You are on page 1of 14

‫ت غلى إلحاق األذى سواء باالفراد أو الممتلكات‪.

‬‬
‫أما في علم االجتماع فقد تناول العدید من الباحثین والعلماء السوسیولوجیین مشكلة العنف من‬
‫جوانب مختلفة فقد اعتبره ابن خلدون خاصیة من خصائص أخالق البشر حیث يرى أن العنف‬
‫م ازال مس تحكما في المجتمع ات البش ریة ال تي ت رفض االحتك ام إلى المنط ق العقالني الرش ید‬
‫وتستخدم العنف كوسیلة لتقریر مصیرها وانتزاع حقوقها وتسویة خالفاتها أما كارل ماركس‬
‫فقد أكد على دور العنف النازع وكیف أن تجارب الثورات البرجوازیة التي قامت في القرنین‬
‫السابع عشر والثامن عشر بینت أن الثورة العنیفة ضرورة غیر مشروطة لیس فقط ألن الطبق ة‬
‫الحاكمة ال یمكن إسقاطها بأیة وسیلة أخرى الن الطبقة الحاكمة التي تسقطها ال یمكنها أن تنتج‬
‫إال عير الثورة وحدها‪.‬‬
‫أم ا م اكس فیبر فق د تع رض لم ا یس مى ب" العن ف الفیزیقي" وذل ك بوص فه الوس یلة الطبیعی ة‬
‫للس لطة ال تي تحت اج إلى ش رعنت بمع نى أن الدول ة هي وح دها ال تي تمتل ك أدوات االك راه‬
‫المشروع م ا جعله یعتبر السیاس ة مجرد مفهوم للس لطة و السیطرة وٕا ن مبدأ القوة هو أس اس‬
‫النظام السیاسي الذي ربطه بودود الدولة التي تحتكر استخدام العنف فالعنف یحدث كلما لجا‬
‫ش خص أو جماع ة بق وتهم إلى اس تخدام الض غط إلرغ ام اآلخ رین مادی ا على اتخ اذ مواق ف ال‬
‫یریدونها أو سلب حقهم في الحیاة وممارسة حریتهم‪.‬‬
‫أما علماء القانون فيعتبرون العنف بمثابة قوة من اي طبيعة كانت یستعملها فرد أو جماعة أو‬
‫دولة ضد فرد أو جماعة أو دولة تقلص االستقاللية الذاتية لكل منهما بداعي الخوف الناتج عن‬
‫هذه القوة ویمكن أن یكون من الحكام أو من المحكومين‪.‬‬
‫یعرف العنف في العمل " أنه كل وضعیة یتعرض من خاللها العامل إلى االضطهاد والتهدید‬
‫كما یعتدي علیه نفسیا و جسمیا أثناء تأدیته أو تنفیذه لعمله" من خالل التعریف المقدم یظه ر أن‬
‫العن ف في العم ل ه و ك ل اعت داء جس مي أو نفس ي یق ع على العام ل وه و ی ا زول مهام ه في‬
‫مكان العمل‪ ،‬و إن كان االعتداء الجسدي و المساس بالسالمة الجسمیة للعامل هي واقعة یمكن‬
‫رؤیتها وٕا ثباتها من الناحیة الطبیة‪ ،‬فاالعتداء النفسي على العامل هو أخطر أنواع العنف التي‬
‫یص عب إثباته ا ل ك ون أن اآلم ر یتعل ق بش كل من أش كال العن ف غ یر الظ اهر و ال ذي یمس‬
‫مباش رة بالس المة العقلی ة والنفس یة للعام ل‪ ،‬ومن ه ذا المنطل ق یس توجب األم ر تعری ف العن ف‬
‫النفس ي في العم ل م ع تق دیم بعض المص طلحات المس تعملة في بعض ال دول للتعب یر عن ه ذه‬
‫الظاهرة‪.1‬‬
‫هو ظاهرة شاملة تصيب البلدان والمجتمعات‪ ،‬وكل قطاعات النشاط‪" .‬وهو مجموع األفعال أو‬
‫العوارض التي يتعرض األشخاص من خاللها لإلساءة‪ ،‬التهديد‪ ،‬والتحرش في ظروف مرتبطة‬
‫بعملهم‪ ،‬بحيث تش كل ه ذه األفع ال ض ررا ظ اهرا أو خفيا حيال أمنهم أو جس دهم‪ ،‬راحتهم‬
‫الجسدية والنفسية"‪.‬‬
‫يمكن أيض ا أن نعرف العن ف في العم ل بأربع ة كلم ات أساسية وهي االعت داء‪ ،‬سوء المعامل ة‪،‬‬
‫االستغالل‪ ،‬والتحرش‪ .‬كما أنه مجموعة من الظواهر والسلوكات واألفعال التي يمكن أن تنتقل‬
‫من التهديد إلى القتل أو االنتحار مرورا باالعتداء‪ ،‬الجرح‪ ،‬أو التحرش‪.‬‬
‫يعطي « ‪" » BIT‬كم ا تت دخل ع دة عوام ل في ه ذه الظ اهرة‪ ،‬وله ذا ف إن المكتب ال دولي للعم ل‬
‫نص ائح تس تقر ح ول إثب ات الح االت التالية للتخفيف من الظ اهرة وهي‪ :‬الض غط‪ ،‬الكح ول‪،‬‬
‫المخ درات‪ ،‬العن ف الجس دي والنفس ي‪ ،‬الت دخين‪ ،‬وهي عوام ل ت ؤدي إلى ب روز مش اكل ص حية‬
‫للعمال وتنخفض اإلنتاجية بالنسبة للمؤسسة‪ ،‬كما يمكنها أن تكون مصدرا للغيابات‪ ،‬األمراض‪،‬‬
‫الح وادث‪ ،‬اإلص ابات المميت ة أحيان ا‪ ،‬كم ا يمكن له ذه المش اكل أن تك ون مرتبط ة بالتفاع ل بين‬
‫المنزل والعمل"‬
‫"إن تدهور ظروف العمل مع تهديد البطالة وعرضية العمل الذي يم ‪ ‬س غالبية النساء يشجع‬
‫تطور حاالت العمل والتي تجعل عالقات الهيمنة المواجهة من طرف العمال تتحول إلى عنف‬
‫يص عب بع ده وض ع ح د‪ .‬ف إذا اس تطاع العم ال المتعرض ون له ذه الظ اهرة التحلي بالش جاعة‬
‫‪2‬‬
‫وتجنب الصمت‪ ،‬فإنه يمكن الحد منها"‬
‫‪ . 2.2‬مفهوم العنف ضد الم أ رة وجذوره التاريخية‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف العنف ضد الم أ رة من الناحية اللغوية والفقهية‬
‫أوال‪ :‬تعريف العنف من الناحية اللغوية‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف العنف من الناحية الفقهية‬
‫‪.document1 page3‬‬
‫‪document 6p 13‬‬
‫التعاريف المختلفة للعنف ضد المرأة‪:‬‬
‫إن تباين األطر االجتماعية السياسية إزاء حقوق المرأة زاد من الخلط‪ ،‬فعلى م ‪ ‬ر السنين‬

