Professional Documents
Culture Documents
202254-Article Text-506487-1-10-20201215
202254-Article Text-506487-1-10-20201215
36 - n° 03 - 2020
تاريخ الوصول / 2020/06/11 9تاريخ القبول 2020/07/05 9شهر سنة /تاريخ النشر2020/07/17 :
المؤلف المراسلsbachari88@gmail.com 9
ملخص
يهدف ىذا اؼبقال إذل ربليل عوامل تطوير الرقمنة يف اعبزائر و أولوياهتا على اؼبدى
القصَت باعتبارىا إحدى طرق ؾباهبة آثار جائحة كورونا عند ـبتلف الدول من جهة،
واحدى ركائز النهوض باالقتصاد الوطٍت .لقد أظهر ربليل العديد من اؼبؤشرات اؽبيكلية
واالقتصادية والعاؼبية أن اعبزائر تعاين من الفجوة الرقمية .وباالعتماد على منهجية التحليل
اؽبيكلي و تقنية ،MICMACأظهرت النتائج أنو من بُت 34عامل ؿبل الدراسة ىناك
18عامال أساسيا يؤثر يف ديناميكية و تطوير الرقمنة و تصوراهتا اؼبستقبلية .ىذه العوامل
يبكن حصرىا يف ثالث رىانات مًتابطة فيما بينها وىي ربسُت حوكمة قطاع تكنولوجيا
اؼبعلومات و االتصاالت ،تسريع التطور التكنولوجي و أخَتا تكثيف استخدام و تعميم
ىذه التكنولوجيا.و نظرا ألنبية الرقمنة يف مواجهة تبعات جائحة كورونا فقد خلصت
دراستنا إذل ربديد ستة أولويات على اؼبدى القصَت.
*
أستاذة ؿباضرة ب ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية و علوم التسيَت ،جامعة اعبزائر .33
577
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
RÉSU MÉ
ABSTRACT
مقدمة
لقد أثرت أزمة جائحة كورونا يف صبيع ؾباالت اغبياة .فبعد تأثر العديد من
األنظمة الصحية يف العادل ،اعترب اعبانب االقتصادي األكثر تضررا بسبب إجراءات الغلق
والتباعد االجتماعي ،وضعفت معو قطاعات التعليم والصحة من جهة ،و األنشطة اليت
يغيب عنها التمويل من جهة أخرى .لذلك اختارت معظم دول العادل التعايش مع
الفَتوس ،فكان تعزيز دور الرقمنة و تعميمها إحدى أىم السبل اؼبنتهجة من طرف
اغبكومات والشركات ،و ذلك بإعادة النظر يف األمباط العادية للعمل و التوجو كبو العمل
عن بعد والتوظيف عن بعد و الطب عن بعد و التعليم عن بعد و الدفع اإللكًتوين
واإلدارة الرقمية ....إخل.
إن ىذا التوجو لو ما يربره ،فقد أحدث تطور تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت
ثورة يف عادل األعمال وذلك بتقليص الوقت وتقريب اؼبسافات ،حيث أن مدة إنتاج نفس
كمية البيانات على اؼبستوى العاؼبي تقلصت إذل 20ثانية سنة 2016بعدما كانت 24
ساعة سنة ، (OCDE, 2017) 2012إن ىذا التطور يف إنتاج البيانات الرقمية فبكن أن
579
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
يتواصل يف السنوات اؼبقبلة ،ويشكل بذلك فرصا واضحة من أجل تسريع واستدامة النمو
االقتصادي خصوصا بالنسبة للدول النامية مثل اعبزائر.
يف ىذا اإلطار ،وضعت اعبزائر سنة 2008اسًتاتيجية متدرجة عرفت ب
" "e.Algerie2013هتدف إذل تعميم الربط بشبكة األنًتنت ،رقمنة اػبدمة العمومية وتأىيل
اإلطار القانوين ؽبا .كما أن الدولة جعلت من الرقمنة أساسا لنجاح اسًتاتيجية "اعبزائر رؤية
"2035اؼبوضوعة حديثا من قبل وزارة اؼبالية ،واليت بدورىا هتدف إذل تطوير وتنويع
االقتصاد الوطٍت من خالل شبانية قطاعات وىي السياحة ،الصناعات الغذائية ،الكيماوية،
ومواد البناء ،السيارات ،اإللكًتونيك ،الكهرباء ،الطاقات اؼبتجددة والنسيج .رغم ىذا فإننا
نالحظ أن ىذه الرقمنة اؼبرجوة ال تزال يف مرحلتها األوذل ويبيزىا تأخر كبَت يف انتشارىا
واستعماؽبا على مستوى الصحة ،التعليم ،الصناعة ،التجارة واإلدارة العمومية ،حيث احتلت
اعبزائر سنة 2019اؼبرتبة 98من بُت 121دولة فيما ىبص مؤشر اعباىزية الشبكية
) ،(Dutta and Lanvin, 2020و اؼبرتبة 102و 130عاؼبيا سنة 2017فيما ىبص تطور
قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات و اإلتصاالت و تطور اإلدارة اإللكًتونية على التوارل.
بالنظر إذل ىذا التأخر من جهة ،وأن الرقمنة تعترب إحدى أىم السبل اؼبنتهجة جملاهبة
آثار جائحة كورونا و ضرورة حتمية من أجل النهوض باالقتصاد الوطٍت من جهة أخرى،
فإن البحث يف عوامل تطوير الرقمنة يف اعبزائر و االعتماد عليها ؼبواجهة تبعات جائحة
كورونا لو أنبية كبَتة ،وعليو فالسؤال الذي يقتضي طرحو ىو كالتارل:
" ما ىي العوامل و اؼبقومات األساسية اليت يبٌت عليها قباح اسًتاتيجية الرقمنة يف
اعبزائر و أولوياهتا يف مواجهة تبعات جائحة كورونا؟ "
من أجل اإلجابة على ىذا التساؤل فإننا نفًتض ما يلي:
-إن أساس انتشار وتعميم الرقمنة ىو توفر بنية ربتية متطورة لتكنولوجيا اؼبعلومات
واالتصاالت؛
580
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
) (2020إذل عالقة كوفيد 19و عدم اؼبساواة يف ؾبال الرقمنة من أجل إبراز التداعيات
و اسًتاتيجيات اغبد من عدم اؼبساواة يف الولوج إذل الرقمنة .لكن لعملنا البحثي ىذا بعد
استشرايف دبا أننا كباول من خاللو وضع تصور لعوامل ومقومات قباح اسًتاتيجية الرقمنة
يف اعبزائر و أولوياهتا يف مواجهة تبعات وباء كوفيد .19من ىذا اؼبنطلق فإننا نعتمد على
منهجية وصفية وربليلية ،حيث أنو بعد عرض أدبيات حول اؼبوضوع سنقوم بتحليل واقع
قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت ومؤشرات االقتصاد الرقمي يف اعبزائر من خالل
البيانات اإلحصائي وىذا ما يبكننا من تقدًن ربليل SWOTللرقمنة يف اعبزائر وكذا
إحصاء شامل ؼبختلف اؼبتغَتات و العوامل اليت تكون وسبيز اسًتاتيجية الرقمنة ،بعد ذلك
نعتمد على طريقة التحليل اؽبيكلي واليت تأخذ طابع اؼبصفوفات باستعمال تقنية
MICMACمن أجل ربليل عالقات التأثَت والتأثر بُت ـبتلف اؼبتغَتات احملصاة ،وىذا ما
يسمح من ابراز أىم عوامل قباح اسًتاتيجية الرقمنة يف اعبزائر ،و نقدم أخَتا أولويات
تطوير الرقمنة ؼبواجهة تبعات جائحة كورونا يف اعبزائر على اؼبدى القصَت.
581
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
نعرض يف بداية ىذا اؼببحث أدبيات ومفاىيم حول تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت
وكذا االقتصاد الرقمي ،وبعد ذلك ننتقل إذل بعض أحدث الدراسات اؼبنجزة حول أنبية
الرقمنة يف بعض القطاعات خالل جائحة كورونا.
