You are on page 1of 89

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي –‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة تكميمية لنيل شهادة الماستر‬

‫شعبة الحقوق تخصص‪ :‬قانون األعمال‬

‫بعنوان‬

‫حكم التحكيم التجاري وطرق‬

‫الطعن فيه‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعــداد الطالبة‪:‬‬

‫شوقي بركاني‬ ‫أمة الرحمان بقطاش‬

‫رئيسا‬ ‫أستاذ مساعد‪ -‬أ‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي‬ ‫‪ -1‬محمد بوالعة‬

‫عضوا ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد‪ -‬أ‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي‬ ‫‪ -2‬حمزة وهاب‬

‫مشرفا و مقر ار‬ ‫أستاذ مساعد – أ‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي‬ ‫‪ -3‬بركاني شوقي‬

‫السنة الجامعية‪2105 -2104:‬‬


‫اإلهداء‬

‫أهدي ثمرة جهدي‬

‫إلى من تنحني هامتي له خجلا‪....‬أبي‬

‫إلى من حممتني وهن ا عمى وهن‪....‬أمي‬

‫أشد بهم أزري‪....‬إخوتي‬


‫إلى من ّ‬

‫إلى رفيق دربي‪ ........‬زوجي‬

‫إلى كل صديقاتي‬
‫شكر وعرفان‬

‫الحمد هلل سبحانه وتعالى له عظيم الشكر والحمد واإلمتنان‪.‬‬

‫اعترافًا بالفضل ألصحاب الفضل‪ ،‬وألهل العمم والمعرفة الدالين عمى الخير أينما وجد الذين‬
‫يمدون يد العون والمساعدة‪.‬‬

‫أقدم تشكراتي ألستاذي المشرف بركاني شوقي الذي لم يبخل عمي بنصائحه و توجيهاته‬
‫القيمة‪.‬‬

‫كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى األستاذ وهاب حمزة الذي كان لنصحه‪ ،‬وسعة‬
‫إطالعه األثر الواضح في توجيه رسالتي بشكمها الحالي‪.‬‬

‫كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى زوجي لمين الذي ساندني و ساعدني طيمة انجازي لمذكرتي‬

‫كما ال يفوتني أن أشكر كل من ساعدني في إتمام هذا العمل من أعضاء اإلدارة و أعضاء‬
‫المكتبة‪.‬‬
‫قائمة االختصارات‬

‫الداللة‬ ‫اإلختصار‬
Commission des Nations Unies pour le CNUDCI
droit commercial international
Chambre de Commerce International ICC
‫مق ــدمـ ـ ـ ـ ــة‬
‫مقدمة‬

‫يعتبر التحكيم من أنجع الوسائل التي يمجأ إلييا األطراف لحل المنازعات‪ ،‬ال سيما تمك‬
‫أن لجوء األطراف لمتحكيم لفض‬ ‫الناشئة في إطار العالقات الدولية الخاصة‪ ،‬ومما الشك فيو ّ‬
‫المنازعات الناشئة بينيم مبعثو ما يقدمو ىذا األخير من مزايا أىميا السرية‪ ،‬إذ يعد الحفاظ عمى‬
‫سرية المنازعة والفصل فييا أحد الدوافع الميمة لمّ جوء إلى التحكيم‪ ،‬كبديل عن القضاء الذي يستند‬
‫عمى مبدأ أساسي وىو العمنية‪ ،‬والذي يقضـ ـ ـ ـي بصـ ـ ـدور أحكام ـ ـ و في جمسات عمنية مفتوح ـة‬
‫لمجميع‪ ،‬ىذا ما يتنافى مع مصمحة التاجر الذي يسعى لممحافظة عمى أس ارره التجارية‪.‬‬

‫التحكيم ىو نظام مركب ذو طبيعة مزدوجة‪ ،‬فيو عمل اتفاقي في مصدره أي مرجعو اإلرادة‬
‫ال أنو‬
‫الصريحة لألطراف‪ ،‬وىو عمل قضائي في وظيفتو‪ ،‬فالمحكم عمى الرغم من ّأنو ليس بقاض إ ّ‬
‫يقوم بذات الوظيفة التي يقوم بيا القاضي‪ ،‬أال وىي الفصل في المنازعة المعروضة عميو بإصدار‬
‫حكم منيي لمخصومة‪.‬‬

‫لقد اىتمت التشريعات المقارنة بالتحكيم كوسيمة فعالة لمفصل في منازعات التجارة الداخمية‬
‫والدولية‪ ،‬فمنيا من خصص ليا باباً مستقالً في تشريعاتو المنظمة لمتقاضي مثل القانون الفرنسي‬
‫والقانون الجزائري‪ ،‬ومنيا من خصص ليا قوانين مستقمة‪ ،‬نذكر عمى سبيل المثال مصر التي‬
‫أصدرت قانون التحكيم ‪.22/44‬‬

‫عمد المشرع الجزائري عمى غرار التشريعات األخرى‪ ،‬ممارسة الرقابة عمى أحكام التحكيم‬
‫أقرتيا اتفاقية نيويورك لسنة‬
‫الدولية وذلك من خالل الطعن فييا‪ ،‬وأخذ بالحسبان الحدود التي ّ‬
‫‪ ،1451‬وضرورة احترام وتعزيز ثقة األطراف بما توصمت إليو الييئة التحكيمية من أحكام‪ ،‬وذلك‬
‫بجعل الطعن وسيمة ضبط ورقابة‪ ،‬تمنح القاضي سمطة تكميمية لسمطة المحكمين‪ ،‬مما يمكنو من‬
‫التأكد من سالمة ما توصمت إليو الييئة ومدى احتراميا لمميمة المسندة إلييا‪ ،‬دون أن تتيح لو‬
‫المجال إلعادة النظر في موضوع النزاع‪.‬‬

‫سنيا لطرق الطعن التي يمكن رفعيا ضد الق اررات التحكيمية‪ ،‬منيا من‬
‫تختمف التشريعات في ّ‬
‫يفرق بين التحكيم الداخمي والقانون الدولي‪ ،‬وبالتالي إختالف طرق الطعن المرفوعة في ىذه‬
‫األحكام كالتشريع الجزائري والفرنسي ومنيا من ال يفرق بين األحكام الصادرة داخل الدولة وتمك‬
‫الصادرة خارجيا‪ ،‬ويقر طريقة وحيدة لمطعن في األحكام ويظير ىذا جميًا في القانون المصري‪.‬‬

‫ىنا تكمن أهمية موضوعنا من خالل التسميم بفعالياتو في وقت بمغ التحكيم مداه في‬
‫المعامالت التجارية الدولية تحت سيطرة الدول القوية اقتصاديًا وتحت سيطرة ىيئات تحكيمية في‬
‫ظل تنظيم قضاء خاص‪ ،‬فكان من الواجب عمى الباحثين في الدول النامية د ارسة آليات التحكيم‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫التجاري الدولي من أجل سد الفراغات الموجودة في قوانينيم‪ ،‬وكذا إزاحة الغموض الذي يجتاح‬
‫أحكام التحكيم التجاري الدولي لدى ىذه الدول من أجل تفعيمو‪.‬‬

‫ومن األسباب التي دعت البحث في مسألة التحكيم‪ ،‬وبوجو خاص حكم التحكيمي وطرق‬
‫الطعن فيو وجود دافعين‪ ،‬األول ذاتي وىو الميل الشديد الذي تولد لدي لبحث جوانب ىذا الموضوع‬
‫بعد عدة قراءات وخاصة بعد دراسة مقياس التحكيم التجاري الدولي سابقاً‪.‬‬

‫أما الدوافع الموضوعية تتمثل في‪:‬‬


‫ّ‬
‫*حداثة الموضوع محمياً‪ :‬نظ ًار لما يحتمو التحكيم من مكانة بارزة في الفكر القانوني عمى المستوى‬
‫العالمي وما شيده العالم مؤخ ًار من حركة فقيية وتشريعية لتنظيم التحكيم التجاري الدولي‪.‬‬

‫*لما كان التحكيم طريقا من طرق العدل‪ ،‬يتيح الفرصة لممتخاصمين لفض منازعاتيم بواسطة‬
‫طرف ثالث محايد‪ ،‬األمر الذي لو من المزايا من حيث تخفيف العبء عن السمطة القضائية من‬
‫جية‪ ،‬وفض المنازعات في وقت قصير بعيدا عن تعقيدات إجراءات القضاء العادي من جية‬
‫أخرى‪.‬‬

‫تمثل موضوع البحث في دراسة مقومات حكم التحكيم التي تعددت بشأنيا آراء الفقياء‬
‫بحيث انعكس ىذا التعدد عمى موقف القانون والقضاء المقارن‪ ،‬وىذه المقومات ىي الطبيعة‬
‫القانونية لمحك ـ ـ ـم الفاصـ ـ ـ ـل فـ ـ ـ ـي الن ـ ـزاع والصادر عن ىيئة التحكيم‪ ،‬واآلثار المترتبة عمى ىذا‬
‫الحكم‪ ،‬وطرق الطعن فيو حيث تعددت وجيات النظر حول ىذه الطبيعة وىذا أدى إلى التعدد ذاتو‬
‫بشأن اآلثار المترتبة عمى حكم التحكيم وكيفية الطعن فيو‪.‬‬

‫مما سبق يجدر بنا التساؤل حول خصوصية حكم التحكيم في مجال التحكيم‬ ‫إنطالقاً ّ‬
‫التجاري الدولي وطرق الطعن فيو و مدى توفق المشرع الجزائري من وضع الرقابة عمى الحكم‬
‫التحكيمي‪.‬‬

‫من خالل المقاربة المنيجية اعتمدنا عمى المنيج الوصفي من خالل تحديد مفيوم الحكم‬
‫التحكيمي وأنواعو‪ ،‬والمنيج التحميمي من خالل تحميل مختمف أحكام وقواعد التحكيم التجاري الدولي‬
‫التي نظميا المشرع الجزائري ومختمف القوانين الوضعية األخرى‪ ،‬كون ىذه الدراسة ال يمكن أن‬
‫تقتصر عمى نظام قانوني معين أو عمى القانون الجزائري فقط بل وجب اإلستعانة بعض القوانين‬
‫الوضعية واإلسترشاد بأىم القوانين األجنبية التي تناولت ىذا الموضوع‪ ،‬كما اعتمدنا عمى المنيج‬
‫التاريخي من خ الل الكشف عن التطور التشريعي والتعديالت التي طرأت عمى قانون اإلجراءات‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫المدنية واإلدارية‪ ،‬حيث ألغى المشرع الجزائري طريق من طرق الطعن في األحكام التحكيمية التي‬
‫كانت متاحة في القانون رقم‪ 04/43‬المتضمن اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫كما استعنا بالمنيج المقارن بالنسبة لمتشريعين الفرنسي والمصري أينما وجدت إمكانية‬
‫الجيد لكل المضامين القانونية‪.‬‬
‫لممقارنة مع ىذه القوانين عمى سبيل لإلستشياد واإلستئناس واإلدراك ّ‬

‫إن محاولة دراستنا لموضوع الحكم التحكيمي التجاري اعترضتنا عدة صعوبات‪ ،‬من بينيا‬ ‫ّ‬
‫حداثة التجربة الجزائرية في مجال التحكيم حيث لمسنا قمة الدراسات القانونية والفقيية في موضوع‬
‫التحكيم عموما‪ ،‬والطعن في القرار التحكيمي عمى وجو الخصوص‪ ،‬بالتالي ندرة الكتب الجزائرية‪ ،‬إذ‬
‫أن معظم المراجع مصرية وأردنية ‪ ،‬ناىيك عن الحداثة الشخصية بيكذا مواضيع‪ ،‬حيث تناولنا في‬
‫ّ‬
‫مرحمة الميسانس موضوع النظام القانوني لمسجل التجاري إذ كان موضوع عام‪ ،‬بالمقارنة مع‬
‫موضوع حكم التحكيم الذي ىو موضوع تقني ومتخصص‪.‬‬

‫لإلجابة عمى اإلشكالية المطروحة ودراسة الموضوع دراسة منيجية‪ ،‬وحتى نم ّكن المطّمع‬
‫عمى الموضوع من التركيز وعدم التشتت بين صفحات ىذا البحث والوقوف عمى حقيقة حكم‬
‫التحكيم التجاري ارتأينا أن نقسم بحثنا إلى فصلين‪ ،‬تناولنا فييما صدور حكم التحكيم المنيي‬
‫تطرقنا إلى طرق‬
‫لمخصومة والشروط الواجب توافرىا فيو‪ ،‬إضافة إلى اآلثار المترتبة عنو‪ ،‬كما ّ‬
‫الطعن المتاحة في الحكم التحكيمي وفقاً لمتشريع الجزائري واإلتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫صدور حكم التحكيم‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تنتيي خصومة التحكيـ نياية طبيعية بإصدار الحكـ الحاسـ لمنزاع الذي اتفؽ األطراؼ‬
‫عمى إخضاعو لنظاـ التحكيـ‪ ،‬وىذا الحكـ ىو اليدؼ الحقيقي والعممي لكؿ نظاـ تحكيـ‪ ،‬الذي قصد‬
‫بو أصحابو إلى حؿ نزاع معيف ناشئ فيما بينيـ وابعاده عف والية قضاء الدولة ليفصؿ فيو قاضي‬
‫يختا رونو‪ ،‬وقبؿ إصدار ىذا الحكـ األخير قد تصدر ىيئة التحكيـ العديد مف األحكاـ قبؿ الفصؿ‬
‫في الموضوع‪ ،‬بؿ إف ىذه األخيرة قد تتعدد بحسب محتواىا إلى أحكاـ تقريرية وأحكاـ منشئة كما‬
‫تعرفيا النظرية العامة لألحكاـ التأكيدية الصادرة بالحماية الموضوعية لمحقوؽ والمراكز الموضوعية‬
‫المتنازع عمييا‪ ،‬فحكـ المحكـ يتأثر باألساس اإلتفاقي لعممية التحكيـ‪ ،‬حيث أنو ناشئ عف عقد ىو‬
‫عقد التحكيـ‪ ،‬كما يتأثر بمف أصدره فيو فرد خاص ألبس ثوب القاضي بترخيص مف المشرع عبر‬
‫اإلرادة الفردية‪.‬‬
‫بعد إكتماؿ التحقيقات واقفاؿ باب المرافعات يصؿ المحكموف إلى المرحمة األخيرة مف‬
‫مراحؿ اإلجراءات التحكيمية وىي مرحمة إعداد الحكـ التحكيمي تمييدا إلصداره‪ ،‬محققيف بذلؾ‬
‫الغاية مف العممية التحكيمية وىي الفصؿ في موضوع النزاع‪ ،‬فاليدؼ الرئيسي لمحكـ ىو جعؿ ىذا‬
‫األخير نيائيا وممزما بشأف القضية موضوع النزاع‪.‬‬
‫حكـ التحكيـ يحتاج منا دراسة تحدد مفيوـ الحكـ التحكيمي في المبحث األول‪ ،‬ثـ نعالج‬
‫إصدار الحكـ التحكيمي في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫المبحث األول‪ :‬مفيوم صدور حكم التحكيم‬


‫بمجرد انتياء ىيئة التحكيـ مف نظر النزاع‪ ،‬فإنيا تبت في موضوع النزاع بحكـ تحكيمي‪ ،‬قائـ‬
‫عمى الطمبات المقدمة ليا أثناء التحكيـ‪ ،‬وقد حدد المشرع الجزائري جممة مف الشروط الواجب‬
‫توافرىا فيو حتى يكوف ىذا األخير صحيحا ومنتجا آلثاره‪ ،‬كما منح لألطراؼ إمكانية إختيار القانوف‬
‫الواجب التطبيؽ عمى موضوع النزاع ووضع بديؿ في حاؿ عدـ إختيار األط ارؼ ليذا القانػ ػ ػوف وىو‬
‫تدخؿ المحكـ لتحديد القانوف المطيؽ‪ ،‬ىذا ما سنتناولو في المطمب األوؿ تعريؼ حكـ التحػ ػ ػكيـ‬
‫والمطمب الثاني إصدار الحكـ و آثاره‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تعريف حكم التحكيم‬
‫يتقرر اإلختصاص بعد أف تشكؿ محكمة التحكيـ إختيار القانوف الواجب التطبيؽ ويتحدد‬
‫أعضائيا المكونوف ليا‪ ،‬وبعد أف ثبت في مسألة اختصاصيا بصفة ايجابية مع ما يتبع مف تحديد‬
‫القانوف واجب التطبيؽ عمى موضوع النزاع وعمى اإلجراءات‪ ،‬تبدأ المحكمة في تفحص نقاط النزاع‬
‫الموضوعية‪ ،‬وتنيي عمميا الموكؿ ليا بإصدار حكـ قطعي في المنازعة المعروضة عمييا‪ ،‬يضع‬
‫حدا نيائيا ليا‪ ،‬وىذا ىو اليدؼ األوؿ المسطر مف طرؼ األطراؼ والمحكمة ذاتيا‪.‬‬
‫فحكـ التحكيـ المنيي لمخصومة ىو النتيجة التي يرغب أطراؼ الخصومة في التوصؿ إلييا‬
‫عمى النحو الذي يرتضيانو‪ ،‬ولكف األمر ليس بيذه السيولة‪ ،‬ألف خالؿ فترة الخصومة تط أر عدة‬
‫نزاعات تثار مف قبؿ األطراؼ‪ ،‬وقبؿ أف تصؿ المحكمة إلى حكـ ينيي الخصومة يجب أف نتطرؽ‬
‫لكؿ ىذه الطمبات والدفوع التي تكوف مف قبؿ األطراؼ‪ ،‬كما يتضمف الحكـ التحكيمي مجموعة مف‬
‫البيانات الواجب توافرىا حتى يكوف صحيحا وقابال لمتنفيذ في أي دولة حتى لو لـ تكف الدولة التي‬
‫‪1‬‬
‫احتضنت المحكمة التحكمية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف حكم التحكيم‬
‫تعددت التعاريؼ بشأف الحكـ التحكيمي والتي سنتناوليا مف خالؿ ىذا الفرع‬
‫حيث لـ تضع النصوص القانونية الصادرة في العديد مف الدوؿ والمنظمة لمتحكيـ التجاري الدولي‬
‫تعريفًا لمحكـ التحكيمي‪ ،‬كما ىو الشأف بالنسبة لمقانوف النموذجي لمتحكيـ الذي أعدتو األمـ المتحدة‬
‫لمقانوف التجاري الدولي لـ يضع تعريفا محددا لحكـ التحكيـ‪ ،‬لكف قد تمت إثارتو أثناء وصؼ ىذا‬
‫‪2‬‬
‫القانوف‪ ،‬وتـ اقتراح التعريؼ اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬نورة حميمة‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي (ماستر)‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ‬
‫السياسية‪ ،‬قسـ الحقوؽ‪ ،2014 ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ -2‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬ط‪( ،1‬بيروت‪ :‬منشورات حمبي‬
‫الحقوقية‪ ،)2004 ،‬ص ‪.289‬‬

‫‪7‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫يقصد بالحكـ التحكيمي" كؿ حكـ قطعي يفصؿ في جميع المسائؿ المعروضة عمى محكمة‬
‫التحكيـ‪ ،‬وأيضا كؿ قرار آخر صادر عف محكمة التحكيـ يفصؿ بشكؿ نيائي في مسألة تتعمؽ‬
‫بموضوع النزاع أيا ما كانت طبيعتيا أو الفصؿ في مسألة اختصاص محكمة التحكيـ أو أي مسألة‬
‫أخرى تتعمؽ باإلجراءات‪ ،‬ولكف في ىذه الحالة األخيرة‪ ،‬يعد قرار المحكمة حكما تحكيميا فقط إذا‬
‫‪1‬‬
‫قامت محكمة التحكيـ بتكييؼ القرار الصادر عنيا بأنو كذلؾ"‪.‬‬
‫يتضح مف ذلؾ أف الق اررات‪ 2‬الصادرة عف المحكميف خالؿ سير إجراءات التحكيـ قد يؤدي‬
‫إلى وجود أكثر مف حكـ مثؿ الحكـ في مسألة عدـ إختصاص ىيئة التحكيـ في الحكـ النيائي أو‬
‫مسألة أولية‪ ،‬واذا إتخذت الييئة المسمؾ األخير‪ ،‬عندئذ يجوز الطعف في حكميا الذي مف المفترض‬
‫أف يطمؽ عميو إسـ حكـ مؤقت أو حكـ مبدئي أماـ المحكمة المختصة ضمف المدة المقررة لمطعف‬
‫في قانوف البمد الذي يجري فيو التحكيـ‪ ،‬وتحسب مف تاريخ اإلخطار بالحكـ‪ ،‬وكذلؾ فإف ىناؾ أثار‬
‫معينة تترتب عمى الحكـ أو القرار الصادر مف محكمة التحكيـ ومف بينيا الميمة الزمنية المحددة‬
‫لمطعف في الحكـ تبدأ في النفاذ وبمجرد صدور الحكـ النيائي قد يصبح مف المستحيؿ ألي طرؼ‬
‫أف يطعف في عنصر مف عناصر ذلؾ الحكـ إذا كاف العنصر ناتجًا عف حكـ مؤقت أو جزئي‬
‫‪3‬‬
‫سابؽ لـ يتـ اإلعتراض عميو‪.‬‬
‫كما أف المعاىدات الدولية لـ تضع تعريفا لمحكـ التحكيمي‪ ،‬فمعاىدة نيويورؾ الموقعة في ‪10‬‬
‫جويمية ‪ 1958‬الخاصة باإلعتراؼ وتنفيذ أحكاـ التحكيـ األجنبية تشير إلى أف المقصود بأحكاـ‬
‫التحكيـ ليس فقط أحكاـ التحكيـ الصادرة مف المحكميف المعنييف لمفصؿ في حاالت محددة ولكف‬
‫‪4‬‬
‫أيضا يشمؿ ىذا المفظ أحكاـ التحكيـ الصادرة في أجيزة التحكيـ الدائمة التي يخضع ليا‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬التعريف الواسع لحكم التحكيم ‪:‬يذىب األستاذ ‪- E. Gaillard‬إلى تعريؼ الحكـ‬
‫التحكيمي بأنو القرار الصادر عف المحكـ الذي يفصؿ بشكؿ قطعي‪ ،‬عمى نحو كمي أو جزئي في‬

‫‪ -1‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪. 289‬‬
‫‪ -2‬اختمفت التشريعات العربية حوؿ تسمية حكـ التحكيـ‪ ،‬حيث أخذت بعض التشريعات بتسمية النتيجة الصادرة‬
‫عف المحكميف بالقرار‪ ،‬لكف أغمب التشريعات تأخذ إتجاىاً معاكساً لما تقدـ‪ ،‬وتأخذ بتسمية الحكـ‪ ،‬كالقانوف الجزائري‬
‫والمصري والمبناني‪ ،‬لكف القانوف األردني يأخذ بالمصطمحيف بإعتبارىما واحد‪ ،‬فتارة يأخذ بمصطمح حكـ المحكـ‬
‫وتارة أخرى يأخذ بمصطمح قرار المحكـ‪.‬‬
‫‪ -3‬سالـ توفيؽ حسيف منصور‪ ،‬بطالف حكـ التحكيـ‪ -‬دراسة تحميمية مقارنة‪(-‬ماجستير)‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫األزىر فمسطيف‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،2010 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -4‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.290‬‬

‫‪8‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫المنازعة المعروضة عميو‪ ،‬سواء تعمؽ ىذا القرار بموضوع المنازعة ذاتيا أو باالختصاص أو‬
‫‪1‬‬
‫بمسألة تتصؿ باإلجراءات أدت بالمحكـ إلى الحكـ بإنياء الخصومة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يرى ىذا الجانب مف الفقو أف التعريؼ المتقدـ يؤدي إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ال تعتبر الق اررات الصادرة عف مؤسسات التحكيـ‪ ،‬والتي يعمؿ المحكـ تحت لوائيا‪ ،‬وغير‬
‫الصادرة عف المحكـ أحكاـ تحكيمية‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ ال يعتبر القرار الصادر عف محكمة‬
‫التحكيـ بغرفة التجارة الدولية بباريس‪ ،‬برفض رد طمب المحكـ‪ ،‬حكمًا تحكيميًا يمكف الطعف فيو‬
‫بالبطالف‪.‬‬
‫‪ -‬كذلؾ األمر بالنسبة لإلجراءات التي يتخذىا المحكموف والتي ال تيدؼ إلى الفصؿ في المنازعة‬
‫عمى نحو كمي أو جزئي ال تعتبر أحكامًا تحكيمية يمكف الطعف عمييا بالبطالف‪ ،‬ومف ىذا القبيؿ‬
‫إجراءات التحقيؽ في الدعوى ‪ d’instruction‬التي ال تعدو أف تكوف مجرد إجراءات إدارية ذات‬
‫طابع قضائي ال يمكف الطعف عميو بالبطالف‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التعريف الضيق لحكم التحكيم‬
‫يذىب جانب مف الفقو السويسري إلى الدفاع عف اتجاه مخالؼ لإلتجاه السابؽ‪ ،‬فقد ذىب‬
‫اتجاه آخر إلى أف الق اررات الصادرة عف محكمة التحكيـ حتى تمؾ المتصمة بموضوع المنازعة والتي‬
‫أحكاما تحكيمية‪ ،‬إال إذا أنيت بشكؿ كمي أو جزئي منازعة‬
‫ً‬ ‫ال تفصؿ في طمب محدد ال تعد‬
‫فوفقا ليذا اإلتجاه مف الفقو فإف الق اررات التي تفصؿ في المسائؿ المتصمة بالموضوع‬
‫التحكيـ‪ً ،‬‬
‫كصحة العقد األصمي‪ ،‬أو إذا قضت ىيئة التحكيـ بمسئولية أحد األشخاص أو بتحديد قانوف معيف‬
‫يجب تط ػ ػبيقو‪ ،‬أو أنيا مختصة أو غير مختصة ال يعد ذلؾ مف قبيؿ أحكاـ التحكيـ وبالتالي ال‬
‫‪3‬‬
‫استقالال‪.‬‬
‫ً‬ ‫يجوز الطعف بيا‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط صحة حكم التحكيم‬
‫تشترط قوانيف التحكيـ العربية في حكـ التحكيـ شروطا تتفؽ في مجمميا مع الشروط التي‬
‫يتطمبيا القانوف المقارف وقواعد مؤسسات التحكيـ الدولية‪ ،‬وىذه الشروط ىي كاألتي‪:‬‬
‫أوال ‪:‬أن يكون الحكم قطعي‪:‬‬
‫لقد أورد المشرع الجزائري في نص المادة ‪ ":1031‬تحوز أحكام التحكيم حجية الشيء‬
‫المقضي فيو بمجرد صدورىا فيما يخص النزاع المفصول فيو"‬

‫‪ -1‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫‪ -2‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.295‬‬
‫‪ -3‬سالـ توفيؽ حسيف منصور‪ ،‬بطالف حكـ التحكيـ‪- ،‬دراسة تحميمية مقارنة‪ ،-‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪9‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أي يجب أف يك ػ ػوف الحكـ قطعيًا يضع حدًا لمنزاع كمو أو جزء منو أو في مسألة متفرعة‬
‫عنو‪ ،‬إال أف األحكاـ ال غير قطعية فيي كاألحكاـ التمييدية الصادرة بإجراءات اإلثبات حتى لو‬
‫كانت غايتيا التحقيؽ ‪ ،‬فالحكـ القطعي ينيي الخصومة بدوره إذا لـ يتطمب القانوف مف المحكـ‬
‫‪1‬‬
‫استعماؿ تعابير فنية في إصدار الحكـ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬أن يحوز الحكم حجية الشيء المقضي بو‪:‬‬
‫إف حكـ التحكيـ يحوز عمى حجيتو بمجرد صدوره ويصبح قابال لمنفاذ‪ ،‬فيذه الصفة ىي‬
‫‪2‬‬
‫ألحكاـ التحكيـ النيائية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬أن يكون الحكم قابال لمتنفيذ‪:‬‬
‫إذا صدر حكـ قطعي نيائي وحاز حجية الشيء المقضي فيو‪ ،‬فإنو يكوف بحسب األصؿ‬
‫ممزما ألطرافو ما لـ يطعف فيو أحدىـ‪.‬‬
‫بما أف حكـ التحكيـ يمثؿ اتفاقا بيف األطراؼ أي اتفاقية تعقد بيف األطراؼ يمزموف بعقد‬
‫التحكيـ وىو سند تنفيذي ‪ ،‬ليذا إذا امتنع أحد األطراؼ عف تنفيذ حكـ التحكيـ طواعية‪ ،‬فإنو ال‬
‫يكوف قابال لمتنفيذ إال بأمر يصدره رئيس المحكمة التي أودع الحكـ إدارة كتابو‪ ،‬بناء عمى طمب‬
‫ذوي الشأف مع النظر فيما إذا كاف الحكـ مخالؼ ألحكاـ سابقة أو أمر سبؽ صدوره مف نفس‬
‫‪3‬‬
‫المحكمة وبعد التثبت مف انتفاء موانع تنفيذه‪ ،‬كما لو كاف يتضمف ما يخالؼ النظاـ العاـ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع حكم التحكيم‬
‫بإمكاف ىيئة التحكيـ إصدار أحكاـ في الموضوع وأحكاـ قبؿ الفصؿ في الموضوع‪ ،‬فقد تكوف‬
‫أحكاما مقررة أو منشئة أو إلزامية‪ ،‬وأحكاـ التحكيـ المقررة تقتصر عمى تقرير إيجابي أو سمبي‬
‫لوجود أو عدـ وجود الرابطة القانونية أو الحؽ كتقرير قياـ المسؤولية ألحد األطراؼ مثال‪ ،‬وأحكاـ‬
‫التحكيـ المنشئة ىي أحكاـ تنيي عالقة قانونية أو فسخ عقد أو حؿ جمعية‪ ،‬فيي بعد صدورىا تعد‬
‫‪4‬‬
‫منشئة لحالة جديدة أو مركز قانوني لـ يكف موجودا‪.‬‬
‫أما أحكاـ التحكيـ اإللزامية فيي تصدر بصيغة اإللزاـ الموجية لطرؼ مف األطراؼ لمقياـ‬
‫‪5‬‬
‫بعمؿ أو االمتناع عنو أو أداء معيف‪.‬‬

‫‪ -1‬نوية طفحي‪ ،‬تنفيذ أحكاـ التحكيـ في المادة اإلدارية ‪(،‬ماستر)‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة كمية‬
‫الحقوؽ والعموـ السياسية ‪ ،2014 ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 1031‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬عمى أنو‪ ":‬تحوز أحكام التحكيم حجية الشيء المقضي فيو بمجرد صدورىا‪."...‬‬
‫‪ -3‬نوية طفحي‪ ،‬تنفيذ أحكاـ التحكيـ في المادة اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -4‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضاية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ -5‬سميـ بشير‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪10‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫كما أف ىناؾ تقسيمات أخرى تعتمد عمى طبيعة عمؿ المحكـ ذاتو وعمى كؿ ما قاـ بو أثناء‬
‫عممية التحكيـ لمعرفة ما إذا كاف المحكـ أصدر حكما تحكيميا فاصال في الموضوع نيائيا أو جزئيا‬
‫أو غيابيا أو رضائيا أو تحضيريا‪ ،‬يستمزـ استعراض أنواع أحكاـ التحكيـ فيما يمي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬من حيث حسم النزاع‬
‫أحكاـ التحكيـ تنقسـ إلى األحكاـ التي تفصؿ النزاع المعروض عمى المحكـ لمفصؿ فيو‬
‫بصفة قطعية‪ ،‬وأحكاـ أخرى تفصؿ في جزء مف الخصومة فقط‪.‬‬
‫‪ -1‬أحكام التحكيم المنيية لمخصومة أو القطعية‪:‬‬
‫يستخدـ الفقو مصطمح الحكـ التحكيمي النيائي لمتعبير عف معاف مختمفة‪ ،‬فأحيانا يستخدـ‬
‫لمتعبير عف حكـ تحكيمي يفصؿ في كؿ المسائؿ المتنازع عمييا‪ ،‬والذي يتضمف بالتالي انتياء‬
‫المحكـ مف ميمتو عمى نحو تاـ يؤدي إلى استنفاذ واليتو‪ ،‬ووفقا ليذا المعنى األوؿ الذي يضفي‬
‫ال ألحكاـ التحكيـ الوقتية و التمييدية‬
‫عمى مصطمح الحكـ التحكيمي النيائي‪ ،‬يعد ىذا األخير مقاب ً‬
‫‪1‬‬
‫أو الجزئية والتي ال تضع نياية لميمة المحكـ‪.‬‬
‫في ىذا اإلتجاه نصت المادة ‪ 32‬مف القانوف النموذجي لمتحكيـ‪ )C.N.U.D.C.I( 2‬عمى‪:‬‬
‫"حكم التحكيم النيائي ىو الذي ينيي اإلجراءات التحكيمية "‪.‬‬
‫استخدـ لفظ حكـ التحكيـ بمعنى الحكـ الذي يؤدي إلى إنياء اإلجراءات التحكيمية‪ ،‬وىو‬
‫أيضا المعنى الذي تضمنتو المادة ‪ 21‬ؼ‪ 1‬مف الئحة التحكيـ الخاصة بغرفة التجارة الدولية‬
‫بباريس‪ 3‬حيث إستخدمت مصطمح األحكاـ الجزئية عوضًا عف األحكاـ النيائية‪ ،‬كما يستخدـ الفقو‬
‫‪4‬‬
‫اإلنجميزي تعبير ‪ Final‬لمداللة عمى الحكـ النيائي الذي ينيي إجراءات التحكيـ‪.‬‬
‫‪ – 2‬أحكام التحكيم الجزئية‪:‬‬
‫ىي األحكاـ التي تصدرىا ىيئة التحكيـ قبؿ إصدار الحكـ المنيي لمخصومة كميا‪ ،‬فيي قد‬
‫تفصؿ أو قد تنيي بعض المسائؿ الجزئية مف النزاع‪ ،‬لكنيا ال تكوف أحكاـ منيية لمخصومة بؿ‬
‫‪5‬‬
‫أحكاـ تنظـ سير ىذه الخصومة‪.‬‬

‫‪ -1‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫‪ -2‬القانوف النموذجي لمجنة األمـ المتحدة لمقانوف التجاري الدولي(‪ ، ) C.N.U.D.C.I‬المؤرخ في ‪ 21‬جواف‬
‫‪.1985‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬التحكيـ الدولي‪ ،‬ج ‪( ،3‬لبناف‪ :‬مؤسسة نوفؿ‪ ،)1990 ،‬ص‪.340‬‬
‫‪ -4‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-202‬‬
‫ص‪.203‬‬
‫‪ -5‬محمد مختار بربري‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬ط‪ ( ،2‬القاىرة‪ :‬دار النيضة العربية‪ ،)1999 ،‬ص‪.163‬‬

‫‪11‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫يمكف لألطراؼ أف تحدد أف لممحكميف سمطة الفصؿ في جزء مف المنازعة كالفصؿ في‬
‫مسألة اختصاصيا أو تحديد القانوف الواجب التطبيؽ أو تقرير مبدأ المسؤولية مف خالؿ إصدار‬
‫المحكـ لحكـ منفصؿ يطمؽ عميو حكمًا جزئيًا‪ ،‬مف أجؿ إزالة أي لبس أو غموض‪ ،‬فإف أحكاـ‬
‫التحكيـ الجزئية تقابؿ أحكاـ التحكيـ الكمية أو الشاممة لموضوع الدعوى‪ ،‬فال تقابؿ أحكاـ التحكيـ‬
‫النيائية فمفظ حكـ التحكيـ النيائي يشير إلى األثر المترتب عمى حكـ التحكيـ‪ ،‬حتى لو كاف ىذا‬
‫‪1‬‬
‫الحكـ جزئيا يفصؿ في جزء مف المنازعة المعروضة عمى المحكـ‪.‬‬

‫ىناؾ بعض النقاط يمكف حميا أثناء سير الخصومة وال تحتاج إلى اإلنتظار إلى نيايتيا‬
‫فكمما تـ الفصؿ في عدد كبير مف الطمبات الموضوعية أثناء سير المحاكمة كمما كاف التحكيـ‬
‫ناجحا‪.‬‬

‫نظ ار ألىمية ىذا النوع مف أحكاـ التحكيـ‪ ،‬يفرض البحث اإلجابة عمى األسئمة التالية‪ :‬ما‬
‫ىو الحكـ التحكيمي الجزئي؟ وما ىو الفرؽ بينو وبيف الحكـ التحكيمي النيائي ؟ وبينو وبيف‬
‫األوامر التي تصدرىا ىيئة التحكيـ أثناء الخصومة سواء لمتحقيؽ أو مف أجؿ التنظيـ؟‬

‫نص المشرع الجزائري‪ 2‬في المادة ‪ 1049‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى‪ ":‬يجوز لمحكمة التحكيم إصدار‬
‫أحكام اتفاق أطراف أو أحكام جزئية‪ ،‬ما لم يتفق األطراف عمى خالف ذلك"‪.‬‬
‫بعد استقراء ىذه المادة‪ ،‬يستنتج أف المشرع الجزائري أقر بالحكـ التحكيمي الجزئي الذي يقابؿ‬
‫الحكـ النيائي الكمي‪ ،‬وأخذ بمبدأ الجوازية لييئة التحكيـ في ذلؾ‪ ،‬واألصؿ أف لمحكمة التحكيـ‬
‫كامؿ السمطة التقديرية في إصدار الحكـ التحكيمي الجزئي‪ ،‬وأف األمر يتوقؼ عمى ظروؼ القضية‬
‫ومقتضياتيا‪ ،‬غير أف المشرع الجزائري عمؽ األمر عمى شرط وحيد ىو حالة اتفاؽ األطراؼ عمى‬
‫عدـ جواز ىيئة التحكيـ إصدار مثؿ ىذه األحكاـ عندئذ‪ ،‬فال يجوز لمحكمة التحكيـ إصدار أحكاـ‬
‫‪3‬‬
‫التحكيـ الجزئية‪.‬‬

