Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في مقياس الشركات التجارية
محاضرات في مقياس الشركات التجارية
مقدمة
ال يعتبر موضوع الشركات التجارية ،بوجو عام تشريعا حديثا ،بل ىو متأصل في العموم القانونية،
ومع ذلك يمكن القول أنو في جزء منو عمى األقل ،ما زال حديثا نظ ار لما لحقو من تطور يواكب سير
الحياة التجارية واالقتصادية المتسارع لتمبية الحاجات العممية ،ورغم أن الشركات التجارية أقل عددا من
األشخاص الطبيعية (التجار) ،فإن لمشركات التجارية في الوقت الحالي أىمية بالغة.
شيدت الشركات التجارية تطو ار موازيا لنمو االكتشافات الصناعية والعممية ،فظيرت الحاجة إلى
تكتل القوى في الميدان االقتصادي ،من أجل القيام بمشاريع كبيرة التي تتجاوز متطمبات تحقيقيا ،قدرات
األفراد ميما بمغت إمكاناتيم المالية واالقتصادية والعممية والفنية ،فظيرت شركات ذات رؤوس أموال
ىامة ،وشخصيات معنوية متميزة ،قادرة عمى القيام بدور فعال في الميدان االقتصادي(كتنفيذ المشاريع
االنتاجية عمى مختمف األصعدة) ،فاحتمت بذلك المقام األول في النشاط الصناعي والتجاري والزراعي
في كثير من الدول...
ظيرت مع الوقت شركات كبرى تجاوزت بنشاطيا حدود الدولة الواحدة إلى دول أخرى ،كما
استطاع بعض أنواع الشركات التفوق عمى البعض اآلخر ،فتفوقت شركة التضامن عمى األنواع األخرى
من شركات األشخاص نظ ار لمثقة التي تتمتع بيا لدى الجميور لكونيا تقوم عمى االعتبار الشخصي،
وعمى المسؤولية التضامنية المطمقة بين الشركاء.
وتفوقت شركة المساىمة األنواع األخرى من شركات األموال نظ ار ألن رأسماليا يكون مكتتب ،وما
ينتج عن ذلك من ضخامة في رؤوس أمواليا وتعزيز مركزىا المالي واالقتصادي فأصبحت أضخم
المؤسسات االقتصادية عمى االطالق ،وأقدرىا عمى تحقيق المشاريع الكبيرة ،ونظ ار ألنيا تقوم عمى
االعتبار المالي باعتبارىا ثمرة النظام الرأسمالي الحر ،وأىم ىيكل قانوني ساىم في بسط دعائم ىذا
النظام وطنيا ودوليا ،وىذا راجع لضخامة رأسماليا ،والى طبيعة الشركة كشخصية معنوية ،التي تمكنيا
من االستمرار مدة أطول من حياة األفراد المؤسسين ليا ،فيضمن بقائيا واستقرار نشاطيا.
ولعل القوة االقتصادية واالجتماعية التي تشكميا الشركات التجارية ال سيما شركات المساىمة ىي
التي أدت بالدول إلى التفكير في ضرورة السير عمى رقابتيا حتى ال تنحرف عن الطريق الخاص بيا
وتصبح أداة تحكم واستغالل اجتماعي أو احتكار اقتصادي يمتد إلى السيطرة السياسية (فرض نفوذىا
خاصة بالنسبة لمجماعات الضاغطة) ،وخصوصا بعدما أنشأت التكتالت االحتكارية بشكل الشركات
القابضة أو ما يسمى باليولدنغ .Holding
استطاعت الشركات أن تستمد من مركزىا االقتصادي قوة امتدت إلى الحياة السياسية ،ففرضت
نفوذىا عمى رجال الدولة واستطاعت أن تحقق أغراضيا الخاصة عمى حساب المصمحة العامة ،فتنبيت
السمطات العامة إلى ىذه المساوئ ،فسعت إلى الحد منيا عن طريق سن التشريعات التي تكفل حماية
المساىمين واالدخار العام وتقف بوجو االحتكار فتحد من مساوئو ،وتضمن في نفس الوقت تنظيم إدارة
1
مقدمة
الشركات وسير أعماليا معا ،وىكذا بدأ تشريع الشركات يفرض عقوبات كثيرة مشددة وأخذ دور اإلرادة
الحرة يضعف شيئا فشيئا ...فبدأ رأس المال العام يمعب لعبتو االقتصادية المنظمة ،فيدخل بصورة جزئية
في شركات االقتصاد المختمط وبصورة كمية في الشركات المؤممة ،ويظير ذلك جميا وبخاصة في
األنظمة االشتراكية (شركات القطاع العام).
)1أمر رقم 59-75مؤرخ في 30سبتمبر ،1975يتضمن القانون التجاري ،ج .ر ،ع ،78الصادر في ،1975/12/19معدل ومتمم.
)2مرسوم تشريعي رقم 08-93مؤرخ في 16أفريل ،1993يتضمن تعديل القانون التجاري ،ج .ر ،ع ،27الصادر في .1993/04/27
)3راجع المادة 1/544ق ت ج المعدلة بموجب المرسوم التشريعي رقم ،08-93المرجع نفسو.
2
مقدمة
كما استحدث المشرع الجزائري مؤسسة الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة بموجب األمر
رقم 27-96المعدل لمقانون التجاري( ،)1والتي عرفت تعديالت أكثر أىمية بموجب صدور القانون رقم
20-15المعدل لمقانون التجاري(.)2
تظير أىمية العمل من خالل عقود الشركات فيما يمي(:)3
-تمثل الشركة نظام تعاون فريد ومتميز بين األفراد ،أين تتضافر جيودىم في سبيل تحقيق ىدف معين،
وىذا التعاون ينعكس ايجابا عمى الشركة مما يساىم في استم ارراىا وتطورىا.
-يساىم نظام الشركات في دفع التطور االقتصادي األمر الذي يزيد في ثروة األفراد ،وتعتبر الشركات
التجارية من روافد االقتصاد الوطني لمدول ،كونيا تضم مجموعة كبيرة من األفراد ورؤوس أموال ىائمة
خاصة في شركات المساىمة ،لذلك فيي تساعد بشكل كبير في تطور القطاعات التجارية والصناعية
والزراعية والمالية والخدماتية...
-ساىم ظيور فكرة الشركة بمفيوميا الحديث والى حد كبير في زيادة االنتاج وظيور أفكار مبتكرة
فأعطى دفعة قوية لزيادة االبتكارات واالختراعات في جميع نواحي الحياة.
-تساعد الشركات عمى جذب االستثمارات األجنبية ألن العمل من خالليا يوازي األعمال المؤسسية التي
تعتمد عمى االستقرار والتنظيم مما يساعد عمى االستثمار من خالليا.
-ازداد تأثير الشركات التجارية في العصر الحالي وتعاظم دورىا ونفوذىا السياسي ،فأصبحت في بعض
الدول تمول حمالت المرشحين لرئاسة ىذه الدول نظ ار لضخامة رؤوس أمواليا ،األمر الذي جعميا تساىم
مساىمة كبيرة في رسم سياسات ىذه الدول عن طريق الجماعات الضاغطة.
المطمب الثاني :تمييز الشركة عن األنظمة المشابهة لها
ارتبطت الشركة لوقت طويل بفكرة العقد ونظرية االلتزامات بوجو عام كما ىو مقرر في القانون
المدني ومن ثم أخضعت الشركة لمبدأ سمطان اإلرادة كسائر العقود ،فالشركة عقد كما جرى تعريفيا
بموجب المادة 416ق م ج( ،)4ولكون الشركة التجارية عقد يترتب عنو شخص معنوي مستقل يحكمو
النظام األساسي لمشركة ،فيي عقد ونظام لذلك قد تتشابو مع بعض األنظمة القانونية األخرى ،ما يقتضي
التطرق لتميزىا عن ىذه األنظمة إلزالة المبس الذي قد يتبادر إلى األذىان ،وعميو سوف نتطرق لتمييز
الشركة والجمعية(الفرع األول) ،الشركة والشيوع(الفرع الثاني) ،الشركة التجارية والمدنية(الفرع الثالث).
)1أمر رقم 27-96مؤرخ في 09ديسمبر ،1996يتضمن تعديل القانون التجاري ،ج .ر ،ع ،77الصادر في.1996/12/11
)2قانون رقم 20-15مؤرخ في 30ديسمبر ،2015يتضمن تعديل القانون التجاري ،ج .ر ،ع ،71الصادر في.2015/12/30
)3باسم محمد ممحم وبسام حمد الطراونة ،الشركات التجارية ،الطبعة األولى ،دار المسيرة ،عمان ،األردن ،2012 ،ص ص.29-28
)4تنص المادة 416ق م ج عمى أن ''عقد بمقتضاه يمتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر عمى المساىمة في نشاط مشترك بتقديم
حصة من عمل أو مال أو نقد ،بيدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو تحقق اقتصاد أو بموغ ىدفا اقتصادي ذي منفعة مشتركة ،كما يتحممون
الخسائر التي قد تنجر عن ذلك''.
3
مقدمة
)1قانون رقم 06-12مؤرخ في 12جانفي ،2012يتعمق بالجمعيات ،ج ر ،ع ،2الصادر في .2012/01/15
4
مقدمة
ىي شركة تجارية ميما كانت طبيعة عمميا كالنشاط الزراعي مثال.
يترتب عن تمييز الشركة التجارية عن الشركة المدنية ما يمي:
-تخضع الشركة المدنية ألحكام القانون المدني (المواد من ،)449 -416أما الشركة التجارية فتخضع
ألحكام القانون المدني والقانون التجاري في حالة عدم وجود نص في األول.
-الشركة التجارية تكتسب صفة التاجر فتخضع لاللتزامات التجارية عكس الشركات المدنية.
-ال تكتسب الشركة التجارية الشخصية المعنوية إال بعد قيدىا في السجل التجاري ،بينما الشركة المدنية
فتتمتع بالشخصية المعنوية بمجرد تكوينيا إال أنو ال يحتج بيذه الشخصية عمى الغير إال بعد استيفاء
إجراءات الشير(م 417ق م ج).
-تتحدد مسؤولية الشريك في الشركة المدنية بمقدار نصيبو في الخسارة وقد يتجاوز ىذا النصيب قيمة
الحصة التي قدميا في رأس المال ،ويتم ذلك دون تضامن بين الشركاء ،أما مسؤولية الشريك في الشركة
التجارية ،فتحدد حسب شكل الشركة.
المطمب الثالث :الطبيعة القانونية لمشركة
ثار خالف فقيي حول الطبيعة التعاقدية أو التنظيمية لمشركة؟ فيل الشركة عقد أم نظام؟
انعكس تأثير فكرة المشروع بمفيومو االقتصادي القائم عمى عناصر ثالثة ىي رأس المال والعمال
واإلرادة عمى تشريع الشركات ،فتحولت الشركة تحت ىذا التأثير من تنظيم ''إرادي'' لجماعة األشخاص
المكونين ليا مبني عمى العقد إلى تنظيم ''قانوني'' مصدره التشريع الذي يقوم في مجموعو عمى قواعد
آمرة ال يجوز مخالفتيا ،ويصبح المشروع ذاتو موضوع التنظيم ،أي األساس الذي يبنى عميو مجموع
قواعد الشركة ،لذلك ينكر البعض عمى الشركة صبغتيا التعاقدية ويرى أنيا نظام قانوني Institution
أقرب إلى القانون منو إلى العقد(.)1
فعندما يكون ىناك عقد ،فإن إرادة األطراف ىي التي تتحكم في تأسيس الشركة ،وفي اختيار
نوعيا ،والقواعد التي تحكم نشاطيا ،وىي التي تقوم بتعديل تمك القواعد ،وفق ما تراه مناسبا ،مع مراعاة
أحكام القانون المتصمة بالنظام العام ،أما عندما نتكمم عن النظام فما عمى األطراف إال ت
بني واعتماد مجمل القواعد المفروضة أو رفضيا دون إمكانية تعديميا.
الشركة ىي العمل القانوني الذي يتخذ شكل العقد ،وقد تأكدت النظرة التعاقدية بمقتضى المادة
416ق م ج ،فعقد الشركة يحكمو في األساس مبدأ حرية التعاقد ،إال أن الصفة التعاقدية ال تستطيع
تفسير معظم اآلثار القانونية المترتبة عن تكوينيا ،فيو ليس كغيره من العقود األخرى التي تقتصر في
آثارىا عمى ترتيب التزامات عمى عاتق أطرافيا ،بل ينفرد عقد الشركة بما يتولد عنو من إنشاء شخص
معنوي جديد لو خصائص ومميزات تجعمو متمتعا باستقالل ذاتي وحياة قانونية خاصة.
1
) GEORGES Ripert, ROBLOT René, Traite de droit commercial, T1, L.G.D.J, Paris 1998, p75.
5
مقدمة
يقصد بمفظ الشركة العقد التأسيسي وفي الوقت نفسو يعني الشخص المعنوي المتولد عنو ،كما أن
مصالح المتعاقدين في العقود األخرى متعارضة بينما قوام عقد الشركة اتحاد مصالح الشركاء ،واتجاىيم
نحو تحقيق غرض مشترك ىو تحقيق األرباح وقسمتيا ،لذلك يمكن تعديل عقد الشركة بأغمبية أعضائيا
عكس الوضع في بقية العقود ،فال يجوز تعديل أحكاميا إال بإجماع المتعاقدين(.)1
وعميو فقد تضاءلت مساحة الحرية التعاقدية إلى أقصى حد في بعض أنواع الشركات (شركات
المساىمة خاصة) فأصبح المشرع يتدخل في معظم أحكاميا بنصوص آمرة بيدف حماية االدخار العام
ورعاية المصالح القومية ،وعمى إثر تراجع المفيوم التعاقدي لمشركة اتجو بعض الفقو إلى اعتبارىا بمثابة
نظام قانوني Institutionوتنسجم فكرة النظام القانوني مع الشركة كشخص معنوي إذ ىي ترتكز عمى
عنصر االستمرار والتنظيم بيدف تحقيق الغرض المشترك لمشخصية المعنوية(.)2
إال أن فكرة النظام القانوني لمشركة تظل قاصرة في الحاالت التي ال يترتب عمى عقد الشركة نشوء
شخص معنوي تنطبق عميو ىذه الفكرة كشركة المحاصة ،فيي تخضع إلرادة األطراف الحرة دون تنظيميا
بأحكام قانونية آمرة ،وأيا كان تدخل المشرع في تنظيم الشركات عموما فما تزال إرادة الشركاء وتوافقيا
ىي األساس في نشأة الشركة ،لذلك فيناك تعايش بين الفكرتين معا داخل الشركة الواحدة فكرة الشركة
عقد بين األطراف وفكرة الشركة نظام قانوني خاص ،وحيث أن تأثير الفكرة عمى حساب األخرى يختمف
باختالف نوع الشركة.
ففي شركات األشخاص تكون الغمبة لمطابع التعاقدي حيث يمتنع تعديل العقد التأسيسي لمشركة إال
بموافقة جميع الشركاء ،أما في شركات األموال فتكون الغمبة لفكرة التنظيم القانوني الذي تكون لو السيادة
والسمطان ،ويظير ذلك جميا في تعديل النظام األساسي لمشركة باألغمبية رغم معارضة األقمية وزيادة
مساحة النصوص اآلمرة والتي تنقص من الحرية التعاقدية لمشركاء.
ميما اختمفت النظريات بين فكرة تعاقدية وفكرة تنظيمية ،وعمى أي أساس ارتكزت ،يبقى واضحا
أنو البد لتأسيس الشركة من عمل إرادي تشترك فيو أوال إرادات الشركاء باإلجماع وىذا ما يؤكد استمرار
الفكرة التعاقدية في كل أنواع الشركات ميما تراجعت أمام االتجاه التنظيمي ،وما يؤكد أيضا أن الشركة،
في مرحمة تكوينيا تتمتع بخصائص سائر العقود ،وان أصبحت بعد التكوين ونشوء شخصيتيا المعنوية،
أقرب إلى النظام منيا إلى العقد ويختمف تفوق الجانب التعاقدي عن الجانب التنظيمي من شركة ألخرى،
بحيث تطغى الفكرة التعاقدية في شركات األشخاص ،ويطغى الطابع التنظيمي في شركات األموال ،رغم
أن كال الفكرتين ،التعاقدية والتنظيمية ،تحتفظ في البناء القانوني لمشركات ،بنصيب وان كان نصيب كل
)1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية ،ج ،1األحكام العامة لمشركة ،ط ،2منشورات الحمبي الحقوقية ،بيروت ،2003 ،ص.68
)2محمد فريد العريني ومحمد السيد الفقي ،القانون التجاري(األعمال التجارية ،التجار ،الشركات التجارية) ،منشورات الحمبي الحقوقية ،بيروت،
،2003ص.245
6
مقدمة
)1عمي عصام غصن ،الشركات المدنية ،دراسة مقارنة ،ط ،1المؤسسة الحديثة لمكتاب ،بيروت ،2011 ،ص.31
7
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
1
) TERKI Nour- Eddine, Les sociétés commerciales, Edition AJED, Alger, 2010, pp19-20.
