You are on page 1of 25

‫عرض حول‪:‬‬

‫عقد االئتمان أإليجاري‬

‫المقدمة‬

‫نظرا لما تكتسبه التجارة من أهمية كبرى تخدم اقتصاد الدول فتطوير هذا المجال يعد الهدف‬
‫األول وطنيا ودوليا لتشجيع االستثمار‪ ،‬ولمسايرة التطورات السريعة لما تتميز به التجارة‬
‫من خاصتي السرعة واال ئتمان‪ .‬والبحث عن منابع التمويل يعد الهاجس األول الذي يؤرق‬
‫بال الكثير من الطامحين إلى إنشاء مشاريع استثمارية جديدة‪ ،‬أو توسيع مشاريع أخرى‬
‫قائمة‪ ، 1‬ولقد ظلت المدخرات الشخصية والقروض منذ أمد بعيد المنفذ الوحيد المتاح أمام‬
‫أصحاب المشاريع‪ ،‬غير أنه ومع التطور التكنولوجي المتسارع واحتدام المنافسة كان من‬
‫الالزم تطوير تقنيات جديدة ومبتكرة للتمويل من شأنها تحقيق تمويل المشروع االستثماري‬
‫بشكل كامل من طرف المؤسسة المالية‪ .‬هذا فضال عن تسارع وثيرة االختراعات العملية‬
‫يستوجب تجديد وسائل اإلنتاج القائمة لمواجهة مشاكل التمويل هاته‪ ،‬تم ابتكار وسيلة تمويل‬
‫جديدة تعرف باسم االئتمان أإليجاري‪.‬‬

‫ولقد ظهر عقد االئتمان أإليجاري ‪ Leasing‬على عكس ما يروج في بعض المؤلفات الفقهية‬
‫على أنه من ابتكار الحضارة األمريكية بل أن هناك من يرجع مصدره التاريخي إلى نظام‬
‫االئتمان الذي كان معروفا في القانون الروماني ‪ ،‬والذي بمقتضاه يشترط المقترض على‬
‫المقرض أن ينقل إلى ملكية الشيء لضمان الوفاء‪. 2‬أما في الواليات المتحدة األمريكية فقد‬
‫ظهر حوالي سنة ‪، 1952‬ثم انتقل إلى أروبا في الستينيات حيث عرف انتشارا واسعا‬
‫خاصة في فرنسا التي أسست سنة ‪ Loca 1652‬قبل أن يتدخل المشرع الفرنسي بتنظيميه‬
‫بموجب قانون ‪ 1966/7/6‬وما تاله من قوانين‪.3‬‬

‫عبد السالم الوهابي عقد االئتمان أإليجاري للمنقول في القانون المغربي الندوة الرابعة للعمل القضائي والبنكي‪ ،‬الطبعة االولى يناير ‪،2004‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.1‬‬
‫‪ 2‬العربي مياد‪ ،‬عقود اإلدعان دار مقارتنة الطبعة األولى ص ‪77-76‬‬
‫‪ 3‬عبدالسالم الوهاني ‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪.326‬‬

‫‪1‬‬
‫أما في الدول النامية فقد ظهرت مجموعة من الشركات التي تقوم بهذا النشاط في كل من‬
‫كوريا الجنوبية وماليزيا والفلبين وأندنونيسيا والتيالند ولإلشارة فإن إقبال الدول النامية على‬
‫هذا النوع من االئتمان كان كبيرا لدرجة أنه في سنة ‪ 1976‬وصل عدد الشركات التي‬
‫تزاول هذا النشاط في هونغ كونغ وحدها إحدى وعشرون شركة وفي سنغفورة ثالثة عشر‬
‫شركة كما عرفت مجموعة من الدول اإلفريقية والعربية ميالد شركات من هذا النوع‪. 4‬‬

‫أما في المغرب فإن عقد االئتمان أإليجاري قد ظهر منذ سنة ‪ 1965‬بتأسيس أول شركة‬
‫تحت اسم ماروك ليزينغ ‪ Maroc leasing‬ثم أعقبتها في الظهور شركات أخرى بلغ‬
‫عددها إلى حدود سنة ‪ 1994‬سبع شركات‪.5‬‬

‫غير أن هذا االزدهار الذي عرفه قطاع االئتمان أإليجاري لم يواكبه أي تدخل تشريعي‬
‫لتنظيم هذا العقد بالرغم من توقيع المغرب على معاهدة روما والتي ألزمت الدول الموقعة‬
‫عليها بتوحيد تشريعاتها في الميدان التجاري‪ ،‬إلى جانب اتفاقية اوطاوا المتعلقة باالئتمان‬
‫أإليجاري الدولي‪ ،‬وإقراره بشرعية وجوده ابتدءا من قانون المالية التعديلي لسنة ‪1973‬‬
‫وبالظهائر الصادرة في ‪ 1973/8/13‬المكونة لمدونة االستثمار إال انه كان من الضروري‬
‫االنتظار إلى حين صدور مدونة التجارة ليتدخل المشرع لتنظيم أحكامه بمقتضى الفصول‬
‫من ‪ 431‬إلى ‪ 442‬بعد أن كان قد أعطى له تعريفا في الفصل الثاني من الظهير‬
‫‪ 1993/7/6‬المتعلق بنشاط مؤسسات االئتمان ومراقبتها‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫إن دراسة موضوع االئتمان أإليجاري تنبع من األهمية التي يطرحها هذا الموضوع سواء‬
‫من الناحية العملية أو النظرية‪.‬‬
‫ف من الناحية النظرية فالفقه اليوم أجمع على نعت هذه المؤسسة القانونية بأنها إيجار‬
‫كعقد‪،‬وائتمان كعملية‪ ،‬لكن النصوص القانونية خرجت عن هذا المنحى ويتضح ذلك من‬
‫خالل الطريقة التي اعتمدت في تنظيمها تشريعيا حيث نجد أن مدونة التجارة خصصت له‬
‫‪ 12‬مادة لتنظم بشكل مقتضب وقليل عدة جوانب تمس بشكل مباشر العملية العقدية واآلثار‬
‫المترتبة عنها‪ ،‬لكونها عقد تجاريا يخضع لمقتضيات العقود التجارية‪.‬‬
‫أما من الناحية العملية فإن ظهور هذا النوع من الخدمات ساهم بشكل كبير في دعم‬
‫األنشطة الصناعية‪ ،‬كما أنه زاد من النشاط التسويقي لآلالت والمعدات والسلع كما أدى إلى‬
‫الرفع من حركة المدفوعات بين الموردين والمستثمرين لهذه المعدات‪ ،‬كما أعطى وساعد‬
‫على إمكانية بدء المقاوالت بأقل اإلمكانيات الممكنة ومن تحسين قدرتها على النمو لتصبح‬

‫‪ 4‬محمد برادة غزيول ‪ :‬عقد االئتمان اإليجاري على المنقوالت بين الفقه والقضاء الطبعة األولى ‪ ،1998 – 1419‬ص ‪.33‬‬
‫‪ 5‬الشركات السبعة هي‪ :‬ماروك ليزينغ ومغرب باي ‪ ،‬ووفاباي‪ ،‬وانترليزيتغ وسوحلس واونيباي و دياك ليزينغ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقاوالت متوسطة أو كبيرة‪ .‬وعقد االئتمان أإليجاري عموما هو وسيلة ناجعة لتمويل‬
‫المشاريع الصناعية التجارية واالقتصادية‪.‬‬
‫ومن هنا يمكننا طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫إلى أي حد نجح المشرع المغربي في وضع إطار قانوني ينظم عقد االئتمان‬
‫أإليجاري‬
‫انطالقا من هذه اإلشكالية ومن أجل توضيح األحكام العامة لعقد االئتمان أإليجاري ينبغي‬
‫تبني منهجية قانونية تحليلية مقارنة تسمح لنا باإلحاطة بمختلف عناصر عقد االئتمان‬
‫أإليجاري ولتحقيق هذا المبتغى ارتأينا اعتماد هذا التصميم‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية عقد االئتمان أإليجاري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أثار عقد أإليجاري‬

‫الئحة فك الرموز‬

‫م ‪.‬ت‪ :‬مدونة التجارة‬

‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪ :‬قانون االلتزامات والعقود‬

‫ق‪.‬ج‪.‬م‪ :‬القانون الجنائي المغربي‬

‫ف‪ :‬الفصل‬

‫م‪.‬س‪ :‬مرجع سابق‬

‫م‪ :‬المادة‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية عقد االئتمان أإليجاري‬
‫كما أشرنا في التقديم فعقد االئتمان أإليجاري من العقود التجارية الحديثة التي نظمها المشرع‬
‫المغربي في الكتاب الرابع من مدونة التجارة‪ ،‬وسنقف في هذا المبحث عند مدلول عقد االئتمان‬
‫( المطلب األول ) على أن نتطرق إلى شروط و مراحل عقد االئتمان أإليجاري ( المطلب الثاني‬
‫)‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم عقد االئتمان أإليجاري‬


‫سنحاول في هذا المطلب الحديث عن تعريف عقد االئتمان أإليجاري وبيان أهم خصائصه‬
‫(الفقرة األولى) وبيان طبيعته القانونية ومقارنته مع بعض العقود المشابهة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف وخصائص عقد االئتمان أإليجاري‬


‫أوال– تعريف عقد االئتمان أإليجاري‬

‫عرفت المادة ‪ 431‬من مدونة التجارة عقد االئتمان أإليجاري للمنقول بأنه “كل عملية إكراء‬
‫السلع التجهيزية أو المعدات أو اآلالت التي تمكن المكتري كيفما كان تكييف تلك العمليات من أن‬
‫يتملك في تاريخ يحدده مع المالك كل أو بعض السلع المكتراة لقاء ثمن متفق عليه يراعى فيه‬
‫جزء على األقل من المبالغ المدفوعة على سبيل الكراء” ( االئتمان أإليجاري للمنقول‪(.‬‬

‫و أضافت نفس المادة أن االئتمان أإليجاري هو كل عملية لكراء العقارات المعدة لغرض مهني تم‬
‫شراؤها من طرف المالك أو بنائها لحسابه‪ ،‬إذ كان من شأن هذه العملية كيفما كان تكييفها أن‬

‫‪4‬‬
‫تمكن المكتري من أن يصير مالكا لكل أو بعض األموال المكراة على أبعد تقدير عند انصرام‬
‫أجل الكراء ( االئتمان أإليجاري العقاري‪(.‬‬

