You are on page 1of 46

‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫ال يعتبر موضوع الشركات التجارية‪ ،‬بوجو عام تشريعا حديثا‪ ،‬بل ىو متأصل في العموم القانونية‪،‬‬
‫ومع ذلك يمكن القول أنو في جزء منو عمى األقل‪ ،‬ما زال حديثا نظ ار لما لحقو من تطور يواكب سير‬
‫الحياة التجارية واالقتصادية المتسارع لتمبية الحاجات العممية‪ ،‬ورغم أن الشركات التجارية أقل عددا من‬
‫األشخاص الطبيعية (التجار)‪ ،‬فإن لمشركات التجارية في الوقت الحالي أىمية بالغة‪.‬‬
‫شيدت الشركات التجارية تطو ار موازيا لنمو االكتشافات الصناعية والعممية‪ ،‬فظيرت الحاجة إلى‬
‫تكتل القوى في الميدان االقتصادي‪ ،‬من أجل القيام بمشاريع كبيرة التي تتجاوز متطمبات تحقيقيا‪ ،‬قدرات‬
‫األفراد ميما بمغت إمكاناتيم المالية واالقتصادية والعممية والفنية‪ ،‬فظيرت شركات ذات رؤوس أموال‬
‫ىامة‪ ،‬وشخصيات معنوية متميزة‪ ،‬قادرة عمى القيام بدور فعال في الميدان االقتصادي(كتنفيذ المشاريع‬
‫االنتاجية عمى مختمف األصعدة)‪ ،‬فاحتمت بذلك المقام األول في النشاط الصناعي والتجاري والزراعي‬
‫في كثير من الدول‪...‬‬
‫ظيرت مع الوقت شركات كبرى تجاوزت بنشاطيا حدود الدولة الواحدة إلى دول أخرى‪ ،‬كما‬
‫استطاع بعض أنواع الشركات التفوق عمى البعض اآلخر‪ ،‬فتفوقت شركة التضامن عمى األنواع األخرى‬
‫من شركات األشخاص نظ ار لمثقة التي تتمتع بيا لدى الجميور لكونيا تقوم عمى االعتبار الشخصي‪،‬‬
‫وعمى المسؤولية التضامنية المطمقة بين الشركاء‪.‬‬
‫وتفوقت شركة المساىمة األنواع األخرى من شركات األموال نظ ار ألن رأسماليا يكون مكتتب‪ ،‬وما‬
‫ينتج عن ذلك من ضخامة في رؤوس أمواليا وتعزيز مركزىا المالي واالقتصادي فأصبحت أضخم‬
‫المؤسسات االقتصادية عمى االطالق‪ ،‬وأقدرىا عمى تحقيق المشاريع الكبيرة‪ ،‬ونظ ار ألنيا تقوم عمى‬
‫االعتبار المالي باعتبارىا ثمرة النظام الرأسمالي الحر‪ ،‬وأىم ىيكل قانوني ساىم في بسط دعائم ىذا‬
‫النظام وطنيا ودوليا‪ ،‬وىذا راجع لضخامة رأسماليا‪ ،‬والى طبيعة الشركة كشخصية معنوية‪ ،‬التي تمكنيا‬
‫من االستمرار مدة أطول من حياة األفراد المؤسسين ليا‪ ،‬فيضمن بقائيا واستقرار نشاطيا‪.‬‬
‫ولعل القوة االقتصادية واالجتماعية التي تشكميا الشركات التجارية ال سيما شركات المساىمة ىي‬
‫التي أدت بالدول إلى التفكير في ضرورة السير عمى رقابتيا حتى ال تنحرف عن الطريق الخاص بيا‬
‫وتصبح أداة تحكم واستغالل اجتماعي أو احتكار اقتصادي يمتد إلى السيطرة السياسية (فرض نفوذىا‬
‫خاصة بالنسبة لمجماعات الضاغطة)‪ ،‬وخصوصا بعدما أنشأت التكتالت االحتكارية بشكل الشركات‬
‫القابضة أو ما يسمى باليولدنغ ‪.Holding‬‬
‫استطاعت الشركات أن تستمد من مركزىا االقتصادي قوة امتدت إلى الحياة السياسية‪ ،‬ففرضت‬
‫نفوذىا عمى رجال الدولة واستطاعت أن تحقق أغراضيا الخاصة عمى حساب المصمحة العامة‪ ،‬فتنبيت‬
‫السمطات العامة إلى ىذه المساوئ‪ ،‬فسعت إلى الحد منيا عن طريق سن التشريعات التي تكفل حماية‬
‫المساىمين واالدخار العام وتقف بوجو االحتكار فتحد من مساوئو‪ ،‬وتضمن في نفس الوقت تنظيم إدارة‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫الشركات وسير أعماليا معا‪ ،‬وىكذا بدأ تشريع الشركات يفرض عقوبات كثيرة مشددة وأخذ دور اإلرادة‬
‫الحرة يضعف شيئا فشيئا‪ ...‬فبدأ رأس المال العام يمعب لعبتو االقتصادية المنظمة‪ ،‬فيدخل بصورة جزئية‬
‫في شركات االقتصاد المختمط وبصورة كمية في الشركات المؤممة‪ ،‬ويظير ذلك جميا وبخاصة في‬
‫األنظمة االشتراكية (شركات القطاع العام)‪.‬‬

‫مبحث تمهيدي‪ :‬مدخل عام لقانون الشركات‬


‫يعتبر اشتراك عدة أشخاص في شيء أو مسألة معينة أمر يفرضو تطور حاجات االنسان الفرد‪،‬‬
‫التي تطورت بدورىا مع تطور حياتو‪ ،‬فقدرتو محدودة عمى القيام ببعض األعمال منفردا‪ ،‬ولكن إذا ما‬
‫ضم عممو وعممو وخبرتو إلى ما لدى اآلخرين من إمكانيات‪ ،‬فيستطيع تحقيق طموحاتو‪ ،‬ودون الرجوع‬
‫إلى العصور القديمة الستعراض تاريخ الشركات‪ ،‬بل يكفي الرجوع إلى القانون الجزائري(المطمب األول)‪،‬‬
‫مع ضرورة تمييز الشركة عن بعض األنظمة المشابية ليا(المطمب الثاني)‪ ،‬وكذا تحديد طبيعتيا القانونية‬
‫(المطمب الثالث)‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الشركات التجارية في القانون الجزائري‬
‫تأثر المشرع الجزائري في تنظيمو لموضوع الشركات التجارية بقانون الشركات الفرنسي الصادر‬
‫سنة ‪ ،1966‬في معظم أحكامو‪ ،‬التي وردت في الكتاب الخامس من األمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن‬
‫القانون التجاري في المواد من ‪ 544‬إلى ‪ 842‬منو(‪ ،)1‬وكان ىذا األمر يقتصر عمى ثالثة أنواع من‬
‫الشركات ىي شركة التضامن وذات المسؤولية المحدودة وشركة المساىمة‪.‬‬
‫لكن ورغم اعتراف المشرع الجزائري بالشركات التجارية صراحة‪ ،‬إال أن ذلك كان تكريسا عقيما‪ ،‬إذ عرفت‬
‫المرحمة الممتدة ما بين صدور القانون التجاري سنة ‪ 1975‬إلى غاية ‪ 1988‬انتياج سياسة اقتصادية‬
‫مبنية عمى احتكار الدولة لمحقل االقتصادي‪ ،‬فمم تفتح المجال أمام المبادرة الخاصة‪ ،‬غير أن أزمة‬
‫البترول التي بدأت منذ ‪ 1986‬أظيرت عيوب وىشاشة الوضع االقتصادي الجزائري‪ ،‬فبات من الضروري‬
‫انتياج سياسة التفتح االقتصادي والغاء الفوارق بين القطاع الخاص والعام في المجال االقتصادي‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫منعرجا بالنسبة لمشركات‬ ‫ليشكل المرسوم التشريعي رقم ‪ 08-93‬المتضمن تعديل القانون التجاري‬
‫التجارية في الجزائر‪ ،‬والذي بموجبو أدخمت أنواعا أخرى من الشركات وىي شركات التوصية بنوعييا‬
‫البسيطة وباألسيم‪ ،‬وشركة المحاصة والتي ىي شركة تجارية بحسب الموضوع بينما األنواع األخرى من‬
‫الشركات التجارية فتعتبر تجارية بحسب شكميا(‪ ،)3‬كما أضاف التجمعات المتمتعة بالشخصية المعنوية‬
‫(المواد من ‪ 796‬إلى ‪799‬مكرر‪ 4‬من نفس المرسوم)‪.‬‬

‫‪ )1‬أمر رقم ‪ 59-75‬مؤرخ في ‪30‬سبتمبر‪ ،1975‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ ،‬ع ‪ ،78‬الصادر في ‪ ،1975/12/19‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ )2‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 08-93‬مؤرخ في ‪16‬أفريل ‪ ،1993‬يتضمن تعديل القانون التجاري ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ ،‬ع‪ ،27‬الصادر في ‪.1993/04/27‬‬
‫‪ )3‬راجع المادة ‪ 1/544‬ق ت ج المعدلة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ ،08-93‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫كما استحدث المشرع الجزائري مؤسسة الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة بموجب األمر‬
‫رقم ‪ 27-96‬المعدل لمقانون التجاري(‪ ،)1‬والتي عرفت تعديالت أكثر أىمية بموجب صدور القانون رقم‬
‫‪ 20-15‬المعدل لمقانون التجاري(‪.)2‬‬
‫تظير أىمية العمل من خالل عقود الشركات فيما يمي(‪:)3‬‬
‫‪ -‬تمثل الشركة نظام تعاون فريد ومتميز بين األفراد‪ ،‬أين تتضافر جيودىم في سبيل تحقيق ىدف معين‪،‬‬
‫وىذا التعاون ينعكس ايجابا عمى الشركة مما يساىم في استم ارراىا وتطورىا‪.‬‬
‫‪ -‬يساىم نظام الشركات في دفع التطور االقتصادي األمر الذي يزيد في ثروة األفراد‪ ،‬وتعتبر الشركات‬
‫التجارية من روافد االقتصاد الوطني لمدول‪ ،‬كونيا تضم مجموعة كبيرة من األفراد ورؤوس أموال ىائمة‬
‫خاصة في شركات المساىمة‪ ،‬لذلك فيي تساعد بشكل كبير في تطور القطاعات التجارية والصناعية‬
‫والزراعية والمالية والخدماتية‪...‬‬
‫‪ -‬ساىم ظيور فكرة الشركة بمفيوميا الحديث والى حد كبير في زيادة االنتاج وظيور أفكار مبتكرة‬
‫فأعطى دفعة قوية لزيادة االبتكارات واالختراعات في جميع نواحي الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد الشركات عمى جذب االستثمارات األجنبية ألن العمل من خالليا يوازي األعمال المؤسسية التي‬
‫تعتمد عمى االستقرار والتنظيم مما يساعد عمى االستثمار من خالليا‪.‬‬
‫‪ -‬ازداد تأثير الشركات التجارية في العصر الحالي وتعاظم دورىا ونفوذىا السياسي‪ ،‬فأصبحت في بعض‬
‫الدول تمول حمالت المرشحين لرئاسة ىذه الدول نظ ار لضخامة رؤوس أمواليا‪ ،‬األمر الذي جعميا تساىم‬
‫مساىمة كبيرة في رسم سياسات ىذه الدول عن طريق الجماعات الضاغطة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تمييز الشركة عن األنظمة المشابهة لها‬
‫ارتبطت الشركة لوقت طويل بفكرة العقد ونظرية االلتزامات بوجو عام كما ىو مقرر في القانون‬
‫المدني ومن ثم أخضعت الشركة لمبدأ سمطان اإلرادة كسائر العقود‪ ،‬فالشركة عقد كما جرى تعريفيا‬
‫بموجب المادة ‪ 416‬ق م ج(‪ ،)4‬ولكون الشركة التجارية عقد يترتب عنو شخص معنوي مستقل يحكمو‬
‫النظام األساسي لمشركة‪ ،‬فيي عقد ونظام لذلك قد تتشابو مع بعض األنظمة القانونية األخرى‪ ،‬ما يقتضي‬
‫التطرق لتميزىا عن ىذه األنظمة إلزالة المبس الذي قد يتبادر إلى األذىان‪ ،‬وعميو سوف نتطرق لتمييز‬
‫الشركة والجمعية(الفرع األول)‪ ،‬الشركة والشيوع(الفرع الثاني)‪ ،‬الشركة التجارية والمدنية(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪ )1‬أمر رقم ‪ 27-96‬مؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر‪ ،1996‬يتضمن تعديل القانون التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ ،‬ع‪ ،77‬الصادر في‪.1996/12/11‬‬
‫‪ )2‬قانون رقم‪ 20-15‬مؤرخ في‪ 30‬ديسمبر‪ ،2015‬يتضمن تعديل القانون التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ ،‬ع‪ ،71‬الصادر في‪.2015/12/30‬‬
‫‪ )3‬باسم محمد ممحم وبسام حمد الطراونة‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ص‪.29-28‬‬
‫‪ )4‬تنص المادة ‪ 416‬ق م ج عمى أن ''عقد بمقتضاه يمتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر عمى المساىمة في نشاط مشترك بتقديم‬
‫حصة من عمل أو مال أو نقد‪ ،‬بيدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو تحقق اقتصاد أو بموغ ىدفا اقتصادي ذي منفعة مشتركة‪ ،‬كما يتحممون‬
‫الخسائر التي قد تنجر عن ذلك''‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫الفرع األول‪ :‬الشركة والجمعية‬


‫تخضع الجمعية لقانون مستقل خاص وىو قانون رقم ‪ ،06-12‬حيث تنص المادة ‪ 2‬منو عمى أنو‬
‫''تعنبر الجمعية في مفيوم ىذا القانون تجمع أشخاص طبيعيين و‪/‬أو معنويين عمى أساس تعاقدي لمدة‬
‫محددة أو غير محددة‪.‬‬
‫ويشترك ىؤالء األشخاص في تسخير معارفيم ووسائميم تطوعا ولغرض غير مربح من أجل ترقية‬
‫األنشطة وتشجيعيا ‪ ،‬ال سيما في المجال الميني واالجتماعي والعممي والديني والتربوي والثقافي والرياضي‬
‫والبيئي والخيري واالنساني'' لغرض غير مربح''(‪ ،)1‬فتختمف الشركة عن الجمعية في‪:‬‬
‫‪ -‬أن ىدف الشركة ىو تحقيق الربح بينما ىدف الجمعية ىو تحقيق عمل خيري في المجال الميني أو‬
‫االجتماعي أو الثقافي‪( ...‬فمعيار التمييز ىو معيار الربح)‪.‬‬
‫‪ -‬الشركة شخص معنوي يكتسب صفة التاجر‪ ،‬بينما الجمعية ىي شخص معنوي مدني‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لالنسحاب من العضوية‪ ،‬تخضع الشركة لقواعد تختمف حسب ما إذا كنا في شركات‬
‫األشخاص عنيا في شركات األموال‪ ،‬بينما يحق لكل عضو في الجمعية أن ينسحب منيا في أي وقت‬
‫ما لم يوجد اتفاق يقضي بضرورة بقائو في الجمعية لمدة معنية‪ ،‬كما أن العضو المنسحب ال يأخذ أي‬
‫شيء من أموال الجمعية‪ ،‬إال إذا قضى بذلك القانون األساسي لمجمعية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشركة والشيوع‬
‫الشيوع ىو مال معين بالذات يممكو أكثر من شخص‪ ،‬ويقع حق كل شريك فيو عمى حصة شائعة‬
‫في ىذا المال‪ ،‬فيكون محل حق الشريك ىو ىذه الحصة الشائعة‪ ،‬لذلك يختمف الشيوع عن الشركة في‪:‬‬
‫أوال‪ -‬من حيث المصدر‪ :‬الشركة عقد إرادي بينما في الشيوع فقد يكون اختياري أو اجباري وىو الشائع‬
‫كما لو ترك المورث ماال فالورثة يمتمكون ىذا المال عمى الشيوع (المادة ‪ 713‬ق م ج)‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬من حيث المدة‪ :‬الشركة أطول مدة من الشيوع المقدر بخمس سنوات (م ‪ 722‬ق م ج)‪ ،‬ووردت‬
‫أحكام الشيوع في القانون المدني في المواد ‪ 742 -713‬ق م ج‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬من حيث الغرض‪ :‬إذا نتج الشيوع عن شراء مال مشترك وكان غرض المشترين من ذلك مجرد أن‬
‫يممك كل منيم حصة في ىذا المال كان ذلك شيوعا‪ ،‬أما إذا انصرف قصد األعضاء الشركاء إلى شراء‬
‫المال بقصد استغاللو واقتسام األرباح الناتجة عن ذلك فإن ىذا يكون شركة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز الشركة التجارية عن الشركة المدنية‬
‫تعتبر الشركة أيا كانت شخصا معنويا‪ ،‬حيث أن عقدىا التأسيسي ىو الذي يحدد النشاط الذي تقوم‬
‫بو‪ ،‬فإذا كان موضوعيا مدنيا كانت الشركة مدنية أما إذا كان موضوعيا تجاريا كانت الشركة تجارية‪،‬‬
‫كما اعتبر المشرع بأن الشركة التي تتخذ شكال من األشكال التي نص عمييا المشرع في القانون التجاري‬

‫‪ )1‬قانون رقم ‪ 06-12‬مؤرخ في ‪12‬جانفي ‪ ،2012‬يتعمق بالجمعيات‪ ،‬ج ر‪ ،‬ع‪ ،2‬الصادر في ‪.2012/01/15‬‬
‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫ىي شركة تجارية ميما كانت طبيعة عمميا كالنشاط الزراعي مثال‪.‬‬
‫يترتب عن تمييز الشركة التجارية عن الشركة المدنية ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تخضع الشركة المدنية ألحكام القانون المدني (المواد من ‪ ،)449 -416‬أما الشركة التجارية فتخضع‬
‫ألحكام القانون المدني والقانون التجاري في حالة عدم وجود نص في األول‪.‬‬
‫‪ -‬الشركة التجارية تكتسب صفة التاجر فتخضع لاللتزامات التجارية عكس الشركات المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬ال تكتسب الشركة التجارية الشخصية المعنوية إال بعد قيدىا في السجل التجاري‪ ،‬بينما الشركة المدنية‬
‫فتتمتع بالشخصية المعنوية بمجرد تكوينيا إال أنو ال يحتج بيذه الشخصية عمى الغير إال بعد استيفاء‬
‫إجراءات الشير(م ‪ 417‬ق م ج)‪.‬‬
‫‪ -‬تتحدد مسؤولية الشريك في الشركة المدنية بمقدار نصيبو في الخسارة وقد يتجاوز ىذا النصيب قيمة‬
‫الحصة التي قدميا في رأس المال‪ ،‬ويتم ذلك دون تضامن بين الشركاء‪ ،‬أما مسؤولية الشريك في الشركة‬
‫التجارية‪ ،‬فتحدد حسب شكل الشركة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الطبيعة القانونية لمشركة‬
‫ثار خالف فقيي حول الطبيعة التعاقدية أو التنظيمية لمشركة؟ فيل الشركة عقد أم نظام؟‬
‫انعكس تأثير فكرة المشروع بمفيومو االقتصادي القائم عمى عناصر ثالثة ىي رأس المال والعمال‬
‫واإلرادة عمى تشريع الشركات‪ ،‬فتحولت الشركة تحت ىذا التأثير من تنظيم ''إرادي'' لجماعة األشخاص‬
‫المكونين ليا مبني عمى العقد إلى تنظيم ''قانوني'' مصدره التشريع الذي يقوم في مجموعو عمى قواعد‬
‫آمرة ال يجوز مخالفتيا‪ ،‬ويصبح المشروع ذاتو موضوع التنظيم‪ ،‬أي األساس الذي يبنى عميو مجموع‬
‫قواعد الشركة‪ ،‬لذلك ينكر البعض عمى الشركة صبغتيا التعاقدية ويرى أنيا نظام قانوني ‪Institution‬‬
‫أقرب إلى القانون منو إلى العقد(‪.)1‬‬
‫فعندما يكون ىناك عقد‪ ،‬فإن إرادة األطراف ىي التي تتحكم في تأسيس الشركة‪ ،‬وفي اختيار‬
‫نوعيا‪ ،‬والقواعد التي تحكم نشاطيا‪ ،‬وىي التي تقوم بتعديل تمك القواعد‪ ،‬وفق ما تراه مناسبا‪ ،‬مع مراعاة‬
‫أحكام القانون المتصمة بالنظام العام‪ ،‬أما عندما نتكمم عن النظام فما عمى األطراف إال ت‬
‫بني واعتماد مجمل القواعد المفروضة أو رفضيا دون إمكانية تعديميا‪.‬‬
‫الشركة ىي العمل القانوني الذي يتخذ شكل العقد‪ ،‬وقد تأكدت النظرة التعاقدية بمقتضى المادة‬
‫‪ 416‬ق م ج‪ ،‬فعقد الشركة يحكمو في األساس مبدأ حرية التعاقد‪ ،‬إال أن الصفة التعاقدية ال تستطيع‬
‫تفسير معظم اآلثار القانونية المترتبة عن تكوينيا‪ ،‬فيو ليس كغيره من العقود األخرى التي تقتصر في‬
‫آثارىا عمى ترتيب التزامات عمى عاتق أطرافيا‪ ،‬بل ينفرد عقد الشركة بما يتولد عنو من إنشاء شخص‬
‫معنوي جديد لو خصائص ومميزات تجعمو متمتعا باستقالل ذاتي وحياة قانونية خاصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪) GEORGES Ripert, ROBLOT René, Traite de droit commercial, T1, L.G.D.J, Paris 1998, p75.‬‬
‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫يقصد بمفظ الشركة العقد التأسيسي وفي الوقت نفسو يعني الشخص المعنوي المتولد عنو‪ ،‬كما أن‬
‫مصالح المتعاقدين في العقود األخرى متعارضة بينما قوام عقد الشركة اتحاد مصالح الشركاء‪ ،‬واتجاىيم‬
‫نحو تحقيق غرض مشترك ىو تحقيق األرباح وقسمتيا‪ ،‬لذلك يمكن تعديل عقد الشركة بأغمبية أعضائيا‬
‫عكس الوضع في بقية العقود‪ ،‬فال يجوز تعديل أحكاميا إال بإجماع المتعاقدين(‪.)1‬‬
‫وعميو فقد تضاءلت مساحة الحرية التعاقدية إلى أقصى حد في بعض أنواع الشركات (شركات‬
‫المساىمة خاصة) فأصبح المشرع يتدخل في معظم أحكاميا بنصوص آمرة بيدف حماية االدخار العام‬
‫ورعاية المصالح القومية‪ ،‬وعمى إثر تراجع المفيوم التعاقدي لمشركة اتجو بعض الفقو إلى اعتبارىا بمثابة‬
‫نظام قانوني ‪ Institution‬وتنسجم فكرة النظام القانوني مع الشركة كشخص معنوي إذ ىي ترتكز عمى‬
‫عنصر االستمرار والتنظيم بيدف تحقيق الغرض المشترك لمشخصية المعنوية(‪.)2‬‬
‫إال أن فكرة النظام القانوني لمشركة تظل قاصرة في الحاالت التي ال يترتب عمى عقد الشركة نشوء‬
‫شخص معنوي تنطبق عميو ىذه الفكرة كشركة المحاصة‪ ،‬فيي تخضع إلرادة األطراف الحرة دون تنظيميا‬
‫بأحكام قانونية آمرة‪ ،‬وأيا كان تدخل المشرع في تنظيم الشركات عموما فما تزال إرادة الشركاء وتوافقيا‬
‫ىي األساس في نشأة الشركة‪ ،‬لذلك فيناك تعايش بين الفكرتين معا داخل الشركة الواحدة فكرة الشركة‬
‫عقد بين األطراف وفكرة الشركة نظام قانوني خاص‪ ،‬وحيث أن تأثير الفكرة عمى حساب األخرى يختمف‬
‫باختالف نوع الشركة‪.‬‬
‫ففي شركات األشخاص تكون الغمبة لمطابع التعاقدي حيث يمتنع تعديل العقد التأسيسي لمشركة إال‬
‫بموافقة جميع الشركاء‪ ،‬أما في شركات األموال فتكون الغمبة لفكرة التنظيم القانوني الذي تكون لو السيادة‬
‫والسمطان‪ ،‬ويظير ذلك جميا في تعديل النظام األساسي لمشركة باألغمبية رغم معارضة األقمية وزيادة‬
‫مساحة النصوص اآلمرة والتي تنقص من الحرية التعاقدية لمشركاء‪.‬‬
‫ميما اختمفت النظريات بين فكرة تعاقدية وفكرة تنظيمية‪ ،‬وعمى أي أساس ارتكزت‪ ،‬يبقى واضحا‬
‫أنو البد لتأسيس الشركة من عمل إرادي تشترك فيو أوال إرادات الشركاء باإلجماع وىذا ما يؤكد استمرار‬
‫الفكرة التعاقدية في كل أنواع الشركات ميما تراجعت أمام االتجاه التنظيمي‪ ،‬وما يؤكد أيضا أن الشركة‪،‬‬
‫في مرحمة تكوينيا تتمتع بخصائص سائر العقود‪ ،‬وان أصبحت بعد التكوين ونشوء شخصيتيا المعنوية‪،‬‬
‫أقرب إلى النظام منيا إلى العقد ويختمف تفوق الجانب التعاقدي عن الجانب التنظيمي من شركة ألخرى‪،‬‬
‫بحيث تطغى الفكرة التعاقدية في شركات األشخاص‪ ،‬ويطغى الطابع التنظيمي في شركات األموال‪ ،‬رغم‬
‫أن كال الفكرتين‪ ،‬التعاقدية والتنظيمية‪ ،‬تحتفظ في البناء القانوني لمشركات‪ ،‬بنصيب وان كان نصيب كل‬

