You are on page 1of 14

‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لمهنة المحاماة‬

‫المطلب األول ‪ :‬مرتكزات و ثوابت الممارسة‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مهنة المحاماة بين االخالقيات و التخليق‬


‫االخالقیات المھنیة‪ (،‬التي تتقاطع في الكثیر من محتواھا مع االخالق بصفة عامة‪ ،‬تتلخص في ممارسة المھنة في ٕاطار‬
‫الشرف والنزاھة والوفاء والصدق واألمانة والكرامة والعزة والوقار واالعتدال والتواضع والشجاعة والمروءة والصبر‬
‫واالحترام وسالمة الصدر وغیرھا من الصفات المتمیزة‪ ...‬ناھیك عن االلتزامات المھنیة األخرى‪ ،‬التي تقع ٔایضا على‬
‫كاھل المحامي كاالستقالل و االلتزام بعدم افشاء السر المھني وسریة التحقیق‪ ،‬والتحفظ والتكتم‪ ،‬واالبتعاد عن تنازع‬
‫المصالح‪ ،‬وعن السمسرة‪ ،‬وما تقتضیه باقي الضوابط واألعراف والتقالید المرتبطة بعالقات المحامي بالعاملین معه بمكتبه(‬
‫‪.1‬وبموكلیه وبأجھزة ھیئته وبزمالئه وبالقضاة وكتاب الضبط وبغیرھم‬

‫ویمكن الجزم‪ ،‬بأن تفحص الحالة التي توجد علیھا الیوم مھنة المحاماة في المغرب‪ ،‬تٔوكد ال محالة على وجود خلل في مدى‬
‫احترام وٕاتباع القواعد الصحیحة من قبل شریحة من المحامون ٕاذ ال یمكن الكالم عن وحدة المحامین وتماسكھم وقوتھم‪ ،‬في‬
‫‪ .‬غیاب احترامھم ٔاوال ؤاخیرا لقواعد وقیم ومبادٔي ٔاعراف موحدة تحكم سلوكھم‬
‫ویمكن القول بأن المجتمع المھني‪ ،‬على بینة تامة من وجود ٔازمة ثقة اتجاه المحامین‪ ،‬نتجت ال محالة عن الھوة الكبیرة التي‬
‫‪.2‬صارت بین األخالقیات والممارسة المھنیة‬

‫ال یمكن الحدیث عن تطھیر مھنة المحاماة من جمیع الشوائب التي تحیط بھا‪ ،‬ومحاربة الفساد والمفسدین‪ ،‬والوقایة من‬
‫االنحراف التي یسلكه بعض المحامین‪ٔ ،‬امام ضعف التأطیر األخالقي من قبل بعض االسر‪ ،‬ومن قبل بعض المدارس‪،‬‬
‫وبعض المحیطات االجتماعیة‪ٕ ،‬اضافة الى بعض الھیئات التي تتفادى التأطیر والتقویم وال تأخذ االخالقیات والتخلیق مأخذ‬
‫‪.‬الجد‬

‫ویمكن القول ٔایضا بأن بعض القضاة ال یساعد ھو اآلخر في تخلیق مھنة المحاماة‪ٕ ،‬اذ تجده‬
‫یقضي بتسجیل من رفضته بعض مجالس الھیئات ألسباب مرتبطة بالشرف والنزاھة‪ ،‬ویبرٔا ٔاحیانا من تبث فساده ٔاو یخفف‬
‫من العقوبات التأدیبیة التي تقررھا بعض المجالس بشكل‬
‫‪...‬غیر مفھوم‬

‫ویتوقف الرجوع الى الممارسات المھنیة( الصحیحة على تخلیق مھنة المحاماة‪ ،‬بتظافر جھود الجمیع‪ ،‬بدٔا بعدم اعتبارھا من‬
‫قبل الدولة سوقا لتشغیل عطالة الجامعات المغربیة‪ ،‬وعدم تكرار ضخ األعداد المھولة للمتمرنین التي عرفتھا السنوات‬
‫القلیلة الماضیة ٕاال وفق ٕامكانیات الدولة لتكوینھم والھیئات لتأطیرھم‪ ،‬حتى ال تصبح المحاماة مھنة من ال مھنة لھ‪ ،‬ووضع‬
‫شروط صارمة لمن یرید ولوجھا ترتكز ٔاساسا على الكفاءة ونقاء السریرة والتشبع‬
‫‪.3‬بقیمھا ومبادئھا‪ ،‬الى جانب الشروط العلمیة واإلداریة المتبقیة‬
‫‪.‬‬
‫ولم تجد بعض الھیئات بعد سبال للحد من تبدید بعض المحامین للودائع‪ ،‬واحتكار بعضھم لبعض الملفات‪ ،‬كالسیر والشغل‬
‫ونزع الملكیة وغیرھا‪ ،‬التي یلعب فیھا السماسرة دورا محوریا لجلبھا لمكاتب بعض المحامین دون غیرھا‪ ،‬ناھیك عن‬
‫الكتاب العمومیون الذین صاروا یحتكرون تحریر العقود‪ ،‬لیضع علیھا بعض المحامین توقیعاتھم ؤاختامھم‪ ،‬دون الحدیث‬
‫على الفوضى العارمة التي تعرفھا بعض المواقع االلكترونیة وبعض وسائل التواصل االجتماعي بسبب بعض المحامین‪،‬‬
‫‪.4‬وطریقة تعامل البعض اآلخر مع بعض مكونات اسرة العدالة‬

‫‪1‬‬
‫مبادئ اساسية في مهنة المحاماة – موقع قان‬ ‫‪ - https://www.law-arab.com/2015/05/lawfirms-‬ون العرب‬
‫‪lawyer.html‬‬
‫‪2‬‬
‫المحاماة في المغرب بين االخالقيات و التخليق ‪-‬خالد خالص – محامي بهيئة الرباط – االثنين ‪١٠‬يناير ‪ – ٢٠٢٢‬موقع العلوم القانونية‬
‫‪3‬‬
‫المحاماة في المغرب بين االخالقيات و التخليق ‪-‬خالد خالص – محامي بهيئة الرباط – االثنين ‪١٠‬يناير ‪ – ٢٠٢٢‬موقع العلوم القانونية‬
‫‪4‬‬
‫المحاماة في المغرب بين االخالقيات و التخليق ‪-‬خالد خالص – محامي بهيئة الرباط – االثنين ‪١٠‬يناير ‪ – ٢٠٢٢‬موقع العلوم القانونية‬
‫ؤاعتقد بانه من الصعب ٔان نتحدث الیوم عن "مھنة النبالء" ٔامام عدم استحضار البعد‬
‫األخالقي لمھنة المحاماة وشرفھا وقدسیة رسالتھا وقیمھا الراسخة‪ ،‬ألنه مھما وصلت عصرنة المھنة من رقمنة وتكنلوجیة‬
‫في تدبیر شٔوونھا‪ ،‬ومھما كسبنا مستقبال من معارك مرتبطة بتوسیع لصالحیات المحامي وحذف مٔوسسة الوكیل القضائي‪،‬‬
‫وبسن الزامیة المحامي حتى على الدولة واإلدارات العمومیة‪ ،‬وبتخصص المحامین‪ ،‬وكسب النیابة ٔامام المحاكم الدولیة‪،‬‬
‫ؤامام لجن حقوق االنسان التابعة لألمم المتحدة وغیرھا من المكاسب‪ ،‬فإن المعركة الحقیقیة التي یجب علینا ٔان نتجند لھا‬
‫جمیعا ؤان نكسبھا‪ ،‬ھي معركة التخلیق‬
‫‪.5‬لتحصین المحامین من بعض الممارسات الماسة بشرف المھنة ووقارھا‬
‫‪.‬‬
‫وال بد للھیئات ٔان تتحمل مسٔوولیتھا في المواكبة األخالقیة‪ٔ ،‬امام ما ٓال الیه المشھد المھني من تردي‪ ،‬وذلك بالمراقبة‬
‫المستمرة والتقویم والتأدیب عند الضرورة‪ ،‬مع ٕاحداث لجنة األخالقیات داخل مجالس الھیئات‪ ،‬ومداومین بالمحاكم‪ ،‬وٕاقرار‬
‫ٓالیات متطورة لمعالجة شكایات المواطنین‪ .‬ووجب التفكیر ٔایضا في سن فصل سلطة المتابعة عن سلطة التأدیب وربما‬
‫التفكیر في مجالس تأدیبیة( مستقلة عن المجالس اإلداریة‪ ،‬بھا رواد وقیدومین( بعیدین( عن الھاجس االنتخابي المصلحي الذي‬
‫خرب مھنة المحاماة بالمغرب‪ ،‬وغیرھا من‬
‫‪. 6‬اإلصالحات الممكنة‬

