Professional Documents
Culture Documents
Almhadr Alaoldocx Cuvom3ry1583092354
Almhadr Alaoldocx Cuvom3ry1583092354
1
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
تمهيد:
في ظل الوضع الراهن زادت املنافسة بين املؤسسات مهما كان نشاطها سواء املحلية والدولية
على حصد أكبر حصة سوقية من حيث الريادة في عالم االعمال ،وبتالي يمكن اعتبار عملية تشخيص
الواقع تشخيصا دقيقا الختيار وتنفيذ برنامج اعمالها الطويل واملتوسط االجل نتيجة حتمية تعتمد
بالدرجة األولى على صياغة االستراتيجيات الخاصة بها ملعرفة عمالءها ومورديها ومنافسيها ...الخ،
كخطوة تسلك بها طريقها الى االستمرار في تحقيق أهدافها.
وباعتبار املال هو املورد األكثر حساسية في عالم االعمال ،يعتبر التمويل شريان أو عصب حياة
املؤسس ات االقتص ادية ،حيث يجب أن تض خ األم وال بدق ة في القن وات املختلف ة ح تى تحق ق
األه داف التش غيلية واالس تراتيجية املس طرة من قب ل املؤسس ة ،وله ذا فهي بحاج ة إلى اس تراتيجية
مالي ة ال تي يع بر عليه ا من خالل خط ط مالي ة طويل ة األمد ،واالس تراتيجية املالي ة هي ج انب
االس تراتيجية التي ت دخل في نطاق اإلدارة املالية ،والتي سوف تشمل القرارات املتعلقة باالستثمار
والتمويل وأرباح األسهم.
.1مدخل لالستراتيجية
1.1محتلف املفاهيم
تس تمد كلم ة االس تراتيجية ج ذورها من الكلم ة اليوناني ة Strategosوال تي إرتب ط مفهومه ا
بالخط ط املس تخدمة في إدارة املع ارك وفن ون املواجه ة العس كرية ،حيث يعرفه ا ق اموس (
( Webesters new dictionaryعلى أنه ا" :علم ترجمة و تخطي ط العملي ات الحربية ،1" إال أنها
امتدت بعد ذلك إلى مجال الفكر اإلداري وصارت مفضلة االستخدام لدى املؤسسات االقتصادية
وغيرها من املنظمات األخرى ،حيث عرفها ( ( Tomas1988بأنها" :خطط و أنشطة املنظمة التي يتم
وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من التطابق بين رسالة املنظمة و أهدافها ،و بين هذه الرسالة و
البيئ ة ال تي تعم ل به ا بص ورة فعال ة و ذات كف اءة عالي ة " 2مهتم ة بتحلي ل بيئته ا وتحقي ق املب ادرة
والريادة في مجال نشاطها.
وتشير التعاريف اآلتية إلى النشأة العسكرية ملصطلح االستراتيجية ،وارتباطها الوثيق بالحروب
3
حيث عرفها:
1نبيل محمد مرسي ،اإلدارة االستراتيجية:ـ تكوين وتنفيذ استراتيجياتـ التنافس ،دار الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر ،د ط ،2003 ،ص
.49
22اسماعيل محمد السيد ،اإلدارة االستراتيجية:ـ مفاهيم ومجاالت التطبيق ،املكتب العربي الحديث ،مصر ،د ط ،1999 ،ص .02
33عبد الرحمن حسن الشهري ,تطور العقائد واالستراتيجياتـ العسكرية ،,الرياض :مكتبة امللك فهد الوطنية..2004 ،
2
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
االستراتيجي األملاني فــون كالوزفــتز َّ Carl von Clausewitz -
بأنها“ :استخدام االشتباك وسيلة
للوصول إلى هدف الحرب ،أو استخدام الصراع لفرض الهدف السياسي“.
عرفها َّ
بأنها” :فن إعداد خطة الحرب وتوجيه الجيش في املناطق أما الفرنسي ليزيه َّ lysee -
الحاسمة والتعرف على نقاط التي يجب تحشيد أكبر عدد من القطاعات فيها لضمان النجاح
في املعركة“.
عرفه ا َّ
بأنه ا” :إج راء واألملاني فـ ــون مولكته َّ Helmuth von Moltke the Younger -
املالئمة العملية للوسائط املوضوعة تحت تصرف القائد لتحقيق الغرض املقصود“.
ويعرفها البريطاني ليــدل هــارت َّ B. H. Liddell Hart -
بأنها :تنسيق و توجيه كل موارد
الدولة وإمكانيتها للحصول على الغرض السياسي للدولة".
ويعرفه ا البروفيس ور األم ريكي كـ ــولن ج ــراي Colin S. Gray -بأنه ا ” :اس تخدام الق وة
العسكرية أو التهديد باستخدامها لتوفية حاجيات السياسة“.
ويعرفه ا الج نرال الفرنسي أن ــدري ب ــوفر André Beaufre -بأنه ا” :فن اس تخدام الق وة
للوصول إلى أهداف السياسة“.
وبدخول مصطلح االستراتيجية الى امليادين السياسية واالجتماعية واالقتصادية بدأت تظهر
وجهات نظر حول االستراتيجية اذ يرى البعض ارتباطها بالقرارات التي يتم اتخاذها بغرض تحقيق
اهداف معينة ،أما على مستوى عالم االعمال فهناك العديد من الكتاب والباحثين قدموا مفاهيم
حول االستراتيجية ،حيث يعرفها:
، Ansoffوهو أحد رواد الفكر اإلداري بأنها " :تصور املنظمة عن العالقة املتوقعة بينها
وبين بيئتها ،بحيث يوضح هذا التصور نوع العمليات التي يجب القيام بها على املدى البعيد ،
والحد الذي يجب أن تذهب إليه املنظمة ،والغايات التي يجب أن تحققها" .
Chandlerاالس تراتيجية بأنه ا تحدي د املنظم ة أله دافها وغاياته ا على املدى البعي د،
وتخصيص املوارد لتحقيق هذه االهداف والغايات.