‫‪ )1‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬ج‪ ،1‬األحكام العامة لمشركة‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2003 ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ )2‬محمد فريد العريني ومحمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري(األعمال التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬الشركات التجارية)‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪.245‬‬
‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫منيا يختمف باختالف نوع الشركة(‪.)1‬‬


‫تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري لم يبرز في تعريفو لمشركة كممة المشروع بوصفو األساس‬
‫أو جوىر الشركة‪ ،‬فيو لم يرسخ المفيوم الحديث لمشركة كأداة لتنظيم المشروع‪ ،‬حتى بعد إدخالو شركة‬
‫الشخص الواحد في القانون التجاري‪ ،‬فمم يعدل نص المادة ‪ 416‬ق م ج لمسايرة ىذا التطور في التشريع‬
‫التجاري‪ ،‬فقد وردت األحكام العامة لمشركات في القانون المدني(الفصل األول)‪ ،‬األحكام التفصيمية‬
‫لمشركات التجارية في التشريع التجاري‪ ،‬والتي يمكن تقسيميا تبعا لدرجة الرابطة التي تقوم بين الشركاء‬
‫إلى ثالثة أنواع ىي‪ :‬شركات األشخاص (الفصل الثاني) وشركات األموال(الفصل الثالث)‪ ،‬والشركات‬
‫المختمطة(الفصل الرابع)‪.‬‬

‫‪ )1‬عمي عصام غصن‪ ،‬الشركات المدنية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬بيروت‪ ،2011 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪7‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬األحكام العامة لمشركات التجارية‬


‫وردت األحكاـ العامة لمشركات في القانوف المدني‪ ،‬وتسري ىذه القواعد عمى الشركات المدنية‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬وال تطبؽ عمى الشركات التجارية إال فيما ال يخالؼ القانوف التجاري باعتباره المصدر‬
‫الرئيسي لقانوف الشركات التجارية(‪ ،)1‬وقد عرؼ المشرع الجزائري الشركة في المادة ‪ 416‬ؽ ـ ج السابؽ‬
‫ذكرىا‪ ،‬ويكوف المشرع بيذا التعريؼ قد وسع مف مفيوـ الشركة‪ ،‬التي يمكف تأسيسيا ليس فقط لتحقيؽ‬
‫الربح‪ ،‬أو بيدؼ تحقيؽ اقتصاد أو بموغ ىدؼ اقتصادي ذي منفعة مشتركة‪ ،‬لذلؾ فإف الشكؿ الذي يمكف‬
‫أف يتخذه الشخص المعنوي في القانوف الخاص قد يتخذ شكؿ‪:‬‬
‫‪ -‬شركة ويكوف ىدفيا اقتساـ الربح الذي قد ينتج أو تحقيؽ اقتصاد؛‬
‫‪ -‬التجمعات والتي تتأسس بيدؼ تسييؿ النشاط االقتصادي ألعضائيا أو تطويره وتحسيف نتائجو‬
‫وتنميتو عف طريؽ وضع كؿ الوسائؿ واالمكانيات المشتركة(‪.)2‬‬
‫تعتبر الشركة عقدا‪ ،‬لذلؾ فيي تتطمب أف يكوف ليا أركاف العقد المعروفة وىي التراضي‪ ،‬المحؿ‪،‬‬
‫السبب‪ ،‬باإلضافة إلى وجود أركاف خاصة وأخرى شكمية‪ ،‬إال أف عقد الشركة يتميز عف العقود األخرى‬
‫في كونو عقدا محددا‪ ،‬مف عقود المعاوضة الممزمة لجميع أطرافو‪ ،‬باإلضافة إلى أنو عقد شكمي‪ ،‬واذا‬
‫انعقد صحيحا ترتب عنو شخصا معنويا‪ ،‬وعميو سوؼ نتطرؽ في ىذا الفصؿ إلى تكويف عقد‬
‫الشركة(المبحث األوؿ)‪ ،‬وآثاره(المبحث الثاني) وأسباب انقضاءه(المبحث الثالث) وجزاء تخمؼ الشروط‬
‫الالزمة لتكوينو (المبحث الرابع)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تكوين عقد الشركة‬


‫يستمزـ عقد الشركة كغيره مف العقود أف تتوافر فيو أركاف العقود بصفة عامة وىي الرضا‪ ،‬المحؿ‬
‫والسبب باعتبارىا أركاف موضوعية عامة(المطمب األوؿ) غير أف فكرة العقد ال تستوعب كؿ اآلثار‬
‫القانونية المترتبة عف تكويف الشركة‪ ،‬ذلؾ أف عقد الشركة ليس عقدا كغيره مف العقود‪ ،‬بؿ الشركة في‬
‫عالقتيا مع الغير تعتبر شخصا معنويا‪ ،‬حيث تيدؼ أطرافو إلى غاية واحدة وغرض مشترؾ يتمثؿ في‬
‫تحقيؽ الربح وقسمتو‪ ،‬مما أدى بالمشرع إلى تنظيـ الشركة بطريقة آمرة استوجبت توافر ىذا العقد عمى‬
‫أركاف موضوعية خاصة(المطمب الثاني)‪ ،‬كما أف عقد الشركة ال يعتبر مف العقود القائمة عمى مبدأ‬
‫الرضائية وانما جعمو المشرع الجزائري مف العقود الشكمية‪ ،‬حيث اشترط إفراغ عقد الشركة في قالب‬
‫رسمي(المطمب الثالث)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪) TERKI Nour- Eddine, Les sociétés commerciales, Edition AJED, Alger, 2010, pp19-20.‬‬
‫‪ )2‬راجع المادة ‪ 796‬المستحدثة بموجب المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 08-93‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف التجاري‪ ،‬المرجع السابؽ؛‬
‫‪ -‬يوسؼ فتيحة‪ ،‬أحكاـ الشركات التجارية‪ ،‬وفقا لمنصوص التشريعية والمراسيـ التنفيذية الحديثة‪ ،‬دار الغرب‪ ،‬تممساف‪ ،2007 ،‬ص‪21‬؛‬
‫‪- GUYON Yves, Droit des affaires, T1, Droit commercial général et sociétés, 11ème édition, Economica,‬‬
‫‪paris, 1002, p535.‬‬
‫‪8‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬األركان الموضوعية العامة لعقد الشركة‬


‫يستمزـ أف تتوافر في عقد الشركة أركاف العقود عامة‪ ،‬وىذا ما يستفاد مف نص المادة ‪ 416‬ؽ ـ‬
‫ج‪ ،‬والمتمثمة في الرضا وشرط األىمية(الفرع األوؿ)‪ ،‬المحؿ والسبب(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الرضا وشرط األىمية‬
‫مف غير المنطقي أف تنشأ رابطة تعاقدية دوف أف تستند إلى رضا أطرافيا) أوال(‪ ،‬وال يكفي وجود‬
‫الرضا‪ ،‬بؿ يجب أف يكوف صاد ار ممف يتمتع باألىمية القانونية المطموبة لذلؾ(ثانيا)‪.‬‬
‫تعبير عف إرادة المتعاقديف التي‬
‫ا‬ ‫أوال‪ -‬الرضا‪ :‬يعتبر الرضا بمثابة الركف األوؿ النعقاد الشركة‪ ،‬فيو يعد‬
‫تظير في االيجاب والقبوؿ لدى إبراـ العقد‪ ،‬فيمزـ لتوافر رضا الشريؾ أف تتجو إرادتو الحرة إلى إبراـ عقد‬
‫الشركة واحداث اآلثار القانونية المترتبة عنو‪ ،‬وىذا يتضمف إظيار الشريؾ رغبتو بالدخوؿ في الشركة‬
‫فيجب أف ينصب ىذا الرضا عمى شروط وتفاصيؿ العقد جميعا(‪ ،)1‬أي عمى رأسماليا وموضوعيا‪...‬‬
‫كما يشترط في ىذا الرضا أف يكوف صحيحا خاليا مف عيوب اإلرادة المتمثمة في‪ :‬الغمط ‪ ،‬االكراه‬
‫والتدليس‪ ،‬واال كاف العقد باطال لمصمحة مف شاب العيب رضاه‪ ،‬ويعد التدليس العيب األكثر وقوعا إذ‬
‫يمجأ إليو مؤسسو الشركة قصد جعؿ الغير يقدـ عمى االشتراؾ‪ ،‬فيذه العيوب تجعؿ العقد قابال لإلبطاؿ‬
‫لصالح مف شاب العيب رضاه(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ -‬شرط األىمية‪ :‬ال يكفي وجود الرضا إلبراـ عقد الشركة‪ ،‬بؿ البد أف تكوف ىذه اإلرادة صادرة عف‬
‫ذي أىمية‪ ،‬أي البالغ مف العمر‪ 19‬سنة كاممة‪ ،‬متمتعا بكامؿ قواه العقمية ولـ يحجر عميو‪ ،‬فاألىمية‬
‫الالزمة إلبراـ عقد الشركة ىي أىمية التصرؼ(‪ ،)3‬كوف عقد الشركة مف التصرفات المالية الدائرة بيف‬
‫النفع والضرر‪ ،‬فيجب أف تتوافر أىمية التصرؼ وااللتزاـ لدى الشريؾ‪ ،‬وتظير أىمية التصرؼ في التزاـ‬
‫الشريؾ بنقؿ ممكية حصتو إلى الشركة‪ ،‬فالشريؾ يمتزـ في حدود حصتو بديوف الشركة‪ ،‬كما قد تكوف‬
‫مسؤوليتو شخصية في كؿ أموالو‪.‬‬
‫تختمؼ ىذه األىمية في الشركات المدنية عنيا في الشركات التجارية‪ ،‬فيجب توفر أىمية التصرؼ‬
‫في الشركات المدنية‪ ،‬بينما في الشركات التجارية يختمؼ األمر باختالؼ نوع الشركة‪ ،‬إذ البد مف تطبيؽ‬
‫قواعد أىمية القاصر المرشد حسب المادتيف ‪ 5‬و‪ 6‬مف القانوف التجاري في شركة التضامف وفي شركات‬
‫التوصية بنوعييا‪ ،‬وذلؾ بالنسبة لمشركاء المتضامنيف‪ ،‬بينما في شركات األمواؿ فال تشترط تمؾ األىمية‬
‫ألف األمر يتعمؽ بتوظيؼ رأس الماؿ‪ ،‬فيجوز لمولي أو الوصي أو القيـ أف يشارؾ بماؿ القاصر بوجو‬

‫‪ )1‬باسـ محمد ممحـ وبساـ حمد الطراونة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫‪ )2‬مصطفى كماؿ طو‪ ،‬الشركات التجارية‪ :‬األحكاـ العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص‪ ،‬شركات األمواؿ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1998 ،‬ص ص‪.21-20‬‬
‫‪ )3‬يقصد باألىمية عموما صالحية الشخص الكتساب الحقوؽ والقدرة عمى التصرؼ بيذه الحقوؽ‪ ،‬وىي تقسـ إلى نوعيف‪ :‬أىمية الوجوب وتعني‬
‫القدرة عمى اكتساب الحقوؽ‪ ،‬وأىمية األداء أو التصرؼ وتعني القدرة عمى إجراء التصرفات القانونية وتحمؿ االلتزامات‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫عاـ وفقا لمقواعد المقررة في قانوف األسرة بالنسبة لموالية عمى الماؿ(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المحل والسبب‬
‫تتوقؼ صحة العممية التعاقدية عمى صحة المحؿ‪ ،‬مما يعني أف صحة عقد الشركة يرتبط بصحة‬
‫المحؿ) أوال(‪ ،‬والذي يتصؿ مباشرة بسبب العقد الذي يعد ركنا مستقال عف المحؿ(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬المحل‪ :‬يقصد بمحؿ الشركة النشاط االقتصادي الذي قامت الشركة مف أجمو‪ ،‬أو المشروع‬
‫االقتصادي الذي يسعى الشركاء إلى تحقيقو‪ ،‬والذي يجب أف يكوف محال مشروعا غير مخالؼ لمنظاـ‬
‫جائز قانونا(‪.)2‬‬
‫العاـ واآلداب العامة‪ ،‬وممكنا و ا‬
‫يختمؼ محؿ التزاـ الشريؾ عف محؿ التزاـ الشركة‪ ،‬فمحؿ التزاـ كؿ شريؾ ىو تقديمو لحصة في‬
‫الشركة‪ ،‬أما محؿ الشركة أو موضوعيا‪ ،‬فيو يمثؿ الغرض الذي أنشأت مف أجمو الشركة‪ ،‬وىو المشروع‬
‫المالي الذي يسعى الشركاء إلى تحقيقو(‪ ،)3‬فيجب أف يكوف محددا وموجودا ومشروعا غير مخالؼ لمنظاـ‬
‫العاـ واآلداب العامة تطبيقا لنص المادة ‪ 96‬ؽ ـ ج‪ ،‬فإذا كاف محميا أو غرضيا غير مشروع كتجارة‬
‫المخدرات مثال‪ ،‬فإنيا تكوف باطمة بطالنا مطمقا لعدـ مشروعية المحؿ‪ ،‬أما إذا وجد حضر قانوني كتجارة‬
‫األسمحة مثال‪ ،‬فتعتبر الشركة في ىذه الحالة باطمة الستحالة المحؿ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬السبب‪ :‬يختمؼ محؿ الشركة عف سببيا‪ ،‬في كوف محميا يتمثؿ في النشاط االقتصادي الذي‬
‫يسعى الشركاء لتحقيقو‪ ،‬أما سبب الشركة فيو يتمثؿ في انجاز محميا بغية تحقيؽ األرباح واقتساميا‬
‫وذلؾ مف خالؿ إنشاء مشروع مالي والقياـ بنشاط تجاري أو صناعي(‪ ،)4‬فالسبب ىو الباعث أو الدافع‬
‫إلى التعاقد‪ ،‬وغالبا ما يكوف تحقيؽ الربح ىو سبب إنشاء الشركة‪ ،‬بينما سبب التزاـ كؿ الشريؾ ىو األمؿ‬
‫في الحصوؿ عمى نصيب مف األرباح التي تحققيا الشركة‪ ،‬ويجب أف يكوف بدوره مشروعا واال عد العقد‬
‫باطؿ بطالنا مطمقا تطبيقا لنص المادة ‪ 97‬ؽ ـ ج‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬األركان الموضوعية الخاصة لعقد الشركة‬
‫ترتبط ىذه األركاف بطبيعة عقد الشركة وتميزه عف سائر العقود األخرى‪ ،‬وىي تمؾ األركاف التي‬
‫تـ النص عمييا في المادة ‪ 416‬ؽ ـ ج‪ ،‬والمتمثمة في‪ :‬تعدد الشركاء(الفرع األوؿ)‪ ،‬تقديـ الحصص(الفرع‬
‫الثاني)‪ ،‬نية االشتراؾ (الفرع الثالث) واقتساـ األرباح والخسائر(الفرع الرابع)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعدد الشركاء‬
‫ىذا الركف تقتضيو فكرة العقد‪ ،‬فالقاعدة تفيد أف عقد الشركة يجب إبرامو بيف شخصيف أو أكثر لكي‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 88‬مف قانوف رقـ ‪ 11-84‬مؤرخ في ‪ 09‬جواف ‪ ،1984‬يتضمف قانوف األسرة‪ ،‬ج ر‪ ،‬ع‪ ،24‬الصادر في‪ ،1984/06/12‬معدؿ‬
‫ومتمـ‪.‬‬
‫‪ )2‬مصطفى كماؿ طو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ )3‬أكموف عبد الحميـ‪ ،‬الوجيز في شرح القانوف التجاري الجزائري‪ ،‬قصر الكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ )4‬مصطفى كماؿ طو‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪10‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫يصدؽ عميو وصؼ الشركة‪ ،‬ويحتفظ المشرع الجزائري كغيره بفكرة العقد‪ ،‬وال يسمح بقياـ الشركة كشخص‬
‫معنوي إذا لـ يتعدد الشركاء باستثناء مؤسسة الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫يختمؼ عدد الشركاء باختالؼ نوع الشركة‪ ،‬حيث تدخؿ المشرع في تحديد الحد األدنى واألقصى‬
‫لعدد الشركاء في بعض الشركات‪ ،‬ففي شركة التضامف نجد الحد األدنى شريكيف‪ ،‬وفي شركة التوصية‬
‫باألسيـ التي اشترط أف يكوف فييا شريؾ متضامف وثالثة شركاء موصوف عمى األقؿ(ـ‪ 3/715‬ؽ ت ج)‬
‫وفي شركة المساىمة يشترط أال يقؿ عددىـ عف سبعة شركاء حسب المادة ‪ 592‬ؽ ت ج‪ ،‬والحد‬
‫األقصى لعدد الشركاء في شركة ذات المسؤولية المحدودة ىو‪ 50‬شريكا(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقديم الحصص‬
‫تمثؿ حصة الشريؾ مساىمتو في تكويف رأسماؿ مشترؾ وذلؾ بقصد استثماره وتوزيع األرباح‬
‫الناتجة عنو فيما بيف الشركاء‪ ،‬وتختمؼ حصة الشريؾ حسب طبيعة المساىمة التي يقدميا‪ ،‬فقد تكوف‬
‫حصة نقدية (أوال) أو عينية (ثانيا) أو مف عمؿ (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الحصة النقدية‪ :‬يقصد بيا المبمغ المالي الذي يدفعو الشريؾ نقدا كحصة في رأس الماؿ‪ ،‬والحصة‬
‫النقدية ىي الصورة الغالبة في تقديـ الحصص‪ ،‬وتسري عمى التزاـ الشريؾ بأداء الحصة النقدية جميع‬
‫األحكاـ الخاصة بااللتزاـ بأداء مبمغ مالي يقدمو في الوقت المحدد واال التزـ بالتعويض (ـ‪ 421‬ؽ ـ ج)‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الحصة العينية‪ :‬يجوز قانونا أف تكوف الحصة المقدمة مف الشريؾ شيئا آخر مما يقوـ بالماؿ غير‬
‫النقود كالعقار‪ ،‬المنقوؿ المادي أو المعنوي كمحؿ تجاري‪ ،‬براءة اختراع‪ ،‬ديف في ذمة الغير‪ ...‬وتقدـ‬
‫الحصة العينية عمى سبيؿ التمميؾ(ـ‪ 419‬ؽ ـ ج)(‪ ،)1‬أو عمى أساس االنتفاع(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬تقديم الحصة عمى سبيل التمميك‪ :‬إذا قدمت الحصة العينية عمى سبيؿ التمميؾ‪ ،‬فيي تخرج مف ذمة‬
‫الشريؾ إلى ذمة الشركة كشخص معنوي‪ ،‬فتعتبر العممية في ىذه الحالة بمثابة بيع صادر مف الشريؾ‬
‫إلى الشركة‪ ،‬فيتـ تطبيؽ أحكاـ عقد البيع فتنتقؿ الممكية إلى الشركة(‪ ،)2‬وفيما يخص تبعة اليالؾ‪ ،‬فإذا‬
‫ىمكت الحصة قبؿ تقديميا بسبب خارجي‪ ،‬فال تمتزـ الشركة بيذه الحصة وال يعتبر الشريؾ قد قدـ شيئا‪،‬‬
‫إال إذا وقع اليالؾ بعد إعذار الشركة بتسمـ الحصة(ـ ‪ 369‬ؽ ـ ج)‪ ،‬وفي حالة انتقاص الحصة قبؿ‬
‫التسميـ تطبؽ أحكاـ المادة ‪ 370‬ؽ ـ ج‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم الحصة عمى سبيل االنتفاع‪ :‬إذا قدمت الحصة عمى سبيؿ االنتفاع فقط فتبقى ممكا لصاحبيا‬
‫وال يكوف لمشركة إال حؽ االنتفاع بيا‪ ،‬فتسري عمييا أحكاـ عقد االيجار(ـ ‪ 422‬ؽ ـ ج)‪ ،‬واذا ىمكت‬
‫الحصة فإنيا تيمؾ عمى الشريؾ‪ ،‬فيجب عميو أف يقدـ حصة أخرى واال التزـ بالخروج‪ ،‬كما يمتزـ بالضماف‬

‫‪ )1‬حسب المادة ‪ 590‬ؽ ت ج معدلة بموجب قانوف رقـ ‪ ،20-15‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ )2‬وما يتبع ذلؾ مف إجراءات نقؿ الممكية إذا كانت الحصة عقا ار يجب تسجيمو وشيره‪ ،‬واذا كاف محال تجاريا وجب قيده في السجؿ‬
‫التجاري‪ ...‬ويكوف الشريؾ ضامنا لمحصة المقدمة كضماف البائع لممبيع إذ تطبؽ جميع القواعد المتعمقة بضماف االستحقاؽ العيوب الخفية‬
‫وعدـ التعرض‪ ،‬راجع المواد مف ‪ 373 – 371‬ؽ ـ ج‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫قبؿ الشركة عمال بأحكاـ المادة ‪ 483‬ؽ ـ ج في مقابؿ التزاميا بالمحافظة عمى العيف المؤجرة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الحصة من عمل‪ :‬يجوز لمشريؾ أف يقدـ حصتو في الشركة متمثمة في عمؿ يؤديو ليا‪ ،‬والعمؿ‬
‫ىنا ىو عمؿ فني كالخبرة في مجاؿ االتجار أو التصدير أو التخطيط‪ ...‬بمعنى أف عممو ذا أىمية في‬
‫نجاح الشركة ويجب عميو أف يمتنع عف ممارسة نفس العمؿ الذي تعيد بو إلى الشركة لحسابو الخاص‬
‫أو لحساب الغير‪ ،‬لما ينطوي عميو ذلؾ مف منافسة غير مشروعة لمشركة‪ ،‬واذا فعؿ ذلؾ وحقؽ منو‬
‫أرباحا عادت تمؾ األرباح لمشركة‪ ،‬واذا تمثمت حصة الشريؾ في تقديـ عمؿ فني لمشركة فال يجوز أف‬
‫تقتصر ىذه الحصة عمى تقديـ ما لديو مف نفوذ سياسي أو ثقة مالية(‪.)1‬‬
‫كما يشترط أف يكوف العمؿ المقدـ جدي بالنسبة لمشركة‪ ،‬بينما إذا كاف العمؿ تافيا فال يعتبر شريكا‬
‫في ىذه الحالة(‪ ،)2‬ولمقاضي سمطة تقدير العمؿ الجدي‪ ،‬والشركة التي يقدـ فييا جميع الشركاء حصصا‬
‫مف عمؿ فال تعد صحيحة النعداـ ذمتيا المالية‪ ،‬ومف ثـ انعداـ التنفيذ الجبري عمييا‪.‬‬
‫يمتنع الشريؾ مف تقديـ حصة مف عمؿ إذا انظـ إلى شركة المساىمة أو إلى شركة التوصية‬
‫البسيطة(‪ ،)3‬حيث يتكوف رأسماؿ الشركة مف مجموع الحصص النقدية والعينية فال تدخؿ في االعتبار‬
‫الحصص مف عمؿ‪ ،‬إذ أف الحصص النقدية والعينية ىي التي تكوف الضماف العاـ لمدائنيف نظ ار لقابميتيا‬
‫لمتنفيذ الجبري عمييا‪ ،‬وعميو يجوز تقديـ العمؿ كحصة في الشركات المدنية وشركة التضامف فقط‪ ،‬كما‬
‫أجاز المشرع تقديـ حصة مف عمؿ في الشركات ذات المسؤولية المحدودة بموجب القانوف رقـ ‪20-15‬‬
‫المتضمف تعديؿ القانوف التجاري(‪.)4‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نية االشتراك‬
‫يقصد بنية المشاركة رغبة الشريؾ في الدخوؿ في الشركة والمشاركة في األرباح والخسائر‪ ،‬ونية‬
‫المشاركة ىي التي تميز الشركة عف الشيوع‪ ،‬فإذا لـ تتوفر لدى الشريؾ المتعاقد نية المشاركة فإف العقد‬
‫يكوف باطال(‪ ،)5‬ومف غير الممكف إنشاء الشركة دوف وجود ىذا الركف‪ ،‬بؿ ىو الركف األوؿ الواجب توفره‬
‫حتى قبؿ تقديـ الحصص‪ ،‬رغـ أف المشرع الجزائري لـ ينص عميو في المادة ‪ 416‬ؽ ـ ج ومقتضى ىذا‬
‫الركف ىو انصراؼ إرادة جميع الشركاء إلى التعاوف االيجابي فيما بينيـ عمى قدـ المساواة بغية تحقيؽ‬
‫غرض الشركة عف طريؽ االشراؼ عمى إدارة المشروع وتحمؿ المخاطر(‪.)6‬‬
‫تعتبر ىذه النية مفروضة عمى الشركاء بقوة القانوف‪ ،‬وتتجمى مظاىرىا في تقديـ الحصص‪ ،‬وفي‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 420‬ؽ ـ ج‪.‬‬


