You are on page 1of 41

ISSN :2588-2384 ‫مجلة المعيار‬

3102 :‫السنة‬ 54 :‫عدد‬ 32 :‫مجلد‬

‫منتقى من نصوص اإلمام مالك‬


‫الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية مجرى القواعد الفقهية‬
‫مهدية بلهول‬
‫طالبة دكتوراه قسم الفقه وأصوله كلية الشريعة والقانون‬
‫جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية قسنطينة‬
larbi135@gmail.com
0202/20/20:‫ النشر على الخط‬/0202/20/02:‫ القبول‬/ 0202/20/02 :‫تاريخ الوصول‬
Received: …………/ Accepted: …… / Published online: …………….

:‫الملخص‬
‫ فقد درست يف هذا املقال مناذج من نصوص‬،‫ وأمهية كتابه «املوطأ» بني كتب احلديث والفقه‬،‫نظرا ملكانة اإلمام مالك العلمية‬
‫ مث تطورت فيما بعد وسريها علماء‬،‫ واليت جاءت يف صياغات هي أقرب إىل الضوابط العامة‬،‫اإلمام وأقواله يف هذا الكتاب‬
‫ وهي أن هذه املرويات عنه قد تشكل النواة األوىل‬،‫ وأحملت من خالله إىل نقطة مهمة‬.‫املذهب مسري القواعد والكليات الفقهية‬
‫ مما َّأهل كتابه إىل اعتباره أحد‬،‫تبيني أصول الفقه وفروعه‬
َ »‫ وأن اإلمام مالكا قصد يف تأليف «املوطأ‬،‫للقواعد الفقهية يف املذهب‬
.‫املناهل الصافية اليت استقى منها املدونون هذه القواعد وأفرزوها يف كتبهم‬
.‫ قواعد – فقهية‬- ‫مالك – املوطأ – نصوص‬:‫الكلمات المفتاحية‬
”A Selection of Imam Maliks Texts in “Al-Muwatta
that Maliki Rite Turned into Jurisprudence Rules
Abstract:
Imam Malik scientific prestige in addition to his book “Al-Muwatta” importance among Hadith and
jurisprudence (Fiqh) books prompted us to discuss, through this article, some samples of Imam Maliks texts
and sayings in this book. The ones which are structured so as to be closer to the vital necessities in Islamic
religion. These texts have been developed and led by maliki scholars as rules and jurisprudence necessities.
The article main aim is to make the evidence that these sayings may represent the nucleus of the
jurisprudence rules in the maliki rite; and that Malik himself intended -by writing “Al-Muwatta”- to make
jurisprudence sources and branches clearer. This is the very reason to consider it as one of the pure sources
for codification that writers took the rules from and mentioned in their books.
Key words:Malik – Al-Muwatta – texts – rules – jurisprudence

920
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫وسهل انتزاع األحكام منهما على كل جمتهد‬
‫احلمد هلل الذي شرفنا بكلمة التوحيد‪ ،‬وأيدنا باتباع الوحيني أحسن تأييد‪َّ ،‬‬
‫جميد‪ ،‬وله الشكر على ما أوىل من التفقه يف الكتاب والسنة‪ ،‬وصلواته وسالمه على نبينا حممد ‪ ‬وعلى آله وصحبه ومن تبعهم‬
‫بإحسان إىل يوم الدين‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن أشرف العلوم بعد علم التوحيد‪ :‬الفقه يف الدين‪ ،‬كما شهد به النيب ‪ ‬يف قوله‪( :‬من يرد اللّه به خيرا يفقهه في‬
‫الدين)(‪ ،)1‬ومعناه‪ :‬فهم معاين األمر والنهي ليستبصر اإلنسان يف دينه‪.‬‬
‫ولذلك انكب عليه الصحابة ‪ ‬والتابعون‪ ،‬مث األئمة اجملتهدون لإلفتاء نظرا حلاجة النا إليه يف يمي أعماهم‪.‬‬
‫ولقد تنوع الفقه فنونا وأنواعا‪ ،‬وكان من أعظمها شأنا‪ ،‬وأعمها نفعا وفائدة‪ :‬علم قواعد الفقه‪ .‬فهو جيم األحكام الفرعية‬
‫العديدة‪ ،‬واملسائل اجلزئية املتناثرة يف قوالب عامة وشاملة‪ ،‬تضبط علم الفقه‪ ،‬وتنسق أحكامه وعلله‪ ،‬وتقربه لألذهان‪ ،‬كما قال‬
‫القرايف(‪.)2‬‬
‫وبعض هذه القواعد مستمد من النصوص الشرعية‪ ،‬وبعضها مأخذه ومصدره نصوص جرت على ألسنة األئمة اجملتهدين من‬
‫تأسيسهم‪ ،‬خرجت خمرج القواعد أو ما عرف فيما بعد بالضوابط أو الكليات‪ ،‬عن طريق االستنباط أو استقراء املسائل اجلزئية‬
‫اليت جتمعها عالقة جامعة بينها‪ ،‬كما يظهر ذلك جليا عند تقليب النظر يف كتبهم‪.‬‬
‫ومن تلك النصوص اليت وق اختياري عليها لدراستها يف هذا املقال‪ :‬أقوال إمام دار اهجرة النبوية‪ ،‬مالك بن أنس رمحه اهلل‪ ،‬من‬
‫كتابه «املوطأ»‪ ،‬ونظرا لغزارة وتشعب مادة هذا البحث‪ ،‬ولضيق حدود عرضها كاملة‪ ،‬فقد قصرته على خنبة من هذه النصوص‬
‫ليصبح العنوان‪:‬‬
‫"منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية مجرى القواعد الفقهية"‬
‫ولتوضيح املوضوع املعاجل‪ ،‬رمست النقاط التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أهمية الموضوع وأسباب اختياره‪:‬‬
‫إن احلامل على كتابة هذا البحث أمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ /1‬أن هذه النصوص املنتقاة هي نفس اإلمام مالك رمحه اهلل‪ ،‬وهو أحد أئمة االجتهاد والفتوى‪ .‬قال الذهيب‪« :‬فإىل فقه مالك‬
‫املنتهى‪ ،‬فعامة آرائه مسددة‪ ،‬ولو مل يكن له إال حسم مادة احليل‪ ،‬ومراعاة املقاصد‪ ،‬لكفاه»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري يف «صحيحه» (كتاب العلم‪ /‬باب من يرد اهلل به خريا يفقهه يف الدين) (رقم ‪ ،)52/1( )11‬ومسلم يف «صحيحه» (كتاب الزكاة‪ /‬باب‬
‫النهي عن املسألة) (‪.)42-49/3‬‬
‫(‪ )2‬أبو العبا أمحد بن إدريس الصنهاجي القرايف‪ ،‬الفروق أو أنوار الربوق يف أنواء الفروق‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت‪.)6/1( ،‬‬

‫‪921‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫وهو أيضا من أعلم النا بأصول أهل املدينة‪ .‬يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية‪« :‬فال ريب عند أحد أن مالكا ‪ ‬أقوم النا‬
‫مبذهب أهل املدينة رواية ورأيا‪ ،‬فإنه مل يكن يف عصره وال بعده أقوم بذلك منه‪ ،‬كان له من املكانة عند أهل اإلسالم ‪ -‬اخلاص‬
‫منهم والعام ‪ -‬ما ال خيفى على من له بالعلم أدىن إملام»(‪.)2‬‬
‫وهذه القواعد واألصول هي حمل قبول عند األئمة اجملتهدين‪ ،‬كالشافعي وأمحد وغريمها‪ .‬يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية‪« :‬مث من‬
‫تدبر أصول اإلسالم وقواعد الشريعة وجد أصول مالك وأهل املدينة أصح األصول والقواعد‪ .‬وقد ذكر ذلك الشافعي وأمحد‬
‫وغريمها»(‪.)3‬‬
‫‪ /5‬أن نصوص اإلمام مالك املقتبسة ها أثر عميق يف التقنني‪ ،‬واستنباط األحكام ملا وق وما حيتمل وقوعه‪ .‬فهي متثل عبقرية‬
‫إمام قادر على التقعيد والتأصيل‪ ،‬يم هبذه القواعد الفروع واملسائل املتشاهبة يف أحكام كلية‪ ،‬تيسريا للفقه‪ ،‬ولـما لشتاته‪.‬‬
‫‪ /3‬اخرتت يف هذه الدراسة كتابه «املوطأ» ألمهيته‪ .‬وقد قصد اإلمام مالك يف تأليفه التبيني ألصول الفقه وفروعه‪ ،‬فقد نص‬
‫على أصول كثرية يف مسائله املبثوثة‪.‬‬
‫يقول أبو بكر ابن العريب‪« :‬هذا أول كتاب ألِّف يف شرائ ا ِإلسالم وهو آخره‪ ،‬ألنه مل يـُ َؤلَّف مثله‪ ،‬إذ بناه مالك ‪ ‬على متهيد‬
‫األصول للفروع‪ ،‬ونبّه فيه على معظم أصول الفقه اليت ترج إليها مسائله وفروعه»(‪.)4‬‬
‫كما أنه احتوى آراءه الفقهية ومسائل متنوعة عنه‪ .‬ومنها تلك العبارات املأثورة عنه‪ ،‬واليت شكلت اللبنة األوىل للقواعد الكلية‬
‫الفقهية قبل أن تعرف باعتبارها قواعد وتصطبغ بصيغة العلم وتضارع القواعد املتداولة اليوم‪.‬‬
‫يقول حممد علي بن حسني املكي املالكي‪« :‬فإن القواعد ليست مستوعبة يف أصول الفقه‪ ،‬بل للشريعة قواعد كثرية جدا عند‬
‫أئمة الفتوى والفقهاء ال توجد يف كتب أصول الفقه أصال»(‪.)5‬‬
‫‪ /9‬إثراء الدراسات اليت قامت حول «املوطأ» من خالل استخالص نصوص اإلمام مالك اليت يف قالب القواعد الفقهية أو تعرب‬
‫عن هذا االجتاه ‪.‬‬
‫‪ /2‬إثراء القواعد الفقهية اليت مصدرها األئمة اجملتهدين بالشواهد واألمثلة اليت استندت يف نشأهتا وتكوهنا إىل أقوال اإلمام مالك‬
‫لوجود نقص يف هذا اجملال يف الدراسات‪.‬‬

‫(‪ )1‬فهذه شهادة احلافظ الذهيب اليت ها قيمتها العلمية والتارخيية واالستقرائية‪ .‬انظر‪ :‬اإلمام مشس الدين حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب‪ ،‬سري أعالم النبالء‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ /‬بريوت‪.)45/8( ،‬‬
‫(‪ )2‬شيخ اإلسالم أمحد ابن تيمية‪ ،‬جمموع الفتاوى‪ ،‬جمم امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪ /‬املدينة النبوية‪.)352/52( ،‬‬
‫(‪ )3‬املصدر السابق (‪ .)354- 358/52‬غري أن اإلمام مالكا مل يدون أصوله وال قواعده يف الفقه‪ ،‬بل تتبعها واستخرجها أتباعه من الفروع واألحكام‬
‫والفتاوى‪.‬‬
‫(‪ )4‬أبو بكر بن العريب املعافري‪ ،‬القبس يف شرح موطأ مالك بن أنس‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪.)12/1( ،‬‬
‫السنية يف األسرار الفقهية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت‪.)141/5( ،‬‬
‫(‪ )5‬حممد علي بن حسني املكي املالكي‪ ،‬هتذيب الفروق والقواعد َّ‬

‫‪922‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشكالية الموضوع‪:‬‬


‫يعترب «املوطأ» من املصادر األولية األصيلة واجلامعة ألقوال اإلمام مالك رمحه اهلل‪ ،‬ومنها تلك الكلمات اليت صاغها يف قالب‬
‫ضوابط كلية وقواعد عامة‪ ،‬وهي تشكل األسا للقواعد الفقهية‪ ،‬وميكن إجراؤها على ذلك يف كثري من املواض –عند توافر‬
‫الشروط‪ -‬واستعماها باعتبارها جامعة لكثري من املسائل والفروع الفقهية؛ وهذا ما اسرتعى انتباه العلماء عموما‪ ،‬واملالكية على‬
‫وجه اخلصوص‪ ،‬يف جمال التقعيد‪ ،‬وعملوا على صياغتها يف عبارات فيما بعد‪.‬‬
‫وعليه‪ :‬سيجيب البحث على يملة من اإلشكاالت‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ /1‬ما هي مقاصد اإلمام مالك من تأليف «املوطأ» ؟ هل تتوقف على سرد األحاديث واآلثار‪ ،‬أم هو متهيد لطرائق الفقه وبيان‬
‫دالئله وأصوله وقواعده ؟‪.‬‬
‫‪ /5‬هل ميكن اعتبار مرويات «املوطأ» اخلطوات األوىل للقواعد‪ ،‬اليت تعد من مصادر نشأة علم قواعد الفقه ؟‪.‬‬
‫‪ /3‬ما مدى إسهام علماء املذهب يف تطوير وحتوير هذه النصوص ؟‪.‬‬
‫‪ /9‬هل القواعد اليت ذكرها اإلمام مالك يف «املوطأ» جمرد آراء وأفكار خالية من الدليل‪ ،‬أو هي مؤسسة على أدلة معتربة؟‪.‬‬
‫‪ /2‬هل كان اإلمام مالك يفرق بني القاعدة الفقهية والضابط الفقهي كما هو شائ اليوم يف كتب القواعد الفقهية ؟‪.‬‬
‫‪/6‬ما هو منهج اإلمام مالك يف عرض هذه القواعد الفقهية وما مدى أثرها يف حتريراته واختياراته؟‬
‫على هذه اإلشكاالت يدور موضوع الدراسة ‪،‬وأسعى لإلجابة عليها بتوفيق وتسديد من اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫كثرية هي تلك الدراسات اليت اهتمت باستخراج األصول والقواعد والكليات الفقهية من بطون كتب العلماء من‬
‫فرتات زمنية خمتلفة‪ ،‬غري أن املطروح يف هذه الدراسة ما آلت إليه روايات اإلمام مالك يف قالب تقعيدي بعدما تناوها علماء‬
‫املذهب ونسجوها يف عبارات وصيغ تساعد الدار على فهم التطور املثمر املتواصل يف فن القواعد‪ .‬وهو يف حدود علمي مل‬
‫يسبق إليه أحد بعد‪ ،‬والعلم عند اهلل تعاىل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬خطة البحث‪:‬‬
‫قد اقتضت طبيعة املوضوع أن يتكون من مقدمة وثالثة مباحث وخامتة‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬منهج اإلمام مالك في تقرير القواعد في كتابه «الموطأ»‬
‫المطلب األول‪ :‬نبذة عن كتاب «املوطأ» ومنهج اإلمام مالك فيه‬
‫أوال‪ :‬من حيث الشكل‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث املوضوع‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص القواعد الفقهية عند اإلمام مالك‬

‫‪923‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫أوال‪ :‬اخلصائص من ناحية الصياغة‬


‫ثانيا‪ :‬اخلصائص من ناحية املضمون‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية‬
‫مجرى القواعد الفقهية‬
‫المطلب األول‪ :‬دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة يف «املوطأ» اليت أجراها املالكية جمرى القواعد الفقهية‬
‫يف العبادات‪ ،‬وحيتوي على فروع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة يف «املوطأ» اليت أجراها املالكية جمرى القواعد الفقهية‬
‫يف املعامالت‪ ،‬وحيتوي على فروع‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ»‬
‫المطلب األول‪ :‬عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة يف «املوطأ» يف العبادات‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة يف «املوطأ» يف املعامالت‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وتتضمن أبرز النتائج وأهم التوصيات‪.‬‬
‫ثبت المصادر والمراجع‪:‬‬
‫خامسا‪ :‬منهج البحث واجراءاته‪:‬‬
‫سلكت يف إعداد هذا البحث املنهج اآليت‪:‬‬
‫‪ /1‬استخلصت بالتتب يمي ما مير يب من نصوص اإلمام مالك مما يظهر منه أنه مأخذ لقاعدة أو ضابط أو أصل أو كلية‬
‫فقهية‪ ،‬ومل أفرق بينها‪ ،‬م احلفاظ على صيغة نص اإلمام مالك كما رواها دون تصرف مين‪ ،‬ما مل تقتضه احلاجة‪ .‬كما سجلت‬
‫يمي ما يتعلق بتلك القواعد من أدلة أو متثيل‪.‬‬
‫‪ /5‬قمت بدمج النصوص املتشاهبة بعضها م بعض‪ ،‬وترتيبها حسب وجودها يف «املوطأ» يف أول موض تظهر م اإلشارة إىل‬
‫مواطنها يف حال تكررها‪.‬‬
‫‪ /3‬عربت عن النص الذي يف قالب قاعدة بلفظ (النص)‪ ،‬وأحلقته بشرح موجز‪ ،‬معتمدة على شروح «املوطأ» وكتب القواعد‬
‫الفقهية املالكية‪.‬‬
‫‪ /9‬أتبعت ذلك بعرض أدلتها من «املوطأ»‪ ،‬فإن ُوجدت اكتفيت هبا‪ ،‬وإال اعتمدت على غريها يف املصادر األخرى‪.‬‬
‫‪ /2‬رجعت إىل كتب الفقه وكتب القواعد املالكية املعتمدة إليراد عبارات الفقهاء لتلك النصوص التقعيدية‪.‬‬
‫‪ /6‬قمت بدراسة هذه النصوص من خالل العناصر اآلتية‪:‬‬

‫‪924‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ ‬كتابة قاعدة اإلمام مالك بثبت مرجعه يف «املوطأ»‪.‬‬


‫‪ ‬بيان معىن القاعدة‬
‫‪ ‬دليل القاعدة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬مظان القاعدة يف كتاب «املوطأ»‬
‫‪ ‬مظان القاعدة يف املصادر املالكية‬
‫وأخريا‪ :‬إن كنت أقدم مقايل هذا على استحياء‪ ،‬ألنه جهد املقل‪ ،‬فإين أمحد اهلل تعاىل على عظيم آالئه ونعمائه‪ ،‬ومنها‪ :‬أن‬
‫وفقين لسلوك سبيل العلم الشرعي‪ ،‬وأعانين على إمتام هذا املقال‪ ،‬فهو أهل الفضل واملنة‪ ،‬ومنه يستمد العون والتوفيق‪ .‬كما أسأله‬
‫جل وعال أن يتقبله مين خدمة لدينه‪ ،‬وأرجو أن أكون قد وفقت يف عرضه مبا حيقق النف منه للمسلمني‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬منهج اإلمام مالك في تقرير القواعد في كتابه «الموطأ»‬
‫أعرض فيه نبذة يسرية عن كتاب «املوطأ»‪ ،‬مث أتبعها ببيان تقرير اإلمام مالك للقواعد فيه يف املطالب التالية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نبذة عن كتاب «الموطأ» ومنهج اإلمام مالك فيه‬
‫مل يعنت بكتاب من كتب احلديث والعلم اعتناء النا بـ«املوطأ»‪ ،‬فإن املوافق واملخالف اجتم على تقديره وتفضيله وروايته‬
‫وتقدمي حديثه‪ .‬وهو أول تدوين يم بني احلديث والفقه(‪ ،)2‬فكان أجلها وأعظمها نفعاً‪ ،‬وإن كان بعضها أكرب حجماً منه‬
‫وأكثر أحاديث‪ .‬ويظهر متيزه من ناحيتني‪:‬‬
‫األولى‪ :‬من حيث الشكل‬
‫َّبوب اإلمام مالك «املوطأ» على أبواب الفقه(‪ )3‬فأحسن ترتيبه وتبويبه‪ ،‬فكان كتابًا حديثيا فقهيا‪ ،‬يم بني األصل والفرع‪ .‬قال‬
‫صديق حسن خان‪« :‬وكتب مالك رمحه اهلل كتاب «املوطأ» أودعه أصول األحكام من الصحيح املتفق عليه ورتبه على أبواب‬
‫الفقه»(‪.)4‬‬
‫فكان تبويب هذه املرويات على أبواب حبسب ما حيتاج إليه املسلمون يف عباداهتم ومعامالهتم وآداهبم‪ ،‬من معرفة العمل فيها‬
‫الذي يكون جاريا هبم على السنن املرضي شرعا‪ .‬وقد تبعه على هذا التبويب أئمة احلديث يف مصنفاهتم‪ ،‬كالبخاري وغريه(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬نظرا لشهرة رواية حييي بن حييي الليثي لـ«ملوطأ» وأوعبها تداوال بني العلماء‪ ،‬فقد اعتمدت عليها يف هذا املقال‪.‬‬
‫(‪ )2‬القاضي عياض بن موسى بن عياض السبيت‪ ،‬ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالك‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ /‬اململكة‬
‫املغربية‪.)82/5( ،‬‬
‫(‪ )3‬قد حيصل االختالف يف ترتيب هذه املواد من كتب وأبواب يف كتاب «املوطأ» حسب تلك املقارنة اليت أجراها األعظمي بني عدد من روايات «املوطأ»‪.‬‬
‫انظر‪ :‬د‪ .‬حممد مصطفى األعظمي‪ ،‬حتقيق موطأ اإلمام مالك‪ ،‬مؤسسة زايد بن سلطان آل هنيان لألعمال اخلريية واإلنسانية‪ /‬أبو ظيب‪ 325/1( ،‬فما فوق)‪.‬‬
‫(‪ )4‬صديق بن حسن القنوجي‪ ،‬أجبد العلوم‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ /‬دمشق ودار الكتب العلمية‪.)531/5( ،‬‬

‫‪925‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫الناحية الثانية‪ :‬من حيث الموضوع‬