-9.9أدبيات حول الرقمنة
وىناك من وبصر مفهوم االقتصاد الرقمي يف التجارة االلكًتونية لكن األصح أن
االقتصاد الرقمي ىو نتاج لالستعمال الفعلي لتكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت يف ؾبمل
القطاعات االقتصادية ومن طرف اإلدارة واؼبؤسسات واألفراد .فيعرف )MEDEF (2012
االقتصاد الرقمي " كمجموع القطاعات اليت تعتمد على تكنولوجيا اؼبعلومات
واإلتصاالت سواء يف عملية اإلنتاج أو االستخدام واالستفادة ".وبالنسبة ل OCDE
) (2017فتعترب أن " اإلقتصاد الرقمي يشمل العديد من جوانب االقتصاد العاؼبي ،فهو
بذلك يشمل البنوك ،التجارة ،الطاقة ،اؼبواصالت ،التعليم ،الصحة ودور النشر" .
ويعرف االقتصاد الرقمي كذلك بأنو "التفاعل والتكامل والتناسق بُت تكنولوجيا
اؼبعلومات وتكنولوجيا االتصاالت من جهة وبُت االقتصاد الوطٍت والدورل من جهة أخري
دبا وبقق الشفافية الفورية واإلتاحة عبميع اؼبؤشرات السائدة عبميع القرارات االقتصادية
واؼبالية والتجارية يف الدولة خالل فًتة ما" (فريد النجار.)2007 ،
من خالل ما سبق يظهر جليا أن تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت تعترب إحدى أىم
مرتكزات االقتصاد الرقمي ،ولكن يف حقيقة األمر أهنا ليست الركيزة الوحيدة ألن االقتصاد
الرقمي يتميز كذلك بتواتر كبَت يف ؾبال االبتكار والتجديد فيما ىبص التكنولوجيا ومباذج
أألعمال لذلك فإن االبتكارات التقنية اؼبتواصلة كان ؽبا أثر إهبايب على ؾبمل األنشطة
واؼبعامالت االقتصادية ،كما أن انتشار االنًتنت أظهر مباذج أعمال جديدة وذلك من
خالل توسيع اؼبساحات السوقية ومضاعفة وتسريع اؼبعامالت واؼببادالت.
-1.9أهمية الرقمنة في القطاعات المتأثرة بجائحة كورونا
لقد أثرت جائحة كورونا على عديد القطاعات اإلسًتاتيجية بفعل سياسات الغلق
والتباعد االجتماعي كقطاعات التعليم و الصناعة و التجارة و اػبدمات اؼبالية ،كما زاد
الضغط بشكل كبَت على قطاع الصحة و الذي دل يكن مهيأ بشكل كاف ؼبواجهة ىذا
583
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
النوع من الوباء حىت يف الدول اليت هبا منظومة صحية متقدمة كالواليات اؼبتحدة
األمريكية و فرنسا و إيطاليا.
وقصد مواجهة ىذه اعبائحة عبأت ـبتلف الدول إذل سياسات دعم مارل خصوصا
لقطاع الصحة بعد أن أصبح التعايش مع الفَتوس أمرا حتميا .لكن إحدى أىم
التوجهات العاؼبية يف ىذا اإلطار كانت تعزيز الرقمنة و تسريع استخدام األدوات الرقمية
يف صبيع القطاعات اؼبشار إليها سابقا.
.1.2.1قطاع الصحة
تساىم الرعاية الصحية يف حوارل %10.4من الناتج احمللي العاؼبي ،و قد بلغت قيمة
صادرات الصحة اإللكًتونية قرابة 80مليار دوالر سنة .2017وتعتمد الصحة
اإللكًتونية على الذكاء االصطناعي و قواعد البيانات الضخمة و السجالت الصحية
اإللكًتونية و الرعاية الصحية عن بعد ،لذلك تلخص مزاياىا يف:
ربسُت جودة الرعاية،
كفاءة التكلفة و زبطيط اؼبوارد،
تعزيز قاعدة البيانات و األدلة الستخدامها يف الوقت اؼبثارل،
متابعة األوبئة و حصرىا جغرافيا و ديبغرافيا مثل ما وبصل مع كوفيد ،19
تشخيص حاالت اؼبرضى و متابعتها و معاعبتها بشكل أدق.
و قد تطرق ) Fagherazzi et al., (2020إذل أنبية الطب عن بعد و إذل استخدام
وسائل التواصل االجتماعي من أجل اغبد من خطر انتقال العدوى .كما أبرز Kapoor
) et al., (2020دور اغبلول الرقمية يف مواجهة ىذا الفَتوس و اعتبارىا كأفضل حلول
متاحة حاليا عرب العادل .و قدم ) Van Spall et al., (2020رؤية الستغالل التكنولوجيا
الرقمية لتسيَت و حصر وباء كورونا من خالل اؼبراقبة االستباقية و توسيع االختبارات
584
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
والعزل اؼبقيد للمصابُت ،و ىي رؤية أثبتت حسب الباحثُت قباعتها يف بعض الدول
اؼبتقدمة.
.2.2.1قطاع التعليم
لقد تسببت جائحة كورونا يف انقطاع أكثر من 1.6مليار تلميذ و طالب عن
الدراسة ،أي ما يقارب %80من الطالب ،و جاء ذلك يف وقت تعاين فيو العديد من
الدول من أزمة تعليمية تظهر من خالل التسرب اؼبدرسي ،ضعف اؽبياكل التعليمية،
اإلختالل اعبغرايف لفرص التعليم و ضعف اعبودة .لذلك فإن التعلم اإللكًتوين (E-
) Learningو التعليم اإللكًتوين ) (E-Educationبرزتا ليس فقط كأفضل سياسة
ؼبواصلة العملية التعليمية خالل جائحة كورونا و إمبا كذلك لدخول مسار تعميم و
ربسُت اػبدمات التعليمية ؼبختلف الفئات و اؼبناطق اعبغرافية و اػبروج من األزمة بشكل
أقوى و يف أفضل مسار.
يف ىذا اإلطار أظهر ) Crawford et al., (2020من خالل ربليل وثائقي
السًتاتيجيات التعليم العارل خالل جائحة كورونا عرب 20دولة موزعة على كل القارات
أن االعتماد على التعلم عن بعد ىي أىم اسًتاتيجية اتبعتها ىذه الدول قصد مواصلة
العملية التعليمية مع تسجيل فوارق يف نتائجها حسب درجة تطور التكنولوجيا الرقمية يف
كل بلد .كما بُت ) Mulenga and Marban (2020أن التعلم الرقمي يبكن أن يكون
استجابة إهبابية لفًتة اإلغالق خالل انتشار الوباء ،و ذلك من خالل دراستهم اليت
اقتصرت على تعليم الرياضيات يف اؼبستوى الثانوي.
.3.2.1قطاع الصناعة
تعترب الرقمنة يف ظل جائحة كورونا إحدى اإلسًتاتيجيات الكفيلة باحًتام التباعد
االجتماعي و مواصلة العمل عن بعد ،و ىو ما يقلص من حجم اػبسائر اؼبتوقعة يف
585
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
قطاع األعمال ،لكن األكيد أن أنبية الرقمنة يف القطاع الصناعي أكرب من ذلك بكثَت.
وتشَت بعض التوقعات أن القيمة اؼبضافة للتكنولوجيا الرقمية يف القطاع الصناعي يبكن أن
تصل إذل 3.7ترليون دوالر حبلول عام .2025و تقدم ىذه التكنولوجيا العديد من
اغبلول مثل تطبيقات تصميم اؼبنتجات و معدات التصنيع و اختبارىا نظريا ،معاجة
ومشاركة البيانات لضبط اعبودة ،ربسُت أنظمة اإلدارة و التسويق ،و ىذا ما ينتج عنو
زيادة سرعة االبتكار و ربسُت توظيف العمال و تطوير كفاءهتم و كذلك ربسُت رضا
اؼبستهلكُت و كسب ثقتهم و اغبفاظ على أعمال الشركات و ربسُت تنافسيتها .و قد
أكد ىذا الطرح ) Melluso et al., (2020و كذلك ) Javaid et al., (2020و الذين
رجحوا أن االعتماد اؼبكثف ؽبذه اغبلول يبكن أن يسرع من بلورة الثورة الصناعية الرابعة.
