‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ـ ﺳﻌﻴﺪﺓ‬

‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﺷﻌﺒﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ‬

‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺗﺨﺮﺝ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺳﺘﺮﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‪:‬‬

‫ﺗﻤﺜﻼﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ‪ANSEJ‬‬

‫ﻭﻻﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‬

‫ﺇﺷﺮﺍﻑ ‪:‬‬ ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ‪:‬‬

‫ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺴﻌﻮﺩﻱ‬ ‫ﻗﻨﺪﻭﺯ ﺃﺣﻤﺪ‬

‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ 2013‬ـ ‪2014‬‬

 ‫ﻛﻠﻤﺔ ﺷﻜﺮ‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬

‫‪ -‬ﺃﺗﻘﺪﻡ ﺑﺸﻜﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﺪﻡ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬
‫‪ -‬ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣـﺬﻛﺮﺗﻲ ﻣﺴـﻌﻮﺩﻱ ﺃﺣﻤـﺪ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗــﻪ ﺍﻟﻘﻴﻤــﺔ ﻭﻣﺴــﺎﻋﺪﺗﻪ ﻟﻨــﺎ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻛﺒﻴــﺮﺓ ﻭﺻــﻐﻴﺮﺓ ﻓﻴﻤــﺎ ﻳﺨــﺺ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﺗﻘـﺪﻡ ﺑﺎﻟﺸـﻜﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳـﻞ ﺇﻟــﻰ ﻛـﻞ ﺃﻋﻀـﺎﺀ ﻫﻴﺌــﺔ ﺍﻟﺘـﺪﺭﻳﺲ ﺑﻘﺴـﻢ ﺍﻟﻌﻠــﻮﻡ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ‪ ،‬ﻋﺮﻓﺎﻧﹰﺎ ﻭﺗﻘـﺪﻳﺮﺍﹰ‬
‫ﻟﻬﻢ‪.‬‬
 ‫ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬
‫‪ -‬ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻨﻬﺠﻲ‬
‫‪ .1‬ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬
‫‪ .2‬ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‬
‫‪ .3‬ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ‬
‫‪ .4‬ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬
‫‪ .5‬ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‬
‫‪ .1‬ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬
‫‪ .2‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫‪ .3‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ‬
‫‪ .4‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫‪ .1‬ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫‪ .2‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫‪ .3‬ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫‪ .1‬ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬
‫‪ .2‬ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‬
‫‪ .3‬ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬
‫‪ .4‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‬
 ‫ﻗﺎﻝ "ﺷﻮﻣﺒﻴﺘﺮ" » ‪ « Schumpeter‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺪﻳﻪ‬
‫ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻭﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤـﺪﻯ‬
‫ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Abderrahmane Abdou, Kamel boucherf, entrepreneurs et PME : approches algéro - françaises, édition l’Harmattan, France, 2004‬‬
‫‪p13‬‬
 ‫‪ -‬ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬
‫ﺑﺪﺃ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿـﻲ‪،‬‬
‫ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻋﻠـﻰ ﺳـﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜـﺎﻝ ﻳﻌﻤـﻞ ‪ 68‬ﻣﻠﻴـﻮﻥ‬
‫ﺷﺨﺼﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 118‬ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄـﺎﻉ ﺍﻟﺨـﺎﺹ‪ ،‬ﻭﻓـﻲ‬
‫ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ‪ %95‬ﻣـﻦ ﻣﺠﻤـﻮﻉ ﻣﻨﺸـﺂﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺃﻣـﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴـﻞ ﻧﺴـﺐ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟـﺔ‪ ،‬ﻟـﺬﻟﻚ‬
‫ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻟﺪﻋﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺗﺬﻫﺐ‬
‫ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸـﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼـﻐﻴﺮﺓ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻭﺳﺒﻞ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺃﺿﺤﺖ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻴﺰﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺸﻮﺀﻫﺎ ﻭﺍﺳـﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﺤـﺎﻁ‬
‫ﺑﻤﺨﺎﻃﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮﺯ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸـﺮﻱ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺼـﺪﻱ ﻟﻜـﻞ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﺴـﻤﺢ‬
‫ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌـﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﻛـﺪ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴـﺔ ﺍﻟﺸـﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻟـﺬﻟﻚ ﻓـﺈﻥ ﺃﻛﺒـﺮ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﻒﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴـﺒﺐ ﺑﺎﻹﺧﻔـﺎﻕ ﻭﺍﻟﻔﺸـﻞ ﻓـﻲ ﺃﻋﻤـﺎﻝ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻨـﻮﻉ ﻣـﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻛﺄﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‪ ،‬ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ‬
‫ﻳﺮﺑﻄﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﺳـﺎﺱ ﺃﻥ ﻫـﺬﺍ‬
‫ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻷﺟﻞ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺠـﺎﺡ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﻀﻲ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤـﺔ‬
‫ﺑﺪﻋﻢ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺘﻨﺸـﺌﺔ‬
‫ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺰﺍﻭ ﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺒﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻔﺠﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻮﻕ ﻭﻣـﺎ ﻧـﺘﺞ‬
‫ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺨﺼﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ ﻛﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺟﺰﺋﻴﺎ ‪.‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴـﺮﺍﺕ‬
‫‪1‬‬
‫ﺃﺩﺕ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺑﺪﺍﺋﻞ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺃﺿﺤﻰ ﻣﺴﻘﻔﺎ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻱ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ‪،‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻄﻔﺮﺓ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻛﺤﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺃﻭ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺘﺒﻨﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ ﺇﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤـﺪ ﻋﻠـﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻻﻣﺘﻴـﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻀـﺮﻳﺒﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﺗﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺘﻄﺒﻴﻖ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪.‬ﻭﻛﻤﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬـﺰﺓ ﻧﺠـﺪ ﻓـﻲ ﻣﻘـﺪﻣﺘﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ » ‪ «ANSEJ‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻄﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـﺮ‪ ،‬ﻣـﻦ‬
‫ﺃﺟﻞ ﺍﻏﺘﻨﺎﻡ ﻓﺮﺻﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﻘﺎﻭﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻳﺠﺴﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﻣﺸـﺮﻭﻋﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟـﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟـﻰ ﻋـﺎﻟﻢ‬
‫ﺍﻟﺸﻐﻞ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﻃـﺮﻑ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻳﺠﺴـﺪﻩ ﺍﻟﻄـﻮﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠـﺔ ﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺃﻣـﺎﻡ ﺍﻟﻮﻛـﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴـﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺯﻋﺔ ﻋﺒﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻧﻄﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻛﻴـﻒ ﺗـﻢ‬
‫ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ؟‬

‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻨﻬﺠﻲ‬

‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬ ‫‪.1‬‬

‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‬ ‫‪.2‬‬

‫ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬ ‫‪.3‬‬

‫ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬ ‫‪.4‬‬

‫ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ‬ ‫‪.5‬‬

‫‪3‬‬
 ‫‪ .1‬ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻨﺪﺭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺿﻤﻦ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﺿﻤﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤـﻴﻂ ﺑـﺎﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ‬
‫ﺗﺸﻜﻞ ﻟـﻪ ﺇﺣـﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜـﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻨﻄﻠـﻖ ﻣﻨﻬـﺎ ﻭﺗﺸـﻜﻞ ﺣﺘـﻰ ﺗﻤﺜﻼﺗـﻪ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳـﺎﺗﻪ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻟﻴﻦ ﻫـﻲ ﺍﻟﻔﺌـﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻌﺘﺒـﺮ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻟﻜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ‪.‬‬
‫ﻭﺳﺘﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﺍ ﻣﺎ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺃﺟﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ ﻛﻤـﺎ ﺳـﺘﻜﻮﻥ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑـﺔ ﺗﻨﺒﻴـﻪ ﺇﻟـﻰ ﻭﺍﺿـﻌﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻴـﻴﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻬﻔﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ ﻭﺫﻟـﻚ‬
‫ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‪ .‬ﻭﻣـﻦ ﺑـﻴﻦ‬
‫ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺴﻴﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺻـﺒﺢ ﺳـﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳـﺪ ﻟﻤـﺎ‬
‫ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻣﻦ ﻗﺒـﻞ ﺍﻟـﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴـﺔ ﻓﻬـﻮ ﻣﺸـﺮﻭﻉ ﻣﺠﺘﻤﻌـﻲ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﻳﺘﺠﺴـﺪ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻴﻜـﺮﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﻭﻛﻴﻔﻴـﺔ ﺧﻠـﻖ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺑـﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﺒـﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜـﺎﺭ ﻟـﺪﻯ ﺑﻌـﺾ ﺃﻓـﺮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫‪ .2‬ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪:‬‬
‫ﻷﻥ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ‬
‫ﺑﺎﺣﺚ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺒﺤﺜﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﺗﺮﺍﻛﻤﻲ‪ ،‬ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﻫﻲ ‪. :‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪:‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻟﻌﺸﻌﺎﺷﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‪ :‬ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪،‬‬
‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ‪ 2001‬ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ‬
‫ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴـﺎﺅﻝ ﺍﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻣـﻦ‬

‫‪4‬‬
‫ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ؟ ﻭﻣﻦ ﻳﺴﻴﺮﻫﺎ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻰ‪...‬؟ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‬
‫ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻓﻲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻹﻃـﺎﺭ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺘﻴﻦ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﻫﻨﻲ ‪ 1993‬ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻋﺒـﺪ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻮﺧﺒﺰﺓ ‪ 1984‬ﻭﻛﺎﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨـﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﻮﺳـﻴﻮ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﺑﻬـﺪﻑ ﻓﻬـﻢ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﺍﺷـﺘﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟـﺔ‬
‫ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ ‪ 2001‬ﻋﻠـﻰ ﻣﺠﺘﻤـﻊ‬
‫ﺑﺤﺚ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ‪ 32‬ﻣﻘﺎﻭﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﺎﻉ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﺨﺘﻠـﻒ‪ ،‬ﻭﺿـﻌﺖ ﻓـﻲ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ‪03‬‬

‫ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻛﺒﺮﻯ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ )ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ(‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ )ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ(‬
‫‪ -‬ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ )ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ (‬
‫ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﻬﻢ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴـﺰ ﻓـﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺴـﻴﺮﻳﻦ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺧﺎﺻـﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﺿﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ‬
‫ﻭﺗﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺼـﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳـﻄﺔ‪ ،‬ﻭﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﻓﻬـﻢ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣـﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﻙ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﺸـﺌﻴﻦ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ‪.‬‬

‫ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻓﻲ ﺷـﻜﻠﻬﺎ ﺍﻻﺳـﺘﺒﻴﺎﻧﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜـﺔ ﺃﻥ ﺗﻘـﻴﺲ ﺍﺛـﺮ ﺍﻟﻘـﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻭﺻﻴﺮﻭﺭﺗﻬﺎ )ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺧﻠﺼﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮﻫﺎ‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﻨﺸﺄﻫﺎ ﺭﻓﻘﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬
‫‪ -3‬ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼﻙ ﻭﺍﻟﻮﺭﺛﺔ ﺑﺄﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬

‫‪5‬‬
 ‫‪ -‬ﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺫﻭ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺍﺳـﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﻣـﻦ ﻗـﺮﻭﺽ ﻣﻤﻨﻮﺣـﺔ ﻓـﻲ ﺇﻃـﺎﺭ ﻣﺸـﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺕ‬
‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ‬
‫‪ -4‬ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺗﺸﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ‬
‫‪ -5‬ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺳﻨﻬﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ‪ 40‬ﺳﻨﺔ‬
‫‪ -6‬ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﺑـ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻷﺑﻮﻱ ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‬
‫‪ -‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ‬
‫‪ -‬ﻳﻤﻨﺢ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺯﻛﺎﺓ ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﺒﺮ ﻋـﻦ‬
‫ﺭﺿﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‬
‫‪ -7‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﺑـ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻳﻘﺘﺮﺿﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻭﻟﺪﻳﻬﻢ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﺴﺪﻳﺪﻳﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺗﺼﺮﻑ ﻓﻲ‬
‫ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺃﺧﺮﻯ‬
‫‪ -‬ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻟﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻧﻪ‪.1‬‬
‫ﻣﻮﻗﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫ﺟﺎﺀﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﺃﻋﻄـﻰ ﺻـﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿـﺤﺔ ﻋـﻦ ﻛﻴﻔﻴـﺔ ﺗﺴـﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟـﺔ‬
‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﻤﻮﺟﻪ ﻟﺴﻠﻮﻛﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻢ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ‪،‬ﺭﻏﻢ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﺮﻭﻧﻮﻟﻮﺟﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﺘـﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻳﻘﺘﺮﺿﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻭﻟﺪﻳﻬﻢ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓـﻲ ﺗﺴـﺪﻳﺪﻫﺎ‬

‫‪1‬‬
‫‪Lachachi Tabet Wassila, Caractéristiques et performances de l’entrepreneur privé Algérien, Thèse de Magister en‬‬
‫‪GRH 2001. Tlemcen.‬‬
‫‪6‬‬
‫ﻷﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺗﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﻬﺮﺏ ﻣـﻦ ﺭﻗﺎﺑـﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ‪،‬‬
‫ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﺔ ﺷﻠﻮﻑ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ‪ :‬ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﺮ ﻓـﻲ ﻋﻠـﻢ ﺍﺟﺘﻤـﺎﻉ ﺗﺴـﻴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪ 2009‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺗﺒـﺮﺯ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤـﺮﺃﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓـﻲ ﺩﻓـﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻘـﺪﻡ‬
‫ﻭﺍﻟﺮﻗﻲ‪ ،‬ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺤـﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺟﺮﺕ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـﺮﻱ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ‪ 06‬ﻧﺴﺎﺀ ﻣﻘﺎﻭﻻﺕ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻣﻨﻬﺞ ﺩﺭﺍﺳـﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﻣﺴـﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻚ ﺗﻘﻨﻴﺘـﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ‪ ،‬ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬ﻫﻞ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳـﺔ‬
‫ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺰﻣﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬـﺎ ﻗـﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺒـﺮﻭﺯ ﻓـﻲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻝ؟ ﻫـﻞ ﺗـﺆﺛﺮ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣـﻞ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـﺮ؟ ﻫـﻞ ﻟﻬـﺎ ﺍﻟﻘـﺪﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺗﺴـﻴﻴﺮ ﺭﺃﺳـﻤﺎﻟﻬﺎ ؟‪...‬ﺣﻮﻟـﺖ‬
‫ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻨﻤﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤـﺮﺃﺓ‪،‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻧﻮﺟﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬـﺎ ﺍﻟﻴـﻮﻡ ﺗﻤﺴـﻚ ﺑﺰﻣـﺎﻡ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﻓﻴﻤـﺎ‬
‫ﻳﺨﺺ ﺇﻧﺸﺎﺀﻫﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻟﻤﺆﺳﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬
‫‪ .2‬ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻳﺸﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﻘﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬـﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑـﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻔﺰ ﻹﻧﺸﺎﺋﻬﺎ‬
‫‪ .3‬ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ‬
‫‪ .4‬ﺗﻤﺘﻠﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‬
‫‪ .5‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻧﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺃﻛﺜـﺮ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓـﻲ ﺗﺤﻤـﻞ‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‬

‫‪ - 1‬ﺷﻠﻮف ﻓﺮﯾﺪة‪ ،‬اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﯿﺴﺘﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ‪ ، 2009 ،‬ﻗﺴﻨﻄﯿﻨﺔ‬
‫‪7‬‬
 ‫ﻣﻮﻗﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﻻ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺘﻬﺎ‬
‫ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺘﻪ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻮﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺳﻨﺔ ‪ 1997‬ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ‬
‫ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺌﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﻗـﺎﺩﺭﻳﻦ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻓﺌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﻭﺍﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺟﺪﻳـﺪ ؟‬
‫ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺟﺮﻱ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ‪ 35‬ﻣﻘﺎﻭﻻ‪ ،‬ﻭﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬ﻭﺃﻫﻢ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ ﻣﻤﻴـﺰﺍﺕ ﻫـﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔـﺎﻋﻠﻴﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠـﺪﺩ ﻫـﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻭﻟﻮﺝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻟﻴﺨﻠﺺ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺴﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﻧﺴﺒﻴﺎ‪ ،‬ﺫﻭﻱ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﻣﺘﺤﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫‪ -2‬ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﻋـﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬ﻗﻠﻴـﻞ ﺍﻟﺼـﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﻼﺣـﺔ ﻓﻬـﻢ ﻣـﻦ ﻋـﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﻴﻦ‬
‫‪ -3‬ﺭﺍﻛﻤﻮﺍ ﺧﺒﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﺧﻮﺽ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬
‫‪ -4‬ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‬
‫‪ -5‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﺘﻔـﺮﺩ‪ ،‬ﻭﻳﺄﻣـﻞ ﺑﻌﻀـﻬﻢ‬
‫ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬
‫‪ -6‬ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻻ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﻻ ﺳﻮﺳـﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻻ ﺣﺘـﻰ‬
‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﻮﺭﻭﻧﻪ ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫» ‪Bouyacoub Ahmed, « Les nouveaux entrepreneurs en Algérie en période de transition : la dimension transnationale‬‬
‫‪In les cahiers du CREAD ,Algerie 1997‬‬
‫‪8‬‬
 ‫ﻣﻮﻗﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻫﻢ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻮﻕ‬
‫ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ‪ ،‬ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻘـﺪﺍﻣﻰ ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ‬
‫ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻃـﺮﻑ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌـﺎﺋﻠﻲ ﻟﻠﻤﻘـﺎﻭﻟﻴﻦ ﺳـﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻓـﻲ ﺗﺤﺪﻳـﺪ ﺍﻷﺻـﻞ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﺔ ﺣﺴﺎﻳﻦ ﺯﺍﻫﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻴﻼﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‪ :‬ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ‬
‫ﻭﺣﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﻤﻨﺸﺊ‪"...‬ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ‪ 2013‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴـﺰ‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﻮﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻴﻼﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻭﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﻭﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﻴﻼﺩ ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ‬
‫ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻦ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻴﻦ ﺟﺪﺩ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻨﺸﺌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻣﻨﺸﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻄﻠﻖ ﻓـﻲ‬
‫ﺑﻨﺎﺀ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻫـﻲ‬
‫ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‪ ،‬ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺮﺗﻪ ﻛﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣﺘﻪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﻓﻲ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﻓﻌﻞ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ؟ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻃﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻓﺮﻭﺽ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻔﺮﺿـﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ‪ :‬ﺍﻟﻮﺳـﻂ ﺍﻟﻌـﺎﺋﻠﻲ ﻳﻤﻜـﻦ ﺃﻥ ﺗﻜـﻮﻥ ﺑﻌـﺾ‬
‫ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈـﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‪،‬ﺍﻟﻔﺮﺿـﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ‪ :‬ﺍﻟﺤﺮﻛﻴـﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠـﻒ‬
‫ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ )ﺍﻟﺠﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻤﻌﻮﻳﺔ‪ ..‬ﺃﻟﺦ(‪ ،‬ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪:‬ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑـﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟـﺪ‬
‫ﻟﻠﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‪ :‬ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔﻌـﻞ ﺍﻹﻧﺸـﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ‪ ،‬ﻟـﺘﺨﻠﺺ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻧﻮﺟﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ ﻟﻠﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﻼﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﻟﻠﻮﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋﻮﺍﻣﻠﻬﺎ ﻣﺎﺭﺳﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﻓﻌﻞ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﻭﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‬

‫‪9‬‬
 ‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ )ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ(‬
‫‪ -‬ﻣﻮﻗﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻓﻴﻪ ﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭﻫﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺇﻟﺘﻘﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻴﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻛﻞ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺷﻜﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺩﺭﺳﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳـﺪ‪ ،‬ﺑﺤﻴـﺚ ﺃﺭﺳـﺖ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤـﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼـﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﺭﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﻳﻦ ﺗﻐﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻭﻳﺒـﺮﺯ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﺎ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﺰﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺸﻬﺪ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻧﻈﺮﺍ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺟﺴﺮ ﻳﻮﺻﻞ ﺑـﻴﻦ ﺍﻹﺑـﺪﺍﻉ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜـﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴـﻖ‪ ،‬ﻭﻫـﺬﺍ ﺑﺘﺴـﺨﻴﺮ ﻋﻮﺍﻣـﻞ‬
‫ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﻣﺤﺮﻛﺎ ﻟﻬـﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴـﻖ‪ ،‬ﻭﺣﺘـﻰ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘـﺔ ﻣﻔﻴـﺪﺓ ﻭﻣﺜﻤـﺮﺓ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬
‫ﺃﻭﻻ ﺃﻥ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻓـﻲ ﺗﺤﻤـﻞ ﻣﺨـﺎﻃﺮ ﺇﻧﺸـﺎﺋﻬﺎ‪،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸـﺮﻁ‬
‫ﺛﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﺃﺟﻤﻠﻬﺎ "‪ " Max Weber‬ﻓﻴﻤﺎﻳﻠﻲ‪ :‬ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‪ ،‬ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ‪ ،‬ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ‬
‫ﻓﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻟﺘﺒﻨـﻲ ﻣﺸـﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟـﺔ ﺧﻄـﻮﺓ ﻣﻬﻤـﺔ ﻟﻨﺠـﺎﺡ‬
‫ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪ ،‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ‬
‫ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﺤﻮﺭﻳﺎ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﻓـﻊ ﻣﻬـﻢ ﻓـﻲ ﺇﻧﺸـﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟـﺔ ﺃﻭ ﻋﻘﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺳـﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴـﻖ ﺫﻟـﻚ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻫﻮ " ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣـﻦ ﻋﻮﺍﻣـﻞ‬