Quinnفق د ع رف االس تراتيجية بأنه ا " :األنم وذج أو الخطة ال تي تتكام ل فيها األه داف
الرئيسية والسياسات واإلجراءات ،ومتابعة أنشطتها للتأكد من تحقيق الترابط التام «.
3
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
Druckerاالس تراتيجية بأنه ا :عملي ة مس تمرة لتنظيم وتنفي ذ الق رارات الحالي ة ،وتوف ير
املعلوم ات الالزم ة ،وتنظيم املوارد والجه ود الكفيل ة لتنفي ذ الق رارات وتق ييم النت ائج
بواسطة نظام معلومات متكامل وفعال "
إن ه دف أي منظم ة من املنظم ات ه و البق اء واإلس تقرار واإلس تمرار والنم و ،وإن األه داف
السابقة التتحقق إال بوجود إدارة فاعلة تستطيع أن تحقق هذه املطالب ،وقد كان لتوجه املنظمات
نحو التخطيط اإلستراتيجي عالقة كبيرة بنجاح هذه املنظمات ،حيث إتضح أن املنظمات التي أخذت
بمفه وم اإلدارة اإلس تراتيجية ك انت ذات أداء أفض ل من تل ك املنظم ات ال تي لم تأخ ذ به ذا املفه وم .
وك ذلك توص لت الدراس ات ال تي أجراه ا الب احثون اإلداري ون أمث ال :أنس وف ،وهارول د و ب رت ،
إيس تلك ماكدونال د وغ يرهم ،إلى أن املنظم ات ال تي تم ارس التخطي ط اإلس تراتيجي تتف وق على تل ك
التي التمارسه ،وتزداد أهمية اإلدارة اإلستراتيجية عندما تعمل منظمات األعمال في بيئة متغيرة .
وت برز أهمي ة اإلدارة اإلس تراتيجية ملنظم ات األعم ال من خالل ق درتها على رس م غاي ات املنظم ة
وأهدافها وتحديد التوجهات طويلة األمد لبلوغ تلك األهداف في مدى زمني مالئم وسط بيئة تتسم
بالس رعة وع دم التأك د ،والقي ام بمتابع ة التنفي ذ وتق ييم النت ائج وم دى التق دم لبل وغ األه داف ،
ومواجهة التحديات التي تتعرض لها منظمات األعمال مثل :
التس ارع الكمي والن وعي في البيئ ة الخارجي ة :حيث أن عص رنا ه و عص ر الس رعة ،
كما أن ظاهرة التغير هي السمة الجوهرية للعقود القريبة املاضية والعقد الحالي .
ت دعيم املرك ز التنافس ي لزي ادة ق درة املنظم ة على مواجه ة الظ روف التنافس ية
الشديدة املحلية منها والدولية .
تخص يص املوارد واإلمكاني ات بطريق ة فعال ة حيث يتم اس تخدام املوارد املتاح ة
بطريقة تتالءم واحتياجات املنظمة .
زيادة دعم التفكير االستراتيجي للمدراء ،وتنمية عادات التفكير في املستقبل .
توفير فرص املشاركة لجميع املستويات اإلدارية في تخطيط وتنفيذ أهداف املنظمة.
املساهمة في التوجه لالهتمام باملعرفة كقوة استراتيجية.
مواجهة التحديات لتي تواجه املنظمات وانتقاء أفضل الخيارات املتاحة للمنظمة.
4
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
.3مستويات االستراتيجية
ال يستطيع أي شخص القول بأن اإلستراتيجية توضع فقط على مستوى اإلدارة العليا ،فكل
املديرين في جميع املستويات اإلدارية يشاركون في وضع االستراتيجية ،ويمكن وضع ثالث مستويات
لإلستراتيجية ،و هذه املستويات تختلف حسب حجم املؤسسة و حسب طبيعة نشاطها وتتمل هذه
املستويات فيما يلي:
مس توى اإلس تراتيجية الع ام ه و مس توى املجموع ة كك ل ،وه و يتعل ق باملؤسس ة أك ثر مم ا يتعل ق
بأعمالها الخاصة بأعمالها الخاصة :مجموعة املؤسسات املشتركة في هذا املجلس ،مجموعة األسواق،
مجموع ة العالم ات .في ه ذا املس توى الس ؤال اله ام ه و في أي مج ال العم ل تك ون ه ذه املجموع ة
حاضرة ،و اإلستراتيجية التطويرية التي يتبعها ،حيث أنه يتعلق بتعيين امليزانيات ،و يوضع االختيار
بين التركيز أو التنويع ،النمو الداخلي أو الخارجي (إعادة شراء املؤسسات).
أه داف هذه املجموعة ( النم و ،املردودية ،الع ودة لالس تثمار ،رف ع قيم ة رأس املال...الخ) ترتب ط في
()1
جميع األعمال ،حيث أن املؤسسة في هذا املستوى مسؤولة عن نتائجها أمام الشركاء في املجموعة.
()1
يشير مفهوم وحدة األعمال ( )business unitإلى قطاع أعمال يطلق عليه " "Divisionأو خط
إنتاج معين ( )Product lineأو مركز ربحية ( ،)Profit centerو يشترط في ذلك أن تقوم هذه الوحدة ـ
مهما كان املسمى الخاص بها ـ بإنتاج وتسويق مجموعة محددة من املنتجات املترابطة فيما بينها و
خدم ة مجموع ة معين ة من العمالء و التعام ل م ع نوعي ة معين ة من املنافس ين في ذات النشاط(.)2()2
فعلى سبيل املثال كلية العلوم االقتصادية و التسيير لها وحدة عمل إستراتيجية ( )USBبالنسبة إلى
جامعة سعد دحلب البليدة.
(1)1
Lendrevie, autre, Op_cit, p : 642
(2)2
نبيل حممد مرسي ،مرجع سابق ،ص 35
5
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
و بشترك في وضع هذه اإلستراتيجية رؤساء هذه الوحدات و رؤساء النشطة الرئيسية فيها ،و
يشترط تناسق هذه اإلستراتيجيات مع اإلستراتيجية الكلية للمؤسسة ،و القرارات اإلستراتيجية على
هذا املستوى تتمثل في تحديد تشكيلة املنتجات و الخدمات للمنظمة و نواحي التطوير الذي يمكن
إدخاله على املنتجات والخدمات ،فتح منافذ توزيع جديدة ،بدء حملة إعالنية أو التركيز على خدمة
طبقة معينة من العمالء.