‫‪ )2‬باسـ محمد ممحـ‪ ،‬بساـ حمد الطراونة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ )3‬المادة ‪ 563‬مكرر‪ 1‬ؽ ت ج بالنسبة لمشركة التوصية البسيطة‪ ،‬والمادة ‪ 567‬ؽ ت ج بالنسبة لشركة المساىمة‪.‬‬
‫‪ )4‬المادة ‪ 567‬ؽ ت ج المعدلة بموجب قانوف رقـ ‪ 20-15‬المتضمف القانوف التجاري‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ )5‬باسـ محمد ممحـ‪ ،‬بساـ حمد الطراونة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ )6‬أحمد عبد الرزاؽ السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانوف المدني الجديد‪ ،‬اليبة والشركة‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،1998 ،‬ص‪.221‬‬
‫‪12‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫تنظيـ إدارة الشركة واإلشراؼ عمييا والرقابة عمى أعماليا‪ ،‬وتختمؼ أىميتيا حسب نوع الشركة‪ ،‬إذ تتجمى‬
‫أكثر في شركات األشخاص التي تسود فييا الفكرة التعاقدية المبنية عمى الثقة المتبادلة والتعاوف االيجابي‬
‫بيف الشركاء‪ ،‬ويجب أف تتوفر منذ نشأة الشركة وتستمر طيمة مدتيا(‪.)1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اقتسام األرباح والخسائر‬
‫ييدؼ الشركاء مف وراء إنشاءىـ الشركة إلى تحقيؽ األرباح ثـ اقتساميا فيما بينيـ‪ ،‬إال أف الشركة‬
‫كما تحقؽ أرباحا قد تمحقيا خسارة‪ ،‬وفي ىذه الحالة يجب أيضا أف توزع ىذه الخسارة بيف الشركاء‪ ،‬فإذا‬
‫اشترط أحد الشركاء أف يستأثر لوحده باألرباح أو أف يعفي نفسو مف الخسارة فإف عقد الشركة يكوف‬
‫باطال‪ ،‬ألف مثؿ ىذا الشرط يبطؿ العقد(‪.)2‬‬
‫ولمشركاء الحرية في طريقة توزيع األرباح والخسائر سواء كانت ىذه الطريقة قائمة عمى أساس‬
‫المساواة الحسابية أو عمى أساس التناسب مع مقدار حصة كؿ منيـ في رأسماؿ الشركة‪ ،‬ويسمى في ىذه‬
‫الحالة التوزيع االتفاقي‪ ،‬بينما إذا لـ ينص العقد التأسيسي لمشركة عمى كيفية توزيع األرباح والخسائر فإنو‬
‫يعمؿ بما تـ النص عميو قانونا فيسمى بالتوزيع القانوني حسب ما فصمتو المادة ‪ 425‬ؽ ـ ج‪ ،‬واذا كانت‬
‫حصة أحد الشركاء تقديـ عمؿ‪ ،‬فيقدر نصيب الربح والخسارة بقدر مساىمة ىذا العمؿ في تحقيؽ الشركة‬
‫غرضيا عمال بنص المادة نفسيا‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬األركان الشكمية‬
‫لـ يدرج المشرع عقد الشركة كعقد رضائي‪ ،‬وانما جعمو مف العقود الشكمية التي يقصد بيا إفراغ‬
‫العقد في وثيقة مكتوبة عرفية أو رسمية‪ ،‬فاألركاف الشكمية نوعيف مطموبة فقط في عقد الشركة دوف‬
‫العقود األخرى تتمثؿ في كتابة العقد(الفرع األوؿ)‪ ،‬وفي إجراء الشير(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الكتابة الرسمية‬
‫تنص المادة ‪ 418‬ؽ ـ ج ''يجب أف يكوف عقد الشركة مكتوبا واال كاف باطال‪ ،‬وكذلؾ يكوف باطال‬
‫كؿ ما يدخؿ عمى العقد مف تعديالت إذا لـ يكف لو نفس الشكؿ الذي يكتسبو ذلؾ العقد''‪ ،‬فالكتابة ركف‬
‫عاـ البد مف توفره في جميع الشركات التجارية ما عدا شركة المحاصة‪ ،‬كما أف الكتابة الزمة حتى في‬
‫التعديالت الالحقة ليا‪ ،‬كزيادة رأس ماؿ الشركة أو تخفيضو(‪...)3‬‬
‫يفيـ مف نص ىذه المادة إمكانية االكتفاء بالكتابة العرفية في الشركات‪ ،‬إذ لـ تحدد نوع الكتابة‬
‫المطموبة‪ ،‬غير أف المادة ‪ 454‬ؽ ت ج نصت عمى أنو ''تثبت الشركة بعقد رسمي واال كانت باطمة''(‪،)4‬‬

‫‪ )1‬عمورة عمار‪ ،‬شرح القانوف التجاري الجزائري‪ ،‬األعماؿ التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.136‬‬
‫‪ )2‬وىو ما يسمى بشرط األسد الذي يبطؿ عقد الشركة إذا وقع االتفاؽ عميو حسب المادة ‪ 1/426‬ؽ ـ ج‪.‬‬
‫‪ )3‬مراد منير فييـ‪ ،‬نحو قانوف واحد لمشركات) تقنيف الشركات(‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1991 ،‬ص‪.163‬‬
‫‪13‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫باطمة''(‪ ،)1‬ما يعني أف في مجاؿ القواعد الخاصة بالشركات التجارية‪ ،‬كما ىي مشترطة لإلثبات خالفا‬
‫لممبدأ العاـ (وىو حرية االثبات في المسائؿ التجارية)‪ ،‬فإنيا الزمة أيضا لالنعقاد عمال بنص المادة ‪9‬‬
‫مف القانوف رقـ ‪ 22-90‬المتعمؽ بالسجؿ التجاري(‪ ،)2‬وبصدور المرسوـ التشريعي رقـ‪ 08-93‬الذي‬
‫أضاؼ أنواعا أخرى مف الشركات التجارية فإف نص المادة ‪ 9‬يسري حتى عمى ىذه األنواع الجديدة‬
‫المتمثمة في شركات التوصية‪ ،‬وتطبؽ نفس المادة عمى التجمعات التي نظمتيا المواد مف ‪ 796‬إلى‬
‫‪799‬مكرر‪ 4‬ؽ ت ج‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 2/6‬قانوف السجؿ التجاري المعدؿ والمتمـ عمى أنو ''ويحرر الموثؽ عقد الشركات‬
‫التجارية حسب األشكاؿ القانونية المطموبة بعد استيفاء الشكميات التأسيسية''‪ ،‬مما يعني أف صحة عقد‬
‫الشركة يتوقؼ عمى إفراغو في الشكؿ الرسمي‪ ،‬فيي ركف مف أركانو وليس مجرد وسيمة إلثباتو‪ ،‬وىذه‬
‫القاعدة تسري عمى عقود الشركات التجارية كميا ما عدا شركة المحاصة فالرسمية إذف مطموبة لالنعقاد‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراء الشير‬
‫تخضع الشركات إلجراءات الشير قصد إخطار واعالـ الغير بميالد الشركة كشخص معنوي لو‬
‫تنظيـ خاص وىو مستقؿ عف الشركاء‪ ،‬حتى يعمـ ىذا الغير بالطرؼ الذي يتعامؿ معو ويتـ القياـ بإجراء‬
‫الشير عف طريؽ االيداع(أوال)‪ ،‬والنشر والقيد في السجؿ التجاري(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬االيداع‪ :‬يتـ االيداع عمى مستوى المركز الوطني السجؿ التجاري‪ ،‬بحسب المادة ‪ 548‬ؽ ت ج‬
‫التي تنص عمى أنو ''يجب أف تودع العقود التأسيسية والعقود المعدلة لمشركات التجارية لدى المركز‬
‫الوطني لمسجؿ التجاري''‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬النشر والقيد في السجل التجاري‪ :‬نص المشرع الجزائري عمى ضرورة شير عقد الشركة وذلؾ‬
‫بموجب المادة ‪ 548‬ؽ ت ج التالي نصيا ''‪ ...‬وتنشر حسب األوضاع الخاصة بكؿ شكؿ مف أشكاؿ‬
‫الشركات واال كانت باطمة''‪ ،‬لذلؾ فإف االشيار القانوني االلزامي يأتي بعد ايداع العقد التأسيسي لمشركة‬
‫في السجؿ التجاري قصد قيده ويتـ االشيار عف طريؽ‪:‬‬
‫‪ -‬نشر ممخص العقد التأسيسي لمشركة في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬نشر ممخص العقد التأسيسي لمشركة في جريدة يومية تصدر عمى مستوى التراب الوطني‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 549‬ؽ ت ج عمى أنو ''ال تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إال مف تاريخ‬
‫قيدىا في السجؿ التجاري''‪ ،‬ويترتب عمى القياـ بإجراءات النشر والقيد في السجؿ التجاري اإلشيار‬

‫‪ )1‬ورد تعريؼ العقد الرسمي في المادة ‪ 324‬ؽ ـ ج التي تنص عمى أف ''العقد الرسمي عقد يثبت فيو موظؼ أو ضابط عمومي‬
‫أو شخص مكمؼ بخدمة عامة ما تـ لديو أو ما تمقاه مف ذوي الشأف وذلؾ طبقا لألشكاؿ القانونية وفي حدود سمطتو واختصاصو''‪.‬‬
‫‪ )2‬قانوف رقـ ‪ 22-90‬مؤرخ في ‪ ،1990/08/18‬يتعمؽ بالسجؿ التجاري‪ ،‬ج ر‪ ،‬ع ‪ ،36‬الصادر في ‪ ،1990/08/22‬معدؿ‬
‫ومتمـ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 9‬منو عمى أنو ''تنشأ بعقد رسمي يحرر لدى الموثؽ الشركات التجارية التي تتسـ بالصبغة القانونية‬
‫الخاصة بشركة المساىمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التضامف''‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫القانوني االلزامي حسب ما تقضي بو المادة ‪ 19‬مف قانوف رقـ ‪ 22-90‬المتعمؽ بالسجؿ التجاري‪ ،‬حيث‬
‫يستيدؼ ىذا االشيار القانوني اطالع الغير عمى محتوى العقود التأسيسية لمشركات والتعديالت‬
‫والعمميات التي تشمؿ رأسماليا ورىوف الحيازة وتأجير التسيير وبيع المحؿ التجاري والحسابات والسندات‬
‫(ـ‪ 20‬مف نفس القانوف)‪ ،‬وىو نفس ما أكدت عميو المادة‪ 1/12‬مف قانوف رقـ ‪ 08-04‬المتعمؽ بشروط‬
‫ممارسة األنشطة التجارية(‪.)1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار تكوين عقد الشركة‬


‫يترتب عمى عقد الشركة إذا ما نشأ صحيحا أف تكتسب الشركة الشخصية المعنوية وما ينتج عف‬
‫ذلؾ مف مميزات الشخص االعتباري وخصائصو المماثمة لمشخص الطبيعي‪ ،‬وىذا ما تـ تكريسو قانونا‬
‫بنصوص صريحة مف طرؼ كؿ التشريعات‪ ،‬ومف بينيا التشريع الجزائري‪ ،‬إذ ينشأ عف عقد الشركة‬
‫الصحيح شخصا جديدا ىو الشخص المعنوي‪ ،‬سواء كانت شركة مدنية أو شركة تجارية حسب المادة‬
‫‪ 1/417‬ؽ ـ ج(‪.)2‬‬
‫يقصد بالشخصية المعنوية بصفة عامة صالحية الشخص لتمقي الحقوؽ وتحمؿ االلتزامات‪ ،‬فقد‬
‫اعترؼ المشرع الجزائري بنظرية الشخصية المعنوية لجميع الشركات بغض النظر عف الغرض الذي‬
‫أنشئت مف أجمو (ـ‪ 549‬ؽ ـ ج) باستثناء شركة المحاصة‪ ،‬إال أف السؤاؿ المطروح ىنا متى تبدأ ومتى‬
‫تنتيي الشخصية المعنوية لمشركة؟(المطمب األوؿ)‪ ،‬وماىي آثارىا(المطمب الثاني)‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬بداية ونياية الشخصية المعنوية‬
‫تكتسب كؿ أنواع الشركات المدنية أو التجارية الشخصية المعنوية عدا شركة المحاصة‪ ،‬غير أف‬
‫االختالؼ يكوف في وقت اكتساب الشركة لشخصيتيا المعنوية(الفرع األوؿ( والتي يفترض أف تنقضي‬
‫بانقضائيا(الفرع الثاني)‪ ،‬إال أف ىذا االنقضاء ال يتـ بشكؿ مباشر بعد توقؼ المشروع بؿ تبقى ىذه‬
‫الشخصية قائمة بالقدر الالزـ إلتماـ عممية التصفية(الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬بداية الشخصية المعنوية‬
‫تقتصر القاعدة العامة التي مفادىا أف تكتسب الشركة الشخصية المعنوية بمجرد تأسيسيا عمى‬
‫الشركات المدنية دوف التجارية‪ ،‬حيث أف المشرع ال يستمزـ إجراءات شير معينة بالنسبة ليا‪ ،‬عكس‬
‫الشركات التجارية التي ربط المشرع اكتسابيا الشخصية المعنوية بضرورة قيدىا في السجؿ التجاري(أوال)‪،‬‬
‫وبضرورة إجراء الشير كأساس لالحتجاج بالشخصية المعنوية لمشركة تجاه الغير(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 1/12‬مف قانوف رقـ ‪ 08-04‬مؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2004‬يتعمؽ بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ .‬ج ر‪ ،‬ع ‪ ،52‬الصادر في‬
‫‪ ،2004/08/18‬معدؿ ومتمـ‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص المادة ‪ 1/417‬ؽ ـ ج عمى أنو ''تعتبر الشركة بمجرد تكوينيا شخصا معنويا‪ ،‬غير أف ىذه الشخصية ال تكوف حجة عمى الغير إال‬
‫بعد استيفاء اجراءات الشير التي ينص عمييا القانوف''‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫أوال‪ -‬تعميق بدء الشخصية االعتبارية بضرورة القيد في السجل التجاري‬


‫تكتسب الشركة المدنية الشخصية المعنوية بمجرد تكوينيا‪ ،‬بينما الشركة التجارية فال تكتسبيا بقوة‬
‫القانوف بمجرد انعقاد العقد‪ ،‬بؿ ال تكتسبيا إال مف تاريخ قيدىا في السجؿ التجاري وفؽ ما تقضي بو‬
‫المادة ‪ 549‬ؽ ت ج والحكـ نفسو بالنسبة لمتجمعات أيضا(‪.)1‬‬
‫وىذا ما يجعؿ مف القيد في السجؿ التجاري ركنا شكميا يترتب عف عدـ إتمامو بطالف عقد‬
‫الشركة(‪ ،)2‬وتكمف الحكمة مف تعميؽ بدء الشخصية االعتبارية لمشركة عمى ضرورة القيد في السجؿ‬
‫التجاري إلى الرغبة في التحقؽ مف قياـ الشركة بالفعؿ‪ ،‬الذي يتأتى باستمزاـ إجراء الشير حماية لمغير‬
‫وضمانا لجدية تكوينيا(‪.)3‬‬
‫بينما بالنسبة لمتصرفات الناشئة قبؿ إتماـ إجراء القيد التي قد تقوـ بيا الشركة كأعماؿ تمييدية‬
‫لزاما لبداية نشاط الشركة عف طريؽ إبراـ العقود والتعيدات‪ ،‬وكذا تشغيؿ العماؿ‪ ،...‬فاعتبر المشرع‬
‫الشركاء متضامنيف فيما بينيـ تجاه الغير عف التصرفات التي تعيدوا بيا باسـ الشركة ولحسابيا‪ ،‬عمى‬
‫أساس أف الشركة ال تثبت ليا الذمة المالية المستقمة إال بعد تمتعيا بالشخصية المعنوية‪ ،‬إال أنو إذا قبمت‬
‫الشركة تحمؿ مسؤولية تنفيذ ىذه التعيدات فتنصرؼ آثارىا إلى ذمة الشركة‪ ،‬ما يعني أف آثار الشخصية‬
‫المعنوية لمشركة تكوف سارية عمى كافة التصرفات بأثر رجعي عمال بنص المادة ‪ 549‬ؽ ت ج(‪.)4‬‬
‫ثانيا‪ -‬ضرورة إتمام إجراء الشير لالحتجاج بالشخصية المعنوية لمشركة تجاه الغير‬
‫ال يمكف االحتجاج بالشخصية المعنوية لمشركة عمى الغير إال بعد استيفاء إجراءات الشير‪ ،‬مما‬
‫يستوجب إيداع العقد التأسيسي لمشركة والعقود المعدلة ليا لدى المركز الوطني لمسجؿ التجاري‪ ،‬حيث‬
‫تمتزـ كؿ الشركات التجارية بالقيد في السجؿ التجاري باستثناء المحاصة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نياية الشخصية المعنوية‬
‫تنتيي الشخصية المعنوية لمشركة كقاعدة عامة بحميا أو انقضائيا نتيجة ألسباب عامة أو خاصة‪،‬‬
‫إال أنو مف المقرر أف انقضاءىا ال يترتب عمييا زواؿ شخصيتيا المعنوية بشكؿ فوري‪ ،‬بؿ تبقى ىذه‬
‫الشخصية قائمة خالؿ فترة التصفية مراعاة لمصمحة الشركاء والغير‪ ،‬ألف إجراءات التصفية تتطمب القياـ‬
‫بالعديد مف التصرفات باسميا‪ ،‬وال يمكف تصور ذلؾ إال إذا تمتعت الشركة بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬استمرار الشخصية المعنوية لمشركة تحت التصفية‬

‫‪ )1‬تنص المادة ‪ 799‬مكرر ؽ ت ج عمى أنو ''يتمتع التجمع بالشخصية المعنوية وباألىمية التامة ابتداء مف تاريخ تسجيمو في السجؿ التجاري‪،‬‬
‫ويحدد العقد الخاضع لإلشيار القانوني شروط التجمع وموضوعو''‪.‬‬
‫‪ )2‬عمي بف غانـ‪ ،‬الوجيز في القانوف التجاري وقانوف األعماؿ‪ ،‬دار موفـ‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.160‬‬
‫‪ )3‬محمد فريد العريني‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ )4‬تنص المادة ‪ 549‬ؽ ت ج عمى أنو ''‪ ...‬وقبؿ اتماـ ىذا اإلجراء يكوف األشخاص الذيف تعيدوا باسـ الشركة ولحسابيا متضامنيف مف غير‬
‫تحديد في أمواليـ إال إذا قبمت الشركة بعد تأسيسيا بصفة قانونية أف تأخذ عمى عاتقيا التعيدات المتخذة‪ ،‬فتعتبر التعيدات بمثابة تعيدات‬
‫الشركة منذ تأسيسيا''‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫يفترض أنو بمجرد أف تنقضي الشركة‪ ،‬تنتيي شخصيتيا المعنوية‪ ،‬غير أف عممية التصفية تقتضي‬
‫بأف تظؿ الشركة محتفظة بشخصيتيا المعنوية بالقدر والى المدى الالزميف لمتصفية‪ ،‬بما أف التصفية‬
‫تتطمب إجراء بعض التصرفات القانونية تمييدا لقسمة األمواؿ بيف الشركاء‪ ،‬فبزواليا تصبح أمواؿ الشركة‬
‫ممكية شائعة بيف الشركاء‪ ،‬وىذا يقتضي تصفية ىذه الذمة لسداد حقوؽ دائني الشركة واقتساـ الصافي‬
‫بيف الشركاء(‪ ،)1‬فيصبح لدائني الشركاء الشخصيف الحؽ في مزاحمة دائني الشركة عمى أمواليا(‪.)2‬‬
‫فال تنتيي الشخصية المعنوية لمشركة إال بانتياء التصفية ألف الحكـ بانقضاء الشخصية المعنوية‬
‫سيكوف سببا في تعذر إتماـ انجاز أعماؿ الشركة الجارية واستيفاء حقوقيا لدى الغير والوفاء بديونيا‪،‬‬
‫فتبقى الشخصية المعنوية قائمة في الفترة الممتدة بيف انقضاء الشركة وحتى توزيع موجوداتيا عمى‬
‫الشركاء(‪ ،)3‬يكوف احتفاظ الشركة بشخصيتيا المعنوية في ىذه المرحمة عمى سبيؿ االستثناء وذلؾ تطبيقا‬
‫لنص المادة ‪ 444‬ؽ ـ ج‪ ،‬وىو ما تـ تأكيده بموجب المادة ‪ 6/766‬ؽ ت ج‪.‬‬
‫يترتب عف استم اررية الشخصية المعنوية بعد التصفية بقاء ذمة الشركة قائمة وضامنة لحقوؽ‬
‫دائني الشركة وحدىـ‪ ،‬وتظؿ الشركة تحتفظ بمقرىا واسميا مع إضافة عبارة ''شركة تحت التصفية''(‪.)4‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬آثار اكتساب الشركة الشخصية المعنوية‬


‫تصبح الشركة بمجرد قيدىا مكتسبة لمشخصية المعنوية فتتمتع بوجود مستقؿ ومتميز عف الشركاء‪،‬‬
‫ويقصد بذلؾ أف تكوف لمشركة صالحية الكتساب الحقوؽ وتحمؿ االلتزامات مثميا مثؿ الشخص الطبيعي‬
‫إال ما كاف مالزما لصفة ىذا األخير حسب المادة ‪ 50‬ؽ ـ ج(‪ ،)5‬فإذا اكتسبت الشركة الشخصية‬
‫المعنوية فتكوف ليا مجموعة مف الحقوؽ أو المميزات أىميا االسـ والعنواف(الفرع األوؿ) والموطف(الفرع‬
‫الثاني)‪ ،‬والجنسية(الفرع الثالث) والذمة المالية (الفرع الرابع) واألىمية القانونية (الفرع الخامس) وممثال‬
‫قانونيا ليا(الفرع السادس)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اسم وعنوان الشركة‬

‫‪ )1‬فتيحة يوسؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.46‬‬


‫‪ )2‬عزيز العكيمي‪ ،‬القانوف التجاري‪ ،‬األعماؿ التجارية والمتجر‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬األوراؽ التجارية‪ ،‬دار مكتبة التربية‪ ،‬بيروت‪،1997 ،‬‬
‫ص‪.578‬‬
‫‪ )3‬عبد اهلل عبد الوىاب المعمري‪ ،‬اندماج الشركات التجارية متعددة الجنسيات‪ ،‬دراسة فقيية قانونية مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ص‪.211-210‬‬
‫‪ )4‬عمورة عمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪ )5‬تنص المادة ‪ 50‬ؽ ـ ج عمى أنو ''يتمتع الشخص االعتباري بجميع الحقوؽ إال ما كاف منيا مالزما لصفة اإلنساف‪ ،‬وذلؾ في الحدود التي‬
‫يقررىا القانوف''‪ ،‬كحؽ النسب‪ ،‬حؽ النفقة‪ ،‬االنتماء إلى األسرة‪ ...‬فال يمكف تصور إسناد لمشخص المعنوي ما يسند لمشخص الطبيعي مف‬
‫حقوؽ مالزمة لو‪ ،‬إذ ال يوجد شبو بينيما إال في نطاؽ الحقوؽ المالية‪ ،‬كما يخضع الشخص المعنوي لمبدأ التخصيص‪ ،‬فال يكوف لو مف‬
‫الحقوؽ إال ما يسمح بتحقيؽ الغرض الذي أنشأ مف أجمو‪ ،‬لمزيد مف التفصيؿ راجع‪ :‬محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪17‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫كما أف لكؿ شخص طبيعي اسـ يعرؼ بو‪ ،‬فإنو ال بد أف يكوف لمشركة اسـ أو عنواف تعرؼ بو‪،‬‬
‫لذلؾ فعمييا أف تتخذ ليا اسما أو عنوانا حسب مقتضى الحاؿ إال أنو ال يجوز تسجيؿ الشركة باسـ اتخذ‬
‫لغايات احتيالية أو غير قانونية أو باسـ سبؽ أف اتخذتو شركة أخرى أو يشبيو إلى درجة قد تؤدي إلى‬
‫المبس أو الغش(‪ ،)1‬مف مميزات الشخصية المعنوية لمشركة تمتعيا باسـ خاص بيا يندرج تحت االسـ‬
‫التجاري أو ما يسمى بالعنواف التجاري يميزىا عف باقي الشركات‪ ،‬ويتـ التوقيع بو عمى كؿ معامالتيا‪.‬‬
‫ويختمؼ اسـ الشركة باختالؼ شكميا‪ ،‬ففي شركات المساىمة يكوف اسميا مستمدا مف غرضيا‬
‫كصيداؿ مثال‪ ،‬بينما في شركة األشخاص يتحد االسـ مع العنواف‪ ،‬ففي شركات التضامف والتوصية‬
‫يتكوف االسـ مف أسماء الشركاء المتضامنيف‪ ،‬مثؿ ذكر اسـ أحد الشركاء المتضامنيف مع إضافة‬
‫''وشركائو''‪ ،‬أما الشركة ذات المسؤولية المحدودة فيجوز أف يكوف ليا اسـ تجاري وعنواف حسب رغبة‬
‫الشركاء عمى أف تستتبع بكتابة عبارة (ش‪ .‬ذ‪ .‬ـ‪ .‬ـ)‪.‬‬
‫كما يتطمب القانوف ذكر اسـ الشركة عمى جميع األوراؽ‪ ،‬مع ذكر شكميا‪ ،‬واذا تعمؽ األمر بشركة‬
‫المساىمة أو ذات المسؤولية المحدودة فيجب ذكر رأس الماؿ أيضا(‪ ،)2‬وتظؿ الشركة محتفظة باسميا‬
‫طواؿ فترة التصفية مع إضافة عبارة ''تحت التصفية''‪ ،‬وذلؾ حماية لمغير الذي يتعامؿ مع الشركة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موطن الشركة‬
‫يقابؿ موطف الشركة مكاف إقامة الشخص الطبيعي‪ ،‬ويقصد بموطف الشركة المكاف الذي يوجد فيو‬
‫مركز إدارتيا‪ ،‬أي المكاف الذي توجد فيو أجيزة اإلدارة والرقابة‪ ،‬فالموطف بالنسبة لشركات األشخاص ىو‬
‫المكاف الذي يباشر فيو المدير عممو‪ ،‬وبالنسبة لشركات األمواؿ ىو المكاف الذي تعقد فيو اجتماعات‬
‫مجمس اإلدارة كالجمعية العمومية‪.‬‬
‫تتمتع الشركة بكامؿ الحرية في تحديد موطنيا‪ ،‬وعادة ما تتخذ الشركات مراكز إدارتيا في‬
‫العاصمة‪ ،‬وقد تتعدد مراكز اإلدارة كما لو كاف ليا فروع متعددة في أماكف مختمفة‪ ،‬فينا يتحدد الموطف‬
‫بالمركز الرئيسي‪ ،‬وفي ىذا الشأف تنص المادة ‪ 547‬ؽ ت ج عمى أنو ''يكوف موطف الشركة في مركز‬
‫الشركة''‪ ،‬وىو نص غير واضح ألف الموطف قد يتحدد بمركز النشاط أي االستغالؿ أو بمركز اإلدارة‬
‫(اجتماعات مجمس اإلدارة‪ ،‬ق اررات المدير)‪ ،‬وأيضا ما تنص عميو الفقرتيف ‪ 4‬و‪ 5‬مف المادة ‪ 50‬ؽ ـ ج‪.‬‬
‫تظير أىمية تحديد موطف الشركة في‪ :‬معرفة االختصاص القضائي لمنظر في المنازعات المتعمقة‬
‫بالشركة‪ ،‬دعوى إفالسيا‪ ،‬كما تعمف فييا جميع األوراؽ القانونية والبالغات‪ ،‬وفي تحديد جنسيتيا ونظاميا‬
‫القانوني الذي يتحدد بالمكاف الذي يوجد فيو ىذا الموطف(‪.)3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جنسية الشركة‬