‫فعقد االئتمان أإليجاري تبعا لتعريف المشرع المغربي هو عقد موجه إلى المهنيين في إطار‬
‫ممارسة نشاطهم‪ ،‬ويشكل عملية قانونية مركبة‪ 6‬تتداخل فيها ثالثة عقود‪ ،‬وهي عقد البيع أو‬
‫التوريد وعقد الكراء والوعد بالبيع من جانب واحد‪ .‬وتهم ثالثة أشخاص‪ ،‬األولى هي مؤسسة‬
‫االئتمان التي تقوم بشراء المنقول المخصص للكراء والثاني هو البائع لها‪ ،‬والثالث هو المكتري‬
‫منها‪ ،‬وتتم عن طريق قيام األولى بشراء معدات وآالت‪ ،‬أو تجهيزات‪ ،‬من الثاني قصد إكرائها‬
‫للثالث الذي يقوم هو باختيارها تبعا لحاجيات مقاولته‪ ،‬وذلك لمدة محددة مقابل أدائه ألقساط‬
‫دورية على أن يكون له في نهاية المدة الحق في تملك تلك التجهيزات بعد أداء الثمن المتفق عليه‬
‫سلفا يراعى في تقديره جزء على األقل مما تم دفعه من مبالغ على سبيل الكراء‪.7‬‬

‫وأول ما يمكن مالحظته على هدا التنظيم القانوني هو انه جاء ترجمة وفية للقوانين الفرنسية‬
‫األولى التي نظمت عملية االئتمان التجاري سنة‪ ,1996‬ما يعيب المسالة ليس هو األخذ عن‬
‫المشرع الفرنسي لكن العيب أن مدونة التجارة أخدت عن المشرع الفرنسي القديم دون أن تأخذ‬
‫بعين االعتبار التعديالت التي جاءت بعده‪. 8‬‬

‫مؤاخذات المادة ‪ 431‬من مدونة التجارة أنها وإن أشارت إلى إمكانية تملك الشيء المكتري ” في‬
‫تاريخ يحدده مع المالك كل أو بعض السلع المكراة لقاء ثمن متفق عليه الخ…” فإنها لم تحدد‬
‫اآلثار التي تترتب عن امتناع شركة االئتمان أإليجاري عن وعدها‪ ،‬بتحويل الشيء المكترى إلى‬
‫ملكية المكتري في الوقت الذي يعرب فيه هذا األخير عن رغبته في ذلك‪ .‬ومن بين المفارقات‬
‫التي تطرحها المادة ‪ 431‬من مدونة التجارة أيضا‪ ،‬أنها أعطت للمكتري حق تملك كل أو بعض‬
‫هذا الشيء‪ ،‬لقاء ثمن متفق عليه وإذا كان تملك الكل ال يطرح إشكاال‪ ،‬فإن تملك البعض يناقض‬
‫فكرة الربح الذي تهدف إليه هذه المؤسسات االئتمانية‪ ،‬إضافة إلى أن تجزئة الشيء المكري من‬
‫شأنه أن يضر بمصالح المؤسسة مقدمة االئتمان‪ ،‬ويؤدي بالتالي إلى خلط بين مفهوم اإليجار‬
‫التقليدي واالئتمان أإليجاري‪.‬‬

‫والمالحظ كذلك أن المشرع المغربي في هذه المادة حصر نطاق عملية االئتمان أإليجاري للمنقول‬
‫في السلع التجهيزية أو المعدات أو اآلالت الشيء الذي جعل بعض الفقه‪9‬يتساءل عن مصير‬

‫‪ –6‬المختار بكور‪ ،‬قراءة اتفاقيات المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص االيجاري الدولي‪ ،‬المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬عدد ‪– 34‬‬
‫‪ 1994‬ص ‪.107‬‬

‫‪ 7‬عبد السالم الوهابي‪ ،‬عقد االئتمان اإليجاري للمنقول في القانون المغربي‪ ،‬الندوة الرابعة للعمل القضائي والبنكي‪ ،‬سلسلة الندوات واأليام الدراسية‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،2004‬ص ‪.363‬‬
‫‪ 8‬رياض فخري‪,‬عقد االئتمان أإليجاري بين مدونة التجارة والقانون المنظم لمؤسسات أالئتمان‪,‬مجلة الحقوق المغربية‪,‬العدد السادس‪,‬السنة‬
‫الثالثة‪,‬اكتوبر‪2008‬ص‪92‬‬
‫‪ 9‬المختار بكور‪ ،‬العقود التجارية الجديدة في مدونة التج ارة‪ :‬حالة االئتمان اإليجاري‪ ،‬المدونة الجديدة لتجارة‪ ،‬أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه‬
‫المركز المغربي للدراسات القانونية‪ ،‬الرباط ‪ 5‬يوليوز ‪ 1996‬ص ‪.52‬‬

‫‪5‬‬
‫المعدات واآلالت المرتبطة بعقار أو التي رصدت لخدمة‪ ،‬بحيث تصبح بمقتضى القواعد العامة‬
‫عقارات بالتخصيص‪ :‬فهل ستخضع لعمليات االئتمان أإليجاري للمنقول أم لعملية االئتمان‬
‫أإليجاري للعقار‪.‬‬

‫كذلك هذه المادة اقتبست التعريف الوارد في المادة ‪ 8‬من ظهير ‪ 1993‬المتعلق بمؤسسات‬
‫االئتمان و الهيئات المعتبرة في حكمها هذا القانون تم نسخه بمقتضيات القانون ‪ 103.12‬و لم يتم‬
‫تحيين هذه المادة‬

‫وما يمكن مالحظته أيضا هو أن المشرع المغربي أخد بدوره من خالل تعريفه لالئتمان اإليجاري‬
‫من المشرع الفرنسي قاعدة أن االئتمان االيجاري يعطي للمستأجر في نهاية مدة خيار شراء‬
‫األصول محل اإليجار سواء كانت األصول عبارة عن أموال منقولة فيكتسب ملكية األصل بسعر‬
‫مخفض تدخل في تقديره المبالغ التي دفعها المستأجر مدة اإليجار وهذا ما يتضح من خالل المادة‬
‫األولى من القانون الفرنسي (‪ 2‬يوليوز ‪ 1966‬المعدل بقانون شتنبر ‪ )1967‬بتعريفه لعملية‬
‫التأجير التمويلي بأنها كل عمليات تأجير المعدات واآلالت الالزمة لمزاولة حرفة أو صناعة –‬
‫والتي يتم شراؤها إلعادة تأجيرها بواسطة مشروعات أي مقاوالت تظل مالكة لها وذلك عندما‬
‫تخول هذه العمليات للمستأجر الحق في تملك كل أو جزء من األشياء محل اإليجار مقابل ثمن‬
‫يتفق عليه طرفي عقد االئتمان أإليجاري مع مراعاة ما تم دفعه من وجيبة مقابل مدة العقد وطيلة‬
‫هذه المدة‪.10‬‬

‫أما النظام األمريكي في الوقت الراهن فانه يعرف طريقتين لالئتمان أإليجاري احدهما يسمى‬
‫« ‪ » financiallease‬والثانية « ‪.» operating lease‬‬

‫والطريقة األولى أقرب إلى النظام الذي يعرفه حاليا كل من التشريع الفرنسي والتشريع‬
‫المغربي‪ ،‬بحيث تتخلله إمكانية شراء الشيء المؤجر من طرف المستأجر والطريقة الثانية‪ ،‬ال‬
‫يعطى فيها للمستأجر في نهاية مدة عقد خيار شراء اآلالت أو المعدات محل العقدة‪ ،‬وإنما يلتزم‬
‫المستأجر بإعادة األصول المستأجرة إلى المؤجر الذي من حقه وهو مالكها‪ .‬أن يبيعها أو يعيد‬
‫تأجيرها سواء للمستأجر القديم أو لشخص آخر غيره‪.11‬‬
‫ثانيا– خصائص عقد االئتمان أإليجاري‬

‫بناء على ما سبق وللقول بوجود عقد ائتمان إيجاري ينطبق عليه التعريف التشريعي ويخضع‬
‫ألحكامه البد أن تتوفر فيه الخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ – 10‬ومن المالحظ أن هذا النص قد أخذ من الفصل األول من القانون ‪ 66 – 455‬الفرنسي الصادر ب ‪ 2‬يوليوز ‪ 1966‬وقد جاء بالشكل التالي‪:‬‬
‫‪«les opérations de crédit-bail visées par la présente loi sont:‬‬
‫‪*le opération de location de bains d’équipement on de matériel d’outillage achetées en vue de cette location par‬‬
‫‪de entreprises qui demeurent propriétaires lorsque ces opérations quelque soit leur qualifications, donnent au‬‬
‫‪locataire la possibilité d’acquérir tout onpartie des biens loués, moyennant un prix convenu tenant, au moins‬‬
‫»‪pour partie, des versements effectues à titre de loyer .‬‬

‫‪ –11‬محمد الكشبور “االئتمان اإليجاري … مجلة المحامون‪،‬ـ للبيئة المحامين بأسفي عدد ‪ ،1998 ،6‬ص ‪.170‬‬

‫‪6‬‬
‫أ – االئتمان أإليجاري عقد شكلي‪ :‬خصه المشرع بالتنظيم و ذلك وفقا لمقتضيات مدونة التجارة‪.‬‬

‫ب –يسبق عملية اإليجار‪ ،‬عملية شراء المنقوالت من طرف مؤسسة االئتمان سواء تم هذا‬
‫الشراء من شخص ثالث وهو الشكل الغالب أم من المستأجر نفسه فيما يطلق عليه « ‪lease‬‬
‫‪ » book‬أو تأجير تمويلي الالحق على هذا األساس إذا المكري نفسه هو المنتج للسلعة فإن هذه‬
‫العملية ال تكيف بأنها عقد ائتمان إيجاري وفقا للمدلول التشريعي‪12‬‬

‫د‪ -‬يعتبر عقد االئتمان أإليجاري من عقود اإلذعان‬

‫ج – تتطلب عملية االئتمان اإليجاري تدخل ثالثة أطراف (الطابع الثالثي) خالفا للقواعد العامة‬
‫التي تتطلب االقتصار على طرفين‪13:‬‬

‫‪ – 1‬مؤسسة االئتمان أإليجاري للمنقول (المؤجر)‪.‬‬

‫‪ – 2‬المستفيد من عملية االئتمان (المستأجر)‪.‬‬

‫‪ – 3‬البائع (المورد)‪.‬‬

‫تعتمد شركات االئتمان أإليجاري للمنقوالت بالمغرب عدة تسميات لنعت الشرركة الممولرة‪ :‬فمنهرا‬
‫مررن يسررتعمل “مصررطلح المررؤجر”‪ ،14‬ومنهررا مررن يسررتعمل مصررطلح “المكررري”‪ 15‬أو “مؤسسررة‬
‫القرض والتأجير”…‬

‫وعلى أي فإن اختالف هذه التسميات يرجع إلى الطبيعة المعقدة شيئا ما للدور الذي تقروم بره هرذه‬
‫الشررركات والمتمثررل فرري شررراء المنقررول الررذي يررتم اختيرراره مررن طرررف المسررتأجر تررم كرائرره لرره أو‬
‫استرداده أو بيعره عنرد انتهراء مردة العقرد‪ .‬ونظررا لمرا يتطلبره عقرد االئتمران أإليجراري مرن رؤوس‬
‫أموال كبيرة‪ ،‬فإن األفراد لم يلجا إلى مزاولته‪ ،‬وإنمرا تشرهد السراحة العمليرة تأسريس شرركات لهرذا‬
‫الغرض‪.‬‬