‫‪ 1‬ﺣﺴﺎﯾﻦ زاھﯿﺔ‪:‬ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﯿﻼد وﺗﻨﻤﯿﺔ اﻟﯿﻘﻈﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻻﺗﯿﺔ‪ :‬ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻌﺎش‪ ،‬اﻟﺤﺮﻛﯿﺔ وﺣﻮاﻓﺰ اﻟﻤﻨﺸﺊ‪"...‬أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراه ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ وھﺮان‪2013‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Gaudin :qu’est ce qu’un entrepreneur ? CPE ,paris,1963,p61‬‬
‫‪10‬‬
‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﻣﺸـﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸـﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘـﻲ ﻣﻨﺤـﺖ ﺍﻟﻔﺮﺻـﺔ ﻟﺸـﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﻏـﺐ ﻓـﻲ ﺇﻧﺸـﺎﺀ ﻣﺸـﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟـﺔ ﺍﻟﺼـﻐﻴﺮﺓ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟـﺔ ﻫـﻲ ﺷـﻜﻞ ﻣـﻦ ﺃﺷـﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻪ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭ ﺍﻟﻤﺼﻐﺮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ ﻓـﻲ ﺗﻔﻌﻴـﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﻤﻞ ﻟﻪ ﻭﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﻣﻌـﻪ ﻭﻣـﻦ ﺑـﻴﻦ ﺍﻷﻫـﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﺴـﻌﻰ‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻣﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺮﻭﻳﺞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ‬
‫‪ -‬ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﻭ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ‬
‫‪ -‬ﺭﺑﻂ ﻭ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺸــــﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴــــﺮﺓ ﺑﺎﻟﺼــــﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻣﺴﻮﻗﺔ ﻟﻤﻨﺘﺠــــﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ‬
‫‪ -‬ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ‬
‫‪ -‬ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ‬
‫‪ -‬ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺩﺍﻋﻤﺔ ﻭ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻣﺜﻞ ‪:‬ﺍﻟﺠـﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﻭﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‬
‫‪ -‬ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺧﻠﻖ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺪﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‬
‫‪ -‬ﺗﻮﻓﻴﺮﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌــﺔ ﺍﻟﻤﺴــﺘﻤﺮﺓ ﻟﻌﻤﻞ ﻭﺳــﻴﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴــﺎﺕ ﺍﻟﺼــﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳــﻄﺔ ﻭ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﺎ ﺑﻤــﺪﻯ ﺗﺤﻘﻴــﻖ‬
‫ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‬
‫ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ‬
‫ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺒﻨﻲ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ‬

‫‪1‬اﻟﻨﺪوة اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﺣﻮل اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ و اﻹﺑﺪاع ﰲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ‪ ،‬ﻣﻌﮭﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﯿﲑ‪ ،‬اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺧﻤﯿﺲ ﻣﻠﯿﺎﻧﺔ‪ ،‬ص ‪03‬‬
‫‪11‬‬
‫ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻧﻄـﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴـﺎﺅﻝ ﺍﻟﺘـﺎﻟﻲ ‪ :‬ﻣـﺎﻫﻲ ﺍﻷﺳـﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻳﺴﺘﺒﺪﻝ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ‬
‫ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ؟‬
‫‪ .4‬ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬

‫ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻧﻌﺮﺽ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺃﺛﺮﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﺎﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺃﺩﺕ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ‬

‫ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫‪ .5‬ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪:‬‬

‫‪"-‬ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ" ‪ " Max Webre‬ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺿﻊ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻛـﻞ ﻧﻤـﻮﺫﺝ ﻳﺘﻤﻴـﺰ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻷﺧﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﻭﺗﻮﺟﻬﻪ ﺣﻴﺚ ﺳﻨﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌـﻞ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﺤﻠﻴﻠﻨﺎ ﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻫﻮ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ‪ :‬ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺔ ﻭﻫـﺪﻑ ﻣﻌـﻴﻦ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻫﻨﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﻫﺪﻓﻪ ﺑﻮﺿﻮﺡ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺗـﻢ ﻳﻘـﻮﻡ ﺑﺠﻤـﻊ ﻭﺍﺳـﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﺗﺤﻘﻴـﻖ ﻫـﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻬﺪﻑ‪ ،‬ﻓﺎﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋـﻞ ﻫﻨـﺎ ﻧﺎﺑﻌـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌﻘـﻞ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻟﻠﻤﺤـﻴﻂ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺟﻲ ﺳـﻮﺍﺀ ﻓـﻲ ﺍﺧﺘﻴـﺎﺭ‬
‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠـﻚ ﺍﻷﻫـﺪﺍﻑ‪ ،‬ﻓﺘﺤـﺪﺩ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴـﺔ ﻣـﻦ‬
‫ﺧــﻼﻝ ﺗﻮﻗــﻊ ﺍﻟﻔﺎﻋــﻞ ﻟﻈــﺮﻭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺸــﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘــﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫــﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌــﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴــﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻮﻗــﻊ ﻛــﺬﻟﻚ ﺳــﻠﻮﻙ‬
‫ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ‪ ،‬ﻭﻳﺤﺪﺩ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻬـﺎ‬
‫ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺃﻭ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜـﻢ ﺳـﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ ﺃﻭ ﺍﻷﺷـﺨﺎﺹ ﺍﻵﺧـﺮﻳﻦ‪،‬‬
‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﺗﺼـﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﻳﻜـﻮﻥ ﻫﻨـﺎ ﻓﻌﻠـﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻭﺳـﻠﻮﻛﻪ ﻳﻤﺘـﺎﺯ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﻭﻣﺼـﻠﺤﺔ ﺷﺨﺼـﻴﺔ ﻛﻤـﺎ ﻳـﺮﻯ "ﺳﺒﻨﺴـﺮ" ‪ " spencer‬ﺑـﻞ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻟﻨﻈـﺮﺓ ﺍﻟﻨﻔﻌﻴـﺔ‬
‫ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻤﺜﻞ ﺃﺣﺪ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻓﺘﻌﺪﺩ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺒﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ‬
‫ﻭﺍﻻﺭﺍﺩﻱ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺩﺭﺍﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻔﺎﻋـﻞ ﻭﺍﻟﻤﺘﺸـﺒﻌﺔ‬
‫ﺑﺎﻹﺭﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﻭﻣﻌﺎﻧﻲ ﻭﺭﻣﻮﺯ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺘﻢ ﻭﻓﻖ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺗﺎﻡ ﻭﻛﻠﻲ ﺑﻴﻦ‬
‫ﻧﺴﻖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﺴﻖ ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻥ ﻧﻈﺮﺓ "ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ" ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟـﻢ‬
‫ﺗﻜﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻧﻔﻌﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺳﻌﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﺃﺳﺒﻘﻴﺔ ﻧﺴﻖ ﻣﺎ‬

‫‪13‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻧﺴﺎﻕ ﺍﻵﺧﺮﻯ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻓﺈﻧـﻪ ﺳﻴﺨﻀـﻊ ﻓﻌﻠـﻪ ﺇﻟـﻰ ﺛﻼﺛـﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﻫﻲ ‪ :‬ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﻢ‪ ،‬ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ‪ ،‬ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻨﺪ"ﻓﻠﻔﺮﻳﺪﻭ ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ" ‪:" F. Parito‬‬

‫ﻭﺿﻊ "ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ" ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺘﻤﻴـﺰ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔـﺮﺩ ﻭﺍﻟﺴـﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬
‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗـﺘﺤﻜﻢ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﺔ ﻟﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻭﺍﺧﺘﺰﻝ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺸـﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔﻌـﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻓـﻲ‬
‫ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻭﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ‪ :‬ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻋﻨﺪ "ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ" ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‬ ‫‪-2‬‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿـﻮﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻪ "ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ"ﺑﺄﻧﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﻳﻈﻬـﺮ ﻓﻴـﻪ ﺍﻻﺭﺗﺒـﺎﻁ ﺍﻟﻤﻮﺿـﻮﻋﻲ‬
‫‪3‬‬
‫ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻠﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ‪ 2‬ﻭﻳﺼﻨﻒ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﺮﺑﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟـﺬﺍﺗﻲ‪ ،‬ﺃﻱ ﻣـﻦ‬
‫ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﺃﻱ ﻣـﻦ ﻭﺟﻬـﺔ ﻧﻈـﺮ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈـﻴﻦ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺟﻴﻦ ﺇﺫ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺗﺎﻡ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺨﺘـﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻜﻞ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺒﻨﻲ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺃﺷـﻜﺎﻝ ﺍﻟﺴـﻠﻮﻙ ﻭﺍﻷﻓﻌـﺎﻝ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻜـﻮﻥ ﺍﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺎﻳـﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻻ ﺗـﺆﺩﻱ ﺇﻟـﻰ ﺗﺤﻘﻴـﻖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠـﺔ‬

‫‪ 1‬ﻋﻠﻲ ﻟﯿﻠﮫ‪ ،‬اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‪ ،‬دراﺳﺔ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار اﻟﻤﻌﺎرف‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة‪ ،1983 ،‬ص ‪625‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬اﻟﻤﻔﻜﺮون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﯿﻦ‪ ،‬ﻗﺮاءة ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻷﻋﻤﺎل ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻼم‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،1982‬ص‪160‬‬
‫‪ - 3‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ص ‪161‬‬
‫‪14‬‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺓ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺧﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ ﻛـﺎﻥ ﻏﻴـﺮ ﺻـﺤﻴﺢ ﻭﺑﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ‬
‫ﻻﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻟﻜﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺳـﺎﺋﻞ ﺩﻭﻥ‬
‫ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺗﺎﻡ ﺑﺎﻷﻫﺪﺍﻑ ﺃﻱ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺑﻂ ﺫﺍﺗﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻬـﺪﻑ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻻﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻓـﻲ ﺍﻷﺳـﺎﺱ ﺑﺎﻟﻬـﺪﻑ ﺍﻟﻤﺴـﻄﺮ ﺑـﻞ ﻛﺎﻧـﺖ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﺣﺘﻤﻴـﺔ ﻟﻠﻮﺳـﻴﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻛﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻠﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴـﺔ ﻫـﻲ ﺍﻷﻓﻌـﺎﻝ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻜـﻮﻥ ﻓﻴﻬـﺎ ﺭﺑـﻂ ﻣﻨﻄﻘـﻲ ﺑـﻴﻦ ﺍﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﺘﻴﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺍﻟﻮﺻـﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﻣﻮﺿـﻮﻋﻴﺎ ﺗﻜـﻮﻥ ﻏﻴـﺮ‬
‫ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺔ ﺫﺍﺗﻴﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻄـﺎﺑﻖ ﺫﺍﺗـﻲ ﻭﻣﻮﺿـﻮﻋﻲ ﺑـﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﺃﻭ ﻋﻜﺲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻟﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻟﻲ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺖ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻪ ﺗﺤﺪﻳـﺪ ﺍﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳـﺎﺕ ﻟـﻢ ﻳﺴـﺘﻮﻋﺐ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﻜﻞ ﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻪ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ‪.‬‬

‫‪ - 3‬ﻧﻈﺮﺓ ﺁﻻﻥ ﺗﻮﺭﺍﻥ ‪ A.Touraine‬ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪:‬‬

‫ﻳﺮﻯ" ﺃﻻﻥ ﺗﻮﺭﺍﻥ "‪ " A.Touraine‬ﺃﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﺎﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ ﻗﻴﻤـﺔ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻘﻴـﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘـﺪﻡ ﺑﻮﺍﺳـﻄﺔ ﺍﻟﻘـﺪﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺨﻠـﻖ ﻭﺍﻹﺑـﺪﺍﻉ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﺣﺴﺒﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻗـﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺨﻠـﻖ ﻭﺍﻻﺑـﺪﺍﻉ ﺿـﻌﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺪﻭﻣـﺔ ﺃﻣـﺎ‬
‫ﻣﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﻫﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ :‬ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﻓﻌﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺿﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﺼـﺪ ﺑـﻞ‬
‫ﻫﻮ ﻧﺸﺎﻁ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟـﺬﻱ ﺑﻮﺍﺳـﻄﺘﻪ ﻻ ﺗﺘﻐﻴـﺮ ﻓﻘـﻂ ﺍﻟﻈـﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳـﺔ ﺃﻭ‬

‫‪15‬‬
‫ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﻥ ﺩﻭﺭﻩ ﺃﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻲ ﺍﻟﻔـﺮﺩ ﻧﻔﺴـﻪ ﺑﺄﻧـﻪ ﻓﺎﻋـﻞ ﺗـﺎﺭﻳﺨﻲ‬
‫‪ Acteur historique‬ﺃﻱ ﺣﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺂﻧﺲ‪ :‬ﻓﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﺂﻧﺲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳـﺔ ﺍﻟﻮﺿـﻌﻴﺔ‬
‫ﺑﺤﻴﺚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﻠﻔﻌـﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻟﻜـﻦ ﻋﻨـﺪ ‪ Touraine‬ﺃﻥ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻣـﻦ ﻗـﻮﺓ ﺃﻭ ﺿـﻌﻒ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻮﻡ ﻳﺜﻮﺭ ﻓﻴﻪ "‪ "Touraine‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﺇﺷـﺒﺎﻉ‬
‫ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﻏﺮﺍﺋﺰﻫﺎ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺴﺐ ‪ Touraine‬ﺑﺎﻟﺴﻘﻮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺳـﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ‬
‫ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻭﺣﺴﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ ﺃﻃﺮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺫﻟـﻚ ﺇﻻ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻮ ﻓـﻮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻫـﺎ ﻭﺫﻟـﻚ ﺑﻮﺍﺳـﻄﺔ ﺇﻧﺘـﺎﺝ ﺛﻘﺎﻓـﺔ ﺗﻮﺟـﻪ‬
‫ﻭﺗﻬﺬﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟـﻪ ﻟﺴـﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻌـﺎﻝ ﻛﻠﻤـﺎ ﺗﺤﻀـﺮ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ‪،‬‬
‫ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ) ﻛﺎﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ( ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ) ﻛﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻢ ( ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﺤﻜـﻢ ﺍﻟﺴـﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔـﺮﺩﻱ‬
‫ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﻮﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ‪.1‬‬
‫ﻓﻐﻴﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺠﺰ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ‬
‫ﺗﺘﻔﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺃﻱ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻏﺎﺋﺒﺔ‬
‫‪ -‬ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ‬
‫‪ -‬ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺪﻣﺞ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺃﻱ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-A. Touraine, production de la société, paris, ed, du seul, 1997,p.p :90 à 99.‬‬
‫‪16‬‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﺼـﺮﻑ ﻓـﻲ‬
‫ﻇﻞ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻖ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺇﻟـﻰ ﺣـﺪ ﻣـﺎ ﺗﻔﺴـﻴﺮ ﺗﻤـﺜﻼﺕ‬
‫ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺒﻨـﻲ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ ﺛـﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﺎﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﻋﺠﺰﺕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳـﺪﻩ‪ ،‬ﻭﻋﻠـﻰ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﺳـﺎﺱ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺃﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻫﻲ ﻓﻌﻞ ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ‬
‫ﻭﻓﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺡ ﺑﻬـﺎ ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ‪ 1‬ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﻢ‪ ،‬ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ‪ ،‬ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻮﺧﻲ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻠﺤﻈـﺔ‪ ،‬ﻭﻫـﻲ ﺍﻏﺘﻨـﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻌﻮﺽ ﺑﻌﺪ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺩﺭﺟـﺔ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴـﺔ‪ ،‬ﻭﻫـﻲ ﺗﻮﻇﻴـﻒ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻣﻦ ﻓﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﺨـﺺ‬
‫ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻓﻬﻮ ﻓﻌﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺡ ﺑﻬﺎ "ﻓﻠﻔﺮﻳـﺪﻭ‬
‫ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ"‪ 2‬ﻷﻧـﻪ ﻟـﻴﺲ ﻫﻨـﺎﻙ ﺭﺑـﻂ ﺑـﻴﻦ ﺍﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ ﻭﺍﻷﻫـﺪﺍﻑ ﻻ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴـﺔ ﻭﻻ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﻟﻠﻘﺮﺽ ﻓﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ .‬ﺃﻣـﺎ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺡ "ﺃﻻﻥ ﺗﻮﺭﺍﻥ" ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺿﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻓـﻲ ﻇـﻞ‬
‫ﻏﻴﺎﺏ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣـﻦ‬
‫ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺧﻴﺮ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﺞ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬
‫ﻓﻴﻪ‪.‬‬

‫‪ -4‬ﺑﻴﺎﺭ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ" ‪ "Pierre Bourdieu‬ﻻﺑﻴﺘﻮﺱ ﻭﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪:‬‬

‫ﻻﺑﻴﺘﻮﺱ ‪3:‬ﻋﻨﺪ "ﺑﻴﺎﺭ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ" ﻫﻮ ﻧﺴﻖ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ‪ ،‬ﺑﻨﻰ ﻣﺒﻨﻴﺔ‬
‫ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻼﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺑﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﻛﻤﺒﺎﺩﺉ ﻣﻮﻟﺪﺓ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻭﺗﻤﺜﻼﺕ ﻭﺑﺼـﻴﻐﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻫـﻮ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻭﻗـﺪ ﺣــﻞ ﻭﺍﺳـﺘﻘﺮ ﻓــﻲ ﺍﻟﺠﺴـﻢ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺳــﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸــﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠــﻴﻢ‬

‫‪ 1‬ﻣﺼﺒﺎح ﻋﺎﻣﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﺮواد واﻟﻨﻈﺮﯾﺎت‪ ،‬دار اﻷﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ،‬ط‪ 2010، 1‬ص‪17154‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻠﯿﺜﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ‪ ،‬اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ‪،1977 ،‬ص‪81‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺑﯿﯿﺮ ﺑﻮردﯾﻮ‪ :‬اﻟﻔﺘﻰ اﻟﻤﺘﻌﺪد واﻟﻤﻀﯿﺎف‪ ،‬إﻋﺪاد وﺗﻮﻃﺌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺠﻠﯿﻞ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻷزدي‪ ،‬اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ واﻟﻮرﻗﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ 2003‬ص ‪.65‬‬
‫‪17‬‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺾ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ )ﻫﻨﺎ(‪ ،‬ﺑﻜﻞ ﻗﻴﻤﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺑﻜﻞ ﻣﺤﺪﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴـﺎﺭ‪ ...‬ﺇﻧـﻪ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﻗﺎﺭ ﻟﻠﻤﺆﻫﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻷﺑﺘﻮﺱ ﺇﺫﻥ ﻧﺴﻖ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﺎﻗﻞ‪ ،‬ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺗﺠﺪﺭﺕ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺬﺍﺕ‪ ،‬ﺗﺸـﻤﻞ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻗـﻞ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪ :‬ﺑﻌﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺟﺪﺍﻧﻲ )ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻴﻮﻻﺕ‪ ،‬ﺍﻷﺫﻭﺍﻕ( ﺑﻌـﺪ ﻋﻘﻠـﻲ ﻣﻨﻄﻘـﻲ )ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ‪،‬‬
‫ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ‪ ،(...‬ﺑﻌﺪ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻋﻤﻠﻲ )ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ‪ ،‬ﺍﻟﻘـﻴﻢ‪ (...‬ﺇﻧـﻪ ﻣﺆﺷـﺮ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺻـﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺳـﻂ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ﺣﻮﻝ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺇﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻵﺑﺘﻮﺱ ﺍﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻫـﻲ‬
‫ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻘﻴﻦ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻵﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺁﻟﻴـﺔ ﻹﻛﺮﺍﻫـﺎﺕ ﺃﺳـﺒﺎﺏ‬
‫ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ‬
‫‪ ،‬ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺮ ﻭﻭﺍﻉ‪.‬‬
‫ﻧﺨﻠﺺ ﺇﺫﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻵﺑﺘﻮﺱ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺑﺨﺎﺻﻴﺘﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﻴﻦ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻛﻮﻧﻪ ﺑﻨﻴﺔ ﺗﺒﻨﻰ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺳﻮﺳﻴﻮﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻣﻌﻴﻦ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻮﻧﻪ ﺑﻨﻴﺔ ﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ :‬ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ )‪ (...‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺢ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﻮﺽ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﻛﻢ ﻭﻧﻮﻋﻴـﺔ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤـﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴـﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨـﺔ ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﺗـﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﻴـﺎﺯﺓ‬
‫ﺷﺒﻜﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻓـﺎﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻓـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟـﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﻌﺒـﺎﺭﺓ ﺃﺧـﺮﻯ‪،‬‬
‫ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻔﻮﺿﻴﻦ )‪ (...‬ﻳﺘﻮﺣﺪﻭﻥ ﺑﺮﻭﺍﺑﻂ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻣﻨﻔﻌﻴﺔ‪.1‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ‪:‬‬
‫ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳـﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺇﻃـﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓـﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻭﻳﺘـﺄﻟﻒ ﻣـﻦ‬
‫ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮﻝ ﻟﻤﺎﻟﻜﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻭﻭﺿﻌﻴﺎﺕ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﺑﺤﺠﻤﻬﺎ ﻭﻧﻮﻋﻬﺎ‪.2‬‬

‫‪ 1‬ﺑﯿﯿﺮ ﺑﻮردﯾﻮ‪ :‬اﻟﺮﻣﺰ واﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﻨﻌﺒﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ ‪ ،‬دار ﺗﻮﺑﻘﺎل ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪1986‬ص ‪83‬‬
‫‪ 2‬ﺑﯿﯿﺮ ﺑﻮردﯾﻮ‪ ،‬اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺮﻣﺰي ‪ ،‬ﺑﺤﺚ ﻓﻲ أﺻﻮل ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﺮﺑﻮي‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﻈﯿﺮ ﺟﺎھﻞ‪ ،‬اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ .1994‬ص‪44‬‬
‫‪18‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‬

‫ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬ ‫‪.1‬‬

‫ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬ ‫‪.2‬‬

‫ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .4‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ‬