‫الفقرة الثانية‪ : ‬التقاضي عن بعد و اخالقيات المهنة‬

‫ان منظومة العدالة تعرف تطورا مذهال على المستوى الرقمي‪ ،‬وهذا التطور ألزم المحامين باالنخراط فيه بشكل أو بأخر‪،‬‬
‫وبالتالي فإن األعراف والتقاليد لن يكون لها الدور الذي كان عندها في السابق ‪ ،‬ألن أسس األعراف والتقاليد وتراكماتها‬
‫األساسية‪ ،‬تكمن في االتصال المباشر بين المحامين داخل المحاكم‪ ،‬وأن غياب هذا المكون األساسي بسبب التباعد بينهم ‪،‬‬
‫بسبب ما سوف يخلقه التطور التقني والرقمي والسيبراني‪ ،‬سيغير نمط االشتغال‪ ،‬وهو ما سوف يجعل المحامين يمارسون‬
‫المهنة من مكاتبهم‪ ،‬بواسطة تقنية العمل عن بعد‪ ،‬وعن طريق وضع المقاالت والتواصل مع المحكمة‪ ،‬وأداء مهام الدفاع عن‬
‫‪7‬‬
‫المتقاضين وهم جالسون بمكاتبهم‪.‬‬
‫إن هذا التباعد واالنفصال بين المحامين‪ ،‬سيغير ويربك تلك العالقات الوطيدة‪ ،‬وذلك التماسك المتين‪ ،‬الذي يجمع المحامين‬
‫في سبيل الدفاع عن مصالحهم المهنية‪(.‬‬
‫إن السلبيات التي سيخلفها التقاضي عن بعد بواسطة المنصات الرقمية ‪ ،‬سيكون له األثر الخطير على الجسم المهني‪ ،‬وهو‬
‫ما يجب أن نستوعبه جيدا ‪ ،‬حتى نتمكن من خلق آليات جديدة‪ ،‬وطرح بدائل وحلول ناجعة‪ ،‬من أجل توقع وافتراض ما يمكن‬
‫وقوعه في المستقبل القريب (سنة ‪ 2030‬كتاريخ لرقمنة للعالم‪ ،‬على األبواب)‪.‬‬

‫وأنه من باب استيعاب ما نحاول قوله‪ ،‬سوف نسوق مثالين اثنين‪(:‬‬


‫أولهما‪ :‬قبل تجزئة وتقسيم المحاكم إلى عادية ومتخصصة‪ ،‬فقد كان جميع المحامين يجتمعون سواء بالمحكمة االبتدائية أو‬
‫االستئنافية‪ ،‬وكانت العالقة جد حميمية‪ ،‬وهو ما كان يساهم في طرح كل المشاكل المهنية على الساحة‪ ،‬وكان الكل على علم‬
‫بما يقع‪ ،‬فإذا مرض أحدنا ‪-‬مثال‪ ،-‬يهب الباقي إلسعافه ماديا ومعنويا‪ ،‬وإذا تعرض أحدنا إلى مشكل إداري‪ ،‬نجد الكل يقف‬
‫وقفة رجل واحد بشكل مباشر‪ ،‬وإذا طرأ أي خالف أو مشكل بين المحامين‪ ،‬يتم حله وتطوى صفحته‪ ،‬دون عرضه على‬
‫المأل‪ ،‬بل حتى إن موظفي المحكمة كانوا ال يطلعون عليه‪ ،‬وهكذا كنا ساهم كل من موقعه في إيجاد الحلول‪ ،‬لتنتهي هذه‬
‫المميزات بتباعد المحاكم‪ ،‬إذ ُج ِعلت المحاكم التجارية واإلدارية واألسرة في جهة‪ ،‬والمحكمة االبتدائية واالستئنافية في جهة‬
‫أخرى‪ ،‬وهو ما سبب في خفوت تلك العالقات التواصلية اليومية‪ ،‬و انتهى معها ذلك الدفيء الذي كان يشد بين المحامين‬
‫كالبنيان المرصوص‪ ،‬وبدأت تظهر على الجسم المهني‪ ،‬مالمح التفكك‪ ،‬الذي حل محل وحدة وتماسك هذا الجسم‪ ،‬وهو ما‬
‫زاد وسيزيد استفحاال في عصر الرقمنة واالنترنيت‪ ،‬الذي جعل عرض ونشر مشاكل المحامين وخالفاتهم المهنية( يتم بشكل‬
‫افتراضي ويُحل بعضها بشكل افتراضي كذلك‪ ،‬عن طريق منصات وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬وهو ما جعل أغلب‬
‫المشاكل التي كانت تحل بشكل سري في السابق‪ ،‬أضحت في زمن الرقمنة والديجيتال والسبيرانية‪ ،‬مشاكل تعرض على‬
‫مرأى ومسمع الجميع‪ ،‬فال حميمية وال سرية‪ ،‬لقد أصبح الفضاء األزرق مثال‪ ،‬سوقا مشاعا لفضح األسرار المهنية وتبادل‬

‫‪5‬‬
‫المحاماة في المغرب بين االخالقيات و التخليق ‪-‬خالد خالص – محامي بهيئة الرباط – االثنين ‪١٠‬يناير ‪ – ٢٠٢٢‬موقع العلوم القانونية‬
‫‪6‬‬
‫المحاماة في المغرب بين االخالقيات و التخليق ‪-‬خالد خالص – محامي بهيئة الرباط – االثنين ‪١٠‬يناير ‪ – ٢٠٢٢‬موقع العلوم القانونية‬
‫‪7‬‬
‫اخالقيات مهنة المحاماة و تحديات الثابت و المتغير – بقلم االستاذ حسن حلحول – محام و عضو مجلس هيئة المحامين بالرباط‪ -‬موقع دنا بريس‬
‫‪/‬أخالقيات‪-‬مهنة‪-‬المحاماة‪-،‬وتحديات‪-‬الثا‪- https://www.danapress.ma/2020/06/16/‬‬
‫االتهامات بين زمالء المهنة الواحدة‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫إن تماسك ووحدة المهنة‪ ،‬تستمد( قوتها من عدم إفشاء ونشر المشاكل الداخلية للمهنة عبر المنصات الرقمية‪ ،‬والمحاماة في‬
‫حد ذاتها بمثابة مجتمع مصغر يضم مهنيين( نخبة‪ ،‬ال يقومون بعمل عادي‪ ،‬لذا يجدر بنا الحفاظ على ما تركه األسالف‬
‫والقيادمة من المهنيين األجالء‬
‫‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬إن التقاضي عن بعد بواسطة المنصات الرقمية‪ ،‬سوف يجعل المحامين متباعدين‪ ،‬ومن ثمة سوف تكون األعراف‬
‫والتقاليد‪ ،‬التي كانت تلقن بواسطة االتصال المباشر داخل المحكمة للمتمرنين‪ (،‬باعتبار المحكمة فضاء تمارس فيه األعراف‬
‫والتقاليد‪ ،‬ممارسة حسية‪ ،‬يلمسها المحامي المتمرن بشكل ناجع وفعال‪ ،‬وهي األعراف والتقاليد التي تبدأ منذ أول يوم يلج‬
‫فيها هذا الشاب المهنة‪ ،‬إذ أن أول عرف يلقن له‪ ،‬هو أن يتقدم إلى الزمالء القدماء ليعرِّفهم بنفسه ويع ِّرفونه بأنفسهم‪ ،‬وهو‬
‫العرف الميداني الذي تنشأ عنه أواصر الوحدة والتماسك‪ ،‬وهو نفسه العرف الذي سوف نفتقده مستقبال مع نظام الرقمنة‬
‫والتقاضي عن بعد‪(.‬‬
‫ثم إن التقاضي عن بعد‪ (،‬سيجعل المحامين ال يعرفون بعضهم البعض‪ ،‬إال بواسطة تبادل المذكرات عبر المنصات الرقمية‪،‬‬
‫و هي الطريقة التي من المرتقب أن تجعل المحامين يتطاولون على بعضهم البعض‪ ،‬وهو ما سوف يُفقِد مؤسسة النقيب‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫ومعها القيادمة‪ ،‬مشاعر االحترام القائمة على األعراف والتقاليد‪.‬‬

