You are on page 1of 130

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة د‪ .‬موالي الطاهر ‪-‬سعيدة‪-‬‬

‫كلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلنسانية‬

‫شعبة علم النفس‬

‫إعـــداد‪ :‬د‪ .‬بــولـــــــقــــــدام ســـــمــــيــــرة‬

‫السنة الجامعية ‪2021-2020‬‬

‫‪1‬‬
‫علم النفس المرضي للطفل والمراهق‬

‫محتوى المادة‪:‬‬

‫مدخل‪ :‬الفرق بين اضطرابات الطفل واضطرابات الراشد (اضطرابات النمو)‬

‫أوال‪ :‬اضطرابات النمو‬

‫‪-1‬االضطرابات الغذائية‪ :‬القهم العقلي‪ ،‬الشراهة والسمنة‪ ،‬الشذوذ الغذائي (أكل البراز‪ ،‬مرض‬

‫بيكا)‪.‬‬

‫‪-2‬اضطرابات العضالت السارة(القابضة)‪ :‬التبول الالإرادي‪ ،‬التبرز الالإرادي‪.‬‬

‫‪-3‬االضطرابات الجنسية‪ :‬الجنسية المثلية‪ ،‬التلبس‪ ،‬التلصص‪ ،‬االستعراضية‪ ،‬الفيتيشية‪.‬‬

‫‪-4‬اضطرابات النوم‪ :‬األرق‪ ،‬فرط النوم‪ ،‬المشي أثناء النوم(الروبسة)‪ ،‬الكوابيس والرعب‬

‫الليلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االضطرابات البنيوية عند الطفل والمراهق‬

‫‪-1‬الخوافات عند األطفال والمراهقين‪.‬‬

‫‪-2‬الوسواس عند األطفال والمراهقين‪.‬‬

‫‪-3‬الهستيريا عند األطفال والمراهقين‪.‬‬

‫‪-4‬الذهانات (مختلف أنواع التوحد)‬

‫‪2‬‬
‫تقسيم الدروس حسب البرنامج‬

‫مقدمة عامة‬

‫المحور األول‪:‬‬

‫الدرس‪ :01‬مدخل الى علم النفس المرضي للطفل والمراهق‬

‫الدرس‪ :02‬اضطرابات النمو‬

‫الدرس‪ :03‬اضطرابات السيرة الغدائية عند الطفل والمراهق‬

‫الدرس‪ :04‬الشراهة عند الطفل والمراهق‬

‫الدرس‪ :05‬اضطرابات العضالت الصارة‬

‫الدرس‪ :06‬االضطرابات الجنسية عند الطفل والمراهق‬

‫الدرس‪ :07‬اضطرابات النوم عند الطفل والمراهق‬

‫المحو الثاني‪ :‬االضطرابات البنيوية عند الطفل والمراهق‬

‫الدرس‪ :08‬الخوافات عند األطفال والمراهقين‪.‬‬

‫الدرس‪ :09‬الوسواس عند األطفال والمراهقين‪.‬‬

‫الدرس‪ :10‬الهستيريا عند األطفال والمراهقين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الدرس‪ :11‬الدهانات الطفلية ‪ -‬الدهان التكافلي‪-‬‬

‫الدرس‪ :12‬الدهان المبكر ‪-‬التوحد‪-‬‬

‫الدرس‪ :13‬الفصام الطفولي‬

‫‪4‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫التعريف بالمادة‪...................................................................‬ص‬

‫تقسيم الدروس حسب البرنامج‪......................................................‬ص‬

‫فهرس المحتويات‪..................................................................‬ص‬

‫مقدمة‪................................................................. ............‬ص‬

‫الدرس‪ :01‬الفرق بين إضرابات الطفل واضطرابات الراشد‪..........................‬ص‬

‫‪-1‬علم النفس المرضي للطفل والمراهق‪............................................‬ص‬

‫‪-2‬السواء ولألسواء عند الطفل والمراهق‪...........................................‬ص‬

‫‪ -3‬تشخيص اضطرابات الطفل والمراهق‪............................................‬ص‬

‫‪-4‬الفرق بين اضطرابات الطفل واضطرابات الراشد‪..................................‬ص‬

‫‪ -5‬البنية عند الطفل‪................................................................‬ص‬

‫الدرس‪ :02‬اضطرابات التغذية ‪......................................................‬ص‬

‫‪-1‬تعريف اضطرابات التغذية ‪.......................................................‬ص‬

‫‪-2‬األسباب األكثر شيوعا الضطرابات التغذية عند الرضع وعند األطفال‪.............‬ص‬


‫‪5‬‬
‫‪ -3‬القهم العقلي‪...................................................................‬ص‬

‫الدرس‪:03‬‬

‫‪-4‬الشراهة والسمنة‪................................................................‬ص‬

‫‪-5‬الشدود الغذائي (اكل البراز‪ ،‬مرض بيكا) ‪........................................‬ص‬

‫الدرس‪:04‬‬

‫أ‪-‬اكل البراز‪..................................................... Caprophagie‬ص‬

‫ب‪-‬اضطراب شهوة الغرائب بيكا ‪........................................... Bica‬ص‬

‫الدرس‪:05‬‬

‫اضطرابات العضالت الصارة القابضة‪............................................‬ص‬

‫‪-1‬التبول الالارادي‪.............................................................. .‬ص‬

‫‪-2‬التبرز ا لالارادي‪...............................................................‬ص‬

‫الدرس‪ :06‬االضطرابات الجنسية عند الطفل والمراهق‪ ............................‬ص‬

‫‪ -1‬المشاعر والرغبات الجنسية عند األطفال‪.......................................‬ص‬

‫‪-2‬التفسيرات الجنسية لسلوك ا لطفل‪...............................................‬ص‬

‫‪ -3‬الجنسية المثلية‪................................................................‬ص‬
‫‪6‬‬
‫الدرس‪ :07‬اضطرابات النوم عند الطفل والمراهق‬

‫‪-1‬مفهوم النوم اضطرابات النمو‪.................................................‬ص‬

‫‪ -2‬أسباب اضطرابات النمو‪......................................................‬ص‬

‫‪ - 3‬اضطرابات النمو عند الطفل‪.................................................‬ص‬

‫‪ 1-3‬رعب النوم او الدعر الليلي‪.................................................‬ص‬

‫‪ 2-3‬باراسومنيا (خطل النوم) ‪....................................................‬ص‬

‫الدرس‪:08‬‬

‫‪ 3-3‬المشي اثناء النوم‪...........................................................‬ص‬

‫‪ 4-3‬االرق‪......................................................................‬ص‬

‫‪ 5-3‬فرط النوم‪..................................................................‬ص‬

‫‪-4‬مآل اضطرابات النوم‪.................................................. ........‬ص‬

‫الدرس‪ :09‬االضطرابات البنيوية عند الطفل والمراهق‬

‫‪ -1‬الخوافات عند األطفال والمراهقين‪..............................................‬ص‬

‫‪7‬‬
‫الدرس‪:10‬‬

‫‪-2‬الوسواس عند األطفال والمراهقين‪...............................................‬ص‬

‫الدرس‪:11‬‬

‫‪ - 3‬الهستيريا عند األطفال والمراهقين‪..............................................‬ص‬

‫الدرس‪: 12‬‬

‫الدهانات الطفلية ‪-‬الدهان التكافلي‪...............................................-‬ص‬

‫الدرس‪:13‬‬

‫الدهان المبكر ‪-‬التوحد‪.......................................................... -‬ص‬

‫الدرس ‪:14‬‬

‫الفصام الطفولي‪..................................................................‬ص‬

‫‪8‬‬
‫مـــقـــدمـــــة‬

‫النمائية‬
‫ّ‬ ‫يمر اإلنسان في حياته بمراحل عمرّية متتابعة تتخللها سلسلة من التطورات‬

‫تبدأ منذ والدته مرو اًر بالمراهقة‪ ،‬والشباب‪ ،‬والكهولة حتى تنتهي بالوفاة‪ ،‬أما مرحلة الطفولة فهي‬

‫مرحلة االرتكاز األساسي في بناء الشخصية اإلنسانية وأبعادها وأنماطها‪ ،‬ففهم هذه المرحلة‬
‫ّ‬
‫أهمية كبيرة في تكوين شخصية الطفل‬
‫النمائية له ّ‬
‫ّ‬ ‫ومعرفة خصائصها‬

‫فالطفولة هي أهم مراحل النمو النفسي للشخص فهـي الحجر األساس لتكوين شخصية‬

‫الطفل وإذا تم بناءه بصورة صحيحة وسليمة نتج عنها شخص مثالي يستطيع مواجهة صعوبات‬

‫الحياة بكل ثبات‪.‬‬

‫كما ان مرحلة المراهقة تعتبر مرحلة نمو نهاية الطفولة وتنتهي بابتداء مرحلة النضج أو‬

‫الرشد‪ ،‬أي ّأنها أيضا المرحلة النمائية أو الطور الذي ينشئ فيه الفرد جسمياً وانفعالية وعقلياً‬

‫واجتماعياً‪.‬‬

‫فالجسم يأخذ بالنمو وتبدأ عالمات البلوغ بالظهور بشكل واضح يرافقها تغيرات هرمونية‬

‫متسارعة‪ ،‬هذه التغيرات والنمو المتسارع يؤثر تأثي اًر كبي اًر في انفعاالته ويزلزلها بشكل كبير‪،‬‬

‫وبسبب هذه التغيرات المتسارعة يبدأ المراهق بالشعور باالضطراب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫لكن قد يعاني الطفل او المراهق من اضطرابات وازمات جسمية‪ ،‬نفسية‪ ،‬عقلية‪،‬‬

‫فضال عن التعرض للجنوح‪ ،‬فقد يعاني من القلق‪ ،‬االرق‪ ،‬االكتتاب‪ ،‬ويعاني كثي ار من األطفال‬

‫من المخاوف الشاذة‪ ،‬االحالم‪ ،‬التبول الالإرادي‪ ،‬وهناك حاالت فصام الطفولة والمراهقة‪( .‬عبد‬

‫الرحمن العيسوي‪ ،1993 ،‬ص‪)11‬‬

‫لدلك ظهر يعتبر علم النفس المرضي للطفل والمراهق من العلوم الحديثة التي اقترحها‬

‫علم النفس اإلكلينيكي الن هدا التخصص كان ولمدة طويلة يعتبر فرعيا بالنظر إلى علم النفس‬

‫المرضي للراشد‪ ،‬يعود دلك إلى طبيعة البحوث التي كانت تنجز آنذاك‪ ،‬وتثير اهتمام مختلف‬

‫المختصين الذين ساهموا في ابتكار أفكار جديدة سمحت لعلم النفس المرضي ان يحظى‬

‫بمكانته الحالية‪ ،‬مثل فرويد الذي عمل على تطوير فكرة الحياة النفسية معتمدا على دراساته‬

‫حول العالقات الوالدية وعقدة اوديب)‪. (2007, Blum‬‬

‫فالطب النفسي لألطفال والمراهقين إلى مساعدة الطفل أو المراهق على تحقيق مراحل‬

‫النمو المعرفي واالجتماعي والوجداني في ظل رعاية آمنة ومهارات اجتماعية فعالة‪ ،‬وتصنف‬

‫االضطرابات التي يهتم بها الطب النفسي لألطفال والمراهقين في الوقت الراهن‪( .‬االضطرابات‬

‫النفسية في األطفال والمراهقين‪ ،‬سامر جهشان)‬

‫ومنه جاءت مادة علم النفس المرضي للطفل والمراهق‪ ،‬موجهة لطلبة السنة الثالثة‬

‫عيادي السداسي الخامس‪ ،‬كمواصلة للتكوين األكاديمي للطالب لما بعد التدرج‪ ،‬او للممارسة‬

‫التطبيقية لفئة الطفل والمراهق‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تهدف هده المادة من خالل البرنامج المسطر‪ ،‬لتعريف الطالب على مختلف‬

‫اضطرابات الطفل والمراهق‪ ،‬اما بالنسبة للبرنامج فهو مقسم الى محورين هما‪ :‬أوال‬

‫اضطرابات النمو‪ ،‬ثانيا االضطرابات البنيوية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الدرس ‪:01‬‬

‫مدخل‪ :‬الفرق بين اضطرابات‬

‫الطفل واضطرابات الراشد‬

‫حضت مرحلة الطفولة باهتمام الباحثين كون الطفل في هذه المرحلة العمرية‪ ،‬يعتبر‬

‫في مرحلة تطورية أين ينمو جسميا‪ ،‬حركيا‪ ،‬عقليا‪ ،‬نفسيا‪ ،‬اجتماعيا‪.‬‬

‫ففي مرحلة الطفولة تتكون وتتبلور خصائص الشخصية لكل فرد‪ ،‬لذا يقول الباحث‬

‫"محمد السيد عبد الرحمن"‪ :‬أن هذه المرحلة تعد فترة انتقالية حرجة‪ ،‬يعترض مسار النمو فيها‬

‫العديد من المشكالت التي تحول دون اشباع مطالبها‪ ،‬وتحقيق أكبر قدر من التوافق النفسي‪،‬‬

‫كما أنها مرحلة تأهب لظهور خصائص جديدة في المراحل الالحقة‪.‬‬

‫‪-1‬علم النفس المرضي للطفل والمراهق‪:‬‬

‫في بداية ظهور علم النفس المرضي‪ ،‬اهتم هذا التخصص فقط بدراسة االضطرابات‬

‫عند الراشد‪ ،‬وبقي موضوع اضطرابات الطفل غائبة عن اهتماماته الى أن قدم بيتيه اختبار‬

‫الذكاء للطفل سنة ‪ ،1905‬وفي نفس السنة‪ ،‬وفي نفس السنة نشر فرويد ثالث مقاالت حول‬

‫النظرية الجنسية‪ ،‬هذين الحدثين لفتا انتباه الباحثين في تخصص علم النفس المرضي الى‬

‫نفسية واضطرابات الطفل‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫بعدها ظهرت دراسات مهمة حول علم النفس الطفل أهمها تلك لـ "هينري والو‬

‫‪ "H.Wallon‬الذي قدم أطروحة دكتوره موسومة بـالطفل المشاغب‪ ،‬أين درس التخلف العقلي‬

‫واضطرابات النمو الحس‪ /‬الحركي‪ ،‬ثم انتقل لوضع نظريات حول نمو الطفل‪ ،‬وبرزت أسماء‬

‫مهمة في علم النفس الطفل بنظريات مهمة منها‪ :‬ج‪.‬بياجي‪ ،‬أ‪.‬فرويد‪ ،‬ميالني كالير‪.‬‬

‫هكذا استمر تطور الدراسات حول االضطرابات العقلية والنفسية للطفل‪ ،‬ودلك انطالقا‬

‫من القرن ‪ ،20‬وبدأ الطفل يدرس منفصال عن الراشد من حيث مميزاته وخصائصه الصحية‬

‫أو المرضية‪.‬‬

‫‪ -2‬السواء والالسواء عند الطفل‪:‬‬

‫ان مسألة السواء ولألسواء‪ ،‬هي أكثر تعقيدا عند الطفل والمراهق منه عند الراشد‪ ،‬نظ ار‬

‫لما يلي‪:‬‬

‫*ألن الفرد قبل مرحلة الرشد (مرحلة الطفولة والمراهقة) ليس لديه بنية شخصية ثابتة‪ ،‬ال‬

‫يزال في طور النمو‪ ،‬ولم يصل بعد الى النضج‪.‬‬

‫* الفرد قبل الرشد يمر بمراحل (كما حددها فرويد) وكل مرحلة تحمل صراعات وأزمات‪ ،‬لكن‬

‫كما أشار "كريس ‪ "Kriss‬الى أن هذه الصراعات ال يمكن تفاديها‪ ،‬فهي ضرورية لعملية‬

‫التعلم‪ ،‬وتساعد الطفل على اكتشاف المحيط‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫*ألن المراهق أيضا‪ ،‬يعيش أزمة نفسية‪ ،‬مما يجعله يتصرف بشكل غريب‪ ،‬وقد يأخذ سلوكه‬

‫أشكاال مرضية‪ ،‬أحيانا تشبه االعراض المرضية عند الراشد‪.‬‬

‫بالتالي نستنتج أن االعراض في مرحلة الطفولة ال يمكن ادراجها في إطار مرضي‪ ،‬كون‬

‫هذه االعراض تدخل ضمن خصائص هذه المرحلة العمرية‪ ،‬وتزول بعد مرور هذه الفترة‬

‫العمرية (الطفولة والمراهقة)‬

‫‪-3‬تشخيص اضطرابات الطفل والمراهق‪:‬‬

‫متى نشخص الطفل‪ ،‬أنه يعاني مشكلة؟‬

‫يمكن تحديد أبعاد سلوك الطفل المضطرب سلوكيا باالعتماد على ما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬المعدل والتشخيص‪:‬‬

‫يعني عدد مرات وقوع السوك لدى الطفل‪ ،‬يمكننا االعتماد عليه للتمييز بين الطفل‬

‫المضطرب والطفل السوي‪ ،‬فالطفل ضمن هذه الفئة قد يصدر سلوكا وحركات غير مقبولة‬

‫اجتماعيا‪ ،‬حيث يمون تكرار هذه الحركات والسلوك أكثر عما يظهر على األطفال االسوياء‪.‬‬

‫ب‪-‬الشدة‪:‬‬

‫ان شدة السلوك الصادر عند الطفل المضطرب سلوكيا عملية مهمة لتصنيفه ضمن هذه‬

‫الفئة‪ ،‬فقد يصدر سلوكا يتصف بالشدة والحدة في وقت تنفي الحاجة لمثل هذا السلوك‪ ،‬أو‬

‫‪14‬‬
‫العكس قد يقوم بسلوك ضعيف جدا في وقت يتطلب الموقف الشدة أو القوة‪ ،‬أي أن ردود‬

‫الفعل ال تتناسب مع طبيعة المثير الذي أثار دلك السلوك‪.‬‬

‫ج‪-‬فترة بقاء السلوك‪:‬‬

‫بعض أنواع السلوك السلبي قد تحدث عند األفراد االسوياء‪ ،‬والدي يميز الطفل‬

‫المضطرب عن غيره من االسوياء‪ ،‬الفترة التي يستمر فيها السلوك السلبي‪ ،‬كمثال على ﺫلك‬

‫أن معظم األطفال االسوياء ربما يقضون بشكل عام فترة زمنية قصيرة جدا (‪ 10-5‬ثواني)‬

‫في الصراخ أو ضرب الباب‪...‬الخ‪ ،‬لكن هذا السلوك قد يستمر أكثر من (‪ 5‬دقائق) لدى‬

‫الطفل المضطرب‪ ،‬وبعض األطفال المضطربين ال يستطيعون قضاء عدة ثوان لحل مسألة‬

‫رياضية‪ ،‬أو مسألة لها عالقة بالنشاط البدني‪( .‬آيت مولود ياسمينة‪ ،‬ص‪)02‬‬

‫‪ -4‬الفرق بين اضطرابات الطفل والراشد‪:‬‬

‫تعرف البنية على أنها تنظيم ثابت ونهائي لمكونات ميتانفسية‪ ،‬فعند الطفل ال نتكلم عن‬

‫بنية عصابية أو ﺫهانية‪ ،‬بل عن تنظيمات عصابية أو ﺫهانية قابلة للتغيير تحت تأثير‬

‫عوامل خارجية وداخلية‪ ،‬فاذا ظهرت عند الطفل أعراضا ذات طابع عصابي‪ ،‬فهذا ال يني‬

‫وجود بنية عند الطفل (ال يعني بالضرورة وجود اضطراب)‪ ،‬فحسب السن تظهر أعراضا‬

‫ليست كلها مرضية بل منظمة للنمو مثل حصر الشهر الثامن‪ ،‬وبعض االعراض المرتبطة‬

‫بالظروف المعيشية‪ ،‬وهي انعكاس لهذه الظروف وتزول مع تحسن الوضع‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-1-4‬البنية عند الطفل‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقا‪ ،‬الطفل لديه تنظيمات عصابية أو ﺫهانية قابلة للتغيير تحت تأثير‬

‫العوامل الداخلية والخارجية‪ ،‬وال تكتمل البنية اال عند المراهقة‪ ،‬فاذا ظهر عند الطفل أعراضا‬

‫ذات طابع عصابي فهي ال تعني بالضرورة وجود بنية عصابية‪ ،‬الن الطفل الدي أبدى هده‬

‫االعراض يمكن أن ينكص ادا ساءت الظروف الداخلية والخارجية‪ ،‬مطو ار بذلك اضطرابات‬

‫نفسية‪.‬‬

‫أما في المراهقة فيقول بارجوري‪ ،‬أنه يمكن لتنظيم ﺫهاني أن ينقلب الى تنظيم عصابي‬

‫بفضل معالجة عميقة‪ ،‬كما أن عددا كبي ار من االضطرابات تأخذ طابعها النهائي كالفصام‬

‫(ﺫهان المراهقة والشباب)‪( .‬ميموني‪ ،2005 ،‬ص‪)57‬‬

‫بالتالي دراسة كيف تكون البنية خالل مرحلة الطفولة والمشكالت التي تؤثر على عملية‬

‫نموها‪ ،‬أمر بالغ األهمية‪ ،‬ألنها تعطينا صورة واضحة عن نقاط الضعف والقوة التي تميز‬

‫النمو‪ ،‬بالتالي التنبؤ بما قد يتعرض له الطفل من اضطرابات في مراحل عمرية الحقة‪.‬‬

‫حيث يحدر المختصين من وضع الطفل في قالب الراشد‪ ،‬أي من استعمال التصنيفات‬

‫الخاصة بالراشد وتطبيقها على الطفل‪ ،‬ألسباب ذكرناها سابقا‪ ،‬فالطفل ليس راشدا بل له‬

‫خصائصه في الفحص النفسي للطفل والمراهق‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الدرس‪:02‬‬

‫اضطرابات النمو‬

‫‪-1‬االضطرابات الغذائية‪ :‬القهم العقلي‪ ،‬الشراهة والسمنة‪ ،‬الشذوذ الغذائي (أكل البراز‪ ،‬مرض‬

‫بيكا)‪.‬‬

‫أشار العلماء إلى أنه من المفيد أن يعرف اآلباء أن مرحلة الطفولة والمراهقة تكون‬

‫مرحلة تكوين‪ ،‬ومن المهم أن يتم تنظيم تناول الطعام الصحي بشكل سلس وتلقائي‪ ،‬كما أن‬

‫جميع العناصر الغذائية تكون مهمة في تلك المرحلة‪ ،‬ولكن بنسب معينة بالطبع مما يستلزم‬

‫ضرورة التنظيم‪( .‬هاني رمزي عوض‪)2019،‬‬

‫تعتبر اضطرابات الطعام لدى االطفال من اهم المشاكل التي تعاني منها االمهات مع‬

‫اطفالهن‪ ،‬حيث ان هناك العديد من االطفال يمتنع عن تناول الطعام لفترة طويلة والبعض‬

‫االخر منهم ال يقدم على تناول أنواع معينة من األطعمة المفيدة‪ ،‬والتي تساعد بشكل كبير‬

‫في بناء اجسامهم وبشكل خاص في هذه الفترة المهمة من مراحل حياة الطفل‪( .‬اضطرابات‬

‫األكل عند األطفال‪ ،‬دكتورة باشاك أيك)‬

‫يصنف أي سلوك غذائي غير اعتيادي على أنه اضطراب غذائي‪ ،‬يجب أن‬
‫ولكي ّ‬

‫جسيما على صحة‬


‫ً‬ ‫ضرر‬
‫ًا‬ ‫السُلوك فترةً من الوقت‪ ،‬كما أنه يجب أن ِّّ‬
‫يسبب‬ ‫يستمر هذا ُّ‬
‫َّ‬

‫‪17‬‬
‫الشخص الجسدية وقدرته على أداء أعباء العمل أو الدراسة‪ ،‬أو أن يؤثر هذا السلوك الغذائي‬

‫بشكل سلبي في تعامالت الشخص مع اآلخرين وعالقته معهم‪.‬‬

‫تعريف اضطرابات التغذية‪:‬‬

‫هو اختالل في سلوك تناول الطعام وعدم االنتظام في تناول الوجبات ما بين االمتناع‬

‫القهري أو التكرار القهري لتناول الطعام في غير مواعيده‪ ،‬ويمكن أن تزيد عما يتطلب النمو‬

‫الطبيعي للغرد والذي قد تصاحبه محاولة من الفرد لتخلص من الطعام الزائد عن حاجة‬

‫الجسم بطرق غير طبيعية‪( .‬اسامة فاروق مصطفى‪ ،2011،‬ص‪)195‬‬

‫وتمثل اضطرابات األكل العالقة بين الحالة النفسية للفرد وبين الرغبة الملحة لتناول‬

‫الطعام أو العزوف عنه‪ ،‬وقديما كانت تصنف اضطرابات األكل ضمن االضطرابات‬

‫السيكوسوماتية‪ ،‬إلى أن صدر الدليل التشخيصي واإلحصائي الثالث وأعقبه الدليل الرابع‬

‫) ‪ DSM4(1994‬وضع هذه الفئة تحت عنوان اضطرابات األكل‪( .‬بركات أميرة ‪،2016،‬‬

‫ص‪)77‬‬

‫‪-‬تصنيف دليل التشخيص اإلحصائي الرابع لألمراض النفسية‪:IV-DSM:‬‬

‫ويعتبر أفضل تصنيف لالضطرابات األكل‪ ،‬حيث وضع اضطرابات األكل في فئة‬

‫مستقلة تحت مسمى اضطرابات التغذية وتناول الطعام في الطفولة والمراهقة ويندرج تحت‬

‫مسمى اضطرابات التغذية‪ ،‬يوجد خمسة أنواع هي‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫•فقدان الشهية العصبي للطعام‪.‬‬

‫•الشره العصبي‪• .‬الفهم الغير الطبيعي للطعام‬

‫•اضطراب اجترار الطعام‪ .‬اضطراب التغذية في المهد والطفولة المراهقة الغير مصنفة في‬

‫فئات أخرى‪.‬‬

‫(محمد حسن غانم‪ ،2004 ،‬ص‪)181‬‬

‫شيوعا الضطرابات التغذية عند الرضع واألطفال‪:‬‬


‫ً‬ ‫األسباب األكثر‬

‫‪ -‬انعكاس المشاكل في العالقة بين األم والطفل‪ ،‬في وجود مرض نفسي خطير أو اضطراب‬

‫في األكل لدى األم أو بعد وفاة األم‪.‬‬

‫‪ -‬االضطراب الغذائي بعد الحادثة ‪ :‬يتطور بعد حدوث حادثة ما (اثناء العملية الجراحية أو‬

‫تسرب الطعام إلى الجهاز التنفسي) قد يؤثر على الفم أو البلعوم أو المريء‪.‬‬

‫‪-‬الخوف أثناء الرضاعة على وجه الخصوص‪ ،‬من البلع واالختناق‪.‬‬

‫‪ -‬الرفض الحسي لألكل ‪ :‬ضد األطعمة التي لها طعم أو رائحة أو مظهر أو تناسق معين‪،‬‬

‫أيضا في هؤالء األطفال‪.‬‬


‫إن مواقف رفض االطعمة الجديدة وسلوكيات اختيار الطعام شائعة ً‬

‫‪-‬االضطراب الغذائي المصاحب للحالة الطبية (مثل االرتجاع المريئي أو أمراض القلب أو‬

‫الرئة)‬

‫‪19‬‬
‫) باشاك أيك‪ ،‬اضطرابات األكل عند األطفال(‬

‫الدرس‪:03‬‬

‫‪- 1-1‬القهم العقلي‪:‬‬

‫فقدان الشهية العصبي أو القهم العصبي ‪: Anorexie Nervosa‬‬

‫فقدان الشهية عند األطفال من المشكالت التي تثير القلق لدى األهل‪ ،‬االمتناع يكون‬

