Professional Documents
Culture Documents
المخاطر الائتمانية تحليلها - قياسها - إدارتها والحد منها - د مفتاح
المخاطر الائتمانية تحليلها - قياسها - إدارتها والحد منها - د مفتاح
المخاطر االئتمانية
تحليلها – قياسها – إدارتها والحد منها
د /مفتاح صالح أستاذ محاضر – جامعة بسكرة -الجزائر
أ /معارفي فريدة أستاذة باحثة -جامعة بسكرة -الجزائر
ABSTRACT
In today’s increasingly competitive financial world, risks are
becoming unavoidable face of banking life especially with the
growing body of banking activities and the reliance on technology.
The effect of these risks varies from one bank to another .Since
exposure to credit risk continue to be the leading source of problems
in banks supervisors should evaluate ,identify, analyse and then
effectively manage different sources of these risks. The effective
management of credit risks is critical component of a comprehensive
approach to risk management and essential to the long -term success
of any bank.
This paper aims to describe risks that banking institutions are still
facing and how to manage the credit risk effectively.
مـقدمة
تعتبر المخاطرة جزء ال يتجزأ من العمل المصرفي خصوصا مع ارتفاع حدة المنافسة والتطور+
التكنولوجي وزيادة حجم المعامالت المصرفية والحاجة إلى بنوك ذات أحجام كبيرة .فالبنوك أصبحت
اليوم تواجه مخاطر مصرفية متنوعة تتفاوت في درجة خطورتها +من بنك إلى آخر وإ ن حسن تقييم
وتحليل ودراسة ،ومن ثم إدارة مجمل المخاطر +المحتملة من العوامل المساعدة على نجاح البنك وضمان
استمراره في السوق +المصرفية بعوائد +مرضية ومخاطر +متدنية .
وباعتبار +البنوك من المنشآت ذات الطبيعة الخاصة التي تواجه عوائد ومخاطر +على اختالف أشكالها
في وقت واحد فإن المخاطر االئتمانية من أهمها التي تواجهها والناتجة من المعامالت المصرفية مع
العمالء والمؤسسات والتي تصنف +إلى أنواع مختلفة يمكن قياسها +بمؤشرات متطورة تسمح للبنك من
1
تحديدها بدقة والتنبؤ بها مستقبال وهو ما يساعدها على التحكم أو التقليل منها هذا إذا كان من الصعب
القضاء عليها .
ومن هذا المنطلق تركز الدراسات المعاصرة اهتمامها بكيفية إدارة مخاطر +االئتمان المصرفي
والتحكم +فيها واتخاذ القرارات االستثمارية والمالية على ضوء نظم وأساليب رقابية وإ دارية صارمة
تضمن للبنك تحديد أوضح لتلك المخاطر +وتصنيفها وبالتالي +اتخاذ القرارات المناسبة التي تقود إلى تحقيق
أهدافه بصورة أفضل .
تهدف هذه المداخلة البحثية إلى استعراض المخاطر االئتمانية التي تتعرض لها البنوك وكيفية
إدارتها والحد منها وهو ما يتطلب اإلجابة على التساؤالت التالية :
-ما المقصود بالمخاطر +االئتمانية ؟
-ما هي األشكال الرئيسية لمخاطر االئتمان المصرفي +؟
-ما هي أساليب إدارة مخاطر +االئتمان المصرفي للحد أو التقليل منها ؟
وعلى ذلك تم صياغة خطة البحث على النحو التالي :
المحور +األول :طبيعة مخاطر االئتمان المصرفي. +
المحور +الثاني :إدارة مخاطر +االئتمان المصرفي .
المحور +الثالث :وسائل الحد من مخاطر +االئتمان المصرفي .
المحور األول :طبيعة مخاطر االئتمان المصرفي
على الرغم من اختالف طبيعة االئتمان في حجمه وغرضه وأسعار +الفائدة عليه ،وتاريخ استحقاقه ،
ونوع +الضمان المطلوب من عميل إلى أخر إلا أن الخطر موجود دائما بالقرض الممنوح ويعد من أبرز
المخاطر +التي تعترض نشاط البنوك .وضمن هذا المدخل نتناول مفهوم مخاطر االئتمان المصرفي+
وأشكاله الرئيسية وبعض مؤشرات +قياس تلك المخاطر +ضمن النقاط التالية :
2
وعليه فإن المخاطر +االئتمانية هي خسارة محتملة ناجمة عن عدم قدرة العميل المقترض على سداد قيمة
المبلغ األصلي المقترض وفوائده إلى البنك المقرض عند تاريخ االستحقاق المحدد في شروط العقد
االئتماني ،وتشمل تلك المخاطر +بنود داخل الميزانية مثل القروض والسندات وبنود خارج الميزانية مثل
خطابات الضمان واالعتمادات المستندية.