‫‪19‬‬
 ‫ﺗﻤﻬﻴﺪ‪:‬‬
‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺴﺮ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﻜﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﻭﺣـﺪﺩﻫﺎ‬
‫"ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ" ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ"‪ 1‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻣﻤـﺎ‬
‫ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ‪ ،‬ﻭﺣﻘﻞ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﻳﻦ‬
‫ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻗﺒﻞ ﻭﺟـﻮﺩﻫﻢ‪ ،‬ﻭﻋﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨـﻰ ﺃﻧﻬـﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﻻ ﺗﺨـﺘﺺ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﺎ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﻭﻻ ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻭﻥ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟـﻰ ﺁﺧـﺮ‬
‫ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻭﻫﻲ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺨﻮﺍﺻﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﺎ ﻛﺄﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺿـﺮﻭﺭﻳﺔ ﺗﺴـﻤﺢ ﺑﺪﺭﺍﺳـﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿـﻮﻋﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ .1‬ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪ :‬ﻭﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻝ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺸﺊ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺲ‪ ،‬ﻣﺘﻌﻬﺪ‪ ،‬ﺻﺎﺣﺐ ﻋﻤﻞ‬
‫ﻭﻳﻌﺮﻑ "ﺟﻮﺯﻳﻒ ﺷﻮﻣﺒﻴﺘﺮ")‪ 1950 (Joseph Schumpeter‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﻳﻤﻠـﻚ ﺻـﻔﺔ‬
‫ﺍﻹﺑــﺪﺍﻉ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜــﺎﺭ ﻭﻫــﻮ ﻓــﺮﺩ ﻧــﺎﺩﺭ‪ ،‬ﺫﻭ ﻣﻮﻫﺒــﺔ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ ﺟــﺬﺏ ﺃﺭﺑــﺎﺡ ﻛﺜﻴــﺮﺓ ﻭﺃﻧــﻪ ﻣﺤــﺮﻙ ﺍﻟﺘﻄــﻮﺭ‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺡ‪ ،‬ﻣـﺪﺭﻙ ﻭﻟﺪﻳـﻪ ﻣﺮﻭﻧـﺔ ﻓـﻲ‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻘﻮﻝ‪ ،‬ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‬
‫ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ "ﺩﺍﺭﻛﺮ" )‪ (Drucker‬ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻐﺮﺓ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺧﻂ ﺳﻴﺮﻩ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻣﺘﻼﺻﻘﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺘﻼﺯﻣﺎﻥ‬
‫ﺃﻣﺎ ) ‪ (p.Cantillon‬ﻳﺮﺑﻂ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺧﻮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ‬
‫ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﻻ ﻳﻘﻴﻨﻲ ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻣﯿﻞ دورﻛﺎﯾﻢ ذﻛﺮ ﻣﻦ ﻃﺮف ﺻﻼح ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻔﻮال ‪ ،‬ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﻮﺳﯿﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺎھﺮة‪ ،1982 ،‬ص‪197‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mokhtar Lakehal :dictionnaire d’économie contemporaine et des principaux fait politique et sociaux, édition3‬‬
‫‪,2002,p299‬‬
‫‪3‬‬
‫‪La formation a la création des entreprise Algérie état de lieux, et gestion communication de M Benarma p 03‬‬
‫‪ 4‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن ﻋﺒﺪ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻓﻘﺘﺼﺎدي‪ ،‬ج‪ 2‬ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﺠﺪﯾﺪ‪ ،‬دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ‪ ،1997 ،‬ص ‪414‬‬
‫‪20‬‬
‫ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻼ ﻣﻦ " ﻫﺎﻳﻚ ﻭﻛﺮﻳﺰﻧﺮ" )‪ " (Hayek et krizner‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺩ ﻭﺍﺛﻖ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﺪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺤﻠﻴﻼﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬
‫ﺩﺍﺋﻤﺎ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ "ﻫﺎﺑﺮﺕ ﻭﻟﻴﻨﻚ" )‪ "( Hebert et Link‬ﻓﻬﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺘﺨﺼـﺺ‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ‪:‬‬
‫ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻟﻐﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻣﻔﺎﻋﻠﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﺃﻃـﺮﺍﻑ ﻣﺘﻌـﺪﺩﺓ‪ ،‬ﻭﺃﺻـﻞ ﺍﺷـﺘﻘﺎﻗﻬﺎ‬
‫‪2‬‬
‫ﺍﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻲ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻓﺘﺸﻴﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻐـﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻤﻴـﺰ ﺗﻮﻇﻴـﻒ ﺍﻷﻣـﻮﺍﻝ ﻓـﻲ‬
‫‪3‬‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺇﺻﻄﻼﺣﺎ‪:‬‬
‫ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻦ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫ﻭﺗﻤﺜﻞ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻭﺣﺎﻣﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﻌﻴﻦ‪،‬‬
‫ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺻﻌﺐ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻬـﺎ ﺃﻧـﻪ ﻟـﻴﺲ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺤﺪﺩ ﻭﺩﻗﻴﻖ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﺗﻌﺘﺒـﺮ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺕ‬
‫ﻛﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻦ‪ ،‬ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺳﺲ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺛﺎﺑﺘـﺔ‬

‫‪ 2‬ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﺮازي ‪ :‬ﻣﺨﺘﺎر اﻟﺼﺤﺎح‪ ،‬ط ﺟﺪﯾﺪة‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﺒﻨﺎن‪ ،‬ﺑﯿﺮوت‪ ،1995 ،‬ص ‪232‬‬
‫‪ 3‬اﻟﻌﺮﺑﻲ دﺧﻤﻮش‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺎﺑﻊ ﻣﻨﺘﻮري‪ ،‬ﻗﺴﻨﻄﯿﻨﺔ‪ ،2005 ،‬ص‪02‬‬
‫‪21‬‬
‫ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺲ ﻭﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬـﺎ ﻛـﻲ ﻳﻀـﻤﻦ ﻟﻨﻔﺴـﻪ ﺍﻟﺘﻘـﺪﻡ ﻭﺍﻟﻨﺠـﺎﺡ‬
‫‪1.‬‬
‫ﻭﺍﻟﺮﺑﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺘﻐﻴﻪ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺕ ﻫﻲ ﻋﻠﻢ ﻭﻓﻦ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺠﺎﺯﻓﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟـﺪﻭﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻴﻬـﺎ‪ .‬ﻭﻫـﻲ ﺗﺘﻄﻠـﺐ ﺟﻬـﺪﺍ ﻣﺘﻮﺍﺻـﻼ ﻭﺗﻄـﻮﺭﺍ ﻣﺴـﺘﻤﺮﺍ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣـﺎ ﺗﺎﻣـﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﺗﻲ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺞ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﺋﻤـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻑ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺑﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﺍﻷﺧـﺮﻯ ﺍﻟﻼﺯﻣـﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ‬
‫ﻏﺮﺽ ﻣﻌﻴﻦ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺣﺮﻓﻲ ﺃﻭ ﺧﺪﻣﺎﺗﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫ﻭﻫﻲ ﻋﻘﺪ ﻳﺘﻌﻬﺪ ﺃﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻪ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﻳﺆﺩﻱ ﻋﻤﻼ ﻟﻘﺎﺀ ﺑﺪﻝ ﻳﺘﻌﻬﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ‬
‫ﻳﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺭﺿﺎﺋﻲ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﻤﻞ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺑﺪﻝ ﻧﻘﺪﻱ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﺇﻣﺎ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﻭﺇﻣﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻭﺻﻔﺖ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻭﻗﺼﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻴﻦ‬
‫‪2‬‬
‫ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺿﻲ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﺎﺩﻓﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺤﻴﺎ ﻭﺗﻤـﻮﺕ ﻛﺴـﺎﺋﺮ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨـﺎﺕ‬
‫ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ ،‬ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺬﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﻨﺘﺞ ﺳﻠﻊ ﻭﺧﺪﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﺤﺪﺩ‪.‬‬

‫‪-1‬ﯾﺤﯿﻰ ﻣﺰﯾﻮدي ‪ :‬اﻟﻤﻘﺎوﻻت ﻋﻠﻢ ﻓﻦ وإدارة‪ ،‬اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص‪14‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ :‬اﻟﺨﺸﺎﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ‪ :‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺑﻄﻨﺠﺔ ‪www. Majalah. New.ma 18 :30/ 15-03-2014‬‬
‫‪22‬‬
 ‫ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻹﺟﺮﺍﺋﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻳﻨﺸﺌﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻳﺤﻤﻞ ﺃﻫـﺪﺍﻑ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪:‬‬
‫ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ‬
‫ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﻣﺴﺘﻌﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘـﺪﺍﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳـﺪﺓ ﻭﺃﺻـﺒﺤﺖ ﻟﻬـﻢ ﻣﻄﺎﻟـﺐ ﻗـﺪ ﻻ ﺗﺘﺼـﻞ ﺑﺈﺷـﺒﺎﻉ‬
‫ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺈﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ ﺇﻋـﺎﺩﺓ ﺻـﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ‬
‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ‪ 1‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻠﻬﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺆﻛـﺪ ﺃﻥ ﻓﺘـﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺗﺒﺪﺃ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻟﻴﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻳﻌﻨﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ‬
‫ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﻠﻤـﺎﺀ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻳـﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺑﺪﺍﻳـﺔ ﻭﻧﻬﺎﻳـﺔ ﻣﺮﺣﻠـﺔ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺑﻤـﺪﻯ‬
‫ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻲ‪ .‬ﻭﺗﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻛﺘﻤـﺎﻝ ﻭﺍﻻﻛﺘﻤـﺎﻝ ﻣﺮﺣﻠـﺔ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻨـﺎﺀ ﻳﺘﻜـﻮﻥ ﻣـﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ‬
‫ﻭﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺠﺎﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘـﺎﺩﺭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﻧﺘـﺎﺝ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜـﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺇﺣـﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻐﻴـﺮ‬
‫‪3‬‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺰﻣﻨﻲ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻣﺎﻗﺒﻞ‬
‫‪ 15‬ﺳﻨﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺳـﻦ ‪ 25‬ﺳـﻨﺔ ﻣﺮﺣﻠـﺔ ﺍﻻﺳـﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻤـﺎ ﺍﻛﺘﺴـﺒﻪ‬
‫‪4‬‬
‫ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻋﺪﻟﻲ ﺳﻠﯿﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ اﻟﺜﺎﺋﺮ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺒﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯿﺮوت‪ ،1999 ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ - 2‬ﻋﻤﺮ اﻟﺘﻮﻣﻲ‪ ،‬اﻷﺳﺲ اﻟﺘﺮﺑﻮﯾﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺸﺒﺎب‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات اﻟﺤﻠﺒﻲ‪ ،‬ﺳﻮرﯾﺎ‪ ،1998 ،‬ص‪30‬‬
‫‪ - 3‬ﺳﯿﺪ ﺻﺒﺤﻲ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ‪ ،‬اﻟﺸﺒﺎب وأزﻣﺔ اﻟﺘﻐﯿﺮ‪ ،‬اﻟﺪرا اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة‪ ، 2002 ،‬ص‪31‬‬
‫‪ - 4‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﺘﻐﯿﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ‪ ،‬ﺑﯿﺮوت‪ ،1985 ،‬ص‪16‬‬
‫‪23‬‬
 ‫‪ -‬ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺘﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴـﺎﺕ‬
‫ﻣﺼﻐﺮﺓ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺗﺤﺖ ﻭﺻﺎﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣـﺔ ﻭﻓـﻖ ﺍﻟﻤﺮﺳـﻮﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳـﻲ‬
‫ﺭﻗﻢ ‪ 234 -69‬ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ ‪ 2‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ 1996‬ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﺳﻨﺔ ‪ 1996‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ‬
‫ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‪:‬‬
‫ﻇﻬﺮ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳـﻄﺔ" ﻓـﻲ ﻣﺨﺘﻠـﻒ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻢ ﻟﻴﻌﺒـﺮ ﻋـﻦ ﻧـﻮﻉ ﻣﻌـﻴﻦ ﻣـﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻـﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣـﺪﺓ ﻟﻬـﺎ‪ ،‬ﻭﻫـﺬﺍ ﺭﺍﺟـﻊ ﻻﺧـﺘﻼﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻬـﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺪﻭﻝ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳـﻄﺔ ﻣـﻦ‬
‫ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴـﺔ ﻭﻣﺮﻭﻧـﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﺷـﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻗـﺪ ﺍﻋﺘﻤـﺪﺕ ﺩﻭﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻀـﺨﻤﺔ ﻓـﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ ﻟﻠﺘﻐﻴـﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠـﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺠﻬـﺔ ﺩﻭﻣـﺎ ﻧﺤـﻮ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺤﺮ‪.‬‬
‫ﻧﻮﺭﺩ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ‪ :‬ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓـﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔـﻪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺼـﻐﻴﺮﺓ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻫﻲ ‪: 1‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺼـﻐﺮﺓ ‪ :‬ﻫـﻲ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻜـﻮﻥ ﻓﻴﻬـﺎ ﺃﻗـﻞ ﻣـﻦ ‪ 10‬ﻣـﻮﻇﻔﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺇﺟﻤـﺎﻟﻲ ﺃﺻـﻮﻟﻬﺎ ﺃﻗـﻞ ﻣـﻦ‬
‫‪ 100.000‬ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﺒﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ‪ 100.000‬ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ‪ :‬ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ‪50‬ﻣﻮﻇﻔﺎ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﺒﻴﻌﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ‪ 03‬ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺧﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬واﻗﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﯿﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ وﺳﺒﻞ دﻋﻤﮭﺎ وﺗﻨﻤﯿﺘﮭﺎ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ،‬أﻃﺮوﺣﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ )ﻏﯿﺮ‬
‫ﻣﻨﺸﻮرة(‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ،2004 ،‬ص‪11‬‬
‫‪24‬‬
‫ﺝ‪ -‬ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‪ :‬ﻋﺪﺩ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 300‬ﻣﻮﻇﻒ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﺃﺻـﻮﻟﻬﺎ ﻭﺣﺠـﻢ ﻣﺒﻴﻌﺎﺗﻬـﺎ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﻔﻮﻕ ‪ 15‬ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻟﻠﺴﻮﻕ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ )‪ : 1(EES‬ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻫﻮ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻨﺸﺄﺓ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﻳﻘﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ‪ 100‬ﻋﺎﻣـﻞ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﺗﺘﺒﻨـﻰ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴـﺎ ﻭﻫـﻲ‬
‫ﺇﺣﺪﻯ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼـﻐﻴﺮﺓ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫـﺎ ﻛـﻞ ﻣﻨﺸـﺄﺓ‬
‫ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﻳﻘﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ‪ 200‬ﻋﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤــﺪ ﻓــﻲ ﺍﻟﻘــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋــﺮﻱ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤــﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎﺕ ﺍﻟﺼــﻐﻴﺮﺓ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳــﻄﺔ ﻓــﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋــﺮ ﻫــﻮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳــﻒ ﺍﻟــﻮﺍﺭﺩ ﻓــﻲ ﺍﻟﻘــﺎﻧﻮﻥ ‪ 18/01‬ﺍﻟﻤــﺆﺭﺥ ﻓــﻲ ‪،2001/12/12‬‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ ﻟﺘﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪: 2‬‬
‫" ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‪ ،‬ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‬
‫ﺗﺸﻐﻞ ﻣﻦ ‪ 1‬ﺇﻟﻰ ‪ 250‬ﺷﺨﺺ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺭﻗﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻠﻴـﺎﺭﻱ ﺩﻳﻨـﺎﺭ ﺩﻳﻨـﺎﺭ ﺟﺰﺍﺋـﺮﻱ‪ ،‬ﺃﻭ ﻻﻳﺘﻌـﺪﻯ‬
‫ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺣﺼﻴﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ‪ 500‬ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﺝ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ"‬

‫‪ -‬ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻋﺮﺿـﻪ ﻣـﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔـﺎﺕ ﻟﻠﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴـﺔ ﻭﺍﺧـﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤـﺔ ﺇﻧﻤـﺎ‬
‫ﻳﻜﺴﻒ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻄـﻮﺭ ﺍﻟـﺬﻱ ﻋﺮﻓـﻪ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿـﻮﻉ ﻋﺒـﺮ ﺍﻟـﺰﻣﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬـﺎ ﻋـﻮﻟﺞ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺣﺴـﺐ ﺃﻏﻠـﺐ ﺍﻟﺒـﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﻋﻠـﻰ ﺭﺃﺳـﻬﻢ "ﺭﻳﺠـﻲ ﻣـﻮﺭﻭ" ‪" Régie Moreau‬‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﺎﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻭﺗﻨﻘﻴﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺷـﻮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻟﻐﻤـﻮﺽ ﻭﺗﺤﺪﻳـﺪ ﻣـﺪﻯ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺣـﺪ ﺳـﻮﺍﺀ‪،‬‬
‫ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺤﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﺟﺢ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺍﻟﺼﺪﺍﻡ ﻣﺤﺘﺪﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺪ‬
‫ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻭﻗﺴﻤﻮﻫﺎ‬

‫‪ 1‬ﺳﻤﯿﺮ ﻋﻼم‪ ،‬إدارة اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ اﻟﺼﻐﯿﺮة‪ ،‬ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺸﺮﺑﯿﻨﻲ‪ ،‬ﻣﺮاﺟﻌﺔ ‪ ،5‬دار اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة‪ ،‬ﺑﺪون ﺗﺎرﯾﺦ‪،‬‬
‫ص‪05‬‬
‫‪2‬اﻟﻤﺎدة ‪ ،7 ،6 ،5‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻮﺟﯿﮭﻲ ﻟﺘﺮﻗﯿﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﺮى واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ رﻗﻢ ‪ 18/01‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ ،2001/12/12‬اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ رﻗﻢ ‪77‬‬
‫اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ‪ 15‬ﺳﯿﺒﺘﻤﺒﺮ‪.2001‬‬
‫‪25‬‬
‫ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ‪ :‬ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﻦ ﺑﺎﺭﺯﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑـﺎﺕ‪ :‬ﻫـﻲ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﺴـﻴﺎﻕ ﻭﻫﻤـﺎ ﻧﻤـﻮﺫﺟﻴﻦ ﻳﺘﺼـﻔﺎﻥ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺭﻓﺾ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺃﻛﺜـﺮ ﺑﺎﻟﺒـﺎﺣﺜﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ‬
‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻲ ﻷﻱ ﻋﻨﺼﺮ ﻫﻮ ﻧﻤـﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼـﻴﺮﻭﺭﺓ‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ "ﺑﺎﻳﻐﺮﺍﻑ ﻭﻫﻮﻓﺮ" ﻭ"ﺑﺮﻳﺎﺕ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎﻥ)‪ 1"(1993‬ﻭ"ﺷﺎﺭﻝ ﺃﺗﻜﺎﻟﺖ" ﻭ"ﺇﺯﺍﺑﺎﻝ‬
‫ﺩﻧﺠﻮ" )‪ ،(2003‬ﻭ"ﺭﻳﺠﻲ ﻣﻮﺭﻭ"‪ ،(2004)2‬ﻭ "ﺁﻻﻥ ﻓﺎﻳﻮﻝ")‪... (2004‬ﺃﻟﺦ‬
‫‪ .2‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪:‬‬
‫ﻭﺣﺪﺓ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻫـﻮ‬
‫ﻳﺸﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺸﻐﻠﺖ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺧﺼﺎﺋﺼـﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟـﻪ ﻭﺳـﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ‬
‫ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﻦ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺗﻤﻴﺰﻩ ﺑﻘﺪﺭﺍﺕ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻭﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ "ﺭﻳﺠﻲ ﻣﻮﺭﻭ" ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ‬
‫ﻓﺮﺿــﻴﺔ ﺃﻥ " ﺍﻟﻤﻘــﺎﻭﻟﻴﻦ ﻫــﻢ ﺃﺷــﺨﺎﺹ ﻳﺘﻤﻴــﺰﻭﻥ ﻋــﻦ ﺑــﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤــﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺨﺼــﺎﺋﺺ » ‪ « traits‬ﻭﺃﻓﻌــﺎﻝ‬
‫» ‪ « actions‬ﻭﻣﻴﻮﻝ » ‪ « intentions‬ﻣﺨﺘﻠﻔـﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﺗـﻢ ﺗﺤﺪﻳـﺪ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷـﺨﺎﺹ ﺃﺻـﺒﺤﻮﺍ ﻣـﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻤﻦ ﺳﻴﻜﻮﻥ " ﻣﻘﺎﻭﻻ ﻭﻣﻨﺸﺌﺎ" ﻭﻣـﻦ ﻻ ﻳﻜـﻮﻥ "ﻣﻘـﺎﻭﻻ" ﻣﺴـﺘﻘﺒﻼ ﻭﺑﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﺑﻤـﻦ ﻫـﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴـﺎﺕ ﻭﺇﻇﻬـﺎﺭ ﺳـﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻣﻘﺎﻭﻻﺗﻴـﺔ ﻭﻋﻤﻮﻣـﺎ ﻫـﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻳﺸﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺗﻢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﺣﺘﻰ ﺳـﻨﻮﺍﺕ ‪ 90‬ﺣﺴـﺐ‬
‫ﺗﻘﻴــﻴﻢ ﻛــﻞ ﻣــﻦ "ﺟــﻮﺯﻱ ﺃﻭﺩﻳــﺖ" ﻭ"ﺑﻴــﺎﺭ ﺃﻧــﺪﺭﻱ ﺟﻮﻟﻴــﺎﻥ" ﻭﺃﻏﻠﺒﻬــﺎ ﻳﻨﺘﻤــﻲ ﺇﻟــﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳــﺔ ﺍﻟﺴﻮﺳــﻴﻮ‪-‬‬
‫ﺳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ 3‬ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻓﺈﻥ " ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﻳﺮﺟﻊ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣـﺪ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ‪،‬‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺴﺤﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ "ﺣﻴﻔﺔ ﻧﻔﺎﺧﻲ" ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﻭﺻـﻒ‬

‫‪1‬‬
‫‪Christian Bruyat « création d’entreprise :contributions épistémologiques et modélisation » thèse pour doctorat ès‬‬
‫‪sciences de gestion présenteé et soutenue le 20/10/1993,‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Régie Moreau « l’émergence organisationnel : le cas des entreprises de nouvelle technologie » thèse de doctorat en‬‬
‫‪sociologie 2004 sous la direction de Guy Minguet Université de Nante, faculté des sciences sociales‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Josée Audit et pierre – André Julien « l’entrepreneuriat social au Québec, l’exemple des centres de formation en‬‬
‫‪entreprise et récupération » revue recherches sociographique volume 47, numéro 1 2006 p 69‬‬
‫‪26‬‬
‫"ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ" ﻭ "ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻘﻴﻤـﺔ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜـﺎﺭ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﺃﻓﻜـﺎﺭﻩ ﻭﺩﻳﻨﺎﻣﻜﻴﺘـﻪ ﻭﻫـﻮ ﻳﺒﻘـﻰ ﺩﻭﻣـﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻦ ﻧﺠﺎﺡ ﺃﻭ ﻓﺸﻞ ﻣﺆﺳﺴﺘﻪ ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﻮﺟﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬‬
‫ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ‪ :‬ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ » ‪ « Approche par les traits‬ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴـﻴﻜﻮ‪-‬‬
‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﺴـﻨﺪ ﺍﻟﻨﻈـﺮﻱ‬
‫ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺧﺼـﺎﺋﺺ ﺳـﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺗﻤﻴـﺰﻫﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻼ‪ -‬ﻣﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻫﻮ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋـﻦ ﻣـﻦ‬
‫ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ؟ ﻭﻣﺨﺘﺼﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟـﺪﺧﻮﻝ‬
‫ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺘﻔﻀﻴﻞ ﺍﻹﺟـﺎﺯﺓ‬
‫ﻣﺜﻼ ﻣﻤﺎ ﻓﺮﺽ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺣﻀﻮﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴـﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﺗﻜـﻮﻥ ﻣﻤﻴـﺰﺓ ﻟﻔﺌـﺔ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻟﻴﻦ ﻭﻏﻴـﺮ‬
‫ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ )ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺎﻭﻟﻴﻦ( ﻣﻤﺎ ﺩﻓـﻊ ﺑﺒـﺎﺣﺜﻲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠـﺎﻩ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴـﺮ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﻤﺰﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﻫﻼﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴـﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺿـﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳـﺪﺓ ‪..‬ﺍﻟـﺦ ﻭﻻ ﺑـﺄﺱ ﺃﻥ ﻧـﺬﻛﺮ ﺑﺎﻟﻤﻨﺤـﺪﺭ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ "ﺭﻳﺠﻲ ﻣﻮﺭﻭ"‪ 1‬ﺃﻧـﻪ ﻳﻤﺜـﻞ ﻣﻨﻄﻠـﻖ ﻫـﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠـﺎﻩ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺮﻛـﺰ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻔﺤﺺ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻘـﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻣﺤـﺪﺩﺓ‬
‫ﻭﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻔﻌﻞ ﺇﻧﺸـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ ﻣﻤـﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨـﺎ ﻧﻘـﺮﺃ ﻣـﻊ ﻧﻔـﺲ ﺍﻟﺒﺎﺣـﺚ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴـﻤﺢ ﺿـﻤﻨﻴﺎ ﺑـﺎﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺴـﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻋﻨـﺪ‬
‫ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﺑﻔﻌﻞ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻫﻮ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﻈﻬﺮ ﻧﻤﻄﻲ » ‪. « profil type‬‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ‪ « L’approche comportementale » :‬ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻭﺻـﻒ ﺃﻓﻌﺎﻟـﻪ‬
‫ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪ :‬ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ؟ » ‪ « Que fasit l’entrepreneur‬ﺑﻤﻌﻨـﻰ ﻣـﺎ‬