‫(‪ 14 -13‬سنة) وقد تكون (‪ 20 -18‬سنة)‪ ،‬إذ يمتنع الطفل عن تناول الطعام وشرب‬

‫ويسبب له‬
‫مما يسبب له سوء التغذية‪ ،‬ويقّلل مقاومة جسمه لألمراض‪ّ ،‬‬
‫الحليب مثل المعتاد‪ّ ،‬‬

‫ضعف البنية ونحول الجسم‪.‬‬

‫ويعد الطفل مصاباً بفقدان الشهية عندما يرفض تناول الطعام بصورٍة متكررٍة ٍ‬
‫لمدة‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫لية‪ ،‬وهذا يستدعي معرفة السبب‪ ،‬وإيجاد طر ٍ‬
‫يقة لتحفيز الطفل على‬ ‫تزيد عن عدة أيا ٍم متتا ٍ‬
‫ّ ّ‬
‫ٍ‬
‫حل للمشكلة‪.‬‬
‫أن معرفة السبب تساعد على إيجاد ّ‬
‫تناول الطعام‪ ،‬علماً ّ‬

‫الشهية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وفيما يلي أسباب فقدان‬

‫الممتدة من عامين إلى ستّة‬


‫ّ‬ ‫الشهية في المرحلة العمرّية‬
‫ّ‬ ‫ُيصاب األطفال عادةً بفقدان‬

‫أسباب كثيرة لإلصابة بهذه الحالة‪ ،‬منها‪ :‬نفسي ٌة‪ ،‬وأخرى عضوي ٌة‪ ،‬ومن ّ‬
‫أهم هذه‬ ‫ٌ‬ ‫أعوام‪ ،‬وتوجد‬

‫األسباب‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬أسباب نفسية‪:‬‬

‫• تتأثر القناة الهضمية المعوية تأث ار شديدا أو مباش ار باالنفعاالت‪ ،‬وقد أثبتت البحوث‬

‫الفسيولوجية أن جهاز الهضم ال يقوم بأداء عمله‪ ،‬أو يؤديه بشكل ناقص أثناء االنفعاالت‬

‫الشديدة‪ ،‬فالعصارة الهضمية يقل إفرازها او يقف كما تتعطل العمليات الالزمة للهضم في‬

‫االنفعاالت‪.‬‬

‫وقد وجد الكثير من االمراض المعدية والمعوية تكون نفيسة المنشأ أي ناشئة عن حياة‬

‫انفعالية مضطربة مثل أمراض القرحة المعدية والتهاب القولون‪.‬‬

‫•كما أن الطفل يفقد شهيته للطعام نتيجة شعوره بفقدان األمن أو فقدان أحد الوالدين‪.‬‬

‫•وقد تكون حيلة شعورية أو الشعورية لعقاب الوالدين أو لعقاب الذات‪ ،‬فإذا أذنب‬

‫الطفل فقد يعاقب نفسه باإلقالع عن الطعام‪.‬‬

‫•كما انه إذا عوقب من والديه يقلع أيضا عن الطعام عقابا لوالديه ولنفسه في ذات‬

‫الوقت‪.‬‬

‫• وقد يكون فقدان الشهية وسيلة لجذب انتباه اآلخرين له "الوالدين" فهذا الضعف‬

‫للشهية يثير حوله اهتماما خاصا من والديه ال يحصل عليه عادة دون هذا االجراء كما انه‬

‫وسيلة للسيطرة عليهما‪( .‬بركات اميرة‪ ،‬ص‪)81‬‬

‫‪21‬‬
‫عد هذان‬
‫وي ّ‬ ‫اض في الكلى أو الكبد‪ ،‬أو إصابته بأمر ٍ‬
‫اض في القلب‪ُ ،‬‬ ‫•إصابة الطفل بأمر ٍ‬

‫الغدة الدرقية‪.‬‬
‫خلل في وظائف ّ‬
‫الشهية‪ٌ ،‬‬
‫ّ‬ ‫سببين نادرين لفقدان‬

‫أصناف معي ٍ‬
‫نة من الطعام ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫•عدم ترك حرّية اختيار الطعام للطفل‪ ،‬وإجباره على تناول‬
‫ّ‬

‫ٍ‬
‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مما يحتاج‪ ،‬أو إصرار ّ‬
‫•إلزام الطفل بتناول كميات إضافية من الطعام بدرجة أكبر ّ‬

‫من األم واألب على تقييد الطفل بآداب المائدة‪ ،‬وإكثارهم من الصراخ عليه أثناء تناوله‬

‫الطعام‪ ،‬وهذا ينفره منه‪.‬‬

‫ٍ‬
‫كحالة‬ ‫ٍ‬
‫سعيدة مؤلمة‪ ،‬أو قد يحدث عند األطفال‬ ‫ٍ‬
‫بحادثة غير‬ ‫•ربط الطعام بذهن الطفل‬

‫من االعتراض على إطعام األم له‪ ،‬فيميل للخروج من سيطرتها وتح ّكمها حسب اعتقاده‪ ،‬من‬

‫العوامل النفسية أيضا التي تؤدى إلى فقدان الشهية عند األطفال الضغط النفسي من األهل‬

‫أثناء الدراسة‪ ،‬أو المعاملة السيئة لألطفال‪ ،‬ووجود نزاع بين األب واألم أمام األطفال‪.‬‬

‫ٍ‬
‫وشكل‬ ‫•الميل للنحافة ونقص الوزن عمداً من قبل المصاب‪ ،‬لطموحه بالوصول لوزٍن‬

‫معين لجسمه‪ ،‬كتقليد للمشاهير‪ ،‬باإلضافة إلى بعض المهن والوظائف التي تتطلب ذلك‪،‬‬

‫كوظيفة عارضي األزياء‪ ،‬ومضيفي الطيران‪ ،‬وراقصي الباليه (خاصة عند المراهق)‪( .‬عاتكة‬

‫البوريني‪ ،‬نوفمبر ‪)2018‬‬

‫مضاعفات فقدان الشهية‪:‬‬

‫ٍ‬
‫ضعيف وهزيل ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫وضمور في حجم العضالت‪ ،‬وهو السبب في ظهور الجسم‬ ‫ص‬
‫ٌ‬ ‫•تقّل ٌ‬

‫‪22‬‬
‫اب في وظائف المعدة يتمثل باإلمساك‪ ،‬أو بالمغص‬
‫خلل في نشاط الغدة الدرقية‪ .‬اضطر ٌ‬
‫• ٌ‬

‫المعوي ‪.‬‬

‫التهاب حاد في الغدد اللعابية والبنكرياس ‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫•‬

‫•انقطاع الدورة الشهرية ناتج عن حدوث ٍ‬


‫خلل في هرمونات الدم ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ونوبات تشبه‬ ‫شديد في نسبة عنصر المغنيسيوم الذي يؤدي إلى حدوث تشن ٍ‬
‫جات‬ ‫انخفاض ٌ‬ ‫•‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬

‫حالة الصرع ‪.‬‬

‫•انخفاض القدرات الذهنية ومهارات التعّلم‪ ،‬وصعوبة في التركيز والتذ ّكر‪( .‬نائلة محمد أبو‬

‫هليل‪ ،2016،‬الموقع)‪https://mawdoo3.com‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫‪ -‬أن فقدان الشهية لألطفال أقل من سنتين يعطى لهم مسكنات موضعية قبل الرضاعة‬

‫واألكل‪ ،‬حتى تساعدهم على تناول الطعام‪ ،‬وإذا كان الطفل مصاب بالتهاب فيروسي‬

‫وبكتيري‪ ،‬يتم المعالجة الفورية‪ ،‬وتكون نسبة الشفاء سريعة دون التعرض ألي مضاعفات‪.‬‬

‫‪ -‬إذا الحظوا على أطفالهم فقدانا مفاجئا للوزن والشهية‪ ،‬يجب الذهاب للطبيب‪ ،‬والتأكد من‬

‫الحالة الصحية للطفل‪ ،‬وإذا لم يتواجد سبب عضوي وراء ذلك‪ ،‬يجب مراعاة الجانب النفسي‬

‫لألطفال بعدم وجود مشكالت بين األب واألم أمام األطفال وعدم الضغط الزائد على األطفال‬

‫أثناء الدراسة‪( .‬رفيق شوقي عطا هلل‪)2013،‬‬

‫‪23‬‬
‫الدرس‪:04‬‬

‫‪ 2-1‬الشراهة والسمنة‪:‬‬

‫مفهوم‪:‬‬

‫الشراهة هي الحالة التي يتناول فيها الطفل أو المراهق كمية هائلة من الطعام خالل كل‬

‫وجبة من وجبات طعامه اليومية‪ ،‬أي أكثر بكثير مما يحتاجه الجسم‪ ،‬وهو يستمر في األكل‬

‫حتى بعد الشعور بأن معدته تؤلمه‪ ،‬ويبدو وكأنه غير قادر على التوّقف‪.‬‬

‫يتميز االضطراب بتناول كميات كبيرة من الطعام بشكل سريع إلى الحد الذي يسبب‬

‫االمتالء الشديد وعدم االرتياح‪ ،‬ثم ينتاب المراهق بعد ذلك مشاعر من الخجل واإلحساس‬

‫بالذنب وتدهور الحالة النفسية‪.‬‬

‫ومن األطفال والمراهقين‪ ،‬من يتناول الكثير من الوجبات الخفيفة خالل اليوم إضافة‬

‫إلى الوجبات الرئيسية‪ ،‬أي العديد من أكياس الشيبس وقطع الحلوى والشوكوال وغيرها من‬

‫األطعمة المليئة بالدهون والسكريات والسعرات الح اررية‪ ،‬ويمكن لهذه المشكلة أن تسبب‬

‫البدانة لدى المراهق‪ ،‬وأن تكون أيضاً سبباً إلصابته بعدد من األمراض المزمنة مثل السكري‬

‫والكولسترول والدهون في الدم‪( .‬محمد حسن غانم‪)2004 ،‬‬

‫وعلى وجه التقريب‪ ،‬فإن نصف المصابين بالمرض يعانون من االكتئاب المرضي (ليس‬

‫بالضرورة تالزم العرضين ولكن هذه النسبة تم رصدها)‪ ،‬واألمر ال يتعلق بتناول الطعام بكثرة‬

‫‪24‬‬
‫فقط ولكن بالسلوك القهري والهوس بالطعام ويقوم المراهق بإخفاء الطعام في مالبسه أو‬

‫دوالبه وأحياناً ال يستطيع منع نفسه من تناول الطعام ما يشكل سلوكاً قهرياً‪( .‬هاني رمزي‬

‫عوض‪)2019،‬‬

‫اسباب الشراهة عند الطفل والمراهق‪:‬‬

‫• من الممكن أن تتعلق هذه المشكلة ببعض األزمات النفسية التي يمر بها المراهق مثل‬

‫الحاجة إلى العاطفة واالستقرار‪ ،‬فيكون تناول األطعمة طريقة للتعبير عن حزنه أو توتره‪.‬‬

‫•بعض المراهقين ايضاً يتأثرون بأقرانهم ويستمتعون بتناول األطعمة والوجبات الخفيفة‬

‫معهم من دون حسيب أو رقيب‪ ،‬ونظ اًر إلى شعورهم بالحاجة إلى الطاقة بسبب تغيرات‬

‫جسدهم‪ ،‬فإن البعض منهم يميل إلى المبالغة في استهالك األطعمة بشكل كبير‪( .‬محمد‬

‫حسن غانم‪(2004 ،‬‬

‫•تدخل االبوين بالمنع التام للطعام‪ ،‬دون مراعاة العامل النفسي والغذائي‪ ،‬ربما يؤدي إلى‬

‫تفاقم المشكلة بشكل كبير مثل إحضار الطعام إلى المنزل بشكل سري دون علم األبوين‬

‫وتناول كميات كبيرة منه وما يتبعه من مشاكل صحية ونفسية‪.‬‬

‫أيضاً نتيجة للسلوك السري الذي يشعر الطفل او المراهق كما لو كان يرتكب جريمة‬

‫بالفعل‪ ،‬وهو األمر الذي يمكن أن يدخله في دائرة مفرغة من االكتئاب الذي يدفعه إلى تناول‬

‫مزيد من الطعام‪( .‬هاني رمزي عوض‪)2019،‬‬

‫‪25‬‬
‫•وبعض المراهقين يتمتعون أصالً بشهية كبيرة مما يدفعهم إلى تناول األطعمة بشكل‬

‫كبير‪ ،‬إضافة إلى أن عدم االلتزام بنظام غذائي صحي في المنزل هو أيضاً من الحوافز التي‬

‫تشجع المراهق على تناول المزيد من الطعام من دون حساب‪.‬‬


‫ّ‬

‫•قد تكون الشراهة ناتجة عن إصابة الطفل بالديدان المعوية التي تسبب له الحاجة‬

‫المستمرة إلى تناول الطعام‪ ،‬كما قد تكون الشراهة ناجمة عن اضطراب في الغدد عند الطفل‬

‫مما يشعره بالحاجة الملحة لألكل‪.‬‬

‫•وقد تكون الشراهة مصدر للشعور بالرضا عن النفس الن أكل كمية كبيرة من الطعام‬

‫يعوض الشعور بالحرمان ‪.‬‬

‫•يرى أصحاب مدرسة التحليل النفسي أن الشراهة هي تثبيت لمرحلة اللذة الذاتية المرتبطة‬

‫بالفم والتي غالبا ما ترجع في أصلها إلى مشكالت مرتبطة بعملية الرضاعة‪.‬‬

‫•كما قد تكون الشراهة وسيلة دفاع وحماية للذات من األشياء التي يدركها الطفل على‬

‫أنها مصدر خطر‪ ،‬لذلك فان فقدان الشعور باألمن والذي يظهر في حاالت فقدان حب‬

‫اآلخرين‪ ،‬والشعور باالكتئاب يشعر الطفل بالحاجة الملحة إلى تسلية النفس عن طريق األكل‬

‫والشراهة فيه‪.‬‬

‫• ومن أسباب الشراهة االفراط المتعمد في الطعام فكثير من األطفال يكثرون األكل‬

‫إلرضاء إبائهم ألن اآلباء يعتقدون أن الطفل البدين أكثر صحة و أوفر سعادة‪ ،‬كما أن‬

‫‪26‬‬
‫التعزيز اإليجابي لألبناء إلكثار األكل يؤدي إلى تأصل هذه العادة‪( .‬محمد حسن غانم‪،‬‬

‫‪ ،2004‬ص‪)291‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫•الخطوة األولى هي تربوية‪ ،‬ترتبط بتوعية االبن منذ الطفولة على أهمية االعتناء بالجسد‬

‫وبصحته‪ ،‬وعلى المضار الصحية التي يمكن أن تسببها البدانة الناتجة عن تناول الطعام‬

‫بشكل عشوائي‪.‬‬

‫•الخطوة الثانية هي تشجيع المراهق على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم مما‬

‫يساعد في حرق السعرات الح اررية ويعزز عملية التمثيل الغذائي في الجسم‪.‬‬

‫•اكتشاف ما إذا كان المراهق يعاني من مشاكل نفسية تدفعه إلى استهالك الطعام‬

‫بشراهة‪ ،‬ومحاولة إيجاد الحلول لهذه المشاكل لتصويب سلوكياته من جميع النواحي‬

‫ومساعدته في إتقان التعامل مع األزمات النفسية وإدارة الغضب والتوتّر وإيجاد الحلول‬

‫الصحيحة للمشاكل التي يتعرض لها ‪.‬‬

‫(لي از أبو شقرا‪ ،‬الشراهة عند المراهقين‪ ،‬جانفي ‪) www.sohati.com،2020‬‬

‫الدرس‪:05‬‬

‫‪ 3-1‬الشذوذ الغذائي (أكل البراز‪ ،‬مرض بيكا)‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫أ‪-‬أكل البراز‪: Coprophagie:‬‬

‫ناذ ار جدا مقارنة بمرض ‪ pica‬وجد عند الذهانيين وخاصة عند الفصاميين‪ ،‬لما يظهر‬

‫عند الطفل يكون أخطر من ظهوره عند الراشد‪ ،‬فأكل الطفل لفضالته الخاصة (البراز) يظهر‬

‫في حوالي نهاية العام األول من حياة الطفل يحدث في مرحلة االنتقال من المرحلة الفمية‬

‫إلى الشرجية‪.‬‬

‫حسب ‪ R.Spitz‬قام بالمالحظة المباشرة لهؤالء األطفال وأمهاتهن‪ ،‬وجد أنهن يتميزن‬

‫ببعض الخصائص غير المالحظة مباشرة‪ ،‬واستنتاج أن هناك سلوك غذائي اتجاه الطفل‬

‫أثناء تعليمه للنظافة تكون صارمة‪ ،‬بعض من األطفال المرضى تعرضوا لسوء المعاملة من‬

‫قبل األمهات‪.‬‬

‫هذا المرض عالمة ذهانية أثناء تعلمه للنظافة نالحظ الطفل يلعب بفضالته الخاصة‬

‫لكن اللعب يعتبر عاديا ألنه يكتشف شيئا خاصا به كاللعب باألعضاء التناسلية‪.‬‬

‫) فارس بن الشيخ حسين‪ ،‬اضطرابات التغذية والسلوك الغذائي‪(2012،‬‬

‫ب‪ -‬اضطراب شهوة الغرائب بيكا‪Pica‬‬

‫أشياء ال تحتوي‬
‫ً‬ ‫ان األشخاص الذين يعانون من اضطراب “بيكا” يتناولون رغما عنهم‬

‫ٍ‬
‫بشكل نسبي‪ ،‬مثل تناول الثلج‪ ،‬وقد يتناولون مواد خطرة مثل‬ ‫ٍ‬
‫غذائية قد تؤثّر فيهم‬ ‫على ٍ‬
‫قيمة‬

‫قطع من ِّ‬
‫الطالء المجّفف أو قطعة من المعدن‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن أن يؤدي االضطراب‬

‫‪28‬‬
‫التسمم بالرصاص‪ .‬يحدث هذا االضطراب في معظم األحيان لدى‬
‫ّ‬ ‫إلى عواقب وخيمة‪ ،‬مثل‬

‫األطفال والنساء الحوامل‪ ،‬فهي عادة مؤقتة‪ ،‬كما يحدث أيضاً لدى األشخاص الذين يعانون‬

‫من إعاقات ذهنية‪ ،‬غالباً ما تكون أكثر شدة وطويلة األمد لدى األشخاص الذين يعانون من‬

‫إعاقات نمو شديدة‪.‬‬

‫)جويرية بريطل‪ ،‬اضطراب بيكا والصحة النفسية‪https://www.dz- ،2018 ،‬‬

‫) ‪)res.com/‬‬

‫ولتشخيص إصابة الطفل به‪ ،‬يجب أال يكون ما يتناوله جزءا من عملية نموه الطبيعية‪،‬‬

‫أي أنه يجب الوضع بعين االعتبار عند التشخيص أن األطفال في سن معينة يمضغون‬

‫ألعابهم وغيرها من األشياء‪ ،‬وهذا يعد جزءا من سلوك النمو لديهم وليس إشارة أو دليال على‬

‫إصابتهم باضطراب شهوة الغرائب‪.‬‬

‫(فارس بن الشيخ حسين‪ ،‬اضطرابات التغذية والسلوك الغذائي‪)2012،‬‬

‫ظهور هذا السلوك عند األطفال بين (‪ )24 – 18‬شهر أقل قد ال يكون مرض ‪PICA‬‬

‫صاحب هذا المرض يبحث عن أي شيء ليضعه في فمه والتمييز بين المرضي والعادي هو‬

‫استمرار الطفل في التناول‪.‬‬

‫السلوك يكون غير متالئم مع سنه بمعنى أن الطفل لديه ‪ 5‬سنوات (أي سن معرفة‬

‫األشياء) ال يجدب أن يكون ألقل من ‪ 18‬شه ار (عادي)‪ ،‬هذا السلوك ال يجب أن يكون‬

‫‪29‬‬
‫ضمن إطار ثقافي أو ديني ألن هناك بعض المجتمعات تأكل مواد غير غذائية كذلك من‬

‫يتناول المواد الغير غذائية الذهانيين خاصة الفصاميين والمتخلفين عقليا وأشخاص أسوياء‪،‬‬

‫النساء الحوامل وهذا راجع للتغيرات الهرمونية‪ ،‬تناول خالل األشهر األولى نقص بعض‬

‫المواد المعدنية في الجسم كالحديد والزنك‪.‬‬

‫) فارس بن الشيخ حسين‪ ،‬اضطرابات التغذية و السلوك الغذائي‪(2012،‬‬

‫أسباب االضطراب‪:‬‬

‫‪ -‬أكد المحللون أن األطفال المصابين بمرض ‪ pica‬يعانون من الحرمان األمومي ليس‬

‫بالضرورة حقيقي قد يكون خيالي‪ ،‬األم موجودة لكن األم ال تقوم بدورها كما يلي ‪ ،‬كاألطفال‬

‫المسعفين‪.‬‬

‫‪-‬الطفل يلجأ إلى هذا السلوك كعملية دفاع ضد فقدان موضوع الحب‪.‬‬

‫‪-‬الخوف من فقدان الموضوع يلجأ هذا الطفل إلى هذا السلوك‪.‬‬

‫‪ -‬هناك تشويه لإلشباع الغريزي‪ ،‬الطفل يدافع ضد اإلحساس بعدم اآلمن قد يتطور المرض‬

‫إلى ذهان‪ ،‬فهذا المرض عالمة ذهانية‪ ،‬او اضطراب الوسواس القهري‪.‬‬

‫‪ -‬أمهات األطفال المرضى قد تكون لديهن بعض السمات الذهانية لكن هناك حاالت أخرى‬

‫كاألم (دفاع ضد القلق) هي التي تتناول المواد لكن ال يظهر عند الطفل في حاالت خاصة‬

‫كوجود الحرمان األمومي‪ ،‬لما يظهر عند الطفل حوالي ‪ 6‬سنوات وأكثر فالسلوك ال يتماشى‬

‫‪30‬‬
‫مع سنه‪ ،‬في هذه الحالة نالحظ على هذا الطفل تشويها للواقع يدل على إصابة مخية خطيرة‬

‫للطفل‪.‬‬

‫) فارس بن الشيخ حسين‪ ،‬اضطرابات التغذية و السلوك الغذائي‪(2012،‬‬

‫التقييم النفسي الضطراب “بيكا‪”:‬‬

‫تشخيص اضطراب شهوة الغرائب عندما يقوم الشخص بتناول مواد غير قابلة‬
‫ُ‬ ‫يجري‬

‫تشخيص هذا االضطراب في‬ ‫مستمر‪ ،‬وعلى مدى شهر أو أكثر‪ .‬وال َي ِّ‬
‫جري‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫لألكل‬
‫ُ‬ ‫ّ‬

‫األطفال دون سن الثانية‪ ،‬ألن تناول هذه المواد َ‬


‫يع ّد جزًءا من النمو الطبيعي للطفل في هذا‬

‫تناول الشخص لهذه المواد‬


‫ُ‬ ‫العمر‪ ،‬كما َّأنه ال يصح ً‬
‫أيضا تشخيص هذا االضطراب إذا كان‬

‫جزًءا من ثقافته‪.‬‬

‫ي تم التقييم النفسي للمصابين باضطراب “بيكا” من أجل تحديد ما إذا كان يعاني‬

‫اضطراب الوسواس القهري أو حالة صحية عقلية أخرى‪ ،‬يتم وصف األدوية‪ ،‬والعالج‪،‬‬

‫المناسب للحالة‪ ،‬وتُشير دراسة ُن ِّش َرت في مجلة تحليل السلوك التطبيقي ‪(Journal of‬‬
‫ُ‬

‫كمالت الفيتامينات البسيطة قد تكون عالجاً‬


‫أن ُم ّ‬
‫)‪Applied Behavior Analysis‬إلى ّ‬

‫فعاالً لدى بعض الحاالت‪ ،‬إذا كان الشخص ُمصاب بعجز ذهني أو اضطراب (اضطراب‬

‫الصحة النفسية)‪ ،‬فإن األدوية المعالجة للمشاكل السلوكية قد تساعد أيضاً في خفض أو‬

‫القضاء على رغبتهم في تناول المواد غير الصحية ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المصابين باضطراب “بيكا”‪ ،‬غالباً ما يختفي اضطراب “بيكا” لدى‬
‫َمآل األشخاص ُ‬

‫األطفال في غضون أشهر قليلة دون عالج‪ ،‬إذا كان نقص التغذية يسببه‪ ،‬وقد ال يختفي‬

‫اضطراب “بيكا” حيث يمكن أن يستمر لسنوات‪ ،‬خاصة لدى األشخاص الذين يعانون من‬

‫إعاقات ذهنية‪.‬‬

‫)جويرية بريطل‪ ،‬اضطراب بيكا والصحة النفسية‪( https://www.dz-res.com/2018،‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫التعديل السلوكي للشخص المصاب (قد يكون فعاالً في بعض األحيان في عالج‬

‫الحالة)‪.‬‬

‫السلُوكي بشكل عام‬


‫اعفات قد تساعد تقنيات التغيير ُّ‬
‫ض َ‬‫ُمعاَلجة النقص الغذائي وأية ُم َ‬

‫َّ‬
‫ومحددة‬ ‫مخصصة‬
‫َّ‬ ‫الشخص المصاب‪ ،‬ولكن ال يتوفر الكثير من المعلومات عن تقنيات‬
‫َ‬

‫لعالج هذا االضطراب‪.‬‬

‫اعفات الناتجة عنه‪ .‬وقد يتطلب االنسداد الحاصل في‬


‫ض َ‬‫الم َ‬
‫عالج النقص الغذائي و ُ‬
‫ُ‬ ‫يجري‬

‫احيا‪.‬‬
‫الجهاز الهضمي تدخالً جر ً‬

‫وخاصة في‬
‫َّ‬ ‫يستمر هذا االضطراب عدةَ أشهر‪ ،‬ثم يختفي من تلقاء نفسه‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ويمكن أن‬

‫األطفال‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫اﺫن يجب على الوالدين أن ينتبها جيدا على ما يقوم به الطفل من تناول لمواد والوقاية‬

‫من هذه األشياء‪.‬‬

‫العالج الطبي ويليه العالج النفسي والبحث عن سبب الحرمان األمومي ومحاولة عالج‬

‫هذه النقطة مع األم ثم هناك عالج عائلي بين الطفل والعائلة ككل‪.‬‬

‫تعليم الطفل السلوكات الصحيحة (المواد القابلة لألكل والمواد غير القابلة لألكل)‪ ،‬يجب‬

‫اإلشارة إلى بعض األطفال ويرجع من جهة أخرى إلى ما يتعلق بمعاملة الطفل لكن في‬

‫حاالت الذهانات‪ ،‬صعب العالج فيهم‪( .‬فارس بن الشيخ حسين‪ ،‬اضطرابات التغذية والسلوك‬

‫الغذائي‪)2012،‬‬

‫الدرس‪:06‬‬

‫‪-2‬اضطرابات العضالت السارة(القابضة) ‪ :‬التبول الالإرادي‪ ،‬التبرز الالإرادي‪.‬‬

‫‪ 1-2‬التبول الالإرادي‪:‬‬

‫أشار )‪ (2000 Train‬لظاهرة التبول الالإرادي بأنها تحدث عنـدما يتعرض الطفل‬

‫ألحداث قاهرة‪ ،‬أو صادمة‪ ،‬أو مشاهدته لتلـك األحـداث‪ ،‬أو تعرض الطفل لإلهانة والتوبيخ‪،‬‬

‫أو بعد قدوم مولـود جديـد فـي األسـرة أو وشعوره باإلهمال وكذلك هناك نسبة كبيرة من‬

‫األطفال الذين يعانون من هذه المشكلة نتيجة لعوامل وراثية‪ ،‬فقد يكون أحد الوالدين تعرض‬

‫‪33‬‬
‫لهـذه المشـكلة عندما كان طفال‪ ،‬لذلك من المؤلم جداً أن ينظر إلى تلك المشكلة بشكل مـزعج‬