)2راجع المادة 796المستحدثة بموجب المرسوـ التشريعي رقـ 08-93المعدؿ والمتمـ لمقانوف التجاري ،المرجع السابؽ؛
-يوسؼ فتيحة ،أحكاـ الشركات التجارية ،وفقا لمنصوص التشريعية والمراسيـ التنفيذية الحديثة ،دار الغرب ،تممساف ،2007 ،ص21؛
- GUYON Yves, Droit des affaires, T1, Droit commercial général et sociétés, 11ème édition, Economica,
paris, 1002, p535.
8
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
عاـ وفقا لمقواعد المقررة في قانوف األسرة بالنسبة لموالية عمى الماؿ(.)1
الفرع الثاني :المحل والسبب
تتوقؼ صحة العممية التعاقدية عمى صحة المحؿ ،مما يعني أف صحة عقد الشركة يرتبط بصحة
المحؿ) أوال( ،والذي يتصؿ مباشرة بسبب العقد الذي يعد ركنا مستقال عف المحؿ(ثانيا).
أوال -المحل :يقصد بمحؿ الشركة النشاط االقتصادي الذي قامت الشركة مف أجمو ،أو المشروع
االقتصادي الذي يسعى الشركاء إلى تحقيقو ،والذي يجب أف يكوف محال مشروعا غير مخالؼ لمنظاـ
جائز قانونا(.)2
العاـ واآلداب العامة ،وممكنا و ا
يختمؼ محؿ التزاـ الشريؾ عف محؿ التزاـ الشركة ،فمحؿ التزاـ كؿ شريؾ ىو تقديمو لحصة في
الشركة ،أما محؿ الشركة أو موضوعيا ،فيو يمثؿ الغرض الذي أنشأت مف أجمو الشركة ،وىو المشروع
المالي الذي يسعى الشركاء إلى تحقيقو( ،)3فيجب أف يكوف محددا وموجودا ومشروعا غير مخالؼ لمنظاـ
العاـ واآلداب العامة تطبيقا لنص المادة 96ؽ ـ ج ،فإذا كاف محميا أو غرضيا غير مشروع كتجارة
المخدرات مثال ،فإنيا تكوف باطمة بطالنا مطمقا لعدـ مشروعية المحؿ ،أما إذا وجد حضر قانوني كتجارة
األسمحة مثال ،فتعتبر الشركة في ىذه الحالة باطمة الستحالة المحؿ.
ثانيا -السبب :يختمؼ محؿ الشركة عف سببيا ،في كوف محميا يتمثؿ في النشاط االقتصادي الذي
يسعى الشركاء لتحقيقو ،أما سبب الشركة فيو يتمثؿ في انجاز محميا بغية تحقيؽ األرباح واقتساميا
وذلؾ مف خالؿ إنشاء مشروع مالي والقياـ بنشاط تجاري أو صناعي( ،)4فالسبب ىو الباعث أو الدافع
إلى التعاقد ،وغالبا ما يكوف تحقيؽ الربح ىو سبب إنشاء الشركة ،بينما سبب التزاـ كؿ الشريؾ ىو األمؿ
في الحصوؿ عمى نصيب مف األرباح التي تحققيا الشركة ،ويجب أف يكوف بدوره مشروعا واال عد العقد
باطؿ بطالنا مطمقا تطبيقا لنص المادة 97ؽ ـ ج.
المطمب الثاني :األركان الموضوعية الخاصة لعقد الشركة
ترتبط ىذه األركاف بطبيعة عقد الشركة وتميزه عف سائر العقود األخرى ،وىي تمؾ األركاف التي
تـ النص عمييا في المادة 416ؽ ـ ج ،والمتمثمة في :تعدد الشركاء(الفرع األوؿ) ،تقديـ الحصص(الفرع
الثاني) ،نية االشتراؾ (الفرع الثالث) واقتساـ األرباح والخسائر(الفرع الرابع).
الفرع األول :تعدد الشركاء
ىذا الركف تقتضيو فكرة العقد ،فالقاعدة تفيد أف عقد الشركة يجب إبرامو بيف شخصيف أو أكثر لكي
)1المادة 88مف قانوف رقـ 11-84مؤرخ في 09جواف ،1984يتضمف قانوف األسرة ،ج ر ،ع ،24الصادر في ،1984/06/12معدؿ
ومتمـ.
)2مصطفى كماؿ طو ،المرجع السابؽ ،ص.25
)3أكموف عبد الحميـ ،الوجيز في شرح القانوف التجاري الجزائري ،قصر الكتاب ،الجزائر ،2006 ،ص.55
)4مصطفى كماؿ طو ،المرجع نفسو ،ص.25
10
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
يصدؽ عميو وصؼ الشركة ،ويحتفظ المشرع الجزائري كغيره بفكرة العقد ،وال يسمح بقياـ الشركة كشخص
معنوي إذا لـ يتعدد الشركاء باستثناء مؤسسة الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة.
يختمؼ عدد الشركاء باختالؼ نوع الشركة ،حيث تدخؿ المشرع في تحديد الحد األدنى واألقصى
لعدد الشركاء في بعض الشركات ،ففي شركة التضامف نجد الحد األدنى شريكيف ،وفي شركة التوصية
باألسيـ التي اشترط أف يكوف فييا شريؾ متضامف وثالثة شركاء موصوف عمى األقؿ(ـ 3/715ؽ ت ج)
وفي شركة المساىمة يشترط أال يقؿ عددىـ عف سبعة شركاء حسب المادة 592ؽ ت ج ،والحد
األقصى لعدد الشركاء في شركة ذات المسؤولية المحدودة ىو 50شريكا(.)1
الفرع الثاني :تقديم الحصص
تمثؿ حصة الشريؾ مساىمتو في تكويف رأسماؿ مشترؾ وذلؾ بقصد استثماره وتوزيع األرباح
الناتجة عنو فيما بيف الشركاء ،وتختمؼ حصة الشريؾ حسب طبيعة المساىمة التي يقدميا ،فقد تكوف
حصة نقدية (أوال) أو عينية (ثانيا) أو مف عمؿ (ثالثا).
أوال -الحصة النقدية :يقصد بيا المبمغ المالي الذي يدفعو الشريؾ نقدا كحصة في رأس الماؿ ،والحصة
النقدية ىي الصورة الغالبة في تقديـ الحصص ،وتسري عمى التزاـ الشريؾ بأداء الحصة النقدية جميع
األحكاـ الخاصة بااللتزاـ بأداء مبمغ مالي يقدمو في الوقت المحدد واال التزـ بالتعويض (ـ 421ؽ ـ ج).
ثانيا -الحصة العينية :يجوز قانونا أف تكوف الحصة المقدمة مف الشريؾ شيئا آخر مما يقوـ بالماؿ غير
النقود كالعقار ،المنقوؿ المادي أو المعنوي كمحؿ تجاري ،براءة اختراع ،ديف في ذمة الغير ...وتقدـ
الحصة العينية عمى سبيؿ التمميؾ(ـ 419ؽ ـ ج)( ،)1أو عمى أساس االنتفاع(.)2
-1تقديم الحصة عمى سبيل التمميك :إذا قدمت الحصة العينية عمى سبيؿ التمميؾ ،فيي تخرج مف ذمة
الشريؾ إلى ذمة الشركة كشخص معنوي ،فتعتبر العممية في ىذه الحالة بمثابة بيع صادر مف الشريؾ
إلى الشركة ،فيتـ تطبيؽ أحكاـ عقد البيع فتنتقؿ الممكية إلى الشركة( ،)2وفيما يخص تبعة اليالؾ ،فإذا
ىمكت الحصة قبؿ تقديميا بسبب خارجي ،فال تمتزـ الشركة بيذه الحصة وال يعتبر الشريؾ قد قدـ شيئا،
إال إذا وقع اليالؾ بعد إعذار الشركة بتسمـ الحصة(ـ 369ؽ ـ ج) ،وفي حالة انتقاص الحصة قبؿ
التسميـ تطبؽ أحكاـ المادة 370ؽ ـ ج.
-2تقديم الحصة عمى سبيل االنتفاع :إذا قدمت الحصة عمى سبيؿ االنتفاع فقط فتبقى ممكا لصاحبيا
وال يكوف لمشركة إال حؽ االنتفاع بيا ،فتسري عمييا أحكاـ عقد االيجار(ـ 422ؽ ـ ج) ،واذا ىمكت
الحصة فإنيا تيمؾ عمى الشريؾ ،فيجب عميو أف يقدـ حصة أخرى واال التزـ بالخروج ،كما يمتزـ بالضماف
قبؿ الشركة عمال بأحكاـ المادة 483ؽ ـ ج في مقابؿ التزاميا بالمحافظة عمى العيف المؤجرة.
ثالثا -الحصة من عمل :يجوز لمشريؾ أف يقدـ حصتو في الشركة متمثمة في عمؿ يؤديو ليا ،والعمؿ
ىنا ىو عمؿ فني كالخبرة في مجاؿ االتجار أو التصدير أو التخطيط ...بمعنى أف عممو ذا أىمية في
نجاح الشركة ويجب عميو أف يمتنع عف ممارسة نفس العمؿ الذي تعيد بو إلى الشركة لحسابو الخاص
أو لحساب الغير ،لما ينطوي عميو ذلؾ مف منافسة غير مشروعة لمشركة ،واذا فعؿ ذلؾ وحقؽ منو
أرباحا عادت تمؾ األرباح لمشركة ،واذا تمثمت حصة الشريؾ في تقديـ عمؿ فني لمشركة فال يجوز أف
تقتصر ىذه الحصة عمى تقديـ ما لديو مف نفوذ سياسي أو ثقة مالية(.)1
كما يشترط أف يكوف العمؿ المقدـ جدي بالنسبة لمشركة ،بينما إذا كاف العمؿ تافيا فال يعتبر شريكا
في ىذه الحالة( ،)2ولمقاضي سمطة تقدير العمؿ الجدي ،والشركة التي يقدـ فييا جميع الشركاء حصصا
مف عمؿ فال تعد صحيحة النعداـ ذمتيا المالية ،ومف ثـ انعداـ التنفيذ الجبري عمييا.
يمتنع الشريؾ مف تقديـ حصة مف عمؿ إذا انظـ إلى شركة المساىمة أو إلى شركة التوصية
البسيطة( ،)3حيث يتكوف رأسماؿ الشركة مف مجموع الحصص النقدية والعينية فال تدخؿ في االعتبار
الحصص مف عمؿ ،إذ أف الحصص النقدية والعينية ىي التي تكوف الضماف العاـ لمدائنيف نظ ار لقابميتيا
لمتنفيذ الجبري عمييا ،وعميو يجوز تقديـ العمؿ كحصة في الشركات المدنية وشركة التضامف فقط ،كما
أجاز المشرع تقديـ حصة مف عمؿ في الشركات ذات المسؤولية المحدودة بموجب القانوف رقـ 20-15
المتضمف تعديؿ القانوف التجاري(.)4
الفرع الثالث :نية االشتراك
يقصد بنية المشاركة رغبة الشريؾ في الدخوؿ في الشركة والمشاركة في األرباح والخسائر ،ونية
المشاركة ىي التي تميز الشركة عف الشيوع ،فإذا لـ تتوفر لدى الشريؾ المتعاقد نية المشاركة فإف العقد
يكوف باطال( ،)5ومف غير الممكف إنشاء الشركة دوف وجود ىذا الركف ،بؿ ىو الركف األوؿ الواجب توفره
حتى قبؿ تقديـ الحصص ،رغـ أف المشرع الجزائري لـ ينص عميو في المادة 416ؽ ـ ج ومقتضى ىذا
الركف ىو انصراؼ إرادة جميع الشركاء إلى التعاوف االيجابي فيما بينيـ عمى قدـ المساواة بغية تحقيؽ
غرض الشركة عف طريؽ االشراؼ عمى إدارة المشروع وتحمؿ المخاطر(.)6
تعتبر ىذه النية مفروضة عمى الشركاء بقوة القانوف ،وتتجمى مظاىرىا في تقديـ الحصص ،وفي
تنظيـ إدارة الشركة واإلشراؼ عمييا والرقابة عمى أعماليا ،وتختمؼ أىميتيا حسب نوع الشركة ،إذ تتجمى
أكثر في شركات األشخاص التي تسود فييا الفكرة التعاقدية المبنية عمى الثقة المتبادلة والتعاوف االيجابي
بيف الشركاء ،ويجب أف تتوفر منذ نشأة الشركة وتستمر طيمة مدتيا(.)1
الفرع الرابع :اقتسام األرباح والخسائر
ييدؼ الشركاء مف وراء إنشاءىـ الشركة إلى تحقيؽ األرباح ثـ اقتساميا فيما بينيـ ،إال أف الشركة
كما تحقؽ أرباحا قد تمحقيا خسارة ،وفي ىذه الحالة يجب أيضا أف توزع ىذه الخسارة بيف الشركاء ،فإذا
اشترط أحد الشركاء أف يستأثر لوحده باألرباح أو أف يعفي نفسو مف الخسارة فإف عقد الشركة يكوف
باطال ،ألف مثؿ ىذا الشرط يبطؿ العقد(.)2
ولمشركاء الحرية في طريقة توزيع األرباح والخسائر سواء كانت ىذه الطريقة قائمة عمى أساس
المساواة الحسابية أو عمى أساس التناسب مع مقدار حصة كؿ منيـ في رأسماؿ الشركة ،ويسمى في ىذه
الحالة التوزيع االتفاقي ،بينما إذا لـ ينص العقد التأسيسي لمشركة عمى كيفية توزيع األرباح والخسائر فإنو
يعمؿ بما تـ النص عميو قانونا فيسمى بالتوزيع القانوني حسب ما فصمتو المادة 425ؽ ـ ج ،واذا كانت
حصة أحد الشركاء تقديـ عمؿ ،فيقدر نصيب الربح والخسارة بقدر مساىمة ىذا العمؿ في تحقيؽ الشركة
غرضيا عمال بنص المادة نفسيا.
المطمب الثالث :األركان الشكمية
لـ يدرج المشرع عقد الشركة كعقد رضائي ،وانما جعمو مف العقود الشكمية التي يقصد بيا إفراغ
العقد في وثيقة مكتوبة عرفية أو رسمية ،فاألركاف الشكمية نوعيف مطموبة فقط في عقد الشركة دوف
العقود األخرى تتمثؿ في كتابة العقد(الفرع األوؿ) ،وفي إجراء الشير(الفرع الثاني).
الفرع األول :الكتابة الرسمية
تنص المادة 418ؽ ـ ج ''يجب أف يكوف عقد الشركة مكتوبا واال كاف باطال ،وكذلؾ يكوف باطال
كؿ ما يدخؿ عمى العقد مف تعديالت إذا لـ يكف لو نفس الشكؿ الذي يكتسبو ذلؾ العقد'' ،فالكتابة ركف
عاـ البد مف توفره في جميع الشركات التجارية ما عدا شركة المحاصة ،كما أف الكتابة الزمة حتى في
التعديالت الالحقة ليا ،كزيادة رأس ماؿ الشركة أو تخفيضو(...)3
يفيـ مف نص ىذه المادة إمكانية االكتفاء بالكتابة العرفية في الشركات ،إذ لـ تحدد نوع الكتابة
المطموبة ،غير أف المادة 454ؽ ت ج نصت عمى أنو ''تثبت الشركة بعقد رسمي واال كانت باطمة''(،)4
)1عمورة عمار ،شرح القانوف التجاري الجزائري ،األعماؿ التجارية ،التاجر ،الشركات التجارية ،دار المعرفة ،الجزائر ،2010 ،ص.136
)2وىو ما يسمى بشرط األسد الذي يبطؿ عقد الشركة إذا وقع االتفاؽ عميو حسب المادة 1/426ؽ ـ ج.
)3مراد منير فييـ ،نحو قانوف واحد لمشركات) تقنيف الشركات( ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ،1991 ،ص.163
13
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
باطمة''( ،)1ما يعني أف في مجاؿ القواعد الخاصة بالشركات التجارية ،كما ىي مشترطة لإلثبات خالفا
لممبدأ العاـ (وىو حرية االثبات في المسائؿ التجارية) ،فإنيا الزمة أيضا لالنعقاد عمال بنص المادة 9
مف القانوف رقـ 22-90المتعمؽ بالسجؿ التجاري( ،)2وبصدور المرسوـ التشريعي رقـ 08-93الذي
أضاؼ أنواعا أخرى مف الشركات التجارية فإف نص المادة 9يسري حتى عمى ىذه األنواع الجديدة
المتمثمة في شركات التوصية ،وتطبؽ نفس المادة عمى التجمعات التي نظمتيا المواد مف 796إلى
799مكرر 4ؽ ت ج.