‫وكما هرو الشرأن بالنسربة لشرركة االئتمران أإليجراري فرإن للمشرروعات المسرتفيدة مرن هرذه العمليرة‬
‫تسرررميات متعررررددة فررري العقررررود النموذجيرررة الترررري تعتمررردها شررررركات التمويرررل فمنهررررا مرررن ينعترررره‬
‫“بالمستفيد”‪ ،16‬ومنها من ينعته “بالمستأجر”‪17‬ومنها مرن ينعتره برالمكتري…‪ .‬لكرن مختلرف هرذه‬

‫‪ – 12‬لم تعرف مدونة التجارة االئتمان أإليجاري الالحق أو المرتد ‪ Cension bail‬أو ‪ ، back leas‬وقد أوردت النشرة الصادرة عن وزير‬
‫االقتصاد المالية الفرنسي بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 1968‬تعريفا له حيث عرفته بأنه ذلك االتفاق الذي بموجبه تقوم شركة االئتمان أإليجاري بشراء أصل‬
‫سبق للمستفيد الحصول عليه على أن نقرر له على الفور االنتفاع به بموجب عقد تأجير تمويلي‪ ” .‬محمد برادة غزيول مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪13‬محمد كشبور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.364‬‬

‫‪ – 14‬هذه التسمية المعتمدة في العقد النموذجي لشركة ‪magheribail‬وشركة‪.wafabail‬‬


‫‪ – 15‬هذه التسمية معتمدة في العقد النموذجي لشركة ‪ .Maroc leasing‬أوردته جميلة جوالي‪ :‬االئتمان اإليجاري للمنقوالت بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط أكدال ‪ ،1999 – 1998‬ص ‪.21‬‬

‫‪.Maroc – leasing et WAFABAIL –16‬‬

‫‪7‬‬
‫التسميات ال تعبر عن الدور الحقيقي أو الموقع الفعلي الرذي يحتلره فري عمليرة االئتمران أإليجراري‬
‫والذي هو بعيد عن ذلك المتوفر في المستأجر العادي وفق للقواعد العامة‪ .‬والواقع أنه منذ دخرول‬
‫االئتمرران أإليجرراري للمغرررب مررس مجمرروع الميررادين االقتصررادية‪ ،‬بحيررث اسررتفادت منرره تقريبررا كررل‬
‫المشرروعات التجاريررة التري تمكنررت بهرذه الطريقررة للحصرول مررا تحتراج إليرره مرن التجهيررزات الترري‬
‫تدخل ضمن مفهوم األموال المنقولة و العقارات‪.‬‬

‫ويذهب األستاذ محمد على مكوار‪18‬في منح الطرف الثالث في عملية االئتمان أإليجاري تسرمية‬
‫البائع – “المورد” وذلك تمييزا له عن البائع الخاضع في تصررفاته للقواعرد العامرة‪ ،‬وكرذا إلبرراز‬
‫الطابع المميز لعمليات التوريد في االئتمان أإليجاري عكس ما هو عليه األمر في القواعد العامرة‬
‫الخاصة بعقد البيع‪ ،‬ذلك أن المنقول في هذه العملية االئتمانية يسرلم مباشررة إلرى المسرتأجر ولريس‬
‫إلى المشتري (شركة االئتمان أإليجاري) في المكان الذي سيستعمل فيره ولريس فري مكران تحريرر‬
‫العقد‪ .‬كما أن هناك استثناء آخر للقواعد العامة‪ ،‬يتمثل في كون البائع – المورد ال يررد ذكرره فري‬
‫مختلف العقود الجاري بها العمل كطرف في العقد كما هو الشأن بالنسبة للمؤجر والمستأجر‪.‬‬

‫د – يجب تضمين العقد لوعد من جانب واحد بالبيع بموجبه يلتزم الطرف المكري بنقل ملكية‬
‫األشياء المؤجرة للمكتري في نهاية مدة العقد‪ ،‬إذا ما أبدى هذا األخير رغبته في ذلك بحيث‬
‫يكون لمكتري خيار الشراء عند نهاية المدة إن شاء رفعه وأصبح مالكا للتجهيزات بعد أداء‬
‫الثمن المتفق عليه سلفا‪.‬‬

‫ه – أن يراعى في تقدير المبلغ سلفا‪ ،‬والذي يتعين على المكتري أدائه ألعمال خيار شراء جزء‬
‫على األقل من قيمة المبالغ المدفوعة على سبيل الكراء‪ ،‬وهو ما يجعل هذا المبلغ والذي يطلق‬
‫عليه تسمية القيمة المتبقية زهيدا وال يتناسب مع القيمة الحقيقية للتجهيزات في السوق علما بأن‬
‫للمكتري في نهاية مدة اإليجار غير قابلة للتغيير ثالثة اختيارات أولهما تملك المنقوالت بعد أدائه‬
‫للمبلغ المتبقي وثانيهما إعادة استئجار المعدات لفترة أخرى وثالثهما إعادة المعدات لمؤسسة‬
‫االئتمان‪.‬‬

‫و – يجب أن تتوفر في المكري صفة مؤسسة االئتمان ومن تم فال يمكن لغير البنوك وشركات‬
‫التمويل أن تمارس هذا النشاط بشكل اعتيادي‪ ،‬ومن تم فإذا قام أي شخص بممارسة هذا النشاط‬
‫بشكل اعتيادي فإن مصير العقد الذي يبرمه هو البطالن‪.19‬‬

‫‪ .Soclease – Maroc et maghereb BAIL – 17‬أوردته جميله جوالي مرجع سابق ص ‪.22‬‬

‫‪18‬‬
‫‪– Med Ali mekouar « : le contrat de crédit – bail sans la pratique marocaine » Revue juridique, Economique‬‬
‫‪et social RABAT n°2 – 1977 p.55.‬‬

‫أوردته جميلة جوالي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.23‬‬

‫– عبد السالم الوهابي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.365‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪8‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬طبيعة عقد االئتمان أإليجاري ومقارنته ببعض العقود المشابهة‪.‬‬
‫أوال– طبيعة عقد االئتمان أإليجاري ‪.‬‬

‫لقد أثارت طبيعة هذا العقد جدال كبيرا لدى الباحثين‪ ،‬إال أن المشرع المغربي مثله في ذلك مثل‬
‫نظيره الفرنسي كيفه بأنه عقد كراء يؤدي وظيفة خاصة وأساسية ذات طبيعة ائتمانية ‪ ،‬ويترتب‬
‫منطقيا على هذا التكييف أن عقد اإليجار يخضع فيما لم يرد بشأنه نص خاص للقواعد العامة‬
‫التي تحكم عقد الكراء والتي نظمها المشرع المغربي من خالل مقتضيات الفصول من ‪ 627‬إلى‬
‫‪( 699‬مع إدخال الغايتين) من قانون االلتزامات والعقود بالقدر الذي ال يتعارض بطبيعة الحال‬
‫مع وظيفته التجارية االئتمانية طبقا لمقتضيات المادة الثانية من المدونة التجارية الجديدة‪.20‬‬

‫وحتى يؤدي االئتمان وظيفته االئتمانية‪ ،‬فهو يرتبط بالضرورة بعقد بيع‪ ،‬ذلك أن مؤسسة‬
‫االئتمان أإليجاري تشتري من المورد األصول محل العقد بقصد تأجيرها إلى زبونها‪ .‬فهناك‬
‫إذن ارتباط الزم وضروري بين عقد الشراء‪ ،‬وعقد االئتمان أإليجاري حيث يشترك العقدان في‬
‫محل واحد ما دام أن األصول محل الشراء هي نفسها التي تؤجر في إطار عقد االئتمان‬
‫أإليجاري على أن هذا العقد األخير يتضمن من بين شروطه وعدا بالبيع‪.21‬‬

‫يقول األستاذ شامبو ‪ ،Champaud‬إن التحليل النظري لعقد االئتمان أإليجاري يظهر احتوائه‬
‫على خمس تقنيات أساسية على األقل تجتمع في عملية تعاقد واحدة وهي‪:‬‬

‫أ – وعد متبادل بين مؤسسة االئتمان أإليجاري والمقاولة باإليجار‪ ،‬في مرحلة تكوين العقد‪.‬‬

‫ب – تفويض المشروع‪ ،‬أي المقاولة في اختيار اآلالت والمعدات محل عقد االئتمان أإليجاري‪،‬‬
‫وتحديد أوصافها وأثمانها‪ ،‬وموردها‪.‬‬

‫ج – عقد إيجار اآلالت والمعدات المشتراة من المورد‪.‬‬


‫د – وعد غير متبادل تتعهد بمقتضاه المؤسسة الممولة ببيع اآلالت والمعدات محل عقد االئتمان‬
‫أإليجاري إلى المقاولة المستأجرة بعد انتهاء مدة العقد متى أبدت هذه األخيرة رغبتها في ذلك‪.‬‬

‫ه – عقد بيع متى أعلن المستأجر عن رغبته هذه في ذلك بعد انتهاء عقد اإليجار مباشرة‪.22‬‬

‫‪ .–20‬أورده محمد الكشبور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬


‫‪.Jean lourid rives –lange et Monique contamine – rahnaud précis de dalaz paris 1992 n°505 –21‬أورده محمد الكشبور‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪ .Champaud de leasing, j.C.. 1965/1965 n°26/36 – 22‬تنص المادة الثانية على ما يلي‪ ” :‬يفصل في المسائل التجارية بمقتضى قوانين‬
‫وأعراف وعادات التجارة أو بمقتضى القانون المدني‪ ،‬ما لم يتعارض قواعده مع المبادئ األساسية للقانون التجاري‬

‫‪9‬‬
‫ثانيا – مقارنة عقد االئتمان أإليجاري مع بعض العقود المشابهة‬

‫إن عقد االئتمان أإليجاري يشبه إلى حد ما بعض العقود‪ ،‬من ذلك مثال ‪:‬‬

‫‪-‬عقد البيع أإليجاري أو إيجار البيع ‪ Location – vente‬في كونهما ينتهيان إلى بيع في نهاية‬
‫المدة لكن عقد االئتمان أإليجاري يعطي للمكتري الحق في أن يصبح مالكا فيما بعد بمحض‬
‫اختياره‪ ،‬في حين أن عقد اإليجار البيعي أو كراء البيع يحول المكتري إلزاميا إلى مالك‪ ،‬كما‬
‫يختلف عنه أيضا في كون العقد األول تكون فيه مؤسسة االئتمان أإليجاري المكرية للشيء‬
‫المكترى وتقوم بشرائه خصيصا لهدا الغرض ‪ ,‬أما العقد الثاني فيكون المكري مالكا أصال‬
‫للشيء‪ ،‬ومن هنا يمكن أن تكون األشياء المكتراة محل االئتمان أإليجاري مملوكة لنفس المكري‪.‬‬