.4.2.1قطاع اػبدمات اؼبالية و التجارة
يعترب قطاع اػبدمات اؼبالية و التجارة أعلى القطاعات اؼبستثمرة يف تكنولوجيا اؼبعلومات
و االتصاالت ،حيث أن تطبيقات البنوك و اػبدمات اؼبصرفية الرقمية وتطبيقات التجارة
اإللكًتونية تساعد يف ربقيق الشمول اؼبارل و زيادة شفافية و أمن اؼبعامالت و زبفيض
تكاليفها و كذلك توسيع خيارات االستَتاد و التصدير .كما أنو يف ظل إجراءات الغلق و
العزل خالل جائحة كورونا تعترب اػبدمات اؼبالية الرقمية و التجارة اإللكًتونية أفضل خيار
للتجار و اؼبستهلكُت و الشركات من أجل مواصلة النشاط والتغلب على الندرة مع احًتام
كل اجراءات الغلق و التباعد االجتماعي و اغبد من التنقل.
يف ىذا اإلطار ،أكد ) Arner et al., (2020أن الوسائل و اػبدمات اؼبالية الرقمية
اليت طورت عقب األزمة اؼبالية لسنة 2008يبكن أن تلعب دورا بارزا يف مواجهة
الرىانات اآلنية اليت زبلفها جائحة كورونا .كما بُت ) Winarsih et al., (2020أن
التجارة اإللكًتونية ىي أحد أىم السبل ؼبواصلة و استدامة نشاط اؼبؤسسات الصغَتة
واؼبتوسطة خالل ىذه اعبائحة ،و ىي نفس النتيجة اليت أكدىا Hasanet et al.,
586
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
) (2020فيما ىبص اؼببادالت التجارية بُت الشركات اؼباليزية و الصينية رغم البفاضها
للحد األدىن خالل ىذه األزمة الصحية.
بالنظر ؼبا سبق عرضو ،يتبُت لنا أنبية الرقمنة كخيار اسًتاتيجي سواء ؼبواجهة تبعات
جائحة كورونا و كذلك تطوير و زيادة كفاءة القطاعات اإلسًتاذبية .لكن ىذا يتوقف
على مدى تطور قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات و االتصاالت و انتشاره األفقي يف أي بلد.
لذلك سنحاول يف اؼببحث اؼبوارل ربليل واقع ىذا القطاع يف اعبزائر و من مث ربليل عوامل
تطويره ،و ىذا ما يبكننا يف األخَت من تقدًن رؤية حول أولويات تطوير الرقمنة للمواجهة
الفورية للوباء يف اعبزائر.
-1واقع البيئة الرقمية في الجزائر
رغم وضعها لسياسة خاصة بتطوير قطاع االتصاالت سنة 2000ىدفها توفَت مناخ
قانوين مؤسسايت يسمح بًتقية اؼبنافسة والولوج إذل ـبتلف خدمات االتصاالت ،إالا أن
اعبزائر دل تكن لديها اسًتاتيجية واضحة تسمح بتوفَت بيئة رقمية مناسبة ومساعدة
للتحول الرقمي ،إالا أنو ويف سنة 2008سبت بلورت اسًتاتيجية ظبيت ب "اعبزائر
اإللكًتونية " 2013وكان من أىم أىدافها :تسريع استعمال تكنولوجيا اؼبعلومات
واإلتصاالت يف اإلدارة العمومية ،اؼبؤسسات االقتصادية وعند األفراد ،تطوير البنية التحتية
اػباصة باالتصاالت ذات التدفق العارل ،التكوين وتطوير البحث واالبتكار يف ىذا اجملال،
وكذلك تأىيل اإلطار القانوين اػباص باستعمال ىذه التكنولوجيا .كما قامت اعبزائر
كذلك بإطالق بعض اؼبشاريع لًتقية الرقمنة نذكر منها :مشروع أسرتك ،مشروع اؼبدينة
الذكية سيدي عبد اهلل ،مشروع التعليم اإللكًتوين لطلبة اعبامعات.
وفيما يلي نقوم بتحليل اإلحصائيات اػباصة بقطاع اؼبعلومات واإلتصاالت وكذلك
مؤشرات الرقمنة يف اعبزائر انطالقا من البيانات الدولية وأخَتا نقدم ربليل SWOTللرقمنة
يف اعبزائر.
587
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
كسائر دول العادل ،عمدت اعبزائر إذل تطوير ىذا القطاع من خالل ربسُت الولوج
إذل ـبتلف خدمات اؽباتف واالنًتنت من جهة ،وتسريع وتَتة خلق مؤسسات اقتصادية
بالقطاع ودعم نشاطها وتنافسيتها من جهة أخرى .وقد تبلورت ىذه األىداف باألخص
منذ وضع اسًتاتيجية اعبزائر اإللكًتونية سنة .2008
إن اعبدول اؼبوارل يظهر تطور قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت من خالل
مؤشرات ىيكلية واقتصادية ومؤشرات عاؼبية ،وذلك لسنيت 2010و .2018
الجدول 919مؤشرات تطور قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت يف اعبزائر
1197 1191 المؤشر نوع المؤشر
4915 2992 عدد مشًتكي اؽباتف الثابت(مليون) مؤشر هيكلي
51949 32978 عدد مشًتكي اؽباتف النقال(مليون)
3906 1915 عدد مشًتكي األنًتنت يف الثابت(مليون)
19923 0930 عدد مشًتكي األنًتنت النقال(مليون)
145120 46231 طول شبكة األلياف البصرية(كلم)
1050900 1049488 حجم اػبط الدورل()G bit/Seconde
458 (*459سنة )2013 رقم أعمال القطاع(مليار دينار) مؤشر اقتصادي
266301 200903 عدد اؼبؤسسات اإلقتصادية بالقطاع
19129 09076 قيمة الصادرات(مليار دينار)
2429424 869661 قيمة الواردات(مليار دينار)
4967 2986 تطور القطاع()IDI مؤشر عالمي
09422 09374 تطور اإلدراة اإللكًتونية()IDEG
اؼبصدر :وزارة الربيد و تكنولوجيا اؼبعلومات و اإلتصاالت ،اعبزائر .2019
من وجهة نظر مطلقة وليست نسبية ،تظهر أرقام اعبدول تطورا ملحوظا يف قطاع
تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت خالل الفًتة ما بُت 2010و .2018وىذا التطور يعود
بالدرجة األوذل إذل الدعم واالستثمار العمومي يف القطاع .كما أن متعاملي اؽباتف النقال
اػبارجيُت استفادو من التسهيالت اؼبقدمة من طرف الدولة من أجل الرفع من
استثماراهتم .إال أنو يبكن أن نالحظ أن رقم األعمال يف القطاع قد عرف تطورا من سنة
588
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
2010قبل أن ينخفض سنة 2017و 2018ليعود إذل ما كان عليو سنة ،2010ويعود
ىذا إذل سببُت رئيسيُت :األول ىبص األزمة اػباصة باؼبتعامل ORASCOMالذي باع
حصتو إذل مستثمر روسي قبل أن تقوم الدولة بإعادة شراء حصتو ،وأما الثاين فيخص
تشبع السوق اعبزائرية ما سبب بعض الركود يف أعمال القطاع خصوصا بعد اهنيار أسعار
النفط وتقليص اإلستثمار العمومي.
رغم أن اؼبؤشرين IDIو IDEGيظهران كذلك تطورا بالقطاع ،لكنهما من وجهة
نظر نسبية أو مقارنة للتطور اغباصل عاؼبيا يظهران أن اعبزائر مازالت ربتل مراتب متأخرة
يف ىذا اجملال ،فقد احتلت اعبزائر حسب مؤشر IDIو IDEGسنة 2017اؼبرتبة
102و 130عاؼبيا .ؽبذا نرى أنو من األفضل أن نعتمد على مؤشرات أخرى كذلك من
أجل تقدًن ربليل أكثر دقة لتطور ىذا القطاع.