‫ولكن يجب النظر لها كسبب ناتج عن اضطراب‪.‬‬

‫كما تشير الدراسات التي قـام بهـا( ‪ Kauffman)1981‬أن التبـول الالإرادي هو‬

‫عرض الضطراب في الشخصية فالطفل يالحـظ عليـه العديد من المشاكل النفسية مثل‬

‫االنطواء‪ ،‬الخوف والتأتأة‪ ،‬مص األصابع‪ ،‬كما أن هناك بعض الدراسات (‪(Jasmi-2001‬‬

‫‪Al Fatma‬تشـير إلـى أن مشكلة التبول الالإرادي تعزي إلى عوامل وراثية وعوامل جينية‪،‬‬

‫وقد أشارت النتائج إلى أن ‪% 94‬من األطفال لديهم تاريخ أسري وراثي لنفس المشكلة‪.‬‬

‫وقد استبعد الباحث جميع األسباب العضوية والوراثية وذلك من خالل الفحص‬

‫الطبي الشامل والتاريخ العائلي لمشكلة التبول الالإرادي حيـث أعتبـر الباحث األحداث‬

‫الضاغطة والصادمة وتصدع العالقات األسرية‪ ،‬وعـدم تلبيـة االحتياجات األساسية للطفل‬

‫سبب رئيسي في عملية التبول الالإرادي‪( .‬عالء إبراهيم جرادة‪ ،2012 ،‬ص‪)4‬‬

‫مفهوم التبول الالإرادي‪:‬‬

‫جاء في التصنيف الدولي العاشر لالضطرابات النفسية ‪(The ICD-10‬‬

‫) ‪Ca;ssification of Mental and Behavioral‬أن التبول الالإرادي لدى األطفال‪ ،‬هو‬

‫عدم قدرة الطفل على التحكم في تبوله في الليل أو النهار أو في الليل والنهار معاً‪ ،‬بـدون‬

‫وجود أسباب عضوية لطفل تجاوز عمره خمس سنوات‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وقد ورد تعريف التبول الالإرادي في التصنيف األمريكي التشخيصـي الرابع‬

‫لالضطرابات النفسية ‪ )Diagnostic Criteria from DSM – IV 1994 :108‬بأنه‬

‫تبول متكرر في السرير أو المالبس الإرادي أو متعمد مـرتين في األسبوع على األقل لمدة‬

‫ثالثة أشهر‪ ،‬وأن ال يقل عمر الطفل عـن خمـس سنوات وبدون وجود أسباب عضوية)‪.‬‬

‫(عالء إبراهيم جرادة‪ ،2012 ،‬ص‪(9‬‬

‫‪-‬التعريف النفسي‪:‬‬

‫يعرفه (عبد هللا‪ )2001 ،‬بأنه تكرار تصريف البول ال اراديا بعد سن الثالثة‪ ،‬وهو‬

‫غالباً ما يكون تبوال خالل الليل (تبول ليلي) وأحياناً أخرى يكون التبول الالإرادي خالل‬

‫النهار (تبول نهاري)‪.‬‬

‫ويعرفه )كايسلر ‪(1997، Kreisler‬بأنه تبول يحدث دون إرادة الطفل‪ ،‬كما يحدث على‬

‫نحو متكرر أو في فترات متقطعة‪ ،‬وذلك بعد السن التي يسوي فيها الطفل السوي وظيفة‬

‫التحكم في البول‪ ،‬ويحدث في العادة أثناء النوم‪( .‬أمل عمر عبد السالم‪2015،‬ص‪)11‬‬

‫األسباب‪:‬‬

‫العوامل النفسية‪:‬‬

‫تعد العوامل النفسية من العوامل المساهمة في حدوث التبول الالإرادي‪ ،‬وأهم هذه العوامل‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫• تأخر التطور‪:‬‬

‫أشارت العديد من الدراسات التطورية العيادية‪ ،‬كدراسة جارفلين وآخرون ‪al et‬‬

‫‪Jarvelin‬ودراسة مايكلسون ‪ Mikkcelson‬إلى أن عملية اكتساب التحكم بالمثانة سلوك‬

‫متعلم‪ ،‬واكتساب هذه المهارة يتم ضمن فترة محددة تدعى فترة التعلم الحرجة‪.‬‬

‫تعتبر الفترة من السنة الثانية حتى السنة الرابعة من العمر هي أكثر حساسية وربما‬

‫حرجة لتحقيق السيطرة البولية وخالل هذه الفترة وخاصة في السنة الثالثة هناك معدل عال‬

‫من حصول أمر طارئ على ا لسيطرة المثانية الليلية إذا ما قورنت بالفترة السابقة والالحقة‬

‫لها‪.‬‬

‫ان حدوث أزمة معينة أو اإلصابة بالقلق خالل هذه الفترة الحساسة يمكنه أن يمنع‬

‫اكتساب هذه المهارة فإذا ما كان هناك حقاً فترة للسيطرة الطارئة المتضمنة التدريب على‬

‫استعمال المرحاض للتحكم بالمثانة‪ ،‬خالل األعمار من الثانية إلى الرابعة فإن وجود حدث‬

‫موتر أو نقص في النضج خالل هذه الفترة سيمنع حدوث السيطرة المثانية (‪2000,‬‬

‫‪ (Hawle‬فاألطفال الذين شهدوا بين السنة الثالثة والرابعة من حياتهم أحداثا ضاغطة‪،‬‬

‫كاالنفصال األسري أو طالق الوالدين أو االنتقال المتكرر من المنزل عانوا مقارنة مع‬

‫األطفال بدون أحداث ضاغطة‪ ،‬خط ار مضاعفاً لظهور مشكلة التبول الالإرادي‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫•الخوف‪:‬‬

‫ويأتي الخوف في رأس قائمة األسباب النفسية‪ ،‬لما يسببه من قلق وتوتر يؤدي إلى‬

‫اضطراب وظيفة التبول لدى األطفال‪.‬‬

‫وتتجلى هذه المخاوف في صور متعددة‪ ،‬كالخوف من الظالم والحيوانات‪ ،‬أو مشاهدة‬

‫البرامج المرعبة في التلفزيون أو السينما‪ ،‬أو سماع القصص المزعجة أو الخوف من العقاب‪،‬‬

‫أو اإلحساس بعقدة الخصاء (عقدة اوديب)‪.‬‬

‫كذلك خوف الطفل من المجتمع المدرسي عند بداية التحاقه بالمدرسة أو نتيجة خوفه‬

‫من معلم بعينه ومن أن يعاقبه بشدة إدا قصر بدروسه‪ ،‬أو بسبب عدم قدرته على اللحاق‬

‫برفاقه في المدرسة أو نتيجة معايرة الزمالء له لسبب ما‪.‬‬

‫مما ال الشك فيه أن المخاوف تؤثر على سلوك الطفل وتؤدي إلى ضعف قدراته‪ ،‬وتؤخر‬

‫الكثير من مظاهر نموه‪ ،‬مما يؤدي في المحصلة إلى ضعف وظائف األعضاء ومنها‬

‫الجهاز البولي فتحدث حالة التبول الالإرادي‪.‬‬

‫•الغيرة‪:‬‬

‫تعتبر الغيرة لدى الطفل أحد العوامل الهامة في إحداث التبول الالإرادي‪ ،‬فقد تظهر هذه‬

‫المشكلة عند الطفل نتيجة والدة مولود جديد في األسرة مما يشعر الطفل بالغيرة نتيجة تركيز‬

‫‪37‬‬
‫األم عنايتها على الطفل الجديد واهمال الطفل السابق‪ ،‬فيتكون القلق عند هذا الطفل ويمكن‬

‫أن يبلل ثيابه أو فراشه‪.‬‬

‫يرى فرويد في تفسيره للتبول الالإرادي بأنه عرض نكوصي يدل على ما يعانيه الطفل‬

‫من صراع نفسي لم يحل نتيجة ما يدركه من تحول الوالدين عنه إلى العناية بأخيه األصغر‪،‬‬

‫نتيجة اعتقاده بأنه مهدد بفقدان حبهما له‪ ،‬مما يؤدي إلى ظهور المشكلة لديه لجذب‬

‫انتباههما إليه‪ ،‬فإذا ما تحقق ذلك استمر في تبليل الفراش ليحصل على مزيد من اهتمام‬

‫ورعاية الوالدين‪.‬‬

‫•التفكك األسري ‪:‬‬

‫يرى نسبة كبيرة من علماء النفس أن أكثر أسباب حدوث التبول الالإرادي عند األطفال‬

‫ترجع إلى الخالفات الزوجية بين الوالدين وكذلك التفكك األسري‪ ،‬فمشاهدة الطفل للخالفات‬

‫التي تقع بين والديه لها آثار نفسية سلبية‪ ،‬تؤثر على جهازه العصبي وعلى طبيعته‬

‫االنفعالية‪ ،‬مما يكون خط ار لظهور مشكلة التبول الالإرادي‪.‬‬

‫•الحرمان العاطفي ‪:‬‬

‫يعتبر الحرمان العاطفي للطفل من العوامل الهامة في حدوث التبول الالإ اردي‪ ،‬ويقصد‬

‫بالحرمان العاطفي النقص في الحب والعطف والحنان والرعاية من طرف األم وذلك بسبب‬

‫‪38‬‬
‫غيابها أو موتها أو مرضها أو بسبب طالقها أو بسبب عالقة النبذ والرفض من جانب األم‬

‫للطفل مع عدم وجود بديل عن األم‪.‬‬

‫وقد أكدت العديد من الدراسات على التأثيرات السلبية للحر مان العاطفي‪ ،‬والتي تظهر‬

‫على صحة الطفل الجسمية والنفسية‪ ،‬وعلى نضجه العضوي‪ ،‬ونموه اللغوي والحركي‬

‫والعقلي‪ ،‬ولقد أشار العالم «راكامييه" إلى أن الحرمان العاطفي يؤدي إلى نكوص عام في‬

‫سلوك الطفل‪.‬‬

‫وقد بينت دراسة روتر‪ ، Rutter 2007‬على عينة من األطفال تتراوح أعمارهم بين‪-5‬‬

‫‪ 7‬سنوات بأن التبول الالإرادي أكثر تك ار ار عند األطفال الذين يشهدون ضغطاً نفسياً‬

‫والمحرومين عاطفياً مثل أطفال مؤسسات رعاية األيتام والمالجئ ودور الرعاية االجتماعية‪.‬‬

‫•مشاعر الذنب ‪:‬‬

‫إن مشاعر الذنب المرتبطة بالتبول تدخل الطفل في حلقة مفرغة من القلق وتؤدي إلى‬

‫تثبيت التبول الالإرادي‪ ،‬فقد تبين أن المعايرة واستعمال ألفاظ التحقير يسبب البوال كثي ارً ما‬

‫تبعث في الطفل حالة من القلق الذي يأخذ صورة الحساسية الزائدة لدرجة أن بعض األطفال‬

‫المتبولين ال اراديا يخافون من الذهاب إلى المدرسة خشية أن يشم التالميذ رائحة المالبس‪،‬‬

‫فيسخرون منهم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وكان هذا الخوف هو نقطة بداية للقلق الذي ينعكس في صورة الخوف من المدرسة‬

‫كمخرج لتوتر الشعور بالذنب بسبب التبول الالإرادي‪.‬‬

‫•أساليب التنشئة االسرية‪:‬‬

‫بينت عدة دراسات مدى تأثير إهمال األم قي عملية تدريب الطفل على اإلخراج‬

‫الصحيح سواء بالتدريب المبكر أو المتأخر‪ ،‬وأثر ذلك على حدوث اضطراب التبول‬

‫الالإرادي ‪.‬‬

‫فقد أظهرت دراسة آنديوش ) ‪ Dyosh Ann‬سنة ‪ ،1968‬أن استخدام األم أسلوب‬

‫القسوة والضرب والحرمان في تدريب األطفال على عملية اإلخراج‪ ،‬يؤدي إلى التبول‬

‫الالإرادي‪ ،‬وكذلك قيام األمهات بتدريب أطفالهن بشكل مبكر على النظافة‪ ،‬و جبار الطفل‬

‫على التحكم في تبوله أيضاً ا قبل نضج األجهزة العضوية‪.‬‬

‫عدم فهم األم لمراحل نمو الطفل واحتياجات كل مرحلة أو التسامح تجاه تدريب الطفل‬

‫على النظافة وترك الطفل على سجيته في قضاء أو إعطاء قيمة كبيرة لعملية التبول وجعلها‬

‫أم ار غير طبيعي مع االفراط بالثناء والتشجيع من أجل الطفل الذي يتحكم بعملية تبوله‪ ،‬كلها‬

‫عوامل تؤدي إلى التبول الالإرادي‪( .‬أمل عمر عبد السالم‪ ،2015،‬ص‪(20‬‬

‫‪-‬أشكال التبول الالإرادي‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫من اشكال التبول الالإرادي اثناء النوم عند الطفل‪:‬‬

‫التبول الالإرادي االولي‪ :‬في هده الحالة يتحكم الطفل بشكل جيد بعملية التبول‬ ‫أ‪-‬‬

‫والمثانة خالل النهار‪ ،‬بينما يفقد دلك خالل اليل وبصورة مستمرة‪ ،‬بحيث ال تمضي ليلة دون‬

‫ان يبلل فراشه وعلى األقل حتى ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫ب‪ -‬التبول الالإرادي الثانوي‪ :‬يكون الطفل في هده الحالة قد تمكن من السيطرة على‬

‫المثانة وعملية التبول‪ ،‬بشكل جيد (يتحكم بشكل جيد بعملية التبول خالل الليل ويحافظ على‬

‫جفاف فراشه) مدة ستة أشهر او أكثر ثم فقد التحكم بدلك وعاد للتبول الالإرادي خالل الليل‪.‬‬

‫) يمان التل‪ ،‬عالج وأسباب التبول الالإرادي(‬

‫أنواع التبول الالإرادي يوجد ثالثة أنواع للتبول الالإرادي‪ :‬التبول النهاري‪ ،‬وهو عدم قدرة‬

‫طفلك على التحكم بالبول في أثناء ساعات النهار عند تجاوزه عمر الرابعة‪ ،‬التبول الليلي‪،‬‬

‫ليال عند تجاوزه عمر الرابعة‪ ،‬التبول‬


‫وهو عدم قدرة طفلك على التحكم بالبول في أثناء النوم ً‬

‫النهاري الليلي‪ ،‬وهو عدم قدرة طفلك على التحكم بالبول في أثناء النوم ً‬
‫ليال‪ ،‬وخالل النهار‬

‫أيضا ‪.‬‬
‫ً‬

‫تصنيفات أنواع التبول الالإرادي يجري تصنيف كل نوع من األنواع الثالثة إلى تبول‬

‫أولي‪ ،‬وتبول ثانوي‪ ،‬يكون التبول ً‬


‫أوليا في حال عدم قدرة طفلك على ضبط عملية التبول منذ‬

‫والدته‪ ،‬وحتى سن متأخرة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ثانويا في حال عودة طفلك إلى التبول ثانية‪ ،‬بعد أن يكون قد تحكم في‬
‫يكون التبول ً‬

‫شيوعا بكثير من التبول الليلي‪ ،‬ولكن نحو‬


‫ً‬ ‫ذلك فترة ال تقل عن سنة‪ ،‬يعد التبول النهاري أقل‬

‫ليال‪ ،‬يتبولون ال إر ً‬
‫اديا في أثناء‬ ‫طفل واحد من كل أربعة أطفال من الذين يتبولون في الفراش ً‬

‫أيضا‪.‬‬
‫النهار ً‬

‫غالبا إلى عوامل نفسية واجتماعية وتربوية‬


‫تعود أسباب التبول الالإرادي الليلي ً‬

‫وفيسيولوجية‪ ،‬وترجع أسباب التبول الالإرادي النهاري إلى عوامل نفسية‪ ،‬بجانب العوامل‬

‫الفسيولوجية‪.‬‬

‫‪/)https://www.supermama.me/posts‬التبول‪-‬النهاري‪-‬عند‪-‬األطفال‪-‬أسبابه‪-‬‬

‫وعالجه)‬

‫‪ 2-2‬التبرز الالإرادي‪:‬‬

‫التبرز الالإرادي عند الطفل‬

‫جداً خاصة في هذا العمر‪،‬‬


‫يعتبر التبرز الالإرادي من اضطرابات المسلك المزعجة ّ‬

‫وهنالك أسباب عضوية بالتأكيد‪ ،‬ولكن األسباب الغالبة هي األسباب النفسية‪ ،‬وعادة ما‬

‫يحدث التبرز الالإرادي عند االطفال بعد سن الرابعة‪ ،‬عندما يكون الطفل قد تعلم بالفعل‬

‫كيفية استعمال المرحاض‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫مفهوم‪:‬‬

‫التبرز الالإرادي هو تسرب البراز السائل من طفل مصاب باإلمساك‪ ،‬وهذه المشكلة‬

‫شائعة‪.‬‬

‫ينتج التبرز الالإرادي عند امتناع الطفل عن التبرز حتى يكون من الصعب خروجه‪ ،‬فيصبح‬

‫البراز أكبر وأكثر جفاف عند حبس البراز كبير الحجم في المستقيم‪ ،‬تصبح عضالت‬

‫المستقيم متعبة ومسترخية‪ ،‬وعندما تسترخي هده العضالت‪ ،‬يمكن للبراز السائل التسرب من‬

‫حول كتلة البراز الكبرة إلى المالبس الداخلية‪.‬‬

‫لن يشعر الطفل بتسرب هدا البراز السائل وال يمكن التحكم في خروجه‪ ،‬كما يمكن‬

‫أن يحدث ذلك عدة مرات في اليوم الواحد ويتسبب في اتساخ المالبس الداخلية‪ ،‬وأحيان‬

‫يعتقد الناس خطأ أنه إسهال‪ ،‬ولكن ليس كذلك ألن معظم البراز الموجود في األمعاء صلب‪.‬‬

‫يعاني الكثير من األطفال المصابون بالتبرز الالإرادي من فقدان الشهية‪ ،‬كما ينخفض‬

‫اهتمامهم بالنشاط البدني‪ ،‬وبعد القيام بالتبرز‪ ،‬يشعر الطفل بأنه بحال أفضل وتتحسن‬

‫األعراض‪( .‬الدليل التوجيهي اإلمساك عند األطفال‪)Johanna Stump ،‬‬

‫األسباب‪:‬‬

‫أما األسباب النفسية فهي كثيرة‪ ،‬ومنها عدم االرتياح النفسي‪ ،‬الصعوبات األسرية‪ ،‬أن‬

‫يكون الطفل لم يجد حظه الكامل من التربية المتوازنة‪ ،‬وفي بعض األطفال يكون هذا‬

‫‪43‬‬
‫التصرف نوعا من االحتجاج بصورة ال إرادية‪ ،‬أي أن يحتج الطفل على وضعه ويود أن‬

‫يثبت ذاته‪ ،‬وقد رأى بعض العلماء أنه أيضاً أي هذا التصرف‪ ،‬ربما يعادل نوعا من االكتئاب‬

‫النفسي لدى األطفال‪ ،‬حيث أننا نعلم أن االكتئاب النفسي يمكن يصيب األطفال كما يصيب‬

‫الكبار‪.‬‬

‫لكن في األطفال ال يعبر عن االكتئاب كما يحدث عند الكبار‪ ،‬ويكون التعبير أو‬

‫الصورة التي يظهر بها االكتئاب عند الصغار هي اضطرابات المسلك‪ ،‬ومنها السرقة والتبرز‬

‫الالإرادي‪( .‬محمد عبد الحليم‪)2006،‬‬

‫قد يشعر الطفل المصاب بالتبرز الالإرادي بالعديد من المشاعر‪ ،‬والتي تتضمن‬

‫الشعور باإلحراج‪ ،‬والغضب الشديد‪ ،‬الشعور بالخجل‪ .‬وقد يشعر طفلك بـ االكتئاب‪ ،‬في حالة‬

‫كان يتعرض للتنمر من قبل الزمالء‪ ،‬أو في حالة كان البالغون يقومون بمعاقبته نتيجة ما‬

‫يفعله‪.‬‬

‫المشكالت العاطفية ربما يتسبب التوتر العاطفي في تحفيز التبرز الالإرادي عند‬

‫االطفال‪ ،‬وربما يشعر الطفل بالتوتر نتيجة‪ :‬صعوبة التمرن على استخدام المرحاض‪ .‬تغيرات‬

‫في حياة الطفل‪ ،‬مثل التغير في النظام الغذائي‪ ،‬أو التدريب على استخدام المرحاض‪ ،‬أو‬

‫الذهاب للمدرسة ألول مرة‪ ،‬أو تغيير الجدول المعتاد‪ .‬الضغوط العاطفية‪ ،‬مثل طالق‬

‫الوالدين‪ ،‬أو والدة أخ أو أخت‪.‬‬

‫)‪https://dailymedicalinfo.com‬يس ار الشرقاوي‪(2013،‬‬
‫‪44‬‬
‫تشخيص التبرز الالإرادي عند األطفال‪:‬‬

‫من أجل تشخيص التبرز الالإرادي عند االطفال‪ ،‬ربما يقوم طبيب األطفال بالتالي ‪:‬‬

‫• القيام بالفحص الجسدي‪ ،‬وكذلك مناقشة األعراض‪ ،‬وحالة التبرز لدى الطفل‪ ،‬وعادات‬

‫تناول الطعام‪ ،‬وذلك حتى يقوم باستبعاد األسباب الجسدية‪ ،‬والتي قد تكون سبباً في حدوث‬

‫اإلمساك ‪.‬‬

‫• القيام بفحص للمستقيم‪ .‬القيام بفحص للبطن باستخدام األشعة السينية ‪.‬‬

‫• القيام بفحص لدى الطبيب النفسي‪ ،‬لمعرفة إذا ما كانت المشاكل العاطفية تؤثر على‬

‫حالة طفلك أو ال‪.‬‬

‫‪https://dailymedicalinfo.com)/‬يس ار الشرقاوي‪(2013،‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫مبكر كان أفضل‪ ،‬تتضمن الخطوة األولى تنظيف‬


‫كلما بدأ عالج التبرز الالإرادي ًا‬

‫القولون من البراز المنحبس والمحشور‪ ،‬بعد ذلك يركز العالج على تحفيز حركة األمعاء‬

‫(التبرز) الصحية‪ ،‬في بعض الحاالت قد يكون العالج النفسي إضافة مفيدة للعالج‪.‬‬

‫تعديل السلوك‬

‫يمكن للطبيب أو أخصائي الصحة النفسية مناقشة أساليب تعليم طفلك االنتظام في‬

‫أحيانا بتعديل السلوك أو إعادة تأهيل األمعاء‪.‬‬


‫ً‬ ‫التبرز‪ ،‬ويسمى هذا‬
‫‪45‬‬
‫وقد يوصي الطبيب بالعالج النفسي مع أخصائي الصحة النفسية إذا كان سلس البراز‬

‫أيضا العالج النفسي إذا كان طفلك يشعر بالخجل‪ ،‬أو‬


‫يرتبط بالمشكالت النفسية‪ .‬وقد يساعد ً‬

‫الذنب‪ ،‬أو االكتئاب‪ ،‬أو قلة احترام الذات المرتبط بسلس البراز‪.‬‬

‫داغة ‪ -‬التشخيص والعالج ‪ - Mayo Clinic‬مايو كلينك)‪(www.mayoclinic.org‬‬


‫الب َ‬
‫) َ‬

‫‪46‬‬
‫الدرس‪:07‬‬

‫‪-3‬االضطرابات الجنسية‪:‬‬

‫هل يحمل األطفال مشاعر ورغبات جنسية‪:‬‬

‫حسب د‪ .‬سماح جبر‪ ،‬طبيبة نفسية ومعالجة نفسية تحليلية ورئيسة وحدة الصحة‬

‫النفسية في و ازرة الصحة الفلسطينية‪ ،‬فأوضحت أن "األطفال يحملون فضوال جنسيا يعبرون‬

‫عنه باللعب الجنسي أو االكتشاف الجنسي‪ ،‬فهذا اللعب هو الذي يصف فضولهم في مرحلة‬

‫ما قبل البلوغ (ما قبل المدرسة والمرحلة االبتدائية)‪.‬‬

‫وإذا أردنا أن نتناول مراحل النمو الجنسي عند األطفال‪ ،‬فاألطفال في سن ‪5-4‬‬

‫سنوات يعبرون عن الرغبة الجنسية برغبة مقابلة تجاه أحد الوالدين‪ ،‬كأن يعبر الطفل عن‬

‫رغبته في الزواج من أمه عندما يكبر‪ ،‬لكن سرعان ما يتعلم الطفل الخصوصية والمقبول أو‬

‫المرفوض اجتماعيا ويعزف عن التعبير بهذه الطريقة‪.‬‬

‫وال يقتصر األمر على الفضول الجنسي لدى الطفل‪ ،‬بل يتطور إلى رغبة في‬

‫االستكشاف‪ ،‬حيث يتكون لدى الطفل أيضا رغبة باالستكشاف‪ ،‬فيسأل كثي ار عن المولود من‬

‫أين جاء‪ ،‬ثم ينتقل لمرحلة األلعاب التي يحدث فيها استكشاف للجسد مثل‪ :‬لعبة الطبيب‬

‫والمريض‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫فيمارس دور الطبيب ليكشف على ولد صغير في مثل عمره بدافع الفضول‪ ،‬وممكن‬

‫أن يبدأ بلمس أعضائه التناسلية ويشعر بالمتعة‪ ،‬ويكرر األطفال الذين يشعرون بالملل هذا‬

‫الفعل للحصول على اللذة‪ ،‬وقد يبدؤون بممارسة العادة السرية في هذه السن المبكرة‪.‬‬

‫(التحرش بين األطفال‪)www.alijazeera.net ،‬‬

‫النمو الجنسي بحسب عمر الطفل‪:‬‬

‫األطفال في سن مبكرة جدا (أقل من ‪ 4‬سنوات) ال يعرفون ماهية الخجل‪ ،‬وهم‬

‫مدفوعون بالرغبة في االستكشاف‪ ،‬وتشمل السلوكيات الجنسية التي يمارسها هؤالء األطفال‪:‬‬

‫لمس أعضائهم الحساسة في األماكن العامة أو الخاصة‪ ،‬أو إظهارها لآلخرين‪ ،‬أو محاولة‬

‫لمس صدر األم‪ ،‬أو التعري‪ ،‬أو محاولة رؤية أشخاص عراة أو بدون مالبس في دورات‬

‫المياه مثال‪.‬‬

‫وفي مرحلة ‪ 4‬إلى ‪ 6‬سنوات‪ ،‬يتعمد األطفال لمس األماكن الحساسة في أجسامهم‬

‫وغالبا ما يمارسون ذلك في وجود أشخاص آخرين‪ ،‬ويبدؤون في محاكاة سلوكيات جنسية‬

‫يمارسها الكبار كالتقبيل‪ ،‬واستخدام كلمات "بذيئة" دون فهم معناها‪ ،‬في سعيهم للحديث حول‬

‫األعضاء التناسلية‪ ،‬كما تعكس ألعاب االستكشاف إحدى تلك الوسائل الطفولية للتعبير عن‬

‫الميول الجنسية لديهم‪ .‬ويمارسون ألعاب االستكشاف أيضا‪.‬‬

‫أما المرحلة العمرية ‪ 12-7‬سنة‪ ،‬فهي الفترة التي يصبح األطفال فيها أكثر وعيا‬

‫بالقوانين االجتماعية للسلوك والحديث الجنسي‪ ،‬فيكون لمسهم ألعضائهم التناسلية متعمدا‬
‫‪48‬‬
‫لكنهم يمارسونه في مكان خاص‪ ،‬ويشاركون في ألعاب تحتوي سلوكيات جنسية كتكوين‬