‫‪ -1‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪- 304‬‬
‫ص‪.305‬‬
‫‪ -2‬الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬البرلماف‪ ،‬القانوف رقـ ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عاـ ‪1429‬‬
‫الموافؽ ؿ‪ 25‬فبراير سنة‪ 2008‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪.‬عدد‪ ،21‬المؤرخة في‬
‫‪ 24‬أفريؿ‪.‬‬
‫‪ -3‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.63‬‬

‫‪12‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تتجمى فائدة الحكـ التحكيمي الجزئي في بعض المنازعات خاصة المتعمقة بالمقاوالت التي‬
‫يجري فييا التحكيـ مع استمرار المقاوؿ في عممو‪ ،‬كأف يصدر حكـ تحكيمي جزئي متعمؽ بطمبات‬
‫التأخير أو متعمقة بأوامر التغيير الصادرة مف رب العمؿ أو متعمؽ بكمية ما تـ إنجازىا‪.1‬‬
‫يختمؼ حكـ التحكيـ الجزئي عف حكـ التحكيـ النيائي "الكمي" في كونو يفصؿ في جزء مف‬
‫المسائؿ محؿ النزاع المطروحة عمى التحكيـ وليس كميا‪ ،‬وبالتالي فإف الحكـ الجزئي ال ينيي والية‬
‫الييئة التحكيمية‪ ،‬وأف استنفاذ واليتيا مقتصر عمى ما فصمت فيو ال غير‪ ،‬وليس لمييئة التحكيمية‬
‫‪2‬‬
‫إعادة النظر فيما فصمت فيو مرة أخرى‪.‬‬
‫إذا كاف حكـ التحكيـ الجزئي ىو حكـ موضوعي وليس حكما وقتيا‪ ،‬فإف التدابير المؤقتة‬
‫والتحفظية تقتضييا ظروؼ خاصة وتصدرىا ىيئة التحكيـ بناء عمى طمب أحد األطراؼ كاألمر‬
‫بتعييف حارس عمى موجودات الشركة محؿ النزاع‪ ،‬أو أف تأمر بإيداع البضائع المتنازع عمييا في‬
‫‪3‬‬
‫يد أميف أو أحد المخازف العامة‪.....‬الخ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث حضور األطراف‬
‫تنقسـ أحكاـ التحكيـ مف ىذا المنظور إلى أحكاـ حضورية وأحكاـ غيابية‪:‬‬
‫‪ -1‬أحكام التحكيم الحضورية‪:‬‬
‫لـ يتطرؽ المشرع الجزائري في قانوف اإلجراءات المدنية القديـ‪ 4‬لمثؿ ىذه األحكاـ‪ ،‬لكف في‬
‫قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪ 09/08‬أورد ذلؾ تحت مصطمح الحكـ التحضيري‪ ،‬إذ‬
‫نصت المادة ‪ 1035‬عمى ما يمي‪" :‬يكون حكم التحكيم النيائي أو الجزئي أو التحضيري قابال‬
‫لمتنفيذ"‪.‬‬
‫يفيـ مف ىذا النص أف المشرع الجزائري أراد تحديد وحصر أنواع أحكاـ التحكيـ ومف بينيا‬
‫الحكـ التحكيمي التحضيري‪ ،‬ومف خالؿ األعماؿ التي يقوـ بيا المحكـ أثناء سير الخصومة إلى‬
‫غاية الفصؿ النيائي فييا فيي ال تخرج عف التي سبؽ ذكرىا يضاؼ إلييا واألحكاـ التحكيمية‬
‫التحضيرية التي لـ تفصؿ في الموضوع‪ ،‬واذا أخذنا بيذا المفيوـ فإف األحكاـ التحكيمية التحضيرية‬
‫ال تفصؿ في الموضوع كميا أو جزئيا وليست منيية لمخصومة وال ىي فاصمة بطمبات وقتية‪ ،‬فيي‬
‫‪5‬‬
‫تيدؼ إلى التمييد إلصدار حكـ موضوعي أو وقتي‪.‬‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬المرحع نفسو‪ ،‬ص‪.62‬‬


‫‪ -2‬سميـ بشير‪ ،‬المرحع نفسو‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -3‬سميـ بشير‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -4‬الجميورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪ ،‬البرلماف‪ ،‬األمر رقـ ‪154/66‬مؤرخ في ‪18‬صفر‪ 1386‬الموافؽ لػ‪:‬‬
‫‪ 08‬يونيو‪ ،1966‬يتضمف قانوف اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد‪ .47‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪.1966‬‬
‫‪ -5‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.70‬‬

‫‪13‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫ميما يكف مف أمر‪ ،‬فإف المشرع الجزائري جعؿ مف الحكـ التحضيري حكما تحكيميا يمكف‬
‫تنفيذه جب ار مثمو مثؿ بقية األحكاـ التحكيمية األخرى‪ ،‬ألنو قد تصدر محكمة التحكيـ حكما بتعييف‬
‫خبير مثال خارج الوطف ومحؿ الخبرة يكوف داخمو‪ ،‬فإف مثؿ ىذه الخبرة تتطمب إجراءات قانونية‬
‫خاصة بالتنفيذ‪ ،‬ويمكف مف خالليا تنفيذ الحكـ التحضيري إلنجاز ىذه الميمة‪ ،‬بالتالي فيو حكـ‬
‫رغـ عدـ الفصؿ في الموضوع أو جزء منو إال أنو قابؿ لمتنفيذ مثمو مثؿ بقية أحكاـ التحكيـ‬
‫‪1‬‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬أحكام التحكيم الغيابية‪:‬‬
‫يكوف الحكـ غيابياً عندما ال يحضر أحد أطراؼ النزاع الجمسات‪ ،2‬فغياب أحد األطراؼ ال‬
‫يحوؿ دوف صدور الحكـ التحكيمي‪ ،‬ويالحظ أف الحكـ التحكيمي الصادر في غيبة أحد األطراؼ‬
‫ال يتمتع بأية خصوصية بالمقابمة بالحكـ التحكيمي الذي يصدر في الفروض األخرى التي يحرص‬
‫فييا جميع األطراؼ عمى المثوؿ أماـ المحكـ‪ ،‬ففي كمتا الحالتيف تكوف اإلجراءات المتبعة إجراءات‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،contradictoire‬أي ُروعي فييا احتراـ مبدأ الوجاىية‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 1032‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أف‪ ":‬أحكام التحكيم غير قابمة لممعارضة"‪.‬‬
‫يستنتج مف نص المادة أف فكرة األحكاـ الغيابية موجودة في النزاعات العادية المطروحة‬
‫أماـ القضاء‪ ،‬أيف يمكف لمقاضي أف يصدر حكما قضائيا غيابيا‪ ،4‬لعدـ تمكيف الطرؼ اآلخر مف‬
‫الدفاع عف حقوقو‪ ،‬وليذا الطرؼ الحؽ في تسجيؿ معارضة في الحكـ القضائي الغيابي‪ ،5‬لذا ال‬
‫تنعقد الخصومة التحكيمية ما لـ يتـ تبميغ الطرؼ الخصـ بالدعوى التحكيمية وكػ ػ ػؿ مػ ػ ػ ػا يتعمؽ‬
‫بالمستندات‪ ،‬وأف مبدأ الوجاىية أمر وجوبي بعد التبميغ الصحيح لمطرؼ الخصـ الطمبات واألسانيد‬
‫المعتمد عمييا‪ ،‬يستوجب عمى ىيئة التحكيـ مواصمة اإلجراءات إلى نيايتيا بغض النظر عما إذا‬
‫قدـ ىذا الخصـ دفوعاتو أـ ال ؟ وقد يتصؿ بجميع الطمبات والمستندات لكف رغبة منو في عرقمة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1035‬مف القانوف رقـ ‪ 09/08‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية السالؼ الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز بف عبد الرحماف بف عبد اهلل آؿ فرياف‪ ،‬تنفيذ أحكاـ التحكيـ الوطنية واألجنبية في المممكة العربية‬
‫السعودية –دراسة تأصيمية تطبيقية تحميمية ‪(،-‬ماجستير)‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة نايؼ العربية لمعموـ األمنية كمية‬
‫الدراسات العميا قسـ العدالة الجنائية‪ ،2006 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ -3‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 292‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج " إذا لم يحضر المدعى عميو أو وكيمو أو محاميو رغم صحة التكميف بالحضور‬
‫يفصل القاضي غيابيا "‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 1/ 327‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج " تيدف المعارضة المرفوعة من قبل الخصم المتغيب إلى مراجعة الحكم أو‬
‫القرار الغياب"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫التحكيـ يمتنع عف الجواب والدفاع‪ ،‬فال يجوز لييئة التحكيـ أف تصدر حكما غيابيا‪ ،‬ولو لـ يقدـ‬
‫‪1‬‬
‫الخصـ ردوده ولـ يحضر مباشرة‪.‬‬
‫إف عدـ اشتراؾ أحد األطراؼ في إجراءات التحكيـ يجعؿ ميمة التحكيـ أكثر صعوبة‪ ،‬مما‬
‫يدفعيا إلػ ػى القيػ ػ ػاـ ب ػ ػدور أكبػ ػ ػر‪ ،‬فعمييا الفح ػ ػص الدقيؽ لطمبات طالب التحكيـ واألسانيد المؤيدة‬
‫ليا‪ ،‬وعمييا أف تطمب األدلة والحجج القانونية التي تحتاج إلييا ليذا الغرض‪ ،‬وليس لييئة التحكيـ‬
‫أف تصدر الحكـ ىكذا بكيفية روتينية‪ ،‬واذا ما قضت محكمة التحكيـ لصالح الطرؼ الحاضر يجب‬
‫عمييا أف تبذؿ قصارى جيدىا في جعؿ الحكـ التحكيمي قابؿ لمتنفيذ‪ ،‬والمبدأ أف غياب أحد‬
‫‪2‬‬
‫األطراؼ عف حضور جمسات التحكيـ ليس مف شأنو أف يؤدي إلى عرقمة إجراءات التحكيـ‪.‬‬
‫لـ يتطرؽ المشرع الجزائري لمصطمح الحكـ التحكيمي الغيابي‪ ،‬وانما اقتصر فقط عمى عدـ‬
‫جواز المعارضة في الحكـ التحكيمي عمى خالؼ القانوف المصري الذي نص في المادة ‪34‬ؼ‪2‬‬
‫مف قانوف التحكيـ‪ 3‬عمى أنو "إذا لم يقدم المدعى عميو مذكرة لدفاعو وفقا لمفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 30‬من ىذا القانون‪ ،‬وجب أن تستمر ىيئة التحكيم في إجراءات التحكيم دون أن تعتبر ذلك‬
‫بذاتو إقرار من المدعى عميو بدعوى المدعى ما لم يتفق الطرفان عمى غير ذلك"‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 35‬مف ذات القانوف عمى أنو "إذا تخمف أحد الطرفين عن حضور إحدى‬
‫الجمسات أو عن تقديم طمب منو من مستندات جاز لييئة التحكيم اإلستمرار في إجراءات التحكيم‬
‫واصدار حكم في النزاع استنادا إلى عناصر اإلثبات الموجودة أمامو"‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 28‬مف القانوف النموذجي لمجنة األمـ المتحدة‪ )C.N.U.D.C.I ( 4‬عمى"‬
‫إذا تخمف المدعى عميو دون عذر مقبول عن تقديم بيان دفاعو خالل المدة التي حددتيا ىيئة‬
‫التحكيم وجب أن تصدر ىذه الييئة أم ار بإستمرار إجراءات التحكيم"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من حيث الفترة التي يصدر فييا حكم التحكيم‬


‫تنقسػ ػـ أحك ػ ػاـ التحكيػ ػ ػـ ف ػ ػ ػي ى ػ ػ ػذا الصػ ػ ػدد إل ػ ػ ى أحكاـ صادرة قبؿ الفصؿ في موضوع‬
‫النزاع‪ ،‬وأخرى بعد الفصؿ في موضوع النزاع‪.‬‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.65‬‬


‫‪ -2‬سميـ بشير‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -3‬القانوف رقـ ‪ 27-94‬المتضمف قانوف التحكيـ في المواد المدنية والتجارية الصادر بالقانوف رقـ ‪ 27‬لسنة‬
‫‪ ،1994‬مركز القاىرة اإلقميمي‪ ،‬القاىرة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -4‬إلياس ناصيؼ‪ ،‬العقود الدولية التحكيـ اإللكتروني‪ ،‬ط‪( ،1‬لبناف‪ :‬منشورات حمبي الحقوقية‪ ،)2012 ،‬ص‬
‫‪.390‬‬

‫‪15‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ -1‬األحكام الصادرة قبل الفصل في موضوع النزاع‪ :‬يشمؿ ىذا النوع كؿ األنواع التي سبؽ ذكرىا‬
‫سواء األحكاـ الحاسمة لمنزاع أو الجزئية‪ ،‬وسواء كانت حضورية أو غيابية‪.‬‬
‫‪ -2‬األحكام الصادرة بعد الفصل في موضوع النزاع‪ :‬األصؿ أنو بصدور الحكـ الفاصؿ في النزاع‬
‫تنتيي ميمة المحكػ ػ ػـ وال يح ػ ػ ػؽ ل ػ ػ و فيما بعد تعديؿ ىذا الحكـ‪ ،‬إال أف ىذا األصؿ يرد عميو‬
‫استثناء‪ ،‬ألنو في بعض األحياف قد يصدر الحكـ ويكتنفو بعض الغموض ويصعب معو الوصوؿ‬
‫إلى الحقيقة أو يقع المحكـ ف ي بعض األخطاء المادية أو الكتابية أو الحسابية‪ ،‬والتي يؤدي‬
‫تصحيحيا إلى تعديؿ الحكـ‪ ،‬أو قد يغفؿ المحكـ الفصؿ في بعض الطمبات التي طمبيا األطراؼ‬
‫أثناء سير الدعوى‪.‬‬
‫ليذه األسباب تمتد ميمة المحكـ إلى ما بعد صدور الحكـ التحكيمي‪ ،‬وتتمثؿ ىذه األحكاـ‬
‫فيما يمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أحكام التحكيم اإلضافية‪ :‬تنص المادة ‪ 51‬مف قانوف التحكيـ المصري‪ 1‬عمى أنو" يجوز لكل من‬
‫طرفي التحكيم ولو بعد انتياء ميعاد التحكيم‪ ،‬أن يطمب من ىيئة التحكيم خالل الثالثين يوما‬
‫التالية لتسممو حكم التحكيم إصدار حكم تحكيم إضافي في طمبات قدمت خالل اإلجراءات وأغفميا‬
‫حكم التحكيم‪ ،‬و يجب إعالن ىذا الطمب إلى الطرف األخر قبل تقديمو"‪.‬‬
‫أضافت المادة ‪ 51‬ؼ‪ 2‬مف نفس القانوف عمى أنو‪ ":‬تصدر ىيئة التحكيم حكميا خالل‬
‫مد ىذا الميعاد ثالثين يوما أخرى إذا رأت ضرورة‬
‫ستين يوماّ من تاريخ تقديم الطمب‪ ،‬ويجوز ليا ّ‬
‫لذلك"‪.‬‬
‫عمى الرغـ مف عدـ إفصاح المشرع المصري عف النظاـ القانوني الذي يسري عمى ىذه‬
‫النوعية مف األحكاـ‪ ،‬السيما أنو بصدد طائفة أخرى مف األحكاـ التي تمحؽ باألحكاـ اإلضافية‬
‫وىي األحكاـ الصادرة بالتفسير‪ ،‬والتي يصدر كؿ منيا بعد صدور الحكـ المنيي لمخصومة‪ ،‬قد‬
‫اعتبر صراحة أف األحكاـ التفسيرية تعد متممة لحكـ التحكيـ الذي تفسره وتسري عميو أحكامو‪ ،‬فإف‬
‫ذات المبدأ يتعيف إعمالو بالنسبة لألحكاـ اإلضافية فيي تخضع لمنظاـ القانوني الذي يسري عمى‬
‫‪2‬‬
‫أحكاـ التحكيـ بصفة عامة ويمكف أيضاً الطعف عمييا بالبطالف‪.‬‬
‫ب‪ -‬أحكام التحكيم التفسيرية‬
‫يجوز لكؿ مف طرفي التحكيـ أف يطمب مف محكمة التحكيـ‪ ،‬خالؿ الثالثيف يوماً التالية‬
‫لتسممو حكـ التحكيـ‪ ،‬تفسير ما وقع في منطوقو مف غموض‪ ،‬ويجب عمى طالب التفسير إعالـ‬

‫‪ -1‬قانوف التحكيـ المصري رقـ ‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد‪ ،16‬المؤرخ في ‪.1994/04/21‬‬
‫‪ -2‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬الوجيز في الن ػ ػ ػ ػػظرية العامة في التػ ػ ػ ػػحكيـ في التحكيـ التجاري الدول ػ ػي‪ ،‬المرجػ ػ ػع‬
‫الس ػ ػ ػابػ ػ ػؽ‪ ،‬ص ‪.317‬‬

‫‪16‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫الطرؼ اآلخر بيذا الطمب قبؿ تقديمو لمحكمة التحكيـ‪ ،‬يصدر التفسير كتابة خالؿ الثالثيف يومًا‬
‫الت الية لتاريخ تقديـ طمب التفسير لمحكمة التحكيـ‪ ،‬ويجوز لييئة التحكيـ تمديد ىذه الميمة ثالثيف‬
‫‪1‬‬
‫يوماً أخرى إذا رأت ضرورة لذلؾ‪.‬‬
‫اكتفى المشرع الجزائري بالنص عمى إمكانية إصدار مثؿ ىذه األحكاـ دوف تحديد تفاصيؿ‬
‫لذلؾ‪ 2‬بموجب المادة ‪ 1030‬ؼ‪ 2‬مف ؽ إ ـ إ ج والتي تنص عمى‪...":‬يجوز لممحكم تفسير‬
‫الحكم"‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 37‬مف قانوف األونسيتراؿ‪ 3‬عمى أنو يجوز ألي طرؼ أف يطمب مف ىيئة‬
‫التحكيـ تفسي ار لمقرار الصادر‪ ،‬وذلؾ في غضوف ثالثيف يوماً مف تاريخ تسممو القرار‪ ،‬ىذا شريطة‬
‫إشعار األطراؼ اآلخريف بيذا الطمب‪ ،‬وعمى ىيئة التحكيـ إصدار ىذا التفسير خالؿ خمسة‬
‫‪4‬‬
‫وأربعيف يوماً التالية لتقديـ الطمب‪ ،‬ويجوز لمييئة مد ىذه المدة مرة ثانية إف رأت ضرورة في ذلؾ‪.‬‬
‫ىذا ويعتبر الحكـ الصادر بالتفسير متمما لحكـ التحكيـ‪ ،‬وىذا ما نص عميو المشرع المصري‬
‫‪5‬‬
‫في المادة ‪ 49‬ؼ‪ 3‬مف قانوف التحكيـ ‪ ،‬حيث جاء فييا‪...":‬ويعتبر الحكم الصادر بالتفسير متمماً‬
‫لحكم التحكيم الذي يفسره وتسري عميو أحكامو"‪.‬‬

‫ج‪ -‬أحكام التحكيم التصحيحية‬


‫ينص القانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي في المادة ‪ 33‬فيما يتعمؽ‬
‫بالقرار التحكيمي أنو يجوز لييئة التحكيـ أف تصحح ما يقع في قرارىا مف أخطاء مادية‪ ،‬كاألخطاء‬
‫الحسابية مثالً أو الكتابية أو الطباعية‪ ،‬أو أية أخطاء أخرى مماثمة‪ ،‬ىذا يعني أف تصحيح القرار أو‬
‫الحكـ التحكيمي ال يجوز أف يتخطى األخطاء المادية‪ ،‬بالتالي ال يحؽ لمييئة التحكيمية تحت‬

‫‪ -1‬األحدب عبد الحميد‪ ،‬التحكيـ في الدوؿ العربية‪ ،‬ط‪ ( ،3‬بيروت‪ :‬منشورات حمبي الحقوقية ‪ )2008‬ص‪.1085‬‬
‫‪ -2‬نفس الشيء ذىب إليو المشرع الفرنسي في المادة ‪ 1475‬مف قانوف المرافعات الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -3‬قانوف األونسيتراؿ النموذجي لمتحكيـ التجاري الدولي اعتمدتو لجنة األمـ المتحدة لمقانوف التجاري الدولي‬
‫الصادر في‪.1985‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة ‪ 38‬ؼ‪ 1‬مف قانوف األونسيتراؿ عمى أنو‪" :‬يجوز ألي طرف أن يطمب من ىيئة التحكيم‪ ،‬في‬
‫غضون ‪ 33‬يوماً من تاريخ تسممو قرار التحكيم و شريطة إشعار األطراف اآلخرين بيذا الطمب‪ ،‬تصحيح ما‬
‫يكون قد وقع في القرار‪.‬‬
‫‪ -5‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬الوجيز في الن ػ ػ ػ ػػظرية العامة في التػ ػ ػ ػػحكيـ في التحكيـ التجاري الدول ػ ػي‪ ،‬المرج ػ ػ ػ ػ ػع‬
‫السػ ػ ػابؽ‪ ،‬ص ‪.317‬‬

‫‪17‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫غط اء التصحيح أف تغير ما ورد في حكميا مف حموؿ قانونية‪ ،‬بؿ يقتصر دورىا فقط عمى تصحيح‬
‫‪1‬‬
‫األخطاء المادية الواردة في القرار‪.‬‬
‫يكوف التصحيح بناء عمى طمب أحد الطرفيف خالؿ الثالثيف يوماً مف تاريخ تسميـ قرار‬
‫‪2‬‬
‫التحكيـ‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 1030‬ؼ‪ 2‬مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو‪" :‬غير أنو‬
‫يمكن لممحكم تفسير الحكم‪ ،‬أو تصحيح األخطاء المادية واإلغفاالت التي تشوبو طبقا لألحكام‬
‫الواردة في ىذا القانون"‪.‬‬
‫مما تجدر اإلشارة إليو أنو قد يحدث أثناء سير اإلجراءات التحكيمية‪ ،‬أف تتوصؿ أطراؼ‬
‫المتنازعة إلى نوع مف التسوية‪ ،‬وفي مثؿ ىذا الفرض فإنو يمكف ليـ أف يقتصروا عمى إفراغ‬
‫التسوية الذي تـ التوصؿ إلييا في شكؿ عقد وانياء إجراءات التحكيـ‪ ،‬وتذىب األطراؼ إلى إتباع‬
‫مسمؾ آخر مفضمة أف يتـ تتويج ما توصموا إليو مف اتفاؽ مف خالؿ إصدار حكـ تحكيمي يقرر‬
‫‪3‬‬
‫ىذا الصمح‪ ،‬ويطمؽ عمى الحكـ التحكيمي الصادر في ىذا الشأف حكـ التحكيـ اإلتفاقي‪.‬‬
‫"الميزة الذي (كذا) يستيدؼ ىذا اإلجراء تحقيقيا ىي تمتع االتفاؽ الذي تـ بيف األطراؼ‬
‫‪4‬‬
‫بالحجية واآلثار المترتبة عمى حكـ التحكيمي"‪.‬‬

‫لـ ينص قانوف اإلجراءات المدنية الجزائري القديـ رقـ ‪154/66‬السالؼ الذكر عمى الحكـ‬
‫بناء عمى إرادة األطراؼ‪ ،‬وما داـ أف‬
‫التحكيمي اإلتفاقي‪ ،‬لكف القاعدة العامة أف التحكيـ يصدر ً‬
‫ىؤالء األطراؼ رغبوا في التسوية واعطاءىا الطابع اإللزامي عف طريؽ صبيا في قرار تحكيمي‬
‫اتفاقي فيذا ال يتعارض مع روح التحكيـ الذي ييدؼ أساسا إلى حؿ النزاع بكيفية سريعة وسرية‬
‫‪5‬‬
‫ومرضية لألطراؼ وبأقؿ تكمفة‪.‬‬
‫انطالقا مف مبدأ حرية األطراؼ في المجوء لمتحكيـ فإنو مف باب أولى أف ال يوجد مانع في‬
‫القوانيف الوطنية لمتحكيـ وال في الموائح التحكيمية لممؤسسات الدائمة لمجوء إلى اتفاؽ تسوية بيف‬
‫األطراؼ الذيف بإمكانيـ صب ىذه التسوية في قالب حكـ تحكيمي يصدره المحكموف‪ ،‬وتكوف لو‬
‫القوة اإللزامية ألحكاـ التحكيـ العادية مف حجية واستنفاذ والية المحكـ والسيولة في التنفيذ ‪ ...‬الخ‬

‫‪ -1‬إلياس ناصيؼ‪ ،‬العقود الدولية التحكيـ اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ -274‬ص ‪. 275‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 33‬مف قانوف النموذجي األونسيتراؿ لمتحكيـ التجاري الدولي‬
‫‪ -3‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬الموجز في النظرية ال ػ ػعامة في التحػ ػ ػكيـ التػ ػ ػجاري الدولي‪ ،‬المػ ػ ػرجع السػ ػ ػابؽ‪ ،‬ص‪–313‬‬
‫ص ‪.314‬‬
‫‪ -4‬حفيظة السيد حداد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪. 314‬‬
‫‪ -5‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫‪18‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫ليذا تدارؾ المشرع الجزائري السيو الوارد في القانوف القديـ‪ ،1‬فنص في المادة ‪ 1049‬مف قانوف‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‪2‬عمى ىذا النوع مف األحكاـ التحكيمية‪ ،‬وأجاز لمحكمة التحكيـ‬
‫إصدار أحكاـ التحكيـ االتفاقية‪.‬‬
‫غير أف المحكـ ال يمزـ بإجابة الطرفيف إلى رغبتيما في ىذا الصدد‪ ،‬ويستطيع أف يرفض‬
‫الطمب إذا رأى بأف التسوية التي توصال إلييا غير مشروعة أو مخالفة لقواعد النظاـ العاـ‪ ،‬وعميو‬
‫فإف تضميف إتفاؽ التسوية في قرار التحكيـ يتوقؼ عمى موافقة المحكـ‪ ،3‬وىذا ما نصت عميو‬
‫المادة ‪ 34‬ؼ‪ 1‬مف قواعد التحكيـ التي وضعتيا األونسيتراؿ حيث جاء فييا‪" :‬إذا اتفق الطرفان‬
‫قبل صدور قرار التحكيم عمى تسوية تنيي النزاع‪ ،‬تقرر ىيئة التحكيم إنياء إجراءات التحكيم أو‬
‫إذا طمب منيا الطرفان ووافقت ى ي عمى الطمب أن تضمن االتفاق في قرار التحكيم الذي يصدر‬
‫بناء عمى موافقة الطرفين وىذا القرار ال يكون مسببا"‪ ،‬كذلؾ جاء في القانوف النموذجي لمتحكيـ‬
‫‪4‬‬
‫الذي وضعتو المجنة المذكورة في المادة ‪ 30‬منو بنص مماثؿ لمنص المشار إليو أعاله‪.‬‬
‫يالحظ أف قرار التحكيـ المبن ي عمى التسوية التي إتفؽ عمييا الطرفاف سرعاف ما ينفذ مف‬
‫قبميما‪ ،‬وفي حالة عدـ التنفيذ اإلرادي يمكف طمب تنفيذه جب ار شأنو شأف الق اررات األخرى‪ ،‬حيث‬
‫أشار القانوف النموذجي إلى ىذه النقطة وأكد عمييا بقولو في المادة ‪ 30‬ؼ‪..." 2‬يكون ليذا القرار‬
‫‪5‬‬
‫نفس الصفة ونفس األثر الذي ألي قرار تحكيم أخر يصدر في موضوع الدعوى"‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬القانون الواجب التطبيق‬


‫نظ ار لدور اإلرادة في التحكيـ فال تزاؿ غالبية النظـ القانونية تحترـ إرادة األطراؼ فيما يتعمؽ‬
‫بإختيارىا لمقواعد التي تحكـ موضوع النزاع‪ ،‬ويمكف إلرادة األطراؼ أف تحدد القواعد التي ستطبؽ‬
‫عمى موضوع النزاع مباشرة أو قد تحيؿ إلى قواعد التنازع لدولة معينة يتـ عمى ضوئيا تحديد تمؾ‬
‫القواعد‪ ،‬ومف ثـ فإف إرادة األطراؼ قد تختار قواعد وطنية لحكـ النزاع وقد تختار قواعد التجارة‬
‫‪6‬‬
‫الدولية كما يمكف إلرادة األطراؼ تخويؿ ىيئة التحكيـ سمطة إختيار القواعد المالئمة‪.‬‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ -65‬ص‪.66‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 1049‬مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية عمى أنو " يجوز لمحكمة التحكيم إصدار أحكام‬
‫اتفاق األطراف أو أحكام جزئية ما لم يتفق األطراف عمى خالف ذلك"‪.‬‬
‫‪ -3‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ -‬دراسة مقارنة ‪ -‬ط‪( ،1‬األردف‪ :‬دار الثقػػافة لمن ػ ػػشر والتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوزيع‬
‫‪ ،)2008‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -4‬فوزي محمد سامي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -5‬فوزي محمد سامي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫‪ -6‬خالد محمد قاضي‪ ،‬موسوعة التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ -259‬ص‪.260‬‬

‫‪19‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫وفقا لقواعد العدالة‬


‫في حاؿ عدـ إختيار األطراؼ لمقانوف الواجب التطبيؽ‪ ،‬يتـ الفصؿ ً‬
‫واإلنصاؼ‪.‬‬
‫نعرض ىذه المسائؿ في ثالثة فروع‪ ،‬الفرع األول تطبيؽ قانوف إرادة األطراؼ والفرع الثاني‬
‫سمطة المحكـ في تحديد القانوف الواجب التطبيؽ‪ ،‬والفرع الثالث تطبيؽ قواعد العدالة واإلنصاؼ‬
‫عند غياب قانوف اإلرادة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قانون إرادة األطراف‬
‫تنص المادة ‪ 1050‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو‪" :‬تفصل محكمة التحكيم في النزاع عمال بقواعد‬
‫القانون الذي إختاره األطراف‪ ،‬وفي غياب ىذا اإلختيار تفصل حسب قواعد القانون واألعراف‬
‫التي تراىا مالئمة"‪.‬‬
‫بالتالي فإف لألطراؼ حرية اختيار ما يرونو مناسبا مف قواعد منتقاة تواجو عمى نحو واقعي ما‬
‫قد ينشأ مف منازعات‪ ،‬ىـ األقدر عمى تصورىا وعمى وضع ما يالئميا مف حموؿ مبتكرة ال تجد‬
‫مصدرىا في قانوف معيف‪ ،‬إنما في إرادة األطراؼ مباشرة‪ ،‬كما يمجأ األطراؼ إلى المزج بيف عدة‬
‫مصادر‪ ،‬فينشئوف قانوف عقدىـ مف مجموعة مف القواعد المستخمصة مف تشريعات وطنية أو‬
‫أجنبية أو يكرسوف العادات واألعراؼ المتعمقة بموضوع العقد‪ ،‬أو اإلحالة إلى القواعد والشروط التي‬
‫تتضمنيا وثيقة أو عقد نموذجي‪ ،1‬ففي كؿ ىذه الصور ال توجد أي إشارة لتطبيؽ قانوف دولة معينة‬
‫وىي الصورة األخرى التي قد تتخذىا إرادة األ طراؼ عند تحديد ما تمتزـ الييئة بإعمالو عند‬
‫التصدي لمفصؿ في موضوع النزاع ‪.‬‬
‫تؤسس ىذه الحرية في الواقع عمى األصؿ اإلتفاقي لمتحكيـ والذي يميزه ويجعمو يختمؼ مف‬
‫ىذه الناحية عف القضاء‪ ،‬بؿ نجد أف مجاؿ حرية األطراؼ في إختيار القانوف الواجب التطبيؽ في‬
‫التجارة الدولية أوسع منو في التحكيـ الداخمي عمى أساس أف التحكيـ التجاري الدولي ال يشترط‬
‫‪2‬‬
‫توافر أية رابطة بيف القانوف المختار وبيف العقد محؿ النزاع‪.‬‬

‫‪ -1‬مثاؿ ذلؾ عمى اإلحالة عمى الشروط العامة لمفيديؾ ‪ fidic‬أو لقواعد جمعية تجارة الحبوب واألغذية فتعبير"‬
‫القواعد التي اتفؽ عمييا الطرفاف"يسمح باستيعاب القواعد المتميزة المستقمة عف أي قانوف وطني وحيدا عما تقضي‬
‫إليو قواعد تنازع القوانيف‪ .‬وتنص المادة ‪ 1/39‬مف القانوف المصري عمى أف‪":‬تطبق ىيئة التحكــــيم عمى موضوع‬
‫النزاع‪ ،‬القواعد التي يتفق عمييا الطرفان‪ ،‬واذا اتفقا عمى تطبيق دولة معينة‪ ،‬اتبعت القواعد الموضوعية فيو‬
‫دون القواعد الخاصة بتنازع القوانين ما لم يتفق عمى غير ذلك"‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحماف خمفي‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي في عقود البتروؿ ‪ ،‬ورقة بحث قدمت في المؤتمر السنوي الحادي‬
‫واحد والعشروف‪ ،‬الطاقة بيف القانوف واإلقتصاد‪ ،‬كمية القانوف جامعة األمارات العربية المتحدة‪2013/05/21 ،‬‬
‫ص‪.1412‬‬

‫‪20‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫لذا فالمحكـ في ىذه الحالة ممزـ بتطبيؽ القانوف المختار مف قبؿ األطراؼ شرط أف يكوف‬
‫صريحاً‪ ،‬ويستوي بعد ذلؾ أف يتـ ىذا اإلختيار في صمب العقد أـ في وثيقة مستقمة‪ ،‬ويستوي كذلؾ‬
‫‪1‬‬
‫أف يكوف قد تـ عند إبراـ العقد أو في وقت الحؽ عمى نشوب الخالؼ بيف أطرافو‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 14‬ؼ‪ 1‬مف نظاـ غرفة التجارة الدولية‪ " 2‬لألطراف حرية اإل تفاق عمى‬
‫القواعد القانونية الواجب عمى محكمة التحكيم تطبيقيا عمى موضوع النزاع‪ ،‬فإذا لم يتفقوا عمى‬
‫ذلك طبقت محكمة التحكيم القواعد التي تراىا مالئمة"‪.‬‬
‫ىذا يعني أنو لمفرقاء الحرية التامة في إختيار القواعد القانونية التي يتوجب عمى المحكمة‬
‫تطبيقيا عمى موضوع النزاع‪ ،‬ىذا الحؿ تقرره أيضا المادة ‪ 7‬ؼ‪ 1‬مف اتفاقية جنيؼ "اإلتفاقية‬
‫‪3‬‬
‫أن‪" :‬الفرقاء أحرار في‬
‫الدولية لمتحكيـ التجاري الدولي" الموقعة سنة ‪ 1961‬التي تنص عمى ّ‬
‫تحديد القانون الذي ي قتضي عمى الحكام تطبيقو بصدد أساس النزاع‪ ،‬وفي حال إغفال اإلشارة‬
‫من قبل الفرقاء إلى القانون الذي يقتضي تطبيقو يعمد المحكمون إلى تطبيق القانون المحدد‬
‫بموجب قاعدة تنازع القوانين التي يرون أنيا مناسبة بيذا الصدد‪ ،‬وفي الحالتين فإن المحكمين‬
‫يأخذون بعين االعتبار أحكام العقد واألعراف التجارية"‪.‬‬
‫كما تقر المادة ‪ 28‬ؼ‪ 1‬مف القانوف النموذجي لمجنة األمـ المتحدة لقانوف التجارة الدولي‬
‫( ‪ )C.N.U.D.C.I‬التي تنص عمى ما يأتي‪ ":‬تفصل ىيئة المحكمة في النزاع‪ ،‬وفقاً لقواعد‬
‫القانون التي يختارىا الطرفان‪ ،‬بوصفيا واجبة التطبيق عمى موضوع النزاع‪ ،‬وأي اختيار لقانون‬
‫دولة ما أو نظاميا القانوني يجب أن يؤخذ عمى أ ّنو إشارة مباشرة إلى القانون الموضوعي لتمك‬
‫الدولة وليس إلى قواعدى ا الخاصة بتنازع القوانين‪ ،‬ما لم يتفق الطرفان صراحة عمى خالف‬
‫ذلك"‪.‬‬
‫يفيـ مف ىذا النص أف إتفاؽ الفريقيف عمى تحديد القانوف الواجب التطبيؽ مف قبؿ الييئة‬
‫التحكيمية الموكوؿ إلييا الحكـ بالنزاع ىو المعوؿ عميو‪ ،‬بمعنى أنو أوضح الفريقاف اختيارىما في‬
‫‪4‬‬
‫تحديد الق واعد القانونية الواجبة التطبيؽ‪ ،‬فال يحؽ لمييئة التحكيمية أف تطبؽ قواعد أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحماف خمفي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.1412‬‬


‫‪2 -Art 14/1:" Les parties sont libres de choisir les règles de droit que le le‬‬
‫‪tribunal arbitral devra appliquer au litige. A défaut de choix par les parties de règles‬‬
‫‪de droit applicables ; l’arbitre appliquera les règles de droit qu’il juge appropriées ".‬‬
‫‪www.iccarbitration.org‬‬
‫‪ -3‬إتفاقية جنيؼ المؤرخة في ‪ 1961 /04/21‬المتعمقة بالتحكيـ التجاري الدولي‪.‬‬
‫‪ -4‬إلياس ناصيؼ‪ ،‬العقود الدولية التحكيـ اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.143‬‬