-1.1مؤشرات الولوج إلى االقتصاد الرقمي
من أجل ربليل وضعية ومكانة أي بلد يف ؾبال االقتصاد الرقمي ،قامت اللجان الفنية
يف األمم اؼبتحدة وغَتىا من اؼبنظمات ببلورة متواصلة ؼبؤشرات مشًتكة سبكنهم من معرفة
مدى الفجوة الرقمية يف كل اجملاالت وتساعد ـبتلف الدول على وضع اإلسًتاتيجيات
اؼبناسبة لقطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت .وقبد من أىم اؼبؤشرات مؤشر اعباىزية
الشبكية ( ، Network Readiness Index )NRIوالذي مت بلورتو من طرف خرباء
اؼبنتدى اإلقتصادي العاؼبي منذ سنة ،2000لكنو يف سنة ،2019زبلى ىذا اؼبنتدى عن
إعداد ىذا اؼبؤشر لصاحل معهد PORTULANSيف الواليات اؼبتحدة األمريكية .يسمى
ىذا اؼبؤشر كذلك دبؤشر االستعداد الشبكي الرقمي ،ويقيم ىذا اؼبؤشر اقتصاديات الدول
لالستفادة من تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت من خالل أربع ؿباور ،كل منها يقيم من
خالل ثالث فروع خاصة بو ،ويف اجململ يوجد 62مؤشر ،وتتمثل ىذه احملاور والفروع يف:
589
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
يظهر ىذا الشكل أن اعبزائر ربتل مراتب متأخرة يف ـبتلف احملاور ودل تصل حىت إذل
مستوى الدول متوسطة الدخل ،بالنظر إذل األرقام والنقاط اؼبسجلة فإننا نالحظ تأخر
590
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
أكرب فيما ىبص البنية التحتية لتكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت وكذلك حوكمة القطاع
وبيئة األعمال .و من أجل تفسَت وربليل أعمق نرتكز على نتائج جل اؼبؤشرات واليت
عددىا ( 62أنظر اؼبلحق ،)01فنجد أن الفجوة الرقمية بالنسبة للجزائر تفسر من خالل
تأخرىا باألخص يف النقاط التالية:
األسعار اؼبرتفعة للهواتف الذكية؛
ضعف الربط اعبغرايف باألنًتنت عالية التدفق؛
عدم تطوير تطبيقات ذكية للهواتف؛
عدم توفر أخر التكنولوجيات اغبديثة؛
ضعف يف التجارة اإللكًتونية؛
تأخر تطوير اإلدارة اإللكًتونية؛
مشاكل األمن السرباين؛
مشاكل تنظيمية وعدم مالئمة التشريعات؛
ضعف يف انتاج سلع وخدمات عالية اعبودة يف قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات
واالتصاالت.
يظهر من خالل ما سبق أنو رغم ـبتلف اؼبشاريع واالسًتاتيجيات اؼبتبعة منذ سنة
، 2008فإن النتائج اؼبتوصل إليها يف ؾبال الرقمنة تعكس تطورا بطيئا يف اعبزائر مقارنة
بالقفزات النوعية اليت حققتها العديد من الدول يف ىذا اجملال مؤخرا مثل سنغافورة ،أو
بعض الدول العربية مثل اإلمارات العربية اؼبتحدة ،قطر والبحرين .كما ذبدر اإلشارة أنو
توجد بعض الدول أقل دخال من اعبزائر ولكنها ربتل مراتب أفضل مثل فيتنام ،أوكرانيا،
مولدفا ،رواند .وىذا ما يعٍت أنو يوجد إشكال فيما ىبص اإلسًتاتيجية اؼبتبعة وكذلك
فيما ىبص ىيكلة االقتصاد الوطٍت اؼببٍت على أساس الريع البًتورل وليس اقتصاد حقيقي
ذو توجو كبو اقتصاد اؼبعرفة.
591
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
SWOT -2.1تحليل
فبا سبق يبكننا أن نلخص نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات اػباصة
بقطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت يف اعبزائر كما يلي:
SWOT الجدول 911تحليل
نقاط الضعف نقاط القوة
* عدم توازن الربط اعبغرايف باألنًتنت عالية التدفق؛ * تطور شبكة اؽباتف الثابت والنقال؛
* عدم تطوير التطبيقات الذكية؛ * زيادة حجم اػبط الدورل ألنًتنت؛
* تأخر يف رقمنة اإلدارة ،الصناعة ،التجارة؛ * ديناميكية اؼبشاريع اػباصة باإلدارة والصحة والتعليم اإللكًتوين؛
* ضعف انتاج وتصدير سلع وخدمات عالية اعبودة يف ؾبال تكنولوجيا * زيادة حجم اإلستثمار العمومي يف القطاع.
اؼبعلومات اإلتصاالت؛
* ارتفاع أسعار اؽبواتف الذكية.
التهديدات الفرص
* عدم استقرار البيئة اإلقتصادية واؼبالية؛ * تصاعد ديناميكية خلق اؼبؤسسات واغباضنات يف القطاع؛
* ضعف وعدم مالءمة اإلطار التشريعي والتنظيمي اؼبرقمنة؛ * وفرة اليد العاملة اؼبؤىلة والتكوين يف القطاع؛
* ضعف مواجهة التهديدات السربانية؛ * زيادة الدعم التقٍت واؼبارل يف ؾبال البحث واإلبتكار؛
* عدم احًتام حقوق اؼبلكية الفكرية؛ * تصاعد وتَتة استخدام مواقع التواصل اإلجتماعي؛
* جاذبية سوق العمل اػبارجية يف ؾبال الرقمنة. * تصاعد وتَتة استخدام منصات رقمية يف ؾبال التجارة واؼبواصالت.
اؼبصدر :من إعداد الباحثة
إن التحليل اؽبيكلي ىو منهج يأخذ طابع اؼبصفوفات ،و يهدف إذل ربليل العالقات
بُت اؼبتغَتات اؼبشكلة للنظام اؼبدروس و تلك التابعة حمليطو .انطالقا من ىذا الوصف،
فإ ان غرض ىذه اؼبنهجية ىو إبراز أىم اؼبتغَتات اؼبؤثرة و التابعة ،ومن مث اؼبتغَتات
األساسية ذات األثر يف تطور النظام اؼبدروس.
592
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
ينجز التحليل اؽبيكلي أو البنيوي عرب ثالث مراحل متتالية و ىي إحصاء اؼبتغَتات و
تعريف العالقة بُت اؼبتغَتات مث ربديد اؼبتغَتات األساسية ).(Godet, 2007
أ -إحصاء المتغيرات 9تتمثل ىذه اؼبرحلة يف إحصاء ؾبمل اؼبتغَتات اليت سبيز النظام
اؼبدروس و ؿبيطو الداخلي و كذلك اػبارجي مع اغبرص أن يكون ىذا اإلحصاء شامال
قدر اإلمكان .و يبكن القيام بذلك من خالل الدراسات السابقة و النظريات اؼبتعارف
عليها و كذا اغبوارات مع الفاعلُت و األخصائيُت يف ؾبال الدراسة.
ب -تعريف العالقات بين المتغيرات 9ال وجود ؼبتغَت إال من خالل عالقاتو باؼبتغَتات
األخرى .ؽبذا يعمل التحليل اؽبيكلي على رصد ىذه العالقات باستعمال مصفوفة ثنائية
اؼبدخل تدعى مصفوفة التحليل اؽبيكلي.
