Professional Documents
Culture Documents
مراجعة المخزونات
الفوج 20
المجموعة 2
المقدمة
يشهد العالم اليوم إهتماما متزايدا بالتدقيق او الرقابة من الشركات والمؤسسات في الدول المتقدمة ،
وخاصة بعد األزمات المالية واالنهيارات التي تعرضت لها الشركات .إذ تتبع هذه االنهيارات العديد من
التساؤالت حول دور التدقيق في الحد من هذه االنهيارات .ولقد أسهم كبر المشروعات وتعقد عملياتها
في وضع أنظمة للرقابة تعمل على تشكيل درع واقي لحماية المؤسسة من المخاطر المحدقة بها وتقلل
من احتمالية التعرض لها إلى الحد األدنى.
ومما ال شك فيه فإن اإلدارة هي المسؤولة عن وضع أنظمة الرقابة الداخلية في المؤسسة وذلك بهدف
المحافظة على موجودات المؤسسة وتسهيل العمل اإلداري واإلسهام في أداءه بكفاءة عالية .ويقع على
عاتق اإلدارة تزويد مختلف األقسام في المؤسسة بالمعلومات وأنظمة التدقيق التي يجب اتباعها والتقييد
بها ومن ثم االطالع على تقارير االداء كما يجري على أرض الواقع وذلك بغية المساءلة والتطوير.
تدقيق المخزونات تعتبر وظيفة تسعى للتخطيط للمخزون بهدف تنظيم حركته والمحافظة عليه وضبط
تدفق المواد من وإلى المخازن بالكمية المطلوبة والوقت المناسب دون نقص أو تأخير وتسعى الرقابة
على المخزون إلى تطبيق الخطط الموضوعة والتحقق من اإلجراءات المتبعة في جميع المراحل منذ
دخول المخزون حتى خروجه والتأكد من أن االجراءات الفعلية هي اإلجراءات المخطط لها ،واكتشاف
القصور ومعرفة األخطاء واالنحرافات والتجاوزات المرتكبة أثناء اإلنجاز ،ومن ثم العمل على تحديد
أسبابها ووضع الحلول لتفاديها مستقبال ،وتتم عملية التدقيق على المخزون من خالل عملية الفحص
والتفتيش والمتابعة المستمرة ،وجمع المعلومات لقياس وتدقيق جميع العمليات التخزينية بأوقات مختلفة
للتأكد من وجود الكميات المطلوبة حسب ا الموضوعة .وتجدر اإلشارة هنا إلى أن الرقابة على
المخزون تشتمل على جميع األنشطة التي تتعلق بتصميم أو اختيار الطرق واألساليب الالزمة للتأكد من
سالمة التصرفات واإلجراءات الخاصة بتوفير االحتياجات المطلوبة من المواد وتخزينها والمحافظة
عليها حتى وقت الحاجة إليها ،بما يضمن استمرار الوفاء باحتياجات الجهات الطالبة بالكميات
والمواصفات المطلوبة وفي المواعيد المحددة من ناحية وحسن استخدام األموال المستثمرة في هذه
المواد من ناحية أخرى.
إشكالية البحث
مما سبق نطرح سؤال أساسي مفاده ما هو دور التدقيق في تقييم إدارة المخزون ؟ وللوصول إلى عمق
هذا السؤال سيتم طرح عدة تساؤالت :
ماهي طرق التقييم و أساليب التدقيق المستخدمة بالمؤسسة؟
المبحث األول :تدقيق المخزونات
يلقى المخزون السلعي الكثير من االهتمام لدى العديد من مسؤولي اإلدارة وأطراف الرقابة الداخلية
والخارجية وكذا المساهمين والمستثمرين والمؤسسات المنافسة والتي تعمل في نفس النشاط ،إذ يمثل أحد
العناصر األساسية في األصول بالرغم أن جميع عناصر األصول والخصوم تلقى نفس االهتمام في
العملية الرقابية إال أنه يمثل أحد االستخدامات األساسية ألموال المشروع خاصة في المؤسسات
اإلنتاجية ،وهو األمر الذي يتطلب ضرورة التأكد من متابعة اإلجراءات الرقابية وسالمة العمليات
المتعلقة به من شراء وتخزين وإخراج والتحكم في كل التكاليف المتعلقة بكل عمليات وظيفة التخزين.