‫أظهر اإلمام مالك فيه طريقته اليت سار عليها يف الرواية‪ ،‬فأثبت فيه أحسن ما صح عنده من اآلثار املروية عن رسول اهلل ‪،‬‬
‫وما روي عن اخللفاء الراشدين وفقهاء الصحابة ومن بعدهم من فقهاء املدينة‪ ،‬وما جرى عليه عملهم باملدينة‪ ،‬مما يرج إىل‬
‫تلقي املأثور عن عمل رسول اهلل ‪ ‬واخللفاء الراشدين وقضاة العدل أئمة الفقه(‪.)2‬‬
‫ولإلمام مالك مقاصد يف بسط تلك األبواب برتايمها الفقهية‪ .‬يقول ابن تيمية‪« :‬فإن «املوطأ» ملن تدبره وتدبر ترايمه وما فيه‬
‫من اآلثار وترتيبه علم قول من خالفها من أهل العراق‪ .‬فقصد بذلك الرتتيب واآلثار بيان السنة والرد على من خالفها‪ ،‬ومن‬
‫كان مبذهب أهل املدينة والعراق أعلم كان أعلم مبقدار «املوطأ»‪ .‬وهذا كان يقول‪ :‬كتاب يمعته يف كذا وكذا سنة تأخذونه يف‬
‫كذا وكذا يوما ! كيف تفقهون ما فيه ؟ أو كالما يشبه هذا»(‪.)3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص القواعد الفقهية عند اإلمام مالك في «الموطأ»‬
‫بالتأمل يف هذه العبارات املروية عن اإلمام مالك‪ ،‬وجدهتا تتسم بطاب التأصيل والقواعد اجلامعة ملوضوع الباب الواحد أو لعدة‬
‫أبواب على السواء عند التعليل والتوجيه لبعض األحكام‪.‬‬
‫ويف هذا املطلب‪ ،‬أحاول إبراز يملة من مسات وخصائص هذه النصوص‪ .‬وال يسعين ذكرها يميعا يف هذه العجالة‪ .‬وعليه‪:‬‬
‫سأحبثها من جانبني‪:‬‬
‫األول‪ :‬الخصائص من ناحية الصياغة‬
‫تتميز هذه النصوص ذات الطاب التقعيدي من حيث املعىن بالشمول واالستيعاب لألفراد واملعاين‪ ،‬ويف سياق يملة خربية‪ .‬أما‬
‫من حيث الصياغة‪ :‬فتخض للحكم الذي قصد اإلمام مالك بيانه‪ .‬فكان جيم بني طول العبارة وقصرها‪ ،‬كقوله‪« :‬اإلشارة‬
‫باألمان مبنزلة األمان» [كتاب اجلهاد‪ /‬باب ما جاء يف الوفاء باألمان‪ /‬ص‪ ،]943‬وقوله‪« :‬املعدن مبنزلة الزرع» [كتاب الزكاة‪ /‬باب الزكاة يف املعادن‪/‬‬
‫ص‪.]512‬‬

‫الجانب الثاني‪ :‬الخصائص من ناحية المضمون‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬مصطفى بن عبد اهلل الشهري حباجي خليفة وبكاتب جليب‪ ،‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ /‬بريوت‪،‬‬
‫(‪)638/1‬؛ وصديق بن حسن القنوجي‪ ،‬أجبد العلوم‪)535-531/5( ،‬؛ وحممد بن احلسن احلجوي الثعاليب‪ ،‬الفكر السامي يف تاريخ الفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫مطبعة إدارة املعارف‪ /‬الرباط ومطبعة البلدية‪ /‬فا ‪)111-114/2( ،‬؛ وحممد الطاهر بن عاشور‪ ،‬كشف املغطى من املعاين واأللفاظ الواقعة يف املوطأ‪،‬‬
‫دار سحنون‪ /‬تونس ودار السالم‪ /‬القاهرة‪( ،‬ص‪.)51‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬القاضي عياض بن موسى بن عياض السبيت‪ ،‬ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالك‪)16 -13/5( ،‬؛ وصديق بن حسن‬
‫القنوجي‪ ،‬أجبد العلوم‪)531-532/5( ،‬؛ وحممد الطاهر بن عاشور‪ ،‬كشف املغطى من املعاين واأللفاظ الواقعة يف املوطأ‪( ،‬ص‪.)51‬‬
‫(‪ )3‬شيخ اإلسالم أمحد ابن تيمية‪ ،‬جمموع الفتاوى‪ .)315/52( ،‬تتب أمثلة عن دفاعه عن السنة يف‪ :‬حممد الطاهر بن عاشور‪ ،‬كشف املغطى من املعاين‬
‫واأللفاظ الواقعة يف املوطأ‪( ،‬ص‪ .)183‬مث أتبعه ابن عاشور مبثال آخر فقال‪« :‬وقد يأيت مالك مبثل هذا‪ ،‬كما قال يف القضاء بالشاهد و اليمني‪« :‬وإنه‬
‫ليكفي من ذلك ما مضى من السنة»»‪.‬‬

‫‪926‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫أ‪ /‬من حيث التأصيل‪ :‬لقد تنوعت هذه األقوال اليت تتسم بطاب القواعد بتنوع مأخذها‪:‬‬
‫فمنها نصوص استمد أصلها من الكتاب أو السنة أو اآلثار أو استنبطها منها‪ ،.‬مث عرب عنها اإلمام مالك يف نفس املعىن‪.‬‬
‫‪ - 1‬من نص الكتاب‪ :‬كقوله‪« :‬لكل مطلقة متعة» [كتاب الطالق‪ /‬باب ما جاء يف متعة الطالق‪ /‬ص‪ ،]991‬وقوله‪« :‬وال أرى‬
‫َّ ِ‬
‫بأسا مبا أصاب املعراض‪ ،‬إذا َخ َس َق وبلغ ال َـمقاتل أن يؤكل» قال‪« :‬يقول اهلل تبارك وتعاىل {يَاأَيـُّ َها الذ َ‬
‫ين َآمنُوا‬
‫ِ‬ ‫لَيبـلُونَّ ُكم اللَّه بِشيء ِمن َّ ِ‬
‫اح ُك ْم} [سورة املائدة‪ ،‬من اآلية‪ »]49:‬قال‪« :‬فكل شيء ناله اإلنسان‬ ‫الصْيد تَـنَالُهُ أَيْدي ُك ْم َوِرَم ُ‬ ‫َْ َ ُ ُ َ ْ َ‬
‫[كتاب الصيد‪ /‬باب ترك أكل ما قتل‬ ‫بيده أو رحمه‪ ،‬أو بشيء من سالحه‪ ،‬فأنفذه وبلغ مقاتله‪ ،‬فهو صيد كما قال اهلل»‬
‫املعراض واحلجر‪ /‬ص‪.]989‬‬
‫أوسق» [كتاب الزكاة‪ /‬باب ما ال‬ ‫‪ - 5‬من السنة‪ :‬كقوله «وإمنا جتب الصدقة على من بلغ َجذاذه أو قِطافه أو حصاده مخسة‬
‫زكاة فيه من الثمار‪ /‬ص‪ .]292‬وهذه قاعدة مبنزلة ضابط يف زكاة احلرث‪ ،‬جاءت موافقة ملا نطقت به السنة‪( :‬فيما دون‬
‫خمسة أوسق صدقة)(‪.)1‬‬
‫[كتاب األشربة‪/‬‬ ‫وقوله‪ « :‬والسنة عندنا أن كل من شرب شرابا مسكرا‪ ،‬فسكر أو مل يسكر‪ ،‬فقد وجب عليه احلد»‬
‫باب احلد يف اخلمر‪ /‬ص‪.]646‬‬
‫‪ - 3‬ومن األثر‪ :‬قال‪ِ « :‬‬
‫أستحب يف مثل هذا أن يهريق دما‪ ،‬وذلك أن عبد اهلل بن عبا قال‪" :‬من نسي من نسكه‬
‫دما"» [كتاب احلج‪ /‬باب التقصري‪ /‬ص‪ .]922‬وقال‪« :‬عن ابن شهاب أنه قال‪" :‬من أهدى بدنة‪ ،‬جزاءً أو‬
‫شيئا فليهرق ً‬
‫[كتاب احلج‪ /‬باب العمل يف اهدي إذا عطب أو ضل‪ /‬ص‪.]913‬‬‫هدي متت ‪ ،‬فأصيبت يف الطريق‪ ،‬فعليه البدل"»‬
‫نذرا‪ ،‬أو َ‬
‫ومن األثر‪ :‬ما جرى عليه عمل أهل املدينة‪ :‬قال مالك‪ « :‬األمر اجملتم عليه عندنا أنه ال قود بني الصبيان‪ ،‬فإن عمدهم‬
‫خطأ‪ ،‬ما مل جيب عليهم احلدود ويبلغوا احللم» [كتاب العقول‪ /‬باب دية اخلطأ يف القتل‪ /‬ص‪ .]619‬وقال‪« :‬واألمر عندنا فيما‬
‫أصيب من البهائم أن على من أصاب منها شيئا قدر ما نقص من مثنها» [كتاب العقول‪ /‬باب جام العقل‪ /‬ص‪.]666‬‬

‫ب‪ /‬من حيث المعاني‪:‬‬


‫‪ ‬إن ما رواه اإلمام مالك يف قالب عبارات تقعيدية‪ ،‬وعلل هبا املسائل‪ ،‬تتفاوت يف قوهتا ومكانتها واتساعها ومشوها‪ ،‬فهي ال‬
‫تعدو أن تكون أحيانا قواعد جامعة جرت على لسانه عند التعليل والتوجيه لبعض األحكام‪ .‬كقوله‪« :‬إمنا يقضي مثل الذي‬
‫كان عليه» وقوله‪« :‬إن دين اهلل يسر» [كتاب الصوم‪ /‬باب ما يفعل املريض يف صيامه‪ /‬ص‪.]522‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (كتاب الزكاة‪ /‬باب زكاة الورق) (رقم ‪ ،)116/2( )1446‬ومسلم (كتاب الزكاة) (‪ .)66/3‬وانظر‪ :‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول‬
‫الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪ ،‬الدار العربية للكتاب واملؤسسة الوطنية للكتاب‪( ،‬ص‪ .)19‬وقال املقري –كما يف الكليات الفقهية‪ ،‬الدار العربية‬
‫للكتاب‪ /‬تونس‪( ،‬ص‪« :)129‬كل حب مقتات أو مؤتدم الزيت مدخر ففي مخسة أوسق منه فأكثر الزكاة مرة»‪ .‬فاألصل يف الزكاة التقيد مبا نص عليه‬
‫الشرع يف احلرث والعني واملاشية‪.‬‬

‫‪927‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ ‬وجبانب ذلك‪ ،‬هناك نصوص جتري جمرى الضوابط‪ .‬وهي غالبها‪ ،‬كقوله‪« :‬الثيب إذا ملكها الرجل‪ ،‬ومل يدخل هبا‪ ،‬إهنا جتري‬
‫جمرى البكر‪ ،‬الواحدة تبينها‪ ،‬والثالث حترمها‪ ،‬حىت تنكح زوجا غريه»‪ ،‬وقوله‪« :‬الطالق للرجال‪ ،‬والعدة للنساء» وقوله‪« :‬احلامل‬
‫كاملريض»‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يطلق عليها كليات باعتبار بدايتها بـ ـ ـ"كل"‪ ،‬كقوله‪« :‬كل أمر تصنعه احلائض من أمر احلج‪ ،‬فالرجل يصنعه وهو غري‬
‫طاهر‪ ،‬مث ال يكون عليه شيء يف ذلك»‪ ،‬وقوله « كل شيء ناله اإلنسان بيده أو رحمه‪ ،‬أو بشيء من سالحه‪ ،‬فأنفذه وبلغ‬
‫مقاتله‪ ،‬فهو صيد»‪.‬‬
‫‪ ‬وأحيانا يتب هذه القواعد باستثناء‪ ،‬كقوله‪« :‬وإطعام املساكني يف الكفارات ال ينبغي أن يطعم فيها إال املسلمون‪ ،‬وال يطعم‬
‫فيها أحد على غري دين اإلسالم»‪ ،‬وقوله‪ « :‬ال حيلف يف القسامة يف العمد أحد من النساء‪ ،‬وإن مل يكن للمقتول والة إال‬
‫النساء‪ ،‬فليس للنساء يف قتل العمد قسامة وال عفو»‪.‬‬
‫ميكن القول بأن فكرة التقعيد تبلورت يف ذهن اإلمام مالك من خالل أقواله ذات املعاين التقعيدية اليت قامت عند التعليل مقام‬
‫التقعيد‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها‬
‫المالكية مجرى القواعد الفقهية‬
‫لقد رصد «املوطأ» يملة من هذه النصوص اليت يستند إليها اإلمام مالك يف معرض التعليل واالستدالل‪ .‬وإليك هذه املقتبسات‬
‫اليت من خالها يتبني كيف يقرر اإلمام مالك األحكام بقواعدها أو يقرهنا هبا‪ .‬وقد رتبت هذه النصوص واألقوال اجلارية جمرى‬
‫القواعد كما وردت يف «املوطأ»‪ ،‬وجعلتها يف املطلبني التاليني‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية‬
‫مجرى القواعد الفقهية في العبادات‬
‫وحيتوي على فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الصالة‬
‫[‪« ]1‬إنما يقضي مثل الذي كان عليه»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫أفاد اإلمام مالك بقاعدة مهمة من القواعد املتعلقة بأحكام القضاء والضمان يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬وتتخرج عليها فروع كثرية‪ .‬قرر‬
‫فيها هبذا اللفظ قضاء صالة املسافر للساهي أو الناسي ها‪ ،‬وأهنا تكون على صفتها‪ .‬فيكون املعترب يف قضاء العبادة الفعل‪،‬‬

‫‪928‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫وليس الظرف زمانيا كان أو مكانيا‪ .‬يقول الباجي‪« :‬ما يلزم من الرتتيب يف حال األداء‪ ،‬فكذلك يف حال القضاء‪ ،‬كالصالة‪ :‬ما‬
‫لزم فيها من الرتتيب يف حال األداء لزم مثله يف حال القضاء»(‪.)1‬‬
‫والظاهر أن اإلمام مالكا خصص القضاء بأهل األعذار حلصول الفرق بني املعذور ‪-‬كما مثل‪ -‬والنائم‪ ،‬فاإلمث مرفوع عنهما‪،‬‬
‫خبالف غري املعذور –كاملتعمد‪ ،-‬حلصول اإلمث له‪.‬‬
‫أما يف املعامالت‪ ،‬فإن املعترب فيها كون القضاء على صفة األداء جنسا وعددا‪ .‬وعليه‪ :‬تنقسم املضمونات من حيث ما تضمن‬
‫به إىل قسمني رئيسني‪ :‬مثلي وقيمي‪.‬‬
‫فاملثلي‪ :‬هو الشيء الذي له مثل من جنسه ال يتفاوت‪ ،‬فهو مضمون مبثله إن ُوجد‪.‬‬
‫والقيمي‪ :‬هو الشيء الذي ال مثل له‪ ،‬أو له مثل متفاوت‪ ،‬فهذا إمنا يضمن بقيمته‪ ،‬أي بقدر ما يساويه من املال‪ .‬ومن القيمي‬
‫أيضاً‪ :‬املثلي الذي انقط مثله فلم يوجد‪ ،‬أو وجد متفاوتاً‪ ،‬فهذا جيب ضمانه بقيمته أيضاً(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬دليل القاعدة‬
‫‪ /1‬من السنة‪ :‬حديث أنس ‪ ‬عن النيب ‪( :‬من نسي صالة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها)(‪.)3‬‬
‫‪ /5‬وحديثه ‪ ‬قال‪ :‬أهدت بعض أزواج النيب ‪ ‬إىل النيب ‪ ‬طعاما يف قصعة‪ ،‬فضربت عائشة القصعة بيدها فألقت ما فيها‪.‬‬
‫فقال النيب ‪( :‬طعام بطعام‪ ،‬وإناء بإناء)(‪.)4‬‬
‫‪ /3‬ومن األثر‪ :‬ما رواه مالك عن ناف أن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما كان يقول‪" :‬يصوم رمضان متتابعا‪ ،‬من أفطره من‬
‫مرض‪ ،‬أو يف سفر"(‪.)5‬‬
‫‪ /9‬وأما إيماع أهل املدينة‪ :‬فما ذكره عقب نص القاعدة بقوله‪« :‬وهذا األمر هو الذي أدركت عليه النا وأهل العلم‬
‫ببلدنا»(‪.)6‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬

‫(‪ )1‬أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي‪ ،‬املنتقى شرح موطأ مالك‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت‪.)121/9( ،‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.)221/12( ،‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم (كتاب الصالة‪ /‬باب قضاء الصالة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها) (‪.)195/5‬‬
‫(‪ )4‬رواه هبذا اللفظ‪ :‬الرتمذي يف «اجلام » (أبواب األحكام عن رسول اهلل ‪ /‬باب ما جاء فيمن يكسر له الشيء ما حيكم له من مال الكاسر) (رقم‬
‫‪( )1324‬ص‪ ،)931‬وقال‪« :‬هذا حديث حسن صحيح»‪.‬‬
‫(‪« )5‬املوطأ» (كتاب الصوم‪ /‬باب ما جاء يف قضاء رمضان والكفارات) (ص‪.)521‬‬
‫(‪ )6‬واحتج به أيضا يف (باب القضاء يف اهبة) (ص‪ )213‬بقوله‪« :‬األمر اجملتم عليه عندنا»‪ .‬وقال أبو عبد اهلل حممد بن احلسن الشيباين يف‪ :‬كتاب احلجة‬
‫على أهل املدينة‪ ،‬عامل الكتب‪ /‬بريوت‪« :)181/1( ،‬وكذلك قال أهل املدينة»‪ .‬ونقل ابن عبد الرب تفسري الدراوردي لقول مالك‪« :‬وعليه أدركت أهل بلدنا‬
‫وأهل العلم ببلدنا‪ ،‬واألمر اجملتم عليه عندنا» قال‪« :‬فإنه يريد ربيعة بن أيب عبد الرمحن وابن هرمز» أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري‬
‫القرطيب (ت‪963‬هـ)‪ ،‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ /‬املغرب‪.)9/3( ،‬‬

‫‪929‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫نص عليها اإلمام مالك معلال هبا حكم تأخري الصالة للمسافر ساهيا أو ناسيا حىت قدم على أهله‪ ،‬وكيفية قضائها فقال‪« :‬من‬
‫أدرك الوقت وهو يف سفر‪ ،‬فأخر الصالة ساهيا أو ناسيا حىت قدم على أهله‪ ،‬أنه إن كان قدم على أهله وهو يف الوقت‪ ،‬فإنه‬
‫فليصل صالة املسافر‪ ،‬ألنه إمنا يقضي(‪ )1‬مثل الذي كان‬
‫ِّ‬ ‫يصلي صالة املقيم‪ ،‬وإن كان قد قدم على أهله وقد ذهب الوقت‪،‬‬
‫عليه»(‪[ )2‬كتاب وقوت الصالة‪ /‬باب جام الوقوت‪ /‬ص‪.]34‬‬
‫وأعاد ذكرها ليوس يف صفة املقضي من األعيان والعروض والقضاء فيها باملثل أو البديل يف املواض التالية‪:‬‬
‫هدي متت ‪ ،‬فأصيبت يف الطريق‪ ،‬فعليه‬ ‫‪ /1‬ما حدث به عن شيخه ابن شهاب أنه قال‪« :‬من أهدى بدنة‪ ،‬جزاءً أو نذرا‪ ،‬أو َ‬
‫البدل»(‪[ )3‬كتاب احلج‪ /‬باب العمل يف اهدي إذا عطب أو ضل‪ /‬ص‪.]312‬‬
‫‪ /5‬قوله‪ « :‬من استهلك شيئا من الطعام بغري إذن صاحبه فإمنا يرد إىل صاحبه مثل طعامه مبكيلته من صنفه‪ ،‬وإمنا الطعام مبنزلة‬
‫الذهب‪ ،‬ومن الفضة الفضة‪ ،‬وليس احليوان مبنزلة الذهب يف ذلك‪ ،‬فرق بني ذلك السنة‬ ‫َ‬ ‫الذهب والفضة‪ ،‬إمنا يرد من الذهب‬
‫والعمل املعمول به» [كتاب األقضية‪ /‬باب القضاء يف استهالك احليوان والطعام وغريه‪ /‬ص‪.]262‬‬
‫‪ /3‬قوله‪« :‬األمر عندنا يف من استهلك شيئا من احليوان بغري إذن صاحبه‪ ،‬أن عليه قيمته يوم استهلكه‪ .‬ليس عليه أن يؤخذ‬
‫مبثله من احليوان‪ .‬وال يكون له أن يعطي صاحبه‪ ،‬فيما استهلك‪ ،‬شيئا من احليوان‪ .‬ولكن عليه قيمته يوم استهلكه‪ .‬القيمة أعدل‬
‫ذلك‪ ،‬فيما بينهما‪ ،‬يف احليوان والعروض»‪[ .‬كتاب األقضية ‪/‬باب القضاء يف استهالك احليوان والطعام وغريه‪ /‬ص‪.]262‬‬

‫(‪ )1‬و(يقضي)‪ :‬من قضى قضاء‪ ،‬وهو يف اللغة يأيت ملعاين كثرية‪ ،‬منها‪ :‬إحكام الشيء والفراغ منه ويكون مبعىن األداء‪ .‬واستعمل العلماء القضاء يف فعل يمي‬
‫العبادة املؤقتة بعد خروج وقتها احملدود شرعا‪ .‬انظر‪ :‬حمي الدين حيىي النووي‪ ،‬تصحيح التنبيه‪ ،‬مطبعة مصطفى البايب احلليب‪( ،‬ص‪)125‬؛ وأمحد بن حممد بن‬
‫علي ال ُـمقري الفيومي‪ ،‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري‪ ،‬دار املعارف‪ /‬القاهرة‪)221/5( ،‬؛ وحممد األمني بن حممد املختار اجلكين الشنقيطي‪ ،‬مذكرة‬
‫أصول الفقه على روضة الناظر‪ ،‬دار عامل الفوائد‪ /‬مكة املكرمة‪( ،‬ص‪)61-66‬؛ ود‪ .‬حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي‪ ،‬موسوعة القواعد‬
‫الفقهية‪.)149/8( ،‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي‪ ،‬االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ‬
‫من معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار‪ ،‬دار قتيبة للطباعة والنشر‪ /‬دمشق ودار الوغى‪ /‬القاهرة‪)583/1( ،‬؛ وحممد بن أمحد بن حممد‬
‫بن رشد احلفيد‪ ،‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ /‬القاهرة‪)211/1( ،‬؛ وويل الدين أيب زرعة أمحد بن عبد الرحيم العراقي‪ ،‬الغيث اهام شرح‬
‫يم اجلوام ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت‪( ،‬ص‪)341‬؛ وجالل الدين عبد الرمحن السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية‪ ،‬مكتبة نزار‬
‫مصطفى الباز‪ /‬مكة املكرمة‪ 196/5( ،‬فما فوق)؛ وزين الدين بن إبراهيم بن حممد الشهري بابن جنيم‪ ،‬األشباه والنظائر على مذهب أيب حنيفة النعمان‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ /‬بريوت‪( ،‬ص‪)122‬؛ وأبو العبا أمحد بن علي املنجور الفاسي‪ ،‬شرح املنهج املنتخب إىل قواعد املذهب‪ ،‬مطبعة أميمة‪ /‬فا ‪)691/5( ،‬؛‬
‫وأبو عبد اهلل حممد بن أيب القاسم السجلماسي‪ ،‬شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعامل املدينة يف القواعد والنظائر والفوائد الفقهية‪ ،‬مكتبة الرشد ناشرون‪/‬‬
‫الرياض‪)654/5( ،‬؛ وحسن بن عمر بن عبد اهلل السيناوين‪ ،‬األصل اجلام إليضاح الدرر املنظومة يف سلك يم اجلوام ‪ ،‬مطبعة النهضة‪ /‬تونس‪)29/5( ،‬؛‬
‫وأ‪ .‬د‪ .‬حممد مصطفى الزحيلي‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاهتا يف املذاهب األربعة‪ ،‬دار الفكر‪ /‬دمشق‪)186/5( ،‬؛ ود‪ .‬حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو‬
‫احلارث الغزي‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‪ 149/8( ،‬و‪.)466‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪.)49‬‬