‫عائلة‪ ،‬ويحاولون مشاهدة صور ألشخاص عراة بشكل جزئي أو كلي‪ ،‬واالستماع للمحتوى‬

‫الجنسي المقدم في وسائل اإلعالم‪ ،‬ويستمتعون بقول كلمات بذيئة ليحصلوا على تفاعل ممن‬

‫حولهم‪.‬‬

‫لكنهم في الوقت نفسه يظهرون رغبة في الحصول على مزيد من الخصوصية ويتشكل‬

‫لديهم شعور الحياء فيرفضون أن يراهم أحد بدون مالبس‪ ،‬أو أن يتحدثوا مع الكبار عن‬

‫مسائل جنسية‪ ،‬في هذه المرحلة تحديدا‪ ،‬تبدأ الدوافع الجنسية بالتشكل‪.‬‬

‫ويبدأ الطفل بتجربة أولى عالمات البلوغ في المرحلة المتوسطة أو عند سن العاشرة‪،‬‬

‫يختبر في مرحلة التعليم المتوسط والثانوي زيادة في وعيه بالمشاعر الجنسية التي تصاحب‬

‫البلوغ‪ ،‬وربما يبدأ في ممارسة العادة السرية للحصول على مشاعر جنسية‪.‬‬

‫وقد ينخرط في أنشطة جنسية تجريبية مع أطفال آخرين قد يكونون من نفس جنسه‪،‬‬

‫وتشمل هذه األنشطة مسك األيدي أو التقبيل أو غيرها‪ ،‬وقد تتطور لطرح أسئلة حول دور‬

‫األب في عملية الحمل‪ ،‬وكيفية حدوث الوالدة‪ ،‬وطبيعة العالقات الجنسية بشكل كامل‪ ،‬كما‬

‫يتطور لديه اهتمام بالعالقات العاطفية‪ ،‬ويشيع بينه وبين أقرانه اإلعجاب بأحد األقران أو‬

‫بشخص بالغ‪( .‬التحرش بين األطفال‪)www.alijazeera.net ،‬‬

‫‪49‬‬
‫السلوكيات الجنسية غير السوية عند األطفال‪:‬‬

‫عاديا‪ ،‬مثل‪ :‬سن الطفل‪ ،‬درجة‬


‫مشكال أم ً‬
‫ً‬ ‫هناك عدة عوامل تحدد إن كان السلوك‬

‫تطوره‪ ،‬األسرة‪ ،‬سلوك الوالدين وردود أفعالهما تجاه سلوكيات الطفل‪ ،‬والجدول الموالي‬

‫والمترجم عن األكاديمية األمريكية لطب األطفال‪ ،‬يوضح أمثلة للسلوكيات الجنسية عند‬

‫مبينا ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي‪.‬‬


‫األطفال من سن سنتين إلى ست سنوات‪ً ،‬‬

‫‪50‬‬
‫•السلوكيات المرتبطة بالسن ‪:‬‬

‫فالسلوكيات الطبيعية موجودة أكثر بين األطفال الذين تقل أعمارهم عن ‪ 6‬سنوات‪،‬‬

‫وبينما يكبر األطفال تقل بشكل عام سلوكيات االستمناء وإظهار العورات أمام اآلخرين‬

‫‪51‬‬
‫وعيا بما هو مناسب‬
‫والتلصص عليهم‪ ،‬حيث يصبح األطفال بين السادسة والعاشرة أكثر ً‬

‫اجتماعيا‪.‬‬
‫ً‬

‫عاديا من طفل في الرابعة يصبح مقلًقا إن صدر من طفل‬


‫سلوكا ً‬
‫ً‬ ‫لذلك فإن ما يعد‬

‫أيضا صحيح‬
‫في الثانية عشرة‪ ،‬مثل محاولة لمس الثدي عند البالغين من اإلناث‪ ،‬والعكس ً‬

‫فمن المقلق أن يكون لدى الطفل في الرابعة دراية بمعلومات وكلمات جنسية ال تناسب سنه ‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬تشيع السلوكيات الطبيعية بين األطفال من نفس السن ومستوى التطور‪ ،‬على‬

‫الجانب اآلخر فإن السلوكيات الجنسية بين األطفال من مختلف األعمار ومستويات النمو‬

‫تتطلب انتباها وتدخال أكبر لتقييمها‪.‬‬

‫• سلوكيات قليلة الحدوث ولكنها غير شائعة لمن هم دون السادسة أو السابعة ‪ :‬مثل محاولة‬

‫تقليد الجماع‪ ،‬أو إدخال شيء في المهبل أو الشرج‪.‬‬

‫•سلوكيات مناسبة للفئة العمرية للطفل ولكنها كثيرة الحدوث ‪ :‬بحيث تعوق الطفل عن‬

‫االنهماك في أنشطة أخرى‪ ،‬أو بحيث يغضب الطفل أو يتوتر عندما ال يكون ًا‬
‫قادر على‬

‫ممارستها أو عند محاولة تشتيته‪ ،‬أو عندما تصبح تلك السلوكيات مزعجة لآلخرين‪.‬‬

‫• سلوكيات فيها تهديد أو إكراه أو عدوانية ‪ :‬أو تستثير ردود أفعال عاطفية قوية عند الطفل‬

‫عجا‪ .‬كما أن األلعاب‬


‫كالغضب أو القلق‪ ،‬أما السلوكيات الطبيعية فال يبدو أحد األطفال منز ً‬

‫‪52‬‬
‫الجنسية الطبيعية تكون تلقائية وغير مخططة‪ ،‬وبين األطفال الذين يعرف بعضهم البعض‬

‫جيدا‪( .‬هدى الرافعي‪)2017 ،‬‬


‫ً‬

‫التفسيرات الجنسية لسلوك الطفل‪:‬‬

‫ان الطاقة الجنسية لدى الطفل موزعة على جسمه وأعضائه كلها‪ ،‬ويجد لذته الجنسية في‬

‫أعضائه الجنسية مثلما يجدها في غيرها‪ ،‬ثم تتمايز بعد ذلك لتتركز في المناطق الجنسية في‬

‫المرحلة التناسلية أو مرحلة البلوغ‪ ،‬ولكن يظل في حالة من عدم الفصل بينها وبين المناطق‬

‫األخرى حتى تتحدد بشكل قاطع هويته الجنسية‪ ،‬ومن هنا أهمية تمييزه وتحديده الجنسي في‬

‫هذه المرحلة ‪.‬‬

‫فالطفل عندما يصل إلى البلوغ والمراهقة يكبت الميول والتوجهات المثلية األخرى‪ ،‬ويسمو‬

‫بها إلى تكوين الصداقات من نفس الجنس‪ ،‬وإذا لم تتم بالشكل والطريقة المناسبة قد تظهر‬

‫بشكل شاذ في الجنسية المثلية أوفي الخوف من إقامة عالقة بأشخاص من نفس جنسه ‪.‬‬

‫وإذا استمر في السلوك الجنسي المثلي ولم يجد مقاومة أو اعتراضا وأحيانا بعضا من‬

‫التسامح والتشجيع فعندئذ قد يظهر االنحراف أو اللواط (الجنسية المثلية) على الطفل المراهق‬

‫ويكون صريحا وواضحا في سلوكه الجنسي‪.‬‬

‫ومن السلوك الجنسي لدى األطفال ظهور ما يطلق عليه العادة السرية لدى األطفال‪،‬‬

‫حيث يتوقف نضجهم الجنسي على مدى انتشارها وتطورها لديهم‪ ،‬فيمارس الطفل تجاو از ما‬

‫‪53‬‬
‫يمكن أن نطلق عليه العادة السرية‪ ،‬فيشعر باللذة من خالل االحتكاك واللعب باألعضاء‬

‫الجنسية‪ ،‬وإذا لم يسر األمر بشكل طبيعي أو تعرض لبعض الممارسات والعالقات‬

‫والتحرشات الجنسية فقد يخرج سلوكه عن المسار الطبيعي ويكون االنحراف‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن بعض التجاوزات الجنسية مثل حب االطالع الجنسي لدى األطفال‬

‫والتعرف على أعضائهم الجنسية تبدأ باللعب بها والنظر إليها ومعرفة الفروقات بينه وبين‬

‫اآلخرين من الصغار والكبار إذا سنحت الفرصة له‪ ،‬ويكون ذلك لدى الجنسين إال أن‬

‫المجتمع يبدو أكثر تسامحا مع األوالد منه مع البنات في التعامل مع مثل هذه السلوكيات‪.‬‬

‫ويتأثر الطفل في نموه الجنسي سلبا وإيجابا من الناحية السلوكية من خالل عالقته‬

‫بالوالدين‪ ،‬وقد اصطلح على إطالق اسم (الموقف األوديبي) على هذه العالقة‪ ،‬حيث تتولد‬

‫الصراعات مع الوالدين حول استئثار كل منهما بعالقته العاطفية‪ ،‬ويميل الذكور نحو األم في‬

‫االستحواذ والعالقة‪ ،‬والبنات نحو األب‪ .‬ويكون بالتالي الطرف اآلخر من الوالدين هو‬

‫المنافس في ذلك‪.‬‬

‫وإذا عولجت هذه المسألة بالصورة الطبيعية والحب المتبادل والسلوك التربوي والتوجيه‬

‫السليم سار سلوك الطفل نحو العادية والنضج الطبيعي من الناحية النفسية والجنسية‪،‬‬

‫والعكس في ذلك حيث قد تستمر معه المشكلة إلى ما بعد النضوج‪ ،‬وتترسخ لديه الكثير من‬

‫المفاهيم والسلوكيات الجنسية الخاطئة التي تؤثر في سلوكه وعالقته الجنسية إلى الزواج‪،‬‬

‫‪54‬‬
‫ومنها حب الزواج بمن تشبه األم‪ ،‬وما يترتب على ذلك من مشكالت سلوكية وجنسية بين‬

‫الزوجين آنية ومستقبلية‪.‬‬

‫وقد يضطرب تعيين الهوية الجنسية لدى الطفل بخصوص دوره الجنسي حيث يرتبط‬

‫الطفل الذكر بأمه ويتصرف مثلها ويميل إلى المالبس النسائية‪ ،‬قد يكون ذلك مقبوال في‬

‫البداية لكن استم ارره لمراحل متأخرة هو المشكلة ‪.‬‬

‫وهناك نمط من االنحرافات الجنسية يطلق عليها الفتشية‪ ،‬وهي أن يغرم الطفل بمالبس‬

‫النساء فيقتنيها ويرتديها‪ ،‬وتنمو لديه هذه المسألة حتى يكبر‪ ،‬وإذا ما استمر هذا األمر بال‬

‫معالجة أوحل فقد يؤدي إلى اللواط أو التخنث‪.‬‬

‫وبالنسبة للبنات فقد تخاف االبنة من األم‪ ،‬وتكون لديها ميول عدوانية نحوها أو نحو‬

‫زوجة األب وقد يستميلها األب عاطفيا‪ ،‬وتنشأ لديها مشاعر مضطربة تتمثل في كراهيتها‬

‫ونفورها من الرجال‪ ،‬وتتحول إلى العالقات مع نفس الجنس وتجد إشباعا فيها‪ ،‬وبالتالي تكاد‬

‫تتالشى عالقتها مع الرجال‪.‬‬

‫وقد ينشأ الطفل في بيئة منحرفة فيها بعض التجاوزات التي قد تدفع األطفال إلى‬

‫ممارسة النشاط الجنسي مع الكبار حتى سن البلوغ والمراهقة‪ ،‬وتزيد الوطأة ويتجهون إلى‬

‫االنحراف والسلوك المتحرر‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫وعندما تفرط البنت في النشاط الجنسي في الطفولة والمراهقة فيما بعد وقد يكون ذلك‬

‫بتحريض من البيئة المحيطة أومن الكبار‪ ،‬سواء باالستغالل الجنسي أو البيئة المثيرة أو‬

‫التوتر النفسي أو الحرمان العاطفي‪ .‬حيث يكون النشاط الجنسي المفرط محاولة للخروج من‬

‫كل ذلك‪ ،‬ومنها تفسير اتجاه بعض اإلناث إلى البغاء‪.‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫إذا لوحظ على الطفل سلوكيات جنسية مقلقة‪ ،‬ولم نتمكن من تشتيته عنها أو التعامل معها‪،‬‬

‫نصح باالستعانة بمشورة نفسية متخصص‪ ،‬وحتى نحمي أبناءنا من السلوكيات غير‬
‫في َ‬
‫ُ‬

‫السوية‪ ،‬فإن التربية الجنسية للطفل منذ الصغر هي المفتاح‪ ،‬واألهم العالقة القوية التي‬

‫يسودها الحب واالحترام بين الطفل والوالدين من ناحية‪ ،‬وبين والدي الطفل من ناحية أخرى‪.‬‬

‫(هدى الرافعي‪)2017 ،‬‬

‫‪ 1-3‬الجنسية المثلية‪:‬‬

‫‪-‬مفهوم الجنسية المثلية‪:‬‬

‫حسب فرج طه‪ :‬مصطلح الجنسية المثلية يعبر عن تلك العالقات التي تتخذ فيها‬

‫الليبيدو موضوعا خارجيا من نفس الجنس‪ ،‬فينتجه الذكر واألنثى لمثيلتها‪ ،‬وإن قصره البعض‬

‫على العالقات الذكرية‪( .‬طه وآخرون‪ ،141 ،‬ص‪.)181‬‬

‫‪-‬مراحل تطور سلوك الجنسية المثلية من الطفولة حتى المراهقة‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫مما يتجه إليه ميل الطفل بحثه وشغفه لالستطالع جسمه‪ ،‬فكما يضع يده في فمه‬

‫وكمـا يضع إصبع رجله وهو مستلق على ظهره‪ ،‬قد تمتد يده إلى بقية أجزاء جسـمه ومـن‬

‫بينهـا أعضاءه التناسلية واإلخراجية ولذا كان اللعب في األجزاء التناسلية عند األطفال في‬

‫غالـب األحيان كأي نوع من أنواع اللعب والسيما إن كان مجردا من حالة االنفصال عـن‬

‫الواقـع واالستغراق الشديدين اللذين يحدثان ناد ار‪.‬‬

‫فهذا الطفل الذي يعاني الحرمان العاطفي من أحد الوالدين أو كالهما يشعر بالنقص‬

‫في شخصه وعواطفـه‪ ،‬هذا النقص يتولد عنده نتيج ًة عالقة فاشلة أو سـيئة أياً كانت هذه‬

‫العالقة (اجتماعيـة أو عائلية أو مدرسية (ومن هنا يحاول الطفل تعويض هذه العالقة‬

‫الفاشلة‪ ،‬فيتمثل هذا التعـويض فـي سلوكيات عدوانية أو شاذة في حالة اإلحساس بالنقص‬

‫المادي أو الجمالي أو الجسدي‪.‬‬

‫ويقـوم الفـرد بسلوكيات شاذة جنسياً ليصبح شخصاً مرغوباً فيه فانشغال الوالدين عن‬

‫الطفل أو المراهق‪ ،‬يشـعره بالفراغ يمأل حياته حيث يتجه إلى ما يسميه المتعة التي قد ال‬

‫تتوفر له إال في المثلية‪.‬‬

‫فالمراهق المثلي جنسياً ليس بالضرورة أن يكون مولود آلباء مثليين‪ ،‬ولكن هذا األمر‬

‫يصاب به ويظهر في منتصف المراهقة‪.‬‬

‫وتؤكد النتائج على أن المراهقة المبكرة من الفترات الحرجة جدا في تطوير المخطط‬

‫الجنسي لآلخرين‬
‫‪57‬‬
‫المهتمين جنسيا المشتهين للجنس المماثل‪ ،‬وخيار اشتهاء الجنس المماثل للمراهق أو المراهقة‬

‫يهدأ من بعض المخاوف مثل الهجر األمومي‪ ،‬والعدوان الناتج عـن خيبـة األمل االوديبية‪.‬‬

‫(شهيناز حراث‪ ،2018 ،‬ص‪ ،42‬بتصرف)‬

‫‪-‬تفسير النظرية التحليلية‪:‬‬

‫يفسر فرويد الجنسية المثلية بالرجوع إلى خوف الذكر من فقدان عضوه التناسلي‬

‫‪ ،castration‬أما في اإلناث فيرجعها إلى وجود شعور وهمي أن األنثى كانت تمتلك يوما ما‬

‫عضو تذكير ثم فقدته‪ ،‬فالطفل يلجأ إلى حل الموقف االوديبي حال خاطئا عن طريق التوحد‬

‫مع شخصية األم‪ ،‬ويرى أباه كشخص له جاذبية جنسية‪ ،‬وذلك بدال من حل الموقف‬

‫االوديبي عن طريق التوحد مع شخصية األب‪ ،‬والرغبة في أن يصبح رجال كامال‪.‬‬

‫وهنا يلوم فرويد األمهات على التوجهات الجنسية المثلية الموجودة لدى أبنائهن‪،‬‬

‫وهو يعتقد أن األم عندما تكون مرتبطة إلى حد كبير باألبناء‪ ،‬أو تكون قوية ومتسلطة بدرجة‬

‫كبيرة‪ ،‬فهذا الدور يجب ان يكون لالب‪ ،‬ويصبح الطفل بذلك أقرب إلى الجنسية المثلية‪،‬‬

‫وباإلضافة لذلك ينسب فرويد حدوث الجنسية المثلية لألبناء إذا كان اآلباء بعيدين عاطفيا‬

‫عن األطفال‪.‬‬

‫وحسب "كلين" و زمالءه ‪ 1952‬و "بيرجلر" ‪ ،1957‬إلى أن العضو الجنسي للفرد‬

‫الذي يهوى الجنسية المثلية‪ ،‬يكون من األشياء المرغوبة ألنه يمثل ثدي االم للفرد المثلي‬

‫‪58‬‬
‫جنسيا الذي يكون مثبتا عند المرحلة الفمية‪ ،‬وقد تبين أن المسلمة لمعظم تفسيرات أصحاب‬

‫التحليل النفسي هو الخوف‬

‫من الغيرية ويقصد بها الخوف من االتصال الجنسي مع الجنس المخالف‪ ،‬وهذا الخوف‬

‫يمكن اقتفاءأثره في االحداث التي تمت في حياة الفرد‪ ( .‬شهيناز حراث‪ ،2018 ،‬ص‪،46‬‬

‫بتصرف)‬

‫‪-‬اسباب المثلية الجنسية‪:‬‬

‫•النظام األسري الذي يولد فيه الطفل‪:‬‬

‫يرى العالم النفسي األلماني‪ ، Hellinger Bert‬أن المشاعر الموروثة المتراكمة مثل‬

‫الطفل غير المرغوب فيه لدى أفراد األسرة‪ ،‬الحاليين أو من األجيال السابقة‪ ،‬تجعل الطفل‬

‫مستعداً أكثر من غيره الستقبال الرفض من أبويه ‪.‬‬

‫هذا الرفض‪ ،‬حسب ) ‪ ( Asthana Oostvogels ,2001‬محوري جداً في نمو‬

‫الميول الجنسية المثلية وينعكس هدا الرفض على شخصية الطفل‪ ،‬فتصبح شخصيته حساسة‬

‫حيث يتميز الطفل المعرض للميول الجنسية بالحساسية الشديدة‪ ،‬والطاعة الشديدة وعدم‬

‫القدرة على التمرد أو حتى التعبير عن الحقوق وتأكيدها ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫هذا بالطبع ليس معناه أن كل األطفال الحساسين سوف تنمو عندهم ميول مثلية‪،‬‬

‫ولكن هذا العامل يتفاعل مع عوامل أخرى وأهمها النظام االسرى وما يحدثه من اساءات‬

‫لشخصية الطفل‪.‬‬

‫ويقصد بالنظام االسرى منظومة القيم اإلنسانية وأنماط العالقات والتفاعل اإلنساني‬

‫في األسرة‪ ،‬والتي تتضمن‪:‬‬

‫•مفهوم األسرة عن الرجل والمرأة (الذكورة واألنوثة) والعالقة بينهما‪.‬‬

‫•تركيبة السلطة في هذه األسرة‪ .‬ربما يكون النظام األسري المتوارث جيالً بعد جيل تقوم فيه‬

‫المرأة بدور القيادة ودور الذكر فيه هامشي أو سلبي‪.‬‬

‫•مفهوم األسرة عن الجنس والعالقة الجنسية بين الوالدين‪ .‬كأن تكون العالقة الجنسية‬

‫ضعيفة أو منعدمة‪.‬‬

‫• طبيعة العالقات‪ .‬هل هناك تمايز حقيقي بين الشخصيات وحدود محترمة للشخصيات؟‬

‫ام أن الطفل‪ /‬المراهق ال يجد لنفسه شخصية منفردة محترمة في هذا البيت‪.‬‬

‫•طريقة التفكير هل تميل للخوف أو الشك أو لوم النفس واالكتئاب‪ ،‬أم طريقة تفكير‬

‫موضوعية تساعد اإلنسان أن يكون واقعياً ومسترخياً؟‬

‫‪60‬‬
‫ويرتبط بالنظام االسرى أيضاً اسلوب معاملة الوالد من نفس الجنس والوالد من‬

‫الجنس االخر حيث تشير ‪,Kidwai & Vanita 2000‬إلى أن الرفض وعدم االتصال من‬

‫الوالد من نفس الجنس يمنع الطفل‪ /‬الطفلة من التوحد به‪/‬بها ‪.‬‬

‫وبالتالي ال يتم تطور الهوية الجنسية الذكرية للولد واألنثوية للبنت‪ ،‬هذه االساءة‬

‫والرفض للتوحد أو االحباط في التوحد يحدث في سن مبكرة جداً وهي من سنة ونصف إلى‬

‫ثالث سنوات يؤدي إلى دفاع نفسي ال واعي يقوم به الطفل وبه يقرر (ال واعياً) أن يفصل‬

‫نفسه نفسياً عن هذا الوالد حتى يحمي نفسه من الرفض أو توقع الحنان‪ ،‬هذا االنفصال‬

‫النفسي يطلق عليه "االنفصال الدفاعي‪" Défensive Détachement‬وعنده يبدأ تطور‬

‫الشخصية المثلية‪.‬‬

‫وترى ‪, Aggleton 1998‬أن االساءة من الوالد من الجنس اآلخر لها دور هام في‬

‫تكوين الهوية الجنسية لدى الطفل او الطفلة‪ ،‬فبالنسبة لألوالد تلعب األم عدة أدوار قد تؤدي‬

‫إلى مشكلة في تكوين الهوية الجنسية الذكرية لدى الولد فمثالً‪:‬‬

‫•األم المسيطرة قوية الشخصية‪ ،‬وخاصة عندما يكون األب ضعيف الشخصية‪ ،‬تستأثر‬

‫بالولد وتجعله يتوحد بها‪.‬‬

‫•األم ذات الحب الخانق والتي تخاف على ابنها أكثر من الالزم‪ ،‬وتمنع األب من أن يأخذه‬

‫بعيداً عنها وتخاف عليه من اللعب الذكوري ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫•األم التي تكره األب وتحّقر منه أمام ابنها وتجعله يكرهه ويرفضه وبالتالي يرفض معه‬

‫الهوية الذكرية دون قصد‪.‬‬

‫وترى دراسة ‪ , Khan 1999‬إلى أن العالقة باألب مهمة في تكوين الشخصية الفردية‬

‫لكل من الولد والبنت على حد السواء‪ ،‬حيث تساعد العالقة باألب في أن يشعر الطفل‬

‫بانفصال جسده عن أمه واقتناءه لجسده‪ ،‬وعندما تحدث مشكلة في العالقة مع األب‪ ،‬فقد‬

‫تؤثر في أال تكون للطفل أو المراهق عالقة جيدة بجسده‪.‬‬

‫يساعد على ذلك أن على تكوين صورة سلبية في العالقة بالجسد والصورة الذاتية عن‬

‫الجسد‪ ،‬فكثير من المثليين واجهوا اساءات شديدة من األقران سواء اإلساءات الجسدية‬

‫بالضرب المبرح ‪ ،‬أو النفسية المتعلقة بالجسد‪ ،‬مثل الكالم المهين عن الجسد‪ ،‬أو اإلساءة‬

‫الجنسية‪ ،‬كلها إساءات تؤدي إلى الصورة السلبية عن الجسد‪( .‬هند عقيل الميزر‪،2013،‬‬

‫ص‪)245‬‬

‫•الخوف‪:‬‬

‫أغلب من يقدم المشورة لألشخاص المتعبين والمضطربين منهم المثليين‪ ،‬وجدوا أن‬

‫وراء كل المخاوف والسلوكيات الغريبة‪ ،‬يوجد خوف عميق من الهجر والترك يرجع للطفولة‬

‫المبكرة‪ ،‬ربما ال يكون هذا السبب األول لكل اضطراب‪ ،‬إال أنه واحد من األسباب األساسية‬

‫للكثير من االضطرابات النفسية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫•االنعزال‪:‬‬

‫يخلق غياب النموذج الذكري بالنسبة للطفل والنموذج األنثوي بالنسبة للطفلة‪،‬‬

‫مشكالت مع األقران من نفس السن‪ ،‬فاالبن الذي يتعرض فقط لتأثير أمه في حياته‪ ،‬ستكون‬

‫ردود أفعاله مع العالم المحيط به مشابهة لردود أفعال أمه أو تماثلها حسب تخيله لرد فعلها‬

‫في المواقف التي تواجهه‪ ،‬وسرعان ما سوف يلتقط أقرانه األوالد ميله لألنوثة في التصرف‬

‫فتبدأ السخرية منه ويخرجونه من" الجماعة" وبالتالي يفرض عليه االنعزال‪.‬‬

‫والطفلة التي كونت نوع من التوحد بشخصية أبيها‪ ،‬ستجد نفسها أيضاً منفصلة عن‬

‫"أقرانها" من البنات وعن اهتماماتهن‪ .‬وعادة ما ستسفه من هذه االهتمامات األنثوية وتعزل‬

‫نفسها من التفاعل معهن‪ .‬وحيث أن المشكلة العميقة خلف الجنسية المثلية هي االفتقار إلى‬

‫اإلحساس باالنتماء والهوية المشتركة‪ ،‬فإن الترك والرفض من األقران يلعب دو اًر هاماً فيها‪،‬‬

‫األطفال الذين يبدون" مختلفين" يتم حرمانهم من االنتماء والعالقة الحميمة‪ ،‬وكلما أصبح‬

‫التفاعل االجتماعي يسبب ألماً‪ ،‬يختار الطفل بنفسه االنعزال‪.‬‬

‫‪-‬االستسالم للمثلية ‪:‬‬

‫هكذا نجد أن نمط الجنسية المثلية ينشأ على مدى وقت طويل من مرحلة الطفل‬

‫الرضيع الى المراهقة والبلوغ‪ ،‬وبسبب هذه البداية المبكرة جداً‪ ،‬ربما يشعر المثلي أنه ولد‬

‫هكذا‪ ،‬وفي وقت ما من مرحلة البلوغ يبدأ يدرك أن اهتمامه باألشخاص من نفس الجنس‬

‫ليس طبيعياً‪ ،‬وأن أقرانه يتقدمون لألمام في عالقاتهم واهتماماتهم الغيرية‪ ،‬عندما يكتشف‬
‫‪63‬‬
‫المثلي أن هذه ليست مجرد مرحلة وتعبر وأنها حالة سوف تستمر طوال العمر فإنه يشعر‬

‫بالرعب ‪.‬‬

‫بعد هذا االكتشاف تبدأ عملية ما يمكن أن نسميه عملية الفقد أو النوح‪ ،‬وتمر هذه‬

‫العملية بمراحل‪ ،‬أوال‪ :‬هناك مرحلة الصدمة وعدم التصديق وربما اإلنكار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ثم بعد ذلك ربما يأتي وقت من االنعزال التام والبكاء واالكتئاب الشديد‪ ،‬ربما في هذه‬

‫المرحلة يلجأ الكثيرون ممن لم يكونوا متدينين مطلقاً إلى الدين لمحاولة الحصول على تغيير‬