‫‪21‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫فالقضاء التحكيمي ال ينازع وال يشكؾ في قدرة األطراؼ في أف يختاروا بأنفسيـ القانوف‬
‫الواجب التطبيؽ عمى العقد‪ ،‬ف سمطة األطراؼ في إختيار القانوف الواجب التطبيؽ عمى العقد كانت‬
‫وال تزاؿ معترفًا بيا مف قبؿ المحكميف ليس فقط في مجاؿ العقود المبرمة بواسطة األشخاص‬
‫الخاصة (األفراد أو الشركات أف(كذا) األشخاص المعنوية) بؿ أيضا في مجاؿ العقود المبرمة بيف‬
‫الدوؿ والييئات العامة مف ناحية واألشخاص الخاصة األجنبية مف ناحية أخرى‪ ،‬كما ىو الشأف‬
‫‪1‬‬
‫بالنسبة لعقود البتروؿ‪.‬‬
‫ففي قضية أرامكو ضد حكومة السعودية‪ ،‬أكدت محكمة التحكيـ في حكميا الصادر في ‪23‬‬
‫أوت ‪ 1958‬عمى أنو‪" :‬وفقا لمبادئ القانوف الدولي الخاص فإف القانوف واجب التطبيؽ عمى العقد‬
‫ذي الطابع الدولي ىو في المقاـ األوؿ القانوف المختار صراحة مف قبؿ األطراؼ‪ ،‬وفي غياب مثؿ‬
‫‪2‬‬
‫ىذا اإلختيار يطبؽ في المقاـ الثاني قانوف اإلرادة المفترضة"‪.‬‬
‫كذلؾ في قضية تكساكو ضد الحكومة الميبية في ‪ 19‬جانفي ‪ ،1997‬فإف المحكـ الوحيد‬
‫األستاذ ديبوي في الحكـ الذي أصدره في ىذه القضية أجاب عف التساؤؿ عما إذا كاف لألطراؼ‬
‫"إن اإلجابة عمى ىذا التساؤل‬
‫ال حؽ في تعييف القانوف أو النظاـ القانوني الذي يحكـ عقدىـ بقولو‪ّ :‬‬
‫ليست محل شك‪ ،‬حيث أن كل األنظمة القانونية أياً كانت تطبق مبدأ إستقالل اإلرادة في مجال‬
‫‪3‬‬
‫العقود الدولية"‪.‬‬
‫"نخمص مما تقدـ أف لمدولة واألشخاص العامة القدرة عمى إختيار القانوف الواجب التطبيؽ‬
‫‪4‬‬
‫عمى العقد الذي تكوف طرفًا فيو‪ ،‬شأنيا في ذلؾ شأف األشخاص الخاصة‪." ،‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تصدي ىيئة التحكيم لتحديد القانون المطبق‬
‫تظير الصعوبة في تحديد القانوف واجب التطبيؽ عمى العقد في حالة عدـ وجود اتفاؽ بيف‬
‫األطراؼ في ىذا الصدد‪ ،‬فقد يحدث أف يأتي العقد صامتا حوؿ مسألة القانوف واجب التطبيؽ‪ ،‬وقد‬
‫يرجع ذلؾ ألسباب متنوعة‪ ،‬فقد يكوف رجعا إلىماؿ األطراؼ أو جيؿ وتجاىؿ المفاوضيف‪ ،‬لكف في‬
‫معظـ األحياف قد يكوف مقصودا مف قبؿ األطراؼ‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ تفادي الدخوؿ في مسألة‬
‫خالفية ‪ un sujet friction‬في لحظة قد يكوف فييا األطراؼ اتفقوا عمى كؿ الشروط الجوىرية‬
‫لمتعاقد‪ ،‬فاألطراؼ غالبًا ما ييتموف بالمسائؿ الفنية والمالية في عقدىـ‪ ،‬فيـ يتفادوف تعريض إتماـ‬

‫‪ -1‬يوسؼ سميماف عبد الرحماف الحداد‪ ،‬القواعد الموضوعية في القانوف الواجب التطبيؽ في المنازعات عقود‬
‫النفط ‪ ،‬ورقة بحث قدمت في المؤتمر السنوي التاسع عشر حوؿ التحكيـ في عقود النفط واإلن ػ ػ ػ ػشاءات الدول ػ ػية‬
‫عماف‪ ،2014 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬يوسؼ سميماف عبد الرحماف الحداد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬يوسؼ سميماف عبد الرحماف الحداد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬يوسؼ سميماف عبد الرحماف الحداد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪22‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫عقدىـ لمفشؿ بسبب الخالؼ حوؿ القانوف الواجب التطبيؽ‪ ،‬بالتالي يفضموف تأجيؿ ىذه المسألة‬
‫إلى وقت آخر أو يكتفوف باإلشارة مثال إلى مبدأ حسف النية أو العدالة أو يتركوف ىذه المسألة‬
‫‪1‬‬
‫لممحكميف‪.‬‬
‫فبعد اإلطالع عمى اإلتفاقي ػ ػات وقواعد التحكيػ ػ ػـ ذات الطبيع ػ ػ ػة الدولي ػ ػ ػة‪ ،‬والتشريعات‬
‫الوطنية‪ ،‬يمكف أف نميز بيف اتجاىيف‪ :‬اػتجاه يمزـ المحكميف بتحديد القانوف واجب التطبيؽ مف‬
‫خالؿ قواعد التنازع واآلخر يعطي ليـ سمطة التحديد المباشر ليذا القانوف‪ ،‬كما أف دراسة أحكاـ‬
‫التحكيـ تكشؼ عف تنوع الطرؽ المستخدمة مف قبؿ المحكميف في ىذا الشأف‪ ، 2‬ليذا سنتطرؽ‬
‫لكيفيات وطرؽ تحديد القانوف الواجب التطبيؽ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬كيفيات تحديد القانون الواجب التطبيق عمى موضوع النزاع‪:‬‬
‫أي الكيفية التي يتـ بيا تحديد القانوف الواجب التطبيؽ مف قبؿ محكمة التحكيـ‪ ،‬وىي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد القانون واجب التطبيق بواسطة قواعد تنازع القوانين‬
‫إذا كاف مف المتعيف عمى المحكـ تحديد القانوف الواجب التطبيؽ مف خالؿ قواعد تنازع‬
‫القوانيف فإف السؤاؿ الذي يثور‪ ،‬ىو ما ىي قواعد تنازع القوانيف التي يمكف لممحكـ المجوء إلييا؟‬
‫" يمكف القوؿ بأف المحكـ يستطيع أف يمجأ إلى نظاـ تنازع القوانيف في الدولة التي يحمؿ‬
‫جنسيتيا أو التي يوجد بيا محؿ إقامتو‪ ،‬كما يمكف القوؿ بأف لممحكـ المجوء إلى قواعد تنازع‬
‫القوانيف في القانوف الدولي الخاص التي يحمؿ األطراؼ جنسيتيا أو التي يوجد بيا موطنيـ‬
‫المشترؾ‪ ،‬غير أف ىذا الحؿ مف الصعب األخذ بو في مجاؿ التحكيـ الدولي ومعامالت التجارة‬
‫‪3‬‬
‫الدولية‪ ،‬حيث يمكف أال يكوف لألطراؼ في الغالب جنسية مشتركة أو موطف مشترؾ"‪.‬‬
‫كما يمكف القوؿ كذلؾ بإمكانية لجوء المحكـ في حاؿ عدـ معرفة اإلرادة الضمنية لألطراؼ‬
‫‪4‬‬
‫بتطبيؽ قواعد القانوف الدولي الخاص لمبمد الذي سيطمب تنفيذ قرار التحكيـ‪.‬‬
‫"ىذا الرأي يعاب عميو ألف المحكـ يتعذر عميو مسبقًا عمى وجو يقيني تحديد الدولة التي‬
‫‪5‬‬
‫ال عف أف تنفيذ التحكيـ يمكف أف تنفيذه في أكثر مف دولة"‪.‬‬
‫سوؼ يتـ تنفيذ حكـ التحكيـ فييا فض ً‬

‫‪ -1‬سراج حسيف محمد أبو زيد‪ ،‬التحكيـ في عقود البتروؿ‪ ،‬ط‪( ،1‬القاىرة‪ :‬دار النيضة العربية‪،)2000 ،‬‬
‫ص‪.577‬‬
‫‪ -2‬سراج حسيف محمد أبو زيد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.578‬‬
‫‪ -3‬يوسؼ سميماف عبد الرحماف الحداد‪ ،‬القواعد الموضوعية في القانوف الواجب التطبيؽ في المنازعات عقود‬
‫النفط‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -4‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ -187‬ص‪.188‬‬
‫‪ -5‬خالد محمد قاضي‪ ،‬موسوعة التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.265‬‬

‫‪23‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تبنى مجتمع القانوف الدولي ىذا الحؿ في التوصية التي أصدرىا في دور انعقاده بمدينة‬
‫أمسترداـ سنة ‪ ،11957‬حيث نصت المادة ‪ 11‬منيا‪ 2‬عمى أف‪" :‬قواعد اإلسناد النافذة في الدولة‬
‫مقر محكمة التحكيم ىي التي يجب إتباعيا لتحديد القانون الواجب التطبيق عمى موضوع‬
‫النزاع"‪.‬‬
‫أخذت بيذا الحؿ اإلتفاقية األوروبية المعقودة في جنيؼ سنة ‪ 1996‬الخاصة بالتحكيـ‬
‫التجاري الدولي في المادة ‪ 7‬ؼ‪ 1‬حيث جاء فييا " الفرقاء أحرار في تحديد القانون الذي يقتضي‬
‫‪3‬‬
‫عمى الحكام تطبيقو بصدد أساس النزاع"‪.‬‬
‫كذلؾ األمر بالنسبة لمقانوف النموذجي الذي وضعتو لجنة األمـ المتحدة لمقانوف التجاري‬
‫الدولي سنة ‪ 1985‬في المادة ‪ 28‬ؼ‪.1‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 21‬مف اإلتفاقية العربية لمتحكيـ التجاري الدولي‪ 4‬لعاـ‪ 1987‬عمى أنو‪:‬‬
‫"تفصل الييئة وفقاً لمعقد المبرم بين الطرفين‪ ،‬وأحكام القانون الذي اتفق عميو الطرفان صراحة‬
‫أو ضمناً‪."...‬‬
‫كما تناولت بعض التشريعات العربية‪ -‬كالقانونيف الفرنسي والمصري‪ -‬حرية األطراؼ في‬
‫اختيار قواعد القانوف المستمدة مف المبادئ العامة لمقانوف‪ ،‬كذلؾ الشأف بالنسبة لممشرع الجزائري‬
‫الذي كرس المبادئ العامة لمقانوف مف خالؿ نص المادة ‪ 1050‬مف قانوف اإلجراءات المدنية‬
‫‪5‬‬
‫واإلدارية عندما جاء بمصطمح "قواعد القانون" التي ينبغي تفسيرىا تفسي ًار موسعًا‪.‬‬
‫مع انفتاح الجزائر عمى نظاـ التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬وانضماميا إلى بعض اإلتفاقيات‬
‫الدولية مثؿ إتفاقية نيويورؾ لسنة ‪ ،1985‬والتي أصبحت جزءًا ال يتج أز مف النظاـ القانوني‬
‫الجزائري‪ ،‬نجد أف الجزائر أبرمت العديد مف اإلتفاقيات التي رتبت المبادئ العامة لمقانوف في‬
‫‪6‬‬
‫الصدارة ثـ النظـ القانونية األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬التحديد المباشر لمقانون الواجب التطبيق من دون اإلستعانة بقواعد تنازع القوانين‬

‫‪ -1‬سراج حسيف محمد أبو زيد‪ ،‬التحكيـ في عقود البتروؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.578‬‬
‫‪ -2‬يوسؼ سميماف عبد الرحماف الحداد‪ ،‬القواعد الموضوعية في القانوف الواجب التطبيؽ في المنازعات عقود‬
‫النفط‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -3‬مراد محمود المواجدة‪ ،‬التحكيـ في عقود الدولة ذات الطابع الدولي‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬ط‪( ،1‬األردف‪ :‬دار الثقافة‬
‫لمنشػ ػػر والتوزيع‪ ،)2010 ،‬ص‪.195‬‬
‫‪ -4‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.191‬‬
‫‪ -5‬محمد جارد‪ ،‬دور اإلرادة في التحكيـ التجاري الدولي‪ -‬دراسة مقارنة ‪( -‬ماجستير)‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بمقايد كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬تممساف‪ ،2010 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -6‬محمد جارد ‪ ،‬دور اإلرادة في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.65‬‬

‫‪24‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫اجتمعت غالبية األنظمة الوطنية في مجاؿ التحكيـ عمى منح المحكـ سمطة التحديد المباشر‬
‫لمقانوف الواجب التطبيؽ عمى موضوع النزاع المطروح أمامو دوف اإللتزاـ باألخذ بنظاـ تنازع معيف‬
‫لموصوؿ عف طريقو إلى ىذا القانوف‪ ،‬وأبرز األمثمة عمى ذلؾ العديد مف التشريعات األوروبية‬
‫القانوف الفرنسي‪ 1‬وكذا القانوف السويسري‪ ،2‬وقد سارت عمى ىذا النيج بعض قواعد التحكيـ ذات‬
‫الطبيعة الدولية‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ قواعد التحكيـ لدى الجمعية األمريكية لمتحكيـ (‪ )AAA‬والتي تقضي‬
‫بأنو في حالة عدـ وجود أي بياف مف قبؿ األطراؼ تطبؽ محكمة التحكيـ القانوف أو القوانيف التي‬
‫‪3‬‬
‫تراىا مالئمة‪.‬‬
‫أخذ المشرع الجزائري بنفس الحؿ مف خالؿ نص المادة ‪ 1050‬مف قانوف اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية السالؼ الذكر التي جاء فييا "تفصل محكمة التحكيم في النزاع عمالً بقواعد القانون‬
‫الذي إختاره األطراف‪ ،‬وفي غياب ىذا اإلختيار تفصل حسب قواعد القانون واألعراف التي تراىا‬
‫مالئمة"‪.‬‬
‫مف خالؿ نص المادة نجد أف المشرع أعطى لممحكميف الحؽ في أف يحددوا مباشرة القانوف‬
‫واجب التطبيؽ دوف أف يمزميـ في ذلؾ بالمجوء إلى تنازع القوانيف‪ ،‬وىذا ما كاف معموؿ بو في‬
‫‪4‬‬
‫السابؽ في المادة ‪ 458‬مكرر‪ 14‬مف المرسوـ التشريعي ‪.09-93‬‬

‫ثانياً‪ -‬طرق تحديد القانون الواجب التطبيق عمى موضوع النزاع‬


‫ىناؾ ثالث طرؽ لتحديد القانوف الواجب التطبيؽ‪ ،‬ىي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الطريقة األولى‪ :‬التحديد المباشر لمقانون واجب التطبيق‪ :‬وفقا ليذه الطريقة يحدد المحكـ‬
‫‪5‬‬
‫مباشرة القانوف واجب التطبيؽ عمى العقد موضوع النزاع‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1/1496‬مف القانوف التحكيـ الفرنسي‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 187‬ؼ‪ 1‬مف القانوف السويسري لمتحكيـ الدولي الخاص‪.‬‬
‫‪ -3‬خالد محمد قاضي‪ ،‬موسوعة التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.266‬‬
‫‪ -4‬الجميورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪ ،‬البرلماف‪ ،‬المرسوـ التشريعي ‪ 09-93‬المؤرخ في ‪1993/04/25‬‬
‫المعدؿ والمتمـ لألمر ‪ 154/66‬المؤرخ في ‪ 1996/06/08‬يتضمف قانوف اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫عدد‪ ،27‬الصادرة في ‪ 27‬أفريؿ ‪.1993‬‬
‫‪ -5‬سراج حسيف محمد أبو زيد‪ ،‬التحكيـ في عقود البتروؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.587‬‬

‫‪25‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ -2‬الطريقة الثانية‪ :‬التطبيق الجامع ‪ l’application cumulative‬ألنظمة تنازع القوانين‬


‫المرتبطة بالنزاع‪ :‬طبقا ليذه الطريقة يفحص المحكـ قواعد تنازع القوانيف في مختمؼ األنظمة‬
‫القانونية الوطنية التي ليا صمة بالنزاع المطروح أمامو‪ ،‬فإذا أجمعت ىذه القواعد عمى قانوف داخمي‬
‫معيف‪ ،‬فإنو يقرر تطبيؽ ىذا القانوف‪ ،‬وتحقؽ ىذه الطريقة ميزة مزدوجة‪ ،‬ضمف ناحية تؤدي إلى‬
‫تطبيؽ قانوف معترؼ باختصاصو دوليا‪ ،‬حتى واف كاف ىذا االعتراؼ محدودا مف الناحية الجغرافية‬
‫ومف ناحية أخرى تؤدي إلى اإللتقاء كال مف الطرفيف عند حكـ ال يمكف أف يوصؼ بالتحكيـ‬
‫‪1‬‬
‫‪ arbitraire‬فيما يتعمؽ باختيار القانوف الذي يحكـ موضوع النزاع‪.‬‬
‫‪ -3‬الطريقة الثالثة‪:‬المجوء إلى المبادئ العامة في القانون الدولي الخاص‪ :‬طبقا ليذه الطريقة‬
‫يمجأ المحكـ في بحثو عف القانوف الواجب التطبيؽ عمى العقد موضوع النزاع ليس إلى قواعد التنازع‬
‫القوانيف في القانوف الدولي الخاص لبمد معيف وانما إلى قاعدة تنازع القوانيف التي تحظى بقبوؿ‬
‫واسع مف قبؿ الجماعة الدولية‪ ،‬بعبارة أخرى قاعدة تنازع القوانيف المعترؼ بيا مف قبؿ أنظمة‬
‫‪2‬‬
‫القانوف الدولي الخاص في مختمؼ بمداف العالـ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الفصل في النزاع وفقا لقواعد العدالة واإلنصاف‬
‫تنص المادة ‪ 1474‬مف نصوص المرافعات الفرنسي بخصوص التحكيـ الداخمي عمى أنو‪:‬‬
‫"تحسم محكمة التحكيم النزاع وفقاً لقواعد القانون طالما أن األطراف لم يخوالىا وفقا إلتفاق‬
‫التحكيم إجراء تسوية بصفتيا منشئة لمواءمة ودية"‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 1497‬مف النصوص‬
‫‪3‬‬
‫ودية إذا خولو األطراف‬
‫المنظمة لمتحكيـ الدولي عمى أف "المحكم يجري تسوية كمنشئة لمواءمة ّ‬
‫ىذه الميمة"‪.‬‬
‫كما أف المادة ‪ 28‬ؼ‪ 3‬مف القانوف النموذجي‪ 4‬تنص عمى أف‪" :‬تجري محكمة التحكيم‬
‫تسوية وفقاً لمعدالة و اإلنصاف أو بصفتيا منشئة لمواءمة ودية‪ ،‬فقط إذا أن ليا األطراف في‬
‫ذلك صراحة"‪.‬‬
‫فالقاسـ المشترؾ بيف ىذه النصوص ىو تحرير المحكـ مف التقيد بأي نصوص تشريعية أو‬
‫أي قواعد قانونية أيًا كاف مصدرىا ليجري المحكـ نوعًا مف التسوية لمنزاع المعروض عمييا مستميما‬
‫ما يراه محققاً لمعدالة وما يرضي ضميره‪ ،‬فيو يقوـ بعمؿ إنشائي خالؽ ال يخضع فيو إال لما‬
‫يرضي وجدانو‪ ،‬تماما كموقؼ القاضي الجنائي الذي يتمتع بحرية مطمقة في تكويف عقيدتو‪ ،‬طالما‬
‫أنو حقؽ مبدأ المساواة‪ ،‬وأتاح لألطراؼ مكنة أوجو دفاعيـ‪ ،‬ونظ ار لما يتمتع بو المحكـ مف سمطات‬

‫‪ -1‬سراج حسيف محمد أبو زيد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.587‬‬


‫‪ -2‬سراج حسيف محمد أبو زيد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.595‬‬
‫‪ -3‬محمود مختار بريري‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬ط‪( ،3‬القاىرة‪ :‬دار النيضة العربية‪ ،)2007 ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ -4‬محمود مختار بريري‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.139‬‬

‫‪26‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تتوقؼ عمى حسف أو سوء تقديره المطمؽ الذي يخضع بطبيعة الحاؿ لمعايير شخصية ترجع إلى‬
‫تكويف المحكـ وشخصيتو وخمفيتو الثقافية العامة‪ ،‬استمزـ المشرع إعالف األطراؼ إعالنا صريحا ال‬
‫‪1‬‬
‫لبس فيو عف قصدىـ تخويمو ىذه السمطة‪.‬‬
‫نستخمص مف وقائع قضية حاكـ قطر ض د شركة ‪ International marine Oil‬أف العقد‬
‫المبرـ بيف الطرفيف يتضمف إتفاؽ مضمونو أف القانوف القطري ىو القانوف الواجب التطبيؽ عمى‬
‫أي نزاع يثور بيف الطرفيف‪ ،‬إال أف المحكـ ‪ Sir alfredBacnill‬لـ يقـ بتطبيؽ ىذا القانوف‪ ،‬واستند‬
‫في ذلؾ لقناعتو التامة بكوف القانوف اإلسالمي ال يتضمف مبادئ قانونية تصمح لتفسير ىذه النوعية‬
‫‪2‬‬
‫مف العقود وطبؽ قواعد العدالة واإلنصاؼ عمى العقد‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صدور حكم التحكيم و اآلثار المترتبة عنو‬
‫ال شؾ أف الحصوؿ عمى حكـ التحكيـ ىو الغاية التي يسعى إلييا أطراؼ النزاع‪ ،‬ومف‬
‫المتصور إنياء خصومة التحكيـ دوف أف يصدر حكـ فيو كما في حاالت الصمح أثناء سير‬
‫الخصومة أو وفاة الخصوـ أو في حالة إتفاؽ الطرفيف عمى إنيائو أو إذا ترؾ المدعى خصومة‬
‫التحكيـ وما إلى ذلؾ مف األسباب‪ ،‬واصدار حكـ التحكيـ يقتضي البحث في إصدار حكـ التحكيـ‬
‫المنيي لمخصومة وشروط الواجب توافرىا(المطمب األول) واآلثار المترتبة عنو(المطمب الثاني)‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬إصدار حكم التحكيم المنيي لمخصومة و شروطو‬
‫تنتيي إجراءات التحكيـ بإصدار الحكـ وتبميغو لألطراؼ‪ ،‬وعندئذ تتخذ اإلجراءات الخاصة‬
‫بتنفيذه‪ ،‬فقد ذىب بعض الفقياء إلى تسمية الحكـ بالقرار‪ ،‬ولكف ىذه التسمية ليست فقط مف جانب‬
‫الفقو وانما ىناؾ بعض التشريعات العربية التي تبنت ىذه التسمية بدالً مف حكـ التحكيـ‪ ،‬مثاؿ ذلؾ‬
‫قانوف المرافعات المدنية العراقي حيث نص في المادة ‪ 260‬منو عمى أنو‪" :3‬يصدر المحكمون‬
‫قرارىم باالتفاق أو أكثرية اآلراء بعد المداولة فيما بينيم مجتمعين وطبقاً لما ىو مبين في ىذا‬
‫القانون ويجب كتابتو بالطريقة التي يكتب بيا الحكم الذي يصدر من المحكمة"‪ ،‬كذلؾ جاء في‬
‫المادة ‪ 90‬مف قانوف إجراءات المحاكـ المدنية في اإلمارات العربية المتحدة بأنو "عمى المحكمين‬
‫أن يرفعوا قرارىم إلى المحكمة‪ . "....‬يتضح أيضا مف نصوص قانوف اإلجراءات المدنية السوداني‬

‫‪ -1‬محمود مختار بريري‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.140‬‬


‫‪ -2‬سناء بمقواس‪ ،‬الطرؽ البديمة لحؿ منازعات العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي‪-‬التحكيـ نموذجًا‪ ،-‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ -3‬قانوف المرافعات المدنية العراقي رقـ ‪ 83‬لسنة ‪ 1969‬المعدؿ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أنو يستعمؿ مصطمح القرار‪ ،‬أما غالبية التشريعات العربية فإنيا تنص عمى استعماؿ مصطمح‬
‫‪1‬‬
‫الحكـ بدالً مف القرار‪.‬‬
‫سواء أكانت النتيجة التي يتـ التوصؿ إلييا بعد انتياء إجراءات التحكيـ و التي تكوف أساسًا‬
‫لحؿ النزاع يطمؽ عمييا تسمية القرار أو الحكـ فال بد مف صياغة تمؾ النتيجة في وثيقة مف قبؿ‬
‫‪2‬‬
‫المحكـ أو المحكميف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إصدار حكم التحكيم المنيي لمخصومة‬
‫نتطرؽ في ىذا الفرع إلى وضع الدعوى لمفصؿ (أوال)‪ ،‬المداولة (ثانيا)‪ ،‬وميعاد إصدار‬
‫الحكـ (ثالثًا)‪ ،‬ثـ اختصاص ىيئة التحكيـ بإتخاذ التدابير المؤقتة والتحفظية (رابعا)‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬وضع الدعوى لمفصل‬
‫بعد تبادؿ المقاالت والمستندات والتحقيؽ بكاممو بما فيو سماع المرافعات‪ ،‬وتتيقف ىيئة‬
‫التحكيـ مف انتياء كؿ الدفوعات تأمر ىذه األخيرة بوضع القضية لمفصؿ والحكـ فييا صراحة أو‬
‫‪3‬‬
‫ضمنا كتحديد الجمسة لمنطؽ بالحكـ التحكيمي‪.‬‬
‫مع وضع الدعوى لمحكـ يغمؽ باب المرافعات فتنقطع الصمة بيف ىيئة التحكيـ والخصوـ‪ ،‬وال‬
‫يكوف ىذا اإلتصاؿ إال بعد موافقتيا‪.‬‬
‫يقصد بغمؽ باب المرافعات بالنسبة لخصومة معينة أف الييئة (التي تنظر الدعوى) قدرت‬
‫بمقتضى سمطتيا التقديرية المطمقة أف الدعوى صارت صالحة لمفصؿ عمى حاليا لحظة ىذا‬
‫‪4‬‬
‫التقدير وبعد تمكيف الخصوـ باإلدالء بكؿ ما لدييـ مف طمبات ودفوع وأوجو دفاع‪.‬‬
‫ال يحؽ ألي مف األطراؼ بعد غمؽ باب المرافعات تقديـ مذكرات أو إيداع مستندات‪ ،‬وفي‬
‫‪5‬‬
‫حالة تقديميا فإف عمى ىيئة التحكيـ تجاىميا‪ ،‬وال ترد عمييا وال تستند عمييا في الحكـ‪.‬‬
‫لكف السؤاؿ الذي يطرح ىو‪ :‬ىؿ يجوز تقديـ مذكرة ختامية بعد غمؽ باب المرافعات؟‬
‫يستحسف قبؿ اإلجابة مباشرة عمى السؤاؿ‪ ،‬التطرؽ ولو بإيجاز عف ما ىو عميو الحاؿ في الحكـ‬
‫القضائي‪ ،‬حيث يأمر القاضي بوضع القضية لمحكـ‪ ،‬وقد تط أر ظروؼ جديدة أثناء ىذه المرحمة ليا‬

‫‪ -1‬القانوف الجزائري (المادة ‪ )1052‬والقانوف المصري (المادة‪ )506‬والقانوف التونسي (المادة ‪ ،)375‬أما القانوف‬
‫التحكيـ األردني فيستعمؿ تارة مصطمح حكـ المحكميف وتارة أخرى قرار المحكميف(المواد ‪.)17-16-15-12‬‬
‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪ -3‬فتحي والي‪ ،‬قانوف التحكيـ في النظرية والتطبيؽ‪ ،‬د ط‪( ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة المعارؼ‪ ،)2007 ،‬ص‪. 426‬‬
‫‪ -4‬نبيؿ إسماعيؿ عمر‪ ،‬النظاـ القانوني لمح ػ ػكـ القػ ػضائي‪ ،‬ط‪( ،1‬اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الج ػ ػديدة‬
‫لمنشر‪ ،)2006‬ص‪. 17‬‬
‫‪ -5‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪28‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫عالقة بالحؽ‪ ،‬فما موقؼ القاضي مف الطمب الذي يقدمو الطرؼ لتقديـ مذكرة إضافية أو مستندات‬
‫أخرى؟‬
‫بالنسبة لألمر بغمؽ باب المرافعات ووضع الدعوى لمحكـ ال يعد حكما قضائيا بالمعنى‬
‫الفني لألحكاـ‪ ،‬وانما ىو عمؿ مف أعماؿ اإلدارة القضائية‪ ،‬تيدؼ بو المحكمة إلى تييئة الدعوى‬
‫لمفصؿ فييا بعد إفساح المجاؿ أماـ الخصوـ إلبداء كافة دفاعيـ ودفوعيـ وبحكـ ذلؾ فال مانع مف‬
‫فتح المجاؿ لتقديـ مذكرة ختامية أو مستندات‪ ،‬لكف بشرط أف تصرح المحكمة أثناء األمر بالوضع‬
‫بالسماح بذلؾ وتعطى مدة محددة لذلؾ عمى أف تقدـ ىذه المستندات والمذكرات في الميعاد المحدد‬
‫‪1‬‬
‫وأف يطمع الخصـ عمييا مع إتاحة الفرصة لو لمرد عمييا‪.‬‬
‫إذا بالنسبة لألحكاـ القضائية فال مانع مف إعادة القضية إلى الجدوؿ وقبوؿ مذكرة ختامية أو‬
‫مستندات لكف فقط أال يصرح القاضي أثناء األمر بوضع الدعوى لمحكـ بعدـ جواز تقديـ أية مذكرة‬
‫أو مستندات أخرى‪ ،‬ولذا إذا ما توفر ىذا الشرط فإنو عمى القاضي عند قبولو المذكرة الختامية أو‬
‫‪2‬‬
‫المستندات ال بد مف تمكيف الخصـ منيا واعطائو الميمة الالزمة لمرد عمييا‪.‬‬
‫عمى ىذا األساس ولإلجابة عمى السؤاؿ الرئيسي المطروح حوؿ ىيئة التحكيـ عند وضعيا‬
‫الدعوى لمحكـ‪ ،‬ىؿ ليا أف تعيدىا إلى الجدوؿ مف جديد وتقبؿ مذكرة ختامية أو مستندات مف‬
‫الطرؼ المعني؟‬
‫ىذه التفاصيؿ ال وجود ليا في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري الجديد مثمو مثؿ‬
‫األغمبية مف التشريعات الوطنية األخرى‪ ،‬وانما حسب المادة ‪ 22‬ؼ‪ 1‬نظاـ التحكيـ لمغرفة التجارية‬
‫الدولية ‪ I.C.C‬فإنو لييئة التحكيـ السمطة الكاممة في تقدير ىذا الطمب فتقبمو أو ترفضو‪ ،‬وقد‬
‫جاءت كما يمي‪" :3‬تعمن محكمة التحكيم عند قفل باب المرافعات إذا رأت أنيا قد أتاحت فرصة‬
‫كافية لسماع األطراف وال يجوز بعد ىذا التاريخ تقديم أية مذكرة كتابة أو إدعاء أو دليل‪ ،‬إال إذا‬
‫طمبت محكمة التحكيم ذلك أو سمحت بو"‪.‬‬
‫بعبارة أخرى وحسب نظاـ التحكيـ لغرفة التجارة الدولية ‪ I.C.C‬يمكف فتح باب المرافعات مف‬
‫جديد إذا ما رأت محكمة التحكيـ ضرورة لذلؾ‪ ،‬ولكف تبقى السمطة التقديرية الكاممة ليذه المحكمة‬
‫وحدىا ال غير‪ ،‬وفي ىذا اإلتجاه يرى الدكتور فتحي والي أف لييئة التحكيـ بعد وضع الدعوى‬
‫لمحكـ أف تقرر النطؽ بالحكـ أو فتح باب المرافعات مف جديد‪ ،‬ويحدث ذلؾ إما مف تمقاء نفسيا أو‬
‫بناء عمى طمب أحد الخصوـ‪ ،‬مثؿ ما ىو معموؿ بو في القضاء الرسمي‪ ،‬وليس لييئة التحكيـ فتح‬

‫‪ -1‬محمد سعيد عبد الرحمف‪ ،‬الحكـ القضائي أركاف وقواعد إصداره‪ ،‬د ط‪( ،‬الػ ػ ػ ػقاىرة‪ :‬دار الني ػ ػ ػضة العربية‬
‫‪ ،)2002‬ص ‪ - 185‬ص‪.186‬‬
‫‪ -2‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪3 -www.Iccarbitration.org, Le : 13/04/2015.‬‬

‫‪29‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫باب المرافعة إال ألسباب جدية‪ ،‬كأف تحدث واقعة جديدة ليا تأثير عمى الفصؿ في الدعوى أو‬
‫‪1‬‬
‫ظيور واقعة لـ تكف معمومة مف قبؿ وليا نفس األثر‪.‬‬
‫وعميو‪ ،‬ليصدر الحكـ التحكيمي صحيحا ويمر بمرحمة الرقابة القضائية دوف التعطيؿ أو‬
‫البطالف وأف يؤتي التحكيـ ثماره يجب عمى ىيئة التحكيـ استعماؿ سمطتيا التقديرية في الحدود‬
‫المعقولة والمقبولة‪ ،‬واذا ما سمحت بفتح باب المرافعات مف جديد وقبمت مذكرة أو مستندات جديدة‬
‫عمييا أف تعطي الفرصة الكاممة لمخصـ لإلطالع عمى ىذه المذكرة والمستندات واعطاءه الميمة‬
‫‪2‬‬
‫الكاممة لمرد عمييا حتى ال تخؿ بمبدأ المساواة بيف األطراؼ والحفاظ عمى حؽ الدفاع‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المداولة‬
‫مفيوـ المداولة في القضاء الرسمي ىي إجراء يأتي بعد غمؽ باب المرافعات‪ ،‬اليدؼ منو‬
‫ىو تمكيف المحكمة مف وضع نياية لمخصومة المطروحة عمييا‪ ،‬فبواسطة المداولة يصؿ قضاة‬
‫‪3‬‬
‫المحكمة إلى تكويف الرأي القانوني الواجب التطبيؽ عمى الواقعة المطروحة عمييـ‪.‬‬
‫إلعطاء مفيوـ أدؽ لممداولة ىي المشاورات بيف قضاة المحكمة في منطوؽ الحكـ وأسبابو‬
‫بعد إنتياء المرافعة وقبؿ النطؽ بو‪ ،‬وال تجوز المداولة قبؿ انتياء المرافعة وتتـ مف جانب القضاة‬
‫حر في‬
‫سر حتى يكوف كؿ قاض ًا‬
‫وىـ عمى عمـ تاـ واحاطة كاممة بكؿ وقائع الدعوى‪ ،‬وتتـ المداولة ًا‬
‫‪4‬‬
‫إبداء رأيو وحتى ال تتأثر ىيئة القضاة إذا جعمت المداولة عمنية‪.‬‬
‫"ذلؾ ىو مفيوـ المداولة بالنسبة لألحكاـ القضائية والحاؿ ال يختمؼ عنو كثي ار بالنسبة‬
‫ألحكاـ التحكيـ فيي إجراء الغرض منو تكويف اإلقتناع الداخمي لمحكمة التحكيـ‪ ،‬وليس إعالنا عف‬
‫‪5‬‬
‫إرادتيا ولذلؾ فيي سابقة عمى صدور الحكـ التحكيمي"‪.‬‬

‫‪ -1‬فتحي والي‪ ،‬قانوف التحكيـ في النظرية و التطبيؽ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.427‬‬


‫‪ -2‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ -3‬سميـ بشير‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ -4‬نبيؿ إسماعيؿ ع ػ ػ ػمر‪ ،‬النظاـ القانػ ػ ػوني لمحكـ القضػ ػ ػ ػائي‪ ،‬د ط‪( ،‬اإلس ػ ػ ػكندرية‪ :‬دار الج ػ ػ ػامعة الج ػ ػ ػديػ ػ ػدة‬
‫لمن ػ ػشر‪ ،)2006 ،‬ص‪ - 20‬ص‪.21‬‬
‫‪ -5‬أشرؼ عبد العميـ الرفاعي‪ ،‬النظاـ العاـ والقانوف الواجب التطبيؽ عمى إجراءات التحكيـ‪( ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،)2003،‬ص‪.108‬‬