‫‪930‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ /9‬قوله‪« :‬أن اهبة إذا تغريت عند املوهوب له للثواب‪ .‬بزيادة أو نقصان‪ .‬فإن على املوهوب له أن يعطي صاحبها قيمتها‪ ،‬يوم‬
‫قبضها» [كتاب األقضية‪ /‬القضاء يف اهبة‪ /‬ص‪.]213‬‬
‫‪ /2‬قوله‪« :‬األمر عندنا يف الرجل يغتصب املرأة‪ ،‬بكرا كانت أو ثيبا‪ :‬إهنا إن كانت حرة فعليه صداق مثلها‪ ،‬وإن كانت أمة فعليه‬
‫املغتصب‪ ،‬وال عقوبة على املغتصبة يف ذلك كله‪ ،‬وإن كان ِ‬
‫املغتصب عبدا فذلك له‬ ‫ما نقص من مثنها‪ ،‬والعقوبة يف ذلك على ِ‬
‫َ‬
‫على سيده‪ ،‬إال أن يشاء أن يسلّمه»(‪[ )1‬كتاب األقضية‪ /‬باب القضاء يف املستكرهة من النساء‪ /‬ص‪.]262‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫هذه القاعدة حمل اتفاق بني الفقهاء‪ ،‬وال يؤثر يف ذلك االختالف يف بعض فروعها ألسباب أخرى‪ ،‬وهي أصل للقاعدة‬
‫املشتهرة‪" :‬القضاء حيكي األداء"(‪ .)2‬وقد ترددت على أقالم الفقهاء املالكية بصياغات متقاربة هذه الصياغة‪:‬‬
‫‪ ‬فعرب عنها ابن رشد بقوله‪« :‬القضاء جيب أن يكون على صفة األداء»(‪.)3‬‬
‫‪ ‬واملقري بلفظ م مزيد كالم‪ « :‬األصل قضاء ما يف الذمة مبثله‪ ،‬فإذا تعذر أو تعسر رج إىل القيمة‪ .‬وهذا أصل مالك يف‬
‫ضمان ما سوى املكيالت واملوزونات واملعدودات بالقيمة‪ ،‬أعين التعذر أو التعسر‪ ،‬وتأول حديث القصعة‪ ،‬وهو معرتض بالقرض‬
‫وثبوته يف الذمة سلما‪ ،‬فإن انقط اعتباره‪ ،‬كالفلو يرتك التعامل هبا‪ ،‬فمشهور مذهبه القضاء باملثل‪ ،‬والشاذ فتقوم منه»(‪.)4‬‬
‫‪ ‬ونسبها احلطاب البن عبد السالم بقوله‪« :‬الواجب كون القضاء بصفة األداء»(‪.)5‬‬
‫‪ ‬وأوردها الونشريسي بصيغة االستفهام بقوله‪« :‬املوزون إذا دخلته صنعة هل يقضى فيه باملثل أو بالقيمة»(‪.)6‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الزكاة‬
‫[‪« ]2‬ال بأس بالتجارة في أموال اليتامى لهم‪ ،‬إذا كان الولي مأذونا‪ ،‬فال أرى عليه ضمانا»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬

‫(‪ )1‬قال القاضي أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب املعافري‪« :‬قال علماؤنا‪ :‬إذا غصب الفرج وجبت عليه قيمته‪ ،‬ألن ما ضمن باملسمى يف الصحيح من‬
‫العقد وباملثل يف الفاسد‪ ،‬ضمن باإلتالف‪ ،‬أصله األعيان‪ .‬وال تستمر لنا هذه املسألة م أيب حنيفة وأهل الكوفة إال بعد القول بأن مناف الرقاب مضمونة‬
‫باإلتالف‪ ،‬وفيه مخسة أقوال‪ ،‬والصحيح منها أن املناف مال‪ ،‬وأهنا مضمونة‪ ،‬سواء تلفت حتت اليد العادية‪ ،‬أو أتلفها املتعدي» املسالك يف شرح موطأ مالك‪،‬‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪.)336/6( ،‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬زين الدين بن إبراهيم بن حممد الشهري بابن جنيم‪ ،‬األشباه والنظائر على مذهب أيب حنيفة النعمان‪( ،‬ص ‪.)122‬‬
‫(‪ )3‬حممد بن أمحد بن حممد بن رشد احلفيد‪ ،‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪.)211/1( ،‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد املقري‪ ،‬قواعد الفقه‪ ،‬دار األمان‪ /‬الرباط‪( ،‬ص‪ .)953‬وأيضا‪ :‬أبو احلسن علي بن سعيد الرجراجي‪ ،‬مناهج التحصيل‬
‫ونتائج لطائف التأويل يف شرح املدونة وحل مشكالهتا‪ ،‬مركز الرتاث الثقايف املغريب‪ /‬اململكة املغربية ودار ابن حزم‪ /‬بريوت‪)923/8( ،‬؛ وأبو عبد اهلل حممد بن‬
‫أيب القاسم السجلماسي‪ ،‬شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعامل املدينة يف القواعد والنظائر والفوائد الفقهية‪.)632/5( ،‬‬
‫(‪ )5‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب املعروف باحلطاب الرعيين‪ ،‬مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل‪ ،‬دار عامل الكتب‪.)598/9( ،‬‬
‫(‪ )6‬أمحد بن حيىي الونشريسي‪ ،‬إيضاح املسالك إىل قواعد اإلمام أيب عبد اهلل مالك‪ ،‬دار ابن حزم‪ /‬بريوت‪( ،‬ص‪.)132‬‬

‫‪931‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫يف هذا النص‪ ،‬يقرر اإلمام مالك قاعدة مهمة يف الضمان‪ ،‬وهي مثيلة األسلوب الذي راج وشاع يف كتب املتأخرين عند التقعيد‬
‫بصيغة‪" :‬اجلواز الشرعي ينايف الضمان"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫استدل اإلمام مالك عليها بآثار الصحابة ‪:‬‬
‫‪ /1‬ما بلغه أن عمر بن اخلطاب قال‪« :‬اجتروا يف أموال اليتامى‪ ،‬ال تأكلها الزكاة»(‪.)1‬‬
‫‪ /5‬وما رواه عن عبد الرمحن بن القاسم عن أبيه أنه قال‪« :‬كانت عائشة تليين أنا وأخا يل‪ ،‬يتيمني يف حجرها‪ .‬فكانت خترج‬
‫من أموالنا الزكاة»(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫[كتاب الزكاة‪ /‬باب زكاة أموال اليتامى والتجارة هم‬ ‫ختم هبا باب زكاة أموال اليتامى مقررا فيها ضابطا مستمدا من اآلثار اليت استدل هبا‪.‬‬
‫فيها‪ /‬ص‪.]516‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬لقد نوع اخلشين عبارته م مراعاة املضمون‪ ،‬فذكرها بلفظ‪« :‬وإن كان ذلك من األعمال اليت كان يليها بيده أو عبيده‪ ،‬أو‬
‫من املال الذي يسقط مثله منه‪ ،‬فال شيء عليه حينئذ من يمي ذلك»(‪ .)3‬وذكرها بلفظ كلية‪ ،‬فقال‪« :‬فكل من فعل فعال جيوز‬
‫له أن يفعله بال حتظري‪ ،‬ففعله على وجهه فعال صوابا‪ ،‬فتولد من نفس ذلك الفعل هالك نفس أو ذهاب جارحة‪ ،‬أو تلف مال‪،‬‬
‫فإنه ال ضمان على ذلك الفاعل»(‪.)4‬‬
‫‪ ‬وأوردها املقري بلفظ‪« :‬إذن املأذون له شرعا أن يأذن مسقط للضمان‪ ،‬خبالف انفراد أحد اإلذنني أو انتفائهما‪ ،‬فإذا اجتمعا‬
‫سقط الضمان‪ ،‬كاملودع‪ ،‬وإال ثبت كفاتح الباب وإذن احملجور‪ ،‬وفيه بعض الصور خالف للمالكية»(‪.)5‬‬
‫‪ ‬وذكرها الدسوقي بلفظ أخص فقال‪« :‬أن احلاكم أو نائبه أمني ال ضمان عليه إال إذا َّفرط»(‪.)6‬‬

‫(‪« )1‬املوطأ» (كتاب الزكاة‪ /‬باب زكاة أموال اليتامى والتجارة هم فيها) (ص‪ .)516‬وقد رواه الدارقطين يف «السنن» (كتاب الزكاة‪ /‬باب وجوب الزكاة يف‬
‫مال الصيب واليتيم) (رقم ‪ ،)6/3( )1413‬والبيهقي يف «السنن الكبري» (كتاب الزكاة‪ /‬باب من جتب عليه الصدقة) (رقم‪ )88/8( )1912‬بلفظ‪( :‬ابتغوا‬
‫بأموال اليتامى‪ ،‬ال تأكلها الصدقة)‪ .‬قال البيهقي‪« :‬هذا إسناد صحيح‪ ،‬وله شواهد عن عمر ‪.»‬‬
‫(‪« )2‬املوطأ» (كتاب الزكاة‪ /‬باب زكاة أموال اليتامى والتجارة هم فيها) (ص‪ .)216‬ومن طريقه رواه البيهقي يف «السنن الكبري» (كتاب الزكاة‪ /‬باب من‬
‫جتب عليه الصدقة) (رقم‪.)42/8( )1952‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪)386‬؛ وأ‪ .‬د‪ .‬حممد مصطفى الزحيلي‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاهتا‬
‫يف املذاهب األربعة‪.)234/1( ،‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪.)386‬‬
‫(‪ )5‬انظر‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد املقري‪ ،‬قواعد الفقه‪( ،‬ص‪.)226‬‬
‫(‪ )6‬انظر‪ :‬مشس الدين حممد عرفة الدسوقي‪ ،‬حاشية على الشرح الكبري أليب الربكات أمحد الدردير‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ /‬مصر‪.)516/3( ،‬‬

‫‪932‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصوم‬


‫[‪« ]3‬وكل أحد دخل في نافلة فعليه إتمامها إذا دخل فيها‪ ،‬كما يتم الفريضة»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫ينص اإلمام مالك على القاعدة األصولية املشتهرة واملختلف فيها‪" :‬هل يلزم املندوب بالشروع فيه ؟"‪ .‬فاملالكية ذهبوا إىل أنه‬
‫جيب عليه اإلمتام إذا شرع يف املندوب‪ ،‬فإن خرج منه بغري عذر فعليه القضاء فقط‪ ،‬وإن خرج بعذر فال قضاء عليه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫ط‬
‫اخلَْي ُ‬
‫ني لَ ُك ُم ْ‬
‫استدل اإلمام مالك على إلزام النفل بالشروع فيه بدليله من الكتاب‪ ،‬وهو قوله تعاىل { َوُكلُوا َوا ْشَربُوا َح َّىت يـَتَبَـ َّ َ‬
‫الصيَ َام إِ َىل اللَّْي ِل} [سورة البقرة‪ ،‬من اآلية‪ ،]181:‬فعليه إمتام الصيام كما قال اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫َس َوِد ِم َن الْ َف ْج ِر ُمثَّ أَِمتُّوا ِّ‬ ‫ْاألَبـيض ِمن ْ ِ‬
‫اخلَْيط ْاأل ْ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلَ َّج َوالْعُ ْمَرَة للَّه} [سورة البقرة‪ ،‬من اآلية‪.]146:‬‬ ‫ِ‬
‫وقوله اهلل { َوأَمتُّوا ْ‬
‫قال‪ « :‬ال ينبغي أن يدخل الرجل يف شيء من األعمال الصاحلة‪ ،‬الصالة والصيام واحلج‪ ،‬وما أشبه هذا من األعمال الصاحلة‬
‫كرب مل ينصرف حىت يصلي ركعتني‪ ،‬وإذا صام مل يفطر حىت يتم صوم‬ ‫اليت يتطوع هبا النا ‪ ،‬فيقطعه‪ ،‬حىت يتمه على سنته‪ :‬إذا َّ‬
‫أهل مل يرج حىت يتم حجه‪ ،‬وإذا دخل يف الطواف مل يقطعه حىت يتم ُسبوعه‪ .‬وال ينبغي أن يرتك شيئا من هذا إذا‬ ‫يومه‪ ،‬وإذا َّ‬
‫دخل فيه حىت يقضيه‪ ،‬إال من أمر يعرض له‪ ،‬مما يعرض للنا من األسقام اليت يعذرون هبا‪ ،‬واألمور اليت يعذرون هبا‪ .‬وذلك أن‬
‫َس َوِد ِم َن الْ َف ْج ِر ُمثَّ أَِمتُّوا ِّ‬
‫الصيَ َام إِ َىل‬ ‫ط ْاألَبـيض ِمن ْ ِ‬
‫اخلَْيط ْاأل ْ‬ ‫اخلَْي ُ َْ ُ َ‬‫ني لَ ُك ُم ْ‬
‫اهلل تبارك وتعاىل يقول يف كتابه { َوُكلُوا َوا ْشَربُوا َح َّىت يـَتَبَـ َّ َ‬
‫ج َوالْعُ ْمرَة لِلَّ ِه} [سورة البقرة‪ ،‬من‬
‫َ‬ ‫اللَّْي ِل} [سورة البقرة‪ ،‬من اآلية‪ ،]181:‬فعليه إمتام الصيام‪ ،‬كما قال اهلل تعاىل‪ .‬وقال اهلل { َوأَِمتُّوا ْ‬
‫احلَ َّ‬
‫أهل باحلج تطوعا‪ ،‬وقد قضى الفريضة‪ ،‬مل يكن له أن يرتك احلج بعد أن دخل فيه‪ ،‬ويرج حالال من‬ ‫اآلية‪ ،]146:‬فلو أن رجال َّ‬
‫الطريق» [كتاب الصيام‪ /‬باب قضاء التطوع‪ /‬ص‪.]523‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫‪ ‬قال‪ « :‬وكل أحد دخل يف نافلة فعليه إمتامها إذا دخل فيها‪ ،‬كما يتم الفريضة‪ .‬وهذا أحسن ما مسعت» [كتاب الصيام‪ /‬باب قضاء‬

‫التطوع‪ /‬ص‪.]523‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬أوردها الباجي بلفظ‪« :‬أفعال القرب إذا دخل فيها لزمت بالدخول فيها»(‪.)1‬‬
‫‪ ‬ونسبها ابن جزي إىل الفقهاء وقال‪« :‬من ابتدأ نافلة مل جيز له قطعها»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وأشار إليها السجلماسي(‪ )1‬يف قوله‪« :‬النظائر اليت جتب عندنا بالشروع‪ ،‬وهي تطوع‪.‬‬

‫(‪ )1‬أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي‪ ،‬املنتقى شرح موطأ مالك‪.)121/3( ،‬‬
‫(‪ )2‬أبو القاسم حممد بن أمحد بن جزي املالكي‪ ،‬التسهيل لعلوم التنزيل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت‪.)399/5( ،‬‬

‫‪933‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫وعمرة مث ص ـ ــالة وصيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫حج طواف وعكوف وائتمام‬


‫(‪)2‬‬
‫ال غريها من كل خري يعلـ ـ ــم»‬ ‫النفل بالشروع فيها يلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزم‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الحج‬
‫[‪« ]4‬ومن نسي من طوافه شيئا‪ ،‬أو شك فيه‪ ،‬فلم يذكر إال وهو يسعى بين الصفا والمروة‪،‬‬
‫فإنه يقطع سعيه‪ ،‬ثم يتم طوافه بالبيت على ما استيقن»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫إن ما نص عليه اإلمام مالك له عالقة بالقاعدة الكربى‪" :‬اليقني ال يزول بالشك" أو "الذمة إذا عمرت بيقني فال تربأ إال‬
‫بيقني"‪ .‬فجعل من نسي من طوافه أو شك فيه كاملعدوم الذي جيزم بعدمه‪ ،‬وذلك ألن األمر أو الفعل املرتتب وجوده على‬
‫الشرط‪ ،‬إذا وق الشك يف وجود هذا الشرط‪ ،‬فإن هذا الشك يوجب الشك يف حصول الفعل املشروط هبذا الشرط ضرورة‬
‫ولزوماً‪ .‬وهي قاعدة جمم عليها‪ ،‬كما قرره القرايف(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬دليل القاعدة‬
‫‪ /1‬دليل هذه القاعدة من السنة‪ :‬حديث عباد بن متيم عن أبيه أنه شكا إىل رسول اهلل ‪ ‬الرجل الذي خييل إليه أنه جيد الشيء‬
‫يف الصالة‪ .‬فقال‪( :‬ال ينفتل – أو‪ :‬ال ينصرف‪ -‬حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا)(‪.)4‬‬
‫قال ابن دقيق العيد‪« :‬واحلديث أصل يف إعمال األصل وطرح الشك‪ .‬وكأن العلماء متفقون على هذه القاعدة‪ ،‬لكنهم خيتلفون‬
‫يف كيفية استعماها»(‪.)5‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬

‫(‪ )1‬أبو عبد اهلل حممد بن أيب القاسم السجلماسي‪ ،‬شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعامل املدينة يف القواعد والنظائر والفوائد الفقهية‪.)351/1( ،‬‬
‫(‪ )2‬يعين أن هذه املسائل جيب إمتامها بالشروع فيها‪ ،‬وجتب إعادهتا على من قطعها عمدا بال عذر غري االئتمام‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬أبو العبا أمحد بن إدريس الصنهاجي القرايف‪ ،‬الفروق أو أنوار الربوق يف أنواء الفروق‪)232-233/1( ،‬؛ وأبو العبا أمحد بن علي املنجور‬
‫الفاسي‪ ،‬شرح املنهج املنتخب إىل قواعد املذهب‪)493-421/1( ،‬؛ ود‪ .‬حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‪،‬‬
‫(‪.)196/1‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري (كتاب الوضوء‪ /‬باب ال يتوضأ من الشك حىت يستيقن) (رقم ‪ ،)34/1( )131‬ومسلم (كتاب الطهارة‪ /‬باب الدليل على أن من تيقن‬
‫الطهارة مث شك يف احلدث قله أن يصلي بطهارته تلك) (‪.)184/1‬‬
‫(‪ )5‬تقي الدين ابن دقيق العيد‪ ،‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام‪ ،‬مطبعة السنة احملمدية‪ /‬القاهرة‪ .)66/1( ،‬وانظر‪ :‬احلسني بن مسعود البغوي‪ ،‬شرح‬
‫السنة‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪)914/1( ،‬؛ وأبو الطيب حممد مشس احلق العظيم آبادي‪ ،‬عون املعبود شرح سنن أيب داود‪ ،‬املكتبة السلفية باملدينة‬
‫املنورة‪)233/1( ،‬؛ وأبو العال حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري‪ ،‬حتفة األحوذي بشرح جام الرتمذي‪ ،‬دار الفكر‪.)248/1( ،‬‬

‫‪934‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ /1‬ذكرها وهو يرشد من شك يف طوافه بعدما رك ركعيت الطواف‪ ،‬إىل إعادة وإمتام طوافه على اليقني‪ ،‬مث ليُعِد الركعتني‪ ،‬ألنه ال‬
‫السب ‪[ .‬كتاب احلج‪ /‬باب ركعتا الطواف‪ /‬ص‪.]544‬‬
‫صالة لطواف إال بعد إكمال ُّ‬
‫‪ /5‬مث يعيد ذكره يف موض آخر يف قوله‪ « :‬ومن نسي من طوافه شيئا‪ ،‬أو شك فيه‪ ،‬فلم يذكر إال وهو يسعى بني الصفا واملروة‪،‬‬
‫فإنه يقط سعيه‪ ،‬مث يتم طوافه بالبيت على ما استيقن‪ ،‬ويرك ركعيت الطواف‪ ،‬مث يبتدئ سعيه بني الصفا واملروة» [كتاب احلج‪ /‬باب‬

‫جام السعي‪ /‬ص‪.]329‬‬


‫‪ /3‬وألمهية القاعدة فقد تناوها يف املرياث بقوله‪« :‬وال ينبغي أن يرث أحد أحدا بالشك‪ ،‬وال يرث أحد أحدا إال باليقني من‬
‫العلم والشهداء» [كتاب الفرائض‪ /‬باب مرياث من ُجهل أمره بالقتل أو غري ذلك‪ /‬ص‪.]929‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬أشار إليها اخلشين بقوله‪« :‬املرياث ال جيزئ بالشك»(‪.)1‬‬
‫‪ ‬مث القرايف بصيغة‪« :‬الشك يف الشرط مستلزم للشك يف املشروط»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وأشار إليها املقري بقوله‪« :‬الشك يف الشرط يوجب الشك يف املشروط»(‪.)3‬‬
‫‪ ‬وساقها الونشريسي بلفظ‪« :‬الشك يف الشرط مان من ترتب املشروط»(‪ .)4‬وبلفظ‪« :‬الشك يف النقصان كتحققه»(‪.)5‬‬
‫وهذا أيضا مثال على التطور املستمر يف قوالب القواعد الفقهية‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬الجهاد‬
‫[‪« ]5‬اإلشارة باألمان بمنزلة األمان»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫نص مالك على قاعدة جليلة‪ ،‬عليها قول عامة الفقهاء‪ .‬وهي مبعىن أن اإلشارة مبنزلة الكالم والكتابة‪ ،‬ألهنا إفهام باألمان(‪.)1‬‬
‫وأراد هبا أن من َّأمن حربيا بأي كالم هم به األمان‪ ،‬فقد مت له األمان(‪ .)2‬مث تطورت صيغتها واشتهرت عند املتأخرين بلفظ‪:‬‬