‫مباشر وسريع‪.‬‬

‫) هند عقيل الميزر‪ ،2013،‬ص‪(245‬‬

‫‪64‬‬
‫الدرس‪:08‬‬

‫اضطرابات النوم‪ :‬األرق‪ ،‬فرط النوم‪ ،‬المشي أثناء النوم(الروبسة)‪ ،‬الكوابيس والرعب‬

‫الليلي‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪1-‬مفهوم اضطرابات النوم‬

‫تعرف اضطرابات النوم بالدليل التشخيصي اإلحصائي الرابع لالضطرابات النفسية‬

‫)‪(IV-DSM‬بأنها الصعوبات التي يالقيها الفرد أثناء نومه‪ ،‬وقد تكون اختالل في كمية‬

‫النوم وتسمى اضطرابات ايقاع النوم‪ ،‬أو تكون اختالال في النوم لوقوع أحداث بارزة وتسمى‬

‫اضطرابات اختالل النوم‪. (AmericanPsychiatrie Association, 1994‬‬

‫تعتبر مشاكل النوم من المشاكل الشائعة جدا لدى األطفال‪ ،‬وتبين الدراسات أن ‪25‬‬

‫‪٪‬من األطفال األصحاء دون سن ‪ 18‬عاما يعانون من صعوبات في النوم‪ ،‬و‪ ٪ 80‬من‬

‫اليافعين لديهم مشاكل في النوم‪ ،‬وكذلك فإن مشاكل النوم أكثر انتشا ار عند األطفال الذين‬

‫لديهم مشاكل طبية جسدية أو نفسية أو مشاكل في النمو) مركز معالجة اضطرابات النوم‪،‬‬

‫‪)IACAPAP‬‬

‫االضطرابات النوم واليقظة‪ ،‬وفقا ل ‪-DSM 5‬الدليل التشخيصي واإلحصائي‬

‫لالضطرابات العقلية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الوصف المختصر‬ ‫التشخيص‬

‫عدد ساعات النوم غير كافية‪ ،‬او سوء‬ ‫اضطراب االرق‬

‫جودة النوم‬

‫زيادة عدد فترات النوم اثناء النهار‬ ‫اضطراب النعاس المفرط‬

‫زيادة عدد فترات النوم بالنهار عادة ما‬ ‫النوم االرتيابي‬

‫يصاحبه ضعف في قوة العضالت‬

‫تعطل الموائمة بين اإليقاع الداخلي‬ ‫االضطراب االيقاعي للنوم واليقظة‬

‫والخارجي لمنظومة النوم‪/‬اليقظة‬

‫احداث على شكل نوبات غير صرعية اثناء‬ ‫باراسومنيا‬

‫النوم‬

‫اضطرابات االستثارة في مرحلة حركة العين المشي اثناء الليل‪ ،‬الدعر الليلي‬

‫الغير سريعة من النوم‬

‫كوابيس ليلية‬ ‫اضطراب الكوابيس الليلية‬

‫نوبات متكررة من االستقاظ يصاحبه كالم‬ ‫اضطراب النوم في مرحلة حركة العين‬

‫او حركة مثل القفز او الركل‪ ،‬ناد ار ما يكون‬ ‫السريعة في النوم‬

‫عند األطفال‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫رغبة ملحة في تحريك الساقين او أي جزء‬ ‫اضطراب تململ الساقين‬

‫من الجسم يصاحبه إحساس بعدم االرتياح‬

‫(صموئيل كورتيس‪ ،‬ص‪(12‬‬

‫‪-2‬أسباب اضطرابات النوم عند األطفال‪:‬‬

‫تختلف أسباب اضطرابات النوم عند األطفال بحسب العمر‪ ،‬فالطفل دون الستة أشهر‬

‫قد يضطرب نومه إذا تبول وهو نائم أو تبرز‪ ،‬وقد يستيقظ بسبب الجوع‪ ،‬أو الرتفاع درجة‬

‫ح اررته‪ ،‬كما أن الغازات والمغص وحدوث االلتهابات الجلدية في منطقة الحفاض ينتج عنها‬

‫اضطراب في النوم‪.‬‬

‫إال أن سبب اضطراب النوم يختلف عند األطفال فوق الستة أشهر‪ ،‬فهناك العديد من‬

‫األشياء التي تكون ً‬


‫سببا في ذلك‪.‬‬

‫خوف الطفل وإحساسه بعدم األمان لما يشاهده من خالفات بين والديه‪ ،‬قد يحدث‬

‫اضطرًابا في نومه‪ ،‬كما أن أسلوب التخويف في تربية األبناء‪ ،‬أو رؤية األفالم المخيفة‬

‫أيضا‪.‬‬
‫ومشاهد العنف وقراءة القصص المخيفة قبل النوم‪ ،‬قد تسبب االضطراب ً‬

‫وقد يلجأ بعض األطفال إلى االستيقاظ كأسلوب لجذب انتباه الوالدين لالهتمام به‪ ،‬أو‬

‫تكون بعض األمراض الجسمية ً‬


‫سببا في اضطرابات في النوم‪ ،‬لما تحدثه من اضطرابات‬

‫‪67‬‬
‫سببا الستيقاظه‬
‫فيزيولوجية في الجسم‪ ،‬ويعد حصول الطفل على قسط من النوم خالل النهار ً‬

‫في الليل وقد أخد كفايته من النوم‪ )https://www.enabbaladi.net .‬تهاني مهد)‬

‫‪-3‬اضطرابات النوم عند الطفل‪:‬‬

‫‪ 1-3‬رعب النوم أو الذعر الليلي‪:‬‬

‫هي نوبات من الخوف الشديد التي تبدأ بصرخة مفاجئة أو الصراخ بصوت عال‬

‫ويرافقه زيادة نشاط الجهاز العصبي الالإرادي‪ ،‬انها األكثر شيوعا في األطفال ما قبل سن‬

‫المراهقة‪.‬‬

‫وقد أظهرت العديد من الدراسات وجود عالقة بين مستويات القلق وباراسومنياس في‬

‫األطفال‪ ،‬ما تبين معه أن زيادة القلق يرتبط مع زيادة انتشار الذعر الليلي واالستيقاظ ورعب‬

‫النوم يختلف عن كوابيس‪ ،‬حسب الجدول التالي‪:‬‬

‫الفرق بين الرعب الليلي والكوابيس‪:‬‬

‫الكوابيس‬ ‫الرعب أو الذعر الليلي‬

‫األطفال في حالة يقظة‬ ‫األطفال نائمون‬

‫الطفل يتذكر التفاصيل‬ ‫الطفل ال يتذكر التفاصيل‬

‫يمكن ان يشعر األطفال بالراحة كما يمكنهم‬ ‫ال يشعر الطفل بالراحة أثناء النوبة‬

‫التواصل مع آخرين‬

‫‪68‬‬
‫الحركة او الكالم معدوم حتى االستيقاظ‬ ‫يمكن لألطفال الجلوس أو المشي وكذلك‬

‫التحدث أثناء النوبة‬

‫)صموئيل كورتيس‪ ،‬ص‪(18‬‬

‫يستغرق الرعب الليلي وقتًا يتراوح بين ثو ٍ‬


‫ان إلى عدة دقائق‪ ،‬لكن قد تستمر النوبات‬

‫وغالبا ما يتخلص‬
‫ً‬ ‫لفترة أطول‪ ،‬ويؤثر على نحو ‪ %40‬من األطفال‪ ،‬ونسبته أقل من الكبار‪،‬‬

‫منه معظم األطفال في سن المراهقة‪ ،‬اضطرابات النوم‪ :‬األرق‪ ،‬فرط النوم‪ ،‬المشي أثناء‬

‫النوم(الروبسة)‪ ،‬الكوابيس والرعب الليلي‪.‬‬

‫أسباب الرعب الليلي‪:‬‬

‫يمكن أن تساهم عدة عوامل في مشكلة الرعب الليلي مثل‪:‬‬

‫‪-‬قلة النوم واإلرهاق الشديد‪.‬‬

‫‪-‬الحمى‪.‬‬

‫ويمكن للرعب الليلي أن يصيب الشخص بسبب مشكالت كامنة ورائه تتدخل بنومه مثل‪:‬‬

‫‪ -‬اضطرابات التنفس أثناء النوم التي تشمل أنماط التنفس غير الطبيعية أثناء النوم‪ ،‬وأكثرها‬

‫شيوعا هو توقف التنفس أثناء النوم‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪-‬تناول بعض األدوية‪.‬‬

‫‪-‬االضطرابات المزاجية مثل االكتئاب والقلق‪.‬‬

‫المضاعفات والتشخيص‪:‬‬

‫يمكن أن تنتج عدة مضاعفات عن نوبات الرعب الليلي وتشمل‪:‬‬

‫‪-‬اإلفراط في النوم خالل النهار‪ ،‬ما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في الذهاب للعمل أو‬

‫للمدرسة‪ ،‬مواجهة مشكالت في أداء المهام اليومية‪.‬‬

‫‪-‬اضطراب النوم‪.‬‬

‫‪-‬الشعور بالخجل من الرعب الليلي أو مواجهة مشكالت في العالقات‪.‬‬

‫نادر إلى شخص موجود حوله‪ ،‬ولتشخيص الرعب الليلي يخضع‬


‫‪-‬إصابة الشخص نفسه أو ًا‬

‫المريض لفحص جسدي لتحديد أي مشكلة ممكن أن تكون كامنة وراء نوبات الرعب الليلي‪،‬‬

‫التحدث مع الطبيب حول األعراض التي يمر بها وغيرها من األمور‪.‬‬

‫أحيانا يقضي المريض ليلة داخل معمل اختبارات معين ليتم فحصه ومراقبة موجات‬
‫و ً‬

‫المخ‪ ،‬مستوى األوكسجين بالدم‪ ،‬معدل ضربات القلب‪ ،‬التنفس وحركة الساقين أثناء‬

‫النوم‪(.‬رغدة مرزوق‪)2018 ،‬‬

‫‪ 2-3‬باراسومنيا(خطل النوم)‬

‫‪70‬‬
‫باراسومنياس ‪ NREM‬هي سلوكيات مضطربة والتي تحدث أثناء النوم‪ ،‬وتشمل المشي‬

‫في النوم‪ ،‬الذعر الليلي التكلم في النوم (النوم والكالم)‪ ،‬واضطرابات الحركة االيقاعية معدل‬

‫انتشار االضطرابات النفسية في األطفال الذين يعانون من باراسومنياس منخفض جدا‪ ،‬وقد‬

‫تم تسجيل خطل نومي واحد على األقل عند سن ‪ 13‬عاما بنسبة عالية‪ ،‬تصل ‪ ،%78‬على‬

‫الرغم من هذه الحاالت ناد ار ما تتطلب التدخل الطبي‪ ،‬فأنه يمكن أن تكون مقلقة جدا لآلباء‬

‫واألمهات (صموئيل كورتيس‪ ،‬ص‪)15‬‬

‫‪ 3-3‬المشي أثناء النوم‪:‬‬

‫ويمكن له أن يبدأ في أي عمر بعد سن المشي‪ ،‬وال سيما في عمر (‪ )8-4‬سنوات‬

‫وأكثر الحاالت في سن (‪ )12‬سنة‪ ،‬ويتوزع انتشاره بشكل متشابه بين الذكور واإلناث‪.‬‬

‫انه اضطراب محدد وحميد وال يترافق مع اضطرابات نفسية أخرى عادة وهو يتحسن‬

‫مع العمر ويختفي‪ ،‬إال أن نسبة من هذه الحاالت تستمر إلى مرحلة الرشد والشباب‪ ،‬أو أنها‬

‫تختفي ثم تعود في مرحلة الشباب‪ ،‬وتستمر عدة سنوات بين اشتداد وهجوع‪ .‬ونسبة حدوث‬

‫نوبة واحدة على األقل من المشي أثناء النوم عند الكبار هي (‪ ،)%7-1‬وعندها يمكن أن‬

‫تترافق مع اضطرابات القلق أو االكتئاب أو اضطرابات الشخصية( المشي أثناء النوم‪،‬‬

‫)‪alghad.com‬‬

‫المشي أثناء النوم هو شائع نسبيا في مرحلة الطفولة مع معدالت مع معدالت انتشار‬

‫سنوية تقدر ب ‪( Szelenberger ،%17‬وآخرون‪ ،)2005 ،‬محاولة ايقاظ الطفل في‬


‫‪71‬‬
‫كثير من األحيان صعبة وربما تزداد معه الحالة سوءا مثل زيادة البلبلة(عدم االدراك)‬

‫واالرتباك ‪.‬‬

‫على الرغم من أن المشي في النوم ناد ار ما يؤدي إلى ضرر اال انه من الممكن لنوبة‬

‫المشي أثناء النوم ان ينتج عنها يقظة مرتبكة مشوشة مع التحدث وعدم القدرة على استدعاء‬

‫األحداث في اليوم التالي)‪ ،‬ومع احتمال حدوث حوادث عنيفة (لنفسه أو اآلخرين) بشكل‬

‫أكبر (صموئيل كورتيس‪ ،‬ص‪)17‬‬

‫وفي دراسة هذا االضطراب تبين أن هناك عامالً وراثياً وراء عدد من الحاالت‪ ،‬حيث‬

‫ينتشر االضطراب في نفس العائلة‪ .‬وعندما يصاب أحد أفراد األسرة فإن نسبة (‪)%20-10‬‬

‫من أقرباء الدرجة األولى يظهر لديهم هذا االضطراب‪ .‬وال يزال العامل الوراثي غير محدد‪.‬‬

‫كما أن هناك عددا من المثيرات لنوبات المشي أثناء النوم ومنها القلق والتوتر والخوف‬

‫وامتالء المثانة والضجيج والحرمان من النوم وارتفاع الح اررة وأيضاً نوبات الصداع النصفي‬

‫واستعمال الكحول وبعض األدوية النفسية‪.‬‬

‫التشخيص الفارق‪:‬‬

‫ال بد من تفريق اضطراب المشي أثناء النوم عن نوبات الخوف أو الرعب الليلي‪ ،‬حيث يقوم‬

‫الطفل من فراشه بحالة ذعر وخوف شديدين وتتزايد ضربات القلب ويحدث التعرق وغير‬

‫ذلك‪ ،‬وهذا ال يحدث في اضطراب المشي أثناء النوم‪ ،‬كما يجب تفريقه عن الكابوس أو الحلم‬

‫‪72‬‬
‫المزعج المخيف‪ ،‬وفيه يتذكر الطفل أو البالغ تفاصيل عن الحلم الذي أزعجه كما أنه يحدث‬

‫في آخر الليل عادة‪ .‬المشي أثناء النوم‪)alghad.com ،‬‬

‫أعراض اإلصابة باألرق لدى األطفال‬

‫ٍ‬
‫بشكل عام يحتاج األطفال إلى المزيد من النوم أكثر من البالغين‪ ،‬ويختلف هذا على‬

‫أساس العمر‪ ،‬فقد ينام الطفل حديث الوالدة مدة ‪ 16‬ساعة في اليوم‪.‬‬

‫معدل النوم إلى نحو ‪ 12‬ساعة يومياً‪ ،‬وقد يحصل األطفال‬


‫في عمر ‪ 3‬سنوات يصل ّ‬

‫في هذه المرحلة العمرية على غفوة أو اثنتين خالل اليوم للحصول على الراحة الكافية‪ ،‬ومع‬

‫بلوغ سن الرابعة أو الخامسة سيتوّقف معظم األطفال عن أخذ غفوة النهار‪.‬‬

‫تبدأ أعراض األرق في الظهور لدى األطفال الذين ال ينامون بما فيه الكفاية‪ ،‬ومن هذه‬

‫األعراض‪:‬‬

‫‪- 1‬االستيقاظ ُمبك اًر في الصباح‪ ،‬ربما يستيقظ في الفجر أو قبله دون أن يتمكن من العودة‬

‫للنوم‪.‬‬

‫‪- 2‬عدم القدرة على االنتباه إلى المهام المطلوبة منه في البيت أو المدرسة‪.‬‬

‫‪- 3‬ارتكاب أخطاء غريبة وغير ُمبررة تنم عن عدم التركيز‪ ،‬كما أنه يواجه مشكالت في‬

‫الذاكرة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪- 4‬يصبح الطفل عدوانياً وعصبياً بدرجة كبيرة‪.‬‬

‫‪- 5‬الشعور باإلرهاق والتعب طوال الوقت‪.‬‬

‫‪- 6‬الشعور بالنعاس والرغبة في النوم أثناء النهار‪.‬‬

‫أسباب األرق لدى األطفال‬

‫يمكن أن يكون األرق أساسياً أي أنه في حد ذاته هو المشكلة‪ ،‬وقد يكون ثانوياً أي‬

‫ٍ‬
‫مرض ما‪ ،‬وفيما يلي بعض األسباب التي تسبب حدوث األرق لدى‬ ‫يكون أحد أعراض‬

‫األطفال‪ ،‬سواء أكان أساسياً أو ثانوياً‪:‬‬

‫‪-‬الضغط النفسي‬

‫الضغط النفسي هو أحد األسباب الرئيسية لألرق عند األطفال‪ ،‬خاصة المراهقين‪،‬‬

‫والذين يكون لديهم بعض الضغوط النفسية مثل‪ :‬الضغط الذي يتعرض له في المدرسة‪،‬‬

‫والمخاوف غير الواقعية من شيء أو شخص ما‪ ،‬والمضايقة التي يتعرض لها من بعض‬

‫أقرانه‪.‬‬

‫ُّ‬
‫التحدث معه للوصول إلى السبب‪ ،‬كما يجب‬ ‫فإذا اشتكى الطفل من األرق‪ ،‬فيجب‬

‫األهم‬
‫ُّ‬ ‫دائماً ُّ‬
‫تحقق أولياء األمور من المعلمين في المدرسة أن كل شيء على ما يرام هناك‪،‬‬

‫من ذلك‪ ،‬هو ُّ‬


‫التأكد من أن كل شيء في المنزل يعمل بسالسة‪ ،‬وال يوجد اضطرابات تُهدد‬

‫‪74‬‬
‫السالمة النفسية لألطفال وتُعرضهم للضغط النفسي‪ ،‬فاألطفال حساسون للغاية‪ ،‬وتُسبب لهم‬

‫المشاجرات المنزلية بين الوالدين إزعاجاً بالغاً وتُبقيهم مستيقظين في الليل‪.‬‬

‫‪-‬االضطرابات النفسية والجسدية‬

‫يميل األطفال الذي ُيعانون من مشكالت الصحة العقلية مثل االكتئاب والقلق إلى‬

‫مواجهة صعوبات في النوم أيضاً‪ ،‬كما أنه هناك بعض الحاالت الطبية األخرى التي ال‬

‫تُم ّكن الطفل من النوم‪ ،‬مثل‪ :‬تقلصات العضالت‪ ،‬األلم العضلي الليفي‪ ،‬توقف التنفس أثناء‬

‫النوم‪ ،‬وغيرها من المشكالت المزمنة‪.‬‬

‫كذلك فقد تؤدي اإلنفلون از والربو المزمن واضطرابات ُّ‬


‫التنفس األخرى إلى إبقاء الطفل‬

‫مستيقظاً خالل الليل لمدة قد تصل أسابيع‪ ،‬كما يعاني أيضاً األطفال الذين لديهم اضطرابات‬

‫سلوكية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص االنتباه من األرق واضطرابات النوم‪( .‬اسراء‬

‫المحمد‪)2019 ،‬‬

‫‪ 5-3‬فرط النوم‪:‬‬

‫ان األطفال في ِّّ‬


‫سن المراهقة يحتاجون حوالي ‪ 9‬ساعات من النوم يومياً؛ ذلك‬ ‫َّ‬

‫فإن ربع‬
‫للمحافظة على درجة جيدة من التّركيز واالستيقاظ باك اًر‪ ،‬لكن الواقع يختلف تماماً‪ّ ،‬‬

‫المراهقين ينامون بمعدل ‪ 6 – 5‬ساعات يومياً‪ ،‬حيث يعتبر المراهقون ّ‬


‫أن المذاكرة‪ ،‬قضاء‬

‫وقت مع األصدق اء‪ ،‬اللعب على ألعاب الفيديو‪ ،‬استخدام الهاتف الجوال حتى ساعات‬

‫‪75‬‬
‫المراهقين في ُمواجهتهم‬
‫النوم لدى ُ‬
‫المبكر‪ .‬يساعد االضطراب ُمعدل ّ‬
‫متأخرة‪ ،‬أهم من النوم ُ‬
‫الضطرابات سلوكية‪ ،‬أيضاً مواجهة صعوبات في ُّ‬
‫التعلم‪ ،‬إلى جانب اإلصابة بارتفاع ضغط‬ ‫ّ‬

‫الدم‪ ،‬ربما أيضاً زيادة في الوزن‪.‬‬


‫الدهون ب ّ‬
‫الدم وارتفاع نسب ُّ‬
‫ّ‬

‫)روان العتوم‪ ،‬اضطرابات النوم لدى المراهقين‪(2020،‬‬

‫‪-4‬مآل اضطرابات النوم‪:‬‬

‫في حال تواصلت اضطرابات النوم دون تلقي العالج فمن الممكن أن تتسبب بأضرار من‬

‫ضمنها‪:‬‬

‫‪-‬اضطراب في القدرة على التركيز‪.‬‬

‫‪-‬تضرر القدرة على االنتباه‪.‬‬

‫‪-‬عدم الهدوء‪.‬‬

‫‪-‬إضراب في الذاكرة‪.‬‬

‫‪-‬تحصيل عالمات منخفضه في امتحانات الذكاء‪.‬‬

‫‪-‬تردي التحصيل الدراسي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى اضطرابات سلوكية مشابهة لتلك الموجودة لدى األطفال المصابين‬

‫بقصور االنتباه مصحوبة وغير مصحوبة بفرط الحركة‪ ،‬وتشمل هذه السلوكيات فرط الحركة‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫االندفاعية‪ ،‬صعوبة في تكوين عالقات اجتماعية‪ ،‬تصرفات عدوانية ونطاق واسع من‬

‫ضع واالطفال إلى‬


‫الر ّ‬
‫الصعوبات التعليمية‪ ،‬قد يؤدي انقطاع النفس النومى االنسدادي لدى ُّ‬

‫خلل في النمو والتطور وفي بعض الحاالت القصوى إلى تضرر القلب‪.‬‬

‫(اضطرابات النوم عند األطفال‪)www.webteb.com ،‬‬

‫‪77‬‬
‫الدرس‪:09‬‬

‫االضطرابات البنيوية عند الطفل والمراهق‬

‫‪-1‬مدخل للعصاب عند الطفل والمراهق‪:‬‬

‫‪1-1‬مفهوم العصاب‪:‬‬

‫هو اضطراب نفسي المنشأ أين يجد الطفل نفسه امام صراع داخلي ال شعوري يولد‬

‫له قلقا‪ ،‬مما يدفع "االنا" الى استعمال اآلليات الدفاعية التي تعمل على كبت وتحويل هده‬

‫الدوافع نظ ار لتناقضها مع معايير "االنا االعلى"‪ ،‬فادا نجحت التدابير الدفاعية ال تظهر‬

‫االعراض‪ ،‬وان فشلت ولو جزئيا فان تلك الرغبات تفرض وجودها على مستوى الشعور‬

‫بطريقة رمزية في شكل اعراض مرضية عصابية‪.‬‬

‫‪2-1‬مفهوم العصابي الطفولي‪:‬‬

‫ظهور اعراض دات طابع عصابي مرضي‪ ،‬في مرحلة الطفولة ال تعني عصاب‬

‫مرضي‪ ،‬الن الطفل ال يزال في مرحلة نمو‪ ،‬كما ان طهور العصاب عند الراشد ليس اال‬

‫إعادة لنشاط العصاب الطفولي‪ ،‬أسهمت في تكوينه وبلورته أزمات نفسية جديدة‪( .‬نوف‪،‬‬

‫ترجم شاهين‪ ،‬ص‪)259‬‬

‫في العصاب الطفولي تظهر الصراعات بين الرغبات والقوى العميقة المكتسبة التي‬

‫تكونت في "االنا"‪ ،‬وتؤكد "ميالني كالين" على ان القلق الطفولي الدي هو من بعض مظاهر‬

‫‪78‬‬
‫العصاب والمتمثل باضطرابات النوم والصعوبات الغدائية والرهاب‪ ،‬فعند الطفل قد يتخذ هدا‬

‫القلق اشكال عدة‪ ،‬سواء باضطراب النوم او اليقظة المبكرة‪ ...‬الخ (نوف‪ ،‬ترجمة شاهين‪،‬‬

‫ص‪)262‬‬

‫‪3-1‬مراحل ظهور العصاب عند الطفل‪:‬‬

‫في هدا اإلطار يشير "برجري"‪ ، Bergeret‬الى ان العصاب عند الطفل يمر بثالثة‬

‫مراحل هي‪:‬‬

‫•العصاب الطفولي (‪3‬سنوات)‪:‬‬

‫ينشأ خالل المرحلة االوديبية‪ ،‬كرد فعل لقلق االخصاء‪ ، Castration‬وتختلف‬

‫اعراضه من طفل آلخر‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪-‬حصر‪ ، Angoisse‬مخاوف (خوف من حيوانات‪ ،‬ظالم‪ ...‬الخ)‬

‫‪-‬طقوس‪ ، Rites‬قد تمس النوم‪ ،‬الملبس‪ ،‬االكل‪.‬‬

‫‪-‬شكاوى متكررة بخصوص الجسم‪ ،‬تتطور شيا فشيا‪ ،‬الى آالم معدية عند الذكور‪ ،‬وصداع‬

‫نصفي عند االناث‪.‬‬

‫هده االعراض مؤقتة وتزول بمجرد ما يتجاوز الطفل مرحلة االزمة‪ ،‬ويتمكن من حل‬

‫عقدة اوديب‪ ،‬لدى يعتبرها‪ ، Freud‬عصاب طبيعي عادي يرافق نمو الطفل‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ويحبذ الكثير من المختصين‪ ،‬من بينهم "ميالني كالين "‪ Milany Klayn‬التحدث عن‬

‫الحاالت العصابية عند الطفل‪ ،‬بدال من العصاب عند الطفل‪.‬‬

‫•الحاالت العصابية عند الطفل ‪:‬‬

‫ال تظهر الحاالت العصابية عند الطفل اال بعد تجاوزه السن ‪ 4‬سنوات‪ ،‬وهي‬

‫استم اررية للعصاب الطفولي‪ ،‬وهي نتاج لعدم القدرة على حل الصراع االوديبي‪ ،‬من اعراضه‬

‫صالبة الميكانزمات الدفاعية‪ ،‬مما يدل على عدم التكيف‪ .‬ومنه يشير "برجري" الى إمكانية‬

‫ظهور ثالث اشكال للحاالت العصابية‪ :‬الطفل الرهابي‪ ،‬الطفل الهستيري‪ ،‬الطفل االستحواذ‬

‫(الوسواس)‪.‬‬

‫هده الحاالت العصابية قابلة للشفاء‪.‬‬

‫•سن البدا‪:‬‬

‫تختلف سن ظهور الحاالت العصابية باختالف االعراض لكن عموما‪:‬‬

‫•ظهور التنظيمات االستحواذ ‪ :‬نهاية الكمون او البلوغ (‪ 12-10‬سنة)‬

‫•ظهور الهستيريا ‪ :‬بداية مرحلة الكمون‪.‬‬

‫•الرهاب (مخاوف) ‪ :‬بداية مرحلة الكمون‪ ،‬او بداية المراهقة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫العصاب عند الطفل يتطلب تشخيصه الحذر ألنه مازال في طريق النمو وبروز‬

