Professional Documents
Culture Documents
منتقى من نصوص الإمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية مجرى القواعد الفقهية
منتقى من نصوص الإمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية مجرى القواعد الفقهية
:الملخص
فقد درست يف هذا املقال مناذج من نصوص، وأمهية كتابه «املوطأ» بني كتب احلديث والفقه،نظرا ملكانة اإلمام مالك العلمية
مث تطورت فيما بعد وسريها علماء، واليت جاءت يف صياغات هي أقرب إىل الضوابط العامة،اإلمام وأقواله يف هذا الكتاب
وهي أن هذه املرويات عنه قد تشكل النواة األوىل، وأحملت من خالله إىل نقطة مهمة.املذهب مسري القواعد والكليات الفقهية
مما َّأهل كتابه إىل اعتباره أحد،تبيني أصول الفقه وفروعه
َ » وأن اإلمام مالكا قصد يف تأليف «املوطأ،للقواعد الفقهية يف املذهب
.املناهل الصافية اليت استقى منها املدونون هذه القواعد وأفرزوها يف كتبهم
. قواعد – فقهية- مالك – املوطأ – نصوص:الكلمات المفتاحية
”A Selection of Imam Maliks Texts in “Al-Muwatta
that Maliki Rite Turned into Jurisprudence Rules
Abstract:
Imam Malik scientific prestige in addition to his book “Al-Muwatta” importance among Hadith and
jurisprudence (Fiqh) books prompted us to discuss, through this article, some samples of Imam Maliks texts
and sayings in this book. The ones which are structured so as to be closer to the vital necessities in Islamic
religion. These texts have been developed and led by maliki scholars as rules and jurisprudence necessities.
The article main aim is to make the evidence that these sayings may represent the nucleus of the
jurisprudence rules in the maliki rite; and that Malik himself intended -by writing “Al-Muwatta”- to make
jurisprudence sources and branches clearer. This is the very reason to consider it as one of the pure sources
for codification that writers took the rules from and mentioned in their books.
Key words:Malik – Al-Muwatta – texts – rules – jurisprudence
920
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
مقدمة:
وسهل انتزاع األحكام منهما على كل جمتهد
احلمد هلل الذي شرفنا بكلمة التوحيد ،وأيدنا باتباع الوحيني أحسن تأييدَّ ،
جميد ،وله الشكر على ما أوىل من التفقه يف الكتاب والسنة ،وصلواته وسالمه على نبينا حممد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم
بإحسان إىل يوم الدين .أما بعد:
فإن أشرف العلوم بعد علم التوحيد :الفقه يف الدين ،كما شهد به النيب يف قوله( :من يرد اللّه به خيرا يفقهه في
الدين)( ،)1ومعناه :فهم معاين األمر والنهي ليستبصر اإلنسان يف دينه.
ولذلك انكب عليه الصحابة والتابعون ،مث األئمة اجملتهدون لإلفتاء نظرا حلاجة النا إليه يف يمي أعماهم.
ولقد تنوع الفقه فنونا وأنواعا ،وكان من أعظمها شأنا ،وأعمها نفعا وفائدة :علم قواعد الفقه .فهو جيم األحكام الفرعية
العديدة ،واملسائل اجلزئية املتناثرة يف قوالب عامة وشاملة ،تضبط علم الفقه ،وتنسق أحكامه وعلله ،وتقربه لألذهان ،كما قال
القرايف(.)2
وبعض هذه القواعد مستمد من النصوص الشرعية ،وبعضها مأخذه ومصدره نصوص جرت على ألسنة األئمة اجملتهدين من
تأسيسهم ،خرجت خمرج القواعد أو ما عرف فيما بعد بالضوابط أو الكليات ،عن طريق االستنباط أو استقراء املسائل اجلزئية
اليت جتمعها عالقة جامعة بينها ،كما يظهر ذلك جليا عند تقليب النظر يف كتبهم.
ومن تلك النصوص اليت وق اختياري عليها لدراستها يف هذا املقال :أقوال إمام دار اهجرة النبوية ،مالك بن أنس رمحه اهلل ،من
كتابه «املوطأ» ،ونظرا لغزارة وتشعب مادة هذا البحث ،ولضيق حدود عرضها كاملة ،فقد قصرته على خنبة من هذه النصوص
ليصبح العنوان:
"منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية مجرى القواعد الفقهية"
ولتوضيح املوضوع املعاجل ،رمست النقاط التالية:
أوال :أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
إن احلامل على كتابة هذا البحث أمور ،منها:
/1أن هذه النصوص املنتقاة هي نفس اإلمام مالك رمحه اهلل ،وهو أحد أئمة االجتهاد والفتوى .قال الذهيب« :فإىل فقه مالك
املنتهى ،فعامة آرائه مسددة ،ولو مل يكن له إال حسم مادة احليل ،ومراعاة املقاصد ،لكفاه»(.)1
( )1رواه البخاري يف «صحيحه» (كتاب العلم /باب من يرد اهلل به خريا يفقهه يف الدين) (رقم ،)52/1( )11ومسلم يف «صحيحه» (كتاب الزكاة /باب
النهي عن املسألة) (.)42-49/3
( )2أبو العبا أمحد بن إدريس الصنهاجي القرايف ،الفروق أو أنوار الربوق يف أنواء الفروق ،دار الكتب العلمية /بريوت.)6/1( ،
921
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
وهو أيضا من أعلم النا بأصول أهل املدينة .يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية« :فال ريب عند أحد أن مالكا أقوم النا
مبذهب أهل املدينة رواية ورأيا ،فإنه مل يكن يف عصره وال بعده أقوم بذلك منه ،كان له من املكانة عند أهل اإلسالم -اخلاص
منهم والعام -ما ال خيفى على من له بالعلم أدىن إملام»(.)2
وهذه القواعد واألصول هي حمل قبول عند األئمة اجملتهدين ،كالشافعي وأمحد وغريمها .يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية« :مث من
تدبر أصول اإلسالم وقواعد الشريعة وجد أصول مالك وأهل املدينة أصح األصول والقواعد .وقد ذكر ذلك الشافعي وأمحد
وغريمها»(.)3
/5أن نصوص اإلمام مالك املقتبسة ها أثر عميق يف التقنني ،واستنباط األحكام ملا وق وما حيتمل وقوعه .فهي متثل عبقرية
إمام قادر على التقعيد والتأصيل ،يم هبذه القواعد الفروع واملسائل املتشاهبة يف أحكام كلية ،تيسريا للفقه ،ولـما لشتاته.
/3اخرتت يف هذه الدراسة كتابه «املوطأ» ألمهيته .وقد قصد اإلمام مالك يف تأليفه التبيني ألصول الفقه وفروعه ،فقد نص
على أصول كثرية يف مسائله املبثوثة.
يقول أبو بكر ابن العريب« :هذا أول كتاب ألِّف يف شرائ ا ِإلسالم وهو آخره ،ألنه مل يـُ َؤلَّف مثله ،إذ بناه مالك على متهيد
األصول للفروع ،ونبّه فيه على معظم أصول الفقه اليت ترج إليها مسائله وفروعه»(.)4
كما أنه احتوى آراءه الفقهية ومسائل متنوعة عنه .ومنها تلك العبارات املأثورة عنه ،واليت شكلت اللبنة األوىل للقواعد الكلية
الفقهية قبل أن تعرف باعتبارها قواعد وتصطبغ بصيغة العلم وتضارع القواعد املتداولة اليوم.
يقول حممد علي بن حسني املكي املالكي« :فإن القواعد ليست مستوعبة يف أصول الفقه ،بل للشريعة قواعد كثرية جدا عند
أئمة الفتوى والفقهاء ال توجد يف كتب أصول الفقه أصال»(.)5
/9إثراء الدراسات اليت قامت حول «املوطأ» من خالل استخالص نصوص اإلمام مالك اليت يف قالب القواعد الفقهية أو تعرب
عن هذا االجتاه .
/2إثراء القواعد الفقهية اليت مصدرها األئمة اجملتهدين بالشواهد واألمثلة اليت استندت يف نشأهتا وتكوهنا إىل أقوال اإلمام مالك
لوجود نقص يف هذا اجملال يف الدراسات.
( )1فهذه شهادة احلافظ الذهيب اليت ها قيمتها العلمية والتارخيية واالستقرائية .انظر :اإلمام مشس الدين حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب ،سري أعالم النبالء،
مؤسسة الرسالة /بريوت.)45/8( ،
( )2شيخ اإلسالم أمحد ابن تيمية ،جمموع الفتاوى ،جمم امللك فهد لطباعة املصحف الشريف /املدينة النبوية.)352/52( ،
( )3املصدر السابق ( .)354- 358/52غري أن اإلمام مالكا مل يدون أصوله وال قواعده يف الفقه ،بل تتبعها واستخرجها أتباعه من الفروع واألحكام
والفتاوى.
( )4أبو بكر بن العريب املعافري ،القبس يف شرح موطأ مالك بن أنس ،دار الغرب اإلسالمي /بريوت.)12/1( ،
السنية يف األسرار الفقهية ،دار الكتب العلمية /بريوت.)141/5( ،
( )5حممد علي بن حسني املكي املالكي ،هتذيب الفروق والقواعد َّ
922
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
923
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
924
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
( )1نظرا لشهرة رواية حييي بن حييي الليثي لـ«ملوطأ» وأوعبها تداوال بني العلماء ،فقد اعتمدت عليها يف هذا املقال.
( )2القاضي عياض بن موسى بن عياض السبيت ،ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالك ،وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية /اململكة
املغربية.)82/5( ،
( )3قد حيصل االختالف يف ترتيب هذه املواد من كتب وأبواب يف كتاب «املوطأ» حسب تلك املقارنة اليت أجراها األعظمي بني عدد من روايات «املوطأ».
انظر :د .حممد مصطفى األعظمي ،حتقيق موطأ اإلمام مالك ،مؤسسة زايد بن سلطان آل هنيان لألعمال اخلريية واإلنسانية /أبو ظيب 325/1( ،فما فوق).
( )4صديق بن حسن القنوجي ،أجبد العلوم ،منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد القومي /دمشق ودار الكتب العلمية.)531/5( ،
925
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
( )1انظر :مصطفى بن عبد اهلل الشهري حباجي خليفة وبكاتب جليب ،كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ،دار إحياء الرتاث العريب /بريوت،
()638/1؛ وصديق بن حسن القنوجي ،أجبد العلوم)535-531/5( ،؛ وحممد بن احلسن احلجوي الثعاليب ،الفكر السامي يف تاريخ الفقه اإلسالمي،
مطبعة إدارة املعارف /الرباط ومطبعة البلدية /فا )111-114/2( ،؛ وحممد الطاهر بن عاشور ،كشف املغطى من املعاين واأللفاظ الواقعة يف املوطأ،
دار سحنون /تونس ودار السالم /القاهرة( ،ص.)51
( )2انظر :القاضي عياض بن موسى بن عياض السبيت ،ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالك)16 -13/5( ،؛ وصديق بن حسن
القنوجي ،أجبد العلوم)531-532/5( ،؛ وحممد الطاهر بن عاشور ،كشف املغطى من املعاين واأللفاظ الواقعة يف املوطأ( ،ص.)51
( )3شيخ اإلسالم أمحد ابن تيمية ،جمموع الفتاوى .)315/52( ،تتب أمثلة عن دفاعه عن السنة يف :حممد الطاهر بن عاشور ،كشف املغطى من املعاين
واأللفاظ الواقعة يف املوطأ( ،ص .)183مث أتبعه ابن عاشور مبثال آخر فقال« :وقد يأيت مالك مبثل هذا ،كما قال يف القضاء بالشاهد و اليمني« :وإنه
ليكفي من ذلك ما مضى من السنة»».
926
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
أ /من حيث التأصيل :لقد تنوعت هذه األقوال اليت تتسم بطاب القواعد بتنوع مأخذها:
فمنها نصوص استمد أصلها من الكتاب أو السنة أو اآلثار أو استنبطها منها ،.مث عرب عنها اإلمام مالك يف نفس املعىن.
- 1من نص الكتاب :كقوله« :لكل مطلقة متعة» [كتاب الطالق /باب ما جاء يف متعة الطالق /ص ،]991وقوله« :وال أرى
َّ ِ
بأسا مبا أصاب املعراض ،إذا َخ َس َق وبلغ ال َـمقاتل أن يؤكل» قال« :يقول اهلل تبارك وتعاىل {يَاأَيـُّ َها الذ َ
ين َآمنُوا
ِ لَيبـلُونَّ ُكم اللَّه بِشيء ِمن َّ ِ
اح ُك ْم} [سورة املائدة ،من اآلية »]49:قال« :فكل شيء ناله اإلنسان الصْيد تَـنَالُهُ أَيْدي ُك ْم َوِرَم ُ َْ َ ُ ُ َ ْ َ
[كتاب الصيد /باب ترك أكل ما قتل بيده أو رحمه ،أو بشيء من سالحه ،فأنفذه وبلغ مقاتله ،فهو صيد كما قال اهلل»
املعراض واحلجر /ص.]989
أوسق» [كتاب الزكاة /باب ما ال - 5من السنة :كقوله «وإمنا جتب الصدقة على من بلغ َجذاذه أو قِطافه أو حصاده مخسة
زكاة فيه من الثمار /ص .]292وهذه قاعدة مبنزلة ضابط يف زكاة احلرث ،جاءت موافقة ملا نطقت به السنة( :فيما دون
خمسة أوسق صدقة)(.)1
[كتاب األشربة/ وقوله « :والسنة عندنا أن كل من شرب شرابا مسكرا ،فسكر أو مل يسكر ،فقد وجب عليه احلد»
باب احلد يف اخلمر /ص.]646
- 3ومن األثر :قالِ « :
أستحب يف مثل هذا أن يهريق دما ،وذلك أن عبد اهلل بن عبا قال" :من نسي من نسكه
دما"» [كتاب احلج /باب التقصري /ص .]922وقال« :عن ابن شهاب أنه قال" :من أهدى بدنة ،جزاءً أو
شيئا فليهرق ً
[كتاب احلج /باب العمل يف اهدي إذا عطب أو ضل /ص.]913هدي متت ،فأصيبت يف الطريق ،فعليه البدل"»
نذرا ،أو َ
ومن األثر :ما جرى عليه عمل أهل املدينة :قال مالك « :األمر اجملتم عليه عندنا أنه ال قود بني الصبيان ،فإن عمدهم
خطأ ،ما مل جيب عليهم احلدود ويبلغوا احللم» [كتاب العقول /باب دية اخلطأ يف القتل /ص .]619وقال« :واألمر عندنا فيما
أصيب من البهائم أن على من أصاب منها شيئا قدر ما نقص من مثنها» [كتاب العقول /باب جام العقل /ص.]666
( )1رواه البخاري (كتاب الزكاة /باب زكاة الورق) (رقم ،)116/2( )1446ومسلم (كتاب الزكاة) ( .)66/3وانظر :حممد بن حارث اخلشين ،أصول
الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك ،الدار العربية للكتاب واملؤسسة الوطنية للكتاب( ،ص .)19وقال املقري –كما يف الكليات الفقهية ،الدار العربية
للكتاب /تونس( ،ص« :)129كل حب مقتات أو مؤتدم الزيت مدخر ففي مخسة أوسق منه فأكثر الزكاة مرة» .فاألصل يف الزكاة التقيد مبا نص عليه
الشرع يف احلرث والعني واملاشية.