وخالصة القول أن المخاطر الخاصة تحدث نتيجة لعوامل داخلية تؤثر +على قدرة البنك وهو ما يتطلب منه
التنبؤ بها وتوقع حدوثها +مستقبال ،ويمكن التقليل أو التحكم فيها عن طريق +التنويع .
على عكس المخاطر +العامة التي تؤثر +على حركة السوق +ككل ويصعب على البنك السيطرة عليها والتنبؤ
بها مستقبال ومواجهتها ،وبالتالي ال يمكن تجنب المخاطر العامة بالتنويع. +
فالنصيب +األكبر للمخاطر الكلية يعود إلى المخاطر النظامية وجزء من المخاطر الغير نظامية ويمكن
توضيحها بالمعادلة التالية :
المخاطر الكلية = المخاطر النظامية +المخاطر الغير نظامية
والشكل التالي يوضح مصادر +المخاطر وحاالت التنويع وعدم التنويع :
العائد المتوقع
3
المخاطر النظامية
المخاطر الكلية
المخاطر الغير النظامية
المخاطر+
مخاطر األخطار والتبليغ :لضمان سالمة تنفيذ الموافقة بالقرار االئتماني +يجب أن يتم اإلبالغ بشقيه
الداخلي (أقسام وإ دارات البنك) والخارجي( +العميل) على جميع شروط +عقد منح االئتمان وبوضوح +تام
دون إغفال أي شرط ،وذلك بخضوع اإلبالغ الداخلي لرقابة بشكل مركزي ،وان االنحراف +عن تنفيذ
الموافقة االئتمانية بشروط إبالغ دقيقة يترتب عليها مخاطر كبيرة .
مخاطر عدم انتظام الفحص الدوري لالئتمان :عادة ما يواجه البنك في منح االئتمان مخاطر ناجمة
عن عدم الفحص والتفتيش الدوري لقسم االئتمان والوقوف +على الثغرات التي تمثل ظاهرة متكررة
كالقروض المتعثرة المستحق الوفاء بها ،وعدم التركيز بدرجة كبيرة على مرحلة ما قبل منح االئتمان
لتحليلها ودراسة أسبابها ومراجعتها داخليا وبشكل دوري. +
مخاطر التطور السريع لحجم التسهيالت :إن نمو حجم التسهيل االئتماني وزيادته بعد مرور فترة
قصيرة على منحه ينطوي +على مخاطر كبيرة في ظل ثبات البيانات المالية وعدم بداية فترة السداد ،ومن
()6
ثم فإن الحكم على األداء خالل هذه الفترة يشوبه عدم الموضوعية وهو ما يتطلب الوقوف على:
عدم تجاوز الزيادات المقترحة نسبة معينة من التسهيل االئتماني +في كل مرة ،ولتكن % 25
مثال كحد أقصى .
أال تقل الفترات بين منح التسهيالت والزيادة عن 6شهور ويشترط وجود +مبررات قوية .
يمنع زيادة التسهيالت قبل التأكد بشكل مرضي من حسن األداء للتسهيالت القائمة .
يجب مراجعة الزيادات أثناء السنة المالية على البيانات المالية المعتمدة في نهاية العام .
يمنع استخدام +الزيادات في سداد المتأخرات .
تجنب مضاعفة التسهيالت عند التجديد حتى لو كان السبب قصور الدراسات عند المنح.
مخاطر تبادل المعلومات :أثبتت الدراسات االقتصادية أن الشفافية في تبادل المعلومات بين العاملين
في مجال االئتمان (في قطاع االئتمان والتسويق +،مخاطر االئتمان ،معالجة القروض) أو بالفروع بين
مسؤولي الحسابات يمثل أهمية كبيرة في تحديد حجم المخاطر المحتملة والتنبؤ +بها وهو ما يساعد على
قياسها +والتحكم فيها بشكل نسبي .
5
مخاطر المعالجة ألصول وفوائد الديون غير المنتظمة :إن المعالجة المبكرة لفوائد ديون غير منتظمة
يساهم بدرجة كبيرة في التخفيف من اآلثار المستقبلية لزيادات المديونية وتظهر +هذه األهمية عند نشر
ميزانية البنك الربع سنوية التي تبين وجود سوق +أوراق مالية نشيطة وأن أي انخفاض في األرباح سيكون
بفترات متقاربة ،وهو ما يتطلب من البنوك التجارية االلتزام بتعليمات البنك المركزي في تجنب الفوائد
وتكوين المخصصات. +
مخاطر الربحية مقابل األمان :كما سبق اإلشارة إلى أنه كلما زادت المخاطر +ارتفعت الفوائد وذلك
على حساب هامش األمان ،فارتفاع +المخاطر يؤدي +إلى انخفاض مستوى +جودة محفظة قروض البنك
وزيادة األرباح تؤدي +إلى النمو السريع للمخاطر +والنتيجة أن خطر الربحية ينعكس على الجودة .