‫اعراض ذات طبع عصابي ال يعني عصاب منظم ومرضي وهنا تقول انا فرويد لتشخيص‬

‫عصاب عند الطفل يجب دراسة معمقة للحالة مع مراعاة النقاط التالية‪:‬‬

‫‪-‬هل االعراض مؤقتة او دائمة‪.‬‬

‫‪-‬البحث عن سبب االعراض هل هي ارتكاسيه لظروف معينه‪.‬‬

‫‪-‬االليات الدفاعية هل هي مرنة صلبة مفرطة االستعمال‪.‬‬

‫‪-‬مستوى تكيف الطفل مع الواقع‪.‬‬

‫‪-‬عتبة اإلحباط‪.‬‬

‫‪-‬مدى تغلب القوى التطورية على القوى النكوصية‬

‫‪ 4-1‬اسبـــاب العصــــــاب‬

‫•الو ارثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫حسب الدراسات تلعب الوراثة دو ار في القابلية للعصاب اي ال يورث العصاب بل‬

‫الحساسية والتي يدعمها المحيط بظروفه الخاصة وبالصراعات التي تخلقها القيم والقوانين‬

‫االجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫•العوام ــل البيئيــة‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬المجتمع بعاداته وتقاليده ونوع التربية والعناية يؤثر على تكوين الشخصية‬

‫‪-‬تفكك العائلة واضطرابها يؤثر على توازن الطفل ونموه‬

‫‪-‬عدم االمن واالستقرار وغياب الثوابت متينة تضع الطفل في تعديد دائم وقلق متواصل‬

‫وخوف من الحاضر والمستقبل مما يزعزع اسس شخصيته‬

‫واساس االضطراب النفسي هو غياب او ضعف الثقة بالذات والمحيط وعدم االمان‬

‫‪-‬العامل الجسمي فبعض االمراض الجسمية المزمنة تزعزع ثقة الطفل بنفسه وتنقص من‬

‫قيمته واعتباره لذاته وهذا يؤدي في بعض الحاالت الى اضطرابات عصابية‪( .‬االضطرابات‬

‫النفسية والعقلية عند الطفل والمراهق‪)،2014،‬‬

‫الدرس‪:10‬‬

‫العصاب القهري (االستحواذ) عند الطفل‪:‬‬

‫هدا النوع من االضطرابات ال يحدث في الطفولة المبكرة‪ ،‬ودلك بحكم نمو الطفل‬

‫الدهني‪ ،‬بعكس حالة القلق الدي يمكن ان نالحظه عند الرضيع او حالة الخوف التي يمكن‬

‫ان تشاهد عند في مرحلة الرضاعة المتأخرة والرضاعة المبكرة ‪ 1‬الى ‪ 3‬سنوات‪ ،‬دلك ان‬

‫العصاب القهري (الوسواس القهري) يتطلب نموا عقليا ودهنيا معينا‪.‬‬

‫هدا االضطراب يمكن ان يبدأ ما قبل المدرسة االبتدائية وتستمر بعد دلك وتتطور‬

‫بحكم نمو الطفل الزمني والدهني‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫أسبابه‪:‬‬

‫‪-‬خبرات الطفولة القائمة على التشدد في أساليب النظافة‪.‬‬

‫‪-‬موت أحد الوالدين‪.‬‬

‫‪-‬تربية قاسية‪.‬‬

‫‪-‬عامل عضوي بيولوجي وفيزيولوجي‪.‬‬

‫الوسواس القهري يشكل أفكا ار ومفاهيم طفيلية ال يقدر التخلص منها او السيطرة عليها‪،‬‬

‫وتتميز سلوكات الطفل على انها متكررة ومتسلطة كعد أعمدة الضوء في الشوارع‪ ،‬او عد‬

‫النوافذ في المنازل او غسل اليدين بشكل متكرر يقي نفسه من ان يصاب بمرض معين عند‬

‫عدم غسل يديه‪.‬‬

‫والعصاب القهري عند الطفل لديه تأثير سلبي مسيطر وضاغط على سلوكه‬

‫وممارساته اليومية‪ ،‬وادا كان الوسواس القهري اكثر برو از من مرحلة العشر سنوات وما فوق‬

‫من عمر الطفل واكثر تأثي ار في مرحلة البلوغ والمراهقة المبكرة ‪ 16-12‬سنة من عمر الطفل‬

‫والمراهق‪ /‬ما يميز هده الحالة عند الطفل ‪ 5-4‬سنوات وحتى الجزء االول من مرحلة‬

‫المدرسة االبتدائية ‪ 9-6‬سنوات‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫وهو الدافع او الميل للنزوات المتسلطة في ممارسة بعض االعمال او التعلق ببعض‬

‫األشياء‪ ،‬وبشكل تعلقي بالشيء واالنشغال به والشعور باالرتباط واالنشغال به‪ (.‬عبد المجيد‬

‫الخليدي‪ ،1997 ،‬ص‪)110‬‬

‫الهستيريا ‪:‬‬

‫تحدث الهستيريا عند الطفل عندما تزداد حالة القلق لديه وعدم الرضا بحيث يحصل‬

‫لديه نوع من االستعراض العضوي المرضي بشكل مظهر مرضي محدد او بعدة مالمح‬

‫مرضية هستيرية تحويلية‪.‬‬

‫واضطراب الهستيريا التحولية لديه مظاهره الخاصة عند كل مريض حسب بيئته‪ ،‬الن‬

‫العادات والتقاليد والعرف االجتماعية تأثر على مكونات الطفل الثقافية والسلوكية‪.‬‬

‫والطفل المصاب بالهستيريا نجده مدلال واناني يحب عطف اآلخرين ورحمتهم‪ ،‬كما‬

‫انه يحب اقالق اآلخرين واتعابهم اما بغرض فرض ما يريده منهم او لعقابهم او للتخلص من‬

‫موقف حرج‪.‬‬

‫اما النوع الثاني من عصاب الهستيريا‪ ،‬فهو عصاب الهستيريا الفصامي‪ ،‬فهو قد‬

‫يظهر بشكل مرض عصبي بحث‪ ،‬كفقدان الذاكرة‪ ،‬الكاملة‪ ،‬او فقدان الذاكرة عن الماضي‪،‬‬

‫وال يتذكر من الماضي شيء لتألمه منه وشعوره بالقلق والخوف منه‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫وقد تشاهد بعض حاالت المرضية المصابة بنوع من تحلل الشخصية وفقدانها لداتها‬

‫وهو ما يعرف باضطراب تعدد الشخصية الفصامية‪ ،‬ومن مميزات عصاب الهستيريا‬

‫الفصامي الشكلي‪ ،‬انه ال يظهر بمظاهر عضوية اال ناد ار جدا عند األطفال‪( .‬عبد المجيد‬

‫الخليدي‪ ،1997 ،‬ص‪)113‬‬

‫إن الهيستيريا كاضطراب تخص التنظيم العصابي للشخصية وهي تقسم إلى‬

‫الهيستيريا التحويلية التي تطرق إليها فرويد في أبحاثه أو الهيستيريا كأزمة‪ ،‬ففي الطفولة قد‬

‫نجد بعض المصابين بهذا االضطراب ولكن العدد يعتبر جد ضعيف وهو يخص في معظم‬

‫األحيان جنس معين ما قبل العشر سنوات‪ ،‬ولكن االختالف يظهر ابتداء من ‪ 12‬سنة‪،‬‬

‫وذلك خاصة عند الفتيات وعند ‪ 15‬سنة‪.‬‬

‫األعراض الهيستيرية تصبح تتشابه وتلك الموجودة عند الراشد (مثل األوجاع العضلية‪،‬‬

‫اضطرابات المشي‪ ،‬اإلعاقات‪...‬إلخ)‪" ،‬فرويد" يطرح فرضية أن العميل الهيستيري لديه نزوات‬

‫ليبيدية هامة وتقابليا "أنا" لم ينضج بعد‪ ،‬وليس لديه القدرة على التحكم أو إيجاد التوازن ما‬

‫يجعل الجسم ككله يتحكم في االستثمار الليبيدي)‪. (Vincent & Lebovici, 2004‬‬

‫أعراض الهيستيريا عند الطفل‪:‬‬

‫في حال اإلصابة بهذا االضطراب النفسي‪ ،‬قد يعاني الطفل من هذه األعراض‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫‪-‬آالم الجسد واضطرابات المعدة مع زيادة الميل إلى القيء‪ ،‬والشعور بالغثيان‪.‬‬

‫‪-‬الصراخ العالي الذي يترافق مع الغضب الشديد‪.‬‬

‫باألذية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التغيرات السلوكية الواضحة والميل الى العدوانية والرغبة‬
‫‪ّ -‬‬

‫الشكاوى الوظيفية والمكاسب الثانوية‪:‬‬

‫تظهر الشكاوى الجسمية عند الطفل وتوصف بانها هستيرية مثل الدوار‪ ،‬والقيئ واآلالم‬

‫البطنية‪ ،‬غير ان االمر ال يتعلق بإقالب حقيقي (رمزي) ولكن ميكانزيم دفاعي انتقالي مؤقت‬

‫اين يكون جسم الطفل المكان المفضل للتعبير‪ ،‬وحسب ‪ Ajuriaguerra‬ان التظاهرات‬

‫الهستيرية هي تحويل وتجسيد للهوام كلغة في الجسم‪ ،‬بواسطة هدا األخير الدي يعتبر وسيلة‬

‫وليس ضحية‪.‬‬

‫حتى وان كان للتظاهرات الهستيرية عند الطفل فوائد ثانوية تظهر في مقدمة األسباب‪،‬‬

‫اال ان الفحص الطبي ضروري إلقصاء الجانب العضوي‪ ،‬كما يجب التأكد من عدم وجود‬

‫إصابة أحد افراد االسرة بأعراض مماثلة‪( .‬اومليلي حميد‪ ،2016 ،‬ص‪)40‬‬

‫‪86‬‬
‫الدرس‪:11‬‬

‫المخاوف عند الطفل والمراهق ‪:‬‬

‫تصدر مخاوف الطفل في االشهر األولى من حياته من أشياء مادية في محيطه‪،‬‬

‫وما يثير انفعال الخوف عند الطفل في هده الفترة األصوات العالية المفاجئة او ظهور‬

‫شخص غريب‪ ،‬او فقدان شخص خاصة االم‪.‬‬

‫هده بعض المنبهات التي قد تحدث الخوف لدى الطفل في السنة األولى‪ ،‬الى ان‬

‫هده المنبهات قد تفقد قوتها المثيرة ويحل محلها مثيرات ومواقف أخرى مع تقدم الطفل في‬

‫العمر‪ ،‬دلك انه في الفترة بين ‪ 5-2‬سنوات‪ ،‬نالحظ ان منبهات الخوف تزداد في العدد‬

‫وتختلف في النوع‪.‬‬

‫فيظهر في تلك السن الخوف من األوهام والخياالت الخوف من المخاطر‪ ،‬من‬

‫الحيوانات القريبة‪ ،‬من السخرية من الظالم ومن االشباح‪ ،‬لكن في مرحلة الطفولة المتأخرة‬

‫تزول هده المخاوف نظ ار للنضج العقلي للطفل‪( .‬مصطفى فهمي‪ ،‬ص‪)80‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬يمكن القول إن المخاوف تقل مع انتقال الطفل من الطفولة األولى إلى‬

‫المراهقة‪ :‬الخوف من الظالم أو المخلوقات الشا ّذة (الغريبة) يختفي بشكل كّلي عندما يبلغ‬

‫الطفل عشر سنوات‪ ،‬والخوف من بعض الحيوانات‪ ،‬المالحظ عند حوالي ‪ %08‬من أطفال‬

‫يتعدى‬
‫ال ـ‪ 6-5‬سنوات يقل بشكل ملحوظ عند المراهقين في عمر ‪ 41-31‬سنة حيث ال ّ‬

‫‪87‬‬
‫ال ـ‪ ،% 02‬ومن المالحظ أن هذه المخاوف عند الطفل‪ ،‬وإن كانت شديدة التواتر‪ ،‬فإنها ال‬

‫تكون ّ‬
‫حادة إال في حاالت نادرة (عند أقل من ‪ %5‬من الحاالت ما بين ‪ 12-7‬سنة)‪.‬‬

‫يضاف إلى ذلك كونها مؤقتة‪ ،‬البد من التوقف هنا عند نوع خاص من الخوف هو‬

‫«الخوف من النبذ أو الرفض» الذي يمكن اعتباره بمنزلة االنفعال األكثر مقاربة مع الخوف‬

‫ألما من بين كل المخاوف المالحظة عند الراشد‪.‬‬


‫من الموت‪ ،‬األصعب واألكثر ً‬

‫قد ينشأ هذا الخوف من النبذ منذ الوالدة‪ ،‬إذ يرتبط بواقع المولود الجديد الذي يولد في‬

‫حالة من عدم االكتمال ‪ -‬حتى على المستوى الفسيولوجي ‪ -‬ويحتاج لمن يعتني به‪ ،‬يرعاه‬

‫غالبا وبشكل مثير‬


‫ويم ّكنه من البقاء بحالة طمأنينة‪ .‬وهذه الحاجة إلى الطمأنينة تُشبع‪ً ،‬‬

‫للرضا‪ ،‬من ِّقَبل األهل هذا واجبهم ومسئوليتهم‪ ،‬لكن‪ ،‬حين ال يشبع األهل هذه الحاجة‪ ،‬وهذا‬

‫ما يحصل في الكثير من األحيان‪ ،‬يستتب عند الطفل المهمل شعور بالنبذ قد يرافقه طيلة‬

‫حياته‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة هنا الحتمال مالحظة بعض الخوافات النمائية (أي المرتبطة بالنمو)‬

‫الحارة‪ ،‬خواف من اللعبة‪ ،‬خواف البلع‪ ...‬إلخ‪ .‬لكن‪،‬‬


‫ّ‬ ‫عند الطفل كخواف النوم‪ ،‬خواف المياه‬

‫تبين أن ليس هناك فرق‪ ،‬على الصعيد النوعي‪ ،‬بين طبيعة الخوافات النمائية وطبيعة‬
‫ّ‬

‫عموما وقبل أي شيء‪ ،‬على‬


‫ً‬ ‫الخوافات الخاصة‪ ،‬مما يعني أن تشخيص الخواف يرتكز‪،‬‬

‫معايير ذات طابع نوعي‪ :‬استمرار االضطراب (مدة ستة أشهر‪ ،‬على األقل‪ ،‬هي أمر‬

‫‪88‬‬
‫سلبا‬
‫حدة اإلحساس باأللم عند الطفل وأهمية انعكاس االضطراب ً‬
‫حدة االضطراب ّ‬
‫مرفوض)‪ّ ،‬‬

‫االجتماعية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مدرسية و‬
‫ّ‬ ‫على عاداته‪ ،‬على عالقاته مع اآلخرين وعلى نشاطاته ال‬

‫أيضا في االعتبار‪ :‬وجود اضطرابات أم‬


‫واإلطار العائلي المرضي‪ ،‬يجب أن يؤخذ ً‬

‫محرض من قبل األهل) يبدو كل ذلك بمنزلة عوامل‬


‫(تفهم مفرط أو ّ‬
‫ال‪ ،‬موقف البيئة العائلية ّ‬

‫تعزز استمرار الخواف المرضي عند الطفل‪.‬‬


‫خطر ّ‬

‫تبعا‬
‫المميزة للخوافات عند الطفل والمراهق ً‬
‫ّ‬ ‫خالصة القول‪ :‬تتنّوع اللوحة اإلكلينيكية‬

‫للجنس والعمر‪ ،‬هناك اتفاق على مستوى معظم الدراسات‪ ،‬للقول إن نسبة تواتر الخوافات‬

‫عند البنات هي أعلى منها عند الصبيان (لكن‪ ،‬دون معرفة السبب)‪.‬‬

‫كما يرى بعض العلماء أن هناك فترات عمرية معينة لظهور الخوافات‪ .‬مثالً‪ :‬قد‬

‫يظهر‪ ،‬عند الطفل الصغير‪ ،‬خواف العض‪ ،‬األكل أو المطاردة من قبل الحيوانات (مهما كان‬

‫حجمها وشكلها)‪ ،‬خواف االتصال (لمس) مع حيوانات صغيرة تعتبر منّفرة‪ ،‬وخواف الظالم‬

‫الخيالية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طا بالخطر المتمّثل بالمخلوقات‬
‫(يالحظ مرتب ً‬

‫والمعروف أن الظلمة تساهم بنمو عدد كبير من الخوافات البسيطة) ما بين ‪3-2‬‬

‫سنوات‪ ،‬وانطال ًقا من عمر ‪ 5-4‬سنوات‪ ،‬تالحظ الخوافات من الجرح بسبب الغرق‪ ،‬النار أو‬

‫عموما ما بين ‪ 7-6‬سنوات‪ ،‬خواف الدم يظهر‬


‫ً‬ ‫حادث معين‪ ،‬خوافات الحيوانات يالحظ‬

‫عموما في سن ال ـ‪ 9‬سنوات‪.‬‬
‫ً‬

‫‪89‬‬
‫وضعيات الفحص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وعند المراهق‪ ،‬تالحظ خوافات الطائرة‪ ،‬التلفريك‪ ،‬طبيب األسنان‪،‬‬

‫هذا‪ ،‬ويحدد اإلطار الثقافي‪ ،‬باإلضافة إلى اإلطار العائلي‪ ،‬نمط الخوافات التي قد تظهر في‬

‫بيئة معينة دون أخرى‪.‬‬

‫كخالصة نقول‪ :‬يالحظ معظم الخوافات خالل الطفولة ويقع متوسط بداية ظهورها‬

‫وتبعا لنمط الخوافات‪ ،‬ما بين ‪ 21-6‬سنة‪ ،‬كما يالحظ انخفاض للخوافات مع‬
‫كاضطراب‪ً ،‬‬

‫نظر لكونها‪ ،‬عند الطفل‪ ،‬غير ثابتة وقد تظهر دون سبب ُيذكر‪ ،‬كما قد تختفي‬
‫التقدم بالعمر ًا‬

‫أيضا بشكل غامض‪ ،‬وهي ال تدعو‪ ،‬إال في حاالت نادرة‪ ،‬لالستشارة النفسية‪.‬‬
‫ً‬

‫تبين وجود‬
‫تطور العام للخوافات البسيطة فهو غير معروف‪ :‬فقد ّ‬
‫أما بالنسبة لل ّ‬

‫التحسن ال يعني بالضرورة الشفاء إذ‬


‫ّ‬ ‫تحسن عند معظم المصابين بالخواف دون عالج‪ ،‬لكن‬
‫ّ‬

‫قد تستمر أعراض الخواف طويالً عند عدد من األفراد‪ :‬هناك دراسات دافعت عن واقع‬

‫استمرار الخوافات البسيطة عند الطفل حتى سن الرشد‪( .‬كريستين نصار‪)2015، ،‬‬

‫المخاوف األساسية خالل المراهقة‪:‬‬

‫التغيرات الجسدية والفسيولوجية‪:‬‬


‫‪-‬التخوف من ّ‬

‫من الطبيعي ان تتمحور معظم أفكار المراهق‪ ،‬بخاصة في المرحلة األولى للمراهقة‪،‬‬

‫وتتميز هذه‬
‫ّ‬ ‫التغيرات الجسدية التي يمر بها‪،‬‬
‫التكيف مع كل ّ‬
‫على صورته الجسدية وكيفية ّ‬

‫بحدة التقييم الذاتي‪ ،‬ما يثير أحاسيسه وتساؤالته ومخاوفه‪.‬‬


‫المرحلة ّ‬

‫‪90‬‬
‫أما أبرز المخاوف فهي‪:‬‬
‫ّ‬

‫تقبل اآلخرين ‪:‬‬


‫•الخوف من عدم ّ‬

‫لمظهره الخارجي وعدم الجاذبية‪ ،‬عند الفتيان كما عند الفتيات‪ ،‬حيث تكتسب المعايير‬

‫الشكلية الظاهرة (مثل مشاكل البشرة الدهنية أو ظهور البثور والنمش أو تركيب جسور‬

‫األسنان المعدنية) أهمية كبرى في عملية التقييم الذاتي وتقييم اآلخرين‬

‫•الخوف من أنه "غير طبيعي" مقارنة˝ باآلخرين‪ ،‬أي األقران ‪:‬‬

‫التأخر في ظهور معالم‬


‫إن هذه المقارنة تتمحور‪ ،‬في معظم األحيان‪ ،‬على ظهور أو ّ‬

‫البلوغ الجنسي عند الفرد‪.‬‬

‫•الخوف المرتبط بالوظائف الجنسية ‪:‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬تلعب وسائل اإلعالم وآالف المواقع على شبكة االنترنت اليوم‪،‬‬

‫دو ار˝ كبي ار˝ في ترويج صورة عن الجنس تختلف عن الصورة التي عرفتها األجيال السابقة‪،‬‬

‫فها قد أصبح موضوع الجنس في متناول الجميع‪.‬‬

‫التخوف من تحمل المسؤولية‪ ،‬وعدم النجاح فيها‪:‬‬


‫• ّ‬

‫لتحمل المسؤوليات بالظهور‪ :‬فالمراهق‬


‫خالل مرحلة المراهقة‪ ،‬يبدأ االستعداد النفسي ّ‬

‫يعي تماما˝ أنه في صدد مغادرة الطفولة والدخول الى عالم الشباب‪ ،‬ومع أنه ال يزال قر ًيبا‬

‫من والديه ويحظى بعنايتهما‪َّ ،‬‬


‫لكنه في الوقت نفسه يشعر بأن األمور باتت مختلفة اآلن‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫تطور مستمر‪ ،‬كذلك فان البيئة التي يعيش فيها‬
‫فكما أن جسده وتفكيره ومشاعره في ّ‬

‫التطور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أصبحت تفرض عليه متطّلبات جديدة تتناسب مع هذا‬

‫تحمل المسؤوليات يحمل الكثير من االيجابيات للمراهق‪ ،‬فالمسؤولية معرفة‪ ،‬وإثراء‬


‫إن ّ‬

‫غنية يحتاج إليها كل مراهق في مشروعه الحياتي الشخصي لكي‬


‫ألبعاد الشخصية‪ ،‬وتجربة ّ‬

‫التدرج نحو التحقيق الذاتي‪.‬‬


‫التحمل و ّ‬
‫ّ‬ ‫ويطور قدراته العقلية ويكتسب القدرة على‬
‫ّ‬ ‫ينضج‬

‫التخوف في مواقف الحوار والمواقف االجتماعية‪:‬‬


‫• ّ‬

‫هناك الكثير من المواقف االجتماعية في الحياة اليومية التي تثير مخاوف المراهقين‪،‬‬

‫بقية التالميذ‪ ،‬أو االجابة على أسئلة‬


‫مثل تسميع الدرس في الصف أو عرض مشروع على ّ‬

‫محرجة لألقارب في المناسبات العائلية الجامعة‪ ،‬أو مواجهة مدير المدرسة للدفاع عن رأي‬

‫أو موقف ما‪.‬‬

‫تقبل اآلخرين له‪:‬‬


‫لتخوف من عدم ّ‬
‫• ّ‬

‫مؤشر‬
‫إن قدرة المراهق على بناء الصداقات واالنخراط في مجموعة من األقران هي ّ‬

‫أما العزلة االجتماعية وعدم القدرة على االندماج واالختالط‬


‫لتكيفه النفسي واالجتماعي‪ّ ،‬‬
‫مهم ّ‬

‫باآلخرين قد تكون سببا˝ رئيسيا˝ للمشكالت واالضطرابات النفسية) مخاوف المراهقين‪،‬‬

‫‪.)Mawared.org‬‬

‫‪92‬‬
‫أسباب الهستيريا عند الطفل والمراهق‪:‬‬

‫•الخبرات المؤلمة ‪:‬‬

‫يحدث القلق عندما يكون هناك ضيق نفسي‪ ،‬أو جرح جسدي ناتج عن خوف يشعر‬

‫به األطفال بالعجز‪ ،‬وبعدم القدرة على التكيف مع الحوادث والنتيجة هي بقاء الخوف الذي‬

‫يكون شديداً ويدوم فترة طويلة من الوقت‪ ،‬هناك مواقف تستشير هذا النوع من المخاوف‪،‬‬

‫بعضها واضحة ومعروفة‪ ،‬بينما المواقف األخرى غامضة ومجهولة‪.‬‬

‫•إسقاط الغضب ‪:‬‬

‫يغضب األطفال من سوء معاملة األهل‪ ،‬ومن الشعور بالغضب يصبح لديهم رغبة‬

‫في إيذاء الكبار‪ ،‬إن هذه الرغبة غير مرغوبة ومحرمة‪ ،‬لذلك يسقطها على الكبار‪ ،‬إن إسقاط‬

‫الغضب أم طبيعي ولكن اإلزعاج والمضايقة أو اإلسقاط المبالغ فيه أو طويل األمد ليس‬

‫طبيعياً‪ ،‬بعض األطفال والمراهقون لم يتعلموا تقبل غضبهم أو التعامل معه‪.‬‬

‫•السيطرة على اآلخرين ‪:‬‬

‫إن المخاوف يمكن أن تستعمل كوسائل للتأثير أو السيطرة على اآلخرين‪ ،‬أحياناً أن‬

‫تكون خائفاً الوسيلة الوحيدة واألقوى لجلب االنتباه وهذا النمط يعزز مباشرة الطفل لتكون له‬

‫مخاوف‪ ،‬وهو يجعل اآلخرين يتقبلون الطفل وهو يحصل على اإلشباع عن طريق الخوف‪،‬‬

‫مثاله الخوف من المدرسة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫فالطفل يظهر خوفه من المدرسة حتى ال يذهب إلى المدرسة‪ ،‬والبقاء في البيت‪ ،‬وإذا‬

‫كان الوالدان يكافئان الطفل على الجلوس في البيت األمر الذي سيجعل الطفل يشعر أن‬

‫الجلوس في البيت تجربة مستمرة وممتعة بالنسبة له وبالتالي يجعل الخوف مطيه له للسيطرة‬

‫على اآلخرين وقد يتحول هذا الخوف إلى عادة‪.‬‬

‫•الضعف الجسمي أو النفسي ‪:‬‬

‫عندما يكون األطفال متعبين أو مرضى فإنهم سيميلون غالباً للجوء إلى الخوف‬

‫خاصة إذا كانوا في حالة جسمية مرهقة وإذا كان فترة هذا المرض طويلة‪ ،‬إن هذه الحالة من‬

‫المرض تقود إلى مشاعر مؤلمة وتكون المكيانزمات النفسية الوقائية عند الطفل ال تعمل‬

‫بشكل مناسب‪ ،‬وبالتالي فإن األطفال ذوي المفاهيم السالبة عن الذات والذين يعانون من‬

‫ضعف جسدي يشعرون بأنهم غير قادرين على التكيف مع الخطر الحقيقي أو المتخيل‪.‬‬

‫•النقد والتوبيخ ‪:‬‬

‫إن النقد المتزايد ربما يقود األطفال إلى الشعور بالخوف‪ ،‬يشعر األطفال بأنهم ال‬

‫يمكن أن يعملوا شيئاً بشكل صحيح‪ ،‬ويبررون ذلك بأنهم يتوقعون النقد ولذلك فإنهم يخافون‪،‬‬

‫ولذا فإن التوبيخ المستمر على األخطاء يقود إلى الخوف والقلق‪ ،‬وسوف يعم الطفل شعو اًر‬

‫عاماً بالخوف‪ ،‬وبالتالي فإن األطفال الذين ينتقدون على نشاطاتهم وعلى تطفلهم ربما‬

‫يصبحون خائفين أو خجولين‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫•االعتمادية والقوة ‪:‬‬

‫إن الصراحة والقسوة تنتج أطفاالً خائفين أو يخافون من السلطة‪ ،‬إنهم يخافون من‬

‫المعلمين أو الشرطة‪ ،‬وإن توقعات اآلباء الخيالية هي أيضاً من األسباب القوية والمسئولة‬

‫عن الخوف عند األطفال‪ ،‬وعن فشلهم‪ ،‬حيث أن اآلباء الذين يتوقعون من أطفالهم التمام في‬

‫جميع األعمال غالباً يتكون عن أطفالهم الخوف‪ ،‬وال يستطيعون أن سلبوا حاجات اآلباء‪،‬‬