()3()3
في املس توى الث الث اإلس تراتيجية هي للمهن ة الخاص ة داخ ل وح دة األعم ال اإلس تراتيجية (: )USB
التسويق ،البحث و التطوير ،اإلنتاج ،موارد بشرية ... ،إلخ .اإلستراتيجيات املهنية أو اإلستراتيجيات
على املستوى الوظيفي ،توجب تحديد اإلمكانيات املستعملة في كل ميدان من أجل تحقيق األهداف
مقابل املنافسين.
هذه اإلستراتيجيات خاضعة لإلتجاهات الكبرى املحددة في مستوى املجموعة و وحدات األعمال.
()4()4
إن اإلستراتيجية عملية مستمرة ذات مراحل متناسقة فال يمكن تقديم مرحلة على ثانية ،و املرحلة
الثانية و مدى نجاحها وفعاليتها مرتبط بمدى نجاح و فعالية املرحلة التي قبلها.
يعت بر التحلي ل اإلس تراتيجي األداة الجوهري ة و املك ون األساس ي لإلس تراتيجية ،فب الرغم من أن
اإلس تراتيجية و عملي ة القي ام به ا و ه و التس يير اإلس تراتيجي ينط وي على العدي د من
األنشطة( التحليل ،التخطيط ،التنفيذ ،الرقابة) إال أن التحليل اإلستراتيجي يبقى أهم هذه األنشطة،
فهو املسؤول عن دراسة و ضبط متغيرات البيئة التسويقية (التي تطرقنا إليها في املبحث الثالث من
الفصل األول) حيث يسعى للوصول إلى املواءمة أو التوفيق بين الفرص الخارجية و عناصر القوة
الداخلية باملنظمة و ذلك في ظل التهديدات الخارجية وعناصر الضعف الداخلية .
()1()1
( 3()3حممد أمحد عوض ،اإلدارة اإلستراتيجية األصول واألسس العلمية ،الدار اجلامعية ،مصر ،2000 ،ص 21
)(4
( 1)1مزوغ عادل ،البيئة التسويقية و أدوات التحليل اإلستراتيجي ،رسالة ماجستري ،كلية العلوم الٌتصادية و التسيري ،جامعة سعد دحلب البليدة ،2005 ،ص
106
6
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
تهتم هذه املرحلة بوضع رسالة املؤسسة وكذا تقييم البيئة الداخلية و الخارجية و تحديد الفجوة
اإلس تراتيجية ،كما تحت وي عملي ة ص ياغة اإلس تراتيجية على تحدي د اإلس تراتيجيات املناس بة ،و على
ذلك نجد أن هذه املرحلة تشمل مجموعة من األنشطة تتمثل في :
()2()2
يقص د بتنفي ذ اإلس تراتيجية الجم وع الكلي لألنش طة و االختي ارات الالزم ة لوض ع اإلس تراتيجيات
املختارة موضع التنفيذ ،حيث أنها تلك العملية التي من خاللها تتحول اإلستراتيجيات والسياسات إلى
تصرفات فعلية من خالل تنمية البرامج،و املوازنات و اإلجراءات.
()3()3
و بصفة أساسية يمكن القول بأن وضع اإلستراتيجية/اإلستراتيجيات موضع التنفيذ يتطلب :
()4()4
ـ وجود هيكل تنظيمي مالئم (بناء هيكل جديد ،تدريب و تعيين قوى عاملة ،إنشاء وحدات جديدة،
تعديل الهيكل الحالي...الخ)
ـ مالئم ة اإلس تراتيجيات للسياس ات التنظيمي ة الحالي ة أو تع ديل السياس ات ال تي تتع ارض م ع
اإلستراتيجيات املوضوعة.
ـ التأك د من أن النظم املطبق ة حالي ا تتالءم و متطلب ات تنفي ذ اإلس تراتيجيات مث ل نظم األج ور و
الحوافز ،نظم املعلومات ،نظم االتصال ،نظم الرقابة ،نظم التخطيط.
ـ أن تك ون اإلس تراتجيات الوظيفي ة (التس ويقية و املالي ة أو اإلنتاجي ة...الخ) تلعب دورا أساس يا في
تحديد جدوى اإلستراتيجيات املوضوعة على مستوى املنظمات أو األعمال ككل.
( 2)2عبد العزيز صاحل بن حبتور ،اإلدارة اإلستراتيجية :إدارة جديدة في عالم متغير ،دار امليسرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان ،األردن ،الطبعة األوىل،
،2004ص 82
( )3()3ثابت عبد الرمحن إدريس ،مجال الدين حممد مرسي ،مرجع سابق ،ص 14
()4()4
عبد السالم أبو قحف ،اإلدارة اإلستراتيجية و تطبيقاتها ،دار املعرفة اجلامعية ،مصر ،الطبعة األوىل ،2000 ،ص 78
7
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
وهي عبارة عن الخطوة األخيرة من مراحل اإلستراتيجية بحيث توضع هذه األخيرة ملواجهة وتعديل
و تط وير املس تقبل و ال ذي يتم يز بوج ود عوام ل داخلي ة وخارجي ة باس تمرار ،فتخض ع ك ل
اإلستراتيجيات لعملية التقييم وهذا ملعرفة مدى تناسبها مع التغيرات التي تحدث في البيئة الداخلية
و الخارجية ،باإلضافة إلى هذا فإن هناك ثالث أنشطة رئيسية لتقييم اإلستراتيجية وهي :
()1()1
يعتبر املال هو األساس في قيام نشاط املؤسسة ،وعلى ضوء هذا تظهر وجهات النظر حول كيفية
اختيار الهيكل املناسب ومدى تأثر ذلك على الخيار االستراتيجي الذي تتبناه املؤسسة وانعكاسه على
األداء الداخلي.
