-Henderson K., Jurgen R., Malkawi B H., Glowatz
M., Burton R., Magni P., and Lam S., (2020).” Covid-19: 23 countries’
higher education intra-period digital pedagogy responses”. Journal of
607
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020

Applied Learning & Teaching. 3 (1).


https://doi.org/10.37074/jalt.2020.3.1.7
Dutta S., and Lanvin B., (2019). « The Network Readiness Index 2019 :
Toward a Future Ready Society”. PORTULANS Institute. 2323.
www.networkreadinessindex.org.
Eddie M., Mulenga J., Marbán M., (2020). « Is COVID-19 the
Gateway for Digital Learning in Mathematics Education?”.
contemporary educational technology. 12(2) ep269.
https://doi.org/10.30935/cedtech/7949
Fagherazzi G., Goetzinger C., Rashid M., Aguayo G., Huirat L.,
(2020). “Digital Health Strategies to Fight Covid-19 Around the Globe:
Challenges and Recommendations”. Journal of Medical Internet
Research. DOI: 10.2196/preprints. 19284.
Godet M., (2007). “Manuel de Prospective Stratégique : L’art et la
Méthode ». Dunod 3° Ed., T. 02. Paris.
Harriete G.C., Spall V., Mamas M.A., Topol E., (2020). “Applications
of Digital Technology in Covid-19 Pandemic and Response”. Viewpoint.
The Lancet Digital Health. https://doi.org/10.1016/S2589-7500(20)30142-4
Institut National de la Statistique et des Etudes Economiques, (2019).
« L’économie et la Société à l’èredu Numérique ». Ed. INSEE. France.
Jankari R., (2014). « Les technologies de l'information au Maroc, en Algérie
et en Tunisie: Vers une filière euromaghrébine des TIC ? » IPMED.
Javaid M., Haleem A., Vaishya R., Bahl Sh., Suman R., Vaish A.,
(2020). « Industry 4.0 technologies and their applications in fighting
COVID-19 pandemic ». Diabetes & Metabolic Syndrome: Clinical Research
& Reviews. 14 (4). 419-422.
Kapoor A., Guha S., Kanti Das M., and Coswami K. C., (2020).
“Digital Healthcare: The only Solution for better Healthcare during Covid-
19 pandemic?”. India Heart Journal. 72 (2).
https://doi.org/10.1016/j.ihj.2020.04.001

608
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020

Lahmer A., and Benzidane H., (2019). “ICT in Algeria: reality and
prospects ». Strategy and Development Review. V09. N°16. Pages 148-162.
Melluso N., Fareri S., Fantoni G., Bonaccorsi A., Chiarello F.,
Manfredi P., Coli E., Giordano V., and Manaf Sh., (2020). “Lights and
shadows of COVID-19, Technology and Industry 4.0 ». A preprints.
https://www.researchgate.net/publication/340997063
Michel G., (2004). « La Boite à Outils de Prospective Stratégique ».
Cahiers du LIPSOR. N°5. Laboratoire d’Investigation en Prospective,
Stratégie et Organisation. CNAM. Paris.
Mouvement des Entreprises de France (MEDEF). (2012). « Les enjeux
du numérique dans les années à venir : quelle ambition pour le MEDEF ».
Publication MEDEF. France.
Organisation de Coopération et de Développement Economique.
2017. « OCDE Digital Economy Outlook 2017 ». Ed. OCDE. Paris.
Waliul Hasanat M., Hoque A., A. Sh. Farzana, Anwar M., Abdul
Hamid A. B., Hon Tat H., (2020). “The Impact of Coronavirus (Covid-19)
on E-Business in Malaysia ». Asian Journal of Multidisciplinary Studies.
3 (1).
Winarsih, Indriastuti M., Fuad K. (2021) Impact of Covid-19 on
Digital Transformation and Sustainability in Small and Medium
Enterprises (SMEs): A Conceptual Framework. In: Barolli L.,
Poniszewska-Maranda A., Enokido T., (eds), Complex, Intelligent and
Software Intensive Systems. CISIS 2020. Advances in Intelligent
Systems and Computing, vol 1194. Springer, Cham.

‫المالحق‬
19 ‫الملحق‬

‫ حسب كل المعايير‬1198 ‫ مؤشر الجاهزية الشبكية للجزائر سنة‬919‫الشكل‬

609
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫)‪The Network Readiness Index 2019 (PORTULANS Istitute‬اؼبصدر‪:‬‬