مخاطر عدم القدرة على السداد :تعد المخاطر +الكاملة لالئتمان وهي مخاطر +ناشئة في األساس عن
()7
وتختلف األسباب باختالف الحاالت االئتمانية المتعثرة ،ومن أهمها نذكر: العميل
-خطر بشري :ويتعلق بشخصية العميل وأهليته ومدى +كفاءته وقدرته على سداد التزاماته المالية
بناءا على سمعته وجدارته االئتمانية.
()8
أين يلجأ العميل بطريقة غير سليمة إلى إخفاء -خطر تقديم معلومات مضللة ومبالغ فيها للبنك
معلومات عن شخصيته ألجل الحصول على ائتمان أو ألجل زيادة سقف التسهيالت االئتمانية.
وفي +هذه الحالة ال يستطيع العميل المقترض سداد قيمة المبلغ المقترض مع الفوائد المستحقة بحلول األجل
المتفق عليه ويتم اإلعالن عن عجز الدفع عندما ال يستطيع +سداد مبالغ مجدولة في مواعيدها لفترة أقل من
3شهور +بعد حلول موعد السداد و خرق االتفاق.
لذلك يحرص البنك على دراسة القوائم المالية لعمالئه لـ 3سنوات سابقة وتحديد +مدى كفاية تحويل األصول
إلى نقدية وحجم الضمانات التي تكفل سداد قيمة القرض مع الفوائد المستحقة.
مخاطر السوق :ترتبط هذه المخاطر +بالوضع السوقي +والتنافسي +لمنتجات العميل ويركز البنك على
مختلف المصادر +المالية المتاحة للعميل وتحليل أداءه خالل 3سنوات السابقة وبناء افتراضات مستقبلية
حول أداءه ويركز +البنك في تحليله على تجنب تمويل المنتجات الجديدة ،أو المتاجرة في منتجات تزيد عن
حاجة السوق. +
مخاطر تآكل الضمانات :عادة ما يركز البنك في منح االئتمان للعمالء والمؤسسات +طلب ضمانات
قوية تكفل سداد قيمة القرض مع الفوائد بشكل كامل ويركز البنك على المتابعة والتقييم الدائم لحجم
الضمانات تفاديا لمخاطر انخفاض قيمتها ،ويكون عموما تركيزه على تقديم الضمانات التالية :
العقارات ،األوراق +التجارية ،األوراق المالية ،التنازالت .
مخاطر التركيز :تحرص البنوك على تخفيض المخاطر في محفظة قروضها +وتحقيق درجة جودة
مثلى ويتجه االهتمام إلى مخاطر التركيز +التالية :
العمالء :عند منح االئتمان يكون التركيز من طرف +معتمدي القرار االئتماني على حجم المخاطر
المتوقعة كجزء ال يتجزأ من الدراسة االئتمانية بحيث يجب أن يكون توزيع المحفظة االئتمانية سواء على
عدد العمالء أو على قطاعات السوق بشكل جيد في حدود دنيا أو قصوى. +
6
النشاط :في توزيع المحفظة االئتمانية يجب التركيز على وضع حد لإلقراض لكل نشاط فرعي
وااللتزام +باألسقف االئتمانية لكل قطاع ، +والتقيد بتعليمات السلطات الرقابية .
الضمانات :يتعين على البنك عدم التركيز +على نوع واحد من الضمانات واالعتماد عليها في منح
االئتمان لتفادي تراجع وانخفاض قيمتها مستقبال.
االستحقاقات :إن تركز استحقاقات التسهيالت يعتبر من المخاطر +الكبيرة على مركز السيولة ويتعلق
األمر باإلعتمادات المستندية وخطابات الضمان ومختلف االلتزامات الخارجية .
المخاطر السياسية والقانونية :يعد متابعة الجوانب السياسية والقانونية من األمور ذات األهمية التي
تتطلب من المسؤولين باإلقراض متابعتها +وإ ن عدم التقيد وااللتزام +بها يشكل خطرا حقيقيا على صناعة
خدماتها +المصرفية ،ومن المخاطر +السياسية ما يتعلق بقدرة الدولة على االلتزام بتعهداتها +والوفاء بديونها+
وأيضا +ما يتعلق بكيفية اإلشراف +على المؤسسات المالية واللوائح والقوانين المنظمة لذلك ضمن النظام
()9
المالي بالدولة.
7
oإجمالي صافي العائد على إجمالي القروض .
بيانات عن مدى توافق الضمانات القائمة مع التسهيالت الممنوحة لتحديد مقدار المخصصات+
ويتم احتسابها +بقسمة القيمة الحالية للضمانات على إجمالي التسهيالت الممنوحة .