االستراتيجية املالية تعني ٍاختيار معايير ٍاتخاد القرارات االستراتيجية تهدف لتوجيه بشكل بات
و ملدة طويلة نش اطات و هياكل تنظيم املؤسس ة ( ، )Les critères de décisionوذل ك النه ا ته دف
1
لتوجيه بشكل بات وملدة طويلة نشاطات وهياكل تنظيم املؤسسة.
واالستراتيجية املالية تقوم بتحديد االستراتيجيات املمكنة القادرة على تعظيم القيمة الحالية
الص افية لكي ان م ا ،وتخص يص م وارد رأس املال الش حيحة بين الف رص املتنافس ة وتنفي ذ ورص د
2
االستراتيجية املختارة لتحقيق األهداف املعلنة.
3
تمر االستراتيجية املالية بأربعة مراحل و هي
()1()1
عبد العزيز صاحل بن حبتور ،مرجع سابق ،ص 83
1
belletante.b, comptabilite et finance , ed: hatier, paris, 1991, p257.
2
formulation of financial strategy , fo rmulation of financial strategy , 5/18/2009 , p 03.
3
Loc.cit.
8
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
املرحلة الثانية :وهو اختي ار التوجه ات العامة للتط ور ،إذ تخت ار املديرية العامة التكنولوجي ات
واملنتوجات
واألسواق الجديدة.
املرحلة الثالثة :وهي مرحلة تق دير واختي ار الوس ائل ال واجب اس تعمالها لتحقيق ه ذه
االس تراتيجية ،وي ؤدي التحليل املالي د و را أساس يا في ه ذه املرحلة إذ يقيم االس تثمارات
املزمع إنجازها.
املرحلة الرابعة :و هي املرحلة األخ يرة ال تي تعكس االس تراتيجية العامة الخاصة ب البحث و
تجنيد املوارد املالية املالئمة و تحقيق التركيب التقني للعمليات ( ٍاقتراض ،زيادة رأس املال).
يعتبر جانب التمويل من الجوانب الهامة والجديرة بالدراسة ،فاملال عنصر أساسي على حياة
الف رد وك ذلك حي اة ك ل املؤسس ات االقتص ادية س واء ال تي ته دف إلى تحقي ق ال ربح او ال تي تق دم
خ دمات وس يتم الترك يز هن ا على اإلدارة املالي ة داخ ل املؤسس ات االقتص ادية أو ما يع رف بالتموي ل
اإلداري Managerial Financeوينظ ر له ا بانه ا فن وعلم إدارة األم وال The art and science of
managing money؛
قبل أن نبدأ بتعريف اإلدارة املالية البد من تعريف االدارة والتي تتمثل بأنها نشاط اجتماعي
متعلق بتنفيذ األعمال بواسطة اآلخرين ،فإذا كانت هذه األعمال تتعلق باملشاريع االقتصادية التي
ته دف الى ال ربح س ميت ادارة االعم ال ( ،)Business Managementوإذا ك انت متعلق ة بسياس ات
الدولة س ميت اإلدارة العامة ( ،) Administration Managementوإن ك انت متعلقة بتدبير األم وال
واستخداماتها سميت االدارة املالية (.)Financial Management
هي ذل ك النش اط ال ذهني ال ذي يختص بالتخطي ط والتنظيم واملتابع ة لحرك تي ال دخول
والخروج لألموال الحالية واملرتقبة من والى املنظمة؛
هي تل ك اإلدارة ال تي تق وم بنش اطات مالي ة متنوع ة من خالل تنفي ذها لوظ ائف فني ة
متخصص ة كالتحلي ل املالي ،تق ييم املش روعات ،إع داد وتفس ير التق ارير املالي ة ،امليزاني ات
التقديري ة ،االن دماج ،إع ادة التنظيم املالي وغيره ا ،ومن خالل تنفي ذها لوظ ائف إداري ة
9
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
كالتخطي ط ،التنظيم ،التوجي ه ،الرقاب ة ولكن بص يغة مالي ة ،وبإنج از الوظ ائف بكف اءة
تستطيع تحقيق األهداف املحددة لها ،وبالتالي املساهمة في تحقيق أهداف املنشأة؛
عرفه ا lutzبأنه ا عملي ة تحدي د املص روفات واالي رادات العام ة ثم تحص يل وت دبير األم وال
العامة وتولي أمور انفاقها؛
هي تل ك الوظيف ة املالي ة ال تي تهتم بتنظيم حرك ة األم وال ( ت دفقات نقدي ة داخل ة وت دفقات
نقدية خارجة) الالزمة لتحقيق اهداف املشروع والوفاء بالتزاماته املالية التي عليه في الوقت
املحدد ،حتى ال يتعرض املشروع الى عسر مالي سواء كان فني ام حقيقي؛
وق د وض عت هيئ ة األمم املتح دة تعري ف لإلدارة املالي ة في ال دليل ال ذي أعدت ه عن موازن ة
ال برامج واألداء ،أي ان اإلدارة املالي ة هي دورة مس تمرة في العملي ات املترابط ة ال تي تس اهم في اتخ اذ
اإلدارة للقرارات األساسية وتتضمن هذه العمليات:
أخيرا :استعراض التقارير وتحليلها والتعرف على اإلجراءات الواجب لتخاذها
بصفة عامة اإلدارة املالية في البدء تعتبر عملية processإدارية تتعلق االستغالل املثل والعقالني
للموارد املالية و بإدارة التدفقات النقدية الداخلية والخارجة لدى املؤسسة االقتصادية ،مع البحث
عن ب دائل التموي ل ال تي تص ب في ص الح املؤسس ة من اج ل تعظيم قيمته ا وتحقي ق أه دافها املراد
تحقيقها سواء على املدى القصير او الطويل.
تتمثل في:
استراتيجية هيكل التمويل :تختص هذه االستراتيجية بتدبير موارد التمويل طويلة
اآلجل للمنظمة ويتكون هيكل التمويل للمنظمة أموال امللكية والتي تتضمن رأس املال
اململوك واالحتياطات واألرباح املحتجزة وهو ما يعرف بمصطلح حقوق امللكية
10
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
استراتيجية إدارة األصول :تمتد مسئولية الوظيفة املالية إلى مجاالت إدارة األصول سواء
كانت أصوال طويلة اآلجل أو قصيرة اآلجل.