‫‪-‬كمررا أن مررا يميررز عقررد االئتمرران أإليجرراري عررن عقررد البيررع هررو أن العقررد األول يقتصررر فرري أغلررب‬
‫األحيان على أموال وعتاد التجهيز للمقاوالت التي تعرف انطالقة جيردة‪ ،‬وألغرراض صرناعية أو‬
‫تجاريررة‪ ،‬بينمررا العقررد الثرراني يكررون عررام التطبيررق‪ ،‬وال يقتصررر علررى أمرروال معينررة‪ ،‬علررى أن أهررم‬
‫اختالف برين العقردين‪ ،‬يكمرن فري كرون مؤسسرة االئتمران أإليجراري تظرل مالكرة للشريء طيلرة مردة‬
‫الكراء ويمكنها أن تسترده من المكتري‪ ،‬إذا أخل بأداء الكراء‪ ،‬أو تعرض للتصفية القضائية‪ ،‬فري‬
‫حين أن األمر خالف ذلك في عقد البيع‪.‬‬
‫‪-‬ومن بين العقود التي تشبه عقد االئتمان أإليجاري‪ ،‬ما يعرف بعقد التأجير التشغيلي أو الكراء‬
‫العادي المعروف في المصطلحات األنجلو أمريكية بعقد ‪ Renting‬حيث يتم بمقتضى هذا العقد‬
‫إكراء األصول للقيام بعمل محددة‪ ،‬ثم يقوم المكري باسترجاع األصول التي أكراها ليكرر‬
‫العملية بعد ذلك مع مكتري آخر‪ .‬فهذا النوع األخير من التأجير ما هو إال عملية تجارية أكثر‬
‫منها عملية مالية ويتميز هذا النوع من التأجير عن غيره في كونه ال يسمح باستهالك رأسمال‬
‫المستثمر من قبل المؤجر ألن فترة التعاقد تغطي جزءا من العمل االفتراضي لألصل‪ ،‬وال يوجد‬
‫خيار الشراء للمستأجر في نهاية مدة العقد‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط عقد االئتمان أإليجاري و مراحله‬


‫من خالل المواد أالثني عشررة مرن مدونرة التجرارة المنظمرة لعقرد االئتمران أإليجراري‪ ،‬لرم يتطررق المشررع‬
‫المغربي لشروط الموضوعية‪ ،‬واكتفى بالنسبة لشرروط الشركلية علرى شررط اإلشرهار دون أن يتطررق إلرى‬
‫الكتابررة‪ ،‬كمررا أن عمليررة التعاقررد فرري هررذا النرروع عبررر مراحررل‪،‬وفي هررذا المبحررث سنخصررص المطلررب األول‬
‫لشروط عقد االئتمان و سنتناول مراحل إبرام العقد في المطلب الثاني‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط عقد االئتمان أإليجاري‬

‫عند تنظيم المشرع المغربي لعقد االئتمان أإليجاري لم يقرف عنرد الشرروط العامرة‪،‬مكتفيا باإلشرارة إلرى أن‬
‫عدم ذكر الشروط التي من شأنها أن تفضي إلى فسرخ العقرد أو تجديرده بطلرب مرن المكترري‪ ،‬مرن شرأنه أن‬
‫يفضي إلى بطالن هذا لألخير‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومن جهرة أخررى نجرده قرد ألمرح إلرى جرواز اشرتماله علرى كيفيرة‬
‫التسوية الودية للنزاعات التي يمكن أن تنشأ بين المتعاقدين‪ ،‬ومن خالل هذه الفقرة سنتطرق إلرى الشرروط‬
‫العامة الموضوعية منها و الشكلية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط العامة لعقد االئتمان أإليجاري‬
‫الشروط الموضوعية‬ ‫أ)‬

‫تتمثل شروط الموضوعية في الرضى و األهلية و المحل و السبب‪:‬‬


‫الرضى‬ ‫‪)1‬‬

‫يجب أن يكون موجود وإال يكون معيبا بعيب من عيوب الرضى كاإلكراه و التدليس و الغبن‬
‫األهلية‬ ‫‪)2‬‬

‫بالنسبة للمؤجر يجب أن يكون مرخص له من طرف وزير المالية نظرا لما يتطلبه هذا النوع من العمليرات‬
‫من أموال ضخمة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمستأجر فيتوجرب أن يتروفر علرى األهليرة القانونيرة الالزمرة لمباشررة التصررفات القانونيرة‪ ،‬أمرا‬
‫كان شخصا معنويا فيجب أن يمثلره شخصرا طبيعيرا يتمترع بالصرالحيات الالزمرة إلبررام العقرود وفرق النظرام‬
‫القررانوني الررذي يخضررع لرره الشررخص المعنرروي المسررتأجر فيكفرري أن يتمتررع بأهليررة األداء الن فيكفرري أن يتمتررع‬
‫بأهليررة األداء الن االلتزامررات الناتجررة عررن عقررد االئتمرران أإليجرراري تنسررحب إلررى ذمررة الشررخص المعنرروي‬
‫المستأجر األصلي‪.‬‬
‫المحل‬ ‫‪)3‬‬

‫يقع عقد االئتمان أإليجاري على األموال المنقولة والعقارية‪ ،‬ويجب أن تكون هذه األموال المشتراة بغررض‬
‫تأجيرها‪.‬‬
‫السبب‬ ‫‪)4‬‬

‫فيما يخص السبب فهو الذي من أجله يقوم المستأجر بالتزام عقد االئتمان أإليجاري و يجب أن يكون‬
‫مشروعا وغير مخالف للنظام العام‪.‬‬
‫الشروط الشكلية‬ ‫ب)‬

‫يعتبر عقد االئتمان أإليجاري من العقود الرضائية‪ ،‬لكن من خالل المادة ‪ 442‬من مدونة التجارة اشترط‬
‫المشرع المغربي شهر عقد االئتمان أإليجاري‪ ،‬ونتيجة لذلك فالكتابة ضرورة ألنه ال يمكن تصور شهر‬
‫بدون كتابة‪ ،‬ولذلك سنتطرق فيما يخص شروط الشكلية شرطي الكتابة و الشهر‪.‬‬
‫الكتابة‬ ‫‪)1‬‬

‫من خالل المادة ‪ 433‬من مدونة التجارة التي نصت على تضمين عقود االئتمان أإليجاري تحت طائلة‬
‫البطالن الشروط التي يمكن فيها فسخ هذه العقود أ‪ ,‬تجديدها ويستفاد من ذلك وجوب العقد مكتوب لكي‪،‬‬
‫وكذلك إلتمام عملية الشهر من اجل تدوين حقوق التزامات األطراف‪.‬‬
‫الشهر‬ ‫‪)2‬‬

‫‪11‬‬
‫خصص المشرع المغربي سبعة سواء مرن أالثنري عشررة لعمليرة الشرهر‪ ،‬ويرتم شرهر االئتمران اإليجرار بنراءا‬
‫على طلب مؤسسة االئتمان في سجل مفتوح لهذه الغاية بكتابة ضبط التي تمسك السرجل التجراري مرع العلرم‬
‫أنره يجرب أن يشرهر إلرى تعرديل يمرس المعلومرات المقيرردة وتكرون كتابرة المختصرة هري تلرك التري يكرون فيهررا‬
‫المكري بسجل بصفة رئيسية بالسجل الممسوك من طرفها‪.23‬‬
‫و الغايرة مررن الشرهر هرري حمايرة الرردائنين و الغيرار‪ ،‬و بتررالي فرال يمكررن أن يواجهروا بعقررد ائتمران إيجرراري لررم‬
‫يشهر ما لرم يثبرت صراحبه اإلدعراء أن الردائنين أو األغيرار علرى علرم بالعقرد و مضرمونه طبقرا لمرا جراء فري‬
‫المادة ‪ 440‬من مدونة التجارة‪ ،‬وتتقادم التقييردات سرواء األصرلية أو المعدلرة بمررور بمررور خمرس سرنوات‬
‫من تاريخ إجرائها‪ ،‬فعلى مؤسسة االئتمان أن تقوم بتجديد تلك التقييدات كل خمس سنوات لضرمان حقوقهرا‬
‫وهذا ما جاءت به المادة ‪ 438‬من مدونة التجارة‪ .‬ويتم التشطيب على التقييدات من السجل الخاص إما بناء‬
‫على اتفاق األطراف و إدالئهم بهذا االتفاق لكاتب الضبط الماسك لسرجل التجراري أو بنراء علرى حكرم حرائز‬
‫قوة الشريء المقضري بره‪ ،‬ويمكرن ألي شرخص أن يطلرب نسرخة أو مسرتخرجا مرن حراالت التقييردات و علرى‬
‫كاتب الضبط أن يسلمها له‪ ،‬عالوة على ذلرك يفررض عقرد االئتمران علرى المسرتأجر أن يقروم بوضرع لوحرة‬
‫ظاهرة بشكل بارز على المعدات تشير أنها في ملكية المؤجر وذلك طيلة مدة الكراء‪.24‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الخاصة لعقد االئتمان أإليجاري‬
‫تجدر اإلشارة هنا إلرى أن مدونرة التجرارة لرم تشرر إلرى نروع الشرروط التري يجرب أن يتضرمنها عقرد اإليجرار‬
‫االئتماني‪ ،‬بل وقفت على أن عدم ذكر الشروط التي يمكن فيها فسخ هذا العقد أو تجديده بطلب مرن المتعاقرد‬
‫المكتري‪ ،‬من شأنه أن يؤدي إلى بطالن العقد‪ 25‬وعدم ورود الشروط في المدونة‪ ،‬يفهم منه تررك المشررع‬
‫الحرية المطلقة لطرقي العقد في تحديد شروطه‪ ،‬في إطار القانون مع عدم مخالفة النظام العام‪.‬‬
‫وبالنظر غلرى مجموعرة مرن العقرود النموذجيرة لمؤسسرات االئتمران أإليجراري سرواء المغربيرة أو الفرنسرية‪،‬‬
‫ورتأينا من باب الفائدة إعطاء فكرة عنها فيما يلي‪:‬‬
‫شروط ذات صلة بمؤسسة االئتمان‬ ‫أ)‬

‫تعهد مؤسسة االئتمان بشراء ما يحتاج له المستعمل و بالمواصفات التي طلبهرا‪ ،‬إضرافة إلرى ذلرك تنصريص‬
‫في العقد على حماية حقوق ملكيتها‪ ،‬وبتالي يكون لمؤسسة االئتمان الحق في المراقبة في أي وقت‪26‬‬
‫شروط ذات صلة بالمستفيد‬ ‫ب)‬

‫تنطوي بنود عقد االئتمان أإليجاري أيضا على شروط تخص المستفيد من الشيء المكترى‪ ،‬نذكر منها‬
‫التزامه بضرورة شهر العقد‪ ،‬وعدم توقفه عن أداء الوجيبة الكرائية في األجل المتفق عليه‪ ،‬وفي المقابل يخول‬
‫المستفيد حق استعمال أحد الخيارات الثالثة وفق ما تم ذكره سابقا‪ ،‬أي شراء الشيء‪ ،‬أو رده إلى مؤسسة‬
‫االئتمان في نهاية عقد الكراء‪ ،‬أو تجديد هذا األخير‪27.‬‬

