You are on page 1of 12

‫الجهوية المتقدمة بالمغرب‬

‫التهامي التهامي®‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعرف موضوع الجهة اهتماما متزايدا ليس فقط في المغرب‪ ،‬بل بمختلف بقاع العالم‪ ،‬كإطار مالئم‬
‫لبلورة إستراتيجية بديلة للتنمية االقتصادية و االجتماعية والمحلية‪ .‬و تقوم على تعبئة المواد و الطاقات‬
‫المحلية من أجل ترسيخ الديمقراطية و تطوير البناء الجهوي‪ ،‬و تهتم دول العالم في عصرنا الحالي‬
‫اهتماما متزايدا بالمؤسسة الجهوية كإطار مالئم للمساهمة في بلورة استراتيجيات جديدة للتنمية‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد نضجت الجهوية بالمغرب‪ ،‬و نتيجة تراكم تجاربها‪ ،‬من جهوية اقتصادية بسيطة‪ ،‬إلى‬
‫جهوية متقدمة وموسعة‪ ،‬شاملة و مندمجة مجاليا و سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا‪.‬‬
‫فما هي‪ ،‬إذن خصائص الجهوية المتقدمة بالمغرب ؟ و ماهي اهدافها و مرتكزاتها ؟ و ما هي‬
‫مكانتها ضمن التجارب الجهوية العالمية ؟ وما هي الدوافع واألسباب الرئيسية التي كانت وراء تبنيها ؟‬
‫وقبل ذلك كيف يمكن تعريف كل من الجهة و الجهوية‪ ،‬وباألخص الجهوية المتقدمة و الجهوية الموسعة‪،‬‬
‫و الفرق بينهما‪.‬‬
‫هذه األسئلة و مثيالتها‪ ،‬سنحاول اإلجابة عنها‪ ،‬وبسطها في هذا المقال‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ التعريف بالجهة و الجهوية ‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ ‪ 1‬ـ يخلق تعريف الجهة عدة صعوبات ‪ :‬لمعالجة هذا الموضوع‪ ،‬ال بد من الوقوف على تعريف‬
‫الجهة‪ .‬إال ان ايجاد تعريف موﺣد لها يظل أمرا ﺻعبا‪ ،‬لكون تعريف الجهة يتعدد بتعدد خبراﺀ المجال‬
‫الترابي‪ ،‬وكتعريف موجز‪ ،‬فالجهة هي مجموعة منسجمة تهدف إلى تحقيق تكامل اقتصادي و اجتماعي‬
‫وإداري و تنموي على نماء الوطن‪ .‬باإلضافة إلى كونها‪ ،‬هي الجزء من التراب الوطني الذي يشكل نسقا‬
‫اقتصاديا و سوقا مجاليا تحدد بتداخل الظروف الطبيعية والبشرية وكذلك بالنشاط االقتصادي للسكان‬
‫وسلوكاتهم االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ 2‬الجهوية المتقدمة سياسة تنهجها الدولة‪ ،‬تقوم على توسيع صالحيات الجهة ‪ :‬الجهوية المتقدمة‬
‫بشكل عام‪ ،‬إﺻالح هيكلي عميق جوهري لجميع هياكل الدولة يتمثل في إعطاء ﺻالﺣيات أوسع للجهات‬
‫ولممثلي السلطة المركزية (مجالس جهوية‪ ،‬عماالت‪ ،‬أقاليم‪ ،‬جماعات ترابية‪ .)..‬ذلك أن‪ ،‬االختالالت‬
‫والنقائص التي شابت التجربة الجهوية ببالدنا‪ ،‬هي التي دفعت بالنظام السياسي في بالمغرب‪ ،‬إلى اإلعالن‬
‫عن رغبة قوية لإلرتقاء بالنظام الجهوي إلى وضع متقدم‪ ،‬تحظى فيه الجهة بمكانة قانونية متميزة‪،‬‬
‫تستطيع من خاللها القيام باألدوار التنموية المناطة بها‪ ،‬األمر الذي يجعلها قائمة الذات ويجعل من‬
‫الالمركزية الجهوية المغربية ﺣقيقة ﺣاسمة وواقعا ملموسا‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويعرف مشروع القانون التنظيمي ﺣول الجهة الصادر في ‪ 70‬يناير‪ 5702‬الجهة‪ ،‬على أنها‬
‫جماعة ترابية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل اإلداري والمالي‪ ،‬وتشكل أﺣد‬
‫مستويات التنظيم الترابي للمملكة‪ ،‬باعتباره تنظيما ال مركزيا يقوم على الجهوية المتقدمة‪.‬‬
‫ويمكن تعريف الجهوية المتقدمة كذلك‪ ،‬بأنها تعبير عن تقاسم الصالﺣيات بشكل أوسع بين المركز‬
‫وباقي التراب‪ ،‬أي إعادة النظر في األدوار الجديدة للدولة بما يتيح تقاسم المسؤوليات بين الدولة والجهات‪.‬‬
‫واعتبارا لما سبق‪ ،‬فالجهوية المتقدمة‪ ،‬عبارة عن تحديث في بنية هياكل الدولة واإلدارة‪ .‬فهي تعيد‬
‫النظر في عالقات السلطات المركزية بالمنتخبين‪ ،‬سعيا نحو االنتقال من عالقات السلطة العمومية المقترنة‬
‫بالوﺻاية والرقابة إلى عالقات التشاور والتدبير التشاركي والتعاون‪ ،‬دون أي إخالل باالختصاﺻات التي‬
‫تعود ﺣكرا للدولة‪ ،‬وال بالصالﺣيات التي تمكنها من ضمان سيادة القانون‪ ،‬وأسبقية وﺻدارة السياسات‬
‫الوطنية على المحلية‪.1‬‬
‫فالمقاربة التنموية الجديدة أﺻبحت تفرض إذن‪ ،‬االنتقال من تنظيم إداري مبني على البيروقراطية‬
‫والمركزية المفرطة أو المتشددة إلى نظام يتأسس على الحكامة الجيدة والمقاربة الترابية وتدعيم سياسة‬
‫القرب‪ ،‬أي نظام إداري يشبه إلى ﺣد كبير األنظمة المطبقة في الدول الجهوية كاسبانيا وإيطاليا (د‪ ,‬عبد‬
‫العزيز رشدي باحث بالمركز المغربي للتنمية الفكرية)‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ 3‬ـ تعتبر إذن‪ ،‬الجهوية المتقدمة مرحلة سابقة للجهوية الموسعة ‪ :‬الجهوية المتقدمة إذن‪ ،‬هي سياسة‬
‫تنهجها الدولة‪ ،‬تقوم على توسيع ﺻالﺣيات الجهة بتخويلها مهمة تسيير امورها بنفسها دون انفصال عن‬
‫المركز (الدولة)‪ .‬البد في هذا الصدد أن نؤكد على وجوب التمييز بين الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي‪.‬‬
‫فالجهوية « تعني احتفاظ السلطة المركزية بصالحيات واسعة على حساب األقاليم‪ ،‬والحكم الذاتي يعني‬
‫تمتيع األقاليم بصالحيات واسعة على مستوى اتخاذ القرار وعلى مستوى إقامة مؤسسات إدارية منتخبة‬
‫بشكل ديموقراطي من خالل وضع ترسيم قانوني مؤسساتي‪ »2‬إذن‪ ،‬هناك مسارين للجهوية ‪ :‬مسار‬
‫الجهوية المتقدمة‪ ،‬ومسار الجهوية المرتبط باألقاليم الجنوبية‪ .‬ذلك أن الجهوية في األقاليم الجنوبية يجب أن‬
‫تنتهي بنظام أكثر تطورا‪ ،‬وهو نظام الحكم الذاتي الذي يستجيب للمعايير الدولية‪ .‬كما أن الجهوية على‬
‫مستوى باقي األقاليم ليست جهوية تقنية‪ .‬فاألمر إذن‪ ،‬يتعلق بإﺻالح بنيوي يقوم على فلسفة جديدة في‬
‫تدبير التراب‪ .‬لذا‪ ،‬يجب التفريق بين الجهوية الموسعة و الجهوية المتقدمة‪ ،‬فاألولى تقوم على أساس‬
‫الجهوية السياسية في إطار الالمركزية السياسية‪ ،‬والذي يتطلب وجود برلمان جهوي منتخب وﺣكومة‬
‫جهوية ذات ﺻالﺣيات واسعة‪ ،‬ويقتصر دور ممثل السلطة المركزية (الوالة والعمال)على ضمان التنسيق‬
‫بين المركز والجهات‪ .‬بالمقابل فإن الثانية تدخل في إطار الالمركزية اإلدارية وتقوم على منح الجهة‬
‫اختصاﺻات إدارية واسعة‪.3‬‬
‫تعتبر إذن‪ ،‬الجهوية المتقدمة مرﺣلة سابقة للجهوية الموسعة‪ .‬فهذه األخيرة عبارة عن مقترح‬
‫يهدف إلى ﺣل مشكل الصحراﺀ من جهة‪ ،‬وابداﺀ ﺣسن نية من جانب المغرب للرأي العام العالمي لحل‬
‫النزاع المفتعل‪ ،‬والقضاﺀ على المشاكل المرتبطة به بأراضينا الجنوبية‪.‬‬
‫غير أن الفرق الجوهري بين الجهويتين هو االستقالل السياسي‪ ،‬فعندما يوﺻف النظام الترابي‬
‫للمملكة بأنه نظام ال مركزي يقوم على الجهوية الموسعة‪ ،‬كما جاﺀ في الفصل األول من دستور ‪،5700‬‬
‫فهو يقصد االستقالل االداري الجهوي‪ ،‬ال االستقالل السياسي الجهوي‪ ،‬واذا سلمنا باالستقالل االداري‬
‫والسياسي فنكون أمام جهوية موسعة‪.‬‬
‫اذن فالتد بير االداري للجهة بصفة مستقلة عن المركزية تساوي الجهوية المتقدمة‪ ،‬أما الجمع بين‬
‫التدبير االداري و السياسي بصفة مستقلة‪ .‬أي اﺣداﺙ برلمان مصغر لكل جهة‪ ،‬باالضافة إلى ﺣكومة تدبر‬
‫شأن كل جهة فهنا نحن أمام جهوية موسعة‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ مصطفى قريشي (‪ : )5702‬الجهوية المتقدمة ورش مفتوح للحكامة الترابية‪ ،‬مجلة مسالك للفكر والسياسة واالقتصاد‪،‬‬
‫العدد ‪ 52/07‬السنة ‪.).5702‬‬
‫‪ - 2‬الدكتور محمد زين الدين‪ ،‬اللقاء الوطني ﺣوول ‪« :‬الحكاموة الترابيوة والجهويوة بوالمغرب‪ ،‬أي مقاربوة أو مقاربوات؟» كليوة‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني بالمحمدية‪ ،‬السبت ‪52‬نونبر ‪.5705‬‬
‫‪ 3‬ـ المدونة القانونية ‪ :‬الجهوية الموســعة وإشكالية الحكـــامة الجيدة‪ .‬الرابط‬
‫التالي‪http://www.startimes.com/?t=29300545 :‬‬
‫وفي الختام‪ ،‬يجب التأكيد على أن الجهوية المتقدمة مختلفة تماما عن مفهوم الجهوية الموسعة‪،‬‬
‫ﺣيث تقوم هذه األخيرة‪ ،‬على أساس نظام فيدرالي تتمتع فيه الجهة‪ ،‬كوﺣدة سياسية‪ ،‬بالشخصية المعنوية‬
‫واإلستقالل اإلداري والتشريعي و التنفيذي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ خصائص الجهوية المتقدمة بالمغرب ‪:‬‬


‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ التنظيم الترابي للمملكة تنظيم ال مركزي ‪ :‬جاء في الفصل األول من دستور المملكة المغربية أن‬
‫"التنظيم الترابي للمملكة تنظيم ال مركزي‪ ،‬يقوم على الجهوية المتقدمة"‪ .‬كما خصص دستور‪،5700‬‬
‫بابا خاﺻا بالجهات والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬أكد فيه على مرتكزات التنظيم الترابي الجهوي من مثل‬
‫التدبير الحر والتضامن و مشاركة السكان في تسيير شؤونهم وكذا تقاسم اإلختصاﺻات بين الدولة‬
‫والمجالس الجهوية‪ ،‬كما بوأ "الجهة‪ ،‬تحت إشراف رئيس مجلسها‪ ،‬مكانة الصدارة بالنسبة للجماعات‬
‫األخرى" (الفصل ‪ .)020‬أضف إلى ذلك مجموعة من المقتضيات الدستورية الممتدة من الفصل ‪ 002‬إلى‬
‫الفصل ‪ ،021‬مما ال يدع مجاال للشك أن هذا الورش الدستوري يشكل ال محالة قفزة نوعية في تحيين‬
‫وتحديث هياكل الدولة على مستوى التدبير الترابي للمغرب‪.‬‬
‫المقاربة الجهوية ببالدنا إذن‪ ،‬ليست غاية في ﺣد ذاتها‪ ،‬بل وسيلة تتغيى من خاللها الدولة ضبط‬
‫وتيرة التنمية و العمل على ربط السكان باستراتيجيات اإلنتاج و إدماج شرائح و نخب جديدة في النسيج‬
‫السوسيو‪ -‬سياسي للبالد‪ ،‬مع إشراك فعلي للمجتمع المدني في اتخاذ القرار التنموي من أجل محاﺻرة‬
‫مختلف مظاهر الهشاشة و التهميش و اإلقصاء‪ .‬و يبقى الهدف األسمى هو إعادة هيكلة المجتمع المغربي‬
‫برمته ترسيخا للفكر الديمقراطي بإعطاء المواطن الحق في التعبير عن ﺣاجاته من خالل إطار مؤسساتي‬
‫و في توزيع متجدد ألنشطة الدولة على المستوى الجهوي كآلية لتقليص البيروقراطية و تقريب القرار من‬
‫مكان تنفيذه‪ .‬إن فلسفة الجهوية المتقدمة يجب أن تؤسس على أرضية التمايز و اإلندماج اإلجتماعي‬
‫واإلقتصادي‪ ،‬ال على أساس مقاربة أمنية كالسيكية‪ .‬فهي – دستوريا – سياسة تجسد الالمركزية‬
‫والالتمركز الترابيين في إطار تنظيم معقلن للمجتمع ضمانا للوﺻول إلى تنمية مجالية ومندمجة اقتصاديا‬
‫و مجتمعيا و إداريا و بيئيا‪ .‬فالمجال الجهوي هو البوثقة التي تنصهر فيها كل مقومات التنمية المستدامة في‬
‫تفاﺻيلها اإلجرائية‪ ،‬وفيه تفعل مخططات الدولة التنموية في محاولة منها لتجاوز اكراهات التدبير‬
‫المركزي و معيقاته‪ .‬إن الجهوية المتقدمة تؤسس لفضاء تداولي و تدبيري يرسخ مفهوم الديمقراطية‬
‫التشاركية التي أتى بها الدستور و تعزز قيم المواطنة الحقة و تكرس التوازن بين الحقوق والواجبات‬
‫والربط بين المسؤولية و المحاسبة‪ .‬و من تم‪ ،‬فتفعيل الجهوية و تقوية أركانها يقتضي تظافر كل الفاعلين‬
‫السياسيين و المدنيين‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وانطالقا من هذه المعطيات‪ ،‬ﺻدر ظهير شريف رقم ‪ 0.02..0‬في ‪ 57‬من رمضان ‪0201‬‬
‫الموافق ل‪ 0‬يوليو ‪ 5702‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 000.02‬المتعلق بالجهات‪ .‬وقد ركز القانون‬
‫التنظيمي على المحاور الكبرى التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬شروط تدبير الجهة لشؤونها‪.‬‬
‫‪ -‬اختصاﺻات الجهة‪.‬‬
‫‪ -‬ﺻالﺣيات مجلس الجهة ورئيسه‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة الجهة وأجهزة تنفيذ المشاريع وآليات التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬ا لنظام المالي للجهة ومصدر مواردها المالية‪.‬‬
‫‪ -‬ﺻندوق التأهيل االجتماعي وﺻندوق التضامن بين الجهات‪.‬‬
‫‪ -‬المنازعات‪.‬‬
‫‪ -‬قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر‪.‬‬
‫بناء على ما ذكرناه فقد لخص القانون التنظيمي أسس هذه الحكامة في تطبيق مبدأ التدبير الحر‪،‬‬
‫والمساواة‪ ،‬والخدمات الجيدة‪ ،‬والديمقراطية والشفافية والمحاسبة والمسؤولية‪ ،‬وسيادة القانون‪ ،‬والتشارك‬
‫والفعالية والنزاهة‪ .‬إضافة إلى ما ذكرناه نؤكد على التقويم والمراقبة واالفتحاص‪ ،‬والتدقيق المالي‪،‬‬
‫وللوالي مسؤولية في إﺣالة االختالالت على القضاء‪.4‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ الجهوية المتقدمة بالمغرب‪ ،‬تجربة مغربية‪ -‬مغربية ‪ :‬يمكن اإلشارة‪ ،‬أوال‪ ،‬إلى أن القانون رقم‬
‫‪ 20.21‬المنظم للجهة يضم بعض المقتضيات األﺻيلة التي تنم عن إرادة المشرع تبني نظام جهوي مالئم‪،‬‬
‫إلى ﺣد ما‪ ،‬لخصوﺻيات المغرب‪ .‬وتهم هذه المقتضيات‪ ،‬بالخصوص‪ ،‬الجوانب التنظيمية التالية ‪ :‬التمثيل‬
‫المتعدد داخل المجلس الجهوي (المنتخبون‪-‬البرلمانيون‪ -‬ممثلو الغرف المهنية)‪ ،‬الصبغة المختلطة‬
‫للوﺻاية على األعمال (الوﺻاية اإلدارية‪ ،‬الوﺻاية الخاﺻة والوﺻاية القضائية)‪ ،‬تقوية الشفافية من‬
‫خالل العدد الكبير لحاالت التعليل الوجوبي‪ ،‬إشراك المجلس الجهوي ورئيسه في تنفيذ المداوالت من‬
‫خالل تقنيات ومساطر بديعة‪...،‬‬
‫إن الخطب الملكية تدعو‪ ،‬بصريح العبارة‪ ،‬إلى تقوية األﺻالة وإضفاء الطابع المغربي على‬
‫الجهوية المتقدمة‪ ،‬باالرتكاز على الخصوﺻيات الوطنية والمحلية التي تميز المغرب‪ .‬وهكذا يضم خطاب‬
‫‪ 1‬نونبر ‪ 577.‬بعض العبارات الدالة ‪« :‬وفي جميع األحوال‪ ،‬فإن المملكة ستظل وفية لهويتها‬
‫الحضارية»‪« ،‬و إننا ندعو الجميع إلى التحلي بروح الوطنية والمواطنة لرفع التحدي الكبير النبثاق‬
‫نموذج مغربي لجهوية متميزة»‪ .‬وفي خطاب تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬نلتقط اإلشارات‬
‫المتكررة‪ ،‬والبارزة لهذه الخاﺻية «التشبث بمقدسات األمة وثوابتها»‪« ،‬نموذج وطني لجهوية‬
‫متقدمة»‪« ،‬إيجاد نموذج مغربي‪ -‬مغربي»‪« ،‬إبداع منظومة وطنية متميزة للجهوية بعيدا عن اللجوء‬
‫إلى التقليد الحرفي أو االستنساخ الشكلي للتجارب األجنبية»‪« ،‬نموذج رائد في الجهوية بالنسبة إلى‬
‫الدول النامية»‪« ،‬إيجاد أجوبة مغربية خالقة»‪ .‬كما جاء في لخطاب الملكي ل ‪ 57‬غشت ‪ ،5707‬مايلي ‪:‬‬
‫«إلعداد تصور عام لنموذج مغربي‪ -‬مغربي متميز للجهوية المتقدمة نابع من واقع بالدنا‬
‫وخصوصياتها»‪.5‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 3‬ـ يتميز التقسيم الجهوي الحالي أساسا‪ ،‬بالقرب‪ ،‬والتناسب والتوازن ‪ :‬تم تقليص عدد الجهات‬
‫ﺣاليا بنسبة ‪ 52‬في المائة‪ ،‬لتنتقل من ‪ 01‬إلى ‪ 05‬جهة (الخريطة ‪ 1‬و الجدول ‪ )1‬من خالل استقراء هذه‬
‫الوسائل‪ ،‬نستنتج ‪:‬‬
‫أن التصميم الرئيسي للتقطيع المقترح ُيميز بين ﺻنفين من الجهات الجديدة الواضحة الحدود ‪:‬‬
‫األول يضم جهات محددة اعتمادا على أقطاب كبرى أو على قطبين ﺣضريين مزدوجين يمتد إشعاعها‬
‫على مجاالت من التنمية االقتصادية‪ ،‬والصنف الثاني مرتبط بجهات غير مستقطبة تغطي جبال األطلس‬
‫والسهوب والصحاري التي تتخللها الواﺣات بكثافة متباينة‪ ،‬والتي تستلزم دعما قويا على مستوى التضامن‬
‫الوطني‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ‪ .‬نورالدين قربال (‪ : ) 5702‬الجهوية المتقدمة والحكامة الجيدة‪ .‬الموقع اإللكتروني‬