927
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
وجبانب ذلك ،هناك نصوص جتري جمرى الضوابط .وهي غالبها ،كقوله« :الثيب إذا ملكها الرجل ،ومل يدخل هبا ،إهنا جتري
جمرى البكر ،الواحدة تبينها ،والثالث حترمها ،حىت تنكح زوجا غريه» ،وقوله« :الطالق للرجال ،والعدة للنساء» وقوله« :احلامل
كاملريض».
وقد يطلق عليها كليات باعتبار بدايتها بـ ـ ـ"كل" ،كقوله« :كل أمر تصنعه احلائض من أمر احلج ،فالرجل يصنعه وهو غري
طاهر ،مث ال يكون عليه شيء يف ذلك» ،وقوله « كل شيء ناله اإلنسان بيده أو رحمه ،أو بشيء من سالحه ،فأنفذه وبلغ
مقاتله ،فهو صيد».
وأحيانا يتب هذه القواعد باستثناء ،كقوله« :وإطعام املساكني يف الكفارات ال ينبغي أن يطعم فيها إال املسلمون ،وال يطعم
فيها أحد على غري دين اإلسالم» ،وقوله « :ال حيلف يف القسامة يف العمد أحد من النساء ،وإن مل يكن للمقتول والة إال
النساء ،فليس للنساء يف قتل العمد قسامة وال عفو».
ميكن القول بأن فكرة التقعيد تبلورت يف ذهن اإلمام مالك من خالل أقواله ذات املعاين التقعيدية اليت قامت عند التعليل مقام
التقعيد.
المبحث الثاني :دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها
المالكية مجرى القواعد الفقهية
لقد رصد «املوطأ» يملة من هذه النصوص اليت يستند إليها اإلمام مالك يف معرض التعليل واالستدالل .وإليك هذه املقتبسات
اليت من خالها يتبني كيف يقرر اإلمام مالك األحكام بقواعدها أو يقرهنا هبا .وقد رتبت هذه النصوص واألقوال اجلارية جمرى
القواعد كما وردت يف «املوطأ» ،وجعلتها يف املطلبني التاليني:
المطلب األول :دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية
مجرى القواعد الفقهية في العبادات
وحيتوي على فروع:
الفرع األول :الصالة
[« ]1إنما يقضي مثل الذي كان عليه»
أوال :معنى القاعدة
أفاد اإلمام مالك بقاعدة مهمة من القواعد املتعلقة بأحكام القضاء والضمان يف الفقه اإلسالمي ،وتتخرج عليها فروع كثرية .قرر
فيها هبذا اللفظ قضاء صالة املسافر للساهي أو الناسي ها ،وأهنا تكون على صفتها .فيكون املعترب يف قضاء العبادة الفعل،
928
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
وليس الظرف زمانيا كان أو مكانيا .يقول الباجي« :ما يلزم من الرتتيب يف حال األداء ،فكذلك يف حال القضاء ،كالصالة :ما
لزم فيها من الرتتيب يف حال األداء لزم مثله يف حال القضاء»(.)1
والظاهر أن اإلمام مالكا خصص القضاء بأهل األعذار حلصول الفرق بني املعذور -كما مثل -والنائم ،فاإلمث مرفوع عنهما،
خبالف غري املعذور –كاملتعمد ،-حلصول اإلمث له.
أما يف املعامالت ،فإن املعترب فيها كون القضاء على صفة األداء جنسا وعددا .وعليه :تنقسم املضمونات من حيث ما تضمن
به إىل قسمني رئيسني :مثلي وقيمي.
فاملثلي :هو الشيء الذي له مثل من جنسه ال يتفاوت ،فهو مضمون مبثله إن ُوجد.
والقيمي :هو الشيء الذي ال مثل له ،أو له مثل متفاوت ،فهذا إمنا يضمن بقيمته ،أي بقدر ما يساويه من املال .ومن القيمي
أيضاً :املثلي الذي انقط مثله فلم يوجد ،أو وجد متفاوتاً ،فهذا جيب ضمانه بقيمته أيضاً(.)2
ثانيا :دليل القاعدة
/1من السنة :حديث أنس عن النيب ( :من نسي صالة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها)(.)3
/5وحديثه قال :أهدت بعض أزواج النيب إىل النيب طعاما يف قصعة ،فضربت عائشة القصعة بيدها فألقت ما فيها.
فقال النيب ( :طعام بطعام ،وإناء بإناء)(.)4
/3ومن األثر :ما رواه مالك عن ناف أن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما كان يقول" :يصوم رمضان متتابعا ،من أفطره من
مرض ،أو يف سفر"(.)5
/9وأما إيماع أهل املدينة :فما ذكره عقب نص القاعدة بقوله« :وهذا األمر هو الذي أدركت عليه النا وأهل العلم
ببلدنا»(.)6
ثالثا :مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»
( )1أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي ،املنتقى شرح موطأ مالك ،دار الكتب العلمية /بريوت.)121/9( ،
( )2د .حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي ،موسوعة القواعد الفقهية ،مؤسسة الرسالة.)221/12( ،
( )3رواه مسلم (كتاب الصالة /باب قضاء الصالة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها) (.)195/5
( )4رواه هبذا اللفظ :الرتمذي يف «اجلام » (أبواب األحكام عن رسول اهلل /باب ما جاء فيمن يكسر له الشيء ما حيكم له من مال الكاسر) (رقم
( )1324ص ،)931وقال« :هذا حديث حسن صحيح».
(« )5املوطأ» (كتاب الصوم /باب ما جاء يف قضاء رمضان والكفارات) (ص.)521
( )6واحتج به أيضا يف (باب القضاء يف اهبة) (ص )213بقوله« :األمر اجملتم عليه عندنا» .وقال أبو عبد اهلل حممد بن احلسن الشيباين يف :كتاب احلجة
على أهل املدينة ،عامل الكتب /بريوت« :)181/1( ،وكذلك قال أهل املدينة» .ونقل ابن عبد الرب تفسري الدراوردي لقول مالك« :وعليه أدركت أهل بلدنا
وأهل العلم ببلدنا ،واألمر اجملتم عليه عندنا» قال« :فإنه يريد ربيعة بن أيب عبد الرمحن وابن هرمز» أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري
القرطيب (ت963هـ) ،التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد ،وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية /املغرب.)9/3( ،
929
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
نص عليها اإلمام مالك معلال هبا حكم تأخري الصالة للمسافر ساهيا أو ناسيا حىت قدم على أهله ،وكيفية قضائها فقال« :من
أدرك الوقت وهو يف سفر ،فأخر الصالة ساهيا أو ناسيا حىت قدم على أهله ،أنه إن كان قدم على أهله وهو يف الوقت ،فإنه
فليصل صالة املسافر ،ألنه إمنا يقضي( )1مثل الذي كان
ِّ يصلي صالة املقيم ،وإن كان قد قدم على أهله وقد ذهب الوقت،
عليه»([ )2كتاب وقوت الصالة /باب جام الوقوت /ص.]34
وأعاد ذكرها ليوس يف صفة املقضي من األعيان والعروض والقضاء فيها باملثل أو البديل يف املواض التالية:
هدي متت ،فأصيبت يف الطريق ،فعليه /1ما حدث به عن شيخه ابن شهاب أنه قال« :من أهدى بدنة ،جزاءً أو نذرا ،أو َ
البدل»([ )3كتاب احلج /باب العمل يف اهدي إذا عطب أو ضل /ص.]312
/5قوله « :من استهلك شيئا من الطعام بغري إذن صاحبه فإمنا يرد إىل صاحبه مثل طعامه مبكيلته من صنفه ،وإمنا الطعام مبنزلة
الذهب ،ومن الفضة الفضة ،وليس احليوان مبنزلة الذهب يف ذلك ،فرق بني ذلك السنة َ الذهب والفضة ،إمنا يرد من الذهب
والعمل املعمول به» [كتاب األقضية /باب القضاء يف استهالك احليوان والطعام وغريه /ص.]262
/3قوله« :األمر عندنا يف من استهلك شيئا من احليوان بغري إذن صاحبه ،أن عليه قيمته يوم استهلكه .ليس عليه أن يؤخذ
مبثله من احليوان .وال يكون له أن يعطي صاحبه ،فيما استهلك ،شيئا من احليوان .ولكن عليه قيمته يوم استهلكه .القيمة أعدل
ذلك ،فيما بينهما ،يف احليوان والعروض»[ .كتاب األقضية /باب القضاء يف استهالك احليوان والطعام وغريه /ص.]262
( )1و(يقضي) :من قضى قضاء ،وهو يف اللغة يأيت ملعاين كثرية ،منها :إحكام الشيء والفراغ منه ويكون مبعىن األداء .واستعمل العلماء القضاء يف فعل يمي
العبادة املؤقتة بعد خروج وقتها احملدود شرعا .انظر :حمي الدين حيىي النووي ،تصحيح التنبيه ،مطبعة مصطفى البايب احلليب( ،ص)125؛ وأمحد بن حممد بن
علي ال ُـمقري الفيومي ،املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري ،دار املعارف /القاهرة)221/5( ،؛ وحممد األمني بن حممد املختار اجلكين الشنقيطي ،مذكرة
أصول الفقه على روضة الناظر ،دار عامل الفوائد /مكة املكرمة( ،ص)61-66؛ ود .حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي ،موسوعة القواعد
الفقهية.)149/8( ،
( )2انظر :أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي ،االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ
من معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار ،دار قتيبة للطباعة والنشر /دمشق ودار الوغى /القاهرة)583/1( ،؛ وحممد بن أمحد بن حممد
بن رشد احلفيد ،بداية اجملتهد وهناية املقتصد ،مكتبة ابن تيمية /القاهرة)211/1( ،؛ وويل الدين أيب زرعة أمحد بن عبد الرحيم العراقي ،الغيث اهام شرح
يم اجلوام ،دار الكتب العلمية /بريوت( ،ص)341؛ وجالل الدين عبد الرمحن السيوطي ،األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية ،مكتبة نزار
مصطفى الباز /مكة املكرمة 196/5( ،فما فوق)؛ وزين الدين بن إبراهيم بن حممد الشهري بابن جنيم ،األشباه والنظائر على مذهب أيب حنيفة النعمان ،دار
الكتب العلمية /بريوت( ،ص)122؛ وأبو العبا أمحد بن علي املنجور الفاسي ،شرح املنهج املنتخب إىل قواعد املذهب ،مطبعة أميمة /فا )691/5( ،؛
وأبو عبد اهلل حممد بن أيب القاسم السجلماسي ،شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعامل املدينة يف القواعد والنظائر والفوائد الفقهية ،مكتبة الرشد ناشرون/
الرياض)654/5( ،؛ وحسن بن عمر بن عبد اهلل السيناوين ،األصل اجلام إليضاح الدرر املنظومة يف سلك يم اجلوام ،مطبعة النهضة /تونس)29/5( ،؛
وأ .د .حممد مصطفى الزحيلي ،القواعد الفقهية وتطبيقاهتا يف املذاهب األربعة ،دار الفكر /دمشق)186/5( ،؛ ود .حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو
احلارث الغزي ،موسوعة القواعد الفقهية 149/8( ،و.)466
( )3انظر :حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص.)49
930
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
/9قوله« :أن اهبة إذا تغريت عند املوهوب له للثواب .بزيادة أو نقصان .فإن على املوهوب له أن يعطي صاحبها قيمتها ،يوم
قبضها» [كتاب األقضية /القضاء يف اهبة /ص.]213
/2قوله« :األمر عندنا يف الرجل يغتصب املرأة ،بكرا كانت أو ثيبا :إهنا إن كانت حرة فعليه صداق مثلها ،وإن كانت أمة فعليه
املغتصب ،وال عقوبة على املغتصبة يف ذلك كله ،وإن كان ِ
املغتصب عبدا فذلك له ما نقص من مثنها ،والعقوبة يف ذلك على ِ
َ
على سيده ،إال أن يشاء أن يسلّمه»([ )1كتاب األقضية /باب القضاء يف املستكرهة من النساء /ص.]262
رابعا :مظان القاعدة في المصادر المالكية
هذه القاعدة حمل اتفاق بني الفقهاء ،وال يؤثر يف ذلك االختالف يف بعض فروعها ألسباب أخرى ،وهي أصل للقاعدة
املشتهرة" :القضاء حيكي األداء"( .)2وقد ترددت على أقالم الفقهاء املالكية بصياغات متقاربة هذه الصياغة:
فعرب عنها ابن رشد بقوله« :القضاء جيب أن يكون على صفة األداء»(.)3
واملقري بلفظ م مزيد كالم « :األصل قضاء ما يف الذمة مبثله ،فإذا تعذر أو تعسر رج إىل القيمة .وهذا أصل مالك يف
ضمان ما سوى املكيالت واملوزونات واملعدودات بالقيمة ،أعين التعذر أو التعسر ،وتأول حديث القصعة ،وهو معرتض بالقرض
وثبوته يف الذمة سلما ،فإن انقط اعتباره ،كالفلو يرتك التعامل هبا ،فمشهور مذهبه القضاء باملثل ،والشاذ فتقوم منه»(.)4
ونسبها احلطاب البن عبد السالم بقوله« :الواجب كون القضاء بصفة األداء»(.)5
وأوردها الونشريسي بصيغة االستفهام بقوله« :املوزون إذا دخلته صنعة هل يقضى فيه باملثل أو بالقيمة»(.)6
الفرع الثاني :الزكاة
[« ]2ال بأس بالتجارة في أموال اليتامى لهم ،إذا كان الولي مأذونا ،فال أرى عليه ضمانا»
أوال :معنى القاعدة
( )1قال القاضي أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب املعافري« :قال علماؤنا :إذا غصب الفرج وجبت عليه قيمته ،ألن ما ضمن باملسمى يف الصحيح من
العقد وباملثل يف الفاسد ،ضمن باإلتالف ،أصله األعيان .وال تستمر لنا هذه املسألة م أيب حنيفة وأهل الكوفة إال بعد القول بأن مناف الرقاب مضمونة
باإلتالف ،وفيه مخسة أقوال ،والصحيح منها أن املناف مال ،وأهنا مضمونة ،سواء تلفت حتت اليد العادية ،أو أتلفها املتعدي» املسالك يف شرح موطأ مالك،
دار الغرب اإلسالمي /بريوت.)336/6( ،
( )2انظر :زين الدين بن إبراهيم بن حممد الشهري بابن جنيم ،األشباه والنظائر على مذهب أيب حنيفة النعمان( ،ص .)122
( )3حممد بن أمحد بن حممد بن رشد احلفيد ،بداية اجملتهد وهناية املقتصد.)211/1( ،
( )4انظر :أبو عبد اهلل حممد بن أمحد املقري ،قواعد الفقه ،دار األمان /الرباط( ،ص .)953وأيضا :أبو احلسن علي بن سعيد الرجراجي ،مناهج التحصيل
ونتائج لطائف التأويل يف شرح املدونة وحل مشكالهتا ،مركز الرتاث الثقايف املغريب /اململكة املغربية ودار ابن حزم /بريوت)923/8( ،؛ وأبو عبد اهلل حممد بن
أيب القاسم السجلماسي ،شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعامل املدينة يف القواعد والنظائر والفوائد الفقهية.)632/5( ،
( )5أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب املعروف باحلطاب الرعيين ،مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل ،دار عامل الكتب.)598/9( ،
( )6أمحد بن حيىي الونشريسي ،إيضاح املسالك إىل قواعد اإلمام أيب عبد اهلل مالك ،دار ابن حزم /بريوت( ،ص.)132
931
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
يف هذا النص ،يقرر اإلمام مالك قاعدة مهمة يف الضمان ،وهي مثيلة األسلوب الذي راج وشاع يف كتب املتأخرين عند التقعيد
بصيغة" :اجلواز الشرعي ينايف الضمان".