تنص المادة 2/6قانوف السجؿ التجاري المعدؿ والمتمـ عمى أنو ''ويحرر الموثؽ عقد الشركات
التجارية حسب األشكاؿ القانونية المطموبة بعد استيفاء الشكميات التأسيسية'' ،مما يعني أف صحة عقد
الشركة يتوقؼ عمى إفراغو في الشكؿ الرسمي ،فيي ركف مف أركانو وليس مجرد وسيمة إلثباتو ،وىذه
القاعدة تسري عمى عقود الشركات التجارية كميا ما عدا شركة المحاصة فالرسمية إذف مطموبة لالنعقاد.
الفرع الثاني :إجراء الشير
تخضع الشركات إلجراءات الشير قصد إخطار واعالـ الغير بميالد الشركة كشخص معنوي لو
تنظيـ خاص وىو مستقؿ عف الشركاء ،حتى يعمـ ىذا الغير بالطرؼ الذي يتعامؿ معو ويتـ القياـ بإجراء
الشير عف طريؽ االيداع(أوال) ،والنشر والقيد في السجؿ التجاري(ثانيا).
أوال -االيداع :يتـ االيداع عمى مستوى المركز الوطني السجؿ التجاري ،بحسب المادة 548ؽ ت ج
التي تنص عمى أنو ''يجب أف تودع العقود التأسيسية والعقود المعدلة لمشركات التجارية لدى المركز
الوطني لمسجؿ التجاري''.
ثانيا -النشر والقيد في السجل التجاري :نص المشرع الجزائري عمى ضرورة شير عقد الشركة وذلؾ
بموجب المادة 548ؽ ت ج التالي نصيا '' ...وتنشر حسب األوضاع الخاصة بكؿ شكؿ مف أشكاؿ
الشركات واال كانت باطمة'' ،لذلؾ فإف االشيار القانوني االلزامي يأتي بعد ايداع العقد التأسيسي لمشركة
في السجؿ التجاري قصد قيده ويتـ االشيار عف طريؽ:
-نشر ممخص العقد التأسيسي لمشركة في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية.
-نشر ممخص العقد التأسيسي لمشركة في جريدة يومية تصدر عمى مستوى التراب الوطني.
كما نصت المادة 549ؽ ت ج عمى أنو ''ال تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إال مف تاريخ
قيدىا في السجؿ التجاري'' ،ويترتب عمى القياـ بإجراءات النشر والقيد في السجؿ التجاري اإلشيار
)1ورد تعريؼ العقد الرسمي في المادة 324ؽ ـ ج التي تنص عمى أف ''العقد الرسمي عقد يثبت فيو موظؼ أو ضابط عمومي
أو شخص مكمؼ بخدمة عامة ما تـ لديو أو ما تمقاه مف ذوي الشأف وذلؾ طبقا لألشكاؿ القانونية وفي حدود سمطتو واختصاصو''.
)2قانوف رقـ 22-90مؤرخ في ،1990/08/18يتعمؽ بالسجؿ التجاري ،ج ر ،ع ،36الصادر في ،1990/08/22معدؿ
ومتمـ ،حيث تنص المادة 9منو عمى أنو ''تنشأ بعقد رسمي يحرر لدى الموثؽ الشركات التجارية التي تتسـ بالصبغة القانونية
الخاصة بشركة المساىمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التضامف''.
14
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
القانوني االلزامي حسب ما تقضي بو المادة 19مف قانوف رقـ 22-90المتعمؽ بالسجؿ التجاري ،حيث
يستيدؼ ىذا االشيار القانوني اطالع الغير عمى محتوى العقود التأسيسية لمشركات والتعديالت
والعمميات التي تشمؿ رأسماليا ورىوف الحيازة وتأجير التسيير وبيع المحؿ التجاري والحسابات والسندات
(ـ 20مف نفس القانوف) ،وىو نفس ما أكدت عميو المادة 1/12مف قانوف رقـ 08-04المتعمؽ بشروط
ممارسة األنشطة التجارية(.)1
)1المادة 1/12مف قانوف رقـ 08-04مؤرخ في 14أوت ،2004يتعمؽ بشروط ممارسة األنشطة التجارية .ج ر ،ع ،52الصادر في
،2004/08/18معدؿ ومتمـ.
)2تنص المادة 1/417ؽ ـ ج عمى أنو ''تعتبر الشركة بمجرد تكوينيا شخصا معنويا ،غير أف ىذه الشخصية ال تكوف حجة عمى الغير إال
بعد استيفاء اجراءات الشير التي ينص عمييا القانوف''.
15
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
)1تنص المادة 799مكرر ؽ ت ج عمى أنو ''يتمتع التجمع بالشخصية المعنوية وباألىمية التامة ابتداء مف تاريخ تسجيمو في السجؿ التجاري،
ويحدد العقد الخاضع لإلشيار القانوني شروط التجمع وموضوعو''.
)2عمي بف غانـ ،الوجيز في القانوف التجاري وقانوف األعماؿ ،دار موفـ ،الجزائر ،2002 ،ص.160
)3محمد فريد العريني ،الشركات التجارية ،ص.50
)4تنص المادة 549ؽ ت ج عمى أنو '' ...وقبؿ اتماـ ىذا اإلجراء يكوف األشخاص الذيف تعيدوا باسـ الشركة ولحسابيا متضامنيف مف غير
تحديد في أمواليـ إال إذا قبمت الشركة بعد تأسيسيا بصفة قانونية أف تأخذ عمى عاتقيا التعيدات المتخذة ،فتعتبر التعيدات بمثابة تعيدات
الشركة منذ تأسيسيا''.
16
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
يفترض أنو بمجرد أف تنقضي الشركة ،تنتيي شخصيتيا المعنوية ،غير أف عممية التصفية تقتضي
بأف تظؿ الشركة محتفظة بشخصيتيا المعنوية بالقدر والى المدى الالزميف لمتصفية ،بما أف التصفية
تتطمب إجراء بعض التصرفات القانونية تمييدا لقسمة األمواؿ بيف الشركاء ،فبزواليا تصبح أمواؿ الشركة
ممكية شائعة بيف الشركاء ،وىذا يقتضي تصفية ىذه الذمة لسداد حقوؽ دائني الشركة واقتساـ الصافي
بيف الشركاء( ،)1فيصبح لدائني الشركاء الشخصيف الحؽ في مزاحمة دائني الشركة عمى أمواليا(.)2
فال تنتيي الشخصية المعنوية لمشركة إال بانتياء التصفية ألف الحكـ بانقضاء الشخصية المعنوية
سيكوف سببا في تعذر إتماـ انجاز أعماؿ الشركة الجارية واستيفاء حقوقيا لدى الغير والوفاء بديونيا،
فتبقى الشخصية المعنوية قائمة في الفترة الممتدة بيف انقضاء الشركة وحتى توزيع موجوداتيا عمى
الشركاء( ،)3يكوف احتفاظ الشركة بشخصيتيا المعنوية في ىذه المرحمة عمى سبيؿ االستثناء وذلؾ تطبيقا
لنص المادة 444ؽ ـ ج ،وىو ما تـ تأكيده بموجب المادة 6/766ؽ ت ج.
يترتب عف استم اررية الشخصية المعنوية بعد التصفية بقاء ذمة الشركة قائمة وضامنة لحقوؽ
دائني الشركة وحدىـ ،وتظؿ الشركة تحتفظ بمقرىا واسميا مع إضافة عبارة ''شركة تحت التصفية''(.)4
كما أف لكؿ شخص طبيعي اسـ يعرؼ بو ،فإنو ال بد أف يكوف لمشركة اسـ أو عنواف تعرؼ بو،
لذلؾ فعمييا أف تتخذ ليا اسما أو عنوانا حسب مقتضى الحاؿ إال أنو ال يجوز تسجيؿ الشركة باسـ اتخذ
لغايات احتيالية أو غير قانونية أو باسـ سبؽ أف اتخذتو شركة أخرى أو يشبيو إلى درجة قد تؤدي إلى
المبس أو الغش( ،)1مف مميزات الشخصية المعنوية لمشركة تمتعيا باسـ خاص بيا يندرج تحت االسـ
التجاري أو ما يسمى بالعنواف التجاري يميزىا عف باقي الشركات ،ويتـ التوقيع بو عمى كؿ معامالتيا.
ويختمؼ اسـ الشركة باختالؼ شكميا ،ففي شركات المساىمة يكوف اسميا مستمدا مف غرضيا
كصيداؿ مثال ،بينما في شركة األشخاص يتحد االسـ مع العنواف ،ففي شركات التضامف والتوصية
يتكوف االسـ مف أسماء الشركاء المتضامنيف ،مثؿ ذكر اسـ أحد الشركاء المتضامنيف مع إضافة
''وشركائو'' ،أما الشركة ذات المسؤولية المحدودة فيجوز أف يكوف ليا اسـ تجاري وعنواف حسب رغبة
الشركاء عمى أف تستتبع بكتابة عبارة (ش .ذ .ـ .ـ).
كما يتطمب القانوف ذكر اسـ الشركة عمى جميع األوراؽ ،مع ذكر شكميا ،واذا تعمؽ األمر بشركة
المساىمة أو ذات المسؤولية المحدودة فيجب ذكر رأس الماؿ أيضا( ،)2وتظؿ الشركة محتفظة باسميا
طواؿ فترة التصفية مع إضافة عبارة ''تحت التصفية'' ،وذلؾ حماية لمغير الذي يتعامؿ مع الشركة.
الفرع الثاني :موطن الشركة
يقابؿ موطف الشركة مكاف إقامة الشخص الطبيعي ،ويقصد بموطف الشركة المكاف الذي يوجد فيو
مركز إدارتيا ،أي المكاف الذي توجد فيو أجيزة اإلدارة والرقابة ،فالموطف بالنسبة لشركات األشخاص ىو
المكاف الذي يباشر فيو المدير عممو ،وبالنسبة لشركات األمواؿ ىو المكاف الذي تعقد فيو اجتماعات
مجمس اإلدارة كالجمعية العمومية.
تتمتع الشركة بكامؿ الحرية في تحديد موطنيا ،وعادة ما تتخذ الشركات مراكز إدارتيا في
العاصمة ،وقد تتعدد مراكز اإلدارة كما لو كاف ليا فروع متعددة في أماكف مختمفة ،فينا يتحدد الموطف
بالمركز الرئيسي ،وفي ىذا الشأف تنص المادة 547ؽ ت ج عمى أنو ''يكوف موطف الشركة في مركز
الشركة'' ،وىو نص غير واضح ألف الموطف قد يتحدد بمركز النشاط أي االستغالؿ أو بمركز اإلدارة
(اجتماعات مجمس اإلدارة ،ق اررات المدير) ،وأيضا ما تنص عميو الفقرتيف 4و 5مف المادة 50ؽ ـ ج.
تظير أىمية تحديد موطف الشركة في :معرفة االختصاص القضائي لمنظر في المنازعات المتعمقة
بالشركة ،دعوى إفالسيا ،كما تعمف فييا جميع األوراؽ القانونية والبالغات ،وفي تحديد جنسيتيا ونظاميا
القانوني الذي يتحدد بالمكاف الذي يوجد فيو ىذا الموطف(.)3
الفرع الثالث :جنسية الشركة
تعرؼ الجنسية بأنيا عالقة والء بيف الشخص الطبيعي والدولة ،وبالتالي كاف مف الصعوبة بمكاف
االعتراؼ لمشركة بجنسية إذ ال يتصور وجود الوالء لدى الشركة كما ىو الحاؿ بالنسبة لمشخص
الطبيعي ،إال أنو حسـ موضوع االعتراؼ لمشخص المعنوي بتمتعو بالجنسية لتمكينو مف مباشرة نشاطو.
غير أنو ثار الخالؼ حوؿ المعيار المعتمد لتحديدىا ،فقد تعددت معايير تحديد جنسية الشركة
ومنيا :معيار مكاف تأسيس الشركة ،معيار جنسية المؤسسيف ،معيار مكاف االستغالؿ ،معيار مركز
اإلدارة الرئيسي ،معيار الرقابة والمصالح المسيطرة عمى الشركة( ،)1والرأي الراجح ىو اعتماد معيار
الموطف أي الدولة التي تتخذ فييا الشركة مركز إدارتيا الرئيسي فيذا األخير ىو محرؾ الشركة الذي
ترتكز فيو حيويتيا ونشاطيا ،فضال عف أف ىذا المعيار يكفؿ قياـ جنسية الشركة عمى رابطة اقتصادية
وثيقة بينيا وبيف الدولة بدؿ عالقة الوالء بينيا والشخص الطبيعي.
الفرع الرابع :الذمة المالية لمشركة
تتمتع الشركة باعتبارىا شخصا معنويا بذمة مالية مستقمة عف ذمـ الشركاء ،بؿ ىو أساس بناء
الشخصية المعنوية( ،)2وتتكوف الذمة المالية مف مجموع ماليا وما عمييا مف حقوؽ والتزامات ،ففييا
شقيف :جانب ايجابي يتمثؿ في مجموع الحصص المقدمة مف الشركاء وكافة األمواؿ والمنقوالت التي
تكتسبيا عند مباشرتيا لنشاطيا ،وجانب سمبي يتمثؿ في الديوف الناشئة عف معامالتيا ،فتعتبر ذمة
الشركة ضمانا عاما لدائنييا دوف دائني الشركاء الشخصيف عمى أساس تمتع الشركة بشخصية معنوية
مستقمة عف شخصية الشركاء ،والتي يترتب عنيا:
أ -انتقاؿ حصص الشركاء المقدمة عمى سبيؿ التمميؾ مف ذمميـ إلى ذمة الشركة ،ويكوف ليـ نصيب
في األرباح االحتمالية ،وكذا في األمواؿ المتبقية حيف تصفية الشركة.
ب -تمنع المقاصة بيف ديوف الشركة وديوف الشركاء.
ج -تعدد واستقالؿ التفميسات.
الفرع الخامس :أىمية الشركة
مف آثار الشخصية المعنوية تمتع الشركة باألىمية القانونية الكتساب الحقوؽ وتحمؿ االلتزامات في
حدود الغرض الذي أنشئت مف أجمو( ،)3فيكوف ليا القياـ بجميع التصرفات القانونية في حدود نطاؽ
غرضيا ،فميا أف تبرـ العقود وتباشر مختمؼ التصرفات المالية مف بيع وشراء وايجار وتأميف ...فأىمية
الشركة محددة بحدود الغرض الذي أنشأت مف أجمو بموجب نظاميا القانوني ،فال يجوز ليا مباشرة نوع
)1وذلؾ مف خالؿ جنسية الشركاء أو جنسية مدير الشركة أو مف مصدر األمواؿ ،لمزيد مف التفصيؿ حوؿ ىذه المعايير راجع :قبايمي طيب،
التحكيـ في عقود االستثمار بيف الدوؿ ورعايا الدوؿ األخرى عمى ضوء اتفاقية واشنطف ،رسالة لنيؿ درجة دكتوراه في العموـ ،تخصص:
القانوف ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2012 ،ص ص.90-89
)2أكموف عبد الحميـ ،المرجع السابؽ ،ص. 56
)3تنص المادة 50ؽ ـ ج عمى أنو ''لمشركة أىمية في الحدود التي يعينيا عقد إنشائيا أو التي يقررىا القانوف''.
19
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
آخر مف النشاط إال بعد تعديؿ العقد التأسيسي ،وال تمتد أىميتيا إلى التبرع باعتباره يتنافى مع الغرض
الذي تقوـ عميو وىو تحقيؽ الربح ،يجوز ليا أف تساىـ في شركة أخرى ،يكوف ليا حؽ التقاضي...
تمارس الشركة كشخص معنوي أعماليا وتصرفاتيا بواسطة أشخاص طبيعية ،يتشكؿ منو جيازىا
اإلداري ،فتكوف أعماليـ ممزمة ليا ،خاصة في شركات المساىمة والشركات ذات المسؤولية المحدودة،
فالشركة تمتزـ حتى بتصرفاتيـ التي ال تدخؿ في نطاؽ موضوع الشركة( ،)1بينما في شركات األشخاص
والشركات المدنية ،فإف مدير الشركة ال يمكف لو التصرؼ خارج نطاؽ موضوع الشركة(.)2
يقتضي تمتع الشركة باألىمية إمكانية مساءلتيا مدنيا عف األخطاء العقدية أو التقصيرية التي قد
تقع منيا أو مف موظفييا ،ومساءلتيا جنائيا في حالة ما إذا نسب إلييا ارتكاب أفعاؿ إجرامية باسميا مف
قبؿ ممثمييا ،حيث يمكف أف توازى عقوبة اإلعداـ بحؿ الشركة ،ووضعيا تحت الحراسة بعقوبة السجف.