‫ويصبحون خائفين من القيام بأي تجربة أو محاولة خوفاً من الفشل‪.‬‬

‫•صراعات األسرة ‪:‬‬

‫إن المعارك الطويلة األمد بين الوالدين أو بين األخوة أو بين اآلباء واألطفال تخلق‬

‫جواً متوت اًر وتحفز مشاعر عدم األمان‪ ،‬وبالتالي يشعر األطفال بعدم المقدرة على التعامل مع‬

‫مخاوف الطفولة حتى مجرد مناقشة المشاكل االجتماعية أو المادية التي تخيف األطفال‪.‬‬

‫عالج مشكلة الخوف عند األطفال‪:‬‬

‫عالج الخوف عند األطفال‪:‬‬

‫•إزالة الحساسية والحالة المعاكسة ‪:‬‬

‫إن الهدف هو مساعدة األطفال الحساسين جداً واألطفال الخائفين‪ ،‬حتى يكونوا أقل‬

‫حساسية وبطئوا االستجابة لمجاالت حساسيتهم‪ ،‬والقاعدة تقول إن األطفال تقل حساسيتهم‬

‫للخوف عندما يرتبط هذا الشيء المخيف مع أي شيء سار‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫•مشاهدة النموذج ‪:‬‬

‫يمكن استعمال األفالم للتقليل من مخاوف الطفل وتعويده على مشاهدة مواقف أكثر‬

‫إخافة ويمكن أن يرى الطفل مواقف تحفزه على الشيء‪.‬‬

‫التدريب‪ :‬إن التدريب يمكن األطفال أن يشعروا بالراحة عندما يكررون أو يعيدون مواقف‬

‫مخيفة نوعاً ما‪.‬‬

‫•مكافأة الشجاعة ‪:‬‬

‫وذلك بامتداح كل خطوة شجاعة يقدم عليها الطفل وتقديم الجوائز له‪ ،‬وكون الطفل‬

‫يتمكن من تحمل جزء من موقف يخيفه فيجب مكافأته عليه‪.‬‬

‫•التفكير بإيجابية والتحدث مع النفس ‪:‬‬

‫بأن يقال للطفل أن التفكير في أشياء مخيفة يجعلهم أكثر خوفاً وأما التفكير بإيجابية‬

‫تعود إلى مشاعر أهدأ وإلى سلوكيات أشجع‪.‬‬

‫•إن معظم مخاوف األطفال مكتسبة وفقاً لنظرية التعلم الشرطي أو التعلم باالقتران والتقليد‪،‬‬

‫فالخوف استجابة مشتقة من األلم‪ ،‬فطفل هذه المرحلة يتمتع بقدرة عجيبة على التوحد بين‬

‫الوالدين في استجاباتهم االنفعالية المتصلة بالخوف وعليه يجب مراعاة اآلباء لمخاوف أبنائهم‬

‫ليساعدهم ذلك في تخطي العديد من مخاوفهم‪( .‬أمجد قاسم‪)2013 ،‬‬

‫‪96‬‬
‫الدرس‪:12‬‬

‫الدهانات عند الطفل والمراهق‪:‬‬

‫أصبح الدهان عند الطفل في عصرنا هدا يصنف ضمن الطب العقلي لألطفال‪ ،‬وهي‬

‫المكانة التي كان يشغلها التخلف العقلي في بداية هدا القرن‪.‬‬

‫في البداية كانت هده الدهانات متجاهلة من قبل المختصين‪ ،‬بعدها بدا االهتمام بها‬

‫وبدرجات متفاوتة‪ ،‬الى ان أصبحت لدى األطباء العقليين بمثابة المرجعية األساسية‬

‫لتشخيص هدا النوع من االضطرابات‪.‬‬

‫تعريف االضطرابات الدهانية‪:‬‬

‫هي اضطرابات عامة تصيب التطور العقلي وتتلف بصفة خطيرة كل النظم الوظيفية‬

‫للشخص (الفكرية‪ ،‬المعرفية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬العقالنية‪ ،‬العاطفية)‪ ،‬كما انها تصيب بدرجات‬

‫متفاوتة الشدة المكتسبات‪ ،‬االتصاالت والتفاعالت‪.‬‬

‫هده االضطرابات تعتبر مزمنة‪ ،‬وتخلق اضطرابا دائما في الشخصية‪ ،‬حسب عمر‬

‫ظهورها‪ ،‬فغالبا ما تظهر االعراض في الطفولة المبكرة‪ ،‬والتي تحدث خلال في النمو العقلي‬

‫لدى الطفل‪.‬‬

‫بالنسبة لالضطرابات الدهانية عند الطفل والمراهق تأثر على القدرات والمعارف‬

‫المكتسبة من قبل وتتلفها‪ ،‬وكلما كان ظهور االضطرابات مبك ار كلما كان خطي ار‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫)احسن بوبازين‪ ،2009 ،‬ص‪(148‬‬

‫ومنه سوف نتطرق في هدا الدرس الى اهم أنواع الدهانات الطفلية‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫الدهان التكافلي‪ ،‬الدهان المبكر والتوحد‪ ،‬الفصام الطفلي‪.‬‬

‫‪-1‬الدهان التكافلي‪:‬‬

‫حسب ‪ M. Mahler‬تتكون هوية الطفل في ثالث مراحل نمو العالقات للموضوع‪:‬‬

‫‪-‬مرحلة توحدية ان لم يتجاوزها الطفل فيبقى في مستوى التوحد وال يرقى الى الموضوع وال‬

‫يعي ال باألخر وال بذاته‬

‫‪ -‬المرحلة التكافلية اساسية للنمو لكن ان لم يتجاوزها فيبقى تابعا ويرغب في االندماج‬

‫واالتكالية‬

‫‪-‬مرحلة تشخيصية وبها يرقى الطفل الى مستوى ذات حرة مستقلة عن االخر‪.‬‬

‫الذهان التكافلي حددته " ماهلر" وتعتب ان الطفل توصل الى المرحلة الثانية‬

‫وتوقف فيها اعراضه تظهر على أساس استثمار (توظيف) ضخم ومفرط لالم فإالم والطفل‬

‫يعيشان في تكافل جزئي يسمح لبداية التمايز انا‪/‬اخر لكنه غير كاف لتشخصية ذاتية تسمح‬

‫باالستقاللية مما يجعل الطفل في عالقة اتكالية مما يعطي سلوكا متكافئا تبعية ورفض ونبذ‬

‫في النفس الوقت نسميه ايضا ذهان ثانوي يعيش الطفل في وحدة مع امه وفصلهما يعني‬

‫اثارة قلق ال يطاق‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ويظهر في‪:‬‬

‫‪-‬غضب محطم‪.‬‬

‫‪-‬مخاوف الليل‪.‬‬

‫‪-‬استحواذ‪.‬‬

‫‪-‬اضطراب اللغة‪.‬‬

‫‪-‬احيانا يرفض االتصال‪.‬‬

‫‪-‬توقف اللغة وتطور نحو الخرص‪.‬‬

‫‪-‬نكوص هام عند الطفل‪.‬‬

‫واعراض ذهانية تتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬انطواء شذوذ ونكوص لغوي‬

‫‪-‬اضطراب االكل‬

‫‪-‬اضطراب الصورة الجسمية‬

‫‪-‬ذه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان مرحلـة الكم ـ ــون‬

‫ما بين (‪12-5‬سنة) من خصائص المصابين في هذه المرحلة انهم كونوا وسائل‬

‫اتصال مثل اللغة خاصة وامكانيات معرفية لم يكتسبها الصنفان السابقان يظهر بطريقة‬

‫‪99‬‬
‫مفاجئة او تدريجية في الحالة الثانية ال يبالي محيط الطفل باالضطراب ال بعد مدة وخاصة‬

‫عند تأخره واضطرابه في المدرسة‪.‬‬

‫تتميز االضطرابات بانعزال تدريجي وانطواء واضطرابات الطبع غالبا ما تظهر‬

‫االعراض بعد حوادث صادمة تهدد الكيان ونرجسية الطفل وتحيي حصر التفريق والتالشي‬

‫االعراض عديدة وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬اضطراب العالقات العائلية والسلوك‬

‫‪-‬انطواء وانسحاب مفاجئ او تدريجي من العالم‬

‫‪-‬قلق االنتماء‬

‫‪-‬سطحية العالقات‬

‫‪-‬برودة االنفعال‬

‫‪-‬نقص في النشاط ويمكن ان يصل الى نشاط فقير ونمطي‬

‫‪-‬من ناحية اللغة خلط في الكالم وضعف التركيز الفكري‬

‫‪-‬اعراض رهابيه‬

‫‪-‬اعراض استحواذيه‬

‫‪ -‬من ناحية الطبع نجد ميول الى االكتئاب والالمباالة تارة وانفجار وافراط في النشاط‬

‫‪100‬‬
‫‪-‬عدوانية نحو الذات واالخر‬

‫‪-‬احيانا القلق يظهر في الحياة الخيالية (الخوف من الموت)‬

‫‪-‬اضطراب الحياة المدرسية يجد الطفل صعوبة في تتبع فكر االخر وصعوبة فهم الدروس‬

‫كما يفقد مبادرته مما يجعله يجد صعوبة في متابعة الدروس والتركيز‪.‬‬

‫‪-‬من ناحية الهذيان والهلوسة حيث ان هذه االعراض اساسية في ذهان الراشد لكن حسب‬

‫‪godfar.ajuriaguerra‬يشيران الى‬ ‫دراسات ال تظهر االفكار الهذيانية قبل ‪ 6‬سنوات‪،‬‬

‫احساس الطفل بغرابة وصعوبة الوعي بجسمه كوحدة ثابتة (تجزء وتفشي حدود الجسم او‬

‫لبعض اجزائه) مع القلق و ‪ laroche‬يتكلم عن ازالة الذاتية المؤقتة خلط بين االنا واالخر‬

‫وبين االشياء والناس لكن ال يوجد هذيان منظم لوجود امكانات التطور عند الطفل الهلوسة‬

‫نادرة عند الطفل رغم ان ‪ l.Bender -Jaffe‬يشيران الى هلوسة سمعية وبصرية عند اطفال‬

‫يتابعون دراستهم‪.‬‬

‫اما اضطرابات اللغة فتعبر عن‪:‬‬

‫‪-‬الفكر الفصامي تفكك وتنافر‬

‫‪-‬تفكير غامض ومغلق‬

‫‪-‬ثرثرة بدون معنى‬

‫‪-‬الخرس يظهر بعد ‪ 10‬سنوات ويكون تام او جزئي‬

‫‪101‬‬
‫)االضطرابات النفسية والعقلية عند الطفل والمراهق‪)educapsy.com ،2014 ،‬‬

‫الدرس‪:13‬‬

‫‪-2‬الدهان المبكر والتوحد‪:‬‬

‫استخدمت مصطلحات عديدة لإلشارة إلى التوحد مثل ذهان الطفولة‪ ،‬االنانية أو‬

‫االنشغال بالذات‪ ،‬االحت ارزية‪ ،‬االنكفاء‪ ،‬الذاتية‪ ،‬الطفولية‪ ،‬االوتيزم‪ ،‬إال أن هناك شبه أجماع‬

‫بين الباحثين والمختصين في العالم العربي في اآلونة األخيرة على استخدام مصطلح التوحد‬

‫حيث أن تعدد التسميات يؤدي الى التداخل وإساءة الفهم في بعض األحيان‪.‬‬

‫ومن ضمن ما أشار اليه العلماء المختصين في العجز النفسي‪ ،‬هو التوحد إذ يعد‬

‫التوحد من أكثر االضطرابات النمائية صعوبة للطفل ولوالديه‪ ،‬وأفراد األسرة الذين يعيشون‬

‫معه‪ ،‬واالفراد من حوله‪ ،‬ويعود ذلك إلى أن هذا االضطراب يتميز بالغموض وبغرابة أنماط‬

‫السلوك المصاحبة له‪.‬‬

‫ويتداخل بعض مظاهره السلوكية مع بعض أعراض إعاقات واضطرابات أخرى (رافد‬

‫صباح التميمي ‪2017،‬ص‪ )31‬وعام (‪ )1992‬أوردت منظمة الصحة العالمية )‪(WHO‬‬

‫اضطراب التوحد في تصنيفها الدولي العاشر لألمراض ‪-ICD 10‬تحت اسم «التوحد‬

‫الطفولي"‪ ،‬وعرفته بأنه اضطراب نمائي شامل يتمثل في نمو غير عادي أو مضطرب أو‬

‫كليهما معاً‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ويظهر في السنوات الثالث االولى من حياة الفرد‪ ،‬ويأخذ شكل أداء غير عادي في‬

‫المجاالت الثالثة التالية‪ :‬التفاعل االجتماعي‪ ،‬التواصل‪ ،‬السلوك والمحدد النمطي ‪.‬‬

‫وفي عام (‪ )1994‬أصدرت الجمعية األمريكية للطب النفسي ‪ APA‬اإلصدار الرابع‬

‫للدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات العقلية ‪-DSM 4‬موسعة مفهوم االضطرابات‬

‫النمائية الشاملة تجاوباً العت ارض الكثير من الباحثين حول استخدام مصطلح االضطرابات‬

‫النمائية غير المحددة الذي ال يساعد في تقديم اقتراحات عالجية‪ ،‬إذ قدمت الجمعية في هذا‬

‫اإلصدار مفهوم االضطرابات النمائية الشاملة التي تضم تحت مظلتها االضطرابات التالية‪:‬‬

‫‪ Asperges syndrome‬أسبيرجر متالزمة ‪ Autism Disorder/‬التوحد اضطراب‪/‬‬

‫ومتالزمة ريت ‪ / syndrome s’Reet‬واضطراب االنتكاس الطفولي‪ ،‬ويطلق البعض عليه‬

‫بدال من كلمة االنتكاس‬


‫اضطراب االنحالل أو التفكك أو التحلل الطفولي ً‬

‫‪ Disintegrative Childhood‬وأخي ار االضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة البعض‬

‫يطلق التي التوحد غير النمطي‪( . Atypical Autism‬رافد صباح التميمي‪،2017 ،‬‬

‫ص‪(33‬‬

‫أنواع طيف التوحد الطفلي‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫•متالزمة اسبرجر ‪:Asperger Syndrome‬‬

‫هي قصور في مهارات التوازن‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬الكالم التكراري‪ ،‬اخراج الصوت بنفس‬

‫الوتيرة‪ ،‬كراهية التغيير في كل شيء سواء في االكل او المالبس‪ ،‬وعادة ما تكون لهم طقوس‬

‫معينة في حياتهم‪ ،‬حب الروتين‪ ،‬عدم القدرة على التفاعل مع اآلخرين بشكل طبيعي‪.‬‬

‫معظم هؤالء األطفال لديهم نسبة دكاء عادية‪ ،‬او معدل عالي من الدكاء وال يوجد‬

‫لديهم تأخر النطق‪ ،‬ينشغلون ويلعبون في اغلب األوقات بشيء واحد‪ ،‬لديهم حساسية كبيرة‬

‫من األصوات‪ ،‬كما ان بعض األطفال لديهم قدرات فائقة في بعض النواحي مثل‪ :‬قدرة غير‬

‫عادية في الحفظ ‪.‬‬

‫•متالزمة الكروموسوم الهش‪Fragile X Syndrome :‬‬

‫اضطراب جيني في الكروموسوم الجنسي االنثوي ‪ X‬ويظهر في ‪ %10‬من أطفال‬

‫التوحد خاصة الذكور‪ ،‬معظم هؤالء األطفال لديهم تخلف عقلي بسيط او متوسط‪ ،‬وللطفل‬

‫صفات معينة مثل بروز االدن‪ ،‬كبر مقاس محيط الرأس ‪ ،‬مرونة شديدة في المفاصل‪ ،‬غالبا‬

‫ما تظهر استجابات حركية تك اررية وحساسية مفرطة للصوت‪ ،‬اضطراب األداء اللفظي وغير‬

‫اللفظي‪ ،‬واضطرابات معرفية‪.‬‬

‫•متالزمة الندو‪-‬كليفنر ‪: Landau-Kleffner Syndrome‬‬

‫‪104‬‬
‫في هده الحالة ينمو الطفل بشكل طبيعي في اول ثالث الى سبع سنوات من العمر‬

‫لكنه يفقد المهارات اللغوية بسرعة بعد دلك‪ ،‬غالبا ما يشخص الطفل خطئ على انه اصم‪،‬‬

‫هناك حاجة الستخدام التخطيط الكهربائي للدماغ لتشخيص هده المتالزمة‪ ،‬من االعراض‬

‫المشابهة للتوحد قصور االنتباه‪ ،‬عدم الشعور باأللم‪ ،‬الكالم التكراري‪ ،‬قصور المهارات‬

‫الحركية‪.‬‬

‫•متالزمة كوت ‪: Kott Syndrome‬‬

‫تحدث لدى االناث في معظم الحاالت‪ ،‬تتمثل اعراضها في عدم القدرة على الكالم‬

‫وفقدان القدرة على استخدام اليدين اراديا‪.‬‬

‫•متالزمة سوتوس ‪: Sotos Syndrome‬‬

‫تسبب سرعة كبيرة في النضج‪ ،‬وكبر حجم الجمجمة والتخلف العقلي وتعبيرات وجهية‬

‫شاذة‪.‬‬

‫•متالزمة وليامز ‪: Williams Syndrome‬‬

‫اضطراب نادر يشترك مع التوحد ببعض الخصائص مثل التأخر اللغوي والحركي‪،‬‬

‫الحساسية المفرطة للصوت وهز الجسم والتعلق باألشياء غير الطبيعية‪.‬‬

‫) سوسن شاكر مجيد‪ ،2010 ،‬ص‪(31‬‬

‫‪105‬‬
‫اعراض التوحد الطفولي‪:‬‬

‫من اهم االعراض الحسية واالجتماعية واالنفعالية واالدراكية التي تتصف بها األطفال‬

‫التوحديين‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬ضعف التفاعل االجتماعي‪:‬‬

‫غالبا ما يكون األطفال التوحديين بمعزل عن اآلخرين‪ ،‬وهم متحفظون‪ ،‬يقيمون‬

‫اتصاالت قليلة وعالقات قليلة مع الراشدين واألطفال‪ ،‬كما تظهر عليهم اعراض االنسحاب‬

‫االجتماعي‪ ،‬واالنطواء على النفس وعدم القدرة على إقامة عالقات اجتماعية مع االخرين‪،‬‬

‫كما ال يشاركون األطفال اللعب‪.‬‬

‫كما ان الطفل الرضيع ال يستجيب للحمل واالحتضان‪ ،‬ويتجنب الطفل األكبر سنا‬

‫والنظر في وجه اآلخر‪ ،‬ويمتنع بشكل خاص عن إقامة االتصال بالعين‪.‬‬

‫‪-‬البرود العاطفي الشديد‪:‬‬

‫من الخصائص التي تالحظ على أطفال التوحد هو عدم استجابتهم لمحاولة الحب‬

‫والعناق او اظهار مشاعر العطف‪ ،‬ويذهب الوالدين الى ان طفلهما ال يعرف أحدا وال يهتم‬

‫بان يكون وحيدا او في صحبة اآلخرين‪ ،‬فضال عن القصور واالختناق في تطوير عالقات‬

‫انفعالية وعاطفية مع االخرين‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫فال يدلون اية استجابة عندما يحاول اآلباء ابداء العاطفة او الحب او محاوالت‬

‫تدليله او ضمه او تقبيله او مداعبته بل وربما ال يجدان منه االهتمام بحضورها او غيابهما‬

‫عنه‪ ،‬وفي كثير من الحاالت يبدو الطفل وكأنه ال يعرفهما‪ ،‬فمن النادر ان يبدي عاطفة نحو‬

‫اآلخرين بل تنقصه في كالمه النغمة االنفعالية والقدرة التعبيرية‪.‬‬

‫‪-‬ضعف االستجابة للمثيرات الخارجية‪:‬‬

‫تبدو على أطفال التوحد كما لو ان حواسهم قد أصبحت عاجزة عن نقل أي مثير‬

‫خارجي الى الجهاز العصبي‪ ،‬فادا مر شخص قريب منه وضحك او أصدر صوتا امامه‪ ،‬او‬

‫نادى عليه فانه يبدو كما لو لم يرى او يسمع او انه أصابه الصمم او كف البصر‪ ،‬كما‬

‫يعاني أطفال التوحد من عدم اإلحساس الظاهر باأللم وعدم تقديرهم للمخاطر‪.‬‬

‫‪-‬ضعف استخدام اللغة والتواصل مع اآلخرين‪:‬‬

‫يعاني بعض األطفال التوحديين‪ ،‬من ضعف استخدام اللغة والتواصل مع اآلخرين‪،‬‬

‫وبعض األطفال ال يتعلمون الكالم ابدا كما ان مناك كثي ار من المالمح غير السوية عند بدء‬

‫الحديث لدى األطفال التوحديين فقد يردد الطفل ما قد يسمعه وفي نفس اللحظة وكأنه صدى‬

‫لما يقال وتعرف بظاهرة المصأداة ‪. Echolalie‬‬

‫كما لديه حذف بعض الكلمات الصغيرة واستخدام الضمائر بصورة مشوشة وخاطئة‬

‫حيث يستعمل "انت" عندما يريد ان يقول "انا" وعدم القدرة على تسمية األشياء وعدم القدرة‬

‫‪107‬‬
‫على تسمية األشياء وعدم القدرة على استعمال المصطلحات المجردة‪ ،‬ويكون للطفل نطق‬

‫خاص به يعرف معناه فقط من يخبرون ماضي الطفل‪ ،‬ولقد اسماها "كانر" لغة مجازية‬

‫‪ ،Métaphorique Langage‬ويكون الكالم على وتيرة واحدة‪.‬‬

‫اما التواصل غير اللفظي مثل تعابير الوجه وااليماءات فغائبة او نادرة‪ ،‬اما النمطية‬

‫اللفظية ‪ Verbal Stéréotypes‬فيشمل تكرار الكلمات او الجمل دون اعتبار للمعنى‪ ،‬ولدى‬

‫األطفال األكبر سنا تكون اآللية اللفظية شاملة لذاكرة طويلة األمد مثل‪ :‬إعادة نفس كلمات‬

‫اغنية سمعها قبل دلك بسنوات او مناسبات تاريخية‪ ،‬حيث ان هده المعلومات تتكرر مرات‬

‫عديدة دون اعتبار للموقف االجتماعي ومناسبة دكرها من عدمها‪.‬‬

‫‪-‬إيذاء الذات‪:‬‬

‫يثور األطفال التوحديين في سلوك عدواني موجه نحو افراد اسرته او أصدقائه او‬

‫المختصين العاملين على رعايته وتأهيله‪ ،‬يتميز هدا السلوك بالبدائية كالعض والخدش‬

‫والضرب‪ ،‬او في شكل تدمير أدوات او اثاث‪ ،‬وكثي ار ما يتجه العدوان نحو الذات حيث يقوم‬

‫الطفل بعض نفسه حتى يدمي‪ ،‬او يضرب رأسه في الحائط او بعض األثاث بما يؤدي‬

‫إلصابة رأسه بجروح او كدمات او اورام او قد يتكرر ضربه او لطمه على وجهه بيديه‪.‬‬

‫‪-‬فقدان اإلحساس بالهوية الشخصية‪:‬‬

‫‪108‬‬
‫يبدو على األطفال التوحديين بأنهم ال يعرفون بوجود هوية شخصية او دات خاصة‬

‫بهم‪ ،‬وكثي ار ما يحاول هؤالء األطفال استكشاف أجسادهم واالمساك بها كما لو كانت أشياء‬

‫جامدة الى درجة إيذاء أنفسهم او يتخذ األطفال أوضاعا خاصة في الوقوف او الجلوس‬

‫وكأن اجسامهم أشياء غير مألوفة لديهم‪.‬‬

‫‪-‬القلق الحاد ‪:‬‬

‫تسبب بعض األشياء العادية والمألوفة القلق الحاد للطفل‪ ،‬في حالة تغيير روتين‬

‫الحياة اليومية‪ ،‬فيصبح الطفل حزينا ادا تغيرت البيئة المحيطة به‪ ،‬مثال ادا تم تغيير األثاث‬

‫من موقعه من مواقعه المعتادة او ادا افتقد الشيء مألوفا لديه‪ ،‬من جهة أخرى يعاني الطفل‬

‫من شذوذات الوجدان مثل التقلب الوجداني (الضحك والبكاء بدون سبب واضح) والغياب‬

‫الواضح للتفاعالت العاطفية والخوف المفرط كاستجابة لموضوعات غير مؤدية‪.‬‬

‫‪-‬قصور في آداء بعض المهارات االستقاللية‪:‬‬

‫يبدو على الطفل التوحدي القصور والعجز في العديد من أنماط السلوكيات التي‬

‫يستطيع أدائها األطفال العاديين من هم في نفس سنه ومستواه االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬ففي‬

‫سن الخامسة او العاشرة قد ال يستطيع التوحدي أداء اعمال قد يقوم بها أطفال من سنه‪ ،‬فهو‬

‫يعجز عن رعاية نفسه او حمايتها او اطعام نفسه او خلع ولباس ثيابه‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪-‬انخفاض مستوى الوظائف العقلية‪:‬‬

‫يعاني أطفال التوحد من اضطراب النمو العقلي‪ ،‬وتظهر بعض الحاالت تفوقا ملحوظا‬

‫في مجاالت معينة‪ ،‬ويبدو على بعض األطفال أحيانا مهارات ميكانيكية عالية حيث‬

‫يتوصلون تلقائيا الى معرفة طرق االنارة وتشغيل االقفال‪ ،‬كما قد يجدون عمليات حل‬

‫وتركيب األدوات واألجهزة بسرعة ومهارة فائقتين‪.‬‬

‫قد يطهر بعض األطفال نوع من األداء السوي او القريب من السوي‪ ،‬في سياق‬

‫ترتيب أشياء معينة في صورة دقيقة او في تدكر بعض االحداث‪ ،‬كما يعاني بعض األطفال‬

‫(سوسن شاكر مجيد‪،‬‬ ‫التوحديين من ضعف في االدراك واالنتباه والوظائف العصبية‪.‬‬

‫‪ ،2010‬ص‪)41‬‬

‫مبادئ التقييم التشخيصي لدوي اضطراب التوحد‪:‬‬

‫المالحظ من تجارب أسر أطفال اضطراب التوحد أن الوصول إلى التشخيص هو‬

‫تجربة قاسية صعبة ومؤلمة‪ ،‬السيما في المراحل األولى من ظهور أعراض اضطراب‬

‫التوحد‪ ،‬ولوجود تباينات في األعراض‪ ،‬ويجب أخذ ذلك التشخيص فقط من متخصصين‬

‫لديهم الخبرة والدراية التامة عن تلك النوعية من الحاالت‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫•االكتشاف المبكر للتوحد‪:‬‬

‫يصعب تشخيص حاالت غالبية األطفال قبل بلوغهم سن أربع سنوات‪ ،‬ويؤكد‬

‫المختصون على أهمية اكتشاف هذه االضطرابات بصفة مبكرة لتحسين نتائج العالج‪ ،‬لدلك‬

‫يمكن تلخيص مبررات التشخيص المبكر للتوحد في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪-‬إن السنوات األولى في حياة األطفال الذين ال يقدم لهم برنامج تدخل مبكر تعد سنوات‬

‫حرمان وفرص ضائعة وربما تدهور نمائي أيضا‪ ،‬وأن التعلم في السنوات المبكرة أسهل‬

‫وأسرع من التعلم في أية مرحلة عمرية أخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬إن التأخر النمائي قبل الخامسة من العمر مؤشر خطر يعنى احتماالت استمرار المعاناة‬

‫طوال فتره حياة اإلنسان ‪.‬‬

‫‪-‬إن التدخل المبكر جهد مثمر ذو جدوى اقتصادية كونه يقلل النفقات المخصصة للبرامج‬