إن ملء اؼبصفوفة يكون نوعيا ،وينبغي طرح العديد من األسئلة على كل زوج من
اؼبتغَتات كما يلي :ىل توجد عالقة تأثَت مباشرة بُت اؼبتغَتة (أ) و اؼبتغَتة (ب)؟ إذا كان
اعبواب بالنفي نعطي العالمة ( ،)0أما إذا كان اعبواب باإلهباب فنعطي العالمة ()1
لعالقة التأثَت اؼبباشر إذا اعتربناه ضعيفا و عالمة ( )2إذا اعتربناه متوسطا و العالمة ()3
أذا اعتربناه قويا ،وأخَتا العالمة ( )Pإذا اعتربناه فبكنا .و قد أبرزت ـبتلف التجارب أن
نسبة اؼبلء العادي للمصفوفة تًتاوح ما بُت 20و .%30
ج -تحديد المتغيرات األساسية 9تتمثل ىذه اؼبرحلة يف ربديد اؼبتغَتات اؼبفتاحية
واألساسية يف تطور النظام اؼبدروس .و يتم ذلك من خالل ترتيب مباشر و غَت مباشر
للمتغَتات حسب معيارين و نبا تأثَت اؼبتغَتة و تأثرىا .حيث يتم ذلك عن طريق الرفع
من قوة اؼبصفوفة األولية إذل األس تواليا حىت اغبصول على مصفوفة ثابتة الًتتيب .وتدعى
ىذه الطريقة بـ :مصفوفة التأثَت اؼبتبادل اؼبضاعف اؼبطبقة على ترتيب ،و باختصار
.MICMAC1ويبكن عرض نتائج التأثَتات للمتغَتات على شكل ـبطط ،حيث يكون
فيو ؿبور الًتاتيب فبثال للتأثَت و ؿبور الفواصل فبثال للتأثر .عند وضع كل اؼبتغَتات على
ـبطط يبكن أن مبيز أربع أصناف ،من بينها:
متغيرات المدخل ( 9)9و ىي متغَتات كبَتة التأثَت قليلة التأثر ،و ىي تعترب أساسا
مفسرة للنظام اؼبدروس ،فهي تتحكم يف ؾبمل ديناميكيتو و عندما يكون األمر فبكنا
تتحول ىذه اؼبتغَتات إذل فعل.
متغيرات الربط ( 9)1وىي متغَتات كبَتة التأثَت و التأثر يف الوقت نفسو ،فهي بطبيعتها
غَت مستقرة ،كل فعل ذباىها تكون لو انعكاسات على بقية اؼبتغَتات يعود عليها فيما
بعد ىي األخرى بالتأثَت ،فبا يغَت بعمق ديناميكية النظام اؼبدروس ،و ىذا ما يبكن
استنتاج رىانات تطور النظام اؼبدروس من خالل ىذه متغَتات.
متغيرات النتائج ( 9)2وىي متغَتات قليلة التأثَت كبَتة التأثر ،و يفسر تطورىا من خالل
التأثَتات القادمة من اؼبتغَتات األخرى و باألخص متغَتات اؼبدخل و متغَتات الربط.
المتغيرات المبعدة ( 9)3ىي متغَتات قليلة التأثَت و قليلة التأثر ،فهي ال تؤثر إال قليال
على النظام اؼبدروس ،إما لكوهنا عبارة عن اذباىات ثقيلة ال يؤثر صبودىا يف ديناميكية
ال نظام أو ىي على عالقة ضعيفة بالنظام اؼبدروس و تعرف تطورا شبو مستقل.
انطالقا من ـبتلف التعريفات السابقة فإن اؼبتغَتات األساسية لتطور النظام اؼبدروس
تتكون من متغَتات اؼبدخل و متغَتات الربط.
.1.2تحديد العوامل األساسية لتطوير الرقمنة في الجزائر
باالعتماد على منهجية التحليل اؽبيكلي نقوم أوال بإحصاء متغَتات ىذا النظام
اؼبدروس وجعلها يف مصفوفة ثنائية اؼبدخل من أجل تعريف عالقات التأثَت اؼبباشرة فيما
بينها ،وىذا ما يتسٌت لنا فيما بعد من ابراز عالقات التأثَت غَت اؼبباشرة ،ومنو ربديد أو
استنتاج اؼبتغَتات أو العوامل األساسية للنظام اؼبدروس
594
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
595
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
وأن أطول عالقة تأثَت غَت مباشرة بُت متغَتتُت ما ربتاج إذل أربع ( )04متغَتات وسطى
بينهما.
.3.2.3ربديد اؼبتغَتات األساسية
اعتمادا على اؼبنهجية اؼبشار إليها يف الفرع السابق ،فإن ربديد اؼبتغَتات األساسية
يبكن أن يبُت من خالل رسم ـبطط لعالقات التأثَت غَت اؼبباشرة.
الشكل( 9)11ـبطط عالقات التأثَت غَت اؼبباشرة
596
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
ب -متغيرات الربط (المتغيرات المفتاحية) 9وىي متغَتات غَت مستقرة تؤثر يف ديناميكية
تطور الرقمنة يف اعبزائر ،وىي :تطور اؼبنصات الرقمية وتكامل األنظمة ،نظام تسيَت
احملتوى ،اإلستمثار يف التكنولوجيات الناشئة ،التجارة اإللكًتونية ،تنافسية قطاع
تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت صادرات وواردات سلع وخدمات القطاع.
ج -متغيرات النتائج 9وىي متغَتات تتأثر خصوصا بالقسمُت السابقُت من اؼبتغَتات
وىي :رسوم االتصاالت ،تكنولوجيا ترشيد استخدام الطاقة وخفض التلوث ،استخدام
شبكات التواصل االجتماعي.
د -المتغيرات المبعدة 9ىي متغَتات األقل تأثَتا يف تطور الرقمنة يف اعبزائر مقارنة
بالقسمُت األولُت وىي :أسعار اؽباتف احملمول ،ولوج العائالت إذل خدمة األنًتنت ،خط
األنًتنت الدورل ،ولوج اؼبؤسسات الًتبوية إذل خدمة األنًتنت ،التطبيق عن بعد ،حقوق
اؼبلكية الفكرية وبراءات االخًتاع ،النفقات على الربؾبيات ،كثافة استعمال الروبوت،
الولوج إذل االنًتنت عارل التدفق عن طريق احملمول ،الشركات ذات موقع الكًتوين نشر
واستخدام البيانات اؼبفتوحة ،نفقات البحث والتطوير يف قطاع التعليم العارل ،األمن
السيرباين ،قانون العادل االفًتاضي وغَت اؼبادي ،الفجوة االجتماعية يف استعمال األنًتنت
والدفع اإللكًتوين.
استنادا إذل منهجية التحليل اؽبيكلي فإن اؼبتغَتات األساسية لتطور النظام اؼبدروس
وىو الرقمنة يف اعبزائر ىي متغَتات اؼبدخل و متغَتات الربط .ومنو فإن ىده اؼبتغَتات
تعترب ىي العوامل واؼبقومات األساسية لتطور الرقمنة يف اعبزائر ،أو باألحرى أىم العوامل
اليت من اؼبفروض أن تقوم عليها اسًتاتيجية تطوير الرقمنة.
كما يبكن تقسيم ىذه اؼبتغَتات األساسية من خالل ثالث رىانات رئيسية ،تلخص
يف حد ذاهتا اجملاالت الثمانية اليت تنتمي إليها ىذه اؼبتغَتات ،فنجد:
الرهان األول 9تسريع التطور التكنولوجي
597
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
يرتكز ىذا الرىان يف اعبزائر أساسا على االستثمار يف ؾبموع التكنولوجيات اليت تنشأ
من اؼبعرفة اعبديدة أو من التطبيق اؼببتكر للمعرفة اؼبوجودة ،وىو ما يؤدي إذل التطور
السريع للقدرات اعبديدة وتوفَت آخر التكنولوجيا ،ىذه األخَتة تعترب إذا أحد أىم عوامل
التطور التكنولوجي وتوفَتىا يستلزم حىت استَتادىا يف بعض األحيان .كما أن ىذا التطور
هبب أن يتجلى كذلك من خالل توسيع وتعميم الولوج إذل األنًتنت التابث عارل
التدفق.
من جهة أخرى فإن تسريع التطور التكنولوجي ال يقتصر فقط على اعبانب اؼبادي
أو اؼبعدات التكنولوجية ،فاعبزائر حباجة كذلك إذل تطوير جانب الربؾبيات ،لذلك قبد
من خالل نتائج ىذه الدراسة أن ىذا الرىان يقوم كذلك على تطوير تطبيقات وبرامج
رقمية خاصة باستخدام يف اؽبواتف الذكية ،و اؼبالحظ أن ىذه التطبيقات تعترب أحد أىم
مصادر القيمة اؼبضافة يف قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت .كما أننا توصلنا يف
ىذه الدراسة أن تطوير قواعد عمل رقمية تسمح بتطوير واستعمال الربؾبيات وأنظمة
اؼبعلومات ،كذلك تطوير تطبيقات تسمح خبلق وإدارة ونشر ؿبتويات على االنًتنت من
شأهنا أن تدفع بالتطور التكنولوجي يف اعبزائر من جانبو اؼبعلومايت.