‫إن ما هو أت ألمر خطير قد ال يُح َمد عقباه‪ ،‬إن لم نخلق آليات أخرى تعضد صور األعراف والتقاليد وتمنح شعور االلتزام‬
‫بها‪ ،‬ونرى أن هذه األعراف والتقاليد‪ ،‬تتمثل بشكل جلي في القيم واالخالق المهنية‪ (،‬وهو ما سوف يجعلنا نقرب الصورة‬
‫أكثر من خالل محاولة تحديد مفهوم أخالقيات المهنية( والتعريف بها‪ ،‬في ما يلي‪:‬‬
‫بدءا ذي بدء‪ ،‬يمكن تعريف األخالق بكونها‪ :‬مجموعة القواعد والمعايير السلوكية‪ ،‬التي على اإلنسان أن يحذو حذوها في‬
‫حياته المهنية‪ ،‬بشكل ال محيد عنه‪ ،‬وهو ما أكده المفكرهابر ماسبقوله‪ :‬إن كل مرحلة تمر بها المجتمعات البشرية‪ ،‬يصاحبها‬
‫‪10‬‬
‫التغيير في تلك القواعد السلوكية‪.‬‬
‫وإن من المعروف في مهنة المحاماة‪ ،‬بناء على ما ينص عليه قانونها في المادة ‪ 3‬منه‪ ،‬إذ أن أن سلوك المحامي مقيد بقواعد‬
‫األعراف والتقاليد‪ ،‬وهو ما جعلنا نالحظ وجود تغير ألوجهها في المرحلة المعاصرة بسبب كثرة عدد( الوافدين‪ ،‬واتساع‬
‫قاعدة المحامين‪ ،‬إذ أن األعراف والتقاليد في شكلها الجديد‪ ،‬الذي عرفته مع األفواج الكبيرة للمحامين الجدد الرافضين لكل‬
‫‪11‬‬
‫صورها التقليدية المرتكزة على احترام مؤسسة النقيب وما بالمهنة من قيادمة‪.‬‬

‫شروط االنخراط في مهنة المحاماة بين محدودية النص وتطور الواقع الفقرة الثالثة ‪:‬‬

‫يتمتع( المحامون بنوع من الحصر بالنسبة لمهنتهم‪ ،‬فال يجوز لغير المسجل بجدول هيئة المحامين او بالئحة التمرين أن‬
‫‪.‬يباشر مهنة المحاماة وأن يقوم باألعمال المطلوبة قانونا من المحامي‬

‫‪8‬‬
‫اخالقيات مهنة المحاماة و تحديات الثابت و المتغير – بقلم االستاذ حسن حلحول – محام و عضو مجلس هيئة المحامين بالرباط‪ -‬موقع دنا بريس‬
‫‪/‬أخالقيات‪-‬مهنة‪-‬المحاماة‪-،‬وتحديات‪-‬الثا‪- https://www.danapress.ma/2020/06/16/‬‬

‫‪9‬‬
‫اخالقيات مهنة المحاماة و تحديات الثابت و المتغير – بقلم االستاذ حسن حلحول – محام و عضو مجلس هيئة المحامين بالرباط‪ -‬موقع دنا بريس‬
‫‪/‬أخالقيات‪-‬مهنة‪-‬المحاماة‪-،‬وتحديات‪-‬الثا‪- https://www.danapress.ma/2020/06/16/‬‬
‫‪10‬‬
‫اخالقيات مهنة المحاماة و تحديات الثابت و المتغير‪ – 5‬بقلم االستاذ حسن حلحول – محام و عضو مجلس هيئة المحامين بالرباط‪ -‬موقع دنا‬
‫‪/‬أخالقيات‪-‬مهنة‪-‬المحاماة‪-،‬وتحديات‪-‬الثا‪ - https://www.danapress.ma/2020/06/16/‬بريس‬
‫‪11‬‬
‫اخالقيات مهنة المحاماة و تحديات الثابت و المتغير‪ – 5‬بقلم االستاذ حسن حلحول – محام و عضو مجلس هيئة المحامين بالرباط‪ -‬موقع دنا‬
‫‪/‬أخالقيات‪-‬مهنة‪-‬المحاماة‪-،‬وتحديات‪-‬الثا‪ - https://www.danapress.ma/2020/06/16/‬بريس‬
‫ونظرا للمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقه فإن من يرغب في االنخراط في مهنة المحاماة البد( أن تتوفر فيه مجموعة من‬
‫الشروط حددها القانون ‪ 28.08‬المنظم لمهنة المحاماة بالمغرب وأن يمر بعدة مراحل تتمثل في التمرين والتقييد( في الجدول‬
‫‪12‬‬
‫‪.‬‬