‫‪ 1‬دوكيمو‪26‬‬
‫‪ 2‬لزغد فيروز التحرش الجنسي ص‪64‬‬
‫أخذت عبارة "العنف ضد المرأة" معاني عديدة‪ ،‬حيث كانت محدودة في عشرية ‪ 1980‬على‬
‫العنف الممارس في العائلة‪ ،‬والعنف الجسدي‪ ،‬ثم أصبحت بعدها شاملة وانتشارية‪.‬‬
‫هناك إجماع أكيد اتضح في كون أغلبية أفعال العنف ضد النساء والبنات مستخدمة من‬
‫طرف الرجال الذين يؤكدون بهذا قوتهم‪ ،‬كما أن أغلبية النصوص الدولية استندت إلى‬
‫التعريف المقدم في البيان حول إقصاء العنف ضد المرأة وهو "كل فعل عنف موجه ضد‬
‫الجنس النسوي والمتسبب أو القادر على تسبيب ضرر أو معاناة جسدية‪ ،‬جنسية‪ ،‬أو نفسية‬
‫للمرأة‪ ،‬بما في ذلك التهديد بهذه األفعال‪ ،‬اإلجبار‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬أو الحرمان التعسفي من الحرية‪،‬‬
‫إن كان في الحياة العامة أو الحياة الخاصة" ‪( 1‬الفقرة الثانية من األمم المتحدة)‪.‬‬
‫في أوروبا مثال اآللية االجتماعية للعنف أيضا واضحة في الفقرة ‪ 13‬من البيان حول‬
‫السياسة المنتهجة بالنسبة للعنف ضد المرأة في أوروبا الديمقراطية ويعرف كالتالي‪" :‬العنف‬
‫ضد المرأة بما فيه رفض الحق في االختيار الح ‪ ‬ر لألمومة والمأخوذ كوسيلة لمراقبة‬
‫المرأة‪،‬‬
‫وقد أخذ جذوره من عالقة القوة غير المتساوية بين المرأة والرجل والذي مازال موجودا كما‬
‫‪3‬‬
‫‪ (.‬أنها تكون أيضا حدا في تحقيق المساواة الفعلية للمرأة والرجل" (روما ‪1993‬‬

‫هو ا ي فعل عنيف قائم على إحساس الجنس‪ ،‬ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى‪ ،‬أو‬
‫معاناة جنسية أو جسمية أو نفسية للمرأة‪ ،‬بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل‪ ،‬أو‬
‫اإلكراه‪ ،‬أو الحرمان التعسفي من الحرية‪ ،‬سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة‪.‬‬
‫وهو يشمل العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في اإلطار العام للمجتمع بما في ذلك‬
‫االغتصاب‪ ،‬واإلساءة الجنسية‪ ،‬والتحرش و الترهيب الجنسي في العمل‪ ،‬فهو يتضمن كل‬
‫األعمال والممارسات التي تميز بين النساء والرجال على أساس الجنس‪.4‬‬
‫على ال رغم من أن مش كلة العن ف ال ذي تتع رض ل ه النس اء في المجتم ع الع ربي والغ ربي ليس‬
‫أم را طارئ ا وجديدا‪ ،‬إال أن ارتف اع نس بة وقوع ه وتع دد أش كاله في ال وقت الحاض ر واآلث ار‬
‫الس لبية ال تي يتركه ا على الم رأة واألس رة والمجتم ع‪ ،‬دف ع بالب احثين من مختل ف التخصص ات‬
‫لتحليل هذه المشكلة اإلجتماعية وتعريف المجتمع والعالم بما يقصد به‪.‬‬
‫العنف ضد المرأة‪:‬‬