ثانيا :أدلة القاعدة
استدل اإلمام مالك عليها بآثار الصحابة :
/1ما بلغه أن عمر بن اخلطاب قال« :اجتروا يف أموال اليتامى ،ال تأكلها الزكاة»(.)1
/5وما رواه عن عبد الرمحن بن القاسم عن أبيه أنه قال« :كانت عائشة تليين أنا وأخا يل ،يتيمني يف حجرها .فكانت خترج
من أموالنا الزكاة»(.)2
ثالثا :مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»
[كتاب الزكاة /باب زكاة أموال اليتامى والتجارة هم ختم هبا باب زكاة أموال اليتامى مقررا فيها ضابطا مستمدا من اآلثار اليت استدل هبا.
فيها /ص.]516
رابعا :مظان القاعدة في المصادر المالكية
لقد نوع اخلشين عبارته م مراعاة املضمون ،فذكرها بلفظ« :وإن كان ذلك من األعمال اليت كان يليها بيده أو عبيده ،أو
من املال الذي يسقط مثله منه ،فال شيء عليه حينئذ من يمي ذلك»( .)3وذكرها بلفظ كلية ،فقال« :فكل من فعل فعال جيوز
له أن يفعله بال حتظري ،ففعله على وجهه فعال صوابا ،فتولد من نفس ذلك الفعل هالك نفس أو ذهاب جارحة ،أو تلف مال،
فإنه ال ضمان على ذلك الفاعل»(.)4
وأوردها املقري بلفظ« :إذن املأذون له شرعا أن يأذن مسقط للضمان ،خبالف انفراد أحد اإلذنني أو انتفائهما ،فإذا اجتمعا
سقط الضمان ،كاملودع ،وإال ثبت كفاتح الباب وإذن احملجور ،وفيه بعض الصور خالف للمالكية»(.)5
وذكرها الدسوقي بلفظ أخص فقال« :أن احلاكم أو نائبه أمني ال ضمان عليه إال إذا َّفرط»(.)6
(« )1املوطأ» (كتاب الزكاة /باب زكاة أموال اليتامى والتجارة هم فيها) (ص .)516وقد رواه الدارقطين يف «السنن» (كتاب الزكاة /باب وجوب الزكاة يف
مال الصيب واليتيم) (رقم ،)6/3( )1413والبيهقي يف «السنن الكبري» (كتاب الزكاة /باب من جتب عليه الصدقة) (رقم )88/8( )1912بلفظ( :ابتغوا
بأموال اليتامى ،ال تأكلها الصدقة) .قال البيهقي« :هذا إسناد صحيح ،وله شواهد عن عمر .»
(« )2املوطأ» (كتاب الزكاة /باب زكاة أموال اليتامى والتجارة هم فيها) (ص .)216ومن طريقه رواه البيهقي يف «السنن الكبري» (كتاب الزكاة /باب من
جتب عليه الصدقة) (رقم.)42/8( )1952
( )3انظر :حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص)386؛ وأ .د .حممد مصطفى الزحيلي ،القواعد الفقهية وتطبيقاهتا
يف املذاهب األربعة.)234/1( ،
( )4انظر :حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص.)386
( )5انظر :أبو عبد اهلل حممد بن أمحد املقري ،قواعد الفقه( ،ص.)226
( )6انظر :مشس الدين حممد عرفة الدسوقي ،حاشية على الشرح الكبري أليب الربكات أمحد الدردير ،دار إحياء الكتب العربية /مصر.)516/3( ،
932
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
التطوع /ص.]523
رابعا :مظان القاعدة في المصادر المالكية
أوردها الباجي بلفظ« :أفعال القرب إذا دخل فيها لزمت بالدخول فيها»(.)1
ونسبها ابن جزي إىل الفقهاء وقال« :من ابتدأ نافلة مل جيز له قطعها»(.)2
وأشار إليها السجلماسي( )1يف قوله« :النظائر اليت جتب عندنا بالشروع ،وهي تطوع.
( )1أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي ،املنتقى شرح موطأ مالك.)121/3( ،
( )2أبو القاسم حممد بن أمحد بن جزي املالكي ،التسهيل لعلوم التنزيل ،دار الكتب العلمية /بريوت.)399/5( ،
933
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
( )1أبو عبد اهلل حممد بن أيب القاسم السجلماسي ،شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعامل املدينة يف القواعد والنظائر والفوائد الفقهية.)351/1( ،
( )2يعين أن هذه املسائل جيب إمتامها بالشروع فيها ،وجتب إعادهتا على من قطعها عمدا بال عذر غري االئتمام.
( )3انظر :أبو العبا أمحد بن إدريس الصنهاجي القرايف ،الفروق أو أنوار الربوق يف أنواء الفروق)232-233/1( ،؛ وأبو العبا أمحد بن علي املنجور
الفاسي ،شرح املنهج املنتخب إىل قواعد املذهب)493-421/1( ،؛ ود .حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي ،موسوعة القواعد الفقهية،
(.)196/1
( )4رواه البخاري (كتاب الوضوء /باب ال يتوضأ من الشك حىت يستيقن) (رقم ،)34/1( )131ومسلم (كتاب الطهارة /باب الدليل على أن من تيقن
الطهارة مث شك يف احلدث قله أن يصلي بطهارته تلك) (.)184/1
( )5تقي الدين ابن دقيق العيد ،إحكام األحكام شرح عمدة األحكام ،مطبعة السنة احملمدية /القاهرة .)66/1( ،وانظر :احلسني بن مسعود البغوي ،شرح
السنة ،املكتب اإلسالمي /بريوت)914/1( ،؛ وأبو الطيب حممد مشس احلق العظيم آبادي ،عون املعبود شرح سنن أيب داود ،املكتبة السلفية باملدينة
املنورة)233/1( ،؛ وأبو العال حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري ،حتفة األحوذي بشرح جام الرتمذي ،دار الفكر.)248/1( ،
934
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
/1ذكرها وهو يرشد من شك يف طوافه بعدما رك ركعيت الطواف ،إىل إعادة وإمتام طوافه على اليقني ،مث ليُعِد الركعتني ،ألنه ال
السب [ .كتاب احلج /باب ركعتا الطواف /ص.]544
صالة لطواف إال بعد إكمال ُّ
/5مث يعيد ذكره يف موض آخر يف قوله « :ومن نسي من طوافه شيئا ،أو شك فيه ،فلم يذكر إال وهو يسعى بني الصفا واملروة،
فإنه يقط سعيه ،مث يتم طوافه بالبيت على ما استيقن ،ويرك ركعيت الطواف ،مث يبتدئ سعيه بني الصفا واملروة» [كتاب احلج /باب
( )1حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص .)299وانظر :د .أحسن زقور ،القواعد الفقهية املستنبطة من املدونة
الكربى لإلمام مالك بن أنس األصبحي برواية اإلمام سحنون بن سعيد عن اإلمام عبد الرمحن بن القاسم ،دار الرتاث ناشرون /اجلزائر ودار ابن حزم /بريوت،
(.)669/6
( )2شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف ،الذخرية ،دار الغرب اإلسالمي /بريوت.)542/5( ،
( )3أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري ،القواعد ،مركز إحياء الرتاث اإلسالمي جبامعة أم القرى /مكة املكرمة 239/1( ،و288-286
و .)234وانظر :أبو العبا أمحد بن حيىي الونشريسي ،املعيار املعرب واجلام املغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس واملغرب ،وزارة األوقاف والشؤون
اإلسالمية للمملكة املغربية ودار الغرب اإلسالمي /بريوت.)436/1( ،
( )4أمحد بن حيىي الونشريسي ،إيضاح املسالك إىل قواعد اإلمام أيب عبد اهلل مالك( ،ص.)18
( )5املصدر السابق( ،ص.)82
935
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
"اإلشارة تقوم مقام العبارة" أو" :اإلشارة أبلغ أسباب التعريف" .وقد تكون اإلشارة يف كثري من أبواب الفقه أقوى من
الكالم(.)3
ثانيا :أدلة القاعدة
ِ َشار ِ
صبِيا ([ })54سورة مرمي ،اآلية]54: ت إِلَْيه قَالُوا َكْي َ
ف نُ َكلِّ ُم َم ْن َكا َن ِيف الْ َم ْهد َ /1قوله تعاىل يف حق مرمي عليها السالم{ :فَأ َ َ ْ
يعىن عرفوا بإشارة مرمي ما يعرفونه من نطقها.