استراتيجية توزيع األرباح :تعتبر األرباح عنصرا هاما الستمرار أعمال املنظمات ،ولهذا
فان اآلمر يتطلب ضرورة وضع استراتيجية تحدد حجم األرباح التي تحتفظ بها املنظمة
كاحتياطيات حتى يمكنها االستمرار في أداء نشاطها.
1.6التحليل االستراتيجي
يأخذ مفهوم التحليل االستراتيجي أبعاد مختلفة تعود الختالف املجال الذي يعنى به واألغراض
املبتغاة منه ،فقد أشير إليه بتعلقه بفهم املوقف االستراتيجي للمنظمة ومعرفة التغيرات التي
ستحدث في بيئتها وكيف تتأثر بها أنشطتها ،وما هي مصادر قوتها في ظل تلك التغيرات ،وما هي
طموحات كل من املدراء وأصحاب املصالح وغيرهم ،و كيف سيؤثر املوقف الحالي في أحداث
املستقبل .Johnson & Scholesويشكل التحليل االستراتيجي ضمن الرؤية الشاملة املستقبلية احد
ً
األركان الرئيسة للخطط اإلستراتيجية معبرا عنه بتقييم البيئة الداخلية لتحديد قوة واقتدار
املنظمة و ضعفها من جانب وتقييم البيئة الخارجية وتحديد الفرص والتهديدات من جانب آخر.
11
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
وبتالي فإن أغراض التحليل االستراتيجي بأنه الخطوة األولى لإلدارة اإلستراتيجية ملراقبة بيئة
املنظمة عبر زاويتين تحدد األولى الفرص والتهديدات الحالية واملستقبلية ،وتقدر الثانية ما تملكه
املنظمة من جوانب قوة وضعف ،وينبغي أن يكون غرض املدراء من التحليل هو تشخيص بيئات
ً
متعددة تؤدي املنظمة عملياتها فيها ،فضال عن ضرورة أن تمكن نتائج التحليل من إنشاء جوانب قوة
الوحدة واستعداداتها لتأمين ما يجب القيام به وتمكينها من رؤية أية مشكالت مستقبلية.
تعود فكرة تحليل SWOTإلى عام 1957حيث قدم Philip Sielzniطروحاته الخاصة
ً
باملالءمة بين العوامل الداخلية للمنظمة و ظروف البيئة الخارجية ثم طورت هذا الفكرة الحقا من
قبل مجموعة أساتذة اإلدارة العامة من مدرسة هارفارد لألعمال والسيما Learned and
Andrewsكي تصبح أداة يستند إليها ال في تحديد القدرات املميزة (Distinctive
)Competenciesللمنظمة بل في تحديد الفرص التي ليس باستطاعة املنظمة االستفادة منها
ألسباب تتعلق بعدم امتالك املوارد املناسبة و االستفادة منها.
كلمة SWOTهي اختصار ألربع كلمات باإلنجليزية تمثل العناصر األربع التي تقوم عليها عملية تحليل
ُأ
السوات ، SWOTوالتي ظهرت نتيجة البحوث التي جريت في معهد ستانفورد للبحوث عام ،1960
تتعلق تلك الكلمات بتحليل البيئة الداخلية والخارجية وهي:
تحليل سوت
= Strengthsنقاط القوة
= Weaknessesنقاط الضعف
= Opportunitiesالفرص
= Threatsالتهديدات
12
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
القوة :هي بعض العناصر املتوافرة في املنظمة والتي تساهم بشكل ايجابي في العمل أوهي
الخصائص التي تعطي املنظمة إمكانيات جيدة تعزز عناصر القوة وتساهم في انجاز العمل
بمهارة وخبرة عالية .وتتمثل عناصر القوة في منظمات اإلعمال بكفاءة املوارد
املالية ،وتوافر الكفاءات اإلدارية والتنظيمية ،وانخفاض تكاليف اإلنتاج ،ووجود شبكة
واسعة لتسويق املنتجات ،وقدرة عالية للتنافس ،وتحقيق ميزة سوقية عالية ،وامتالك
ً ً
املنظمة إنتاجا أحسن ،واسما بارزا وسمعة قوية ،وتكنلوجيا مثالية ،ثم تقديم أفضل
الخدمات للمستهلك .وتكمن قوة املنظمة أيضا الدخول في ائتالفات أو مشاريع مشتركة
وتعاونية مع شركاء ذوي خبرة وإمكانات أداء عالية من اجل تعزيز مكانتها وتفوقها في
الصناعة .
ً ً
الضعف :إن الضعف هو بعض النقاط التي تؤشر نقصا أو فقرا في إمكانيات املنظمة
ً
وخصوصا عند مقارنة مواردها بموارد املنظمات املنافسة لها أو هي الحالة التي تجعلها غير
قادرة على التنافس أو التي ترغمها على عدم الوصول إلى امليزة التنافسية ،وهناك عناصر
متعددة من نقاط الضعف في املنظمة كالتوجيهات االستراتيجية غير الواضحة أو انعدام
التسهيالت ،وضعف املوارد املادية والبشرية ،أو فشل في جانب البحوث والتطوير ،وضعف
شبكة التوزيع ،مهارات تسويقية دون املعدل ،وتكاليف الوحدة املنتجة العالية مقارنة
باملنافسين اآلخرين .ويعرف ( )Thompsonنقاط الضعف بإنها " وجود نقص في إمكانيات
املنظمة وخاصة عند مقارنة مواردها مع موارد املنظمات املنافسة لها ،وهي الحالة التي
تجعلها غير قادرة على التنافس "
الفرص :هي الظروف املحيطة باملنظمة في مكان معين من السوق وفي مدة زمنية محددة وقد
تتمكن املنظمة من استغالل تلك الظروف في تحقيق أهدافها االستراتيجية .كالدخول إلي
أسواق أو قطاعات جديدة في السوق القدرة على العمل مع شركاء استراتيجيين
وان أية منهجية لدراسة وتحليل الفرص والتهديدات يفترض في األقل أن تمر بثالث مراحل
أساسية هي
التعرف وبشكل دقيق على طبيعة الفرص املتاحة وتوصيفها وذلك من اجل معرفة مدى )a
مالءمتها مع إمكانيات املنظمة الداخلية .