الفرع السادس :ممثل الشركة
ال تستطيع الشركة القياـ بالنشاط التجاري بنفسيا مثؿ الشخص الطبيعي ،لذلؾ يجب أف يمثميا
شخص أو أشخاص ىـ المديروف الذيف يعمموف لحسابيا ،والمدير ليس وكيال عنيا وال عف الشركاء بؿ
ىو نائبا يعبر عف إرادتيا( ،)3فال تستطيع أف تعمؿ إال بواسطتو ،فيقوـ بجميع التصرفات باسميا
ولحسابيا ،وتتحدد اختصاصاتو في العقد التأسيسي لمشركة ،ويفترض أنو يقوـ بجميع األعماؿ
والتصرفات القانونية التي تدخؿ في غرض الشركة.
المطمب الرابع :جزاء اإلخالل بأركان عقد الشركة وآثاره
إذا تـ إبراـ العقد بالشكؿ الصحيح تكونت الشركة كشخص معنوي بما لو مف مميزات ،غير أنو إذا
اختؿ ركف مف أركاف الشركة ترتب جزاء البطالف عمى ذلؾ باعتباره عقدا(الفرع الثاني) ،إال أف عقد
الشركة ليس كبقية العقود باعتباره ينبثؽ عنو شخص معنوي ،فأحيانا وقبؿ أف يتقرر بطالف العقد
فيستحيؿ تقرير البطالف بأثر رجعي بؿ تنشأ في ىذه الحالة ما يسمى بالشركة الفعمية(الفرع الثاني).
الفرع األول :جزاء اإلخالل بأركان عقد الشركة
إف البطالف في إطار القواعد العامة قد يكوف بطالنا مطمقا أو بطالنا نسبيا ،واذا ما تقرر البطالف
فإف العقد يكوف ىو والعدـ سواء وال يترتب عميو أي أثر ،ويقتضي األمر إعادة الحالة إلى ما كانت عميو
قبؿ التعاقد ،أما في إطار عقد الشركة فإنو يضاؼ إلى نوعي البطالف نوع ثالث يشكؿ بطالنا مف نوع
خاص يستقؿ بأحكاـ متفردة تستشؼ في جانب منيا مف بعض النصوص القانونية المتعمقة بالشركات،
وجانب آخر رسـ خطوطو القضاء مف خالؿ تكريس فكرة ''شركة الواقع''.
)1فيما يتعمؽ بشركات المساىمة راجع المواد 649 ،638 ،623ؽ ت ج ،والمادة 577ؽ ت ج بالنسبة لذات المسؤولية المحدودة.
)2فيما يتعمؽ بشركات األشخاص راجع المادة 1/555ؽ ت ج ،وبالنسبة لمشركات المدنية راجع المادة 427ؽ ـ ج.
)3المادة 6/50ؽ ـ ج.
20
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
لذلؾ يبطؿ عقد الشركة إذا كانت األركاف غير متوفرة وقت إبرامو ،ويكوف البطالف إما نسبيا أو
مطمقا ،أو بطالف مف نوع خاص حسب الركف المتخمؼ(أوال) ،واألصؿ أف البطالف ميما كاف نوعو يؤدي
إلى زواؿ العقد بأثر رجعي ،إال أف الطبيعة الخاصة لعقد الشركة التجارية ودعما لالئتماف التجاري فقد
يجعؿ ىذا األمر مف آثار البطالف أنيا ال يطبؽ بصفة مطمقة(ثانيا).
أوال -البطالن المترتب عمى اإلخالل بالشروط الموضوعية العامة
باعتبار الشركة عقدا فإنو إذا اختؿ أحد أركانيا ترتب البطالف المطمؽ( ،)1واذا ما تعمؽ األمر
بعيوب اإلرادة أو باألىمية المطموبة ترتب البطالف النسبي(.)2
-1البطالن المطمق :يبطؿ عقد الشركة مطمقا إذا كاف الرضا منعدما ،أو كاف المحؿ أو السبب مخالفا
لمنظاـ العاـ واآلداب العامة ،كاإلتجار بالمخدرات ،ويحؽ لكؿ ذي مصمحة أف يتمسؾ بو ،ولممحكمة أف
تقضي بو مف تمقاء نفسيا وال يزوؿ البطالف باإلجازة وال يمكف تصحيحو ،وتسقط دعوى البطالف بمضي
15سنة مف تاريخ إبراـ العقد ،ويؤدي البطالف المطمؽ إلى فسخ العقد وزوالو بأثر رجعي.
-2البطالن النسبي :إذا شاب أحد الشركاء عيب مف عيوب الرضا كاإلكراه والغمط والتدليس ،أو كاف
الشريؾ قاص ار فإف البطالف يقع لمصمحتو فقط دوف بقية الشركاء ،ويسقط حؽ الشريؾ في طمب البطالف
إذا أجاز العقد سواء كانت اإلجازة صريحة أو ضمنية حسب المادتيف 100و 101مف القانوف المدني،
ويسقط حقو إذا لـ يتمسؾ بو الشريؾ خالؿ 5سنوات ،ويبدأ سرياف ىذه المدة في حالة نقص األىمية مف
اليوـ الذي يزوؿ فيو ىذا السبب ،وفي حالة اإلكراه مف يوـ انقطاعو ،غير أنو ال يجوز التمسؾ بحؽ
اإلبطاؿ لغمط أو تدليس أو إكراه إذا انقضت عشر سنوات مف وقت تماـ العقد.
يقتصر أثر البطالف النسبي عمى مف شرع ىذا البطالف لمصمحتو كأصؿ عاـ ،إال أف ىذا األثر
يمتد مع ذلؾ إلى بقية الشركاء إذا تعمؽ األمر بشركة مف شركات األشخاص ،فيؤدي النطؽ بو إلى
انييار العقد بأكممو بالنسبة لكافة الشركاء ألف الشريؾ في ىذا النوع مف الشركات محؿ اعتبار خاص
عند التعاقد ،أما إذا تعمؽ األمر بشركات األمواؿ التي تقوـ عمى االعتبار المالي فإف أثر البطالف يقتصر
عمى مف شاب العيب رضاه ،ويظؿ العقد صحيحا منتجا آلثاره بالنسبة لباقي الشركاء.
ثانيا -البطالن المترتب عمى اإلخالل بالشروط الموضوعية الخاصة
ال تثور مشكمة البطالف بالمعنى القانوني الدقيؽ عند تخمؼ ركف تعدد الشركاء أو تقديـ الحصص
أو نية االشتراؾ( ،)1ألف العقد في ىذه الحاالت يستحيؿ أف يكوف عقد شركة لفقدانو المقومات التي تجعمو
قاد ار عمى تأسيس شخص معنوي يتمتع بكياف مستقؿ عف شخصية المتعاقديف ،فإذا تخمؼ ركف مف
األركاف الموضوعية الخاصة فإننا ال نكوف بصدد عقد الشركة ،فيذه الشروط ىي التي تميز الشركة
كشخص معنوي لو ذمة مالية خاصة ،ومشكؿ البطالف ال يثار ألف الشركة تكوف منعدمة ،كاشتراط
)1لمتفصيؿ أكثر في بطالف تأسيس الشركات راجع :يوسؼ فتيحة ،المرجع السابؽ ،ص ص.71-65
21
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
المشرع في شركة المساىمة أف ال يقؿ عدد الشركاء عف سبعة ،وفي الشركة ذات مسؤولية محدودة يجب
أال يزيد العدد عف 50شريكا حسب المادة 590المعدلة بالقانوف رقـ.20-15
يترتب البطالف كذلؾ عمى عدـ تقديـ حصص الشركاء بطالف الشركة ،ألف الحصص ىي بمثابة
الضماف العاـ لممتعامميف مع الشركة ،األمر الذي يجب معو تقديـ الحصص ،ويجب االلتزاـ بالحد األدنى
لرأس الماؿ المنصوص عميو في القانوف حسب نوع الشركة ،ولكف إذا انتفت نية اقتساـ األرباح والخسائر
أو كاف العقد يحتوي عمى شرط األسد الذي ييدؼ إلى منع أحد الشركاء مف الحصوؿ عمى األرباح أو
إعفائو مف الخسائر ،تكوف الشركة باطمة بطالنا مطمقا.
ثالثا -البطالن المترتب عمى اإلخالل بالشروط الشكمية
حسب المادة 418ؽ ـ ج يعتبر البطالف المترتب عف تخمؼ ركف الكتابة ذو طبيعة خاصة ،فال
ىو بطالف مطمؽ ألف المحكمة ال تستطيع أف تقضي بو مف تمقاء نفسيا ،وال ىو بطالف نسبي ألف
التمسؾ بو جائز لكؿ ذي مصمحة ،وعميو:
-يجوز لمغير التمسؾ بالبطالف لعدـ الكتابة ،كما يجوز لمغير الذي لو مصمحة أف يتمسؾ بإبقاء الشركة
حماية لمثقة واالئتماف والعمؿ عمى إثباتيا بكافة وسائؿ اإلثبات(ـ 2/545ؽ ت ج).
-ال يجوز احتجاج الشركاء في مواجية الغير بيذا البطالف وال يكوف لو أثر فيما بينيـ إال مف اليوـ
الذي يقوـ فيو أحدىـ بطمب البطالف ،ويزوؿ إذا تـ استيفاء شرط الكتابة لكف قبؿ النطؽ بحكـ بالبطالف.
مف الناحية العممية ،فإف االخالؿ بالشروط الشكمية يصعب تصوره باعتبار أنو سيتـ اكتشافو أثناء تسجيؿ
الشركة في السجؿ التجاري عمال بأحكاـ المادتيف 13و 14مف قانوف رقـ 22-90المتعمؽ بالسجؿ
التجاري المعدؿ والمتمـ(.)1
الفرع الثاني :آثار بطالن عقد الشركة(نظرية الشركة الفعمية)
األصؿ أف البطالف ميما كاف نوعو يؤدي إلى زواؿ العقد بأثر رجعي ،إال أف الطبيعة الخاصة
لعقد الشركة التجارية ودعما لالئتماف التجاري يجعؿ أف تطبيقو بصفة نسبية ،حيث يستقؿ بأحكاـ متفردة
تستشؼ في جانب منيا مف بعض النصوص القانونية المتعمقة بالشركات ،وجانب آخر رسـ خطوطو
القضاء مف خالؿ تكريس فكرة ''شركة الواقع'' ،حيث يحترـ وجود الشركة الفعمي الذي قاـ قبؿ أف يتقرر
البطالف ،وذلؾ حماية لمظاىر الذي اطمئف إليو الغير ،وتحقيقا الستقرار المعامالت والمراكز القانونية.
يؤدي بطالف عقد الشركة كقاعدة عامة إلى زواؿ العقد بأثر رجعي واعادة المتعاقديف إلى الحالة
التي كانوا عمييا قبؿ التعاقد ،غير أف ذلؾ قد يؤدي إلى اإلضرار بحقوؽ الغير واىدار كافة المعامالت
التي قامت بيا الشركة مع الغير الذي ال يعمـ بشأف ىذا البطالف ،لذلؾ استقر القضاء عمى أنو إذا حكـ
)1تنص المادة 14عمى أنو ''تقوـ مصالح المركز الوطني لمسجؿ التجاري المختصة بحضور الخاضع لمقيد ،بفحص مطابقة الممؼ المقدـ
ويرفض كؿ ممؼ غير كامؿ أو يحمؿ وثائؽ غير مطابقة في شكميا و/أو مضمونيا تمقائيا.
يسمـ وصؿ االيداع في انتظار تسميـ مستخرج السجؿ التجاري في حالة إثبات مطابقة الممؼ''.
22
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
ببطالف الشركة وجب أف تتعطؿ جميع آثارىا بالنسبة لممستقبؿ فقط ،وال ينسحب أثر البطالف إلى
الماضي بؿ تعتبر الشركة أنيا وجدت واستمرت حتى قضي ببطالنيا ،مما يتطمب االعتداد بنشاطيا
السابؽ ووجوب تصفيتيا بغرض تحديد نصيب كؿ مف الشركاء في األرباح والخسائر.
فالقضاء اعترؼ بوجود الشخص المعنوي الناشئ عف العقد الباطؿ وجودا فعميا واقعيا واعتبر
البطالف بمثابة إنكار ليذا الوجود بالنسبة لممستقبؿ فقط ،وقد استند القضاء في إقرار ىذا الوجود إلى
نظرية حماية ظاىر األشياء ،ذلؾ ألف الغير اطمأف إلى وجود شركة وتعامؿ معيا بوصفيا شخصا
معنويا ،فمف غير المقبوؿ بعد ذلؾ مباغتتو بمحو حياة ىذا الشخص وانكار وجوده(.)1
وقد اعترؼ المشرع الجزائري بالشركة الفعمية بموجب المادة 418ؽ ـ ج ،والمادة 545ؽ ت ج.
بالرغـ مف األخذ بنظرية الشركة الفعمية في التشريعات المقارنة واعتراؼ القضاء الفرنسي قديما وحديثا
بيذه النظرية ،واعتراؼ القضاء في معظـ الدوؿ العربية بنظرية الشركة الفعمية وتأييد الفقو ليا ،إال أف
القضاء الجزائري ال يزاؿ مترددا اتجاه نظرية الشركة الفعمية ،وأساس ذلؾ أف ىناؾ بعض االجتيادات
تنكرىا صراحة والبعض اآلخر يعترؼ بيا صراحة()2ف عمى الرغـ مف اعتراؼ المشرع الجزائري بالشركة
الفعمية بموجب المادة 2/418ؽ ـ ج والمادة 545ؽ ت ج.
وفي الواقع فإف القضاء الفرنسي لما أنشأ نظرية الشركة الفعمية فقد كاف ذلؾ بيدؼ تحويؿ البطالف
إلى مجرد انقضاء أو انحالؿ الشركة ،وىو أمر صحيح بدليؿ أف الشركة الفعمية ترتب نفس اآلثار التي
ترتبيا الشركة المنحمة مف حيث أف كمييما تحتفظ بالشخصية المعنوية لحيف إتماـ التصفية( ،)3وىو ما
يستفاد مف نص المادة 741ؽ ت ج.
)1محمد فريد العريني ،محمد السيد الفقي ،المرجع السابؽ ،ص .298
)2لمزيد مف التفصيؿ راجع :ميمود بف عبد العزيز ،أماؿ بوىنتالة ،جزاء تخمؼ أركاف عقد الشركة في التشريع الجزائري ،مجمة الدراسات
القانونية السياسية ،العدد ،5المجمد األوؿ ،جانفي ،2020ص ص.197-195
)3يوسؼ فتيحة ،المرجع السابؽ ،ص.80
)4تتميز القواعد العامة التي تحكـ انقضاء الشركات في التشريع الحديث لمشركات بتأثرىا كقواعد البطالف بمفيوـ الشركة عمى أساس أنيا
تنظيـ قانوني لممشروع ،فيي تقوـ عمى مبدأيف :المبدأ األول :وىو ربط فكرة االنقضاء بالشخص المعنوي ،حيث يحرص التشريع الحديث عمى
23
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
الشركة مباشرة ،بؿ البد أف تمر بمرحمة التصفية ،فتبقى شخصيتيا قائمة في حدودىا بيدؼ اتخاذ
إجراءات قانونية الغاية منيا استيفاء حقوؽ الغير وقسمة ما تبقى مف أمواؿ الشركة)المطمب الثاني).
المطمب األول :أسباب االنقضاء العامة
توجد أسباب عامة تنقضي بيا كافة الشركات عامة ،والمدنية بصفة خاصة ،تناوليا المشرع في
المواد مف 442-437ؽ ـ ج ،مع مالحظة أف معظـ ىذه األحكاـ تنطبؽ أكثر عمى بعض الشركات
التجارية كشركة التضامف وشركة المحاصة بصورة خاصة ،لذلؾ يمكف تصنيؼ أسباب االنقضاء العامة
بحسب ما إذا ترتب االنقضاء بقوة القانوف (الفرع األوؿ) ،أو بناء عمى اتفاؽ الشركاء (الفرع الثاني) أو
تنفيذا لحكـ قضائي( الفرع الثالث).
