Professional Documents
Culture Documents
77777777
77777777
حكم ا في المجتمع ات البش ریة ال تي ت رفض االحتك ام إلى المنط ق العقالني الرش ید وتس تخدم
العن ف كوس یلة لتقری ر مص یرها وان تزاع حقوقه ا وتس ویة خالفاته ا أم ا ك ارل م اركس فق د أك د
على دور العنف النازع وكیف أن تجارب الثورات البرجوازیة التي قامت في القرنین السابع
عش ر والث امن عش ر بینت أن الث ورة العنیف ة ض رورة غ یر مش روطة لیس فق ط ألن الطبق ة
الحاكمة ال یمكن إسقاطها بأیة وسیلة أخرى الن الطبقة الحاكمة التي تسقطها ال یمكنها أن تنتج
إال عير الثورة وحدها.
أم ا م اكس فیبر فق د تع رض لم ا یس مى ب" العن ف الفیزیقي" وذل ك بوص فه الوس یلة الطبیعی ة
للس لطة ال تي تحت اج إلى ش رعنت بمع نى أن الدول ة هي وح دها ال تي تمتل ك أدوات االك راه
المشروع م ا جعله یعتبر السیاس ة مجرد مفهوم للس لطة و السیطرة وٕا ن مبدأ القوة هو أس اس
النظام السیاسي الذي ربطه بودود الدولة التي تحتكر استخدام العنف فالعنف یحدث كلما لجا
ش خص أو جماع ة بق وتهم إلى اس تخدام الض غط إلرغ ام اآلخ رین مادی ا على اتخ اذ مواق ف ال
یریدونها أو سلب حقهم في الحیاة وممارسة حریتهم.
أما علماء القانون فيعتبرون العنف بمثابة قوة من اي طبيعة كانت یستعملها فرد أو جماعة أو
دولة ضد فرد أو جماعة أو دولة تقلص االستقاللية الذاتية لكل منهما بداعي الخوف الناتج عن
هذه القوة ویمكن أن یكون من الحكام أو من المحكومين.
یعرف العنف في العمل " أنه كل وضعیة یتعرض من خاللها العامل إلى االضطهاد والتهدید
كما یعتدي علیه نفسیا و جسمیا أثناء تأدیته أو تنفیذه لعمله" من خالل التعریف المقدم یظه ر أن
العن ف في العم ل ه و ك ل اعت داء جس مي أو نفس ي یق ع على العام ل وه و ی ا زول مهام ه في
مكان العمل ،و إن كان االعتداء الجسدي و المساس بالسالمة الجسمیة للعامل هي واقعة یمكن
رؤیتها وٕا ثباتها من الناحیة الطبیة ،فاالعتداء النفسي على العامل هو أخطر أنواع العنف التي
یص عب إثباته ا ل ك ون أن اآلم ر یتعل ق بش كل من أش كال العن ف غ یر الظ اهر و ال ذي یمس
مباش رة بالس المة العقلی ة والنفس یة للعام ل ،ومن ه ذا المنطل ق یس توجب األم ر تعری ف العن ف
النفس ي في العم ل م ع تق دیم بعض المص طلحات المس تعملة في بعض ال دول للتعب یر عن ه ذه
الظاهرة.1
1دوكيمو26
هو ظاهرة شاملة تصيب البلدان والمجتمعات ،وكل قطاعات النشاط" .وهو مجموع األفعال أو
العوارض التي يتعرض األشخاص من خاللها لإلساءة ،التهديد ،والتحرش في ظروف مرتبطة
بعملهم ،بحيث تش كل ه ذه األفع ال ض ررا ظ اهرا أو خفيا حيال أمنهم أو جس دهم ،راحتهم
الجسدية والنفسية".
يمكن أيض ا أن نعرف العن ف في العم ل بأربع ة كلم ات أساسية وهي االعت داء ،سوء المعامل ة،
االستغالل ،والتحرش .كما أنه مجموعة من الظواهر والسلوكات واألفعال التي يمكن أن تنتقل
من التهديد إلى القتل أو االنتحار مرورا باالعتداء ،الجرح ،أو التحرش.