‫‪30‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫مفيوـ المداولة في التحكيـ ىو تبادؿ الرأي بيف المحكميف توصال إلصدار الحكـ بحيث يأتي‬
‫‪1‬‬
‫ثمرة لتعاونيـ‪ ،‬وىي عبارة عف مناقشة تتـ بيف أعضاء ىيئة التحكيـ‪.‬‬
‫يطرح السؤاؿ‪ ،‬ىؿ أف المحكـ الوحيد ىو اآلخر ممزـ بإجراء المداولة؟‬
‫أجاب عف ذلؾ الفقيو" ‪" Mathieur‬وحتى المحكـ الوحيد‪ .‬يتداوؿ عف طريؽ الديالوؽ‬
‫‪ dialogue‬بداخمو مع نفسو"‪.‬‬
‫وتر فال بد‬
‫أما إذا كانت ىيئة التحكيـ مشكمة مف عدة أشخاص إذ ال بد أف يكوف عددىـ ًا‬
‫مف إجراء المداولة‪ ،‬وىي إجراء الغرض منو تكويف االقتناع الداخمي لييئة التحكيـ‪ ،‬وليس إعالنا‬
‫‪2‬‬
‫عف إرادتيا لذلؾ فيي سابقة عمى صدور الحكـ‪.‬‬
‫أما الكيفية التي تتـ مف خالليا المداولة فيي متنوعة وتجري حسب ظروؼ المحكميف‬
‫وأماكف تواجدىـ‪ ،‬فالمتعارؼ عميو أف القضاة يتداولوف في مقر المحكمة التي جرت بيا إجراءات‬
‫الخصومة سواء في قاعة الجمسة أو في غرفة المشورة‪ ،‬لكف بالنسبة لممحكميف األمر يختمؼ فإذا‬
‫كاف التحكيـ وطنيا داخميا فإف األصؿ مقر التحكيـ ىو مقر المداولة وعمى المحكميف اإللتقاء جميعا‬
‫‪3‬‬
‫لمنقاش حوؿ الدعوى لموصوؿ إلى منطوقيا سواء كاف باإلجماع أو عمى األقؿ باألغمبية‪.‬‬
‫أما في مجاؿ التحكيـ الدولي قد ال يتحقؽ ىذا المقاء في مكاف واحد‪ ،‬فتباعد المسافات بيف‬
‫المحكميف قد يدفعيـ إلى اتخاذ وسائؿ أخرى لمتداوؿ كأف يعد الرئيس مشروعا لقرار التحكيـ وترسؿ‬
‫نسخة منو إلى كؿ محكـ في الدولة التي يوجد بيا‪ ،‬ويقوـ كؿ منيـ باإلدالء برأيو عف طريؽ‬
‫المراسمة إلى أف يصؿ األمر إلى االتفاؽ عمى صيغة نيائية لمح ػ ػكـ التحكيمي باألغػ ػ ػمبية أو‬
‫‪4‬‬
‫باإلجماع‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬ميعاد إصدار الحكم‬
‫يتعيف عمى ىيئة التحكيـ إصدار الحكـ التحكيمي المنيي لمنزاع خالؿ المدة الم ػ ػ ػحددة‬
‫إلص ػداره‪ ،‬وناد ار ما تحدد العقود الدولية مدة معينة تقوـ خالليا المحكمة بإصدار قرار تحكيمي في‬
‫النزاع‪ ،‬وقد يقوـ األطراؼ بتحديد ىذا الميعاد مباشرة في إتفاؽ التحكيـ أو بطريقة غير مباشرة‬
‫كاإلحالة إلى الئحة مركز التحكيـ‪ ،‬وىذا مف أجؿ أف يتحقؽ ما دفع باألطراؼ المتعاقدة لمجوء إلى‬
‫التحكيـ لفض المنازعات التي قد تنشأ عف العقد‪ ،‬وىي السرعة لكوف ىذا النوع مف المنازعات يتعمؽ‬
‫بمبالغ كبيرة جداً‪ ،‬وطوؿ إجراءات التقاضي أماـ الجيات القضائية المختصة مف شأنو أف يمحؽ‬

‫‪ -1‬كريـ بوديسة‪ ،‬التحكيـ اإللكتروني كوسيمة لتسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية‪( ،‬ماجستير)‪ ،‬غير منشورة‬
‫جامعة مولود معمري كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،2012/06/20 ،‬ص‪.158‬‬
‫‪ -2‬سالـ توفيؽ حسيف منصور‪ ،‬بطالف حكـ التحكيـ– دراسة تحميمية مقارنة‪ -‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -3‬محمد سعيد عبد الرحمف‪ ،‬الحكـ القضائي‪ ،‬أركانو وقواعد إصداره‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ - 211‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -4‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.102‬‬

‫‪31‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫بكال الطرفيف خسائر كبيرة‪ ،‬ويبدأ سرياف الميعاد إما منذ بدأ إجراءات التحكيـ أو منذ إكتماؿ تشكيؿ‬
‫‪1‬‬
‫ىيئة التحكيـ أو منذ إنتياء الجمسات التحكيمية واقفاؿ باب المرافعات‪.‬‬
‫ينتيي األمر بإصدار المحكميف لمحكـ التحكيمي خالؿ المدة المتفؽ عمييا‪ ،‬غير أف ىيئة‬
‫التحكيـ قد ال تتمكف مف الفصؿ في النزاع المعروض عمييا خالؿ المدة المتفؽ عمييا في مثؿ ىذه‬
‫الحالة يجوز لألطراؼ اإلتفاؽ عمى تمديد ميعاد إصدار الحكـ التحكيمي‪ ،‬وىنا قد يتفؽ األطراؼ‬
‫‪2‬‬
‫عمى تحديد مدة معينة في التمديد بإنقضائيا يتعيف أف تفصؿ ىيئة التحكيـ في النزاع بحكـ بات‪.‬‬
‫تمزـ المادة ‪ 1018‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج المحكميف إتماـ ميمتيـ خالؿ أربعة أشير مع إمكانية‬
‫مده باتفاؽ األطراؼ أي بإرادتيـ‪ ،‬حيث يقوؿ نص المادة في الفقرة األولى ‪":‬يكون إتفاق التحكيم‬
‫صحيحا ولو لم يحدد أجال إلنيائو‪ ،‬وف ي ىذه الحالة يمزم المحكمون بإتمام ميمتيم في ظرف‬
‫أربعة أشير تبدأ من تاريخ تعيينيم أو من تاريخ إخطار محكمة التحكيم‪ ،‬غير أنو يمكن تمديد‬
‫ىذا األجل بموافقة األطراف"‪.‬‬
‫مف خالؿ نص المادة يتضح أيضا أف سرياف الميعاد يبدأ مف تاريخ تعييف المحكميف أو مف‬
‫تاريخ إ خطار محكمة التحكيـ‪ ،‬لكف يمكف أف تعترض أسباب تؤدي إلى وقؼ سريانو‪ ،‬كعزؿ‬
‫المحكميف خالؿ ىذه الفترة‪ ،‬حيث أشارت المادة أعاله في أخر الفترة الثانية أنو ال يجوز عزؿ‬
‫المحكميف إال بإتفاؽ جميع األطراؼ‪ ،‬بالتالي نعود لموافقة األطراؼ وما يرتؤونو في عممية التمديد‬
‫وفقا لنظاـ التحكيـ‬
‫عمى حسب المعطيات المتوفرة لدييـ‪ ،‬أما إذا لـ يتـ الموافقة عمى التمديد فإنو ً‬
‫واف غاب ذلؾ يتـ مف طرؼ رئيس المحكمة المختصة‪ ،‬وىو ما جاءت بو الفقرة الثانية مف المادة‬
‫‪ 1018‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫أما بالنسبة لممشرع الفرنسي نص في المادة ‪ 1456‬عمى ما يمي‪":3‬يتعين عمى المحكمين‬
‫في حالة عدم إتفاق األطراف عمى تحديد ميعاد معين‪ ،‬أن ينيوا عمميم خال ل ستة أشير"‪.‬‬
‫بالنسبة لممشرع المصري حدد ميعاد إصدار الحكـ في المادة ‪ 45‬ؼ‪ 1‬مف قانوف التحكيـ‬
‫غذ نصت عمى ما يمي‪ ":4‬تمتزم ىيئة التحكيم بإصدار الحكم المنيي لمخصومة كميا خالل الميعاد‬
‫الذي إتفق عميو الطرفان‪ ،‬فإن لم يوجد إتفاق وجب أ ن يصدر الحكم خالل إثني عشر شيرا"‪.‬‬

‫‪ -1‬سناء بمقواس‪ ،‬الطرؽ البديمة لحؿ منازعات العقود الدولية ذات الطابع الدولي ‪ -‬التحكيـ نموذجًا ‪ ،-‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫‪ -2‬سناء بمقواس‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫‪ -3‬محمد مختار بريري‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪ -4‬محمد مختار بريري‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.169‬‬

‫‪32‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫رابعاً‪ :‬اختصاص ىيئة التحكيم بإتخاذ التدابير المؤقتة والتحفظية‬


‫التدابير المؤقتة ىي عبارة عف حماية بديمة تحؿ مؤقتاً محؿ الحماية القضائية والتنفيذية‬
‫العادية‪ ،‬ومثاليا النفقة الوقتية التي يحكـ بيا مؤقتاً إلى أف يصدر حكـ في الموضوع في النفقة‬
‫والتعويض المؤقت الذي يحكـ بو حتى يتـ الفصؿ في دعوى المسؤولية وتحديد التعويض بصفة‬
‫نيائية أو صدور حكـ مستعجؿ بوق ؼ طرد مستأجر أو تسميـ عيف بصفة مؤقتة أو وقؼ تنفيذ حكـ‬
‫‪1‬‬
‫بصفة مؤقتة‪ ،‬أو صدور حكـ بغرامة تيديدية وقتية‪.‬‬
‫أما التدابير التحفظية فيي التي تيدؼ إلى المحافظة عمى الحؽ لضمانو في المستقبؿ‪ ،‬ففي‬
‫وسائؿ تكفؿ وجود الحؽ عندما يصدر حكـ في الموضوع‪ ،‬ومثاليا الحجز التحفظي الذي ييدؼ‬
‫إلى المحافظة عمى أمواؿ المديف ويتيح لمدائف بعد الحصوؿ عمى حكـ بثبوت الحؽ وصحة الحجز‬
‫‪2‬‬
‫باستيفاء حقو اختيا ًار أو جب ار‪.‬‬
‫يرى المشرع الجزائري في المادة ‪ 1046‬أنو ‪":‬يمكن لمحكمة التحكيم أن تأمر بتدابير مؤقتة‬
‫أو تحفظية بناء عمى طمب أحد األطراف‪ ،‬ما لم ينص إتفاق التحكيم عمى خالف ذلك"‪.‬‬
‫بالتالي فمييئة التحكيـ الحؽ في إتخاذ ما قد يقتضيو نظر الموضوع مف إتخاذ تدابير مؤقتة‬
‫وتحفظية‪ ،‬لكف كوف الييئة ال تممؾ سمطة اإلجبار التي يممكيا القضاء‪ ،‬فمف المتصور تجاىؿ مف‬
‫صدر ضده األمر وامتناعو عف التنفيذ‪ ،‬ولمواجية ذلؾ نصت الفقرة الثانية مف المادة المذكورة أعاله‬
‫عمى أنو‪ ":3‬إذا لم يقم الطرف المعني بتنفيذ ىذا التدبير إرادياً‪ ،‬جاز لمحكمة التحكيم أن تطمب‬
‫تدخل القاضي المختص‪ ،‬ويطبق في ىذا الشأن قانون بمد القاضي"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرىا‬


‫ترتبط بحكـ التحكيـ مجموعة مف الشروط التي تعد جوىرية وال يمكف مخالفتيا‪ ،‬كرسيا‬
‫المشرع الجزائري بموجب قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬فمف بيف ىذه الشروط ماىو متعمؽ‬
‫بالشكؿ ومنيا ماىو متعمؽ بالموضوع‪ ،‬وىي كاآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫ييدؼ أطراؼ إتفاؽ التحكيـ إلى حسـ ما قد ينشب بينيـ مف منازعات عف طريؽ المحكميف‬
‫الذيف لجأوا إلييـ بدالً مف اإللتجاء لمقضاء‪ ،‬ولذا لزـ أف يصدر حكـ المحكميف فاصالً في موضوع‬

‫‪ -1‬طاىر حدادف‪ ،‬دور القاضي الوطني في مجاؿ التحكيـ التجاري الدولي‪( ،‬ماجستير)‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري تيزي وزو كمية الحقوؽ والعموـ السياسية قسـ القانوف‪ ،2012/7/4 ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -2‬طاىر حدادف‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ - 3‬حمزة وىاب‪ ،‬محاضرات في التح ػ ػ ػ ػكيـ التجػ ػ ػاري الػ ػ ػدولي‪ ،‬محػ ػ ػاضرة‪ ،‬جامعة العػ ػ ػ ػ ػربي بف م ػ ػ ػييػ ػ ػ ػدي أـ‬
‫الػ ػ ػبواقي‪ ،2015/04/20 ،‬ص‪.36‬‬

‫‪33‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫النزاع عمى نحو حاسـ‪ ،‬فيستمد المحكموف سمطتيـ مف إتفاؽ األطراؼ حيث ىـ الذيف يحددوف‬
‫ميمة المحكـ ونطاؽ سمطاتو فيو قاضي النزاع وفؽ ما حدده األطراؼ‪ ،1‬ىذا ما أشارت إليو المادة‬
‫‪ 1040‬في فقرتيا الثانية مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬عمى أنو‪" :‬تكون اتفاقية التحكيم صحيحة من حيث‬
‫الموضوع‪ ،‬إذا استجابت لمشروط التي يضعيا إما القانون الذي اتفق األطراف عمى اختياره أو‬
‫القانون المنظم لموضوع النزاع أو القانون الذي يراه المحكم مالئما"‪.‬‬
‫بالتالي المحكـ ال يتجاوز ما حدد لو فيفصؿ في المواضيع التي حددىا األطراؼ موضوع‬
‫الخالؼ وال يتعدى إلى خالفات أخرى لـ تأتي في االتفاؽ إذف فيجب أف يصدر المحكموف حكميـ‬
‫وفقا لقواعد القانوف الذي اختاره األطراؼ‪ ،‬سواء بالنسبة لإلجراءات أو لمموضوع ويعد سببًا لبطالف‬
‫‪2‬‬
‫الحكـ‪ ،‬تجاىؿ المحكميف إلرادة األطراؼ والحكـ وفقاً لقانوف أخر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية‪:‬‬
‫الكتابة شرط بدييي لتنفيذ الحكـ التحكيمي‪ ،‬ماداـ التنفيذ يحتاج إلى عدة إجراءات‪ ،‬فال‬
‫يتصور اتخاذىا عمى قرار غير مكتوب‪ ،‬بالتالي غير موجود‪ ،‬ليذا تنص غالبية القوانيف والقواعد‬
‫التحكيمية عمى ضرورة إصدار القرار التحكيمي كتابة لكي يتسنى إيداعو المحكمة المختصة‬
‫‪3‬‬
‫إلضفاء الصفة التنفيذية عميو‪.‬‬
‫لـ ينص المشرع الجزائري في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد عمى شرط الكتابة‬
‫عكس ما كاف عميو قانوف اإلجراءات المدنية القديـ‪ 4‬الذي نص في المادة ‪ 458‬مكرر‪ 13‬الفقرة‬
‫الثالثة عمى ‪":‬يكون القرار التحكيمي مكتوباً‪ ،‬مسبباً‪ ،‬معين المكان‪ ،‬مؤرخاً‪ ،‬و موقعاً"‪.‬‬
‫إف لـ ينص المشرع الجزائري عمى شرط الكتابة ىذا ال يعني أنيا غير واجبة‪ ،‬إنما ألزميا‬
‫بطريقة غير مباشرة‪ ،5‬حيث نص في المادة ‪ 1027‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو ‪":‬يجب أن تتضمن أحكام‬
‫التحكيم عرضاً موجزاً إلدعاءات األطراف وأوجو دفاعيم‪ ،‬ويجب أن تكون أحكام التحكيم مسببة"‪.‬‬
‫كما نص في المادة ‪ 1029‬عمى‪" :‬توقع أحكام التحكيم من قبل جميع المحكمين"‪.‬‬

‫‪ -1‬حمزة وىاب‪ ،‬محاضرات في التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫‪ -2‬حمزة وىاب‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -3‬كريـ بوديسة‪ ،‬التحكيـ اإللكتروني لتسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-161‬ص‬
‫‪.162‬‬
‫‪ -4‬المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 09- 93‬المتضمف قانوف اإلجراءات المدنية السالؼ الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.121‬‬

‫‪34‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫مكتوبا واال‬
‫ً‬ ‫نصت المادة ‪ 12‬مف قانوف التحكيـ المصري‪": 1‬يجب أن يكون اتفاق التحكيم‬
‫مكتوبا إذا تضمنو محرر وقعو الطرفان أو إذا تضمنو ما تبادلو‬
‫ً‬ ‫كان باطالً‪ ،‬ويكون اتفاق التحكيم‬
‫الطرفان من رسائل أو برقيات أو غيرىا من وسائل االتصال المكتوبة"‪ ،‬ويقابؿ ذلؾ المادة ‪1471‬‬
‫‪2‬‬
‫مف القانوف الفرنسي‪.‬‬
‫كما جاء ذلؾ في القواعد التحكيمية الدولية‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 34‬ؼ‪ 2‬مف قواعد‬
‫األونسيتراؿ عمى أنو ‪":‬يصدر قرار التحكيم كتابة‪ ،"....‬كما تضمف القانوف النموذجي لمتحكيـ الذي‬
‫ال في المادة ‪ 31‬منو حيث جاء فييا‪" :‬يصدر قرار التحكيم كتابة‬
‫أعدتو المجنة المذكورة نصًا مماث ً‬
‫ويوقعو المحكم أو المحكمون‪ ،"...‬بذات المفيوـ أخذت المادة ‪ 4‬ؼ‪ 1‬مف اتفاقية نيويورؾ‬
‫‪3‬‬
‫لإلعتراؼ وتنفيذ أحكاـ التحكيـ األجنبية‪.‬‬
‫"فالكتابة ال بد منيا بالنسبة لجميع القواعد التحكيمية واف لـ تنص صراحة عمى ذلؾ ألف‬
‫تمؾ القواعد التحكيمية وكذلؾ القوانيف تنص عمى ما يجب أف يتضمنو قرار الحكـ وىذا يعني أف‬
‫‪4‬‬
‫القرار يجب أف يصدر كتابة"‪.‬‬
‫" فكتابة الحكـ شرط جوىري لقياـ الحكـ‪ ،‬بحيث يؤدي تخمفو ال إلى التأثير في مضموف الحكـ‬
‫فحسب‪ ،‬بؿ إلى عدـ معرفة ىذا المضموف‪ ،‬لدرجة انعداـ الحكـ‪ ،‬وال يكفي إلعتبار الحكـ مكتوبًا‬
‫ال عمى إق ػ ػ ػرار م ػ ػ ػف المحكمي ػ ػ ػ ف بأنو سبؽ ليـ وأصدروا حكمًا شفوياً بمضموف‬
‫لمحصػ ػ ػوؿ مث ػ ػ ػ ً‬
‫معيف‪ ،‬لصالح أحد األشخاص ضد شخص آخر‪ ،‬في ضوء المستندات والبيانات األخرى المقدمة‬
‫في الدعوى التحكيمية‪ ،‬أو تسجيؿ الحكـ الشفوي عمى شريط مسجؿ أو فيديو‪ ،‬كما أف شرط توقيع‬
‫الحكـ مف المحكميف‪ ،‬مما ىو منصوص عميو في القوانيف العربية‪ ،‬يستحيؿ توفره إال إذا كاف الحكـ‬
‫‪5‬‬
‫مكتوبا‪ ،‬كذلؾ فالعرؼ التحكيمي يقضي بصدور حكـ التحكيـ كتابة‪.‬‬
‫يجب أف يكوف حكـ تحكيـ مكتوبًا‪ ،‬فال يقبؿ كتابة جزٍء منو‪ ،‬واالعتماد في الباقي عمى وسيمة‬
‫أخرى مف الوسائؿ الصوتية مثؿ التسجيؿ‪ ،‬أو المرئية مثؿ الفيديو‪ ،‬لكف يستوي أف تكوف الكتابة‬
‫بخط اليد أو طباعة عف طريؽ اآللة الكاتبة أو الحاسوب (الكمبيوتر)‪ ،‬أو مزيجًا مف اإلثني ف الكتابة‬

‫‪ -1‬قانوف التحكيـ رقـ ‪ 27‬لسنة ‪ 1995‬المؤرخ في ‪ 07‬ذي القعدة ‪ 1414‬الموافؽ ؿ‪ 18‬أبريؿ ‪ ،1994‬يتضمف‬
‫قانوف التحكيـ في المواد المدنية والتجارية‪.‬‬
‫‪2 -article 1470 de NCPC français disponible sur le site : www.legifrance.fr‬‬
‫‪ -3‬إتفاقية نيويورؾ المؤرخة في ‪ 21‬أفريؿ ‪ ،1985‬المتعمقة باإلعتراؼ وتنفيذ أحكاـ التحكيـ األجنبية ‪.‬‬
‫‪ -4‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪ -5‬حمزة أحمد حداد‪ ،‬حكـ التحكيـ وشروط صحتو ‪ ،‬ورقة بحث قدمت في دورة التحكيـ في العقود اليندسية‬
‫واإلنشائية وأعداد المحكميف في دمشؽ‪ ،‬المعيد العربي لمتحكيـ والتسويات البديمة‪ ،‬عماف‪ ،2008/11/05 ،‬ص‪.6‬‬

‫‪35‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫والطباعة‪ ،‬حيث يترتب عمى عدـ كتابة الحكـ أو أي جزء منو انعداـ الحكـ برمتو إلرتباطو ببعضو‬
‫‪1‬‬
‫عمى أساس أنو كؿ ال يتج أز‪.‬‬
‫كما يجب أف يتضمف حكـ التحكيـ البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ – 1‬اإلشارة إلى إدعاءات األطراف وأوجو دفاعيم‪:‬‬
‫يجب عمى ىيئة التحكيـ أف تبرز في حكميا ممخصا لممواقؼ التي تمسؾ بيا كؿ طرؼ‬
‫‪2‬‬
‫وحججو المنطقية والقانونية‪ ،‬وغالبًا ما تكوف الطمبات والدفوع محررة مسبقا في عقد الميمة‪.‬‬
‫لـ يمزـ المشرع الجزائري ىيئة التحكيـ بسرد كؿ المقاالت التي ترد مف األطراؼ حرفيًا بؿ‬
‫أوجب إيراد موجز ليا‪ ،3‬بما يفيد أف المحكـ لو مكنو(كذا) اإلجػ ػ ػ ػتياد في إختزال ػ ػ ػ ػيا وحصرىا‪ ،‬لكف‬
‫ال‪ ،‬فال يجوز لممحكـ السيو عند ذكر مسألة أو حجية ليا‬
‫بشرط أف ال يكوف ىذا اإلختزاؿ مخت ً‬
‫أىمية‪ ،‬واذا ما فضؿ المحكموف سرد مقاالت األطراؼ حرفيًا فيذا غير مخؿ بالحكـ التحكيمي وىو‬
‫‪4‬‬
‫ما لجأ إليو معظـ المحكميف‪.‬‬
‫اليدؼ مف تحديد طمبات الخصوـ وأوجو دفاعيـ ىو معرفة نطاؽ سمطة ىيئة التحكيـ‬
‫وامكانية الرقابة القضائية عمى عمميا‪ ،‬وتأكد مف حسف استيعابيا لموقائع ودفاع الطرفيف والوقوؼ‬
‫عمى أسباب الحكـ حماية لمصالح الخصوـ‪ ،‬والمقصود بموجز الطمبات والدفوع ىو تمؾ الجوىرية‬
‫‪5‬‬
‫المؤثرة في النتيجة‪ ،‬مع العمـ أف ىذا اإللزاـ ال ينطبؽ إال عمى الحكـ الفاصؿ في الدعوى‪.‬‬
‫‪ -2‬تسبيب حكم التحكيم‬
‫تباينت القوانيف الوطنية المنظمة لمتحكيـ الدولي حوؿ لزوـ تسبيب الحكـ‪ ،‬إذ نجد المشرع‬
‫الجزائري يقر صراحة لزوـ تسبيب الحكـ التحكيمي وفقًا لممادة ‪ 1027‬ؼ‪ 2‬ـ ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،‬وال يعني‬
‫استمزاـ التسبيب إلزاـ المحكميف بتعقب كؿ ما أبداه األطراؼ أو قدموه مف أسانيد أو حجج بؿ يكفي‬
‫بياف األسباب التي تقتضييا طبيعة النزاع والتي يتوفر فييا الحد الالزـ لتبرير النتيجة التي انتيى‬
‫‪6‬‬
‫إلييا الحكـ‪.‬‬

‫‪ -1‬حمزة أحمد حداد‪ ،‬حكـ التحكيـ وشروط صحتو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -2‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪ 1027‬ؼ‪ 1‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى ‪":‬يجب أن تتضمن أحكام التحكيم عرضاً موجزاً إلدعاءات األطراف‬
‫وأوجو دفاعيم"‪.‬‬
‫‪ -4‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪ -5‬سميـ بشير‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪ -6‬كريـ بوديسة‪ ،‬التحكيـ اإللكتروني كوسيمة لتسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫ص‪.168‬‬

‫‪36‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫"أكد الفقو أف تسبيب الحكـ التحكيمي مف الضمانات المكرسة لألطراؼ‪ ،‬فيي قاعدة عامة‬
‫مكرسة عمى ق اررات التحكيـ‪ ،1‬حيث نصت المادة ‪ 34‬ؼ‪ 3‬مف قواعد األونسيتراؿ عمى إلزاـ ىيئة‬
‫التحكيـ أف تبيف في منطوؽ الحكـ األسباب التي استند إلييا القرار ما لـ يكف األطراؼ قد اتفقوا‬
‫‪2‬‬
‫عمى عدـ بياف األسباب"‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم و لقب المحكم أو المحكمين‬
‫"مف الضروري ذكر أسماء المحكميف في القرار التحكيمي‪ ،‬وقد جرت العادة عمى ذكر‬
‫صفاتيـ وعناوينيـ والطرؼ الذي قاـ بتعييف كؿ منيـ‪ ،‬وكيفية اختيار المحكـ الرئيس‪ ،‬وفي بعض‬
‫‪3‬‬
‫الق اررات الدولية يشار إلى قبوؿ المحكـ لميمتو"‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 1028‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو ‪ ":‬يتضمن حكم التحكيم البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إسم و لقب المحكم أو المحكمين"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كما نص المشرع الفرنسي عمى ضرورة تضميف الحكـ بأسماء و ألقاب المحكميف‪.‬‬
‫‪ -4‬تاريخ الحكم التحكيمي‬
‫تحرص بعض أنظمة التحكيـ التجاري الدولي عمى اشتماؿ حكـ التحكيـ عمى بيانات معينة‬
‫عمى وجو الخصوص‪ ،‬وىي تاريخ و مكاف صدور الحكـ‪ ،‬وترجع أىمية ىاذيف البيانيف إلى أف ذكر‬
‫ال ما‬
‫تاريخ الحكـ يفيد صدوره خالؿ ميمة التحكيـ فيكوف صحيحاً‪ ،‬أو بعد ميمة التحكيـ فيكوف باط ً‬
‫لـ يحصؿ مده وفقًا لمقواعد المقررة لذلؾ‪ ،‬كما أف ذكر مكاف التحكيـ في الحكـ كثي ًار ما يفيد في‬
‫‪5‬‬
‫بياف القواعد الواجبة التطبيؽ عمى إجراءات التحكيـ‪.‬‬
‫تؤكد عمى ذكر تاريخ ومكاف إصدار الحكـ المادة ‪ 1028‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ والتي تنص عمى‪:‬‬
‫" يتضمن حكم التحكيم البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إسم و لقب المحكم أو المحكمين‬
‫‪ -2‬تاريخ صدور الحكم‬
‫‪ -3‬مكان إصداره‪"...‬‬

‫‪ -1‬كريـ بوديسة‪ ،‬التحكيـ اإللكتروني كوسيمة لتسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 34‬ؼ‪ 3‬مف قانوف األونسيتراؿ عمى أنو ‪":‬عمى ىيئة التحكيم أن تبين األسباب التي استند إلييا‬
‫القرار‪ ،‬ما لم يكن األطراف قد اتفقوا عمى عدم بيان األسباب"‪www.uncitral.org.‬‬
‫‪ -3‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.318‬‬
‫‪4 -Art :1472 NC.P.C : la sentence arbitrale contient l’indication :‬‬
‫‪- du nom des arbitres qui l’ont rendue.‬‬
‫‪ -5‬سالـ توفيؽ حسيف منصور‪ ،‬بطالف حكـ التحكيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪37‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ -5‬أسماء وألقاب المحامين أو من مثل أو ساعد األطراف عند االقتضاء‬


‫يجب ذكر اسـ كؿ طرؼ مف أطراؼ النزاع في التحكيـ؛ وقد يشار إلى طالب التحكيـ‬
‫بالمدعي؛ والشخص المطموب الحكـ ضده بالمدعى عميو أو يطمؽ عمى األوؿ مصطمح طالب‬
‫‪1‬‬
‫التحكيـ؛ وعمى الطرؼ الثاني المطموب التحكيـ ضده‪.‬‬
‫قد يكوف الخصوـ أشخاصاً طبيعية أو معنوية وفي حالة الشخص الطبيعي يذكر اسـ كؿ‬
‫ال مع عنوانو‪ ،‬أما إذا كاف الخصوـ أو أحدىـ مف األشخاص المعنوية فيذكر اسـ‬
‫واحد كام ً‬
‫الشخص المع نوي ومركز أعمالو‪ ،‬كما يذكر في القرار أسماء المحاميف في القرار أسماء المحاميف‬
‫‪2‬‬
‫أو المستشاريف لكؿ طرؼ في حالة وجودىـ‪.‬‬
‫ىذا ما نصت عميو المادة ‪ 1028‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ ‪" :‬يتضمن حكم التحكيم البيانات اآلتية‪....‬أسماء‬
‫وألقاب األطراف وموطن كل منيم وتسمية األشخاص المعنوية ومقرىا اإلجتماعي"‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬آثار المترتبة عن صدور حكم التحكيم‬


‫يترتب عف صدور الحكـ التحكيمي أثريف ىاميف وىما‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬إكتساب الحكم التحكيمي حجية الشيء المقضي فيو‬
‫نصت المادة ‪ 1031‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪ " :‬تحوز أحكام التحكيم حجية الشيء المقضي فيو‬
‫بمجرد صدورىا فييا فيما يخص النزاع المفصول فيو"‪.‬‬
‫نص المشرع الجزائري صراحة عمى حجية أحكاـ التحكيـ‪ ،‬معتب ًار ىذه الحجية أث ًار مف آثار‬
‫األحكاـ التحكيمية مساي اًر الفقو الحديث القائؿ بأف حجية الشيء المحكوـ فيو‪ ،‬ىي مركز قانوني‬
‫إجرائي ينشأ عف العمؿ القضائي يترتب عنو إلتزاـ أطراؼ الخصومة بمنطوؽ الحكـ‪ ،‬كما يمتزـ‬
‫‪3‬‬
‫الق اضي في إجراءات الحقة بإحتراـ ىذه الحجية إذ يمتنع عف الفصؿ في النزاع مف جديد‪.‬‬
‫حجية الشيء المقضي فيو ال تثبت إال لألحكاـ القطعية‪ ،‬واألصؿ أنيا ال تثبت إال لمنطوؽ‬
‫الحكـ وما اشتمؿ عميو مف أسباب والنقاط التي تـ الفصؿ فييا بالحكـ صراحة أو ضمنًا‪ ،‬وتمت‬
‫ال مواجية في شأنيا بيف الخصوـ وممزمة لممحكميف ولمقضاء الوطني مع عدـ اإلحتجاج بيا عمى‬
‫‪4‬‬
‫الغير‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجاري الدولي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.318‬‬


‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.318‬‬
‫‪ -3‬منير عباسي‪ ،‬التحكيـ في العقود اإلدارية الدولية‪( ،‬ماستر)‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة خميس مميانة كمية الحقوؽ‬
‫والعموـ السياسية قسـ الحقوؽ‪ ،2014 ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ -4‬منير عباسي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.77‬‬

‫‪38‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫األساس القانوني إلقرار الحجية لقرارت التحكيـ ىي اإلتفاؽ القائـ بيف الخصوـ عمى عرض‬
‫‪1‬‬
‫إلتزـ األطراؼ بالحكـ مبني عمى رضائيـ المسبؽ‪.‬‬
‫نزاعيـ عمى التحكيـ لمفصؿ فيو‪ ،‬وعميو ا‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إنتياء ميمة المحكم‬
‫يترتب عمى صدور حكـ التحكيـ في النزاع موضوع اإلتفاؽ عمى التحكيـ استنفاذ سمطة ىيئة‬
‫التحكيـ المكمفة بالفصؿ في النزاع وواليتيا‪ ،‬خصوصاً ما فصمت فيو ف ػ ػال يجػ ػ ػوز لي ػا الرج ػ ػ ػوع إلػ ػ ػ ػى‬
‫‪2‬‬
‫الحكـ مرة ثانية بقصد إعادة النظر فيو‪.‬‬
‫الييئة بعد إصدارىا الحكـ تفقد صفتيا كييئة تحكيـ؛ ألف ىذه الصفة تنقضي بإنقضاء‬
‫ميمتيا المتمثمة في إصدار الحكـ الفاصؿ في النزاع‪ ،‬لكف المشرع أبقى ليا صفة محدودة في‬
‫حاالت محددة عمى سبيؿ اإلستثناء‪ ،‬وىذه الحاالت الواردة عمى مبدأ استنفاذ الوالية تمنح ىيئة‬
‫التحكيـ بعد إصدارىا لمحكـ سمطة القياـ بإجراءات معينة‪ ،‬وىذه السمطة مقيدة بشروط وضوابط يمنع‬
‫‪3‬‬
‫تجاوزىا‪.‬‬
‫مف آثار انتياء الوالية استحقاؽ ىيئة التحكيـ لألجور المتفؽ عمييا أو المحددة مف قبميا أو‬
‫‪4‬‬
‫مف قبؿ المحكمة‪.‬‬
‫نصت عمى ىذا األثر المادة ‪ 1030‬ؼ‪ 1‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ والتي تنص ‪":‬يتخمى المحكم عن النزاع‬
‫بمجرد الفصل فيو"‪.‬‬

‫‪ -1‬منير عباسي‪ ،‬التحكيـ في العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.78‬‬


‫‪ -2‬أشجاف فيصؿ شكري داود‪ ،‬الطبيعة القانونية لحكـ التحكيـ وآثاره و طرؽ الطعف فيو –دراسة مق ػ ػػارنة‪ -‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -3‬أشجاف فيصؿ شكري داود‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -4‬أشجاف فيصؿ شكري داود‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫‪39‬‬
‫صدور حكـ التحكيـ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫خالصة الفصل األول‬


‫نخمص القوؿ في ىذا الفصؿ أف ميمة ىيئة التحكيـ تنتيي بالفصؿ في موضوع النزاع بحكـ‬
‫تحكيمي قطعي في المنازعة المعروضة عمييا بناء عمى الطمبات المقدمة ليا مف أطراؼ اتفاقية‬
‫التحكيـ‪.‬‬
‫وتمعب إرادة األطراؼ في التحكيـ دو ار ىاما في تحديد القواعد التي ستطبؽ عمى موضوع‬
‫النزاع مباشرة‪ ،‬أو قد تحيؿ إلى قواعد التنازع لدولة معينة‪ ،‬يتـ مف خالليا تحديد تمؾ القواعد‪ ،‬ومف‬
‫ثـ فإف إرادة األطراؼ قد تختار قواعد وطنية وقد تختار قواعد التجارة الدولية‪ ،‬كما يمكف إلرادة‬
‫األطراؼ تحويؿ ىيئة التحكيـ سمطة اختيار القواعد المالئمة‪ ،‬وفي حاؿ عدـ اختيار األطراؼ‬
‫لمقانوف الواجب التطبيؽ يتـ الفصؿ وفقا لقواعد العدالة واإلنصاؼ‪.‬‬
‫لكف تظير الصعوبة في تحديد القانوف واجب التطبيؽ عمى العقد في حالة عدـ وجود اتفاؽ‬
‫بيف األ طراؼ في ىذا الصدد‪ ،‬فقد يحدث أف يأتي العقد خاليا مػ ػ ػ ػف مسألػ ػ ػ ػة القان ػ ػ ػوف واجب‬
‫التطبيؽ‪ ،‬وقد يكوف سببو متنوعا‪ ،‬فقد يكوف مرده إلىماؿ األطراؼ أو جيؿ‪ ،‬لكف في معظـ األحياف‬
‫قد يكوف مقصودا مف قبؿ األطراؼ‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ تفادي الدخوؿ في مسألة خالفية في لحظة قد‬
‫يكوف فييا األطراؼ اتفقوا عمى كؿ الشروط الجوىرية لمتعاقد‪ ،‬فاألطراؼ غالبًا ما ييتموف بالمسائػ ػ ػػؿ‬
‫الفني ػ ػ ػػة والماليػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي عقدى ػ ػػـ ويتفادوف تعريض إتماـ عقدىـ لمفشؿ بسبب الخالؼ حوؿ القانوف‬
‫الواجب التطبيؽ‪ ،‬بالتالي يفضموف تأجيؿ ىذه المسألة إلى وقت آخر أو يكتفوف باإلشارة مثال إلى‬
‫مبدأ حسف النية أو العدالة أو يتركوف ىذه المسألة لممحكميف‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫طرق الطعن في الحكم‬
‫التحكيمي‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫مالزمة قضاء الدكلة لمتحكيـ أمر ضركرم كال مفر منو؛ فمف غير المتصكر قياـ ىذا‬
‫األخير دكف األكؿ‪ ،‬فالتحكيـ ابتداء مف أكؿ إجراء عمى مستكل تعييف المحكميف أك ردىـ أك أثناء‬
‫سير المحاكمة إلى غاية اإلعتراؼ بالحكـ التحكيمي أك تنفيذه‪ ،‬ىك في حاجة إلى القضاء‪.‬‬
‫مف بيف المراحؿ األساسية التي يمر بيا حكـ التحكيـ المرحمة الحاسمة كاألخيرة‪ ،‬كىي‬
‫اإلعتراؼ كالتنفيذ‪ ،‬إذ األصؿ في األحكاـ التحكيمية الدكلية تنفّذ تمقائيان( تنفيذ إختيارم)‪ ،‬لكف ىناؾ‬
‫بعض الخصكـ يمجأكف إلى كسائؿ المماطمة كالتسكيؼ‪.‬‬
‫إذا ما تكقؼ الحكـ التحكيمي كلـ ينفذ إختيارينا‪ ،‬فمكؿ طرؼ إتجاه؛ المحككـ لصالحو يبحث‬
‫كيؼ يصؿ إلى حقو في أقرب كقت ممكف‪ ،‬حيث يمجأ في حاؿ تقاعس الطرؼ األخر إلى طمب‬
‫التنفيذ الجبرم مف الجيات المختصة‪ ،‬كيككف ذلؾ باإلعتراؼ بالحكـ‪ ،‬ككف ىذا األخير يحكز حجية‬
‫الشيء المقضي فيو بمجرد صدكره‪ ،1‬إالّ أنو لكي يدمج في النظاـ القانكني لمدكلة محؿ التنفيذ ال بد‬
‫مف اإلعتراؼ بو كاضفاء الصفة التنفيذية عميو‪.‬‬
‫أقرت التشريعات كالمعاىدات الدكلية طرقنا مختمفة لمطعف في أحكاـ‬‫كعمى ىذا األساس ّ‬
‫التحكيـ‪ ،‬يتجمى ذلؾ في إتجاىات الدكؿ بتنظيـ ممارسة الرقابة القضائية عمى ىذه األحكاـ فيناؾ‬
‫دكؿ تتشدد في ممارسة ىذه الرقابة كدكؿ أخرل تتساىؿ في تحديد شركطيا كاجراءاتيا بما ينسجـ‬
‫مع مفيكميا لمرقابة كمع مكقفيا مف التحكيـ بكجو عاـ‪.‬‬
‫ىذا ما سكؼ نبينو في المبحث األول بعنكاف الطعف في أحكاـ التحكيـ الداخمية‪ ،‬والمبحث‬
‫الثاني المعنكف بأحكاـ التحكيـ الدكلية‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 1031‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪ " :‬تحوز أحكام التحكيم حجية الشيء المقضي فيو بمجرد صدورىا فيما‬
‫يخص النزاع المفصول فيو"‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬طرق الطعن في حكم تحكيم الداخمي‬