‫شروط قبول طلب الترشيحاوال ‪:‬‬

‫يشترط في المترشح لممارسة مهنة المحاماة أن يتوفر على مجموعة من الشروط التي تؤهله للحصول على‪  ‬شهادة األهلية‬
‫بعد اجتياز االمتحان المخصص لها‪ ،‬غير أن التساؤل الذي يطرح هو ما مدى كفاية المقتضيات التشريعية المنظمة لهاته‬
‫الشروط إذا ما قارنا النص بالواقع؟‬
‫فبخصوص شرط الشهادة‪ ‬فهل تعتبر شهادة اإلجازة كافية لولوج المهنة؟‬
‫شهادة اإلجازة في الظرفية الراهنة لم تعد كافية لممارسة مهنة المحاماة‪ ،‬خاصة بعدما تم تخفيض سنوات اإلجازة في ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أن كليات الحقوق تقتصر فقط على تلقين الطلبة النظريات القانونية دون العمل على تعليمهم‬
‫منهجية تطبيق تلك النظريات في الحياة العملية‪ ،‬لجعل ممن يريد الولوج لمهنة المحاماة مهيئ لتحمل مسؤولية المهنة‪ ،‬كما‬
‫أن اختالف التكوين ومستوى الخبرات وتراكمها لدى البعض دون البعض من أهم المشاكل التي تصادفها كل هيئة مهنية(‬
‫راغبة في إعطاء شحنة جديدة من التكوين لفائدة المتمرنين‪ ،‬فهؤالء ليسوا من صنف واحد‪ ،‬فهناك حملة لشواهد متنوعة‬
‫أنتجت تكوينا فكريا مختلفا و ركزت في أذهان حامليها معلومات ليست موحدة ‪ 13،‬ذلك أن من المحامين من يحمل اإلجازة في‬
‫القانون الخاص و منهم من يحمل اإلجارة في القانون العام ‪ ،‬وكما هو معلوم أن الدراسات في هذا التخصص تتمحور على‬
‫جانب معرفي محدد ال يكون فيه لذوي التخصص في الدراسات اإلدارية و السياسية تركيز أكبر على قواعد فض المنازعات‬
‫أو إبرام العقود ‪ ،‬ومنه فإن هذا االختالف في نوعية التكوين الجامعي ومداه غير خاف أهميته على أحد ‪ ،‬وإذا لم تقع مراعاة‬
‫هذه المعضلة فإن كل تكوين سيكون مبتذال و النقاش تافها ‪ ،‬وسيضيع الكثير من الوقت و الجهد و أيضا الغاية من التكوين‬
‫وإعادة التكوين ‪،‬لذلك فالظرفية الراهنة تقتضي الرفع من مستوى المحاماة بالمغرب بحصر قبول المترشحين المتوفرين‬
‫على شواهد تفوق اإلجازة في الحقوق وهو ما نصت عليه في المادة ‪ 5‬مسودة مشروع القانون المنظم لمهنة المحاماة المعد‬
‫‪ 14.‬من طرف جمعية هيئات المحامين بالمغرب‬
‫غير أن ما يالحظ بخصوص المادة ‪ 5‬من المشروع التي اشترطت في بندها الثالث أن يكون المترشح لمهنة المحاماة حاصال‬
‫على شهادة الماسترأبقت على شرط السن كما هو‪ ،‬فكيف يعقل أن يكون المترشح حاصال على شهادة الماستر ويبلغ من‬
‫‪1516‬العمر ‪ 21‬سنة على األقل؟ وهل يعتبر المترشح في هذا السن مهيئ لتحمل مسؤولية المهنة؟‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪16‬‬
‫كان على واضع النص الذي فكر في الرفع من مستوى الشهادة‪ ،‬التفكير في الرفع من السن أيضا حتى يتالءم مع الشهادة‬
‫‪.‬المتطلبة‪ ،‬وحتى يكون المترشح مهيئ لتحمل أعباء المهنة والقيام بمهامها‬

‫ومن بين الشروط التي اشترطها المشرع أيضا بمقتضى المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 28.08‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬أن يكون‬
‫المترشح حاصال على شهادة األهلية لمزاولة المهنة‪ ،‬تمنح من طرف مؤسسة للتكوينتحدث وتسير وفق الشروط التي ستحدد‬
‫‪.‬بنص تنظيمي‬
‫واإلشكال الذي يطرح هنا أين هو دور المؤسسة؟ أين وصلت؟ هل صدر القانون التنظيمي أم مازال في عداد الموتى؟ وما‬
‫هي الغاية من التكوين والمراقبة في انعدام المؤسسة؟‬

‫ثم أتت المادة ‪ 6‬من مشروع القانون المنظم لمهنة المحاماة ونصت على أنه تمنح شهادة الكفاءة لمزاولة مهنة المحاماة من‬
‫طرف معهد( التكوين ‪،‬ويحدث داخل أجل سنة من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ ‪ ،‬ويسير وفق الشروط التي ستحدد‬
‫بنص تنظيمي ‪ ،‬وهذا األمر غير منطقي وسنسقط فيما سقطنا فيه سابقا حيث ال زلنا ننتظر القانون التنظيمي و أن ترى‬
‫‪.‬المعاهد الجهوية النور منذ سنة ‪199317‬‬

‫وإذا بقي األمر على حاله دون صدور القانون التنظيمي واستمرت وزارة العدل في تنظيم االمتحان‪ ،‬فهل يعتبر هذا‬
‫المقتضى إيجابيا أم سلبيا؟‬

‫فإذا نظرنا إلى هذا المقتضى من زاوية أن وزارة العدل طرف محايد فهذا األمر إيجابي ألنها تفرض قيودا دون أن تكون لها‬
‫أي مصلحة وهي شخص أجنبي‪ ،‬أما إذا نظرنا من زاوية أن أهل مكة أدرى بشعبها فمن المفترض أن يتم إعداد االمتحان‬
‫‪.‬من طرف هيئة المحامين وأن تكون هي المشرفة عليه‬

‫فالمشرع لم يشترط عنصري الكفاءة والتكوين في المترشح لمهنة المحاماة‪ ،‬على اعتبار أن اجتياز االمتحان المهني هو الذي‬
‫‪18 .‬يبرز مدى كفاءتهم وثمرة تكوينهم‪ (،‬لذلك فهيئة المحامين هم أعلم بالمهنة وما تطلبه من معرفة‬

‫األنشطة المتنافية مع االنخراط في مهنة المحاماةثانيا ‪:‬‬

‫تعتبر مهنة المحاماة مهنة حرة مستقلة وبذلك فهي تتنافى مع كل نشاط من شأنه أن يمس باستقالل المحامي والطبيعة الحرة‬
‫للمهنة ‪ ،‬وقد حدد المشرع المغربي في المادة ‪7‬من القانون ‪ 28.08‬المنظم للمهنة بعض هذه األنشطة على الخصوص‪ ، ‬ومن‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪18‬‬
‫‪opsit‬‬
‫بينها ممارسة كل نوع من أنواع التجارة سواء زاوله المحامي مباشرة أو بصفة غير مباشرة ‪ ،‬غير أنه يمكن للمحامي‬
‫التوقيع على األوراق التجارية ألغراض مدنية ‪ ،‬يتعرض للعقوبات التأديبية( كل محام يوجد في حالة تنافي‪ ،‬والهدف من‬
‫اقرار قاعدة تنافي مهنة المحاماة مع التجارة‪  ‬هو المحافظة على شرف واستقالل وحرية مهنة المحاماة إذ أن السماح‬
‫‪19.‬للمحامي بالجمع بين التجارة و المهنة من شأنه المساس واالخالل باالستقالل المنشود‬
‫لكن ما يالحظ بهذا الخصوص أن هذا المنع المطلق أصبح متجاوز أمام ما يجري في الواقع‪ ،‬حيث أن بعض األنشطة‬
‫أصبحت تعتبر تجارية بمقتضى قوانين مختلفة كجل العمليات العقارية وبعض األنشطة المرتبطة بالرياضة والفالحة أو‬
‫غيرها‪ ،‬كما أننا نجد في الواقع بعض المحامون أصحاب مقاهي ونوادي للرياضة ومعامالت عقارية ضخمة ومصانع…‪،‬‬
‫‪.‬وبذلك فجزاء الوجود في حالة تنافي ال يجد رقابة وتفعيل على أرض الواقع‬

‫وحتى إذا أخذنا بهذا المنع كما وضعه المشرع فإن التساؤل الذي سيطرح هو ماذا سيفعل المحامي أمام إرث يتضمن أنشطة‬
‫‪20‬تجارية ‪،‬أو عقارية‪ ،‬أو صناعية‪ ،‬أو غيرها مثال؟‬

‫حان الوقت لفتح المجال أمام المحامي ليشارك في الحركة االقتصادية للبالد‪ ،‬خصوصا أمام أزمة التشغيل التي يعرفها‬
‫المغرب‪ ،‬ويمكن اتخاد حل وسط بحصر األنشطة المحضورة والتي من الممكن أن تمس باستقالل المحامي وبكرامة المهنة‬
‫‪.‬بدل المنع المطلق الذي أصبح متجاوزا عند مقارنة النص بالواقع‬

‫وهناك تناقض أيضا في القانون الضريبي‪ ،‬فالمحامي ليس تاجر ومهنته تتنافى مع كل نوع من أنواع التجارة ومع ذلك يؤدي‬
‫وهي ضريبة على الرخصة التجارية لذلك كان على المشرع إعادة النظر في الضرائب المفروضة على ‪“la patente”،‬‬
‫‪.‬المحامي بإيجاد نظام ضريبي خاص بمهنة( المحاماة نظرا لخصوصيتها‬