الفرع األول :انقضاء الشركات بقوة القانون
تنقضي معظـ الشركات المدنية والتجارية عند تحقؽ أحد األسباب العامة لالنقضاء ،ونجد مف
ضمف الحاالت التي يتقرر فييا االنقضاء بقوة القانوف انتياء األجؿ المحدد لمشركة (أوال) ،انتياء الغرض
الذي أنشئت مف أجمو الشركة (ثانيا) ،ىالؾ رأس ماؿ الشركة أو ىالؾ جزء كبير منو (ثالثا) أو ىالؾ
حصة أحد الشركاء قبؿ تسميميا(رابعا).
أوال -انتياء األجل المحدد لمشركة :إذا انتيت المدة المحددة في العقد ،والتي ال يمكف أف تتجاوز99
سنة ،فإف الشركة تنقضي بقوة القانوف حتى لو أراد الشركاء االستمرار فيو ،لكف قد تستمر في بعض
ار ليا
الحاالت باتفاقيـ عمى تمديد أجميا إذا كاف محددا ،وقد يتـ ىذا التمديد قبؿ حموؿ األجؿ فيعد استمر ا
بشرط إجماع الشركاء ،ويعد األمر شركة جديدة إذا تقرر التمديد بعد حموؿ األجؿ ،كما قد يستمر
الشركاء بأعماليـ رغـ انتياء المدة فيعد امتدادا ضمنيا ليا سنة فسنة وبنفس الشروط المتفؽ عمييا(.)1
ويجوز لدائف أحد الشركاء االعتراض عمى امتداد الشركة حسب المادة 2/437ؽ ـ ج ،ويترتب
عمى ذلؾ وقؼ أثر االمتداد في حقو ،فمتى قاـ مثؿ ىذا االعتراض تعيف تصفية الشركة واستخراج حصة
الشريؾ المديف حتى يتمكف دائنوه مف التنفيذ عمييا ،وال يؤثر ذلؾ في استمرارىا مع باقي الشركاء ،غير
أف الشريؾ يمتزـ بتعويض الشركة عف ىذه الحصة المنفذ عمييا ،وذلؾ عف طريؽ تقديمو حصة أخرى(.)2
الفصؿ بيف ىذه الفكرة وبيف النظريات العقدية كالفسخ والتجديد ،ولعؿ أىـ مظير لذلؾ ىو دخوؿ الشركة بعد انقضائيا في مرحمة التصفية مع
احتفاظيا بشخصيتيا المعنوية ،ودوف أف يعامؿ ىذا االمتداد معاممة التجديد المقررة في نظرية االلتزامات عامة ،فال يعد بمثابة شركة جديدة.
والمبدأ الثاني :وىو الحد مف أثر االعتبار الشخصي في مجاؿ االنقضاء ،حيث لـ يعد مف السائغ تعميؽ مصير الشركة عمى إرادة أحد
الشركاء أو مصيره ،وقد أخذ بيذا المبدأ المشرع الفرنسي في قانوف الشركات لسنة ،1966بتالفي أسباب االنقضاء المتعمقة باالعتبار الشخصي
بالنسبة لشركة التضامف وشركة التوصية البسيطة عف طريؽ فكرة التحوؿ أو تغيير الشكؿ القانوني لمشركة في حالة وفاة الشريؾ ،لمزيد مف
التفصيؿ راجع :حسيف أحمد محمد الغشامي ،القواعد القانونية الخاصة بتحوؿ شركة التضامف ،دراسة مقارنة ،مجمة العموـ القانونية ،العدد،3
معيد العموـ القانونية ،المركز الجامعي بالوادي ،جواف ،2011ص ص.105-104
)1المادة 437ؽ ـ ج.
2
) TERKI Nour- Eddine, op. cit, p108.
24
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
ثانيا -انتياء الغرض الذي أنشئت من أجمو الشركة :قد تنقضي الشركة ولو لـ ينتو الميعاد المحدد ليا
في العقد ،وذلؾ في حالة ما إذا تحققت الغاية التي أنشأت مف أجميا الشركة ،أي إذا كاف محؿ العقد
انجاز مشروع معيف كبناء مصنع ،مجمعات سكنية أو ممعب ،...ومتى انتيى المشروع تنقضي الشركة،
ولكف إذا استمرت في القياـ بنفس المياـ ،فتستمر الشركة بنفس الشروط ،فيعد تمديدا ضمنيا لعقد
الشركة ،فقط يجوز لدائني الشركاء االعتراض عمى ىذا االستمرار كما بينا ذلؾ أعاله(ـ 437ؽ ـ ج).
ثالثا -ىالك مال الشركة أو ىالك جزء كبير منو :حسب نص المادة 1/438ؽ ـ ج تنتيي الشركة بقوة
القانوف إذا ىمؾ ماليا كمو أو ىمؾ جزء كبير منو ،واليالؾ قد يكوف ماديا كنشوب حريؽ في مصانع
الشركة يتمؼ آالتيا ومعداتيا ،غرؽ أسطوليا ،...ويمكف تفادي ذلؾ بالتأميف عمييا فتستمر في نشاطيا(.)1
وقد يكوف اليالؾ معنويا أو قانونيا كأف تحظر الدولة ممارسة النشاط الذي تمارسو الشركة فتحتكره
الدولة ،بسحب الترخيص واالعتماد وسحب االمتياز الممنوح لمشركة( ،)2أو إذا أصبح نشاطيا غير
مشروع كأف تحظر التجارة في السمعة التي تتاجر فييا أو ممنوع استيرادىا( ...)3واذا كاف اليالؾ جزئيا،
فينا يرجع األمر إلى أىمية الجزء المتبقي ،ولمقاضي سمطة تقرير انقضاء الشركة أو االستمرار فييا وىذا
بالرجوع إلى حجـ النشاط واالمكانات المتوفرة لتحقيؽ اليدؼ(.)4
رابعا -ىالك حصة أحد الشركاء قبل تسميميا :يمكف أف تنحؿ الشركة نتيجة ىالؾ الحصة التي يفترض
أف يقدميا أحد الشركاء قبؿ تقديميا ،فطبقا لمقواعد العامة فإف تنفيذ االلتزاـ إذا أصبح مستحيال بسبب قوة
قاىرة فينقضي معو االلتزاـ المقابؿ وينفسخ العقد ،واذا كانت استحالة التنفيذ جزئية انقضى ما يقابؿ الجزء
المستحيؿ ،وعميو فإذا كانت حصة الشريؾ مما يتعيف بالذات فإف الشركة تنقضي في ىذه الحالة خاصة
إذا كانت ىذه الحصة ميمة جدا لمشركة أو ال تستطيع الشركة العمؿ إال بيا ،بينما إذا كانت الحصة مف
األمواؿ المثمية ،فيمتزـ الشريؾ بأف يقدـ حصة أخرى مماثمة(.)5
الفرع الثاني :األسباب االرادية النقضاء الشركة
توجد أسباب تتوقؼ عمى إرادة الشركاء لذلؾ تسمى أسباب إرادية ،بمعنى أف إرادة الشريؾ تمعب
دو ار في انقضاء الشركة بعكس الحاالت السابقة أيف يتقرر االنقضاء بقوة القانوف ،ويمكف حصر األسباب
اإلرادية النقضاء الشركات خاصة في ما تضمنتو المادة 1/440ؽ ـ ج ،وىي بسبب انسحاب أحد
الشركاء(أوال) ،أو بسبب اتفاؽ الشركاء عمى إنياء الشركة أو حميا(ثانيا) ،كما نجد أسباب أخرى يمكف
إدراجيا ىنا كذلؾ باعتبار إرادة الشركاء تمعب دو ار في ذلؾ ومنيا اندماج الشركات(ثالثا) ،أو اجتماع
الحصص في يد شخص واحد(رابعا).
أوال -انسحاب أحد الشركاء من الشركة غير المحددة المدة :تنقضي الشركة بانسحاب أحد الشركاء إذا
كانت غير محددة المدة ،وذلؾ بمجرد إعالف رغبتو في االنسحاب بالشروط المنصوص عمييا في المادة
1/440ؽ ـ ج المتمثمة في:
-أف يعمف الشريؾ مسبقا عف إرادتو في االنسحاب ،بإعطاء ميمة لبقية الشركاء لتدبير األمر.
-أف يكوف االنسحاب عف حسف النية وليس فيو غش ،ولمقاضي السمطة التقديرية في ذلؾ.
-يجب أف يكوف االنسحاب في وقت مناسب ،ولمقاضي السمطة التقديرية في ذلؾ مثال عدـ انسحاب
الشريؾ في أوقات األزمات أو خسارة لحقت بالشركة فتكوف عمى وشؾ االفالس.
ينطبؽ ىذا السبب بصورة أساسية عمى شركات األشخاص ،كونيا تقوـ عمى االعتبار الشخصي،
بينما ليس ليذا السبب أي تأثير عمى شركة المساىمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة(.)1
ثانيا -االتفاق عمى إنياء أو حل الشركة :مثمما قاـ الشركاء بإنشاء الشركة باتفاقيـ يستطيعوف أف
يجمعوا عمى حميا أو إنياءىا قبؿ انتياء األجؿ المحدد عمال بنص المادة 2/440ؽ ـ ج ،فتنقضي
الشركة بإجماع الشركاء ،واذا اتفقوا في العقد عمى أغمبية معينة لحميا فيعد االتفاؽ صحيحا.
ثالثا -اندماج الشركة :يمكف تعريؼ االندماج بأنو عقد بيف شركتيف أو أكثر ،يتـ بموجبو توحيد ذمتيما
المالية ،بحيث يجتمع كافة الشركاء في شركة واحدة ،أو بعبارة أخرى ضـ شركتيف أو أكثر في شركة
أخرى مف ذات شكميا القانوني أو مف شكؿ آخر ،واالندماج مف الناحية القانونية عمى نوعيف :االندماج
بطريؽ الضـ ،واالندماج بطريؽ المزج ،ومف البدييي حتى يتحقؽ االندماج بياتيف الصورتيف وجود
أغرض متشابية أو متكاممة في الغالب حتى تتحقؽ الحكمة منو(.)2
شركتيف عمى األقؿ ذات ا
تتمثؿ الغاية مف الدمج في زيادة القدرة عمى التوسع والمنافسة ،وتخفيض النفقات وتوحيد اإلدارة
وزيادة االئتماف ،خاصة مع االتجاه العالمي نحو تركيز العمؿ الميني لمواجية المنافسة الشرسة والتوسع
خارج حدود الدولة ،ذلؾ أف المراد مف االندماج ىو تكويف وحدة اقتصادية يتعزز بيا المشروع حيث
يساعد ىذا الدمج عمى تقوية المركز المالي لمشركة الجديدة ،فموال ذلؾ لكاف مصيرىا االنييار مستقبال في
ظؿ عدـ فرض وجودىا في السوؽ.
يترتب عف االندماج إما اختفاء إحدى الشركتيف وبقاء الثانية ،واما إلغاءىما مع نشوء شركة
جديدة( ،)1فإذا حصؿ االندماج بطريؽ الضـ ،فإنو يؤدي إلى انقضاء الشركة أو الشركات المندمجة
وزواؿ شخصيتيا االعتبارية وانتقاؿ ذمتيا إلى الشركة الدامجة ،التي تظؿ محتفظة بشخصيتيا المعنوية.
أما إذا حصؿ بطريؽ المزج ،فإنو يؤدي إلى انقضاء الشركات المندمجة وزواؿ شخصيتيا االعتبارية،
مقابؿ ظيور شركة جديدة ناتجة عف االندماج ،تتمتع بشخصية معنوية مختمفة عف شخصية كؿ شركة
مف الشركات المندمجة.
يعد االندماج بصورتيو حال لمشركة قبؿ انتياء مدتيا أو تحقيؽ الغرض الذي أنشئت مف أجمو،
حيث تنقضي الشركة المندمجة وتفقد شخصيتيا المعنوية وتحؿ محميا الشركة الدامجة ويشترط لصحة
االندماج ذات الشروط الالزمة لحؿ الشركة باتفاؽ الشركاء(.)2
رابعا-اجتماع الحصص في يد شخص واحد :تنقضي الشركة في ىذه الحالة ما عدا الشركة ذات
المسؤولية المحدودة التي تقوـ عمى شخص واحد حسب المادة 590مكرر 1ؽ ت ج التي تنص بأنو ''ال
تطبؽ أحكاـ المادة 441مف القانوف المدني والمتعمقة بالحؿ القضائي في حالة اجتماع كؿ حصص
شركة ذات مسؤولية محدودة في يد واحدة'' ،وكذا نص المادة 590ؽ ت ج ''تجاوز 50شريؾ في
شركة ذات مسؤولية محدودة ''...وفؽ تعديؿ القانوف التجاري بموجب القانوف رقـ.20-15
الفرع الثالث :األسباب القضائية النقضاء الشركة
يكوف االنقضاء في ىذه الحالة بحكـ قضائي وليس بقوة القانوف ،ومف أىـ ىذه األسباب نجد
إفالس الشركة باعتبار شير االفالس ال يكوف إال بحكـ قضائي(أوال) ،وحالة فصؿ أحد الشركاء المعيؽ
لنشاط الشركة(ثانيا) ،أو إصابة الشركة بخسارة(ثالثا).
أوال -إفالس الشركة :تنقضي الشركة إذا ما تعرضت لإلفالس بسبب توقفيا عف دفع ديونيا المستحقة،
وذلؾ عمال بنص المادة 215ؽ ت ج حيث تتعرض لشير اإلفالس بموجب حكـ قضائي كنتيجة حتمية
لمتوقؼ عف الدفع بغرض تصفيتيا وبيعيا تمييدا لتسديد ىذه الديوف.
ثانيا -فصل أحد الشركاء المعيق لنشاط الشركة :يجوز لكؿ شريؾ أف يطمب مف السمطة القضائية
فصؿ أي شريؾ يكوف وجوده عائقا لالستمرار في الشركة نظ ار مثال إلخاللو بالتزاماتو (عدـ الوفاء
بحصتو ،غش ،تدليس مف طرفو) أو نظ ار إلصابتو بمرض في جسمو أو عقمو يمنعو مف االستمرار في
الشركة ،أو وقوع سوء تفاىـ بينو وبيف بقية الشركاء ،...في كؿ ىذه الحاالت يجوز لكؿ شريؾ طمب حؿ
الشركة بالنسبة لمشريؾ المعيؽ عمى أف تستمر الشركة قائمة مع باقي الشركاء( ،)1وفي حالة كوف الشركة
محددة المدة ،فالقاعدة العامة أنو ال يجوز لمشريؾ أف يخرج منيا قبؿ انقضاء مدتيا واستثناء تنص المادة
2/442ؽ ـ ج عمى أنو يجوز لكؿ شريؾ أف يطمب مف القضاء اخراجو ألسباب جدية ومعقولة.
ثالثا -إصابة الشركة بخسارة :حسب نص المادة 2/589ؽ ت ج فإف الشركة ذات المسؤولية المحدودة
في حالة إصابتيا بخسارة تقدر ب ػ ¾ مف رأس ماليا ،فيجب عمى المديريف استشارة الشركاء لمنظر فيما
إذا كاف يتعيف إصدار قرار بحميا ،وفي حالة عدـ صدور مثؿ ىذا القرار لغياب االجماع أو عدـ التمكف
مف المداولة عمى الوجو الصحيح جاز لكؿ مف ييمو األمر أف يطمب حميا بموجب طمب قضائي(،)2
2و3
ؽ ت ج بالنسبة لشركة المساىمة في حالة انخفاض رأسماليا وأيضا ما تنص عميو المادة /594
لمبمغ أقؿ مف الحد األدنى وجب تصحيح الوضع خالؿ سنة أو أف تتحوؿ إلى نوع آخر مف الشركات
وفي حالة عدـ التصحيح وال التحويؿ ،جاز لكؿ مف ييمو األمر أف يطمب مف القضاء حؿ الشركة.
وميما كاف سبب انقضاء الشركات التجارية فإنو يتعيف نشر انحالليا حسب نفس الشروط وآجاؿ
العقد التأسيسي ذاتو ،وىذا ما نصت عميو المادة 550ؽ ت ج ،ويتـ ىذا الشير حسب ما نصت عميو
المادة /24ب مف المرسوـ التنفيذي رقـ 41-97المعدؿ والمتمـ ،ويكمف اليدؼ مف ىذه االجراءات في
اطالع الغير بحؿ الشركة ،فال يجوز االحتجاج بانقضاء الشركة تجاه الغير إال بعد مرور يوـ كامؿ مف
نشره القانوني االجباري عمال بالمادة 3/766ؽ ت ج.
المطمب الثاني :آثار انقضاء الشركة
يترتب عمى انقضاء الشركة ألي سبب مف األسباب السابقة الذكر آثار ىامة تتمثؿ في تصفيتيا
بيدؼ تقسيـ موجوداتيا بيف الشركاء ،وتتشابو ىذه العممية مع عممية تصفية وقسمة تركة الشخص
الطبيعي بعد وفاتو ،مما يقتضي التطرؽ لتصفية الشركة(الفرع األوؿ) وقسمة أمواليا(الفرع الثاني).