1ألفين ارينز وجيمس لوبك ،ترجمة :محمد محمد عبد القادر الديسطى ،المراجعة مدخل متكامل ،دار المريخ للنشر ،القاهرة -مصر ،بدون طبعة
ص 857-856
3إجراءات التحقق من التسجيل المحاسبي والفاصل الزمني
يسعى المدقق إلى التحقق من أن كل العمليات المتعلقة بالمخزونات تم تسجيلها وفق ما تنص عليه يسعى
المبادئ المحاسبية المتعارف عليها ،وأن كل الوثائق المدعمة لهذا التسجيل موجودة فعال وأنها تتعلق
بأحداث مالية متعلقة بالمخزونات ،كأن يسجل المحاسب مثال إحدى عناصر المخزونات باالعتماد على
2
فاتورة الشراء ووصالت استالم المخزون وفواتير قيد االستالم.
باإلضافة إلى أن المدقق يقوم بتصنيف المخزون على نحو مالئم في البطاقات (التبويب) ،كما يقوم
بالحصول على معلومات للتأكد من المبيعات والمشتريات التي تم تخزينها قد تم تسجيلها في الفترة
3
المناسبة ويتم ذلك بالتحقق من:
فحص مواصفات المخزون في البطاقات ومقارنتها مع المخزون الفعلي من المواد الخام ،االنتاج -
تحت التشغيل ،والمنتوجات التامة
تقييم مدى مناسبة نسبة اإلتمام المسجلة في البطاقات اإلنتاجية تحت التشغيل -
التسجيل في أوراق العمل إلجراء متابعة تالية لرقم مستند الشحن األخير المستخدم في نهاية -
العام؛
التأكد من المخزون لألرقام في مستندات الشحن التي تزيد عن الرقم المذكور في النقطة السابقة -
قد تم استبعاده من الجرد الفعلي
فحص المنطقة الخاصة باالستالم في المخزون إلدراج ما يوجد بها من مخزون في الجرد -
الفعلي.
4إجراءات التحقق من القيمة القابلة للتحقيق والحقوق
يعمل المدقق على التحقق من استبعاد عناصر المخزون المتقادم أو الذي ال يتم استخدامه أو اإلشارة
4
إليه ،كما يتم التحقق من حق المؤسسة على المخزون المسجل في البطاقات بحيث يقوم ب:
-إجراء اختبار للمخزون المتقادم عن طريق االستفسار من العاملين بالمصنع ومن اإلدارة،
واالنتباه إلى العناصر التي يوجد بها ضرر ،والتي يوجد بها صدأ ،أو يكون عليها غبار ،أو التي
تتواجد في أماكن غير مناسبة
-االستفسار عن بضاعة األمانة أو المخزون الذي يخص مستهلكين ويوجد بالمخزن الخاص
بالشركة
-النتباه للمخزون الذي يوضع في جانب خاص ،وتكتب عليه عالمة تشير إلى عدم امتالك هذا
المخزون
وإضافة إلى هذه اإلجراءات التفصيلية يجب أن يسير المدقق في كافة المناطق التي تم إيداع المخزون
فيها للتأكد .من أنه تم عد كافة عناصر المخزون وتسجيلها في البطاقات ،وفي حالة وجود مخزون اخل
صناديق أو أية حاويات أخرى يجب أن يتم فتحها خالل اختبار الجرد .ومن المرغوب فيه أن يتم مقارنة
المخزون والقيمة النقدية الكبيرة بالجرد في السنة السابقة ،والملفات الرئيسية للمخزون كاختبار للمنطقية،
وال يجب القيام بهذين اإلجراءين إال بعد أن ينتهي العميل من استكمال الجرد الفعلي.
2بوبكر عميروش ،دور المدقق الخارجي في تقييم المخاطر وتحسين نظام الرقابة الداخلية لعمليات المخزون داخل المؤسسة ،مرجع سبق
ذكره ،ص 59
3محمد سمير الصبان عبد الوهاب نصر علي المراجعة الخارجية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية -مصر ،بدون طبعة ،2002 ،ص 337
4محمد سمير الصبان ،عبد الوهاب نصر علي ،المراجعة الخارجية ،نفس المرجع ،ص 338
ثانيا :صعوبات تدقيق المخزونات.