‫كما تتنافى أيضا مع مهام مدير شركة تجارية وحيد‪ ،‬أو عضو مجلس إدارتها المنتدب‪ ،‬أو مسيرها‪ ،‬أو مسيرها‪ ،‬أو شريك‬
‫في شركة التضامن‪ ،‬والهدف من السماح للمحامي بأن يكون عضوا في شركة مع منعه من أن يكون متصرفا وحيدا منتدبا‬
‫أو قيما لشركة هو أن الوظيفة األولى ال تكلف صاحبها القيام بأية مهام في نشاط الشركة‪ ،‬على عكس الوظيفة الثانية التي‬
‫‪.‬تعتبر من صلب نشاط الشركة‬
‫والسؤال الذي يطرح هنا لماذا منع المحامي من أن يكون مدير شركة مع أن العديد( من المحامين هم مدراء لصحف مثال ولم‬
‫‪21‬يحرك أحد ساكنا لحد اآلن؟‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫اإلشكاالت التي يثيرها التمرين والتقييد بالجدول‪: ‬ثالثا‬
‫‪ ‬‬

‫قبل ممارسة المحامي ‪ ‬للمهنة البد من أن يمر بعدة مراحل‪ ،‬تبتدأ بقضاء فترة محددة من التمرين تحت إشراف وتتبع من هو‬
‫أقدر منه وأسبق تجربة وحنكة ودراسة في الميدان‪ ،‬وصوال إلى التقييد في الجدول بعد انتهاء التمرين‪ ،‬وتعتبر اشكالية‬
‫‪ .‬التكوين من بين أهم التحديات التي تواجه وظيفتها الحقوقية بالمغرب‬

‫التمرين‪ ‬اوال ‪:‬‬
‫أوجب المشرع على المقبلين على المهنة تدريبا مهنيا من خالله يكتسبون المهارة الالزمة و يتشبعون بقيمها و تقاليدها‬
‫ويكون لهم إحساس بأدائها الرفيع و مثلها العليا و بجسامة المسؤولية الملقاة على كاهلهم سواء بصفتهم وكالء قضايا أو‬
‫بصفتهم حماة العدالة‬
‫يقدم طلب الترشيح للتقييد في قائمة المحامين المتمرنين إلى نقيب الهيئة التي ينوي المترشح قضاء مدة التمرين بها وذلك‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫خالل شهر أكتوبر من كل سنة‬


‫‪22:‬وللقبول في التمرين يجب على المترشح أن يقدم طلبه مرفقا بما يلي‬

‫‪.‬ـ الوثائق المثبتة لتوفر المترشح على الشروط المنصوص عليها في المادة الخامسة من القانون المنظم لمهنة المحاماة‪-‬‬

‫ـ سند التزام صادر عن محام مقيد بالجدول منذ خمس سنوات على األقل‪ ،‬وحاصل على إذن كتابي مسبق من النقيب‪-،‬‬
‫‪ ‬يتعهد‪ ،‬بمقتضاه‪ ،‬أن يشرف على تمرين المرشح بمكتبه وفق القواعد المهنية‬
‫واإلشكال الذي يطرح هنا هل مدة ‪ 5‬سنوات كافية لكي يكون المحامي المشرف مؤهال الستقبال محامي متمرن في مكتبه؟‬

‫إن أول صعوبة يمكن أن تصادف المحامي المتمرن هي ضعف المستوى العلمي لبعض المكاتب التي يقضي المحامون فترة‬
‫التمرين بها‪ ،‬ذلك أن قضاء هذه الفترة بمكتب محامي مسجل في الجدول منذ خمس سنوات فيه نوع من النقصان والخلل‪،‬‬
‫فهذه المدة تعتبر غير كافية‪ ،‬كما أن المكتب اليزال في حد ذاته لم يكتسب الخبرة الالزمة الستقبال محامي متمرن في مكتبه‪،‬‬
‫إضافة إلى أنه مازال فيه نوع من التخصص وليس متكامل لكي يجد فيه المتمرن كل ما يكفي لتكوينه‪ ،‬فإذا أردنا التكوين‬
‫‪23.‬والكفاءة يجب أن تكون المدة أكثر من خمس سنوات‬

‫‪:‬تتضمن ما يلي‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫ـ الممارسة بصفة فعلية في مكتب محام يتوفر على الشروط واألقدمية المحددة في المادة ‪ 11‬من القانون المنظم لمهنة‪-‬‬
‫‪ .‬المحاماة‬
‫ـ الحضور في الجلسات بالمحاكم‪-‬‬
‫وهذا األخير يعتبر عنصرا هاما في تكوين المحامي‪ ،‬فالمحامون كانوا يكونون أنفسهم بما كان يحصل في الجلسات حيث‬
‫كانت في السابق المساطر الشفوية أكثر من الكتابية‪ ،‬أما اآلن فقد أصبحت المساطر الكتابية هي الغالبة‪ ،‬وبذلك فمن أين‬
‫سيكتسب المحامي التكوين‪ ،‬فالتكثير من المسطر الكتابية والتقليل من المساطر الشفوية يحد من تكوين المحامي‪ ،‬هذا ما حرم‬
‫‪.‬الكثير من االستفادة من الحضور في الجلسات‬

‫وما يزيد األمر تعقيدا أن المحامي المتمرن يمنع عليه مؤازرة األطراف في قضايا الجنايات سواء بالنيابة عن المحامي‬
‫المشرف على التمرين‪ ،‬أو في إطار المساعدة القضائية طيلة مدة تمرينه‪ ،‬والتساؤل المطروح والمشروع هنا هو متى‬
‫‪24‬سيتمرن المحامي المتمرن على الجنايات؟‬

‫‪.‬آن األوان لفتح الجنايات أمام المتمرنين ولو في السنة األخيرة من التمرين‪ ،‬خصوصا أنها أصبحت على درجتين‬

‫باإلضافة إلى إشكالية التكوين‪ ،‬فإن اإلشكال األكبر الذي يقع فيه المحامي الحاصل على شهادة األهلية لمزاولة مهنة المحاماة‬
‫يكمن في المعاناة التي سيواجهها نتيجة ارتفاع تكاليف ورسم التسجيل في هيئة من الهيآت‪ ،‬ليجد المحامي المتمرن نفسه بعد‬
‫ذلك في رحلة شاقة للبحث عن مكتب لقضاء فترة التمرين‪ ،‬و الحصول على سند إلتزام صادر عن محامي مقيد بالجدول‬
‫‪25‬يتعهد( من خالله باإلشراف على تمرين المترشح بمكتبه وفق القواعد المهنية‬
‫‪.‬‬
‫التقييد في الجدولثانيا ‪:‬‬

‫بعد أن ينهي المحامي المتمرن مدة التمرين يقدم طلبه إلى مجلس الهيئة الذي يصدر مقررا بتسجيله في الجدول إن توفرت‬
‫‪ .‬الشروط الالزمة لذلك‪ ،‬فالغاية من الجدول هو التعريف بالئحة المحامين‪ ،‬و بأقدميتهم‪ (،‬و أشكال ممارستهم‬
‫وقبل أن يبث مجلس الهيئة في طلبات التسجيل في الجدول يجري بحث حول المترشح‪ ، ‬والسؤال الذي يطرح نفسه ماهي‬
‫اآلليات التي يتوفر عليها المجلس للبحث في شخصية المترشح؟ هل هي اآلليات التقليدية المتعلقة بالسجل العدلي‪ ،‬أم له آليات‬
‫‪26‬أخرى أوسع تتعلق بالبحث االجتماعي‪ ،‬أم له آليات أخرى غير مصرح بها؟‬
‫فما يعاب على المشرع هنا عدم ذكره لآلليات المعتمدة للبحث في شخصية المترشح‪ ،‬وبالتالي تبقى هذه الوسيلة ورقة بيد‬
‫‪.‬مجلس الهيئة يحركها كما يشاء ويبث في الطلبات المستوفية لكافة الوثائق بعد إجراء البحث بالقبول بالرفض‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫‪25‬‬
‫‪opsit‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫وال يجوز لقدماء القضاة‪ ،‬والموظفين ورجال السلطة‪ ،‬أو الذين مارسوا مهامها‪ ،‬أن يقيدوا في لوائح التمرين‪ ،‬أو يسجلوا في‬
‫جدول الهيئة المحدثة لدى آخر محكمة االستئناف‪ ،‬التي زاولوا مهامهم في دائرتها‪ ،‬قبل مضي ثالث سنوات من تاريخ‬
‫‪27.‬انقطاعهم عن العمل بها‬