‫(‪ )1‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪ .)299‬وانظر‪ :‬د‪ .‬أحسن زقور‪ ،‬القواعد الفقهية املستنبطة من املدونة‬
‫الكربى لإلمام مالك بن أنس األصبحي برواية اإلمام سحنون بن سعيد عن اإلمام عبد الرمحن بن القاسم‪ ،‬دار الرتاث ناشرون‪ /‬اجلزائر ودار ابن حزم‪ /‬بريوت‪،‬‬
‫(‪.)669/6‬‬
‫(‪ )2‬شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف‪ ،‬الذخرية‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪.)542/5( ،‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري‪ ،‬القواعد‪ ،‬مركز إحياء الرتاث اإلسالمي جبامعة أم القرى‪ /‬مكة املكرمة‪ 239/1( ،‬و‪288-286‬‬
‫و‪ .)234‬وانظر‪ :‬أبو العبا أمحد بن حيىي الونشريسي‪ ،‬املعيار املعرب واجلام املغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس واملغرب‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية للمملكة املغربية ودار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪.)436/1( ،‬‬
‫(‪ )4‬أمحد بن حيىي الونشريسي‪ ،‬إيضاح املسالك إىل قواعد اإلمام أيب عبد اهلل مالك‪( ،‬ص‪.)18‬‬
‫(‪ )5‬املصدر السابق‪( ،‬ص‪.)82‬‬

‫‪935‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫"اإلشارة تقوم مقام العبارة" أو‪" :‬اإلشارة أبلغ أسباب التعريف"‪ .‬وقد تكون اإلشارة يف كثري من أبواب الفقه أقوى من‬
‫الكالم(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫ِ‬ ‫َشار ِ‬
‫صبِيا (‪[ })54‬سورة مرمي‪ ،‬اآلية‪]54:‬‬ ‫ت إِلَْيه قَالُوا َكْي َ‬
‫ف نُ َكلِّ ُم َم ْن َكا َن ِيف الْ َم ْهد َ‬ ‫‪ /1‬قوله تعاىل يف حق مرمي عليها السالم‪{ :‬فَأ َ َ ْ‬
‫يعىن عرفوا بإشارة مرمي ما يعرفونه من نطقها‪.‬‬
‫ك أََّال تُ َكلِّ َم النَّا َ ثََالثَةَ أَيَّام إَِّال َرْمًزا} [سورة آل عمران‪ ،‬من اآلية‪ ،]91:‬أي إمياء وإشارة‪ ،‬فلوال أنه يفهم منها‬
‫ال آيـَتُ َ‬
‫‪ /5‬قوله تعاىل‪{ :‬قَ َ‬
‫كالما‪ .‬ففي هذه اآلية دليل على أن اإلشارة تنزل منزلة‬
‫رمزا‪ ،‬فجعل الرمز ً‬
‫ما يفهم من النطق مل يقل تعاىل‪ :‬أال تكلمهم إال ً‬
‫الكالم‪ ،‬وذلك موجود يف كثري من السنة(‪.)4‬‬
‫ال‪ :‬قال رسول اهلل ‪( :‬بعثت أنا والساعة كهاتين) قال‪ :‬وضم السبابة والوسطى(‪.)5‬‬
‫‪ /3‬ومن األحاديث‪ :‬عن أنس ‪ ‬قَ َ‬
‫‪ /9‬وعن أيب هريرة ‪ ‬قال‪( :‬أقيمت الصالة‪ ،‬وصف الناس صفوفهم‪ ،‬وخرج رسول اهلل ‪ ،‬فقام مقامه‪ ،‬فأومأ إليهم بيده‬
‫أن مكانكم‪ ،‬فخرج وقد اغتسل ورأسه ينطف الماء‪ ،‬فصلى بهم)(‪.)6‬‬
‫‪ /2‬وإيماع العقول على أن العيان أقوى من اخلرب دليل على أن اإلشارة قد تكون يف بعض املواض أقوى من الكالم(‪.)7‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫علل هبا يف جواب له عن اإلشارة باألمان‪ ،‬أهي مبنزلة األمان ؟ فقال‪« :‬نعم‪ ،‬وإين أرى أن يُتقدم يف ذلك إىل اجليوش‪ :‬أن ال‬
‫يقتلوا أحدا أشاروا إليه باألمان‪ ،‬ألن اإلشارة عندي مبنزلة األمان» [كتاب اجلهاد‪ /‬باب ما جاء يف الوفاء باألمان‪ /‬ص‪.]394‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬سوى ابن القاسم بني اإلشارة والكتابة‪« :‬يلزمه ذلك يف اإلشارة‪ ،‬فكيف ال يلزمه يف الكتاب»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي‪ ،‬املنتقى شرح موطأ مالك‪.)398/9( ،‬‬
‫(‪ )2‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي‪ ،‬االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من‬
‫معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار‪.)81/19( ،‬‬
‫‪3‬‬
‫املبني ملا تضمنه من السنة وآي الفرقان‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ /‬بريوت‪)153/2( ،‬؛‬
‫( ) أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب‪ ،‬اجلام ألحكام القرآن و ِّ‬
‫ود‪.‬حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‪.)348/1/1( ،‬‬
‫‪4‬‬
‫املبني ملا تضمنه من السنة وآي الفرقان‪.)153/2( ،‬‬
‫( ) أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب‪ ،‬اجلام ألحكام القرآن و ِّ‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري (كتاب الرقاق‪ /‬باب قول النيب ‪( :‬بعثت أنا والساعة كهاتني)) (رقم ‪ ،)126/8( )6229‬ومسلم (كتاب اجلمعة‪ /‬باب ختفيف الصالة‬
‫واخلطبة) (‪.)11/3‬‬
‫(‪ )6‬رواه مسلم (كتاب الصالة‪ /‬باب من مىت يقوم النا للصالة) (‪.)121/5‬‬
‫(‪ )7‬ابن بطال أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك‪ ،‬شرح صحيح البخاري‪ ،‬مكتبة الرشد‪ /‬الرياض‪)924/1( ،‬؛ و أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب‬
‫املبني ملا تضمنه من السنة وآي الفرقان‪.)994/13( ،‬‬
‫بكر القرطيب‪ ،‬اجلام ألحكام القرآن و ِّ‬

‫‪936‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ ‬وقد أشار اخلشين إىل موضوع القاعدة بقوله‪« :‬أصل مذهب مالك أن كل من عقد له املسلمون أمانا فإنه ال ينحل له ذلك‬
‫األمان حىت يصري إىل مأمنه‪ ،‬وإن عرض له عارض أخرجه إىل بعض البلدان غري الذي كان به أمنه‪ ،‬فهو يف أمانه حىت يصل إىل‬
‫أمانه»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وابن بطال بصيغة‪« :‬يعقل من اإلشارة ما يعقل من النطق»(‪.)3‬‬
‫‪ ‬وأوردها ابن رشد اجلد بصيغة موجزة‪« :‬اإلشارة كالكالم»(‪.)4‬‬
‫‪ ‬وذكرها ابن عبد الرب بلفظ قريب من عبارة اإلمام مالك فقال‪« :‬وأكثرهم جيعلون اإلشارة األمان إذا كانت مفهومة مبنزلة‬
‫الكالم»(‪.)5‬‬
‫‪ ‬وابن فرحون بلفظ‪« :‬ويقوم مقام اللفظ اإلشارة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والسكوت»(‪.)6‬‬
‫‪ ‬والعدوي بلفظ‪« :‬أن اإلشارة منها مثل النطق»(‪.)7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية‬
‫مجرى القواعد الفقهية في المعامالت‬
‫وحيتوي على فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النذور‬
‫[‪« ]6‬وجوب الوفاء بالنذور في القربات»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫نص اإلمام مالك على أصل عظيم متفق عليه بني يمي الفقهاء‪ ،‬أال وهو وجوب الوفاء بالنذر‪.‬‬

‫(‪ )1‬املدونة الكربى رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي عن اإلمام عبد الرمحن بن القاسم العتقي عن إمام دار اهجرة مالك بن أنس (ت‪114‬هـ)‪ :‬وزارة‬
‫الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ /‬اململكة العربية السعودية‪.)24/6( ،‬‬
‫(‪ )2‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪.)38‬‬
‫(‪ )3‬ابن بطال أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك‪ ،‬شرح صحيح البخاري‪.)413/6( ،‬‬
‫(‪ )4‬الوليد ابن رشد القرطيب‪ ،‬البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل يف مسائل املستخرجة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪ .)538/3( ،‬وانظر‪« :‬شرح‬
‫خمتصر خليل» للخرشي (‪.)66/9‬‬
‫(‪ )5‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي‪ ،‬االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من‬
‫معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار‪.)86/14( ،‬‬
‫(‪ )6‬برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن اإلمام مشس الدين أيب عبد اهلل حممد بن فرحون اليعمري املالكي‪ ،‬تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام‪،‬‬
‫دار عامل الكتب‪ /‬الرياض‪ .)21/5( ،‬وانظر‪ :‬شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف‪ ،‬الذخرية‪ ،)934/4( ،‬وحممد بن أمحد بن جزي الغرناطي‪ ،‬القوانني‬
‫الفقهية يف تلخيص مذهب املالكية والتنبيه على مذهب الشافعية واحلنفية واحلنبلية‪ ،‬دار ابن حزم‪ /‬بريوت‪( ،‬ص‪.)414‬‬
‫(‪ )7‬علي العدوي‪ ،‬حاشية على شرح أيب عبد اهلل حممد اخلرشي على خمتصر خليل‪ ،‬املطبعة األمريية‪ /‬بوالق مصر‪.)184/9( ،‬‬

‫‪937‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬


‫واألصل فيه الكتاب والسنة وإيماع األمة‪.‬‬
‫‪ /1‬أما الكتاب فهو تنبيه جلي‪ .‬قال اهلل تعاىل {يُوفُو َن بِالنَّ ْذ ِر َوَخيَافُو َن يـَ ْوًما َكا َن َشُّرهُ ُم ْستَ ِط ًريا (‪[ })1‬سورة اإلنسان‪ ،‬اآلية‪.]1:‬‬
‫‪ /5‬وأما السنة‪ :‬فما روته عائشة رضي اهلل عنها أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬من نذر أن يطيع اهلل فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصي اهلل‬
‫فال يعصه)(‪.)1‬‬
‫‪ /3‬وأما اإليماع فقد نقله ابن العريب فقال‪« :‬وأما اجتماع األمة‪ ،‬فال خالف بينهم يف وجوب الوفاء به‪ ،‬كما ال خالف بينهم‬
‫يف كراهية التزامه»(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫ساقه يف حمتوى جوابه عن الرجل حيلف بنذور مسماة مشيا إىل بيت اهلل‪ ،‬أن ال يكلم أخاه أو أباه بكذا وكذا‪ ،‬نذرا لشيء ال‬
‫يقوى عليه‪ ،‬ولو تكلف ذلك كل عام‪ ،‬لعُرف أنه ال يبلغ عمره ما جعل على نفسه من ذلك‪ ،‬فقيل له‪ :‬هل جيزيه من ذلك نذر‬
‫واحد أو نذور مسماة ؟ فقال مالك‪« :‬ما أعلمه جيزئه من ذلك إال الوفاء مبا جعل على نفسه‪ ،‬فليمش ما قدر عليه من الزمان‪،‬‬
‫والتقرب إىل اهلل تعاىل مبا استطاع من اخلري» [كتاب النذور واألميان‪ /‬باب ما جاء فيمن نذر مشيا إىل بيت اهلل‪ /‬ص‪.]361‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬أشار إليها اخلشين بلفظ‪« :‬أصل مذهب مالك والرواة من أصحابه‪ :‬أنه من نذر من صدقة شيء بعينه من ماله‪ ،‬فإنه خيرجه‬
‫كله‪ ،‬وإن كان جل ماله أو أكثر‪ .‬وكذلك إن عدد أشياء بأعياهنا‪ ،‬فإنه خيرجها يميعها‪ ،‬وإن كانت جبمي ماله‪ .‬وإن قصد إىل‬
‫ذكر املال يملة واحدة‪ ،‬فإمنا عليه إخراج ثلثه‪ ،‬كان ذلك يف نذر أو ميني»(‪.)3‬‬
‫‪ ‬وذكرها املقري بصيغة‪« :‬النذر التزام على قصد التقرب»(‪.)4‬‬
‫‪ ‬واحلطاب بقوله‪« :‬نذر الطاعة الزم‪ ،‬ونذر ما عداها ال يلزم»(‪.)5‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفرائض‬
‫[‪ « ]7‬كل من ال يرث‪ ،‬إذا لم يكن دونه وارث‪ ،‬فإنه ال يحجب أحدا من ميراثه»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (كتاب األميان والنذور‪ /‬باب النذر يف الطاعة) (رقم ‪.)195/8( )6646‬‬
‫(‪ )2‬أبو بكر بن العريب املعافري‪ ،‬القبس يف شرح موطأ مالك بن أنس‪.)663-113/2( ،‬‬
‫(‪ )3‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪.)139‬‬
‫(‪ )4‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري‪ ،‬قواعد الفقه‪( ،‬ص‪.)281‬‬
‫(‪ )5‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب املعروف باحلطاب الرعيين‪ ،‬مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل‪.)945/9( ،‬‬

‫‪938‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫إذ ال معىن حلجب من ال يرث من كافر أو عبد أو قاتل عمد(‪ ،)1‬فالعربة يف احلجب مبن يرث‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫‪ /1‬ما جاء يف السنة من حديث أسامة بن زيد ‪ ‬مرفوعا‪( :‬ال يرث الكافر المسلم)(‪.)2‬‬
‫‪ /5‬ومن اآلثار‪ :‬ما رواه عن ابن شهاب عن علي بن حسني بن علي بن أيب طالب أنه أخربه‪« :‬إمنا ورث أبا طالب عقيل‬
‫وطالب‪ ،‬ومل يرثه علي‪ .‬قال‪ :‬فلذلك تركنا نصيبنا من الشعب»‪.‬‬
‫‪ /3‬وزاد مالك ما اجتم عليه أهل املدينة فقال‪ « :‬األمر اجملتم عليه عندنا‪ ،‬والسنة اليت ال اختالف فيها‪ ،‬والذي أدركت عليه‬
‫[كتاب الفرائض‪ /‬باب مرياث أهل‬ ‫أهل العلم ببلدنا‪ :‬أنه ال يرث املسلم الكافر‪ ،‬بقرابة وال والء وال رحم‪ ،‬وال حيجب أحدا عن مرياثه»‬
‫امللل‪ /‬ص‪.]923‬‬
‫ونقل ابن بزيزة اتفاق العلماء والصحابة والتابعني‪ :‬أن من ال يرث ألجل الكفر ال حيجب(‪.)3‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫‪ /1‬قال مالك‪ « :‬وكذلك كل من ال يرث‪ ،‬إذا مل يكن دونه وارث‪ ،‬فإنه ال حيجب أحدا من مرياثه» [كتاب الفرائض‪ /‬باب مرياث أهل‬

‫امللل‪ /‬ص‪.]923‬‬
‫‪ /5‬وساقها يف معرض ما جرى عليه عمل أهل املدينة فقال‪ « :‬األمر اجملتم عليه عندنا‪ ،‬والسنة اليت ال اختالف فيها‪ ،‬والذي‬
‫أدركت عليه أهل العلم ببلدنا‪ :‬أنه ال يرث املسلم الكافر‪ ،‬بقرابة وال والء وال رحم‪ ،‬وال حيجب أحدا عن مرياثه»‪[ .‬كتاب الفرائض‪/‬‬
‫باب مرياث أهل امللل‪ /‬ص‪.]923‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬عرب عنها اخلشين بقوله‪« :‬وكل من ال يرث فال حيجب»(‪ ،)4‬وقوله‪« :‬وال توارث بني املسلم و الكافر ألبتة»(‪.)5‬‬
‫‪ ‬والباجي بلفظ‪« :‬وال حيجب َمن وجوده وعدمه سواء يف احلجب»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬حممد الزرقاين‪ ،‬شرح على املوطأ‪ ،‬املطبعة اخلريية‪ /‬مصر‪)936/2( ،‬؛ وأبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي‪ ،‬االستذكار‬
‫اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار‪.)139/11( ،‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (كتاب الفرائض‪ /‬باب ال يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم) (رقم ‪ ،)126/8( )6169‬ومسلم (كتاب الفرائض) (‪.)24/2‬‬
‫(‪ )3‬أبو حممد عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة التونسي‪ ،‬روضة املستبني يف شرح كتاب التلقني‪ ،‬مركز اإلمام الثعاليب للدراسات ونشر الرتاث‪ /‬اجلزائر ‪ -‬دار ابن‬
‫حزم‪ /‬بريوت‪.)1939/5( ،‬‬
‫(‪ )4‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪ ،)299‬و«القواعد الفقهية املستنبطة» (‪.)663/2‬‬
‫(‪ )5‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪ ،)299‬و«القواعد الفقهية املستنبطة» (‪.)663/2‬‬
‫(‪ )6‬أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي‪ ،‬املنتقى شرح موطأ مالك‪.)263/8( ،‬‬

‫‪939‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ ‬واملقري بصيغة‪« :‬كل من ال يرث ال حيجب وارثا‪ ،‬إال تعدد اإلخوة‪ ،‬يرد األم إىل السد كالولد‪ ،‬واإلخوة لألب ينقصون‬
‫اجلد للشقائق يف العادة»(‪ .)1‬وبلفظ‪« :‬موان املرياث‪ :‬اختالف الدين والقتل والرق والشك واللعان يف اجلملة دون التفصيل»(‪،)2‬‬
‫وبلفظ‪« :‬الكفر عند مالك وحممد يقط حق القرابة‪ ،‬فيؤخذ مال املرتد حبق الفيء‪ .‬وعند النعمان‪ :‬ال يقطعها عن األكساب‬
‫(‪)4‬‬
‫بلفظ‪« :‬كل ملتني فال توارث بينهما‪ ،‬إال الزنديق فمرياثه‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬فما اكتسب قبل الردة فلورثته»(‪ .)3‬ويف «كلياته»‬
‫لورثته املسلمني‪ ،‬ووصاياه يف ماله نافذة»‪.‬‬
‫‪ ‬ونقلها ابن رشد والصقلي واحلطاب بلفظ‪« :‬أن كل من ال يرث حبال فال حيجب وارثا»(‪.)5‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الطالق‬
‫[‪« ]8‬إذا تقابل ضرران وجب ارتكاب أخفهما»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫يشري اإلمام مالك يف هذا النص إىل قاعدة من أوس القواعد الفقهية‪ ،‬جتري يف عامة أبواب الفقه‪ ،‬وقد أيم على حمتواها يمي‬
‫الفقهاء‪ ،‬وتناولوها بألفاظ متنوعة‪ .‬وهي متفرعة من القاعدة الفقهية الكربى‪" :‬ال ضرر وال ضرار" و"الضرر يزال"‪.‬‬
‫ومفادها‪ :‬إذا ابتلي إنسان ببليتني خمتلفني‪ ،‬وإحدامها أخف مفسدة أو أقل ضرراً أو أهون شراً من األخرى‪ ،‬فإنه يرتكب األخف‬
‫ويدف األعظم واألشد‪ ،‬ألن ارتكاب احملرم واإلقدام على املفاسد ال جيوز إال لضرورة شديدة‪ ،‬وإذا أمكن دف الضرورة باألخف‬
‫فال جيوز اإلقدام على األشد‪ ،‬ألنه ال ضرورة يف حق الزيادة(‪.)6‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫استدل عليها بالسنة وعمل أهل املدينة‪:‬‬
‫‪ /1‬أما السنة‪ :‬فما رواه عن حيىي بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرمحن أهنا أخربته عن حبيبة بنت سهل األنصاري رضي اهلل‬
‫عنها أهنا (كانت حتت ثابت بن قيس بن مشا ‪ ،‬وأن رسول اهلل ‪ ‬خرج إىل الصبح‪ ،‬فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه يف‬

‫(‪ )1‬الكليات الفقهية لإلمام املقري‪( ،‬ص‪.)136‬‬


‫(‪ )2‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد املقري‪ ،‬قواعد الفقه‪( ،‬ص ‪.)126‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد املقري‪ ،‬قواعد الفقه‪( ،‬ص‪.)121‬‬
‫(‪ )4‬الكليات الفقهية لإلمام املقري‪( ،‬ص ‪.)131‬‬
‫(‪ )5‬أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن يونس التميمي الصقلي‪ ،‬اجلام ملسائل املدونة‪ ،‬معهد البحوث العلمية وإحياء الرتاث اإلسالمي‪ /‬جامعة أم القرى ودار‬
‫الفكر للطباعة والنشر والتوزي ‪)952/51( ،‬؛ وأبو الوليد حممد بن أمحد ابن رشد القرطيب‪ ،‬املقدمات املمهدات لبيان ما اقتضته رسوم املدونة من األحكام‬
‫الشرعية والتحصيالت احملكمات ألمهات مسائلها املشكالت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪)193/3( ،‬؛ وأبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن‬
‫املغريب املعروف باحلطاب الرعيين‪ ،‬مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل‪.)186-186/8( ،‬‬
‫(‪ )6‬د‪ .‬حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‪.)531-532/1/1( ،‬‬

‫‪940‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫الغلس‪ ،‬فقال رسول اهلل‪ :‬من هذه ؟ فقالت‪ :‬أنا حبيبة بنت سهل يا رسول اهلل‪ .‬قال‪ :‬ما شأنك؟‪ .‬قالت‪ :‬ال أنا وال ثابت بن‬
‫قيس‪ ،‬لزوجها‪ .‬فلما جاء زوجها ثابت بن قيس‪ ،‬قال له رسول اهلل ‪ :‬هذه حبيبة بنت سهل‪ .‬قد ذكرت ما شاء اهلل أن تذكر‪.‬‬
‫فقالت حبيبة‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬كل ما أعطاين عندي‪ .‬فقال رسول اهلل ‪ ‬لثابت بن قيس‪ :‬خذ منها‪ .‬فأخذ منها‪ .‬وجلست يف‬
‫أهلها)(‪.)1‬‬
‫[كتاب الطالق‪ /‬باب ما جاء يف اخلل ‪/‬‬ ‫‪ /5‬وأما عمل أهل املدينة‪ ،‬فقال‪« :‬وهذا الذي كنت أمس ‪ ،‬والذي عليه أمر النا عندنا»‬
‫ص‪.]932‬‬

‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬


‫ورد‬
‫قال مالك يف املفتدية اليت تفتدي من زوجها‪« :‬إذا عُلم أن زوجها أضر هبا‪ ،‬وضيق عليها‪ ،‬وعُلم أنه ظامل ها‪ ،‬مضى الطالق َّ‬
‫عليها ماها»‪[ .‬كتاب الطالق‪ /‬باب ما جاء يف اخلل ‪ /‬ص‪.]932‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬عرب عنها ابن عبد الرب بصيغة‪« :‬واألصول تشهد‪ ،‬والعقل والدين‪ ،‬أن أعظم املكروهني أوالمها بالرتك»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬واملقري بقوله‪« :‬إذا تقابل مكروهان أو حمظوران أو ضرران‪ ،‬ومل ميكن اخلروج عنهما‪ ،‬وجب ارتكاب أخفهما»(‪.)3‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬البيوع‬
‫(‪)4‬‬
‫ويحرمه ما يحرم البيع»‬
‫بيع‪ُ ،‬يحله ما يحل البيع ُ‬ ‫[‪« ]9‬اإلقالة‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫نص مالك على أن اإلقالة بي من البيوع إال يف الطعام فليست ببي ‪ ،‬وإمنا هي ِحل للبي السابق ولذلك جازت اإلقالة منه قبل‬
‫قبضه‪ ،‬وهو املشهور يف املذهب‪ ،‬إال يف ثالث مسائل يف الشفعة واملراحبة واإلقالة يف الطعام (‪.)5‬‬

‫(‪« )1‬املوطأ» (كتاب الطالق‪ /‬باب ما جاء يف اخلل ) (ص‪ .)932‬وانظر‪« :‬إرواء الغليل» (‪.)125/1‬‬
‫(‪ )2‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب‪ ،‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد‪.)514/53( ،‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري‪ ،‬القواعد‪ .)416/2( ،‬وانظر‪ :‬أبو العبا أمحد بن علي املنجور الفاسي‪ ،‬شرح املنهج املنتخب إىل قواعد‬
‫املذهب‪.)616-614/2( ،‬‬
‫(‪ )4‬اإلقالة‪ :‬الرف واإلزالة‪ .‬وإقالة البي شرعا‪ :‬رف العقد‪ .‬وعند املالكية‪ :‬ترك املبي لبائعه بثمنه ال بأقل وال أكثر‪ ،‬وال خبالف جنسه‪ .‬انظر‪ :‬أبو عبد اهلل حممد‬
‫األنصاري الرصاع‪ ،‬شرح حدود ابن عرفة املوسوم اهداية الكافية الشافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪( ،‬ص‪)314‬؛‬
‫وسعدي أبو جيب‪ ،‬القامو الفقهي لغة واصطالحا‪ ،‬دار الفكر‪ /‬دمشق‪( ،‬ص‪.)315‬‬
‫(‪ )5‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب‪ ،‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد‪)395/16( ،‬؛ وشهاب الدين أمحد بن‬
‫إدريس القرايف‪ ،‬الذخرية‪)322/1( ،‬؛ وأبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب املعروف باحلطاب الرعيين‪ ،‬مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل‪،‬‬
‫(‪.)956/6‬‬

‫‪941‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫وما ذكره كاالستثناء ملا تقدم‪ ،‬ويظهر ذلك من قوله «وإمنا أُرخص يف اإلقالة والشِّرك والتولية ما مل يدخل شيئا من ذلك الزيادة‬
‫أو النقصان أو نَ ِظرة» [كتاب البيوع‪ /‬باب السلفة يف الطعام‪ /‬ص‪.]943‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫ما أخرب به ربيعة بن أيب عبد الرمحن عن النيب ‪ ‬حديثا مستفاضا باملدينة قال‪( :‬من ابتاع طعاما فال يبعه حتى يقبضه‬
‫ويستوفيه‪ ،‬إال أن يشرك فيه أو يوليه أو يقيله)(‪.)1‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن اإلقالة يف احلديث بي استثين كما استثين غريه من يملة بيوع منهي عنها يف الطعام املبي قبل قبضه كما تقدم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫‪ ‬قال اإلمام مالك‪« :‬وتفسري ذلك أن املشرتي حني حل األجل‪ ،‬وَكره الطعام‪ ،‬أخذ به دينارا إىل أجل‪ ،‬وليس ذلك باإلقالة‪،‬‬
‫وإمنا اإلقالة ما مل يزدد فيه البائ وال املشرتي‪ ،‬فإذا وقعت فيه الزيادة بنسيئة إىل أجل‪ ،‬أو بشيء يزداده أحدمها على صاحبه‪ ،‬أو‬
‫بشيء ينتف به أحدمها‪ ،‬فإن ذلك ليس باإلقالة‪ ،‬وإمنا تصري اإلقالة إذا فعال ذلك بيعا‪ ،‬وإمنا أُرخص يف اإلقالة والشِّرك والتولية ما‬
‫مل يدخل شيئا من ذلك الزيادة أو النقصان أو نَ ِظرة‪ ،‬فإن دخل ذلك زيادة أو نقصان أو نظرة صار بيعا‪ُ ،‬حيله ما حيل البي‬
‫وحيرمه ما حيرم البي » [كتاب البيوع‪ /‬باب السلفة يف الطعام‪ /‬ص‪.]943‬‬
‫ُ‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬ساقها ابن عبد الرب يف أسلوب االستفهام إشارة إىل االختالف فيها فقال‪« :‬اإلقالة فسخ بي أو بي ؟»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وبنفس األسلوب أوردها املقرى بقوله‪« :‬اختلفوا يف كون اإلقالة حال للبي األول‪ ،‬أو ابتداء لبي ثان ؟»(‪.)3‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬القراض‬
‫[‪« ]11‬كل شيء من ذلك كان تافها‪ ،‬ال خطب له‪ ،‬فهو للعامل»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬

‫(‪« )1‬مصنف عبد الرزاق» (رقم ‪ .)94/8( )19521‬وقد رواه البخاري (كتاب البيوع‪ /‬باب الكيل على البائ واملعطي) (رقم ‪ )61/3( )5156‬و(كتاب‬
‫البيوع‪ /‬باب ما يذكر يف بي الطعام واحلكرة) (رقم ‪)68/3( )5133‬؛ ومسلم (كتاب البيوع‪ /‬باب بطالن بي املبي قبل القبض) (‪ )8-1/2‬دون قوله (إال‬
‫أن يشرك فيه أو يوليه أو يقيله) من حديث ابن عمر رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫(‪ )2‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب‪ ،‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد‪)395 /16( ،‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري‪ ،‬القواعد‪( ،‬ص‪ .)934‬وانظر‪ :‬أمحد بن حيىي الونشريسي‪ ،‬إيضاح املسالك إىل قواعد اإلمام أيب عبد اهلل‬
‫مالك‪( ،‬ص‪)196‬؛ وأبو العبا أمحد بن حيىي الونشريسي‪ ،‬عدة الربوق يف يم ما يف املذهب من اجلموع والفروق‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪/‬بريوت‪،‬‬
‫(ص‪)959‬؛ وأبو العبا أمحد بن علي املنجور الفاسي‪ ،‬شرح املنهج املنتخب إىل قواعد املذهب‪)995-938/1( ،‬؛ وأبو عبد اهلل حممد بن أيب القاسم‬
‫السجلماسي‪ ،‬شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعامل املدينة يف القواعد والنظائر والفوائد الفقهية‪.)221-294/5( ،‬‬

‫‪942‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫يشري مالك يف هذا النص إىل مظهر من مظاهر رف احلرج يف الشريعة اإلسالمية‪ .‬ويتمثل يف العفو عن اليسري الذي ال مثن له مما‬
‫يفضل للعامل يف القراض إذا تفاصل املتقارضان‪ .‬وهذا من باب إعطاء املوجود حكم املعدوم‪ .‬و هو أصل من أصول املالكية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬


‫واستدل مالك على هذه الكلية مبا عليه أهل الفتوى فقال‪« :‬ومل أمس أحدا أفىت برد ذلك‪ .‬وإمنا يرد من ذلك الشيء الذي له‬
‫مثن‪ .‬وإن كان شيئ له اسم‪ .‬مثل الدابة أو اجلمل أو الشاذكونة‪ .‬أو أشباه ذلك مما له مثن‪ .‬فإين أرى أن يرد ما بقي عنده من‬
‫هذا‪ ،‬إال أن يتحلل صاحبه من ذلك»‪[ .‬كتاب القراض‪ /‬جام ما جاء يف القراض‪ /‬ص‪.]233‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫قال مالك يف املتقارضني إذا تفاصال فبقي بيد العامل من املتاع الذي يعمل فيه خلق القربة أو خلق الثوب أو ما أشبه ذلك‪.‬‬
‫قال‪« :‬كل شيء من ذلك كان تافها‪ ،‬ال خطب له‪ ،‬فهو للعامل»‪[ .‬كتاب القراض‪ /‬جام ما جاء يف القراض‪ /‬ص‪.]233‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬اختصرها املازري يف عبارة‪« :‬والقليل معفو عنه»(‪.)1‬‬
‫‪ ‬والقرايف بلفظ‪« :‬إعطاء املوجود حكم املعدوم»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬واملقري بصيغة‪« :‬يعطى املوجود حكم املعدوم للضرورة»(‪.)3‬‬
‫وهذا شاهد آخر يضم إىل األمثلة على التطور املستمر يف صياغة القواعد‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬القضاء‬
‫[‪« ]11‬ال رجوع في شيء من الصدقة»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫نص اإلمام مالك على أن كل ما أريد به من اهبات وجه اهلل تعاىل جيري جمرى الصدقة يف حترمي الرجوع فيها‪ .‬مث يفرق اإلمام‬
‫فيما سيذكره يف كتابه «املوطأ» بني الصدقة وبني غريها‪ ،‬فيملي أن الصدقة ال جيوز الرجوع فيها حبال بعد القبض‪ ،‬وغريها جيوز‬
‫ما مل يرتتب عليه ضرر متعد‪ ،‬كنكاح االبنة أو استدان االبن وحنو ذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬

‫(‪ )1‬أبو عبد اهلل حممد بن علي بن عمر التميمي املازري‪ ،‬شرح التلقني‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪.)116/1( ،‬‬
‫(‪ )2‬أبو العبا أمحد بن إدريس القرايف‪ ،‬األمنية يف إدراك النية‪ ،‬مكتبة احلرمني‪ /‬الرياض‪( ،‬ص‪.)519‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري‪ ،‬القواعد‪( ،‬ص‪ .)336‬وانظر‪ :‬أبو العبا أمحد بن علي املنجور الفاسي‪ ،‬شرح املنهج املنتخب إىل قواعد‬
‫املذهب‪.)248/5( ،‬‬

‫‪943‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫استدل على رأيه بالسنة وبعمل أهل املدينة‪:‬‬


‫‪ /1‬من السنة ما رواه اإلمام مالك عن عمر بن اخلطاب ‪ ‬وهو يقول‪« :‬العائد يف صدقته كالكلب يعود يف قيئه»(‪ ،)1‬ويف‬
‫رواية عنه أنه‪ :‬محل على فر يف سبيل اهلل‪ .‬فأراد أن يبتاعه‪ ،‬فسأل عن ذلك رسول اهلل ‪ ‬فقال‪( :‬ال تبتعه‪ ،‬وال تعد في‬
‫صدقتك)(‪.)2‬‬
‫‪ /5‬ومن األدلة‪ :‬عمل أهل املدينة‪ ،‬وهو ما صدر به نصه يف عدم الرجوع عن الصدقة لولده بقوله‪« :‬األمر عندنا الذي ال‬
‫اختالف فيه» [كتاب القضاء‪ /‬باب االعتصار يف الصدقة‪ /‬ص‪ .]213‬وقال يف اعتصار العطية لولده‪« :‬األمر اجملتم عليه عندنا يف من حنل‬
‫ولده حنال أو أعطاه عطاء ليس بصدقة‪ .‬أن له أن يعتصر ذلك» [كتاب القضاء‪ /‬باب االعتصار يف الصدقة‪ /‬ص‪.]213‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫‪ /1‬قال اإلمام مالك‪« :‬األمر عندنا الذي ال اختالف فيه أن كل من تصدق على ابنه بصدقة قبضها االبن‪ ،‬أو كان يف حجر‬
‫(‪)3‬‬
‫[كتاب القضاء‪ /‬باب‬ ‫شيئا من ذلك‪ .‬ألنه ال يرج يف شيء من الصدقة»‬ ‫أبيه‪ ،‬فأشهد له على صدقته‪ ،‬فليس له أن يعتصر‬
‫االعتصار يف الصدقة‪ /‬ص‪.]213‬‬
‫‪ /5‬وقال‪ « :‬األمر اجملتم عليه عندنا يف من حنل ولده حنال أو أعطاه عطاء ليس بصدقة‪ .‬أن له أن يعتصر ذلك‪ .‬ما مل‬
‫يستحدث الولد دينا يداينه النا به‪ .‬ويأمنونه عليه‪ .‬من أجل ذلك العطاء الذي أعطاه أبوه‪ .‬فليس ألبيه أن يعتصر من ذلك‬
‫شيئا‪ ،‬بعد أن تكون عليه الديون» [كتاب القضاء‪ /‬باب االعتصار يف الصدقة‪ /‬ص‪.]213‬‬
‫‪ /3‬وقال‪« :‬أو يعطي الرجل ابنته أو ابنه فتنكح املرأة الرجل‪ ،‬إمنا تنكحه لغناه‪ ،‬وللمال الذي أعطاه أبوه‪ ،‬فرييد أن يعتصر ذلك‬
‫األب‪ ،‬أو يتزوج الرجل املرأة‪ ،‬قد حنلها أبوها النحل‪ ،‬إمنا يتزوجها ويرف يف صداقها لغناها وماها وما أعطاها أبوها‪ .‬مث يقول‬
‫[كتاب القضاء‪ /‬باب‬ ‫األب‪ :‬أنا أعتصر ذلك‪ .‬فليس له أن يعتصر من ابنه وال من ابنته شيئا من ذلك‪ .‬إذا كان على ما وصفت»‬
‫االعتصار يف الصدقة‪ /‬ص‪.]219‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬

‫(‪« )1‬املوطأ» (كتاب الزكاة‪ /‬باب اشرتاء الصدقة والعود فيها) (ص‪.)236‬‬
‫(‪« )2‬املوطأ» (كتاب الزكاة‪ /‬باب اشرتاء الصدقة والعود فيها) (ص‪ .)531‬وقد رواه البخاري (كتاب اجلهاد‪ /‬باب اجلعائل واحلمالن يف السبيل)‬
‫(رقم‪ ،)23/9( )5411‬ومسلم (كتاب اهبات‪ /‬باب كراهة شراء اإلنسان ما تصدق به ممن تصدق عليه) (‪.)63/2‬‬
‫(‪ )3‬يقال‪ :‬اعتصر ماله‪ :‬استخرجه من يده‪ .‬ويف احلقيقة‪ :‬هو ارجتاع املعطي عطية عوض ال بطوع املعطَى‪ .‬وأما االعتصار عند أهل املدينة‪ :‬فهو الرجوع يف‬
‫اهبة والعطية‪ .‬انظر‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي‪ ،‬االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما‬
‫تضمنه املوطأ من معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار‪)541/55( ،‬؛ وحممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬خمتار الصحاح‪ ،‬مكتبة‬
‫لبنان‪ /‬بريوت‪( ،‬ص‪)183‬؛ وأبو عبد اهلل حممد األنصاري الرصاع‪ ،‬شرح حدود ابن عرفة املوسوم اهداية الكافية الشافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية‪،‬‬
‫(ص‪.)224‬‬

‫‪944‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ ‬عرب عنها اخلشين بلفظ‪« :‬أنه جيوز اعتصار هبته‪ ،‬وال جيوز له اعتصار صدقته»(‪.)1‬‬
‫‪ ‬وابن عبد الرب بلفظ‪« :‬وليس ألحد أن يرج يف هبته إال األب وحده لولده‪ .‬وقد قيل‪ :‬إنه ليس ألحد أن يرج ويعتصر شيئا‬
‫وهبه إال الوالدان يميعا خاصة‪ ،‬فإن هما الرجوع فيما وهباه لولدمها مامل يتداين‪ ،‬أو يتزوج‪ ،‬فإن تداين أو تزوج مل يكن للوالدين‬
‫يف اهبه رجعه»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬أوردها ابن العريب بلفظ‪« :‬إن الصدقة ال اعتصار فيها‪ ،‬ألهنا على وجه القربة»(‪ ،)3‬وقوله‪« :‬وما كان من العطية على وجه‬
‫القربة فال اعتصار فيه»(‪ ،)4‬و‪« :‬العطايا املتقرب هبا تلزم بالعقد»(‪.)5‬‬
‫‪ ‬واملقري بعبارة‪« :‬عندمها أن األصل يف اهبة نفي الرجوع‪ ،‬والوالد خمصوص‪ ،‬وعنده الرجوع‪ ،‬واحملرمية مانعة‪ .‬فقاال‪ :‬ال يرج يف‬
‫هبة األجنيب وقال‪ :‬يرج »(‪.)6‬‬
‫‪ ‬وابن غازي بلفظ‪« :‬كل من وهب هبة وحيزت عنه فال يعتصرها إال األب وحده ما مل يداين الولد عليها أو ينكح‪ ،‬واألم‬
‫كذلك مادام األب حيا»(‪.)7‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬الوصايا‬
‫[‪« ]12‬الموصي إن أوصى في صحته أو مرضه بوصية‪ ،‬فيها عتاقة رقيق من رقيقه‪ ،‬أو غير ذلك‪،‬‬
‫فإنه يغير من ذلك ما بدا له‪ ،‬ويصنع من ذلك ما شاء حتى يموت»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫مفاد نصه أن للموصي أن يعدل يف الوصية‪ ،‬ويرج فيها مىت بدا له‪ ،‬إال أن يدبر مملوكاً ألن الوصية مل تلزم بعد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫‪ /1‬استدل اإلمام مالك على ما ذهب إليه مبا رواه عن ناف عن عبد اهلل بن عمر ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬ما حق امرئ‬
‫مسلم له شيء يوصى فيه يبيت ليلتين إال ووصيته عنده مكتوبة)(‪.)8‬‬
‫[كتاب الوصية‪ /‬باب األمر بالوصية‪ /‬ص‪.]214‬‬ ‫‪ /5‬ومبا جرى عليه أهل املدينة‪ ،‬فقال‪« :‬األمر اجملتم عليه عندنا»‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪.)922‬‬
‫(‪ )2‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب‪ ،‬الكايف يف فقه أهل املدينة املالكي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت‪( ،‬ص‪.)231‬‬
‫(‪ )3‬القاضي أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب املعافري‪ ،‬املسالك يف شرح موطأ مالك‪.)922/6( ،‬‬
‫(‪ )4‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )5‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )6‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري‪ ،‬قواعد الفقه‪( ،‬ص ‪.)944‬‬
‫(‪ )7‬أبو عبد اهلل حممد بن علي بن غازي العثماين املكناسي‪ ،‬الكليات الفقهية‪ ،‬دار ابن حزم‪ /‬بريوت‪( ،‬ص‪.)181‬‬
‫(‪« )8‬املوطأ»‪ .‬ورواه البخاري (كتاب الوصايا‪ /‬باب الوصايا) (رقم ‪ ،)5/9( )5138‬ومسلم (كتاب الوصية) (‪.)12/2‬‬

‫‪945‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬


‫‪ /1‬قال اإلمام مالك‪« :‬األمر اجملتم عليه عندنا أن املوصي إن أوصى يف صحته أو مرضه بوصية‪ ،‬فيها عتاقة رقيق من رقيقه‪ ،‬أو‬
‫غري ذلك‪ ،‬فإنه يغري من ذلك ما بدا له‪ ،‬ويصن من ذلك ما شاء حىت ميوت‪ .‬وإن أحب أن يطرح تلك الوصية‪ ،‬ويبدها‪ ،‬فعل‪.‬‬
‫إال أن يدبر مملوكا‪ .‬فإن دبر‪ ،‬فال سبيل له إىل تغيري ما دبر‪ .‬وذلك أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي‬
‫[كتاب الوصية‪ /‬باب األمر بالوصية‪ /‬ص‪.]214‬‬ ‫فيه‪ ،‬يبيت ليلتين‪ ،‬إال ووصيته عنده مكتوبة)»‬
‫‪ /5‬وقال‪« :‬فلو كان املوصي ال يقدر على تغيري وصيته‪ .‬وال ما ذكر فيها من العتاقة‪ .‬كان كل موص قد حبس ماله الذي‬
‫[كتاب الوصية‪ /‬باب األمر بالوصية‪ /‬ص‪.]214‬‬ ‫أوصى فيه من العتاقة وغريها‪ .‬وقد يوصي الرجل يف صحته وعند سفره»‬
‫‪ /3‬وقال‪« :‬فاألمر عندنا الذي ال اختالف فيه‪ ،‬أنه يغري من ذلك ما شاء‪ ،‬غري التدبري» [كتاب الوصية‪ /‬األمر بالوصية‪ /‬ص‪.]214‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫‪ ‬قال اخلشين‪« :‬ومن أحكام املوصي‪ :‬أنه إذا قبل الوصية يف حياة املوصي مث مات امليت على ذلك‪ ،‬مل يكن له أن يرج بعد‬
‫الوفاة‪ ،‬وله أن يرج قبل موت املوصي‪ ،‬ألن املوصي قادر على أن يستبدل غريه»(‪.)1‬‬
‫‪ ‬إن املنصوص عليه من طرف اإلمام مالك يف وصية صاغها ابن العريب يف صيغة الكليات فقال‪« :‬وكل شيء يفعل للمرء بعد‬
‫موته فإنه جيوز أن يرج فيه»‪ ،‬وقوله‪« :‬وكل شيء ينفذه يف صحته يلزمه‪ .‬وكل ما يفعله يف مرضه له تغيريه كما قلنا إِال العتق‬
‫الـمبتل واملدبَّر»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬واملقري بلفظ‪« :‬كل ما يدل عل الرجوع يف الوصية فهو رجوع وبالعكس»(‪.)3‬‬
‫الفرع الثامن‪ :‬الحدود‬
‫[‪« ]13‬األمر عندنا في السارق يوجد في البيت قد جمع المتاع‬
‫ولم يخرج به‪ :‬أنه ليس عليه قطع»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫اشرتط مالك احلرز لرتتب احلد يف السرقة على السارق‪ ،‬وما دام أن السارق ليخرج من احلرز فليس عليه قط ‪ ،‬ألن سرقته مل تتم‬
‫بعد بإخراج املتاع من احلرز‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫فيه‪ /‬ص‪.]699‬‬ ‫استدل على ما ذهب إليه بعمل أهل املدينة فقال‪« :‬األمر عندنا» [كتاب احلدود‪ /‬باب ما ال قط‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪ )928‬حتت‪ :‬رجوع املوصي‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬القاضي أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب املعافري‪ ،‬املسالك يف شرح موطأ مالك‪.)912/6( ،‬‬
‫(‪ )3‬الكليات الفقهية لإلمام املقري‪( ،‬ص ‪.)149‬‬