‫‪1‬‬
‫‪Régie Moreau « l’émergence organisationnel opcit‬‬
‫‪27‬‬
‫ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴـﺘﻪ‬
‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘـﻮﻡ ﺑـﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪﻩ » ‪ « Mintzberg‬ﻣﺜﻼ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻳﻬﺪﻑ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒـﺪﻳﻬﻲ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺘــﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻘــﺎﻭﻝ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺆﻫﻼﺕ ﻭﻛﻔــﺎﺀﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﻧﺸــﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﻓﻬــﺬﺍ ﺿــﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻘﻴــﺎﻡ ﺑﻨﺸــﺎﻃﺎﺗﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻮﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺪﺍﺧﻞ ﻭﻳﺘﻘﺎﻃﻊ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺻـﺮﻩ ﺇﻟـﻰ ﺣـﺪ ﺑﻌﻴـﺪ ﻣـﻊ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻄـﻮﺭﺕ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺘﺎﺑﻊ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ "ﺟﻮﺯﻱ ﺃﻭﺩﻳﺖ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ "ﻧﻈﺮﻳـﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺔ" ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻌﺘﻤـﺪ ﻣﺒـﺪﺃ ﺍﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ ﻣﻤـﺎ ﻳﻌﻜـﺲ ﺍﻟﺘـﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴـﺮ ﻟﻠﻌﻨﺎﺻـﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧـﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺳﻠﻮﻙ ﺑﺸﺮﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻴﻞ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺆﺷﺮﺍ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﻤﻦ ﺳﻴﻨﺸﺊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺩﺭﺍﺳـﺔ ﻣﻴـﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﺴـﻤﺢ ﻟﻨـﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻨﺒـﺆ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺳﻴﻘﺪﻡ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﻐﺎﻳﺮ‪،‬‬
‫ﻓﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﺇﺫﺍ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﻹﻧﺸﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻤﻮﻣﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻟﻠﻔـﺮﺩ ﺃﻭ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟـﻪ ﺃﻭ ﺑﻤﻴﻮﻟـﻪ‬
‫ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺿﻤﻦ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﻬﺘﻢ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﻐﻞ ﻓﻘﻂ "ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻷﺣﺎﺩﻱ‪"1‬‬
‫‪ .3‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ‪:‬‬
‫ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‪ 2‬ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺎﺕ ﻭﻳﻌﺘﺒـﺮ ﺍﻟﺴـﻴﺎﻕ‬
‫ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻭﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓـﻲ ﺇﻗـﺪﺍﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴـﺔ ﻭﺇﻧﺸـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ ﻭﻳﺘﺴـﺎﺀﻝ‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﻮﺭﻱ ﻋﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺇﻧﺸـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ ﺑﻤﻨﻄﻘـﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻭﻫـﻲ‬

‫‪1‬‬
‫‪Haïfa Naffakhi « équipe entrepreneuriale et prise de décision : une étude exploratoire sur le rôle de la diversité du‬‬
‫‪capital humain » thèse de doctorat en sciences de gestion, Université de Nancy‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Isabelle danjou « l’entrepreneuriat : un champ fertile a la recherche de son unité » revue Française de gestion/ N144‬‬
‫)‪2003/ (p109-123‬‬
‫‪28‬‬
‫ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤـﺆﺛﺮﺓ ﻋﻠـﻰ ﻣﺴـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ ﻭﺩﻭﺭﻫـﺎ ﺍﻟﻤﺤـﺪﺩ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺰﻫﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻤﻜـﻦ‬
‫ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺛﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤـﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌـﺎﺕ ﺛـﻢ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻋﻤﻞ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺴﺠﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻳﻐﺘﺮﻑ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭﻳﺘﺮﻋـﺮﻉ‬
‫ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻔـﺮﺩ ﻭﺗﺼـﻮﻳﺐ ﻣﺴـﺎﺭﻩ ﻧﺤـﻮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴـﺔ ﻭﺇﻧﺸـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ ﻣـﻊ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﻮﺭﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤـﺎﻛﺮﻭ‪ -‬ﺍﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺃﻱ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ‪ -‬ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﻳﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺣﺴﺐ ﻣـﺎ ﺫﻫـﺐ ﺇﻟﻴـﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳـﺪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﻣﻨﻬﻢ "ﺭﻳﺠﻲ ﻣﻮﺭﻭ" ‪.‬‬
‫‪ .4‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺍﺗﻲ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺍﻹﻧﺸﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺟﺎﺀ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﻱ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﺑﻌـﺪ‬
‫ﻓﺸﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺃﻭ ﺇﺟﻤـﺎﻉ ﺣـﻮﻝ ﺗﻌﺮﻳـﻒ ﺟـﺎﻣﻊ ﻭﺷـﺎﻣﻞ ﻟﻤﺨﺘﻠـﻒ‬
‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﻼﺳـﻴﻜﻴﺔ‬
‫ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻬﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺍﺗﻲ ﻛﺒﺪﻳﻞ ﻣﻌﻮﺽ ﻟﻠﻨﻤﻮﺫﺟﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺗﺨﺬ ﻛﻤﺒﺮﺭ‬
‫ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺠﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ‪ ،‬ﻓﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ ﺣﺴـﺐ ﺍﻋﺘﻘـﺎﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺮ ﻣـﻦ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻧﻈﺮﻱ ﺟﺎﺀ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﻤـﺎ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘـﻪ ﺩﻣـﺞ ﻣﺨﺘﻠـﻒ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﻴﻦ ﻓﻲ "ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ" ﻓﻬﻤﺎ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻏﻴـﺮ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀـﻴﻦ ﺑـﻞ ﻳﻜﻤـﻼﻥ‬
‫ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻫـﺬﺍ ﺑﺎﻋﺘﻤـﺎﺩ ﻣﻨﻈـﻮﺭ ﺗﻌـﺪﺩﻱ ﻟﻸﺑﻌـﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﺒـﺮ ﻋـﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﻤﺎﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﻧﻴﺔ » ‪ « holistique‬ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤـﺎﻉ ﺍﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ )ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ( ﺗﻤﺜﻞ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻣﻌﻘﺪﺍ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ‪ ،‬ﻛﺨﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻀـﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻫـﻮ ﻳﻔـﻮﻕ ﻣﺠﻤـﻊ ﺃﺟﺰﺍﺋـﻪ ﻣـﻦ‬

‫‪29‬‬
 ‫ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺚ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭﻫـﺬﺍ ﻣـﺎ‬
‫ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‪ .‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﻌﺮﺽ ﺟﺪﻭﻝ ﻧﻠﺨـﺺ ﻓﻴـﻪ ﻣﺨﺘﻠـﻒ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑـﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﻋﺎﻟﺠـﺖ‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﺯﻭﺍﻳﺎ‪ :‬ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ : 01‬ﻣﻠﺨﺺ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻔﻌﻞ‪ :‬ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻧﺸﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ‪ :‬ﺃﺛﺎﺭ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‬

‫ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ‪90‬‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ‪50‬‬ ‫‪ 200‬ﺳﻨﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‬

‫ﻣﺎﻫﻲ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ؟‬ ‫ﻣــﺎﻫﻲ ﺍﻟﺴــﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜــﺮ ﺗﻼﺋﻤــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴــﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ؟‬
‫ﻣﺎ ﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ‬ ‫ﻭﺑﻌﻜﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﻤــﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‪ ،‬ﻣــﺎﻫﻲ ﺍﻟﺤــﻮﺍﻓﺰ؟ ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺸﻞ‬ ‫ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ؟‬ ‫ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﻔﺘﺎﺡ‬

‫ﺍﻭ ﺗﻨﺠﺢ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ‬ ‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻘﺎﻭﻝ؟‬ ‫ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻟﺔ؟‬
‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﺸﻞ ﺃﻭ ﻳﻨﺠﺢ‬
‫ﺍﻟﻮﻇـــﺎﺋﻒ ﺍﻟﺴﻮﺳـــﻴﻮ – ﺍﻗﺘﺼـــﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﻘـــﺎﻭﻝ‪ ،‬ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺨﺼـﺎﺋﺺ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﻧﺸﺎﺀ ﻧﺸﺎﻁ ﺟﺪﻳﺪ‬
‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺻـــﺮ ﺍﻟﺴﻮﺳـــﻴﻮ‪ -‬ﺍﻗﺘﺼـــﺎﺩﻳﺔ"ﺍﻟﻤﻨﺘﺠـــﺔ" ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺳـﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤـﺖ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﻫـﺬﺍ‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‬
‫ﺍﻟﻬــــﺪﻑ ‪ :‬ﻧﺸــــﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴــــﻴﻴﺮ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺪﻋﻤــــﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴــــﺔ؟ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴــــﺔ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳــــﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ‪ ،‬ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ‬

‫ﻛﻤﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﻛﻤﻴﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﻛﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺎﺕ‬

‫ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ‬
‫ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻌﻞ‬
‫"ﻏﺎﺭﺗﻨﻴﺮ")‪(1988 /1985‬‬
‫"ﻏﺎﺭﺗﻨﻴﺮ" ﻭﻛﺎﺗﺰ")‪(1985‬‬
‫ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﻋﺪﺓ‬
‫ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻧﺘﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬
‫"ﻣﺎﻛﻠﻴﻼﻧﺪ")‪(1971‬‬ ‫"ﻛﻮﻧﺘﻴﻠﻮﻥ")‪" /(1755‬ﺳﺎﻱ")‪(1930‬‬
‫ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﻴﻦ‬
‫"ﻛﻴﺖ ﺩﻭﻓﺮﻳﺲ")‪(1985‬‬ ‫"ﻓﻴﺒﺮ")‪ /(1971/1967‬ﺷﻮﻣﺒﻴﺘﺮ)‪(1935‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Régie Moreau « l’émergence organisationnel : le cas des entreprises de nouvelle technologie » thèse de doctorat en‬‬
‫‪sociologie 2004 sous la direction de Guy Minguet Université de Nante, faculté des sciences sociales‬‬
‫‪30‬‬
 ‫‪ -2‬ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ‬
‫‪ .1‬ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ‬
‫‪ .2‬ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻧﻲ‬
‫‪ .3‬ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‬
‫‪ .4‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ‬
‫‪ .5‬ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ‬

‫‪ -3‬ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﺎﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪ -1‬ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‬

‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬

‫‪ -4‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪31‬‬
 ‫ﺗﻤﻬﻴﺪ‪:‬‬

‫ﺳﻨﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺮﺽ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻮﺻﻞ‬
‫ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺃﻧﺴﺐ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﺑـﻴﻦ ﻭﻻﻳـﺎﺕ ﺍﻟﻐـﺮﺏ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـﺮﻱ ﻭﻟﻤـﺎ ﻛـﺎﻥ ﻣﻮﺿـﻮﻉ‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻀﻮﻱ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻓﻘـﺪ ﺗـﻢ ﺍﺧﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻭﺗﻢ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ ﻟﺴـﻨﺔ ‪ ، 2013‬ﻭﻧﻈـﺮﺍ ﻟﻼﺗﺴـﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ ‪ 10‬ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮ ﺟﻮﺍﻥ ‪ 2013‬ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ‪.2014/04/20‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻘﺴﻴﻤﻬﻢ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻊ ﻣﻨـﺎﻃﻖ ﺭﺋﻴﺴـﻴﺔ ﻭﺫﻟـﻚ ﺣﺴـﺐ‬
‫ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﺣﺴﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪﺩ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﺍﻟـﺬﻱ ﺍﺳـﺘﻔﺎﺩ ﻣـﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻭﺫﻟﻚ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ ‪ 2013‬ﺫﻛـﻮﺭ ﻭﺇﻧـﺎﺙ ﻭﺑﻠـﻎ ﻋـﺪﺩﻫﻢ ‪ 1517‬ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻧـﺎ ﻟﻌﻴﻨـﺔ ﺍﻟﺒﺤـﺚ ﻳﻤﺜﻠﻬـﺎ‬
‫ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻱ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻭﺫﻟﻚ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺃﻫﻤﻬﺎ ‪ :‬ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ‬
‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﻦ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﺗﺤﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤـﺚ ﺍﻟﻜﻠـﻲ‪ ،‬ﺯﻳـﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴـﺪ ﺍﻟﺘـﻲ ﻻ ﺗﺴـﻤﺢ ﺑﻬﻜـﺬﺍ‬
‫ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻮﺿﺢ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺇﻧﺎﺙ ﻭﺫﻛﻮﺭ ﻭﺣﺴـﺐ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴـﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟـﺪﺓ‬

‫‪32‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴـﻴﺔ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﺳـﻌﻴﺪﺓ ﻭﻗـﺪ ﺑﻠـﻎ ﺍﻟﻤﺠﻤـﻮﻉ ﺍﻟﻜﻠـﻲ ﻟﻠﺸـﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2013‬ﺣـﻮﺍﻟﻲ ‪ 1517‬ﻣﻘـﺎﻭﻝ ﻣـﻮﺯﻋﻴﻦ ﻋﻠـﻰ ‪ 07‬ﻣﻨـﺎﻃﻖ ﺭﺋﻴﺴـﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠـﺪﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻳﻮﺿﺢ ﺫﻟﻚ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ : 02‬ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫ذﻛﻮر‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫إﻧﺎث‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬

‫‪28%‬‬ ‫‪429‬‬ ‫‪78%‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪96‬‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ )أ(‬
‫‪27%‬‬ ‫‪404‬‬ ‫‪94%‬‬ ‫‪381‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ )د(‬
‫‪21%‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪88%‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ )ه(‬
‫‪13%‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ )ج(‬
‫‪6%‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪91%‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ )و(‬
‫‪3%‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪95%‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ )ب(‬
‫‪2%‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪82%‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪18%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ )ز(‬
‫‪100%‬‬ ‫‪1517‬‬ ‫‪86%‬‬ ‫‪1310‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪207‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻤﻮ اﻟﻜﻠﻲ‬

‫ﺗﻮزﯾﻊ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪﯾﻦ ﺣﺴﺐ ﻣﻨﺎﻃﻖ وﻻﯾﺔ ﺳﻌﯿﺪة‬

‫ه‬ ‫ز و‬
‫‪%6‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪3 %2‬‬

‫أ‬
‫د‬ ‫‪%28‬‬
‫‪%13‬‬

‫ج‬
‫‪%21‬‬
‫ب‬
‫‪%27‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻓﻴﻤﺜﻞ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﺣﺴﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﺴـﺒﺔ ﻛـﻞ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﻣـﻦ‬
‫ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺱ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻀﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﻃـﺮﻑ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻷﻗﻞ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻼ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ‪.‬‬

‫‪33‬‬
 ‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ :03‬ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬

‫رﻣﺰ‬
‫ﻗﻄﺎع اﻟﻨﺸﺎط‬
‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ز اﻟﻤﺠﻤﻮع‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ )أ( اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ )و(‬ ‫اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ)ج( اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ )ب( اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ )د(‬ ‫اﻟﻨﺸﺎط‬
‫‪516‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ﻧﺸﺎﻃﺎت ﺟﻤﺎﻋﯿﺔ وﻓﺮدﯾﺔ اﻟﻤﺨﺎﺑﺰ‪ ،‬اﻟﻨﺠﺎرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪383‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪83‬‬ ‫اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺼﯿﺪ اﻟﺒﺤﺮي‬ ‫‪2‬‬
‫‪302‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻌﺠﺎﺋﻦ اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ ‪ ،‬وﻋﺼﺮ اﻟﺰﯾﺘﻮن‬ ‫‪3‬‬
‫‪153‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اﻟﺼﻮراﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﯿﺔ‪ ،‬اﻟﺤﻠﻮﯾﺎت‪ ،‬اﻷﻟﻤﻨﯿﻮم‬ ‫‪4‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻮرق‬ ‫‪5‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﻨﻘﻞ‪ ،‬واﻟﻤﻮاﺻﻼت‬ ‫‪6‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ أﻟﻮاح ﺗﺮﻗﯿﻢ اﻟﺴﯿﺎرات‪ ،‬اﻟﺒﻼﺳﺘﯿﻚ‬ ‫‪7‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺨﺰف واﻹﺳﻤﻨﺖ اﻟﻤﺴﻠﺢ‬ ‫‪8‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ واﻟﺒﻨﺎء‬ ‫‪9‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اﻟﻔﻨﺎدق واﻟﻤﻄﺎﻋﻢ‪ ،‬واﻟﻤﻘﺎھﻲ‬ ‫‪10‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أﻧﺸﻄﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪدة‬ ‫‪11‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﺘﻠﺤﯿﻢ ‪ ،‬اﻟﻜﮭﺮﺑﺎء‪ ،‬اﻟﻤﯿﻜﺎﻧﯿﻚ‪،‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﺮي ووﺳﺎﺋﻠﮫ‬ ‫‪13‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺒﻼﺳﺘﯿﻚ واﻟﺼﺎﺑﻮن‬ ‫‪14‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اﻟﻄﺎﻗﺔ‬ ‫‪15‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺠﻠﻮ د واﻷﺣﺬﯾﺔ‬ ‫‪16‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت اﻟﻌﺼﯿﺮﯾﺔ‬ ‫‪17‬‬
‫‪1517‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪429‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪404‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪190‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﻤﺜﻞ‬
‫ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺳﻤﺎﺕ ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪.‬‬

‫ﺗﻮزﯾﻊ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻤﻘﺎوﻻﺗﻲ‬

‫‪600‬‬

‫‪500‬‬

‫‪400‬‬

‫‪300‬‬

‫‪200‬‬

‫‪100‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9 10 11 12 13 14 15 16 17‬‬

‫‪34‬‬
 ‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ : 04‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫ﺫﻛﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫ﺇﻧﺎﺙ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬

‫‪38%‬‬ ‫‪580‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪58‬‬ ‫ﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‬

‫‪27%‬‬ ‫‪409‬‬ ‫‪27%‬‬ ‫‪351‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪58‬‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬

‫‪26%‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪26%‬‬ ‫‪339‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬

‫‪4%‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻲ‬

‫‪3%‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻮﻱ‬

‫‪1%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﻲ‬

‫‪100%‬‬ ‫‪1517‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪1310‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪207‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ‬

‫ﺗﻮزﯾﻊ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪﯾﻦ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﻲ ﺛﺎﻧﻮي‬
‫‪ %3 %1‬ﺗﻜﻮﯾﻦ ﺷﺨﺼﻲ‬
‫‪%4‬‬

‫إﺑﺘﺪاﺋﻲ‬
‫‪%38‬‬
‫ﺑﺪون ﻣﺴﺘﻮى‬
‫‪%27‬‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬
‫‪%27‬‬

‫ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻧﺎ ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ ANSEJ‬ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﻛـﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧـﺮﻯ ﻓﻜـﺎﻥ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺠﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺒﻴﻦ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬

‫‪ -‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺽ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬
‫ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻴﻨﺔ ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ‪ ANSEJ‬ﺃﻣﺮ ﻓـﻲ ﻏﺎﻳـﺔ ﺍﻟﺼـﻌﻮﺑﺔ ﺇﻥ ﻟـﻢ ﻧﻘـﻞ‬
‫ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺿـﻌﻴﻔﺔ ﺟـﺪﺍ ﻓﻬـﻢ‬
‫ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻐﻠﻖ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﻪ‪ ،‬ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻮﺟـﺪ ﻋﻼﻗـﺎﺕ ﻭﺗﻮﺻـﻴﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﺗﻨﺘﻤـﻲ ﺇﻟـﻰ ﻭﺳـﻄﻬﻢ‬

‫‪35‬‬
‫ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺑﺚ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ‪ ،‬ﻛﻞ ﻫـﺬﺍ ﻟـﻢ‬
‫ﻳﺘﺢ ﻟﻨﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺧﺬ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻜﻠـﻲ ﻭﻧﻈـﺮﺍ ﻟﺘﺸـﻌﺐ ﺍﻟﻈـﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳـﺔ ﻭﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻬـﺎ‬
‫ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺃﺧﺬ ﻗﺮﺽ ‪ ANSEJ‬ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻧﻈﺮﺍ ﻹﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﺧﻠﻔﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ ﻭﻟﻨﺴـﺒﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋـﺪ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧـﺮﻯ ﻭﻫـﺬﺍ ﻣـﺎ ﻳﺘﻨـﺎﻓﻰ ﻣـﻊ ﺍﻟـﻮﻋﻲ ﺍﻟـﺪﻳﻨﻲ‬
‫ﻟﻠﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪ ،‬ﺯﻳـﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﺫﻟـﻚ ﻗـﺪ ﺍﺳـﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻄـﺮﻕ ﻏﻴـﺮ‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻳﺘﻜﺘﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻮﺡ‬
‫ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻣﻤﺎ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ‪ ،‬ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﻘﺪ ﻟﺠﺄﻧﺎ ﺇﻟﻰ"ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﺜﻠﺠﻴﺔ‬
‫" ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﻢ ﻭﻟﻬﻢ ﺑﻬﻢ ﺻﻠﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺣـﺪ ﺍﻹﺷـﺒﺎﻉ‪،‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸـﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻓﻴـﺔ ﺃﺭﺷـﺪﺗﻨﺎ ﻭﺳـﻬﻠﺔ ﻟﻨـﺎ ﻟﻘـﺎﺀﺍﺕ ﻣـﻊ ﺃﻓـﺮﺍﺩ ﺗﺘـﻮﻓﺮ ﻓـﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼـﻔﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ‪ 05‬ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻗـﺮﺽ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ‬
‫ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺳـﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘـﺮﺽ ﻭﺍﺳـﺘﻬﻠﻜﻮﻩ ﻭﻫـﺬﻩ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ‬
‫ﺗﺘﻮﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ) ﺃ (‬
‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ )ﺏ(‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ )ﺝ(‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ )ﺩ(‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ )ﻩ(‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ‪ :‬ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺭﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﺍ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﺧﺬ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻃﻖ‬
‫ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻘﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮ‬

‫‪36‬‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪﻩ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﺣﺼﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧـﻮﻉ ﺍﻟﻨﺸـﺎﻁ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﺧـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪ ،‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺎﻻﺕ ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ‪:‬‬