الرهان الثاني 9تكثيف استخدام تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت
إن أول ؾباالن حيويان الستخدام تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت نبا التجارة
واإلدارة .وقد توصلنا يف ىذه الدراسة أن اعبزائر تعاين غبد اآلن من تأخر يف تعميم
استخدام ىذه التكنولوجيا على األقل يف اجملالُت اؼبذكورين ،لذلك فالرىان الثاين يبدأ من
العمل على تكثيف اؼبعامالت التجارية اليت تستخدم األنًتنت أو شبكات الكمبيوتر
األخرى مثل تبادل البيانات احملوسبة كما يستحسن تكثيف استخدام تكنولوجيا
اؼبعلومات واالتصاالت من طرف اإلدارة العمومية لًتقية أدائها وتسهيل نشاطات األفراد
واؼبؤسسات .ويبكن بعد العمل على ىذين اجملالُت االنتقال إذل ؾبال التعليم ،الصحة،
598
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
الطاقة ،الصناعة والثقافة .لكن تكثيف استخذام ىذه التكنولوجيا يعتمد كذلك على
ربسُت كيفية وطرق استخدامها وىذا األمر يتوقف يف حد ذاتو على التكوين ونقل
اػبربات ما ينمي من اؼبهارات والكفاءات ويسرع من وتَتة االبتكار والبحث يف ـبتلف
اؼبؤسسات والدوائر.
إن العمل على ترقية العوامل (اؼبتغَتات) سابقة الذكر سواء فيما ىبص الرىان األول
أو الرىان الثاين من شأنو أن يعزز من تنافسية قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واإلتصاالت
وقدرتو على تسويق منتجاتو وزيادة مبيعاتو يف ظل اؼبنافسة مع السلع االجنبية ،وىو ما
يبكن من ربسُت اؼبيزان التجاري ؽبذا القطاع والذي ظل طوال السنُت اؼباضية يسجل
عجزا ملحوظا.
الرهان الثالث 9تحسين حوكمة قطاع تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت
لقد رأينا يف احملور السابق أنو من بُت نقاط ضعف والتهديدات اليت زبص الرقمنة يف
اعبزائر قبد عدم استقرار البيئة االقتصادية والتشريعية وكذلك عدم التوازن اعبغرايف بالربط
باألنًتنت عالية التدفق لذلك فقد خلصت نتائج التحليل اؽبيكلي إذل إبراز ىذا الرىان
من خالل بعض اؼبتغَتات أو العوامل ذات األنبية واؼبستعجل العمل عليها وىي :ربسُت
النصوص التشريعية والتنفيذية اليت ربكم األعمال التجارية والعادل االفًتاضي وتشجيع على
اؼبنافسة وربافظ عليها ،وجعل ىذه النصوص مرنة وأكثر توافقا مع متطلبات التطور
السريع لقطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت .ومن ناحية أخرى فإن ربسن بيئة
األعمال لو أنبية قصوى من أجل تشجيع االستثمار سواء يف اؼبعدات التكنولوجية أو
الربؾبيات ،وىذا التحسُت ىبص باألساس النظام اعببائي لنشاط القطاع وتوفَت سبل
واليات جديدة للتمويل.
.4.2.3مبوذج مفاىيمي لتطوير الرقمنة يف اعبزائر
599
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
انطالقا من النتائج اؼبتحصل عليها يف احملور السابق ،فإنو بإمكاننا رسم ـبطط
لنموذج يؤسس لتطوير الرقمنة يف اعبزائر يف األعوام اؼبقبلة ،وىذا النموذج يقوم على
ارتباط الرىانات الثالثة اؼبتحصل عليها سابقا ،حبيث أننا نضع لكل رىان العوامل
األساسية اػباصة بو لتطوير الرقمنة خالل الفًتة ،2025-2020وىي ليست العوامل
الوحيدة يف ىذا اإلطار فقد رأينا سابقا أنو يوجد حسب دراستنا ىذه 34عامال ،لكننا
نكتفي يف ىذا النموذج بأىم العوامل السابق ذكرىا.
الشكل :12مبوذج مفاىيمي لتطوير الرقمنة يف اعبزائر
ذبدر اإلشارة إذل أن كل العوامل اؼبشار إليها من خالل الرىانات الثالثة مرتبطة فيما
بينها من خالل عالقات تأثَت وتأثر ،دبعٌت أن أي تطور يف أي عامل ستكون نتيجتو
تطور يف العوامل األخرى .ويبكن قراءة ىذا االرتباط من خالل مصفوفة التأثَت اؼبباشر يف
اؼبلحق ( ،)03وكذلك من خالل الشكل اؼبوارل:
600
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
إن ارتباط ىذه العوامل فيما بينها يظهر أنو من اؼبستحسن العمل على ترقيتها يف
نفس الوقت وبنفس األنبية ،وليس بالًتكيز على بعضها فقط وىو األمر الذي من شأنو
أن يقلص من فرص قباح أي اسًتاتيجية لتطوير الرقمنة يف اعبزائر.
-3أولويات تطوير الرقمنة لمواجهة تبعات جائحة كورونا
بالنظر ؼبا سبق ذكره من أنبية الرقمنة يف مواجهة جائحة كورونا و من خالل النتائج
اؼبتحصل عليها حول عوامل تطوير الرقمنة يف اعبزائر ،فإنو يبكننا يف ىذا الفرع األخَت من
البحث أن نقدم رؤية حول ترتيب األولويات يف تطوير الرقمنة ؼبواجهة تبعات جائحة
كورونا يف اعبزائر .و يبكن ربديد ستة أولويات يف اؼبدى القصَت.
.9.3تعزيز البنية التحتية الرقمية
يف ظل اجراءات الغلق و توجو اغبكومات و الشركات إذل العمل عن بعد يوجد
ضغط متزايد على البنية التحتية الرقمية ،لذلك فتعزيز البنية التحتية الرقمية تعترب أىم
601
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
األولويات على اؼبدى القصَت من أجل مواصلة النشاط بشكل مقبول و منو اغبد من
التأثَت االقتصادي و االجتماعي للوباء .و ىنا يستحسن ربديد الفجوات الرقمية اعبغرافية
و تعزيز جودة 4Gو استخدام شاحنات شبكة االنًتنت اؼبتنقلة و خفض استخدام
النطاق الًتددي ػبدمات الًتفيو الرقمية و دعم اقتناء األدوات الرقمية (اؽبواتف الذكية
وأجهزة الكمبيوتر).
.1.3االهتمام بالفئات محرومة أو ضعيفة استخدام الرقمنة
إن من أسباب وجود ىذه الفئات ىي الظروف االقتصادية للعائالت ،البعد اعبغرايف
و قلة اؼبهارات .لذلك فإن ىذه الفئات عادة ما تكون مهددة أكثر من غَتىا بعدوى
كورونا ألهنا ربتاج إذل زيادة التنقل و عدم القدرة على العمل عن بعد و يصعب عليها
التباعد االجتماعي .و منو فإن دعم ىذه الفئات خالل جائحة كورونا يعترب إحدى
األولويات .و يبكن ربديد ىذه الفئات دبساعدة متعاملي اؽباتف النقال و أرباب العمل
واعبمعيات .بعد ذلك يبكن دعمها يف اغبصول على األدوات الرقمية مثل اؽبواتف الذكية
و أجهزة الكمبيوتر و ربطها بشبكة 4Gو تطبيقات سهلة االستخدام يف ؾبال الصحة
والتجارة اإللكًتونية و أخَتا تأىيلها الستخدام التقنيات الرقمية عن طريق دروس تلفزيونية
و مراكز االتصال.
.2.3تطوير تكنولوجيا المعلومات في مجال الصحة
إن تطوير الذكاء االصطناعي و اػبدمات اللوجيستية الذكية و انشاء آليات ؼبعاعبة
البيانات الضخمة يبكن أن يقدم نتائج فورية يف ربديد ـباطر العدوى و طرق و ؾباالت
انتقاؽبا و دعم مكافحة الوباء و مساعدة طواقم الرعاية الصحية ،وذلك يف ظل انتشار
الوباء يف كامل الًتاب اعبزائري و عدم تقيد اؼبواطنُت بالتباعد االجتماعي و اغبد من
التنقل .لذلك فازباذ تدابَت استثنائية من أجل تسخَت البيانات الرقمية و ضمان موثوقيتها
602
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
و ضباية اػبصوصيات الشخصية تعترب احدى السبل الناجعة يف ؾبال الصحة على األقل
إذل حُت حصر الوباء.