‫‪ 3‬لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم‬
‫اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر‪2012-2011 2‬ص‪.58-57‬‬
‫‪ 4‬لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم‬
‫اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر‪ 2012-2011 2‬ص‪6‬‬
‫نج د تعريف ه‪$$‬ادي محم‪$$‬ود للعن ف ض د الم رأة بأن ه ‪" :‬أي عم ل أو تص رف ع دائي أو م ؤذ أو‬
‫مهين يرتكب بأية وسيلة وبح ق أي إمراة لكونه ا إم رأة‪ ،‬يخلق معاناة جسدية ونفسية وجنسية‬
‫وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خالل الخداع‪ ،‬التهديد أو اإلستغالل‪ ،‬التحرش أو اإلكراه‪،‬‬
‫إنكار وإ هانة كرامتها اإلنسانية أو سالمتها‪ ،‬األخالقية أو التقليل من شأنها ومن إحترامها لذاته‬
‫ا أو شخصيتها‪ ،‬ويتراوح ما بين اإلهانة بالكالم حتى القتل "‪.‬‬
‫( (هادي محمود‪ ، 2003 ،‬ص ‪164‬‬
‫يفهم من خالل هذا التعريف أن العنف هو كل فعل مرتكب ضد المرأة من طرف شخص قد‬
‫يك ون ق ريب منه ا أو غ ريب عليه ا مس تعمال في ذل ك ش تى الوس ائل إم ا مباش ر ة كالض رب أو‬
‫بأسلوب ملتو كالخداع أو اإلكراه غلى فعل هي ترفضه أو اللعب بعواطفه ا مما يخلق عندها‬
‫جملة من اآلثار الجسدية والنفسية والجنسية وعليه فالعنف هنا له أثر سلبي على حياة المرأة‬
‫مهما كانت زوجة‪ ،‬أم‪ ،‬أو ابنة‪ ،‬فكل فعل أو عمل سلبي له أثر سلبي حتما على الضحية والتي‬

‫هي المرأة‪.‬‬
‫وتش ير ع دد من الدراس ات في تعريفه ا للعن ف على أن ه ‪" :‬اس ‪$$‬تخدام للق ‪$$‬وة والس ‪$$‬يطرة على‬
‫المرأة‪ ،‬وأن العنف في حد ذاته ليس هو المقص‪$$‬ود ب‪$$‬ل ه‪$$‬و تعب‪$$‬ير عن أن الس‪$$‬لطة هي للرج‪$$‬ل‪،‬‬
‫ويتم التعب‪$$‬ير عن ه‪$$‬ذه الس‪$$‬لطة والق‪$$‬وة من خالل تع‪$$‬ريض الم‪$$‬رأة ألش‪$$‬كال مختلف‪$$‬ة من العن‪$$‬ف‬
‫بحيث تبقى مهشمة وغير قادرة على النهوض بمستواها االجتماعي والعلمي"‪.‬‬
‫)‪site d’enternet (www.diwanalavab.com‬‬
‫فالغاية هن ا من العن ف ليس العن ف في ح د ذات ه ولكن ه كوس يلة ال تي من خالله ا يبرهن الرج ل‬
‫على س لطته وقوت ه وأن ه ه و الن اهي وعلى الم رأة الخض وع لتل ك األوام ر به دف تحطيمه ا‬
‫وإ ذاللها وقمع إرادتها حتى تفقد الثقة في الحياة وتبقى دائما تابعة له ‪ ،‬وحتى ال تثبت وجودها‬
‫في المجتمع أن تبقى مهمشة وبالتالي يبقى الرجل هو دائما السيد المسيطر الذي يوجد المرأة‬
‫ويحدد لها مصيرها‪.‬‬
‫وب الرجوع إلى تقرير اإلعالن الع‪$$‬المي للقض اء على العن ف ض د الم رأة وال ذي تبنت ه الجمعية‬
‫العالمية‪ ،‬فإن مصطلح العنف ضد الم رأة يع ني‪" :‬أي فعل عنيف قائم على أس‪$$‬اس الجنس ينجم‬
‫عنه أو تحتمل أن ينجم عن‪$$‬ه أذى أو معان‪$$‬اة جس‪$$‬مية أو جنس‪$‬ية أو نفس‪$‬ية الم‪$‬رأة كم‪$‬ا في ذل‪$‬ك‬
‫التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء كان ذلك في‬
‫الحياة العامة أو الخاصة"‪( .‬هادي محمود‪، 2003 ،‬ص‪166 ،‬‬
‫فحسب هذا التقرير‪ ،‬نرى أن العنف يخلق لدى المرأة معاناة بشتى أشكالها جسمية أو نفسية أو‬
‫جنسية وذلك بالتهديد أو اإلرغام على ممارسة الجنس أو فعل آخر غير مرغوب فيه ‪،‬‬
‫وحرمانها من حريتها الذاتية وذلك إما في الحياة العامة مثل العمل أو‬
‫الشارع أو في حياتها الخاصة مثل العالقات الزوجية أو عالقة جسمية أخرى ‪.5‬‬

‫ج‪ -‬العنف ضد المرأة‪ :‬عرف على انه‪ :‬عمل مباشر أو غير مباشر من أعمال العنف ضد أح د‬
‫أفراد األسرة يترتب عليه أذى بدني او جنسي أو‬
‫‪ (.‬نفسي(( ابو العليا‪: 2000 ،‬ص ‪ 88‬ويعرف ايضا ﺑﺎنه ‪ :‬أحد أنماط السلوك العدواني الذي‬
‫ينتج عن وجود عالقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل‬
‫األسرة وما يترتب على ذلك من تحديد ألدوار ومكانة كل فرد من أفراد األسرة وفقا لما يمليه‬
‫النظام االقتصادي واالجتماعي السائد في اﻟﻤﺠتمع‬
‫‪ ( (.‬االحمد ‪: 2001 ،‬ص ‪112‬‬
‫وقد عرف العنف ضد المرأة ‪ :‬ﺑﺎنه أي فعل عنيف قائم على اسا ة جنسية او جسميه 􀊭 الجنس‬
‫ينجم عنه او يحتمل ان ينجم عنه اذى او معا او نفسيه للمرأة بما في ذلك التهديد ﺑﺎقتراف مثل‬
‫ه ذا الفع ل او الحرم ان التعس في من الحرية س واء وق ع ذل ك في الحياة العام ة او الخاص ة‬
‫‪6‬‬
‫( حمزة‬