‫‪ 23‬أنظر المادة‪ 436‬و المادة ‪ 437‬من مدونة التجارة‬


‫‪ 24‬عبد السالم الوهابي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪370‬‬
‫‪ 25‬المادة ‪ 433‬من مدونة التجارة‬
‫‪ 26‬امحمد برادة زعبول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪55‬‬
‫‪ 27‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬العقود التجارية بالمغرب بين الممارسة التشريعية والممارسة العملية‪ ،‬سلسلة‪ :‬نافذة على العقود التجارية العدد األول ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ ،2012‬الصفحة ‪ ،115‬مكتبة قرطبة حي السالم‪ ،‬أكادير‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مراحل إبرام عقد االئتمان أإليجاري‬

‫يمر عقد االئتمان أإليجاري بثالث مراحل أساسية البد منها لتكامل العقد و صحته‪ ،‬وسنحاول تفسيرها‬
‫بالتطرق إلى كل مرحلة على حدة‪:‬‬
‫أ) المرحلة األولى‬

‫و التي يقوم فيها طالب االئتمان باالتصال بالمورد أو الممرول أو المنرتج قصرد تزويرده بالسرلع التجهيزيرة أو‬
‫المعدات أو اآلالت التي يحتاج إليها في مقاولته و يحدد معه المواصفات التقنية التي يرغب في توفرهرا فري‬
‫مررا سرريقوم باقتنائرره و يتفررق معرره علررى أجررل التسررليم و الررثمن‪ .‬وكأنرره سيشررتري مررا ذكررر مررن مالرره الخ راص و‬
‫لفائدته‪ ،‬في حين أن مؤسسة االئتمان أإليجاري في اختياره هذا وتنتظرر نترائج هرذه المفاوضرة لتقريرر قبرول‬
‫أو رفض التمويل‪.‬‬
‫ب) المرحلة الثانية‬

‫وتنحصر العالقة في هذه المرحلرة برين المسرتفيد و مؤسسرة االئتمران أإليجراري حيرث يتصرل بهرا و يعررض‬
‫عليهرا مرا يرغرب فيره مرن السررلع أو التجهيرزات و بعرد المناقشرة يرتم تهيرري ملرف يتضرمن فري أغلرب األحيرران‬
‫نوعين من المعلومات‪ ،‬معلومات تنصب على التجهيزات المراد اقتنائها من طررف الطالرب و مردى المزايرا‬
‫التي يمكنه أن يحصل عليها من هذه العملية‪ ،‬المعلومات الثانيرة تنصرب علرى شرخص الطالرب مرن مؤهالتره‬
‫المالية و مراجعة بنكية و قانونه المالي‪ ،‬وتصميم التمويل و الحسابات الواجرب عليره تقرديمها عرن السرنوات‬
‫الثالث األخيرة لميزانيته‪ ،‬للتأكد من جدوى العملية المطلوبة‪ ،‬فإذا رفض طلبه ال يسرأل فري مواجهرة البرائع‪،‬‬
‫أما إذا وافقت فيبرم العقد بعد إطالع كل الطرفين على الشروط المضمنة به والتري هري فري غالرب األحيران‬
‫لفائدة المؤسسة مقدمة االئتمان‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‬ ‫ت)‬

‫و التي تنصب حول تنفيذ العقد بتوجيه مؤسسة االئتمان أإليجاري وصل طلب إلى الممول‪ ،‬تبدي فيه رغبتها‬
‫في الشراء و تضمنه تسليم اآلالت إلى المستفيد بوصفه وكيال عنها‪ ،‬وبمجرد توصل هذا األخير بوصل الطلب‬
‫يجب عليه إرسال التجهيزات للمستعمل الذي يوقع على محضر التسليم بوصولها إليه إلى جانب الممول‪ ،‬وكذا‬
‫التأكد من جودتها و مطابقتها للمواصفات لمطلوبة وأن يخبر شركة االئتمان أإليجاري بذلك‪ ،‬وتوجه الفاتورة‬
‫من طرف الممول إلى مؤسسة االئتمان أإليجاري التي تقوم بتحويل الثمن لحساب الممول دفعة واحدة أو على‬
‫أقساط تبعا لبنود العقد‪ ،‬أما إذا تعلق األمر ببضائع أجنبية فإن المستفيد أو المستعمل هو الذي يتكلف بأداء‬
‫صوائر اإلجراءات الجمركية و اإلدارية ونقلها‪ ،‬وترجع إليه من طرف المؤسسة التي تم الشراء في اسمها بعد‬
‫أن يدلي لها بالوثائق المثبتة لذلك‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أثار عقد االئتمان أإليجاري و انقضائه‬


‫كما هو معلوم فإن عقد االئتمان أإليجاري يحظى بأهمية بالغة لما يشكله من وسيلة ناجعة لتمويل‬
‫المشاريع االقتصادية و بالتالي تنمية قدراتها اإلنتاجية‪ ،‬لذلك و ضمانا لحسن تنفيذ العقد يترتب‬
‫على كاهل أطراف عقد االئتمان أإليجاري مجموعة من االلتزامات المتقابلة‪ ،‬وهو ما سيكون‬

‫‪13‬‬
‫معرض حديثنا في ( المطلب األول ) على أن نخصص ( الطلب الثاني ) لألحكام المتعلقة‬
‫بانقضاء عقد االئتمان أإليجاري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أثار عقد االئتمان أإليجاري‬


‫عقد االئتمان أإليجاري تبعا لتعريف المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 431‬من مدونة التجارة‪،‬‬
‫هو عقد موجه للمهنيين فقط‪ ،‬وذلك في إطار ممارستهم لنشاط تجاري معين‪ ،‬وهو عقد مركب‪28‬‬
‫يهم ثالث أشخاص‪:‬‬
‫‪ ‬مؤسسة االئتمان االيجاري‬
‫‪ ‬البائع أو المورد‬
‫‪ ‬المكتري أو المستفيد‬

‫إن اآلثار القانونية لعقد االئتمان أإليجاري تظهر في حقوق والتزامات الطرفين ومع الغير‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إلتزامات مؤسسة االئتمان أإليجاري‪.‬‬

‫إذا رجعنا إلى القواعد العامة لعقد الكراء‪ ،29‬فان المكري أي مؤسسة االئتمان أإليجاري يلتزم‬
‫بالتزامين اثنين‪ ،‬وهما تسليم الشيء المكتري‪ ،‬وضمان االنتفاع به‪ ،‬باإلضافة إلى احترام خيار‬
‫الشراء بالنسبة للمكتري المستفيد من هذا النوع من الكراء‪ ،‬وذلك في نهاية العقد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أاللتزام بالتسليم‬
‫القاعدة في قانون االلتزامات والعقود تقول إن تسليم الشيء المؤجر يقع على عاتق المكري‪،‬‬
‫وبالتالي يجب أن تكون مؤسسة االئتمان أإليجاري هي الملزمة بتسليم ما تم اكتراؤه‪ ،‬غير أن‬
‫عقود الليزينغ تنص على أن التسليم يقع على عاتق البائع‪ ،‬حيث إن هذا األخير يسلم محل العقد‬
‫للمستفيد بشكل مباشر بالرغم من عدم وجود أية عالقة قانونية مباشرة بينهما‪ ،‬وهذا التسليم‬
‫المباشر تبرره مصلحة جميع األطراف‪ .‬فبهذه الطريقة يتم تفادي ضياع الوقت‪ ،‬ويتم التأكد من‬
‫مطابقة الشيء المكتري للطلب والمواصفات التقنية المفترضة من طرف المستفيد بدال من أن‬
‫تستلمه شركة االئتمان التي ال تعنيها المسائل التقنية‪ ،‬وتظل بعيدة عما قد يدور من إشكاالت‬
‫بمناسبة التسليم مقتصرة على دورها التمويلي البحث‪ ،‬السيما وان المكتري هو من يختار السلعة‬
‫أو التجهيزات وغيرها‪.‬‬
‫والمستأجر حينما يستلم السلعة محل العقد من البائع فانه يفعل ذلك لحسابه الخاص كمكتري من‬
‫جانب‪ ،‬وباعتباره وكيال للمشتري (مؤسسة االئتمان) من جانب آخر وهذه الوكالة التي يطلق‬
‫عليها الوكالة التبعية‪ ،‬تشتمل إلى جانب القيام باإلجراءات اإلدارية الالزمة االنتفاع بالشيء‬
‫المكتري‪ ،‬كما ويتم إثبات حصول التسليم ومطابقته لورقة الطلب وخلو المنقول من العيوب‬
‫الظاهرة بواسطة محضر تسليم يوقعه كل من المستفيد والبائع‪ ،‬وعلى إثره تقوم شركة االئتمان‬
‫بعد توصلها بالمحضر المذكور بأداء الثمن مرة واحدة على أقساط متتابعة ‪.‬‬

‫‪ 28‬رياض فخري‪ ،‬اآلليات القانونية المميزة اعقد التاجير التمويلي ‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬رسالة دون تاريخ ومكان النشر ص‪.3‬‬
‫‪ 29‬مقتضيات عقد االئتمان االيجاري المنصوص عليها بالقانون ‪ 15.95‬و القانون ‪.103.12‬‬

‫‪14‬‬
‫ثانيا‪:‬أاللتزام بالضمان‬
‫طبقا للفصل ‪ 643‬من ظهير االلتزامات والعقود فإن الضمان الذي يلتزم به المكري للمكتري هو‪:‬‬
‫‪ ‬أوال االنتفاع بالشيء المكتري وحيازته بال معارض‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا استحقاق الشيء بدون عيوب تشوبه‪.‬‬

‫وإعمال هذا النص في حالة االئتمان أإليجاري يفضي إلى منح المستفيد في حالة وجود عيب في‬
‫الشيء المؤجر حق الرجوع على مؤسسة االئتمان أإليجاري من اجل ضمان العيب‪ ،‬لكن الواقع‬
‫غير ذلك تماما‪ ،‬بحيث يتضمن عقد االئتمان أإليجاري بندا يشترط إعفاء مؤسسة االئتمان بصفة‬
‫مطلقة من االلتزام بضمان العيوب‪ ،‬مقابل نقل حقوقها في دعوى الرجوع بالضمان على البائع‬
‫للمكتري‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬لاللتزام بخيار الشراء‪:30‬‬
‫تكمن ميزة عقد االئتمان أإليجاري على غيره من عقود الكراء األخرى‪ ،‬في تمكين شركة التأجير‬
‫للمستأجر من أن يتملك في نهاية العقد المنقول المكترى‪ ،‬بحيث له الحق في خيار الشراء‪،‬‬
‫فالشركة ملزمة ومنذ البداية بوعد (من جانبها فقط) بالبيع على خالف المكتري الذي هو غير‬
‫ملزم بإعمال خيار الشراء‪ ،‬فبعد نهاية مدة اإليجار له ثالث خيارات‪:‬‬
‫‪ -‬رفع خيار الشراء أي يمكنه االمتناع عن شراء الشيء المكترى‪.‬‬
‫‪ -‬تمديد عقد الكراء‪.‬‬
‫‪ -‬إرجاع الشيء المكترى إلى الشركة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات المستفيد‬