يعد تدقيق المخزونات أمر معقد وعادة ما يستحوذ على معظم جهد ووقت المدقق نظرا لألسباب التالية:
يعد المخزون بوجه عام عنصرا هاما في قائمة المركز المالي ،وعادة ما يمثل العنصر األكبر -
في الحسابات التي تشكل رأس المال
المخزون ال يشمل على نوع واحد ،بل على عدة أصناف -
يقع المخزون في مواقع مختلفة مما يصعب الرقابة والجرد الفعلي؛ 4هناك بعض أصناف -
المخزون ذات طبيعة فنية وتقنية خاصة مثل التي تتواجد في مؤسسات صناعة اإللكترونيات
والمجوهرات والمواد الكميائية ،فقد يضطر المدقق إلى االستعانة بخبير فني لمساعدته في
عملية التدقيق
وجود العديد من طرق تقييم المخزون ،وعادة ما تمثل ثغرة في مجال التالعب اإلداري خاصة -
فيما يتعلق بعدم الثبات في تطبيق إحدى هذه الطرق ،وخاصة بالنسبة للشركات المقيدة
بالبورصة
إن االتجاه السائد لدى المؤسسات الصناعية الكبرى االعتماد على الحاسوب اإللكتروني في حفظ -
وتشغيل بيانات المخزون ،مما يجعل المدقق مضطرا الستعمال أدوات تكنولوجية في التحقق من
المخزون.
ثالثا :اهداف عملية تدقيق المخزون
إن تناول األهداف المتعلقة بعملية تدقيق المخزون أمر ضروري للتوصل إلى نتائج مقبولة في هذا
البحث ،ألنه بمجرد أن يتعرف المدقق على هذه األهداف و الخاصة بكل عملية من العمليات المالية
داخل المؤسسة يمكنه التعرف على مواطن الخطر و التحريفات التي يمكن أن تحدث و تؤثر على
5
صحة المعلومات المحاسبية ،و تتمثل في ما يلي:
االكتمال ✓
الوجود ✓
الملكية ✓
التسجيل المحاسبي ✓
.1االكتمال:
تظهر القوائم المالية الختامية معلومات محاسبية حول مخزون آخر المدة لقرائها ،لذا يقوم المدقق
بالتحقق من أن هذه المعلومات كانت نتيجة لمعالجة محاسبية سليمة مفادها أن كل العمليات المتعلقة
بالمخزون تم تسجيلها محاسبيا و لم يحذف أو ينسى المحاسب أية عملية ليؤكد بعدها صحة هذه
المعلومات المستقاة من النظام المولد لها و مدى تمثيلها لحقيقة العنصر موضوع التدقيق
5محمد تهامي طواهر و مسعود صديقي ،المراجعة و تدقيق الحسابات -اإلطار النظري و الممارسة التطبيقية – ديوان المطبوعات الجامعية ،
الجزائر ،2006 ،ص151
.2الوجود:
يسعى المدقق إلى التأكد من أن المخزون موجود فعال على مستوى المخازن بوجود مستندات تثبت
ذلك مثل وصالت االستالم الموجودة لدى أمين المخزن ،و إجراء الفحص على بطاقات المخزن و
ترقيمها و مدی تمثيلها للمخزون الفعلي.
.3الملكية:
تعتبر عناصر المخزونات داخل المؤسسة ملكا لها إلى غاية إثبات العكس ،لذا يجب على التدفق أن
يتحقق من ملكية المؤسسة لعناصر المخزون عن طريق فحص الفواتير و الحصول على مصادقات
من الموردين ،كما يجب أن يتأكد المدقق من ملكية المؤسسة للعناصر المخزنة خارج مخازنها.