ك أََّال تُ َكلِّ َم النَّا َ ثََالثَةَ أَيَّام إَِّال َرْمًزا} [سورة آل عمران ،من اآلية ،]91:أي إمياء وإشارة ،فلوال أنه يفهم منها
ال آيـَتُ َ
/5قوله تعاىل{ :قَ َ
كالما .ففي هذه اآلية دليل على أن اإلشارة تنزل منزلة
رمزا ،فجعل الرمز ً
ما يفهم من النطق مل يقل تعاىل :أال تكلمهم إال ً
الكالم ،وذلك موجود يف كثري من السنة(.)4
ال :قال رسول اهلل ( :بعثت أنا والساعة كهاتين) قال :وضم السبابة والوسطى(.)5
/3ومن األحاديث :عن أنس قَ َ
/9وعن أيب هريرة قال( :أقيمت الصالة ،وصف الناس صفوفهم ،وخرج رسول اهلل ،فقام مقامه ،فأومأ إليهم بيده
أن مكانكم ،فخرج وقد اغتسل ورأسه ينطف الماء ،فصلى بهم)(.)6
/2وإيماع العقول على أن العيان أقوى من اخلرب دليل على أن اإلشارة قد تكون يف بعض املواض أقوى من الكالم(.)7
ثالثا :مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»
علل هبا يف جواب له عن اإلشارة باألمان ،أهي مبنزلة األمان ؟ فقال« :نعم ،وإين أرى أن يُتقدم يف ذلك إىل اجليوش :أن ال
يقتلوا أحدا أشاروا إليه باألمان ،ألن اإلشارة عندي مبنزلة األمان» [كتاب اجلهاد /باب ما جاء يف الوفاء باألمان /ص.]394
رابعا :مظان القاعدة في المصادر المالكية
سوى ابن القاسم بني اإلشارة والكتابة« :يلزمه ذلك يف اإلشارة ،فكيف ال يلزمه يف الكتاب»(.)1
( )1أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي ،املنتقى شرح موطأ مالك.)398/9( ،
( )2أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي ،االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من
معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار.)81/19( ،
3
املبني ملا تضمنه من السنة وآي الفرقان ،مؤسسة الرسالة /بريوت)153/2( ،؛
( ) أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب ،اجلام ألحكام القرآن و ِّ
ود.حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي ،موسوعة القواعد الفقهية.)348/1/1( ،
4
املبني ملا تضمنه من السنة وآي الفرقان.)153/2( ،
( ) أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب ،اجلام ألحكام القرآن و ِّ
( )5رواه البخاري (كتاب الرقاق /باب قول النيب ( :بعثت أنا والساعة كهاتني)) (رقم ،)126/8( )6229ومسلم (كتاب اجلمعة /باب ختفيف الصالة
واخلطبة) (.)11/3
( )6رواه مسلم (كتاب الصالة /باب من مىت يقوم النا للصالة) (.)121/5
( )7ابن بطال أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك ،شرح صحيح البخاري ،مكتبة الرشد /الرياض)924/1( ،؛ و أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب
املبني ملا تضمنه من السنة وآي الفرقان.)994/13( ،
بكر القرطيب ،اجلام ألحكام القرآن و ِّ
936
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
وقد أشار اخلشين إىل موضوع القاعدة بقوله« :أصل مذهب مالك أن كل من عقد له املسلمون أمانا فإنه ال ينحل له ذلك
األمان حىت يصري إىل مأمنه ،وإن عرض له عارض أخرجه إىل بعض البلدان غري الذي كان به أمنه ،فهو يف أمانه حىت يصل إىل
أمانه»(.)2
وابن بطال بصيغة« :يعقل من اإلشارة ما يعقل من النطق»(.)3
وأوردها ابن رشد اجلد بصيغة موجزة« :اإلشارة كالكالم»(.)4
وذكرها ابن عبد الرب بلفظ قريب من عبارة اإلمام مالك فقال« :وأكثرهم جيعلون اإلشارة األمان إذا كانت مفهومة مبنزلة
الكالم»(.)5
وابن فرحون بلفظ« :ويقوم مقام اللفظ اإلشارة ،والكتابة ،والسكوت»(.)6
والعدوي بلفظ« :أن اإلشارة منها مثل النطق»(.)7
المطلب الثاني :دراسة منتقى من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» التي أجراها المالكية
مجرى القواعد الفقهية في المعامالت
وحيتوي على فروع:
الفرع األول :النذور
[« ]6وجوب الوفاء بالنذور في القربات»
أوال :معنى القاعدة
نص اإلمام مالك على أصل عظيم متفق عليه بني يمي الفقهاء ،أال وهو وجوب الوفاء بالنذر.
( )1املدونة الكربى رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي عن اإلمام عبد الرمحن بن القاسم العتقي عن إمام دار اهجرة مالك بن أنس (ت114هـ) :وزارة
الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد /اململكة العربية السعودية.)24/6( ،
( )2حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص.)38
( )3ابن بطال أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك ،شرح صحيح البخاري.)413/6( ،
( )4الوليد ابن رشد القرطيب ،البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل يف مسائل املستخرجة ،دار الغرب اإلسالمي /بريوت .)538/3( ،وانظر« :شرح
خمتصر خليل» للخرشي (.)66/9
( )5أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي ،االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من
معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار.)86/14( ،
( )6برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن اإلمام مشس الدين أيب عبد اهلل حممد بن فرحون اليعمري املالكي ،تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام،
دار عامل الكتب /الرياض .)21/5( ،وانظر :شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف ،الذخرية ،)934/4( ،وحممد بن أمحد بن جزي الغرناطي ،القوانني
الفقهية يف تلخيص مذهب املالكية والتنبيه على مذهب الشافعية واحلنفية واحلنبلية ،دار ابن حزم /بريوت( ،ص.)414
( )7علي العدوي ،حاشية على شرح أيب عبد اهلل حممد اخلرشي على خمتصر خليل ،املطبعة األمريية /بوالق مصر.)184/9( ،
937
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
( )1رواه البخاري (كتاب األميان والنذور /باب النذر يف الطاعة) (رقم .)195/8( )6646
( )2أبو بكر بن العريب املعافري ،القبس يف شرح موطأ مالك بن أنس.)663-113/2( ،
( )3حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص.)139
( )4أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري ،قواعد الفقه( ،ص.)281
( )5أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب املعروف باحلطاب الرعيين ،مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل.)945/9( ،
938
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
إذ ال معىن حلجب من ال يرث من كافر أو عبد أو قاتل عمد( ،)1فالعربة يف احلجب مبن يرث.
ثانيا :أدلة القاعدة
/1ما جاء يف السنة من حديث أسامة بن زيد مرفوعا( :ال يرث الكافر المسلم)(.)2
/5ومن اآلثار :ما رواه عن ابن شهاب عن علي بن حسني بن علي بن أيب طالب أنه أخربه« :إمنا ورث أبا طالب عقيل
وطالب ،ومل يرثه علي .قال :فلذلك تركنا نصيبنا من الشعب».
/3وزاد مالك ما اجتم عليه أهل املدينة فقال « :األمر اجملتم عليه عندنا ،والسنة اليت ال اختالف فيها ،والذي أدركت عليه
[كتاب الفرائض /باب مرياث أهل أهل العلم ببلدنا :أنه ال يرث املسلم الكافر ،بقرابة وال والء وال رحم ،وال حيجب أحدا عن مرياثه»
امللل /ص.]923
ونقل ابن بزيزة اتفاق العلماء والصحابة والتابعني :أن من ال يرث ألجل الكفر ال حيجب(.)3
ثالثا :مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»
/1قال مالك « :وكذلك كل من ال يرث ،إذا مل يكن دونه وارث ،فإنه ال حيجب أحدا من مرياثه» [كتاب الفرائض /باب مرياث أهل
امللل /ص.]923
/5وساقها يف معرض ما جرى عليه عمل أهل املدينة فقال « :األمر اجملتم عليه عندنا ،والسنة اليت ال اختالف فيها ،والذي
أدركت عليه أهل العلم ببلدنا :أنه ال يرث املسلم الكافر ،بقرابة وال والء وال رحم ،وال حيجب أحدا عن مرياثه»[ .كتاب الفرائض/
باب مرياث أهل امللل /ص.]923
رابعا :مظان القاعدة في المصادر المالكية
عرب عنها اخلشين بقوله« :وكل من ال يرث فال حيجب»( ،)4وقوله« :وال توارث بني املسلم و الكافر ألبتة»(.)5
والباجي بلفظ« :وال حيجب َمن وجوده وعدمه سواء يف احلجب»(.)6
( )1حممد الزرقاين ،شرح على املوطأ ،املطبعة اخلريية /مصر)936/2( ،؛ وأبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي ،االستذكار
اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار.)139/11( ،
( )2رواه البخاري (كتاب الفرائض /باب ال يرث املسلم الكافر وال الكافر املسلم) (رقم ،)126/8( )6169ومسلم (كتاب الفرائض) (.)24/2
( )3أبو حممد عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة التونسي ،روضة املستبني يف شرح كتاب التلقني ،مركز اإلمام الثعاليب للدراسات ونشر الرتاث /اجلزائر -دار ابن
حزم /بريوت.)1939/5( ،
( )4حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص ،)299و«القواعد الفقهية املستنبطة» (.)663/2
( )5حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص ،)299و«القواعد الفقهية املستنبطة» (.)663/2
( )6أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي ،املنتقى شرح موطأ مالك.)263/8( ،
939
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
واملقري بصيغة« :كل من ال يرث ال حيجب وارثا ،إال تعدد اإلخوة ،يرد األم إىل السد كالولد ،واإلخوة لألب ينقصون
اجلد للشقائق يف العادة»( .)1وبلفظ« :موان املرياث :اختالف الدين والقتل والرق والشك واللعان يف اجلملة دون التفصيل»(،)2
وبلفظ« :الكفر عند مالك وحممد يقط حق القرابة ،فيؤخذ مال املرتد حبق الفيء .وعند النعمان :ال يقطعها عن األكساب
()4
بلفظ« :كل ملتني فال توارث بينهما ،إال الزنديق فمرياثه اإلسالمية ،فما اكتسب قبل الردة فلورثته»( .)3ويف «كلياته»
لورثته املسلمني ،ووصاياه يف ماله نافذة».
ونقلها ابن رشد والصقلي واحلطاب بلفظ« :أن كل من ال يرث حبال فال حيجب وارثا»(.)5
الفرع الثالث :الطالق
[« ]8إذا تقابل ضرران وجب ارتكاب أخفهما»
أوال :معنى القاعدة
يشري اإلمام مالك يف هذا النص إىل قاعدة من أوس القواعد الفقهية ،جتري يف عامة أبواب الفقه ،وقد أيم على حمتواها يمي
الفقهاء ،وتناولوها بألفاظ متنوعة .وهي متفرعة من القاعدة الفقهية الكربى" :ال ضرر وال ضرار" و"الضرر يزال".
ومفادها :إذا ابتلي إنسان ببليتني خمتلفني ،وإحدامها أخف مفسدة أو أقل ضرراً أو أهون شراً من األخرى ،فإنه يرتكب األخف
ويدف األعظم واألشد ،ألن ارتكاب احملرم واإلقدام على املفاسد ال جيوز إال لضرورة شديدة ،وإذا أمكن دف الضرورة باألخف
فال جيوز اإلقدام على األشد ،ألنه ال ضرورة يف حق الزيادة(.)6
ثانيا :أدلة القاعدة
استدل عليها بالسنة وعمل أهل املدينة:
/1أما السنة :فما رواه عن حيىي بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرمحن أهنا أخربته عن حبيبة بنت سهل األنصاري رضي اهلل
عنها أهنا (كانت حتت ثابت بن قيس بن مشا ،وأن رسول اهلل خرج إىل الصبح ،فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه يف
940
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
الغلس ،فقال رسول اهلل :من هذه ؟ فقالت :أنا حبيبة بنت سهل يا رسول اهلل .قال :ما شأنك؟ .قالت :ال أنا وال ثابت بن
قيس ،لزوجها .فلما جاء زوجها ثابت بن قيس ،قال له رسول اهلل :هذه حبيبة بنت سهل .قد ذكرت ما شاء اهلل أن تذكر.
فقالت حبيبة :يا رسول اهلل ،كل ما أعطاين عندي .فقال رسول اهلل لثابت بن قيس :خذ منها .فأخذ منها .وجلست يف
أهلها)(.)1
[كتاب الطالق /باب ما جاء يف اخلل / /5وأما عمل أهل املدينة ،فقال« :وهذا الذي كنت أمس ،والذي عليه أمر النا عندنا»
ص.]932
(« )1املوطأ» (كتاب الطالق /باب ما جاء يف اخلل ) (ص .)932وانظر« :إرواء الغليل» (.)125/1
( )2أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب ،التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد.)514/53( ،
( )3أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري ،القواعد .)416/2( ،وانظر :أبو العبا أمحد بن علي املنجور الفاسي ،شرح املنهج املنتخب إىل قواعد
املذهب.)616-614/2( ،
( )4اإلقالة :الرف واإلزالة .وإقالة البي شرعا :رف العقد .وعند املالكية :ترك املبي لبائعه بثمنه ال بأقل وال أكثر ،وال خبالف جنسه .انظر :أبو عبد اهلل حممد
األنصاري الرصاع ،شرح حدود ابن عرفة املوسوم اهداية الكافية الشافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية ،دار الغرب اإلسالمي /بريوت( ،ص)314؛
وسعدي أبو جيب ،القامو الفقهي لغة واصطالحا ،دار الفكر /دمشق( ،ص.)315
( )5أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب ،التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد)395/16( ،؛ وشهاب الدين أمحد بن
إدريس القرايف ،الذخرية)322/1( ،؛ وأبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب املعروف باحلطاب الرعيين ،مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل،
(.)956/6
941
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
وما ذكره كاالستثناء ملا تقدم ،ويظهر ذلك من قوله «وإمنا أُرخص يف اإلقالة والشِّرك والتولية ما مل يدخل شيئا من ذلك الزيادة
أو النقصان أو نَ ِظرة» [كتاب البيوع /باب السلفة يف الطعام /ص.]943
ثانيا :أدلة القاعدة
ما أخرب به ربيعة بن أيب عبد الرمحن عن النيب حديثا مستفاضا باملدينة قال( :من ابتاع طعاما فال يبعه حتى يقبضه
ويستوفيه ،إال أن يشرك فيه أو يوليه أو يقيله)(.)1
وجه الداللة :أن اإلقالة يف احلديث بي استثين كما استثين غريه من يملة بيوع منهي عنها يف الطعام املبي قبل قبضه كما تقدم.
ثالثا :مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»
قال اإلمام مالك« :وتفسري ذلك أن املشرتي حني حل األجل ،وَكره الطعام ،أخذ به دينارا إىل أجل ،وليس ذلك باإلقالة،
وإمنا اإلقالة ما مل يزدد فيه البائ وال املشرتي ،فإذا وقعت فيه الزيادة بنسيئة إىل أجل ،أو بشيء يزداده أحدمها على صاحبه ،أو
بشيء ينتف به أحدمها ،فإن ذلك ليس باإلقالة ،وإمنا تصري اإلقالة إذا فعال ذلك بيعا ،وإمنا أُرخص يف اإلقالة والشِّرك والتولية ما
مل يدخل شيئا من ذلك الزيادة أو النقصان أو نَ ِظرة ،فإن دخل ذلك زيادة أو نقصان أو نظرة صار بيعاُ ،حيله ما حيل البي
وحيرمه ما حيرم البي » [كتاب البيوع /باب السلفة يف الطعام /ص.]943
ُ
رابعا :مظان القاعدة في المصادر المالكية
ساقها ابن عبد الرب يف أسلوب االستفهام إشارة إىل االختالف فيها فقال« :اإلقالة فسخ بي أو بي ؟»(.)2
وبنفس األسلوب أوردها املقرى بقوله« :اختلفوا يف كون اإلقالة حال للبي األول ،أو ابتداء لبي ثان ؟»(.)3
الفرع الخامس :القراض
[« ]11كل شيء من ذلك كان تافها ،ال خطب له ،فهو للعامل»
أوال :معنى القاعدة
(« )1مصنف عبد الرزاق» (رقم .)94/8( )19521وقد رواه البخاري (كتاب البيوع /باب الكيل على البائ واملعطي) (رقم )61/3( )5156و(كتاب
البيوع /باب ما يذكر يف بي الطعام واحلكرة) (رقم )68/3( )5133؛ ومسلم (كتاب البيوع /باب بطالن بي املبي قبل القبض) ( )8-1/2دون قوله (إال
أن يشرك فيه أو يوليه أو يقيله) من حديث ابن عمر رضي اهلل عنهما.