‫‪http://www.hespress.com/writers/282953.html‬‬
‫‪ 5‬ـ محمد اليعكوبي (‪ : )5707‬مفهوم الجهوية المتقدمة في الخطب الملكية‪ .‬نشر في المساء يوم ‪5707 .– 05 - 55‬‬
‫كما أن هذا التقسيم‪ ،‬يخضع لمعايير جديدة تعتمد قاعدتي الوظيفية والتجانس‪ ،‬وسهولة االتصال‬
‫والقرب‪ ،‬والتناسب والتوازن‪.6‬‬

‫من أهم التغييرات التي جاء بها التقسيم الجهوي الجديد‪ ،‬أن الجهات الجديدة تتميز بضمها عددا‬
‫أكبر من السكان‪ ،‬وتغطي قسطا أوفر من التراب‪ ،‬و تضم عددا أكثر من المقاطعات اإلدارية (أقاليم‬
‫وعماالت وجماعات)‪ .‬كما انها ستعالج الى ﺣد ما ظاهرة االختالل المجالي واالقتصادي واالجتماعي‬
‫للمنظومة الجهوية ونذكر على سبيل المثال االختالل الواضح بين جهتي الدار البيضاء الكبرى وجهة‬
‫وادي الذهب لكويرة‪.‬‬
‫وبخصوص األقاليم الجنوبية‪ ،‬تبنى مشروع التقطيع الترابي‪ ،‬خيار اإلبقاء على عدد الجهات‬
‫المعتمدة في التقطيع الجهوي لسنة ‪ ،0220‬وهي ثالﺙ‪ ،‬مع مراجعة التشكيلة اإلقليمية المكونة لها‪.7‬‬

‫‪ 6‬ـ التهامي التهامي (‪ : )5702‬الجهة ‪ :‬من الجهوية اإلقتصادية إلى الجهوية المتقدمة‪ ،‬أشغال ندوة الجهوية المتقدمة‬
‫بالمغرب‪ ،‬الحكامة الترابية ورهانات التنمية المحلية‪ ،‬منشورات كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية فاس‪-‬سايس عدد ‪ ،02‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،5702‬ﺻص ‪ 20‬ـ ‪.002‬‬
‫‪ 7‬ـ التهامي التهامي (‪ : )5702‬الجهة ‪ :‬من الجهوية اإلقتصادية إلى الجهوية المتقدمة‪ ،‬أشغال ندوة الجهوية المتقدمة‬
‫بالمغرب‪ ،‬الحكامة الترابية ورهانات التنمية المحلية‪ ،‬منشورات كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية فاس‪-‬سايس عدد ‪ ،02‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،5702‬ص ‪.002‬‬
‫جدول رقم ‪ : 1‬التقسيم الجهوي الحالي للمغرب ‪‬‬
‫السكان المساحة‬ ‫الكثافة‬
‫األقاليم ‪ /‬العماالت‬ ‫السكان (نسمة)‬ ‫العاصمة‬ ‫الجهات‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)نسمة‪/‬كلم‪)²‬‬
‫(طنجة – أصيلة) وزان – شفشاون –‬
‫طنجة – تطوان‬
‫تطوان – (المضيق – الفنيدق)‪( -‬الفحص‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪9.5‬‬ ‫‪2.6.2‬‬ ‫‪3 556 729‬‬ ‫طنجة ـ أصيلة‬
‫ـ الحسيمة‬
‫– انجرة) – العرائش ـ الحسيمة‪.‬‬
‫وجدة انجاد ‪ -‬الحسيمة – بركان –‬
‫الدريوش‪ -‬جرسيف – جرادة – الناظور‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪...1‬‬ ‫‪6..2‬‬ ‫‪2 314 346‬‬ ‫وجدة‪ -‬انكاد‬ ‫الشرق‬
‫تاوريريت‬
‫فاس ‪ -‬مكناس – بولمان‪ -‬الحاجب –‬
‫ايفران‪ -‬موالي يعقوب – صفرو –‬ ‫‪5.62‬‬ ‫‪12.9.‬‬ ‫‪1...2‬‬ ‫‪4 236 892‬‬ ‫فاس‬ ‫فاس ‪ -‬مكناس‬
‫تاونات‬
‫الرباط – سال‪ -‬الصخيرات‪ -‬القنيطرة‬
‫الرباط ‪ -‬سال ‪-‬‬
‫الخميسات – سدي قاسم – سيدي‬ ‫‪2.56‬‬ ‫‪13..1‬‬ ‫‪232.9‬‬ ‫‪4 236 892‬‬ ‫الرباط‬
‫القنيطرة‬
‫سليمان‬
‫ازيالل – بني مالل – الفقيه بنصالح‪-‬‬ ‫‪2 520 776‬‬ ‫بني مالل ‪-‬‬
‫‪5...‬‬ ‫‪..3.‬‬ ‫‪63.6‬‬ ‫بني مالل‬
‫خنيفرة – خريبكة – ميدلت ‪.‬‬ ‫خنيفرة‬
‫الدارالبيضاء – المحمدية – بنسليمان –‬
‫الدارالبيضاء ‪-‬‬
‫برشيد – الجديدة – مديونة – النواصر‪-‬‬ ‫‪2..2‬‬ ‫‪19.52‬‬ ‫‪312.9‬‬ ‫‪6 861 739‬‬ ‫الدارالبيضاء‬
‫سطات‬
‫سطات – سيدي بنور‬
‫مراكش – الحوز‪ -‬شيشاوة – قلعة‬
‫السراغنة – الصويرة – الرحامنة –‬ ‫‪5.51‬‬ ‫‪13.1.‬‬ ‫‪1.2.9‬‬ ‫‪4 520 569‬‬ ‫مراكش‬ ‫مراكش ‪ -‬آسفي‬
‫أسفي‪ -‬اليوسفية‬
‫الرشيدية – فكيك – ورزازات – تنغير‪-‬‬ ‫‪1 635 008‬‬
‫‪1..59‬‬ ‫‪2.2.‬‬ ‫‪1..5‬‬ ‫الرشيدية‬ ‫درعة ‪ -‬تافياللت‬
‫زاكورة ‪.‬‬
‫اكادير‪ -‬انزكان – اشتوكة ايت باها –‬ ‫‪2 676 847‬‬ ‫اكادير‬
‫‪..5.‬‬ ‫‪..92‬‬ ‫‪26‬‬ ‫سوس ‪ -‬ماسة‬
‫تارودانت – طاطا – تيزنت‬ ‫اداوتانان‬
‫كلميم – واد‬
‫كلميم‪ -‬سيدي ايفني‪ -‬طانطان‪ -‬أسا الزاك‬ ‫‪6.29‬‬ ‫‪1.3.‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪433 757‬‬ ‫كلميم‬
‫نون‬
‫العيون ‪-‬‬
‫السمارة – بوجدور‪ -‬العيون – طرفاية‬ ‫‪19...‬‬ ‫‪1.1.‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪367 758‬‬ ‫العيون‬
‫الساقية الحمراء‬
‫الداخلة ـ وادي‬