إن ـبتلف األزمات خاصة الصحية و األمنية منها تظهر تغَتا يف سلوك اؼبواطنُت فيما
ىبص التموين و الصحة الغدائية ،لذلك يزيد الطلب بشكل كبَت على اؼبواد الغدائية
واسعة االستهالك و كذا اؼبكمالت الغدائية الصحية و األدوية ،حيث تعترب ىذه اؼبواد
اسًتاتيجية و ربضى بدعم الدولة ،و قد قامت اعبزائر بزيادة وارداهتا من ىذه اؼبواد يف
الثالثي األول من ىذه السنة من أجل زيادة حجم اؼبخزون االسًتاتيجي لكن اؼبشكل
يكمن يف حسن توزيعها جغرافيا و يف الوقت اؼبثارل بأسعار مقبولة من غَت احتكار.
لذلك فوضع أنظمة معلوماتية موسعة و اعتماد أساليب الذكاء االصطناعي يبكن
اغبكومة من تعميم التموين هبذه اؼبواد حسب الكثافة السكانية و اغبد من الندرة اليت
غالبا ما ينتج عنها كسر قواعد التباعد االجتماعي و كثرة تنقل اؼبواطنُت.
.4.3تنمية المهارات الرقمية
لقد خلصنا يف اؼببحث السابق أن اعبزائر تعرف تأخرا يف ؾبال اؼبهرات الرقمية و ىو
ما كان لو انعكاسات آنية خالل ىذه اعبائحة .فمن أسباب عدم احًتام اؼبواطنُت لقيود
التنقل عدم سبكنهم من حسن استخدام األدوات الرقمية من أجل طلب خدمات التموين
أو اػبدمات الصحية أو العمل عن بعد .لذلك فإن تعزيز التكوين و كسب اؼبهارات
الرقمية أمر تقتضيو األزمة اغبالية و كذلك التطورات االقتصادية و االجتماعية اؼبمكن
حصوؽبا بعد جائحة كورونا .حىت و إن كان العمل على ىذا اعبانب يتم على اؼبدى
اؼبتوسط لكن ذلك ال يبنع من ازباذ اجراءات آنية يف شكل دروس عرب التلفزيون أو
االعتماد على مراكز للتواصل عرب اؽباتف أو مع متطوعُت مؤىلُت يف ؾبال تقنيات
603
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
عادة ما يقًتن االستخدام الواسع لألدوات الرقمية و العمل عن بعد بزيادة اؽبجمات
السيربانية ،لذلك فنشر ارشادات خاصة حول العمل اآلمن عن بعد و تأمُت األنظمة
اؼبعلوماتية و خلق تطبيقات لألمن السيرباين يبكن اعتبارىا كتوجو ضروري لتطوير الرقمنة
و استخدامها الواسع يف حالة األزمات كجائحة كورونا.
مثل ما عبائحة كورونا تبعات و انعكاسات كبَتة يف اجملال الصحي و االجتماعي
واالقتصادي فإنو يبكن أن تعترب ىذه اعبائحة فرصة كبَتة للجزائر لالنطالق فعليا يف
تطوير الرقمنة ؼبا ؽبا من أنبية يف مواجهة ىذه اعبائحة ،و ما سبق ذكره يبكن اعتباره
ؾبموعة من األولويات على اؼبدى القصَت يبكن ؽبا أن تشكل أرضية حقيقية ؼبواصلة
العمل على جوانب أخرى من أحل تطوير الرقمنة و التوجو اكبو ؾبتمع اؼبعرفة.
خاتمة
لقد أبانت جائحة كورونا على أنبية الرقمنة كإسًتاتيجية كفيلة بتعزيز اؼبرونة
االقتصادية و احملافظة على الوظائف و ؾباهبة أألزمات حيث سارعت العديد من الدول
خاصة اؼبتقدمة منها إذل تعزيز االعتماد على األدوات الرقمية خالل أزمة كوفيد ،19
وناقشت ؾبموعة العشرين ) (G20هنج شامل لسياسات االقتصاد الرقمي و مستقبل
الرقمنة.
إن اعبزائر كسائر الدول ال يبكن ؽبا أن تبقى على جانب ىذه التطورات خصوصا
وأهنا تسعى كذلك إذل إعطاء دفع جديد القتصادىا و زبفيف التبعية لقطاع احملروقات.
لكن ربليل واقع الرقمنة يف اعبزائر من خالل مؤشرات ىيكلية و اقتصادية و عاؼبية أظهر
604
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
لنا يف ىذه الورقة البحثية أن البلد يعاين من فجوة رقمية كبَتة .فرغم السياسات اؼبنتهجة
سابقا لتطوير و تعميم استخدام الرقمنة فقد رأينا من خالل أحدث تقرير ؼبعهد
PORTULANSحول اعباىزية الشبكية أن اعبزائر ربتل اؼبرتبة 98من بُت 121دولة و
تسبقها العديد من الدول متوسطة الدخل و أخرى أقل منها دخال .و قد فسرنا ىذا
الضعف بعديد العوامل منها :ضعف الربط اعبغرايف باالنًتنت عالية التدفق ،عدم تطوير
تطبيقات ذكية للهواتف ،عدم توفر أخر التكنولوجيات اغبديثة ،ضعف يف التجارة
االلكًتونية تأخر تطوير اإلدارة االلكًتونية ،...إخل.
لتحليل ديناميكية تطوير الرقمنة مستقبال يف اعبزائر اعتمدنا على منهجية التحليل
اؽبيكلي و ذلك إلعطاء بعد استشرايف ؽبذا البحث ،و هتدف ىذه اؼبنهجية إذل ربليل
ـبتلف عالقات التأثَت و التأثر بُت العوامل اؼبكونة و اؼبؤثرة يف الرقمنة .يف ىذا اإلطار
استخدمنا تقنية MICMACاؼبطورة دبركز LIPSORبفرنسا وىي إحدى الطرق الكيفية
و ليست الكمية للتحليل .و قد أظهرت النتائج أنو من بُت 34عامال ؿبل الدراسة يوجد
18عامال أساسيا فبكن أن يتحكم يف ديناميكية و تطوير الرقمنة يف اعبزائر و كذا
تصوراهتا اؼبستقبلية .و حسب منهجية التحليل اؽبيكلي فقد مت استنتاج ثالث رىانات
ذبمع تلك العوامل ،و ىي :ربسُت حوكمة قطاع تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت،
تسريع التطور التكنولوجي ،تكثيف استخدام تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت.
انطالقا من ىذه النتائج فإنو يبكننا تأكيد فرضييت البحث اليت انطلقنا منهما ،ونبا:
أوال إن أساس انتشار وتعميم الرقمنة ىو توفر بنية ربتية متطورة لتكنولوجيا اؼبعلومات
واالتصاالت ،ثانيا يعترب التكوين والبحث يف ؾبال تكنولوجيات اؼبعلومات واالتصاالت
ركيزة استدامة اسًتاتيجية الرقمنة ومواكبة التطورات اؼبستقبلية.
إن النتائج اؼبتحصل عليها توافق ؾبموع ما توصلت إليو العديد من الدراسات السابقة
اؼبشار إليها يف ىذه الدراسة ،و لكن القيمة اؼبضافة ؽبذا البحث تكمن يف استخدام
605
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
منهجية التحليل اؽبيكلي و طريقة MICMACحول موضوع الرقمنة و ذلك ألول مرة
حسب علمنا غبالة اعبزائر و ىو ما مكننا من دراسة الرقمنة كنظام يتكون من عدة
عوامل مرتبطة فيما بينها وىو األمر الذي مكننا أخَتا من استنتاج العوامل األساسية
لتطوير الرقمنة و إظهار العالقة فيما بينها ىذا العمل يسهل بالتارل و ضع تصور حقيقي
لركائز بناء اسًتاتيجية وطنية حول الرقمنة.