‫ماتلين ( ‪ $: ) 2000‬ان العنف ضد المرأة يتضمن سلوكات مقصودة تؤدي إلى إلحاق األذى‬
‫بالمرأة و هذه السلوكات قد تكون نفسية أو جسدية أو جنسية ‪.‬‬
‫عبد الوهاب( ‪ $: ) 1994‬أن العنف ضد المرأة هو ذلك السلوك أو الفعل الموجه غلى المرأة‬
‫على وجه الخصوص سواء كانت زوجة أو أما أو أختا أو إبنة و يتميز بدرجات متفاوتة من‬
‫التمييز و اإلض طهاد و القه ر والعدوانية الن اجم عن عالق ات الق وة الغ ير متكافئ ة بين الرج ل‬
‫والمرأة‪.‬‬

‫‪boughlam booo page 59-60 5‬‬


‫‪ 6‬ص‪48-777 116‬‬
‫ه و اس تعمال الق وة و ه و س لوك ع دائي م دفوع بالغض ب يمارس ه الرج ل على الم رأة ‪‬دف‬
‫تخويفه ا و اجباره ا على الخض وع ل ه و يأتي العن ف على ش كلين إم ا ب دني مث ل الض رب و‬
‫التهديد بالسالح ‪ ،‬الضفع ‪ ،‬الركل ‪ ،‬اللكم و الشكل الثاني العنف اللفظي مثل التهديد ‪ ،‬السب ‪،‬‬
‫اإلهان ة ‪ ،‬التقليل من ش أن الم رأة و س وء معاملته ا االجتماعية و االقتص ادية و ه و في األخ ير‬
‫‪7‬‬
‫يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى إلحاق األذى بالمرأة ‪.‬‬

‫قامت الجمعية العامة لألمم المتحدة في إعالنها العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بصورة‬
‫أكثر دقة‪ ،‬فهو" رد أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس النوع ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم‬
‫عن ه أذى أو معن اه جسمية أو نفس ية أو جنسية للم رأة ‪ ،‬بم ا في ذل ك التهديد ب اقتراف مث ل ه ذا‬
‫الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو ا لخاصة"‬
‫كما يمكن تعريف العنف بأنه سلوك يتسم باإلساءة‪ ،‬ويشير بصفة عامة إلى استخدام القوة التي‬
‫تسبب الضرر واألذى من قبل شخص لآلخر( ‪6‬‬
‫وكثيرا ما يستخدم مصطلحي ”العنف النوعي“ و”العنف ضد المرأة“ بالتبادل من الناحية الفنية‪،‬‬
‫يش ير مص طلح ”العن ف الن وعي“ إلى العن ف الموج ه ض د ش خص بس بب جنس ه أو جنس ها‬
‫وتوقعات دوره أو دورها في المجتمع أو الثقافة‪ .‬ولكنه كثيرا ما يستخدم لوصف العنف ضد‬
‫النساء ألن النساء أكثر تعرضا من الرجال للتمييز أو اإليذاء‪ .‬وللعنف ضد المرأة عدة أشكال‬
‫منه ا‪ :‬ج رائم الش رف والعن ف األس ري والتح رش بالس يدات والفتيات في األم اكن العام ة‬
‫والم دارس وأم اكن العم ل واالتج ار بالس يدات والفتيات خت ان اإلن اث وغ يره من الممارس ات‬
‫التقليدية الضارة مثل زواج األطفال( ‪7‬‬
‫وكتعريف إج رائي العن ف ض د الم رأة ه و الس لوك أو الفع ل الع دواني ال ذي ينجم عن وج ود‬
‫‪8‬‬
‫عالقة قوة غير متكافئة بين رجل ومرآة‪.‬‬
‫یقصد بالعنف ضد المراة فعل عنف موجه ضد المراة بالذات مدفوع بعصبیة جنسیة ویؤدي‬
‫إلى المعان اة س واء من الناحی ة الجس دیة كاإلی ذاء الجس دي و االعت داء الجنس ي و االغتص اب أو‬
‫من‬
‫الناحی ة المعنوی ة ك العنف اللفظي و االجتم اعي والنفس ي والسیاس ي بم ا في ذل ك التهدی د أو‬
‫استعمال أسالیب غیر مباشرة كالتحقیر و الحرمان من الحقوق المدنیة و الحریة و المساواة في‬
‫الحیاة العامة أو الخاصة‪.9‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف العنف ضد المرأة من الناحية القانونية‪$‬‬
‫‪262‬ص‪27‬‬ ‫‪7‬‬

‫التحليل النفسو اجتماعي‬ ‫‪8‬‬

‫العنف ضد المراة في المجتمع الجزائري‬ ‫‪9‬‬


‫أوال‪ :‬تعريف العنف في بعض المواثيق الدولية‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف العنف ضد المرأة في بعض المواثيق اإلقليمية‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مقاربة تاريخية‪ $‬في نشأة وتطور مفهوم العنف ضد المرأة‬

‫‪ . 3.2‬التحلي‪$$$$‬ل السوس‪$$$$‬يولوجي لظ‪$$$$‬اهرة العن‪$$$$‬ف وخص‪$$$$‬ائص شخص‪$$$$‬ية الم ا رة‬