‫اوسرد – وادي الدهب‬ ‫‪1..21‬‬ ‫‪..29‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪142 955‬‬ ‫وادي الذهب‬
‫الذهب‬
‫‪ ‬ـ جدول تركيبي حسب إحصاء ‪.2.12‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ تمثل الجهة حاليا‪ ،‬اطارا ملموسا لتفعيل أسس الحكامة ‪ :‬أﺻبح مفهوم الحكامة متداوال بشدة في‬
‫قلب التحوالت التي شهدتها مجمل مناﺣي الحياة في ظل عولمة اقتصادية واجتماعية و سياسية‪ .‬فالحكم‬
‫الرشيد كان وال يزال تحديا لتحقيق أهداف وبرامج التنمية المستدامة و تجاوز عوائق من قبيل الفقر‬
‫والبطالة و الهشاشة المادية والمعنوية‪.‬‬
‫و من هذا المنطلق تمثل الجهة ‪ -‬كأسمى وﺣدة ترابية ال مركزية – اطارا ملموسا لتفعيل أسس‬
‫الحكامة على جميع األﺻعدة اإلجتماعية و اإلقتصادية و الثقافية و البيئية‪ .‬فالتجارب الجهوية السابقة‬
‫بالمغرب اعتمدت التقطيع الترابي دون أن تأخذ في الحسبان العالقة الشمولية بين اإلمكانات و المعيقات‪،‬‬
‫إال أن الجهوية في الدستور الحالي لم تعد تنبني على مجرد إعادة توزيع لإلختصاﺻات بين المركز‬
‫واألقاليم‪ ،‬بل أﺻبحت الجهة في قلب التحوالت السوسيو‪ -‬اقتصادية و في اﺣتكاك مباشر بمدخالت العدالة‬
‫اإلجتماعية و في تدبير يومي لمرافق أساسية كالتعليم و الصحة و السكن والبنيات التحتية و غيرها‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬و من أجل إنجاح المشروع الجهوي و ضمان النجاعة والجدوى ال بد لنا من وقفة مع‬
‫مرتكزات أساسية لدعم البناء الجهوي نجمل بعضها في اآلتي ‪:‬‬
‫* ضرورة مناقشة التقطيع الجهوي بروح وطنية موضوعية بعيدا عن المقاربة األمنية أو القبلية أو اإلثنية‪.‬‬
‫* وجوب استحضار تحديات البناء الجهوي من قبيل ‪ :‬أبعاد التقطيع و آثاره السكانية و اإلقتصادية‪،‬‬
‫مصادر التموي ل و طرائقه‪ ،‬كفاءة النخب المحلية و الطاقات البشرية‪ ،‬التأهيل اإلداري و القانوني لمواكبة‬
‫الجهوية‪.‬‬
‫* التخطيط لبناء جهوي‪ ،‬يتأسس على ركائز الوﺣدة و التوازن و التضامن ‪ :‬وﺣدة التراب الوطني‬
‫والتوازن بين المركز و الجهة و التضامن بين و داخل الجهات‪.‬‬
‫* استحضار إشكالية التوازن بين الالمركزية الجهوية و الالتمركز اإلداري في اطار جهوية سياسية‬
‫متناغمة‪.‬‬
‫* تأسيس التقطيع الجهوي على معايير الفعالية و التجانس و الوظيفية و التوازن ﺣتى يكون إعدادا و تهيئة‬
‫ال تجزيئا للتراب الوطني‪.‬‬
‫*إﺣداﺙ مصالح ال ممركزة للوزارات في إطار جهوي يقتضي توفير الكفاءات البشرية و الموارد المالية‬
‫لتنفيذ المخططات التنموية والتنسيق األمثل بين مختلف المصالح لتفادي مشكل التداخل في اإلختصاﺻات‪.‬‬
‫* إعمال مبدئي المراقبة و المحاسبة بعد سن منهجية مؤسساتية للتشارك و التعاقد ما بين اإلدارة المركزية‬
‫و الجهات لتحقيق النجاعة في التدبير و ضمان التنسيق في التسيير‪ ,‬مع ﺻرف التمويالت وفق‬
‫اإلﺣتياجات المباشرة للجهة لتحقيق تنمية مجالية متوازنة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫* إﺣداﺙ توازن بين المجاالت الحضرية و هوامشها في ارتباطاتها بالعالمين القروي و الجبلي ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 5‬ـ المجلس الجهوي آلية فعالة في للديموقراطية التشاركية ‪:‬‬
‫أ ـ بنية المجلس ومقاربة النوع والمشاركة الديمقراطية للمواطنين في التدبير ‪ :‬يتكون المجلس الجهوي‪،‬‬
‫من أعضاء ذوي ﺻوت تقريري والذين يتم انتخابهم باالقتراع المباشر‪ ،‬وأعضاء بصوت استشاري‬
‫ويضمون برلمانيي الجهة ورؤساء الغرف المهنية وعضو منتدب عن كل نقابة من النقابات الممثلة في‬
‫مجلس المستشارين‪.‬‬
‫في ما يخص مقاربة النوع‪ ،‬فالجهوية المتقدمة فضاء أمثل‪ ،‬لترسيخ وتكريس المشاركة النسائية‬
‫من خالل اتخاذ إجراءات إرادية لفائدة النساء لتشجيع ولوجهن إلى الوظائف االنتخابية‪.‬‬
‫كما أن الجهوية الحالية‪ ،‬تركز على وجوب مأسسة الديمقراطية التشاركية من خالل إشراك‬
‫المواطنين والمواطنات في كل مناﺣي الحياة الجهوية من خالل آليات لتيسير مشاركتهم في إعداد المشاريع‬
‫والمخططات الجهوية للتنمية وكذا اشراك القطاع الخاص كفاعل أساسي بالجهة في إعداد وتنفيذ‬
‫المخططات الجهوية‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ نورالدين قربال (‪ : ) 5702‬الجهوية المتقدمة والحكامة الجيدة‪ .‬الموقع اإللكتروني‬