( )2أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب ،التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد)395 /16( ،
( )3أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري ،القواعد( ،ص .)934وانظر :أمحد بن حيىي الونشريسي ،إيضاح املسالك إىل قواعد اإلمام أيب عبد اهلل
مالك( ،ص)196؛ وأبو العبا أمحد بن حيىي الونشريسي ،عدة الربوق يف يم ما يف املذهب من اجلموع والفروق ،دار الغرب اإلسالمي/بريوت،
(ص)959؛ وأبو العبا أمحد بن علي املنجور الفاسي ،شرح املنهج املنتخب إىل قواعد املذهب)995-938/1( ،؛ وأبو عبد اهلل حممد بن أيب القاسم
السجلماسي ،شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعامل املدينة يف القواعد والنظائر والفوائد الفقهية.)221-294/5( ،
942
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
يشري مالك يف هذا النص إىل مظهر من مظاهر رف احلرج يف الشريعة اإلسالمية .ويتمثل يف العفو عن اليسري الذي ال مثن له مما
يفضل للعامل يف القراض إذا تفاصل املتقارضان .وهذا من باب إعطاء املوجود حكم املعدوم .و هو أصل من أصول املالكية.
( )1أبو عبد اهلل حممد بن علي بن عمر التميمي املازري ،شرح التلقني ،دار الغرب اإلسالمي /بريوت.)116/1( ،
( )2أبو العبا أمحد بن إدريس القرايف ،األمنية يف إدراك النية ،مكتبة احلرمني /الرياض( ،ص.)519
( )3أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري ،القواعد( ،ص .)336وانظر :أبو العبا أمحد بن علي املنجور الفاسي ،شرح املنهج املنتخب إىل قواعد
املذهب.)248/5( ،
943
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
(« )1املوطأ» (كتاب الزكاة /باب اشرتاء الصدقة والعود فيها) (ص.)236
(« )2املوطأ» (كتاب الزكاة /باب اشرتاء الصدقة والعود فيها) (ص .)531وقد رواه البخاري (كتاب اجلهاد /باب اجلعائل واحلمالن يف السبيل)
(رقم ،)23/9( )5411ومسلم (كتاب اهبات /باب كراهة شراء اإلنسان ما تصدق به ممن تصدق عليه) (.)63/2
( )3يقال :اعتصر ماله :استخرجه من يده .ويف احلقيقة :هو ارجتاع املعطي عطية عوض ال بطوع املعطَى .وأما االعتصار عند أهل املدينة :فهو الرجوع يف
اهبة والعطية .انظر :أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي ،االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما
تضمنه املوطأ من معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار)541/55( ،؛ وحممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي ،خمتار الصحاح ،مكتبة
لبنان /بريوت( ،ص)183؛ وأبو عبد اهلل حممد األنصاري الرصاع ،شرح حدود ابن عرفة املوسوم اهداية الكافية الشافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية،
(ص.)224
944
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
عرب عنها اخلشين بلفظ« :أنه جيوز اعتصار هبته ،وال جيوز له اعتصار صدقته»(.)1
وابن عبد الرب بلفظ« :وليس ألحد أن يرج يف هبته إال األب وحده لولده .وقد قيل :إنه ليس ألحد أن يرج ويعتصر شيئا
وهبه إال الوالدان يميعا خاصة ،فإن هما الرجوع فيما وهباه لولدمها مامل يتداين ،أو يتزوج ،فإن تداين أو تزوج مل يكن للوالدين
يف اهبه رجعه»(.)2
أوردها ابن العريب بلفظ« :إن الصدقة ال اعتصار فيها ،ألهنا على وجه القربة»( ،)3وقوله« :وما كان من العطية على وجه
القربة فال اعتصار فيه»( ،)4و« :العطايا املتقرب هبا تلزم بالعقد»(.)5
واملقري بعبارة« :عندمها أن األصل يف اهبة نفي الرجوع ،والوالد خمصوص ،وعنده الرجوع ،واحملرمية مانعة .فقاال :ال يرج يف
هبة األجنيب وقال :يرج »(.)6
وابن غازي بلفظ« :كل من وهب هبة وحيزت عنه فال يعتصرها إال األب وحده ما مل يداين الولد عليها أو ينكح ،واألم
كذلك مادام األب حيا»(.)7
الفرع السابع :الوصايا
[« ]12الموصي إن أوصى في صحته أو مرضه بوصية ،فيها عتاقة رقيق من رقيقه ،أو غير ذلك،
فإنه يغير من ذلك ما بدا له ،ويصنع من ذلك ما شاء حتى يموت»
أوال :معنى القاعدة
مفاد نصه أن للموصي أن يعدل يف الوصية ،ويرج فيها مىت بدا له ،إال أن يدبر مملوكاً ألن الوصية مل تلزم بعد.
ثانيا :أدلة القاعدة
/1استدل اإلمام مالك على ما ذهب إليه مبا رواه عن ناف عن عبد اهلل بن عمر أن رسول اهلل قال( :ما حق امرئ
مسلم له شيء يوصى فيه يبيت ليلتين إال ووصيته عنده مكتوبة)(.)8
[كتاب الوصية /باب األمر بالوصية /ص.]214 /5ومبا جرى عليه أهل املدينة ،فقال« :األمر اجملتم عليه عندنا»
( )1انظر :حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص.)922
( )2أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب ،الكايف يف فقه أهل املدينة املالكي ،دار الكتب العلمية /بريوت( ،ص.)231
( )3القاضي أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب املعافري ،املسالك يف شرح موطأ مالك.)922/6( ،
( )4املصدر السابق.
( )5املصدر السابق.
( )6أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري ،قواعد الفقه( ،ص .)944
( )7أبو عبد اهلل حممد بن علي بن غازي العثماين املكناسي ،الكليات الفقهية ،دار ابن حزم /بريوت( ،ص.)181
(« )8املوطأ» .ورواه البخاري (كتاب الوصايا /باب الوصايا) (رقم ،)5/9( )5138ومسلم (كتاب الوصية) (.)12/2
945
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
( )1انظر :حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص )928حتت :رجوع املوصي.
( )2انظر :القاضي أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب املعافري ،املسالك يف شرح موطأ مالك.)912/6( ،
( )3الكليات الفقهية لإلمام املقري( ،ص .)149
946
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
( )1حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص.)912
( )2حممد بن حارث اخلشين ،أصول الفتيا يف الفقه على مذهب اإلمام مالك( ،ص.)912
( )3أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري ،قواعد الفقه( ،ص.)143
( )4أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي ،االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من
معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار)23/52( ،؛ وحممد الزرقاين ،شرح على املوطأ.)39/9( ،
( )5رواه أبو داود يف «السنن» (كتاب الديات /باب فيمن تطبب وال يعلم منه طب فأعنت) (رقم ( )9286ص .)431وانظر« :سلسلة األحاديث
الصحيحة» (رقم .)632
( )6أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي ،االستذكار اجلام ملذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه املوطأ من
معاين الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإلجياز واالختصار.)29/52( ،
947
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
/3نقل ابن عبد الرب وغريه إيماع العلماء على أن املداوي إذا تعدى ما أمر به ضمن ما أتلف بتعديه ذلك(.)1
[كتاب العقول /باب عقل اجلراح يف اخلطأ/ /9ومن عمل أهل املدينة ما صدر به مالك املسألة ،وهو قوله« :األمر اجملتم عليه عندنا»
ص.]629
ثالثا :مظان القاعدة في كتاب «الموطأ»
قال اإلمام مالك« :األمر اجملتم عليه عندنا أن الطبيب إذا خنت فقط احلشفة :إن عليه العقل ،وأن ذلك من اخلطأ الذي
حتمله العاقلة ،وأن كل ما أخطأ به الطبيب أو تعدى ،إذا مل يتعمد ذلك ففيه العقل» [كتاب العقول /باب عقل اجلراح يف اخلطأ/
ص.]629
رابعا :مظان القاعدة في المصادر المالكية
تعمده فكان له حكم اخلطأ»(.)2
عرب عنها الباجي بلفظ« :إن املتعمد يف فعل مأذون فيه مل يُعلم ُّ
وقال ابن غازي« :كل جرح أفضى إىل ذهاب جارحة ،وكان أصله عن عمد اقتص منه ،فإن ذهب مثل ما ذهب من األول
كان ذلك قصاصا ،وإن ذهب منه شيء كان أرشه على الفاعل»(.)3
واختصرها بعض العلماء كاللخمي وابن رشد والقرايف يف صيغة« :املتعدي ضامن»(.)4
المبحث الثالث :عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ»
هناك نصوص أخرى لإلمام مالك ذات املعاين التقعيدية ،أسردها هنا إنارة ملعامل هذا املوضوع عنده ،دون اخلوض يف دراستها،
وقد كنت تتبعتها يف يمي كتاب «املوطأ» .وجرى توزيعها على مطلبني.
المطلب األول :عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» في العبادات
وفيما يأيت عرض هذه القواعد يف العبادات.
( )1املصدر السابق ،)22/52( ،وزاد ابن رشد« :وعن مالك رواية :أنه ليس عليه شيء ،وذلك عنده إذا كان من أهل الطب .وال خالف أنه إذا مل يكن
من أهل الطب أنه يضمن ،ألنه متعد» قال« :والدية فيما أخطأه الطبيب عند اجلمهور على العاقلة ،ومن أهل العلم من جعله يف مال الطبيب .وال خالف
أنه إذا مل يكن من أهل الطب أهنا يف ماله على ظاهر حديث عمرو بن شعيب» .حممد بن أمحد بن حممد بن رشد احلفيد ،بداية اجملتهد وهناية املقتصد،
(.)558/9
( )2أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي ،املنتقى شرح موطأ مالك )59/4( ،يتصرف يسري.
( )3أبو عبد اهلل حممد بن علي بن غازي العثماين املكناسي ،الكليات الفقهية( ،ص.)511
( )4الوليد ابن رشد القرطيب ،البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل يف مسائل املستخرجة)66/3( ،؛ وأبو احلسن علي بن حممد اللخمي ،التبصرة ،وزارة
األوقاف والشؤون اإلسالمية /قطر ،ومركز جنيبويه للمخطوطات وخدمة الرتاث /مصر)4869/3( ،؛ وشهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف ،الذخرية،
(.)918/8
948
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
« .1كل سهو كان نقصانا من الصالة فإن سجوده قبل السالم ،وكل سهو كان زيادة يف الصالة فإن سجوده بعد السالم»
[كتاب الصالة /باب ما يفعل من سلَّم من ركعتني ساهيا /ص.]44
« .5من أفاد ماال :ذهبا أو ورقا ،إنه ال صدقة عليه فيها حىت حيول عليها احلول من يوم أفادها» [كتاب الزكاة /باب الزكاة يف العني من
الذهب والورق /ص.]214
[كتاب اجلمعة /باب ما جاء يف السعي يوم اجلمعة /ص.]133 « .3وإمنا السعي يف كتاب اهلل العمل والفعل»
« .9املعدن مبنزلة الزرع » [كتاب الزكاة /باب الزكاة يف املعادن /ص.]512
« .2الرجل إذا هلك ومل يؤد زكاة ماله ،فهي مبنزلة الدَّين عليه» [كتاب الزكاة /باب زكاة املرياث /ص.]516
« .6ال ضمان فيما هلك» أي :من الزكاة[ .كتاب الزكاة /باب العمل يف صدقة عامني إذا اجتمعتا /ص.]552
يف الصدقة/ « .1ال يضيق على املسلمني يف زكاهتم ،وأن يقبل منهم ما دفعوا من أمواهم» [كتاب الزكاة /باب النهي عن التضييق على النا
ص.]556
« .8وليس للعامل على الصدقات فريضة مسماة ،إال على قدر ما يرى اإلمام»
[كتاب الزكاة /باب أخذ الصدقة ومن جيوز له أخذها/
ص.]551
« .4ال جزية على نساء أهل الكتاب ،وال على صبياهنم .وأن اجلزية ال تؤخذ إال من الرجال الذين قد بلغوا احللم» [كتاب الزكاة/
باب جزية أهل الكتاب واجملو /ص.]532
« .12يف الرجل يقدم من سفر ،وهو مفطر ،وامرأته مفطرة ،حني طهرت من حيضتها يف رمضان :أن لزوجها أن يصيبها ،إن
شاء .كتاب الصيام ما يفعل من قدم من سفر ،أو أراده يف رمضان» [كتاب الصيام /باب ما يفعل من قدم من سفر أو أراده يف رمضان /ص
.]592
« .11وليس ألحد وجب عليه صيام شهرين متتابعني يف كتاب اهلل عز وجل أن يفطر إال من علة :مرض أو حيضة .وليس له
أن يسافر فيفطر»[ .كتاب الصيام /باب صيام الذي يقتل خطأ أو يتظاهر /ص.]594
« .15ودين اهلل يسر»([ )1كتاب الصوم /باب ما يفعل املريض يف صيامه /ص .]522ويف لفظ« :وإذا كانت الضرورة ،فإن دين اهلل يسر»
الفدية /ص.]338 [كتاب احلج /باب جام [كتاب الطالق /باب ما جاء يف اإلحداد /ص ،]961ويف لفظ« :وإمنا أُرخص فيه للضرورة»
مكانه» [كتاب « .13من أكل ،أو شرب يف رمضان ،ساهيا ،أو ناسيا ،أو ما كان من صيام واجب عليه؛ أن عليه قضاء يوم
الصيام /باب ما جاء يف قضاء رمضان والكفارات /ص.]525
« .19احلامل كاملريض» [كتاب الوصية /باب أمر احلامل واملريض والذي حيضر القتال يف أمواهم /ص.]285
« .12ال اعتكاف إال بصيام» [كتاب االعتكاف /باب ما ال جيوز االعتكاف إال به /ص.]524
حكم عليه» [كتاب احلج /باب احلكم يف الصيد /ص.]233 « .16أن من أصاب الصيد وهو حمرم ُ
( )1هذه القاعدة من القواعد الكلية الكبرية ،وهي كثرية الفروع يف العبادات واملعامالت.