‫ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺗﻘﻴﺪﻧﺎ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬـﺎ ﻗﻤﻨـﺎ ﺑﺘﺤﻠﻴـﻞ‬
‫ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﺑﺄﺩﻕ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻤﺎ ﻣﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺟﻴﺪ ﻟﻠﺨﺼـﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺴـﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄـﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺌﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻔﺤـﺺ ﺗﻔﺎﺻـﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﺛـﻢ ﺑﻌـﺪ ﺫﻟـﻚ‬
‫ﻛﻴﻒ ﺗﻢ ﺍﺗﺼﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﺟﺴﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ ﻟﻤﺤﺘـﻮﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠـﺔ ﺗـﻢ ﺗﻜﻤـﻴﻢ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﻨﻊ ﻭﺇﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺟـﺪﺍﻭﻝ ﺗﻠﺨﻴﺼـﻴﺔ‬
‫ﻭﺇﻳﻀﺎﺣﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺑﻌـﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧـﺎﺕ ﺑـﻴﻦ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ ﻭﺍﺳـﺘﺨﺮﺍﺝ‬
‫ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ‪:‬‬

‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻣﺪﻯ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤـﻞ ﺍﻟﻮﻛـﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺠـﻮ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻓﻲ ﺗﻨﻘﻼﺗﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨـﻚ ﻭﺍﻟﻤﻤـﻮﻟﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻛـﺬﻟﻚ ﻛﻴﻔﻴـﺔ ﺍﻟﺤﺼـﻮﻝ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮﻩ ﻭﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ‪.‬‬

‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ‪:‬‬

‫ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴـﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺙ ﻓـﻲ ﻣﻠﻔـﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ‪ ،‬ﻭﻗـﺪ‬
‫ﺳﺎﻋﺪﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‪.‬‬

‫‪37‬‬
 ‫ﺕ‪ -‬ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ‪:‬‬

‫ﻧﻈﺮﺍ ﻷﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺷﻔﻮﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻋﻔﻮﻱ ﻭﺩﻱ‪ ،‬ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ‪،‬‬
‫ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴـﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗـﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻧﺤـﺎﻭﻝ ﻣﻌﺮﻓﺘـﻪ ﻭﻓﻬﻤـﻪ ﺍﻧﻄﻼﻗـﺎ ﻣـﻦ ﺗﺴـﺎﺅﻝ‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺪ ﺿﻢ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ‪ 14‬ﺳﺆﺍﻻ ﻣﻮﺯﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ‪ 04‬ﻣﺤﺎﻭﺭ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻀﻢ )‪(3-2-1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻀﻢ )‪(7-6-5-4‬‬

‫ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ ANSEJ‬ﻭﺗﻀﻢ )‪(12-11-10-9-8‬‬

‫ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪:‬ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭﻳﻀﻢ )‪(14-13‬‬

‫‪38‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪ -‬ﺗﻤﻬﻴﺪ‬

‫‪ .1‬ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪ .2‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ‬
‫‪ .3‬ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ‬

‫‪39‬‬
 ‫‪ -‬ﺗﻤﻬﻴﺪ‪:‬‬

‫ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺜﻼﺙ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺙ‪ ،‬ﺛـﻢ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﻓـﻲ ﺍﻷﺧﻴـﺮ ﺍﻟﻤﺤـﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻭﻫـﻲ ﺟﻮﺍﻧـﺐ ﺃﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻟﺘﻘـﺪﻳﻢ‬
‫ﻭﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻈﻢ ﻭﻫﺎﺩﻑ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴـﺮ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﺴـﺎﺋﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺃﻭﻻ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤـﻲ ﺇﻟﻴـﻪ ﻭﻣـﺎ ﻣـﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﻤـﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺗﺒﻴﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ‪.‬‬

‫‪ .1‬ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ ، :‬ﺍﻟﺴﻦ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴـﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺴـﻜﻦ‪ ،‬ﻋـﺪﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﻧـﺪﺭﺟﻬﺎ ﻓـﻲ ﺟـﺪﻭﻝ‬
‫ﺗﻠﺨﻴﺼﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ 05‬ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻜﻦ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﻦ‬ ‫ﻟﺤﺎﻻﺕ‬

‫‪/‬‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬ ‫ﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺝ‬ ‫‪30‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪01‬‬

‫‪/‬‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺝ‬ ‫‪32‬‬ ‫ﺏ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪02‬‬

‫‪/‬‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬ ‫ﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‬ ‫ﻣﺘﺰﻭﺝ‬ ‫‪30‬‬ ‫ﺝ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪03‬‬

‫‪/‬‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺝ‬ ‫‪28‬‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪04‬‬

‫‪/‬‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺝ‬ ‫‪29‬‬ ‫ﻩ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪05‬‬
‫ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻓـﻲ ﺍﺳـﺘﺨﺮﺍﺝ ﻧﺘـﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤـﺔ‬
‫ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻴﻐﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪.‬‬

‫‪-‬ﺍﻟﺴﻦ‪:Age :‬‬

‫ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﻓﺈﻥ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻣﺘﻘﺎﺭﺏ ﻟﺤﺪﺍ ﻣﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺍﺟـﻊ ﻟﻠﺸـﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘـﻲ ﻭﺿـﻌﺘﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻓﺌـﺔ ﻋﻤﺮﻳـﺔ‬

‫‪40‬‬
‫ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﺮﻡ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺇﻗﺒﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ ﻓﻬـﻮ ﻣﺘﻘـﺪﻡ‬
‫ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺮﺳﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ‬
‫ﻭﻗﻀﻮﺍ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﺤـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﻘـﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻟـﻴﺲ ﻋـﺎﻣﻼ ﻣﺴـﺎﻫﻤﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬

‫‪-‬ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ‪: Situation Familiale :‬‬

‫ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄـﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠـﺪﻭﻝ ﺃﻋـﻼﻩ‪ ،‬ﺗﺸـﻴﺮ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺟﻤﻴـﻊ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺘـﺰﻭﺟﻴﻦ ﻣﺎﻋـﺪﺍ ﺣﺎﻟـﺔ ﺭﻗـﻢ ‪ 03‬ﻫـﻮ ﻣﺆﺷـﺮ ﻳـﺪﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺴـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘـﺪﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻷﻧﻪ ﺑﺴﺐ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴـﺎﺕ ﻣﺎﺩﻳـﺔ‬
‫ﻣﺮﻳﺤﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ‪:Niveau_Instruction :‬‬

‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻳﺘﻮﺯﻋﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ )ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ‬
‫ﺭﻗﻢ ‪ (01‬ﻭ)ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ (03‬ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ )ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 02‬ﻭ‪ 04‬ﻭ‪ (05‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻳﺆﻛﺪﻫﺎ‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻮﺻﻔﻲ ﺭﻗﻢ‪ 04‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣـﻦ‬
‫‪ %90‬ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳـﻂ ﻭﺃﺩﻧـﺎﻩ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓـﺈﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴـﺔ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺛﻴﻦ ﻣﺴــﺘﻮﺍﻫﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ ﺑـﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳــﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ ﻟـﻪ ﺩﻭﺭ ﻣﻬـﻢ ﻓـﻲ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺮﻏﺒـﺔ ﻭﺍﻟﺤـﺲ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ﺧﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺷﺘﻰ ﻛﺎﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻤـﺎ‬
‫ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺃﻭ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺃﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺴﻜﻦ‪: Domicile :‬‬

‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﻜﻦ ﺧﺎﺹ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺘﺒـﺮ ﻫـﺎﺟﺲ‬
‫ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻜﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﺳـﺮﺓ ﺃﻭ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻭﻯ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺳﻴﻨﺼﺐ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ‪.‬‬

‫ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺆﺷﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﺸـﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﺳـﺎﻫﻤﺖ ﻓـﻲ ﺩﻓﻌـﻪ‬
‫ﻭﻭﻓﺮﺕ ﻟﻪ ﺣﺎﻓﺰ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻛﻲ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪.‬‬
‫‪41‬‬
 ‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ ‪05‬‬
‫ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺘﻀـﺢ ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﺗـﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑـﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴـﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﻗﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﺳﻨﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻬﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺤﺎﻟـﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪.:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ :06‬ﻳﻮﺿﺢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻴﻨﺔ‬

‫ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ واﻟﻤﮭﻨﯿﺔ‬ ‫اﻟﺤﺎﻻت‬

‫ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺰوج ﻋ ﺎش ﻃﻔﻮﻟ ﺔ ﻣﻀ ﻄﺮب ﺗﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻻﺑﺘ ﺪاﺋﻲ‪ ،‬اﻟﺤ ﻲ‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪01‬‬
‫اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﺴﻜﻦ ﻓﯿﮫ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﯿﮫ ﻛﻞ اﻵﻓﺎت ﻛﺎن ﯾﺪﺧﻦ وﯾﺘﻌﺎﻃﻰ اﻟﻤﺨﺪرات ﻣﻦ‬
‫ﺻﻐﺮه واﺣﺘﺮف اﻟﺴﺮﻗﺔ‪ ،‬ﻋﻤﻞ ﻗﺎﺑﺾ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻓﻠﺔ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻄﻌ ﻢ وﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﻘﮭﻰ‪ ،‬دﺧﻞ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺮة ﺑﺴﺐ ﺷﺠﺎر ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻋﻤ ﻞ ﻋﻨ ﺪھﻢ‪ ،‬ﻣ ﺪة اﻟﺒﻄﺎﻟ ﺔ‬
‫‪10‬ﺳﻨﻮات‪.‬‬
‫ﻏﯿ ﺮ ﻣﺘ ﺰوج ﻋ ﺎش ﻃﻔﻮﻟ ﺔ ﻣﺴ ﺘﻘﺮة ﺑﺴ ﺒﺐ اﻟﻮﺿ ﻊ اﻟﻤ ﺎﻟﻲ اﻟﻤ ﺮﯾﺢ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠ ﺔ ﻟﻜ ﻦ‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪02‬‬
‫اﻟﺘﻨﺸ ﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿ ﺔ اﻟﻤﺪﻟﻠ ﺔ ﻟ ﮫ ﺟﻌﻠﺘ ﮫ ﯾﻨﺤ ﺮف‪ ،‬وﯾﺘﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﻋﻤﻞ ﺑﻤﻘﮭﻰ ﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﺻﺪﻗﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻛ ﺎﻧﻮا اﻟﺴ ﺒﺐ ﻓ ﻲ دﺧﻮﻟ ﮫ‬
‫ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻨﺴﺎء‪ ،‬اﺳﺘﮭﻠﻚ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺬي وﻓﺮه ﻟ ﮫ أﺑ ﻮه ﻗﺒ ﻞ وﻓﺎﺗ ﮫ ﻋﻤ ﻞ ﺑ ﮫ‬
‫ﻣﺸﺮوع ﻓﺎﺷﻞ ﻣﻜﺚ ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﺪﺗﮭﺎ ‪ 12‬ﺳﻨﺔ ﻟﻢ ﯾﻘﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺘﻜﻮﯾﻦ أو اﻟﺒﺤﺚ‬
‫ﻣﺘﺰوج ﻋﺎش ﺟﺰء ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﯾﻒ‪ ،‬ﻛ ﺎن ﯾﻌﻤ ﻞ ﯾﺮﻋ ﻰ ﻣﺎﺷ ﯿﺘﮭﻢ ‪ ،‬ﺗﻮﻗ ﻒ‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪03‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ اﻻﺑﺘ ﺪاﺋﻲ‪ ،‬اﻟﻈ ﺮوف اﻷﻣﻨﯿ ﺔ ﺟﻌﻠ ﺘﮭﻢ ﯾﻔﻘ ﺪون أﻣ ﻮاﻟﮭﻢ‪ ،‬وﯾﺴ ﻜﻦ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﺑﻘﻲ ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻤ ﻞ ﻣﺴ ﺎﻋﺪ ﺑﻨ ﺎء‪ ،‬ﻟ ﻢ‬
‫ﯾﻘﻢ ﺑﺄي ﻋﻤﻞ ﺗﻜﻮﯾﻨﻲ‪ ،‬ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻋﻠﻤﺘﮫ اﻟﺘﺪﺧﯿﻦ واﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬وﻟﻢ ﺗﺘﺢ‬
‫ﻟﮫ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﻮﻇﯿﻒ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ داﺋﻢ‪ ،‬ﻣﺪة اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ‪ 08‬ﺳﻨﻮات‪.‬‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺰوج‪ ،‬ﻋﺎش ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻣﺴ ﺘﻘﺮة‪ ،‬ﺗﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺘﻮﺳ ﻂ‪ ،‬ﺣﺼ ﻞ‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪04‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺗﻜﻮﯾﻨﯿ ﺔ ﻓ ﻲ اﻹﻋ ﻼم اﻵﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋﻤ ﻞ ﻣ ﻊ أﺧﯿ ﮫ ﻓ ﻲ ﻛﺸ ﻚ ﻟﺒﯿ ﻊ‬
‫اﻟﻌﻄﻮر واﻟﺘﺒﻎ‪ ،‬ﺑﻌﺪ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ‪ ،‬اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻹدﻣﺎج اﻟﻤﮭﻨﻲ ﯾﻌﻤ ﻞ ﻓﯿ ﮫ‬
‫ﺑﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻛﻌﻮن ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻵﻟ ﻲ‪ ،‬ﺣ ﺎول ﻋ ﺪة ﻣ ﺮات اﻟﻤﺸ ﺎرﻛﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻮﻇﯿ ﻒ‬
‫ﻟﻜﻨﮫ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ 05،‬ﺳﻨﻮات‪.‬‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺰوج‪ ،‬ﻋﺎش ﺟﺰء ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺮﯾ ﻒ اﺗﺴ ﻤﺖ ﺑﺎﻹﺗﻜﺎﻟﯿ ﺔ وﻋ ﺪم اﻟﻘﯿ ﺎم‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪05‬‬
‫ﺑ ﺄي ﻧﺸ ﺎط ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ ﺳ ﻦ اﻟﻤﺮاھﻘ ﺔ‪ ،‬ﺗﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺘﻮﺳ ﻂ‪ ،‬ﻇ ﺮوف‬
‫اﻷﻣﻨﯿ ﺔ ﺟﻌﻠﺘ ﮫ ﯾﺴ ﻜﻦ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ‪ ،‬ﻋﻤ ﻞ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺨﺒ ﺰة‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻣﺴ ﺎﻋﺪ ﺑﻨ ﺎء‬
‫ﻟﯿﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺤﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻟﻢ ﯾﻘﻮم ﺑﺄي ﺗﻜﻮﯾﻦ وذﻟﻚ ﻻﻋﺘﻘﺎده أﻧﮫ ﻻ ﯾﻨﻔﻊ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻟﺤﺎﻻت )‪ (05-04-03-02-01‬أﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﻼﺣﻖ‬

‫‪42‬‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ ﻳﻄﻠﻌﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺟﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺭﺳﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻭﻓﻌﻞ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻈﻬﺮ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﺗﺼـﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺛﻴﻦ ﻋـﻦ‬
‫ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ‬
‫)‪ (02،03 ،01‬ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟـﺔ ﻟـﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺛﻴﻦ ﻛﺎﻧـﺖ ﻏﻴـﺮ ﻣﺴـﺘﻘﺮﺓ ﻧﻮﻋـﺎ ﻣـﺎ‬
‫ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﻤﻠﻮﻥ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺄﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺣﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﻣﻬﻨﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣـﺎ ﻧﺠـﺪﻩ‬
‫ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ)‪ ،(02،04،05‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﺪﻡ ﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﺗﺼﺎﻟﻬﻢ ﺑﺄﺻﺪﻗﺎﺀ ﻣﻨﺤﺮﻓﻮﻥ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻘﻌﻮﺍ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﺍﻵﻓﺎﺕ‪ ،‬ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ )‪ ،(02،03 ،01‬ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻨﺠﺪ ﺃﻥ‬
‫ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻣﻬﻦ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ )‪ (05‬ﺍﻟﺬﻱ ﻣـﺎﺭﺱ ﻣﻬﻨﺘـﻴﻦ‬
‫ﻟﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴـﻪ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﻻ ﻳﻤـﺖ‬
‫ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻤﺮﺳﻪ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧـﺐ‬
‫ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ ﻓﻨﺠﺪ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﻳﺤﺼـﻠﻮﺍ ﻋﻠـﻰ ﺷـﻬﺎﺩﺍﺕ ﺗﻜﻮﻳﻨﻴـﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ )‪ (04‬ﺃﻡ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺗﺘﻘﺎﺭﺏ ﺑﻴﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺛﻴﻦ ﻭﻳﺸـﺘﺮﻛﻮﻥ ﻓـﻲ‬
‫ﻃﻮﻝ ﻣﺪﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪:‬‬

‫ﻭﺣﺘﻰ ﻧﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺳﻨﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸـﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻋـﺪﻡ ﺑﻠـﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤـﺲ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ ﻟﺪﻳـﻪ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﺍﻟﻤﺆﺷـﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠـﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺻـﺪﻗﺎﺀ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﻭﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﻌﺮﺽ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﺘﻤﺘـﻊ ﺑﻬـﺎ ﻛـﻞ ﻓـﺮﺩ ﻣـﻦ ﻋﺎﺋﻠـﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻫﻢ ﺍﻷﺏ‪ ،‬ﺍﻷﻡ ‪ ،‬ﺍﻹﺧﻮﺓ‪ ،‬ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ‪ ،‬ﺇﻥ‬
‫ﻣﺎﺭﺱ ﻣﻬﻦ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻣﺘﻮﻓﻲ‪ /‬ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺳﻴﺘﻢ ﻋـﺮﺽ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺷـﺮﺍﺕ‬
‫ﻓﻲ ﺟﺪﺍﻭﻝ ﺗﻮﺿﻴﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ‪.‬‬

‫‪43‬‬
 ‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ : 07‬ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻸﺏ‬

‫ﻣﺘﻮﻓﻲ ‪ /‬ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺇﻥ ﻣﺎﺭﺱ ﻣﻬﻨﺔ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬
‫ﻣﺘﻮﻓﻲ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺃﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪01‬‬
‫ﻣﺘﻮﻓﻲ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻣﺠﺎﻫﺪ‬ ‫ﻋﺼﺎﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪02‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﺣﺮﺱ ﺑﻠﺪﻱ‬ ‫ﻓﻼﺡ‬ ‫ﺃﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪03‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻣﺪﻳﺮ‬ ‫ﺛﺎﻧﻮﻱ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪04‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻓﻼﺡ‬ ‫ﺃﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪05‬‬
‫ﻓﻼﺡ ‪ 01/ 02‬ﺑﻨﺎﺀ‪01 /‬‬ ‫ﺃﻣﻲ ‪ /03‬ﻋﺼﺎﻣﻲ‬
‫ﻣﺘﻮﻓﻲ‪ /02‬ﻉ ﻕ ﺣﻴﺎﺓ ‪03‬‬ ‫ﻻ‪ / 04‬ﻧﻌﻢ ‪01‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ‬
‫ﻣﺠﺎﻫﺪ ‪ /‬ﻣﺪﻳﺮ ‪01‬‬ ‫‪ /01‬ﺛﺎﻧﻮﻱ ‪01‬‬

‫ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ ﻧﻮﺭﺩﻫﺎ ﻛﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ‪ :‬ﻣﻌﺮﻓـﺔ ﺍﻷﺻـﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺒﺤـﻮﺛﻴﻦ‬
‫ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺩﻟﻴﻼ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳـﺘﻢ ﺗﻮﺭﻳـﺚ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻬﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 03‬ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻖ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻭﺭﺛﻬـﺎ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻷﺏ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺬ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠـﺪﻭﻝ ﻧﺠـﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﻠـﺐ ﺍﻵﺑـﺎﺀ‬
‫ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻳﺘﻮﺯﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻲ ﻋﻨﺪ ‪ 03‬ﺣﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﻣﻲ ﺣﺎﻟـﺔ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺗﻮﺭﻳـﺚ ﺍﻟﻤﻬـﻦ‪ ،‬ﺃﻣـﺎ ﻓﻴﻤـﺎ‬
‫ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﺎﻋﺪ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ ،04‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺴـﺘﻨﺘﺞ ﻓـﻲ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺤﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻫﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻭﻟـﻴﺲ ﻟﻬـﺎ‬
‫ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻻ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴـﺪ ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪.‬‬

‫‪44‬‬
 ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻸﻡ ﻓﻨﻮﺭﺩﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ 08‬ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻷﻡ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ‬

‫ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺃﻣﻼﻙ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬

‫ﻻ‬ ‫ﻣﺎﻛﺜﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺃﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪01‬‬
‫ﻻ‬ ‫ﻣﺎﻛﺜﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺃﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪02‬‬
‫ﻻ‬ ‫ﻣﺎﻛﺜﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺃﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪03‬‬
‫ﻻ‬ ‫ﻣﺎﻛﺜﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺃﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪04‬‬
‫ﻻ‬ ‫ﻣﺎﻛﺜﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺃﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪05‬‬
‫‪05‬ﺡ‬ ‫‪05‬ﺡ‬ ‫‪05‬ﺡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ‬

‫ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻸﻡ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ‪،‬‬
‫ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺟﺎﺀﺕ ﻟﺘﺆﻛﺪ ﺍﻻﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ ﻷﻣﻬـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺛﻴﻦ ﻓﻬـﻦ ﻛﻠﻬـﻦ‬
‫ﺃﻣﻴﺎﺕ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑـﺔ ﻭﻫـﻦ ﻣﺎﻛﺜـﺎﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻴـﺖ‪ ،‬ﻻ ﻳﻤﺎﺭﺳـﻦ ﺃﻱ ﻣﻬﻨـﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻜـﻦ ﺃﻱ‬
‫ﺃﻣﻼﻙ ﺗﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟـﺪﻋﻢ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻓﺎﻷﺻﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑـﺎﻷﻡ ﺗﺒﻘـﻰ ﻣﺘﻮﺍﺿـﻌﺔ‬
‫ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﺳﻮﺍﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﻴﻠﻴـﺔ ﻣﻨﻌﺪﻣـﺔ ﺗﻤﺎﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟـﻸﻡ ﻭﻫـﺬﺍ ﻓـﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻧـﺎ‬
‫ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﻭﺣﺘﻰ ﻳـﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌـﺮﺽ ﺇﻟـﻰ ﺟﻤﻴـﻊ ﺃﻓـﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠـﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻬـﻢ ﻣﺜـﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺔ‪.‬‬

‫‪45‬‬
 ‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ 09‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﻣﻬﻨﺔ ﺍﻹﺧﻮﺓ‬

‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ اﻟﻤﮭﻨﺔ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ‬ ‫ﻋﺪد اﻹﺧﻮة‬ ‫اﻟﺤﺎﻻت‬