‫‪.‬وبعد تسجيلهم في أي هيئة أخرى يحظر عليهم أن يمارسوا خالل نفس الفترة أي شكل من أشكال النشاط بتلك الدائرة‬
‫وما يالحظ أن هذا القيد يحضر عليهم فيه نوع من الغموض‪ ،‬ألن القضاة والموظفين ورجال السلطة المسجلون في دوائر‬
‫أخرى يحضرون إما بصفة شخصية ‪ ‬أو بصفة غير مباشرة بواسطة شخص ينوب عليهم‪ ،‬ويمارس نشاطهم داخل الدائرة‬
‫‪.‬التي كانوا فيها‪ ،‬فهذا العنصر يحضر عليهم يكون فيه النازع والمانع نفسي أكثر من مانع مادي‬

‫فهذا المنع أجده منه قانوني وليس منع فعلي‪ ،‬ألن الممارس قد يحضر مع المواطن لكن ال يمارس بصفة مباشرة‪ ،‬بل بواسطة‬
‫زميل آخر الذي قد يحضر مع المواطن الذي ال يفهم شيئا‪ ،‬ويكون أخيرا الضحية هو الزبون الذي ال يعلم من ينوب عنه هل‬
‫هو المحامي الذي كلفه أو محامي آخر‪ ،‬وبذلك يمكن القول إن هذا الحظر متجاوزا وال يشكل قيدا بالنسبة للفئات الذين كانت‬
‫‪.28.‬مهامهم تشمل جميع أنحاء المملكة ال تفرض عليهم أي قيود‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق و التزامات المحامي‬


‫‪،‬من المؤكد أن المشرع المغربي خول للمحامي مجموعة من الحقوق (الفقرة األولى)‬
‫المقابل فرض عليه العديد من االلتزامات (الفقرة الثانية )‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حقوق المحامي‬

‫نظرا للمكانة البارزة التي يحتلها المحامي في تصريف العدالة و سيادة القانون‪ ،‬فقد‬
‫متعه المشرع المغربي من خالل القانون المنظم للمهنـة ‪23‬بمجموعة من الحقوق و لعل‬
‫‪:‬أبرزها‬
‫أوال‪:‬حق المحامي في تقاضي األتعاب‬
‫تعد أتعاب المحامي من أهم الحقوق المستحقة له على موكله‪ ،‬يتسلمها مقدما أو‬
‫على مراحل(‪ .)1‬فهذه األتعاب تعتبر المكافأة العادلة التي يقررها القانون عوضا عما قام به‬
‫المحامي من جهد و ما ضاع منه من وقت لصالح موكله‪ )2(.‬و موكله بما في ذلك المبلغ المسبق و قد عرفت مسألة تحديد(‬
‫األتعاب اهتماما من‬
‫طرف مختلف التشريعات‪.‬وهكذا نجد المشرع المغربي نص صراحة في المادة ‪ 37‬من‬
‫" القانون المنظم لمهنة المحاماة على أنه "تحدد األتعاب باتفاق بين المحامي منها‬
‫و بدوره المشرع المصري اعترف للمحامي بحقه في مكافأته كما اعترف لـه بـالحق‬
‫في متابعة زبونه في المطالبة باألتعاب ‪)3(.‬‬
‫وتقدير األتعاب أمر متروك في األصل إلى اتفاق األطرف مسبقا‪،‬وإذا ما تم ذلك عن‬
‫طريق التراضي‪،‬فال يمكن ألي منهما اللجوء إلى النقيب في حالة النزاع للمطالبة بتحديدها‬
‫من جديد‪،‬بل يتعين على من له مصلحة اللجوء إلى القضاء للمطالبة بتنفيذ االلتزام‪ ،‬وهذا ما‬
‫‪:‬أكدته محكمة االستئناف بالرباط في إحدى حيثيات قرار لها‬
‫‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫الم‪opsit‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة‪ 5‬بالمغرب‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال – جامعة‬
‫الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬
‫وحيث إنه لما كان هناك اتفاق مسبق على األتعاب بين المستأنف و المستأنف‪"...‬‬
‫عليها فإن هذا األخيرة ما كان عليها إن تلجأ إلى السيد النقيب لمطالبة بتحديد أتعابها بل كان‬
‫عليه مطالبة المستأنف قضائيا بتنفيذ التزامه عن طريق أداء ما بقى عالقا بذمته و ذلك وفقا‬
‫لإلجراءات العادية للدعوى‪،‬كما أن السيد النقيب ما كان عليه أن يحدد أتعاب المستأنف عليها‬
‫و الحال أن هذه األتعاب تم االتفاق عليها مسبقا بين الطرفين مما يجعله غير مختص باألمر‬
‫"بتنفيذ( التزام تعاقدي ابرم بين المحامي و موكله‬
‫و ما تجدر اإلشارة إليه أن أتعاب المحامي من الحقوق الممتازة المقررة في الفصل‬
‫من ظهير االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬إذ نجـد المشرع ينص في المادة ‪53‬من‪1248‬‬
‫قانون ‪28.08‬والتي نصت على ما يلي‪ :‬تستفيد أتعاب المحـامي عنـد اسـتفاء الـديـون مـن االمتياز المقررة في الفصـل‬
‫"‪ ...‬من ظهير االلتزامات والعقود‪،‬و تحتل أتعاب المحامي الرتبة الثامنة في الترتيب‪1248‬‬
‫ثانيا‪:‬حق المحامي في تعليق لوحة خارج البناية الموجدة بها مكتبه(‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات المادة ‪35‬من القانون المنظم للمهنة ‪،‬نجد المشرع المغربي‬
‫منح للمحامي الحق في تعليق لوحـة خارج البناية الموجود بها المكتب أو داخلها تحمل‬
‫معلومات عنه –اسمه الشخصي العائلي –وكونه محاميا مقبوال لدى محكمة النقض أو نقيبا‬
‫سابقا أو حامال شهادة الدكتوراه في الحقوق وال يشير المحامي إال إلى هذه الصفات في‬
‫‪.‬أوراق مكتبه و ملفاته‬
‫و ما يستشف من مقتضيات هذه المادة أن المشرع أعطى للمحامي الحق في تعليق‬
‫لوحة خارج البناية الموجود بها مكتبه ‪،‬دون إذن النقيب ويتعين( عليه أال يعلق أي إشارة من‬
‫‪.‬شأنها أن تجلب الزبناء‬
‫‪29‬‬