949
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
« .11من حبس بعدو ،فحال بينه وبني البيت .فإنه حيل من كل شيء ،وينحر هديه ،وحيلق رأسه حيث حبس .وليس عليه
قضاء» [كتاب احلج /باب ما جاء يف من أحصر بعدو /ص.]543
حمصر ،عليه ما
,« .18كل من حبس عن احلج بعد ما حيرم ،إما مبرض أو بغريه ،أو خبطإ من العدد ،أو خفي عليه اهالل ،فهو َ
على احملصر» [كتاب احلج /باب ما جاء فيمن أحصر بغري عدو /ص.]542
« .14السنة يف الطواف أن يتبِ كل ُسب ركعتني» [كتاب احلج /باب ركعتا الطواف /ص.]544
السب » [كتاب احلج /باب ركعتا الطواف /ص.]544
« .52ال صالة لطواف إال بعد إكمال ُّ
« .51ومن نسي من طوافه شيئا ،أو شك فيه ،فلم يذكر إال وهو يسعى بني الصفا واملروة ،فإنه يقط سعيه ،مث يتم طوافه
بالبيت على ما استيقن» [كتاب احلج /باب ركعتا الطواف /ص.]544
[كتاب احلج /باب « .55كل أمر تصنعه احلائض من أمر احلج ،فالرجل يصنعه وهو غري طاهر ،مث ال يكون عليه شيء يف ذلك»
وقوف الرجل وهو غري طاهر ووقوفه على دابته /ص.]316
دما» [كتاب احلج /باب التقصري /ص.]355
« .53من نسي من نسكه شيئا فليهرق ً
« .59كل شيء فُدي ،ففي صغاره مثل ما يكون يف كباره .وإمنا مثل ذلك مثل دية احلر الصغري والكبري ،فهما مبنزلة واحدة
سواء» [كتاب احلج /باب فدية ما أصيب من الطري والوحش /ص.]332
« .52كل شيء يف كتاب اهلل يف الكفارات ،كذا أو كذا ،فصاحبه خمري يف ذلك ،أي ذلك أحب أن يفعل ذلك فعل» [كتاب
احلج /باب جام الفدية /ص.]338
.56ذكر قاعدة سد الذرائ ( )1يف تعليله هني رسول اهلل أن يسافر بالقرآن إىل أرض العدو بقوله« :وإمنا ذلك خمافة أن يناله
العدو» [كتاب اجلهاد /باب النهي عن أن يسافر بالقرآن إىل أرض العدو /ص .]391وأوردها يف موض آخر بلفظ« :الذريعة إىل إحالل
احلرام واألمر املنهي عنه» [كتاب البيوع /باب املراطلة /ص .)2(]988ويف لفظ« :فإنه ُخياف يف ذلك الذريعة إىل إحالل ما ال حيل
وال يصلح» قال« :ألن الفروج ال تستباح إال بنكاح أو ملك بعقد الزم ،والقرض ليس بعقد الزم»
[كتاب البيوع /باب ما ال جيوز
السلف /ص.]214من َّ
فإن من أسلم منهم فهو أحق بأرضه وماله ،وأما أهل العنوة الذين أُخذوا عنوة ،فمن أسلم منهم ،فإن « .51أما أهل الصلحَّ ،
أرضه وماله للمسلمني» [كتاب اجلهاد /باب إحراز من أسلم من أهل الذمة /ص.]365
المطلب الثاني :عرض لقواعد فقهية من نصوص اإلمام مالك الواردة في «الموطأ» في المعامالت
وفيما يأيت عرض هذه القواعد يف املعامالت.
( )1هذه القاعدة من القواعد جيري استعماها يف العبادات واملعامالت على السواء.
2
السلف) (ص.)214
( ) وانظر أيضا( :كتاب البيوع /باب جام الدين واحلول) (ص ،)219و(كتاب البيوع /باب ما ال جيوز من َّ
950
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
« .58ال ميشي أحد عن أحد» [كتاب النذور واألميان /باب ما جيب من النذور يف املشي /ص.]362
[كتاب الصيد /باب ترك أكل ما « .54كل شيء ناله اإلنسان بيده أو رحمه ،أو بشيء من سالحه ،فأنفذه وبلغ مقاتله ،فهو صيد»
قتل املعراض واحلجر /ص.]383
« .32األطرف هو األبعد» [كتاب الفرائض /باب مرياث الصلب /ص.]345
صبة» [كتاب الفرائض /باب مرياث اإلخوة لألب واألم /ص.]343
« .31ما فضل من املال (يف املرياث) يكون َع َ
« .35ال يرث املسلم الكافر ،بقرابة وال والء وال رحم ،وال حيجب أحدا عن مرياثه» [كتاب الفرائض /باب مرياث أهل امللل /ص.]923
« .33ال بأ أن تفتدي املرأة من زوجها بأكثر مما أعطاها» [كتاب الطالق /باب ما جاء يف اخلل /ص.]932
« .39العبد مبنزلة احلر يف قذفه ولعانه ،جيري جمرى احلر يف مالعنته ،غري أنه ليس على من قذف مملوكة حد» [كتاب الطالق /باب
951
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
« .96الشفعة بني الشركاء على قدر حصصهم ،يأخذ كل إنسان منهم بقدر نصيبه ،إن كان قليال فقليال ،وان كان كثريا
فبقدره ،وذلك إن تشاحوا فيها» [كتاب الشفعة /باب ما تق فيه الشفعة /ص.]292
« .91الشفعة ثابتة يف مال امليت ،كما هي يف مال احلي ،فإن خشي أهل امليت أن ينكسر مال امليت قسموه ،مث باعوه ،فليس
عليهم فيه شفعة» [كتاب الشفعة /باب ما ال تق فيه الشفعة /ص.]291
« .98إمنا الشفعة فيما ينقسم ،وتق فيه احلدود من األرض ،فأما ما ال يصلح فيه القسم فال شفعة فيه»
[كتاب الشفعة /باب ما ال
تق فيه الشفعة /ص.]291
« .94إن القضاء باليمني م الشاهد يكون يف األموال خاصة .وال يق ذلك يف شيء من احلدود .وال يف نكاح ،وال يف طالق.
وال يف عتاقة وال يف سرقة .وال يف فرية» [كتاب القضاء /باب القضاء باليمني م الشاهد /ص.]221
« .22العِرق الظامل كل ما احتُفر ،أو أُخذ ،أو غُر بغري حق» [كتاب األقضية /باب القضاء يف عمارة املوات /ص.]266
« .21يف اجلمل يصول على الرجل ،فيخافه على نفسه فيقتله أو يعقره ،فإنه إن كانت له بينة على أنه أراده وصال عليه ،فال
غرم عليه ،وإن مل تقم له بينة إال مقالته ،فهو ضامن للجمل» [كتاب األقضية /القضاء فيمن أصاب شيئا من البهائم /ص.]212
« .25يف الصباغ يُدف إليه الثوب ،فيخطئ به فيدفعه إىل رجل آخر ،حىت يلبسه الذي أعطاه إياه :إنه ال غرم على الذي لبسه،
ويغرم الغسال لصاحب الثوب ،وذلك إذا لبس الثوب الذي دف إليه على غري معرفة بأنه ليس له ،فإن لبسه وهو يعرف أنه
ليس ثوبه فهو ضامن له» [كتاب األقضية /باب القضاء فيما يعطى العمال /ص.]212
فشهد عليه بذلك ،أو أقر به ،وأحدث فيه الذي « .23إذا ابتاع الرجل ثوبا وبه عيب ،من حرق أو غريه ،قد علمه البائ ُ ،
ابتاعه حدثا ،من تقطي ينقص مثن الثوب ،مث علم املبتاع بالعيب ،فهو رد على البائ ،وليس على الذي ابتاعه غرم يف
تقطيعه إياه» [كتاب األقضية /باب القضاء فيمن ابتاع ثوبا وبه عيب /ص.]211
« .29إطعام املساكني يف الكفارات ،ال ينبغي أن يطعم فيها إال املسلمون ،وال يطعم فيها أحد على غري دين اإلسالم» [كتاب
العتق والوالء /باب ما ال جيوز من العتق يف الرقاب الواجبة /ص.]249
« .22قال مالك يف اليهودي والنصراين يسلم عبد أحدمها ،فيعتقه قبل أن يباع عليه :إن والء العبد املعتَق للمسلمني ،وإن اسلم
اليهودي أو النصراين بعد ذلك مل يرج إليه الوالء أبدا»[ .كتاب العتق والوالء /باب مرياث السائبة ووالء من أعتق اليهودي والنصراين/
ص.]244
« .26إذا أعتق اليهودي أو النصراين عبدا على دينهما ،مث أسلم املعتَق قبل أن يسلم اليهودي أو النصراين الذي أعتقه ،رج
إليه الوالء ،ألنه قد كان ثبت له الوالء يوم أعتقه» [كتاب العتق والوالء /باب مرياث السائبة ووالء من أعتق اليهودي والنصراين /ص.]244
[كتاب املكاتب /باب القضاء يف املكاتب/ .21يأيت األمر لإلباحة( ،)1قال« :إمنا ذلك أمر أذن اهلل فيه للنا ،وليس بواجب عليهم»
ص.]625
( )1هذه القاعدة من القواعد املشرتكة بني القواعد األصولية والقواعد الفقهية.