يعطي « " » BITكم ا تت دخل ع دة عوام ل في ه ذه الظ اهرة ،وله ذا ف إن المكتب ال دولي للعم ل
نص ائح تس تقر ح ول إثب ات الح االت التالية للتخفيف من الظ اهرة وهي :الض غط ،الكح ول،
المخ درات ،العن ف الجس دي والنفس ي ،الت دخين ،وهي عوام ل ت ؤدي إلى ب روز مش اكل ص حية
للعمال وتنخفض اإلنتاجية بالنسبة للمؤسسة ،كما يمكنها أن تكون مصدرا للغيابات ،األمراض،
الح وادث ،اإلص ابات المميت ة أحيان ا ،كم ا يمكن له ذه المش اكل أن تك ون مرتبط ة بالتفاع ل بين
المنزل والعمل"
"إن تدهور ظروف العمل مع تهديد البطالة وعرضية العمل الذي يم س غالبية النساء يشجع
تطور حاالت العمل والتي تجعل عالقات الهيمنة المواجهة من طرف العمال تتحول إلى عنف
يص عب بع ده وض ع ح د .ف إذا اس تطاع العم ال المتعرض ون له ذه الظ اهرة التحلي بالش جاعة
2
وتجنب الصمت ،فإنه يمكن الحد منها"
. 2.2مفهوم العنف ضد الم أ رة وجذوره التاريخية
الفرع األول :تعريف العنف ضد الم أ رة من الناحية اللغوية والفقهية
أوال :تعريف العنف من الناحية اللغوية
ثانيا :تعريف العنف من الناحية الفقهية
.document1 page3
document 6p 13
التعاريف المختلفة للعنف ضد المرأة:
إن تباين األطر االجتماعية السياسية إزاء حقوق المرأة زاد من الخلط ،فعلى م ر السنين
أخذت عبارة "العنف ضد المرأة" معاني عديدة ،حيث كانت محدودة في عشرية 1980على
العنف الممارس في العائلة ،والعنف الجسدي ،ثم أصبحت بعدها شاملة وانتشارية.
هناك إجماع أكيد اتضح في كون أغلبية أفعال العنف ضد النساء والبنات مستخدمة من
هو ا ي فعل عنيف قائم على إحساس الجنس ،ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى ،أو
معاناة جنسية أو جسمية أو نفسية للمرأة ،بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل ،أو
اإلكراه ،أو الحرمان التعسفي من الحرية ،سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.
وهو يشمل العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في اإلطار العام للمجتمع بما في ذلك
االغتصاب ،واإلساءة الجنسية ،والتحرش و الترهيب الجنسي في العمل ،فهو يتضمن كل
األعمال والممارسات التي تميز بين النساء والرجال على أساس الجنس.4
على ال رغم من أن مش كلة العن ف ال ذي تتع رض ل ه النس اء في المجتم ع الع ربي والغ ربي ليس
أم را طارئ ا وجديدا ،إال أن ارتف اع نس بة وقوع ه وتع دد أش كاله في ال وقت الحاض ر واآلث ار
الس لبية ال تي يتركه ا على الم رأة واألس رة والمجتم ع ،دف ع بالب احثين من مختل ف التخصص ات
لتحليل هذه المشكلة اإلجتماعية وتعريف المجتمع والعالم بما يقصد به.
العنف ضد المرأة:
نج د تعريف ه$$ادي محم$$ود للعن ف ض د الم رأة بأن ه " :أي عم ل أو تص رف ع دائي أو م ؤذ أو
مهين يرتكب بأية وسيلة وبح ق أي إمراة لكونه ا إم رأة ،يخلق معاناة جسدية ونفسية وجنسية
وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خالل الخداع ،التهديد أو اإلستغالل ،التحرش أو اإلكراه،
3لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم
اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر2012-2011 2ص.58-57
4لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم
اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر 2012-2011 2ص6
إنكار وإ هانة كرامتها اإلنسانية أو سالمتها ،األخالقية أو التقليل من شأنها ومن إحترامها لذاته
ا أو شخصيتها ،ويتراوح ما بين اإلهانة بالكالم حتى القتل ".