‫قبؿ التطرؽ لمكضكع طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي الداخمي‪ ،‬ال بد مف الكقكؼ أكال‬
‫لتعريؼ التحكيـ الكطني فيك التحكيـ الذم يتعمؽ بنزاع كطني في جميع عناصره‪ ،‬كيعيف لو‬
‫محكميف كطنييف يص ػ ػدركف حكميػ ػ ػـ داخػ ػؿ الدكلة كفقان إلجراءات كطنية مع تطبيؽ القانكف‬
‫الكطني‪ ،‬كال يثير التحكيـ الكطني أية صعكبة ألنو يخضع لمقانكف الكطني‪ ،‬فال ينفذ خارج إقميـ‬
‫الدكلة‪ ،‬كال يجكز لمقاضي أف يتصدل لمكضكع النزاع‪ ،‬حيث يقتصر دكره عمى بحث مدل تكافر‬
‫الشركط الالزمة لمتنفيذ‪ ،‬خصكصا مدل إتفاؽ متطمبات التنفيذ مع النظاـ العاـ لمدكلة‪.‬‬
‫اختمفت األ نظمة التشريعات بشأف طرؽ الطعف في أحكاـ التحكيـ‪ ،‬منيا مف اختار طريػ ػ ػقنا‬
‫مبسػ ػ ػطنا‪ ،‬ك اكتفى بطريؽ كحيد يتمثؿ في دعكل البطالف‪ ،‬مثؿ ماىك عميو المشرع المصرم‪ ،‬إذ‬
‫نص في المادة ‪ 52‬ؼ‪ 1‬مف قانكف المرافعات المدنية كالتجارية عمى ‪":‬ال تقبل أحكام التحكيم التي‬
‫تصدر طبقا ألحكام ىذا القانون الطعن فييا بأي طريق من طرق الطعن"‪.‬‬
‫"تؤكد المادة عمى عدـ إمكانية الطعف في أحكاـ التحكيـ بأم طريؽ مف الطرؽ فأقاـ عمييا‬
‫نكعان مف الحصانة‪ ،‬مما جعميا تسمك عمى أحكاـ القضاء التي تخضع لإلستئناؼ"‪.‬‬
‫ىذه الحصانة تتمتع بيا كؿ أحكاـ التحكيـ التي تصدر كفقنا ألحكاـ قانكف التحكيـ‪ ،‬أم‬
‫أحكاـ التحكيـ الذم يجرم في مصر سكاء كاف تحكيمنا كطنينا أك دكلينا‪ ،‬أك أحكاـ التحكيـ الذم‬
‫‪1‬‬
‫يجرم في الخارج‪ ،‬كاتفؽ أطرافيا عمى إخضاعو لمقانكف المصرم‪.‬‬
‫كمنيا مف سمح بالطعف في حكـ التحكيـ كلكف أقؿ تعقيدان مف طرؽ الطعف ضد األحكاـ‬
‫ال إلضاعة الكقت كالمشرع‬
‫القضائية‪ ،‬فمعظـ التشريعات تخمّت عف المعارضة حتى ال تتخذ سبي ن‬
‫الفرنسي الذم نص في المادة ‪ 1477‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ‪ 2‬عمى ‪":‬إن حكم التحكيم ال يقبل المعارضة وال‬
‫الطعن بالنقض"‪.‬‬
‫كذلؾ األمر بالنسبة لممشرع الجزائرم الذم نص في المادة ‪ 1032‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى‪ ":‬أحكام‬
‫التحكيم غير قابمة لممعارضة"‪.‬‬
‫لكنو أجاز إمكانية الطعف باإلستئناؼ في التحكيـ الداخمي‪ ،‬كما أجاز الطعف بالنقض في الحكـ‬
‫التحكيمي الذم تـ استئنافو كصدر قرار فاصؿ بشأنو‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد مختار بريرم‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.211‬‬


‫‪2 -Art 1477 : "La sentence arbitrale n'est pas susceptible d'opposition et de‬‬
‫‪pourvoi en cassation ".‬‬

‫‪43‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫مف ىنا نميز بيف طرؽ الطعف التي انتيجيا المشرع الجزائرم ىذا ما سنجده في المطمبيف‬
‫المكالييف طرؽ الطعف العادية (اإلستئناؼ) في المطمب األكؿ‪ ،‬كطرؽ الطعف غير العادية(النقض‬
‫كاعتراض الغير الخارج عف الخصكمة كالتماس إعادة النظر) في المطمب الثاني‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬طرق الطعن العادية (اإلستئناف)‬
‫ىناؾ بعض التشريعات أخذت بجكاز إستئناؼ حكـ التحكيـ كقاعدة‪ ،‬كىناؾ مف أخذت‬
‫باإلستئناؼ كإستثناء‪.‬‬
‫األصؿ في حكـ التحكيـ أنو ي قبؿ اإلستئناؼ‪ ،‬ىذا األصؿ ينطبؽ عمى حكـ التحكيـ العادم‬
‫ألنو ال يكجد نص يخالؼ ذلؾ‪ ،‬كأف حؽ اإلستئناؼ ثابت لمخصكـ حتى كاف لـ ينص عميو في‬
‫إتفاؽ التحكيـ‪ ،‬كمف بيف ىذه التشريعات التي أخذت باإلستئناؼ كقاعدة التشريع الجزائرم‪ ،‬الذم‬
‫أجاز إستئناؼ حك ػ ػ ػـ التحكيػ ػ ػ ػ ػـ الص ػ ػ ػ ػادر داخ ػ ػؿ الجزائر ما لـ يتنازؿ األطراؼ عف حقيـ في‬
‫ذلؾ‪ ،1‬حيث تنص المادة ‪ 1033‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪":‬يرفع اإلستئناف في أحكام التحكيم‪....‬ما لم‬
‫يتنازل األطراف عن حق اإلستئناف في إتفاقية التحكيم"‪.‬‬
‫كذلؾ األمر بالنسبة لممشرع الفرنسي حيث أعطى ألحكاـ التحكيـ الداخمي حؽ الطعف‬
‫باإلستئناؼ طبقا لنص المادة ‪ 1481‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ‪ ،‬إال إذا تضمف اتفاؽ التحكيـ ما يفيد تنازؿ‬
‫األطراؼ عف حؽ الطعف باإلستئناؼ أك كاف مفكضا بالحكـ كفقا لقكاعد العدالة كاإلنصاؼ‪ ،‬مع‬
‫ذلؾ يجكز لألطراؼ حتى مع ىذا التفكيض التحفظ كتضميف اتفاؽ التحكيـ ما يفيد تمسكيـ بإمكانية‬
‫‪3‬‬
‫الطعف باإلستئناؼ‪ 2‬فاإلستئناؼ ىك نظر لممكضكع مف جديد‪.‬‬
‫كما أجاز المشرع المبناني الطعف في الحكـ الداخمي بطريؽ اإلستئناؼ ما لـ يكف الخصكـ قد تخمّكا‬
‫عف ذلؾ في اتفاقية التحكيـ‪ ،4‬ىذا حسب نص المادة ‪ 799‬مف قانكف األصكؿ المحاكمات المدنية‬
‫المبناني رقـ ‪ 90‬لسنة ‪.1983‬‬
‫بالنسبة ليذه التشريعات إستئناؼ الحكـ التحكيمي ىك القاعدة كعدـ جكاز اإلستئناؼ ىك‬
‫اإلستثناء الذم يصنعو األطراؼ في اتفاؽ التحكيـ قبؿ صدكر الحكـ التحكيمي‪ ،‬فبالنسبة لبعض‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي كالرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.271‬‬


‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 1482‬مف قانكف المرافعات الفرنسي عمى أنو‪ ":‬حكم التحكيم قابل لإلستئناف إالّ إذا تنازل‬
‫األطراف عن ذلك في اتفاقية التحكيم"‪.‬‬
‫‪ -3‬حمزة كىاب‪ ،‬محاضرات في التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -4‬فؤاد ديب‪ ،‬تنفيذ أحكاـ التحكيـ الدكلي بيف البطالف كالكساء في اإلتفاقيات الدكلية كالت ػ ػ ػشريعات ال ػ ػ ػعربية‬
‫ال ػ ػ ػحديثة‪ ،‬مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ اإلقتصادية كالقانكنية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬دمشؽ‪ ،2011 ،‬ص‪.66‬‬

‫‪44‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫التشريعات نصت عمى عدـ جكاز اإلستئناؼ مف بينيا التشريع التكنسي‪ 1‬الذم نص في المادة ‪39‬‬
‫مف قانكف التحكيـ رقـ ‪ 42‬المؤرخ في ‪ 1993/04/26‬عمى ‪":‬ال يجوز الطعن باإلستئناف‪......‬في‬
‫أحكام التحكيم ما لم تنص اتفاقية التحكيم عمى خالف ذلك صراحة"‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الجية القضائية المختصة بالنظر في الطعن وميعاد رفعو‬
‫تنص المادة ‪ 1059‬ؼ‪ 1‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو ‪":‬يرفع الطعن بالبطالن في حكم التحكيم‬
‫المنصوص عميو في المادة ‪ 1058‬أعاله أمام المجمس القضائي الذي صدر حكم التحكيم في‬
‫دائرة اختصاصو‪ ،‬ويقبل الطعن ابتداء من تاريخ النطق بحكم التحكيم"‪.‬‬
‫فالقاضي المختص الذم ينظر في اإلستئناؼ ىك قاضي المجمس القضائي الذم ينتمي إليو‬
‫القاضي الذم أصدر األمر المؤيد أك المعارض لإلعتراؼ أك التنفيذ ‪ -‬أم المجمس القضائي الذم‬
‫‪2‬‬
‫يمتد اختصاصو لممحكمة التي أصدرت األمر‪.-‬‬
‫أما في فرنسا فإف اإلستئناؼ يرفع أماـ محكمة اإلستئناؼ التي يمتد اختصاصيا إلى‬
‫المحكمة التي أصدرت األمر‪ ،‬أم التي نظرت في أمر التنفيذ أك اإلعتراؼ‪ ،‬كىذا طبقا لممادة‬
‫‪1503‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ‪ ،‬كقد أحاؿ المشرع الفرنسي إلى الطعف باإلستئناؼ كحده في حالة النص عميو‬
‫بيف األطراؼ في اإلتفاؽ حيث ينظر قاضي محكمة االستئناؼ كمفكض بالصمح إذا كانت ىذه‬
‫‪3‬‬
‫الميمة مخكلة لممحكميف كفقا لنص المادة ‪ 1483‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ‪.‬‬
‫أما ميعاد تقديـ الطعف باالستئناؼ فقد نصت عميو المادة ‪ 1059‬ؼ‪ 1‬مف القانكف ‪09/08‬‬
‫المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية السالؼ الذكر عمى أنو‪ ":‬ال يقبل ىذا الطعن بعد أجل‬
‫شير واحـــد )‪ )1‬من تاريخ التبميغ الرسمي لألمر القاضي بالتنفيذ "‪.‬‬
‫ىذا كتجدر اإلشارة إلى أف المشرع الفرنسي قد أخذ بنفس الميعاد‪ 4‬في المادة ‪ 1486‬ؼ‪2‬‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ‪.‬‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي كالرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.272‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز خنفكسي‪ ،‬القكاعد اإلجرائية التي تحكـ مسألة االعتراؼ بأحكاـ التحكيـ كانفاذىا كتكجب الطعف فييا‬
‫في ظؿ التشريعات المقارنة‪ ،‬مجمة الفقو كالقانكف‪ ،‬العدد ‪ ،3‬جامعة دكتكر مكالم طاىر سعيدة‪ 01 ،‬جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػانفي‬
‫‪ ،2015‬ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز خنفكسي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪-22‬ص‪.23‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز خنفكسي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪45‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب البطالن‬


‫رأينا سابقان أف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجزائرم سمح في مكاده ‪ 1033‬ك‪1034‬‬
‫بإمكانية الطعف باإل ستئناؼ كالطعف بالنقض‪ ،‬ما لـ يتنازؿ األطراؼ عف حؽ اإلستئناؼ في اتفاقية‬
‫التحكيـ كسكاء كاف متاحا لألطراؼ الطعف باإلستئناؼ أك الطعف بالنقض‪ ،‬ففي الحالتيف يجب تكفر‬
‫أسباب يمكف اإلستناد إلييا لرفع دعكل البطالف‪.‬‬
‫كلكف ال يكجد نص صريح في أحكاـ التحكيـ الداخمي يشمؿ الحاالت التي عمى أساسيا‬
‫ترفع دعكل البطالف‪ ،‬ليذا فإننا استخرجنا األسباب مف أحكاـ التحكيـ العامة الكاردة في نصكص‬
‫‪1‬‬
‫المػكاد القانكنيػة‪:‬‬
‫لذا سنبيف في ىذا الفرع األسباب التي تقتضي برفع دعكل بطالف حكـ التحكيـ كىي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫أوال‪:‬عدم وجود اتفاق تحكيم أو بطالنو أو انقضاء مدتو‪:‬‬
‫تنقسـ ىذه الحالة إلى ثالث صكر‪:‬‬
‫الصكرة األكلى تتعمؽ بعدـ كجكد اتفاؽ أصال عمى التحكيـ‪ ،‬فمكي يككف اتفاؽ التحكيـ‬
‫صحيحا يجب تكافر شرط التراضي أك عدـ تكافؽ اإلرادتيف‪ ،‬كما لك صدر اإليجاب كقكبؿ بالرفض‬
‫أك بالسككت المفسر عمى أنو رفض أك صادؼ اإليجاب قبكال بشرط تعديؿ معيف لـ يمؽ قبكال ‪2‬كما‬
‫يستمزـ المشرع الجزائرم الكتابة لكجكد كصحة شرط التحكيـ كفقا لنص المادة ‪ 1012‬قانكف‬
‫إجراءات مدنية كادارية‪ " :‬يجب أن يتضمن اتفاق التحكيم‪ ،‬تحت طائمة البطالن موضوع النزاع‬
‫وأسماء المحكمين وبيان طريقة تعيينيم"‪.‬‬
‫كالصكرة الثانية تخص اتفاؽ التحكيـ الباطؿ فتقضي ىذه الحالة كجكد اتفاؽ عمى التحكيـ‬
‫بالفعؿ لكف شاب إرادة أحد األطراؼ عيب مف عيكب الرضا كالغمط مثال‪ ،‬أك يككف التحكيـ كاردا‬
‫‪3‬‬
‫عمى مسألة ال يجكز الفصؿ فييا عف طريؽ التحكيـ كمسألة مف مسائؿ األحكاؿ الشخصية‪.‬‬
‫كعميو فكؿ الكقائع التي تؤدم إلى بطالف اتفاؽ التحكيـ تؤدم إلى بطالف الحكـ الصادر‬
‫بناء عميو كانعداـ األىمية أك الصفة عند إبراـ التحكيـ كأف يكقع التحكيـ مف طرؼ ككيؿ ليس لديو‬
‫‪4‬‬
‫ككالة خاصة أك مف شخص ال يممؾ إبراـ مشارطة التحكيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬حمزة كىاب‪ ،‬محاضرات في التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.48‬‬


‫‪ -2‬سالـ تكفيؽ حسيف منصكر‪ ،‬بطالف حكـ التحكيـ‪ -‬دراسة تحميمية مقارنة‪ -‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ -3‬سالـ تكفيؽ حسيف منصكر‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ -4‬سالـ تكفيؽ حسيف منصكر‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.55‬‬

‫‪46‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أمػ ػ ػ ػ ػا الصكرة الثالثػ ػ ػ ػة بالنسب ػ ػ ػ ػة لإلنقضػ ػ ػ ػاء فشرط التحكيـ ينقضي بانقضاء المدة المحددة‬
‫لمعقد‪ ،‬كتتمثؿ سمطة المحكمة في التحقؽ مف كجكد أك بطالف أك انقضاء اتفاؽ التحكيـ‪ ،‬أما إذا لـ‬
‫يحدد أجؿ إلنيائو فيعد اتفاؽ التحكيـ صحيحا كمف تـ يمزـ المحكمكف بإتماـ ميمتيـ في ظرؼ‬
‫أربعة أشير كما نصت المادة ‪ 1018‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬كما يحؽ لمخصكـ التخمي عف ىذا البطالف كأثر‬
‫لمطابع التعاقدم التفاؽ التحكيـ‪ ،‬ك قد يككف التخمي صراحة أك ضمنا كما لك قبؿ أحد الخصكـ‬
‫‪1‬‬
‫الحكـ رغـ صدكره بعد الميعاد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وجود مخالفة لمقانون في تشكيل محكمة التحكيم أو تعيين المحكم الوحيد‪:‬‬
‫"يتعمؽ األمر بالخركج عمى النصكص المنظمة لتشكيؿ المحكمة أك تعييف المحكميف‪ ،‬فأمر‬
‫تعييف المحكميف متركؾ التفاؽ األطراؼ‪ ،‬أما إذا اعترضت صعكبة في تشكيؿ محكمة التحكيـ‬
‫بفعؿ أحد األطراؼ أك بمناسبة تنفيذ إجراءات تعييف المحكميف فيتـ تعيينيـ مف قبؿ رئيس المحكمة‬
‫الكاقع في دائرة اختصاصيا محؿ إبراـ العقد كفقا لنص المادة ‪ ،1009‬باإلضافة إلى استمزاـ كترية‬
‫العدد المادة ‪ ، 1017‬اكتماؿ أىمية المحكمة ال تسند الميمة لشخص طبيعػي‪ ،‬إال إذا كػاف متمتعا‬
‫بحقكقػو المدنية نص المػادة ‪ 1014‬كاعالف المحكميف عف قبكليـ بالميمة المسندة إلييـ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى التزاـ ىيئة التحكيـ بعدـ قبكؿ طمب رد المحكـ إال في حاالت نصت عمييا المادة ‪ 1016‬مثال‬
‫‪2‬‬
‫كجكد سبب رد منصكص عميو في نظاـ التحكيـ المكافؽ عميو مف قبػؿ األطػراؼ"‪.‬‬
‫فإذا عمـ جميع األطراؼ بكجكد مخالفة في شركط تشكيؿ محكمة التحكيـ كلـ يقدـ أم طرؼ‬
‫اعتراضو في الكقت المحدد كالتزمكا الصمت‪ ،‬فصؿ المحكـ بناء عمى ما قدـ إليو حسب نص‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 1022‬كلـ يعد سبب الرفع دعكل البطالف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إذا فصمت محكمة التحكيم بما يخالف الميمة المسندة إلييا‪:‬‬
‫لما كاف المحكـ يستمد سمطتو في الفصؿ في المنازعة مف إرادة األطراؼ فإنو مف المنطقي أف‬
‫يككف ىذا األخير مقيدنا عند الفصؿ في المنازعة بحدكد الميمة المخكلة لو مف قبؿ أطراؼ اتفاؽ‬
‫التحكيـ‪ ،‬كمف ثـ فإف تجاكزه ليذه الحدكد يككف الحكـ محال لمطعف بالبطالف‪ ،‬كأف يفصؿ المحكـ‬
‫في النزاع كفقا لقكاعد العدالة كاإلنصاؼ عمى أساس التسكية الكدية غير ممتزـ بتطبيؽ القانكف في‬
‫حيف أف األطراؼ اتفقكا عمى تطبيؽ قكاعد قانكف معيف‪ ،‬أك أف المحكـ قاـ بالفصؿ في مسائؿ ال‬
‫‪4‬‬
‫يشمميا اتفاؽ التحكيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬سالـ تكفيؽ حسيف منصكر‪ ،‬بطالف حكـ التحكيـ‪ -‬دراسة تحميمية مقارنة‪ ،-‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ -2‬حمزة كىاب‪ ،‬محاضرات في التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ -3‬حمزة كىاب‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ -4‬سناء بمقكاس‪ ،‬الطرؽ البديمة لحؿ منازعات العقكد اإلدارية ذات الطابع الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.143‬‬

‫‪47‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫رابعا‪ :‬إذا لم يراع مبدأ الوجاىية‪:‬‬


‫إذا كانت الييئة التحكيمية تستمد سمطتيا مف إرادة األطراؼ كاتفاقيـ عمى منحيا االختصاص‬
‫لمفصؿ في التراع المعركض أماميا‪ ،‬فاف عمييا أف تمارس ميمتيا كأف تتقيد بالمبادئ كالقكاعد‬
‫األساسية التي تنظـ الخصكمة بيف األطراؼ‪ ،‬كالتي يأتي في مقدمتيا مبدأ الكجاىية أك احتراـ‬
‫حقكؽ الدفاع‪ ،‬كبالتالي يحؽ لمطرؼ الذم لـ يمارس حقو في تقديـ دفاعو نتيجة عدـ إعالنو‬
‫بتشكيؿ محكمة التحكيـ أك بإجراءات التحكيـ أك ألم سبب آخر خارج عف إرادتو‪ ،‬أف يقدـ طعنا‬
‫ضد الحكـ الصادر ضده‪ ،‬كالتمسؾ بعدـ احتراـ مبدأ المكاجية الذم يمنحو فرصة متكافئة لعرض‬
‫‪1‬‬
‫دفاعو‪.‬‬
‫مف خالؿ ىذا المبرر يظير لنا مدل حرص المشرع عمى ضركرة احتراـ إرادة األطراؼ‬
‫المتنازعة كلحفاظ عمى حقكقيـ في الدفاع‪ ،‬كذلؾ بإعماؿ مبدأ المكاجية بيف األطراؼ كالذم يعتبر‬
‫‪2‬‬
‫النظاـ العاـ اإلجرائي‪ ،‬فعدـ احتراـ ىذا المبدأ يعد خرقا لمبدأ المساكاة بيف المتنازعيف‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬إذا لم تسبب محكمة التحكيم حكميا‪:‬‬
‫تنقسـ التشريعات الكطنية بشأف تسبيب حكـ التحكيـ إلى قسميف‪:‬‬
‫قسـ ال يمزـ ىيئة التحكيـ بتسبيب حكـ التحكيـ كالتشريع اإلنجميزم كالنمساكم كالسكيدم‪ ،‬كقسـ‬
‫‪3‬‬
‫يمزـ ىيئة التحكيـ بتسبيب حكـ التحكيـ كالتشريع الجزائرم كاألردني كالككيتي كالمصرم‬
‫‪4‬‬
‫كالفرنسي‪.‬‬
‫كيقصد بالتسبيب إظيار كتكضيح األدلة الكاقعية كاألسس القانكنية التي يبنى عمييا الحكـ‪ ،‬كال‬
‫يشترط في مفيكـ التسبيب ذكر كامؿ كقائ ع النزاع كتفاصيميا أك صيغ مذكرات الدفاع كالرد عمييا‬
‫كؿ عمى حدة‪ ،‬إذ يمكف أف يتـ عرض الكقائع كأكجو الدفاع بإيجاز غير مخؿ كبياف لألسس‬

‫‪ -1‬ليمة بف مدخف‪ ،‬مبررات الطعف في أحكاـ التحكيـ التجارم التجارم الدكلي كحدكد اختصاص القاضي الكطني‬
‫لمنظر في الطعكف بيف فرض الرقابة ك احتراـ إرادة اإلرادة‪ ،‬كرقة بحث قدمت في ممتقى العالقات الدكلية الخاصة‬
‫في الجزائر‪-‬كاقع متطكر‪ ، -‬جامعة قاصدم مرباح كرقمة‪ 22 -21 ،‬أفريؿ ‪ ،2010‬ص‪.443 ،‬‬
‫‪ -2‬ليمة بف مدخف‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.443‬‬
‫‪ -3‬أماؿ يدر‪ ،‬الرقابة القضائية عمى التحكيـ التجارم الدكلي ‪-‬دراسة مقارنة‪( ،-‬الجزائر‪ :‬منش ػ ػ ػكرات ح ػ ػ ػمبي‬
‫الحػ ػ ػ ػ ػقكقية‪ ،)2012 ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -4‬يعتبر المشرع الفرنسي عدـ تسبيب الحكـ التحكيمي الداخمي يعتبر سببان مف أسباب البطالف عكس التحكيـ‬
‫ال لمطعف‪ ،‬ما عدا المسائؿ المتعمقة بالنظاـ العاـ‪ .‬حمزة كىاب‪ ،‬محاضرات في‬
‫الدكلي إذا لـ يسبب الحكـ يككف مح ن‬
‫التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص ‪.44‬‬

‫‪48‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫القانكنية سند ا لحكـ بحيث تئدم ىذه اإليضاحات لبياف طبيعة النزاع كأطرافو كطمبات الدفاع مف‬
‫‪1‬‬
‫طرفي النزاع كايضاح القانكف الكاجب التطبيؽ عمى مراحؿ النزاع‪.‬‬
‫كتظير أىميتو في إعطاء ىيئة التحكيـ فرصة لمتفكير كالتركم كتكخي الدقة في إصدار حكـ‬
‫التحكيـ الدكلي كتككيف صكرة عف مدل احتراميا لحقكؽ الدفاع‪ ،‬ككذا إقناع األطراؼ بعدالة ىذا‬
‫الحكـ مما يدفعيـ إلى احترامو‪ ،‬كما أنو يم ّكف مف رقابة حكـ التحكػ ػ ػيـ قبؿ األم ػ ػ ػر بتنفيذه‪ ،2‬كفي‬
‫ىذا اإلطار تنص المادة ‪1027‬ؼ‪ 2‬ؽ‪.‬إ‪ .‬ـ ‪.‬إ‪.‬ج عمى أنو ‪":‬يجب أن تكون أحكام التحكيم‬
‫مسببة"‪.‬‬
‫المادة‪ 32‬ؼ‪ 3‬مف القانكف النمكذجي لمتحكيـ التجارم الدكلي ألزمت ىيئة التحكيـ‬
‫كما نجد أف ّ‬
‫‪3‬‬
‫بإثبات األسباب التي قاـ عمييا الحكـ مالـ يتفؽ أطراؼ التحكيـ عمى عدـ ذكر أسباب التحكيـ‪.‬‬
‫تسكغ ما انتيت إليو أك‬
‫كيقصد بغياب التسبيب عدـ استناد ىيئة التحكيـ إلى أم أسباب ّ‬
‫استنادىا إلى أسباب خاطئة أك غير مجدية مما يجعؿ الحكـ الصادر عنيا غير متضمف لمعناصر‬
‫الكاقعية الضركرية لتبرير القكاعد القانكنية المطبقة‪ ،‬كأف تصدر ىيئة التحكيـ ق ار ار بإلزاـ الشركة‬
‫المحككـ ضدىا بدفع مبمغ معيف عمى سبيؿ التعكيض لمشركة المحككـ لصالحيا دكف بياف أسباب‬
‫تكافر أركاف المسؤكلية المكجبة لمتعكيض‪ ،‬أما تناقض األسباب فمثالو استناد ىيئة التحكيـ إلى‬
‫استخالص مف الكقائع يختمؼ عف استخالص آخر انتيت إليو في مكضع آخر مف الحكـ كأحد‬
‫‪4‬‬
‫أسبابو مما يؤدم إلى نسخ ما سبؽ كتكصمت إليو كيجعميا تبدكا مناقضة لنفسيا‪.‬‬
‫المشرع الجزائرم استمد ىذه المادة‪ 1027‬مف التشريع الفرنسي‪ ،‬بالضبط مف المادة ‪1471‬‬
‫‪5‬‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬ؼ‪ ،‬التي نقميا حرفيا‪.‬‬
‫أما بالنسبة لممشرع المصرم عالج مكضكع التسبيب في المادة‪ 43‬ؼ‪ 2‬مف قانكف التحكيـ‬
‫‪ 27/94‬التي نصت عمى‪ ":‬يجب أن يكون الحكم التحكيمي مسببا"‪.‬‬
‫أم يجب أف تشتمؿ كرقة الحكـ عمى األسباب الكاقعية كالقانكنية التي أدت إلى صدكر الحكـ‬
‫عمى ىيئة التحكيـ تبياف الكقائع المستند إلييا الحكـ ‪ ،‬كاألدلة التي قدميا الخصكـ كالتي أقنعتيا‬
‫‪6‬‬
‫بثبكتيا مع إبراز القاعدة القانكنية التي طبقتيا عمييا‪.‬‬

‫‪ -1‬سميحة القميكبي‪ ،‬األسس القانكنية لمتحكيـ التجارم كفقأن لمقانكف رقـ ‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬د ط‪( ،‬القاىرة‪ :‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،)2013 ،‬ص‪.238‬‬
‫‪ -2‬أماؿ يدر‪ ،‬الرقابة القضائية عمى التحكيـ التجارم الدكلي ‪-‬دراسة مقارنة‪ -‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪ -3‬أماؿ يدر‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪ -4‬أماؿ يدر‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ -5‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي كالرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ -6‬سميـ بشير‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.142‬‬

‫‪49‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المشرع المصرم رغـ الكجكبية التي أكردىا في المادة ‪43‬ؼ‪ 2‬مف قانكف التحكيـ إال أف ىذه‬
‫الكجكبية غير مطمقة فعززىا ببعض اإلستثناءات حددىا في نفس المادة‪ 1‬بقكليا‪ ":‬إال إذا اتفق طرفا‬
‫التحكيم عمى غير ذلك أو كان القانون الواجب التطبيق عمى إجراءات التحكيم ال يشترط ذكر‬
‫أسباب الحكم"‬
‫‪2‬‬
‫إف المشرع المصرم جعؿ مف تسبيب الحكـ التحكيمي غير الزـ في حالتيف‪:‬‬
‫‪-‬إذا اتفؽ األطراؼ صراحة عمى صدكر الحكـ دكف تسبيب‪.‬‬
‫‪-‬إذا كاف القانكف الكاجب التطبيؽ عمى إجراءات التحكيـ ال يشترط ذكر أسباب الحكـ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬إذا كان حكم التحكيم مخالفا لمنظام العام الجزائري‪:‬‬
‫" يعتبر النظاـ العا ـ‪ 3‬أحد الضكابط األساسية في كافة التصرفات القانكنية كاألحكاـ القضائية‬
‫كالتحكيمية بحيث تؤدم مخالفتو إلى بطالف التصرؼ أك الطعف فيو كفؽ الكس ػ ػ ػ ػيمة المتػ ػ ػ ػاح ػ ػ ػة‬
‫ق ػ ػانكنا‪ ،‬كعميو إذا كجدت حالة تتطمب رفع دعكل بطالف حكـ التحكيـ الدكلي كلكنيا ال تندرج‬
‫‪4‬‬
‫ضمف الحاالت التي سبؽ اإلشارة إلييا يمكف المجكء إلى فكرة النظاـ العاـ إلبطاؿ ذلؾ الحكـ"‪.‬‬
‫فكرة النظاـ العاـ فكرة نسبية لـ تحض بتعريؼ محدد‪ ،‬كقد اجتيد بعض مف الفقياء كعرفو‬
‫‪5‬‬
‫كمايمي‪:‬‬
‫"كضع مف قكة اإللزاـ القانكني تفرضو غاية تحقيؽ مصمحة جماعية عامة مكضكعية أك‬
‫تنظيمية داخؿ نظاـ الدكلة‪ ،‬أك مصمحة جماعية دكلية عابرة داخؿ نظاـ مابيف الدكؿ بإزاحة أثر‬
‫محميا‪،‬‬
‫تعبر عنيا قكانينيا اآلمرة ّ‬
‫عمؿ اإلرادة الشخصية لألفراد‪ ،‬كاحالؿ اإلرادة العامة لمدكلة التي ّ‬
‫أك إزاحة اإلرادة العامة لمدكلة التي تعبر عنيا قكانينيا أك تصرفاتيا السيادية إحالؿ إرادة المجتمع‬
‫‪6‬‬
‫الدكلي التي تعبر عنيا قكاعده اآلمرة محميا"‪.‬‬
‫يالحظ مف ىذا التعريؼ أنو يجمع بيف كؿ أصناؼ النظاـ العاـ (الداخمي كالدكلي) لمدكلة أك‬
‫المجتمع الدكلي في مفيكـ القانكف الخاص كالعاـ ككأصؿ عاـ يمكف القكؿ أف النظاـ العاـ مرتبط‬

‫‪ -1‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي كالرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.142‬‬


‫‪ -2‬سميـ بشير‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ -3‬النظاـ العاـ ىك مجمكعة مف المصالح السياسية أك اإلجتماعية أك اإلقتصادية التي يقكـ عمييا كياف المجتمع‪،‬‬
‫كالتي تيدؼ مف كرائيا تحقيؽ المصمحة العامة لمبمد‪ ،‬كمف ثمة كجب عمى جميع األفراد أف يحترمكا كؿ ما يتعمؽ‬
‫‪Marocarbitrage.com‬‬ ‫بالنظاـ العاـ حتى كلك كاف في ذلؾ تضحية بمصالحيـ الخاصة‪.‬‬
‫‪ -4‬منير عباسي‪ ،‬التحكيـ في العقكد اإلدارية الدكلية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ -5‬أماؿ يدر‪ ،‬الرقابة القضائية عمى التحكيـ التجارم الدكلي ‪-‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.149‬‬
‫‪ -6‬منير عباسي‪ ،‬التحكيـ في العقكد اإلدارية الدكلية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪50‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫باألسس اإلجتماعية أك السياسية أك اإلقتصادية أك الخمقية في كؿ دكلة مف الدكؿ ‪ ،‬مما يتعمؽ‬


‫بالمصمحة العميا لممجتمع‪.1‬‬
‫كعميو فإف حكـ التحكيـ الدكلي المخالؼ لمنظاـ العاـ في الدكلة التي طعف فيو بالبطالف أماـ‬
‫‪2‬‬
‫محاكميا قد يككف صحيحا في دكلة أخرل نظ ار لعدـ مخالفتو لمنظاـ العاـ فييا‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬عدم تضمين الحكم أسماء المحكمين وتوقيعاتيم‪:‬‬


‫لقد اىتـ المشرع الجزائرم بضركرة تضميف حكـ التحكيـ البيانات التالية‪:‬‬
‫أسماء المحكميف‪ ،‬تاريخ كمكاف صدكر الحكـ‪ ،‬أسماء كألقاب األطراؼ‪ ،‬باإلضافة إلى تكقيع‬
‫الحكـ مف قبؿ جميع المحكميف‪ ،‬كفي حالة امتناع األقمية عف التكقيع يشار إلى ذلؾ‪ ،‬كفقا لنصكص‬
‫المكاد ‪ ،1029 ،1028‬فإف لـ يتضمف حكـ التحكيـ البيانات التي سبؽ ذكرىا اعتبر ىذا سببا‬
‫‪3‬‬
‫كدافعا قكيا لرفع دعكل بطالف حكـ التحكيـ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬طرق الطعن غير العادية‬
‫حدد المشرع الجزائرم طرؽ الطعف غير العادية‪-‬في التحكيـ الداخمي‪ -‬كالتي تتمثؿ في‬
‫اعتراض الغير الخارج عف الخصكمة عمال بأحكاـ المادة ‪1032‬ؼ‪ 2‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬‬
‫ىذا ما سنتطرؽ لو في الفرعيف التالييف‪ :‬الفرع األول اعتراض الغير الخارج عف الخصكمة والفرع‬
‫الثاني الطعف بالنقض‪ ،‬كالفرع الثالث إلتماس إعادة النظر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‬
‫يقدر أف الحكـ الصادر‬
‫اعتراض الغير الخارج عف الخصكمة حؽ منحو القانكف لكؿ شخص ّ‬
‫في خصكمة معينة بيف ط رفييا قد أضر بو‪ ،‬أف يدعي ىذا الحكـ بصيغة اعتراض ليتمكف عف بيذه‬
‫الطريقة مف رفع الضرر الذم قد يتعرض لو فعال نتيجة صدكر ىذا الحكـ الذم ال حػ ػ ػجية لػ ػ ػو‬
‫ع ػ ػ ميو‪ ،‬كال يسكغ امتداده إليو بأثره‪ ،‬فيك طعف بحكـ يتقدـ بو شخص أضر الحكـ بمصمحتو‪ ،‬كلـ‬
‫‪4‬‬
‫يكف خصما كال ممثال في الدعكل‪ ،‬كذلؾ في األحكاؿ المقررة في القانكف‪.‬‬
‫كيقصد بالغير الشخص الذم لـ يكف مف الخصكـ في الدعكل التي صدر فييا الحكـ ال بنفسو‬
‫كال بنيابة العامة غيره عنو‪ ،‬فيك مف لـ يكف مف أشخاص الدعكل كىـ المدعي المدعى عميو‬