‫‪946‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في الموطأ‪:‬‬


‫قال اإلمام مالك‪« :‬األمر عندنا يف السارق يوجد يف البيت قد يم املتاع ومل خيرج به‪ :‬أنه ليس عليه قط ‪ ،‬وإمنا مثل ذلك كمثل‬
‫رجل وض بني يديه مخرا ليشرهبا فلم يفعل‪ ،‬فليس عليه حد‪ ،‬ومثل ذلك رجل جلس من امرأة جملسا وهو يريد أن يصيبها حراما‬
‫(‪)1‬‬
‫فيه‪ /‬ص‪.]699‬‬ ‫[كتاب احلدود‪ /‬باب ما ال قط‬ ‫فلم يفعل‪ ،‬ومل يبلغ ذلك منها‪ ،‬فليس عليه أيضا يف ذلك حد»‬

‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬


‫‪ ‬قال اخلشين‪« :‬وكل سارق فال جيب عليه القط حىت خيرج السرقة من حرزها‪ ،‬وتكون قيمتها ثالثة دراهم فصاعدا»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬واملقري بقوله‪« :‬ال يشرتط امللك يف السرقة عند مالك وحممد‪ ،‬بل السرقة أخذ املال املعصوم من حرز مثله»(‪.)3‬‬
‫الفرع التاسع‪ :‬العقول‬
‫[‪« ]14‬كل ما أخطأ به الطبيب أو تعدى‪ ،‬إذا لم يتعمد ذلك‪ ،‬ففيه العقل»‬
‫أوال‪ :‬معنى القاعدة‬
‫أفاد اإلمام مالك بكليته أن الطبيب إذا أخطأ لزمته الدية‪ ،‬مثل أن يقط احلشفة يف اخلتان‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬ألنه يف معىن اجلاين‬
‫خطأ‪ .‬فإن تعمد فالقصاص(‪ .)4‬وأصلها حديث نبوي أجراه العلماء يف لفظ قاعدة مشهورة‪" :‬من تطبب بغري طب فهو ضامن"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدلة القاعدة‬
‫وحيتج هذا األصل بالسنة واألثر واإليماع وعمل أهل املدينة‪.‬‬
‫‪ /1‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال (من تطبب وال يعلم منه طب فهو ضامن)(‪.)5‬‬
‫‪ /5‬روى جماهد والضحاك بن مزاحم أن عليا ‪ ‬خطب النا فقال‪« :‬معشر األطباء واملتطببني والبياطرة ! من عاجل منكم‬
‫إنسانا أو دابة فليأخذ لنفسه الرباءة‪ ،‬فإنه من عاجل شيئا ومل يأخذ لنفسه الرباءة فعطب فهو ضامن»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪.)912‬‬
‫(‪ )2‬حممد بن حارث اخلشين‪ ،‬أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك‪( ،‬ص‪.)912‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري‪ ،‬قواعد الفقه‪( ،‬ص‪.)143‬‬
‫(‪ )4‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي‪ ،‬االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من‬
‫معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار‪)23/52( ،‬؛ وحممد الزرقاين‪ ،‬شرح على املوطأ‪.)39/9( ،‬‬
‫(‪ )5‬رواه أبو داود يف «السنن» (كتاب الديات‪ /‬باب فيمن تطبب وال يعلم منه طب فأعنت) (رقم ‪( )9286‬ص‪ .)431‬وانظر‪« :‬سلسلة األحاديث‬
‫الصحيحة» (رقم ‪.)632‬‬
‫(‪ )6‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي‪ ،‬االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من‬
‫معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار‪.)29/52( ،‬‬

‫‪947‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ /3‬نقل ابن عبد الرب وغريه إيماع العلماء على أن املداوي إذا تعدى ما أمر به ضمن ما أتلف بتعديه ذلك(‪.)1‬‬
‫[كتاب العقول‪ /‬باب عقل اجلراح يف اخلطأ‪/‬‬ ‫‪ /9‬ومن عمل أهل املدينة ما صدر به مالك املسألة‪ ،‬وهو قوله‪« :‬األمر اجملتم عليه عندنا»‬
‫ص‪.]629‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»‬
‫قال اإلمام مالك‪« :‬األمر اجملتم عليه عندنا أن الطبيب إذا خنت فقط احلشفة‪ :‬إن عليه العقل‪ ،‬وأن ذلك من اخلطأ الذي‬
‫حتمله العاقلة‪ ،‬وأن كل ما أخطأ به الطبيب أو تعدى‪ ،‬إذا مل يتعمد ذلك ففيه العقل» [كتاب العقول‪ /‬باب عقل اجلراح يف اخلطأ‪/‬‬

‫ص‪.]629‬‬
‫رابعا‪ :‬مظان القاعدة في المصادر المالكية‬
‫تعمده فكان له حكم اخلطأ»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬عرب عنها الباجي بلفظ‪« :‬إن املتعمد يف فعل مأذون فيه مل يُعلم ُّ‬
‫‪ ‬وقال ابن غازي‪« :‬كل جرح أفضى إىل ذهاب جارحة‪ ،‬وكان أصله عن عمد اقتص منه‪ ،‬فإن ذهب مثل ما ذهب من األول‬
‫كان ذلك قصاصا‪ ،‬وإن ذهب منه شيء كان أرشه على الفاعل»(‪.)3‬‬
‫‪ ‬واختصرها بعض العلماء كاللخمي وابن رشد والقرايف يف صيغة‪« :‬املتعدي ضامن»(‪.)4‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ»‬
‫هناك نصوص أخرى لإلمام مالك ذات املعاين التقعيدية‪ ،‬أسردها هنا إنارة ملعامل هذا املوضوع عنده‪ ،‬دون اخلوض يف دراستها‪،‬‬
‫وقد كنت تتبعتها يف يمي كتاب «املوطأ»‪ .‬وجرى توزيعها على مطلبني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» في العبادات‬
‫وفيما يأيت عرض هذه القواعد يف العبادات‪.‬‬

‫(‪ )1‬املصدر السابق‪ ،)22/52( ،‬وزاد ابن رشد‪« :‬وعن مالك رواية‪ :‬أنه ليس عليه شيء‪ ،‬وذلك عنده إذا كان من أهل الطب‪ .‬وال خالف أنه إذا مل يكن‬
‫من أهل الطب أنه يضمن‪ ،‬ألنه متعد» قال‪« :‬والدية فيما أخطأه الطبيب عند اجلمهور على العاقلة‪ ،‬ومن أهل العلم من جعله يف مال الطبيب‪ .‬وال خالف‬
‫أنه إذا مل يكن من أهل الطب أهنا يف ماله على ظاهر حديث عمرو بن شعيب»‪ .‬حممد بن أمحد بن حممد بن رشد احلفيد‪ ،‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪،‬‬
‫(‪.)558/9‬‬
‫(‪ )2‬أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي‪ ،‬املنتقى شرح موطأ مالك‪ )59/4( ،‬يتصرف يسري‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد اهلل حممد بن علي بن غازي العثماين املكناسي‪ ،‬الكليات الفقهية‪( ،‬ص‪.)511‬‬
‫(‪ )4‬الوليد ابن رشد القرطيب‪ ،‬البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل يف مسائل املستخرجة‪)66/3( ،‬؛ وأبو احلسن علي بن حممد اللخمي‪ ،‬التبصرة‪ ،‬وزارة‬
‫األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ /‬قطر‪ ،‬ومركز جنيبويه للمخطوطات وخدمة الرتاث‪ /‬مصر‪)4869/3( ،‬؛ وشهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف‪ ،‬الذخرية‪،‬‬
‫(‪.)918/8‬‬

‫‪948‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ « .1‬كل سهو كان نقصانا من الصالة فإن سجوده قبل السالم‪ ،‬وكل سهو كان زيادة يف الصالة فإن سجوده بعد السالم»‬
‫[كتاب الصالة‪ /‬باب ما يفعل من سلَّم من ركعتني ساهيا‪ /‬ص‪.]44‬‬
‫‪« .5‬من أفاد ماال‪ :‬ذهبا أو ورقا‪ ،‬إنه ال صدقة عليه فيها حىت حيول عليها احلول من يوم أفادها» [كتاب الزكاة‪ /‬باب الزكاة يف العني من‬
‫الذهب والورق‪ /‬ص‪.]214‬‬
‫[كتاب اجلمعة‪ /‬باب ما جاء يف السعي يوم اجلمعة‪ /‬ص‪.]133‬‬ ‫‪« .3‬وإمنا السعي يف كتاب اهلل العمل والفعل»‬
‫‪ « .9‬املعدن مبنزلة الزرع » [كتاب الزكاة‪ /‬باب الزكاة يف املعادن‪ /‬ص‪.]512‬‬
‫‪« .2‬الرجل إذا هلك ومل يؤد زكاة ماله‪ ،‬فهي مبنزلة الدَّين عليه» [كتاب الزكاة‪ /‬باب زكاة املرياث‪ /‬ص‪.]516‬‬
‫‪« .6‬ال ضمان فيما هلك» أي‪ :‬من الزكاة‪[ .‬كتاب الزكاة‪ /‬باب العمل يف صدقة عامني إذا اجتمعتا‪ /‬ص‪.]552‬‬
‫يف الصدقة‪/‬‬ ‫‪ « .1‬ال يضيق على املسلمني يف زكاهتم‪ ،‬وأن يقبل منهم ما دفعوا من أمواهم» [كتاب الزكاة‪ /‬باب النهي عن التضييق على النا‬
‫ص‪.]556‬‬
‫‪ « .8‬وليس للعامل على الصدقات فريضة مسماة‪ ،‬إال على قدر ما يرى اإلمام»‬
‫[كتاب الزكاة‪ /‬باب أخذ الصدقة ومن جيوز له أخذها‪/‬‬
‫ص‪.]551‬‬
‫‪« .4‬ال جزية على نساء أهل الكتاب‪ ،‬وال على صبياهنم‪ .‬وأن اجلزية ال تؤخذ إال من الرجال الذين قد بلغوا احللم» [كتاب الزكاة‪/‬‬
‫باب جزية أهل الكتاب واجملو ‪ /‬ص‪.]532‬‬
‫‪« .12‬يف الرجل يقدم من سفر ‪ ،‬وهو مفطر‪ ،‬وامرأته مفطرة‪ ،‬حني طهرت من حيضتها يف رمضان‪ :‬أن لزوجها أن يصيبها‪ ،‬إن‬
‫شاء‪ .‬كتاب الصيام ما يفعل من قدم من سفر‪ ،‬أو أراده يف رمضان» [كتاب الصيام‪ /‬باب ما يفعل من قدم من سفر أو أراده يف رمضان‪ /‬ص‬
‫‪.]592‬‬
‫‪ « .11‬وليس ألحد وجب عليه صيام شهرين متتابعني يف كتاب اهلل عز وجل أن يفطر إال من علة‪ :‬مرض أو حيضة‪ .‬وليس له‬
‫أن يسافر فيفطر»‪[ .‬كتاب الصيام‪ /‬باب صيام الذي يقتل خطأ أو يتظاهر‪ /‬ص‪.]594‬‬
‫‪« .15‬ودين اهلل يسر»(‪[ )1‬كتاب الصوم‪ /‬باب ما يفعل املريض يف صيامه‪ /‬ص‪ .]522‬ويف لفظ‪« :‬وإذا كانت الضرورة‪ ،‬فإن دين اهلل يسر»‬
‫الفدية‪ /‬ص‪.]338‬‬ ‫[كتاب احلج‪ /‬باب جام‬ ‫[كتاب الطالق‪ /‬باب ما جاء يف اإلحداد‪ /‬ص‪ ،]961‬ويف لفظ‪« :‬وإمنا أُرخص فيه للضرورة»‬
‫مكانه» [كتاب‬ ‫‪« .13‬من أكل‪ ،‬أو شرب يف رمضان‪ ،‬ساهيا‪ ،‬أو ناسيا‪ ،‬أو ما كان من صيام واجب عليه؛ أن عليه قضاء يوم‬
‫الصيام‪ /‬باب ما جاء يف قضاء رمضان والكفارات‪ /‬ص‪.]525‬‬
‫‪« .19‬احلامل كاملريض» [كتاب الوصية‪ /‬باب أمر احلامل واملريض والذي حيضر القتال يف أمواهم‪ /‬ص‪.]285‬‬
‫‪« .12‬ال اعتكاف إال بصيام» [كتاب االعتكاف‪ /‬باب ما ال جيوز االعتكاف إال به‪ /‬ص‪.]524‬‬
‫حكم عليه» [كتاب احلج‪ /‬باب احلكم يف الصيد‪ /‬ص‪.]233‬‬ ‫‪« .16‬أن من أصاب الصيد وهو حمرم ُ‬

‫(‪ )1‬هذه القاعدة من القواعد الكلية الكبرية‪ ،‬وهي كثرية الفروع يف العبادات واملعامالت‪.‬‬

‫‪949‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪« .11‬من حبس بعدو‪ ،‬فحال بينه وبني البيت‪ .‬فإنه حيل من كل شيء‪ ،‬وينحر هديه ‪ ،‬وحيلق رأسه حيث حبس‪ .‬وليس عليه‬
‫قضاء» [كتاب احلج‪ /‬باب ما جاء يف من أحصر بعدو‪ /‬ص‪.]543‬‬
‫حمصر‪ ،‬عليه ما‬
‫‪,« .18‬كل من حبس عن احلج بعد ما حيرم‪ ،‬إما مبرض أو بغريه‪ ،‬أو خبطإ من العدد‪ ،‬أو خفي عليه اهالل‪ ،‬فهو َ‬
‫على احملصر» [كتاب احلج‪ /‬باب ما جاء فيمن أحصر بغري عدو‪ /‬ص‪.]542‬‬
‫‪« .14‬السنة يف الطواف أن يتبِ كل ُسب ركعتني» [كتاب احلج‪ /‬باب ركعتا الطواف‪ /‬ص‪.]544‬‬
‫السب » [كتاب احلج‪ /‬باب ركعتا الطواف‪ /‬ص‪.]544‬‬
‫‪« .52‬ال صالة لطواف إال بعد إكمال ُّ‬
‫‪ « .51‬ومن نسي من طوافه شيئا‪ ،‬أو شك فيه‪ ،‬فلم يذكر إال وهو يسعى بني الصفا واملروة‪ ،‬فإنه يقط سعيه‪ ،‬مث يتم طوافه‬
‫بالبيت على ما استيقن» [كتاب احلج‪ /‬باب ركعتا الطواف‪ /‬ص‪.]544‬‬
‫[كتاب احلج‪ /‬باب‬ ‫‪« .55‬كل أمر تصنعه احلائض من أمر احلج‪ ،‬فالرجل يصنعه وهو غري طاهر‪ ،‬مث ال يكون عليه شيء يف ذلك»‬
‫وقوف الرجل وهو غري طاهر ووقوفه على دابته‪ /‬ص‪.]316‬‬
‫دما» [كتاب احلج‪ /‬باب التقصري‪ /‬ص‪.]355‬‬
‫‪« .53‬من نسي من نسكه شيئا فليهرق ً‬
‫‪« .59‬كل شيء فُدي‪ ،‬ففي صغاره مثل ما يكون يف كباره‪ .‬وإمنا مثل ذلك مثل دية احلر الصغري والكبري‪ ،‬فهما مبنزلة واحدة‬
‫سواء» [كتاب احلج‪ /‬باب فدية ما أصيب من الطري والوحش‪ /‬ص‪.]332‬‬
‫‪ « .52‬كل شيء يف كتاب اهلل يف الكفارات‪ ،‬كذا أو كذا‪ ،‬فصاحبه خمري يف ذلك‪ ،‬أي ذلك أحب أن يفعل ذلك فعل» [كتاب‬
‫احلج‪ /‬باب جام الفدية‪ /‬ص‪.]338‬‬
‫‪ .56‬ذكر قاعدة سد الذرائ (‪ )1‬يف تعليله هني رسول اهلل ‪ ‬أن يسافر بالقرآن إىل أرض العدو بقوله‪« :‬وإمنا ذلك خمافة أن يناله‬
‫العدو» [كتاب اجلهاد‪ /‬باب النهي عن أن يسافر بالقرآن إىل أرض العدو‪ /‬ص‪ .]391‬وأوردها يف موض آخر بلفظ‪« :‬الذريعة إىل إحالل‬
‫احلرام واألمر املنهي عنه» [كتاب البيوع‪ /‬باب املراطلة‪ /‬ص‪ .)2(]988‬ويف لفظ‪« :‬فإنه ُخياف يف ذلك الذريعة إىل إحالل ما ال حيل‬
‫وال يصلح» قال‪« :‬ألن الفروج ال تستباح إال بنكاح أو ملك بعقد الزم‪ ،‬والقرض ليس بعقد الزم»‬
‫[كتاب البيوع‪ /‬باب ما ال جيوز‬
‫السلف‪ /‬ص‪.]214‬‬‫من َّ‬
‫فإن من أسلم منهم فهو أحق بأرضه وماله‪ ،‬وأما أهل العنوة الذين أُخذوا عنوة‪ ،‬فمن أسلم منهم‪ ،‬فإن‬ ‫‪« .51‬أما أهل الصلح‪َّ ،‬‬
‫أرضه وماله للمسلمني» [كتاب اجلهاد‪ /‬باب إحراز من أسلم من أهل الذمة‪ /‬ص‪.]365‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» في المعامالت‬
‫وفيما يأيت عرض هذه القواعد يف املعامالت‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذه القاعدة من القواعد جيري استعماها يف العبادات واملعامالت على السواء‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫السلف) (ص‪.)214‬‬
‫( ) وانظر أيضا‪( :‬كتاب البيوع‪ /‬باب جام الدين واحلول) (ص‪ ،)219‬و(كتاب البيوع‪ /‬باب ما ال جيوز من َّ‬

‫‪950‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪« .58‬ال ميشي أحد عن أحد» [كتاب النذور واألميان‪ /‬باب ما جيب من النذور يف املشي‪ /‬ص‪.]362‬‬
‫[كتاب الصيد‪ /‬باب ترك أكل ما‬ ‫‪« .54‬كل شيء ناله اإلنسان بيده أو رحمه‪ ،‬أو بشيء من سالحه‪ ،‬فأنفذه وبلغ مقاتله‪ ،‬فهو صيد»‬
‫قتل املعراض واحلجر‪ /‬ص‪.]383‬‬
‫‪« .32‬األطرف هو األبعد» [كتاب الفرائض‪ /‬باب مرياث الصلب‪ /‬ص‪.]345‬‬
‫صبة» [كتاب الفرائض‪ /‬باب مرياث اإلخوة لألب واألم‪ /‬ص‪.]343‬‬
‫‪« .31‬ما فضل من املال (يف املرياث) يكون َع َ‬
‫‪« .35‬ال يرث املسلم الكافر‪ ،‬بقرابة وال والء وال رحم‪ ،‬وال حيجب أحدا عن مرياثه» [كتاب الفرائض‪ /‬باب مرياث أهل امللل‪ /‬ص‪.]923‬‬
‫‪« .33‬ال بأ أن تفتدي املرأة من زوجها بأكثر مما أعطاها» [كتاب الطالق‪ /‬باب ما جاء يف اخلل ‪ /‬ص‪.]932‬‬
‫‪ « .39‬العبد مبنزلة احلر يف قذفه ولعانه‪ ،‬جيري جمرى احلر يف مالعنته‪ ،‬غري أنه ليس على من قذف مملوكة حد» [كتاب الطالق‪ /‬باب‬

‫ما جاء يف اللعان‪ /‬ص‪.]938‬‬


‫‪ « .32‬الثيب إذا ملكها الرجل‪ ،‬ومل يدخل هبا‪ ،‬إهنا جتري جمرى البكر‪ ،‬الواحدة تبينها‪ ،‬والثالث حترمها‪ ،‬حىت تنكح زوجا غريه»‬
‫[كتاب الطالق‪ /‬باب طالق البكر‪ /‬ص‪.]992‬‬
‫[كتاب الطالق‪ /‬باب ما جاء‬‫‪« .36‬لكل مطلقة متعة‪ ،‬إال اليت تطلق وقد فرض ها صداق‪ ،‬ومل ُمتسس‪ ،‬فحسبها نصف ما فُرض ها»‬
‫يف متعة الطالق‪ /‬ص‪.]991‬‬
‫‪« .31‬ليس للمتعة عندنا حد معروف‪ ،‬يف قلتها وال يف كثرهتا» [كتاب الطالق‪ /‬باب ما جاء يف متعة الطالق‪ /‬ص‪.]995‬‬
‫‪« .38‬الطالق للرجال‪ ،‬والعدة للنساء» [كتاب الطالق‪ /‬جام عدة الطالق‪ /‬ص‪.]994‬‬
‫‪« .34‬ال ينبغي أن يُستثىن جنني يف بطن أمه إذا بيعت‪ ،‬ألن ذلك غرر ال يُدرى أذكر هو أم أنثى‪ ،‬أم حسن أم قبيح‪ ،‬أم ناقص‬
‫أم تام‪ ،‬أم حي أم ميت‪ ،‬وذلك يض من مثنها» [كتاب البيوع‪ /‬باب ما جاء يف بي ُالعربان‪ /‬ص‪.]912‬‬
‫‪« .92‬إمنا تباع العرايا خبرصها من التمر‪ ،‬يُتحرى ذلك‪ ،‬وخيرص يف رؤو النخل‪ ،‬وليست ها مكيلة» [كتاب البيوع‪ /‬باب ما جاء يف بي‬
‫َالع ِريَّة‪ /‬ص‪.]911‬‬
‫‪« .91‬من راطل ذهبا بذهب‪ ،‬أو ورقا بورق‪ ،‬فكان بني الذهبني فضل مثقال‪ ،‬فأعطى صاحبَه قيمتَه من الورق‪ ،‬أو من غريها‪،‬‬
‫فال يأخذه‪ ،‬فإن ذلك قبيح وذريعة للربا» [كتاب البيوع‪ /‬باب املراطلة‪ /‬ص‪.]988‬‬
‫‪« .95‬إن املبتاع ال يبي شيئا من ذلك حىت يقبضه ويستوفيه» [كتاب البيوع‪ /‬باب العينة وما يشبهها‪ /‬ص‪.]945‬‬
‫صة‪ ،‬فكل واحد منهما مبثليه إىل أجل‪ ،‬فهو ربا‪.‬‬ ‫‪« .93‬كل شيء ينتف به النا من األصناف كلها‪ ،‬وان كانت احلصباءَ وال َق َّ‬
‫وواحد منهما مبثله وزيادة شيء من األشياء إىل أجل‪ ،‬فهو ربا» [كتاب البيوع‪ /‬باب بي النحا واحلديد وما أشبههما مما يوزن‪ /‬ص‪.]226‬‬
‫‪« .99‬شرط الضمان يف القراض باطل» [كتاب القراض‪ /‬باب ما ال جيوز من الشرط يف القراض‪ /‬ص‪.]256‬‬
‫‪« .92‬مساقاة املال على حاله الذي هو عليه» [كتاب املساقاة‪ /‬باب الشرط يف الريقي يف املساقاة‪ /‬ص‪.]292‬‬