‫‪ )1‬باسـ محمد ممحـ‪ ،‬بساـ حمد الطراونة‪ ،‬المرجع السابؽ‪.93-92 ،‬‬


‫‪ )2‬راجع المادة ‪ 4/564‬ؽ ت ج بالنسبة لشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬والمادة ‪ 593‬ؽ ت ج بالنسبة لشركة المساىمة‪.‬‬
‫‪ )3‬لمزيد مف التفصيؿ راجع‪ :‬فتيحة يوسؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪43‬؛ فوضيؿ نادية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪18‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫تعرؼ الجنسية بأنيا عالقة والء بيف الشخص الطبيعي والدولة‪ ،‬وبالتالي كاف مف الصعوبة بمكاف‬
‫االعتراؼ لمشركة بجنسية إذ ال يتصور وجود الوالء لدى الشركة كما ىو الحاؿ بالنسبة لمشخص‬
‫الطبيعي‪ ،‬إال أنو حسـ موضوع االعتراؼ لمشخص المعنوي بتمتعو بالجنسية لتمكينو مف مباشرة نشاطو‪.‬‬
‫غير أنو ثار الخالؼ حوؿ المعيار المعتمد لتحديدىا‪ ،‬فقد تعددت معايير تحديد جنسية الشركة‬
‫ومنيا‪ :‬معيار مكاف تأسيس الشركة‪ ،‬معيار جنسية المؤسسيف‪ ،‬معيار مكاف االستغالؿ‪ ،‬معيار مركز‬
‫اإلدارة الرئيسي‪ ،‬معيار الرقابة والمصالح المسيطرة عمى الشركة(‪ ،)1‬والرأي الراجح ىو اعتماد معيار‬
‫الموطف أي الدولة التي تتخذ فييا الشركة مركز إدارتيا الرئيسي فيذا األخير ىو محرؾ الشركة الذي‬
‫ترتكز فيو حيويتيا ونشاطيا‪ ،‬فضال عف أف ىذا المعيار يكفؿ قياـ جنسية الشركة عمى رابطة اقتصادية‬
‫وثيقة بينيا وبيف الدولة بدؿ عالقة الوالء بينيا والشخص الطبيعي‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الذمة المالية لمشركة‬
‫تتمتع الشركة باعتبارىا شخصا معنويا بذمة مالية مستقمة عف ذمـ الشركاء‪ ،‬بؿ ىو أساس بناء‬
‫الشخصية المعنوية(‪ ،)2‬وتتكوف الذمة المالية مف مجموع ماليا وما عمييا مف حقوؽ والتزامات‪ ،‬ففييا‬
‫شقيف‪ :‬جانب ايجابي يتمثؿ في مجموع الحصص المقدمة مف الشركاء وكافة األمواؿ والمنقوالت التي‬
‫تكتسبيا عند مباشرتيا لنشاطيا‪ ،‬وجانب سمبي يتمثؿ في الديوف الناشئة عف معامالتيا‪ ،‬فتعتبر ذمة‬
‫الشركة ضمانا عاما لدائنييا دوف دائني الشركاء الشخصيف عمى أساس تمتع الشركة بشخصية معنوية‬
‫مستقمة عف شخصية الشركاء‪ ،‬والتي يترتب عنيا‪:‬‬
‫أ‪ -‬انتقاؿ حصص الشركاء المقدمة عمى سبيؿ التمميؾ مف ذمميـ إلى ذمة الشركة‪ ،‬ويكوف ليـ نصيب‬
‫في األرباح االحتمالية‪ ،‬وكذا في األمواؿ المتبقية حيف تصفية الشركة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تمنع المقاصة بيف ديوف الشركة وديوف الشركاء‪.‬‬
‫ج‪ -‬تعدد واستقالؿ التفميسات‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬أىمية الشركة‬
‫مف آثار الشخصية المعنوية تمتع الشركة باألىمية القانونية الكتساب الحقوؽ وتحمؿ االلتزامات في‬
‫حدود الغرض الذي أنشئت مف أجمو(‪ ،)3‬فيكوف ليا القياـ بجميع التصرفات القانونية في حدود نطاؽ‬
‫غرضيا‪ ،‬فميا أف تبرـ العقود وتباشر مختمؼ التصرفات المالية مف بيع وشراء وايجار وتأميف‪ ...‬فأىمية‬
‫الشركة محددة بحدود الغرض الذي أنشأت مف أجمو بموجب نظاميا القانوني‪ ،‬فال يجوز ليا مباشرة نوع‬

‫‪ )1‬وذلؾ مف خالؿ جنسية الشركاء أو جنسية مدير الشركة أو مف مصدر األمواؿ‪ ،‬لمزيد مف التفصيؿ حوؿ ىذه المعايير راجع‪ :‬قبايمي طيب‪،‬‬
‫التحكيـ في عقود االستثمار بيف الدوؿ ورعايا الدوؿ األخرى عمى ضوء اتفاقية واشنطف‪ ،‬رسالة لنيؿ درجة دكتوراه في العموـ‪ ،‬تخصص‪:‬‬
‫القانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2012 ،‬ص ص‪.90-89‬‬
‫‪ )2‬أكموف عبد الحميـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪. 56‬‬
‫‪ )3‬تنص المادة ‪ 50‬ؽ ـ ج عمى أنو ''لمشركة أىمية في الحدود التي يعينيا عقد إنشائيا أو التي يقررىا القانوف''‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫آخر مف النشاط إال بعد تعديؿ العقد التأسيسي‪ ،‬وال تمتد أىميتيا إلى التبرع باعتباره يتنافى مع الغرض‬
‫الذي تقوـ عميو وىو تحقيؽ الربح‪ ،‬يجوز ليا أف تساىـ في شركة أخرى‪ ،‬يكوف ليا حؽ التقاضي‪...‬‬
‫تمارس الشركة كشخص معنوي أعماليا وتصرفاتيا بواسطة أشخاص طبيعية‪ ،‬يتشكؿ منو جيازىا‬
‫اإلداري‪ ،‬فتكوف أعماليـ ممزمة ليا‪ ،‬خاصة في شركات المساىمة والشركات ذات المسؤولية المحدودة‪،‬‬
‫فالشركة تمتزـ حتى بتصرفاتيـ التي ال تدخؿ في نطاؽ موضوع الشركة(‪ ،)1‬بينما في شركات األشخاص‬
‫والشركات المدنية‪ ،‬فإف مدير الشركة ال يمكف لو التصرؼ خارج نطاؽ موضوع الشركة(‪.)2‬‬
‫يقتضي تمتع الشركة باألىمية إمكانية مساءلتيا مدنيا عف األخطاء العقدية أو التقصيرية التي قد‬
‫تقع منيا أو مف موظفييا‪ ،‬ومساءلتيا جنائيا في حالة ما إذا نسب إلييا ارتكاب أفعاؿ إجرامية باسميا مف‬
‫قبؿ ممثمييا‪ ،‬حيث يمكف أف توازى عقوبة اإلعداـ بحؿ الشركة‪ ،‬ووضعيا تحت الحراسة بعقوبة السجف‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬ممثل الشركة‬
‫ال تستطيع الشركة القياـ بالنشاط التجاري بنفسيا مثؿ الشخص الطبيعي‪ ،‬لذلؾ يجب أف يمثميا‬
‫شخص أو أشخاص ىـ المديروف الذيف يعمموف لحسابيا‪ ،‬والمدير ليس وكيال عنيا وال عف الشركاء بؿ‬
‫ىو نائبا يعبر عف إرادتيا(‪ ،)3‬فال تستطيع أف تعمؿ إال بواسطتو‪ ،‬فيقوـ بجميع التصرفات باسميا‬
‫ولحسابيا‪ ،‬وتتحدد اختصاصاتو في العقد التأسيسي لمشركة‪ ،‬ويفترض أنو يقوـ بجميع األعماؿ‬
‫والتصرفات القانونية التي تدخؿ في غرض الشركة‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬جزاء اإلخالل بأركان عقد الشركة وآثاره‬
‫إذا تـ إبراـ العقد بالشكؿ الصحيح تكونت الشركة كشخص معنوي بما لو مف مميزات‪ ،‬غير أنو إذا‬
‫اختؿ ركف مف أركاف الشركة ترتب جزاء البطالف عمى ذلؾ باعتباره عقدا(الفرع الثاني)‪ ،‬إال أف عقد‬
‫الشركة ليس كبقية العقود باعتباره ينبثؽ عنو شخص معنوي‪ ،‬فأحيانا وقبؿ أف يتقرر بطالف العقد‬
‫فيستحيؿ تقرير البطالف بأثر رجعي بؿ تنشأ في ىذه الحالة ما يسمى بالشركة الفعمية(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جزاء اإلخالل بأركان عقد الشركة‬
‫إف البطالف في إطار القواعد العامة قد يكوف بطالنا مطمقا أو بطالنا نسبيا‪ ،‬واذا ما تقرر البطالف‬
‫فإف العقد يكوف ىو والعدـ سواء وال يترتب عميو أي أثر‪ ،‬ويقتضي األمر إعادة الحالة إلى ما كانت عميو‬
‫قبؿ التعاقد‪ ،‬أما في إطار عقد الشركة فإنو يضاؼ إلى نوعي البطالف نوع ثالث يشكؿ بطالنا مف نوع‬
‫خاص يستقؿ بأحكاـ متفردة تستشؼ في جانب منيا مف بعض النصوص القانونية المتعمقة بالشركات‪،‬‬
‫وجانب آخر رسـ خطوطو القضاء مف خالؿ تكريس فكرة ''شركة الواقع''‪.‬‬

‫‪ )1‬فيما يتعمؽ بشركات المساىمة راجع المواد ‪ 649 ،638 ،623‬ؽ ت ج‪ ،‬والمادة ‪ 577‬ؽ ت ج بالنسبة لذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫‪ )2‬فيما يتعمؽ بشركات األشخاص راجع المادة ‪ 1/555‬ؽ ت ج‪ ،‬وبالنسبة لمشركات المدنية راجع المادة ‪ 427‬ؽ ـ ج‪.‬‬
‫‪ )3‬المادة ‪ 6/50‬ؽ ـ ج‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫لذلؾ يبطؿ عقد الشركة إذا كانت األركاف غير متوفرة وقت إبرامو‪ ،‬ويكوف البطالف إما نسبيا أو‬
‫مطمقا‪ ،‬أو بطالف مف نوع خاص حسب الركف المتخمؼ(أوال)‪ ،‬واألصؿ أف البطالف ميما كاف نوعو يؤدي‬
‫إلى زواؿ العقد بأثر رجعي‪ ،‬إال أف الطبيعة الخاصة لعقد الشركة التجارية ودعما لالئتماف التجاري فقد‬
‫يجعؿ ىذا األمر مف آثار البطالف أنيا ال يطبؽ بصفة مطمقة(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬البطالن المترتب عمى اإلخالل بالشروط الموضوعية العامة‬
‫باعتبار الشركة عقدا فإنو إذا اختؿ أحد أركانيا ترتب البطالف المطمؽ(‪ ،)1‬واذا ما تعمؽ األمر‬
‫بعيوب اإلرادة أو باألىمية المطموبة ترتب البطالف النسبي(‪.)2‬‬
‫‪ -1‬البطالن المطمق‪ :‬يبطؿ عقد الشركة مطمقا إذا كاف الرضا منعدما‪ ،‬أو كاف المحؿ أو السبب مخالفا‬
‫لمنظاـ العاـ واآلداب العامة‪ ،‬كاإلتجار بالمخدرات‪ ،‬ويحؽ لكؿ ذي مصمحة أف يتمسؾ بو‪ ،‬ولممحكمة أف‬
‫تقضي بو مف تمقاء نفسيا وال يزوؿ البطالف باإلجازة وال يمكف تصحيحو‪ ،‬وتسقط دعوى البطالف بمضي‬
‫‪ 15‬سنة مف تاريخ إبراـ العقد‪ ،‬ويؤدي البطالف المطمؽ إلى فسخ العقد وزوالو بأثر رجعي‪.‬‬
‫‪ -2‬البطالن النسبي‪ :‬إذا شاب أحد الشركاء عيب مف عيوب الرضا كاإلكراه والغمط والتدليس‪ ،‬أو كاف‬
‫الشريؾ قاص ار فإف البطالف يقع لمصمحتو فقط دوف بقية الشركاء‪ ،‬ويسقط حؽ الشريؾ في طمب البطالف‬
‫إذا أجاز العقد سواء كانت اإلجازة صريحة أو ضمنية حسب المادتيف ‪ 100‬و‪ 101‬مف القانوف المدني‪،‬‬
‫ويسقط حقو إذا لـ يتمسؾ بو الشريؾ خالؿ ‪ 5‬سنوات‪ ،‬ويبدأ سرياف ىذه المدة في حالة نقص األىمية مف‬
‫اليوـ الذي يزوؿ فيو ىذا السبب‪ ،‬وفي حالة اإلكراه مف يوـ انقطاعو‪ ،‬غير أنو ال يجوز التمسؾ بحؽ‬
‫اإلبطاؿ لغمط أو تدليس أو إكراه إذا انقضت عشر سنوات مف وقت تماـ العقد‪.‬‬
‫يقتصر أثر البطالف النسبي عمى مف شرع ىذا البطالف لمصمحتو كأصؿ عاـ‪ ،‬إال أف ىذا األثر‬
‫يمتد مع ذلؾ إلى بقية الشركاء إذا تعمؽ األمر بشركة مف شركات األشخاص‪ ،‬فيؤدي النطؽ بو إلى‬
‫انييار العقد بأكممو بالنسبة لكافة الشركاء ألف الشريؾ في ىذا النوع مف الشركات محؿ اعتبار خاص‬
‫عند التعاقد‪ ،‬أما إذا تعمؽ األمر بشركات األمواؿ التي تقوـ عمى االعتبار المالي فإف أثر البطالف يقتصر‬
‫عمى مف شاب العيب رضاه‪ ،‬ويظؿ العقد صحيحا منتجا آلثاره بالنسبة لباقي الشركاء‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬البطالن المترتب عمى اإلخالل بالشروط الموضوعية الخاصة‬
‫ال تثور مشكمة البطالف بالمعنى القانوني الدقيؽ عند تخمؼ ركف تعدد الشركاء أو تقديـ الحصص‬
‫أو نية االشتراؾ(‪ ،)1‬ألف العقد في ىذه الحاالت يستحيؿ أف يكوف عقد شركة لفقدانو المقومات التي تجعمو‬
‫قاد ار عمى تأسيس شخص معنوي يتمتع بكياف مستقؿ عف شخصية المتعاقديف‪ ،‬فإذا تخمؼ ركف مف‬
‫األركاف الموضوعية الخاصة فإننا ال نكوف بصدد عقد الشركة‪ ،‬فيذه الشروط ىي التي تميز الشركة‬
‫كشخص معنوي لو ذمة مالية خاصة‪ ،‬ومشكؿ البطالف ال يثار ألف الشركة تكوف منعدمة‪ ،‬كاشتراط‬

‫‪ )1‬لمتفصيؿ أكثر في بطالف تأسيس الشركات راجع‪ :‬يوسؼ فتيحة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪.71-65‬‬
‫‪21‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫المشرع في شركة المساىمة أف ال يقؿ عدد الشركاء عف سبعة‪ ،‬وفي الشركة ذات مسؤولية محدودة يجب‬
‫أال يزيد العدد عف ‪ 50‬شريكا حسب المادة ‪ 590‬المعدلة بالقانوف رقـ‪.20-15‬‬
‫يترتب البطالف كذلؾ عمى عدـ تقديـ حصص الشركاء بطالف الشركة‪ ،‬ألف الحصص ىي بمثابة‬
‫الضماف العاـ لممتعامميف مع الشركة‪ ،‬األمر الذي يجب معو تقديـ الحصص‪ ،‬ويجب االلتزاـ بالحد األدنى‬
‫لرأس الماؿ المنصوص عميو في القانوف حسب نوع الشركة‪ ،‬ولكف إذا انتفت نية اقتساـ األرباح والخسائر‬
‫أو كاف العقد يحتوي عمى شرط األسد الذي ييدؼ إلى منع أحد الشركاء مف الحصوؿ عمى األرباح أو‬
‫إعفائو مف الخسائر‪ ،‬تكوف الشركة باطمة بطالنا مطمقا‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬البطالن المترتب عمى اإلخالل بالشروط الشكمية‬
‫حسب المادة ‪ 418‬ؽ ـ ج يعتبر البطالف المترتب عف تخمؼ ركف الكتابة ذو طبيعة خاصة‪ ،‬فال‬
‫ىو بطالف مطمؽ ألف المحكمة ال تستطيع أف تقضي بو مف تمقاء نفسيا‪ ،‬وال ىو بطالف نسبي ألف‬
‫التمسؾ بو جائز لكؿ ذي مصمحة‪ ،‬وعميو‪:‬‬
‫‪ -‬يجوز لمغير التمسؾ بالبطالف لعدـ الكتابة‪ ،‬كما يجوز لمغير الذي لو مصمحة أف يتمسؾ بإبقاء الشركة‬
‫حماية لمثقة واالئتماف والعمؿ عمى إثباتيا بكافة وسائؿ اإلثبات(ـ ‪ 2/545‬ؽ ت ج)‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز احتجاج الشركاء في مواجية الغير بيذا البطالف وال يكوف لو أثر فيما بينيـ إال مف اليوـ‬
‫الذي يقوـ فيو أحدىـ بطمب البطالف‪ ،‬ويزوؿ إذا تـ استيفاء شرط الكتابة لكف قبؿ النطؽ بحكـ بالبطالف‪.‬‬
‫مف الناحية العممية‪ ،‬فإف االخالؿ بالشروط الشكمية يصعب تصوره باعتبار أنو سيتـ اكتشافو أثناء تسجيؿ‬
‫الشركة في السجؿ التجاري عمال بأحكاـ المادتيف ‪ 13‬و‪ 14‬مف قانوف رقـ ‪ 22-90‬المتعمؽ بالسجؿ‬
‫التجاري المعدؿ والمتمـ(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار بطالن عقد الشركة(نظرية الشركة الفعمية)‬
‫األصؿ أف البطالف ميما كاف نوعو يؤدي إلى زواؿ العقد بأثر رجعي‪ ،‬إال أف الطبيعة الخاصة‬
‫لعقد الشركة التجارية ودعما لالئتماف التجاري يجعؿ أف تطبيقو بصفة نسبية‪ ،‬حيث يستقؿ بأحكاـ متفردة‬
‫تستشؼ في جانب منيا مف بعض النصوص القانونية المتعمقة بالشركات‪ ،‬وجانب آخر رسـ خطوطو‬
‫القضاء مف خالؿ تكريس فكرة ''شركة الواقع''‪ ،‬حيث يحترـ وجود الشركة الفعمي الذي قاـ قبؿ أف يتقرر‬
‫البطالف‪ ،‬وذلؾ حماية لمظاىر الذي اطمئف إليو الغير‪ ،‬وتحقيقا الستقرار المعامالت والمراكز القانونية‪.‬‬
‫يؤدي بطالف عقد الشركة كقاعدة عامة إلى زواؿ العقد بأثر رجعي واعادة المتعاقديف إلى الحالة‬
‫التي كانوا عمييا قبؿ التعاقد‪ ،‬غير أف ذلؾ قد يؤدي إلى اإلضرار بحقوؽ الغير واىدار كافة المعامالت‬
‫التي قامت بيا الشركة مع الغير الذي ال يعمـ بشأف ىذا البطالف‪ ،‬لذلؾ استقر القضاء عمى أنو إذا حكـ‬

‫‪ )1‬تنص المادة ‪ 14‬عمى أنو ''تقوـ مصالح المركز الوطني لمسجؿ التجاري المختصة بحضور الخاضع لمقيد‪ ،‬بفحص مطابقة الممؼ المقدـ‬
‫ويرفض كؿ ممؼ غير كامؿ أو يحمؿ وثائؽ غير مطابقة في شكميا و‪/‬أو مضمونيا تمقائيا‪.‬‬
‫يسمـ وصؿ االيداع في انتظار تسميـ مستخرج السجؿ التجاري في حالة إثبات مطابقة الممؼ''‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫ببطالف الشركة وجب أف تتعطؿ جميع آثارىا بالنسبة لممستقبؿ فقط‪ ،‬وال ينسحب أثر البطالف إلى‬
‫الماضي بؿ تعتبر الشركة أنيا وجدت واستمرت حتى قضي ببطالنيا‪ ،‬مما يتطمب االعتداد بنشاطيا‬
‫السابؽ ووجوب تصفيتيا بغرض تحديد نصيب كؿ مف الشركاء في األرباح والخسائر‪.‬‬
‫فالقضاء اعترؼ بوجود الشخص المعنوي الناشئ عف العقد الباطؿ وجودا فعميا واقعيا واعتبر‬
‫البطالف بمثابة إنكار ليذا الوجود بالنسبة لممستقبؿ فقط‪ ،‬وقد استند القضاء في إقرار ىذا الوجود إلى‬
‫نظرية حماية ظاىر األشياء‪ ،‬ذلؾ ألف الغير اطمأف إلى وجود شركة وتعامؿ معيا بوصفيا شخصا‬
‫معنويا‪ ،‬فمف غير المقبوؿ بعد ذلؾ مباغتتو بمحو حياة ىذا الشخص وانكار وجوده(‪.)1‬‬
‫وقد اعترؼ المشرع الجزائري بالشركة الفعمية بموجب المادة ‪ 418‬ؽ ـ ج‪ ،‬والمادة ‪ 545‬ؽ ت ج‪.‬‬
‫بالرغـ مف األخذ بنظرية الشركة الفعمية في التشريعات المقارنة واعتراؼ القضاء الفرنسي قديما وحديثا‬
‫بيذه النظرية‪ ،‬واعتراؼ القضاء في معظـ الدوؿ العربية بنظرية الشركة الفعمية وتأييد الفقو ليا‪ ،‬إال أف‬
‫القضاء الجزائري ال يزاؿ مترددا اتجاه نظرية الشركة الفعمية‪ ،‬وأساس ذلؾ أف ىناؾ بعض االجتيادات‬
‫تنكرىا صراحة والبعض اآلخر يعترؼ بيا صراحة(‪)2‬ف عمى الرغـ مف اعتراؼ المشرع الجزائري بالشركة‬
‫الفعمية بموجب المادة ‪ 2/418‬ؽ ـ ج والمادة ‪ 545‬ؽ ت ج‪.‬‬
‫وفي الواقع فإف القضاء الفرنسي لما أنشأ نظرية الشركة الفعمية فقد كاف ذلؾ بيدؼ تحويؿ البطالف‬
‫إلى مجرد انقضاء أو انحالؿ الشركة‪ ،‬وىو أمر صحيح بدليؿ أف الشركة الفعمية ترتب نفس اآلثار التي‬
‫ترتبيا الشركة المنحمة مف حيث أف كمييما تحتفظ بالشخصية المعنوية لحيف إتماـ التصفية(‪ ،)3‬وىو ما‬
‫يستفاد مف نص المادة ‪ 741‬ؽ ت ج‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬انقضاء الشركات وتصفيتيا‬


‫تنقضي الشركة التجارية بانحالؿ الرابطة القانونية التي تجمع بيف الشركاء ألسباب عامة نص‬
‫عمييا المشرع ضمف أحكاـ القانوف المدني‪ ،‬وأسباب خاصة تـ إدراجيا ضمف أحكاـ القانوف التجاري‪،‬‬
‫حيث يتـ التركيز عمى النوع األوؿ مف األسباب فقط بينما النوع الثاني سيتـ تناولو عند التفصيؿ في كؿ‬
‫نوع مف أنواع الشركات‪ ،‬ويمكف القوؿ أف القواعد العامة التي تحكـ انقضاء الشركات في التشريع الحديث‬
‫تتميز بتأثرىا كقواعد البطالف بمفيوـ الشركة عمى أساس أنيا تنظيـ قانوني لممشروع(‪ ،)4‬وتبتعد عف فكرة‬
‫اعتبار الشركة عقدا(المطمب األوؿ)‪ ،‬فإذا توفرت أحد أسباب االنقضاء فإف ذلؾ ال يؤدي إلى انقضاء‬