13
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
b
تقييم الفرص املتاحة وتقدير جدواها .وذلك من اجل معرفة هل إن املخاطرة التي تكتنفها )
تعادل املردود أو ال .فاملخاطرة التي تكتنف الفرصة يجب إعطاؤها كل االهتمام وال يمكن
إغفالها ألنه ال يمكن البدء بتنفيذ تلك الفرصة إال إذا عرفنا ما تحويه من مخاطرة من اجل
معرفة ما يناسبها من إمكانيات املنظمة .
إيجاد الحلول للمشكالت التي يمكن إن تظهر وتوفير املوارد املادية والبشرية التي تتطلبها )c
عملية تنفيذ تلك الفرص.
إن محددات الفرص هي الزمان ،واملكان ،والفعل الصحيح القادر على استثمار الفرصة
والتقاطها قبل أن تكون في متناول تأثير املنظمات األخرى املوجودة في السوق فوجودها في
ميدان األعمال ال يتولد من فراغ وإنما في ضوء التغيرات الطارئة في أوضاع األسواق
والتكنلوجية أي ظهور أسواق جديدة أو إمكانية تطوير تكنلوجيا جديدة وتطبيقها وتصنيع
منتجات وخدمات ذات نوعية عالية الجودة وهذا يعني إن الفرصة يمكن أن تكون فكرة
نستطيع تحويلها إلى خدمة أو سلعة أو موقف ما يمكن للمنظمة استثماره لتحسين املوقف
ً
التنافسي للمنظمة ،بشرط أن يكون ذلك متناسبا مع الرؤية االستراتيجية لتلك املنظمة
فضال ًعن تناسب تلك الفرصة مع نقاط قوتها من اجل تحقيق النتائج املرجوة من الفرصة
املعينة .
التهديدات :العقبات التي تقف أمام املنظمة وتحد من تحقيق أهدافها ،أو تقلل من قدرة
املنظمة على استغالل الفرص املتاحة أمامها وتتمثل التهديدات احتمال دخول منافسين جدد
زيادة مبيعات املنتجات البديلة ،نمو بطئ في السوق .كما تعرف الفرصة بكونها اضطراب
معين يحدث في البيئة الخارجية للمنظمة والذي قد يؤدي إلى إحداث آثار عكسية مع أهداف
املنظمة " .إن التهديدات قد ال تكون موجودة وإنما قد تدل على احتمالية ظهورها في مدة
زمنية قريبة أو بعيدة املؤشرات واالتجاهات التي تظهر في السوق أو في التطورات والتغيرات
التي تحصل في البيئة االقتصادية واالجتماعية والتكنولوجية.
حيث الشكل املوالي يوضح كيفية التعامل مع عناصر البيئة الداخلية والخارجية:
شكل:02
14
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
جدول رقم:01
االستراتيجيات املعتمدة ضمن تحليل مصفوفة SWOT
البيئة الداخلية
نقاط الضعف نقاط القوة البيئة الخارجية
استراتيجية عالجية الفرص استراتيجية هجومية
استراتيجية االنسحاب التهديدات استراتيجية دفاعية
2.6الخيار االستراتيجي
االختيار االستراتيجي هو قرار إختيار بديل من بين البدائل اإلستراتيجية ،الذي يمثل أفضل
تمثيل لرسالة املنظمة وأهدافها اإلستراتيجية .ويتضمن القرار التركيز على بعض البدائل املنتقاة ،
ً
والقيام بتقويم تلك البدائل وفقا ملجموعة من األدوات التي تساعد في إعتماد البديل اإلستراتيجي
ً
األكثر مالءمة .وتستلزم عملية اإلختيار نوعا من التفكير والتحليل اإلستراتيجي ،وكذلك تحتاج إلى
15
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
عدد من األدوات التي تستخدم في تقويم البدائل اإلستراتيجية املتاحة من أجل تضييق عدد تلك
البدائل ،و تقليص الخيارات أمام املدراء إلتخاذ البديل املناسب .