‫‪http://www.hespress.com/writers/282953.html‬‬
‫ومن أجل تدعيم التدبير الديمقراطي للجهة‪ ،‬فإن رئيس المجلس الجهوي هو اآلمر بالصرف‬
‫والمنفذ لقرارات المجلس الجهوي‪ .‬ولتسهيل هذه المهمة اقترح‪ ،‬أن يوضع تحت إشرافه وكالة جهوية تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية وباالستقالل المالي و التدبيري تعنى بإمداد المجلس بالدراسات التقنية وكذا تنفيذ‬
‫مشاريع االستثمار المقررة من طرف المجلس الجهوي‪.‬‬
‫ب ـ تتميز اختصاصات المجلس الجهوي بالصبغة اإلشتشارية و اإلقتراحية ‪ :‬للمجلس الجهوي دور‬
‫استشاري واقتراﺣي في كل اإلستراتيجيات والمخططات‪ ،‬التصميم والمشاريع الكبيرة المزمع القيام بها من‬
‫طرف الحكومة على أرض الجهة‪ .‬إال أن هذه االقتراﺣات يمكن أن تجابه بالرفض المعلل من طرف‬
‫الحكومة‪ .‬كما أن للمجلس الجهوي دور الصدارة تجاه باقي المجالس المنتخبة‪ ،‬مع اﺣترام اختصاﺻات هذه‬
‫األخيرة‪.‬‬
‫ج ـ وفرت الجهوية المتقدمة للمجلس الجهوي اآلليات المواكبة لتدعيمه ‪:‬‬
‫ـ اآلليات التمويلية ‪ :‬لتجاوز التفاوتات والفوراق في التنمية بين الجهات اقترح قانون الجهوية المتقدمة‬
‫تبني مخطط للنهوض بالمستوى االجتماعي للجهات من خالل إﺣداﺙ ﺻندوق للتأهيل االجتماعي للجهات‬
‫يروم سد مظاهر العجز الكبرى في الجوانب المرتبطة مباشرة بالتنمية البشرية‪ ،‬ﺣيث أن الدولة ستخصص‬
‫في إطار هذه الجهوية مبلغا ماليا لهذا الغرض يتراوح ما بين ‪ 05.‬و‪ 502‬مليار درهم‪ .‬كما يقترح القانون‬
‫تأهيل المؤهالت الضريبية الخاﺻة للجهات في أفق مضاعفتها باإلضافة إلى خلق ﺻندوق للتضامن‬
‫الجهوي يهدف الى الحد من التفاوتات الجهوية‪.‬‬
‫ـ آليات المحاسبة ‪ :‬تم الحث‪ ،‬على الرفع التدريجي للمحاسبة القبلية للدولة على الجهات في إدارة وانجاز‬
‫المشاريع جهويا واالنتقال التدريجي من مبدأ الوﺻاية إلى مبدأ الشراكة‪ .‬في ﺣين تم التأكيد على وجوب‬
‫تعزيز آليات المراقبة البعدية من خالل افتحاﺻات داخلية وخارجية على المجلس الجهوي وعلى الوكالة‪.9‬‬