.4التسجيل المحاسبي:
يسعى المدقق إلى التحقق من أن كل العمليات المتعلقة بالمخزونات تم تسجيلها وفق ما تنص عليه
المبادئ المحاسبية المتعارف عليها ،وأن كل الوثائق المدعمة لهذا بتسجيل موجودة فعال أنها تتعلق
بأحداث مالية متعلقة بالمخزونات ،كأن يسجل المحاسب مثال إحدى عناصر المخزون باالعتماد على
فاتورة الشراء و وصوالت استالم المخزون و فواتير قيد االستالم
.5التقييم:
ينبغي على المدقق التأكد من صحة تطبيق طرق التقييم التي تنتهجها المؤسسة و التحقق كذالك من
ثبات طرق التقييم من سنة ألخرى ،و في حالة تغيير المؤسسة لطريقة التقييم الذي من شأنه أن
يحدث تغيير في صافي الدخل ،لذالك يجب على المدقق أن يتأكد من أن المؤسسة تفصح عن الفرق
الذي نشأ عن هذا التغيير في شكل مالحظات مرفقة في تقارير مالية.
الخاتمة
بالرغم من كثافة المستندات الرقابية الخاصة بعناصر دورة المخزون ،والتي تتابع كل
تحركات المخزون وتحديد الكميات و القيم الخاصة بكل نوع من أنواع المخزونات ،فإن
كل ذلك ال يعتبر كافيا بالنسبة إلدارة المؤسسة و المدقق الخارجي كذلك من أجل تحقيق
رقابة فعالة على عناصر المخزونات.
فمن جهة اإلدارة وبغض النظر عن الوسائل التي تتبعها المؤسسة في تسجيل ومتابعة
تدفق المخزونات ،يجب إجراء جرد فعلي دوري لعناصر المخزون الموجودة
بالمؤسسة.
ومن جهة المدقق الخارجي فمن الضروري أن يتواجد في الوقت الذي يتم فيه الجرد ،و
عن طريق المالحظة المناسبة و االستفسارات التي تقنع المدقق نفسه بفعالية طرق
الجرد
لكن تطرقنا في هذا البحث إلى أن إجراء عملية التدقيق لدورة المخزون بشكل شامل من
طرف المدقق الخارجي تعد معقدة و صعبة خاصة في المؤسسات كبيرة الحجم ،و هو
ما ال يعطي تأكيد مالئم حول صحة المعلومات المحاسبية الخاصة بعناصر درة
المخزون ،و بالتالي احتمال أن يصدر المدقق رأيه فيما بعد بشكل سليم دون األخذ
بعين االعتبار األخطاء أو المخالفات التي حصلت في عناصر دورة المخزون ،وهو ما
يشكل خطر بالنسبة لمستخدمي القوائم المالية.
و تحقيقا لهدفي التقليل من تكلفة إجراء عملية التدقيق و اقتصار الوقت من طرف
المؤسسة و بسبب عدم فاعلية إجراء الفحص الشامل على كل بنود القوائم المالية و
ظهور تحريفات جوهرية في هذه القوائم ،أي ما يسمى بمخاطر التدقيق كمفهوم حديث
في مجال التدقيق ،زادت أهمية دراسة و تقييم نظام الرقابة الداخلية في ظل مخاطر
التدقيق و تحقيق رقابة داخلية فعالة تعكس الواقع الفعلي لعناصر المخزون ،بما يسمح
للمدقق التعرف على نقاط القوة و نقاط الضعف في نظام الرقابة الداخلية لدورة
المخزون ،و بالتالي القدرة على تحديد مواطن الخطر و تقدير هذا الخطر بمستوى
معين.
قائمة المراجع:
ألفين ارينز وجيمس لوبك ،ترجمة :محمد محمد عبد القادر الديسطى ،المراجعة مدخل متكامل ،دار
المريخ للنشر ،القاهرة -مصر ،بدون طبعة ص 857-856
بوبكر عميروش ،دور المدقق الخارجي في تقييم المخاطر وتحسين نظام الرقابة الداخلية لعمليات
المخزون داخل المؤسسة ،مرجع سبق ذكره ،ص 59
محمد سمير الصبان عبد الوهاب نصر علي المراجعة الخارجية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية -
مصر ،بدون طبعة ،2002 ،ص 337
محمد تهامي طواهر و مسعود صديقي ،المراجعة و تدقيق الحسابات -اإلطار النظري و الممارسة
التطبيقية – ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2006 ،ص151