‫‪ -1‬منير عباسي‪ ،‬التحكيـ في العقكد اإلدارية الدكلية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.97‬‬


‫‪ -2‬منير عباسي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -3‬حمزة كىاب‪ ،‬محاضرات في التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -4‬غساف مدحت خير الديف‪ ،‬طرؽ الطعف في األحكاـ‪ ،‬ط‪( ،1‬عماف‪ :‬دار الراي ػ ػ ػة لم ػ ػ ػ ػنشر كالت ػ ػ ػ ػكزيع‪)2012 ،‬‬
‫ص‪.81‬‬

‫‪51‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كالشخص الثالث‪ ،‬فيؤالء ىـ أطراؼ الدعكل سكاء مارسكا الدعكل بأنفسيـ أك بكاسطة مف ينكب‬
‫عنيـ قانكنا نيابة اتفاقية أك قانكنية كالككيؿ كالكصي كالقيـ كمتكلي الكقؼ كمف يمثؿ الشخص‬
‫‪1‬‬
‫المعنكم كغيرىـ كعدا ىؤالء ىـ مف الغير بالنسبة لمحكـ الصادر في الدعكل‪.‬‬
‫إذا كاف حكـ التحكيـ يكتسب الحجية القضائية لألحكاـ بمجرد صدكره فيما يخص النزاع‬
‫المفصكؿ فيو عمال بأحكاـ المادة ‪ 1031‬مف قانكف اإلجراءات اإلدارية كالمدنية الجزائرم السالؼ‬
‫الذكر التي تنص عمى ما يمي‪ ":‬تحوز أحكام التحكيم حجية الشيء المقضي فيو بمجرد صدورىا‬
‫فيما يخص النزاع المفصول فيو"‪ ،‬إال أف ىذه الحجية ليست مطمقة بؿ نسبية‪ ،‬سكاء مف حيث‬
‫المكضكع أك األشخاص‪ ،‬كنعني بالحجية النسبية ألحكاـ التحكيـ مف حيث األشخاص‪ ،‬أف ىذه‬
‫األخيرة ال تفيد كال تضر غير الخصكـ الحقيقييف في الدعكل التحكيمية كال يحتج بالحكـ التحكيمي‬
‫إال عمى الخصكـ الذيف كانكا ممثميف في الدعكل التحكيمية التي صدر فييا ىذا الحكـ فإذا تمسؾ‬
‫أحد الخصكـ بالحكـ التحكيمي الصادر في مكاجية الغير كاف ليذا األخير الدفع بنسبية أحكاـ‬
‫التحكيـ‪ ،2‬حيث نصت المادة ‪ 1038‬عمى أنو‪ " :‬ال يحتج بأحكام التحكيم عمى الغير"‪.‬‬
‫إف عدـ امتداد الحجية إلى الغير ال تعني عدـ احترامو لمحكـ الصادر‪ ،‬فأثار الحكـ الخارجية‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫تفرض عمى الجميع‪.‬‬
‫مع ذلؾ إعترؼ المشرع الجزائرم في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية الجديد السالؼ الذكر‬
‫لمغير الذم يعتمد مركزه عمى المركز القانكني الذم قرره الحكـ‪ ،‬بحؽ الطعف بإعػ ػ ػتراض الغير‬
‫الػ ػ ػخارج عف الخػ ػ ػصكمة ض ػ ػد أحكػ ػ ػ ػاـ التحكيـ ‪ 4‬ع ػ ػمال بأحكاـ المادة ‪1032‬ؼ‪ 2‬ال ػ ػ ػتي تنػ ػ ػص‬
‫ع ػ ػمى‪ ":‬يجوز الطعن فييا عن طريق اعتراض الغير الخارج عن الخصومة أمام المحكمة‬
‫المختصة قبل عرض النزاع عمى التحكيم"‪.‬‬
‫فتعرض الغير الخارج عف الخصكمة طريؽ غير عادم لمطعف في األحكاـ‪ ،‬كضعو المشرع‬
‫في متناكؿ كؿ شخص مس بحقكقو حكـ لـ يكف طرفا‪ ،‬كال ممثال فيو‪ ،‬مف أجؿ الحصكؿ عمى‬
‫‪5‬‬
‫مراجعة النظر في ىذا الحكـ أك إلغائو‪.‬‬

‫‪ -1‬غساف مدحت خير الديف‪ ،‬طرؽ الطعف في األحكاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -2‬سفياف سكالـ‪ ،‬الطرؽ البديمة لحؿ المنازعات المدنية في القانكف الجزائرم‪( ،‬دكتكراه)‪ ،‬غير منشكرة‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،2014 ،‬ص‪.250‬‬
‫‪ -3‬سفياف سكالـ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.250‬‬
‫‪ -4‬سفياف سكالـ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.251‬‬
‫‪ -5‬سفياف سكالـ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.251‬‬

‫‪52‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫عمى ىذا األساس يمارس ىذا الشكؿ مف الطعف الشخص األجنبي عف طرفي النزاع كعف‬
‫الدعكل كميان‪ ،‬كال تربطو أم عالقة مع المحكميف‪ ،‬كالذم تككف مصالحو قد تضررت نتيجة القرار‬
‫‪1‬‬
‫التحكيمي الصادر‪ ،‬كتمس بحقكقو نتيجة عدـ استدعائو في الدعكل شخصيا أك بكاسطة نائبو‪.‬‬
‫بالنسبة لميعاد اعتراض الغير نصت المادة ‪ 384‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أجاؿ اإلعتراض حيث جاءت‬
‫‪2‬‬
‫بالقاعدة العامة التي حددت األجؿ بػ ‪ 15‬سنة تسرم مف تاريخ صدكر الحكـ‪.‬‬
‫كاإلستثناء المتمثؿ في حالة التبميغ الرسمي لمحكـ لمغير‪ ،‬فيحدد األجؿ شيريف‪ ،‬يسرم مف‬
‫تاريخ التبميغ الرسمي‪ ،‬أمّا بخصكص الجية المختصة بنظر اإلعتراض فيي الجية المختصة قبؿ‬
‫عرض النزاع عمى التحكيـ كتككف المحكمة اإلبتدائية إذا تعمؽ األمر بحكـ تحكيـ فاصؿ في نزاع‬
‫‪3‬‬
‫يدخؿ في اختصاص ىذه المحكمة سكاء تـ المجكء إلى التحكيـ قبؿ أك أثناء طرح النزاع أماميا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الطعن بالنقض في حكم التحكيم‬
‫نص المشرع الجزائرم في المادة ‪ 1034‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى إمكانية الطعف بالنقض في الق اررات‬
‫الفاصمة في اإلستئناؼ‪ ،‬كبعد استقراء المكاد الكاردة في الفصؿ الرابع طرؽ الطعف ‪ -‬في أحكاـ‬
‫التحكيـ‪ -‬مف الباب األكؿ ‪ -‬في الصمح ك الكساطة‪ -‬مف الكتاب الخامس ‪ -‬في الطرؽ البديمة‬
‫لحؿ النزاعات‪ -‬حيث لـ ترد أية إشارة تفيد الجية القضائية المختصة بالنظر في ال ػ ػطعف ككذا‬
‫مي ػ ػعاد رفعو‪ ،‬ليذا يمكف الرجكع إلى األػحكاـ العامة المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات المدنية‬
‫كاإلدارية المذككر سابقنا‪ ،‬ال سيما نص المادة ‪ 358‬مف نفس القانكف كالتي حددت ‪ 18‬كجيا لمطعف‬
‫بالنقض كىي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مخالفة قاعدة جكىرية في اإلجراءات ‪،‬‬
‫‪ -2‬إغفاؿ األشكاؿ الجكىرية لإلجراءات ‪،‬‬
‫‪ -3‬عدـ اإلختصاص ‪،‬‬
‫‪ -4‬تجاكز السمطة ‪،‬‬
‫‪ -5‬مخالفة القانكف الداخمي‪،‬‬
‫‪ -6‬مخالفة القانكف األجنبي المتعمؽ بقانكف األسرة ‪،‬‬
‫‪ -7‬مخالفة اإلتفاقيات الدكلية ‪،‬‬
‫‪ -8‬إنعداـ األساس القانكني ‪،‬‬

‫‪ -1‬األشخاص ناقصي األىمية الذيف تكتمؿ أىميتيـ الحقا باستثناء دائني أحد الخصكـ أك خمفيـ كاف كانكا ممثميف‬
‫في الدعكل يجكز ليـ تقديـ إعتراضيـ عمى الحكـ التحكيمي بشرط أف يككف قد مس حقكقي بسبب الغش‪.‬‬
‫‪ -2‬سفياف سكالـ‪ ،‬الطرؽ البديمة لحؿ المنازعات المدنية في القانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.252‬‬
‫‪ -3‬سفياف سكالـ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.252‬‬

‫‪53‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ -9‬إنعداـ التسبيب ‪،‬‬


‫‪ -10‬قصكر التسبيب ‪،‬‬
‫‪ -11‬تناقض التسبيب مع المنطكؽ ‪،‬‬
‫‪ -12‬تحريؼ المضمكف الكاضح كالدقيؽ لكثيقة معتمدة في الحكـ أك القرار‪،‬‬
‫‪ -13‬تناقض أحكاـ أك ق اررات صادرة في آخر درجة‪ ،‬عندما تككف حجية الشيء المقضي فيو قد‬
‫أثيرت بدكف جدكل‪ ،‬كفي ىذه الحالة يكجو الطعف بالنقض ضد آخر حػ ػ ػكـ أك قرار مف حيػ ػ ػث‬
‫الت ػ ػاريخ‪ ،‬كاذا تأكد ىذا التناقض‪ ،‬يفصؿ بتأكيد الحكـ أك القرار األكؿ‪،‬‬
‫‪ -14‬تناقض أحكاـ غير قابمة لمطعف العادم‪ ،‬في ىذه الحالة يككف الطعف بالنقض مقبكال‪ ،‬كلك‬
‫كاف أحد األحكاـ مكضكع طعف بالنقض حتى بعد فكات األجؿ المن ػ ػصكص عم ػ ػ ػيو في المادة‪354‬‬
‫أع ػ ػاله‪ ،‬كيجب تكجييو ضد الحكمييف‪ ،‬كاذا تأكد التناقض‪ ،‬تقضي المحكمة العميا أحد الحكميف أك‬
‫الحكميف معا‪،‬‬
‫‪ -15‬كجكد مقتضيات متناقضة ضمف منطكؽ الحكـ أك القرار‪،‬‬
‫‪ -16‬الحكـ بما لـ يطمب أك بأكثر مما طمب ‪،‬‬
‫‪ -17‬السيك عف الفصؿ في أحد الطمبات األصمية ‪،‬‬
‫‪ -18‬إذا لـ يدافع عف ناقصي األىمية‪.‬‬
‫كيجكز لممحكمة العميا أف تثير مف تمقاء نفسيا كجينا أك عدة أكجو‪.1‬‬
‫يرفع الطعف بالنقض أماـ المحكمة العميا بإعتبارىا الييئة المختصة بنظر الطعكف بالنقض في‬
‫الق اررات النيائية الصادرة عف المجالس القضائية‪ ،‬كيرفع الطعف بالنقض طبقا لممادة ‪ 354‬مف‬
‫قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية السالؼ الذكر في أجؿ ) ‪ ( 02‬شيريف‪ ،‬يبدأ مف تاريخ التبميغ‬
‫الرسمي لمحكـ المطعكف فيو إذا تـ شخصيا‪ ،‬كيمدد أجؿ الطعف إلى ) ‪ ( 03‬ثالثة أشير إذا تـ‬
‫التبميغ الرسمي في مكطنو الحقيقي أك المختار‪ ،2‬كال يترتب عمى الطعف بالنقض كقؼ تنفيذ الحكـ‬
‫طبقا لممادة ‪ 361‬مف نفس القانكف‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 360‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪ ":‬يجوز لممحكمة العميا أن تثير من تمقاء نفسيا وجيا أو عدة أوجو‬
‫لمنقض"‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 354‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو ‪ ":‬يرفع الطعن بالنقض في أجل شيرين يبدأ من تاريخ التبميغ الرسمي‬
‫لمحكم المطعون فيو إذا تم شخصياً‪.‬‬
‫و يمدد أجل الطعن بالنقض إلى ثالثة أشير إذا تم التبميغ الرسمي في موطنو الحقيقي أو المختار"‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التماس إعادة النظر‬


‫ال تماس إعادة النظر يعني أف القاضي الذم أصدر الحكـ أك القرار سحب ما صدر عنو مف‬
‫أخطاء بدكف قصد كدكف إرادة‪ ،‬كيتميز الطعف بالتماس إعادة النظر عف طرؽ الطعف األخرل بأنو‬
‫ال يناقش صحة ما ذىب إليو القاضي مف حيث مكضكع الدعكل بؿ يقتصر عمى إعادة دراسة‬
‫كمناقشة الخطأ المادم أك اإلجرائي الذم حصؿ خارج إرادتو‪ ،‬كالذم كقػ ػ ػع اكتشافو بعد صدكر‬
‫الحػ ػ ػ كـ أك القرار‪ ،‬كىذا الطعف يعتبر بمثابة مراجعة لمحكـ أك القرار‪ ،‬لذلؾ يمكف القكؿ أف الطعف‬
‫بالتماس إعادة النظر يشبو مف حيث أف الطعف بالنقض يمارس لتصحيح الخطأ في تطبيؽ القانكف‬
‫أماـ جية قضائية أعمى ىي المحكمة العميا‪ ،‬كأما التماس إعادة النظر يمارس أماـ نفس الجية‬
‫القضائية التي أصدرت نفس الحكـ أك القرار المطعكف فيو‪ ،‬كلكف لتدراؾ ما صدر مف أخطاء غير‬
‫إرادية كغير مقصكدة‪ ،‬أما أكجو التشابو بينيما تتمثؿ في أف أسباب الطعف أماـ كؿ منيما مذككرة‬
‫عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬كاذا كاف لممحكمة العميا حسب المادة ‪ 234‬مف قانكف اإلجراءات المدنية القديـ‬
‫أم كجو مف أكجو الطعف بالنقض‪ ،‬فإف ذلؾ ال يجكز‬
‫السالؼ الذكر أف تثير مف تمقاء نفسيا ّ‬
‫أم كجو أك سبب مف أكجو كأسباب الطعف بالتماس‬
‫لممحكمة كال لممجمس أـ يثير مف تمقاء نفسو ّ‬
‫‪1‬‬
‫إعادة النظر‪.‬‬
‫ليذا يمكف القكؿ أف الطعف بالتماس إعادة النظر في الحكـ الصادر عف المحكمة أك في‬
‫القرار الصادر عف المجمس ىك عبارة عف طمب يقدـ إلى نفس الجية القضائية التي أصدرت الحكـ‬
‫أك القرار بقصد مراجعتو كاصالح ما عمؽ بو مف أخطاء لـ يعد ممكنا إصالحيا عف طريؽ الطعف‬
‫ألم سبب‬
‫فييا بالمعارضة كال عف طريؽ الطعف باالستئناؼ‪ ،‬أما لفكات أجؿ الطعف فييما أك ّ‬
‫‪2‬‬
‫آخر‪.‬‬
‫مف خالؿ قراءة المادة ‪ 194‬مف قانكف اإلجراءات المدنية القديـ السالؼ الذكر‪ ،‬نجد أنيا تذكر‬
‫الحاالت القابمة لمطعف بالتماس إعادة النظر عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬بحيث ال يجكز التكسع فييا كال‬
‫‪3‬‬
‫القياس عمييا‪ ،‬كىي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة ما إذا كقع خرؽ لألشكاؿ الجكىرية لإلجراءات‪،‬‬
‫‪ -2‬حالة ما إذا كقع غش شخصي مف المحككـ لو‪،‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز سعد‪ ،‬أبحاث تحميمية في قانكف االجراءات المدنية‪ ،‬د ط‪ ( ،‬الجزائر‪ :‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،)2008 ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز سعد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز سعد‪ ،‬طرؽ كاجراءات الطعف في األحكاـ كالق اررات القضائية‪ ،‬ط‪( ،5‬الجزائر‪ :‬دار ىكمة لمط ػ ػػباعة‬
‫كالنشػ ػ ػػر كالتكزيع‪ ،)2009 ،‬ص‪ ،70‬ص‪.77‬‬

‫‪55‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ -3‬حالة ما إذا قضي بناء عمى كثائؽ اعتراؼ أك صرح بعد صدكر الحكـ بأنيا مزكرة‪،‬‬
‫‪ -4‬حالة ما إذا اكتشؼ بعد الحكـ كثائؽ قاطعة في الدعكل كانت محتجزة لدل الخصـ اآلخر‪،‬‬
‫‪ -5‬حالة ما إذا قدـ حكـ بما لـ يطمب‪ ،‬أك بأكثر مما طمب‪ ،‬أك سيى عف الفصؿ في الطمب‬
‫األصؿ‪،‬‬
‫‪ -6‬حالة ما إذا اشتمؿ الحكـ نفسو عمى أمكر متناقضة‪،‬‬
‫‪-7‬حالة ما إذا كجد تناقض في أحكاـ نيائية بيف نفس األطراؼ‪،‬‬
‫‪ -8‬حالة ما إذا لـ يثبت حصكؿ الدفاع عف عديـ األىمية‪.‬‬
‫إف الميمة التي حددىا القانكف لتقديـ الطعف بإلتماس إعادة النظر في أحكاـ المحاكـ أك ق اررات‬
‫ّ‬
‫المجالس ا لتي ال تككف قابمة لمطعف فييا بالمعارضة أك اإلستئناؼ ىي ميمة محددة بشيريف‬
‫كاممتيف كقاعدة عامة يبدأ حسابيا مف اليكـ المكالي ليكـ تبميغ نسخة مف الحكـ أك القرار المطمكب‬
‫‪1‬‬
‫أعادة النظر فيو إلى الطاعف‪.‬‬
‫لكف بعد التطكر التشريعي الذم خضع لو قانكف اإلجراءات المدنية رقـ ‪ 154-66‬السالؼ‬
‫الذكر‪ ،‬ألغى المشرع الجزائرم إمكانية الطعف في أحكاـ التحػ ػ ػكيـ الداخمية بإلتمػ ػ ػاس إعػ ػ ػ ػادة الن ػ ػظ ػ ػر‬
‫حيث كاف يسمح بذلؾ في المادة ‪ 456‬مف القانكف السالػ ػ ػ ػؼ الذكػ ػ ػ ػر إلػ ػى غاية صدكر القانكف‬
‫‪ 09-08‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية المذككر سابقنا‪ ،‬كالذم نص عمى إمكانية‬
‫الطعف في األحكاـ التحكيمية الداخمية باإلستئناؼ كالنقض كاعتراض الغير خارج عف الخصكمة‬
‫‪2‬‬
‫فقط‪.‬‬
‫في رأينا المشرع الجزائرم لـ يكفؽ في إلغاء إمكانية الطعف بإلتماس إعادة النظر‪ ،‬ألف فيو‬
‫حماية لمصداقية التحكيـ كاال سمح بكجكد حكـ تحكيـ مبنى عمى التزكير مف دكف رقابة قضائية‪.‬‬
‫كذلؾ الشأف بالنسبة لممشرع المصرم قبؿ صدكر قانكف التحكيـ رقـ‪ 94/27‬كاف يسمح‬
‫بالطعف باإلستئناؼ كبإلتماس إعادة النظر في حكـ التحكيـ‪ ،‬كخاصة في قانكف اإلجراءات المدنية‬
‫لسنة ‪ ، 1949‬كبالضبط المادة ‪ 848‬منو‪ ،‬كالى غاية صدكر مجمكعة المرافعات الحالية لسنة‬
‫‪1968‬أيف نصت المادة ‪ 510‬منيا عمى‪ ":‬أحكام المحكمين ال تقبل الطعن فييا"‪ ،‬كتركت جكازية‬
‫‪3‬‬
‫الطعف بإلتماس إعادة النظر كما كانت‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز سعد‪ ،‬طرؽ كاجراءات الطعف في األحكاـ كالق اررات القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ 67 ،‬ص‪ -‬ص‪.68‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 1032‬تنص عمى‪ ":‬يجوز الطعن فييا عن طريق اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪."...‬‬
‫المادة ‪ 1033‬تنص عمى أنو‪ ":‬يرفع اإلستئناف في أحكام التحكيم‪"....‬‬
‫المادة ‪ 1034‬تنص عمى أنو‪ ":‬تكون القرارات الفاصمة في اإلستئناف وحدىا قابمة لمطعن بالنقض‪."...‬‬
‫‪ -3‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي كالرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.323‬‬

‫‪56‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫لكف عند صدكر قانكف التحكيـ الجديد رقـ ‪ 94/ 27‬ألغى تماما الطعف بإلتماس إعادة النظر‬
‫فأصبح حكـ التحكيـ ال يقبؿ الطعف فيو بأم طريقة مف طرؽ حيث نصت المادة ‪ 52‬ؼ‪ 1‬منو‬
‫عمى أنو ‪":‬ال تقبل أحكام التحكيم التي تصدر طبقا ألحكام ىذا القانون الطعن فييا بأي طريق من‬
‫طرق الطعن المنصوص عمييا في قانون المرافعات المدنية والتجارية "‪ ،‬أم بعبارة أخرل أف حكـ‬
‫التحكيـ في نظر القانكف المصرم الحالي ال يقبؿ الطعف باإلستئناؼ كال إعادة النظر في الحكـ‬
‫التحكيمي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حاالت الطعن في حكم التحكيم الخارجي‬
‫تتعدد حاالت الطعف في األحكاـ التحكيمية الدكلية‪-‬الخارجية‪ -‬نظ انر ألىميتيا في التشريعات‬
‫كالمعاىدات الدكلية‪ ،‬ىذه الطرؽ نتطرؽ ليا مف خالؿ المطمبيف المكالييف‪ ،‬األكؿ نبيف فيو الطعف‬
‫في القانكف الجزائرم‪ ،‬أمّا الثاني نتناكؿ فيو حاالت الطعف عمى مستكل اإلتفاقيات الدكلية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬طرق الطعن وفقاً لمتشريع الجزائري‬


‫حرص المشرع الجزائرم عمى تحديد متى يعتبر التحكيـ دكلينا‪ ،‬حيث نص في المادة ‪1039‬‬
‫ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى معيار التجارية‪ ،‬كفقان ليذا المعيار يككف التحكيـ تجارينا إذا نشأ النزاع حكؿ عالقة‬
‫قانكنية ذات طابع اقتصادم‪ ،‬كما تعرضت نفس المادة لتحديد معيار الدكلية‪ ،‬فنصت عمى اعتبار‬
‫التحكيـ دكلينا إذا مس النزاع بمصالح اقتصادية لدكلتيف عمى األقؿ إذ يجب أف يككف لكؿ طرؼ‬
‫مركز في دكلة مختمفة‪ ،‬ليذا فاتصاؿ النزاع بعالقة اقتصادية دكلية يصبغ عمى التحكيـ صفة‬
‫الدكلية بغض النظر عف مكاف التحكيـ أك جنسية األطراؼ أك القانكف الكاجب التطبيؽ‪.‬‬
‫متى تكافرت في التحكيـ مقكمات التحكيـ الدكلي طبقنا ألحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية قد‬
‫يككف مكاف التحكيـ في الجزائر أك خارجيا‪ ،‬فإذا صدر حكـ في التحكيـ دكلي مقره الجزائر كاف‬
‫الحكـ حكمنا جزائرينا كيطعف فيو بالبطالف ىذا ما سنتطرؽ لو في الفرع األول‪ ،‬أمّا حكـ التحكيـ‬
‫الذم صدر خارج الجزائر ىك حكـ أجنبي كيخضع لنظاـ طعف مغاير‪ ،‬نجد أحكامو في الفرع‬
‫الثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن في أحكام التحكيم الدولية الصادرة داخل الجزائر‬
‫إف اليدؼ الرئيسي لمتحكيـ ىك اإلسراع في النزاع كىك ما يقتضي عدـ تعريض حكـ التحكيـ‬
‫ال لما كانت ىناؾ فائدة مف المجكء‬
‫بعد صدكره لطرؽ لطعف التقميدية التي يطعف بيا عمى األحكاـ كا ّ‬
‫إلى التحكيـ‪ ،‬لكف مف جية أخرل ال يمكف القكؿ بأف النظاـ القانكني يسمح بتنفيذ كافة أحكاـ‬
‫التحكيـ دكف مراقبة كاال كاف ذلؾ خرقنا إلعتبارات السياسة التشريعية في الدكلة‪ ،‬لكف المشرع‬
‫الجزائرم أراد التكفيؽ بيف ىذيف اإلعتباريف المتعارضيف‪ ،‬فقرر عدـ جكاز الطعف في حكـ التحكيـ‬

‫‪57‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫بأم طريؽ مف طرؽ الطعف المعركفة كلكف أجاز رفع دعكل بطالنو كما أجاز كذلؾ استئناؼ‬
‫األمر القاضي باإلعتراؼ أك التنفيذ‪.‬‬
‫أوالً ‪:‬الطعن بالبطالن في األحكام التحكيمية‬
‫قرر المشرع الجزائرم عدـ جكاز الطعف في الحكـ التحكيـ بأم طريؽ مف الطرؽ المنصكص‬
‫عمييا في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية لكنو أجاز رفع دعكل بطالنو‪ ،1‬حيث نصت المادة‬
‫‪1058‬ؼ‪ 1‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪":‬يمكن أن يكون حكم التحكيم الدولي الصادر في الجزائر موضوع‬
‫طعن بالبطالن‪."...‬‬
‫كذلؾ األمر بالنسبة لممشرع الفرنسي حيث نص عمى عدـ جكاز استئناؼ أحكاـ التحكيـ‬
‫الصادرة في الخارج أك الصادرة في منازعات دكلية‪ ،‬كيككف متاحان فحسب طمب البطالف بالنسبة‬
‫‪2‬‬
‫ألحكاـ التحكيـ الدكلية الصادرة في فرنسا‪.‬‬
‫أمّا بالنسبة لقكاعد التحكيـ الدكلية نجد أف اإلتفاقية العربية لمتحكيـ التجارم تنص في المادة‬
‫‪ 34‬حيث أجازت ألحد الطرفيف أف يطمب مف رئيس مركز التحكيـ إبطاؿ القرار‪ ،‬كيقكـ المكتب(أم‬
‫مكتب المركز المنصكص عمى تشػ ػ ػػكيمو في الم ػ ػػادة مف اإلت ػ ػػفاقية) بتػ ػػعيػ ػػيف لجػ ػ ػػنة مف ثالثػ ػ ػػة‬
‫‪3‬‬
‫أشخاص لك ػػي تفصؿ في الطمب‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 52‬مف إتفاقية كاشنطف لعاـ ‪ 1975‬عمى إمكانية طمب إبطاؿ قرار التحكيـ‬
‫‪4‬‬
‫حيث يقدـ خالؿ ‪ 120‬يكمنا منذ تاريخ القرار‪.‬‬
‫لكف بعض القكاعد التحكيمية الدكلية تعتبر القرار عند صدكره باتنا كنيائينا‪ ،‬كال يجكز الطعف‬
‫فيو كتبرير ذلؾ أف قبكؿ الطرفيف حسـ النزاع عف طريؽ التحكيـ يعتبر قبكال لمقرار الذم يصدر‬
‫حكؿ ال نزاع المذككر كمثاؿ ذلؾ ما نصت عميو قكاعد الغرفة التجارية الدكلية حيث جاء في المادة‬
‫‪ 21‬كجكب عرض مشركع القرار عمى محكمة التحكيـ كال يصدر القرار إال بعد المصادقة عميو مف‬
‫‪5‬‬
‫قبؿ المحكمة المذككرة‪.‬‬

‫‪ -1‬حكرية يسعد‪ ،‬طرؽ الطعف في أحكاـ التحكيـ طبقا لمقانكف الجزائرم‪ ،‬كرقة بحث قدمت في الممتقى العالقات‬
‫الدكلية الخاصة في الجزائر ‪ -‬كاقع متطكر ‪ ، -‬جامعة قاصدم مرباح كرقمة‪ 22-21 ،‬أفريؿ‪ ،2010‬ص‪.388‬‬
‫‪ -2‬محمكد مختار بريرم‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.215‬‬
‫‪ -3‬فكزم محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.388‬‬
‫‪ -4‬فكزم محمد سامي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪ -389‬ص‪.390‬‬
‫‪ -5‬فكزم محمد سامي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.390‬‬

‫‪58‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ثانياً‪ :‬أسباب بطالن أحكام التحكيم‬


‫نصت المادة ‪ 458‬مكرر ‪ 23‬مف المرسكـ التشريعي ‪ 09/93‬بإمكانية إستئناؼ األمر‬
‫الخاص باإلعتراؼ أك التنفيذ أك عدميما‪ ،‬كذلؾ في الحاالت المذككرة عمى سبيؿ الحصر كىي‬
‫كاألتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا تمسكت محكمة التحكيـ خطأ باختصاصيا أك بعدـ اختصاصيا‪،‬‬
‫‪ -2‬إذا فصمت محكمة التحكيـ بدكف اتفاقية تحكيـ أك بناء عمى اتفاقية باطمة أك انقضت مدتيا‪،‬‬
‫‪ -3‬إذا كاف تشكيؿ محكمة التحكيـ أك تعييف المحكـ الكحيد مخالفيف لمقانكف‪،‬‬
‫‪ -4‬إذا فصمت محكمة التحكيـ دكف االمتثاؿ لمميمة المسندة إلييا‪،‬‬
‫‪ -5‬إذا فصمت محكمة التحكيـ زيادة عمى المطمكب أك لـ تفصؿ في كجو مف كجكه الطمب‪،‬‬
‫‪ -6‬إذا لـ يراع مبدأ حضكر األطراؼ‪،‬‬
‫‪ -7‬إذا لـ تسبب محكمة التحكيـ أك لـ تسبب بما فيو الكفاية أك إذا كجد تضارب في األسباب‪،‬‬
‫‪ -8‬إذا كاف االعتراؼ أك التنفيذ مخالفا لمنظاـ العاـ الدكلي‪،‬‬
‫لكف بعد صدكر القانكف ‪ 09/08‬نجد أف ىذه الحاالت قد تقمصت إلى ستة حاالت فقط‪،‬‬
‫كىذا ما نصت عميو المادة ‪ 1056‬مف ىذا القانكف‪ ، 1‬حيث ال يجكز إستئناؼ األمر القاضي‬
‫ال في الحاالت التالية‪:‬‬
‫باإلعتراؼ أك التنفيذ إ ّ‬
‫‪ -1‬غياب إتفاق التحكيم و بطالنو‬
‫تشترط التشريعات المعنية بالتحكيـ كجكد اتفاؽ التحكيـ صحيح‪ ،‬ذلؾ أف اتفاؽ التحكيـ جكىر‬
‫كأساس نظاـ التحكيـ حيث يعتمد بالضركرة عمى كجكد اتفاؽ بإرادة حرة كاعية بيف أطراؼ النزاع‬
‫‪2‬‬
‫عمى اإللتجاء إلى التحكيـ ككسيمة لفض المنازعات بينيـ دكف القضاء العادم‪.‬‬
‫تعتب ػ ػ ػر أحك ػ ػ ػاـ القض ػ ػ ػ ػاء مستق ػ ػ ػ ػرة عم ػ ػ ػ ػى مب ػ ػ ػدأ ضركرة كجكد اتفاؽ التحكيـ لصحة حكـ‬
‫التحكيـ‪ ،3‬حيث نص المشرع الجزائرم عمى ذلؾ كاعتبر عدـ كجكد اتفاقية التحكيـ يككف سببنا لقبكؿ‬
‫‪4‬‬
‫دعكل البطالف‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز خنفكسي‪ ،‬القكاعد اإلجرائية التي تحكـ مسألة االعتراؼ بأحكاـ التحكيـ كانفاذىا كتكجب الطعف فييا‬
‫في ظؿ التشريعات المقارنة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -2‬سميحة القميكبي‪ ،‬األسس القانكنية لمتحكيـ التجارم‪ ،‬د ط‪( ،‬القاىرة‪ :‬دار النيضة العربية‪ ،)2013 ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ -3‬سميحة القميكبي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.286‬‬
‫‪ -4‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي كالرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.341‬‬

‫‪59‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫لكي يككف اتفاؽ التحكيـ صحيحنا يجب تكفر شرط التراضي بمعنى قبكؿ الطرفيف المجكء عند‬
‫النزاع إلى التحكيـ‪ ،‬كما يستمزـ المشرع الجزائرم الكتابة لكجكد كصحة شرط التحكيـ‪ ،1‬كفقنا لنص‬
‫المادة ‪ 1012‬التي تنص عمى أنو ‪ ":‬يجب أن يتضمن اتفاق التحكيم‪ ،‬تحت طائمة البطالن موضوع‬
‫الـــــــــنزاع وأسماء المحكمين و بيان طريقة تعيينيم"‪.‬‬
‫كذلؾ الشأف بالنسبة لمتشريعات األخرل نصت عمى انعداـ اتفاقية التحكيـ يؤدم إلى بطالف‬
‫الحكـ التحكيمي‪ ،‬نذكر التشريع المصرم الذم نص في المادة ‪53‬ؼ‪ 1‬مف قانكف المرافعات‬
‫المصرم‪ 2‬عمى‪ ":‬ال تقبل دعوى بطالن حكم التحكيم إ ّال في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬إذا لم يوجد اتفاق التحكيم أو كان ىذا اإلتفاق باطالً أو قابالً لإلبطال أو أسقط بإنتياء مدتو"‪.‬‬
‫ال تختمؼ المادة ‪ 1502‬مف قانكف المرافعات الفرنسي الجديد‪ ،‬فيي األخرل نصت عمى‬
‫كجكب صحة الحكـ التحكيمي كاالّ كاف باطالن‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان تشكيل محكمة التحكيم أو تعيين المحكم الوحيد مخالفاً لمقانون‬
‫نصت المادة ‪1056‬ؼ‪ 2‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ المحاؿ إلييا مف قبؿ المادة ‪ 1058‬مف نفس القانكف عمى‬
‫كجكب احتراـ القانكف عند تعييف تشكيمة ىيئة التحكيـ اك تعييف المحكـ الكحيد‪.‬‬
‫مخالفة ىذه الفقرة يعرض حكـ التحكيـ الصادر في الجزائر لمبطالف‪ ،‬بحكـ أف اتفاقية التحكيـ‬
‫ليا أركاف خاصة‪ ،‬فال يمكف اإلعتماد عمى ا لقكاعد العامة لمعقد‪ ،‬بؿ يجب الرجكع إلى المكاد‬
‫القانكنية المتعمقة بالتحكيـ‪ ،‬لذا يجب عمى األط ػ ػ ػ ػراؼ أك مم ػ ػ ػثمييـ أف يتحركا جيدنا ىذه الم ػ ػ ػكاد‬
‫كيقكمكف بتعييف التشكيمة أك تعييف المحكـ الكحيد كفقيا‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 1008‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬ج‬
‫عمى ضركرة تعييف المحكميف في شرط التحكيـ كأكردت ىذا بصيغة الكجكب كاإللزاـ‪ ،‬كنصت المادة‬
‫‪1012‬ؼ‪ 2‬مف نفس القانكف المذككر عمى ذلؾ بنفس الصيغة كأكدت عمى ضركرة تضميف اتفاؽ‬
‫‪3‬‬
‫التحكيـ كتحت طائمة البطالف عمى أسماء المحكميف أك كيفية تعيينيـ‪.‬‬
‫ليذا حسب نص المادتيف ‪1056‬ؼ‪ 2‬ك‪1058‬ؼ‪ 1‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ إذا ثبت لدل الجية القضائية‬
‫المختصة أف حكـ التحكيـ الصادر في الجزائر معيب‪ ،‬ككف اتفاقية التحكيـ لـ تعيف المحكميف أك‬
‫‪4‬‬
‫المحكـ الكحيد‪ ،‬أك لـ تحدد كيفية التعييف طبقا لمقانكف فإنيا تقضي ببطالنو‪.‬‬

‫‪ -1‬حمزة كىاب‪ ،‬محاضرات في حكـ التحكيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.48‬‬


‫‪ -2‬سميحة القميكبي‪ ،‬األسس القانكنية لمتحكيـ التجارم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.344‬‬
‫‪ -3‬سميـ بشير‪ ،‬الحكـ التحكيمي كالرقابة القضائية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫‪ -4‬سميـ بشير‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.346‬‬

‫‪60‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ -3‬إذا فصمت محكمة التحكيم بما يخالف الميمة المسندة إلييا‬