( (هادي محمود ، 2003 ،ص 164
يفهم من خالل هذا التعريف أن العنف هو كل فعل مرتكب ضد المرأة من طرف شخص قد
يك ون ق ريب منه ا أو غ ريب عليه ا مس تعمال في ذل ك ش تى الوس ائل إم ا مباش ر ة كالض رب أو
بأسلوب ملتو كالخداع أو اإلكراه غلى فعل هي ترفضه أو اللعب بعواطفه ا مما يخلق عندها
جملة من اآلثار الجسدية والنفسية والجنسية وعليه فالعنف هنا له أثر سلبي على حياة المرأة
مهما كانت زوجة ،أم ،أو ابنة ،فكل فعل أو عمل سلبي له أثر سلبي حتما على الضحية والتي
هي المرأة.
وتش ير ع دد من الدراس ات في تعريفه ا للعن ف على أن ه " :اس $$تخدام للق $$وة والس $$يطرة على
المرأة ،وأن العنف في حد ذاته ليس هو المقص$$ود ب$$ل ه$$و تعب$$ير عن أن الس$$لطة هي للرج$$ل،
ويتم التعب$$ير عن ه$$ذه الس$$لطة والق$$وة من خالل تع$$ريض الم$$رأة ألش$$كال مختلف$$ة من العن$$ف
بحيث تبقى مهشمة وغير قادرة على النهوض بمستواها االجتماعي والعلمي".
)site d’enternet (www.diwanalavab.com
فالغاية هن ا من العن ف ليس العن ف في ح د ذات ه ولكن ه كوس يلة ال تي من خالله ا يبرهن الرج ل
على س لطته وقوت ه وأن ه ه و الن اهي وعلى الم رأة الخض وع لتل ك األوام ر به دف تحطيمه ا
وإ ذاللها وقمع إرادتها حتى تفقد الثقة في الحياة وتبقى دائما تابعة له ،وحتى ال تثبت وجودها
في المجتمع أن تبقى مهمشة وبالتالي يبقى الرجل هو دائما السيد المسيطر الذي يوجد المرأة
ويحدد لها مصيرها.
وب الرجوع إلى تقرير اإلعالن الع$$المي للقض اء على العن ف ض د الم رأة وال ذي تبنت ه الجمعية
العالمية ،فإن مصطلح العنف ضد الم رأة يع ني" :أي فعل عنيف قائم على أس$$اس الجنس ينجم
عنه أو تحتمل أن ينجم عن$$ه أذى أو معان$$اة جس$$مية أو جنس$ية أو نفس$ية الم$رأة كم$ا في ذل$ك
التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء كان ذلك في
الحياة العامة أو الخاصة"( .هادي محمود، 2003 ،ص166 ،
فحسب هذا التقرير ،نرى أن العنف يخلق لدى المرأة معاناة بشتى أشكالها جسمية أو نفسية أو
جنسية وذلك بالتهديد أو اإلرغام على ممارسة الجنس أو فعل آخر غير مرغوب فيه ،
وحرمانها من حريتها الذاتية وذلك إما في الحياة العامة مثل العمل أو
الشارع أو في حياتها الخاصة مثل العالقات الزوجية أو عالقة جسمية أخرى .5
ج -العنف ضد المرأة :عرف على انه :عمل مباشر أو غير مباشر من أعمال العنف ضد أح د
أفراد األسرة يترتب عليه أذى بدني او جنسي أو
(.نفسي(( ابو العليا: 2000 ،ص 88ويعرف ايضا ﺑﺎنه :أحد أنماط السلوك العدواني الذي
ينتج عن وجود عالقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل
األسرة وما يترتب على ذلك من تحديد ألدوار ومكانة كل فرد من أفراد األسرة وفقا لما يمليه
النظام االقتصادي واالجتماعي السائد في اﻟﻤﺠتمع
( (.االحمد : 2001 ،ص 112
وقد عرف العنف ضد المرأة :ﺑﺎنه أي فعل عنيف قائم على اسا ة جنسية او جسميه الجنس
ينجم عنه او يحتمل ان ينجم عنه اذى او معا او نفسيه للمرأة بما في ذلك التهديد ﺑﺎقتراف مثل
ه ذا الفع ل او الحرم ان التعس في من الحرية س واء وق ع ذل ك في الحياة العام ة او الخاص ة
6
( حمزة
ماتلين ( $: ) 2000ان العنف ضد المرأة يتضمن سلوكات مقصودة تؤدي إلى إلحاق األذى
بالمرأة و هذه السلوكات قد تكون نفسية أو جسدية أو جنسية .