‫‪ )1‬محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫‪ )2‬لمزيد مف التفصيؿ راجع‪ :‬ميمود بف عبد العزيز‪ ،‬أماؿ بوىنتالة‪ ،‬جزاء تخمؼ أركاف عقد الشركة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجمة الدراسات‬
‫القانونية السياسية‪ ،‬العدد‪ ،5‬المجمد األوؿ‪ ،‬جانفي ‪ ،2020‬ص ص‪.197-195‬‬
‫‪ )3‬يوسؼ فتيحة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ )4‬تتميز القواعد العامة التي تحكـ انقضاء الشركات في التشريع الحديث لمشركات بتأثرىا كقواعد البطالف بمفيوـ الشركة عمى أساس أنيا‬
‫تنظيـ قانوني لممشروع‪ ،‬فيي تقوـ عمى مبدأيف‪ :‬المبدأ األول‪ :‬وىو ربط فكرة االنقضاء بالشخص المعنوي‪ ،‬حيث يحرص التشريع الحديث عمى‬
‫‪23‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫الشركة مباشرة‪ ،‬بؿ البد أف تمر بمرحمة التصفية‪ ،‬فتبقى شخصيتيا قائمة في حدودىا بيدؼ اتخاذ‬
‫إجراءات قانونية الغاية منيا استيفاء حقوؽ الغير وقسمة ما تبقى مف أمواؿ الشركة)المطمب الثاني)‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬أسباب االنقضاء العامة‬
‫توجد أسباب عامة تنقضي بيا كافة الشركات عامة‪ ،‬والمدنية بصفة خاصة‪ ،‬تناوليا المشرع في‬
‫المواد مف ‪ 442-437‬ؽ ـ ج‪ ،‬مع مالحظة أف معظـ ىذه األحكاـ تنطبؽ أكثر عمى بعض الشركات‬
‫التجارية كشركة التضامف وشركة المحاصة بصورة خاصة‪ ،‬لذلؾ يمكف تصنيؼ أسباب االنقضاء العامة‬
‫بحسب ما إذا ترتب االنقضاء بقوة القانوف (الفرع األوؿ)‪ ،‬أو بناء عمى اتفاؽ الشركاء (الفرع الثاني) أو‬
‫تنفيذا لحكـ قضائي( الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬انقضاء الشركات بقوة القانون‬
‫تنقضي معظـ الشركات المدنية والتجارية عند تحقؽ أحد األسباب العامة لالنقضاء‪ ،‬ونجد مف‬
‫ضمف الحاالت التي يتقرر فييا االنقضاء بقوة القانوف انتياء األجؿ المحدد لمشركة (أوال)‪ ،‬انتياء الغرض‬
‫الذي أنشئت مف أجمو الشركة (ثانيا)‪ ،‬ىالؾ رأس ماؿ الشركة أو ىالؾ جزء كبير منو (ثالثا) أو ىالؾ‬
‫حصة أحد الشركاء قبؿ تسميميا(رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬انتياء األجل المحدد لمشركة‪ :‬إذا انتيت المدة المحددة في العقد‪ ،‬والتي ال يمكف أف تتجاوز‪99‬‬
‫سنة‪ ،‬فإف الشركة تنقضي بقوة القانوف حتى لو أراد الشركاء االستمرار فيو‪ ،‬لكف قد تستمر في بعض‬
‫ار ليا‬
‫الحاالت باتفاقيـ عمى تمديد أجميا إذا كاف محددا‪ ،‬وقد يتـ ىذا التمديد قبؿ حموؿ األجؿ فيعد استمر ا‬
‫بشرط إجماع الشركاء‪ ،‬ويعد األمر شركة جديدة إذا تقرر التمديد بعد حموؿ األجؿ‪ ،‬كما قد يستمر‬
‫الشركاء بأعماليـ رغـ انتياء المدة فيعد امتدادا ضمنيا ليا سنة فسنة وبنفس الشروط المتفؽ عمييا(‪.)1‬‬
‫ويجوز لدائف أحد الشركاء االعتراض عمى امتداد الشركة حسب المادة ‪ 2/437‬ؽ ـ ج‪ ،‬ويترتب‬
‫عمى ذلؾ وقؼ أثر االمتداد في حقو‪ ،‬فمتى قاـ مثؿ ىذا االعتراض تعيف تصفية الشركة واستخراج حصة‬
‫الشريؾ المديف حتى يتمكف دائنوه مف التنفيذ عمييا‪ ،‬وال يؤثر ذلؾ في استمرارىا مع باقي الشركاء‪ ،‬غير‬
‫أف الشريؾ يمتزـ بتعويض الشركة عف ىذه الحصة المنفذ عمييا‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ تقديمو حصة أخرى(‪.)2‬‬

‫الفصؿ بيف ىذه الفكرة وبيف النظريات العقدية كالفسخ والتجديد‪ ،‬ولعؿ أىـ مظير لذلؾ ىو دخوؿ الشركة بعد انقضائيا في مرحمة التصفية مع‬
‫احتفاظيا بشخصيتيا المعنوية‪ ،‬ودوف أف يعامؿ ىذا االمتداد معاممة التجديد المقررة في نظرية االلتزامات عامة‪ ،‬فال يعد بمثابة شركة جديدة‪.‬‬
‫والمبدأ الثاني‪ :‬وىو الحد مف أثر االعتبار الشخصي في مجاؿ االنقضاء‪ ،‬حيث لـ يعد مف السائغ تعميؽ مصير الشركة عمى إرادة أحد‬
‫الشركاء أو مصيره‪ ،‬وقد أخذ بيذا المبدأ المشرع الفرنسي في قانوف الشركات لسنة‪ ،1966‬بتالفي أسباب االنقضاء المتعمقة باالعتبار الشخصي‬
‫بالنسبة لشركة التضامف وشركة التوصية البسيطة عف طريؽ فكرة التحوؿ أو تغيير الشكؿ القانوني لمشركة في حالة وفاة الشريؾ‪ ،‬لمزيد مف‬
‫التفصيؿ راجع‪ :‬حسيف أحمد محمد الغشامي‪ ،‬القواعد القانونية الخاصة بتحوؿ شركة التضامف‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجمة العموـ القانونية‪ ،‬العدد‪،3‬‬
‫معيد العموـ القانونية‪ ،‬المركز الجامعي بالوادي‪ ،‬جواف ‪ ،2011‬ص ص‪.105-104‬‬
‫‪ )1‬المادة ‪ 437‬ؽ ـ ج‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) TERKI Nour- Eddine, op. cit, p108.‬‬
‫‪24‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ -‬انتياء الغرض الذي أنشئت من أجمو الشركة‪ :‬قد تنقضي الشركة ولو لـ ينتو الميعاد المحدد ليا‬
‫في العقد‪ ،‬وذلؾ في حالة ما إذا تحققت الغاية التي أنشأت مف أجميا الشركة‪ ،‬أي إذا كاف محؿ العقد‬
‫انجاز مشروع معيف كبناء مصنع‪ ،‬مجمعات سكنية أو ممعب‪ ،...‬ومتى انتيى المشروع تنقضي الشركة‪،‬‬
‫ولكف إذا استمرت في القياـ بنفس المياـ‪ ،‬فتستمر الشركة بنفس الشروط‪ ،‬فيعد تمديدا ضمنيا لعقد‬
‫الشركة‪ ،‬فقط يجوز لدائني الشركاء االعتراض عمى ىذا االستمرار كما بينا ذلؾ أعاله(ـ ‪ 437‬ؽ ـ ج)‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬ىالك مال الشركة أو ىالك جزء كبير منو‪ :‬حسب نص المادة ‪ 1/438‬ؽ ـ ج تنتيي الشركة بقوة‬
‫القانوف إذا ىمؾ ماليا كمو أو ىمؾ جزء كبير منو‪ ،‬واليالؾ قد يكوف ماديا كنشوب حريؽ في مصانع‬
‫الشركة يتمؼ آالتيا ومعداتيا‪ ،‬غرؽ أسطوليا‪ ،...‬ويمكف تفادي ذلؾ بالتأميف عمييا فتستمر في نشاطيا(‪.)1‬‬
‫وقد يكوف اليالؾ معنويا أو قانونيا كأف تحظر الدولة ممارسة النشاط الذي تمارسو الشركة فتحتكره‬
‫الدولة‪ ،‬بسحب الترخيص واالعتماد وسحب االمتياز الممنوح لمشركة(‪ ،)2‬أو إذا أصبح نشاطيا غير‬
‫مشروع كأف تحظر التجارة في السمعة التي تتاجر فييا أو ممنوع استيرادىا(‪ ...)3‬واذا كاف اليالؾ جزئيا‪،‬‬
‫فينا يرجع األمر إلى أىمية الجزء المتبقي‪ ،‬ولمقاضي سمطة تقرير انقضاء الشركة أو االستمرار فييا وىذا‬
‫بالرجوع إلى حجـ النشاط واالمكانات المتوفرة لتحقيؽ اليدؼ(‪.)4‬‬
‫رابعا‪ -‬ىالك حصة أحد الشركاء قبل تسميميا‪ :‬يمكف أف تنحؿ الشركة نتيجة ىالؾ الحصة التي يفترض‬
‫أف يقدميا أحد الشركاء قبؿ تقديميا‪ ،‬فطبقا لمقواعد العامة فإف تنفيذ االلتزاـ إذا أصبح مستحيال بسبب قوة‬
‫قاىرة فينقضي معو االلتزاـ المقابؿ وينفسخ العقد‪ ،‬واذا كانت استحالة التنفيذ جزئية انقضى ما يقابؿ الجزء‬
‫المستحيؿ‪ ،‬وعميو فإذا كانت حصة الشريؾ مما يتعيف بالذات فإف الشركة تنقضي في ىذه الحالة خاصة‬
‫إذا كانت ىذه الحصة ميمة جدا لمشركة أو ال تستطيع الشركة العمؿ إال بيا‪ ،‬بينما إذا كانت الحصة مف‬
‫األمواؿ المثمية‪ ،‬فيمتزـ الشريؾ بأف يقدـ حصة أخرى مماثمة(‪.)5‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األسباب االرادية النقضاء الشركة‬

‫‪ )1‬مصطفى كماؿ طو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.95‬‬


‫‪ )2‬عزيز العكيمي‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية‪ ،‬دراسة فقيية قضائية مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ )3‬جدير بالذكر أف ىذا السبب مف االنقضاء ينطبؽ عمى شركات األشخاص(شركة التضامف والتوصية البسيطة)‪ ،‬وذلؾ لعدـ تحديد المشرع‬
‫لمحد األدنى مف الرأس الماؿ‪ ،‬بخالؼ شركات األمواؿ(شركتي المساىمة وذات المسؤولية المحدودة)‪ ،‬حيث تعد الخسارة التي مف شأنيا أف‬
‫تؤدي إلى‪... ...‬انقضائيما‪ ،‬تمؾ الخسارة التي تجاوزت مقدار رأسماليا وىي الحالة التي تكوف فييا الخسارة قد بمغت ¾ ليكوف مصير الشركة‬
‫ىو التصفية‪ ،‬وىو ما يجعؿ تخفيض رأس ماليا ال يعد كخيار‪ ،‬ألف الشركة التي تخسر ¾ مف رأس ماليا يصعب استمرارىا لصعوبة تحقيؽ‬
‫أغراضيا االقتصادية‪.‬‬
‫‪ )4‬بالنسبة لمشركة ذات المسؤولية المحدودة بيالؾ ¾ رأس ماليا‪ ،‬فيجب عمى المديريف استشارة الشركاء كميـ لمبت في موضوع حؿ الشركة‪،‬‬
‫واال جاز لكؿ ذي مصمحة حؿ الشركة أماـ القضاء حسب نص المادة ‪ 2/589‬ؽ ت ج‪ ،‬والمادة ‪ 594‬ؽ ت ج بالنسبة لشركة المساىمة‪،‬‬
‫وكذلؾ ما تنص عميو المادة ‪ 24‬والمادة ‪ 25‬ؽ ت ج‪.‬‬
‫‪ )5‬عزيز العكيمي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪25‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫توجد أسباب تتوقؼ عمى إرادة الشركاء لذلؾ تسمى أسباب إرادية‪ ،‬بمعنى أف إرادة الشريؾ تمعب‬
‫دو ار في انقضاء الشركة بعكس الحاالت السابقة أيف يتقرر االنقضاء بقوة القانوف‪ ،‬ويمكف حصر األسباب‬
‫اإلرادية النقضاء الشركات خاصة في ما تضمنتو المادة ‪ 1/440‬ؽ ـ ج‪ ،‬وىي بسبب انسحاب أحد‬
‫الشركاء(أوال)‪ ،‬أو بسبب اتفاؽ الشركاء عمى إنياء الشركة أو حميا(ثانيا)‪ ،‬كما نجد أسباب أخرى يمكف‬
‫إدراجيا ىنا كذلؾ باعتبار إرادة الشركاء تمعب دو ار في ذلؾ ومنيا اندماج الشركات(ثالثا)‪ ،‬أو اجتماع‬
‫الحصص في يد شخص واحد(رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬انسحاب أحد الشركاء من الشركة غير المحددة المدة‪ :‬تنقضي الشركة بانسحاب أحد الشركاء إذا‬
‫كانت غير محددة المدة‪ ،‬وذلؾ بمجرد إعالف رغبتو في االنسحاب بالشروط المنصوص عمييا في المادة‬
‫‪ 1/440‬ؽ ـ ج المتمثمة في‪:‬‬
‫‪ -‬أف يعمف الشريؾ مسبقا عف إرادتو في االنسحاب‪ ،‬بإعطاء ميمة لبقية الشركاء لتدبير األمر‪.‬‬
‫‪ -‬أف يكوف االنسحاب عف حسف النية وليس فيو غش‪ ،‬ولمقاضي السمطة التقديرية في ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يكوف االنسحاب في وقت مناسب‪ ،‬ولمقاضي السمطة التقديرية في ذلؾ مثال عدـ انسحاب‬
‫الشريؾ في أوقات األزمات أو خسارة لحقت بالشركة فتكوف عمى وشؾ االفالس‪.‬‬
‫ينطبؽ ىذا السبب بصورة أساسية عمى شركات األشخاص‪ ،‬كونيا تقوـ عمى االعتبار الشخصي‪،‬‬
‫بينما ليس ليذا السبب أي تأثير عمى شركة المساىمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ -‬االتفاق عمى إنياء أو حل الشركة‪ :‬مثمما قاـ الشركاء بإنشاء الشركة باتفاقيـ يستطيعوف أف‬
‫يجمعوا عمى حميا أو إنياءىا قبؿ انتياء األجؿ المحدد عمال بنص المادة ‪ 2/440‬ؽ ـ ج‪ ،‬فتنقضي‬
‫الشركة بإجماع الشركاء‪ ،‬واذا اتفقوا في العقد عمى أغمبية معينة لحميا فيعد االتفاؽ صحيحا‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬اندماج الشركة‪ :‬يمكف تعريؼ االندماج بأنو عقد بيف شركتيف أو أكثر‪ ،‬يتـ بموجبو توحيد ذمتيما‬
‫المالية‪ ،‬بحيث يجتمع كافة الشركاء في شركة واحدة‪ ،‬أو بعبارة أخرى ضـ شركتيف أو أكثر في شركة‬
‫أخرى مف ذات شكميا القانوني أو مف شكؿ آخر‪ ،‬واالندماج مف الناحية القانونية عمى نوعيف‪ :‬االندماج‬
‫بطريؽ الضـ‪ ،‬واالندماج بطريؽ المزج‪ ،‬ومف البدييي حتى يتحقؽ االندماج بياتيف الصورتيف وجود‬
‫أغرض متشابية أو متكاممة في الغالب حتى تتحقؽ الحكمة منو(‪.)2‬‬
‫شركتيف عمى األقؿ ذات ا‬
‫تتمثؿ الغاية مف الدمج في زيادة القدرة عمى التوسع والمنافسة‪ ،‬وتخفيض النفقات وتوحيد اإلدارة‬
‫وزيادة االئتماف‪ ،‬خاصة مع االتجاه العالمي نحو تركيز العمؿ الميني لمواجية المنافسة الشرسة والتوسع‬

‫‪ )1‬فتيحة يوسؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.49‬‬


‫‪ )2‬يتـ االندماج بطريؽ الضـ يتـ بحؿ شركة أو أكثر ونقؿ ذمتيا إلى شركة قائمة‪ ،‬واالندماج بطريؽ المزج يكوف بحؿ شركتيف أو أكثر‬
‫وتأسيس شركة جديدة تنتقؿ إلييا الذمة المالية لمشركات المندمجة‪ ،‬لمزيد مف التفصيؿ راجع‪ :‬أحمد عبد الوىاب سعيد أبو زينة‪ ،‬االطار القانوني‬
‫الندماج الشركات‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيؿ درجة دكتوراه في الحقوؽ‪ ،‬قسـ القانوف التجاري‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،2012 ،‬ص‬
‫ص‪.2-1‬‬
‫‪26‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫خارج حدود الدولة‪ ،‬ذلؾ أف المراد مف االندماج ىو تكويف وحدة اقتصادية يتعزز بيا المشروع حيث‬
‫يساعد ىذا الدمج عمى تقوية المركز المالي لمشركة الجديدة‪ ،‬فموال ذلؾ لكاف مصيرىا االنييار مستقبال في‬
‫ظؿ عدـ فرض وجودىا في السوؽ‪.‬‬
‫يترتب عف االندماج إما اختفاء إحدى الشركتيف وبقاء الثانية‪ ،‬واما إلغاءىما مع نشوء شركة‬
‫جديدة(‪ ،)1‬فإذا حصؿ االندماج بطريؽ الضـ‪ ،‬فإنو يؤدي إلى انقضاء الشركة أو الشركات المندمجة‬
‫وزواؿ شخصيتيا االعتبارية وانتقاؿ ذمتيا إلى الشركة الدامجة‪ ،‬التي تظؿ محتفظة بشخصيتيا المعنوية‪.‬‬
‫أما إذا حصؿ بطريؽ المزج‪ ،‬فإنو يؤدي إلى انقضاء الشركات المندمجة وزواؿ شخصيتيا االعتبارية‪،‬‬
‫مقابؿ ظيور شركة جديدة ناتجة عف االندماج‪ ،‬تتمتع بشخصية معنوية مختمفة عف شخصية كؿ شركة‬
‫مف الشركات المندمجة‪.‬‬
‫يعد االندماج بصورتيو حال لمشركة قبؿ انتياء مدتيا أو تحقيؽ الغرض الذي أنشئت مف أجمو‪،‬‬
‫حيث تنقضي الشركة المندمجة وتفقد شخصيتيا المعنوية وتحؿ محميا الشركة الدامجة ويشترط لصحة‬
‫االندماج ذات الشروط الالزمة لحؿ الشركة باتفاؽ الشركاء(‪.)2‬‬
‫رابعا‪-‬اجتماع الحصص في يد شخص واحد‪ :‬تنقضي الشركة في ىذه الحالة ما عدا الشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة التي تقوـ عمى شخص واحد حسب المادة ‪ 590‬مكرر‪ 1‬ؽ ت ج التي تنص بأنو ''ال‬
‫تطبؽ أحكاـ المادة‪ 441‬مف القانوف المدني والمتعمقة بالحؿ القضائي في حالة اجتماع كؿ حصص‬
‫شركة ذات مسؤولية محدودة في يد واحدة''‪ ،‬وكذا نص المادة ‪ 590‬ؽ ت ج ''تجاوز ‪ 50‬شريؾ في‬
‫شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ''...‬وفؽ تعديؿ القانوف التجاري بموجب القانوف رقـ‪.20-15‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األسباب القضائية النقضاء الشركة‬
‫يكوف االنقضاء في ىذه الحالة بحكـ قضائي وليس بقوة القانوف‪ ،‬ومف أىـ ىذه األسباب نجد‬
‫إفالس الشركة باعتبار شير االفالس ال يكوف إال بحكـ قضائي(أوال)‪ ،‬وحالة فصؿ أحد الشركاء المعيؽ‬
‫لنشاط الشركة(ثانيا)‪ ،‬أو إصابة الشركة بخسارة(ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬إفالس الشركة‪ :‬تنقضي الشركة إذا ما تعرضت لإلفالس بسبب توقفيا عف دفع ديونيا المستحقة‪،‬‬
‫وذلؾ عمال بنص المادة ‪ 215‬ؽ ت ج حيث تتعرض لشير اإلفالس بموجب حكـ قضائي كنتيجة حتمية‬
‫لمتوقؼ عف الدفع بغرض تصفيتيا وبيعيا تمييدا لتسديد ىذه الديوف‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬فصل أحد الشركاء المعيق لنشاط الشركة‪ :‬يجوز لكؿ شريؾ أف يطمب مف السمطة القضائية‬
‫فصؿ أي شريؾ يكوف وجوده عائقا لالستمرار في الشركة نظ ار مثال إلخاللو بالتزاماتو (عدـ الوفاء‬

‫‪ )1‬عمي عصاـ غصف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.436‬‬


‫‪ )2‬فال بد أف يصدر قرار االندماج وفقاً لمشروط واإلجراءات المقررة لتعديؿ عقد الشركة ونظاميا األساسي في كؿ واحدة مف الشركات الداخمة‬
‫في االندماج‪ ،‬كالحصوؿ عمى موافقة الجمعية العامة غير العادية لكؿ مف الشركات الراغبة في االندماج‪ ،‬أو قرار جميع الشركاء‪ ،‬وذلؾ حسب‬
‫الحاؿ في كؿ شركة عمى حدة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫بحصتو‪ ،‬غش‪ ،‬تدليس مف طرفو) أو نظ ار إلصابتو بمرض في جسمو أو عقمو يمنعو مف االستمرار في‬
‫الشركة‪ ،‬أو وقوع سوء تفاىـ بينو وبيف بقية الشركاء‪ ،...‬في كؿ ىذه الحاالت يجوز لكؿ شريؾ طمب حؿ‬
‫الشركة بالنسبة لمشريؾ المعيؽ عمى أف تستمر الشركة قائمة مع باقي الشركاء(‪ ،)1‬وفي حالة كوف الشركة‬
‫محددة المدة‪ ،‬فالقاعدة العامة أنو ال يجوز لمشريؾ أف يخرج منيا قبؿ انقضاء مدتيا واستثناء تنص المادة‬
‫‪ 2/442‬ؽ ـ ج عمى أنو يجوز لكؿ شريؾ أف يطمب مف القضاء اخراجو ألسباب جدية ومعقولة‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬إصابة الشركة بخسارة‪ :‬حسب نص المادة ‪ 2/589‬ؽ ت ج فإف الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫في حالة إصابتيا بخسارة تقدر ب ػ ¾ مف رأس ماليا‪ ،‬فيجب عمى المديريف استشارة الشركاء لمنظر فيما‬
‫إذا كاف يتعيف إصدار قرار بحميا‪ ،‬وفي حالة عدـ صدور مثؿ ىذا القرار لغياب االجماع أو عدـ التمكف‬
‫مف المداولة عمى الوجو الصحيح جاز لكؿ مف ييمو األمر أف يطمب حميا بموجب طمب قضائي(‪،)2‬‬
‫‪ 2‬و‪3‬‬
‫ؽ ت ج بالنسبة لشركة المساىمة في حالة انخفاض رأسماليا‬ ‫وأيضا ما تنص عميو المادة ‪/594‬‬
‫لمبمغ أقؿ مف الحد األدنى وجب تصحيح الوضع خالؿ سنة أو أف تتحوؿ إلى نوع آخر مف الشركات‬
‫وفي حالة عدـ التصحيح وال التحويؿ‪ ،‬جاز لكؿ مف ييمو األمر أف يطمب مف القضاء حؿ الشركة‪.‬‬
‫وميما كاف سبب انقضاء الشركات التجارية فإنو يتعيف نشر انحالليا حسب نفس الشروط وآجاؿ‬
‫العقد التأسيسي ذاتو‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 550‬ؽ ت ج‪ ،‬ويتـ ىذا الشير حسب ما نصت عميو‬
‫المادة ‪/24‬ب مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 41-97‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬ويكمف اليدؼ مف ىذه االجراءات في‬
‫اطالع الغير بحؿ الشركة‪ ،‬فال يجوز االحتجاج بانقضاء الشركة تجاه الغير إال بعد مرور يوـ كامؿ مف‬
‫نشره القانوني االجباري عمال بالمادة ‪ 3/766‬ؽ ت ج‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬آثار انقضاء الشركة‬
‫يترتب عمى انقضاء الشركة ألي سبب مف األسباب السابقة الذكر آثار ىامة تتمثؿ في تصفيتيا‬
‫بيدؼ تقسيـ موجوداتيا بيف الشركاء‪ ،‬وتتشابو ىذه العممية مع عممية تصفية وقسمة تركة الشخص‬
‫الطبيعي بعد وفاتو‪ ،‬مما يقتضي التطرؽ لتصفية الشركة(الفرع األوؿ) وقسمة أمواليا(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفيوم تصفية الشركة وأحكاميا‬
‫ينصرؼ مفيوـ التصفية إلى تحويؿ األمواؿ العينية إلى سيولة نقدية‪ ،‬بمعنى تحديد صافي أمواؿ‬
‫الشركة‪ ،‬وقد نظـ المشرع الجزائري أحكاـ تصفية الشركات وفقا لمقواعد العامة (ـ ‪ 443‬إلى‪ 446‬ؽ ـ‬
‫ج)‪ ،‬وقواعد الشركات التجارية (ـ ‪765‬إلى ‪ 777‬ؽ ت ج)‪ ،‬ويتبيف مف مجمؿ ىذه النصوص أنو إذا‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 1/442‬ؽ ـ ج‪.‬‬