‫المعنفة‬
‫الف ‪$$ $‬رع األول‪ :‬التحلي ‪$$ $‬ل السوس ‪$$ $‬يولوجي لظ‪$$$$‬اهرة العن ‪$$ $‬ف الموج ‪$$ $‬ه ض ‪$$ $‬د الم أ رة‬
‫‪document‬‬
‫‪page 3 7‬‬
‫تعت بر مش كلة العن ف ض د الم أ رة في المجتم ع الج ا زئ ري مش كلة قدیم ة ارتبطت بالمكان ة‬
‫والوض عیة االجتماعی ة للم أ رة في البن اء االجتم اعي التقلی دي أین احتلت الم أ رة الج ا زئری ة‬
‫مكانة أدنى من مكانة الرجل ویرجع ذلك إلى" سیطرة الموروث التاریخي والثقافي القائم على‬
‫موضع الم أ رة في درجة أقل من درجة الرجل في تشكیلة اجتماعیة حددت مكانة وموقع كل‬
‫منهم ا مس بقا ثم قس مت بینهم ا األدوار ولقنت لهم ا ه ذه األدوار من ذ الب دایات األولى للتنش ئة‬
‫االجتماعی ة م ع التأكی د على ع دم تج اوز الح دود المرس ومة لك ل جنس"( ‪ ) 42‬لق د منح النظ ام‬
‫األب وي الذي كان سائدا في البناء االجتماعي التقلیدي وما ا زل سائدا ف بعض األسر الج ا‬
‫زئری ة في البن اء االجتم اعي الح دیث الس لطة الكامل ة للرج ل في امتالك الم أ رة والتحكم فیه ا‬
‫وق د ك رس ه ذا بعض المف اهیم الس طحیة ال تي جعلت الم أ رة الج ا زئری ة بال كی ان لدرج ة أم‬
‫وجوده ا االجتم اعي أص بح یتح دد من خالل الخض وع والطاع ة لس لطة الرج ل وق د لعبت القیم‬
‫والعادات والتقالید السائدة في مجتمعنا دو ا ر هاما في تشكیل النظرة الدونیة و التبخیسیة للم أ‬
‫رة‪.‬‬
‫لق د احتلت الم أ رة الج ا زئری ة إذا في ظ ل النظام األبوي موق ع اإلنس ان المقه ور والمه دور "‬
‫هذا القهر أخذ عدة أشكال تستوضح في سلطة الرجل داخل العائلة فنظام العائلة األبویة یترك‬
‫حی ا ز واس عا للرج ل في إب ا رز س لطته إ ا زء الزوج ة و األخت و البنت على اعتب ار أن ه‬
‫السید داخل العائلة ‪ ،‬وٕا ن نظام القهر هذا بیني على عدة أشكال اجتماعیة تستوضح من خالل‬
‫أنماط التنشئة االجتماعیة كالتي تبرز مكانة أفضل للولد الذكر من األنثى داخل العائلة "( ‪) 43‬‬
‫إن الثقافة السائدة والفكر السائد في مجتمعنا یعبر بال شك عن "ثقافة وفكر ذكوري وكله یصب‬
‫في خان ة قه ر الم أ رة و تهمیش ها"( ‪ ) 44‬وتعنیفه ا ح تى أن ه ذه الثقاف ة الذكوری ة ترتب ط"‬
‫بسیكولوجیة الذكر في طریقة تعامله مع األنثى"( ‪ ) 45‬وعلیه فإن العودة إلى وضعیة الم أ رة‬
‫في ظل النظام األبوي یفسر الكثیر من الممارسات التي تم االحتفاظ والتمسك بها و الحرص‬
‫على إع ادة إنتاجه ا( ‪ ) 46‬من ط رف ك ل الفئ ات االجتماعی ة ح تى في ظ ل التغی ا رت‬
‫االجتماعی ة والثقافی ة ال تي عرفه ا مجتمعن ا و ال تي أث رت على مؤسس اته االجتماعی ة وأدوار‬
‫ووظ ائف أف ا رده‪ ،‬إن ه ذه التغی ا رت في الحقیق ة ق د" أنتجت مجتمعن ا ج ا زئری ا ال یمكن‬
‫وصفه بالتقلیدي مطلقا وال بالحدیث مطلقا فهو مجتمع في ط ور التحول لم یحتفظ كلیا بهیمنة‬
‫النظ ام األب وي ولم یلبس كلی ا ث وب الحداث ة ال ذي فرض ه االنفت اح ع ل الع الم ( ‪ ") 47‬إن ه ذا‬
‫التناقض في المنظومة القیمیة بین ماهو قدیم وماهو جدید عمل على إنتاج وٕا عادة إنتاج بعض‬
‫الس لوكیات العنیف ة ال تي ت رتكب في ح ق الم أ رة الج ا زئری ة ب الرغم من التغ یر ال ذي ط أ ر‬
‫على مكانتها ووظیفتها وعلیه فإن أي محاولة لتفسیر مشكلة العنف ضد الم أ رة في مجتمعنا‬
‫البد وأن تركز على وضعیة الم أ رة في البناء االجتماعي التقلیدي والتغی ا رت التي انعكس ت‬
‫على مكانتها ودورها في البناء االجتماعي الحدیث وكیف ساهمت هذه التغی ا رت في ظهور‬
‫أشكال جدیدة من العنف الممارس ضد الم أ رة كالعنف االقتصادي و العنف الثقافي و العنف‬
‫االجتماعي واالغتصاب والتحرش الجنسي وغیرها وعلى هذا األساس یذهب علماء االجتماع‬
‫في تفس یرهم لظ اهرة العن ف إلى" ربطه ا بثقاف ة المجتم ع ونظم ه"( ‪) 48‬ذل ك أن " ك ل مجتم ع‬
‫یم ارس نوع ا من اإلك ا ره واإلجب ار على أف ا رده ویط البهم بالتمس ك بالمع اییر االجتماعی ة‬
‫والثقافیة ‪...‬‬
‫والخض وع له ا من خالل تط بیق ن وع من العقوب ات و الج ا زءات االجتماعی ة الن رفض‬
‫االنتم اء لثقاف ة المجتم ع ورفض ثقافته ا ویعت بر ال رفض ه و التعب یر عن أعظم مظ اهر العن ف(‬
‫‪ ") 49‬وعلی ه یمكن الق ول أن الحی اة ال تي عاش تها الم أ رة الج ا زئری ة في ظ ل النظ ام األب وي‬
‫في البن اء االجتم اعي التقلی دي أولى مظ اهر القه ر و العن ف االجتم اعي حیث ك انت األفض لیة‬
‫لل ذكور على اإلن اث أو م ا یع رف ب التمییز الجنس ي وق د تك رس ه ذا المب دأ من خالل عملی ة‬
‫التنش ئة االجتماعی ة وال تي كرس ت ب دورها الهیمن ة و الس لطة للرج ل على الم أ رة وأص بحت‬
‫بذلك العائلة كفضاء ومحیط اجتماعي خاص بالرجل زیادة على ذلك فقد فرضت منظومة القیم‬
‫والعادات والتقالید على الم أ رة الرضوخ والطاعة للرجل وسلطته دون مقاومة أو رفض كل‬
‫‪10‬‬
‫هذا جعل الم أ رة عرضة للعنف خاصة وأن العنف مباح للذكر من جانب مجتمعنا‪.‬‬