‫‪951‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ « .96‬الشفعة بني الشركاء على قدر حصصهم‪ ،‬يأخذ كل إنسان منهم بقدر نصيبه‪ ،‬إن كان قليال فقليال‪ ،‬وان كان كثريا‬
‫فبقدره‪ ،‬وذلك إن تشاحوا فيها» [كتاب الشفعة‪ /‬باب ما تق فيه الشفعة‪ /‬ص‪.]292‬‬
‫‪« .91‬الشفعة ثابتة يف مال امليت‪ ،‬كما هي يف مال احلي‪ ،‬فإن خشي أهل امليت أن ينكسر مال امليت قسموه‪ ،‬مث باعوه‪ ،‬فليس‬
‫عليهم فيه شفعة» [كتاب الشفعة‪ /‬باب ما ال تق فيه الشفعة‪ /‬ص‪.]291‬‬
‫‪ « .98‬إمنا الشفعة فيما ينقسم‪ ،‬وتق فيه احلدود من األرض‪ ،‬فأما ما ال يصلح فيه القسم فال شفعة فيه»‬
‫[كتاب الشفعة‪ /‬باب ما ال‬
‫تق فيه الشفعة‪ /‬ص‪.]291‬‬
‫‪« .94‬إن القضاء باليمني م الشاهد يكون يف األموال خاصة‪ .‬وال يق ذلك يف شيء من احلدود‪ .‬وال يف نكاح‪ ،‬وال يف طالق‪.‬‬
‫وال يف عتاقة وال يف سرقة‪ .‬وال يف فرية» [كتاب القضاء‪ /‬باب القضاء باليمني م الشاهد‪ /‬ص‪.]221‬‬
‫‪« .22‬العِرق الظامل كل ما احتُفر‪ ،‬أو أُخذ‪ ،‬أو غُر بغري حق» [كتاب األقضية‪ /‬باب القضاء يف عمارة املوات‪ /‬ص‪.]266‬‬
‫‪ « .21‬يف اجلمل يصول على الرجل‪ ،‬فيخافه على نفسه فيقتله أو يعقره‪ ،‬فإنه إن كانت له بينة على أنه أراده وصال عليه‪ ،‬فال‬
‫غرم عليه‪ ،‬وإن مل تقم له بينة إال مقالته‪ ،‬فهو ضامن للجمل» [كتاب األقضية‪ /‬القضاء فيمن أصاب شيئا من البهائم‪ /‬ص‪.]212‬‬
‫‪« .25‬يف الصباغ يُدف إليه الثوب‪ ،‬فيخطئ به فيدفعه إىل رجل آخر‪ ،‬حىت يلبسه الذي أعطاه إياه‪ :‬إنه ال غرم على الذي لبسه‪،‬‬
‫ويغرم الغسال لصاحب الثوب‪ ،‬وذلك إذا لبس الثوب الذي دف إليه على غري معرفة بأنه ليس له‪ ،‬فإن لبسه وهو يعرف أنه‬
‫ليس ثوبه فهو ضامن له» [كتاب األقضية‪ /‬باب القضاء فيما يعطى العمال‪ /‬ص‪.]212‬‬
‫فشهد عليه بذلك‪ ،‬أو أقر به‪ ،‬وأحدث فيه الذي‬ ‫‪« .23‬إذا ابتاع الرجل ثوبا وبه عيب‪ ،‬من حرق أو غريه‪ ،‬قد علمه البائ ‪ُ ،‬‬
‫ابتاعه حدثا‪ ،‬من تقطي ينقص مثن الثوب‪ ،‬مث علم املبتاع بالعيب‪ ،‬فهو رد على البائ ‪ ،‬وليس على الذي ابتاعه غرم يف‬
‫تقطيعه إياه» [كتاب األقضية‪ /‬باب القضاء فيمن ابتاع ثوبا وبه عيب‪ /‬ص‪.]211‬‬
‫‪ « .29‬إطعام املساكني يف الكفارات‪ ،‬ال ينبغي أن يطعم فيها إال املسلمون‪ ،‬وال يطعم فيها أحد على غري دين اإلسالم» [كتاب‬
‫العتق والوالء‪ /‬باب ما ال جيوز من العتق يف الرقاب الواجبة‪ /‬ص‪.]249‬‬
‫‪« .22‬قال مالك يف اليهودي والنصراين يسلم عبد أحدمها‪ ،‬فيعتقه قبل أن يباع عليه‪ :‬إن والء العبد املعتَق للمسلمني‪ ،‬وإن اسلم‬
‫اليهودي أو النصراين بعد ذلك مل يرج إليه الوالء أبدا»‪[ .‬كتاب العتق والوالء‪ /‬باب مرياث السائبة ووالء من أعتق اليهودي والنصراين‪/‬‬
‫ص‪.]244‬‬
‫‪« .26‬إذا أعتق اليهودي أو النصراين عبدا على دينهما‪ ،‬مث أسلم املعتَق قبل أن يسلم اليهودي أو النصراين الذي أعتقه‪ ،‬رج‬
‫إليه الوالء‪ ،‬ألنه قد كان ثبت له الوالء يوم أعتقه» [كتاب العتق والوالء‪ /‬باب مرياث السائبة ووالء من أعتق اليهودي والنصراين‪ /‬ص‪.]244‬‬
‫[كتاب املكاتب‪ /‬باب القضاء يف املكاتب‪/‬‬ ‫‪ .21‬يأيت األمر لإلباحة(‪ ،)1‬قال‪« :‬إمنا ذلك أمر أذن اهلل فيه للنا ‪ ،‬وليس بواجب عليهم»‬
‫ص‪.]625‬‬

‫(‪ )1‬هذه القاعدة من القواعد املشرتكة بني القواعد األصولية والقواعد الفقهية‪.‬‬

‫‪952‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫مبساقاته» [كتاب املكاتب‪ /‬باب القضاء يف املكاتب‪/‬‬ ‫‪« .28‬إذا كان البياض تبعا لألصل‪ .‬وكان األصل أعظم ذلك وأكثره‪ .‬فال بأ‬
‫ص‪.]625‬‬
‫‪« .24‬كل ذات رحم فولدها مبنزلتها‪ ،‬إن كانت حرة فولدت بعد عتقها فولدها أحرار‪ ،‬وإن كانت مدبّرة‪ ،‬أو مكاتبة‪ ،‬أو معتقة‬
‫إىل سنني‪ ،‬أو ُخم َدمة‪ ،‬أو بعضها حرا‪ ،‬أو مرهونة‪ ،‬أو أم ولد‪ ،‬فولد كل واحدة منهن على مثال حال أمه‪ ،‬يَعتقون بعتقها‪،‬‬
‫ويرقون برقها» [كتاب املدبر‪ /‬باب القضاء يف املدبر‪ /‬ص‪.]614‬‬
‫‪« .62‬يف مدبرة دبرت وهي حامل ومل يعلم سيدها حبملها ان ولدها مبنزلتها وإمنا ذلك مبنزلة رجل اعتق جارية له وهي حامل ومل‬
‫يعلم حبملها قال مالك فالسنة فيها أن ولدها يتبعها ويعتق بعتقها» [كتاب املدبر‪ /‬باب القضاء يف املدبر‪ /‬ص‪.]614‬‬
‫‪« .61‬وال حيل للبائ أن يستثين ما يف بطنها‪ ،‬ألن ذلك غرر يض من مثنها‪ ،‬وال يدري أيصل ذلك إليه أم ال ؟ وإمنا ذلك مبنزلة‬
‫ما لو باع جنينا يف بطن أمه‪ ،‬وذلك ال حيل ألنه غرر» [كتاب املدبر‪ /‬باب القضاء يف املدبر‪ /‬ص‪.]614‬‬
‫‪« .65‬كل عتاقة أعتقها رجل يف وصية أوصى هبا‪ ،‬يف صحة أو مرض‪ ،‬أنه يردها مىت شاء‪ ،‬ما مل يكن تدبريا‪ ،‬فإذا دبَّر فال سبيل‬
‫رد ما دبَّر» [كتاب املدبر‪ /‬باب الوصية يف التدبري‪ /‬ص‪.]652‬‬
‫له إىل ِّ‬
‫‪ « .63‬أم الولد جترح أن عقل ذلك اجلرح ضامن على سيدها يف ماله‪ ،‬إال أن يكون عقل ذلك اجلرح أكثر من قيمة أم الولد‪،‬‬
‫فليس على سيدها أن خيرج أكثر من قيمتها» [كتاب املدبر‪ /‬باب ما جاء يف جراح أم الولد‪ /‬ص‪.]656‬‬
‫‪« .69‬ال حد عندنا إال يف نفي أو قذف أو تعريض يُرى أن قائله إمنا أراد بذلك نفيا أو قذفا‪ ،‬فعلى من قال ذلك احلد تاما»‬
‫[كتاب احلدود‪ /‬باب احلد يف القذف والنفي والتعريض‪ /‬ص‪.]632‬‬
‫‪« .62‬الرجل يق على جارية ابنه أو ابنته يدرأ عنه احلد‪ ،‬وتقام عليه اجلارية‪ ،‬محلت أو مل حتمل»‬
‫[كتاب احلدود‪ /‬باب ما ال حد فيه‪/‬‬
‫ص‪.]632‬‬
‫‪« .66‬الصيب الصغري‪ ،‬واألعجمي الذي ال يفصح‪ :‬أهنما إذا ُسرقا من حرزمها أو َغلقهما‪ ،‬فعلى من سرقهما القط ‪ ،‬فإن خرجا‬
‫من حرزمها أو غلقهما‪ ،‬فليس على من سرقهما قط ‪ .‬وإمنا مها مبنزلة حريسة اجلبل‪ ،‬والثمر املعلَّق» [كتاب احلدود‪ /‬باب جام‬

‫القط ‪ /‬ص‪.]695‬‬
‫‪« .61‬القرب حرز ملا فيه‪ ،‬كما أن البيوت حرز ملا فيها» [كتاب احلدود‪ /‬باب جام القط ‪ /‬ص‪.]695‬‬
‫‪« .68‬كل من شرب شرابا مسكرا‪ ،‬فسكر أو مل يسكر‪ ،‬فقد وجب عليه احلد» [كتاب األشربة‪ /‬باب احلد يف اخلمر‪ /‬ص‪.]696‬‬
‫‪« .64‬ما من شيء إال اهللُ حيب أن يُعفى عنه ما مل يكن حدا» [كتاب األشربة‪ /‬باب احلد يف اخلمر‪ /‬ص‪.]696‬‬
‫‪ « .12‬ال قود بني الصبيان‪ ،‬فإن عمدهم خطأ ما مل جيب عليهم احلدود ويبلغوا احللم» [كتاب العقول‪ /‬باب دية اخلطأ يف القتل‪/‬‬
‫ص‪.]623‬‬
‫‪« .11‬ال حياة للجنني إال باالستهالل‪ ،‬فإذا خرج من بطن أمه فاستهل‪ ،‬مث مات ففيه الدية كاملة‪ .‬ونرى أن يف جنني األمة‬
‫عُشر مثن أمه» [كتاب العقول‪ /‬باب عقل اجلنني‪ /‬ص‪.]626‬‬

‫‪953‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪« .15‬كل نافذة يف عضو من األعضاء ففيها ثلث َعقل ذلك العضو» [كتاب العقول‪ /‬باب ما جاء يف عقل الشِّجاج‪ /‬ص‪.]624‬‬
‫‪« .13‬ال يقتل مسلم بكافر‪ ،‬إال أن يقتله مسلم قتل ِغيلة‪ ،‬فيقتل به» [كتاب العقول‪ /‬باب ما جاء يف دية أهل الذمة وقتل الغيلة‪ /‬ص‪.]665‬‬
‫‪« .19‬الصيب الذي ال مال له‪ ،‬واملرأة اليت ال مال ها‪ :‬إذا جىن أحدمها جناية دون الثلث‪ ،‬إنه ضامن على الصيب أو املرأة يف‬
‫ماهما خاصة‪ ،‬إن كان هما مال أُخذ منه‪ ،‬وإال فجناية كل واحد منهما َدين عليه‪ ،‬ليس على العاقلة منه شيء‪ ،‬وال يؤخذ‬
‫أبو الصيب بعقل جناية الصيب‪ ،‬وليس ذلك عليه» [كتاب العقول‪ /‬باب ما يوجب العقل على الرجل يف خاصة ماله‪ /‬ص‪.]669‬‬
‫‪ « .12‬ليس على الصبيان والنساء عقل جيب عليهم أن يعقلوه م العاقلة فيما تعقله العاقلة من الديات‪ ،‬وإمنا جيب العقل على‬
‫من بلغ احللم من الرجال» [كتاب العقول‪ /‬باب جام العقل‪ /‬ص‪.]661‬‬
‫‪« .16‬ما أصيب من البهائم أن على من أصاب منها شيئا قدر ما نقص من مثنها» [كتاب العقول‪ /‬باب جام العقل‪ /‬ص‪.]661‬‬
‫‪« .11‬ليس بني احلر والعبد قود يف شيء من اجلراح‪ ،‬والعبد يُقتل باحلر إذا قتله عمدا‪ ،‬وال يُقتل احلر بالعبد وإن قتله عمدا‪،‬‬
‫وهذا أحسن ما مسعت» [كتاب العقول‪ /‬باب القصاص يف القتل‪ /‬ص‪.]612‬‬
‫‪ « .18‬إذا قتل الرجل عمدا‪ ،‬وقامت على ذلك البينة‪ ،‬وللمقتول بنون وبنات‪ ،‬فعفا البنون وأىب البنات أن يعفون‪ ،‬فعفو البنني‬
‫جائز على البنات‪ ،‬وال أمر للبنات م البنني يف القيام بالدم والعفو عنه» [كتاب العقول‪ /‬باب العفو يف قتل العمد‪ /‬ص‪.]612‬‬
‫‪« .14‬من كسر يدا أو رجال عمدا‪ ،‬أنه يقاد منه وال يعقل» [كتاب العقول‪ /‬باب القصاص يف اجلراح‪ /‬ص‪.]612‬‬
‫‪ « .82‬ال حيلف يف القسامة يف العمد أحد من النساء‪ ،‬وإن مل يكن للمقتول والة إال النساء‪ ،‬فليس للنساء يف قتل العمد قسامة‬
‫وال عفو» [كتاب القسامة‪ /‬باب من جتوز قسامته يف العمد من والة الدم‪ /‬ص‪.]616‬‬
‫‪« .81‬ليس يف العبيد قسامة‪ ،‬يف عمد وال خطإ» [كتاب القسامة‪ /‬باب القسامة يف العبيد‪ /‬ص‪.]611‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يف هذه اخلامتة‪ ،‬أرسم خالصة مشتملة على أهم النتائج اليت توصلت إليها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ /1‬إن ضبط املسائل بالقواعد والكليات كان حمل اعتبار واعتناء عند اإلمام مالك رمحه اهلل‪ ،‬فلقد كان يتمت بعقلية تالئم تقعيد‬
‫القواعد كما تقدم بيانه من خالل هذه الدراسة‪ .‬وإن تطرق اإلمام مالك ها كان عند تعليل األحكام وترجيح آرائه وأقواله يف‬
‫املسألة‪.‬‬
‫‪ /5‬إن هذه النصوص تعترب أول لبنة للقواعد والضوابط الفقهية اليت متت صياغتها فيما بعد‪.‬‬
‫‪ /3‬يتلخص من خالها رأي ومذهب اإلمام مالك يف مسألة معينة من كتابه «املوطأ»‪.‬‬
‫‪ /9‬إن كتاب «املوطأ» يعترب مرجعا مهما ملا له صلة وطيدة بعلم القواعد الفقهية‪ ،‬كالفروق واالستثناء واألشباه والنظائر‪.‬‬
‫دونه العلماء يف كتبهم‪ ،‬خلصت بعد الدراسة إىل النتائج التالية‪:‬‬‫‪ /2‬بعد مقارنة هذه النصوص التقعيدية مبا َّ‬
‫‪ ‬من العلماء من حافظ على نص اإلمام مالك ذي القالب التقعيدي‪ ،‬حبيث اعتربه هو بعينه أو مبعناه صيغة قاعدية‪ ،‬واستغىن‬
‫به عن اختيار صيغة أخرى‪ .‬كصني اخلشين يف «أصول الفتيا»‪.‬‬

‫‪954‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ ‬ومنهم من أدخل على النص الوارد عن اإلمام مالك شيئا من التصرف بالزيادة والنقصان‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها نصوص ذات االجتاه التقعيدي يظن أن اإلمام مالكا انفرد هبا‪.‬‬
‫‪ ‬وأن هذه الروايات هبذه الصياغات فتحت الباب ألتباعه وغريهم لالهتمام واالعتناء هبا وتناوهم ها يف مصنفاهتم‪ .‬وصاروا‬
‫بذلك من الرواد يف جمال التأصيل الفقهي وتقعيد القواعد‪.‬‬
‫‪ /6‬أن القواعد الفقهية مل تظهر دفعة واحدة‪ ،‬فالعمل فيها بدأ بالتقعيد من عهود‪ ،‬فكلما وصل فكر الفقهاء إىل شيء وتبلورت‬
‫صاغوها يف شكل قاعدة‪ ،‬مما يسر هم يمعها يف األخري‪.‬‬
‫‪ /1‬من خالل هذا العرض الوجيز‪ ،‬أختم هذه التوصيات بدعوة إىل متابعة أقوال األئمة املتقدمني اجملتهدين ودراستها من خالل‬
‫آثارهم اليت يف معىن القواعد‪ ،‬كما نوه بذلك الشاطيب فقال‪« :‬يتحرى كتب املتقدمني من أهل العلم املراد‪ ،‬فإهنم أقعد به من‬
‫غريهم من املتأخرين‪ ،‬وأصل ذلك التجربة واخلرب»(‪. )1‬‬
‫وأسأل اهلل تعاىل أن ينفعين مبا علمين‪ ،‬وأن يعلمين ما ينفعين‪ ،‬وأن يزيدين علما‪.‬‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫ثبت المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬أبجد العلوم‪ :‬صديق بن حسن القنوجي (ت ‪1321‬ه) – أعده للطب ووض فهارسه‪ :‬عبد اجلبار زكار – منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد‬
‫القومي – دمشق – دار الكتب العلمية ‪1418 -‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام‪ :‬تقي الدين ابن دقيق العيد (ت‪125‬هـ) – حتقيق‪ :‬حممد حامد الفقي – مراجعة‪ :‬أمحد حممد شاكر‬
‫– مطبعة السنة احملمدية‪ /‬القاهرة – ‪1315‬هـ‪1423/‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪ :‬حممد ناصر الدين األلباين – إشراف‪ :‬حممد زهري الشاويش – املكتب اإلسالمي‪ /‬بريوت –‬
‫الطبعة األوىل – ‪1344‬هـ‪1414/‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬االستذكار الجامع لمذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإليجاز‬
‫واالختصار‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي (ت ‪963‬هـ) – وثق أصوله وخرج نصوصه ورقّمها وقنّن‬
‫مسائله وصن فهارسه‪ :‬د‪ .‬عبد املعطي أمني قلعجي – دار قتيبة للطباعة والنشر‪ /‬دمشق – دار الوغى‪ /‬القاهرة – الطبعة األوىل – ‪1919‬ه‪/‬‬
‫‪1443‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬األشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان‪ :‬زين الدين بن إبراهيم بن حممد الشهري بابن جنيم (ت‪412‬هـ) – وض حواشيه وخرج‬
‫أحاديثه‪ :‬زكريا عمريات – دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1914‬هـ‪1444 /‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬األشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية‪ :‬جالل الدين عبد الرمحن السيوطي (ت‪411‬هـ) – إعداد‪ :‬مركز الدراسات والبحوث‬
‫مبكتبة نزار الباز – مكتبة نزار مصطفى الباز‪ /‬مكة املكرمة‪ -‬الرياض – الطبعة الثانية – ‪1918‬هـ‪1441/‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬األصل الجامع إليضاح الدرر المنظومة في سلك جمع الجوامع‪ :‬حسن بن عمر بن عبد اهلل السيناوين – مطبعة النهضة‪ /‬تونس‪.‬‬

‫) أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب‪ ،‬املوافقات‪ ،‬دار ابن عفان‪/‬السعودية‪(1.)198/1( ،‬‬