تقارير عن بعض الحاالت االئتمانية التي تستلزم +تحديد وضعيتها +لضمان انتظام +سدادها،
وتحديد +أسباب تعثر الديون الغير المنتظمة .
وفيمايلي عرض ألهم مؤشرات قياس المخاطر +بما فيها المخاطر +االئتمانية :
1/1إدارة المخاطر بالبنوك وفقا لمتطلبات لجنة بازل للرقابة المصرفية :
مع تفاقم أزمة المديونية الخارجية لدول العالم الثالث وارتفاع نسبة الديون المشكوك +في تحصيلها
أدرجت لجنة بازل للرقابة المصرفية بمشاركة الدول الصناعية الكبرى بحضور ممثلي محافظو البنوك
8
المركزية لـ إثنى عشرة دولة ( بلجيكا ،كندا ،فرنسا +،ألمانيا ،إيطاليا ،اليابان ،هولندا ،السويد ،سويسرا+
المملكة المتحدة ،الواليات المتحدة األمريكية ،لوكسمبورغ) عام 1988وتم االتفاق على وضع معدل 8
%كحد أدنى لكفاية رأس مال البنوك وألزمت البنوك بتطبيقه قي نهاية عام . 1992
واهتمت لجنة بازل كنظام +رقابي بالمخاطر +المصرفية التي تواجه النشاط المصرفي ،وأنظمة قياس
المخاطر ،وطرق إدارتها للتخفيف منها والمحافظة على إستقرار الجهاز المصرفي. +
فوظيفة إدارة المخاطر +على مستوى البنك هي وظيفة أساسية تهتم بالتنسيق +بين كافة اإلدارات البنكية من
حيث تحديد مختلف المخاطر +التي تواجه البنك كمخاطر +االئتمان ،ومخاطر +السيولة ،ومخاطر +السوق
بشكل دوري وتبويبها في صورة تقارير ترفع إلى اإلدارة العليا لمناقشتها. +
فالهدف +األساسي هو"قياس حجم المخاطر" المتوقع +حدوثها من أجل التخفيف منها أو التحكم فيها وليس
إلغاءها نهائيا .
()10
ونشير +في هذا الصدد أن حسن إدارة المخاطر بالبنوك +يستوجب االلتزام بالمبادئ األساسية التالية:
أن يكون لدى كل بنك لجنة مستقلة تسمى " لجنة إدارة المخاطر" تهتم بإعداد السياسة العامة ،
أما اإلدارة المتخصصة إلدارة المخاطر فتتولى +تنفيذ تلك السياسات ،كما تقوم بمراقبة وقياس
المخاطر +بشكل دوري. +
تعيين " مسؤول +مخاطر" لكل نوع من المخاطر +الرئيسية تكون لديه خبرة كافية في المجال
البنكي .
وضع نظام محدد لقياس ومراقبة المخاطر +في كل بنك وتحديد +األسقف االحترازية* لالئتمان
والسيولة .
تقييم أصول كل بنك وخاصة االستثمارية كمبدأ أساسي لقياس المخاطر +والربحية .
استخدام أنظمة معلومات حديثة إلدارة المخاطر ووضع +ضوابط أمان مالئمة لها .
ضرورة وجود +وحدة مراجعة داخلية مستقلة بالبنوك تتبع مجلس اإلدارة بالبنك مباشرة وتقوم
بالمراجعة لجميع أعمال البنك بما فيها إدارة المخاطر .
9
النشاط الممول وطبيعة الضمان المقدم وتركز +إدارة االئتمان على دراسة إمكانية العميل ورغبته
في سدا د قيمة القرض مع الفوائد في تاريخ االستحقاق وذلك بالوقوف على المالءة المالية له .
المنهج الثاني :ويعرف +بـ" المنهج التجريبي " بعد التأكد من شخصية المقترض ومالءته المالية -
وتوافق الضمانات المقدمة مع حجم االئتمان يتم بعد ذلك إعطاء نقطة أو وزن لكل مقياس على أن
يتطابق +مع األوزان المحددة من طرف إدارة االئتمان .
إن تحليل المخاطر +والتنبؤ بها مسبقا يسمح إلدارة االئتمان التحكم فيها وتخفيف حدتها وتجنب آثارها على
الجهاز المصرفي وعموما تتمحور +أهداف إدارة المخاطر +إلى التأكد من :
إجمالي المخاطر +المحتملة الحدوث .
تركز المخاطر. +
قياس المخاطر. +
مراقبة المخاطر +بالتحكم فيها و إعداد التقارير وفقا للقواعد القانونية .