‫الملحق ‪11‬‬

‫الجدول رقم (‪ 9)9‬متغيرات الدراسة‬


‫المجال‬ ‫االسم المختصر‬ ‫اسم المتغيرة‬ ‫الرقم‬
‫الولوج إذل التكنولوجيا‬ ‫‪TM‬‬ ‫أسعار اؽباتف احملمول‬ ‫‪1‬‬
‫الولوج إذل التكنولوجيا‬ ‫‪TC‬‬ ‫رسوم االتصاالت‬ ‫‪2‬‬
‫الولوج إذل التكنولوجيا‬ ‫‪MAI‬‬ ‫ولوج العائالت إذل خدمة االنًتنت‬ ‫‪3‬‬
‫الولوج إذل التكنولوجيا‬ ‫‪4G/5G‬‬ ‫التغطية بشبكة ‪5G/4G‬‬ ‫‪4‬‬
‫الولوج إذل التكنولوجيا‬ ‫‪HDF‬‬ ‫الولوج لالنًتنت الثابت عارل التدفق‬ ‫‪5‬‬
‫الولوج إذل التكنولوجيا‬ ‫‪BII‬‬ ‫خط االنًتنت الدورل‬ ‫‪6‬‬
‫الولوج إذل التكنولوجيا‬ ‫‪IES‬‬ ‫ولوج اؼبؤسسات الًتبوية إذل خدمة االنًتنت و التعليم عن بعد‬ ‫‪7‬‬
‫الولوج إذل التكنولوجيا‬ ‫‪TM‬‬ ‫التطبيب و الصحة عن بعد‬ ‫‪8‬‬
‫احملتوى الرقمي‬ ‫‪GC‬‬ ‫نظام تسيَت احملتوى‬ ‫‪9‬‬
‫احملتوى الرقمي‬ ‫‪DAM‬‬ ‫تطبيقات على اؽبواتف الذكية‬ ‫‪10‬‬
‫احملتوى الرقمي‬ ‫‪DP-IR‬‬ ‫اؼبنصات الرقمية وتكامل األنظمة‬ ‫‪11‬‬

‫‪610‬‬
‫‪Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020‬‬

‫احملتوى الرقمي‬ ‫‪DP-IV‬‬ ‫حقوق اؼبلكية الفكرية وبراءات االخًتاع‬ ‫‪12‬‬


‫التكنولوجيا اؼبستقبلية‬ ‫‪ITE‬‬ ‫االستثمار يف التكنولوجيات الناشئة‬ ‫‪13‬‬
‫التكنولوجيا اؼبستقبلية‬ ‫‪DSC‬‬ ‫النفقات على الربؾبيات‬ ‫‪14‬‬
‫التكنولوجيا اؼبستقبلية‬ ‫‪Robot‬‬ ‫كثافة استعمال الربوت‬ ‫‪15‬‬
‫التكنولوجيا اؼبستقبلية‬ ‫‪D Tech‬‬ ‫توفر اخر التكنولوجيات‬ ‫‪16‬‬
‫االستخدام الفردي لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪URS‬‬ ‫استعمال التواصل االجتماعي‬ ‫‪17‬‬
‫االستخدام الفردي لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪C-TIC‬‬ ‫اؼبهارات والكفاءات يف ؾبال تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪18‬‬
‫االستخدام الفردي لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪AHDM‬‬ ‫الولوج إذل االنًتنت عارل التدفق عن طريق احملمول‬ ‫‪19‬‬
‫االستخدام اؼبؤسسايت لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪ESW‬‬ ‫نسبة الشركات ذات موقع إلكًتوين‬ ‫‪20‬‬
‫االستخدام اؼبؤسسايت لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪CE‬‬ ‫التجارة اإللكًتونية‬ ‫‪21‬‬
‫االستخدام اؼبؤسسايت لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪R&D‬‬ ‫االبتكار والبحث والتطوير يف اؼبؤسسات‬ ‫‪22‬‬
‫االستخدام اؼبؤسسايت لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪Form‬‬ ‫التكوين ونقل اػبربات يف ؾبال تكنولوجيا اؼبعلومات‬ ‫‪23‬‬
‫واالتصاالت‬
‫االستخدام اإلداري لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪SAOL‬‬ ‫خدمات إدارية رقمية‬ ‫‪24‬‬
‫االستخدام اإلداري لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪OP.DT‬‬ ‫نشر واستخدام البيانات اؼبفتوحة‬ ‫‪25‬‬
‫االستخدام اإلداري لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪Dp R&D‬‬ ‫نفقات البحث والتطوير يف قطاع التعليم العارل والبحث‬ ‫‪26‬‬
‫العلمي والقطاعات اغبكومية‬
‫حوكمة قطاع ‪TIC‬‬ ‫‪Cy-SC‬‬ ‫األمن السيرباين‬ ‫‪27‬‬
‫حوكمة قطاع ‪TIC‬‬ ‫‪Lg- CC‬‬ ‫القانون التجاري واؼبنافسة‬ ‫‪28‬‬
‫حوكمة قطاع ‪TIC‬‬ ‫‪DMV‬‬ ‫قانون العادل االفًتاضي وغَت اؼبادي‬ ‫‪29‬‬
‫حوكمة قطاع ‪TIC‬‬ ‫‪Fisc‬‬ ‫جباية النشاطات اؼبتعلقة ب ‪TIC‬‬ ‫‪30‬‬
‫حوكمة قطاع ‪TIC‬‬ ‫‪G-PEI‬‬ ‫الفجوة االجتماعية يف استعمال االنًتنت والدفع اإللكًتوين‬ ‫‪31‬‬
‫أثر تكنولوجيات اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪Comp-TIC‬‬ ‫تنافسية قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪32‬‬
‫أثر تكنولوجيات اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪Imp&Ixp‬‬ ‫صادرات وواردات السلع واػبدمات لقطاع ‪TIC‬‬ ‫‪33‬‬
‫أثر تكنولوجيات اؼبعلومات واالتصاالت‬ ‫‪EEP‬‬ ‫تكنولوجيا ترشيد استخدام الطاقة وخفض التلوث‬ ‫‪34‬‬