‫‪ )2‬تنص المادة ‪ 3/589‬ؽ ت ج عمى أنو ''واذا لـ يستشر المديروف الشركاء أو لـ يتمكف الشركاء مف المداولة عمى الوجو الصحيح‪ ،‬جاز لكؿ‬
‫مف ييمو األمر أف يطمب حؿ الشركة مف القضاء''‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫انقضت الشركة ألي سبب كاف‪ ،‬فإنيا تدخؿ في مرحمة التصفية وتحتفظ بشخصيتيا المعنوية بنص‬
‫القانوف(ـ ‪444‬ؽ ـ ج‪ ،‬ـ‪ 676‬ؽ ت ج) مع انتياء مياـ مسيرييا‪ ،‬ويحؿ محميـ المصفى أو المصفيف‪.‬‬

‫يقصد بالتصفية العمميات التي يتـ بمقتضاىا إنياء اآلثار التي خمفتيا الشركة المنقضية‪ ،‬وذلؾ‬
‫بالتصدي إلنياء العمميات الجارية‪ ،‬وتسوية المراكز القانونية لمشركة المنقضية عبر استيفاء حقوقيا ودفع‬
‫ديونيا مف موجوداتيا(‪ ،)1‬ف التصفية ىي العممية القانونية التي تؤدي إلى االنعداـ القانوني لوجود الشركة‬
‫ويقصد بيا إنياء جميع العمميات الجارية لمشركة وتسوية المراكز القانونية باستيفاء حقوقيا ودفع ديونيا‬
‫تمييدا لوضع األمواؿ الصافية بيف يدي الشركاء‪ ،‬فإذا كانت حصيمة العمميات ايجابية قسـ الناتج عمى‬
‫الشركاء‪ ،‬أما إذا كانت سبيمة‪ ،‬يعني أف الشركة أصيبت بالخسارة‪ ،‬لذلؾ يتعيف عمى كؿ شريؾ اإلسياـ‬
‫فييا حسب مسؤوليتو لسداد ديونيا(‪.)2‬‬
‫تعد التصفية عممية واجبة في كؿ أنواع الشركات ما عدا شركة المحاصة‪ ،‬ويتـ النص عادة في‬
‫عقد الشركة عمى الطريقة التي تتـ بيا تصفية أمواليا وقسمتيا‪ ،‬واال وجب اتباع أحكاـ القانوف المتعمقة‬
‫بالتصفية مع تعميؽ عنواف أو اسـ ''شركة في حالة تصفية''‪ ،‬وأيضا التأشير في السجؿ التجاري بما يفيد‬
‫حؿ الشركة(المادة ‪ 1/766‬ؽ ت ج)‪ ،‬ويترتب عمى عممية التصفية آثار ىامة منيا‪ :‬احتفاظ الشركة‬
‫بشخصيتيا المعنوية في ىذه الفترة(‪ )1‬وتحديد مركز المصفى(‪ ،)2‬وكذا حؿ الشركة التجارية(‪.)3‬‬
‫‪ -1‬احتفاظ الشركة بشخصيتيا المعنوية‪ :‬تظؿ الشركات التجارية بعد حميا محتفظة بشخصيتيا‬
‫المعنوية في المدة والقدر الالزميف لمتصفية‪ ،‬فالتصفية مرحمة ضرورية تعقب انقضاء الشركة عمال بنص‬
‫المادة ‪ 444‬ؽ ـ ج والمادة ‪ 2/766‬ؽ ت ج التالي نصيا ''وتبقى الشخصية المعنوية لمشركة قائمة‬
‫الحتياجات التصفية إلى أف يتـ قفميا''‪ ،‬وبالتالي تستمر شخصيتيا المعنوية قائمة حتى انتيائيا‪ ،‬مراعاة‬
‫لمصمحة دائني الشركة‪ ،‬فالتصفية تتطمب االستمرار في األعماؿ الجارية والتي لـ تنجز بعد وكذا استيفاء‬
‫حقوؽ الشركة والوفاء بديونيا‪ ،‬فيي أعماؿ تتطمب بقاء الشخصية المعنوية لحيف قفؿ بالتصفية(‪.)3‬‬
‫وينتج عف احتفاظ الشركة بالشخصية المعنوية ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬يمثميا المصفى باعتباره الممثؿ القانوني ليا بدال مف المديريف الذيف تنتيي سمطاتيـ عند حؿ الشركة‪،‬‬
‫فينوب عنيا في التقاضي ويتصرؼ في أمواليا في حدود السمطة المخولة لو دوف موافقة الشركاء(‪.)4‬‬

‫‪ )1‬إلياس ناصيؼ‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬شركة التضامف‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪ ،2003 ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ )2‬رضواف أبو زيد‪ ،‬الشركات التجارية في القانوف المصري والمقارف‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1989 ،‬ص‪.147‬‬
‫‪ )3‬تحتفظ الشركة بشخصيتيا المعنوية حتى ال تصبح أمواليا بمجرد انقضائيا ممموكة لمشركاء عمى الشيوع‪ ،‬إذ مف شأف ذلؾ أف يرتب مجموعة‬
‫مف النتائج السمبية أىميا‪ - :‬تعذر واستحالة إنجاز األعماؿ الجارية‪ ،‬واستيفاء حقوؽ الشركة والوفاء بما عمييا مف ديوف‪.‬‬
‫‪ -‬مزاحمة دائني الشركاء الشخصييف دائني الشركة الذيف تعامموا معيا عمى أساس أنو شخص معنوي في التنفيذ عمى أمواليا‪.‬‬
‫‪ -‬حتى ال يضطر كؿ دائف بمطالبة كؿ شريؾ بنصيبو في الديف‪ ،‬فال تتعدد الدعاوى؛ راجع‪ :‬عمي عصاـ غصف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.450‬‬
‫‪ )4‬تنص المادة ‪ 444‬ؽ ـ ج عمى أنو ''تنتيي مياـ المتصرفيف عند انحالؿ الشركة‪ ،‬أما شخصية الشركة فتبقى مستمرة إلى أف تنتيي التصفية''‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫‪ -‬تحتفظ بذمتيا المالية المستقمة عف ذمـ الشركاء وتعتبر أمواليا ضماف عاـ لدائنييا فقط دوف دائني‬
‫الشركاء‪ ،‬كما تحتفظ بموطنيا القانوني في مركزىا الرئيسي(‪.)1‬‬
‫‪ -‬تحتفظ الشركة باسميا مضافا إليو عبارة ''تحت التصفية'' حسب المادة ‪ 1/767‬ؽ ت ج‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز شير إفالس الشركة متى توقفت عف دفع ديونيا في فترة التصفية‪ ،‬ألنيا تبقى محتفظة بصفة‬
‫التاجر خالؿ ىذه الفترة التي قد باعتبار التصفية عممية مركبة وقد تطوؿ لمدة سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬تعد الشخصية المعنوية في مرحمة التصفية غير كاممة‪ ،‬فيي محدودة بحدود التصفية وما تقتضيو مف‬
‫أعماؿ‪ ،‬فيمنع عمى المصفى القياـ بأعماؿ جديدة ما لـ تكف ىذه األعماؿ الزمة إلتماـ أعماؿ سابقة‪.‬‬
‫‪ -2‬المركز القانوني لممصفى‪ :‬متى انقضت الشركة‪ ،‬ودخمت مرحمة التصفية‪ ،‬انتيت سمطة المدير أو‬
‫المديريف فييا‪ ،‬وحؿ شخص آخر محميـ يسمى المصفى توكؿ إليو ميمة إجراء عمميات لمتصفية‪.‬‬
‫يتـ تسيير أمواؿ الشركة في الظروؼ العادية مف قبؿ مجمس اإلدارة والمسيريف والمساىميف‪ ،‬إال أنو‬
‫في حالة انقضاء الشركة ودخوليا مرحمة التصفية يكوف مصير حقوؽ الدائنيف والمساىميف بيد شخص‬
‫يسمى المصفى‪ ،‬وىو صاحب الصفة الوحيدة في تمثيؿ الشركة في جميع األعماؿ التي تستمزميا‬
‫التصفية‪ ،‬وشأنو في ذلؾ شأف الوكيؿ المتصرؼ القضائي الذي يتولى إدارة تفميسة المديف المفمس أو‬
‫الشركة المفمسة‪ ،‬ويتمتع المصفى بسمطات واسعة إلتماـ عممية التصفية(‪ ،)2‬فالمصفى ىو الشخص أو‬
‫‪2‬‬
‫األشخاص الذيف يعيد إلييـ تصفية الشركة‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 445‬ؽ ـ ج‪ ،‬كما تنص المادة ‪/782‬‬
‫ؽ ت ج عمى أنو تعييف المصفى الذي يكوف بإجماع الشركاء في شركات التضامف‪ ،‬وبأغمبية رأس ماؿ‬
‫الشركة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬وبشروط النصاب القانوني فيما يخص الجمعيات العامة في‬
‫الشركات المساىمة‪.‬‬
‫يتبيف مف خالؿ ىذه النصوص أف القاعدة العامة في تعييف المصفى تعود إلى الشركاء (ويختمؼ‬
‫التعييف حسب نوع كؿ شركة)‪ ،‬واذا لـ يتمكف الشركاء مف تعييف المصفى فإف سمطة تعيينو تعود‬
‫لمقاضي‪ ،‬ويحؽ لكؿ مف ييمو األمر أف يرفع معارضة في ظرؼ ‪ 15‬يوما مف تاريخ نشر التعييف)‪.(3‬‬
‫تقضي القاعدة العامة بأف مف يممؾ التعييف يممؾ العزؿ‪ ،‬وىذا ما جسدتو المادة ‪ 786‬ؽ ت ج‬
‫التالي نصيا ''يعزؿ المصفى ويستخمؼ حسب األوضاع المقررة لتعيينو''‪ ،‬وفي غياب ذلؾ يجوز تقديـ‬
‫طمب عزؿ المصفى إلى القضاء إف وجد مبرر‪ ،‬كما يمكف لو أف يتنازؿ عف ميامو بشرط أف يكوف في‬
‫بدأه‪.‬‬ ‫وقت مناسب‪ ،‬وأف يعمف لمشركاء عف اعتزالو ليتـ اتخاذ التدابير الالزمة لتعييف مصفى آخر يتمـ ما‬

‫‪ )1‬ترفع الدعاوى ضد الشركة في ىذا الموطف‪ ،‬وتبمغ األوراؽ الرسمية إلييا في ىذا الموطف‪.‬‬
‫‪ )2‬تنص المادة ‪ 1/788‬ؽ ت ج عمى أنو ''يمثؿ المصفى الشركة وتخوؿ لو السمطات الواسعة لبيع األصوؿ ولو بالتراضي‪ ،‬غير أف القيود‬
‫الواردة عمى ىذه السمطات الناتجة عف القانوف األساسي أو أمر التعييف ال يحتج بيا عمى الغير''‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪) TERKI Nour- Eddine, op. cit, p112.‬‬
‫‪30‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫يعتبر المصفى نائبا قانونيا عف الشركة تحت التصفية ومركزه يعد بمثابة المدير تجاه الشركة‬
‫والغير‪ ،‬تتحدد سمطاتو في العقد التأسيسي لمشركة أو في القرار الصادر بتعيينو مف المحكمة (ـ‪ 788‬ؽ‬
‫ت ج)‪ ،‬فيو يتمتع بجميع السمطات التي يستطيع عف طريقيا تحقيؽ الغرض المقصود مف تعيينو‪ ،‬فميمة‬
‫المصفى األساسية ىي التصفية ال اإلدارة‪ ،‬وال يممؾ مف ىذه األخيرة إال األعماؿ الضرورية أو المستعجمة‪،‬‬
‫فمو القياـ باألعماؿ التالية‪ :‬استيفاء حقوؽ الشركة قبؿ الغير أو الشركاء(‪ ،)1‬وسداد ديوف الشركة بحسب‬
‫أولويتيا‪ ،‬مع عدـ القياـ بأعماؿ جديدة لصالح الشركة‪ ،‬إال إذا كانت الزمة إلتماـ أعماؿ سابقة(ـ‪ 446‬ؽ‬
‫ـ ج)‪ ،‬يحؽ لو بيع منقوالت وعقارات الشركة لسداد ديونيا(ـ‪ 2/446‬ؽ ـ ج)‪ ،‬ويمنع التنازؿ عف أمواؿ‬
‫الشركة في حالة تصفية لفائدة المصفى أو مستخدميو أو أزواجو أو أصولو أو فروعو(ـ‪ 771‬ؽ ت ج)‪،‬‬
‫ويكوف مسؤوال حسب نص المادة ‪ 776‬ؽ ت ج تجاه الشركة والغير عف الضرر الناتج عف أخطاءه‬
‫المرتكبة عند مباشرة ميامو مسؤولية مدنية وجزائية(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬حل الشركة التجارية‪ :‬ميما كاف سبب انقضاء الشركات التجارية فقد أوجب القانوف عمى المصفى‬
‫نشر انحالليا حسب نفس شروط وآجاؿ العقد التأسيسي ذاتو‪ ،‬لذلؾ تعتبر الشركة في حالة تصفية مف‬
‫وقت حميا ميما كاف السبب‪ ،‬ويتبع عنواف أو اسـ الشركة بالعبارة ''في حالة تصفية'' عمال بنص المادة‬
‫‪ 2/766‬ؽ ت ج‪ ،‬غير أف حميا ال ينتج آثاره بالنسبة لمغير إال مف يوـ نشره في السجؿ التجاري(‪.)3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قسمة أموال الشركة‬
‫تميد كؿ االجراءات واألعماؿ التي يقوـ بيا المصفى إلجراء القسمة بتوزيع الصافي مف ماؿ‬
‫الشركة عمى الشركاء(أوال)‪ ،‬وحينيا يتعرؼ دائني الشركة عمى مصير حقوقيـ (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬توزيع الصافي من مال الشركة عمى الشركاء‪ :‬إذا انتيت مرحمة التصفية‪ ،‬وتحولت موجودات‬
‫الشركة إلى ماؿ(نقود) وانتيت بذلؾ ميمة المصفى‪ ،‬وزالت الشخصية المعنوية بصورة نيائية‪ ،‬ترتب بعد‬
‫ذلؾ إجراء قسمة ىذه الموجودات‪ ،‬فالقسمة ىي العممية التي تمي التصفية ويمكف أف يقوـ بيا المصفى‬
‫باعتبار ذلؾ عمال نيائيا لميمتو‪ ،‬غير أف الشركاء غالبا ما يفضموف القياـ بعمميات القسمة بأنفسيـ‪ ،‬وفي‬
‫حالة االختالؼ بينيـ يتـ المجوء إلى القضاء وذلؾ بعد انذار المصفى (المادة ‪2/794‬ؽ ت ج)‪.‬‬
‫وتعود سمطة تقرير توزيع األمواؿ إلى المصفى عمال بنص المادة ‪ 794‬ؽ ت ج‪ ،‬وىي األمواؿ‬
‫التي أصبحت قابمة لمتصرؼ فييا أثناء التصفية‪ ،‬وذلؾ بعد سداد ديوف الشركة وعدـ اإلخالؿ بحقوؽ‬
‫الدائنيف‪ ،‬وتكوف عممية القسمة حسب أحكاـ المادة ‪ 447‬ؽ ـ ج والمادة ‪ 793‬ؽ ت ج‪.‬‬

‫‪ )1‬مطالبة الغير بالوفاء بالديوف‪ ،‬مطالبة الشركاء بتقديـ الحصص أو الباقي منيا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) TERKI Nour- Eddine, op. cit, pp116-117.‬‬
‫‪ )3‬المادة ‪ 3/766‬ؽ ت ج‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫األحكاو انعامة نهشركات انتجارية‬ ‫انفصم األول‪:‬‬

‫تتبع في القسمة الطريقة التي اختارىا الشركاء في العقد التأسيسي لمشركة‪ ،‬واال وجب الرجوع إلى‬
‫األحكاـ المتعمقة بالقسمة وىي أحكاـ المادة ‪ 448‬ؽ ـ ج والتي تقضي بأف تطبؽ في قسمة الشركات‬
‫القواعد المتعمقة بقسمة الماؿ الشائع (المادة ‪ 713‬ؽ ـ ج وما يمييا)‪.‬‬
‫يجب أف ينشر قرار التوزيع في جريدة اإلعالنات التي تـ فييا النشر األوؿ حيف تعييف المصفى‬
‫عمال بنص المادة ‪ 767‬ؽ ت ج‪ ،‬كما يجب أف يبمغ قرار التوزيع إلى الشركاء بشكؿ منفرد بحسب المادة‬
‫‪ 3‬و‪4‬‬
‫ؽ ت ج‪.‬‬ ‫‪/794‬‬

‫‪32‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬شركات األشخاص‬


‫ترتكز ىذه الشركات في تكوينيا عمى االعتبار الشخصي سواء عند إبرام عقد الشركة أو عند‬
‫تعامل الغير معيا‪ ،‬فيؤدي ىذا االعتبار إلى إبرام عقد الشركة عمى أساس الثقة المتبادلة بين الشركاء من‬
‫جية‪ ،‬ومن جية أخرى يؤدي ىذا االعتبار إلى تعامل الغير مع الشركة عمى أساس الثقة بالشركاء نظ ار‬
‫لمؤىالتيم الشخصية أو الفنية أو العممية أو التجارية‪ ،‬وتختمف درجة الثقة في ىذه الشركات باختالف‬
‫نوع الشركة وكذا وضع الشريك فييا واستعداده الكتساب صفة التاجر ولتحممو المسؤولية المترتبة عن‬
‫ذلك ليس فقط في الحصة التي قدميا بل حتى في أموالو الخاصة‪ ،‬وتعد شركة التضامن النموذج األمثل‬
‫ليذا النوع من الشركات(المبحث األول)‪.‬‬
‫أدخل المشرع الجزائري في تعديل القانون التجاري سنة ‪ 1993‬بموجب المرسوم التشريعي ‪08-93‬‬
‫نوعا آخر من الشركات وىي شركات التوصية وكذلك شركة المحاصة بموجب أمر رقم ‪،27-96‬‬
‫والسبب في ىذا التعديل يعود إلى اإلصالحات التي عرفتيا الجزائر بعد ‪ 1988‬وتبني نظام اقتصاد‬
‫السوق‪ ،‬لذلك سوف نتعرض ليذين النوعين بشيء من التفصيل وىما ىو شركة التوصية‬
‫البسيطة(المبحث الثاني) وشركة المحاصة(المبحث الثالث)‪.‬‬

‫المبحث األلول‪ :‬شرك الضاامن النملوذج األمثل لشركات األشخاص‬


‫تعتبر شركة التضامن من بين أىم أنواع شركات األشخاص إذ تتجمى فييا سمات االعتبار‬
‫الشخصي لمشريك بكل تفاصيميا فجميع الشركاء فييا متضامنين لذلك فيي األكثر شيوعا واألنسب لمقيام‬
‫دور ميما في تجميع جيود أفراد تربط بينيم عالقات وروابط شخصية‬
‫بالمشاريع الصغيرة‪ ،‬إذ تمعب ًا‬
‫كاألخوة أو القرابة أو الصداقة المتينة‪.‬‬
‫تعرف شركة التضامن بأنيا شركة تقوم عمى عدد محدود من األشخاص (شخصين أو أكثر)‬
‫تجمعيم روابط القرابة أو الصداقة أو المعرفة المبنية عمى الثقة المتبادلة‪ ،‬وذلك قصد مزاولة بعض‬
‫األعمال سواء كانت ىذه األعمال تجارية أو صناعية كشركاء متضامنون يسألون عن التزامات الشركة‬
‫مسؤولية شخصية تضامنية مطمقة وذلك بيدف تحقيق الربح(‪.)1‬‬
‫ويكتسب الشركاء بمجرد انضماميم إلى الشركة صفة التاجر كما تسمى بأسماء الشركاء جميعا‪،‬‬
‫وال يجوز التنازل عن حصة الشريك وأن ىذه األخيرة غير قابمة لالنتقال لمغير أو لورثة الشريك‬
‫المتوفي(‪ ،)2‬وتعتبر ىذه الشركة أكثر مالئمة لصغار التجار ذوي الثراء المحدود المذين يتعاونون فيما‬
‫بينيم لمقيام بالمشاريع الصغيرة والتي تمكن الشركة من الحصول عمى ائتمان كبير قد يفوق رأس مال‬
‫الشركة‪ ،‬بسبب مسؤولية الشركاء غير المحدودة عن ديون الشركة باعتبارىم متضامنين‪ ،‬ويكون عنوانيا‬

‫‪1‬‬
‫) عمورة عمار‪ ،‬شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.189‬‬
‫‪ )2‬نسرين شريقي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار بمقيس‪ ،2013 ،‬ص‪.47‬‬
‫‪32‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مكونا في اآلصل من جميع الشركاء حيث يسمييا البعض ''شركة االسم الجماعي''(‪.)1‬‬
‫وردت أحكاميا في القانون التجاري في المواد من ‪ 551‬إلى ‪ 563‬ق ت ج‪ ،‬وأحال في بقية‬
‫أحكاميا إلى األحكام العامة في القانون المدني والشروط المتفق عمييا بين الشركاء‪ ،‬ففييا يبرز بقوة‬
‫الجانب التعاقدي أكثر‪ .‬كما تعتبر أقرب أنواع الشركات إلى الشركات المدنية‪ ،‬لذلك ينطبق عمييا جانب‬
‫كبير من أحكام النظرية العامة لمشركة دون تعديل‪ ،‬ليذا سوف نقتصر في دراستيا عمى األحكام الخاصة‬
‫من حيث تكوينيا(المطمب األول) وخصائصيا(المطمب الثاني) وادارتيا(المطمب الرابع) وأسباب انقضائيا‬
‫(المطمب الخامس)‪.‬‬
‫المطمب األلول‪ :‬ضكلوين شرك الضاامن‬
‫ير ألحكام ىذا النوع من الشركات من‬
‫تنشأ الشركة بموجب عقد‪ ،‬بل إن الفكرة التعاقدية أكثر تبر ا‬
‫فكرة النظام القانوني لكونيا تقوم عمى االعتبار الشخصي فتقوم بو وتزول بزوالو‪ ،‬لذلك تسري عمى عقد‬
‫الشركة األركان الموضوعية العامة والخاصة باإلضافة إلى ركن الشكمية حتى يكون تأسيس الشركة‬
‫صحيحا(الفرع األول) واال سيترتب جزاء نتيجة االخالل بقواعد التأسيس(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األلول‪ :‬ضأسيس شرك الضاامن‬
‫يتطمب أمر تأسيس شركة التضامن تأسيسا صحيحا ضرورة توافر جميع األركان الموضوعية‬
‫العامة والخاصة‪ ،‬والشكمية حسب التفصيل السابق بيانو الفصل األول‪ ،‬كما يستمزم األمر كتابة عقد‬
‫الشركة بعقد رسمي تحت طائمة البطالن مع ضرورة إتمام إجراءات الشير‪ ،‬إذ باإلضافة لممادة ‪ 548‬ق‬
‫ت ج‪ ،‬نجد نصا خاصا بيذه الشركة وىو المادة ‪ 734‬ق ت ج(‪.)2‬‬
‫تعتبر ىذه المادة تطبيقا لمنظرية الفعمية في شركات التضامن‪ ،‬كما يظير من خالل ىذا النص‬
‫مدى حرص المشرع عمى شير شركة التضامن كشركة تجارية لما يمعبو ىذا الركن من إعالن عن مولد‬
‫الشخص المعنوي‪ ،‬ونظ اًر ألن شركة التضامن يكون فييا جميع الشركاء مسؤولين مسؤولية تضامنية‬
‫ومطمقة فإن أىم البيانات التي يجب أن تكون محل نشر ىي‪ :‬ذكر جميع الشركاء بأسمائيم وألقابيم‬
‫وعناوينيم‪ ،‬وعنوان الشركة‪ ،‬المدير أو المديرين‪ ،‬رأس المال وقيمة الحصص العينية‪ ،‬مدة الشركة عمال‬
‫بنص المادة ‪ 546‬ق ت ج‪ ،‬وكذا شير كل تعديل يط أر عمى ىذه البيانات كخروج أحد الشركاء‪ ،‬أو تغيير‬
‫عنوانيا أو مدتيا‪.‬‬

‫‪ )1‬وتسمى بيذا االسم ''الشركة ذات االسم الجماعي'' وىي ترجمة السم الشركة بالمغة الفرنسية ‪sociétés en nom collectif‬‬
‫‪ )2‬تنص المادة ‪ 734‬ق ت ج عمى أنو ''يطمب في شركات التضامن واال كان باطال إتمام إجراءات النشر الخاصة بالعقد أو المداولة حسب‬
‫األحوال‪ ،‬دون احتجاج الشركاء والشركة اتجاه الغير بسبب البطالن‪ ،‬غير أنو يجوز لممحكمة أال تقضي بالبطالن الذي حصل إذا لم يثبت أي‬
‫تدليس''‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جزاء اإلخالل بقلواعد الضأسيس‬