الفرع األول :مفيوم تصفية الشركة وأحكاميا
ينصرؼ مفيوـ التصفية إلى تحويؿ األمواؿ العينية إلى سيولة نقدية ،بمعنى تحديد صافي أمواؿ
الشركة ،وقد نظـ المشرع الجزائري أحكاـ تصفية الشركات وفقا لمقواعد العامة (ـ 443إلى 446ؽ ـ
ج) ،وقواعد الشركات التجارية (ـ 765إلى 777ؽ ت ج) ،ويتبيف مف مجمؿ ىذه النصوص أنو إذا
انقضت الشركة ألي سبب كاف ،فإنيا تدخؿ في مرحمة التصفية وتحتفظ بشخصيتيا المعنوية بنص
القانوف(ـ 444ؽ ـ ج ،ـ 676ؽ ت ج) مع انتياء مياـ مسيرييا ،ويحؿ محميـ المصفى أو المصفيف.
يقصد بالتصفية العمميات التي يتـ بمقتضاىا إنياء اآلثار التي خمفتيا الشركة المنقضية ،وذلؾ
بالتصدي إلنياء العمميات الجارية ،وتسوية المراكز القانونية لمشركة المنقضية عبر استيفاء حقوقيا ودفع
ديونيا مف موجوداتيا( ،)1ف التصفية ىي العممية القانونية التي تؤدي إلى االنعداـ القانوني لوجود الشركة
ويقصد بيا إنياء جميع العمميات الجارية لمشركة وتسوية المراكز القانونية باستيفاء حقوقيا ودفع ديونيا
تمييدا لوضع األمواؿ الصافية بيف يدي الشركاء ،فإذا كانت حصيمة العمميات ايجابية قسـ الناتج عمى
الشركاء ،أما إذا كانت سبيمة ،يعني أف الشركة أصيبت بالخسارة ،لذلؾ يتعيف عمى كؿ شريؾ اإلسياـ
فييا حسب مسؤوليتو لسداد ديونيا(.)2
تعد التصفية عممية واجبة في كؿ أنواع الشركات ما عدا شركة المحاصة ،ويتـ النص عادة في
عقد الشركة عمى الطريقة التي تتـ بيا تصفية أمواليا وقسمتيا ،واال وجب اتباع أحكاـ القانوف المتعمقة
بالتصفية مع تعميؽ عنواف أو اسـ ''شركة في حالة تصفية'' ،وأيضا التأشير في السجؿ التجاري بما يفيد
حؿ الشركة(المادة 1/766ؽ ت ج) ،ويترتب عمى عممية التصفية آثار ىامة منيا :احتفاظ الشركة
بشخصيتيا المعنوية في ىذه الفترة( )1وتحديد مركز المصفى( ،)2وكذا حؿ الشركة التجارية(.)3
-1احتفاظ الشركة بشخصيتيا المعنوية :تظؿ الشركات التجارية بعد حميا محتفظة بشخصيتيا
المعنوية في المدة والقدر الالزميف لمتصفية ،فالتصفية مرحمة ضرورية تعقب انقضاء الشركة عمال بنص
المادة 444ؽ ـ ج والمادة 2/766ؽ ت ج التالي نصيا ''وتبقى الشخصية المعنوية لمشركة قائمة
الحتياجات التصفية إلى أف يتـ قفميا'' ،وبالتالي تستمر شخصيتيا المعنوية قائمة حتى انتيائيا ،مراعاة
لمصمحة دائني الشركة ،فالتصفية تتطمب االستمرار في األعماؿ الجارية والتي لـ تنجز بعد وكذا استيفاء
حقوؽ الشركة والوفاء بديونيا ،فيي أعماؿ تتطمب بقاء الشخصية المعنوية لحيف قفؿ بالتصفية(.)3
وينتج عف احتفاظ الشركة بالشخصية المعنوية ما يمي:
-يمثميا المصفى باعتباره الممثؿ القانوني ليا بدال مف المديريف الذيف تنتيي سمطاتيـ عند حؿ الشركة،
فينوب عنيا في التقاضي ويتصرؼ في أمواليا في حدود السمطة المخولة لو دوف موافقة الشركاء(.)4
)1إلياس ناصيؼ ،موسوعة الشركات التجارية ،شركة التضامف ،منشورات عويدات ،بيروت ،2003 ،ص.197
)2رضواف أبو زيد ،الشركات التجارية في القانوف المصري والمقارف ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،1989 ،ص.147
)3تحتفظ الشركة بشخصيتيا المعنوية حتى ال تصبح أمواليا بمجرد انقضائيا ممموكة لمشركاء عمى الشيوع ،إذ مف شأف ذلؾ أف يرتب مجموعة
مف النتائج السمبية أىميا - :تعذر واستحالة إنجاز األعماؿ الجارية ،واستيفاء حقوؽ الشركة والوفاء بما عمييا مف ديوف.
-مزاحمة دائني الشركاء الشخصييف دائني الشركة الذيف تعامموا معيا عمى أساس أنو شخص معنوي في التنفيذ عمى أمواليا.
-حتى ال يضطر كؿ دائف بمطالبة كؿ شريؾ بنصيبو في الديف ،فال تتعدد الدعاوى؛ راجع :عمي عصاـ غصف ،المرجع السابؽ ،ص.450
)4تنص المادة 444ؽ ـ ج عمى أنو ''تنتيي مياـ المتصرفيف عند انحالؿ الشركة ،أما شخصية الشركة فتبقى مستمرة إلى أف تنتيي التصفية''.
29
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
-تحتفظ بذمتيا المالية المستقمة عف ذمـ الشركاء وتعتبر أمواليا ضماف عاـ لدائنييا فقط دوف دائني
الشركاء ،كما تحتفظ بموطنيا القانوني في مركزىا الرئيسي(.)1
-تحتفظ الشركة باسميا مضافا إليو عبارة ''تحت التصفية'' حسب المادة 1/767ؽ ت ج.
-يجوز شير إفالس الشركة متى توقفت عف دفع ديونيا في فترة التصفية ،ألنيا تبقى محتفظة بصفة
التاجر خالؿ ىذه الفترة التي قد باعتبار التصفية عممية مركبة وقد تطوؿ لمدة سنوات.
-تعد الشخصية المعنوية في مرحمة التصفية غير كاممة ،فيي محدودة بحدود التصفية وما تقتضيو مف
أعماؿ ،فيمنع عمى المصفى القياـ بأعماؿ جديدة ما لـ تكف ىذه األعماؿ الزمة إلتماـ أعماؿ سابقة.
-2المركز القانوني لممصفى :متى انقضت الشركة ،ودخمت مرحمة التصفية ،انتيت سمطة المدير أو
المديريف فييا ،وحؿ شخص آخر محميـ يسمى المصفى توكؿ إليو ميمة إجراء عمميات لمتصفية.
يتـ تسيير أمواؿ الشركة في الظروؼ العادية مف قبؿ مجمس اإلدارة والمسيريف والمساىميف ،إال أنو
في حالة انقضاء الشركة ودخوليا مرحمة التصفية يكوف مصير حقوؽ الدائنيف والمساىميف بيد شخص
يسمى المصفى ،وىو صاحب الصفة الوحيدة في تمثيؿ الشركة في جميع األعماؿ التي تستمزميا
التصفية ،وشأنو في ذلؾ شأف الوكيؿ المتصرؼ القضائي الذي يتولى إدارة تفميسة المديف المفمس أو
الشركة المفمسة ،ويتمتع المصفى بسمطات واسعة إلتماـ عممية التصفية( ،)2فالمصفى ىو الشخص أو
2
األشخاص الذيف يعيد إلييـ تصفية الشركة ،حسب نص المادة 445ؽ ـ ج ،كما تنص المادة /782
ؽ ت ج عمى أنو تعييف المصفى الذي يكوف بإجماع الشركاء في شركات التضامف ،وبأغمبية رأس ماؿ
الشركة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،وبشروط النصاب القانوني فيما يخص الجمعيات العامة في
الشركات المساىمة.
يتبيف مف خالؿ ىذه النصوص أف القاعدة العامة في تعييف المصفى تعود إلى الشركاء (ويختمؼ
التعييف حسب نوع كؿ شركة) ،واذا لـ يتمكف الشركاء مف تعييف المصفى فإف سمطة تعيينو تعود
لمقاضي ،ويحؽ لكؿ مف ييمو األمر أف يرفع معارضة في ظرؼ 15يوما مف تاريخ نشر التعييف).(3
تقضي القاعدة العامة بأف مف يممؾ التعييف يممؾ العزؿ ،وىذا ما جسدتو المادة 786ؽ ت ج
التالي نصيا ''يعزؿ المصفى ويستخمؼ حسب األوضاع المقررة لتعيينو'' ،وفي غياب ذلؾ يجوز تقديـ
طمب عزؿ المصفى إلى القضاء إف وجد مبرر ،كما يمكف لو أف يتنازؿ عف ميامو بشرط أف يكوف في
بدأه. وقت مناسب ،وأف يعمف لمشركاء عف اعتزالو ليتـ اتخاذ التدابير الالزمة لتعييف مصفى آخر يتمـ ما
)1ترفع الدعاوى ضد الشركة في ىذا الموطف ،وتبمغ األوراؽ الرسمية إلييا في ىذا الموطف.
)2تنص المادة 1/788ؽ ت ج عمى أنو ''يمثؿ المصفى الشركة وتخوؿ لو السمطات الواسعة لبيع األصوؿ ولو بالتراضي ،غير أف القيود
الواردة عمى ىذه السمطات الناتجة عف القانوف األساسي أو أمر التعييف ال يحتج بيا عمى الغير''.
3
) TERKI Nour- Eddine, op. cit, p112.
30
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
يعتبر المصفى نائبا قانونيا عف الشركة تحت التصفية ومركزه يعد بمثابة المدير تجاه الشركة
والغير ،تتحدد سمطاتو في العقد التأسيسي لمشركة أو في القرار الصادر بتعيينو مف المحكمة (ـ 788ؽ
ت ج) ،فيو يتمتع بجميع السمطات التي يستطيع عف طريقيا تحقيؽ الغرض المقصود مف تعيينو ،فميمة
المصفى األساسية ىي التصفية ال اإلدارة ،وال يممؾ مف ىذه األخيرة إال األعماؿ الضرورية أو المستعجمة،
فمو القياـ باألعماؿ التالية :استيفاء حقوؽ الشركة قبؿ الغير أو الشركاء( ،)1وسداد ديوف الشركة بحسب
أولويتيا ،مع عدـ القياـ بأعماؿ جديدة لصالح الشركة ،إال إذا كانت الزمة إلتماـ أعماؿ سابقة(ـ 446ؽ
ـ ج) ،يحؽ لو بيع منقوالت وعقارات الشركة لسداد ديونيا(ـ 2/446ؽ ـ ج) ،ويمنع التنازؿ عف أمواؿ
الشركة في حالة تصفية لفائدة المصفى أو مستخدميو أو أزواجو أو أصولو أو فروعو(ـ 771ؽ ت ج)،
ويكوف مسؤوال حسب نص المادة 776ؽ ت ج تجاه الشركة والغير عف الضرر الناتج عف أخطاءه
المرتكبة عند مباشرة ميامو مسؤولية مدنية وجزائية(.)2
-3حل الشركة التجارية :ميما كاف سبب انقضاء الشركات التجارية فقد أوجب القانوف عمى المصفى
نشر انحالليا حسب نفس شروط وآجاؿ العقد التأسيسي ذاتو ،لذلؾ تعتبر الشركة في حالة تصفية مف
وقت حميا ميما كاف السبب ،ويتبع عنواف أو اسـ الشركة بالعبارة ''في حالة تصفية'' عمال بنص المادة
2/766ؽ ت ج ،غير أف حميا ال ينتج آثاره بالنسبة لمغير إال مف يوـ نشره في السجؿ التجاري(.)3
الفرع الثاني :قسمة أموال الشركة
تميد كؿ االجراءات واألعماؿ التي يقوـ بيا المصفى إلجراء القسمة بتوزيع الصافي مف ماؿ
الشركة عمى الشركاء(أوال) ،وحينيا يتعرؼ دائني الشركة عمى مصير حقوقيـ (ثانيا).
أوال -توزيع الصافي من مال الشركة عمى الشركاء :إذا انتيت مرحمة التصفية ،وتحولت موجودات
الشركة إلى ماؿ(نقود) وانتيت بذلؾ ميمة المصفى ،وزالت الشخصية المعنوية بصورة نيائية ،ترتب بعد
ذلؾ إجراء قسمة ىذه الموجودات ،فالقسمة ىي العممية التي تمي التصفية ويمكف أف يقوـ بيا المصفى
باعتبار ذلؾ عمال نيائيا لميمتو ،غير أف الشركاء غالبا ما يفضموف القياـ بعمميات القسمة بأنفسيـ ،وفي
حالة االختالؼ بينيـ يتـ المجوء إلى القضاء وذلؾ بعد انذار المصفى (المادة 2/794ؽ ت ج).
وتعود سمطة تقرير توزيع األمواؿ إلى المصفى عمال بنص المادة 794ؽ ت ج ،وىي األمواؿ
التي أصبحت قابمة لمتصرؼ فييا أثناء التصفية ،وذلؾ بعد سداد ديوف الشركة وعدـ اإلخالؿ بحقوؽ
الدائنيف ،وتكوف عممية القسمة حسب أحكاـ المادة 447ؽ ـ ج والمادة 793ؽ ت ج.
)1مطالبة الغير بالوفاء بالديوف ،مطالبة الشركاء بتقديـ الحصص أو الباقي منيا.
2
) TERKI Nour- Eddine, op. cit, pp116-117.
)3المادة 3/766ؽ ت ج.
31
األحكاو انعامة نهشركات انتجارية انفصم األول:
تتبع في القسمة الطريقة التي اختارىا الشركاء في العقد التأسيسي لمشركة ،واال وجب الرجوع إلى
األحكاـ المتعمقة بالقسمة وىي أحكاـ المادة 448ؽ ـ ج والتي تقضي بأف تطبؽ في قسمة الشركات
القواعد المتعمقة بقسمة الماؿ الشائع (المادة 713ؽ ـ ج وما يمييا).
يجب أف ينشر قرار التوزيع في جريدة اإلعالنات التي تـ فييا النشر األوؿ حيف تعييف المصفى
عمال بنص المادة 767ؽ ت ج ،كما يجب أف يبمغ قرار التوزيع إلى الشركاء بشكؿ منفرد بحسب المادة
3و4
ؽ ت ج. /794
32
شركات األشخاص الفصل الثاني:
1
) عمورة عمار ،شرح القانون التجاري الجزائري ،دار المعرفة ،الجزائر ،2009 ،ص.189
)2نسرين شريقي ،الشركات التجارية ،الطبعة األولى ،دار بمقيس ،2013 ،ص.47
32
شركات األشخاص الفصل الثاني:
مكونا في اآلصل من جميع الشركاء حيث يسمييا البعض ''شركة االسم الجماعي''(.)1
وردت أحكاميا في القانون التجاري في المواد من 551إلى 563ق ت ج ،وأحال في بقية
أحكاميا إلى األحكام العامة في القانون المدني والشروط المتفق عمييا بين الشركاء ،ففييا يبرز بقوة
الجانب التعاقدي أكثر .كما تعتبر أقرب أنواع الشركات إلى الشركات المدنية ،لذلك ينطبق عمييا جانب
كبير من أحكام النظرية العامة لمشركة دون تعديل ،ليذا سوف نقتصر في دراستيا عمى األحكام الخاصة
من حيث تكوينيا(المطمب األول) وخصائصيا(المطمب الثاني) وادارتيا(المطمب الرابع) وأسباب انقضائيا
(المطمب الخامس).
المطمب األلول :ضكلوين شرك الضاامن
ير ألحكام ىذا النوع من الشركات من
تنشأ الشركة بموجب عقد ،بل إن الفكرة التعاقدية أكثر تبر ا
فكرة النظام القانوني لكونيا تقوم عمى االعتبار الشخصي فتقوم بو وتزول بزوالو ،لذلك تسري عمى عقد
الشركة األركان الموضوعية العامة والخاصة باإلضافة إلى ركن الشكمية حتى يكون تأسيس الشركة
صحيحا(الفرع األول) واال سيترتب جزاء نتيجة االخالل بقواعد التأسيس(الفرع الثاني).