‫‪955‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ .8‬أصول الفتيا في الفقه على مذهب اإلمام مالك‪ :‬حممد بن حارث اخلشين – حققه وعلق عليه‪ :‬الشيخ حممد اجملدوب ود‪ .‬حممد أبو‬
‫األجفان ود‪ .‬عثمان بطيخ – الدار العربية للكتاب واملؤسسة الوطنية للكتاب – ‪1482‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬األمنية في إدراك النية‪ :‬أبو العبا أمحد بن إدريس القرايف (‪689‬هـ) – دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬مساعد بن قاسم الفاحل – مكتبة احلرمني‪ /‬الرياض‬
‫– الطبعة األوىل – ‪1928‬هـ‪1488/‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬إيضاح المسالك إلى قواعد اإلمام أبي عبد اهلل مالك‪ :‬أمحد بن حيىي الونشريسي (ت‪419‬هـ) – دراسة وحتقيق‪ :‬الصادق بن عبد الرمحن‬
‫الغرياين – دار ابن حزم‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1951‬هـ‪5226 /‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ :‬حممد بن أمحد بن حممد بن رشد احلفيد (ت‪242‬هـ) – تعليق وحتقيق وختريج‪ :‬حممد صبحي حسن‬
‫حالق – مكتبة ابن تيمية‪ /‬القاهرة – الطبعة األوىل – ‪1912‬ه‪.‬‬
‫‪ .15‬البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة‪ :‬أبو الوليد ابن رشد القرطيب (ت‪252‬هـ) وضمنه‪« :‬المستخرجة‬
‫بالعتبية» حملمد العتيب القرطيب (ت‪522‬هـ) ‪ -‬حتقيق‪ :‬حممد حجي – دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت – الطبعة الثانية‬
‫من األسمعة المعروفة ُ‬
‫– ‪1928‬هـ‪1488/‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام‪ :‬برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن اإلمام مشس الدين أيب عبد اهلل حممد بن فرحون‬
‫اليعمري املالكي – خرج أحاديثه وعلق عليه وكتب حواشيه‪ :‬يمال مرعشلي – دار عامل الكتب‪ /‬الرياض – طبعة خاصة مبوافقة خاصة من‬
‫دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت – ‪1953‬هـ‪5223/‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬التبصرة‪ :‬أبو احلسن علي بن حممد اللخمي – دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬أمحد عبد الكرمي جنيب – وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ /‬قطر‪ ،‬ومركز‬
‫جنيبويه للمخطوطات وخدمة الرتاث‪ /‬مصر ‪ -‬الطبعة الثانية – ‪1933‬هـ‪5215/‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي‪ :‬أبو العال حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري (ت‪1323‬هـ) – أشرف على مراجعة أصوله‬
‫وتصحيحه‪ :‬عبد الوهاب عبد اللطيف – دار الفكر ‪ -‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .16‬ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك‪ :‬القاضي عياض بن موسى بن عياض السبيت (ت ‪299‬هـ) – حتقيق‪:‬‬
‫حممد بن تاويت الطنجي وعبد القادر الصحراوي ود‪ .‬حممد بن شريفة وسعيد أمحد أعراب – اململكة املغربية – وزارة األوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية – الطبعة الثانية ‪1923 -‬هـ‪1483/‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬التسهيل لعلوم التنزيل‪ :‬أبو القاسم حممد بن أمحد بن جزي املالكي (ت‪191‬هـ) – ضبطه وصححه وخرج آياته‪ :‬حممد سامل هاشم – دار‬
‫الكتب العلمية‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1912‬هـ‪1442 /‬م‪.‬‬
‫‪ .18‬تصحيح التنبيه‪ :‬حملي الدين حيىي النووي‪ ،‬على هامش‪ :‬التنبيه في الفقه على مذهب اإلمام الشافعي‪ :‬أليب إسحاق إبراهيم بن علي بن‬
‫يوسف الشريازي الفريوزابادي – مطبعة مصطفى البايب احلليب – الطبعة األخرية – ‪1312‬هـ‪1421/‬م‪.‬‬
‫‪ .14‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب (ت‪963‬هـ) ‪ -‬حتقيق‪:‬‬
‫سعيد أمحد أعراب وغريه – وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ /‬املغرب‪ -‬نشر على عدة سنوات من ‪1381‬هـ حىت ‪1915‬ه‪.‬‬
‫‪ .52‬الجامع الصحيح‪ :‬أبو احلسني مسلم بن احلجاج بن مسلم القشريي النيسابوري (ت‪561‬هـ)‪ -‬صححه ووض حواشيه‪ :‬أبو نعمة اهلل احلاج‬
‫حممد شكري بن حسن األنقروي وغريه ‪ -‬املطبعة العامرة‪ /‬األستانة – ‪1339‬هـ‪.‬‬
‫‪ .51‬الجامع الكبير (سنن الترمذي)‪ :‬أبو عيسى حممد بن عيسى بن َسوره الرتمذي (ت‪514‬هـ) – حققه وعلق عليه وحكم على أحاديثه‪:‬‬
‫عصام موسى هادي – دار الصديق‪ /‬السعودية – الطبعة األوىل – ‪1933‬هـ‪.‬‬

‫‪956‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ .55‬الجامع ألحكام القرآن والمبيِّن لما تضمنه من السنة وآي الفرقان‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب (ت‪611‬هـ) –‬
‫حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي وآخرون – مؤسسة الرسالة‪ /‬بريوت ‪ -‬الطبعة األوىل – ‪1951‬هـ‪5226 /‬م‪.‬‬
‫‪ .53‬الجامع لمسائل المدونة‪ :‬أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن يونس التميمي الصقلي (ت‪ 921‬هـ) – جمموعة باحثني يف رسائل دكتوراه ‪-‬‬
‫معهد البحوث العلمية وإحياء الرتاث اإلسالمي‪ /‬جامعة أم القرى ‪ -‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزي ‪ -‬الطبعة األوىل ‪-‬‬
‫‪1939‬هـ‪5213/‬م‪.‬‬
‫‪ .59‬حاشية على الشرح الكبير ألبي البركات أحمد الدردير‪ :‬مشس الدين حممد عرفة الدسوقي – وهبامشه‪ :‬تقريرات‪ :‬حممد عليش – دار‬
‫إحياء الكتب العربية‪ /‬مصر – دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .52‬الذخيرة‪ :‬شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف (ت‪689‬هـ) – حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد حجي وآخرون – دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪ -‬الطبعة‬
‫األوىل – ‪1449‬م‪.‬‬
‫‪ .56‬روضة المستبين في شرح كتاب التلقين‪ :‬أبو حممد عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة التونسي – دراسة وحتقيق‪ :‬عبد اللطيف زكاغ – مركز‬
‫اإلمام الثعاليب للدراسات ونشر الرتاث‪ /‬اجلزائر ‪ -‬دار ابن حزم‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1931‬هـ‪5212/‬م‪.‬‬
‫‪ .51‬سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها‪ :‬حممد ناصر الدين األلباين ‪ -‬مكتبة املعارف للنشر والتوزي ‪ /‬الرياض – طبعة‬
‫جديدة منقحة ومزيدة – ‪1912‬هـ‪1442/‬م‪.‬‬
‫‪ .58‬السنن (سنن أبي داود)‪ :‬أبو داود سليمان بن األشعث السجستاين (ت‪512‬هـ) – حققه وعلق عليه وحكم على أحاديثه‪ :‬عصام موسى‬
‫هادي – دار الصديق‪ /‬السعودية – الطبعة األوىل – ‪1939‬هـ‪5213/‬م‪.‬‬
‫‪ .54‬سنن الدارقطني‪ :‬علي بن عمر الدارقطين (ت‪382‬هـ)‪ ،‬وبذيله‪« :‬التعليق المغني على الدارقطني» أليب الطيب حممد مشس احلق العظيم‬
‫آبادي – حققه وضبط نصه وعلق عليه‪ :‬شعيب األرنؤوط وآخرون – مؤسسة الرسالة‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1959‬هـ‪5229/‬م‪.‬‬
‫‪ .32‬السنن الكبير‪ :‬احلافظ أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي البيهقي (ت‪928‬هـ) ‪ -‬حتقيق‪ :‬مركز هجر للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية‬
‫– دار هجر‪ /‬القاهرة‪ -‬الطبعة األوىل – ‪1935‬هـ‪5211/‬م‪.‬‬
‫‪ .31‬سير أعالم النبالء‪ :‬اإلمام مشس الدين حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب (ت ‪198‬هـ) – أشرف على حتقيق الكتاب وخرج أحاديثه‪:‬‬
‫شعيب األرناؤوط – تقدمي‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف ‪ -‬مؤسسة الرسالة – بريوت – الطبعة الثالثة – ‪1922‬هـ‪1482/‬م‪.‬‬
‫‪ .35‬شرح أبي عبد اهلل محمد الخرشي على مختصر خليل‪ :‬وهبامشه‪ :‬حاشية علي العدوي املطبعة األمريية‪ /‬بوالق مصر – الطبعة الثانية –‬
‫‪1311‬هـ‪.‬‬
‫‪ .33‬شرح التلقين‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن علي بن عمر التميمي املازري (ت‪236‬هـ) – حتقيق‪ :‬مساحة الشيخ حممد املختار السالمي – دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت‪ -‬الطبعة األوىل – ‪1441‬م‪.‬‬
‫‪ .39‬شرح السنة‪ :‬احلسني بن مسعود البغوي (ت‪216‬هـ) – حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه‪ :‬شعيب األرناؤط وزهري الشاويش – املكتب‬
‫اإلسالمي‪ /‬بريوت – الطبعة الثانية – ‪1923‬هـ‪1483/‬م‪.‬‬
‫‪ .32‬شرح المنهج المنتخب إلى قواعد المذهب‪ :‬أبو العباس أمحد بن علي املنجور الفاسي (ت‪442‬هـ) – دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل‬
‫السفياين – تقدمي‪ :‬د‪ .‬حممد الروكي – مطبعة أميمة‪ /‬فا ‪ -‬الطبعة األوىل – ‪1935‬هـ‪5212/‬م‪.‬‬
‫‪ .36‬شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعالم المدينة في القواعد والنظائر والفوائد الفقهية‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أيب القاسم السجلماسي –‬
‫دراسة وحتقيق‪ :‬عبد الباقي بدوي – مكتبة الرشد ناشرون‪ /‬الرياض – الطبعة األوىل – ‪1952‬هـ‪5229/‬م‪.‬‬

‫‪957‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ .31‬شرح حدود ابن عرفة الموسوم الهداية الكافية الشافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية‪ :‬أبو عبد اهلل حممد األنصاري الرصاع‬
‫(ت‪849‬هـ) – حتقيق‪ :‬حممد أبو األجفان والطاهر املعموري – دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1443‬م‪.‬‬
‫‪ .38‬شرح صحيح البخاري‪ :‬ابن بطال أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك – ضبط نصه وعلق عليه‪ :‬أبو متيم ياسر بن إبراهيم –مكتبة‬
‫الرشد‪ /‬الرياض – الطبعة الثانية – ‪1953‬هـ‪5223/‬م‪.‬‬
‫‪ .34‬شرح محمد الزرقاني على الموطأ‪ :‬وهبامشه‪ :‬سنن أبي داود – صححه‪ :‬حممد األسيوطي – املطبعة اخلريية‪ /‬مصر – ‪1312‬هـ‪.‬‬
‫‪ .92‬صحيح اإلمام البخاري المسمى الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول اهلل ‪ ‬وسننه وأيام‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن‬
‫إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية اجلعفي البخاري (ت‪526‬هـ) ‪ -‬تشرف خبدمته والعناية به‪ :‬حممد زهري بن ناصر الناصر – دار طوق النجاة‪/‬‬
‫بريوت – الطبعة األوىل – ‪1955‬هـ ‪ -‬وهو مصور عن (الطبعة السلطانية) املطبوعة ببوالق‪.‬‬
‫‪ .91‬عدة البروق في جمع ما في المذهب من الجموع والفروق‪ :‬أبو العبا أمحد بن حيىي الونشريسي – دراسة وحتقيق‪ :‬محزة أبو فار –‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪/‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1912‬هـ‪1442/‬م‪.‬‬
‫‪ .95‬عون المعبود شرح سنن أبي داود‪ :‬أبو الطيب حممد مشس احلق العظيم آبادي – م شرح ابن قيم اجلوزية – ضبط وحتقيق‪ :‬عبد الرمحن‬
‫حممد عثمان – املكتبة السلفية باملدينة املنورة ‪ -‬الطبعة الثانية – ‪1388‬هـ‪1468 /‬م‪.‬‬
‫‪ .93‬الغيث الهامع شرح جمع الجوامع‪ :‬ويل الدين أيب زرعة أمحد بن عبد الرحيم العراقي (ت‪856‬هـ) – حتقيق‪ :‬حممد تامر حجازي – دار‬
‫الكتب العلمية‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1952‬هـ‪5229 /‬م‪.‬‬
‫‪ .99‬الفروق أو أنوار البروق في أنواء الفروق‪ :‬أبو العبا أمحد بن إدريس الصنهاجي القرايف (ت‪689‬هـ)‪ ،‬ومعه‪« :‬إدرار الشروق على أنواء‬
‫الفروق» أليب القاسم قاسم بن عبد اهلل ابن الشاط (ت‪153‬هـ)‪ ،‬وحباشية الكتابني‪« :‬تهذيب الفروق والقواعد السنية في األسرار‬
‫الفقهية» حملمد علي بن حسني املكي املالكي ‪ -‬ضبطه وصححه‪ :‬خليل املنصور – دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل –‬
‫‪1918‬هـ‪1448/‬م‪.‬‬
‫‪ .92‬الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي‪ :‬حممد بن احلسن احلجوي الثعاليب – مطبعة إدارة املعارف‪ /‬الرباط ومطبعة البلدية‪ /‬فا –‬
‫‪1392‬هـ‪.‬‬
‫‪ .96‬القاموس الفقهي لغة واصطالحا‪ :‬سعدي أبو جيب – دار الفكر‪ /‬دمشق – الطبعة الثانية – ‪1928‬هـ‪1488/‬م‪.‬‬
‫‪ .91‬القبس في شرح موطأ مالك بن أنس‪ :‬أبو بكر بن العريب املعافري – دراسة وحتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد عبد اهلل ولد كرمي – دار الغرب اإلسالمي‪/‬‬
‫بريوت – الطبعة األوىل – ‪1445‬م‪.‬‬
‫‪ .98‬قواعد الفقه‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد املقري (ت‪124‬هـ)‪ -‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد الدردايب – دار األمان‪ /‬الرباط – ‪5215‬م‪.‬‬
‫‪ .94‬القواعد الفقهية المستنبطة من المدونة الكبرى لإلمام مالك بن أنس األصبحي برواية اإلمام سحنون بن سعيد عن اإلمام عبد‬
‫الرحمن بن القاسم‪ :‬د‪ .‬أحسن زقور – دار الرتاث ناشرون‪ /‬اجلزائر ودار ابن حزم‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1935‬هـ‪5211/‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬حممد مصطفى الزحيلي – دار الفكر‪ /‬دمشق – الطبعة األوىل –‬
‫‪1951‬هـ‪5226/‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬القواعد‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري (ت‪128‬هـ) – حتقيق ودراسة‪ :‬أمحد ب ـ ـ ــن عبد اهلل بن محيد – مركز إحياء الرتاث‬
‫اإلسالمي جبامعة أم القرى‪ /‬مكة املكرمة – دون تاريخ‪.‬‬

‫‪958‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ .25‬القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية والتنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلية‪ :‬حممد بن أمحد بن جزي الغرناطي‬
‫(ت‪191‬هـ) – حققه وعلق عليه‪ :‬ماجد احلموي – دار ابن حزم‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1939‬هـ‪5213/‬م‪.‬‬
‫‪ .23‬الكافي في فقه أهل المدينة المالكي‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب – دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت –‬
‫الطبعة الثانية – ‪1913‬هـ‪1445/‬م‪.‬‬
‫‪ .29‬كتاب الحجة على أهل المدينة‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن احلسن الشيباين (ت‪184‬هـ) – رتب أصوله وصححه وعلق عليه‪ :‬مهدي حسن‬
‫الكيالين القادري – عامل الكتب‪ /‬بريوت‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .22‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ :‬مصطفى بن عبد اهلل الشهري حباجي خليفة وبكاتب جليب – عين بتصحيحه وطبعه‪ :‬حممد‬
‫شرف الدين يالتقايا ورفعت بيلكه الكليسي – دار إحياء الرتاث العريب‪ /‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .26‬كشف المغطى من المعاني واأللفاظ الواقعة في الموطأ‪ :‬حممد الطاهر بن عاشور (ت‪1349‬هـ) – ضبط نصه وعلق عليه وخرج‬
‫أحاديثه‪ :‬د‪ .‬طه بن علي بوسريح التونسي – دار سحنون‪ /‬تونس ودار السالم‪ /‬القاهرة – الطبعة الثانية – ‪1958‬هـ‪5221 /‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬الكليات الفقهية لإلمام المقري‪ :‬دراسة وحتقيق‪ :‬حممد بن اهادي أبو األجفان – الدار العربية للكتاب‪ /‬تونس – ‪1441‬م‪.‬‬
‫‪ .28‬مجموع فتاوى شيخ اإلسالم أحمد ابن تيمية‪ :‬يم وترتيب‪ :‬عبد الرمحن بن قاسم وساعده ابنه حممد – جمم امللك فهد لطباعة‬
‫املصحف الشريف‪ /‬املدينة النبوية – حتت إشراف وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ /‬السعودية‪1952 -‬هـ‪5229/‬م‪.‬‬
‫‪ .24‬مختار الصحاح‪ :‬حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي – إخراج‪ :‬دائرة املعاجم يف مكتبة لبنان – مكتبة لبنان‪ /‬بريوت – ‪1486‬م‪.‬‬
‫‪ .62‬المدونة الكبرى رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي عن اإلمام عبد الرحمن بن القاسم العتقي عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس‬
‫(ت‪001‬هـ)‪ :‬وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ /‬اململكة العربية السعودية (مصورة عن طبعة اعتىن بتصحيحها وهتذيبها‬
‫وتنقيحها‪ :‬سيد محاد الفيومي العجماوي وآخرون – مطبعة السعادة‪ /‬مصر – ‪1359‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .61‬مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر‪ :‬حممد األمني بن حممد املختار اجلكين الشنقيطي (ت‪1343‬هـ) – ضمن (آثار الشيخ العالمة‬
‫حممد األمني الشنقيطي) – مطبوعات جمم الفقه اإلسالمي‪ /‬جدة ‪ -‬إشراف‪ :‬بكر بن عبد اهلل أبو زيد – دار عامل الفوائد‪ /‬مكة املكرمة ‪-‬‬
‫الطبعة األوىل – ‪1956‬هـ‪.‬‬
‫‪ .65‬المسالك في شرح موطأ مالك‪ :‬القاضي أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب املعافري (ت ‪293‬هـ)‪ -‬قرأه وعلق عليه‪ :‬حممد بن احلسني‬
‫السليماين وعائشة بنت احلسني السليماين – قدم له‪ :‬يوسف القرضاوي – دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1958‬هـ‪/‬‬
‫‪5221‬م‪.‬‬
‫‪ .63‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ :‬أمحد بن حممد بن علي ال ُـمقري الفيومي (ت‪112‬هـ) – حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد العظيم الشناوي –‬
‫دار املعارف‪ /‬القاهرة – الطبعة الثانية – دون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .69‬المصنف‪ :‬أبو بكر عبد الرزاق بن مهام الصنعاين (ت‪511‬هـ) – عين بتحقيق نصوصه وختريج أحاديثه والتعليق عليه‪ :‬حبيب الرمحن‬
‫األعظمي – املكتب اإلسالمي‪ /‬بريوت – الطبعة الثانية – ‪1923‬هـ‪1483 /‬م‪.‬‬
‫‪ .62‬المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب‪ :‬أبو العبا أمحد بن حيىي الونشريسي (ت ‪419‬م) –‬
‫خرجه يماعة من الفقهاء بإشراف‪ :‬د‪ .‬حممد حجي – وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية للمملكة املغربية – دار الغرب اإلسالمي – بريوت‬
‫‪1921 -‬هـ‪1481/‬م‪.‬‬

‫‪959‬‬
‫‪ISSN :2588-2384‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪3102 :‬‬ ‫عدد‪54 :‬‬ ‫مجلد‪32 :‬‬

‫‪ .66‬المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة من األحكام الشرعية والتحصيالت المحكمات ألمهات مسائلها المشكالت‪:‬‬
‫أبو الوليد حممد بن أمحد ابن رشد القرطيب (ت‪252‬هـ) – حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد حجي – دار الغرب اإلسالمي‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل –‬
‫‪1928‬هـ‪1488 /‬م‪.‬‬
‫‪ .61‬من خزانة المذهب المالكي (مجموع رسائل) اعتىن هبا‪ :‬جالل علي القذايف اجلهاين‪ ،‬ومنها‪« :‬الكليات الفقهية» أليب عبد اهلل حممد بن‬
‫علي بن غازي العثماين املكناسي (ت‪414‬هـ) ‪ -‬دار ابن حزم‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1951‬هـ‪5226 /‬م‪.‬‬
‫‪ .68‬مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكالتها‪ :‬أبو احلسن علي بن سعيد الرجراجي – تقدمي‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬علي‬
‫علي لقم – اعتىن به‪ :‬أبو الفضل الدمياطي أمحد بن علي –مركز الرتاث الثقايف املغريب‪ /‬اململكة املغربية ‪ -‬دار ابن حزم‪ /‬بريوت ‪ -‬الطبعة‬
‫األوىل – ‪1958‬هـ‪5221/‬م‪.‬‬
‫‪ .64‬المنتقى شرح موطأ مالك‪ :‬أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي (ت‪949‬هـ) – حتقيق‪ :‬حممد عبد القادر أمحد عطا –‬
‫دار الكتب العلمية‪ /‬بريوت – الطبعة األوىل – ‪1952‬هـ‪1444/‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬الموافقات‪ :‬أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب (ت‪142‬هـ) – تقدمي‪ :‬بكر بن عبد اهلل أبو زيد – ضبط نصه وقدم‬
‫له وعلق عليه وخرج أحاديثه‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان – دار ابن عفان‪/‬السعودية – الطبعة األوىل – ‪1911‬هـ‪1441/‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬مواهب الجليل لشرح مختصر خليل‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب املعروف باحلطاب الرعيين (ت ‪429‬هـ) –‬
‫ضبطه وخرج آياته وأحاديثه‪ :‬زكريا عمريات – دار عامل الكتب‪.‬‬
‫‪ .15‬موسوعة القواعد الفقهية‪ :‬تأليف ويم وترتيب وبيان‪ :‬د‪ .‬حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي – مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪ .13‬موطأ اإلمام مالك‪ :‬حتقيق د‪ .‬حممد مصطفى األعظمي – مؤسسة زايد بن سلطان آل هنيان لألعمال اخلريية واإلنسانية‪ /‬أبو ظيب ‪ -‬الطبعة‬
‫األوىل – ‪1952‬هـ‪5229 /‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬الموطأ‪ :‬مالك بن أنس (ت‪114‬هـ) برواية حيىي بن حيىي الليثي (ت‪539‬هـ) وعليه زيادات رواية أيب مصعب الزهري املدين (ت‪595‬هـ)‬
‫ورواية حممد بن احلسن الشيباين (ت‪184‬هـ) – حتقيق‪ :‬كالل حسن علي – مؤسسة الرسالة ناشرون‪ /‬سوريا وبريوت‪ -‬الطبعة األوىل –‬
‫‪1939‬هـ‪5213/‬م‪.‬‬

‫‪960‬‬

You might also like