وفيمايلي نتناول كيفية تسيير +المخاطر االئتمانية وتدنية مخاطر القروض المتعثرة :
1/2/1تسيير المخاطر االئتمانية :
يقصد بتسيير المخاطر +على أنها مجموعة الترتيبات اإلدارية التي تهدف إلى حماية أصول وأرباح البنك
وتقليل الخسارة إلى أدنى مستوياتها +وذلك بتحديد نوعية هذه المخاطر وقياسها والعمل على إعداد
()12
اإلجراءات الكفيلة بالرقابة عليها ،ويرتكز تسيير +المخاطر على ثالثة مبادئ أساسية تتمثل في :
االختيارية :أي اختيار عدد على األقل من الديون ذات المخاطر المعدومة .
وضع حد للمخاطر :وهذا حسب نوع وصنف القرض .
التنوع :وهذا بتجنب تمركز القروض لعمالء معينين .
وتعتمد +البنوك في تسيير المخاطر +االئتمانية المحتملة الحدوث على االستعالم +المصرفي +لتقييم حجم
المخاطر +الناجمة من قرار منح االئتمان ،وكذلك التركيز +على األسلوب الوقائي من طرف +إدارة االئتمان
لتجنب حدوث المخاطر ،أو على األسلوب العالجي في حالة حدوث مخاطر +أين يتطلب مواجهة آثارها
السلبية على أداء البنك .
-1االستعالم المصرفي :قبل منح البنك لالئتمان يلجأ إلى االستعالم +والتحري بكل الطرق
والوسائل الممكنة عن وضعية العميل الشخصية والمالية ومدى قدرته على الوفاء بالتزاماته في
مواعيد استحقاقها +وفقا للشروط المتفق عليها ،ومن أهم مصادر الحصول على المعلومات نذكر:
إجراء مقابلة مع طالب القرض :إن إجراء مقابلة شخصية مع العميل تكشف للبنك جانب كبير
عن شخصيته وسمعته ومدى +صدقه في المعلومات المقدمة عن وضعية المؤسسة ونشاطها+
ومركزها التنافسي +وخططها +المستقبلية كما تكشف عن ماضي المؤسسة وتعامالتها +المالية وهو ما
يساعد مسؤول إدارة االئتمان على تقييم ومعرفة حجم المخاطر +التي قد تواجه االئتمان الممنوح .
10
المصادر الداخلية من البنك :يعد التنظيم +الداخلي للبنك من المصادر +الهامة في قراراالئتمان+
خصوصا إذا كان طالب القرض ممن سبق لهم التعامل مع البنك ،وتتحدد +مصادر المعلومات الداخلية
من خالل :
الحسابات المصرفية للعميل التي تكشف عن وضعيته إذا ما كان دائنا أو مدينا والتي تحدد
طبيعة عالقته العملية مع البنك .
الوضعية المالية للعميل وسجل الشيكات المسحوبة عليه .
التزام العميل بشروط العقد وكفاءته في سداد التزاماته حسب تواريخ االستحقاق المتفق
عليها .
المصادر الخارجية للمعلومات :تساعد األقسام الخارجية المتمثلة في البنوك األخرى
()13
والموردين ونشرات دائرة اإلحصاءات العامة والغرف +التجارية والجرائد +الرسمية والمحاكم+
على تزويد +إدارة االئتمان بالمعلومات +عن المقترضين كما أن مبادلة المعلومات بين البنوك عن
المدينين من شأنه أن يساعدها على تقييم حجم المخاطر .
تحليل القوائم Kالمالية :هي من أهم مصادر الحصول على المعلومات فإدارة االئتمان تهتم
بتحليل قوائم السنوات الماضية للمؤسسة وإ عداد القوائم المستقبلية وتحليلها والوقوف +على الميزانية
النقدية التقديرية التي تكشف الوضعية المالية للمؤسسة في تاريخ معين وهو ما يزود +إدارة
االئتمان بمعلومات عن المركز المالي للمقترض ومدى قدرته على توليد تدفقات نقدية تكفل سداد
قيمة القرض مع الفوائد .
-2األسلوب الوقائي :ألجل الوقاية من مخاطر +التعثر قبل حدوثه تلجأ إدارة االئتمان إلى متابعة
االئتمان الممنوح لتجنب المخاطر الناجمة عنه وذلك بالتركيز على العناصر +التالية :
طلب الضمانات المالئمة :تفاديا للمخاطر +المحتملة تلجأ إدارة االئتمان إلى تقويم قيمة القرض
وعلى أساسه أو ما يزيد عنه يتم تحديد الضمان المناسب ،وتعد من أهم وأنجع اإلجراءات الوقائية
لمواجهة خطر عدم السداد الناشئ عن العميل حيث يسمح هذا اإلجراء بتعويض البنك واستعادة
التمويل المقدم وعادة ما يركز البنك على نوعين من الضمانات :
-الضمانات الشخصية :هي تعهد والتزام شخصي +من طرف المقترض تكفل سداد قيمة القرض
()14
والفوائد وبذلك فهي تعبر عن األمان في تغطية القرض وتضم :
oالكفاالت :الكفالة هي عقد يتكفل بمقتضاه شخص يسمى الكفيل يتعهد للدائن أن يفي بهذا
االلتزام إذا لم يفي به الدائن نفسه .