‫ثالثا‪:‬حق المحامي في االنتساب إلى هيئة منتظمة‬


‫‪،‬يعتبر االنتساب إلى أحد مجالس هيئات المحامين بالمغرب حق من الحقوق المحامي‬
‫وذلك بغية المحافظة على حقوقه القانونية و المهنية و االجتماعية ‪،‬إذ يضطلع هذا المجلس‬
‫بتأطيرهم وتكوينهم و إحداث مشاريع اجتماعية لهم وألبنائهم و تقديم كافة المساعدات متى‬
‫لزم األمر ذلك‪ 4(.‬و لما كان المحامي يعتبر جزء من أسرة القضاء‪ .‬يساهم في تحقيق العدالة الناجعة‬
‫و سيادة القانون‪،‬فقد شرعت مسألة االنتساب للهيئة بنصوص قانونية آمرة هدفها حماية‬
‫مصلحة المحامي و بصفة عامة العدالة (‪)5‬‬
‫كما يظفر هذا المجلس إلى جانب حماية حقوق المحامي المادية و المعنوية ‪،‬بدور‬
‫هام في مساءلة هذا األخير عن أخطائه المهنية في إطار القانون‪ ،‬و يحق للمحامي الذي‬
‫يتوفر على الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 86‬من القانون المنظم للمهنة‪.‬أن يترشح‬
‫لمنصب النقيب و الذي تسند له اختصاصات متعددة(‬
‫رابعا‪ :‬حق المحامي في حصانة الدفاع‬
‫تلعب الحصانة دورا مهما بالنسبة للمحامي في توفير ظروف عمل جيدة وحمايته‬
‫من كل أدى من شأنه أن يهدد( حياته ‪.‬وقد عرفها البعض بأنها‪":‬حماية المحامي و إبعاد‬
‫األذى الذي قد يلحق به وهو يزاول مهنته أو بسببها"‪)6(.‬‬
‫و ليس المقصود بالحصانة أن تكون امتياز للمحامي تسمح لهم بالخروج عن القانون‬
‫و رخصة للطعن من شأن القضاة‪،‬بل المقصود بها أن يكون المحامي في جلسة األحكام‬
‫‪.‬مطمئنا قويا وهو يؤدي واجبه‬
‫وقد تناول المشرع الحصانة من خالل النصوص القانونية سواء ما ورد منها في‬
‫قانون المهنة‪ .‬أو القانون الجنائي‪5.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات المحامي‬
‫‪291.‬‬
‫محمد بلها شمي تسولي "رسالة المحامي عبر التاريخ الجزء الثاني مسؤولية المحامي "‪ ،‬المطبعة و الوراقة الوطنية‬
‫‪ .‬مراكش صفحة ‪57‬‬
‫عمر لحجوجي "المسؤولية المدنية للمحامي في التشريع المغربي "رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في‪2. -‬‬

‫‪ .‬القانون المدني ‪،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية ‪،‬جامعة القاضي عياض سنة ‪ 2002‬الصفحة‪61‬‬

‫نصت المادة ‪82‬من قانون المحاماة المصري‪،‬رقم‪ 17‬لسنة ‪ 1983‬على أن "للمحامي الحق في تقاضي أتعاب لما يقوم ‪3‬‬

‫"‪...‬به من أعمال المحاماة‬


‫فرض المشرع المغربي على المحامي في الكتاب الرابع من قانون المنظم للمهنة‬
‫مجموعة من االلتزامات‪ ،‬تتوزع بين تلك التي تقع عليه في عالقته بالمحكمة(أوال) و تلك‬
‫التي تنظم عالقته بموكلـه(ثانيا) إلى جانب التزامات عامة (ثالثا)‪ ،‬كما أن هناك التزامات‬
‫‪.‬أخرى غیر منصوص عليها قانونا درج الفقه على تسميتها بأخالقيات المهنة (رابعا)‬
‫أوال‪:‬العالقة مع المحاكم‬
‫‪:‬بالرجوع إلى مقتضيات المادة ‪ 37‬من القانون المنظم للمهنة نجدها تنص على أنه‬
‫ال يحق للمحامي أن يمثل أمام الهيئات القضائية و التأديبية إال إذا كان مرتديا بذلة "‬
‫" المحاماة‬
‫فالمشرع من خالل هذا المقتضى ألزم المحامي بضرورة ارتداء بذلة المحاماة أثناء‬
‫‪ .‬الترافع أمام الهيئات القضائية و التأديبية‬
‫ويتعين على المحامي تعين موطنه المهني داخل دائرة محكمة اإلستيئناف التابعة لها‬
‫‪.‬الهيأة المسجل بها‪ ،‬وإال اعتبر كل إجراء بلغ إلى كتابة الضبط صحيحا‬
‫كما يجب عليه عند الترافع أمام محكمة خارج الدائرة المذكورة‪ ،‬أن يقدم نفسه إلى‬
‫نقيب الهيئة أو من يمثله‪ ،‬وإلى كل من رئيس الجلسة‪ ،‬وممثل النيابة العامة بها‪ ،‬والمحامي‬
‫الذي يرافع عن الطرف اآلخر‪6.‬‬
‫كما ألزم المشرع المغربي المحامي من خالل المادة ‪ 39‬من نفس القانون على‬
‫‪30‬‬

‫‪31‬‬

‫ضرورة تقديم المساعدات الالزمة حيال القضاء‪ 37.‬ثانيا‪ :‬العالقة مع الموكلين‬


‫‪32‬عمد المشرع المغربي من خالل القانون المنظم لمهنة المحاماة إلى تنظيم العالقات‬
‫بين المحامين و الموكلين ‪ ،‬تنظيما محكما حيث تم تخصيص إحدى عشر مادة لتنظيم هده‬
‫‪ :‬العالقة نوجزها في النقاط التالية‬
‫يجب على المحامي أن يستقبل موكله بمكتبه( كمبدأ عام ‪.‬وإستثناء أجاز له استقباله _‬
‫بمكتب أحد المحامين الزمالء‪ .‬لكن يمنع عليه االنتقال إلى مقر موكلـه مـا لـم تكن ظروف‬
‫استثنائية وراء ذلك‪ .‬وفي هذه الحالة يتعين عليه إشعار النقيب مسبقا بذلك‪)7(.‬‬
‫يتعين( على المحامي أن يحث موكله على فض النزاع عن طريق الصلح‪ ،‬أو _‬
‫بالطرق البديلة األخرى‪ ،‬قبل اللجوء إلى القضاء‪ .‬وأن يسدي النصح واإلرشاد لموكله سيما‬
‫‪.‬فيما يتعلق بممارسة طرق الطعن‬
‫‪304‬‬
‫المادة ‪ 1‬من قانون ‪ " 08. 28‬المحاماة مهنة حرة مستقلة ‪،‬تساعد القضاء و تساهم في تحقيق العدالة ‪،‬و المحامون بهذا‪-‬‬
‫‪.‬االعتبار من أسرة القضاء‬
‫‪ .‬محمد بلها شمي تسولي "رسالة المحامي عبر التاريخ الجزء الثاني مسؤولية المحامي "مرجع سابق ‪،‬صفحة ‪5 84‬‬

‫‪ :‬يمكن إجمالها في‬

‫‪.‬أن يكون مسجال في الجدول مند خمس عشرة على األقل‪"-‬‬

‫أن يكون قد مارس من قبل مهام العضوية بمجلس الهيئة ‪-‬‬

‫‪.‬أن يكون صدرت في حقه عقوبة تأدبية ‪-‬‬

‫"أن ال يكون محكوما عليه أو متابعا في قضية تمس بالشرف أو المروءة ‪-‬‬

‫‪ .‬محمد بلها شمي التسولي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬صفحة ‪6 103‬‬

‫‪31‬‬

‫‪ .‬المادة ‪ 42‬من القانون ‪327 28.08‬‬

‫المادة ‪ 43‬من نفس القانون ‪8‬‬

‫‪ .‬عبد الكريم الطالب‪ ,‬مرجع سابق‪,‬الصفحة ‪9 186‬‬

‫عبد الكريم الطالب‪ ،‬مرجع سابق‪10 184 ،‬‬

‫عبد الكريم الطالب‪ ،‬مرجع سابق‪11 184 ،‬‬

‫الفقرة األولى من المادة ‪ 35‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة‬