بالنظر إذل النتائج اؼبتحصل عليها حول عوامل و رىانات تطوير الرقمنة يف اعبزائر
وأنبيتها يف مواجهة جائحة كورونا فقد خلصنا إذل ربديد ستة أولويات رئيسية للرقمنة
على اؼبدى القصَت و ىي:
تعزيز البنية التحتية الرقمية،
االىتمام بالفئات ؿبرومة أو ضعيفة استخدام الرقمنة،
تطوير تكنولوجيات اؼبعلومات يف ؾبال الصحة،
اؼبرافقة الرقمية لتعزيز األمن الغدائي،
تنمية اؼبهارات الرقمية،
ربسُت األمن السيرباين.
المراجع
قاسمي ش ،.و ملوكي أ " .)1197( ،.مؤشرات جاىزية الولوج إذل اإلقتصاد الرقمي-
قراءة ربليلية لوضعية اعبزائر على ضوء مؤشر اعباىزية الوارد يف التقرير الدورل " .ؾبلة
الشعاع للدراسات االقتصادية .العدد .03الصفحة .47-28
لحمر ع" .)1197( ،.البلدان اؼبغاربية وربديات اإلقتصاد اعبديد" ؾبلة التنمية
اإلقتصادية .العدد .05الصفحة .167-151
606
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
ؾبلة العلوم." " واقع االقتصاد الرقمي يف العادل العريب.)1198( ،.و دهان م،.تنيو ك
.312-298 الصفحة.01 العدد.12 اجمللد.اإلقتصادية و التسيَت و العلوم التجارية
Arner Douglas W., Barberis, J. N., Walker J., Buckley R., P. Dahdal
A. M., Zetzsche D. A., (2020). “Digital Finance & The COVID-19
Crisis” University of Hong Kong Faculty of Law Research Paper n°
2020/017; UNSW Law Research. Available at
http://dx.doi.org/10.2139/ssrn.3558889
Beaunoyer E., Dupéré S., Guitton M J., (2020). COVID-19 and digital
inequalities : Reciprocal impacts and Mitigation strategies. Computer
in Human Behavior. 111. 106424.
https://doi.org/10.1016/j.chb.2020.106424
Bouri N., (2019). “The Digital economy and its impact on countries’
economic growth”. Journal of Excellence for Economics and Management
Research. Vol. 3. n°01. Pages 189-201.
Crowford J., Butler-Henderson K., Jurgen R., Malkawi B H., Glowatz
M., Burton R., Magni P., and Lam S., (2020).” Covid-19: 23 countries’
higher education intra-period digital pedagogy responses”. Journal of
607
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
608
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
Lahmer A., and Benzidane H., (2019). “ICT in Algeria: reality and
prospects ». Strategy and Development Review. V09. N°16. Pages 148-162.
Melluso N., Fareri S., Fantoni G., Bonaccorsi A., Chiarello F.,
Manfredi P., Coli E., Giordano V., and Manaf Sh., (2020). “Lights and
shadows of COVID-19, Technology and Industry 4.0 ». A preprints.
https://www.researchgate.net/publication/340997063
Michel G., (2004). « La Boite à Outils de Prospective Stratégique ».
Cahiers du LIPSOR. N°5. Laboratoire d’Investigation en Prospective,
Stratégie et Organisation. CNAM. Paris.
Mouvement des Entreprises de France (MEDEF). (2012). « Les enjeux
du numérique dans les années à venir : quelle ambition pour le MEDEF ».
Publication MEDEF. France.
Organisation de Coopération et de Développement Economique.
2017. « OCDE Digital Economy Outlook 2017 ». Ed. OCDE. Paris.
Waliul Hasanat M., Hoque A., A. Sh. Farzana, Anwar M., Abdul
Hamid A. B., Hon Tat H., (2020). “The Impact of Coronavirus (Covid-19)
on E-Business in Malaysia ». Asian Journal of Multidisciplinary Studies.
3 (1).
Winarsih, Indriastuti M., Fuad K. (2021) Impact of Covid-19 on
Digital Transformation and Sustainability in Small and Medium
Enterprises (SMEs): A Conceptual Framework. In: Barolli L.,
Poniszewska-Maranda A., Enokido T., (eds), Complex, Intelligent and
Software Intensive Systems. CISIS 2020. Advances in Intelligent
Systems and Computing, vol 1194. Springer, Cham.
المالحق
19 الملحق
609
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
الملحق 11
610
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
الملحق 12
611
Les Cahiers du Cread -Vol. 36 - n° 03 - 2020
1 : TM
2 : TC
3 : MAI
4 : 4G/5G
5 : HDF
6 : BII
7 : IES
8 : TMD
9 : GC
10 : DAM
11 : DP-IR
12 : DPIV
13 : ITE
14 : DSC
15 : Robot
16 : DTech
17 : URS
18 : C-TIC
19 : AHDM
20 : ESW
21 : CE
22 : R&D
23 : Form
24 : SAOL
25 : OP-DT
26 : Dp R&D
27 : Cy-Sc
28 : Lg-CC
29 : DMV
30 : Fisc
31 : G-PEI
32 : Comp TIC
33 : Imp & Exp
34 : EEP
1 : TM 0 0 1 0 0 0 0 0 0 1 0 0 1 0 0 1 2 0 3 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 1 0
2 : TC 0 0 0 0 2 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 0 0
3 : MAI 0 0 0 0 3 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 2
4 : 4G/5G 0 0 2 0 2 0 2 2 0 1 0 0 0 0 0 0 2 0 3 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0
5 : HDF 0 0 2 0 0 0 2 2 2 0 1 0 0 0 0 0 1 0 0 2 1 0 0 2 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0
6 : BII 0 0 0 2 3 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 3 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0
7 : IES 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 2 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0 0 2 0 1 0 0 0 0 0 1 0 0 0
8 : TMD 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 2 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 1 0
9 : GC 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 1 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 3 2 0 1 0 0 0 0 1 0 0
10 : DAM 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 0 2 0 0 2 0 1 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 2
11 : DP-IR 0 0 0 0 0 0 0 1 2 0 0 0 0 1 1 0 0 0 0 0 3 0 0 3 2 0 1 0 0 0 0 1 0 1
12 : DPIV 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 2 1 0 0 0 0 0 0 0 0
13 : ITE 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 3 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 3 2 2
14 : DSC 0 0 0 0 0 0 0 0 0 3 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0
15 : Robot 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0 1 0 0 0 0 0 2 0 1
16 : DTech 2 0 0 3 0 0 0 2 0 0 1 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 2
17 : URS 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 1 0 0 0 2 0 0 0
18 : C-TIC 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 1 0 1 0 0 0 0 2 0 0
19 : AHDM 0 1 0 0 2 0 0 0 0 2 1 0 0 0 0 0 2 0 0 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0
20 : ESW 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 1 2 0 0 0 0 0 0 0 1 0
21 : CE 1 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 2 2 0 0 1 2 0
22 : R&D 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 0 1 1 0 0 0 1 0 1 0 0 2 0 0 0 1 0 0 0 0 1 0 0
23 : Form 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 0 0 0 0 0 0 3 0 0 0 2 0 0 0 0 1 0 0 0 0 1 0 1
24 : SAOL 0 0 0 0 0 0 0 1 3 0 1 0 1 0 0 0 0 0 0 1 1 0 0 0 0 0 1 0 0 0 0 2 1 0
25 : OP-DT 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0
26 : Dp R&D 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1 0 0 2 0 0 0 1 0 0 0 0 2 0 1 0 1 0 0 0 0 0 0 0
© LIPSOR-EPITA-MICMAC
27 : Cy-Sc 0 0 0 0 0 0 0 0 3 1 1 0 0 2 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0
28 : Lg-CC 1 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 2 2 0
29 : DMV 0 1 0 0 0 0 0 1 2 1 1 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 1 0 1 0 0 0 0 0 0 0
30 : Fisc 1 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 3 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 2 1
31 : G-PEI 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 2
32 : Comp TIC 2 2 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0 0 0 0 2 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 1
33 : Imp & Exp 2 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 2 2 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 2 0 1
34 : EEP 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 0 0 2 0 0 0 2 0 0 0 0 0 0 1 0
612