‫العنق ضد المراة في المجنمع الجزائري‬ ‫‪10‬‬


‫‪ 8-1‬نظرية العجز المتعلم ‪:Learned Helplessness‬‬

‫بأننا‬
‫عندما نعتقد بأنه ليست لدينا سيطرة على الذي يحدث لنا‪ ،‬من الصعب اعتقاد ّ‬

‫يمكن استرجاع تلك السيطرة‪ .‬هذا المفهوم مهم في فهم العنف ضد النساء الالتي ال يحاولن‬

‫بأنها‬
‫وطيعة وسلبية‪ .‬فهي ال تدرك ّ‬
‫تحرير أنفسهن من دائرة العنف ‪ .‬فتصبح المرأة مطيعة ّ‬

‫أن هذه هي الحالة التي يجب أن تكون عليها و إن‬


‫الحق أن ال تكون منتهكة‪ .‬فتبدأ بقبول ّ‬
‫ّ‬ ‫تمتلك‬

‫كل محاولة للخروج من هذه الحالة تسبب لها مشاكل معه‬

‫و تصل بها الحال إلى التصديق بان كل هذا هو ِ‬


‫خطؤها و هي المسئولة عن ما يحدث‬

‫لها‬

‫عند تعرض الفرد إلحداث ضاغطة و إدراكه عدم القدرة أو عدم الكفاية على المواجهة‬

‫يؤدي ذلك إلى اإلحساس بالعجز و فقدان األمل و انخفاض تقدير الذات و الشعور بنقص‬

‫الكفاية‪،‬واالكتئاب‪،‬والحزن‪.‬وفي النهاية يكون إدراك الفشل‪،‬والعجز الذي يمتد لتوقع الفشل من‬

‫خبرات الماضي الفاشلة الى الحاضر و المستقبل حيث اليأس فال أمل في المستقبل و ال جدوى‬

‫من المحاولة طالما محكوما عليها بالفشل‪.‬اذ يشير كل من ‪  Umberson‬و ‪ Anderson‬إلى‬

‫أن القدرة على التحكم او عدم التحكم تلعب دو ار هاما في اإلساءة او العنف داخل األسرة‪ ،‬فالزوج‬

‫الذي يعتدي على زوجته أو يسيء إليها قد ال تكون لديه القدرة على التحكم ترتبط بشخصية‬

‫الفرد و بظروفه البيئية‪ ،‬فاعتقاد الفرد في عدم قدرته على تغيير ظروف حياته شديدة الفقر تجعله‬

‫يشعر بالعجز‪،‬و كذلك المرأة التي يتم االعتداء عليها من قبل الزوج تشعر بالعجز‪.‬‬

‫و يشير ‪Orme‬إلى أن بعض النساء قد يتعرضن لخبرات قاسية في مرحلة الطفولة مما‬

‫يجعلها تعاني من الشعور عدم األمن النفسي و عدم القيمة‪ ،‬وكذلك الشعور بالعجز لعدم قدرتها‬

‫على إيقاف اإلساءة إليها‪ ،‬و قد تتكرر اإلساءة بعد ذلك في مراحل مختلفة أو في أثناء الزواج‪.‬‬
‫كما ان بعض النساء نتيجة لشعورها باإلحباط من إساءة زوجها لها‪،‬من الظروف المحيطة التي‬

‫تعيشها تكبت عدوانها نحو ذاتها‪،‬وبالتالي تلوم نفسها‪،‬و تصاب باالكتئاب‪ ،‬وتشعر بالعجز‪ .‬والمرأة‬

‫التي تشعر بالعجز قد تكون بعض سلوكياتها اندفاعية عندما يتزايد عليها الشعور بتهديد ذاتها أو‬
‫‪11‬‬
‫حياتها او تهديد احد أطفالها‪،‬و قد تلجأ الى العدوان على من يعتدي عليها بل و أحيانا قتله‪.‬‬

‫إن تكرار العنف ضد المرأة في داخل بيتها وعدم قدرتها على الفرار أو تغيير األوضاع‬

‫ليعلمها أنه مهما حاولت لن يكون هناك نتيجة أو تغيير في وضعها والعنف الذي يتكرر‪.‬‬

‫‪ 8-2‬نظرية المصدر‬

‫ترتكز هذه النظرية على فرضية أساسية مفادها أن سلطة اتخاذ القرار تنبع من نوعية‬

‫وعدد المصادر المتاحة لكل فرد داخل األسرة‪.‬‬

‫ولعل أهم المصادر المتاحة لألفراد والتي قد تحدد من هو الشخص الذي يمكن أن يكون‬

‫له سلطة اتخاذ القرار داخل األسرة بشكل مطلق‪ ،‬تلك المصادر االقتصادية واالجتماعية التي‬

‫تتمحور حول الجوانب التالية‪:‬‬

‫‪-1‬مستوى التعليم لدى الوالدين‪.‬‬

‫‪-2‬المستوى الوظيفي لكل من الزوجين‪.‬‬

‫‪-3‬المصدر المادية المتاحة كاإلرث‪ ،‬العقار ‪ ،‬الدخل‪...‬الخ‪ ،‬لدى كل من الزوجين‪.‬‬