‫أوال‪ :‬االلتزام بأداء أقساط الكراء‬
‫إن المستفيد يلتزم في مواجهة مؤسسة االئتمان بأداء أقساط كرائية بشكل دوري‪ ،‬بحيث يستحق‬
‫أول قسط منها عند التسليم‪ ،‬ويتم تحديد مبلغ األجرة بالنظر إلى قيمة الشيء المكترى‪ ،‬بحيث يكون‬
‫مجموع األقساط المؤداة خالل فترة الكراء مساويا لقيمة الشيء المكترى بإضافة األرباح‬
‫(الفائدة)‪ ،31‬وأي تماطل في أداء هذه األقساط‪ ،‬قد يترتب عنه المطالبة بأداء واجب الكراء عن‬
‫المدة المتبقية في العقد وإرجاع الشيء المكترى إلى الشركة‪ ،‬وهذا ما يعرف بالشرط الجزائي‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬المحافظة على محل العقد‪32‬‬
‫المستفيد ملزم باستعمال الشيء المؤجر بصفة شخصية بحيث ال يمكنه بيعه أو كرائه إال بموافقة‬
‫صريحة وكتابية من مؤسسة االئتمان‪ ،‬كما انه ملزم بصيانة الشيء المؤجر بحيث يتحمل جميع‬
‫المصاريف الضرورية الستعمال وصيانة المعدات‪ ،‬باإلضافة اللتزامه بالتامين على الشيء‬
‫المؤجر‪ ،‬ذلك انه بموجب عقود االئتمان أإليجاري‪ ،‬الحراسة على تنتقل إلى المكتري ابتداء من‬

‫‪ 30‬هاني محمد دويدار‪ ،‬االرض كموضوع للتمويل أإليجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر االسكندرية ‪ ،1999‬ص‪.143‬‬
‫‪ 31‬محمد حسين منصور‪ ،‬اانظرية العامة لالئتمان‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية ‪ ،2001‬ص‪.39‬‬
‫‪ 32‬محل العقد قد يكون منقوال أو عقارا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تاريخ وضع الشيء المؤجر رهن إشارته حتى نهاية مدة العقد‪ ،‬األمر الذي تترتب علية المسؤولية‬
‫الكلية عن األضرار التي تلحق بالغير وذلك طبقا لمسؤولية حارس الشيء المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 88‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬كما يترتب عليه أيضا المسؤولية عن األضرار التي قد‬
‫تلحق بالشيء المؤجر وتؤدي إلى هالكه‪ ،‬لذلك فان عقود االئتمان أإليجاري تنص على ضرورة‬
‫اكتتاب المستفيد لعقد تامين يغطي المسؤولية المدنية ويغطي كذلك إخطار السرقة والحريق‪.‬‬
‫وفي حالة حدوث أضرار بالمعدات فان شركة التأجير هي المستفيدة من التامين‪ ،‬غير أن عقود‬
‫االئتمان أإليجار ي تميز بين حالة الهالك الجزئي والهالك الكلي‪ ،‬ففي حالة الهالك الجزئي فانه‬
‫يجب على المكتري أما إصالح المعدات أو العمل على استبدالها وفق اختيار مؤسسة االئتمان‪،‬‬
‫وعلى ضوء ذلك تقوم المؤسسة بتمكين المستفيد من المبالغ التي توصلت بها من شركة التأمين و‬
‫في حالة عدم الكفاية فان المستفيد هو الذي يتحمل الفرق‪.‬‬
‫أما في حالة الهالك الكلي فيكون للمستفيد الخيار بين استبدال المعدات بأخرى مماثلة لها على‬
‫نفقته ويستمر العقد بنفس الشروط وإما بفسخ العقد مقابل أداء المستفيد لمبلغ يساوي قيمة الكراء‬
‫المتبقية إلى نهاية العقد‪ ،‬على أن يصبح مالكا لحطام المعدات‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬عالقة المستفيد‪ 33‬بالمورد أو الممول‬
‫وتطرح في هذه العالقة استفسار حول المستعمل في تحركه ضد الممول‪ ،‬حيث ال يدخل المستفيد‬
‫في هذه العالقة إال للتأكد من مواصفات الشيء المسلم في الوقت المتفق عليه‪ ،‬إال انه قد يتحرك‬
‫ضد البائع إذا اخل بالتزاماته ويطالبه بفسخ عقد البيع‪ .‬ففسر البعض هذه العالقة على أنها عقد‬
‫وكالة‪ ،‬حيث تتضمن مؤسسة االئتمان أإليجاري في العقد شرطا يعفيها من الضمان وتحوله إلى‬
‫المكتري الذي يمكنه أن يقاضى المورد اعتماد على هذه الوكالة الصادرة عن المؤسسة‪.‬‬
‫وهذه الوكالة ال تستدعي قبولها من الممول‪ ،‬وبالتالي يمكن أن نقول ؟أن هذه النظرية هي نظرية‬
‫معيبة لعدم شمولها مرحلة ما قبل التعاقد‪ ،‬ولكون هذه الوكالة تعطي للمستفيد الصالحيات للتحرك‬
‫ضد البائع‪ ،‬والتي قد تشكل خطورة بالنسبة لمؤسسة االئتمان أإليجاري‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عالقة المستفيد بالغير‬
‫إن أثار عقد االئتمان أإليجاري ال تسري على أطرافه فقط بل تشمل حتى الغير الذين يتعاملون مع‬
‫المستفيد‪ .‬حيث نص المشرع المغربي في المادة ‪ 436‬من مدونة التجارة على ضرورة شهر عقد‬
‫االئتمان أإليجاري المعرفة الغير بوجوده‪ ،‬حيث كل العقود التي تتضمن خصائص االئتمان‬
‫وتتعلق بنشاط تجاري بصفة اعتيادية آو بصفة عرضية تستلزم اإلشهار وذلك حسب المادة ‪436‬‬
‫من مدونة التجارة‪ ،‬إال أن المشرع لم يحدد تاريخا معينا إلجراء هذا اإلشهار‪ .‬ويشار في سجل‬
‫اإلشهار هذا إلى أطراف العقد والمبلغ المالي موضوع االئتمان التجاري بهدف إعالم الجمهور‬
‫بالوضعية القانونية لمحل العقد م ع إمكانية الحصول على شهادات تثبت ذلك‪ ،‬وهذا ما نصت علية‬
‫المادة ‪ 439‬من مدونة التجارة‪ ،‬وتكون لهذه البيانات المسجلة الحجية القطعية‪ .‬كما أن القيد في‬
‫السجل المخصص للعملية ال يتم إال بالمكان المسجل به في السجل التجاري للمستفيد‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لغير المسجلين بالسجل التجاري فيتم القيد في المحكمة التي يمارسون فيها نشاطهم‪ .‬كما نصت‬

‫‪ 33‬المستفيد قد يكون شخصا ذاتيا‪ ،‬كما قد يكون شخصا معنويا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المادة ‪ 442‬من مدونة التجارة على أنه وتجنبا لكل التباس لدى الغير الذي يتعامل مع المستفيد‪،‬‬
‫وجب وضع الفتة أو عالمة مميزة تشير ان هذه العين هي موضوع االئتمان أإليجاري‪ ،‬وبالتاي‬
‫هي ملك لمؤسسة االئتمان أإليجاري‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء االئتمان أإليجاري‬


‫القاعدة العامة أن عقد االئتمان أإليجاري ينقضي بانتهاء مدته‪ ،‬غير أنه قد ينقضي أثناء مدة‬
‫سريانه وتبعا لذلك سوف نتعرض النقضاء عقد االئتمان أإليجاري بنهاية مدته (الفقرة األولى) ثم‬
‫لفسخه (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬انقضاء االئتمان أإليجاري بانتهاء المدة المتفق عليها‬

‫عقد االئتمان أإليجاري عقد زمني ينتهي بانتهاء مدته‪،‬وغالبا ما ينص عند انتهائه على منح‬
‫المكتري ثالث خيارات‪ 34‬إما شراء المال المكتري (أوال)‪ ،‬أو تجديد عقد الكراء(ثانيا) أو إرجاع‬
‫األشياء المكتراة إلى مؤسسة االئتمان أإليجاري(ثالثا)‪.‬‬
‫وهذه الخيارات من أهم الخصائص التي تميز عقد االئتمان أإليجاري وهذا ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 43135‬من م ‪.‬ت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شراء المال المكترى‬
‫يختلف عقد االئتمان أ إليجاري عن الكراء العادي في كون هذا األخير يمنح للمكتري الحق في‬
‫تملك الشيء المكترى عند نهاية مدة العقد‪ ،‬بمجرد إبداء المكتري لرغبته في ذلك‪.‬وبهذا يكون‬
‫للمكتري بعد انتهاء عقد االئتمان أإليجاري شراء الشيء محل العقد بثمن أقل من الثمن المدفوع‬
‫من لدن المؤسسة عند شرائها للشيء‪ ،‬ومن هنا يمكن تطبيق القواعد العامة للبيع‪ .36‬كما يجب‬
‫على المكتري الراغب في خيار الشراء إعالم المكري بذلك عن طريق رسالة مضمونة مع‬
‫اإلشعار بالتوصل شهرين قبل انتهاء المدة المتفق عليها مع أدائه للقيمة المتبقية عليها وأن يكون‬
‫قد نفذ بشكل كامل كل االلتزامات الواردة عليه‪.‬‬
‫لكن يبقى هناك إشكال مطروح حول الوضع في حالة ما إذا أراد المستفيد وضع حد لعقد الكراء‬
‫وتملك الشيء قبل الوقت المتفق عليه؟‬

‫‪ 34‬محمد الكشبور‪ :‬عقد االئتمان أإليجاري‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحامين العدد ‪ ،6‬ص‪.128‬‬
‫‪ 35‬يعد عقد ائتمان إيجاري وفق مقتضيات المادة ‪ 8‬من الظهير الشريف رقم ‪ 93-1-147‬الصادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 6( 1414‬يوليو ‪)1993‬‬
‫المعتبر بمثابة قانون يتعلق بنشاط مؤسسات االئتمان ومراقبتها ‪:‬‬
‫‪ -1‬كل عملية إكراء للسلع التجهيزية أو المعدات أو اآلالت التي تمكن المكتري كيفما كان تكييف تلك العمليات من أن يتملك في تاريخ يحدده مع‬
‫المالك كل أو بعض السلع المكراة لقاء ثمن متفق عليه يراعي فيه جزء على األقل من المبالغ المدفوعة على سبيل الكراء (االئتمان اإليجاري‬
‫للمنقول) ؛‬
‫‪ -2‬كل عملية إكراء للعقارات المعدة لغرض مهني ‪ ،‬تم شراؤها من طرف المالك أو بناها لحسابه ‪ ،‬إذا كان من شأن هذه العملية كيفما كان تكييفها أن‬
‫تمكن المكتري من أن يصير مالكا لكل أو بعض األموال المكراة على أبعد تقدير عند انصرام أجل الكراء (االئتمان اإليجاري العقاري)‪.‬‬