يطلق على أدوات تقييم البدائل اإلستراتيجية املتاحة بنماذج تحليل محفظة األعمال ،وتساعد
هذه النماذج في تقويم مستوى األداء وإعتماد الخيار اإلستراتيجي املناسب
1.2.6مصفوفة BCG
ً ً
أن محفظة املنتج قد حققت نجاحا متميزا في وضع االستراتيجيات الخاصة باملنتجات املتعددة
ال تي تتعام ل به ا املؤسس ات وخاص ة فيم ا يتعل ق بتحقي ق املزيج الس لعي ،ل ذلك ُيع د النج اح ال ذي
توص لت إلي ه تل ك املؤسس ات بمثاب ة القب ول الجي د له ذا النم وذج وال ذي كس ب ش هرة من خالل
تصميمه من قبل مجموعة بوسطن االستشارية ،وبما أن هذا النموذج يتعلقُ االستخدام والذي تم
باالستثمارات فإنه يمكن أن يطلق عليه بنموذج تحليل معدل النمو والحصة السوقية للمنتج وله
صلة بثالثة جوانب رئيسة وهي
وعلى هذا فأن النموذج يعتمد في التحليل على معيارين أساسيين هما -:
كم ا يق وم ه ذا النم وذج بعملي ة الفحص وال تي ت ؤدي الى تق ييم الوض ع الحقيقي لك ل منتج في
السوق وبالتالي مساعدة ادارة املؤسسة على إجراء التوازن بين منتجاتها مما يحقق لها مستوى أداء
أفضل
أن ه ذا النم وذج يق وم بتقس يم منتج ات املؤسس ة الى أربع ة مج اميع ،إذ يمث ل حص ة الس وق
النسبية املحور االفقي أما املحور العمودي فيمثل معدل نمو السوق ،كما موضح في الشكل التالي:
مصفوفة BCG
16
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
مصفوفة BCG
عالي
وعادة ما تتميز املنتجات التي تقع في هذا املربع بأنها ذات حصة سوقية منخفضة ،أي أن مركزها
التنافسي ضعيف ،ولكن معدل النمو مرتفع كما أن توجهات املؤسسات غير معلومة وعلى هذا فإن
عليها أن تكثف االستثمارات في تلك املنتجات إذ التوقعات قد تشير الى إن املبيعات قد تزداد وهذا
ً
سبب كافي لجعل املؤسسة تعطي فرصة للتغيير لجعل تلك املنتجات أن تصبح نجوما في املستقبل،
ولكن باملقابل قد ال يتحقق هذا الطموح وتصبح في مربع الوضع القلق ،وبالتالي تكون طبيعة توجه
املؤسس ة يتص ف باالزال ة ،وعلى ذل ك يمكن أن نق ول أن عالم ة االس تفهام تمث ل املرحل ة االولى أو
عادة ما تسمى بمرحلة تقديم السلعة في منحنى دورة حياة املنتج(الحسيني.)2006 :
وعادة ما توصف املنتجات في هذا املربع بأنها ذات معدل نمو وحصة سوقية عاليتين،أي أنها تمتلك
ً ً ً
مرك زا تنافس يا قوي ا وب ذلك له ا أمكاني ة في تحقي ق أرب اح عالي ة مم ا يس تدعي أن تأخ ذ االولوي ة
بالتموي ل واالعالن ،وعلى ه ذا فأنه ا تحت اج الى أم وال لتموي ل النم و الس ريع وعلى العكس من ذل ك
فأنها قد تتراجع لتصبح في مربع الوضع القلق ،وعادة ما تسمى هذه املرحلة بمرحلة النمو في دورة
حياة املنتج.
17
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
وتمث ل املنتج ات الس وقية العالي ة ،أي أن حص تها الس وقية عالي ة ولكن مع دل نموه ا في الس وق
ُ
ضعيف ،وبالتالي فأن هذه املنتجات ت َولد تدفقات نقدية ،أي إنها مربحة أكثر مما تحتاجه في االنتاج
والتس ويق ،وعلى ه ذا ف أن الت دفقات النقدي ة يجب أن تس تخدم إليج اد مج االت ذات ف رص ربحي ة
عالي ة (نج وم ،عالم ات اس تفهام ) ل ذلك يجب أن تص مم س تراتيجيات ق ادرة على املحافظ ة على
الحصة السوقية ،كما أن هذا املربع يمثل مرحلة النضوج في منحنى دورة حياة املنتج.
وهي املنتجات التي تقع في الجانب االيسر من املصفوفة وهي تستهلك استثمارات قليلة وفي ذات
الوقت فإنها تحقق تدفقات نقدية واطئة ،وهذا ما يستدعي إجراء عملية الشطب على أغلب املنتجات
ضمن هذا املربع ،ولكم باملقابل قد ال يكون إزالة جميع املنتجات ضمن هذا املربع ضروري اذ إن
هناك استراتيجيات يمكن توظيفها لتحقيق أرباحها على املدى القصير كما تبدأ املؤسسة بالسعي الى
تخفيض املص اريف التس ويقية واالقتص ار على بي ع املنتج ات الى املس تهلكين من ذوي ال والء الع الي
ول ديهم الرغب ة في ش راء تل ك املنتج ات دون الحاج ة الى االعالن عنه ا كم ا يمكن إزالته ا على املدى
البعيد ،ويمثل هذا املربع مرحلة التدهور في منحنى دورة حياة املنتج.
درجة نضج الصناعة :وهذا املتغير يتأسس من خالل تحديد املرحلة التي يمر بها املنتوج
من مراح ل دورة حي اة املنتج إم ا إنطالق ،نم و ،نض ج وت دهور .ويتم تحدي د املرحل ة من
خالل الت وازن بين ثماني ة عوام ل املتمثل ة فيم ا يلي - :مع دل النم و ،الطاق ة الكامن ة في
النمو ،إتساع خطوط املنتوج ،عدد املنافسين ،إنتشار الحصص السوقية بين املنافسين،
والء املستهلكين ،قيود الدخول للسوق ،التكنولوجيـا.
الوضع التنافسـي :هذا املتغير يسمح بتحديد الوضعية التنافسية للمؤسسة في الصناعة
مقارن ة بمنافس يها ،وتق ييم الوض عية التنافس ية ال تكتم ل إال ب إدراج أهمي ة النش اط في
18
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
ً
التق ييم إذ أن ك ل نش اط يمكن أن يك ون ذو أهمي ة مس تقبال .حيث يمكن أن تأخ ذ
()1
الوضعية التنافسية شكال مما يلي :مهيمنة ،قوية ،مالئمة ،يمكن الدفاع عنها ،ضعيفـة
(.)1
محــور الف ــواصل :يوضح مدى نضج الصناعة من خالل التموقع في مرحلة من مراحل
دورة حياة املنتج من اإلنطالق إلى التدهـور.
محور التراتيـب :يوضح الوضعية التنافسية للمؤسسة مقارنة بمنافسيها في الصناعة من
الهيمنة إلى الضعف ،كما يوضحه الشكل املوالي:
:شكل رقم04
)(1) (1
Stratigor: Politique générale de l'entreprise, 3ème édition, dunod, Paris, 2001, P 108.
19
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
Source : Stratigor: Politique générale de l'entreprise, 3ème édition, dunod, Paris, 2001,
P 108.
3.2.6نمـوذج ماكينسـىMc Kinsey
ه ذه الطريق ة ط ورت من قب ل مكتب استش ارة آخ ر ،أال وه و مكتبMc Kinsey م ع
ش ركة General Electric ال تي ك انت له ا عالق ات م ع ،وه ذا خالل الس نوات األولى من عش رية
السبعينات من القرن املاضي.