‫ﻃﺒﺎخ‬ ‫اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ‬ ‫‪1‬‬
‫ﻃﻼء‬ ‫إﺑﺘﺪاﺋﻲ‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪01‬‬
‫ﻣﯿﻜﺎﻧﯿﻜﻲ‬ ‫ﺛﺎﻧﻮي‬ ‫‪3‬‬
‫ﻗﺎﺑﺾ ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻠﺔ‬ ‫أﻣﻲ‬ ‫‪4‬‬
‫ﻣﺤﻞ ﺧﺮدوات‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﻲ‬ ‫‪1‬‬
‫ﻣﺤﻞ ﺧﺪﻣﺎت ھﺎﺗﻔﯿﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﻲ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪02‬‬
‫ﯾﺪرس‬ ‫ﺛﺎﻧﻮي‬ ‫‪3‬‬
‫ﺑﻨﺎء‬ ‫أﻣﻲ‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪03‬‬
‫ﯾﺪرس‬ ‫ﺛﺎﻧﻮي‬ ‫‪2‬‬
‫ﻣﻌﻠﻢ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﻲ‬ ‫‪1‬‬
‫ﻛﺸﻚ ﻣﺘﻌﺪد اﻟﺨﺪﻣﺎت‬ ‫ﺛﺎﻧﻮي‬ ‫‪2‬‬
‫ﯾﺪرس‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪04‬‬
‫ﯾﺪرس‬ ‫إﺑﺘﺪاﺋﻲ‬ ‫‪4‬‬
‫ﯾﺪرس‬ ‫إﺑﺘﺪاﺋﻲ‬ ‫‪5‬‬
‫ﯾﺪرس‬ ‫ﺛﺎﻧﻮي‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪05‬‬
‫ﯾﺪرس‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺸﻔﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ‬
‫ﻧﻮﺟﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﻋﺪﺩ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 01‬ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪04‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ‪ 5/5‬ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳـﻂ ﻣﻤﺜـﻞ‬
‫ﻓﻲ )ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ ،( 05 ،04 ،01‬ﺃﻡ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻓﻨﺠﺪﻩ ﻣﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪ 01‬ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪04‬‬

‫ﻣﺮﺗﻴﻦ‪ ،‬ﻭﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻣﻤﺜـﻞ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ )ﺭﻗـﻢ ‪ (04 ،02‬ﻭﻧﻼﺣـﻆ ﻫﻨـﺎ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴـﺔ ﺇﺧـﻮﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻣﺴﺘﻮﺍﻫﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺇﺧﻮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻫـﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬـﺎ ﻣﻬـﻦ ﻣﺘﻮﺍﺿـﻌﺔ ﻭﻟـﻴﺲ ﻫﻨـﺎﻙ ﺣﻀـﻮﺭ‬
‫ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﻣﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﺧﻮﺓ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺧﻮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺼﻐﺮﻫﻢ ﺳﻨﻨﺎ ﻭ‬
‫ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺪﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺭﻗﻢ )‪ (5 ،4 ،2‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺣﺘﻰ ﻣﻬـﻦ‬
‫ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻟﻢ ﺗﺸﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺙ‪،‬‬

‫‪46‬‬
‫ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻨﺎ ﻟﻠﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺙ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﻠﻤﺒﺤـﻮﺙ ﻭﺫﻟـﻚ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﺸـﺮﻭﻉ ﻋﻤـﻞ ﻭﺍﻟﻤﻬـﻦ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻤﺎﺭﺳـﻮﻧﻬﺎ‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺗﻮﺿﻴﺤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ 10‬ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻋﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﻣﻬﻨﺘﻬﻢ‬

‫ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ‬ ‫ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ‬ ‫ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻋﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬

‫ﻋﻮﻥ ﺃﻣﻦ‬ ‫ﻛﺸﻚ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪01‬‬
‫ﻃﺒﺎﺥ‬ ‫ﺗﺰﻳﻴﻦ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪02‬‬
‫ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ‬ ‫ﺑﻴﻊ ﻭﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪03‬‬
‫ﺩﺭﻛﻲ‬ ‫‪/‬‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪04‬‬
‫ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪05‬‬

‫ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻛﻮﻥ ﺷﺒﻜﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺧـﺎﺭﺝ ﺇﻃـﺎﺭ‬
‫ﺍﻷﺳﺮﺓ‪ ،‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺍﺭﺗﻘﺖ ﺣﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺸـﺮﻭﻉ‬
‫ﻋﻤﻞ ﻟﺪﻯ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 04‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﺘﺴﻢ ﻓـﻲ ﻃﺎﺑﻌﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳـﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻋﻤـﻞ ﺫﺍﺕ ﻓﺎﺋـﺪﺓ ﻓﻜﺮﻳـﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﺩﻳـﺔ ﻛﺒﻴـﺮﺓ ﻭﺫﻟـﻚ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﺍﻷﺻـﻞ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ‪ ،‬ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻬـﺎ‬
‫ﺳﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻣﺆﺷﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻷﺳـﺮﺓ ﻳﻌﻄﻴﻨـﺎ‬
‫ﺩﻟﻴﻼ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻢ ﺗﺸﻜﻞ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻟﻠﻤﺒﺤﻮﺙ ﻛﻲ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ‪La zone Géographique :‬‬

‫ﻧﺠﺪ ﻭﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﺔ ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻭﻻﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻮﺯﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻳﻦ ﻧﺠﺪ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ 01‬ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ )ﺃ( ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺄﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳـﺔ ﻭﺍﻟﺼـﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺣﺘﻰ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺗﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺘﻤﻴـﺰ‬

‫‪47‬‬
‫ﺑﺎﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻋـﺎ ﻣـﺎ ﻧﺸـﺎﻁ ﻣﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﺛـﻢ ﺗـﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ‪ 02‬ﻣـﻦ‬
‫ﻣﻨﻄﻘﺔ)ﺏ( ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻭﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻺﺳﻤﻨﺖ ﻭﺑﺎﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻏﻴـﺮ ﻣﺮﺗﻔﻌـﺔ ‪،‬‬
‫ﻭﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺇﺫ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ‪ 03‬ﻣﻘﺎﻭﻻﺕ ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓـﻲ ﻣﺨـﺎﺑﺰ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ‬
‫‪ 03‬ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ )ﺝ( ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﻋﺒﻮﺭ ﻭﺑﻮﺍﺑﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳـﻌﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺑﻄﺎﺑﻌﻬـﺎ‬
‫ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻭﻟﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳـﻌﻴﺪﺓ ﻓﻬـﻲ ﺗﺸـﻬﺪ ﺣﺮﻛـﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳـﺔ ﻛﺒﻴـﺮﺓ ﻭﻧﺸـﺎﻁ ﻣﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ‬
‫ﺿﻌﻴﻒ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ 04‬ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ)ﺩ(‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﺨـﺺ‬
‫ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻥ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﻧﺸﺎﻁ ﺗﺠﺎﺭﻱ ﻣﻜﺜـﻒ ﺫﻭ ﻃـﺎﺑﻊ ﻓـﺮﺩﻱ‬
‫ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻗﻠﻴﻼ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻭﻻﻳﺔ‬
‫ﺗﻴﺎﺭﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ‪ 05‬ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ )ﻩ(‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺣـﻲ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋـﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳـﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺮﺑﻴـﺔ ﺍﻟﻨﺤـﻞ‪،‬‬
‫ﻃﺒﻌﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ‬
‫ﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﻢ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮﻥ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ‪:‬‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﻭﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻭﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﺗﻜـﻮﻥ ﻟـﺪﻯ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ‪ ،‬ﻭﻫـﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴـﺔ‬
‫ﻟﺪﻯ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑـﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴـﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳـﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻷﻓـﺮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻌﻴﻨـﺔ ﺗﺒــﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺻــﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻟﻌــﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺒﺤـﻮﺛﻴﻦ ﻻ ﺗﺤﻤــﻞ ﺗﻠــﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛــﺔ ﺍﻟﺠﻴﻠﻴــﺔ )ﺍﻟﺘﻘﻠﻴــﺪ‬
‫» ‪« Habutis‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ( ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻧﺤﻮ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻟـﻚ ﻷﻥ‬
‫ﻭﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﻧﺠﺎﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ‬
‫‪48‬‬
‫"ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ ‪ "Bourdieu‬ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻁ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤـﺔ ﻟـﺮﺃﺱ ﺍﻟﻤـﺎﻝ ﺍﻟﻤﻤﻠـﻮﻙ ﺟﻤﺎﻋﻴـﺎ ﻣـﻦ ﻃـﺮﻑ‬
‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺳﺮﺓ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫـﺎ ﺑﻜـﻞ‬
‫‪1‬‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ ﻧﺤﻘﻴـﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺣـﺎﺕ ﻭﺍﻹﺧﻔﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻹﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ‬
‫ﻭﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ‪ " :‬ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻴﺔ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﻣﻴﻼﺩ ﻭﺑـﺮﻭﺯ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ " ‪ ،‬ﻭﺗﺆﻛـﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻌﺮﺿـﻨﺎ ﻟﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻹﻃـﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈـﺮﻱ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ( ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺑﯿﯿﺮ ﺑﻮردﯾﻮ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه‪ ،‬ص ‪167‬‬

‫‪49‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬

‫ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﺎﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ‬

‫ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪ -‬ﺗﻤﻬﻴﺪ‬

‫‪ -1‬ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‬

‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬

‫‪ -4‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ‬

‫‪50‬‬
 ‫ﺗﻤﻬﻴﺪ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺳﻨﻬﺘﻢ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﺎﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﻭﻛﻴـﻒ ﺳـﻴﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸـﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ؟ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﺃﻭﻻ ﻓـﻲ ﺇﻋـﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻠـﻒ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﻧﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺡ ﺛﻢ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺎﻣﻠـﻪ ﻣـﻊ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ ﺛﺎﻟﺜـﺎ‪ ،‬ﻭﺃﺧﻴـﺮﺍ‬
‫ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺭﺻﺪ ﺗﻤﺜﻼﺗﻪ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﻟﻠﻘﺮﺽ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺡ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ‪: ANSEJ‬‬
‫ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺘﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ‬
‫ﻣﺼﻐﺮﺓ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺗﺤﺖ ﻭﺻﺎﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻤﺮﺳـﻮﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳـﻲ‬
‫ﺭﻗﻢ ‪ 234 -69‬ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ ‪ 2‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ 1996‬ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠـﻲ ﺳـﻨﺔ ‪ 1996‬ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﺗـﻢ‬
‫ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬
‫‪ -‬ﻣﻠﻒ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺼﻐﺮﺓ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻃﻠﺐ ﺧﻄﻲ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬
‫‪ ‬ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻴﻼﺩ‬
‫‪ ‬ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﺧﺼﺔ ﺳﻴﺎﻗﺔ‬
‫‪ ‬ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﻟﻤﺆﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ‬
‫‪ ‬ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‬
‫ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺨﻠﻖ ‪ 03‬ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺷﻐﻞ ﺩﺍﺋﻤﺔ ) ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺬﻭﻱ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻊ ﺳﻨﻬﻢ ﻣﺎﺑﻴﻦ ‪40-35‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻞ ﺳﻨﻬﻢ ﻋﻦ ‪ 20‬ﺳﻨﺔ‬
‫ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻷﺟﺮﺍﺀ ‪CASNOS‬‬ ‫‪‬‬
‫ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪CNAS‬‬ ‫‪‬‬

‫‪51‬‬
 ‫ﻭﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺘﻴﻦ ﺭﻗﻢ ‪ 8‬ﻭ‪ 9‬ﺗﺘﻜﻔﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻉ ‪ ANSEJ‬ﺑﺎﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‬
‫ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺷﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ﺗﺤﻤﻞ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬

‫‪ -‬ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺷﺮﻓﻲ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺃﻱ ﻧﺸﺎﻁ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺗﻤﻮﻳﻠﻪ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ‬
‫ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ‬
‫‪ -‬ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻐﺮﺓ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻐﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻃـﺮﻑ ﺷـﺎﺏ ﺑﻤﻔـﺮﺩﻩ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺃﺻـﺤﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ‬
‫‪ -‬ﺳﻦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ ‪ 19‬ﻭ ‪ 35‬ﺳﻨﺔ ﻓﻤـﺎ ﻳﺨـﺺ ﺍﻟﻤﺴـﻴﺮ ﻟﻜـﻦ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺴﻦ ﺇﻟﻰ ‪ 40‬ﺳﻨﺔ ﻳﺘﻌﻬﺪ ﺑﺨﻠﻖ ﺛﻼﺙ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺷﻐﻞ ﺩﺍﺋﻤﺔ‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻫﻤﻮﺍ ﻷﺳﻤﺎﺀ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﻣﺴـﺘﻮﺍﻫﺎ‬
‫ﺣﺴﺐ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺷﺮﻛﺔ‬
‫‪ -‬ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺸﺮﻛﻮ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻷﺧﻄﺎﺭ‬
‫ﻗﺮﻭﺽ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺇﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺃﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻭ ﻧﺸﺎﻁ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻐﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ‪ ANSEJ‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻃﻠـﺐ‬
‫ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﺣﺪﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ ﻟـﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸـﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﺗﺤـﺖ‬
‫ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ‪ structure de financement‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺗﺤﺪﺩ ﻭﻓﻖ ﻃﻠﺐ ﺻﺎﺣﺐ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪.‬‬
‫‪52‬‬
 ‫‪ -‬ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ‪ :‬ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸـﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﺗﺤﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻳـﺘﻢ ﺑـﻴﻦ‬
‫ﻃﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸـﻐﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻗﺮﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ‬
‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ :11‬ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ‬

‫ﻗﺮﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ‬ ‫ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬

‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ‪01‬‬
‫‪% 29‬‬ ‫‪% 71‬‬
‫ﺃﻗﻞ ﺃﻭ ﻳﺴﺎﻭﻱ ‪ 5000.000‬ﺩﺝ‬

‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ‪02‬‬
‫‪% 28‬‬ ‫‪% 72‬‬
‫ﻣﺎﺑﻴﻦ ‪ 5000.001‬ﺩﺝ ‪ 10.000.000‬ﺩﺝ‬
‫ﺍﻟﻤﺼـــــــــﺪﺭ‪ :‬ﻣﻨﺸـــــــــﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـــــــــﺔ ‪ANSE‬‬

‫ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻫﻮ ﺗﻜﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨـﻮﻉ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻖ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ ﺍﻟﺜﻨـﺎﺋﻲ ﻳﻀـﺎﻑ ﺇﻟﻴـﻪ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺍﻟﺒﻨﻜﻲ ﻣﻊ ﺧﻔﺾ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﺒﻨـﻮﻙ ﺍﻟﺨﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟﻘﺮﺽ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺤﺪﺩ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺟﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ :12‬ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ‬

‫ﻗﺮﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺍﻟﺒﻨﻜﻲ‬
‫‪PNR‬‬
‫ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬
‫ﻣﻨﺎﻃﻖ‬ ‫ﻣﻨﺎﻃﻖ‬ ‫ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫ﻣﻨﺎﻃﻖ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ‪ 01‬ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﻭ‬
‫‪%70‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%1‬‬
‫ﻳﺴﺎﻭﻱ ‪ 5000.000‬ﺩﺝ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ‪ 02‬ﻣﺎﺑﻴﻦ‬
‫‪% 72‬‬ ‫‪% 70‬‬ ‫‪% 28‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬
‫‪5000.000‬ﺩﺝ ‪ 10.000.000‬ﺩﺝ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪ :‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ANSEJ‬‬

‫‪53‬‬
‫ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪﻫﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜـﻞ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘـﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ‪ ،‬ﺛـﻢ ﺗـﺄﺗﻲ ﺑﻌـﺪ ﺫﻟـﻚ ﻣﺮﺣﻠـﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ ﻭﺑﻌﺪ ﻗﺒﻮﻝ ﻓﻜـﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ‪ ،‬ﻳﺘﻮﺟـﻪ ﺇﻟـﻰ ﺇﻋـﺪﺍﺩ ﻣﻠـﻒ ﺍﻟﺒﻨـﻚ‪ ،‬ﻟﻴـﺘﻢ ﺑﻌـﺪﻫﺎ‬
‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻤﻮﻝ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪ ،‬ﺳـﻨﺤﺎﻭﻝ ﺗﺤﻠﻴـﻞ ﻫـﺬﻩ ﺍﻹﺟـﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ‬
‫ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺃ‪ -‬ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻘﺒﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻧﺠﺪ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺛﻢ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺒﻨﻚ‬
‫‪ -‬ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ :‬ﺍﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻧﺠﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ‬
‫‪ -‬ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﺀ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﺘﺎﺩ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﺎﺩﻳﺔ‬
‫‪ -‬ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ ﻭﺗﻤﺎﻃﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ‪ :‬ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻬﻠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻧﺠﺪ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ ﺃﻱ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬
‫‪ -‬ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ ،‬ﻧﺠﺪ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻧﺴــﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼــﻴﺔ ‪ %1‬ﻭﻳﺘﻬﺮﺑــﻮﻥ ﻣــﻦ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ ﺍﻟﺜﻨــﺎﺋﻲ ﺍﻟــﺬﻱ ﻓﻴــﻪ ﻧﺴــﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪% 71‬‬

‫ﺳﺮﻋﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣـﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨـﻚ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ‬ ‫‪-‬‬
‫ﻧﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺃﺣﺪ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ‪ 12‬ﻣﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬
‫‪ -‬ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻫﻲ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫‪ -‬ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺠـﺪﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻮﺿﺢ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﻦ ﻧﻔـﺲ ﺍﻟﻨﺸـﺎﻁ ﻋﻠـﻰ ﺳـﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜـﺎﻝ ﻧﺄﺧـﺬ ﻣﻨﻄﻘﺘـﻴﻦ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﺃ‬
‫ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺩ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ :13‬ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‬

‫‪29‬‬ ‫‪71‬‬ ‫ﻏﺴﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ‬

‫‪16‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ﻣﺨﺒﺰﺓ‬

‫‪57‬‬ ‫‪08‬‬ ‫ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﻏﺬﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ‬
‫ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ : 14‬ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ‬

‫ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﻚ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬ ‫ﺍﺳــﺘﻌﻤﻠﺖ ﺷــﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗــﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌــﺎﺭﻑ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪01‬‬
‫ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﻣﻮﻇﻔﻮ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ ﻣـﻊ ﻣـﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺒﻨـﻚ‪ ،‬ﻭﻣﺴـﺎﻋﺪﺓ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪02‬‬
‫ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪03‬‬
‫ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬
‫ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 04‬ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﻠﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪05‬‬
‫ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬ ‫ﺑﺘﺪﺭﺝ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬
‫‪55‬‬
‫ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﺨﺼﺔ ﺃﻋﻼﻩ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺼـﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﻣﻠﻒ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺡ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﺒـﺮﺕ ﻋﻨﻬـﺎ‬
‫ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺸﺎﺑﻪ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻹﺟﻤـﺎﻉ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻃـﺮﻑ ﺟﻤﻴـﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ )‪ (5/5‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﻳﻦ‪ :‬ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﻭﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘـﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻣﺜـﻞ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ ﻭﻫـﺬﺍ ﻣـﺎ ﻧﺠـﺪﻩ‬
‫ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ "ﻣﺎﻛﺲ ﻓﻴﺒﺮ" ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻣـﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻬﻨﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺣﺴﺐ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻭﻓﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺗﻜـﺰﺍﺕ ﻭﻫـﻲ ﺍﻟﺘﻬـﺮﺏ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻏﺘﻨـﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﺻـﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺤﻈـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﻜﺜﻒ ﻟﻠﺰﺑﻮﻧﻴﺔ‪ 1‬ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﺎﻃﻠـﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒـﺎﻃﺆ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﺗﻜﺮﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﺑﻦ ﻋﯿﺴﻰ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﮭﺪي ‪ ،‬ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﻮﺳﯿﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﻟﺘﺤﻠﯿﻞ أزﻣﺔ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺑﻮرﻗﻠﺔ اﻟﻌﺪد رﻗﻢ‬
‫‪ 198 01‬ص‪59‬‬
‫‪56‬‬
 ‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‪:‬‬
‫ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺙ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻗﺒﻮﻝ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺴﺐ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﺃﺩﻧﺎﻩ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ‬
‫ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪:15‬ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸـﻜﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺳـﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓـﻲ ﺳـﺮﻋﺔ‬
‫ﻗﺒﻮﻝ ﻣﻠﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻜﻠﻒ ﺑﻤﺼـﺎﺭﻳﻒ ﺩﻓـﻊ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻭﻧﺴـﺦ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪01‬‬
‫ﺍﻟﻮﺛــﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳــﺔ‪ ،‬ﻭﺳــﻬﻞ ﻋﻠــﻲ ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠــﺔ ﺍﻟﻤﻠــﻒ ﺍﻟﺒﻨﻜــﻲ ﻭﺍﻟﺤﺼــﻮﻝ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﻜﺎﺕ‪،‬ﺛﻢ ﺳﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻞ‪ ،‬ﻭﺟﻠﺐ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺮﻗﻴﻤﻪ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸـﻜﻠﻴﺔ ﻛـﺎﻥ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺍﻷﺻـﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﻟﻘـﺪ ﺍﺳـﺘﻐﺮﻕ ﻭﻗـﺖ‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻣﺪﺓ ﺃﻃﻮﻝ‪ ،‬ﺳﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺒﻨﻜـﻲ ﻭﺗﻜﻠـﻒ ﺑﻜـﻞ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪02‬‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ‬
‫ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺜﻤﻦ‪ ،‬ﻗﻤـﺖ‬
‫ﺑﺸﺮﺍﺀ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻤﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﻣﻌـﺎﺭﻑ‪ ،‬ﻟﻘـﺪ ﺃﺧﺒﺮﻧـﻲ ﻋـﻦ ﺍﻟﺒﻨـﻚ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﺧﺘـﺎﺭﻩ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪03‬‬
‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺮﻓـﺔ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﺇﻳـﺪﺍﻋﻬﺎ ﻓـﻲ ﻣﻠـﻒ‬
‫ﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﻤﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ‪ ،‬ﻧﻔﺲ ﺃﻗﻮﺍﻝ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪04‬‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪. 01‬‬
‫ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺣﺼـﻠﻮﺍ ﺃﻣـﺎﻣﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻘـﺮﺽ‪ ،‬ﻣﺴـﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻜـﺮﺍﺀ‪ ،‬ﻭﻣﺤـﻞ ﺍﻟﻜـﺮﺍﺀ ﻣﺠﻬـﺰ‪ ،‬ﻭﻛـﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺘـﺎﺩ‪ ،‬ﻭﺟﻠـﺐ ﻟﺠﻨـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪05‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺭﻓﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻀﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺬ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ ﻳﻄﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻬﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻭﺍﻻﺗﻔـﺎﻕ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺇﺫ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻫـﻮ ﺍﻟﺤﻠﻘـﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳـﺔ‬
‫ﻭﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻭﻟﻜـﻦ ﻫـﺬﺍ ﻻ ﻳـﺘﻢ ﺑـﺪﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑـﻞ ﻳﻌـﺪﻫﺎ ﻟﺼـﺎﺣﺐ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﻌﺪ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﻛﻞ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻜﺸـﻒ ﻋـﻦ ﺣﺴـﺎﺏ ﺍﻷﺗﻌـﺎﺏ ﻧﻮﺿـﺢ‬
‫ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺑﻴﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔـﺎﻕ ﻳﺄﺧـﺬ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ‬
‫ﺗﺴﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﺑـ ‪ ، % 30‬ﺛﻢ ﺗﺒﻘﻰ ‪ %70‬ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘـﻪ ﻣـﻦ ﻃـﺮﻑ‬
‫ﻣﻤﺜﻞ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻟﻜﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺃﺧـﺬ ﺍﻟﻌﺘـﺎﺩ‪ ،‬ﻭﻟﻜـﻦ‬
‫ﺃﺧﺬ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻧﻘﺪﺍ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ ‪ %70‬ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ‬
‫ﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻭﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﻤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﺗﻌﺎﺏ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺗﻌﺎﺏ ﻫﻲ ‪:‬‬