‫ىذا يعني أنو يجب عمى محكمة التحكيـ الفصؿ في النزاع في حدكد الميمة المستندة إلييا أم‬
‫الفصؿ في المسائؿ التي يشمميا اتفاؽ التحكيـ‪ ،‬كعمى ىذا األساس المشرع الجزائرم تكسع بقدر‬
‫كبير في ىذا السبب‪ ،‬حيث عالج كؿ المسائؿ الخاصة بمخالفة المبادئ المكجية لمدعكل كاحتراـ‬
‫حقكؽ الدفاع فألزـ المحكمة الفصؿ في إطار اإلختصاص الخاص بيا مع كجكب إثارة الدفع بعدـ‬
‫ال إذا كاف الدفع بعدـ‬
‫اإلختصاص قبؿ أم دفاع في المكضكع‪ ،‬كأف يككف الفصؿ بحكـ أكلي إ ّ‬
‫اإلختصاص مرتبطا بمكضكع النزاع أحكاـ المادة ‪1044‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،‬باإلضافة إلى نص المادة ‪1050‬‬
‫مف نف س القانكف الذم يمزـ محكمة التحكيـ بأف تفصؿ كفقا لقكاعد القانكف الذم اختاره األطراؼ أك‬
‫‪1‬‬
‫حسب قكاعد القانكف كاألعراؼ‪.‬‬
‫بالتالي فيي ال تممؾ مف نظرىا خارج حدكد مكضكع النزاع‪ ،‬كضمانان لتحديد اختصاص محكمة‬
‫التحكيـ نصت المادة ‪ 1027‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى ضركرة تحديد مكضكع الخالؼ كظركفو مع أدؽ‬
‫تفاصيمو فإف ثبت أف محكمة التحكيـ فصمت فيما لـ يكف مطركحنا عمييا أك تجاكزت حدكد اتفاؽ‬
‫التحكيـ يحؽ لمطرؼ صاحب المصمحة رفع دعكل البطالف تأسيسا عمى تجاكز محكمة التحكيـ‬
‫‪2‬‬
‫لحدكدىا‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلخالل بمبدأ الوجاىية‬
‫إف مبدأ ال كجاىية يسمح لألطراؼ الحصكؿ عمى المعمكمات المتعمقة بالنزاع بصفة متساكية‬
‫بينيـ ككذلؾ بالنسبة لممحكميف‪ ،‬فإف ىؤالء ال يمكف إصدار حكـ إال بعد أف تككف الكثائؽ‬
‫‪3‬‬
‫المستعممة ككسائؿ اإلثبات قد قدمت لممطالعة عمييا مف قبؿ كؿ طرؼ في النزاع‪.‬‬
‫مبدأ الكجاىية في التحكيـ يعتبر ضمانا أساسيا لسالمة أم تقاض ك أم حكـ يصدر في‬
‫النزاع‪ ،‬ك يصدر حكـ التحكيـ معيبنا بمخالفة مبدأ الكجاىية إذا لـ تتبع في خصكمة التحكيـ القكاعد‬
‫اإلجرائية التي يتفؽ الطرفاف عمى اتباعيا أك تمؾ التي تحددىا ىيئة التحكيـ‪ ،4‬حسب نص المادة‬
‫‪1043‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا لم تسبب محكمة التحكيم حكميا أو تناقض في األسباب‬

‫‪ -1‬حمزة كىاب‪ ،‬محاضرات في التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.49‬‬


‫‪ -2‬حمزة كىاب‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -3‬حكرية يسعد‪ ،‬طرؽ الطعف في أحكاـ التحكيـ طبقا لمقانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.389‬‬
‫‪ -4‬حكرية يسعد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.389‬‬

‫‪61‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أكجب المشرع الجزائرم تسبيب أحكاـ التحكيـ‪ ، 1‬كرتب البطالف في حالة ما إذا كاف حكـ‬
‫التحكيـ غير مسبب كلـ يقتصر المشرع البطالف عمى حالة عدـ تسبيب مػ ػ ػحكمة الت ػ ػ ػحكيـ حك ػ ػ ػميا‬
‫‪2‬‬
‫كانما رتب البطالف كذلؾ في حالة ما إذا كاف تسبيب الحكـ التحكيمي متناقضان‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا كان حكم التحكيم مخالفاً لمنظام العام الدولي‬
‫إف النظاـ العاـ الدكلي ىك نظاـ عاـ مشترؾ بيف كؿ الدكؿ كنابع مف المصمحة العميا لممجتمع‬
‫الدكلي‪ ،‬كالكاقع اف ىذه الفكرة غير مكجكدة بالشكؿ الكافي كالكاضح كالمحدد كما ىك الشأف بالنسبة‬
‫‪3‬‬
‫لمنظاـ العاـ الداخمي‪ ،‬ففكرة النظاـ العاـ تختمؼ مف دكلة إلى أخرل كمف زماف إلى أخر‪.‬‬
‫إذا ما تعمؽ األمر بحكـ تحكيمي أجنبي فانو يجب فيـ فكرة النظاـ العاـ الداخمي بمعناه‬
‫المكجكد في النظرية العامة لمقانكف الدكلي الخاص‪ ،‬إذ أف األمر ما زاؿ يتعمؽ بفكرة النظاـ العاـ‬
‫الداخمي ذلؾ أف ىذه األخيرة تمعب دك ار في مجاؿ القانكف الداخمي يختمؼ عف الدكر الذم تمعبو في‬
‫القانكف الدكلي الخاص فدكر فكرة النظاـ العاـ في القانكف الداخمي يتمثؿ في ضماف عدـ الخركج‬
‫‪4‬‬
‫اإلرادم عف القكاعد اآلمرة كمنو فأية مخالفة لقاعدة إمرة تعد خرقا لمنظاـ العاـ الداخمي‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الجية القضائية المختصة بالنظر في الدعوى وميعاد رفعيا‬
‫تنص المادة‪ 1059‬ؼ‪ 1‬مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية السالؼ الذكر عمى‪ ":‬يرفع‬
‫الطعن بالبطالن في حكم التحكيم المنصوص عميو في المادة ‪ 1058‬أعاله‪ ،‬أمام المجمس‬
‫القضائي الذي صدر حكم التحكيم في دائرة إختصاصو ويقبل الطعن ابتدءا من تاريخ النطق‬
‫بحكم التحكيم "‪.‬‬
‫فإف اإلختصاص بالنظر في الطعف بالبطالف ضد الحكـ التحكيمي الصادر‬
‫طبقا ليذه المادة ّ‬
‫بالجزائر يككف مف اختصاص المجمس القضائي الذم صدر في دائرة اختصاصو ىذا الحكـ‪ ،‬كال‬

‫‪ - 1‬تنص المادة ‪ 5/1484‬مف قانكف الفرنسي عمى إمكانية رفع دعكل البطالف في كؿ الحاالت المنصكص عمييا‬
‫في المادة ‪ ،1480‬كأكؿ ىذه الحاالت‪ ،‬حالة مخالفة المادة ‪1471‬ؼ‪ 2‬كالتي تستمزـ تسبيب حكـ التحكيـ كيتضح‬
‫ىنا الفارؽ بيف القانكف المصرم كالقانكف الفرنسي‪ ،‬فاألكؿ يسمح بإمكانية إتفاؽ األطراؼ عمى عدـ التسبيب‪ ،‬أك إذا‬
‫كاف القانكف المطبؽ ال يستمزـ ذلؾ‪ ،‬كمرجع ىذا اإلختالؼ أف المشرع الفرنسي يكاجو في تعداده لحاالت البطالف‬
‫صكر التحكيـ الداخمي‪ ،‬أماّ المشرع المصرم فيكاجو كؿ صكر التحكيـ‪ - .‬محمد مخ ػ ػتار بػ ػ ػريرم‪ ،‬التحكيـ التجارم‬
‫الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.244‬‬
‫‪ -2‬سناء بمقكاس‪ ،‬الطرؽ البديمة لحؿ المنازعات العقكد اإلدارية ذات الطابع الدكلي‪ -‬التحكيـ نمكذجا‪ ، -‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫‪ -3‬حكرية يسعد‪ ،‬طرؽ الطعف في أحكاـ التحكيـ طبقا لمقانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.390‬‬
‫‪ -4‬حكرية يسعد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.390‬‬

‫‪62‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ييـ إذا كاف الحكـ التحكيمي صدر بمكجب القانكف اإلجرائي الجزائرم أك طبقا لقانكف إجرائي‬
‫‪1‬‬
‫أجنبي اختاره الطرفاف أك تـ إختياره مف طرؼ المحكـ أك ىيئة التحكيـ‪.‬‬
‫ترفع دعكل بطالف القرار التحكيمي في أجؿ شير كاحد ) ‪ ( 01‬يبدأ سرياف ىذا األجؿ مف‬
‫تاريخ التبميغ الرسمي لألمر القاضي بالتنفيذ‪ ،‬عمى أف عدـ مراعاة احتراـ ىذه اآلجاؿ يؤدم إلى‬
‫رفض الطعف بالبطالف كما ترفع الدعكل بمكجب عريضة مكتكبة كمستكفية لجميع اإلجراءات‬
‫القانكنية‪ ،‬كتككف معممة كفقا لمحاالت المنصكص عمييا في المادة ‪ 1056‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،‬كعميو فإف‬
‫الطرؼ الذم يطعف ببطالف القرار التحكيمي يجب أف يبمغ أكال الطرؼ المطعكف ضده كفقا ألحكاـ‬
‫قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية كذلؾ حتى يتمكف مف مناقشة أكجو الطعف كتقديـ دفكعو‪ ،‬ككؿ‬
‫‪2‬‬
‫إخالؿ بيذا المبدأ يؤدم إلى رفػ ػ ػ ػض الطعف‪.‬‬
‫ترفؽ العريضة بالحكـ التحكيمي المطعكف فيو ككذا إتفاقية التحكيـ‪ ،‬كذلؾ حتى يتمكف القاضي‬
‫مف تفحصيا كمراقبة إذا كاف القرار التحكيمي صاد ار حقيقة بناءا عمى إتفاقية تحكيـ صحيحة‪ ،‬كأف‬
‫المحكميف تـ تعيينيـ كفقا لمقانكف‪ ،‬كأف محكمة التحكيـ فصمت كفقا لمميمة المسندة إلييا ككفقا لمبدأ‬
‫‪3‬‬
‫الكجاىية‪ ،‬كأف الحكـ التحكيمي مسبب كغير مناقض لمنظاـ العاـ الدكلي‪.‬‬
‫أما بالنسبة لنياية ميعاد الطعف بالبطالف نصت المادة ‪1049‬ؼ‪ 2‬المذككرة أعاله ع ػ ػ ػمى‬
‫أن ػ ػ ػو‪ ":‬ال يقبل ىذا الطعن بعد أجل شير واحد )‪(01‬من تاريخ التبميغ الرسمي لألمر القاضي‬
‫بالتنفيذ"‪.‬‬
‫أم ينتيي أجؿ رفع الطعف بالبطالف بعد شير كاحد‪ ،‬يبدأ حسابو مف تاريخ التبميغ الرسمي‬
‫باألمر القاضي بالتنفيذ‪ ،‬كبيذا تككف نياية ميعاد رفع الطعف بالبطالف مرتبطة بصدكر األمر‬
‫‪4‬‬
‫القاضي بالتنفيذ كانقضاء أجؿ أك ميعاد استئناؼ ىذا األمر‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الطعن في أحكام التحكيم الصادرة خارج الجزائر‬
‫أحكاـ التحكيـ الدكلية الصادرة خارج الجزائر غير قابمة لمطعف مباشرة أماـ القضاء الجزائرم‬
‫كأصؿ عاـ‪ -‬لكف يمكف استئناؼ األمر الصادر بشأف طمب اإلعتراؼ أك تنفيذ حكـ التحكيـ الدكلي‬

‫‪ -1‬منير عباسي‪ ،‬التحكيـ في العقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.98‬‬


‫‪ -2‬منير عباسي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ -3‬منير عباسي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ -4‬ليمة بف مدخف‪ ،‬مبررات الطعف في أحكاـ التحكيـ التجارم الدكلي كحدكد اختصاص القاضي الكطني لمنظر في‬
‫الطعكف بيف فرض الرقابة ك احتراـ إرادة األطراؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.436‬‬

‫‪63‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الصادر خارج الجزائر‪ ،‬كيحدث ذلؾ سكاء بالنسبة لألمر الرافض أك األمر القاضي باإلعتراؼ أك‬
‫‪1‬‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫أوالً ‪:‬عدم جواز الطعن في األحكام الصادرة خارج الجزائر(قاعدة)‬
‫" تنفيذ حكـ التحكيـ األجنبي يعني كضعو مكضع التنفيذ بحيث يمزـ المحككـ عميو قس انر بأداء‬
‫ما حكـ بو لممحككـ لو في دكلة أخرل غير التي صدر الحكـ مف محاكميا‪ ،‬إليصاؿ قيمة الحؽ‬
‫‪2‬‬
‫المكتسب فيو إلى صاحبو في قضية مشكبة بعنصر أجنبي"‪.‬‬
‫ليذا أخضع المشرع الجزائرم تنفيذ أحكاـ التحكيـ لنظاـ األمر بالتنفيذ‪ ،‬مثميا مثؿ األحكاـ‬
‫القضائية‪ 3‬ىذا ما جاء في نص المادة ‪ 605‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ ‪ ":‬ال يجوز تنفيذ األوامر واألحكام والق اررات‬
‫الصادرة من الجيات القضائية أجنبية‪ ،‬في اإلقميم الجزائري‪ ،‬إ ّال بعد منحيا الصيغة التنفيذية من‬
‫إحدى الجيات القضائية‪."...‬‬
‫لكف حسب المادة ‪1058‬ؼ‪ 2‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ التي تنص عمى عدـ جكاز الطعف في األمر الذم يقضي‬
‫بتنفيذ حكـ التحكيـ الدكلي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬استئناف األمر القاضي برفض اإلعتراف أو التنفيذ(إستثناء)‬
‫إذا كاف حكـ التحكيـ الدكلي قد صدر في خارج الجزائر كيراد تنفيذه في الجزائر‪ ،‬فإف طبيعة‬
‫ىذا الحكـ يعد حكما أجنبيا ال كطنيا‪ ،‬كككف دكر القاضي الجزائرم الذم يطمب منو إصدار أمر‬
‫التنفيذ ىك دكر قاضي التنفيذ كدكر المراقب عمى جكاز اإلعتراؼ بيذا الحكـ كقابميتو لمتنفيذ لكف‬
‫القاضي الكطني في ىذه الحالة ليست لو السمطة إبطاؿ الحكـ ألف إبطاؿ الحكـ التحكيمي ال يجكز‬
‫‪4‬‬
‫إال مف قبؿ محاكـ الدكلة التي صدر فييا‪.‬‬
‫" فإذا رأل القاضي الجزائرم الذم يطمب منو األمر بتنفيذ الحكـ في الجزائر أف الحكـ سميـ‬
‫كعدـ كجكد مكانع تحكؿ دكف تنفيذه‪ ،‬فإنو يعترؼ بالحكـ كيأمر بتنفيذه‪ ،‬لكف في حالة كجكد سبب‬
‫أك أكثر مف األسباب المذككرة في المادة ‪ 1056‬مف ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ يقكـ برفض إصدار األمر بتنفيذ حكـ‬

‫‪ -1‬المشرع المصرم ال يعرؼ الطعف في أكامر اإلعتراؼ أك التنفيذ كأكامر الرفض‪.‬‬


‫‪ -2‬غالب عمي الداكدم‪ ،‬القانكف الدكلي الخاص تنازع القكانيف – دراسة مقارنة ‪ -‬ط‪( ،2‬األردف‪ :‬دار الثقافة لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،)2013 ،‬ص‪.333‬‬
‫‪ -3‬أحمد عبد النكر‪ ،‬إشكاليات تنفيذ األحكاـ األجنبية – دراسة مقارنة‪( ،-‬ماجستير)‪ ،‬غير منشكرة‪ ،‬جامعة أبك بكر‬
‫بمقايد تممساف كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،2010 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -4‬حكرية يسعد‪ ،‬طرؽ الطعف في أحكاـ التحكيـ طبقا لمقانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.392‬‬

‫‪64‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫التحكيـ‪ ،‬كفي ىذه الحالة يككف أمر القاضي برفض اإلعتراؼ بالحكـ أك برفض التنفيذ قابال‬
‫‪1‬‬
‫لإلستئناؼ"‪.‬‬
‫بالتالي فالمشرع الجزائرم يفرؽ ىنا بيف اإلستئناؼ كطريؽ عاـ‪ ،‬كالذم يكجو ضد قرار القاضي‬
‫الرافض لإلعتراؼ أك التنفيذ ميما كاف سببو(‪ ،)1‬كاإلستئناؼ كطريؽ خاص يكجو ضد حكـ‬
‫القاضي الذم يعترؼ كيأمر بتنفيذ القرار التحكيمي في حاالت خاصة جاء بو المشرع عمى سبيؿ‬
‫الحصر(‪)2‬‬
‫‪ -1‬حالة رفض القاضي لإلعتراف أو التنفيذ‬
‫" عندما يصدر القاضي أمر برفض اإلعتراؼ كتنفيذ حكـ التحكيـ الدكلي‪ ،‬فإف قرار القاضي‬
‫يككف محال لمطعف فيو باإلستئناؼ طبقنا لما كرد في المادة ‪ 1055‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،2‬كقد سكت المشرع عف‬
‫تحديد الحاالت التي يمكف أف يستأنؼ فييا ىذا القرار القاضي بالرفض‪ ،3‬حيث ترؾ المجاؿ مفتكح‬
‫لطالب اإلعتراؼ أ ك التنفيذ‪ ،‬فكؿ األكجو جائز تكجيييا ضد األمر"‪.4‬‬
‫"مف المؤكد أف األكامر الصادرة عف الجية القضائية المختصة برفض اإلعتراؼ كالتنفيذ تككف‬
‫محؿ استئناؼ أماـ الجية القضائية التي تعمك المحكمة التي صدر عنيا األمر برفض اإلعتراؼ أك‬
‫التنفيذ حيث تنص المادة ‪ 1035‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪ ":‬يمكن لمخصوم استئناف األمر القاضي برفض‬
‫التنفيذ في أجل خمسة عشر (‪ )15‬يوماً من تاريخ الرفض أمام المجمس القضائي"‪.‬‬
‫أف األمر‬
‫لـ تحدد ىذه المادة الجية القضائية المختصة لمنظر في اإلستئناؼ لكف باعتبار ّ‬
‫المستأنؼ ىك أمر عمى ذيؿ عريضة بالتالي نرل أف اإلختصاص في نظر اإلستئناؼ يككف لرئيس‬
‫‪5‬‬
‫المجمس القضائي طبقان لنص المادة ‪ 312‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ -2‬حالة قبول اإلعتراف أو التنفيذ حكم التحكيم الدولي‬
‫أجاز المشرع الجزائرم استئناؼ األمر القاضي باإلعتراؼ أك التنفيذ كلكف في حاالت جاءت‬
‫عمى سبيؿ الحصر‪ ،‬كالمنصكص عمييا في المادة ‪ 1056‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ كىي‪:‬‬
‫‪-1‬إذ فصمت محكمة التحكيـ بدكف اتفاقية تحكيـ أك بناء عمى اتفاقية باطمة أك انقضاء مدة‬
‫االتفاقية‪،‬‬

‫‪ -1‬حكرية يسعد‪ ،‬طرؽ الطعف في أحكاـ التحكيـ طبقا لمقانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.392‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 1055‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪ ":‬يكون األمر القاضي برفض اإلعتراف أو برفض التنفيذ قابال‬
‫لإلستئناف"‬
‫‪ -3‬أحمد عبد النكر‪ ،‬إشكاليات تنفيذ األحكاـ األجنبية –دراسة مقارنة‪ ،-‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫‪ -4‬طاىر حدادف‪ ،‬دكر القاضي الكطني في مجاؿ التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ -5‬تنص المادة ‪ 312‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪... ":‬يكون األمر بالرفض قابال لإلستئناف أمام المجمس القضائي ‪."...‬‬

‫‪65‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪-2‬إذا كاف تشكيؿ محكمة التحكيـ أك تعيف المحكـ الكحيد مخالفا لمقانكف‪،‬‬
‫‪-3‬إذا فصمت محكمة التحكيـ بما يخمؼ الميمة المسندة إلييا‪،‬‬
‫‪-4‬إذا لـ براع مبدأ الكجاىية‪،‬‬
‫‪-5‬إذ لـ تسبب محكمة التحكيـ حكميا‪ ،‬أك إذا كجد تناقض في األسباب‪،‬‬
‫‪-6‬إذا كاف حكـ التحكيـ مخالفا لمنظاـ العاـ الدكلي‪.‬‬
‫يرفع اإلستئناؼ أماـ المجمس القضائي في أجؿ شير كاحد ابتداء مف تاريخ التبميغ الرسمي‬
‫‪1‬‬
‫ألمر رئيس المحكمة‪.‬‬
‫مما تجدر اإلشارة إليو أف المادة ‪ 1060‬ؽ‪.‬إ‪ .‬ـ‪ .‬إ تنص عمى أثر استئناؼ األمر القاضي‬
‫باإلعتراؼ أك التنفيذ‪ ،‬حيث يترتب عف رفع اإلستئناؼ كقؼ تنفيذ األمر القاضي بتنفيذ حكـ‬
‫التحكيـ‪ ،‬كما يعتبر األجؿ المحدد لرفع اإلستئناؼ مكقفا لمتنفيذ‪ ،‬كفي ذلؾ تتطابؽ مع األحكاـ‬
‫العامة لإلستئناؼ‪ ،2‬حيث كرد في نص المادة ‪ 323‬ؽ إ ـ إ ما يمي‪" :‬يوقف تنفيذ الحكم خالل أجل‬
‫الطعن العادي كما يوقف بسبب ممارستو‪".‬‬
‫لـ يشر المشرع إلى إمكانية اتفاؽ األطراؼ عمى عكس ذلؾ‪ ،‬أم اإلتفاؽ عمى عدـ كقؼ‬
‫‪3‬‬
‫تنفيذ حكـ التحكيـ في حالة ممارسة الطعكف القضائية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الطعن بالنقض في الحكم التحكيمي الدولي‬
‫لقد تضمنت األحكاـ المتعمقة بالتحكيـ التجارم الدكلي إمكانية الطعف بالنقض في الق اررات‬
‫الصادرة عف المجمس القضائي بناء عمى النظر في الطعف بإستئناؼ األكامر المتعمقة باإلعتراؼ أك‬
‫التنفيذ أك الطعف ببطالف حكـ التحكيـ كذلؾ بنص المادة ‪ 1061‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪ ،‬كيعتبر الطعف بالنقض‬
‫‪4‬‬
‫مف طرؽ الطعف غير عادية‪ ،‬فيك يرمي إلى التأكد مف مدل تطبيؽ النصكص كالمبادئ القانكنية‪.‬‬
‫إالّ أف المشرع الجزائرم لـ يذكر الجية القضائية المختصة كميعاد رفع الطعف بالنقض‪ ،‬كفي‬
‫ذلؾ إحالة عمى القكاعد العامة إلجراءات الطعف بالنقض‪ ،‬فحسب ما كرد في مكاد قانكف اإلجراءات‬
‫المدنية كاإلدارية ينعقد اإلختصاص بالنظر في الطعف بالنقض لممحكمة العميا‪ ،‬تنص المادة ‪560‬‬
‫مف القانكف السالؼ الذكر عمى أنو‪ ":‬يرفع الطعن بالنقض بتصريح أو بعريضة أمام أمانة ضبط‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 1057‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ عمى أنو‪ ":‬يرفع اإلستئناف أمام المجمس القضائي خال ل أجل شير ابتداء من‬
‫تاريخ التبميغ الرسمي ألمر رئيس المحكمة"‪.‬‬
‫‪ -2‬ليمة بف مدخف‪ ،‬مبررات الطعف في األحكاـ التحكيـ الدكلي كحدكد اختصاص القاضي الكطني لمنظر في‬
‫الطعكف بيف فرض الرقابة ك احتراـ إرادة األطراؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.446‬‬
‫‪ -3‬ليمة بف مدخف‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.446‬‬
‫‪ -4‬ليمة بف مدخف‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‬

‫‪66‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المحكمة العميا"‪ ،‬كما تضمنت الفقرة الثانية مف نفس المادة إمكانية رفع الطعف بالنقض أماـ أمانة‬
‫‪1‬‬
‫ضبط المجمس القضائي الذم صدر في دائرة اختصاصو الحكـ مكضكع الطعف‪.‬‬
‫"أما عف ميعاد رفع الطعف بالنفض فقد حدد بمدة شيريف‪ ،‬يبدأ حساب الميعاد مف تاريخ‬
‫التبميغ الرسمي لمحكـ المطعكف"‪ ،2‬حسب نص المادة ‪ 354‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬‬
‫أف المشرع الجزائرم لـ يحدد الحاالت التي يجكز فييا الطعف بالنقض بخصكص الحكـ‬ ‫بما ّ‬
‫فإنو يتعيف الرجكع إلى األحكاـ العامة المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات المدنية‬
‫التحكيمي‪ّ ،‬‬
‫كاإلدارية‪ ،‬ال سيما المادة ‪ 358‬كالتي حددت ‪ 18‬كجينا لمطعف بالنقض‪ ،‬كالتي تنص عمى ّأنو‪ ":‬ال‬
‫يبنى الطعن بالنقض ّإال عمى وجو واحد أو أكثر من األوجو اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬مخالفة قاعدة جوىرية في اإلجراءات‪،‬‬
‫‪ -2‬إغفال األشكال الجوىرية لإلجراءات‪،‬‬
‫‪ -3‬عدم اإلختصاص‪،‬‬
‫‪ -4‬تجاوز السمطة‪،‬‬
‫‪ -5‬مخالفة القانون الداخمي‪،‬‬
‫‪ -6‬مخالفة القانون األجنبي المتعمق بقانون األسرة‪،‬‬
‫‪ -7‬مخالفة اإلتفاقيات الدولية‪،‬‬
‫‪ -8‬إنعدام األساس القانوني ‪،‬‬
‫‪ -9‬إنعدام التسبيب ‪،‬‬
‫‪ -10‬قصور التسبيب ‪،‬‬
‫‪ -11‬تناقض التسبيب مع المنطوق ‪،‬‬
‫‪ -12‬تحريف المضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار‪،‬‬
‫‪ -13‬تناقض أحكام أو ق اررات صادرة في آخر درجة‪ ،‬عندما تكون حجية الشيئ المقضي فيو قد‬
‫أثيرت بدون جدوى‪ ،‬وفي ىذه الحالة يوجو الطعن بالنقض ضد آخر حكم أو قرار من حيث‬
‫التاريخ واذا تأكد ىذا التناقض ‪ ،‬يفصل بتأكيد الحكم أو القرار األول‪،‬‬
‫‪ -14‬تناقض أحكام غير قابمة لمطعن العادي‪ ،‬في ىذه الحالة يكون الطعن بالنقض مقبوال‪ ،‬ولو‬
‫كان أحد األحكام موضوع طعن بالنقض حتى بعد فوات األجل المنصوص عميو في المادة ‪354‬‬
‫المذكورة أعاله ‪ ،‬ويجب توجييو ضد الحكميين‪ ،‬واذا تأكد التناقض ‪ ،‬تقضي المحكمة العميا أحد‬
‫الحكمين أو الحكمين معا‪،‬‬

‫‪ -1‬طاىر حدادف‪ ،‬دكر القاضي الكطني في مجاؿ التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ -2‬طاىر حدادف‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.140‬‬

‫‪67‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ -15‬وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار ‪،‬‬


‫‪ -16‬الحكم بما لم يطمب أو بأكثر مما طمب ‪،‬‬
‫‪ -17‬السيو عن الفصل في أحد الطمبات األصمية ‪،‬‬
‫‪ -18‬إذا لم يدافع عن ناقصي األىمية"‪.‬‬
‫كيجكز لممحكمة العميا أف تثير مف تمقاء نفسيا كجيا أك عدة أكجو لمنقض طبقا لنص المادة‬
‫‪ 360‬ؽ‪.‬إ‪.‬ـ‪.‬إ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬طرق الطعن في الحكم التحكيمي وفقاً لنصوص اإلتفاقيات الدولية‬
‫أغمب اإلتفاقيات الدكلية التي عالجت أمكر التحكيـ قد أخذت بالمبدأ الذم يعطي لمقضاء حؽ‬
‫الرقابة عمى الق اررات التنفيذية‪ ،‬كىذا المكقؼ لإلتفاقيات يجد أساسنا لو في احتراـ نصكص‬
‫التشريعات الكطنية التي تذىب غالبيتيا إلى إمكانية الطعف بالقرار التحكيمي‪ ،‬كفيما يمي شرح لكيفية‬
‫‪1‬‬
‫معالجة اإلتفاقيات الدكلية مسألة الطعف بالقرار التحكيمي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطعن وفقاً إلتفاقية نيويورك واتفاقية جنيف‬
‫تعد اتفاقية نيكيكرؾ مف أىـ اإلتفاقيات الدكلية التي عنيت بتنفيذ أحكاـ التحكيـ الدكلية سكاء‬
‫مف ناحية عدد الدكؿ المنضمة إلييا‪ ،‬أك مف ناحية نطاؽ تطبيؽ قكاعدىا الذم يستيدؼ تحقيؽ‬
‫الطابع العالمي ليا كارساء مجمكعة مف الحمكؿ التي تتفؽ كالغاية مف التحكيـ كحاجة العالـ‬
‫المعاصر‪ ،‬كما أف ىذه اإلتفاقية تعتبر محكر القانكف الدكلي اإلتفاقي في مجاؿ تنفيذ أحكاـ‬
‫التحكيـ‪ ،‬كال تزاؿ ليا فكائدىا عمى الرغـ مف كجكد اتفاقيات دكلية أخرل إقميمية تعني بنفس‬
‫المكضكع‪ 2‬حيث تنص المادة (‪ )5‬مف معاىدة نيكيكرؾ عمى أنو‪ ":‬ال يجوز رفض اإلعتراف وتنفيذ‬
‫الحكم بناء عمى طمب الخصم الذي يحتج عميو بالحكم إال إذا قدم ىذا الخصم لمسمطة المختصة‬
‫في البمد المطموب إليو اإلعتراف والتنفيذ الدليل عمى‪:‬‬
‫طبقا لمقانون الذي ينطبق عمييم‬
‫أ‪ -‬أن أطراف االتفاق المنصوص عميو في المادة الثانية كانوا ً‬
‫عديمي األىمية أو أن االتفاق المذكور غير صحيح وف ًقا لمقانون الذي أخضعو لو األطراف أو‬
‫عند عدم النص عمى ذلك طب ًقا لقانون البمد الذي صدر فيو الحكم‪.‬‬
‫صحيحا بتعيين المحكم أو بإجراءات‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬أن الخصم المطموب تنفيذ الحكم عميو لم يعمن اعال ًنا‬
‫التحكيم أو كان من المستحيل عميو لسبب أو آلخر يقدم دفاعو‪.‬‬

‫‪ -1‬فكزم محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.392‬‬


‫‪ -2‬سالـ تكفيؽ حسيف تكفيؽ‪ ،‬بطالف حكـ التحكيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪68‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ج‪ -‬أن الحكم فصل في نزاع غير وارد في مشارطة التحكيم أو في عقد التحكيم أو تجاوز‬
‫حدودىما فيما قضى بو ‪ ،‬ومع ذلك يجوز االعتراف وتنفيذ جزء من الحكم الخاضع أصالً لمتسوية‬
‫بطريق التحكيم إذا أمكن فصمو عن باقي أجزاء الحكم غير المتفق عمى حميا بيذا‪.‬‬
‫د‪ -‬إن تشكيل ىيئة التحكيم أو إجراءات التحكيم مخالف لما اتفق عميو األطراف أو لقانون البمد‬
‫الذي تم فيو التحكيم في حالة عدم االتفاق‪.‬‬
‫و‪ -‬أن الحكم لم يصبح ممزما لمخصوم أو ألغتو أو أوقفتو السمطة المختصة في البمد التي فييا‬
‫أو بموجب قانونيا صدر الحكم‪".‬‬
‫حددت المادة المذككرة األسباب التي يمكف أف يستند إلييا في رفض االعتراؼ بأحكاـ التحكيـ‬
‫كقد تعرضت بشكؿ غير مباشر لمطعف بالبطالف في أحكاـ التحكيـ مف ناحية اآلثار المترتبة عمى‬
‫بطالف الحكـ التحكيمي أك كقفو الصادر في دكلة مقر التحكيـ‪ ،‬أم النظاـ القانكني لمدكلة األخرل‬
‫‪1‬‬
‫المطمكب منيا اإلعتراؼ كالتنفيذ‪.‬‬
‫يتبيف مف خالؿ أحكاـ اإلتفاقية أنيا تعترؼ لمدكلة مقر التحكيـ أك الدكلة التي تـ تطبيؽ‬
‫قانكنيا عمى النزاع بأىمية كبيرة في حصر انعقاد اإلختصاص بنظر دعاكل البطالف ضد أحكاـ‬
‫التحكيـ عمى محاكـ كؿ منيما‪ ،‬ككفقا ليذه اإلتفاقية فإنو يتعيف عمى جميع األنظمة القانكنية األخرل‬
‫أف ترفض اإلعتراؼ بأم أثر لحكـ التحكيـ الذم تـ إبطالو‪ ،‬كاعتمدت اإلتفاقية ككسيمة لمتنسيؽ‬
‫ال في بمد‬
‫الدكلي في الرقابة عمى أحكاـ التحكيـ كتجنب أف يككف الحكـ التحكيمي نافذنا في بمد كباط ن‬
‫آخر عمى إعطاء فعالية دكلية ألحكاـ بطالف األحكاـ التحكيمية‪ ،‬فمتى أبطمت محاكـ دكلة المقر‬
‫‪2‬‬
‫حكـ التحكيـ فقد فعاليتو في بمد التنفيذ‪.‬‬
‫أماّ بالنسبة إلتفاقية جنيؼ التي تنص في المادة ‪/2‬أ عمى إمكانية رفض تنفيذ القرار التحكيمي‬
‫مف قبؿ القاضي المراد منو إسباغ الصفة التنفيذية عمى القرار المذككر‪ ،‬إذا كجد أف ىذا القرار كاف‬
‫‪3‬‬
‫قد تـ إبطالو في الدكلة التي صدر فييا‪.‬‬
‫أخذت اإلتفاقية بإمكانية الطعف أ ماـ محاكـ الدكلة التي صدر فييا ذلؾ القرار‪ ،‬فإذا كاف حكـ‬
‫تمؾ المحكمة ىك إبطاؿ القرار المذككر فيجكز لقاضي الدكلة المراد تنفيذ القرار فييا أف يرفض‬
‫تنفيذه بسبب صدكر حكـ البطالف‪ ،‬كيالحظ أف إتفاقية جنيؼ لـ تشترط أف يككف القرار قد تـ‬

‫‪ -1‬سناء بمقكاس‪ ،‬الطرؽ البديمة لحؿ منازعات العقكد اإلدارية ذات الطابع الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.149‬‬
‫‪ -2‬سناء بمقكاس‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.150‬‬
‫‪ -3‬فكزم محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.392‬‬

‫‪69‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫إبطالو في الدكلة متعاقدة أم م نضمة إلى اإلتفاقية المذككرة‪ ،‬كما لـ تشترط أف يككف قاضي الدكلة‬
‫‪1‬‬
‫الذم يرفض تنفيذ القرار الذم تـ إبطالو في دكلة متعاقدة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الطعن وفقاً إلتفاقية واشنطن لتسوية المنازعات الناشئة عن اإلستثمار‬
‫ال تسمح إتفاقية كاشنطف بأم طعف أماـ الجيات القضائية الكطنية حيث نصت المادة ‪52‬‬
‫منيا أنو يجكز ألم طرؼ مف الطرفيف أف يقدـ طمبان كتابينا إلى السكرتير العاـ إللغاء الحكـ ألم‬
‫‪3‬‬
‫سبب مف األسباب التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬خطأ في تشكيؿ المحكمة؛‬
‫ب‪ -‬استعماؿ المحكمة سمطة زائدة عف اختصاصاتيا؛‬
‫ج‪ -‬عدـ صالحية عضك مف أعضاء المحكمة؛‬
‫د‪ -‬إىماؿ خطير إلجراء أساسي مف إجراءات المحكمة؛‬
‫ق‪ -‬فشؿ المحكمة في ذكر األسباب التي بني عمييا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطعن وفقاً لإلتفاقية العربية لمتحكيم التجاري الدولي‬
‫جاء في االتفاقية العربية لمتحكيـ التجارم حيث أجازت ألحد الطرفيف أف يطمب مف رئيس‬
‫مركز التحكيـ إبطاؿ القرار إذا تكافرت فيو احد األسباب الكاردة في ىذا القانكف‪ ،4‬كيتـ تنظيـ المدة‬
‫‪5‬‬
‫التي يجب خالليا تقديـ طمب اإلبطاؿ مف قبؿ المشرع الذم يضع مده محدده‪.‬‬
‫عمى الرغـ مف أف بعض القكاعد التحكيمية الدكلية تعتبر القرار عند صدكره باتا كنيائيا كال‬
‫يجكز الطعف فيو كيبرر ذلؾ أف قبكؿ الطرفيف حسـ النزاع عف طريؽ التحكيـ يعتبر قبكال لمقرار‬
‫‪6‬‬
‫الذم يصدر حكؿ النزاع المذككر‪.‬‬