‫إن اإلخالل بالشروط الموضوعية لشركة التضامن يستدعي تطبيق ما يسري عمى العقود بصفة‬
‫عامة(‪ ،)1‬أما فيما يتعمق بالشروط الشكمية يتم تطبيق نص المادة ‪734‬ق ت ج كنص خاص بشركة‬
‫التضامن‪ ،‬لذلك فإن جزاء اإلخالل بالشير ىو البطالن‪ ،‬إال أنو بطالن من نوع خاص والذي يظير من‬
‫خالل عبارة نص المادة ''‪ ...‬دون احتجاج الشركاء والشركة اتجاه الغير بسبب البطالن‪ ،‬غير أنو يجوز‬
‫لممحكمة أال تقضي بالبطالن الذي حصل إذا لم يثبت أي تدليس''‪.‬‬
‫وليذا فإن البطالن المترتب عن عدم الشير يخضع ألحاكم البطالن لعدم الكتابة والذي سبق‬
‫دراستو بصدد األحكام العامة تطبيقا لممادة ‪ 2/418‬ق م ج‪ ،‬وينفرد ىذا البطالن بأحكام خاصة تجعل منو‬
‫بطالنا من نوع خاص‪ ،‬والذي يتميز بالخصائص التالية(‪:)2‬‬
‫‪ -‬عدم جواز االحتجاج بيذا البطالن تجاه الغير ال من قبل الشركة كشخص معنوي وال من قبل‬
‫الشركاء‪ ،‬وال يكون لو أثر فيما بين الشركاء إال من يوم طمبو‪ ،‬وذلك تطبيقا لنظرية الشركة الفعمية لمغير‪،‬‬
‫وعمى العكس من ذلك‪ ،‬يجوز لمغير أصحاب المصمحة الخيار بين أن يتمسكوا بيذا البطالن‪ ،‬أو أن‬
‫يتمسكوا بقيام الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬جواز تصحيح ىذا البطالن‪ ،‬بإتمام االجراءات المطموبة قانونا عمال بنص المادة ‪ 739‬ق ت ج‪.‬‬
‫‪ -‬يختمف ىذا البطالن عن كل من البطالن المطمق والبطالن النسبي‪ ،‬في أن حق طمبو ال يقتصر عمى‬
‫بعض األشخاص وحدىم كما ىو الوضع في البطالن النسبي‪ ،‬إال أن القاضي ال يمكنو الحكم بو من‬
‫تمقاء نفسو كما ىو الحال في البطالن المطمق‪.‬‬
‫‪ -‬يتميز ىذا البطالن المتعمق بعدم الشير من حيث اآلثار بأنو من الحاالت التي يترتب عنيا ما يسمى‬
‫بالشركة الفعمية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص الشرك الضاامن‬
‫تتمثل أىم خصائص شركة التضامن في أن جميع الشركاء فييا يكتسبون صفة التاجر(الفرع‬
‫األول)‪ ،‬أن عنوان الشركة يتألف من أسماء جميع الشركاء فيو بمثابة اسم تجاري ليا(الفرع الثاني)‪ ،‬أن‬
‫جميع الشركاء فييا مسؤولون مسؤولية تضامنية عن ديون الشركة (الفرع الثالث)‪ ،‬وأن حصة الشريك فييا‬
‫غير قابمة لالنتقال إلى الغير(الفرع الرابع)‪.‬‬
‫الفرع األلول‪ :‬اكضساب الشركاء صف الضاجر‬
‫بمجرد دخول الشريك شركة التضامن‪ ،‬فإنو يكتسب صفة التاجر(‪ ،)3‬لذلك يجب أن يكون الشريك‬
‫المتضامن كامل األىمية تطبيقا لمقواعد العامة‪ ،‬واما قاص ار مرشدا تطبيقا لقواعد القانون التجاري طبقا‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 733‬ق ت ج‪.‬‬


‫‪ )2‬فتيحة يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ )3‬تنص المادة ‪ 1/551‬ق ت ج عمى أنو ''لمشركاء بالتضامن صفة التاجر‪ ،‬وىم مسؤولون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة''‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ألحكام المادتين ‪ 5‬و‪ 6‬ق ت ج‪ ،‬فيجوز لو الدخول في الشركة كشريك متضامن إذا تحصل عمى إذن‬
‫استنادا لممادة ‪ 88‬قانون أسرة جزائري‪ ،‬ونظ ار ليذه الخصائص فإنو يترتب‬
‫ً‬ ‫قضائي آخر يجيز لو ذلك‬
‫عمى إفالس شركة التضامن إفالس جميع الشركاء‪ ،‬وىذا ما نصت عميو صراحةً المادة‪ 223‬ق ت ج‬
‫بأنو ''في حالة قبول تسوية قضائية أو إشيار إفالس شركة مشتممة عمى شركاء مسؤولين بالتضامن عن‬
‫ديون الشركة ينتج الحكم آثاره بالنسبة ليؤالء الشركاء''‪.‬‬
‫وبإفالس الشركة يفمس جميع الشركاء باعتبارىم تجار‪ ،‬لذلك يجوز لدائني الشركة التقدم بديونيم‬
‫في تفميسة الشركة وفي تفميسات الشركاء‪ ،‬وان كانوا في ىذه األخيرة سوف يتعرضون لمزاحمة دائني‬
‫الشركاء الشخصيين‪ ،‬والعكس غير صحيح إذ أن شير إفالس أحد الشركاء لدين تجاري خاص بو ال‬
‫يستتبع إفالس الشركة‪ ،‬أو إفالس الشركاء‪ ،‬وانما يترتب عمى ىذا اإلفالس حل الشركة وانقضاؤىا‪ ،‬إال إذا‬
‫تضمن العقد التأسيسي شرطا يقضي باستمرار الشركة رغم إفالس الشريك‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤلولي الشريك الشخصي الضاامني‬
‫يترتب عمى عاتق الشريك المتضامن مسؤولية شخصية(أوال) تضامنية مطمقة(ثانيا)‪.‬‬
‫ألوال‪ -‬المسؤلولي الشخصي ‪ :‬تعتبر مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة مسؤولية شخصية في أمواليم‬
‫الخاصة ويكون باطال كل شرط في العقد يعفي الشريك من المسؤولية الشخصية أو يحد من مسؤوليتو‬
‫فييا‪ ،‬وأساس ىذه المسؤولية يرجع إلى أن التوقيع عمى تعيدات الشركة يتم بعنوانيا‪ ،‬ولما كان العنوان‬
‫يضم أسماء الشركاء جميعا‪ ،‬فكأن كل شريك تعيد بالتزامات الشركة بصفة شخصية‪ ،‬فيكون أمام دائن‬
‫الشركة في مثل ىذه الحالة عدة مدنيين‪ ،‬فالشركة ذاتيا بوصفيا شخصا معنويا‪ ،‬وكل شريك عمى حدة‪،‬‬
‫غير أن ذمة الشركاء تخصص لموفاء بحقوق دائنييا وحدىم وال تكون متعمقة بحق الدائنين الشخصيين‪.‬‬
‫تعد المسؤولية الشخصية لمشريك مطمقة تشمل كافة ديون الشركة كما لو كانت ىي ديونو‬
‫الشخصية‪ ،‬لذلك يعد باطال كل اتفاق يقضي بتحديد مسؤولية الشريك بمقدار حصتو تجاه الغير‪ ،‬فإذا‬
‫حصل وأن اتفق في العقد عمى تحديد مسؤولية الشركاء بقيمة حصصيم‪ ،‬وتبين لمقاضي أن الشركاء قد‬
‫اتجيوا إلى إنشاء شركة تضامن فإن ىذا الشرط يبطل وُيسأل ىؤالء عن ديون الشركة في أمواليم الخاصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬المسؤلولي الضاامني المطمق ‪ :‬يعد الشركاء جميعيم مسؤولين مسؤولية تضامنية عن ديون‬
‫الشركة (م ‪ 551‬ق ت ج) وليذا سميت بيذا االسم‪ ،‬وىذه المسؤولية غير محددة بمقدار حصة الشريك‬
‫في رأس مال الشركة ميما بمغت حتى وان استغرقت قيمة تمك الديون جميع األموال الخاصة لمشريك‪،‬‬
‫فذمتو ضامنة ليذه الديون وىو متضامن مع الشركة‪ ،‬فإذا عجزت الشركة عن سداد ديونيا‪ ،‬أو قد يعجز‬
‫أحد الشركاء عن التسديد‪ ،‬فإن عمى باقي الشركاء أن يتولوا وفاء تمك الديون فيم بمثابة وكالء عن‬
‫الشركة(عقد كفالة)‪.‬‬
‫يقصد بالمسؤولية التضامنية أنو يمكن لدائني الشركة أن يرجع بدينو ليس فقط عمى الشركة‬
‫كشخص معنوي‪ ،‬وانما عمى كافة الشركاء حتى يستوفي منيم جميعا أو من أحدىم ما يحق لو في‬
‫‪35‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مواجية الشركة‪ ،‬ففي حالة وفاء شريك بدين عمى الشركة يعد كفيل متضامن يحل محل الدائن في‬
‫حقوقو‪ ،‬ويكون لو أن يرجع عمى الشركة بدعوى الدائن أو عمى الشركاء بحصتو في الدين‪ ،‬بينما ال يجوز‬
‫لدائني الشركة مطالبة أحد الشركاء بوفاء ديون الشركة إال بعد مرور(‪ )15‬يوما من تاريخ إنذار الشركة‬
‫بعقد غير قضائي(‪ ،)1‬واذا كان أحدىم معس ار فإن حصتو في الدين توزع عمى الباقين بما فييم الشريك‬
‫الموفي تطبيقاً لمقواعد العامة (المواد من ‪ 671‬إلى ‪ 673‬ق م ج)‪.‬‬
‫تعتبر مسؤولية الشريك المتضامن عن ديون الشركة مسؤولية تضامنية من النظام العام‪ ،‬فال يجوز‬
‫استبعادىا أو تحديدىا بشرط خاص في العقد‪ ،‬فال يجوز االتفاق عمى مخالفتيا‪ ،‬فالشريك المتضامن‬
‫يعتبر مسؤوال في مواجية الغير‪ ،‬حتى لو نص العقد التأسيسي عمى خالف ذلك(‪.)2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬عنلوان شرك الضاامن‬
‫تتميز شركة التضامن بعنوان يعد بمثابة اسم تجاري ليا والذي تتعامل بو مع الغير وتوقع بو جميع‬
‫معامالتيا‪ ،‬ويضم اسماء الشركاء كميم أو بعضيم أو أحدىم متبوعا بكممة ''وشركائو''‪ ،‬فميس ضروريا‬
‫ذكر أسمائيم جميعا إذا كان العدد كبير‪ ،‬بل يكتفي بذكر أحدىم مع إضافة ''وشركائو'' حسب نص المادة‬
‫‪ 552‬ق ت ج‪ ،‬والتي يتضح منيا أن إضافة ''وشركائو'' إلزامية حتى يتضح لمغير أن ىناك شركاء آخرين‬
‫في الشركة‪ ،‬وان تألفت الشركة من أفراد عائمة واحدة جاز أن يقتصر العنوان عمى اسم العائمة مع إضافة‬
‫كممة ''أوالده'' أو ''أبناءه'' أو ''إخوانو''‪.‬‬
‫ونظ اًر ألىمية ىذا العنوان لما لو من أثر في تعامل الغير مع الشركة فال يجوز إدخال اسم أجنبي‬
‫في عنوان الشركة غير شريك فييا‪ ،‬ويترتب عمى ذلك أنو إذا انسحب أحد الشركاء أو توفي واستمرت‬
‫الشركة مع باقي الشركاء أو مع ورثتو يجب حذف اسمو من العنوان‪ ،‬وىذا ما يعتبر تعديل في العنوان‬
‫وكل تعديل يستمزم إجراء الشير طبقاً لمقواعد العامة السابقة الذكر‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬عدم قابمي حصص الشريك لالنضقال‬
‫األصل ىو عدم قابمية حصص الشركاء لمتداول كون شركة التضامن تقوم عمى االعتبار الشخصي‬
‫أي الثقة المتبادلة بين الشركاء‪ ،‬فال يمكن إحالة حصص الشريك إال برضا جميع الشركاء(‪ ،)3‬مما يعني‬
‫عدم جواز التصرف في حصص الشركاء‪ ،‬وميما كان ىذا التصرف بعوض أو بدون عوض‪ ،‬فال يمكن‬
‫إجبار بقية الشركاء عمى قبول شريك جديد ال يثقون فيو‪.‬‬
‫يالحظ من ىذه المادة أن المبدأ العام ىو عدم جواز التنازل عن حصة الشريك‪ ،‬واذا تم التنازل‬
‫فيشترط إجماع الشركاء‪ ،‬غير أن المشرع لم يحدد المتنازل إليو إن كان من الغير أو من الشركاء‪ ،‬كون‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 1/551‬ق ت ج‪.‬‬


‫‪ )2‬محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫‪ )3‬تنص المادة ‪ 1/560‬ق ت ج عمى أنو ''ال يجوز أن تكون حصص الشركة ممثمة في سندات قابمة لمتداول وال يمكن إحالتيا إال برضا‬
‫جميع الشركاء''‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جائز‬
‫ا‬ ‫التنازل عن الحصة ألحد الشركاء جائز طالما أنو ال يمس باالعتبار الشخصي‪ ،‬ومتى كان التنازل‬
‫فيجب إثباتو بعقد رسمي‪ ،‬إذ يعتبر ذلك حوالة لحق الشريك تجاه الشركة‪ ،‬فيجب عمى الشركة بدورىا أن‬
‫تقبل ىذه الحوالة بعد تبميغيا بذلك بعقد رسمي بخالف القواعد العامة(الحوالة في القانون المدني)‪ ،‬كما أن‬
‫ىذا التنازل ال يسري في مواجية الغير إال بعد شيره ونشره عمى أساس أنو تعديل أدخل عمى العقد(‪.)1‬‬
‫كما أن وفاة الشريك ال يترتب عميو انتقال الحصة إلى الورثة كونيم ال يتوفر فييم االعتبار‬
‫الشخصي الذي جمع بين مورثيم وبقية الشركاء‪ ،‬لذلك تنقضي الشركة في ىذه الحالة إال أن ىذه القاعدة‬
‫ليست من النظام العام‪ ،‬ومن ثم يجوز مخالفتيا بشرط اتفاق الشركاء في العقد التأسيسي عمى أنو ال‬
‫تنحل الشركة بوفاة أحد الشركاء‪ ،‬بل تؤول حصة الشريك المتوفي إلى الورثة‪ ،‬وكذلك الحالة في حالة‬
‫إفالس أحد الشركاء أو منعو من ممارسة مينتو التجارية أو فقدان أىميتو‪ ،‬فاألصل أن تنحل الشركة إال‬
‫إذا نص العقد التأسيسي عمى إمكانية استمرارىا أو يقرر ذلك الشركاء اآلخرون باإلجماع‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬إدارة شرك الضاامن‬
‫باعتبار الشركة شخصا معنويا فال يمكنيا ممارسة حقوقيا وتنفيذ التزاماتيا بنفسيا‪ ،‬وانما البد أن‬
‫يقوم مقاميا شخص طبيعي يمثميا بيذه الميمة‪ ،‬وىو الذي يقوم بكافة أعمال اإلدارة التي تتضمن قيام‬
‫الشركة بأغراضيا وىذا الشخص ىو مدير الشركة أو عضو مجمس اإلدارة الذي يتولى إدارتيا‪.‬‬
‫تعود إدارة شركة التضامن كقاعدة عامة لكافة الشركاء بصفة مشتركة وىو ما يسمى ''باإلدارة‬
‫الجماعية''‪ ،‬غير أنو عمميا يصعب ممارسة اإلدارة الجماعية خاصة عند وجود عدد كبير من الشركاء‪،‬‬
‫لذلك يقتضي األمر تعيين مدير أو أكثر إلدارة الشركة) الفرع األول(‪ ،‬مع تنظيم سمطاتو في الغالب(الفرع‬
‫الثاني) مع التزام الشركة بتصرفات ىذا المدير في مواجية الغير حماية لو(الفرع الثالث) مع منح نوع من‬
‫الضمان لمشركاء لمراقبة أعمال ىذا المدير حماية لحقوقيم (الفرع الرابع(‪.‬‬
‫الفرع األلول‪ :‬ضعين المدير لوعزلو‬
‫يعتبر المدير ىو الممثل القانوني لمشركة في كافة معامالتيا فتوقيعو عمى التصرفات التي يجرييا‬
‫باسم الشركة من شأنو أن يمزمو ىو وجميع شركائو‪ ،‬لذلك فإن مصير الشركة والشركاء في يده‪ ،‬لذلك‬
‫فالشركاء ىم من يتولون تعيينو وعزلو‪ ،‬حيث يتمتعون بحرية تامة في تنظيم إدارة الشركة‪ ،‬فقد يشتركون‬
‫جميعا في إدارتيا أو يقررون إدارتيا من طرف واحد منيم أو أكثر أو من الغير(‪.)2‬‬
‫تنعقد إدارة الشركة لكافة الشركاء كمبدأ عام‪ ،‬وذلك في حالة عدم تعيين الشركاء لممدير وىذا ما‬
‫يسمى باإلدارة الجماعية لمشركة‪ ،‬بينما في حالة اتفاق الشركاء عمى تعيينو فتكون االدارة في ىذه الحالة‬
‫إدارة فردية‪ ،‬وقد أن يدرج تعيين المدير في عقد الشركة‪ ،‬كما يمكن أن يتم التعيين بموجب عقد الحق‪،‬‬

‫‪ )1‬تنص المادة ‪ 561‬ق ت ج‪.‬‬


‫‪ )2‬تنص المادة ‪ 553‬ق ت ج عمى أنو ''تعود إدارة الشركة لكافة الشركاء ما لم يشترط في القانون األساسي عمى خالف ذلك''‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويختمف مركز المدير حينئذ من حيث التعيين والعزل والسمطات باختالف طريقة التعيين‪.‬‬
‫ألوال‪ -‬ضعيين المدير في القانلون األساسي لمشرك ‪ :‬إذا ما تم تعيين مدير الشركة في العقد التأسيسي‬
‫فيسمى في ىذه الحالة بالمدير النظامي ويعتبر ىذا التعيين جزء من القانون االساسي لمشركة‪ ،‬فال يجوز‬
‫عزلو أو عزل أحدىم في حالة التعدد إال بإجماع الشركاء اآلخرين‪ ،‬ويترتب عمى العزل في ىذه الحالة‬
‫حل الشركة مالم ينص عمى استمرارىا في القانون األساسي أو يقرر باقي الشركاء حميا باإلجماع(‪ ،)1‬يعد‬
‫ىذا األمر منطقيا ما دام أن عزل المدير يخل باالعتبار الشخصي الذي ينتج عنو اختالف بين الشركاء‬
‫في استبدالو‪ ،‬ويصعب عمى الشركة متابعة أعماليا في ىذه الحالة(‪.)2‬‬
‫أما إذا عين الشركاء مدي ار لمشركة شخصا من الغير في العقد التأسيسي ففي ىذه الحالة يسمى‬
‫بالمدير النظامي غير الشريك‪ ،‬فإن عزلو يتم حسب الشروط المنصوص عمييا في العقد‪ ،‬واذا لم يتضمن‬
‫ىذا األخير كيفية العزل‪ ،‬فإن المدير في ىذه الحالة يعزل بقرار صادر من الشركاء بأغمبية األصوات‬
‫عمال بنص المادة ‪ 4/559‬ق ت ج‪.‬‬
‫يحق لكل شريك طمب عزل المدير قضائيا إذا ما وجد سبب قانوني وجدي كعدم قدرتو عمى تسيير‬
‫الشركة أو استغالل نشاطيا لمصمحتو أو ارتكابو خطأ جسيم‪ ...‬سواء كان المدير شريكا أو أجنبيا‪،‬‬
‫ولممحكمة سمطة تقدير جدية ىذه األسباب‪ ،‬واال كان سببا موجبا لمتعويض(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ -‬ضعيين المدير في عقد مسضقل عن عقد الشرك‬
‫قد يعين الشركاء مدي ار لمشركة من بينيم أو من الغير في عقد الحق‪ ،‬فإذا كان من الشركاء فيسمى‬
‫''مدي ار شريكا غير نظامي''‪ ،‬لذلك فإن عزلو يتم وفقا لمشروط المنصوص عمييا في القانون األساسي‪ ،‬واال‬
‫فيكون العزل بقرار الشركاء اآلخرين باإلجماع عمال بنص المادة ‪ 2/559‬ق ت ج‪ ،‬بينما المدير الذي‬
‫يكون من الغير فإن طريقة عزلو حيث تخضع ألحكام المادة ‪ 3/559‬ق ت ج‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سمطات المدير‬
‫يحدد القانون األساسي لمشركة سمطات المدير وحدودىا كأصل‪ ،‬فإذا لم تعين ىذه السمطات‪ ،‬جاز لو‬
‫أن يقوم بجميع أعمال اإلدارة والتصرفات التي تدخل في غرضيا(م‪ 554‬ق ت ج)‪ ،‬فتكون الشركة ممزمة‬
‫بما يقوم بو المدير من تصرفات تدخل في موضوعيا في عالقاتيا مع الغير‪ ،‬وفي حالة تجاوزه لغرضيا‬
‫وقيامو بتصرفات تضر بالشركة فإنو يتحمل مسؤولية جنائية أو مدنية بحسب جسامة الخطأ والضرر‪.‬‬
‫ألوال‪ -‬إدارة الشرك في حال ضعيين مدير لواحد‬
‫غالبا ما يحدد العقد التأسيسي السمطات الممنوحة لمديرىا والتي يجب عميو مباشرتيا‪ ،‬وعميو أال‬
‫يتجاوزىا في أعمال إدارتو‪ ،‬واذا لم يتم تحديد سمطات المدير في العقد التأسيسي فمو القيام بجميع‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 1/559‬ق ت ج‪.‬‬


‫‪ )2‬إلياس ناصيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ 5‬و‪6‬‬
‫ق ت ج‪.‬‬ ‫‪ )3‬المادة ‪/559‬‬
‫‪38‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التصرفات التي تدخل في موضوع الشركة بحسب طبيعة الغرض الذي قامت من أجل تحقيقو (م‪ 554‬ق‬
‫ت ج) كإبرام العقود‪ ،‬توظيف العمال‪ ،‬التمثيل القضائي‪ ...‬وال يجوز لو التبرع بأمواليا‪ ،‬كما ال يجوز لو‬
‫بيع عقاراتيا أو رىنيا‪ ،‬أو أن يبرم عقود قروض كبيرة‪ ،‬أو طويمة األجل إال بإذن خاص من الشركاء(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ -‬إدارة الشرك في حال ضعيين أكثر من مدير‬
‫يجوز تعيين أكثر من شخص واحد لتولى إدارة الشركة‪ ،‬فقد ينص العقد التأسيسي عمى أن يدير الشركاء‬
‫الشركة مجتمعين‪ ،‬وقد يحدد العقد اختصاصا معينا‪ ،‬وقد يكتفي بتعيين أكثر من مدير دون أن يحدد لكل‬
‫مدير اختصاصا معينا(‪:)2‬‬
‫‪ -1‬إذا لم يعين اختصاص المديرين وجب عمييم اتخاذ الق اررات باإلجماع أو باألغمبية‪ ،‬فيجب مراعاة‬
‫ذلك فال يستطيع أحد المديرين أن ينفرد باإلدارة‪ ،‬واال كان عمميم غير نافذ في حق الشركة‪ ،‬إال في حالة‬
‫وجود أمر استعجالي كضرورة بيع بضاعة معرضة لمتمف‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا عين في العقد التأسيسي اختصاص كل مدير‪ ،‬ففي ىذه الحالة يجب عمى كل مدير احترام حدود‬
‫االختصاصات المرسومة لو‪ ،‬بحيث ال تنعقد مسؤوليتو إال في األعمال التي أج ارىا داخل ىذه الحدود‬
‫دون األعمال التي قام بيا غيره من المدراء(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬في حالة تعيين أكثر من مدير دون تحديد اختصاص كل واحد منيم في العقد‪ ،‬فيكون لكل مدير‬
‫سمطة إدارة الشركة أي القيام بجميع األعمال والتصرفات لتحقيق أغراضيا‪ ،‬ويكون لبقية المديرين‬
‫االعتراض عمى أعمال المدير‪ ،‬فيكون الرأي في ىذه الحالة لألغمبية ما لم ينص العقد التأسيسي عمى‬
‫حساب األغمبية حسب مقدار الحصص المقدمة في الرأسمال‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الضزام الشرك بضصرفات المدير ضجاه الغير‬
‫تعد جميع التصرفات المبرمة من طرف المدير في حدود سمطاتو منتجة آلثارىا القانونية تطبيقا‬
‫ألحكام المادة‪ 1/555‬ق ت ج التي تنص عمى أن ''تكون الشركة ممزمة بما يقوم بو المدير من تصرفات‬
‫تدخل في موضوع الشركة‪ ،‬وذلك في عالقاتيا مع الغير''‪ ،‬لذلك تكون الشركة مسؤولة تجاه الغير عن‬
‫جميع األعمال التي يقوم بيا المدير أو المديرين‪ ،‬ومن ثم يسأل المدير في مواجية الشركة والشركاء عن‬
‫مخالفتو لبنود االتفاقية‪ ،‬وال يحتج عمى الغير بالشروط االتفاقية المحددة لسمطاتو (م‪ 5/555‬ق ت ج)‪.‬‬
‫أنشأ المشرع نظاما حمائيا لمصمحة الغير يتمثل في االعتراف بسمطة المسير الكاممة في ممارسة‬
‫ميمتو والتي ال تحد منيا وجود شروط اتفاقية مقيدة‪ ،‬ولتعزيز حماية الغير في شركة التضامن اعتبر‬
‫المشرع موضوع الشركة قيدا قانونيا يعمل عمى تحديد صالحيات المسير في ممارسة ميامو مع الغير‪.‬‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 551‬ق ت ج‪.‬‬


‫‪ )2‬عمورة عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫‪ )3‬فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪39‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬حق الشركاء في مراقب أعمال المدير‬