‫‪ 3‬ـ اهداف ومرتكزات ودوافع الجهوية المتقدمة ‪:‬‬


‫‪ 3‬ـ ‪ 1‬ـ سعت الجهوية المتقدمة بالمغرب إلى تحقيق أهداف جوهرية ‪ :‬توخى الخطاب الملكي المتعلق‬
‫بتنصيب اللجنة الجهوية االستشارية بلوغ أهداف جوهرية أهمها وجود جهات قوية ذات مجالس وأجهزة‬
‫تمثيلية وليست ﺻورية‪ ،‬على رأسها نخب مؤهلة ومؤطرة قادرة على ﺣسن تدبير شؤون الجهات المشرفة‬
‫عليها واالستجابة لتطلعات المواطنين وﺣاجياتهم التنموية‪.‬‬
‫من هذا المنطلق‪ ،‬يمكن القول أن الجهوية تهدف في أهم أبعادها وأهدافها‪ ،‬ترسيخ الحكامة المحلية‪،‬‬
‫وتعزيز سياسة القرب من المواطن‪ ،‬وتفعيل التنمية الجهوية المندمجة‪ .‬ونعني بالحكامة المحلية‪ ،‬مختلف‬
‫اإلمكانات واآلليات التي من خاللها يمكن للمنتخبين المحليين ترشيد وعقلنة تدبيرهم للشأن المحلي‪ ،‬وكذا‬
‫مأسسة الفعل والقرار اإلداريين وتدبير الموارد البشرية المحلية بشكل خاص‪ ،‬وهو ما يجعل من الحكامة‬
‫المحلية مجموعة من األدوات التدبيرية التي تسعى إلى ترشيد النظام اإلداري والمالي والبشري بهدف‬
‫تحقيق أقصى النتائج من خالل التركيز على مبادئ الشفافية والنجاعة والمأسسة والمسؤولية‪ .10‬وتمكن‬
‫المنتخبين المحليين من استثمار مختلف االمكانات التواﺻلية والتدبيرية من أجل توفير الخدمات لمرتفقي‬
‫الجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ التهامي التهامي (‪ : )5702‬الجهة ‪ :‬من الجهوية اإلقتصادية إلى الجهوية المتقدمة‪ ،‬أشغال ندوة الجهوية المتقدمة‬
‫بالمغرب‪ ،‬الحكامة الترابية ورهانات التنمية المحلية‪ ،‬منشورات كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية فاس‪-‬سايس عدد ‪ ،02‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،5702‬ص ‪.005‬‬
‫‪10‬ـ كريم لحرش (‪ : )5700‬الحكامة المحلية بالمغرب‪ ،‬مطبعة طوب بريس‪ ،‬الرباط الطبعة‪.‬‬
‫كما أن تطوير الجهوية المتقدمة يتطلب وجود قيادات جهوية منتخبة محلية قريبة من مواطنيها‪،‬‬
‫وتعزيز سياسة القرب من الساكنة يشكل المحك الحقيقي لإلدارة الجهوية المواطنة القريبة من اهتمامات‬
‫وتطلعات المواطن في الخدمات العمومية الجيدة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪ 2‬ـ تنبني الجهوية المتقدمة على أربع مرتكزات ‪ :‬جاء الخطاب الملكي بتاريخ ‪ 0‬يناير ‪ 5707‬ﺣول‬
‫تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية‪ ،‬ليسطر التوجهات والمرتكزات األساسية للجهوية والتي تتجلى في‬
‫التالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التشبث بمقدسات األمة وثوابتها في وﺣدة الدولة والوطن والتراب‪ .‬فالجهوية المتقدمة ينبغي أن تكون‬
‫تأكيدا ديمقراطيا للتميز المغربي الغني بتنوع روافده الثقافية والمجالية المنصهرة في هوية وطنية موﺣدة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام بالتضامن إذ ال ينبغي اختزال الجهوية في مجرد توزيع جديد للسلطات بين المركز‬
‫والجهات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اعتماد التناسق والتوازن في الصالﺣيات واإلمكانات وتفادي تداخل االختصاﺻات أو تضاربها بين‬
‫مختلف الجماعات المحلية والسلطات والمؤسسات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬انتهاج سياسة الالتمركز الواسع الذي لن تستقيم الجهوية بدون تفعيله في نطاق ﺣكامة ترابية ناجعة‬
‫قائمة على التناسق والتفاعل‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪ 3‬ـ تتجلى الدوافع األساسية للجهوية المتقدمة في اختالالت التجارب السابقة ‪ :‬إن االختالالت‬
‫والنقائص التي شابت التجربة الجهوية‪ ،‬و باألخص المجالية منها‪ ،‬هي التي دفعت بالنظام السياسي في‬
‫بالدنا إلى اإلعالن عن رغبة قوية لإلرتقاء بالنظام الجهوي إلى وضع متقدم‪ ،‬تحظى فيه الجهة بمكانة‬
‫قانونية متميزة‪ ،‬تستطيع من خاللها القيام باألدوار التنموية المناطة بها‪ ،‬األمر الذي يجعلها قائمة الذات‬
‫ويجعل من الالمركزية الجهوية المغربية ﺣقيقة ﺣاسمة وواقعا ملموسا‪ .‬هذا‪ ،‬وعلى العموم‪ ،‬يمكن تلخيص‬
‫الدوافع األساسية للجهوية المتقدمة كالتالي‪: 11‬‬
‫أ ـ دوافع سياسية ‪ :‬وتتمثل في‪ ،‬تدعيم الالمركزية ‪ -‬دمقرطة المؤسسات الجهوية ـ اضافة الى اهم قضية‬
‫وطنية‪ ،‬وهي استكمال الوﺣدة الترابية‪.‬‬
‫ب ـ دوافع اقتصادية ‪ :‬وتتمثل في‪ ،‬التنمية المجتمعية وإعداد التراب التي أملتها باألساس متطلبات التنمية‪.‬‬
‫فالجهة تعتبر المؤسسة المناسبة والمجال الضروري للتفاعل وتنشيط الحركة االقتصادية‪ ،‬وبهذا تصبح‬
‫الجهة االطار الخاص والدولة االطار العام للتنمية‪.‬‬
‫ج ـ دوافع اجتماعية ‪ :‬وهي دوافع مرتبطة اساسا‪ ،‬باألوضاع االجتماعية وما تعانيه من مشاكل وتطلع‬
‫المجتمع لمستقبل افضل وللعيش الرغيد في ظل العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل‬
‫للثورات‪ .‬لهذا فان توزيع االختصاﺻات بين الدولة والجهة ودور الجماعات المحلية في التنمية االجتماعية‬
‫سيكون له االثر واالنعكاس االيجابيين على الميدان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التجربة الجهوية ببعض الدول األروبية ‪:‬‬