‫ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‬ ‫‪-‬‬

‫ﻛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻪ‬ ‫‪-‬‬
‫ﻛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻞ‬ ‫‪-‬‬
‫ﻭﺃﺗﻌﺎﺏ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻀﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬ ‫‪-‬‬

‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻨﺎ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ ‪ %50‬ﺇﻟﻰ ‪ %56‬ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴـﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠـﺪﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻮﺿﺢ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‪ ،‬ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺣﺼﺔ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‪ ،‬ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﻘﺪ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻫﺬﺍ )ﺣﺴﺐ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ( ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ :16‬ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺣﺼﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‬

‫اﻟﻘﯿﻤﺔ‬
‫ﺣﺼﺔ اﻟﻤﻤﻮل‬ ‫ﺣﺼﺔ‬
‫اﻟﺼﺎﻓﯿﺔ‬ ‫ﻗﯿﻤﺘﮫ اﻷﺻﻠﯿﺔ‬
‫اﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫ﺑﻌﺪ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻟﻤﻤﻮل‬ ‫ﻧﻮع اﻟﻤﺸﺮوع‬ ‫اﻟﺤﺎﻻت‬
‫ﻟﻠﻤﻘﺎول‬ ‫دج‬
‫اﻟﻤﻘﺎول دج‬ ‫دج‬
‫دج‬
‫ﻋﺘﺎد ﻧﺠﺎرة‬
‫‪50% 2500000 20%‬‬ ‫‪1000000‬‬ ‫‪30% 1500000‬‬ ‫‪5000000‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪01‬‬
‫اﻟﺨﺸﺐ‬
‫‪60% 3000000 10%‬‬ ‫‪500000‬‬ ‫‪30% 1500000‬‬ ‫‪5000000‬‬ ‫ﻋﺘﺎد ﻣﺨﺒﺰة‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪02‬‬
‫‪55% 2750000 15%‬‬ ‫‪750000‬‬ ‫‪30% 1500000‬‬ ‫‪5000000‬‬ ‫ﻋﺘﺎد ﻣﺨﺒﺰة‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪03‬‬
‫ﻋﺘﺎد ﻏﺴﻞ‬
‫‪55% 2750000 15%‬‬ ‫‪750000‬‬ ‫‪30% 1500000‬‬ ‫‪5000000‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪04‬‬
‫اﻟﺴﯿﺎرات‬
‫ﻋﺘﺎد ﻣﻌﺼﺮة‬
‫‪56% 2800000 14%‬‬ ‫‪700000‬‬ ‫‪30% 1500000‬‬ ‫‪5000000‬‬ ‫اﻟﺤﺎﻟﺔ رﻗﻢ ‪05‬‬
‫زﯾﺘﻮن‬

‫‪58‬‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺴﻬﻞ ﻟﻬﻢ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻭﻗﺒﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬
‫ﻛﺴﺐ ﻣﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺽ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺼﻨﻒ ﺻﻤﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻨﻬـﺎ‬
‫"ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ"‬

‫‪ -4‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺽ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴـﺘﻌﻴﻦ‬
‫ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻘـﺮﺽ ﻓﺈﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳـﺔ ﺳﻴﺘﺤﺼـﻞ ﻋﻠـﻰ ﻧﺼـﻒ ﺍﻟﻤﺒﻠـﻎ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺽ ﻋﻤﻮﻣﺎ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻳﻦ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﻩ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﺤﻪ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺃﺩﻧﺎﻩ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ 16‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ‬

‫ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺽ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬

‫ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺗﻢ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻤـﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠـﻮﺍﻝ ﻓـﻲ ﻭﻻﻳـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫـﺮﺍﻥ ﻭﺩﺧﻠـﺖ ﺇﻟـﻰ ﻓﻨـﺎﺩﻕ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺘﺴـﻠﻴﺔ ﻛـﺎﻥ ﺛﻤـﻦ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪01‬‬
‫ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺑﻴﻦ ‪ 50‬ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ‪ 100‬ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺟﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺭﻓﻀﺖ‬
‫ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﺷﺘﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ‪.‬‬
‫ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﺳﻠﻴﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨـﺪﺭﺍﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺨﻤـﺮ ﻣـﻊ ﺃﺻـﺪﻗﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪ 02‬ﻭﺫﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺭﺣﻼﺕ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻬﻠﻜﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻖ ﻭﺫﻫـﺎﺏ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ‪.‬‬
‫ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺃﺛﺎﺙ ﻟﻠﻤﻨـﺰﻝ ﻭﺳـﺎﻋﺪﺕ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪03‬‬
‫ﺃﺑﻲ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧﻮﺍﻱ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﺗﻪ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﻭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ‪.‬‬
‫ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺳـﺄﻗﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪04‬‬
‫ﺑﺒﻴﻌﻪ‪ ،‬ﻟﻜﻲ ﺃﺩﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺳﺘﺜﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﺤﻞ‪.‬‬
‫ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﺭﻣﻤﺖ ﺑﻪ ﻣﺴـﻜﻨﻨﺎ ﻭﺍﻟﺒـﺎﻗﻲ ﻓﺘﺤـﺖ ﺑـﻪ ﻣﺤـﻞ ﻟﺒﻴـﻊ ﺍﻷﻟﺒﺴـﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪05‬‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺫﻫﺐ ﺭﻓﻘﺔ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻧﺸﺘﺮﻱ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﻟﺬﻟﻚ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ |ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﻭﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻘﺘـﺮﺽ ﻓـﻲ ﺃﺷـﻴﺎﺀ ﻻ ﻋﻼﻗـﺔ ﻟﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﻓﻲ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺮﻭﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨـﻪ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ )‪ ،( 05 ،02 ،01‬ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗـﻢ ‪ 05 ،04 ،03‬ﻗـﺪ ﺣـﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﺳـﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﻌـﺾ‬
‫ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ‬
‫"ﺑﺎﺭﻳﺘﻮ" ﻫﻲ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸـﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﺑـﻴﻦ ﺍﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳـﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﺫﻟـﻚ ﻷﻥ‬
‫ﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻌﻬﻢ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸـﻜﻞ ﻋﻘﺒـﺔ ﺣﺘـﻰ ﺿـﺪ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ ﺃﺻـﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸـﺎﺭﻳﻊ‬
‫ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﻻ ﻧﺠﺪ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ‪ ،‬ﺇﺫ‬
‫ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺳﻮﻯ ‪ %1‬ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪﻩ ﺍﻟﺠـﺪﻭﻝ ﺍﻟﻮﺻـﻔﻲ ﺭﻗـﻢ ‪ 04‬ﺍﻟﺨـﺎﺹ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﺣﻮﻝ ﻗـﺮﺽ )‪ (ANSEJ‬ﻭﻧﻀـﻴﻒ ﻏﻠـﻰ ﺫﻟـﻚ‬
‫ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻗـﺮﺽ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ ﺍﺭﺗﺄﻳﻨـﺎ ﻓـﻲ ﻇـﻞ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴـﻪ ﻗـﺮﺽ )‪ ،(ANSEJ‬ﻓﻜﺎﻧـﺖ ﺇﺟﺎﺑـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪60‬‬
 ‫ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ‪ : 17‬ﺗﻤﺜﻼﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ‬

‫ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺻﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬

‫ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺎﺀ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺻﺪﺓ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻓﺈﻥ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘـﺮﺽ‬
‫ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻌﻮﺽ ﻭﺃﻋﺘﺒﺮﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻘـﺬ ﻣـﻦ ﺍﻟﻮﺿـﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻛﻨـﺖ ﻓﻴﻬـﺎ ﻭﺃﻋﺘﺒـﺮﻩ ﺣـﻖ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪01‬‬
‫ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻣﻠﻜﻲ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ‪ ،‬ﻭﻟﻦ ﺃﺭﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘـﺮﺽ ﺭﻏـﻢ ﺃﻧـﻪ ﻻ‬
‫ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﺪﻭﺍ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ ﺣﺘﻰ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺽ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪ 02‬ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺮﺽ ﺭﺑﻮﻱ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ ﻟﻦ ﺃﺗﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺗﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﺜـﻞ‬
‫ﺣﻘﺎ ﻣﺴﻠﻮﺑﺎ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﺃﺧﺬﻩ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺳﻮﻯ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪ 03‬ﻓﻘﺪ ﻭﻓﺮﺓ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺨـﺮﻭﺝ ﻣـﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟـﺔ ﻭﺃﻋﺘﺒﺮﻫـﺎ ﻓﺮﺻـﺔ ﻻ ﺗﻌـﻮﺽ‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﺣﻘﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺳﺘﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ‪.‬‬
‫ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺗﻮﻇﻴﻔﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺠﺄﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻛﻲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪ 04‬ﺑﻲ ﺛﻢ ﺃﺭﺟﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻬـﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘـﺔ ﻭﻧﺠﺤـﻮﺍ ﻓـﻲ‬
‫ﺫﻟﻚ ‪.‬‬
‫ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻌﻮﺽ ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟـﺔ ﺃﺷـﻜﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﻷﻧﻬـﺎ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ‪ 05‬ﻭﻓﺮﺓ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﺣﻘﻬﻢ ﻣـﻦ ﺍﻟﺒﺘـﺮﻭﻝ‪ ،‬ﻭﺃﻧـﺎ‬
‫ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺳﺘﻤﺴﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻳﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺽ‬

‫ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻗﺪ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺗﻤﺜﻞ ﻟﻬﻢ ﺣﻖ ﺿﺎﺋﻊ ﻛـﺎﻥ ﻣﺴـﻠﻮﺏ ﻣـﻨﻬﻢ‬
‫ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺎﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺃﻗﺮﺿﺘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﻛـﺬﻟﻚ‬
‫ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻌﻮﺽ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻭﺑﻄﺎﻟﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻏﺘﻨﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ)‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 03‬ﻭ‪ (05‬ﻗﺪ ﺻﺮﺣﻮﺍ ﻭﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺳﺘﻤﺴﺢ ﻟﻬﻢ ﺩﻳﻮﻥ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ﻭﻛﻤﺎ ﺻﺮﺣﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻘـﺮﺽ ﻫـﻮ ﺃﻣﻮﺍﻟﻨـﺎ ﻣـﻦ‬

‫‪61‬‬
‫ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ ، 05‬ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 01‬ﺻﺮﺡ ﺑﻌﺪﻡ ﺇﺭﺟﺎﻋـﻪ ﻣﻬﻤـﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻟﻈـﺮﻭﻑ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ‪ ،‬ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺯ ﻓﺮﺻﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ‪:‬‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﻠﻴﻠﻨﺎ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺗـﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ ﺃﻱ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﻣـﺎ‬
‫ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﻴﻦ ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ‪ ،‬ﻭ ﻇﻬﻮﺭ ﺑﻘـﻊ ﻟﻠﻔﺴـﺎﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓـﻲ‬
‫ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻳﺘﻮﺍﻃﺌﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺒﺢ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺇﺫ ﺗﻌـﺪ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼـﻮﻝ ﻋﻠـﻰ ﻣﺸـﺎﺭﻳﻊ ﻣـﻦ‬
‫ﻧﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺗﺮﻛﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ‪ ،‬ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﻛﺜﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋـﺎﺋﻖ ﺃﻣـﺎﻡ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻭﻓـﻲ ﻇـﻞ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺬ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺸـﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌـﺎﺭﻑ‬
‫ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﺻﻤﻦ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺳﺮﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟـﻪ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔـﻞ ﺑﺘـﺬﻟﻴﻞ ﺍﻟﺼـﻌﻮﺑﺎﺕ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﺑﻘﻴﻤـﺔ‬
‫ﻧﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﺗﺘﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺗﻔـﺎﻭﺽ ﻓـﻲ ﺃﺧـﺬ ﻧﺴـﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨـﺔ ﻣـﻦ ﻣﺒﻠـﻎ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸـﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻧﺠـﺪﻩ ﻓـﻲ ﺍﻷﺧﻴـﺮ‬
‫ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻗﻴﻤﺘـﻪ ﻧﺼـﻒ ﺍﻟﻤﺒﻠـﻎ ﺍﻟﻤﻘﺘـﺮﺽ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺴـﺘﺜﻤﺮﻩ ﻓـﻲ ﺃﺷـﻴﺎﺀ ﺃﺧـﺮﻯ ﻻ ﻋﻼﻗـﺔ ﻟﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻗﺎﻣـﺖ ﺑﻬـﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ‬
‫ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺪﻋﻴﻢ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻗﺪ ﺭﺳﺨﺖ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻫﻮ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻳﻠﻚ‪.‬‬

‫‪62‬‬
 ‫ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ‬
‫ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﻭﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻭﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘـﻲ‬
‫ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﺗﻜـﻮﻥ ﻟـﺪﻯ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ‪ ،‬ﻭﻫـﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴـﺔ‬
‫ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠـﻰ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟـﺔ ﺃﺿـﻒ ﺇﻟـﻰ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑـﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﺘﻤﻴـﺰ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳـﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳـﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺻـﻞ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺛﻴﻦ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﻴﻠﻴﺔ )ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ( ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﺴـﺎﻫﻢ ﻓـﻲ‬
‫ﺩﻓـﻊ ﺍﻟﺸـﺎﺏ ﻧﺤـﻮ ﺗﺒﻨـﻲ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻟـﻚ ﻷﻥ » ‪ « Habutis‬ﻭﺍﻟﺮﺃﺳـﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﻧﺠﺎﺡ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸـﺎﻁ‪ ،‬ﻭﺑﻨـﺎﺀﺍ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ ﻧﺴـﺘﻄﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﻝ‪ " :‬ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻴﺔ ﻋﺠﺰﺕ ﻋـﻦ ﻣـﻴﻼﺩ ﻭﺑـﺮﻭﺯ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﺸـﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ " ‪،‬‬
‫ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺎﺕ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ ﻓـﻲ ﺍﻹﻃـﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈـﺮﻱ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻻﺗﻲ ﻋﻠـﻰ ﺃﻫﻤﻴـﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤـﻴﻂ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ( ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻓﺮﺿﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ .‬ﻭﺇﺿـﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ ﻣـﻦ‬
‫ﺧﻼﻝ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻓﻨﺠﺪ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﺖ ﺑﻘـﻊ ﻟﻠﻔﺴـﺎﺩ‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒـﺎﺏ ﺃﻣـﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻬـﺎﺯﻳﻴﻦ ﻭﺗﻮﻇﻴـﻒ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴـﺔ ﺑﺸـﻜﻞ ﻛﺒﻴـﺮ‬
‫ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺘﻮﺍﻃﺌﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ ﻓـﻲ ﻛـﺒﺢ ﺇﺟـﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒـﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘـﺔ ﻟﻠﺸـﺒﺎﺏ ﺇﺫ ﺗﻌـﺪ ﻫـﺬﻩ‬
‫ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋـﺪﻡ ﺍﻻﻋﺘﻤـﺎﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﻗﺒـﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻳﻜـﻮﻥ ﻛﺒﻴـﺮﺍ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﻧﺠـﺪ ﻛـﺬﻟﻚ‬
‫ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺗﺮﻛﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺑﺸـﻜﻞ‬
‫ﻛﺒﻴﺮ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺬ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳـﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺸـﺒﻜﺔ‬
‫‪63‬‬
‫ﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﺿﻤﻦ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔـﻞ ﺑﺘـﺬﻟﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ) ﻛﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﺀ ( ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨـﻚ‪،‬‬
‫ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ ﺗﺘﻢ ﻋـﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻔﺎﻭﺽ ﻓﻲ ﺃﺧﺬ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ‬
‫ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺴـﻠﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴــﻪ)ﻧﺴــﺎﺀ‪ ،‬ﺧﻤــﺮ‪ ،‬ﺳــﻬﺮﺍﺕ‪ (...‬ﻭﻫــﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ ﺗﺆﻛــﺪﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﺿــﻴﺔ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴــﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳــﺎﺕ‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﺎﻣـﺖ ﺑﺘـﺪﻋﻴﻢ ﻣﺸـﺎﺭﻳﻊ ﻓﺸـﻞ ﺃﺻـﺤﺎﺑﻬﺎ ﻗـﺪ ﺭﺳـﺨﺖ ﻓـﻲ‬
‫ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻘﻮﻡ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ )ﻣﺴﺢ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘـﺮﺽ ﻋـﻦ ﺍﻟﺸـﺒﺎﺏ( ﻣﻌﻬـﻢ ﻓـﻲ ﻇـﻞ ﺳﻴﺎﺳـﺔ ﺍﻻﺗﻜﺎﻟﻴـﺔ‬
‫ﻭﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﻣﻴﺔ » ‪ « ÉTAT PROVIDENCE‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻏﻴﺮﺕ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﻟـﺪﻯ‬
‫ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺫﻟﻚ » ‪ « Alain Touraine‬ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻳﺨﻲ ﺑﻘﻴﻤـﺔ ﺍﻟﻌﻤـﻞ‬
‫ﺗﺼﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻨﺔ ﻓـﻲ ﺗﺤﺪﻳـﺪ ﺍﻷﻫـﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴـﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺯﻣـﺔ ﺍﻟـﺪﻣﺞ ﺃﻭ ﺍﻻﻧـﺪﻣﺎﺝ ﺃﻱ ﻳﺼـﺒﺢ ﺍﻟﻨﻤـﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻏﻴـﺮ ﻗـﺎﺩﺭ ﻋﻠـﻰ ﺗﺤﻘﻴـﻖ‬
‫ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ‪.‬‬

‫‪64‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟــﺔ ﻭ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﻛــﺰ‬
‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺧﻤﻴﺲ ﻣﻠﻴﺎﻧﺔ‪،‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻣﻴﻞ ﺩﻭﺭﻛﺎﻳﻢ ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺻﻼﺡ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻔﻮﺍﻝ ‪ ،‬ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺮ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪1982 ،‬‬
‫‪ -3‬ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـﺮ‪ ،‬ﻣﺠﻠـﺔ ﺍﻟﻌﻠـﻮﻡ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺑﻮﺭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ ‪198/ 01‬‬
‫‪ -4‬ﺑﻴﻴﺮ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ‪ :‬ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻨﻌﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺗﻮﺑﻘﺎﻝ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪1986‬‬
‫‪ -5‬ﺑﻴﻴﺮ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ‪ :‬ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ ﻭﺍﻟﻤﻀﻴﺎﻑ‪ ،‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﻮﻃﺌﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﺤﻤـﺪ ﺍﻷﺯﺩﻱ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻄﺒﻌـﺔ ﻭﺍﻟﻮﺭﻗـﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪2003‬‬
‫‪ -6‬ﺑﻴﻴﺮ ﺑﻮﺭﺩﻳﻮ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ‪ ،‬ﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺃﺻـﻮﻝ ﻋﻠـﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻱ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤـﺔ ﻧﻈﻴـﺮ ﺟﺎﻫـﻞ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺮﻛـﺰ‬
‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪،‬ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪.1994‬‬
‫‪ -7‬ﺧﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺳﺒﻞ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ )ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ(‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪2004 ،‬‬
‫‪ -8‬ﺳﻤﻴﺮ ﻋﻼﻡ‪ ،‬ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ‪ ،‬ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺸـﺮﺑﻴﻨﻲ‪ ،‬ﻣﺮﺍﺟﻌـﺔ ‪ ،5‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ،‬ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪ -9‬ﺳﻴﺪ ﺻﺒﺤﻲ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ‪ ،‬ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ‪ ،‬ﺍﻟﺪﺭﺍ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪2002 ،‬‬
‫‪ -10‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﺤﻤـﺪ‪ ،‬ﻋﻠـﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻉ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺝ‪ 2‬ﻓـﻲ ﺿـﻮﺀ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‪1997 ،‬‬
‫‪ -11‬ﻋﺪﻟﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ‪ ،‬ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪1999 ،‬‬
‫‪ -12‬ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺩﺧﻤﻮﺵ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺎﺑﻊ ﻣﻨﺘﻮﺭﻱ‪ ،‬ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‪2005 ،‬‬
‫‪ -13‬ﻋﻠﻲ ﻟﻴﻠﻪ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻁ‪ ،2‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌـﺎﺭﻑ‪ ،‬ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ‪،‬‬
‫‪1983‬‬
‫‪ -14‬ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻮﻣﻲ‪ ،‬ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ‪ ،‬ﺳﻮﺭﻳﺎ‪1998 ،‬‬
‫‪ -15‬ﻛﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ‪ ،‬ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪1980 ،‬‬

‫‪65‬‬
 ‫‪ -16‬ﺍﻟﻠﻴﺜﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ‪1977 ،‬‬
‫‪ -17‬اﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ،7 ،6 ،5‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ ﻟﺘﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 18/01‬ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓـﻲ‬
‫‪ ،2001/12/12‬ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺭﻗﻢ ‪ 77‬ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺳﻴﺒﺘﻤﺒﺮ‪.2001‬‬
‫‪ -18‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ :‬ﺍﻟﺨﺸﺎﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ‪ :‬ﻛﻠﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻠـﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ ﺑﻄﻨﺠـﺔ ‪www Majalah.‬‬
‫‪18 :30/ 15-03-2014 New.ma‬‬
‫‪ -19‬ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ‪ :‬ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ‪ ،‬ﻁ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪1995 ،‬‬
‫‪ -20‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﺮﻭﺕ‪1985 ،‬‬
‫‪ -21‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻴﻴﻦ‪ ،‬ﻗـﺮﺍﺀﺓ ﻣﻌﺎﺻـﺮﺓ ﻷﻋﻤـﺎﻝ ﺧﻤﺴـﺔ ﺃﻋـﻼﻡ‪ ،‬ﻋﻠـﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻉ‬
‫ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪1982‬‬
‫‪ -22‬ﻣﺼﺒﺎﺡ ﻋﺎﻣﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻷﻣﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪ ،‬ﻁ‪2010، 1‬‬

‫‪ -23‬ﻳﺤﻴﻰ ﻣﺰﻳﻮﺩﻱ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺕ ﻋﻠﻢ ﻓﻦ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ‪ ،‬ﻁ‪2003 ،1‬‬

‫‪-‬ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻟﻠﺒﺠﻮﺙ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪ ،03‬ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪2010 ،‬‬
‫‪ .2‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓﻟﻠﺒﺤﻮﺙ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪ ،06‬ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪2010،‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻟﻌﺸﻌﺎﺷﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‪ :‬ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‪ ،‬ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ‬
‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ‪2001‬‬
‫‪ -‬ﺷﻠﻮﻑ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ‪ :‬ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪2009‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‬
‫‪ -‬ﺣﺴــﺎﻳﻦ ﺯﺍﻫﻴــﺔ ﺑﻌﻨــﻮﺍﻥ‪:‬ﻋﻮﺍﻣــﻞ ﻣــﻴﻼﺩ ﻭﺗﻨﻤﻴــﺔ ﺍﻟﻴﻘﻈــﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻻﺗﻴــﺔ‪ :‬ﺑــﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌــﺎﺵ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺮﻛﻴــﺔ ﻭﺣــﻮﺍﻓﺰ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺸﺊ‪"...‬ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ‪.2013‬‬