oالضمان االحتياطي : +هوالتزام مكتوب من طرف +شخص معين يتعهد بموجبه على تسديد
مبلغ ورقة تجارية أو جزء منه في حالة عدم قدرة أحد الموقعين على التسديد ،واألوراق
التي يجرى عليها هذا النوع هي السفتجة ،السند ،والشيكات .
تأمين االعتماد :هو شكل من أشكال الضمانات الشخصية الذي ينطوي +على ضمان تقدمه o
مؤسسة التأمين لحساب المستفيد لتغطية خطر عدم السداد وكون أن تغطية االئتمان احتماليا
11
ذلك ما يجعله موضع تأمين .
-الضمانات الحقيقية :ترتكز +هذه الضمانات على الشئ المقدم موضوع +الضمان من السلع
والتجهيزات +والعقارات ،وتقدم هذه الضمانات على سبيل الرهن وليس على سبيل تحويل
()15
وتأخذ +شكل الرهن العقاري ،الرهن الحيازي، الملكية وذلك لضمان استرداد القرض
االمتياز ،وعموما يتعين على البنك عند تحديد الضمان أن يأخذ في االعتبار :
oأال تكون قيمة الضمان ذات تقلب كبير خالل فترة االئتمان .
oكفاية الضمانات لتغطية القرض مع الفوائد والعموالت األخرى .
الحد من التركز االئتماني :يقصد بالتركز االئتماني +توجيه االئتمان إلى عميل واحد نظرا
لضخامة مركزه واالمتناع +عن تقديمه لعمالء آخرين وهو ما يشكل مخاطر يتعين الحد والتقليل
()16
منها من خالل :
-تفرض بعض الدول حدودا للتسهيالت االئتمانية للعميل الواحد تتراوح ما بين %25 - %10
من رأس المال الموضوع ويتعين االهتمام بالمتابعة ألي تركز في المخاطر +االئتمانية ألي
نشاط اقتصادي أو منطقة جغرافية مع المتابعة الدورية .
طلب الضمانات عند تقدير حجم المخاطر +هي من االمور +األساسية ألن الضمانات الحقيقية -
ال يتم التوصل إليها إال بعد تحصيل تلك القيمة .
-كفاية رأسمال البنوك التجارية باعتباره النظام الوقائي +المتفق عليه دوليا – لجنة بازل للمالءة
المصرفية – ويتطلب أن يسبق البحث في كفاية رأس المال حساب سليم وكاف للمخصصات+
بما يكفل جودة األصول القائمة .
الكفاءة في إعداد السياسة االئتمانية :بهدف الوصول +إلى سياسة ائتمانية سليمة وتجنب
مخاطر +التعثر على إدارة البنك تكثيف تدريب الكوادر +االئتمانية باستمرار لرفع مستواهم+
وكفاءتهم وهو ما يساعد على وضع أهداف وخطط سليمة ومنه تحديد مستوى المخاطر +المحتملة
وتسييرها وفق +معايير ومقاييس نظامية .
-3األسلوب العالجي :ويتمثل في استعمال طرق +وتقنيات لتسيير المخاطر +والتخلص منها ويقوم
هذا األسلوب على :
تنظيم وظيفة التحصيل االئتماني :بهدف استرداد البنك لالئتمان الممنوح في ظروف مناسبة
وتفاديا لحدوث خسائر +يلجأ البنك إلى إتباع سياسة تحصيل مستحقاته على العمالء وذلك بتنظيم آلية
منح االئتمان ووضع معايير +فعالة تكفل التحصيل الكامل للقرض وفوائده في اآلجال المحددة ،ويعتمد
في تنظيم +هذه الوظيفة على :
-إعداد وسائل تكشف حاالت عدم الدفع الحالية والمستقبلية .
-االستمرارية في متابعة ومعالجة االئتمان .
-وضع مقاييس متطورة تعمل على استعادة أكبر حصيلة ممكنة من المستحقات .
12
1/2/2إدارة القروض المتعثرة :
تنشأ القروض المتعثرة نتيجة ألسباب معينة يمكن تقسيمها إلى ثالث مجموعات :
-1أسباب يرتكبها +البنك فتؤدي إلى تعثر االئتمان :وهي أسباب ناتجة عن عدم الدراسة الموضوعية
للقرار االئتماني +والوقوف على المخاطر +المحتملة من حيث مخاطر اإلدارة ،مخاطر +السوق ،مخاطر
()17
فيتم صرف +التسهيل دفعة واحدة دون المراقبة رأس المال ،ومخاطر الضمانات العقارية
والمتابعة .