‫بعد هذا التقييم المختصر للجهوية المتقدمة بالمغرب‪ ،‬فإننا سنحاول التطرق إلى تنظيم‬
‫واختصاﺻات الجهة في بعض الدول المتقدمة كألمانيا‪ ،‬ايطاليا‪ ،‬اسبانيا وفرنسا‪ ،‬إلبراز مكانة التجربة‬
‫المغربية‪.‬‬
‫هذا ويجب التذكير بأن الجهوية بالمفهوم الحديث‪ ،‬تقوم على أساس وجود جهة مستقلة عن السلطة‬
‫المركزية لها اختصاﺻات محددة وموارد مالية وبشرية تسمح لها بتسيير أمورها باستقاللية وﺣرية في‬

‫‪ 11‬ـ التهامي التهامي (‪ : )5702‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬


‫إطار من المسؤولية‪ ،‬غير أن وضعية الجهة‪ ،‬والحرية التي تتمتع بها تختلف من دولة إلى أخرى‪ ،‬وذلك‬
‫ﺣسب شكل الدولة‪ ،‬فيدرالي او موﺣد‪ ،‬وكذلك ﺣسب أساس شرعية وجودها‪ ،‬دستوري او قانوني‪ .‬وكذلك‬
‫ﺣسب طبيعة العالقة التي تربطها بالسلطة المركزية والجماعات المحلية األخرى ‪ .‬وسنعمل في هذا‬
‫المحور على التركيز على نقطة أساسية متمثلة في الوقوف على اختصاﺻات الجهة في هذه الدول‬
‫باعتبارها انعكاسا للجهة كممارسة‪ ،‬متجاوزين بذلك بعض النقاط الفرعية‪ .‬ان الدستور هو الذي المحدد‬
‫الرئيسي الختصاﺻات الجهة في إطار الجهوية السياسية‪ ،‬بينما يحدد القانون العادي اختصاﺻات الجهة‬
‫في إطار الجهوية اإلدارية‪ .‬واالختصاﺻات التي تتمتع بها الجهات في إطار الجهوية السياسية ليست فقط‬
‫اختصاﺻات إدارية وإنما تشمل اختصاﺻات تشريعية وقضائية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ ففي ألمانيا فان الجهات ‪ LANDERS :‬تتمتع باختصاﺻات تشريعية وقضائية وإدارية‪ ،‬وان‬
‫كان مجال السلطة الفدرالية أوسع‪ ،‬ﺣيث تتوفر على االختصاص العام باستثناء الميادين التالية ‪ :‬التعليم‬
‫والثقافة والشرطة والجماعات المحلية‪ .‬غير إن الجهات تتوفر على سلطة مراقبة التشريع الفيدرالي من‬
‫خالل المجلس الفيدرالي التي تمثل فيه الجهات‪ ،‬كما أن الجهات ملزمة باﺣترام المبادئ الدستورية عند‬
‫ممارستها لالختصاﺻات التشريعية‪ .‬وفي المجال القضائي‪ ،‬فإذا كانت الجهة تتوفر على محاكمها الخاﺻة‬
‫سواء العادية أو الدستورية فإنها تخضع لمراقبة القضاء الفيدرالي‪ .‬أما في ما يتعلق باالختصاﺻات‬
‫اإلدارية فالجهة تتوفر على االختصاص العام‪ ،‬بحث أن اإلدارة االتحادية ال تتوفر على مصالح خارجية‬
‫لها بالجهات‪ ،‬كما أن اإلدارة الجهوية تعتبر المنفذ للقوانين الفدرالية وهذا االختصاص العام يشمل جميع‬
‫الميادين باستثناء السياسة الخارجية والدفاع والحقوق المدنية والسياسات النقدية والجمارك والحدود والنقل‬
‫الجهوي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ أما بخصوص اختصاصات الجهات بايطاليا ‪ :‬فهي أوسع بالمقارنة مع أكثر الدول األوربية بحيث‬
‫تمارس تقريبا نفس االختصاﺻات التي تمارسها الدويالت في إطار االتحاد الفدرالي‪ ،‬لهذا فإننا نجدها‬
‫تتوفر على اختصاﺻات تشريعية‪ ،‬قضائية وإدارية باإلضافة إلى توفرها على ﺣق اقتراح القوانين كما أنها‬
‫تشارك في انتخاب رئيس الدولة‪ .‬وهي تمارس وظيفة تشريعية أﺻلية في الميادين التي ﺣددها الدستور‬
‫وعلى وظيفة تشريعية تكميلية للوظيفة التشريعية للدولة‪ ،‬وهذه الوظيفة األخيرة تتسع أكثر بالنسبة للجهات‬
‫ذات النظام الخاص‪ ،‬غير أن هذه الوظيفة محددة ببعض القواعد والمبادئ العامة والدستور‪ .‬أما فيما يخص‬
‫مجال السلطة التشريعية الجهوية فقد ﺣددها الفصل ‪ 000‬في الميادين التالية ‪ :‬التنظيم اإلداري للجهوية‬
‫ومصالحها‪ ،‬األعمال الخيرية والمساعدة الصحية واالجتماعية‪ ،‬التعليم المهني‪ ،‬التعمير وإعداد التراب‬
‫الوطني‪ ،‬الطرق الجهوية‪ ،‬المالﺣة والموانئ‪ ،‬الفالﺣة والغابات والصناعات التقليدية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 3‬ـ أما في اسبانيا ‪ :‬فان اختصاﺻات المجموعات المستقلة واسعة أيضا بحيث أن الدستور االسباني‬
‫ﺣدد الئحتين الئحة خاﺻة باختصاﺻات السلطة المركزية والئحة خاﺻة بالمجموعات المستقلة‪ ،‬كما أن‬
‫السلطة المستقلة يعطيها الدستور ﺣق تفويض جزء من اختصاﺻاتها لفائدة الجهات‪ ،‬لهذا نجد أن‬
‫المجموعات المستقلة تتمتع باختصاﺻات تشريعية في ميادين محددة دستوريا أو تلك المفوضة‪ ،‬من طرف‬
‫السلطة المركزية كما تمارس سلطة تشريعية تكميلية‪ ،‬بحيث تحدد القواعد واإلجراءات التشريعية‬
‫التنظيمية لتكملة القوانين الوطنية‪ .‬وميادين السلطة التشريعية هي ﺣسب الفصل ‪ 020‬ما يلي ‪ :‬األشغال‬
‫العمومية‪ ،‬المياه والغابات‪ ،‬الصحة العمومية‪ ،‬المكتبات والسياﺣة‪ .‬أما فيما يتعلق باالختصاﺻات التي يمكن‬
‫للسلطة المركزية تفويضها إلى الجهات نجد من بينها التشريع التجاري والمدني‪ ،‬التربية‪ ،‬األمن العمومي‬
‫وتنظيم االقتصاد‪ .‬أما االختصاﺻات اإلدارية فهي مرتبطة باالختصاﺻات التشريعية‪ ،‬كما انه بمقتضى‬
‫الدستور يمكن للدولة أن تفوض إلى الجهات بعض اختصاﺻاتها اإلدارية‪ .‬وفي هذا اإلطار نجد‬
‫االختصاﺻات المتعلقة بتنفيذ قانون الشغل والضمان االجتماعي ونظام اإلعالم واإلذاعة والتلفزة‪.‬‬
‫هذا وتجدر اإلشارة انه بالنسبة للمجموعات المستقلة في اسبانيا فإنها تتوفر هي األخرى على ﺣق تقديم‬
‫اقتراﺣات القوانين‪ ،‬كما أنها تشارك في رسم السياسة المالية والجبائية للدولة من خالل مشاركتها في‬
‫المجلس الوطني للسياسة المالية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ أما اختصاصات الجهة في إطار الجهوية اإلدارية كفرنسا ‪ :‬فإنها ال تتوفر إال على اختصاﺻات‬
‫إدارية محدودة بواسطة القانون العادي‪ ،‬هذا وﺣسب إﺻالح ‪ 02.5‬فان الجهات الفرنسية تتمتع‬
‫باختصاﺻات أﺻلية كتلك المتعلقة بالتنمية االقتصادية والتخطيط‪ ،‬أما فيما يتعلق باالختصاﺻات المحولة‬
‫فهي المتعلقة بالتكوين المهني والتربية واالختصاﺻات المتعلقة ببعض جوانب إعداد التراب الوطني‪.‬‬
‫من خالل ما سبق‪ ،‬نالﺣظ أن تطور الجهوية في الدول الديمقراطية‪ ،‬قد ال يرتبط بشكلها السياسي‬
‫وإنما بدرجة ومستوى وتجدر الممارسة الديمقراطية فيها‪ ،‬كما أن هذا التطور يتوقف على وجود اإلرادة‬
‫السياسية الصادقة للمشرع إلعطاء الجهة مكانة سياسية متميزة داخل التنظيم السياسي واإلداري وكذلك‬
‫على ما تتوفر عليه من موارد مالية بحيث أن هذا العنصر األخير هو الذي يحدد الطبيعة الحقيقية للجهوية‬
‫ومستوى تطورها‪ .‬فالنظام المالي يعتبر العنصر الفاﺻل في نجاح التجربة الجهوية في أي دولة كيفما كان‬
‫شكلها فيدرالي أو موﺣد‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الدراسة المقارنة نالﺣظ أن التجربة الجهوية في الدول المتقدمة تتميز بما يلي‬
‫الطبيعة الديمقراطية للتنظيم الجهوي‪ ،‬التحديد الدقيق الختصاﺻات الجهة‪ ،‬الدور المحدد للسلطات‬
‫المركزية في الشؤون الجهوية‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫إن معالجة موضوع بحجم الجهوية المتقدمة‪ ،‬يستدعي الرفع من مستوى تأهيل كافة مؤسسات‬
‫اإلدارة الترابية قانونيا و إداريا و وظيفيا‪ .‬فتشييد دولة عصرية مرتكزة على نظام جهوي فعال يتطلب‬
‫توطيد دعائم قوية للمؤسسات على المستوى الجهوي بالموازاة مع تدعيم أسس الالمركزية اإلدارية في‬
‫سبيل تحقيق التكامل و التوازن‪.‬‬