‫‪.‬المادة ‪ 36‬من نفس القانون ‪12‬‬


‫)‪(8‬‬
‫يتفق المحامي و موكله على األتعاب بما في ذلك المبلغ المسبق منها ‪ .‬لكن ال _‬
‫يجوز للمحامي طبقا للمادة ‪ 45‬االتفاق مسبقا مع موكله على األتعاب بناء على نتيجة‬
‫الدعوى‪ ،‬و ال اقتناء حقوق متنازع فيها قضائيا بطريق التفويت أو أن يستفيد هو أو زوجه‬
‫أو فروعه بأي وجه كان من القضايا التي يتولى الدفاع عنها‪)9(.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التزامات عامة‬
‫تتمحور هذه االلتزاماته في كل من المساعدة القضائية‪ ،‬و الشبت بالوقار و السر‬
‫المهني‪ 1 .‬المساعدة القضائية‬
‫مما ال شك فيه أن النيابة في إطار المساعدة القضائية تعد من أهم الواجبات الملقاة‬
‫على عاتق المحامي ‪ ،‬بحيث ينب في إطار المساعدة القضائية عن الذين يتمتعون( على‬
‫الشروط المنصوص عليها في مرسوم ‪ 1966‬و ذلك بالقيام بكافة اإلجراءات التي يفرضها‬
‫القانون دفاعا عن هؤالء‪)10(.‬‬
‫و يتجلى أهمية هذا الواجب أن النقيب هو الذي يقوم من ناحية بتعين( المحامي لفائدة‬
‫المتمتع بنظام المساعدة القضائية و من ناحية أخرى تظهر األهمية المذكورة من خالل األثر‬
‫الذي يترتب على امتناع المحامي المعين بدون عذر مبرر من التدخل في إطار المساعدة‬
‫القضائية و المتمثل في إمكانية متابعة تأديبيا أو بسبب تقصيره في القيام بوجبه في هذا‬
‫‪.‬الصدد‬
‫و إيمانا منه للمجهود الذي يقوم به المحامي بهذا الخصوص‪ ،‬فقد منه المشرع في‬
‫المادة ‪ 41‬الحق في الحصول على أتعاب عن المسطرة التي أنجزها شريطة أن يتمخض‬
‫عنهـا اسـتفادة ماليـة أو عينيـة للمـوكـل و أن يـعـرض األمـر وجـوبـا علـى النقيـب لتحديـد(‬
‫األتعاب‬
‫التشبث بالوقار و السر المهني ‪2 -‬‬
‫يعد التشبث بالوقار من أبرز الواجبات الملقاة عل عاتق المحامي‪ ،‬بحيث ال يجوز‬
‫للمحامي أن يمارس أي عمـل يسـتهدف جلـب األشخاص‪ ،‬واستمالتهم ‪ ،‬وال أن يقـوم بـأي‬
‫إشهار كيفما كانت و سيلته‪)11(.‬‬
‫‪ ،‬كمـا أنـه يتـعـيـن عليـه أن ال يفشي أي شـيء يمـس بالسـر المهنـي فـي أي قضية‬
‫باإلضافة إلى أنه يلتـزم بـأن يحتـرم سرية التحقيق في القضايا الزجرية‪ ,‬وأن ال يبلغ أي معلومات مستخرجة من الملفات‪ ،‬أو‬
‫ينشر أي مستندات أو وثائق أو مرسالت لها عالقة‬
‫ببحث مزال جاريا‪)12(.‬‬
‫رابعا‪ :‬أخالقيات المهنة‬
‫صحيح أن لكل مهنة خصوصيات التي تتميز بها ‪ ،‬و بذلك فإن مهنة المحاماة لها‬
‫و‬
‫آدابها وتقاليدها التي تتماشى مع طبيعة العمل و التي يجب على المحامي التحلي بها‪ .‬و‬
‫‪.‬سنحاول خالل هذا النقطة الوقوف عن تحديد أخالقيات مهنة المحاماة‬
‫يقصد بأخالقيات المهن مجموعة من القواعد واآلداب السلوكية واألخالقية التي يجب‬
‫‪.‬أن تصاحب اإلنسان المحترف في مهنته تجاه عمله‪ ،‬وتجاه المجتمع ككل‪ ،‬وتجاه نفسه‬
‫ويمكن كذلك اعتبار أخالقيات المهن تلك الواجبات األدبية( التي تواجه سلوك المهنيين(‬
‫من أجل القيام بواجباتهم وأداء مهنتهم على وجه أفضل تخدم مصلحة أصحاب المهن بصفة‬
‫عامة و زبنائهم بصفة خاصة‪ ،‬و من بين هذه األخالقيات التي يتعين( على المحامي التحلي‬
‫و‬
‫‪:‬بها‬
‫الكرامـة‪:‬إذا يتعين( على المحامي أن يباشـر االستشارة أو الدفاع أن يتحلى‬
‫بالكرامة الخلقية أي أال ينفعل و أال يصدر منه أي قذف أو سب اتجاه الخصوم أو تجاه‬
‫الناس و ال يهين القاضي و ال كاتب الضبط‬
‫‪33‬و‬
‫االستقاللية ‪ :‬من أهم صفات مهنة المحاماة االستقالل في العمل في الرأي و‬
‫في الدفاع‪ ،‬والمحاماة بهذا المعنى مهنة حرة مستقلة غير خاضعة ألي اتجاه‬
‫األمانة‪ :‬تقتضي األمانة أن المحامي يجب عليه أن يقدم النصح و اإلرشاد‬
‫عبد ‪3313‬‬

‫‪ .‬العالي العيساوي "أسرار مهنة المحاماة " مكتبة الثقافة بيروت (بدون ذكر الطبعة و السنة ) ص ‪49‬‬
‫‪.‬لموكله و أن يحتفظ بكل أمان على الوثائق المودعة لديه و أن يكون موطن أمان لموكله‬
‫الشجاعة‪ :‬يجب أن يتحلى المحامي بشجاعة الرأي باعتبارها أسمى أنواع‬
‫الشجاعة ‪ ،‬بحيث يجب عليه أن يتمتع بشجاعة أمام خصمه مهما كان الخصم سواء كان‬
‫صاحب سلطة أو نفوذ أو غير ذلك ‪)13(.‬‬
‫التعامل بالحسنى ‪ :‬يجب على المحامي أثناء الجلسة وهو يرافع في القضية‬
‫يتواجد بها زميل آخر له أن تكون مرافعته مستوحاة من األخالق العامة‪ ،‬و مبادئ أعراف‬
‫‪.‬المهنة منها أن تكون عباراته خالية من أي تهجم أو تلويح أو توبيخ‬

‫الئحة المراجع ‪:‬‬


‫‪ -‬ثغرات قانون مهنة المحاماة بالمغرب ‪‬‬
‫طالبة باحثة في سلك الدكتوراه‪    ‬تخصص قانون خاص بكلية الحقوق‪     ‬فاس كوثر هاني‪ -‬موقع مجلة القانون و االعمال –‬
‫جامعة الحسن االول – مختبر البحث‪ : ‬قانون االعمال‬

‫‪‬‬ ‫اخالقيات مهنة المحاماة و تحديات الثابت و المتغير – بقلم االستاذ حسن حلحول – محام و عضو مجلس هيئة‬
‫أخالقيات‪-‬مهنة‪ - https://www.danapress.ma/2020/06/16/-‬المحامين بالرباط‪ -‬موقع دنا بريس‬
‫‪/‬المحاماة‪-،‬وتحديات‪-‬الثا‬

‫المحاماة في المغرب بين االخالقيات و التخليق ‪-‬خالد خالص – محامي بهيئة الرباط – االثنين ‪١٠‬يناير ‪– ٢٠٢٢‬‬ ‫‪‬‬
‫موقع العلوم القانونية‬

‫مبادئ اساسية في مهنة المحاماة – موقع قان ون العرب ‪-‬‬ ‫‪‬‬


‫‪https://www.law-arab.com/2015/05/lawfirms-lawyer.html‬‬

You might also like