-2أسباب يرتكبها +العميل فتؤدي إلى تعثر القروض :تنشأ مخاطر +العجز عن السداد عند تقديم العميل
لمعلومات خاطئة عن وضعيته المالية أو تقديمها بشكل غير كامل من جهة ،ومن جهة أخرى عدم
كفاءته الفنية واإلدارية في استخدام القرض وتوجيهه في أنشطة تمويل غير مناسبة وطبيعة القرض
يترتب عليه التعثر والعجز +عن الوفاء بالتزامه اتجاه البنك .
ج -أسباب خارجية :تتمثل في أسباب خارجة عن سيطرة إدارة البنك والعميل وتتعلق بالحالة
االقتصادية للبالد ( مرحلة االنكماش) أو بالظروف +السياسية والقانونية عند إحداث تغيرات في
األنظمة والتشريعات التي تحكم الدولة .
فالقروض المتعثرة ناتجة عن عدم قدرة العميل على السداد أوعدم رغبته أساسا مما يفرض على البنك
اتخاذ إجراءات تختلف على حسب حالة المقترض .
فإذا كانت حالة المقترض هي حالة عسر بالوفاء +بااللتزامات تلجأ إدارة االئتمان إلى تحليل القوائم
المالية لدراستها وتصحيح اإلختالالت كما قد تطلب من المقترض الميزانية النقدية التقديرية للوقوف
على حجم التدفقات النقدية وتحديد القدرة على سداد القرض الممنوح .
و إذا لوحظ أن حالة المقترض هي مؤقتة أو ظرفية تعمل إدارة االئتمان على مساعدة العميل
وتقديم المشورة بتأجيل السداد ،إعادة الجدولة ،تخفيض نسبة الفوائد على القروض كما قد تمنحه
()18
تسهيالت إضافية لتسهيل نشاطاته .
وتلجأ إدارة االئتمان إلى مثل هذا األسلوب الودي في العالقات الوثيقة مع العمالء ذوي الثقة
والسمعة الجيدة حفاظا على مركز البنك مع العمالء الحاليين وجذب عمالء جدد .
أما في حالة أن تبين من خالل عملية التحليل االئتماني أن حالة المقترض صعبة فتكون إدارة
االئتمان أمام حالة قرض متعثر يتطلب اتخاذ اإلجراءات القانونية لتصفية حقوق العميل وإ عالن
إفالسه .
ويمكن إجمال المخاطر +المصرفية التي تواجه البنوك والمقاييس المعتمدة في قياسها و إدارتها فيمايلي:
إن التنبؤ بالمخاطر االئتمانية ووضع مقاييس ومؤشرات +لتحديدها بدقة يساعد إدارة االئتمان على تحليلها
ودراستها وتحمل نتائجها ،وبما أن المخاطر يصعب القضاء عليها فإن الحد والتخفيف منها من
استراتيجيات األداء البنكي ومن بين الوسائل واألساليب الهامة إلدارة المخاطر االئتمانية هي التنويع على
مستوى +القروض وعلى مستوى محفظة االستثمار +،وفيما يلي نتناول تنويع مخاطر االئتمان ونظرية
ماركوتز:
14
تحليل المحفظة وفق األنشطة االقتصادية التي تنتمي إليها التسهيالت القائمة والتي تم منحها
للعمالء .
تحليل المحفظة وفق آجال التسهيالت الممنوحة (قصيرة ،متوسطة ،طويلة) .
تحليل المحفظة وفق حجم العمالء (صغير ،كبير) .
تحليل المحفظة وفق نوع العمالت الممنوح بها التسهيالت ( بإعداد المراكز المالية للبنك وفق+
عملية رئيسية معينة ) .
فالتنويع +في معناه البسيط هو تطبيق +للمثل القائل " ال تضع كل ما تملك من بيض في سلة واحدة " وعلى
هذا التصور كانت نظرية هاري ماركوتز Markowitzeالذي قدم التصورات +التالية :
في حالة القيام بمشروعات استثمارية ذات ارتباط +كامل وسالب ببعضها +البعض وكان عائد االستثمار(أ)
أكبر من عائد االستثمار(ب) " أي أن معامل ارتباط " 1-فالتنويع في هذه الحالة يترتب عليه القضاء على
الخطر نهائيا ،إال أنه غير ممكن عمليا .
في حالة عدم ارتباط المشروعات االستثمارية " أي أن معامل ارتباط = " 0فإن التنويع في هذه الحالة
يؤدي إلى التخفيض من درجة المخاطر +بشكل كبير .