‫بيبليوغرافيا موجزة ‪:‬‬


‫ـ التهامي التهامي (‪ : )2.12‬الجهة ‪ :‬من الجهوية اإلقتصادية إلى الجهوية المتقدمة‪ ،‬أشغال ندوة الجهوية‬
‫الم تقدمة بالمغرب‪ ،‬الحكامة الترابية ورهانات التنمية المحلية‪ ،‬منشورات كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية‬
‫فاس‪-‬سايس عدد ‪ ،02‬الطبعة األولى ‪ ،5702‬ﺻص ‪ 20‬ـ ‪.057‬‬
‫ـ المملكة المغربية (‪ : )2.11‬تقرير اللجنة االستشارية ﺣول الجهوية المتقدمة المرفوع إلى ﺻاﺣب‬
‫الجاللة الملك محمد السادس بتاريخ مارس ‪ 5700‬م‪.‬‬
‫ـ المملكة المغربية (‪ : )2.11‬الدستور الجديد للمملكة المغربية‪ ،‬ﺻادر بتنفيده الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 0.00.20‬بتاريخ ‪ 52‬يوليو ‪.5700‬‬
‫ـ الميلود بوطريكي (‪ : )2.15‬مشروع القانون التنظيمي ﺣول الجهة‪ ،‬الصادر في ‪ 70‬يناير ‪: 5702‬‬
‫المزايا و العلل‪.‬‬
‫ـ عبد العزيز أشرفي (‪ : )2.11‬الجهوية الموسعة‪ ،‬نمط جديد للحكامة الترابية و التتمية المندمجة‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ 507،‬ﺻفحة‪.‬‬
‫ـ مصطفى قريشي (‪ : )2.15‬الجهوية المتقدمة ورش مفتوح للحكامة الترابية‪ ،‬مجلة مسالك للفكر‬
‫والسياسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ 52/07‬السنة ‪.5702‬‬
‫ـ كريم لحرش (‪ : )2.11‬الحكامة المحلية بالمغرب‪ ،‬مطبعة طوب بريس‪ ،‬الرباط الطبعة األولى ‪.5772‬‬
‫ـ الشكاري كريم ‪ :‬الجهوية المتقدمة بين مقتضيات الدستور المغربي الجديد وآفاق الوضع الجديد‪ ،‬ماستر‬
‫قانون الجماعات المحلية باللغة الفرنسية‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ -‬سال‪.‬‬
‫ـ شادية آيت ساقل (‪ : )1999‬التعمير و الجهة‪ ،‬ﺣالة جهة الرباط سال زمور زعير‪ ،‬أطروﺣة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في الجغرافيا‪،‬جامعة محمد الخامس ـ الرباط‪.‬‬
‫ـ ربيعة فرحات (‪ : )1999‬السكان و الجهة‪ ،‬ﺣالة جهة الرباط سال زمور زعير‪ ،‬أطروﺣة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في الجغرافيا‪،‬جامعة محمد الخامس ـ الرباط‪.‬‬
‫ـ عز العرب العناني (‪ : )2.12‬الجهوية المتقدمة بين متطلبات بناء المشروع الترابي المندمج و مقومات‬
‫التماسك اإلجتماعي‪ ،‬أشغال ندوة الجهوية المتقدمة بالمغرب‪ ،‬الحكامة الترابية ورهانات التنمية المحلية‪،‬‬
‫منشورات كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية فاس‪-‬سايس عدد ‪ ،02‬الطبعة األولى ‪ ،5702‬ﺻص ‪ 020‬ـ‬
‫‪.272‬‬
‫‪AIT LHOU DRISS (2014) : Régionalisation avancée et modernité avancée, quelles valeurs‬‬
‫‪de correlation. Publication de FLSH FES-SAIS N° 34, pp 17 – 33.‬‬
‫‪- J. Beaujeau-Garnier (1979) : La géographie, méthodes et perspectives, Masson, Paris.‬‬
‫‪- Direction de l’ aménagement du territoire (1999) : Débat national sur l’ aménagement du‬‬
‫‪territoire, élement introductifs, édition oukad, rabat, 53 pages.‬‬
‫‪- E. Juillard (1962) : La région, essai de définition. Annale de géographie.‬‬
‫‪- J-F TROIN (2002) : Maroc,régions, pays, territoires, Larrousse, 504 pages.‬‬
‫‪- TAG Boutayeb (2014) : L’intercommunalité : La régionnalisation avancée, Publication de‬‬
‫‪FLSH FES-SAIS N° 34, pp 1 – 16.‬‬

‫® ـ التهامي التهامي ‪ :‬أستاذ باحث بالتعليم العالي‪ ،‬بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بالرباط‪ ،‬تخصص جغرافيا‪.‬‬

You might also like