‫‪ 36‬حياة مجدوب‪ ،‬فاطمة بوكريم‪ :‬االئتمان اإليجاري بين الفقه والقضاء‪ .‬بحث نهاية التدريب بالمعهد العالي للقضاء سنة ‪.2002-2004‬‬

‫‪17‬‬
‫الجواب على هذا السؤال الذي لم ترد بشأنه مقتضيات قانونية يستدعي الرجوع إلى القواعد‬
‫العامة وهو أن المستفيد إذا فضل هذا الحل يكون ملزما بأداء جميع األقساط المستحقة عن ثمن‬
‫تملك الشيء موضوع العقد لكون المؤسسة عند توظيفها للمبالغ المالية التي اشترت بها الشيء‬
‫راعت في ذلك استرجاع الرأسمال والربح‪ ،‬ومادام المستفيد قد فضل هذا الخيار فإن مصالحها‬
‫سوف تتضرر إذا لم تسترجع الثمن وهامش الربح المتمثل في الكراء المتفق عليه طيلة مدة‬
‫الكراء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تجديد عقد الكراء‬
‫يمكن للمكتري إلى جانب خيار الشراء إعمال خيار آخر والمتمثل في تجديد عقد الكراء بعد‬
‫انتهائه‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 433‬من م‪.‬ت التي جاء فيها " تنص عقود االئتمان أإليجاري‬
‫‪ ،‬تحت طائلة البطالن ‪ ،‬على الشروط التي يمكن فيها ‪ ...‬وتجديدها بطلب من المتعاقد المكتري‬
‫كما تتضمن تلك العق‬
‫ود كيفية التسوية الودية للنزاعات الممكن حدوثها بين المتعاقدين"‪ ،‬إال أن القانون الفرنسي لم‬
‫ينص على ضرورة تضمين العقد لشروط التجديد بل اقتصر على فرض هذا االلتزام بالنسبة‬
‫لشروط الفسخ وحدها وبذلك يكون المشرع المغربي أعطى للمستفيد حماية أكثر من نظيره‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫وفي حالة تجديد عقد الكراء فإن العقد ال يعود عقد ائتمان إيجاري بل يصير عقد كراء عادي‪،‬‬
‫كما أن ثمن الكراء يكون أقل من ذلك المطبق في عقد االئتمان أإليجاري األول مراعاة المتالك‬
‫المال موضوع الكراء والقيمة المسبقة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إرجاع المنقول المؤجر إلى مؤسسة االئتمان أإليجاري‬
‫يتضح هذا الخيار في حالة عدم إبداء المكتري رغبته في شراء المال المكترى وال في تجديد‬
‫عقد الكراء بينه وبين مؤسسة االئتمان أإل يجاري مما يجعله ملزم بإرجاع األشياء المكتراة عند‬
‫نهاية المدة األولى من الكراء غير قابلة للتغير إلى مؤسسة االئتمان في حالة صيانة جيدة‬
‫واستخدام عادي‪ ،‬وإذا تبين أن هذه األشياء في وضعية سيئة نتيجة االستخدام المفرط الذي‬
‫يتجاوز الحد الطبيعي فإن المكتري ملزم بتعويض مؤسسة االئتمان‪ ،‬وفي حالة التأخير فإن‬
‫المكتري ملزم حسب عقود االئتمان أإليجاري بأداء التعويض بعد معاينة األضرار وسببها‬
‫ويتحمل المكتري مصاريف اإلرجاع‪ ،‬وبل ويمكن عند االقتضاء اللجوء إلى القضاء‬
‫اإلستعجالي‪ 37‬للمحكمة التجارية للمقر االجتماعي لمؤسسة االئتمان أإليجاري أو المكان‬
‫المتواجد فيه المنقول‪.‬‬
‫ويطرح خيار اإلرجاع إشكال متعلق بمصاريف اإلرجاع‪ ،‬فإذا اختار المشرع المغربي الوقوف‬
‫على مسافة واحدة من طرفي العقد عمال بمبدأ سلطان اإلرادة فإن مؤسسات االئتمان أإليجاري‬
‫اتجهت نحو تحميل المستفيد مصاريف اإلرجاع وهو ما يمكن اعتباره إجحافا في حق هذا‬
‫األخير‪ ،‬لدى كان الزما على المشرع المغربي حماية للطرف الضعيف في العقد أن يحمل كال‬
‫من المستفيد ومؤسسة االئتمان مصاريف اإلرجاع مناصفة بينهما‪.‬‬

‫‪ 37‬نورة غزالن الشنيوي‪ :‬العقود الخاصة المدنية والتجارية مع أخر المستجدات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ .2016/1437‬ص ‪.509‬‬

‫‪18‬‬
‫والفقه يجمع على أن خيار اإلرجاع يعتبر هو الخيار األكثر سواء بالنسبة للطرفين معا‪ ،‬فالبنسبة‬
‫للمكتري فإن مصاريف اإلرجاع وما قد يطالب به من تعويض جراء االستخدام المفرط لآلالت‬
‫سيتجاوز بكثير القيمة التي يحددها العقد من اجل إعمال خيار الشراء ألجل تطبيق خيار التملك‬
‫لفائدة مصالحه‪،‬أما بالنسبة للمكري فإن اإلرجاع يؤدي إلى تحمله اللتزام يتعارض ويتنافى مع‬
‫نشاطه نظرا لكونها مؤسسة تمويل وليس مقاولة كراء ونتيجة لذلك فإن اإلرجاع يفرض عليه‬
‫التوفر على محالت للتخزين‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء العقد قبل انتهاء مدته‬

‫إن ابرز خاصية لعقد االئتمان أإليجاري انه من العقود الملزمة للجانبين إذ انه يمنح للمتعاقدين‬
‫طلب فسخ العقد إذا امتنع المتعاقد اآلخر عن تنفيذ التزامه تطبيقا لما يسمى بالشرط الفاسخ‬
‫الضمني طبقا للمادة ‪ 259‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وعليه سوف نتطرق لكل من فسخ عقد االئتمان‬
‫أإليجاري من طرف مؤسسة االئتمان أإليجاري (أوال) وفسخ عقد االئتمان أإليجاري بناء على‬
‫طلب المكتري (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬فسخ عقد االئتمان أإليجاري من طرف مؤسسة االئتمان أإليجاري‬
‫لكون عقد االئتمان أإليجاري يعتمد على االعتبار الشخصي‪ ،‬إذ أن مؤسسات االئتمان أإليجاري‬
‫ال تقوم بإبرام العقد مع طالب االئتمان أإليجاري إال بعد التأكد من كفاية الضمانات التي يقدمها ‪،‬‬
‫ولهذا االعتبار فإن هذه المؤسسات تطالب بفسخ عقد االئتمان أإليجاري إذا أخل المستأجر بأحد‬
‫االلتزامات العقدية أو في حالة عجزه عن تحمل ما يثقله به العقد من أعباء مالية‪ ،‬وفي هذا‬
‫الصدد نصت المادة ‪ 435‬من م‪.‬ت على أنه" في حالة عدم تنفيذ المكترى اللتزاماته التعاقدية‬
‫المتعلقة بأداء المستحقات الناجمة عن االئتمان أإليجاري الواجبة األداء ‪ ،‬فإن رئيس المحكمة‬
‫مختص بصفته قاضيا للمستعجالت لألمر بإرجاع العقار بعد معاينة واقعة عدم األداء وال يلجأ‬
‫إلى المسطرة موضوع الفقرة األولى إال بعد استنفاذ كل الوسائل الودية المشار إليها في المادة‬
‫‪ 433‬إلنهاء النزاع"‪.‬‬

‫وال يمكن اللجوء إلى الفسخ إال عند فشل محاولة التسوية الودية وإرسال إشعار إلى المكتري‬
‫بضرورة تنفيذ التزامه داخل أجل ثمانية أيام‪ ،‬وفي هذا الصدد سنورد ملخصا لألمر صادر عن‬
‫المحكمة التجارية بالدار البيضاء ‪38‬حيث أبرمت " شركة " إكدوم" مع مخلص العياشي عقدا‬
‫ائتمان إيجاري انصب على شراء ناقلة من نوع " إكسبريس" ألن السيد المذكور تماطل عن أداء‬
‫أقساط الكراء الواجبة ألداء مما دفع بشركة إكدو على اللجوء إلى القضاء الستيفاء حقها بعدما‬
‫قامت المدعية بإنذار المدعى عليه لكن بدون جدوى ‪ .‬ولقد صدر لها عن المحكمة التجارية‬
‫بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 2006/12/12‬أمر يقضي باسترجاع الناقلة من نوع رونو إكسبرس‬
‫وبيعها بالمزاد العلني وتمكين المدعية من دينها أصال وفوائد ومصاريف وإن بقي زائد يسلم‬
‫للمدعى عليه‪.‬‬

‫‪ 38‬أمر صادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء رقم ‪ 1998‬بتاريخ ‪.06/ 12 / 12‬‬

‫‪19‬‬
‫إضافة إلى ملخص لقرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء ‪ 39‬مؤداه أن‬
‫شركة دياك ليزنيك أبرمت مع السيد عبد النبي قسام عقد ائتمان إيجاري إال أن السيد المذكور‬
‫تماطل عن أداء الواجبات المستحقة رغم إنذاره من طرف المدعية مما دفع بدياك ليزينك للجوء‬
‫إلى القضاء الستيفاء حقها وقد صدر لها حكم عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء بتاريخ‬
‫‪ 2001/07/24‬يقضي بأداء السيد عبد النبي قسام مبلغ ‪ 33.132.00‬درهم لفائدة شركة دياك‬
‫ليزينك باإلضافة إلى الفوائد القانونية ‪ ،‬استأنف المدعى عليه الحكم المذكور واستند في طعنه‬
‫أنها تارة تحدد تاريخ الحلول في ‪ 2000/06/10‬وتارة أخرى تحدد تاريخ األداء في‬
‫‪ 2001/17/04‬وان المستأنف عليها لم تدل بإثبات حول المدة التي توقف فيها الدفع والتمس‬
‫إلغاء األمر باألداء وتحميل المستأنف عليها الصائر‪.‬‬

‫غير أن مسعى المستأنف لم يكلل بالنجاح وذلك ألن المستأنف عليها أجابت بمذكرة عرضت فيها‬
‫بأن األمر باألداء صادف الصواب وحيث أن المستأنف لم يدل بأي تعقيب حول المذكرة الجوابية‬
‫وتبعا لذلك اعتبرت المحكمة أن األساليب المعتمدة في االستئناف غير مرتكزة على أساس‬
‫فقضت برده وتأييد الحكم المستأنف‪.‬‬
‫كما يمكنها فسخ العقد عند وجود إخالالت أخرى كعدم أداء أقساط التأمين استعمال التجهيزات‬
‫في غير الغرض المخصصة له‪ ،40‬عدم احترام تاريخ التسليم المبين في الطلب‪ ...‬غير أنه في‬
‫هذه الحاالت فإن مؤسسات االئتمان ال تكون ملزمة بسلوك ونهج مسطرة الوسائل الودية بل‬
‫يكفيها توجيه إنذار للمكتري في جميع حاالت اإلخالل بالتزاماته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬فسخ عقد االئتمان أإليجاري بناء على طلب المكتري‬