‫‪66‬‬
 :‫ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‬

1- A. Touraine, production de la société, paris, ed, du seul, 1997

2- Abderrahmane Abdou, Kamel boucherf, entrepreneurs et PME : approches algéro
françaises, édition l’‫ﺍ‬Hrmattan, France, 2004
3- Gaudin :qu’est ce qu’un entrepreneur ? CPE ,paris,1963,
4- Isabelle danjou « l’entrepreneuriat : un champ fertile a la recherche de son unité » revue
Française de gestion/ N144 2003
5- Josée Audit et pierre – André Julien « l’entrepreneuriat social au Québec, l’exemple des
centres de formation en entreprise et récupération » revue recherches sociographique
volume 47, numéro 1 2006
6- La formation a la création des entreprise Algérie état de lieux, et gestion
communication de M Benarma
7- Mokhtar Lakehal :dictionnaire d’économie contemporaine et des principaux fait
politique et sociaux, édition3 ,2002,

Les thèses :

8- Haïfa Naffakhi « équipe entrepreneuriale et prise de décision : une étude exploratoire

sur le rôle de la diversité du capital humain » thèse de doctorat en sciences de gestion,
Université de Nancy
9- Régie Moreau « l’émergence organisationnel : le cas des entreprises de nouvelle
technologie » thèse de doctorat en sociologie 2004 sous la direction de Guy Minguet
Université de Nante, faculté des sciences sociales
10- Christian Bruyat « création d’entreprise :contributions épistémologiques et
modélisation » thèse pour doctorat ès sciences de gestion présenteé et soutenue le
20/10/1993,

67
‫ﺍﻟﻤﻼﺣﻖ‬

‫‪68‬‬
 ‫ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ‪:‬‬

‫ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪﺩ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴـﺔ ﻟـﺪﻋﻢ‬
‫ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﺳﻤﺎﺡ ﻟﻨﺎ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻨـﺎ ﺑﻌـﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣـﺎﺕ ﺗﺨـﺺ ﺳـﻴﺮﺗﻜﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ‬
‫ﻭﺳﻴﺮﻭﺭﺓ ﻣﻬﻨﺘﻜﻢ ﻭﻧﺆﻛﺪ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﻟﻸﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬
‫‪ -2‬ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﺳﺮﻱ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﺳﺮﻱ‬
‫‪ -‬ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫‪ -3‬ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻭﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬
‫‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﻚ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ‬
‫‪ -4‬ﻣﺤﻮﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻓﻴﻪ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ‬
‫‪ -‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺽ‬

‫‪69‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ :‬ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻦ ‪ 30‬ﺳﻨﺔ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺴـﻜﻦ‬
‫ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﺪﺩ ﺍﻹﺧﻮﺓ ‪ 04‬ﺫﻛﻮﺭ ‪ 02‬ﺇﻧﺎﺙ‪ ،‬ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺏ ﻣﺘﻮﻓﻲ‪ ،‬ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ ‪ 11‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻟﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﻵﻓـﺎﺕ‪ ،‬ﺃﻭﻝ‬
‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻦ ‪ 12‬ﺃﻋﻄﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﺐ ﺳﺠﺎﺋﺮ ﻳﺒﻴﻌﻬـﺎ ﻷﺑﻨـﺎﺀ ﺍﻟﺤـﻲ ﻭﺣﺘـﻰ ﻫـﻮ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ‪ ،‬ﻓﻲ ﺳﻦ ‪ 14‬ﺗﻢ ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻜﻦ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ ﺣـﻲ ﺍﻟﺒـﺪﺭ‪ ،‬ﺑـﺪﺃ ﻳﻌﻤـﻞ ﻗـﺎﺑﺾ ﻓـﻲ‬
‫ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻣﺪﺓ ﺳﻨﺘﻴﻦ‪ ،‬ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﻣﺪﺓ ‪ 03‬ﺳﻨﻮﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺸﺎﺟﺮ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻓﻴﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺪﺓ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﻭﻓﻪ ﺇﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﻡ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋـﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ‪ ،‬ﺃﻭ ﻳﺠـﺮﺏ‬
‫ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻼﺯﻡ‪ ،‬ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﻢ ﺃﺣﺼﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻷﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻣﻮﺻﺪﺓ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ ﻟﻘـﺪ ﺳـﺎﻋﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﺼـﻮﻝ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺳـﺮﻋﺔ ﻗﺒـﻮﻝ ﻣﻠﻔـﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟـﺔ ﻭﻟﻘـﺪ ﺗﻜﻠـﻒ ﺑﻤﺼـﺎﺭﻳﻒ ﺩﻓـﻊ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻧﺴﺦ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻠـﻒ ﺍﻟﺒﻨﻜـﻲ ﻭﺍﻟﺤﺼـﻮﻝ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺸـﻴﻜﺎﺕ‪،‬ﺛﻢ‬
‫ﺳﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻞ‪ ،‬ﻭﺟﻠﺐ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺮﻗﻴﻤﻪ‪ ،‬ﺗﺤﺎﻳﻼ ﻋﻠﻰ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺗﻢ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﻭﻻﻳـﺎﺕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـﺮ‪ ،‬ﺣﻴـﺚ ﺫﻫﺒـﺖ ﺇﻟـﻰ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﻭﻫـﺮﺍﻥ‬
‫ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺎﺩﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺑﻴﻦ ‪ 50‬ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ‪ 100‬ﺃﻟـﻒ ﺩﻳﻨـﺎﺭ ﺟﺰﺍﺋـﺮﻱ‪،‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺭﻓﻀﺖ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﺷﺘﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ‪. .‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻨﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻦ ‪ 32‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬
‫ﻋﺪﺩ ﺍﻹﺧﻮﺓ ‪ 03‬ﺫﻛﻮﺭ ﻓﻘﻂ ‪ ،‬ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺘﻮﻓﻴﺎﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ ‪15‬ﺳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺭﺳـﻮﺑﻪ ﻓـﻲ ﺍﻣﺘﺤـﺎﻥ‬
‫ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﺣـﺪ ﻗﻮﻟـﻪ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻷﺏ ﻛـﺎﻥ ﺩﺧﻠـﻪ ﺍﻟﻔـﺮﺩﻱ ﺟﻴـﺪ‬
‫ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻷﺏ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ)ﻣﺠﺎﻫﺪ( ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑـﺲ‬
‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺟﺤﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻦ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﺍﺭﺗﺤﻠﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟـﻚ ﺇﻟـﻰ ﻣﺴـﻜﻦ‬
‫ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ‪ ،‬ﺛﻢ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﻮﻧﺎ ﻣﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻫـﻲ ﻋﻨـﺪ ﺗﻮﻗـﻒ ﻋـﻦ‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺛﻢ ﻭﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺽ ﺍﻷﻡ ﻭﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﻟﻘﺪ ﻋﺸﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺇﺧﻮﺗﻲ ﻣﺸﺘﺘﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﺪ‬
‫ﺍﷲ ﺃﻥ ﺍﻷﺏ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﺎ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺤﺘﺮﻡ ﻭﻣﺴﻜﻦ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻣﻦ ﻃﺎﺑﻘﻴﻦ ﺃﻧﺎ ﻭﺇﺧﻮﺗﻲ ﻟﻘﺪ ﺍﻗﺘﺴﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻪ‬
‫ﻟﻨﺎ ﺃﺑﻮﻧﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﺗﻌﺮﻓـﺖ ﻋﻠـﻰ ﺃﺻـﺪﻗﺎﺀ ﺃﺩﺧﻠـﻮﻧﻲ ﻓـﻲ‬
‫ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﺟﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣـﺎ ﻋﻠـﻲ ﺃﻥ ﺃﺧـﺮﺝ ﺍﻟﻤﺒﻠـﻎ ﺍﻟﻤـﺎﻟﻲ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﻭﺃﺑﺪﺀ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ‪ ،‬ﻭﺿﻌﺖ ﺷﻄﺮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺻﻐﻴﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺤﻞ ﻟﺒﻴﻊ ﻷﻟﺒﺴﺔ‬

‫‪70‬‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺳﺮﻋﺎ ﻣﺎ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺷﺮﻳﻜﻲ ﻭﺗﺒﺨﺮ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﻤﺤﻞ‪ ،‬ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﺪﺗﻬﺎ ‪ 07‬ﺳﻨﻮﺍﺕ‪ ،‬ﺑﻌﻜﺴﻲ‬
‫ﺃﻧﺎ ﻓﺈﺧﻮﺗﻲ ﻗﺪ ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴـﺔ‪ ،‬ﻭﻓﺘﺤـﻮﺍ ﻣﺤـﻼﺕ ﻭﺍﺣـﺪ ﻟﺒﻴـﻊ‬
‫ﺍﻟﺨﺮﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻟﻠﻬﺎﺗﻒ‪ ،‬ﻭﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘـﺪﻡ ﻟـﻲ ﻳـﺪ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻋﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﻭﻗﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻣﺪﺓ ﺃﻃﻮﻝ‪ ،‬ﺳﻬﻞ‬
‫ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺒﻨﻜﻲ ﻭﺗﻜﻠﻒ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭﺟـﺰﺀ ﻣﻨـﻪ ﺳـﻠﻴﺖ ﺑـﻪ ﻧﻔﺴـﻲ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺭﺣﻼﺕ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻬﻠﻜﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﻨـﺖ ﻣﺤﺮﻭﻣـﺎ ﻣﻨـﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺫﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ‪..‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻦ ‪ 31‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺘﺰﻭﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪،‬‬
‫ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻹﺧﻮﺓ ‪ 02‬ﺫﻛﻮﺭ ﻭ‪ 04‬ﺇﻧﺎﺙ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺳﻦ ‪ 09‬ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎﺷﻴﺔ ﻭﺃﺑﻘﺎﺭ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﺮﻳـﻒ ﺻـﻌﺒﺔ ﻭﻧﻈـﺮﺍ‬
‫ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﻗﻔﻨﻲ ﺍﻷﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮ ﺭﻓﻘﺔ ﺃﺧـﻲ ﻧﻌﻤـﻞ ﻣـﻊ ﺃﺑـﻲ ﻓـﻲ‬
‫ﺭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻓﺘﻌﻠﻤﺖ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻓﻲ‬
‫ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻟﻘﺪ ﻛﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﺿﺤﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﺪ ﺩﻓﻌﻨﺎ‬
‫ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟﻴﺎ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﺍﺿﻄﺮﺭﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺣﻲ ﻗﺼﺪﻳﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺎﺧﻢ ﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻧﻀﻊ ﻣﺎﺷﻴﺘﻨﺎ ﻭﻣﻌﺪﺍﺗﻨﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ‬
‫ﻣﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺭﻏﻢ ﻫﺮﻭﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎﺷﻴﺘﻨﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻟﻜﻲ ﺗﺮﻋـﻰ ﻭﻧﺤﻀـﺮﻫﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻗﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻤﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ‬
‫ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻛﻞ ﻣﺎﺷﻴﺘﻨﺎ ﻭﻗﻴﺪﻭﻧﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺧﻲ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺼـﺐ ﺑﻤﻜـﺮﻭﻩ ﻟﻜـﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷـﻴﺔ ﺃﺧـﺬﻭﻫﺎ‬
‫ﻛﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺃﺿﻄﺮ ﺃﺑﻲ ﻟﺒﻴﻊ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻋﺘﺎﺩ ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﺑﻬﺎ ﻣﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺒﺤﻨﺎ‬
‫ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ‪ ،‬ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺗﻢ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺃﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﻭﺑﻘﻴﻦ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺧﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻤـﻞ ﻓﻠﻘـﺪ‬
‫ﺍﺿﻄﺮﺭﺕ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻛﻤﺴﺎﻋﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺪﺓ ‪ 05‬ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﺔ ﻟﻤـﺪﺓ ﺳـﻨﺘﻴﻦ ﻟﻜـﻦ‬
‫ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ‪ ،‬ﻭﺑﻌـﺪ ﺍﻟﺨﺪﻣـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﺔ ﺭﺟﻌـﺖ ﻭﻭﻗﺘﻬـﺎ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺘﺐ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﻗﻤﺖ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﻋﺪﺩ ﻗﻠﻴـﻞ ﻣـﻦ ﻗﻄﻌـﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺷـﻴﺔ‬
‫ﻧﺘﺎﺟﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﺻﻌﺐ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ‬
‫ﺑﻌﻤﻞ ﺗﻜﻮﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺑﺄﻱ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓـﻲ ﺃﻱ ﻣﺴـﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺘﻮﻇﻴـﻒ ﻷﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺃﻡ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻭﻳﺼـﻌﺐ ﻋﻠـﻲ ﺫﻟـﻚ ﻷﻧﻨـﻲ ﻻ‬
‫ﺃﻋﺮﻑ ﺃﺣﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺷﻲ ﺑﻪ ﻛﻲ ﺃﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟـﺜﻤﻦ‪ ،‬ﻗﻤـﺖ ﺑﺸـﺮﺍﺀ ﺷـﻬﺎﺩﺓ ﻋﻤـﻞ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﻣﻌـﺎﺭﻑ‪ ،‬ﻟﻘـﺪ‬
‫ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺘﺎﺭﻩ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﺇﻳـﺪﺍﻋﻬﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺒﻨﻚ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﻤﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ‪ .‬ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺳـﻴﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺟـﺰﺀ ﻣﻨـﻪ‬
‫ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣﻨﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺃﺛﺎﺙ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻭﺳﺎﻋﺪﺕ ﺃﺑﻲ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧﻮﺍﻱ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﺳـﺘﺜﻤﺮﺗﻪ‬
‫ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﻭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ‪. .‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ‪ :‬ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻟﻮﻝ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻦ ‪ 28‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺝ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻋـﺪﺩ ﺍﻹﺧـﻮﺓ ‪ 05‬ﺫﻛـﻮﺭ ﻭﺃﺧـﺖ ﻭﺍﺣـﺪﺓ‪ ،‬ﺍﻷﺏ ﻳﻌﻤـﻞ ﻣـﺪﻳﺮ ﻟﻤﺪﺭﺳـﺔ‬
‫ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ ‪ 17‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﻓﺼﻠﻲ ﻣـﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﻟﻌﺎﻣـﻞ ﺍﻟﺴـﻦ ﻟﻘـﺪ ﺃﻋـﺪﺕ ﺍﻟﺴـﻨﺔ‬
‫ﻣﺮﺗﻴﻦ‪ ،‬ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻨﺔ ﺗﺨﺼﺺ ﺇﻋﻼﻡ ﺁﻟـﻲ ﺑﻌـﺪ ﻋـﺎﻡ‬
‫ﻭﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺗﺤﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪ ،‬ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻊ ﺃﺧﻲ ﻓﻲ ﻛﺸﻜﻪ ﻳﺒﻴﻊ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻌﻄـﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘـﺪﺧﻴﻦ‪ ،‬ﻷﻟﺘﺤـﻖ‬
‫ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺼﻒ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻌﺖ ﻷﺳﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﻘـﺪ ﺍﻹﺩﻣـﺎﺝ ﺍﻟﻤﻬﻨـﻲ ‪ANEM‬‬

‫ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻛﻌﻮﻥ ﻟﻺﻋﻼﻡ ﺍﻵﻟﻲ‪ ،‬ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻟـﻢ ﺃﻧﺠـﺢ‬
‫ﺭﻏﻢ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻮﻇﻔﻨﻲ ﻷﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺎﺱ ﺻﺎﻋﺒﻴﻦ‬
‫ﻭﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﻟﺤﺼـﻮﻝ ﻋﻠـﻰ ﻓﻜـﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻭﻉ ﻋـﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺻـﺪﻗﺎﺀ‪ ،‬ﻭﻣﺴـﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ ﻓـﻲ ﺳـﺮﻋﺔ ﺍﻟﺤﺼـﻮﻝ ﻋﻠـﻰ ﻣﺒﻠـﻎ ﺍﻟﻘـﺮﺽ‪ ،‬ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺗﻜﻔـﻞ ﺑﺠﻤﻴـﻊ‬
‫ﺍﺷـﺘﺮﻳﺖ ﺑـﻪ ﺳـﻴﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒـﺎﻗﻲ ﺍﺷـﺘﺮﻳﺖ ﺑـﻪ ﻗﻄﻌـﺔ ﺃﺭﺽ ﻭﺑﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ‪ ،‬ﻧﻔﺲ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺭﻗﻢ ‪01‬‬
‫ﻣﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﺄﻗﻮﻡ ﺑﺒﻴﻌﻪ‪ ،‬ﻟﻜﻲ ﺃﺩﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺳﺘﺜﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﺤﻞ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪ :‬ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺧﺎﻟﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻭﺝ ﺍﻟﺴﻦ‪ 29‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻜﻦ‬
‫ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻋﺪﺩ ﺍﻹﺧﻮﺓ ‪ 02‬ﺫﻛﻮﺭ ﻭ‪ 03‬ﺇﻧﺎﺙ‪ ،‬ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳـﻌﺔ‬
‫ﺃﺳﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ‪ ،‬ﺍﻷﺏ ﻓﻼﺡ‪ ،‬ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻛﺒﻴﺮ‬
‫ﺭﻏﻢ ﺣﺮﺹ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﻭﻣﺎﺷﻴﺔ ﻟﻢ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﻴﻪ ﻋـﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﻟـﻢ‬
‫ﺃﻋﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻷﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻤﻠﻚ ﻣﺎﺷﻴﺔ ﻛﻨﺖ ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻣﺎ‬
‫ﺃﺳﺘﺤﻖ ﺃﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻠﻜﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺟﻠﺐ ﻟﻬﺎ ﺃﺑـﻲ ﺭﺍﻋـﻲ ﻭﻛـﺎﻥ ﻋﻨـﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﺘـﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﻔﻼﺣﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻷﻥ ﺃﺑﻲ ﺟﻠﺐ ﻟﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺎﻣﻞ ﺃﺟﻴﺮ ﻭﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓـﻲ ﻣـﺎﻟﻬﻢ ﻗـﺎﻝ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺷﺎﻕ ﻭﻣﺘﻌﺐ ﻭﻟﻢ ﺃﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺭﺱ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻲ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﺍﺷـﺘﺪ ﺍﻟﻮﺿـﻊ‬
‫ﺍﻷﻣﻨﻲ ﺍﺿﻄﺮﺭﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺧﺎﻟﺪ ﺣﻴﺚ ﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻟﺒﻴـﻊ ﺍﻟﻌﺘـﺎﺩ ﻭﺟـﺰﺀ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷـﻴﺔ ﻟﻜـﻲ‬
‫ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺰﻝ ﻟﻨﺎ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﺿﻄﺮﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻲ ﺃﺣﺼﻞ ﻣﺼﺮﻭﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺨﺒـﺰﺓ ﺃﻗـﻮﻡ ﺑﻌﺠـﻦ‬
‫‪72‬‬
‫ﺍﻟﻌﺠﻴﻨﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺷﺎﻕ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻨﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺑﺄﺟﺮﺓ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺑﻨﺎﺀ ﺃﺳﺎﻋﺪﻩ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﺷﺎﻕ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺴﺐ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟـﻪ ﺣﺮﻓـﺔ‪ ،‬ﺃﻣـﺎ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﺨـﺺ‬
‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺣـﺮﻑ ﺃﻭ ﻧﺸـﺎﻁ ﻗـﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜـﻮﻳﻦ ﻟـﻴﺲ ﻟﺪﻳـﻪ ﻓﻌﺎﻟﻴـﺔ ﻭﻟـﻴﺲ ﻟـﻲ‬
‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺩﺭﺍﺳﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻠﻮﺍ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺽ‪ ،‬ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤـﻮﻝ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﺼـﻮﻝ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﺀ‪ ،‬ﻭﻣﺤﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﺀ ﻣﺠﻬﺰ‪ ،‬ﻭﻛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ‪ ،‬ﻭﺟﻠﺐ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ ﺭﻓﻘـﺔ ﺍﻟﻤﺤﻀـﺮ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻭﺃﺧـﺬ‬
‫ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺑﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ ﺭﻣﻤﺖ ﺑﻪ ﻣﺴﻜﻨﻨﺎ ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﻪ ﻣﺤﻞ ﻟﺒﻴـﻊ ﺍﻷﻟﺒﺴـﺔ ﺍﻟﻨﺴـﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺫﻫﺐ ﺭﻓﻘﺔ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻧﺸﺘﺮﻱ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﻟﺬﻟﻚ‪.‬‬

‫‪73‬‬
74
75
76
77
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪1................................. ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻨﻬﺠﻲ ‪3 ......................................................................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ‪4............................... ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪4........................... ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫‪ -3‬ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ‪10 .................................. ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫‪ -4‬ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ‪12 .......................... ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫‪ -5‬ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ‪13 ................. ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫‪ -6‬ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪13..................................................................................................................... :‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ‪19 .................................................................................................................‬‬

‫ﺗﻤﻬﻴﺪ ‪20 ........................................... ................................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫‪.-1‬ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ‪20.......................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ‪26.......................................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ‪28.......................................................................................................................‬‬
‫‪ -4‬ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺼﻴﺮﻭﺭﺓ ‪29.....................................................................................................................‬‬

‫ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ‬
‫ﺗﻤﻬﻴﺪ‪32.................................................................................................................................... :‬‬
‫‪-‬ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪32.......................................................................................................................... :‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻧﻲ‪32.......................................................................................................................... :‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻲ‪32......................................................................................................................... :‬‬
‫‪-‬ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪32.......................................................................................................................... :‬‬
‫‪-‬ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪35............................................................................................................................ :‬‬
‫‪-‬ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ‪37.......................................................................................................................... :‬‬
‫‪-‬ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ‪37.................................................................................................................. :‬‬

‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ‪39.............................. ................................‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ‬

‫‪-‬ﺗﻤﻬﻴﺪ‪40................................................................................................................................... :‬‬
‫‪ 1.‬ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪40....................................................................................................... :‬‬
‫‪2-‬ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ‪42............................................................................................................... :‬‬
‫‪3-‬ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ‪43.................................................................................................... :‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ‪48................................................................................................................................ :‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻨﺎﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻝ ‪50 ......‬‬
‫‪ -‬ﺗﻤﻬﻴﺪ‪51.................................................................................................................................. :‬‬
‫‪ -1‬ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ‪51..................................................................................................................... :‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ‪55.................................................................................................. :‬‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﻮﻝ‪57................................................................................................................... :‬‬
‫‪-4‬ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺽ‪59................................................................................................................... :‬‬
‫‪78‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ‪62................................................................................................................................ :‬‬

‫ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‪63............................ ................................ ................................ ................................ ................................ :‬‬

‫ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ‪65. ................................ ................................ ................................ ................................‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ‬

‫ﺍﻟﻤﻼﺣﻖ ‪68............................ ................................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪79‬‬