عبد الوهاب( $: ) 1994أن العنف ضد المرأة هو ذلك السلوك أو الفعل الموجه غلى المرأة
على وجه الخصوص سواء كانت زوجة أو أما أو أختا أو إبنة و يتميز بدرجات متفاوتة من
التمييز و اإلض طهاد و القه ر والعدوانية الن اجم عن عالق ات الق وة الغ ير متكافئ ة بين الرج ل
والمرأة.
ه و اس تعمال الق وة و ه و س لوك ع دائي م دفوع بالغض ب يمارس ه الرج ل على الم رأة دف
تخويفه ا و اجباره ا على الخض وع ل ه و يأتي العن ف على ش كلين إم ا ب دني مث ل الض رب و
التهديد بالسالح ،الضفع ،الركل ،اللكم و الشكل الثاني العنف اللفظي مثل التهديد ،السب ،
boughlam booo page 59-60 5
6ص48-777 116
اإلهان ة ،التقليل من ش أن الم رأة و س وء معاملته ا االجتماعية و االقتص ادية و ه و في األخ ير
7
يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى إلحاق األذى بالمرأة .
قامت الجمعية العامة لألمم المتحدة في إعالنها العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بصورة
أكثر دقة ،فهو" رد أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس النوع ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم
عن ه أذى أو معن اه جسمية أو نفس ية أو جنسية للم رأة ،بم ا في ذل ك التهديد ب اقتراف مث ل ه ذا
الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو ا لخاصة"
كما يمكن تعريف العنف بأنه سلوك يتسم باإلساءة ،ويشير بصفة عامة إلى استخدام القوة التي
تسبب الضرر واألذى من قبل شخص لآلخر( 6
وكثيرا ما يستخدم مصطلحي ”العنف النوعي“ و”العنف ضد المرأة“ بالتبادل من الناحية الفنية،
يش ير مص طلح ”العن ف الن وعي“ إلى العن ف الموج ه ض د ش خص بس بب جنس ه أو جنس ها
وتوقعات دوره أو دورها في المجتمع أو الثقافة .ولكنه كثيرا ما يستخدم لوصف العنف ضد
النساء ألن النساء أكثر تعرضا من الرجال للتمييز أو اإليذاء .وللعنف ضد المرأة عدة أشكال
منه ا :ج رائم الش رف والعن ف األس ري والتح رش بالس يدات والفتيات في األم اكن العام ة
والم دارس وأم اكن العم ل واالتج ار بالس يدات والفتيات خت ان اإلن اث وغ يره من الممارس ات
التقليدية الضارة مثل زواج األطفال( 7
وكتعريف إج رائي العن ف ض د الم رأة ه و الس لوك أو الفع ل الع دواني ال ذي ينجم عن وج ود
8
عالقة قوة غير متكافئة بين رجل ومرآة.