الفرع األلول :ضأسيس شرك الضاامن
يتطمب أمر تأسيس شركة التضامن تأسيسا صحيحا ضرورة توافر جميع األركان الموضوعية
العامة والخاصة ،والشكمية حسب التفصيل السابق بيانو الفصل األول ،كما يستمزم األمر كتابة عقد
الشركة بعقد رسمي تحت طائمة البطالن مع ضرورة إتمام إجراءات الشير ،إذ باإلضافة لممادة 548ق
ت ج ،نجد نصا خاصا بيذه الشركة وىو المادة 734ق ت ج(.)2
تعتبر ىذه المادة تطبيقا لمنظرية الفعمية في شركات التضامن ،كما يظير من خالل ىذا النص
مدى حرص المشرع عمى شير شركة التضامن كشركة تجارية لما يمعبو ىذا الركن من إعالن عن مولد
الشخص المعنوي ،ونظ اًر ألن شركة التضامن يكون فييا جميع الشركاء مسؤولين مسؤولية تضامنية
ومطمقة فإن أىم البيانات التي يجب أن تكون محل نشر ىي :ذكر جميع الشركاء بأسمائيم وألقابيم
وعناوينيم ،وعنوان الشركة ،المدير أو المديرين ،رأس المال وقيمة الحصص العينية ،مدة الشركة عمال
بنص المادة 546ق ت ج ،وكذا شير كل تعديل يط أر عمى ىذه البيانات كخروج أحد الشركاء ،أو تغيير
عنوانيا أو مدتيا.
)1وتسمى بيذا االسم ''الشركة ذات االسم الجماعي'' وىي ترجمة السم الشركة بالمغة الفرنسية sociétés en nom collectif
)2تنص المادة 734ق ت ج عمى أنو ''يطمب في شركات التضامن واال كان باطال إتمام إجراءات النشر الخاصة بالعقد أو المداولة حسب
األحوال ،دون احتجاج الشركاء والشركة اتجاه الغير بسبب البطالن ،غير أنو يجوز لممحكمة أال تقضي بالبطالن الذي حصل إذا لم يثبت أي
تدليس''.
33
شركات األشخاص الفصل الثاني:
ألحكام المادتين 5و 6ق ت ج ،فيجوز لو الدخول في الشركة كشريك متضامن إذا تحصل عمى إذن
استنادا لممادة 88قانون أسرة جزائري ،ونظ ار ليذه الخصائص فإنو يترتب
ً قضائي آخر يجيز لو ذلك
عمى إفالس شركة التضامن إفالس جميع الشركاء ،وىذا ما نصت عميو صراحةً المادة 223ق ت ج
بأنو ''في حالة قبول تسوية قضائية أو إشيار إفالس شركة مشتممة عمى شركاء مسؤولين بالتضامن عن
ديون الشركة ينتج الحكم آثاره بالنسبة ليؤالء الشركاء''.
وبإفالس الشركة يفمس جميع الشركاء باعتبارىم تجار ،لذلك يجوز لدائني الشركة التقدم بديونيم
في تفميسة الشركة وفي تفميسات الشركاء ،وان كانوا في ىذه األخيرة سوف يتعرضون لمزاحمة دائني
الشركاء الشخصيين ،والعكس غير صحيح إذ أن شير إفالس أحد الشركاء لدين تجاري خاص بو ال
يستتبع إفالس الشركة ،أو إفالس الشركاء ،وانما يترتب عمى ىذا اإلفالس حل الشركة وانقضاؤىا ،إال إذا
تضمن العقد التأسيسي شرطا يقضي باستمرار الشركة رغم إفالس الشريك.
الفرع الثاني :مسؤلولي الشريك الشخصي الضاامني
يترتب عمى عاتق الشريك المتضامن مسؤولية شخصية(أوال) تضامنية مطمقة(ثانيا).
ألوال -المسؤلولي الشخصي :تعتبر مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة مسؤولية شخصية في أمواليم
الخاصة ويكون باطال كل شرط في العقد يعفي الشريك من المسؤولية الشخصية أو يحد من مسؤوليتو
فييا ،وأساس ىذه المسؤولية يرجع إلى أن التوقيع عمى تعيدات الشركة يتم بعنوانيا ،ولما كان العنوان
يضم أسماء الشركاء جميعا ،فكأن كل شريك تعيد بالتزامات الشركة بصفة شخصية ،فيكون أمام دائن
الشركة في مثل ىذه الحالة عدة مدنيين ،فالشركة ذاتيا بوصفيا شخصا معنويا ،وكل شريك عمى حدة،
غير أن ذمة الشركاء تخصص لموفاء بحقوق دائنييا وحدىم وال تكون متعمقة بحق الدائنين الشخصيين.
تعد المسؤولية الشخصية لمشريك مطمقة تشمل كافة ديون الشركة كما لو كانت ىي ديونو
الشخصية ،لذلك يعد باطال كل اتفاق يقضي بتحديد مسؤولية الشريك بمقدار حصتو تجاه الغير ،فإذا
حصل وأن اتفق في العقد عمى تحديد مسؤولية الشركاء بقيمة حصصيم ،وتبين لمقاضي أن الشركاء قد
اتجيوا إلى إنشاء شركة تضامن فإن ىذا الشرط يبطل وُيسأل ىؤالء عن ديون الشركة في أمواليم الخاصة.
ثانيا -المسؤلولي الضاامني المطمق :يعد الشركاء جميعيم مسؤولين مسؤولية تضامنية عن ديون
الشركة (م 551ق ت ج) وليذا سميت بيذا االسم ،وىذه المسؤولية غير محددة بمقدار حصة الشريك
في رأس مال الشركة ميما بمغت حتى وان استغرقت قيمة تمك الديون جميع األموال الخاصة لمشريك،
فذمتو ضامنة ليذه الديون وىو متضامن مع الشركة ،فإذا عجزت الشركة عن سداد ديونيا ،أو قد يعجز
أحد الشركاء عن التسديد ،فإن عمى باقي الشركاء أن يتولوا وفاء تمك الديون فيم بمثابة وكالء عن
الشركة(عقد كفالة).
يقصد بالمسؤولية التضامنية أنو يمكن لدائني الشركة أن يرجع بدينو ليس فقط عمى الشركة
كشخص معنوي ،وانما عمى كافة الشركاء حتى يستوفي منيم جميعا أو من أحدىم ما يحق لو في
35
شركات األشخاص الفصل الثاني:
مواجية الشركة ،ففي حالة وفاء شريك بدين عمى الشركة يعد كفيل متضامن يحل محل الدائن في
حقوقو ،ويكون لو أن يرجع عمى الشركة بدعوى الدائن أو عمى الشركاء بحصتو في الدين ،بينما ال يجوز
لدائني الشركة مطالبة أحد الشركاء بوفاء ديون الشركة إال بعد مرور( )15يوما من تاريخ إنذار الشركة
بعقد غير قضائي( ،)1واذا كان أحدىم معس ار فإن حصتو في الدين توزع عمى الباقين بما فييم الشريك
الموفي تطبيقاً لمقواعد العامة (المواد من 671إلى 673ق م ج).
تعتبر مسؤولية الشريك المتضامن عن ديون الشركة مسؤولية تضامنية من النظام العام ،فال يجوز
استبعادىا أو تحديدىا بشرط خاص في العقد ،فال يجوز االتفاق عمى مخالفتيا ،فالشريك المتضامن
يعتبر مسؤوال في مواجية الغير ،حتى لو نص العقد التأسيسي عمى خالف ذلك(.)2
الفرع الثالث :عنلوان شرك الضاامن
تتميز شركة التضامن بعنوان يعد بمثابة اسم تجاري ليا والذي تتعامل بو مع الغير وتوقع بو جميع
معامالتيا ،ويضم اسماء الشركاء كميم أو بعضيم أو أحدىم متبوعا بكممة ''وشركائو'' ،فميس ضروريا
ذكر أسمائيم جميعا إذا كان العدد كبير ،بل يكتفي بذكر أحدىم مع إضافة ''وشركائو'' حسب نص المادة
552ق ت ج ،والتي يتضح منيا أن إضافة ''وشركائو'' إلزامية حتى يتضح لمغير أن ىناك شركاء آخرين
في الشركة ،وان تألفت الشركة من أفراد عائمة واحدة جاز أن يقتصر العنوان عمى اسم العائمة مع إضافة
كممة ''أوالده'' أو ''أبناءه'' أو ''إخوانو''.
ونظ اًر ألىمية ىذا العنوان لما لو من أثر في تعامل الغير مع الشركة فال يجوز إدخال اسم أجنبي
في عنوان الشركة غير شريك فييا ،ويترتب عمى ذلك أنو إذا انسحب أحد الشركاء أو توفي واستمرت
الشركة مع باقي الشركاء أو مع ورثتو يجب حذف اسمو من العنوان ،وىذا ما يعتبر تعديل في العنوان
وكل تعديل يستمزم إجراء الشير طبقاً لمقواعد العامة السابقة الذكر.
الفرع الرابع :عدم قابمي حصص الشريك لالنضقال
األصل ىو عدم قابمية حصص الشركاء لمتداول كون شركة التضامن تقوم عمى االعتبار الشخصي
أي الثقة المتبادلة بين الشركاء ،فال يمكن إحالة حصص الشريك إال برضا جميع الشركاء( ،)3مما يعني
عدم جواز التصرف في حصص الشركاء ،وميما كان ىذا التصرف بعوض أو بدون عوض ،فال يمكن
إجبار بقية الشركاء عمى قبول شريك جديد ال يثقون فيو.
يالحظ من ىذه المادة أن المبدأ العام ىو عدم جواز التنازل عن حصة الشريك ،واذا تم التنازل
فيشترط إجماع الشركاء ،غير أن المشرع لم يحدد المتنازل إليو إن كان من الغير أو من الشركاء ،كون
جائز
ا التنازل عن الحصة ألحد الشركاء جائز طالما أنو ال يمس باالعتبار الشخصي ،ومتى كان التنازل
فيجب إثباتو بعقد رسمي ،إذ يعتبر ذلك حوالة لحق الشريك تجاه الشركة ،فيجب عمى الشركة بدورىا أن
تقبل ىذه الحوالة بعد تبميغيا بذلك بعقد رسمي بخالف القواعد العامة(الحوالة في القانون المدني) ،كما أن
ىذا التنازل ال يسري في مواجية الغير إال بعد شيره ونشره عمى أساس أنو تعديل أدخل عمى العقد(.)1
كما أن وفاة الشريك ال يترتب عميو انتقال الحصة إلى الورثة كونيم ال يتوفر فييم االعتبار
الشخصي الذي جمع بين مورثيم وبقية الشركاء ،لذلك تنقضي الشركة في ىذه الحالة إال أن ىذه القاعدة
ليست من النظام العام ،ومن ثم يجوز مخالفتيا بشرط اتفاق الشركاء في العقد التأسيسي عمى أنو ال
تنحل الشركة بوفاة أحد الشركاء ،بل تؤول حصة الشريك المتوفي إلى الورثة ،وكذلك الحالة في حالة
إفالس أحد الشركاء أو منعو من ممارسة مينتو التجارية أو فقدان أىميتو ،فاألصل أن تنحل الشركة إال
إذا نص العقد التأسيسي عمى إمكانية استمرارىا أو يقرر ذلك الشركاء اآلخرون باإلجماع.
المطمب الثالث :إدارة شرك الضاامن
باعتبار الشركة شخصا معنويا فال يمكنيا ممارسة حقوقيا وتنفيذ التزاماتيا بنفسيا ،وانما البد أن
يقوم مقاميا شخص طبيعي يمثميا بيذه الميمة ،وىو الذي يقوم بكافة أعمال اإلدارة التي تتضمن قيام
الشركة بأغراضيا وىذا الشخص ىو مدير الشركة أو عضو مجمس اإلدارة الذي يتولى إدارتيا.
تعود إدارة شركة التضامن كقاعدة عامة لكافة الشركاء بصفة مشتركة وىو ما يسمى ''باإلدارة
الجماعية'' ،غير أنو عمميا يصعب ممارسة اإلدارة الجماعية خاصة عند وجود عدد كبير من الشركاء،
لذلك يقتضي األمر تعيين مدير أو أكثر إلدارة الشركة) الفرع األول( ،مع تنظيم سمطاتو في الغالب(الفرع
الثاني) مع التزام الشركة بتصرفات ىذا المدير في مواجية الغير حماية لو(الفرع الثالث) مع منح نوع من
الضمان لمشركاء لمراقبة أعمال ىذا المدير حماية لحقوقيم (الفرع الرابع(.
الفرع األلول :ضعين المدير لوعزلو
يعتبر المدير ىو الممثل القانوني لمشركة في كافة معامالتيا فتوقيعو عمى التصرفات التي يجرييا
باسم الشركة من شأنو أن يمزمو ىو وجميع شركائو ،لذلك فإن مصير الشركة والشركاء في يده ،لذلك
فالشركاء ىم من يتولون تعيينو وعزلو ،حيث يتمتعون بحرية تامة في تنظيم إدارة الشركة ،فقد يشتركون
جميعا في إدارتيا أو يقررون إدارتيا من طرف واحد منيم أو أكثر أو من الغير(.)2
تنعقد إدارة الشركة لكافة الشركاء كمبدأ عام ،وذلك في حالة عدم تعيين الشركاء لممدير وىذا ما
يسمى باإلدارة الجماعية لمشركة ،بينما في حالة اتفاق الشركاء عمى تعيينو فتكون االدارة في ىذه الحالة
إدارة فردية ،وقد أن يدرج تعيين المدير في عقد الشركة ،كما يمكن أن يتم التعيين بموجب عقد الحق،
ويختمف مركز المدير حينئذ من حيث التعيين والعزل والسمطات باختالف طريقة التعيين.
ألوال -ضعيين المدير في القانلون األساسي لمشرك :إذا ما تم تعيين مدير الشركة في العقد التأسيسي
فيسمى في ىذه الحالة بالمدير النظامي ويعتبر ىذا التعيين جزء من القانون االساسي لمشركة ،فال يجوز
عزلو أو عزل أحدىم في حالة التعدد إال بإجماع الشركاء اآلخرين ،ويترتب عمى العزل في ىذه الحالة
حل الشركة مالم ينص عمى استمرارىا في القانون األساسي أو يقرر باقي الشركاء حميا باإلجماع( ،)1يعد
ىذا األمر منطقيا ما دام أن عزل المدير يخل باالعتبار الشخصي الذي ينتج عنو اختالف بين الشركاء
في استبدالو ،ويصعب عمى الشركة متابعة أعماليا في ىذه الحالة(.)2
أما إذا عين الشركاء مدي ار لمشركة شخصا من الغير في العقد التأسيسي ففي ىذه الحالة يسمى
بالمدير النظامي غير الشريك ،فإن عزلو يتم حسب الشروط المنصوص عمييا في العقد ،واذا لم يتضمن
ىذا األخير كيفية العزل ،فإن المدير في ىذه الحالة يعزل بقرار صادر من الشركاء بأغمبية األصوات
عمال بنص المادة 4/559ق ت ج.
يحق لكل شريك طمب عزل المدير قضائيا إذا ما وجد سبب قانوني وجدي كعدم قدرتو عمى تسيير
الشركة أو استغالل نشاطيا لمصمحتو أو ارتكابو خطأ جسيم ...سواء كان المدير شريكا أو أجنبيا،
ولممحكمة سمطة تقدير جدية ىذه األسباب ،واال كان سببا موجبا لمتعويض(.)3
ثانيا -ضعيين المدير في عقد مسضقل عن عقد الشرك
قد يعين الشركاء مدي ار لمشركة من بينيم أو من الغير في عقد الحق ،فإذا كان من الشركاء فيسمى
''مدي ار شريكا غير نظامي'' ،لذلك فإن عزلو يتم وفقا لمشروط المنصوص عمييا في القانون األساسي ،واال
فيكون العزل بقرار الشركاء اآلخرين باإلجماع عمال بنص المادة 2/559ق ت ج ،بينما المدير الذي
يكون من الغير فإن طريقة عزلو حيث تخضع ألحكام المادة 3/559ق ت ج.
الفرع الثاني :سمطات المدير
يحدد القانون األساسي لمشركة سمطات المدير وحدودىا كأصل ،فإذا لم تعين ىذه السمطات ،جاز لو
أن يقوم بجميع أعمال اإلدارة والتصرفات التي تدخل في غرضيا(م 554ق ت ج) ،فتكون الشركة ممزمة
بما يقوم بو المدير من تصرفات تدخل في موضوعيا في عالقاتيا مع الغير ،وفي حالة تجاوزه لغرضيا
وقيامو بتصرفات تضر بالشركة فإنو يتحمل مسؤولية جنائية أو مدنية بحسب جسامة الخطأ والضرر.
