Professional Documents
Culture Documents
خطورة المعلومات المضللة والمحتوى الضار فالمغرب: نداء للتحرك
خطورة المعلومات المضللة والمحتوى الضار فالمغرب: نداء للتحرك
نداء للتحرك
كتبه عمر بنونة
المقدمة
في السنوات األخيرة ،لعبت وسائل التواصل االجتماعي دورا حاسما في تشكيل الرأي العام
وتعزيز تبادل األفكار وبناء روابط المجتمع .ومع ذلك ،أصبحت هذه المنصات بيئة خصبة
النتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية والمحتوى المُقسم .في المغرب ،أصبح هذا
الظاهرة شائعة بشكل خاص ،حيث فقد الكثير من المواطنين الثقة في المصادر التقليدية
األكثر موثوقية ،والتي غالبا ما تعتبر متحيزة أو مراقبة .ونتيجة لذلك ،أصبح المغاربة
عرضة بشكل متزايد للمحتوى الضار الذي ينتشر بسرورة والذي يشكل خطرا كبيرا على
المجتمع.
تعتبر الربيع العربي مثاال لكيف يمكن أن تعمل وسائل التواصل االجتماعي كعامل مساعد
للتغيير اإليجابي والعواقب غير المقصودة .في هذه الحالة ،لعبت منصات التواصل
االجتماعي دورا كبيرا في تعبئة المواطنين في جميع أنحاء العالم العربي.
ومع ذلك ،فإن علم النفس الجماعي نفسه الذي سمح بانتشار األفكار الثورية بسرورة جعل
الناس عرضة للمعلومات المضللة وخطاب الكراهية .استغل الجهات الخبيثة ،التي تدرك
قوة وسائل التواصل االجتماعي ،هذه المنصات لنشر المعلومات الخاطئة وتفاقم االنقسامات
االجتماعية والتحريض على العنف .في بعض الحاالت ،أدى تالعب هذه الجهات بالمشاعر
العامة إلى أعمال شغب وحروب أهلية وظهور جماعات متطرفة.
العواقب المحتملة للمعلومات المضللة وخطاب الكراهية على وسائل التواصل االجتماعي
تثير قلقا خاصا عند النظر إلى عدم المساواة االجتماعية الحقيقية الموجودة داخل
المجتمعات .يمكن للجهات الخبيثة أن تستغل هذه المظالم إلثارة االضطرابات والتالعب
بالرأي العام ،مما يقوض التماسك االجتماعي واالستقرار بشكل أكبر.
مع استمرارنا في التنقل في عصر الرقمنة ،من المهم جدا إيجاد توازن بين حق التعبير
المجاني والمسؤولية عن منع انتشار المحتوى الضار .يجب على الحكومات ومنصات
التواصل االجتماعي والمواطنين أن يعملوا بشكل تعاوني لتعزيز معرفة اإلعالم وتشجيع
الحوار المدني ومحاسبة الجهات الخبيثة على أفعالها .وبذلك ،يمكننا استغالل قوة وسائل
التواصل االجتماعي كقوة للخير ،مع تقليل المخاطر التي تشكلها على رفاهية ووحدة
مجتمعاتنا.
الحلول الممكنة
نظرً ا لهذه التحديات ،من الضروري أن تتحمل منصات التواصل االجتماعي مسؤولية
المحتوى الذي يتم ترويجه من خالل تغيير خوارزمياتها إلعطاء األولوية للمصادر
الموثوقة وإلغاء أولوية المحتوى الضار .باإلضافة إلى ذلك ،يجب على الحكومة المغربية
أن تلعب دورً ا استباقيًا في التصدي لهذه المشكلة من خالل إطالق حمالت توعية عامة
لتثقيف المواطنين حول مخاطر المعلومات المضللة وأهمية معرفة اإلعالم .يجب أيضًا
وضع تدابير قانونية لمحاسبة منشئي المحتوى المتهورين على األذى الذي يسببونه
للمجتمع.
الختام
تشكل انتشار المعلومات المضللة والمحتوى الضار على وسائل التواصل االجتماعي تهدي ًدا
كبيرً ا الستقرار المجتمع المغربي ورفاهيته .لمكافحة هذه المشكلة ،يلزم اتباع نهج متعدد
الجوانب يشمل منصات التواصل االجتماعي ومبادرات الحكومة والتعليم العام .من خالل
العمل معًا ،يمكننا ضمان مساحة رقمية أكثر أما ًنا وتثقي ًفا لجميع المغاربة ،وتعزيز ثقافة
الحقيقة والمسؤولية والتفاهم المتبادل.