‫الملحق ‪12‬‬

‫الجدول ‪ 911‬مصفوفة التأثير المباشر‬

‫‪611‬‬
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020

1 : TM
2 : TC
3 : MAI
4 : 4G/5G
5 : HDF
6 : BII
7 : IES
8 : TMD
9 : GC
10 : DAM
11 : DP-IR
12 : DPIV
13 : ITE
14 : DSC
15 : Robot
16 : DTech
17 : URS
18 : C-TIC
19 : AHDM
20 : ESW
21 : CE
22 : R&D
23 : Form
24 : SAOL
25 : OP-DT
26 : Dp R&D
27 : Cy-Sc
28 : Lg-CC
29 : DMV
30 : Fisc
31 : G-PEI
32 : Comp TIC
33 : Imp & Exp
34 : EEP
1 : TM 0 0 1 0 0 0 0 0 0 1 0 0 1 0 0 1 2 0 3 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 1 0
2 : TC 0 0 0 0 2 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 0 0
3 : MAI 0 0 0 0 3 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 2
4 : 4G/5G 0 0 2 0 2 0 2 2 0 1 0 0 0 0 0 0 2 0 3 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0
5 : HDF 0 0 2 0 0 0 2 2 2 0 1 0 0 0 0 0 1 0 0 2 1 0 0 2 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0
6 : BII 0 0 0 2 3 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 3 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0
7 : IES 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 2 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0 0 2 0 1 0 0 0 0 0 1 0 0 0
8 : TMD 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 2 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 1 0
9 : GC 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 1 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 3 2 0 1 0 0 0 0 1 0 0
10 : DAM 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 0 2 0 0 2 0 1 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 2
11 : DP-IR 0 0 0 0 0 0 0 1 2 0 0 0 0 1 1 0 0 0 0 0 3 0 0 3 2 0 1 0 0 0 0 1 0 1
12 : DPIV 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 2 1 0 0 0 0 0 0 0 0
13 : ITE 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 3 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 3 2 2
14 : DSC 0 0 0 0 0 0 0 0 0 3 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0
15 : Robot 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0 1 0 0 0 0 0 2 0 1
16 : DTech 2 0 0 3 0 0 0 2 0 0 1 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 2
17 : URS 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 1 0 0 0 2 0 0 0
18 : C-TIC 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 1 0 1 0 0 0 0 2 0 0
19 : AHDM 0 1 0 0 2 0 0 0 0 2 1 0 0 0 0 0 2 0 0 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0
20 : ESW 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 1 2 0 0 0 0 0 0 0 1 0
21 : CE 1 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 2 2 0 0 1 2 0
22 : R&D 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 0 1 1 0 0 0 1 0 1 0 0 2 0 0 0 1 0 0 0 0 1 0 0
23 : Form 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 0 0 0 0 0 0 3 0 0 0 2 0 0 0 0 1 0 0 0 0 1 0 1
24 : SAOL 0 0 0 0 0 0 0 1 3 0 1 0 1 0 0 0 0 0 0 1 1 0 0 0 0 0 1 0 0 0 0 2 1 0
25 : OP-DT 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0
26 : Dp R&D 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 0 0 2 0 0 0 1 0 0 0 0 2 0 1 0 1 0 0 0 0 0 0 0

© LIPSOR-EPITA-MICMAC
27 : Cy-Sc 0 0 0 0 0 0 0 0 3 1 1 0 0 2 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0
28 : Lg-CC 1 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 2 2 0
29 : DMV 0 1 0 0 0 0 0 1 2 1 1 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 1 0 1 0 0 0 0 0 0 0
30 : Fisc 1 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 3 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 1
31 : G-PEI 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 2
32 : Comp TIC 2 2 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0 0 0 2 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 1
33 : Imp & Exp 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 2 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 2 0 1
34 : EEP 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 1 0

MICMAC ‫ من إعداد الباحثة بإلعتماد على برنامج‬:‫اؼبصدر‬

612

You might also like