‫قد يفضل المكتري في بعض األحيان وضع حد للعقد الرابط بينه وبين شركة االئتمان أإليجاري‬
‫تطبيقا لما يسمى بالشرط الفاسخ الضمني وفسخ العقد إما أن يكون إتفاقيا أو قضائيا‪.41‬‬

‫فعقود االئتمان أإليجاري تنص حسب المادة ‪ 433‬من مدونة التجارة تحت طائلة البطالن على‬
‫الشروط التي يمكن فيها فسخها وتجديدها بطلب من المتعاقد المكتري بحيث أصبح واجبا إدراج‬
‫شرط التقابل في العقد وكذلك االتفاق على الشروط التي يكون فيها للمكتري أن يطلب فسخ العقد‬
‫بإرادته المنفردة وإال اعتبر العقد باطال‪42 .‬و فسخ العقد بسبب إخالل الشركة مقدمة االئتمان‬
‫أإليجاري بالتزاماتها التعاقدية هو ما يخول حق المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحقه إال‬
‫أن مؤسسة االئتمان أإليجاري غالبا ما تقيد هذا الحق بمجموعة من الشروط كاشتراط مرور مدة‬
‫زمنية معينة على إبرام العقد‪ ،‬و تلزمه بإشعارها خالل األجل المتفق عليه في العقد أو تفرض‬
‫عليه أن يقدم مستفيدا جديدا يحل محله في كل االلتزامات باإلضافة إلى إلزامه على االستمرار‬

‫قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء قرار رقم ‪ 2002/2767‬بتاريخ ‪.2002/10/21‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪ 40‬م‪.‬س‪ :‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬ص ‪512‬‬
‫‪ 41‬محد الشرقاني ‪ :‬نظرية العقد – دراسة في قانون االلتزامات والعقود وأحكام القضاء والتشريع المقارن – المنشورات الجامعية المغربية الطبعة‬
‫األولى ‪ ، 1996‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 42‬عقد االئتمان االيجاري –دراسة عملية‪ :-‬حسن الحجون ‪ ،‬بحث نهاية فترة التدريب بالمعهد الهالي للقضاء‪ ،‬سنة ‪ ،2009/2007‬ص ‪.53‬‬

‫‪20‬‬
‫على أداء الكراء المستحق إلى حين إبرام شركة االئتمان أإليجاري العقد مع المستفيد الجديد‬
‫الذي حل محل القديم أي أن استعمال المستفيد لهذا الحق يكاد يستحيل عليه لكثرة هذه الشروط‬
‫المعرقلة لتنفيد الخيار‪.‬‬
‫وعقود االئتمان أإليجاري بصفة عامة تفرض على المكتري التزامين أساسيين في حالة فسخ‬
‫العقد أولهما هو إرجاع التجهيزات المكتراة‪ ،‬وثانيهما هو أداء تعويض يكون مبلغه مساويا لقيمة‬
‫األقساط إلى نهاية العقد وذلك في حالة الفسخ الراجع للمستأجر‪ ،‬و تجدر اإلشارة إلى أن فسخ‬
‫العقد يؤدي بالضرورة إلى إنهاء عقد االئتمان أإليجاري ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫خاتمة‬
‫االئتمان أإليجاري تقنية تمويلية متعددة الصور تقوم‪ ،‬في أبرز صورها مؤسسة مالية بشراء‬
‫معدات أو أدوات أو حتى عقار( رغم أن هذا األخير يمثل نسبة ضئيلة مقارنة باالئتمان أإليجاري‬
‫للمنقول) لفائدة مقاولة تتسلم محل العقد من أجل استغالله لمدة معينة مقابل كراء يؤدى بصفة‬
‫دورية خالل هذه المدة التي تبقى فيها مؤسسة التمويل مالكة للمنقول شريطة تقديمها للمقاولة‬
‫وعدا من جانب واحد ببيع العين محل العقد‪ ،‬وذلك بعد انتهاء المدة المحددة لقاء ثمن محدد مسبقا‬
‫يسمى القيمة الباقية‪.‬‬
‫ومن خالل كلل هذا يمكن اعتبار االئتمان أإليجاري‪ ،‬ابتكارا و تأصيال في ميدان االئتمان‬
‫التجاري دعت إليه حاجات المقاوالت الملحة للمال وكذلك التطور العلمي والتكنولوجي الذي‬
‫عرفه العالم (في المجال االقتصادي عموما‪ ،‬والتجاري خصوصا) في الوقت الذي عجز فيه‬
‫التمويل الذاتي‪ ،‬ونظام القروض التقليدية على مواجهة هذه المعضلة‪.‬‬
‫أما من الناحية القانونية‪ ،‬فمدونة التجارة لم تأت بجديد بخصوص االئتمان أإليجاري‪ ،‬إال أن‬
‫القانون البنكي لسنة ‪ 1993‬كرس مفهوم االئتمان أإليجاري على انه منتج تقدمه المؤسسات‬
‫البنكية وكذلك مؤسسات التمويل‪.‬‬
‫كما أن القانون رقم ‪ 103.12‬تضمن منتجا آخر شبيه لالئتمان أإليجاري في صيغة منتج تشاركي‬
‫تقدمه المؤسسات البديلة والتي تتبنى التمويل اإلسالمي‪ ،‬ونقصد هنا عقد اإليجار المنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫وهنا نطرح التساؤل التالي ها هذا العقد ستسري عليه نفس مقتضيات االئتمان أإليجاري؟ أم أنه‬
‫سيخضع للقانون ‪ 51.00‬وهنا نص بالذكر العين العقارية؟ أم أن المشرع المغربي سيأتي‬
‫بمقتضيات مكملة لما جاء به القانون ‪ 103.12‬ومناشير والي المغرب؟‬

‫‪22‬‬
‫الئحة المراجع ‪:‬‬
‫‪ ‬محمد الشرقاني ‪ :‬نظرية العقد – دراسة في قانون االلتزامات والعقود وأحكام القضاء‬
‫والتشريع المقارن – المنشورات الجامعية المغربية الطبعة األولى ‪. 1996‬‬

‫‪ ‬عبد السالم الوهابي عقد االئتمان أإليجاري للمنقول في القانون المغربي الندوة الرابعة‬
‫للعمل القضائي والبنكي‪ ،‬الطبعة االولى يناير‪.‬‬

‫‪ ‬محمد برادة غزيول ‪ :‬عقد االئتمان اإليجاري على المنقوالت بين الفقه والقضاء‬
‫الطبعة األولى ‪.1998 – 1419‬‬

‫‪ ‬العربي مياد‪ ،‬عقو د االدعان دار مقارتنة الطبعة األولى ‪.‬‬

‫‪ ‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬العقود التجارية بالمغرب بين الممارسة التشريعية والممارسة‬
‫العملية‪ ،‬سلسلة‪ :‬نافذة على العقود التجارية العدد األول ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2012‬مكتبة‬
‫قرطبة حي السالم‪ ،‬أكادير‪.‬‬

‫‪ ‬نورة غزالن الشنيوي‪ :‬العقود الخاصة المدنية والتجارية مع اخر المستجدات‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪.2016/1437‬‬

‫‪ ‬محمد حسين منصور‪ ،‬اانظرية العامة لالئتمان‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬
‫االسكندرية ‪.2001‬‬

‫هاني محمد دويدار‪ ،‬االرض كموضوع للتمويل االيجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‬ ‫‪‬‬
‫االسكندرية ‪.1999‬‬

‫‪ Med Ali mekouar : le contrat de crédit – bail sans la pratique marocaine Revue‬‬
‫‪juridique, Economique et social RABAT n°2 – 1977.‬‬

‫‪:‬‬‫المجالت‬
‫‪ ‬المختار بكور‪ ،‬قراءة اتفاقيات المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص االيجاري‬
‫الدولي‪ ،‬المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬عدد ‪. 1994 – 34‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ ‬رياض فخري‪,‬عقد االئتمان أإليجاري بين مدونة التجارة والقانون المنظم لمؤسسات‬
‫أالئتمان‪|،‬مجلة الحقوق المغربية‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬اكتوبر‪.2008‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور “االئتمان أإليجاري … مجلة المحامون‪،‬ـ للبيئة المحامين بأسفي عدد‬
‫‪.1998 ،6‬‬

‫‪:‬‬‫األطروحات والرسائل‬
‫‪ ‬جميلة جوالي‪ :‬االئتمان أإليجاري للمنقوالت بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫الرباط أكدال ‪.1999 – 1998‬‬
‫‪ ‬رياض فخري‪ ،‬االليات القانونية المميزة اعقد التاجير التمويلي ‪ ،‬دراسة تحليلية‪،‬‬
‫رسالة دون تاريخ ومكان النشر ‪.‬‬

‫حياة مجدوب‪ ،‬فاطمة بوكريم‪ :‬االئتمان اإليجاري بين الفقه والقضاء‪ .‬بحث نهاية‬ ‫‪‬‬
‫التدريب بالمعهد العالي للقضاء سنة ‪.2004-2002‬‬

‫عقد االئتمان االيجاري –دراسة عملية‪ :-‬حسن الحجون ‪ ،‬بحث نهاية فترة التدريب‬ ‫‪‬‬
‫بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬سنة ‪.2009/2007‬‬

‫المدونات‪:‬‬
‫‪ ‬مدونة التجارة‪ :‬ظهير ‪ 15‬ربيع االول ‪ 1- 1417‬غشت ‪.1996‬‬
‫‪ ‬قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪1 ............................................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية عقد االئتمان أإليجاري ‪4 ..............................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم عقد االئتمان أإليجاري ‪4 .........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف وخصائص عقد االئتمان أإليجاري ‪4 .......................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬طبيعة عقد االئتمان أإليجاري ومقارنته ببعض العقود المشابهة‪9 .............................................. .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط عقد االئتمان أإليجاري و مراحله ‪10 .........................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط عقد االئتمان أإليجاري ‪10 ....................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مراحل إبرام عقد االئتمان أإليجاري ‪13 .............................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أثار عقد االئتمان أإليجاري و انقضائه‪13 .................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أثار عقد االئتمان أإليجاري ‪14 ..........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إلتزامات مؤسسة االئتمان أإليجاري‪14 .............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات المستفيد ‪15 ....................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء االئتمان أإليجاري ‪17 ...........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬انقضاء االئتمان أإليجاري بانتهاء المدة المتفق عليها ‪17 .........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء العقد قبل انتهاء مدته‪19 .......................................................................................‬‬
‫خاتمة ‪22 ...........................................................................................................................................‬‬

‫‪25‬‬

You might also like