‫‪-4‬المكانة االجتماعية ألسرة الزوج والزوجة‪.‬‬

‫‪-5‬عضوية المؤسسات المختلفة للزوج والزوجة‪.‬‬

‫ويضيف العالم "جيلسبي"‪ Gillespie‬مصادر أخرى‪:‬‬

‫هبة على حسن ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.18‬‬ ‫‪11‬‬


‫مثل التنشئة االجتماعية ‪ ،‬ودائرة حياة األسرة‪،‬والقهر البدني‪،‬ومنه يفهم أن هذه المصادر‬

‫التي يتمتع بها الفرد هي التي تمنحه السلطة في اتخاذ الق اررات وكذلك الهيمنة على األفراد الذين‬

‫يفتقرون لها‪.‬‬

‫ولنأخذ مثاال عن الزوج الذي يتمتع بهذه المصادر أو بعضها‪،‬فالزوجة تكون مع‬

‫األبناء‪،‬تحت سلطته وهيمنته‪ ،‬وهذه المصادر تزود صاحبها بنوع من الشرعية في ممارسة القهر‬

‫والعنف ضد األفراد التابعين له‪.‬‬

‫ومن النظريات التي اهتمت بالمصادر"نظرية المصدر المعيارية التي تهتم بالعالقة‬

‫المتبادلة بين المعايير والثقافات الفرعية والمصادر النسبية كأساس لتوزيع السلطة داخل‬

‫األسرة‪،‬وتركز هذه النظرية على مفهوم السلطة الشرعية‪،‬فالسلطة تعد مظه ار للبناء الرسمي‬

‫للجماعة تعترف به المعايير السائدة فيها بمعنى أن معايير الجماعة ال تقضي فقط بأن يكون (أ)‬

‫صانعا لقرار يتعلق بسلوك (ب) بل يقضي بأن كال من (ب) الزوجة مثال و(أ)الزوج يدركان أن‬

‫(أ) لديه الحق الشرعي ألن يفعل ذلك وأن (ب) عليه االلتزام واإلذعان لهذا القرار‪ ،‬ويتفق ذلك مع‬

‫قول "رافان وفر ينش"‪ Ravan et French‬من أن"القوة الشرعية ل (أ) على (ب) تنبع عن‬

‫قيم ذاتية ل(ب) التي تملي عليه أن (أ) له الحق الشرعي للتأثير عليه وأن عليه اإلذعان"‪.‬‬

‫‪8-3‬نظرية الهيمنة الذكورية‬

‫إذا كانت الثقافة كل ما أنتجه البشر في مجتمع معين من أفكار وتصورات وعادات‬

‫ونظم إجتماعية وسياسية واقتصادية و وفعاليات أدبية وفنية وثقافية عبر التاريخ‪،‬فإن الصورة‬

‫السلبية والدونية التي رسمها المجتمع األبوي للمرأة عموما تطلبت دراسة سوسيولوجية تاريخية‬

‫ثقافية لفهم مكانة المرأة في أوروبا منذ اإلغريق والرومان وحتى العصر الحديث‪،‬وتحليلها من‬
‫زاوية الفكر االجتماعي والفلسفي مستخدمين في ذلك أداة النقد الجدلي لفهم وتفكيك أنظمة الفكر‬

‫طت من قيمة المرأة وأبعدها عن ممارسة دورها اإلنساني‪،‬والحصول على حقوقها‪،‬و‬


‫األبوي التي ح ّ‬

‫االعتراف بها ليس نظريا إو نما على مستوى الممارسة العملية‪،‬محاولين في الوقت ذاته‪،‬التحقق من‬

‫هذه اإلدعاءات عن طريق طرح اآلراء و األفكار اإلجتماعية‪،‬الفلسفية‪،‬و السياسية التي عالجت‬

‫وضعية المرأة و مكانتها وحقوقها في المجتمعات المختلفة‪.12‬‬

‫يشير مفهوم المجتمع األبوي بشكل عام إلى المجتمع التقليدي الذي يتخذ طابعا ممي از‬

‫بالنسبة إلى البنى اإلجتماعية الكلية‪-‬المجمع و الدولة و اإلقتصاد و الثقافة‪،-‬وكذلك إلى البنيتين‬

‫الجزئيتين العائلة و الشخصية‪،‬التي تتخذ بمجموعها طابعا يتسم بأشكال نوعية من التخلف‬

‫اإلجتماعي و اإلقتصادي و الثقافي تعيق تطوره و تقدمه‪،‬مثلما يتسم هذا المفهوم األبوي بالتحجر‬

‫و الجمود و التناقضات الداخلية التي تمزقه و تستترف طاقاته المعنوية‪،‬و تدفع أفراده إلى الشعور‬

‫بالتمزق‪،‬مما يؤدي إلى تقييم دوني للذات‪.‬‬

‫من أهم سمات هذا النوع من المجتمعات ‪،‬سواء كان قديما أو حديثا‪،‬هي الترعة األبوية‬

‫البطريركية التي تظهر في سيطرة األب على العائلة‪،‬فاألب"البعل‪-‬اإلله"هو المحور الذي تنتظم‬

‫حوله العائلة‪.‬وهو "رب"البيت و عموده‪،‬و سيطرة األب في العائلة شأنه في المجتمع إذ إن‬

‫العالقة بين األب وأبنائه وبين الحاكم والمحكوم عالقة هرمية‪،‬فإرادته مطلقة و يتم التعبير عنها‬

‫باإلجماع القسري الذي يقوم على التسلط من جهة‪،‬والخضوع والطاعة من جهة أخرى‪ ،‬والتي‬

‫تظهر على مستوى العائلة‪-‬العشيرة في القيم والتقاليد‪،‬وفي وسائل التربية والتنشئة اإلجتماعية التي‬

