يع رف أيض ا بالنظري ة التراكمي ة ويقص د ب ه وج ود ع دد مح دود من الخي ارات أو البدائل المتاحة تسمح كل منها بإحداث تغييرات تدريجي ة ومح دودة ج دا في الوض ع الق ائم .إن هذا النموذج ط ور ليتج اوز االنتق ادات الموجه ة لنظري ة الرش د والش مولية والص عوبات ال تي تواجه تطبيقها ,كما أنها أكثر وصفية وتوضيحية بالنسبة لمتخذي القرارات السياسية حيث يقول لندبلوم أن التراكمية أو التدريجية تمثل العملية النموذجية التخاذ القرار في المجتمعات التعددي ة مثل الواليات المتحدة األمريكية فالقرارات و السياسات هي حصيلة األخ ذ وال رد واالتف اق بين عدد من المشاركين الحزبيين في عملية صنع واتخاذ القرار ,فالتدريجية تتميز بأنها تع د مقبول ة سياسيا ألنها تسهل الوصول إلى االتفاق في المواضيع المختلف فيها بين الجماع ات ف القرارات التدريجية تقلل من أخطاء عدم التأكد ومن تكاليف المغ امرات ال تي تتخ ذ له ا الق رارات البديل ة كما أن النظرية التدريجية تتالءم مع الوقت الذي يتميز بمحدودية الوقت المتاح ألخ ذ الق رارات ومحدودية المعلومات.
ينطلق النموذج التدريجي من خالل االهتمام المتزايد ازاء موضوعات اتخاذ الق رارات وصنع السياسات عند لندبلوم و باألخص ما نشره ع ام 1959ص من مجل ة االدارة العام ة من أفك ار أث ارت اهتم ام الكث ير من المعن يين من خالل المع روف ب علم التخب ط ال ذي ع بر عن التدريجية المجزأة المعارضة للكلية الرشيدة في عملية اتخاذ القرارات وصنع القرارات وص نع السياسات العامة فالنموذج الت دريجي كم ا ي رى لن دبلوم يحق ق حتمي ا م ا دامت عملي ة تخطي ط السياسات العامة واتخاذ القرارات الحكومية تتم في اط ار ض يق ممكن وبأق ل ع دد من الب دائل المتاحة من منطلق أن صنع القرار العلمي ال يقوى على تحقي ق أك ثر من تغي ير مح دود وغ ير ش كلي وال ش مولي في طبيع ة المش كلة القائم ة بخالف م ا يتص وره أص حاب النم وذج الكلي الرشيد ,كم ا ط رح النم وذج الت دريجي فك رة التواف ق والتراض ي بين العناص ر المص لحية في السياسة العامة واعطاء وزن معقول لقيام التنازالت والمساومات بين ممثلي تل ك المص الح مم ا يجعل من التغيرات محدودة ومندرجة صمن ما هو قائم وراهن وبصورة يتج اوب فيه ا ص ناع السياسة العامة ,مع اقتراحات ومطالب وجهات النظر المتباينة .لقد نهض النموذج التدريجي في دراسة موازنة الدولة العام ة وض من نظري ات أو نم اذج تحلي ل السياس ات العام ة ليس توعب ك ون السياس ة العام ة ديناميكية ومتحرك ة وأن عملياته ا متداخل ة م ع المنظم ات الحكومي ة ويش به في ذل ك الص راع والتنافس ازاء الموارد والقيم والتوزيع لها ويبرز في خضم ذلك العامل السياس ي ال ذي تجاهل ه النم وذج الكلي الرش يد فلم يس توعبه .فباإلض افة ل ذلك ف إن النم وذج الت دريجي اس توعب لتل ك العالق ة القائم ة بين الجماع ات والمنظم ات الحكومي ة وأح داث س ياقات وض وابط ش به ذاتي ة للتعامل مع القنوات المتعددة ذات العالقة بعملية السياس ة العام ة .وفي اط ار ذل ك يعل ق 'دال' " يمكن مواجه ة ع دم اليقين في الواق ع المع اش ب أكثر من طريق ة مقي دة حيث البحث عن حل ول مرضية للمشكالت بدال من البحث عن حلول كلية كاملة أو مثالية كما يمكن اتخاذ قرارات أولية وبالتالي معرفة ما يترتب عليها فيما بعد وباإلمكان االس تفادة من التغذي ة الراجع ة والمعلوم ات التي ولدها القرار األولي وكنتيجة لذلك يمكن تغيير األهداف بما في ذلك األه داف المهم ة ج دا وهذا كله مب ني على اف تراض أن الق رارات ال تي يتم اتخاذه ا م ا هي في الحقيق ة إال سلس لة ال نهائية من الخطوات التي باإلمكان تصحيح األخطاء دون توقف لها ,ومع ذلك فباإلمك ان احالل األسلوب التزايدي أو التدريجي من حيث االبتداء واالنطالق ومن وضع ق ائم ومع روف الكث ير عنه ثم القيام بعمل تغييرات صغيرة أو متزايدة ضمن االتجاه المرغوب فيه ثم مالحظة ما يجب أن تكون عليه الخطوة الالحقة وهكذا حتى ما ال نهاية من الخط وات اإلض افية التدريجي ة ال تي في األخير تعبر عن تحول عميق في التغيير ذلك ألن الخيارات المحدودة هي كل ما يملكه ه ذا الفرد أو ذلك في سبيل اتخ اذ الق رار أو ص نعه في السياس ة العام ة وه ذا ه و منطل ق النم وذج التدريجي وفلسفته القائمة.
يمكن تلخيص خصائص النموذج التدريجي االستراتيجي في النقاط التالية: إن اختيار األهداف والمقاصد والتحليل العلمي للتصرفات المطلوب تحقيقها هي متداخل ة - فيما بينها وليست مستقلة أو منفصلة. إن متخذ القرار يأخذ باعتباره أحد البدائل فحسب وليس جميعها وهذه البدائل تظ ل غالب ا - متأثرة بالسياسات الحالية وتترك لها هامشا كبيرا. عن د تق ييم الب دائل المطروح ة ف إن الترك يز يك ون على ع دد من نت ائج الب دائل المهم ة - والمحددة. إن المشكلة التي تواجه متخذي القرار قابلة إلعادة التحديد وإن تعريفها يراجع بين الحين - واآلخر ,فإن النظرية التراكمية تسمح بإعادة النظ ر في العالق ة بين األه داف والوس ائل لتسهيل السيطرة على المشكلة. عدم وجود قرار منفرد وحل صحيح بعينه للمشكلة الواحدة واالختي ار الجي د للق رار ه و - الذي تتفق كل التحليالت عليه وليس بالضرورة أن تتفق على أن هذا الق رار ه و األمث ل واألحسن للوصول إلى االهداف. القرار التدريجي هو عالجي يحافظ على التواصل واالس تمرار م ع الحاض ر ويس تجيب - بظروفه أكثر من كونه منطلقا للتغيير في االهداف االجتماعية المستقبلية. ترك ز النظري ة التراكمي ة التدريجي ة على األه داف قص يرة الم دى والمح دودة المثقل ة - بمتغيرات البيئة المحيطة وليس على األهداف البعيدة النائية التي ال يمكن بلوغها.