یقصد بالعنف ضد المراة فعل عنف موجه ضد المراة بالذات مدفوع بعصبیة جنسیة ویؤدي
إلى المعان اة س واء من الناحی ة الجس دیة كاإلی ذاء الجس دي و االعت داء الجنس ي و االغتص اب أو
من
الناحی ة المعنوی ة ك العنف اللفظي و االجتم اعي والنفس ي والسیاس ي بم ا في ذل ك التهدی د أو
استعمال أسالیب غیر مباشرة كالتحقیر و الحرمان من الحقوق المدنیة و الحریة و المساواة في
الحیاة العامة أو الخاصة.9
الفرع الثاني :تعريف العنف ضد المرأة من الناحية القانونية$
أوال :تعريف العنف في بعض المواثيق الدولية
ثانيا :تعريف العنف ضد المرأة في بعض المواثيق اإلقليمية
262ص27 7
بأننا
عندما نعتقد بأنه ليست لدينا سيطرة على الذي يحدث لنا ،من الصعب اعتقاد ّ
يمكن استرجاع تلك السيطرة .هذا المفهوم مهم في فهم العنف ضد النساء الالتي ال يحاولن
بأنها
وطيعة وسلبية .فهي ال تدرك ّ
تحرير أنفسهن من دائرة العنف .فتصبح المرأة مطيعة ّ
لها
عند تعرض الفرد إلحداث ضاغطة و إدراكه عدم القدرة أو عدم الكفاية على المواجهة
يؤدي ذلك إلى اإلحساس بالعجز و فقدان األمل و انخفاض تقدير الذات و الشعور بنقص
الكفاية،واالكتئاب،والحزن.وفي النهاية يكون إدراك الفشل،والعجز الذي يمتد لتوقع الفشل من
خبرات الماضي الفاشلة الى الحاضر و المستقبل حيث اليأس فال أمل في المستقبل و ال جدوى
أن القدرة على التحكم او عدم التحكم تلعب دو ار هاما في اإلساءة او العنف داخل األسرة ،فالزوج
الذي يعتدي على زوجته أو يسيء إليها قد ال تكون لديه القدرة على التحكم ترتبط بشخصية
الفرد و بظروفه البيئية ،فاعتقاد الفرد في عدم قدرته على تغيير ظروف حياته شديدة الفقر تجعله
يشعر بالعجز،و كذلك المرأة التي يتم االعتداء عليها من قبل الزوج تشعر بالعجز.
و يشير Ormeإلى أن بعض النساء قد يتعرضن لخبرات قاسية في مرحلة الطفولة مما
يجعلها تعاني من الشعور عدم األمن النفسي و عدم القيمة ،وكذلك الشعور بالعجز لعدم قدرتها
على إيقاف اإلساءة إليها ،و قد تتكرر اإلساءة بعد ذلك في مراحل مختلفة أو في أثناء الزواج.
كما ان بعض النساء نتيجة لشعورها باإلحباط من إساءة زوجها لها،من الظروف المحيطة التي
تعيشها تكبت عدوانها نحو ذاتها،وبالتالي تلوم نفسها،و تصاب باالكتئاب ،وتشعر بالعجز .والمرأة
التي تشعر بالعجز قد تكون بعض سلوكياتها اندفاعية عندما يتزايد عليها الشعور بتهديد ذاتها أو
11
حياتها او تهديد احد أطفالها،و قد تلجأ الى العدوان على من يعتدي عليها بل و أحيانا قتله.
إن تكرار العنف ضد المرأة في داخل بيتها وعدم قدرتها على الفرار أو تغيير األوضاع
ليعلمها أنه مهما حاولت لن يكون هناك نتيجة أو تغيير في وضعها والعنف الذي يتكرر.
8-2نظرية المصدر
ترتكز هذه النظرية على فرضية أساسية مفادها أن سلطة اتخاذ القرار تنبع من نوعية
ولعل أهم المصادر المتاحة لألفراد والتي قد تحدد من هو الشخص الذي يمكن أن يكون
له سلطة اتخاذ القرار داخل األسرة بشكل مطلق ،تلك المصادر االقتصادية واالجتماعية التي
التي يتمتع بها الفرد هي التي تمنحه السلطة في اتخاذ الق اررات وكذلك الهيمنة على األفراد الذين
يفتقرون لها.