أما في حالة القيام بمشروعات استثمارية ذات ارتباط كامل وموجب " أي أن معامل ارتباط " 1+
فالتنويع في هذه الحالة ال يترتب عليه أي تخفيض للخطر .
وبذلك انعكست نظرية التنويع على القرار االئتماني +للبنك والذي يحدد على أساسه مدى الميل إلى
المخاطر ،وألجل ضمان تحقيق العائد وتجنب المخاطر على إدارة االئتمان األخذ بمنهج التنويع
ونظرية المحفظة لماركوتز حيث يسمح ذلك بالتحوط +ضد المخاطر المحتملة بتخفيضها +والحد منها
إلى أدنى مستوى ممكن وكلما كان التنويع كبير كلما قلت المخاطر. +
فنظرية التنويع تهدف إلى تكوين محفظة استثمارية كفؤه بمدلول العائد والمخاطر ،ففي
ظل أكبر مستوى +عائد ممكن يقابله مستوى معين من المخاطر +فمخاطر +استثمار معين تنخفض وتقل
كلما زاد تنويع محفظة االستثمار .
15
وفي دراسة تطبيقية تناولت محفظة استثمارية متنوعة تم اختيارها عشوائيا وحصرها بين ()15 -10
استثمار وكانت النتائج تخفيض نسبة المخاطر إلى . % 85
خاتمة :
رغم تنوع وتعدد +المخاطر التي تتعرض لها إدارة االئتمان إال أن المخاطر االئتمانية تمثل أساس
المخاطر الجوهرية التي تعترض القرار االئتماني .
وإ ن معرفة تلك المخاطر +يتطلب تحديدها بدقة بمعرفة أسبابها والعوامل التي تزيد ما احتماالت حدوثها
وهو ما يساعد إدارة االئتمان على التحوط +منها وتجنب آثارها السلبية ،فالقضاء على المخاطر +المصرفية
بصفة عامة والمخاطر االئتمانية خاصة مستحيل فالخطر +يظل قائما في جميع نشاطات البنك وهو ما
يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية لتفاديها أو عالجية لتجنب ومواجهة النتائج المحتملة عن حدوثها. +
ويعد تحليل االئتمان أساس متابعة وإ دارة مخاطر +االئتمان المصرفي كما أن قياس تلك المخاطر
يساعد بدرجة كبيرة في الحد منها ومن بين الوسائل الهامة للحد والتقليل من تلك المخاطر +والذي أصبح
اتجاها حديثا تتبناه الكثير من المؤسسات في ظل زيادة المنافسة وكثرة المخاطر +هو االعتماد على فلسفة
التنويع سواء بتنويع مخاطر +االئتمان أو تنويع محفظة االستثمار لضمان تحقيق عوائد بأقل خسائر ممكنة
16
()10
-حسين بلعجوز ،مرجع سابق ،ص.9:
*
األسقف االحترازية (األسقف االئتمانية) هي عبارة عن قواعد التسيير في الميدان المصرفي والتي على المؤسسات التي
تمنح االئتمان احترامها حسب الحد األقصى أو األدنى المحدد من طرف اللجنة المصرفية وذلك من أجل ضمان سيولتها
وبالتالي مالءتها المالية اتجاه المودعين حتى تكتسب العمليات المصرفية نوعا من الثقة ،نقال عن:
نعيمة بن العامر " ،المخاطرة والتنظيم االحترازي " ،مداخلة مقدمة إلى الملتقى الوطني حول المنظومة المصرفية الجزائرية
والتحوالت االقتصادية –واقع وتحديات -جامعة حسيبة بن بوعلي،الشلف-الجزائر ،يومي 15-14ديسمبر، 2004ص:
.470
()11
-محمد كمال خليل الحمزاوي ،اقتصاديات االئتمان المصرفي :الطبعة الثانية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
، 2000ص.38:
()12
-نعيمة +بن العامر ،مرجع سابق ،ص.467:
()13
-أحمد غنيم ،الديون المتعثرة واالئتمان الهارب ،بدون دار نشر ،2000 ،ص.38:
()14
-الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر، 2001 ،ص،ص. 166،165 :
()15
-مرجع سابق ،ص.168:
()16
-صالح الدين حسن السيسي ،التسهيالت المصرفية للمؤسسات واألفراد ،دار الوسام للطباعة 1998،
،ص،ص.73،72 :
()17
-حمزة محمود الزبيدي ،مرجع سابق ،ص.187:
()18
-عبد المعطي رضا الرشيد،محفوظ أحمد جودة ،مرجع سابق ،ص.287:
()19
-محمد كمال خليل الحمزاوي ،مرجع سابق ،ص.39:
()20
-ابتهاج مصطفى عبد الرحمن ،مرجع سابق ،ص. 455:
17