952
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
مبساقاته» [كتاب املكاتب /باب القضاء يف املكاتب/ « .28إذا كان البياض تبعا لألصل .وكان األصل أعظم ذلك وأكثره .فال بأ
ص.]625
« .24كل ذات رحم فولدها مبنزلتها ،إن كانت حرة فولدت بعد عتقها فولدها أحرار ،وإن كانت مدبّرة ،أو مكاتبة ،أو معتقة
إىل سنني ،أو ُخم َدمة ،أو بعضها حرا ،أو مرهونة ،أو أم ولد ،فولد كل واحدة منهن على مثال حال أمه ،يَعتقون بعتقها،
ويرقون برقها» [كتاب املدبر /باب القضاء يف املدبر /ص.]614
« .62يف مدبرة دبرت وهي حامل ومل يعلم سيدها حبملها ان ولدها مبنزلتها وإمنا ذلك مبنزلة رجل اعتق جارية له وهي حامل ومل
يعلم حبملها قال مالك فالسنة فيها أن ولدها يتبعها ويعتق بعتقها» [كتاب املدبر /باب القضاء يف املدبر /ص.]614
« .61وال حيل للبائ أن يستثين ما يف بطنها ،ألن ذلك غرر يض من مثنها ،وال يدري أيصل ذلك إليه أم ال ؟ وإمنا ذلك مبنزلة
ما لو باع جنينا يف بطن أمه ،وذلك ال حيل ألنه غرر» [كتاب املدبر /باب القضاء يف املدبر /ص.]614
« .65كل عتاقة أعتقها رجل يف وصية أوصى هبا ،يف صحة أو مرض ،أنه يردها مىت شاء ،ما مل يكن تدبريا ،فإذا دبَّر فال سبيل
رد ما دبَّر» [كتاب املدبر /باب الوصية يف التدبري /ص.]652
له إىل ِّ
« .63أم الولد جترح أن عقل ذلك اجلرح ضامن على سيدها يف ماله ،إال أن يكون عقل ذلك اجلرح أكثر من قيمة أم الولد،
فليس على سيدها أن خيرج أكثر من قيمتها» [كتاب املدبر /باب ما جاء يف جراح أم الولد /ص.]656
« .69ال حد عندنا إال يف نفي أو قذف أو تعريض يُرى أن قائله إمنا أراد بذلك نفيا أو قذفا ،فعلى من قال ذلك احلد تاما»
[كتاب احلدود /باب احلد يف القذف والنفي والتعريض /ص.]632
« .62الرجل يق على جارية ابنه أو ابنته يدرأ عنه احلد ،وتقام عليه اجلارية ،محلت أو مل حتمل»
[كتاب احلدود /باب ما ال حد فيه/
ص.]632
« .66الصيب الصغري ،واألعجمي الذي ال يفصح :أهنما إذا ُسرقا من حرزمها أو َغلقهما ،فعلى من سرقهما القط ،فإن خرجا
من حرزمها أو غلقهما ،فليس على من سرقهما قط .وإمنا مها مبنزلة حريسة اجلبل ،والثمر املعلَّق» [كتاب احلدود /باب جام
القط /ص.]695
« .61القرب حرز ملا فيه ،كما أن البيوت حرز ملا فيها» [كتاب احلدود /باب جام القط /ص.]695
« .68كل من شرب شرابا مسكرا ،فسكر أو مل يسكر ،فقد وجب عليه احلد» [كتاب األشربة /باب احلد يف اخلمر /ص.]696
« .64ما من شيء إال اهللُ حيب أن يُعفى عنه ما مل يكن حدا» [كتاب األشربة /باب احلد يف اخلمر /ص.]696
« .12ال قود بني الصبيان ،فإن عمدهم خطأ ما مل جيب عليهم احلدود ويبلغوا احللم» [كتاب العقول /باب دية اخلطأ يف القتل/
ص.]623
« .11ال حياة للجنني إال باالستهالل ،فإذا خرج من بطن أمه فاستهل ،مث مات ففيه الدية كاملة .ونرى أن يف جنني األمة
عُشر مثن أمه» [كتاب العقول /باب عقل اجلنني /ص.]626
953
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
« .15كل نافذة يف عضو من األعضاء ففيها ثلث َعقل ذلك العضو» [كتاب العقول /باب ما جاء يف عقل الشِّجاج /ص.]624
« .13ال يقتل مسلم بكافر ،إال أن يقتله مسلم قتل ِغيلة ،فيقتل به» [كتاب العقول /باب ما جاء يف دية أهل الذمة وقتل الغيلة /ص.]665
« .19الصيب الذي ال مال له ،واملرأة اليت ال مال ها :إذا جىن أحدمها جناية دون الثلث ،إنه ضامن على الصيب أو املرأة يف
ماهما خاصة ،إن كان هما مال أُخذ منه ،وإال فجناية كل واحد منهما َدين عليه ،ليس على العاقلة منه شيء ،وال يؤخذ
أبو الصيب بعقل جناية الصيب ،وليس ذلك عليه» [كتاب العقول /باب ما يوجب العقل على الرجل يف خاصة ماله /ص.]669
« .12ليس على الصبيان والنساء عقل جيب عليهم أن يعقلوه م العاقلة فيما تعقله العاقلة من الديات ،وإمنا جيب العقل على
من بلغ احللم من الرجال» [كتاب العقول /باب جام العقل /ص.]661
« .16ما أصيب من البهائم أن على من أصاب منها شيئا قدر ما نقص من مثنها» [كتاب العقول /باب جام العقل /ص.]661
« .11ليس بني احلر والعبد قود يف شيء من اجلراح ،والعبد يُقتل باحلر إذا قتله عمدا ،وال يُقتل احلر بالعبد وإن قتله عمدا،
وهذا أحسن ما مسعت» [كتاب العقول /باب القصاص يف القتل /ص.]612
« .18إذا قتل الرجل عمدا ،وقامت على ذلك البينة ،وللمقتول بنون وبنات ،فعفا البنون وأىب البنات أن يعفون ،فعفو البنني
جائز على البنات ،وال أمر للبنات م البنني يف القيام بالدم والعفو عنه» [كتاب العقول /باب العفو يف قتل العمد /ص.]612
« .14من كسر يدا أو رجال عمدا ،أنه يقاد منه وال يعقل» [كتاب العقول /باب القصاص يف اجلراح /ص.]612
« .82ال حيلف يف القسامة يف العمد أحد من النساء ،وإن مل يكن للمقتول والة إال النساء ،فليس للنساء يف قتل العمد قسامة
وال عفو» [كتاب القسامة /باب من جتوز قسامته يف العمد من والة الدم /ص.]616
« .81ليس يف العبيد قسامة ،يف عمد وال خطإ» [كتاب القسامة /باب القسامة يف العبيد /ص.]611
الخاتمة:
يف هذه اخلامتة ،أرسم خالصة مشتملة على أهم النتائج اليت توصلت إليها يف النقاط التالية:
/1إن ضبط املسائل بالقواعد والكليات كان حمل اعتبار واعتناء عند اإلمام مالك رمحه اهلل ،فلقد كان يتمت بعقلية تالئم تقعيد
القواعد كما تقدم بيانه من خالل هذه الدراسة .وإن تطرق اإلمام مالك ها كان عند تعليل األحكام وترجيح آرائه وأقواله يف
املسألة.
/5إن هذه النصوص تعترب أول لبنة للقواعد والضوابط الفقهية اليت متت صياغتها فيما بعد.
/3يتلخص من خالها رأي ومذهب اإلمام مالك يف مسألة معينة من كتابه «املوطأ».
/9إن كتاب «املوطأ» يعترب مرجعا مهما ملا له صلة وطيدة بعلم القواعد الفقهية ،كالفروق واالستثناء واألشباه والنظائر.
دونه العلماء يف كتبهم ،خلصت بعد الدراسة إىل النتائج التالية: /2بعد مقارنة هذه النصوص التقعيدية مبا َّ
من العلماء من حافظ على نص اإلمام مالك ذي القالب التقعيدي ،حبيث اعتربه هو بعينه أو مبعناه صيغة قاعدية ،واستغىن
به عن اختيار صيغة أخرى .كصني اخلشين يف «أصول الفتيا».
954
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
ومنهم من أدخل على النص الوارد عن اإلمام مالك شيئا من التصرف بالزيادة والنقصان.
ومنها نصوص ذات االجتاه التقعيدي يظن أن اإلمام مالكا انفرد هبا.
وأن هذه الروايات هبذه الصياغات فتحت الباب ألتباعه وغريهم لالهتمام واالعتناء هبا وتناوهم ها يف مصنفاهتم .وصاروا
بذلك من الرواد يف جمال التأصيل الفقهي وتقعيد القواعد.
/6أن القواعد الفقهية مل تظهر دفعة واحدة ،فالعمل فيها بدأ بالتقعيد من عهود ،فكلما وصل فكر الفقهاء إىل شيء وتبلورت
صاغوها يف شكل قاعدة ،مما يسر هم يمعها يف األخري.
/1من خالل هذا العرض الوجيز ،أختم هذه التوصيات بدعوة إىل متابعة أقوال األئمة املتقدمني اجملتهدين ودراستها من خالل
آثارهم اليت يف معىن القواعد ،كما نوه بذلك الشاطيب فقال« :يتحرى كتب املتقدمني من أهل العلم املراد ،فإهنم أقعد به من
غريهم من املتأخرين ،وأصل ذلك التجربة واخلرب»(. )1
وأسأل اهلل تعاىل أن ينفعين مبا علمين ،وأن يعلمين ما ينفعين ،وأن يزيدين علما.
واحلمد هلل رب العاملني.
ثبت المصادر والمراجع:
.1أبجد العلوم :صديق بن حسن القنوجي (ت 1321ه) – أعده للطب ووض فهارسه :عبد اجلبار زكار – منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد
القومي – دمشق – دار الكتب العلمية 1418 -م.
.5إحكام األحكام شرح عمدة األحكام :تقي الدين ابن دقيق العيد (ت125هـ) – حتقيق :حممد حامد الفقي – مراجعة :أمحد حممد شاكر
– مطبعة السنة احملمدية /القاهرة – 1315هـ1423/م.
.3إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل :حممد ناصر الدين األلباين – إشراف :حممد زهري الشاويش – املكتب اإلسالمي /بريوت –
الطبعة األوىل – 1344هـ1414/م.
.9االستذكار الجامع لمذاهب فقهاء األمصار وعلماء األقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي واآلثار وشرح ذلك كله باإليجاز
واالختصار :أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري األندلسي (ت 963هـ) – وثق أصوله وخرج نصوصه ورقّمها وقنّن
مسائله وصن فهارسه :د .عبد املعطي أمني قلعجي – دار قتيبة للطباعة والنشر /دمشق – دار الوغى /القاهرة – الطبعة األوىل – 1919ه/
1443م.
.2األشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة النعمان :زين الدين بن إبراهيم بن حممد الشهري بابن جنيم (ت412هـ) – وض حواشيه وخرج
أحاديثه :زكريا عمريات – دار الكتب العلمية /بريوت – الطبعة األوىل – 1914هـ1444 /م.
.6األشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية :جالل الدين عبد الرمحن السيوطي (ت411هـ) – إعداد :مركز الدراسات والبحوث
مبكتبة نزار الباز – مكتبة نزار مصطفى الباز /مكة املكرمة -الرياض – الطبعة الثانية – 1918هـ1441/م.
.1األصل الجامع إليضاح الدرر المنظومة في سلك جمع الجوامع :حسن بن عمر بن عبد اهلل السيناوين – مطبعة النهضة /تونس.
) أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب ،املوافقات ،دار ابن عفان/السعودية(1.)198/1( ،
955
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
.8أصول الفتيا في الفقه على مذهب اإلمام مالك :حممد بن حارث اخلشين – حققه وعلق عليه :الشيخ حممد اجملدوب ود .حممد أبو
األجفان ود .عثمان بطيخ – الدار العربية للكتاب واملؤسسة الوطنية للكتاب – 1482م.
.4األمنية في إدراك النية :أبو العبا أمحد بن إدريس القرايف (689هـ) – دراسة وحتقيق :د .مساعد بن قاسم الفاحل – مكتبة احلرمني /الرياض
– الطبعة األوىل – 1928هـ1488/م.
.12إيضاح المسالك إلى قواعد اإلمام أبي عبد اهلل مالك :أمحد بن حيىي الونشريسي (ت419هـ) – دراسة وحتقيق :الصادق بن عبد الرمحن
الغرياين – دار ابن حزم /بريوت – الطبعة األوىل – 1951هـ5226 /م.
.11بداية المجتهد ونهاية المقتصد :حممد بن أمحد بن حممد بن رشد احلفيد (ت242هـ) – تعليق وحتقيق وختريج :حممد صبحي حسن
حالق – مكتبة ابن تيمية /القاهرة – الطبعة األوىل – 1912ه.
.15البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة :أبو الوليد ابن رشد القرطيب (ت252هـ) وضمنه« :المستخرجة
بالعتبية» حملمد العتيب القرطيب (ت522هـ) -حتقيق :حممد حجي – دار الغرب اإلسالمي /بريوت – الطبعة الثانية
من األسمعة المعروفة ُ
– 1928هـ1488/م.
.13تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام :برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن اإلمام مشس الدين أيب عبد اهلل حممد بن فرحون
اليعمري املالكي – خرج أحاديثه وعلق عليه وكتب حواشيه :يمال مرعشلي – دار عامل الكتب /الرياض – طبعة خاصة مبوافقة خاصة من
دار الكتب العلمية /بريوت – 1953هـ5223/م.
.19التبصرة :أبو احلسن علي بن حممد اللخمي – دراسة وحتقيق :د .أمحد عبد الكرمي جنيب – وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية /قطر ،ومركز
جنيبويه للمخطوطات وخدمة الرتاث /مصر -الطبعة الثانية – 1933هـ5215/م.
.12تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي :أبو العال حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري (ت1323هـ) – أشرف على مراجعة أصوله
وتصحيحه :عبد الوهاب عبد اللطيف – دار الفكر -دون تاريخ.
.16ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعالم مذهب مالك :القاضي عياض بن موسى بن عياض السبيت (ت 299هـ) – حتقيق:
حممد بن تاويت الطنجي وعبد القادر الصحراوي ود .حممد بن شريفة وسعيد أمحد أعراب – اململكة املغربية – وزارة األوقاف والشؤون
اإلسالمية – الطبعة الثانية 1923 -هـ1483/م.
.11التسهيل لعلوم التنزيل :أبو القاسم حممد بن أمحد بن جزي املالكي (ت191هـ) – ضبطه وصححه وخرج آياته :حممد سامل هاشم – دار
الكتب العلمية /بريوت – الطبعة األوىل – 1912هـ1442 /م.
.18تصحيح التنبيه :حملي الدين حيىي النووي ،على هامش :التنبيه في الفقه على مذهب اإلمام الشافعي :أليب إسحاق إبراهيم بن علي بن
يوسف الشريازي الفريوزابادي – مطبعة مصطفى البايب احلليب – الطبعة األخرية – 1312هـ1421/م.
.14التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد :أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب (ت963هـ) -حتقيق:
سعيد أمحد أعراب وغريه – وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية /املغرب -نشر على عدة سنوات من 1381هـ حىت 1915ه.
.52الجامع الصحيح :أبو احلسني مسلم بن احلجاج بن مسلم القشريي النيسابوري (ت561هـ) -صححه ووض حواشيه :أبو نعمة اهلل احلاج
حممد شكري بن حسن األنقروي وغريه -املطبعة العامرة /األستانة – 1339هـ.
.51الجامع الكبير (سنن الترمذي) :أبو عيسى حممد بن عيسى بن َسوره الرتمذي (ت514هـ) – حققه وعلق عليه وحكم على أحاديثه:
عصام موسى هادي – دار الصديق /السعودية – الطبعة األوىل – 1933هـ.
956
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
.55الجامع ألحكام القرآن والمبيِّن لما تضمنه من السنة وآي الفرقان :أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب (ت611هـ) –
حتقيق :د .عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي وآخرون – مؤسسة الرسالة /بريوت -الطبعة األوىل – 1951هـ5226 /م.
.53الجامع لمسائل المدونة :أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن يونس التميمي الصقلي (ت 921هـ) – جمموعة باحثني يف رسائل دكتوراه -
معهد البحوث العلمية وإحياء الرتاث اإلسالمي /جامعة أم القرى -دار الفكر للطباعة والنشر والتوزي -الطبعة األوىل -
1939هـ5213/م.
.59حاشية على الشرح الكبير ألبي البركات أحمد الدردير :مشس الدين حممد عرفة الدسوقي – وهبامشه :تقريرات :حممد عليش – دار
إحياء الكتب العربية /مصر – دون تاريخ.
.52الذخيرة :شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف (ت689هـ) – حتقيق :د .حممد حجي وآخرون – دار الغرب اإلسالمي /بريوت -الطبعة
األوىل – 1449م.
.56روضة المستبين في شرح كتاب التلقين :أبو حممد عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة التونسي – دراسة وحتقيق :عبد اللطيف زكاغ – مركز
اإلمام الثعاليب للدراسات ونشر الرتاث /اجلزائر -دار ابن حزم /بريوت – الطبعة األوىل – 1931هـ5212/م.