‫منح القانون لمشركاء غير المديرين حق المراقبة واالشراف عمى أعمال االدارة كنوع من الضمان‪،‬‬
‫لتفادي التالعب بأموال الشركة من طرف المدير أو ارتكابو تجاوزات أثناء أداء ميامو(م‪ 558‬ق ت‬
‫ج)(‪ ،)1‬وذلك بمنحيم أحقية االطالع عمى كل وثيقة موضوعة من الشركة أو مستممة منيا في مركز‬
‫الشركة‪ ،‬والحصول عمى نسخ ىذه الوثائق‪ ،‬مع إمكانية استعانة الشريك بخبير أو مستشار قانوني‪.‬‬
‫ويمزم المديرين بعقد جمعية عامة لمشركاء في آخر كل سنة مالية تعرض فييا حصيمة أعمال السنة‬
‫المالية واجراء الجرد‪ ،‬ويبين فييا حساب االستغالل العام والخسائر واألرباح والميزانية الموضوعة من‬
‫المديرين‪ ،‬ولمشركاء ميمة ستة أشير من تاريخ قفل السنة المالية لممصادقة عمييا(‪ ،)2‬وتوجو ىذه‬
‫المستندات والق اررات المقترحة إلى الشركاء قبل(‪ )15‬يوما من اجتماع الجمعية‪ ،‬ويمكن إبطال كل مداولة‬
‫جارية خالفا لذلك‪ ،‬كما يعتبر كل شرط مخالف ألحكام ىذه المادة كأن لم يكن‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬األسباب الخاص النقااء شرك الضاامن‬
‫تقوم شركة التضامن عمى االعتبار الشخصي بمعنى الثقة المتبادلة بين الشركاء‪ ،‬فيذا االعتبار ىو‬
‫شرط ابتداء واستمرار في الوقت نفسو‪ ،‬لذلك تنقضي شركة التضامن بتوفر سببا من األسباب العامة‬
‫النقضاء الشركات عموما‪ ،‬كما تنقضي أيضا كمما تعرض االعتبار الشخصي ألي سبب من شأنو‬
‫القضاء عميو‪ ،‬وتتمثل ىذه األسباب وفقا لنصوص القانون في موت أحد الشركاء(الفرع األول)‪ ،‬الحجر‬
‫عمى أحد الشركاء أو إعساره أو إفالسو(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األلول‪ :‬انقااء الشرك بملوت أحد الشركاء‬
‫تنقضي الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عميو بسبب إعساره أو إفالسو حسب نص المادة‬
‫‪ 439‬ق م ج‪ ،‬غير أن الفقرة الثانية منيا تجيز استمرار الشركة في حالة موت أحد الشركاء مع ورثتو‬
‫حتى ولو كانوا قصرا‪ ،‬وفي ىذا الشأن في ما يتعمق بشركة التضامن نجد المادة ‪ 562‬ق ت ج تنص‬
‫عمى أنو ''تنتيي الشركة بوفاة أحد الشركاء ما لم يكن ىناك شرط مخالف في القانون األساسي‪.‬‬
‫ويعتبر القاصر أو القصر من ورثة الشريك في حالة استمرار الشركة غير مسؤولين عن ديون الشركة‬
‫مدة قصورىم إال بقدر أموال تركة مورثيم''‪ ،‬بمعنى أن شركة التضامن تتحول إلى شركة توصية بسيطة‬
‫مؤقتا إلى أن يصبح ىؤالء الشركاء متضامنين عندما تتوافر فييم األىمية(‪.)3‬‬

‫‪ )1‬تنص المادة ‪ 558‬ق ت ج عمى أنو ''لمشركاء غير المديرين الحق في أن يطمعوا بأنفسيم مرتين في السنة في مركز الشركة عمى سجالت‬
‫التجارة والحسابات والعقود والفواتير والمراسالت والمحاضر وبوجو العموم كل وثيقة موضوعة في الشركة أو مستممة منيا‪.‬‬
‫ويتبع حق االطالع الحق في أخذ النسخ''‪.‬‬
‫‪ )2‬المادة ‪ 557‬ق ت ج‪.‬‬
‫‪ )3‬يجدر اإلشارة إلى أن ىذا الحكم الذي ورد في المادة ‪ 2/562‬ق ت ج‪ ،‬لم يكن متفقا مع األمر رقم ‪ ،59-75‬كون المشرع الجزائري لم ينظم‬
‫شركة التوصية البسيطة إال بعد تعديل القانون التجاري بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ ،08-93‬وعمى الرغم من ذلك كان النص موجودا وىو‬
‫ما يوحي بنوع من التناقض‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إفالس أحد الشركاء ألو الحجر عميو‬


‫يترتب عمى إفالس أحد الشركاء أو الحجر عميو انقضاء الشركة‪ ،‬وذلك بسبب زوال الثقة التي‬
‫وضعيا فيو شركاؤه‪ ،‬غير أن القانون أجاز لباقي الشركاء االتفاق عمى االستمرار بمعزل عن الشريك‬
‫المفمس‪ ،‬إن لم يكن القانون األساسي قد نص مسبقاً عمى ذلك(‪.)1‬‬
‫كما يترتب عمى فقد أحد الشركاء أىميتو بسبب الجنون أو العتو أو منعو من ممارسة التجارة نتيجة‬
‫مانع من موانع األىمية انحالل شركة التضامن‪ ،‬إال إذا تم االتفاق عمى استمرارىا بين بقية الشركاء‪ ،‬أو‬
‫النص عمى ذلك مسبقا في العقد التأسيسي لمشركة‪ ،‬بمعزل عن الشريك الفاقد ألىميتو أو الممنوع من‬
‫ممارسة التجارة والذي يقدر نصيبو في أموال الشركة بحسب قيمتو يوم الحجر ويدفع لممثمو القانوني‪.‬‬
‫وأيا كان سبب انقضاء شركة التضامن عاما أو خاصا‪ ،‬فإنو األمر يتطمب نشر ىذا االنقضاء‬
‫تطبيقا لألحكام المتعمقة بالسجل التجاري‪ ،‬فتدخل الشركة في مرحمة التصفية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شرك الضلوصي البسيط‬


‫تعتبر ىذه الشركة من الناحية التاريخية من أقدم الشركات التجارية‪ ،‬يرجع ظيورىا إلى القرون‬
‫الوسطى حيث كانت الكنيسة تحرم القرض بفائدة‪ ،‬ولما كان األشراف يرون في مينة التجارة مينة محتقرة‬
‫ال تتناسب ووضعيم االجتماعي فكانوا يمجؤون إلى استثمار أمواليم عن طريق عقد التوصية(‪ ،)2‬الذي‬
‫ُعرف خاصة في التجارة البحرية بالمدن االيطالية‪ ،‬ويتضمن ىذا العقد تسميم التاجر أمواال نقدية أو عينية‬
‫بقصد االتجار وتوزيع األرباح بين الطرفين عمى أساس العقد‪ ،‬عمى شرط أال يكون مقدم المال مسؤوال إال‬
‫في حدود ما قدمو‪ ،‬وعن طريق ىذا العقد تمكن األشراف آنذاك من ممارسة التجارة بصورة مستترة‬
‫بواسطة غيرىم دون أن يعرضوا مركزىم االجتماعي لمظيور ودون أن يتحمموا المسؤولية كاممة‪.‬‬
‫يمكن تعريف شركة التوصية البسيطة فقيا بأنيا الشركة التي تتكون من فئتين من الشركاء‪ ،‬تتكون‬
‫الفئة األولى الشركاء المتضامنين الذين ليم حق اإلدارة وممارسة أعمال الشركة عمى أن يتحمموا‬
‫المسؤولية بالتضامن عن ديون والتزامات الشركة‪ ،‬وفئة ثانية ىم الشركاء الموصون الذين يقتصر دورىم‬
‫عمى تقديم حصتيم في رأس مال الشركة دون حق إدارتيا‪ ،‬وتكون مسؤوليتيم محدودة بمقدار حصتيم‬
‫عن الديون وااللتزامات التي تترتب في ذمة الشركة أثناء وجودىم فييا(‪ ،)3‬وذلك في غياب التعريف‬
‫التشريعي ليا‪.‬‬

‫‪ )1‬تنص المادة ‪ 563‬ق ت ج عمى أنو ''في حالة إفالس أحد الشركاء أو منعو من ممارسة مينتو التجارية أو فقدان أىميتو‪ ،‬تنحل الشركة مالم‬
‫ينص القانون األساسي عمى استمرارىا أو يقرر باقي الشركاء ذلك بإجماع اآلراء‪.‬‬
‫وفي حالة االستمرار تعين حقوق الشريك الفاقد ليذه الصفة والواجب أداؤىا لو‪ ،‬طبقا لمفقرة األولى من المادة ‪.''559‬‬
‫‪ )2‬تعني كممة توصية بالالتينية ‪ Commanda‬أي الثقة وتعني أن مقدم المال(الشريك الموصي) يمنح ثقتو لمشريك اآلخر موصيا إياه بإدارة‬
‫ذلك المال اعتمادا عمى تمك الثقة التي تقوم بينيما‪ ،‬نقال عن رضوان أبو زيد‪ ،‬الشركات التجارية في القانون التجاري المصري والمقارن‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،1997 ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ )3‬أحمد عبد المطيف غطاشة‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دراسة تحميمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1999 ،‬ص‪.139‬‬
‫‪41‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تنفرد ىذه الشركة ببعض األحكام الخاصة بسبب وجود نوعين من الشركاء فييا‪ ،‬لذلك سنقتصر‬
‫عمى إبراز ىذه األحكام الخاصة المتعمقة بتأسيسيا(المطمب األول)‪ ،‬وخصائصيا المستمدة من الطابع‬
‫االزدواجي لمركز الشركاء(المطمب الثاني)‪ ،‬واالسباب الخاصة النقضائيا(المطمب الثالث)‪.‬‬
‫المطمب األلول‪ :‬ضأسيس شرك الضلوصي البسيط‬
‫تسري عمى شركة التوصية البسيطة ذات األحكام المتعمقة بعقد الشركة بوجو عام‪ ،‬كما تنطبق‬
‫عمييا أحكام شركة التضامن من حيث التكوين واالنقضاء(‪ ،)1‬وتجدر االشارة إلى أن ىذه الشركة تتميز‬
‫في كون الممخص الذي يجب أن يشير يجب أن يتضمن أسماء الشركاء المتضامنين فقط دون أسماء‬
‫الموصين الذين يظير اسميم في القانون األساسي لمشركة فقط‪ ،‬كما يجب أن يتضمن القانون األساسي‬
‫ليذه الشركة جممة من البيانات نصت عمييا المادة‪ 563‬مكرر‪ 3‬ق ت ج‪ ،‬وقيمة حصص كل الشركاء‬
‫وصفتيم‪ ،‬والحصة اإلجمالية لمشركاء المتضامنين وحصتيم في األرباح‪ ،‬وفي فائض التصفية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص الشرك المسضمدة من الطابع االزدلواجي لمركز الشركاء‬
‫يخضع الشركاء في ىذه الشركة لنظام قانوني مزدوج باعتبارىا تضم نوعين من الشركاء‪ ،‬يخضع‬
‫الشركاء المتضامنين لنفس األحكام المقررة لمشريك في شركة التضامن من حيث التمتع بالصفة التجارية‪،‬‬
‫والتضامن بين الشركاء(الفرع األول)‪ ،‬أما بشأن الشركاء الموصين فيم يخضعون ألحكام خاصة أقرتيا‬
‫قواعد شركة التوصية ضمانا لحماية الغير(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األلول‪ :‬المركز القانلوني لمشركاء المضاامنين‬
‫ينطبق عمى الشركاء المتضامنين القواعد المتعمقة بالشريك المتضامن (من المسؤولية الشخصية‬
‫والتضامنية‪ ،‬اكتساب صفة التاجر وظيورىم أسمائيم في العنوان)‪ ،‬بينما من حيث التنازل عن حصص‬
‫الشركاء المتضامنين فالمبدأ العام أن التنازل عن حصص الشركاء يتطمب موافقة كل الشركاء‪ ،‬إال أن‬
‫المادة ‪ 563‬مكرر‪ 3/7‬ق ت ج نصت عمى استثناء مفاده أنو يمكن النص في القانون األساسي عمى منح‬
‫الشريك المتضامن إمكانية التنازل عن جزء من حصصو إلى شريك موصي أو شخص أجنبي‪ ،‬غير أن‬
‫ذلك ال يكون إال بموافقة كل الشركاء المتضامنين‪ ،‬وبأغمبية الشركاء الموصين الممثمين أغمبية رأس‬
‫المال‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المركز القانلوني لمشركاء الملوصين‬
‫يظير مركز الشريك الموصي من خالل األىمية المطموبة النضمامو إلى ىذا النوع من‬
‫الشركات(أوال)‪ ،‬ومن خالل مسؤوليتو المحدودة (ثانيا) ومن عدم ظيور اسمو في عنوان الشركة (ثالثا)‪،‬‬
‫وأيضا من خالل نوع الحصة المقدمة وامكانية التنازل عنيا(رابعا)‪ ،‬وكذلك من خالل إمكانية المشاركة‬
‫في إدارة الشركة من عدميا(خامسا)‪.‬‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 563‬مكرر ق ت ج‪.‬‬


‫‪42‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ألوال‪ -‬أىمي الشريك الملوصي‪ :‬لم يشترط المشرع أىمية خاصة بالشريك الموصي بعكس الشريك‬
‫المتضامن الذي يشترط فيو األىمية التجارية‪ ،‬كونو يكتسب صفة التاجر‪ ،‬لذلك يمكن لألشخاص الذين ال‬
‫تتوافر فييم األىمية التجارية االنضمام لشركة التوصية البسيطة بصفتيم شركاء موصين‪ ،‬ويشمل ىذا‬
‫الوضع كذلك الممنوعين من ممارسة التجارة كالموظفين والقضاة وغيرىم‪ ،‬كما يشمل القصر بنفس‬
‫الشروط العامة ألىميتيم وحدود تصرفاتيم التي حددىا القانون المدني وقانون األسرة الجزائري(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ -‬المسؤلولي المحدلودة لمشريك الملوصي‪ :‬إن الشركاء الموصين ال ُيسألون عن ديون الشركة إال في‬
‫حدود حصتيم فمسؤوليتيم محدودة عمال بنص المادة ‪ 563‬مكرر‪ 2/1‬ق ت ج‪ ،‬وال يكتسبون صفة‬
‫التاجر‪ ،‬فال يمتزمون إال بتقديم حصتيم‪ ،‬واذا أفمست الشركة ال يفمسون وال يكون لموكيل المتصرف‬
‫القضائي أن يرجع عمى الشريك الموصي‪ ،‬إال لمطالبتو بتقديم حصتو إذا لم يقدميا من قبل‪ ،‬ويترتب‬
‫أيضا عمى مبدأ المسؤولية المحدودة ليذا الشريك نتائج ىامة تعتبر بدورىا من ضمن الخصائص التي‬
‫تميز ىذه الشركة من حيث فئة الشركاء الموصين‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬عنلوان الشرك ‪ :‬يتألف عنوان الشركة من أسماء كل الشركاء المتضامنين أو من اسم أحدىم أو‬
‫أكثر متبوعا بعبارة ''وشركاؤىم''‪ ،‬وال يمكن أن يظير اسم الشريك الموصي في عنوان الشركة‪ ،‬وذلك حتى‬
‫ال يعتقد الغير خطأً أنو مسؤول مسؤولية غير محدودة ويمنعون من التدخل في إدارة الشركة‪ ،‬واذا حدث‬
‫ال بالتضامن عن جميع ديون الشركة(‪.)2‬‬
‫أن ظير اسم الشريك الموصي في العنوان فإنو يصبح مسؤو ً‬
‫رابعا‪ -‬من حيث ضقديم الحصص لوالضنازل عنيا‪ :‬باعتبار الشريك الموصي ال يكتسب صفة التاجر ما‬
‫يعني أن مسؤوليتو محدودة بقدر حصتو المقدمة التي ال يمكن أن تكون حصة من عمل(أ) مع عدم‬
‫قابميتيا لمتداول كمبدأ عام(ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬من حيث نلوع الحصص المقدم ‪ :‬يمكن لمشريك المتضامن أن يقدم حصة نقدية أو عينية أو من‬
‫عمل‪ ،‬كما ىو الوضع في شركة التضامن‪ ،‬أما الشركاء الموصين فالحصص التي يمكن ليم تقديميا‬
‫تنحصر في الحصص العينية أو النقدية فقط(‪ ،)3‬فيمنع أن تكون حصة من عمل‪ ،‬ألن من شأن ىذه‬
‫الحصة أن تمكنو من التدخل في إدارة الشركة وىو ممنوع من ذلك قانونا(‪.)4‬‬
‫ب‪ -‬من حيث الضنازل عن الحصص‪ :‬يجوز لمشركاء الموصين التنازل عن كل حصصيم بكل حرية بين‬
‫الشركاء‪ ،‬أما التنازل عن حصصيم لمغير فيجب موافقة كل الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين‬
‫الممثمين أغمبية رأس المال حسب التفصيل الوارد في المادة ‪ 563‬مكرر‪ 7‬ق ت ج(‪.)5‬‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 88‬ق أ ج‪.‬‬


‫‪ )2‬المادة ‪ 563‬مكرر ‪ 2/2‬ق ت ج‪.‬‬
‫‪ )3‬وىو ما نصت عميو صراحة المادة ‪ 563‬مكرر‪ 2/1‬ق ت ج ''‪...‬التي ال يمكن أن تكون عمى شكل تقديم عمل''‪.‬‬
‫‪ )4‬مصطفى كما طو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.198‬‬
‫‪ )5‬المادة ‪ 563‬مكرر‪ 3/7‬ق ت ج‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خامسا‪ -‬من حيث إدارة الشرك ‪ :‬عمى عكس ما ىو مقرر في شركة التضامن أين يتمتع كل شريك بحق‬
‫االشتراك في اإلدارة‪ ،‬يحضر عمى الشريك الموصي التدخل في إدارة الشركة‪ ،‬بل يجب أن تكون ىذه‬
‫اإلدارة ألحد الشركاء المتضامنين أو لشخص أجنبي عن الشركة‪ ،‬فال يجوز ليم أن يعمموا عمال متعمقا‬
‫بإدارة الشركة ولو بناء عمى توكيل(‪ ،)1‬إال أن ىذا المنع يقتصر عمى أعمال اإلدارة الخارجية دون‬
‫الداخمية(‪ ،)2‬فيمنع عمى الشريك الموصي من أن يكون مديرا‪ ،‬أو أن يقوم بتصرفات قانونية كالبيع‬
‫واإليجار‪ ،...‬وينحصر مجال المنع في اإلدارة الخارجية‪ ،‬أي كل تصرف يتعمق بصمة الشركة بالغير كأن‬
‫يشتري من الغير لحساب الشركة أو يقترض باسميا أو يبيع لمغير باسميا‪ ،‬دون منعو من القيام بأعمال‬
‫اإلدارة الداخمية التي تبقى لصيقة بحقوق الشريك كاشتراكو في مداوالت الشركة‪ ،‬أو في اإلشراف والرقابة‬
‫عمى أعماليا‪ ،‬وفحص ميزانيتيا‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫وفي حالة مخالفة ىذا المنع فقد رتبت المادة ‪ 563‬مكرر‪ 2/5‬ق ت ج الجزاء يتمثل في أن الشريك‬
‫ال بالتضامن عن االلتزامات الناشئة‬
‫الموصي في ىذه الحالة يعامل معاممة الشريك المتضامن فيكون مسؤو ً‬
‫عن عممو اإلداري‪ ،‬بحيث يصبح مسؤوال عن الديون الناشئة عن ىذا العمل ليس في حدود حصتو‬
‫فحسب بل في أموالو الخاصة كذلك‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬األسباب الخاص النقااء شرك الضلوصي البسيط‬
‫باستقراء الحاالت الواردة في المادتين ‪ 563‬مكرر‪1/9‬و‪ 2‬والمادة ‪ 563‬مكرر‪1/10‬و‪ 2‬ق ت ج فإن‬
‫ىذه األسباب تتمثل في‪:‬‬
‫الفرع األلول‪ :‬حال لوفاة أحد الشركاء المضاامنين‬
‫يجب التفرقة بين حالة ما إذا كان الشريك المتوفي ىو المتضامن الوحيد في الشركة(أوال) وحالة‬
‫وجود أكثر من شريك متضامن(ثانيا)‪.‬‬
‫ألوال‪ -‬لوفاة الشريك المضاامن اللوحيد في الشرك ‪:‬في ىذه الحالة تستمر الشركة إذا نص القانون‬
‫األساسي عمى استمرارىا مع الورثة‪ ،‬غير أنو إذا كان الورثة كميم قصر غير راشدين فال يمكن إدخاليم‬
‫كشركاء متضامنين نظ اًر لألىمية المطموبة في الشريك المتضامن‪ ،‬وىنا تكون الشركة أمام خيارين‪ :‬إما‬
‫إدخال شريك متضامن جديد‪ ،‬واما تحويل الشركة في أجل سنة ابتداء من تاريخ الوفاة‪ ،‬وا ّال تحل الشركة‬
‫بقوة القانون عند انقضاء ىذا األجل(‪.)3‬‬

‫‪ )1‬المادة ‪ 563‬مكرر‪ 1/5‬ق ت ج‪.‬‬


‫‪ )2‬ويقصد بأعمال اإلدارة الداخمية‪ :‬تمك األعمال التي تتصل بنشاط الشركة دون أن يتطمب ذلك ظيور الشريك أمام الغير كممثل ليا‪،‬‬
‫الري‬
‫اشترك الشريك الموصي في تعديل القانون األساسي لمشركة واالطالع عمى مستندات الشركة ودفاترىا الحسابية‪ ،‬ومن حقو أيضا إبداء أ‬
‫ك ا‬
‫والنصح وأن يجري رقابة عمى أعمال مسيري الشركة‪ ،‬خالد بن عفان‪ ،‬النظام القانوني لشركة التوصية البسيطة‪ ،‬مجمة القانون العام الجزائري‬
‫والمقارن‪ ،‬ع‪ ، 2017 ،6‬ص‪.17‬‬
‫‪ )3‬المادة ‪ 563‬مكرر ‪ 2/9‬ق ت ج‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫شركات األشخاص‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ -‬لوجلود أكثر من شريك مضاامن‪ :‬في ىذه الحالة يمكن استمرار الشركة فيما بين باقي الشركاء مع‬
‫إدخال الورثة‪ ،‬وان كان ىؤالء قصر فيكون وضعيم كشركاء موصون‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حال إفالس أحد الشركاء المضاامنين ألو منعو من ممارس مينضو الضجاري‬
‫في ىذه الحالة تنحل الشركة إذا كان ىذا الشريك المتضامن الوحيد في الشركة‪ ،‬أما في حالة وجود‬
‫أكثر من شريك متضامن فيكفي أن يقرر بقية الشركاء استمرار الشركة فيما بينيم مع مراعاة أحكام المادة‬
‫‪563‬مكرر‪ 2/10‬ق ت ج‪( ،‬بمعنى تطبق نفس األحكام التي سبق ذكرىا بشأن انقضاء شركة التضامن‬
‫بسبب إفالس أحد الشركاء أو منعو من ممارسة مينتو التجارية)‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمشركاء الموصين اكتفى المشرع بتقرير أن الشركة تستمر رغم وفاة أو إفالس أو منع‬
‫الشريك الموصي من ممارسة التجارة‪ ،‬ألن ىذا األخير ال يعد تاج ار‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شرك المحاص‬


‫شركة المحاصة ىي شركة ليس ليا شخصية معنوية‪ ،‬فيي ال تقيد في السجل التجاري فال تخضع‬
‫ألي وسيمة من وسائل الشير‪ ،‬لذلك فيي ال توجد إال فيما بين الشركاء‪ ،‬مما يضفي عمييا طابعا خاصا‪،‬‬
‫ألن مفيوم الشركة في عامة ظاىري وال يستيدف التعامل المباشر مع الغير‪ ،‬أين تختفي شخصية‬
‫الشركاء وراء شخصية الشركة كشخص معنوي‪ ،‬بينما في شركة المحاصة فاألمر عكس ذلك‪ ،‬فال وجود‬
‫(‪)1‬‬
‫التي ىي شركة‬ ‫لمشركة بينما يوجد أشخاص مستقمين يتعامل معيم الغير دون معرفة حقيقة الشركة‬
‫محاصة باعتبارىا مستترة‪ .‬أخذ بيا المشرع الجزائري بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ ،08-93‬حيث أدرج‬
‫فصل رابع في الكتاب الخامس يتضمن خمسة مواد متمثمة في المواد ىي من ‪795‬مكرر‪ 1‬إلى‬
‫‪795‬مكرر‪ 5‬ق ت ج‪.‬‬
‫تستمد ىذه الشركة أىميتيا من كثرة انتشارىا في الحياة العممية بسبب بساطة تكوينيا وسيولة‬
‫االتفاق عمييا‪ ،‬وال تتطمب القيام بأي اجراءات قانونية أو تكاليف مالية‪ ،‬ولكونيا ال تحتاج إلى رأس مال‬
‫كبير‪ ،‬فيي مناسبة غالبا لممشاريع الصغيرة أو المتوسطة‪ ،‬كما يخدم ىذا النوع من الشركات وبشكل كبير‬
‫الفئات الممنوعة من ممارسة التجارة الموجودون خاصة في حالة التنافي‪ ،‬فيقمون بالدخول في ىذا النوع‬
‫من الشركات مستترين خمف التاجر الذي يمارس أعمال الشركة باسمو الشخصي‪ ،‬ومن ثم يتم تقسيم‬
‫األرباح بينيم حسب النسب المتفق عمييا‪ ،‬ونظ ار لخصوصية ىذه الشركة‪ ،‬فميا طبيعة خاصة انعكست‬
‫عمى كل ما يتعمق بيا من أحكام سواء من حيث تعريفيا وخصائصيا(المطمب األول)‪ ،‬أو تكوينيا‬
‫(المطمب الثاني)‪ ،‬وكذا إدارتيا(المطمب الثالث)‪ ،‬وانقضائيا(المطمب الرابع)‪.‬‬

‫‪ )1‬فتيحة يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103‬‬


‫‪45‬‬

You might also like