ولنأخذ مثاال عن الزوج الذي يتمتع بهذه المصادر أو بعضها،فالزوجة تكون مع
األبناء،تحت سلطته وهيمنته ،وهذه المصادر تزود صاحبها بنوع من الشرعية في ممارسة القهر
ومن النظريات التي اهتمت بالمصادر"نظرية المصدر المعيارية التي تهتم بالعالقة
المتبادلة بين المعايير والثقافات الفرعية والمصادر النسبية كأساس لتوزيع السلطة داخل
األسرة،وتركز هذه النظرية على مفهوم السلطة الشرعية،فالسلطة تعد مظه ار للبناء الرسمي
للجماعة تعترف به المعايير السائدة فيها بمعنى أن معايير الجماعة ال تقضي فقط بأن يكون (أ)
صانعا لقرار يتعلق بسلوك (ب) بل يقضي بأن كال من (ب) الزوجة مثال و(أ)الزوج يدركان أن
(أ) لديه الحق الشرعي ألن يفعل ذلك وأن (ب) عليه االلتزام واإلذعان لهذا القرار ،ويتفق ذلك مع
قول "رافان وفر ينش" Ravan et Frenchمن أن"القوة الشرعية ل (أ) على (ب) تنبع عن
قيم ذاتية ل(ب) التي تملي عليه أن (أ) له الحق الشرعي للتأثير عليه وأن عليه اإلذعان".
إذا كانت الثقافة كل ما أنتجه البشر في مجتمع معين من أفكار وتصورات وعادات
ونظم إجتماعية وسياسية واقتصادية و وفعاليات أدبية وفنية وثقافية عبر التاريخ،فإن الصورة
السلبية والدونية التي رسمها المجتمع األبوي للمرأة عموما تطلبت دراسة سوسيولوجية تاريخية
ثقافية لفهم مكانة المرأة في أوروبا منذ اإلغريق والرومان وحتى العصر الحديث،وتحليلها من
زاوية الفكر االجتماعي والفلسفي مستخدمين في ذلك أداة النقد الجدلي لفهم وتفكيك أنظمة الفكر
االعتراف بها ليس نظريا إو نما على مستوى الممارسة العملية،محاولين في الوقت ذاته،التحقق من
هذه اإلدعاءات عن طريق طرح اآلراء و األفكار اإلجتماعية،الفلسفية،و السياسية التي عالجت
يشير مفهوم المجتمع األبوي بشكل عام إلى المجتمع التقليدي الذي يتخذ طابعا ممي از
بالنسبة إلى البنى اإلجتماعية الكلية-المجمع و الدولة و اإلقتصاد و الثقافة،-وكذلك إلى البنيتين
الجزئيتين العائلة و الشخصية،التي تتخذ بمجموعها طابعا يتسم بأشكال نوعية من التخلف
اإلجتماعي و اإلقتصادي و الثقافي تعيق تطوره و تقدمه،مثلما يتسم هذا المفهوم األبوي بالتحجر
و الجمود و التناقضات الداخلية التي تمزقه و تستترف طاقاته المعنوية،و تدفع أفراده إلى الشعور
من أهم سمات هذا النوع من المجتمعات ،سواء كان قديما أو حديثا،هي الترعة األبوية
البطريركية التي تظهر في سيطرة األب على العائلة،فاألب"البعل-اإلله"هو المحور الذي تنتظم
حوله العائلة.وهو "رب"البيت و عموده،و سيطرة األب في العائلة شأنه في المجتمع إذ إن
العالقة بين األب وأبنائه وبين الحاكم والمحكوم عالقة هرمية،فإرادته مطلقة و يتم التعبير عنها
باإلجماع القسري الذي يقوم على التسلط من جهة،والخضوع والطاعة من جهة أخرى ،والتي
تظهر على مستوى العائلة-العشيرة في القيم والتقاليد،وفي وسائل التربية والتنشئة اإلجتماعية التي
تعمل على تشكيل نمط الثقافة و الشخصية،من خالل ترسيخ القيم والعالقات اإلجتماعية التي
إبراهيم الحيدري ،النظام األبوي و إشكالية الجنس عند العرب ،الطبعة األولى ،دارالساقي ،بيروت،2003 ،ص .157 12
الفرع الثاني :خصائص شخصية الم أ رة المعنفة.