‫التربوية الالحقة‪.‬‬

‫‪-‬إن معظم مراحل النمو والتعلم الحرجة تكون في ذروتها خالل السنوات األولى من العمر ‪.‬‬

‫‪-‬إن تدهو ار نمائي قد يحد لدى الطفل المعوق بدون التدخل المبكر مما يجعل الفروق بينه‬

‫وبين أقرانه العاديين أثر وضوح ا مع مرور األيام ‪.‬‬

‫‪-‬إن مظاهر النمو متداخلة‪ ،‬وعدم معالجة الضعف في أحد جوانب النمو حال اكتشافه قد‬

‫يقود إلى تدهور في جوانب النمو األخرى‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪-‬يساهم التدخل المبكر في تجنيب الوالدين وطفلهما ذوى االحتياجات الخاصة مواجهة‬

‫صعوبات نفسية كبيرة الحقا ‪.‬‬

‫•أهداف التدخل المبكر ‪:‬‬

‫يعد الهدف األساسي من التدخل المبكر في مجاالت التربية الخاصة هو الحد من‬

‫اآلثار السلبية لإلعاقة على الطفل وأسرته في الجوانب االجتماعية واألكاديمية والسلوكية‬

‫والنفسية‪ ،‬وفي زيادة تقبل المجتمع لهده الفئة وتفهم احتياجاته وتوظيف قدراته‪ ،‬ويمكن‬

‫تلخيص أهداف برامج التدخل المبكر كما يلي‪:‬‬

‫‪-‬تحسين نمو األطفال وتم ينهم من االندماج االجتماعي في المستقبل‪ ،‬والحيلولة دون تطور‬

‫نسبة اإلعاقة أو التقليل من شدتها‪.‬‬

‫‪ -‬التقليل من المعاناة المعنوية‪ ،‬والمادية ألسر األطفال وتخفيف األعباء عنها ومساعدتها في‬

‫تقبل أطفالها وتحقيق درجة مقبولة من التكيف‪.‬‬

‫‪-‬إبراز أهمية دور األسرة في تخطيط وتنفيذ برامج التدخل ومساعدة األسرة اكتساب المعرفة‬

‫والمهارات واالتجاهات الالزمة لتنشئة أطفالها اآلخرين‪.‬‬

‫‪-‬زيادة درجة وعي المجتمع بالوقاية من اإلعاقة والحد من آثارها‪.‬‬

‫‪-‬إن التعلم المبكر في السنوات األولى من حياة الطفل أسرع وأسهل من التعلم في أي مرحلة‬

‫(الفرحاتي السيد محمود‪ ،2015،‬ص‪(35‬‬ ‫عمرية أخرى‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫مجاالت تشخيص اضطراب التوحد‪:‬‬

‫هناك عدة طرق أساسية يجب التركيز عليها عند تقييم حالة الطفل التوحدي‪ ،‬وهي‬

‫كاآلتي‪:‬‬

‫•التاريخ التطوري للحالة‪:‬‬

‫يعد التعرف على التاريخ النمائي من أهم العوامل المساعدة على التوصل إلى‬

‫تشخيص دقيق الضطراب التوحد‪ ،‬وذلك من خالل إجابة األم على مجموعة من األسئلة‬

‫تتعلق بتطور نمو الطفل‪ ،‬واألعراض التي تظهر عليه في األشهر األولى من عمره يساعد‬

‫التعرف على التاريخ الطبي لألم أثناء الحمل في تلخيص حاالت التوحد‪.‬‬

‫فالتاريخ المرضي لألم في مرحلة الحمل وتعرضها ألي حوادث مثل النزف الرحمي‬

‫والحصبة األلمانية أو أخذ الطعم الواقي منها أثناء الحمل أو التوكسو بالوموس أو أي‬

‫أمراض فيروسية أخرى أو أعراض‪ ،‬كذلك الحساسية المختلفة أو اإلدمان على األشياء من‬

‫العوامل المختلفة ‪.‬‬

‫أيضا طريقة الوالدة ومدتها ومدة الحمل ووزن الطفل عند الوالدة وتعرض الطفل ألي‬

‫التهابات من المؤشرات القوية على اإلصابة بهذا االضطراب‪( .‬الفرحاتى السيد‬

‫محمود‪ ،2015،‬ص‪)46‬‬

‫‪113‬‬
‫•التاريخ الوراثي للحالة‪:‬‬

‫هناك أدلة غير قاطعة على أن التأثيرات الوراثية تؤدي دو ار في التلخيص التشخيص‬

‫اإلكلينيكي الضطراب التوحد‪ ،‬وتتفق كل التقارير على أن ‪ ٪2‬من أشقاء ذوي اضطراب‬

‫التوحد مصابون بالتوحد‪ ،‬وهو معدل يزيد ‪ 50‬مرة عن معدلة في المجتمع بصفة عامة‪.‬‬

‫(الفرحاتى السيد محمود‪ ،2015،‬ص‪)46‬‬

‫•التقييم السلوكي ‪:‬‬

‫هو دائماً من مهام أخصائي ذو خبرة بحاالت التوحد وله تاريخ طويل في تجميع‬

‫المعلومات السلوكية‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق أسلوبين أساسيين هما ‪:‬‬

‫ب‪ -‬المالحظة المقننة ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬المالحظة غير المباشرة‪.‬‬

‫ففي المالحظة المباشرة يترك الطفل يلعب ببعض الدمى ثم يطلب من أحد إخوانه‬

‫اللعب معه‪ ،‬ويبدأ األخصائي في رصد بعض المالحظات ومنها ردة فعله عند وجود األخوة‬

‫أو األم معه في الغرفة‪ ،‬هل يقترب منها تدريجيا؟ أو يحاول أن يلعب معها؟ هل هناك‬

‫اتصال بصري معها؟ هي يقبلها أو يجلس بجوارها أو يلعب معها أو يعطيها اللعبة ‪.‬‬

‫ويتم كذلك توجيه أسئلة لوالدة الطفل‪ /‬الطفلة عن كيفية لعب الطفل‪ /‬الطفلة في المنزل‬

‫وسلوكه أثناء األكل‪ ،‬وعن حديثه‪ ،‬واستخدام يديه‪ ،‬واهتمامه بمشاركة إخوانه في اللعب ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أما المالحظة المقننة فال بد من وضع أسس ودرجات معينة لها‪ ،‬وذلك من أجل‬

‫الخروج بنتيجة مقننة‪.‬‬

‫‪-‬محكات تشخيص الطفل ذوى اضطراب التوحد‪:‬‬

‫من الصعوبات التي واجهت عملية تلخيص حاالت اضطراب التوحد فإن العلماء‬

‫والباحثين حاولوا التغلب عليها بوضع مجموعة من المعايير والمحكات األساسية التي تلخص‬

‫على أساسها حاالت التوحد وفي الطبعة الرابعة‪ ، DSM-IV 1994‬والطبعة الرابعة المعدلة‬

‫‪DSM-IV 2000‬من الدليل التشخيصي اإلحصائي‪:‬‬

‫ورد التوحد باعتباره أحد اضطرابات النمو الشاملة ولكي يتم تلخيص التوحد البد من‬

‫انطباق هذه المحكات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬يجب ان تتوفر ستة بنود على األقل ‪ 1،2،3‬بحيث يكون على األقل بندين من ‪ ،1‬وبند‬

‫على األقل من ‪.2،3‬‬

‫‪- 1‬قصور كيفي في التفاعل االجتماعي يظهر في بندين على األقل مما يأتي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬قصور واضح في استخدام السلوكيات غير اللفظية المتعددة مثل التواصل البصري‪،‬‬

‫وتعبيرات الوجه‪ ،‬وحركات الجسم‪ ،‬واإليماءات‪.‬‬

‫ب‪ -‬الفشل في إقامة عالقات مع األقران تناسب مستوى العمر ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ج ‪ -‬قلة االهتمام ومحاولة المشاركة في اللعب (عدم القدرة على طلب لعبة ما أو إحضارها‬

‫أو اإلشارة عليها‪.‬‬

‫د‪ -‬فقدان القدرة على التفاعل االجتماعي وتبادل األحاسيس واالنفعاالت مع المحيطين‪.‬‬

‫‪-2‬قصور في التواصل في واحد على األقل مما يلي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تأخر أو نقص القدرات اللغوية مع عدم تعويضها باستخدام طرق التواصل األخرى‬

‫كاإلشارة مثال‪.‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة لألشخاص الذين لديهم القدرة على الكالم يكون لديهم صعوبات واضحة في بدء‬

‫واستمرار المحادثة مع اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬الحوار أو الحديث بطريقة نمطية مع تكرار الكالم‪ ،‬أو استخدام الطفل لغة خاصة به‪.‬‬

‫د ‪ -‬نقص القدرة على اللعب التخيلي أو التظاهري‪ ،‬وذلك نقص القدرة على محاكاة وتقليد‬

‫اآلخرين في لعبهم‪.‬‬

‫‪ -3‬أنماط سلوكية واهتمامات وأنشطة محددة ومكررة ونمطية تظهر في واحد على األقل مما‬

‫يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬االنشغال الدائم في القيام بسلوك أو أ ثر من السلوكيات النمطية المحددة بشكل غير‬

‫عادي وبدرجة غير طبيعية من حيث التركيز والشدة‪.‬‬

‫ب‪ -‬التمسك وااللتزام ببعض األفعال الروتينية غير الوظيفية‪.‬‬


‫‪116‬‬
‫ج‪-‬سلوكيات حركية نمطية مثل رفرفة اليدين –نقر األصابع‪ -‬أو حركات الجسم المتكررة‪.‬‬

‫د‪-‬االنشغال الدائم بجزء صغير من األشياء‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬تأخر أو نقص التفاعل غير الطبيعي ويبدأ تحت سن الثالثة في واحد مما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬التفاعل االجتماعي‬

‫ب‪ -‬اللغة كما تستخدم في التواصل االجتماعي‬

‫ج‪ -‬اللعب الرمزي أو التخيلي‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أال يفسر االضطراب على نحو أفضل على أنه اضطراب ريث أو اضطراب الطفولة‬

‫‪.‬‬ ‫النفس جسدية)‪(DSM IV : 1994،57-58‬‬

‫‪-3‬الفصام الطفلي‪:‬‬

‫‪-‬الخصائص العامة للدهانات الطفلية‪:‬‬

‫‪-‬وجود قطيعة مع الواقع وانسحاب عالئقي‬

‫‪-‬ال يتحمل اإلحباط‬

‫‪-‬اندفاعات هدامة ونوبات عنيفة من القلق واالنطواء او النكوص‬

‫‪ -‬اما بالنسبة للهذيان والهلوسات فان تأكيده في حالة الطفل يبدو صعبا نظ ار الن المسافة بين‬

‫الواقع والخيال عند الطفل ال تزال قصيرة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪-‬قلق الطفل الدهان هو قلق التهديد او المتابعة‪ ،‬وهذا القلق يأخذ شكل خلط او توزع او عدم‬

‫‪ -‬اندماج‪ ،‬والميكانيزمات التي يطورها الطفل من اجل مواجهة هذا القلق هو االزدواج‬

‫والمثالية واإلسقاط والتماهي ‪.‬‬

‫واألشكال االكلينيكية للدهانات الطفلية متنوعة وهي‪:‬‬

‫دهان العجز المبكر ‪précoce déficitaire précoce‬‬

‫الدهان االنصهاري‪symbiotique psychose‬‬

‫‪psychose‬‬ ‫‪dysthemique‬‬ ‫الدهان المزاجي‬

‫‪psychotique dysharmonie‬‬ ‫الدهان التنافري‬

‫سوسن شاكر مجيد‪ ،2010، ،‬ص‪(2‬‬ ‫الفصام الطفلي( ‪schizophrénie infantile‬‬

‫العالمات واألعراض المبكرة للفصام‪:‬‬

‫‪-‬التأخر اللغوي‪.‬‬

‫‪-‬الحبو المتأخر أو غير الطبيعي‪.‬‬

‫‪-‬تأخر المشي‪.‬‬

‫‪-‬سلوكيات حركية غير طبيعية مثل التأرجح أو رفرفة الذراعين‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫يشيع ظهور بعض هذه العالمات واألعراض أيضاً لدى األطفال الذين يعانون من‬

‫اضطرابات نمو شامل‪ ،‬مثل اضطرابات طيف التوحد‪ .‬لذا يعد استبعاد اضطرابات النمو هذه‬

‫من أولى خطوات التشخيص‪.‬‬

‫أعراض الفصام لدى المراهقين‪:‬‬

‫تتشابه أعراض فصام الشخصية لدى المراهقين مع األعراض التي يشهدها البالغون‪ ،‬لكن‬

‫قد يصعب تمييز بعضها لدى المراهقين كونها تشبه أعراض النمو العادي في سنوات‬

‫المراهقة‪ ،‬والتي منها‪:‬‬

‫‪-‬االنسحاب عن األصدقاء واألسرة‪.‬‬

‫‪-‬تراجع األداء الدراسي‪.‬‬

‫‪-‬اضطراب النوم‪.‬‬

‫‪-‬الهياج أو االكتئاب‪.‬‬

‫‪-‬االفتقار إلى الدافع‪.‬‬

‫‪-‬السلوك الغريب‪.‬‬

‫‪-‬احتمال اإلصابة باألوهام أقل من البالغين‪.‬‬

‫‪-‬احتمال اإلصابة بهلوسات بصرية أكثر من البالغين‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫عالمات وأعراض الحقة ‪:‬‬

‫كلما كبر األطفال المصابون بفصام الشخصية زادت عالمات االضطراب وأعراضه‪ ،‬والتي‬

‫تتضمن ما يلي‪:‬‬

‫•الهلوسات‪:‬‬

‫يمكن للهلوسات أن تنطوي على أي مشاعر‪ ،‬ولكنها عادة ما تتضمن رؤية أو سماع‬

‫أشياء غير موجودة‪ .‬إال أنه بالنسبة للشخص المصاب بفصام الشخصية‪ ،‬فهذه الهلوسات‬

‫يكون لها كامل القوة والتأثير على حياته‪ ،‬مثلها مثل خبرات الحياة العادية‪.‬‬

‫•األوهام ‪:‬‬

‫هي معتقدات خاطئة ال تستند إلى الواقع‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬التوهم بأن شخصاً يؤذيك‬

‫أو يضايقك أو يوجه إليك إشارات أو تعليقات معينة‪ ،‬أو أن لديك قدرة أو شهرة استثنائية‪ ،‬أو‬

‫أن هناك شخصاً آخر مغرم بك‪ ،‬أو أن هناك كارثة كبيرة على وشك الحدوث‪ ،‬أو أن جسدك‬

‫ال يؤدي وظائفه بشكل جيد‪.‬‬

‫•عدم انتظام التفكير والكالم‪:‬‬

‫ُيستدل على عدم انتظام التفكير من خالل عدم انتظام الكالم‪ .‬ومن الممكن أن يحدث‬

‫الفعال‪ ،‬وقد تكون األجوبة غير متصلة باألسئلة جزئياً أو كلياً‪ .‬ناد اًر ما قد‬
‫خلل في التواصل ّ‬

‫‪120‬‬
‫يتضمن الكالم مجموعة كلمات ال معنى لها وال يمكن فهمها‪ ،‬والتي ُيطلق عليها في بعض‬

‫األحيان الكالم المختلط‪.‬‬

‫•عدم انتظام السلوك الحركي أو شذوذه‪:‬‬

‫قد يكون سلوك المريض غير موجه نحو تحقيق هدف محدد‪ ،‬ما يجعل من الصعب‬

‫عليه تأدية المهام‪ .‬وقد يتضمن شذوذ السلوك الحركي مقاومة التوجيهات‪ ،‬أو اتخاذ وضع‬

‫غير مالئم أو شاذ‪ ،‬أو االفتقار الكامل ألي استجابة‪ ،‬أو الحركة الزائدة عديمة الفائدة‬

‫(الجمود العضلي)‪.‬‬

‫أعراض سلبية‬

‫يشير هذا التعبير إلى فقدان أو نقص القدرة على أداء الوظائف بصورة طبيعية‪ .‬على‬

‫سبيل المثال‪ ،‬يظهر على المريض أنه يفتقر إلى العاطفة‪ ،‬مثل عدم إجراء تواصل بصري‬

‫مع اآلخرين‪ ،‬أو عدم تغيير تعبيرات الوجه‪ ،‬أو التحدث بنبرة ثابتة من دون تغيير في نبرة‬

‫الصوت‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬قلما تجد الطفل المريض يتحدث أو قد تلحظ عليه تجاهله‬

‫لنظافته الشخصية‪ ،‬أو عدم االكتراث باألنشطة اليومية‪ ،‬أو ينسحب اجتماعياً عمن حوله‪.‬‬

‫أعراض قد يصعب تفسيرها‪:‬‬

‫قد تتسم العالمات واألعراض المبكرة بالغموض الشديد‪ ،‬لدرجة أنك قد ال تدرك ما‬

‫الخطأ‪ ،‬أو قد تساهم في تطورها من دون أن تدري‪ .‬ومع مرور الوقت‪ ،‬قد تصبح األعراض‬

‫‪121‬‬
‫أكثر حدة وأكثر وضوحاً‪ .‬وقد تظهر على الطفل المريض أعراض الذهان‪ ،‬بما في ذلك‬

‫الهلوسات واألوهام وصعوبة تنظيم األفكار‪ .‬كلما أصبحت األفكار أقل تنظيماً أفاد هذا في‬

‫الغالب بوجود حالة من "االنفصال عن الواقع"‪ ،‬والتي تؤدي في كثير من الحاالت إلى دخول‬

‫المريض إلى المستشفى والعالج باألدوية‪.‬‬

‫) اعراض فصام الشخصية الطفولي عند األطفال والمراهقين‪،2016،‬‬

‫‪)www.sehatok.com‬‬

‫‪-‬التشخيص الفارقي‪:‬‬

‫•التأخر العقلي ‪Retard mental‬‬

‫فالتوحد يتميز بكونه سابقا عن الفصام (اضطراب مبكر مقارنة مع الفصام)‬

‫وبأعراضه النوعية وتطوره الخاص وبعالقاته الوجدانية المضطربة‪ .‬بخالف الفصام الذي‬

‫ينتمي لمجموعة الدهانات الطفلية‪.‬‬

‫والتوحد يختلف جوهريا عن الفصام في كون األول لم يؤسس عالقة لكي ينسحب‬

‫وينعزل مقارنة مع الفصام الذي أسس العالقة فاالنعزال عالمة عن فشل هذه العالقة‪ .‬فاآلباء‬

‫(التوحد) يشعرون أن هذه العزلة موجودة بشكل مبدئي وبشكل دائم‪.‬‬

‫وتميز "فرنس توستين" من منطلق مقاربة تحليلية بين الفصام والتوحد من خالل‬

‫مؤشرات وهي‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫النظرة‪:‬‬

‫نظرة المتوحد نظرة جانبية غير قادرة على المواجهة‪ ،‬نظرة الفصامي نظرة فارغة‬

‫ومضطربة وموزعة‪.‬‬

‫اإلحساسات الجسدية‪:‬‬

‫الفصامي يعي الحدود الجسمية لذلك يستثمر االستهام الذاتي كطريقة للحماية من‬

‫االنفصال الجسدي‪ ،‬يشعر بجسمه ممثال‪ ،‬أما المتوحد ينعكف على احساساته الجسدية يشعر‬

‫بالفراغ في جسده‪ .‬جسد الفصامي رخو وثقيل وغير متناسق أما جسد المتوحد فهو غير‬

‫حساس مرن وصلب أحيانا ورشيق غالبا ما يكون في صحة جيدة‪.‬‬

‫التعامل مع األشياء ‪:‬‬

‫المتوحد يعتبر األشياء امتدادا لجسده يفتتن بها وبمظاهرها‪ ،‬الفصام يعي االنفصال‬

‫بينه وبينها‪.‬‬

‫اللغة ‪:‬‬

‫لغة المتوحد هي الصمت بينما لغة الفصامي مفككة ومختلطة‪.‬‬

‫•التأخر العقلي ‪ mental Retard‬والفصام ‪:‬‬

‫تكمن الصعوبة في الفصل بين التأخر العقلي والفصام الطفلي في كونهما يتداخالن‬

‫من حيث األعراض والسمات اإلكلينيكية‪ ،‬وتحديدا في االعراض السلبية واعراض التشتت‪،‬‬
‫‪123‬‬
‫للفصل بينهما يمكن العودة إلى طريقة االشتغال الذهني لكل واحد منهما‪ ،‬فالتأخر الذهني هو‬

‫قصور في االداء المعرفي‪ ،‬اما بالنسبة للفصام فهو تشوه في االداء المعرفي‪.‬‬

‫اضطرابات اللغة والتواصل ‪ langage du troubles‬والفصام‪:‬‬

‫يقع التداخل بين الفصام واضطرابات اللغة والتواصل عند االطفال في التواصل‬

‫االجتماعي وامكانية االنعزال وفقر الخطاب اللفظي‪ ،‬غير ان اصحاب اضطرابات اللغة‬

‫والتواصل يتميزون بالقدرة على التواصل بواسطة الحركات واإليماءات ولديهم تفاعالت‬

‫اجتماعية عادية‪ ،‬قد يلعبون العابا مشتركة مع اقرانهم أو مع الراشدين ويظهرون مرتبطين‬

‫بأبيهم بشكل طبيعي ‪.‬‬

‫وان كان من الممكن أن تظهر على بعضهم اضطرابا على مستوى العالقة‬

‫االجتماعية‪ ،‬غير أن هذا االضطراب العالئقي االجتماعي يأتي كنتيجة االضطراب أولي هو‬

‫اضطراب اللغة والتواصل‪.‬‬

‫خاصة في مرحلة تمدرس الطفل وإدراكه لصعوباته ومضايقات المحيط وضغطه‪،‬‬

‫لذلك ينبغي الوقوف على زمن ظهور اضطراب العالقة االجتماعية‪ ،‬اما في حالة الفصامي‬

‫فتفسر صعوباته اللغوية والتواصلية بالعودة الى الفصام‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ولذلك فان الطفل في البداية يكتسب مستوا ال باس به من اللغة والتواصل لكن‬

‫وبمجرد ظهور اعراض الفصام يبدأ في التراجع وفقدان مكتسباته اللغوية والتواصلية‪ ،‬بخالف‬

‫اضطرابات اللغة والتواصل فهي تظهر بشكل مبكر‪( .‬عليوي عبد العزيز‪ ،‬ص‪)4‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪-‬اسامة فاروق مصطفى (‪ ،)2011‬مدخل إلى االضطرابات السلوكية واالنفعالية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬

‫المسيرة‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪-‬أيت مولود ياسمينة‪ ،‬محاضرات في علم النفس المرضي للطفل‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬قسم علم‬

‫النفس‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬

‫‪-‬احسن بوبازين (‪ )2009‬سيكولوجية الطفل والمراهق‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬االضطرابات الدهانية‬

‫عند الطفل‪ ،‬تاريخها وتعريفها‪.‬‬

‫الفرحاتى السيد محمود وآخرون (‪ )2015‬اضطراب التوحد "دليل المعلم واألسرة في‬

‫التشخيص والتدخل‪ ،‬وحدة االختبارات النفسية والتربوية بقسم البحوث‪.‬‬

‫‪ -‬أمل عمر عبد السالم (‪ ،)2015‬فاعلية برنامج سلوكي لمعالجة اضطراب التبول‬

‫الالإرادي‪ ،‬مدكرة ماجستير‪ ،‬جامعة دمشق‪.‬‬

‫‪ -‬اومليلي حميد (‪ ،)2016‬علم النفس المرضي للطفل والمراهق‪ ، ،‬جامعة محمد لمين‬

‫دباغين‪ ،‬سطيف‪.‬‬

‫‪ -‬بركات أميرة (‪ ،)2016‬أثر الحرمان العاطفي في ظهور السمنة عند الطفـل‪ ،‬جامعة‬

‫العربي بن مهيدي‪.‬‬

‫‪-‬رغدة مرزوق (‪ ،)2018‬الرعب الليليي صيب األطفال وطرق العالج‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ -‬سوسن شاكر مجيد (‪ )2010‬التوحد‪ :‬أسبابه‪ ،‬خصائصه‪ ،‬تشخيصه‪ ،‬عالجه‪ ،‬ديبونو‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪ -‬شهيناز حراث (‪ ،)2018‬بعض سمات الشخصية للجنسي المثلي باستخدام اختبار‬

‫رورشاخ‪ ،‬مدكرة ماستر عيادي‪.‬‬

‫‪ -‬رافد صباح التميمي (‪ ،)2017‬الوحم الشاذ لدى اطفال التوحد‪ ،‬ابحاث الندوة العلمية‬

‫الموسومة بـاضطراب التوحد " التشخيص – العالج‪ ،‬مركز ابحاث الطفولة واألمومة‪ ،‬جامعة‬

‫ديالى بتاريخ ‪20 -4-3‬‬

‫‪ -‬صموئيل كورتيس‪ ،‬ترجمة د‪.‬هيلين سليمان‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬اضطرابات النوم عند األطفال‬

‫والمراهقين الدليل العملي‪.‬‬

‫‪-‬عالء إبراهيم جرادة (‪ ،)2012‬بعض حاالت التبول الالإرادي لدى األطفال دراسة في‬

‫التدخل االرشادي‪ ،‬مدكرة ماجستير‪ ،‬جامعة األقصى غزة‪.‬‬

‫‪ -‬عبد المجيد الخليدي وكمال حسن وهبي (‪ ،)1997‬االمراض النفسية والعقلية‬

‫واالضطرابات السلوكية عند األطفال‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الرحمن العيسوى (‪ ،)1993‬مشكالت الطفولة والمراهقة‪ ،‬أسسها الفسيولوجية والنفسية‪،‬‬

‫‪ ،‬دار العلوم العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -‬مصطفى فهمي‪ ،‬سيكولوجية الطفولة والمراهقة‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬بدون‬

‫سنة‪.‬‬

‫‪-‬كريستين نصار (‪ ،)2015‬الخوف المرضي عند الطفل‪ ،‬مجلة العربي‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪ -‬محمد حسن غانم (‪ ،)2004‬األمراض النفسية للشخصية‪ ،‬جامعة حلوان المكتبة المصرية‪،‬‬

‫مصر‪.‬‬

‫‪-‬محمد حسن غانم (‪ ،)2004‬األمراض النفسية للشخصية‪ ،‬جامعة حلوان المكتبة المصرية‪،‬‬

‫مصر‪.‬‬

‫‪ -‬هدى الرافعي(‪ )2017‬سلوكيات األطفال الجنسية‪ :‬كيف تميز بين الطبيعي وغير‬

‫الطبيعي‪.‬‬

‫‪-‬هاني رمزي عوض (‪ ،)2019‬اضطراب شراهة األكل لدى األطفال والمراهقين‪ ،‬العدد‬

‫‪ ،14857‬جريدة‬

‫‪-‬هند عقيل الميزر(‪ ،)2013‬الجنسية المثلية العوامل واآلثار‪ ،‬مجلة دراسات في الخدمة‬

‫االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪،‬العدد‪.34‬‬

‫‪ -‬الدليل التشخيصي لألمراض النفسية من الجمعية األمريكية للطب النفسي(‪ ،)1994‬الطبعة‬

‫الرابعة –‪DSMIV-‬لعرب الدولية‪ ،‬الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪128‬‬
- American Psychiatric Association (1994). Diagnostic and statistical

of mental disorders,4th ed., (DSM-IV). Washington, DC : Author.

- Blum, H. (2007). Le petit Hans : une critique et remise en cause

centenaire. Topique, 98(1), 135-148. doi :10.3917/top.098.0135.

Lebovici éd., Nouveau traité de psychiatrie de l'enfant et de

l’adolescent : 4

Volumes (pp. 1091-1103). Paris cedex 14, France : Presses

Universitaires de France

- Vincent, M. & Lebovici, S. (2004). 64. L'hystérie chez l'enfant et

l'adolescent. Dans : Serge

129
130

You might also like