‫‪ -1‬فكزم محمد سامي‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.392‬‬


‫‪ -2‬اتفاؽ كاشنطف لتسكية المنازعات المتعمقة باالستثمارات بيف الدكؿ كمكاطني الدكؿ األخرل لعاـ ‪.1965‬‬
‫‪ -3‬طاىر حدادف‪ ،‬دكر القاضي الكطني في مجاؿ التحكيـ التجارم الدكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫‪ -4‬المادة ) ‪ ( 34‬مف اإلتفاقية العربية لمتحكيـ التجارم‪.‬‬
‫‪ -5‬إلياـ عزاـ كحيد الخراز‪ ،‬التحكيـ التجارم الدكلي في إطار منيج التنازع‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ -6‬إلياـ عزاـ كحيد الخراز‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪70‬‬
‫طرؽ الطعف في الحكـ التحكيمي‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫معظـ النظـ القانكنية تحاكؿ أف تمارس قد انر معينان مف الرقابة القضائية عمى الق اررات‬
‫التحكيمية‪ ،‬حيث تختمؼ ىذه الرقابة عمى الق اررات التحكيمية التي تصدر داخؿ إقميـ الدكلة عف تمؾ‬
‫التي تصدر خارج إقميميا أك ما تسمى بالق اررات التحكيمية الدكلية أك األجنبية‪ ،‬فيذه الرقابة تقؿ‬
‫شدتيا كتمارس في تدقيؽ أمكر معينة كمحدكدة بالنسبة لمق اررات الدكلية كما ىك ظاىر مف نصكص‬
‫ال لمطعف باإلستئناؼ مباشرة أماـ الييئة التي أصدرتو‬
‫القكانيف الحديثة‪ ،‬فالقرار التحكيمي يككف مح ن‬
‫أك أماـ ىيئة أخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرل في حاؿ كاف الحكـ التحكيمي دكليان‪ ،‬حيث يمكف استئناؼ األمر الصادر‬
‫بشأف طمب اإلعتراؼ أك تنفيذ الحكـ الصادر خارج الجزائر‪ ،‬كيحدث ذلؾ سكاء بالنسبة لألمر‬
‫الرافض أك األمر القاضي باإلعتراؼ أك التنفيذ‪ ،‬شريطة تكافر أسباب تقضي ببطالف ىذا الحكـ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫خاتمـ ـ ـ ـ ــة‬
‫خاتم ـ ـ ـة‬

‫نخمص من خالل بحثن ـ ـ ــا أن التحكيـ ـ ـ ـم التج ـ ـاري يفصل في نزاع معين بإصدار حكم‬
‫التحكيم‪ ،‬ىذا الحكم الذي اعترفت لو الدول بحجية الشيء المقضي فيو‪ ،‬لكن ىذا ال يعني عدم‬
‫خضوعو لرقابة قضاء الدولة قبل إصباغو بالصيغة التنفيذية قصد تنفيذه أو الطعن فيو‪.‬‬

‫وبناء عميو‪ ،‬نخمص إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫أن الحكم التحكيمي لم يعرف ال من قبل التشريعات الوطنية وال من المعاىدات الدولية‪ ،‬وال من‬
‫قبل الموائح التنظيمية لممؤسسات التحكيمية الدائمة‪ ،‬بل تكفل الفقو والقضاء بذلك‪.‬‬

‫لألطراف حرية اختيار جميع بنود اإلتفاق بما فييم القانون الواجب التطبيق عمى موضوع‬
‫النزاع‪ ،‬لكن في حالة غياب تحديد ىذا القانون يكون لممحكمين سمطة تحديد القواعد التي يرونيا‬
‫مناسبة‪ ،‬ويحكم بقواعد العدالة واإلنصاف في حالة غياب الحالتين السابقتين‪.‬‬

‫تكتسب أحكام التحكيم الداخمية فور صدورىا حجية الشئ المقضي فيو بمجرد صدورىا‪ ،‬حيث‬
‫تصبح قابمة لمتنفيذ‪ ،‬أما أحكام التحكيم الدولية فال بد من االعتراف بيا في دولة محل التنفيذ‪.‬‬

‫حاول المشرع الجزائري وعمى غرار التشريعات األخرى‪ ،‬ممارسة قدر من الرقابة عمى أحكام‬
‫التحكيم الدولية وذلك من خالل إمكانية الطعن فييا وأخذ بالحسبان الحدود التي أقرتيا اتفاقية‬
‫نيويورك لسنة ‪. 1958‬‬

‫وقد اتضح لنا من خالل التطرق لمختمف الطرق المتاحة لمطعن في أحكام التحكيم التجاري‬
‫أنيا تختمف عن طرق الطعن المتاحة في النظام القضائي العادي‪ ،‬من حيث أن المشرع الجزائري‬
‫استثنى المعارضة في حكم التحكيم الداخمي‪ ،‬وترك إمكانية الطعن فيو باالستئناف كطري ـ ـ ـق عادي‬
‫أماّ اعتراض الغيـ ـ ـ ـ ـر الخـ ـ ـ ـارج عـ ـ ـ ـ ـ ـن الخصومـ ـ ـ ـة والطعن بالنقض كطرق غير عادية وألغى التماس‬
‫إعادة النظر بعد أن كان ينص عميو في القانون القديم‪.‬‬

‫من خالل ىذه الدراسة يمكن اقتراح مجموعة من التوصيات من بينيا‪:‬‬

‫‪ ‬فيما يخص التنازع في القانون الواجب التطبيق عمى التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬أصبحت‬
‫الحاجة ممحة لتوحيد التشريعات الواجبة التطبيق عمى التحكيم التجاري الدولي وذلك من‬
‫خالل المنظمات والمراكز التحكيمية التي تتبنى حل منازعات التجارة الدولية عن طريق‬
‫التحكيم وذلك ضمن أسس ومعايير تتوافق وتنسجم مع توقعات األفراد ومع متطمبات‬
‫التجارة الدولية وما تحتاجو من مرونة وتيسير في المعامالت التجارية الدولية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫خاتم ـ ـ ـة‬

‫‪ ‬خمق قنوات اتصال مع مراكز التحكيم في الدول المجاورة لإلستفادة من تجاربيا في ىذا‬
‫المجال‪ ،‬والمشاركة في جميع المؤتمرات التي تتناول موضوعات تتعمق بالتحكيم‪ ،‬وذلك‬
‫لإلطالع عمى كل ما ىو جديد في ىذا المجال‪.‬‬
‫‪ ‬البد من النص عمى إمكانية الطعن في األحكام التحكيمية عن طريق إلتماس إعادة النظر‬
‫إلى جانب الطرق األخرى‪ ،‬لما ليا من أىمية في الكشف عن الوثائق المزورة المعترف بيا‬
‫أو التي ثبت تزويرىا قضائيًا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫حكم التحكيم التجاري وطرق الطعن فيه‪ ،‬الطالبة أمة الرحمان بقطاش‪ ،‬إشراف األستاذ شوقي‬
‫بركاني‪ ،‬ممخص‬

‫يعتبر موضوع حكم التحكيم وطرق الطعن فيو من أىم الموضوعات القانون الدولي العام‬
‫خاصة في وقتنا الحاضر الذي يشيد تطو ًار في العالقات بين األفراد عمى المستوى الدولي‪ ،‬ومن‬
‫أن الحكم التحكيمي ىو كل الق اررات الصادرة عن المحكم والتي تفصل‬
‫خالل ىذا البحث استخمصنا ّ‬
‫بشكل قطعي في المنازعة المعروضة عمى المحكم سواء كانت أحكامًا كمية تفصل في موضوع‬
‫المنازعة ككل‪ ،‬أو أحكام جزئية تفصل في شق منيا‪ ،‬ىذه األحكام ال بد من إصدارىا بعد مداوالت‬
‫يشترك فييا جميع المحكمين ويكون صاد ًار بأغمبية األصوات‪ ،‬كما البد من تطبيق القانون الذي‬
‫اختاره األطراف و في حال عدم تحديد القانون الواجب التطبيق تتصدى ىيئة التحكيم لتحديد‬
‫القواعد القانونية المالئمة لموضوع النزاع‪ ،‬وفي حال غياب ىذا التحديد يتم تطبيق ما تنص عميو‬
‫قواعد العدالة واإلنصاف‪.‬‬

‫يكتسي القرار التحكيمي فور صدوره حجية الشيء المقضي فيو‪ ،‬وتختمف شروط تنفيذ أحكام‬
‫التحكيم من دولة إلى أخرى ومن الئحة إلى أخرى‪ ،‬فمنيا من تعامل أحكام التحكيم األجنبية‬
‫كاألحكام القضائية األجنبية‪ ،‬وتشترط لتنفيذىا عدة إجراءات‪ ،‬وتستمزم أن يكون حكم التحكيم الدولي‬
‫قد أصبح واجب النفاذ في دولة إقميم المحكمة الصادر عنيا كي يصبح نافذا في الدولة المراد تنفيذه‬
‫فييا‪.‬‬

‫أجاز المشرع الجزائري الطعن في أحكام التحكيم الداخمية من خالل اإلستئناف في الحكم أو‬
‫اعتراض الغير الخارج عن الخصومة كما أجاز الطعن بالنقض في أحكام اإلستئناف‪ ،‬أمّا بالنسبة‬
‫ميز المشرع الجزائري بين الق اررات التحكيمية الصادرة‬
‫ألحكام التحكيم الدولية‪ -‬الخارجية ‪ّ -‬‬
‫بالجزائر‪ ،‬وذلك بأن جعل ىذه األخيرة قابمة لمطعن بالبطالن‪ ،‬وأكسبيا حجية الشيء المقضي فيو‬
‫مباشرة بعد صدورىا‪ ،‬عكس الق اررات الصادرة في الخارج التي تكتسي ىذه الحجية إال بعد تنفيذ حكم‬
‫التحكيم الدولي فإن صدوره في دولة وتنفيذه في دولة أخرى يثير صعوبة كبيرة في التنفيذ‪ ،‬وذلك‬
‫نظ ًار إلختالف األنظمة القانونية واإلجراءات الواجب إتباعيا لإلعتراف وتنفيذ تمك الق اررات‪.‬‬

‫فعندما يتعمق األمر بحكم أجنبي نجد أن الحديث يتطرق إلى اإلعت ارف والتنفيذ‪ ،‬وىذا ما‬
‫نجده في نصـ ـ ـ ـوص اإلتفاقيات الدولي ـ ـ ـ ـة التـ ـ ـي تعالـ ـ ـج ىذا الموضوع كإتفاقية نيويورك واتفاقية‬
‫جنيف‪ ،‬فالفرق بين اإلعتراف بالحكم التحكيمي وبين تنفيذ الحكم التحكيمي متمثل في أن الحكم قد‬
‫يعترف بو ولكن ال ينفذ وفي حال نفذ فمن الضروري أن يكون قد تم اإلعتراف بو من الجية التي‬
‫أعطتو القوة التنفيذية قصد اإلعتراف بيا واألمر بتنفيذىا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفهارس‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -1‬النصوص القانونية‬

‫معمومات النشر‬ ‫العنوان‬ ‫اسم المؤلف‬


‫لتسوية المنازعات المتعمقة باالستثمارات بين‬
‫لعام ‪1951‬‬ ‫اتفاق واشنطن‬
‫الدول ومواطني الدول األخرى‬
‫المؤرخة في ‪10‬جوان ‪ 1958‬و‬
‫بشأن اإلعتراف و تنفيذ أحكام التحكيم‬
‫دخمت حيز التنفيذ في ‪ 7‬جوان‬ ‫إتفاقية نيويورك‬
‫األجنبية‬
‫‪.1959‬‬
‫المؤرخة في ‪.1961 /04/21‬‬ ‫المتعمقة بالتحكيم التجاري الدولي‬ ‫إتفاقية جنيف‬
‫المتعمقة باإلعتراف و تنفيذ أحكام التحكيم‬
‫المؤرخة في ‪ 21‬أفريل ‪1985‬‬ ‫إتفاقية نيويورك‬
‫األجنبية ‪.‬‬
‫المؤرخة في ‪ 18‬مارس ‪.1965‬‬ ‫المتعمقة بتسوية منازعات اإلستثمار‬ ‫إتفاقية واشنطن‬
‫القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في‬
‫الجريدة الرسمية‪.‬عدد‪ ،21‬المؤرخة‬
‫‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬الموافق المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫في ‪ 24‬أفريل‪.2008‬‬
‫لـ‪ 25‬فبراير ‪2008‬‬
‫األمر رقم ‪ 154/66‬المؤرخ‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ ،47‬المؤرخ‬
‫يتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬ ‫في ‪18‬صفر‪ 1386‬الموافق‬
‫في ‪ 08‬يونيو ‪.1966‬‬
‫‪ 08‬يونيو‪1966‬‬
‫المرسوم التشريعي ‪09/93‬‬
‫المؤرخ في ‪1993/04/25‬‬
‫الجريدة الرسمية‪.‬العدد‪،27‬المؤرخة‬
‫يتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬ ‫المعدل والمتمم لألمر‬
‫في ‪.1993/04/27‬‬
‫‪ 154/66‬المؤرخ في‬
‫‪1996/06/08‬‬
‫لمتحكيم الدولي الخاص‬ ‫قانون السويسري‬
‫قانون النموذجي لمجنة األمم‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪1985‬‬ ‫لمقانون التجاري الدولي (‪)C.N.U.D.C.I‬‬
‫المتحدة‬
‫المتضمن قانون التحكيم في المواد المدنية و‬
‫مركز القاىرة اإلقميمي‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫التجارية الصادر بالقانون رقم ‪ 27‬لسنة‬ ‫قانون رقم‪94/27‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪،1994‬‬
‫اعتمدتو لجنة األمم المتحدة‬
‫لمقانون التجاري الدولي الصادر‬ ‫لمتحكيم التجاري الدولي‬ ‫قانون األونسيترال النموذجي‬
‫في‪.1985‬‬

‫‪77‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫قانون التحكيم الفرنسي‪.‬‬
‫لسنة ‪.1969‬‬ ‫المتعمق بالمرافعات المدنية‬ ‫قانون العراقي رقم ‪ 83‬المعدل‬
‫الجريدة الرسمية عدد‪،16‬المؤرخ‬ ‫قانون مصري رقم ‪ 1995/27‬يتضمن قانون التحكيم فـ ـ ـ ـي المـ ـ ـ ـواد المدنيـ ـ ـ ـة‬
‫في ‪1994/04/21‬‬ ‫والتجارية‬ ‫المؤرخ في ‪ 18‬أبريل ‪1994‬‬
‫لسنة ‪1983‬‬ ‫قانون األصول المحاكمات المدنية المبناني‬ ‫القانون رقم ‪ 90‬لسنة ‪1983‬‬
‫القانون رقم ‪ 42‬المؤرخ في‬
‫المؤرخ في ‪1993/04/26‬‬ ‫قانون التحكيم التونسي‬
‫‪1993/04/26‬‬

‫‪ -2‬الكتب‬

‫يؼهٕياخ انُشش‬ ‫انؼُٕاٌ‬ ‫اعى انًؤنف‬


‫اإلسكندرية‪ :‬دار الفكر‬ ‫انُظاو انؼاو ٔانمإٌَ انٕاجة انرطثٍك ػهى‬ ‫أششف ػثذ انؼهٍى انشفاػً‬
‫إجشاءاخ انرحكٍى‬
‫الجامعي‪2003،‬‬
‫نثُاٌ‪ :‬يُشٕساخ حهثً انحمٕلٍح‪،‬‬ ‫انؼمٕد انذٔنٍح انرحكٍى اإلنكرشًَٔ‪ ،‬ط‪1‬‬ ‫إنٍاط َاصٍف‬
‫‪2012‬‬
‫تٍشٔخ‪ :‬يُشٕسانحهثً انحمٕلٍح‪،‬‬ ‫انشلاتح انمضائٍح ػهى انرحكٍى انرجاسي‬ ‫أيال ٌذس‬
‫‪.2012‬‬ ‫انذٔنً‪-‬دساعح يماسَح‪ ،-‬د ط‬
‫األسدٌ‪ :‬داس انثمافح نهُشش ٔ‬ ‫انرحكٍى انرجاسي انذٔنً‪ -‬دساعح يماسَح‪ -‬ط‪1‬‬ ‫فٕصي يحًذ عايً‬
‫انرٕصٌغ‪.2008 ،‬‬
‫تٍشٔخ‪ :‬يُشٕساخ حهثً انحمٕلٍح‪،‬‬ ‫انًٕجض فً انُظشٌح انؼايح فً انرحكٍى‬ ‫حفٍظح انغٍذ انحذاد‬
‫‪2004‬‬ ‫انرجاسي انذٔنً‪ ،‬ط‪1‬‬
‫انماْشج‪ :‬داس انُٓضح انؼشتٍح‪،‬‬ ‫انرحكٍى فً ػمٕد انثرشٔل‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫عشاج حغٍٍ يحًذ أتٕ صٌذ‬
‫‪2000‬‬
‫انماْشج‪ :‬داس انُٓضح انؼشتٍح‪،‬‬ ‫األعظ انمإٍََح نهرحكٍى انرجاسي‪ ،‬د ط‬ ‫عًٍحح انمهٍٕتً‬
‫‪2013‬‬
‫نثُاٌ‪ :‬يؤعغح َٕفم‪1990 ،‬‬ ‫انرحكٍى انذٔنً‪ ،‬ج ‪3‬‬ ‫ػثذ انحًٍذ األحذب‬
‫تٍشٔخ‪ :‬يُشٕساخ انحهثً‬ ‫انرحكٍى فً انثهذاٌ انؼشتٍح‪ ،‬ط ‪3‬‬ ‫ػثذ انحًٍذ األحذب‬
‫انحمٕلٍح‪2009 ،‬‬
‫تٍشٔخ‪ :‬يُشٕساخ حهثً انحمٕلٍح‬ ‫انرحكٍى فً انذٔل انؼشتٍح‪ ،‬ط‪3‬‬ ‫ػثذ انحًٍذ األحذب‬
‫‪.2008‬‬
‫اإلعكُذسٌح‪ :‬داس انجايؼح انجذٌذج‪،‬‬ ‫انرحكٍى اإلنكرشًَٔ‬ ‫ػصاو ػثذ انفراح يطش‬
‫‪2009‬‬
‫األسدٌ‪ :‬داس انثمافح نهُشش ٔ‬ ‫انمإٌَ انذٔنً انخاص ذُاصع انمٕاٍٍَ –‬ ‫غانة ػهً انذأدي‬
‫انرٕصٌغ‪2013 ،‬‬ ‫دساعح يماسَح‪ -‬ط‪2‬‬
‫اإلعكُذسٌح‪ :‬يُشأج انًؼاسف‪،‬‬ ‫لإٌَ انرحكٍى فً انُظشٌح ٔانرطثٍك‪ ،‬لإٌَ‬ ‫فرحً ٔانً‬
‫‪2007‬‬ ‫انرحكٍى فً انُظشٌح ٔ انرطثٍك‪ ،‬د ط‬
‫انماْشج‪ :‬داس انُٓضح‬ ‫انحكى انمضائً أسكاٌ ٔلٕاػذ إصذاسِ‪ ،‬د ط‬ ‫يحًذ عؼٍذ ػثذ انشحًٍ‬
‫انؼشتٍح‪2002،‬‬
‫انماْشج‪ ،‬داس انُٓضح‬ ‫انرحكٍى انرجاسي انذٔنً‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫يحًذ يخراس تشتشي‬
‫انؼشتٍح‪1999،‬‬
‫االعكُذسٌح‪ ،‬داس انجايؼح انجذٌذج‬ ‫انرحكٍى فً انًٕاد انًذٍَح ٔانرجاسٌح ٔجٕاصِ‬ ‫يحًٕد انغٍذ انرحٍٕي‬
‫‪1999،‬‬ ‫فً يُاصػاخ انؼمٕد اإلداسٌح‬

‫‪78‬‬
‫انماْشج‪ :‬داس انُٓضح انؼشتٍح‪،‬‬ ‫انرحكٍى انرجاسي انذٔنً‪ ،‬ط‪3‬‬ ‫يحًٕد يخراس تشٌشي‬
‫‪2007‬‬
‫األسدٌ‪ :‬داس انثمافح نهُشش ٔ‬ ‫انرحكٍى فً ػمٕد انذٔنح راخ انطاتغ انذٔنً‪-‬‬ ‫يشاد يحًٕد انًٕاجذج‬
‫انرٕصٌغ ‪2010‬‬ ‫دساعح يماسَح‪ ،‬ط‪1‬‬
‫انرُظٍى انمإًََ نهرحكٍى انذٔنً ٔ انذاخهً‪ -‬فً اإلعكُذسٌح‪ :‬يُشاج انًؼاسف‪،‬‬ ‫يٍُش ػثذ انًجٍذ‬
‫‪1996‬‬ ‫ضٕء انفمّ ٔ انمضاء‪ ،‬د ط‬
‫اإلعكُذسٌح‪ :‬داس انجايؼح انجذٌذج‬ ‫انرحكٍى فً انًٕاد انًذٍَح ٔانرجاسٌح انٕطٍُح‬ ‫َثٍم إعًاػٍم ػًش‬
‫نهُشش‪2004،‬‬ ‫ٔ انذٔنٍح‪ ،‬د ط‬
‫اإلعكُذسٌح‪ :‬داس انجايؼح انجذٌذج‬ ‫انُظاو انمإًََ نهحكى انمضائً‪ ،‬ط ‪1‬‬ ‫َثٍم إعًاػٍم ػًش‬
‫نهُشش‪2006 ،‬‬

‫‪ -3‬المقاالت و المجالت‬

‫يؼهٕياخ انُشش‬ ‫انؼُٕاٌ‬ ‫اعى انًؤنف‬


‫ٔسلح تحث لذيد فً دٔسج انرحكٍى‬ ‫حكى انرحكٍى ٔ ششٔط صحرّ‬ ‫حًضج أحًذ حذاد‬
‫فً انؼمٕد انُٓذعٍح ٔاإلَشائٍح ٔ‬
‫أػذاد انًحكًٍٍ فً ديشك‪ ،‬انًؼٓذ‬
‫انؼشتً نهرحكٍى ٔ انرغٌٕاخ انثذٌهح‪،‬‬
‫ػًاٌ‪.2008/11/05 ،‬‬
‫طشق انطؼٍ فً أحكاو انرحكٍى طثما نهمإٌَ ٔسلح تحث لذيد فً انًهرمى‬ ‫حٕسٌح ٌغؼذ‬
‫انٕطًُ حٕل ذُظٍى انؼاللاخ انذٔنٍح‬ ‫انجضائشي‬
‫انخاصح فً انجضائش‪ٔ-‬الغ يرطٕس‪-‬‬
‫‪ 22ٔ21‬أفشٌم ‪2010‬‬
‫ٔسلح تحث لذيد فً انًؤذًش‬ ‫انرحكٍى انرجاسي انذٔنً فً ػمٕد انثرشٔل‬ ‫ػثذ انشحًاٌ خهفً‬
‫انغُٕي انحادي ٔاحذ ٔ انؼششٌٔ‪،‬‬
‫انطالح تٍٍ انمإٌَ ٔااللرصاد‪ ،‬كهٍح‬
‫انمإٌَ جايؼح األياساخ انؼشتٍح‬
‫انًرحذج‪2013/05/21-20 ،‬‬
‫يجهح جايؼح ديشك نهؼهٕو‬ ‫ذُفٍز أحكاو انرحكٍى انذٔنً تٍٍ انثطالٌ ٔ‬ ‫فؤاد دٌة‬
‫اإللرصادٌح ٔانمإٍََح‪ ،‬انؼذد ‪،3‬‬ ‫انكغاء فً اإلذفالٍاخ انذٔنٍح ٔ انرششٌؼاخ‬
‫ديشك‪.2011 ،‬‬ ‫انؼشتٍح انحذٌثح‬
‫يثشساخ انطؼٍ فً أحكاو انرحكٍى انرجاسي ٔسلح تحث لذيد فً انًهرمى‬ ‫نٍهح تٍ يذخٍ‬
‫انذٔنً ٔ حذٔد اخرصاص انماضً انٕطًُ انؼاللاخ انذٔنٍح انخاصح فً‬
‫انجضائش ‪ٔ-‬الغ يرطٕس‪ ،-‬جايؼح‬ ‫نهُظش فً انطؼٌٕ تٍٍ فشض انشلاتح ٔ‬
‫لاصذي يشتاح‪ 22ٔ21 ،‬أفشٌم‬ ‫احرشاو إسادج اإلسادج‬
‫‪.2010‬‬
‫ٔسلح تحث لذيد فً انًؤذًش‬ ‫انمٕاػذ انًٕضٕػٍح فً انمإٌَ انٕاجة‬ ‫ٌٕعف عهًٍاٌ ػثذ‬
‫انغُٕي انراعغ ػشش حٕل انرحكٍى‬ ‫انرطثٍك فً انًُاصػاخ ػمٕد انُفظ‬ ‫انشحًاٌ انحذاد‬
‫فً ػمٕد انُفظ ٔ اإلَشاءاخ انذٔنٍح‪،‬‬
‫ػًاٌ‪.2014 ،‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -4‬الرسائل والمذكرات الجامعية‪:‬‬

‫يؼهٕياخ انُشش‬ ‫انؼُٕاٌ‬ ‫اعى انًؤنف‬


‫غير منشورة‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد‬ ‫إشكاليات تنفيذ األحكام األجنبية‪ -‬دراسة‬ ‫أحمد عبد النور‬
‫تممسان كمية الحقوق و العموم السياسية‪،‬‬ ‫مقارنة ‪( -‬ماجستير)‬
‫‪.2010‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية كمية‬ ‫الطبيعة القانونية لحكم التحكيم و آثاره و طرق‬ ‫أشجان فيصل‬
‫الدراسات العميا فمسطين‪.2008 ،‬‬ ‫الطعن بو‪-‬دراسة مقارنة‪( -‬ماجستير)‬ ‫شكري داود‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية كمية‬ ‫التحكيم التجاري الدولي في إطار منيج التنازع‪-‬‬ ‫إليام عزام وحيد‬
‫الدراسات العميا ‪ ،‬فمسطين‪.2009،‬‬ ‫دراسة مقارنة‪( -‬ماجستير)‬ ‫الخراز‬

‫غير منشورة‪ ،‬األكاديمية العربية البريطانية‬ ‫التحكيم التجاري الدولي‪ -‬دراسة تحميمية لقوانين‬ ‫أمجد فيد الممحم‬
‫لمتعميم العالي قسم إدارة األعمال إدارة‬ ‫التحكيم و تأثيرىا في دولة اإلمارات العربية‬
‫التفاوض و النزاعات‪.2010 ،‬‬ ‫المتحدة‪( ،‬ماجستير)‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة مولود معمري كمية‬ ‫التحكيم اإللكتروني كوسيمة لتسوية منازعات‬ ‫بوديسة كريم‬
‫الحقوق و العموم السياسية‪،‬‬ ‫عقود التجارة اإللكترونية‪( ،‬ماجستير)‬
‫‪.2012/06/20‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد كمية‬ ‫دور اإلرادة في التحكيم التجاري الدولي‪ -‬دراسة‬ ‫جارد محمد‬
‫الحقوق و العموم السياسية‪،‬‬ ‫مقارنة ‪( -‬ماجستير)‬
‫تممسان‪.2010،‬‬
‫غٍش يُشٕسج‪ ،‬جايؼح يحًذ خٍضش تغكشج‬ ‫انطشق انثذٌهح نحم انًُاصػاخ انًذٍَح فً انمإٌَ‬ ‫عفٍاٌ عٕانى‬
‫كهٍح انحمٕق ٔ انؼهٕو انغٍاعٍح‪.2014 ،‬‬ ‫انجضائشي‪( ،‬دكرٕساِ)‬
‫غير منشورة ‪ ،‬جامعة األزىر فمسطين‪ ،‬كمية‬ ‫بطالن حكم التحكيم‪-‬دراسة تحميمية مقارنة‪-‬‬ ‫سالم توفيق‬
‫الحقوق‪.2010 ،‬‬ ‫(ماجستير)‬ ‫حسين منصور‬

‫غير منشورة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪،‬‬ ‫الحكم التحكيمي و الرقابة القضائية‪ ( ،‬دكتوراه)‬ ‫سميم بشير‬
‫كمية الحقوق قسم العموم القانونية‪.2011 ،‬‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬ ‫الطرق البديمة لحل منازعات العقود اإلدارية ذات‬ ‫سناء بمقواس‬
‫‪.2011‬‬ ‫الطابع الدولي ‪ -‬التحكيم نموذجًا ‪( -‬ماجستير)‬

‫غير منشورة‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي‬ ‫دور القاضي الوطني في مجال التحكيم التجاري‬ ‫طاىر حدادن‬
‫وزو كمية الحقوق و العموم السياسية قسم‬ ‫الدولي (ماجستير)‬
‫القانون‪.2012/7/4 ،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة نايف العربية لمعموم‬ ‫تنفيذ أحكام التحكيم الوطنية و األجنبية في‬ ‫عبد العزيز بن‬
‫األمنية كمية الدراسات العميا قسم العدالة‬ ‫المممكة العربية السعودية –دراسة تأصيمية‬ ‫عبد الرحمان بن‬

‫‪80‬‬
‫الجنائية‪.2006 ،‬‬ ‫تطبيقية تحميمية ‪( -‬ماجستير)‬ ‫عبد اهلل آل فريان‬

‫غير منشورة‪ ،‬جامعة خميس مميانة كمية‬ ‫التحكيم في العقود اإلدارية الدولية (ماستر)‬ ‫منير عباسي‬
‫الحقوق والعموم السياسية‪.2014 ،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪ ،‬كمية‬ ‫التحكيم التجاري الدولي (ماستر)‬ ‫نورة حميمة‬
‫الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة‪،‬‬ ‫تنفيذ أحكام التحكيم في المادة اإلدارية (ماستر)‬ ‫نوية طفحي‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‪.2014 ،‬‬

‫‪ -5‬الموسوعات‬

‫يؼهٕياخ انُشش‬ ‫انؼُٕاٌ‬ ‫اعى انًؤنف‬


‫انماْشج‪ :‬داس انششٔق‪2002 ،‬‬ ‫يٕعٕػح انرحكٍى انرجاسي انذٔنً فً‬ ‫خانذ يحًذ لاضً‬
‫يُاصػاخ انًششٔػاخ انذٔنٍح انًشرشكح‪ ،‬ط‪1‬‬

‫‪ -6‬المحاضرات والمطبوعات‬

‫يؼهٕياخ انُشش‬ ‫انؼُٕاٌ‬ ‫اعى انًؤنف‬


‫جامعة العربي بن مييدي أم البواقي‪2015-2014 ،‬‬ ‫محاضرات في التحكيم التجاري الدولي‬ ‫حمزة وىاب‬

‫‪81‬‬
‫فيرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪02‬‬ ‫مقدمة‪....................................... ........................................‬‬
‫‪05‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬صدور حكم التحكيم‪........................................ ...........‬‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفيوم صدور حكم التحكيم‪............................................‬‬
‫‪07‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تعريف حكم التحكيم‪..................................... .............‬‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف حكم التحكيم‪....................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف الواسع لحكم التحكيم‪....................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف الضيق لحكم التحكيم‪..................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط صحة حكم التحكيم‪...............................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫أوال‪ :‬أن يكون الحكم قطعي ‪..........................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن يحوز الحكم حجية الشيء المقضي فيو‪......................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أن يكون الحكم قابال لمتنفيذ‪.....................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع حكم التحكيم‪......................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬من حيث حجم النزاع‪...........................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬أحكام التحكيم المنيية لمخصومة (القطعية)‪.......................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -2‬أحكام التحكيم الجزئية‪...........................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬من حيث حضور األطراف‪.....................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -1‬أحكام التحكيم الحضورية‪........................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -2‬أحكام التحكيم الغيابية‪...........................................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫ثالثا‪ :‬من حيث الفترة التي يصدر فييا حكم التحكيم‪....................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -1‬األحكام الصادرة قبل الفصل في موضوع النزاع‪...................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -2‬األحكام الصادرة بعد الفصل في موضوع النزاع‪...................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫أ‪ -‬أحكام التحكيم االضافية‪...........................................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫ب‪ -‬أحكام التحكيم التفسيرية‪.........................................................‬‬

‫‪82‬‬
‫‪17‬‬ ‫ج‪ -‬أحكام التحكيم التصحيحية‪.......................................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬القانون الواجب التطبيق ‪..............................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قانون إرادة األطراف ‪.....................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تصدي ىيئة التحكيم لتحديد القانون المطبق‪..............................‬‬
‫‪23‬‬ ‫أوال‪ :‬كيفيات تحديد القانون الواجب التطبيق عمى موضوع النزاع‪........................‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ – 1‬تحديد القانون الواجب التطبيق بواسطة قواعد تنازع القوانين‪.......................‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -2‬التحديد المباشر لمقانون الواجب التطبيق من دون االستعانة بقواعد تنازع القوانين‪...‬‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ :‬طرق تحديد القانون الواجب التطبيق عمى موضوع النزاع‪........................‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -1‬الطريقة األولى‪ :‬تحديد القانون الواجب التطبيق‪...................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -2‬الطريقة الثانية‪ :‬التطبيق الجامع ألنظمة تنازع القوانين المرتبطة بالنزاع‪.............‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -3‬الطريقة الثالثة‪ :‬المجوء إلى المبادئ العامة في القانون الدولي الخاص‪..............‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الفصل في النزاع وفقا لقواعد العدالة واإلنصاف‪..........................‬‬
‫‪27‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صدور حكم التحكيم واآلثار المترتبة عنو‪..............................‬‬
‫‪27‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬إصدار حكم التحكيم المنيي لمخصومة وشروطو‪.......................‬‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إصدار حكم التحكيم المنيي لمخصومة‪...................................‬‬
‫‪28‬‬ ‫أوال‪ :‬وضع الدعوى لمفصل فييا‪......................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المداولة‪.......................................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ميعاد إصدار الحكم‪............................................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫رابعا‪ :‬اختصاص ىيئة التحكيم باتخاذ التدابير المؤقتة والتحفظية‪.......................‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرىا‪..................................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية ‪.............................................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية ‪................................................................‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -1‬اإلشارة إلى إدعاءات األطراف وأوجو دفاعيم‪.....................................‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -2‬تسبيب حكم التحكيم‪.............................................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -3‬اسم ولقب المحكم أو المحكمين‪..................................................‬‬

‫‪83‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -4‬تاريخ الحكم التحكيمي‪...........................................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -5‬أسماء وألقاب أطراف النزاع‪......................................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬آثار المترتبة عن صدور حكم التحكيم‪.................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إكتساب الحكم التحكيمي حجية الشيء المقضي فيو‪.......................‬‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬انتياء ميمة المحكم‪.....................................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫خالصة الفصل األول‪................................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬طرق الطعن في الحكم التحكيمي‪.....................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬طرق الطعن في حكم التحكيم الداخمي‪.................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬طرق الطعن العادية (االستئناف)‪......................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الجية القضائية المختصة بالنظر في الطعن ميعاد رفعو‪..................‬‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب البطالن‪.........................................................‬‬
‫‪46‬‬ ‫أوال‪ :‬عدم وجود اتفاق تحكيم أو بطالنو أو انقضاء مدتو‪...............................‬‬
‫‪47‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وجود مخالفة لمقانون في تشكيل محكمة التحكيم أو تعيين المحكم الوحيد‪..........‬‬
‫‪47‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إذا فصمت محكمة التحكيم بما يخالف الميمة المسندة إلييا‪.......................‬‬
‫‪48‬‬ ‫رابعا‪ :‬إذا لم يراع مبدأ الوجاىية‪......................................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫خامسا‪ :‬إذا لم تسبب محكمة التحكيم حكميا‪...........................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫سادسا‪ :‬إذا كان حكم التحكيم مخالف لمنظام العام‪.....................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫سابعا‪ :‬عدم تضمين الحكم اسماء المحكمين وتوقيعاتيم ‪...............................‬‬
‫‪51‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬طرق الطعن غير العادية‪.............................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪.....................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الطعن بالنقض في حكم التحكيم‪.........................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التماس إعادة النظر‪................................................ ....‬‬
‫‪57‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حاالت الطعن في الحكم التحكيمي الخارجي‪...........................‬‬
‫‪57‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬طرق الطعن وفقًا لمتشريع الجزائري‪....................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطعن في أحكام التحكيم الدولية الصادرة داخل الجزائر‪...................‬‬

‫‪84‬‬
‫‪58‬‬ ‫أوال‪ :‬الطعن بالبطالن في األحكام التحكيمية‪...........................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أسباب بطالن أحكام التحكيم‪....................................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪ -1‬غياب إتفاق التحكيم وبطالنو‪......................................................‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪-2‬إذا كان تشكيل محكمة التحكيم أو تعيين المحكم الوحيد مخالف لمقانون‪.............‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪-3‬إذا فصمت محكمة التحكيم بما يخالف المحكمة المسندة إلييا‪.......................‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪-4‬اإلخالل بمبدأ الوجاىية‪...........................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪-5‬إذا لم تسبب محكمة التحكيم حكميا أو تناقض في األسباب‪........................‬‬
‫‪62‬‬ ‫‪-6‬إذا كان حكم التحكيم مخالف لمنظام العام‪.........................................‬‬
‫‪62‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الجية القضائية المختصة بالنظر في الدعوى وميعاد رفعيا‪......................‬‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الطعن في أحكام التحكيم الصادرة خارج الجزائر‪..........................‬‬
‫‪64‬‬ ‫أوال‪ :‬عدم جواز الطعن في األحكام الصادرة خارج الجزائر(قاعدة)‪......................‬‬
‫‪64‬‬ ‫ثانيا‪ :‬استئناف األمر القاضي برفض اإلعتراف أو التنفيذ(إستثناء)‪......................‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪-1‬حالة رفض القاضي لإلعتراف أو التنفيذ‪...........................................‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪-2‬حالة قبول اإلعتراف أو تنفيذ حكم التحكيم الدولي‪..................................‬‬
‫‪66‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الطعن بالنقض في الحكم التحكيمي الدولي‪......................................‬‬
‫‪68‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬طرق الطعن في الحكم التحكيمي وفقًا لالتفاقيات الدولية‪...............‬‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطعن وفقاً نيويورك واتفاقية جنيف‪.......................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الطعن وفقاً التفاقية واشنطن‪.............................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الطعن وفقًا لالتفاقية العربية ‪.............................................‬‬
‫‪71‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‪...............................................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫خاتمة ‪...............................................................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫ممخص ‪..............................................................................‬‬
‫‪76‬‬ ‫فيرس المصادر والمراجع ‪............................................................‬‬
‫‪82‬‬ ‫فيرس الموضوعات ‪..................................................................‬‬

‫‪85‬‬

You might also like