.51سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها :حممد ناصر الدين األلباين -مكتبة املعارف للنشر والتوزي /الرياض – طبعة
جديدة منقحة ومزيدة – 1912هـ1442/م.
.58السنن (سنن أبي داود) :أبو داود سليمان بن األشعث السجستاين (ت512هـ) – حققه وعلق عليه وحكم على أحاديثه :عصام موسى
هادي – دار الصديق /السعودية – الطبعة األوىل – 1939هـ5213/م.
.54سنن الدارقطني :علي بن عمر الدارقطين (ت382هـ) ،وبذيله« :التعليق المغني على الدارقطني» أليب الطيب حممد مشس احلق العظيم
آبادي – حققه وضبط نصه وعلق عليه :شعيب األرنؤوط وآخرون – مؤسسة الرسالة /بريوت – الطبعة األوىل – 1959هـ5229/م.
.32السنن الكبير :احلافظ أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي البيهقي (ت928هـ) -حتقيق :مركز هجر للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية
– دار هجر /القاهرة -الطبعة األوىل – 1935هـ5211/م.
.31سير أعالم النبالء :اإلمام مشس الدين حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب (ت 198هـ) – أشرف على حتقيق الكتاب وخرج أحاديثه:
شعيب األرناؤوط – تقدمي :د .بشار عواد معروف -مؤسسة الرسالة – بريوت – الطبعة الثالثة – 1922هـ1482/م.
.35شرح أبي عبد اهلل محمد الخرشي على مختصر خليل :وهبامشه :حاشية علي العدوي املطبعة األمريية /بوالق مصر – الطبعة الثانية –
1311هـ.
.33شرح التلقين :أبو عبد اهلل حممد بن علي بن عمر التميمي املازري (ت236هـ) – حتقيق :مساحة الشيخ حممد املختار السالمي – دار
الغرب اإلسالمي /بريوت -الطبعة األوىل – 1441م.
.39شرح السنة :احلسني بن مسعود البغوي (ت216هـ) – حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه :شعيب األرناؤط وزهري الشاويش – املكتب
اإلسالمي /بريوت – الطبعة الثانية – 1923هـ1483/م.
.32شرح المنهج المنتخب إلى قواعد المذهب :أبو العباس أمحد بن علي املنجور الفاسي (ت442هـ) – دراسة وحتقيق :د .عبد اهلل
السفياين – تقدمي :د .حممد الروكي – مطبعة أميمة /فا -الطبعة األوىل – 1935هـ5212/م.
.36شرح اليواقيت الثمينة فيما انتمى لعالم المدينة في القواعد والنظائر والفوائد الفقهية :أبو عبد اهلل حممد بن أيب القاسم السجلماسي –
دراسة وحتقيق :عبد الباقي بدوي – مكتبة الرشد ناشرون /الرياض – الطبعة األوىل – 1952هـ5229/م.
957
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
.31شرح حدود ابن عرفة الموسوم الهداية الكافية الشافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية :أبو عبد اهلل حممد األنصاري الرصاع
(ت849هـ) – حتقيق :حممد أبو األجفان والطاهر املعموري – دار الغرب اإلسالمي /بريوت – الطبعة األوىل – 1443م.
.38شرح صحيح البخاري :ابن بطال أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك – ضبط نصه وعلق عليه :أبو متيم ياسر بن إبراهيم –مكتبة
الرشد /الرياض – الطبعة الثانية – 1953هـ5223/م.
.34شرح محمد الزرقاني على الموطأ :وهبامشه :سنن أبي داود – صححه :حممد األسيوطي – املطبعة اخلريية /مصر – 1312هـ.
.92صحيح اإلمام البخاري المسمى الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول اهلل وسننه وأيام :أبو عبد اهلل حممد بن
إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية اجلعفي البخاري (ت526هـ) -تشرف خبدمته والعناية به :حممد زهري بن ناصر الناصر – دار طوق النجاة/
بريوت – الطبعة األوىل – 1955هـ -وهو مصور عن (الطبعة السلطانية) املطبوعة ببوالق.
.91عدة البروق في جمع ما في المذهب من الجموع والفروق :أبو العبا أمحد بن حيىي الونشريسي – دراسة وحتقيق :محزة أبو فار –
دار الغرب اإلسالمي/بريوت – الطبعة األوىل – 1912هـ1442/م.
.95عون المعبود شرح سنن أبي داود :أبو الطيب حممد مشس احلق العظيم آبادي – م شرح ابن قيم اجلوزية – ضبط وحتقيق :عبد الرمحن
حممد عثمان – املكتبة السلفية باملدينة املنورة -الطبعة الثانية – 1388هـ1468 /م.
.93الغيث الهامع شرح جمع الجوامع :ويل الدين أيب زرعة أمحد بن عبد الرحيم العراقي (ت856هـ) – حتقيق :حممد تامر حجازي – دار
الكتب العلمية /بريوت – الطبعة األوىل – 1952هـ5229 /م.
.99الفروق أو أنوار البروق في أنواء الفروق :أبو العبا أمحد بن إدريس الصنهاجي القرايف (ت689هـ) ،ومعه« :إدرار الشروق على أنواء
الفروق» أليب القاسم قاسم بن عبد اهلل ابن الشاط (ت153هـ) ،وحباشية الكتابني« :تهذيب الفروق والقواعد السنية في األسرار
الفقهية» حملمد علي بن حسني املكي املالكي -ضبطه وصححه :خليل املنصور – دار الكتب العلمية /بريوت – الطبعة األوىل –
1918هـ1448/م.
.92الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي :حممد بن احلسن احلجوي الثعاليب – مطبعة إدارة املعارف /الرباط ومطبعة البلدية /فا –
1392هـ.
.96القاموس الفقهي لغة واصطالحا :سعدي أبو جيب – دار الفكر /دمشق – الطبعة الثانية – 1928هـ1488/م.
.91القبس في شرح موطأ مالك بن أنس :أبو بكر بن العريب املعافري – دراسة وحتقيق :د .حممد عبد اهلل ولد كرمي – دار الغرب اإلسالمي/
بريوت – الطبعة األوىل – 1445م.
.98قواعد الفقه :أبو عبد اهلل حممد بن أمحد املقري (ت124هـ) -حتقيق :د .حممد الدردايب – دار األمان /الرباط – 5215م.
.94القواعد الفقهية المستنبطة من المدونة الكبرى لإلمام مالك بن أنس األصبحي برواية اإلمام سحنون بن سعيد عن اإلمام عبد
الرحمن بن القاسم :د .أحسن زقور – دار الرتاث ناشرون /اجلزائر ودار ابن حزم /بريوت – الطبعة األوىل – 1935هـ5211/م.
.22القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة :أ .د .حممد مصطفى الزحيلي – دار الفكر /دمشق – الطبعة األوىل –
1951هـ5226/م.
.21القواعد :أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن أمحد املقري (ت128هـ) – حتقيق ودراسة :أمحد ب ـ ـ ــن عبد اهلل بن محيد – مركز إحياء الرتاث
اإلسالمي جبامعة أم القرى /مكة املكرمة – دون تاريخ.
958
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
.25القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية والتنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلية :حممد بن أمحد بن جزي الغرناطي
(ت191هـ) – حققه وعلق عليه :ماجد احلموي – دار ابن حزم /بريوت – الطبعة األوىل – 1939هـ5213/م.
.23الكافي في فقه أهل المدينة المالكي :أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب – دار الكتب العلمية /بريوت –
الطبعة الثانية – 1913هـ1445/م.
.29كتاب الحجة على أهل المدينة :أبو عبد اهلل حممد بن احلسن الشيباين (ت184هـ) – رتب أصوله وصححه وعلق عليه :مهدي حسن
الكيالين القادري – عامل الكتب /بريوت ،دون تاريخ.
.22كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون :مصطفى بن عبد اهلل الشهري حباجي خليفة وبكاتب جليب – عين بتصحيحه وطبعه :حممد
شرف الدين يالتقايا ورفعت بيلكه الكليسي – دار إحياء الرتاث العريب /بريوت.
.26كشف المغطى من المعاني واأللفاظ الواقعة في الموطأ :حممد الطاهر بن عاشور (ت1349هـ) – ضبط نصه وعلق عليه وخرج
أحاديثه :د .طه بن علي بوسريح التونسي – دار سحنون /تونس ودار السالم /القاهرة – الطبعة الثانية – 1958هـ5221 /م.
.21الكليات الفقهية لإلمام المقري :دراسة وحتقيق :حممد بن اهادي أبو األجفان – الدار العربية للكتاب /تونس – 1441م.
.28مجموع فتاوى شيخ اإلسالم أحمد ابن تيمية :يم وترتيب :عبد الرمحن بن قاسم وساعده ابنه حممد – جمم امللك فهد لطباعة
املصحف الشريف /املدينة النبوية – حتت إشراف وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد /السعودية1952 -هـ5229/م.
.24مختار الصحاح :حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي – إخراج :دائرة املعاجم يف مكتبة لبنان – مكتبة لبنان /بريوت – 1486م.
.62المدونة الكبرى رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي عن اإلمام عبد الرحمن بن القاسم العتقي عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس
(ت001هـ) :وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد /اململكة العربية السعودية (مصورة عن طبعة اعتىن بتصحيحها وهتذيبها
وتنقيحها :سيد محاد الفيومي العجماوي وآخرون – مطبعة السعادة /مصر – 1359هـ).
.61مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر :حممد األمني بن حممد املختار اجلكين الشنقيطي (ت1343هـ) – ضمن (آثار الشيخ العالمة
حممد األمني الشنقيطي) – مطبوعات جمم الفقه اإلسالمي /جدة -إشراف :بكر بن عبد اهلل أبو زيد – دار عامل الفوائد /مكة املكرمة -
الطبعة األوىل – 1956هـ.
.65المسالك في شرح موطأ مالك :القاضي أبو بكر حممد بن عبد اهلل بن العريب املعافري (ت 293هـ) -قرأه وعلق عليه :حممد بن احلسني
السليماين وعائشة بنت احلسني السليماين – قدم له :يوسف القرضاوي – دار الغرب اإلسالمي /بريوت – الطبعة األوىل – 1958هـ/
5221م.
.63المصباح المنير في غريب الشرح الكبير :أمحد بن حممد بن علي ال ُـمقري الفيومي (ت112هـ) – حتقيق :د .عبد العظيم الشناوي –
دار املعارف /القاهرة – الطبعة الثانية – دون تاريخ.
.69المصنف :أبو بكر عبد الرزاق بن مهام الصنعاين (ت511هـ) – عين بتحقيق نصوصه وختريج أحاديثه والتعليق عليه :حبيب الرمحن
األعظمي – املكتب اإلسالمي /بريوت – الطبعة الثانية – 1923هـ1483 /م.
.62المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس والمغرب :أبو العبا أمحد بن حيىي الونشريسي (ت 419م) –
خرجه يماعة من الفقهاء بإشراف :د .حممد حجي – وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية للمملكة املغربية – دار الغرب اإلسالمي – بريوت
1921 -هـ1481/م.
959
ISSN :2588-2384 مجلة المعيار
السنة3102 : عدد54 : مجلد32 :
.66المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة من األحكام الشرعية والتحصيالت المحكمات ألمهات مسائلها المشكالت:
أبو الوليد حممد بن أمحد ابن رشد القرطيب (ت252هـ) – حتقيق :د .حممد حجي – دار الغرب اإلسالمي /بريوت – الطبعة األوىل –
1928هـ1488 /م.
.61من خزانة المذهب المالكي (مجموع رسائل) اعتىن هبا :جالل علي القذايف اجلهاين ،ومنها« :الكليات الفقهية» أليب عبد اهلل حممد بن
علي بن غازي العثماين املكناسي (ت414هـ) -دار ابن حزم /بريوت – الطبعة األوىل – 1951هـ5226 /م.
.68مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكالتها :أبو احلسن علي بن سعيد الرجراجي – تقدمي :أ.د .علي
علي لقم – اعتىن به :أبو الفضل الدمياطي أمحد بن علي –مركز الرتاث الثقايف املغريب /اململكة املغربية -دار ابن حزم /بريوت -الطبعة
األوىل – 1958هـ5221/م.
.64المنتقى شرح موطأ مالك :أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي (ت949هـ) – حتقيق :حممد عبد القادر أمحد عطا –
دار الكتب العلمية /بريوت – الطبعة األوىل – 1952هـ1444/م.
.12الموافقات :أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب (ت142هـ) – تقدمي :بكر بن عبد اهلل أبو زيد – ضبط نصه وقدم
له وعلق عليه وخرج أحاديثه :أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان – دار ابن عفان/السعودية – الطبعة األوىل – 1911هـ1441/م.
.11مواهب الجليل لشرح مختصر خليل :أبو عبد اهلل حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب املعروف باحلطاب الرعيين (ت 429هـ) –
ضبطه وخرج آياته وأحاديثه :زكريا عمريات – دار عامل الكتب.
.15موسوعة القواعد الفقهية :تأليف ويم وترتيب وبيان :د .حممد صدقي بن أمحد البورنو أبو احلارث الغزي – مؤسسة الرسالة.
.13موطأ اإلمام مالك :حتقيق د .حممد مصطفى األعظمي – مؤسسة زايد بن سلطان آل هنيان لألعمال اخلريية واإلنسانية /أبو ظيب -الطبعة
األوىل – 1952هـ5229 /م.
.19الموطأ :مالك بن أنس (ت114هـ) برواية حيىي بن حيىي الليثي (ت539هـ) وعليه زيادات رواية أيب مصعب الزهري املدين (ت595هـ)
ورواية حممد بن احلسن الشيباين (ت184هـ) – حتقيق :كالل حسن علي – مؤسسة الرسالة ناشرون /سوريا وبريوت -الطبعة األوىل –
1939هـ5213/م.
960