‫تعمل على تشكيل نمط الثقافة و الشخصية‪،‬من خالل ترسيخ القيم والعالقات اإلجتماعية التي‬

‫يحتاج إليها المجتمع األبوي والشخصية البطريركية‪.‬‬

‫إبراهيم الحيدري‪ ،‬النظام األبوي و إشكالية الجنس عند العرب ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دارالساقي‪ ،‬بيروت‪،2003 ،‬ص ‪.157‬‬ ‫‪12‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص شخصية الم أ رة المعنفة‪.‬‬
‫تتباين العوامل والمتغيرات الثقافية واالجتماعية والبيئية التى ترتبط بالعنف ضد المرأة‪ ،‬إال‬

‫أن هناك سمات شخصية لدى المرأة التى تتعرض للعنف تجعلها أكثر استهدافاً له‪ ،‬وقد أشارت‬

‫بعض الدراسات إلى أن المرأة المضروبة أو المساء إليها تثير عدوان الرجل وعنفه ضدها‪ .‬وذلك‬

‫ألن عنف الرجل يحقق لها رغبة فى إشباع حاجتها إلى المازوشية ويحقق لها رغبة فى هزيمة‬

‫الذات ‪ Self-Defeating‬إو ضطراب الشخصية الهازمة للذات ‪Self-Defeating‬‬

‫‪ Personality Disorder‬وهذه الشخصية تظهر قبوالً واضحاً للعنف الزواجى‪ .‬ويظهر فى‬

‫بداية الرشد؛ فغالباً ما يتجنب الفرد الخبرات السارة أو يركز على الخبرات والعالقات التى تمثل‬

‫معاناة بالنسبة لـه‪ ،‬ويمنع اآلخرين من مساعدته فى التخلص من هذه المشاعر‪ .‬ويختار الناس‬

‫والمواقف والعالقات التى تشعره بخيبة األمل والفشل وسوء المعاملة؛ ويدخل وينخرط فى أنشطة‬

‫تتسم بالتضحية بالنفس‪.‬وهناك نظرية تنظر إلى الحاجات بشكل تكاملى حيث أن الزوجة قد‬

‫تختار الزوج الذى يكمل لها بعض الحاجات النفسية في شخصيتها فعندما تكون الزوجة مازوشية‬

‫فهى ترغب فى زوج سادى‪ ،‬كما أن هناك بعض األعراض المرضية النفسية التى قد يتشابه فيها‬

‫الزوجان‪ ،‬وهذه األعراض وفقاً للدراسات هى ‪ :‬السيكوباتية – اإلدمان – اإلكتئاب وقد أظهرت‬

‫المقابالت وأساليب التقرير الذاتي أن النساء الالئى تعرضن لإلساءة هن أكثر اكتئابا وأكثر‬

‫انخفاضا في اعتبار الذات كما يزداد لديهن تعاطي الكحوليات واألعراض الجسمية والنفسية‬

‫مثل ‪ :‬اضطراب النوم – الكوابيس‪ -‬التوتر الذائد – الصداع – البكاء‪ -‬التململ‪ ،‬كنتيجة للتعرض‬
‫‪13‬‬
‫لإلساءة‪.‬‬

‫هبة على حسن‪،‬نفس المرجع ص ‪.231‬‬ ‫‪13‬‬


‫الخصائص النفسية لكل من المرأة التي تتعرض للعنف والرجل الذي يمارس العنف ضد‬

‫المرأة ‪ ،‬علي النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ 6-1‬الخصائص النفسية للمرأة الضحية ‪ :‬تتصف بالجمود والقلق العصابي ‪ ،‬والنزعة‬

‫للكمال والطاعة والخضوع ‪ ،‬واألكتئاب واليأس ‪ ،‬ومشاعر فقدان الحيلة والعجز المتعلم وعدم‬

‫تقدير الذات والشعور باإلهانة ‪ ،‬ولديها اضطرابات في النوم واألكل (الشره وفقدان الشهية ) ‪،‬‬

‫الميل لالنتحار والعمل علي إحداث عاهات بنفسها ‪ ،‬واالنعزالية عن النشاط االجتماعي‬

‫واالختالط باآلخرين ‪ ،‬والرغبة السريعة للبكاء ‪ ،‬واالصابة بنوبات الهستيري والتهويل في األحداث‬

‫التي تقع لها‪.‬‬

‫‪ 6-2‬شخصية الزوج الممارس للعنف‪ :‬سرعة الغضب والشك ‪ ،‬ومتعكر الم زاج ومتوتر وشديد‬
‫االمتعاض والحساسية ‪ ،‬ولدية أحساس بخيبة األمل ‪،‬والخوف وعدم األحساس باألمان وانخفاض‬
‫تقدير الذات ‪ ،‬ويتغلب عليه الشعور بعقلية الخاسر ‪ ،‬ومفرط في غيرته ‪ ،‬وغير قادر علي تحمل‬
‫الوح دة ‪ ،‬كم ا إن ه يلقي الل وم علي اآلخ رين ويرفض تحم ل المس ئولية ‪ ،‬ويلج اء إلي تع اطي‬
‫المخدرات إو دمان الخمر‪ ،‬ويتصف بالتسلطية وحب التملك ‪ ،‬وينظر للمراة نظ رة دونية من منطلق‬
‫ذكوري ‪ ،‬وال يستطيع التعامل مع المواقف الضاغطة ‪ ،‬ويمارس الجنس باعتباره نوع من العدوان‬
‫تج اه الم رأة ‪ ،‬ولديه أحس اس بأن ه ض حية ‪ ،‬ويتص ف بالعدوانية تج اه األطف ال والحيوان ات ‪ ،‬وفي‬
‫العادة ينشأ في بيئة تتصف بسوء المعاملة‪.‬‬
‫خالصة‬

You might also like