تتباين العوامل والمتغيرات الثقافية واالجتماعية والبيئية التى ترتبط بالعنف ضد المرأة ،إال
أن هناك سمات شخصية لدى المرأة التى تتعرض للعنف تجعلها أكثر استهدافاً له ،وقد أشارت
بعض الدراسات إلى أن المرأة المضروبة أو المساء إليها تثير عدوان الرجل وعنفه ضدها .وذلك
ألن عنف الرجل يحقق لها رغبة فى إشباع حاجتها إلى المازوشية ويحقق لها رغبة فى هزيمة
Personality Disorderوهذه الشخصية تظهر قبوالً واضحاً للعنف الزواجى .ويظهر فى
بداية الرشد؛ فغالباً ما يتجنب الفرد الخبرات السارة أو يركز على الخبرات والعالقات التى تمثل
معاناة بالنسبة لـه ،ويمنع اآلخرين من مساعدته فى التخلص من هذه المشاعر .ويختار الناس
والمواقف والعالقات التى تشعره بخيبة األمل والفشل وسوء المعاملة؛ ويدخل وينخرط فى أنشطة
تتسم بالتضحية بالنفس.وهناك نظرية تنظر إلى الحاجات بشكل تكاملى حيث أن الزوجة قد
تختار الزوج الذى يكمل لها بعض الحاجات النفسية في شخصيتها فعندما تكون الزوجة مازوشية
فهى ترغب فى زوج سادى ،كما أن هناك بعض األعراض المرضية النفسية التى قد يتشابه فيها
الزوجان ،وهذه األعراض وفقاً للدراسات هى :السيكوباتية – اإلدمان – اإلكتئاب وقد أظهرت
المقابالت وأساليب التقرير الذاتي أن النساء الالئى تعرضن لإلساءة هن أكثر اكتئابا وأكثر
انخفاضا في اعتبار الذات كما يزداد لديهن تعاطي الكحوليات واألعراض الجسمية والنفسية
مثل :اضطراب النوم – الكوابيس -التوتر الذائد – الصداع – البكاء -التململ ،كنتيجة للتعرض
13
لإلساءة.
للكمال والطاعة والخضوع ،واألكتئاب واليأس ،ومشاعر فقدان الحيلة والعجز المتعلم وعدم
تقدير الذات والشعور باإلهانة ،ولديها اضطرابات في النوم واألكل (الشره وفقدان الشهية ) ،
الميل لالنتحار والعمل علي إحداث عاهات بنفسها ،واالنعزالية عن النشاط االجتماعي
واالختالط باآلخرين ،والرغبة السريعة للبكاء ،واالصابة بنوبات الهستيري والتهويل في األحداث
6-2شخصية الزوج الممارس للعنف :سرعة الغضب والشك ،ومتعكر الم زاج ومتوتر وشديد
االمتعاض والحساسية ،ولدية أحساس بخيبة األمل ،والخوف وعدم األحساس باألمان وانخفاض
تقدير الذات ،ويتغلب عليه الشعور بعقلية الخاسر ،ومفرط في غيرته ،وغير قادر علي تحمل
الوح دة ،كم ا إن ه يلقي الل وم علي اآلخ رين ويرفض تحم ل المس ئولية ،ويلج اء إلي تع اطي
المخدرات إو دمان الخمر ،ويتصف بالتسلطية وحب التملك ،وينظر للمراة نظ رة دونية من منطلق
ذكوري ،وال يستطيع التعامل مع المواقف الضاغطة ،ويمارس الجنس باعتباره نوع من العدوان
تج اه الم رأة ،ولديه أحس اس بأن ه ض حية ،ويتص ف بالعدوانية تج اه األطف ال والحيوان ات ،وفي
العادة ينشأ في بيئة تتصف بسوء المعاملة.
خالصة