ألوال -إدارة الشرك في حال ضعيين مدير لواحد
غالبا ما يحدد العقد التأسيسي السمطات الممنوحة لمديرىا والتي يجب عميو مباشرتيا ،وعميو أال
يتجاوزىا في أعمال إدارتو ،واذا لم يتم تحديد سمطات المدير في العقد التأسيسي فمو القيام بجميع
التصرفات التي تدخل في موضوع الشركة بحسب طبيعة الغرض الذي قامت من أجل تحقيقو (م 554ق
ت ج) كإبرام العقود ،توظيف العمال ،التمثيل القضائي ...وال يجوز لو التبرع بأمواليا ،كما ال يجوز لو
بيع عقاراتيا أو رىنيا ،أو أن يبرم عقود قروض كبيرة ،أو طويمة األجل إال بإذن خاص من الشركاء(.)1
ثانيا -إدارة الشرك في حال ضعيين أكثر من مدير
يجوز تعيين أكثر من شخص واحد لتولى إدارة الشركة ،فقد ينص العقد التأسيسي عمى أن يدير الشركاء
الشركة مجتمعين ،وقد يحدد العقد اختصاصا معينا ،وقد يكتفي بتعيين أكثر من مدير دون أن يحدد لكل
مدير اختصاصا معينا(:)2
-1إذا لم يعين اختصاص المديرين وجب عمييم اتخاذ الق اررات باإلجماع أو باألغمبية ،فيجب مراعاة
ذلك فال يستطيع أحد المديرين أن ينفرد باإلدارة ،واال كان عمميم غير نافذ في حق الشركة ،إال في حالة
وجود أمر استعجالي كضرورة بيع بضاعة معرضة لمتمف.
-2إذا عين في العقد التأسيسي اختصاص كل مدير ،ففي ىذه الحالة يجب عمى كل مدير احترام حدود
االختصاصات المرسومة لو ،بحيث ال تنعقد مسؤوليتو إال في األعمال التي أج ارىا داخل ىذه الحدود
دون األعمال التي قام بيا غيره من المدراء(.)3
-3في حالة تعيين أكثر من مدير دون تحديد اختصاص كل واحد منيم في العقد ،فيكون لكل مدير
سمطة إدارة الشركة أي القيام بجميع األعمال والتصرفات لتحقيق أغراضيا ،ويكون لبقية المديرين
االعتراض عمى أعمال المدير ،فيكون الرأي في ىذه الحالة لألغمبية ما لم ينص العقد التأسيسي عمى
حساب األغمبية حسب مقدار الحصص المقدمة في الرأسمال.
الفرع الثالث :الضزام الشرك بضصرفات المدير ضجاه الغير
تعد جميع التصرفات المبرمة من طرف المدير في حدود سمطاتو منتجة آلثارىا القانونية تطبيقا
ألحكام المادة 1/555ق ت ج التي تنص عمى أن ''تكون الشركة ممزمة بما يقوم بو المدير من تصرفات
تدخل في موضوع الشركة ،وذلك في عالقاتيا مع الغير'' ،لذلك تكون الشركة مسؤولة تجاه الغير عن
جميع األعمال التي يقوم بيا المدير أو المديرين ،ومن ثم يسأل المدير في مواجية الشركة والشركاء عن
مخالفتو لبنود االتفاقية ،وال يحتج عمى الغير بالشروط االتفاقية المحددة لسمطاتو (م 5/555ق ت ج).
أنشأ المشرع نظاما حمائيا لمصمحة الغير يتمثل في االعتراف بسمطة المسير الكاممة في ممارسة
ميمتو والتي ال تحد منيا وجود شروط اتفاقية مقيدة ،ولتعزيز حماية الغير في شركة التضامن اعتبر
المشرع موضوع الشركة قيدا قانونيا يعمل عمى تحديد صالحيات المسير في ممارسة ميامو مع الغير.
)1تنص المادة 558ق ت ج عمى أنو ''لمشركاء غير المديرين الحق في أن يطمعوا بأنفسيم مرتين في السنة في مركز الشركة عمى سجالت
التجارة والحسابات والعقود والفواتير والمراسالت والمحاضر وبوجو العموم كل وثيقة موضوعة في الشركة أو مستممة منيا.
ويتبع حق االطالع الحق في أخذ النسخ''.
)2المادة 557ق ت ج.
)3يجدر اإلشارة إلى أن ىذا الحكم الذي ورد في المادة 2/562ق ت ج ،لم يكن متفقا مع األمر رقم ،59-75كون المشرع الجزائري لم ينظم
شركة التوصية البسيطة إال بعد تعديل القانون التجاري بموجب المرسوم التشريعي رقم ،08-93وعمى الرغم من ذلك كان النص موجودا وىو
ما يوحي بنوع من التناقض.
40
شركات األشخاص الفصل الثاني:
)1تنص المادة 563ق ت ج عمى أنو ''في حالة إفالس أحد الشركاء أو منعو من ممارسة مينتو التجارية أو فقدان أىميتو ،تنحل الشركة مالم
ينص القانون األساسي عمى استمرارىا أو يقرر باقي الشركاء ذلك بإجماع اآلراء.
وفي حالة االستمرار تعين حقوق الشريك الفاقد ليذه الصفة والواجب أداؤىا لو ،طبقا لمفقرة األولى من المادة .''559
)2تعني كممة توصية بالالتينية Commandaأي الثقة وتعني أن مقدم المال(الشريك الموصي) يمنح ثقتو لمشريك اآلخر موصيا إياه بإدارة
ذلك المال اعتمادا عمى تمك الثقة التي تقوم بينيما ،نقال عن رضوان أبو زيد ،الشركات التجارية في القانون التجاري المصري والمقارن ،دار
الفكر العربي ،القاىرة ،1997 ،ص.174
)3أحمد عبد المطيف غطاشة ،الشركات التجارية ،دراسة تحميمية ،ط ،1دار صفاء ،عمان ،األردن ،1999 ،ص.139
41
شركات األشخاص الفصل الثاني:
تنفرد ىذه الشركة ببعض األحكام الخاصة بسبب وجود نوعين من الشركاء فييا ،لذلك سنقتصر
عمى إبراز ىذه األحكام الخاصة المتعمقة بتأسيسيا(المطمب األول) ،وخصائصيا المستمدة من الطابع
االزدواجي لمركز الشركاء(المطمب الثاني) ،واالسباب الخاصة النقضائيا(المطمب الثالث).
المطمب األلول :ضأسيس شرك الضلوصي البسيط
تسري عمى شركة التوصية البسيطة ذات األحكام المتعمقة بعقد الشركة بوجو عام ،كما تنطبق
عمييا أحكام شركة التضامن من حيث التكوين واالنقضاء( ،)1وتجدر االشارة إلى أن ىذه الشركة تتميز
في كون الممخص الذي يجب أن يشير يجب أن يتضمن أسماء الشركاء المتضامنين فقط دون أسماء
الموصين الذين يظير اسميم في القانون األساسي لمشركة فقط ،كما يجب أن يتضمن القانون األساسي
ليذه الشركة جممة من البيانات نصت عمييا المادة 563مكرر 3ق ت ج ،وقيمة حصص كل الشركاء
وصفتيم ،والحصة اإلجمالية لمشركاء المتضامنين وحصتيم في األرباح ،وفي فائض التصفية.
المطمب الثاني :خصائص الشرك المسضمدة من الطابع االزدلواجي لمركز الشركاء
يخضع الشركاء في ىذه الشركة لنظام قانوني مزدوج باعتبارىا تضم نوعين من الشركاء ،يخضع
الشركاء المتضامنين لنفس األحكام المقررة لمشريك في شركة التضامن من حيث التمتع بالصفة التجارية،
والتضامن بين الشركاء(الفرع األول) ،أما بشأن الشركاء الموصين فيم يخضعون ألحكام خاصة أقرتيا
قواعد شركة التوصية ضمانا لحماية الغير(الفرع الثاني).
الفرع األلول :المركز القانلوني لمشركاء المضاامنين
ينطبق عمى الشركاء المتضامنين القواعد المتعمقة بالشريك المتضامن (من المسؤولية الشخصية
والتضامنية ،اكتساب صفة التاجر وظيورىم أسمائيم في العنوان) ،بينما من حيث التنازل عن حصص
الشركاء المتضامنين فالمبدأ العام أن التنازل عن حصص الشركاء يتطمب موافقة كل الشركاء ،إال أن
المادة 563مكرر 3/7ق ت ج نصت عمى استثناء مفاده أنو يمكن النص في القانون األساسي عمى منح
الشريك المتضامن إمكانية التنازل عن جزء من حصصو إلى شريك موصي أو شخص أجنبي ،غير أن
ذلك ال يكون إال بموافقة كل الشركاء المتضامنين ،وبأغمبية الشركاء الموصين الممثمين أغمبية رأس
المال.
الفرع الثاني :المركز القانلوني لمشركاء الملوصين
يظير مركز الشريك الموصي من خالل األىمية المطموبة النضمامو إلى ىذا النوع من
الشركات(أوال) ،ومن خالل مسؤوليتو المحدودة (ثانيا) ومن عدم ظيور اسمو في عنوان الشركة (ثالثا)،
وأيضا من خالل نوع الحصة المقدمة وامكانية التنازل عنيا(رابعا) ،وكذلك من خالل إمكانية المشاركة
في إدارة الشركة من عدميا(خامسا).
ألوال -أىمي الشريك الملوصي :لم يشترط المشرع أىمية خاصة بالشريك الموصي بعكس الشريك
المتضامن الذي يشترط فيو األىمية التجارية ،كونو يكتسب صفة التاجر ،لذلك يمكن لألشخاص الذين ال
تتوافر فييم األىمية التجارية االنضمام لشركة التوصية البسيطة بصفتيم شركاء موصين ،ويشمل ىذا
الوضع كذلك الممنوعين من ممارسة التجارة كالموظفين والقضاة وغيرىم ،كما يشمل القصر بنفس
الشروط العامة ألىميتيم وحدود تصرفاتيم التي حددىا القانون المدني وقانون األسرة الجزائري(.)1
ثانيا -المسؤلولي المحدلودة لمشريك الملوصي :إن الشركاء الموصين ال ُيسألون عن ديون الشركة إال في
حدود حصتيم فمسؤوليتيم محدودة عمال بنص المادة 563مكرر 2/1ق ت ج ،وال يكتسبون صفة
التاجر ،فال يمتزمون إال بتقديم حصتيم ،واذا أفمست الشركة ال يفمسون وال يكون لموكيل المتصرف
القضائي أن يرجع عمى الشريك الموصي ،إال لمطالبتو بتقديم حصتو إذا لم يقدميا من قبل ،ويترتب
أيضا عمى مبدأ المسؤولية المحدودة ليذا الشريك نتائج ىامة تعتبر بدورىا من ضمن الخصائص التي
تميز ىذه الشركة من حيث فئة الشركاء الموصين.
ثالثا -عنلوان الشرك :يتألف عنوان الشركة من أسماء كل الشركاء المتضامنين أو من اسم أحدىم أو
أكثر متبوعا بعبارة ''وشركاؤىم'' ،وال يمكن أن يظير اسم الشريك الموصي في عنوان الشركة ،وذلك حتى
ال يعتقد الغير خطأً أنو مسؤول مسؤولية غير محدودة ويمنعون من التدخل في إدارة الشركة ،واذا حدث
ال بالتضامن عن جميع ديون الشركة(.)2
أن ظير اسم الشريك الموصي في العنوان فإنو يصبح مسؤو ً
رابعا -من حيث ضقديم الحصص لوالضنازل عنيا :باعتبار الشريك الموصي ال يكتسب صفة التاجر ما
يعني أن مسؤوليتو محدودة بقدر حصتو المقدمة التي ال يمكن أن تكون حصة من عمل(أ) مع عدم
قابميتيا لمتداول كمبدأ عام(ب).
أ -من حيث نلوع الحصص المقدم :يمكن لمشريك المتضامن أن يقدم حصة نقدية أو عينية أو من
عمل ،كما ىو الوضع في شركة التضامن ،أما الشركاء الموصين فالحصص التي يمكن ليم تقديميا
تنحصر في الحصص العينية أو النقدية فقط( ،)3فيمنع أن تكون حصة من عمل ،ألن من شأن ىذه
الحصة أن تمكنو من التدخل في إدارة الشركة وىو ممنوع من ذلك قانونا(.)4
ب -من حيث الضنازل عن الحصص :يجوز لمشركاء الموصين التنازل عن كل حصصيم بكل حرية بين
الشركاء ،أما التنازل عن حصصيم لمغير فيجب موافقة كل الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين
الممثمين أغمبية رأس المال حسب التفصيل الوارد في المادة 563مكرر 7ق ت ج(.)5
خامسا -من حيث إدارة الشرك :عمى عكس ما ىو مقرر في شركة التضامن أين يتمتع كل شريك بحق
االشتراك في اإلدارة ،يحضر عمى الشريك الموصي التدخل في إدارة الشركة ،بل يجب أن تكون ىذه
اإلدارة ألحد الشركاء المتضامنين أو لشخص أجنبي عن الشركة ،فال يجوز ليم أن يعمموا عمال متعمقا
بإدارة الشركة ولو بناء عمى توكيل( ،)1إال أن ىذا المنع يقتصر عمى أعمال اإلدارة الخارجية دون
الداخمية( ،)2فيمنع عمى الشريك الموصي من أن يكون مديرا ،أو أن يقوم بتصرفات قانونية كالبيع
واإليجار ،...وينحصر مجال المنع في اإلدارة الخارجية ،أي كل تصرف يتعمق بصمة الشركة بالغير كأن
يشتري من الغير لحساب الشركة أو يقترض باسميا أو يبيع لمغير باسميا ،دون منعو من القيام بأعمال
اإلدارة الداخمية التي تبقى لصيقة بحقوق الشريك كاشتراكو في مداوالت الشركة ،أو في اإلشراف والرقابة
عمى أعماليا ،وفحص ميزانيتيا ...الخ.
وفي حالة مخالفة ىذا المنع فقد رتبت المادة 563مكرر 2/5ق ت ج الجزاء يتمثل في أن الشريك
ال بالتضامن عن االلتزامات الناشئة
الموصي في ىذه الحالة يعامل معاممة الشريك المتضامن فيكون مسؤو ً
عن عممو اإلداري ،بحيث يصبح مسؤوال عن الديون الناشئة عن ىذا العمل ليس في حدود حصتو
فحسب بل في أموالو الخاصة كذلك.
المطمب الثالث :األسباب الخاص النقااء شرك الضلوصي البسيط
باستقراء الحاالت الواردة في المادتين 563مكرر1/9و 2والمادة 563مكرر1/10و 2ق ت ج فإن
ىذه األسباب تتمثل في:
الفرع األلول :حال لوفاة أحد الشركاء المضاامنين
يجب التفرقة بين حالة ما إذا كان الشريك المتوفي ىو المتضامن الوحيد في الشركة(أوال) وحالة
وجود أكثر من شريك متضامن(ثانيا).
ألوال -لوفاة الشريك المضاامن اللوحيد في الشرك :في ىذه الحالة تستمر الشركة إذا نص القانون
األساسي عمى استمرارىا مع الورثة ،غير أنو إذا كان الورثة كميم قصر غير راشدين فال يمكن إدخاليم
كشركاء متضامنين نظ اًر لألىمية المطموبة في الشريك المتضامن ،وىنا تكون الشركة أمام خيارين :إما
إدخال شريك متضامن جديد ،واما تحويل الشركة في أجل سنة ابتداء من تاريخ الوفاة ،وا ّال تحل الشركة
بقوة القانون عند انقضاء ىذا األجل(.)3
ثانيا -لوجلود أكثر من شريك مضاامن :في ىذه الحالة يمكن استمرار الشركة فيما بين باقي الشركاء مع
إدخال الورثة ،وان كان ىؤالء قصر فيكون وضعيم كشركاء موصون.
الفرع الثاني :حال إفالس أحد الشركاء المضاامنين ألو منعو من ممارس مينضو الضجاري
في ىذه الحالة تنحل الشركة إذا كان ىذا الشريك المتضامن الوحيد في الشركة ،أما في حالة وجود
أكثر من شريك متضامن فيكفي أن يقرر بقية الشركاء استمرار الشركة فيما بينيم مع مراعاة أحكام المادة
563مكرر 2/10ق ت ج( ،بمعنى تطبق نفس األحكام التي سبق ذكرىا بشأن انقضاء شركة التضامن
بسبب إفالس أحد الشركاء أو منعو من ممارسة مينتو التجارية).
أما بالنسبة لمشركاء الموصين اكتفى المشرع بتقرير أن الشركة تستمر رغم وفاة أو إفالس أو منع
الشريك الموصي من ممارسة التجارة ،ألن ىذا األخير ال يعد تاج ار.