فهي تتميز ،هي األخرى ،بنفس ما تتميز به طريقة أو نموذج الـ BCG. حيث بنت هذه األخيرة ،هي
األخرى ،مالحظاتها حول تحليل حافظة األوراق على برامترين إثنين:
إذن يمكن الق ول أن ه ذه الطريق ة أو ه ذا النم وذج مب ني على نفس األس س ال تي ب ني عليه ا النم وذج
الس ابق( )B.C.G( مص فوفة املش اركة والنم و في الس وق) .والف ارق الوحي د يكمن في ع دد األبع اد على
املصفوفة والتي أصبحت ذات األبعاد ثالثة على ثالثة بدال من إثنين على اثنين ،كما هو موضح على
الشكل املوالي:
20
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
نمـوذج ماكينسـىMc Kinsey
فكل هذه النماذج تدخل في إطار مستمر ،والتي تنطلق من منطلق أكثر شمولي إلى منطلق أكثر
وسيلة ،كما هو موضح على الشكل املوالي:
إن عملية تحديد حدود ومجاالت استخدام هذه النماذج ،تكمن في الوظائف التي تقوم عليها.
فمن خالل ما تقدم أعاله ،يبدو بأن هذه النماذج لها وظائف عملية ،هيكلية ،ظرفية وإيديولوجية.
21
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
وملعرفة هذه الحدود ،من املمكن معرفة املزايا والعيوب لهذه النمادج الثالث ،وعلى ضوء ذلك
تحديد املجال األمثل لتطبيق كل واحد منها.
نموذج BCG
بإعتب ار أن ه ذا النم وذج يعطي األولوي ة للنص يب النس بي في الس وق ومع دل نم و النش اط ،فه و
يمث ل االختي ار األك ثر عملي بالنس بة للف ترة ال تي ظه ر فيه ا (وهي ف ترة الس بعينات) م ع بعض النم اذج
األخ رى كنم وذج Mc Kinsey و ADL ال ذين تطرقن ا إليهم ا .فتحدي د مع دل النم و للنش اط وحس اب
نص يب املؤسس ة في الس وق تج اه املنافس ين اآلخ رين ،يش كالن عملي ات بس يطة ،وفي متن اول ج ل
املؤسسات التي اتبعت استراتيجية التنويع ،إن هذا النموذج يمتاز بطابعه امليكانيكي ،فأثر التجربة
يلعب دورا ك امال لو "ك انت التكلف ة تش كل االمتي از التنافس ي الوحي د" .ه ذا الط ابع ال يمكن تطبيق ه
على النش اطات الفني ة أو الخاص ة باملوض ة أو االبتك ارات الجدي دة أين يك ون أث ر الخ برة ض عيف؟
وكذلك أيضا في حالة كون حكم املستهلكين مدعم بمعايير أخرى غير التكاليف ،كالنوعية ،الصورة،
التكنولوجيا و الخدمة؟ وكمثال على ذلك شركة ،Rank- Xerox فرغم انفرادها بإنتاج آالت السحب
في العالم ،فقد شن عليها الهجوم من طرف مؤسسات يابانية ذات الحجم الصغير التي استخدمت
الحبر املسحوق ) Tonner ( والتي انطلقت من العدم.
وعليه فالفرضية التي انطلق منها نموذج )BCG( يمكن اعتبارها كحاجز أمام الرئية الديناميكية،
وبالتالي فهذا النموذج ال يمكن تطبيقه على كل الحاالت .وعليه فإن مجال تطبيقه في األساس يقتصر
على النش اطات الناض جة ،و على االبتك ارات التكنولوجية الض عيفة ،مع منتج ات معياري ة .أي يمكن
تطبيقه بالنسبة إلستراتيجية األحجام.
إن هذا النموذج يستخدم طريقة التقييم للوضعية التنافسية كـ ADL حيث يقوم هذا األخير على
أساس عمر املنتوج والذي يمكن أن يكون قابل للزوال أو للتحسين وبالتالي يمكن التركيز على هذا
الج انب ب دال من منح نى الخ برة ،وعلي ه يمكن الق ول ب أن ه ذا النم ودج ق د رك ز على النوعي ة
والتكنولوجيا ،فهو يقدم نفس االمتيازات (العاملية والحقيقية) ونفس الحدود (التجريبية).
فهذا النموذج ُيدخل أو يأخذ بعين االعتبار مفهوم التكامل أي يمكن تطبيقه على املؤسسات التي
لها نشاطات عديدة مرتبطة بمفهوم التعاون أو التآزر ،ويعتبر من جهة أخرى أقل تناقض مع ما هو
علي ه بالنس بة لحقيب ة األوراق ،وال تي تف ترض نش اطات متجانس ة ومس تقلة .وبه ذا الص دد ف إن
22
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
فاختيار دورة الحياة كمقياس لقطاع يدخل بعد أساسي (وهو تجديد األنشطة) في تحليل حافظة
األوراق .فه و متغ ير أك ثر نجاع ة بالنس بة ملع دل النم و الف وري ،)instantané( وال ذي من املمكن أن
يعرف تغيرات ظرفية مهمة وأكثر ديناميكية على أساس أننا ال ننظر فقط للماض والحاضر الذي
يق وم بمقارن ة خص ائص مالي ة ،هياك ل تنافس ية ووس ائل تط بيق )action( اس تراتيجية خاص ة ،فه و
الوحيد الذي يسمح باألخذ في الحسبان الديناميكية التنافسية.
إن ه ذا النم وذج يق ترح قائم ة للعوام ل الهام ة للنج اح ،إال أن األف راد هم ال ذين يح ددون لك ل
نشاط العوامل التي ،حسب رأيهم ،تكون مصدر النجاح ،والذين فيما بعد يقومون بترجيحها) عن
طريق اإلختيار والترجيح) وذلك بإدخال املوضوعية في التحليل وإبعاد الصرامة العلمية.
خالصة:
23
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
يعتبر املال هو األساس في قيام نشاط املؤسسة ،وعلى ضوء هذا تظهر وجهات النظر حول كيفية
اختيار الهيكل املناسب ومدى تأثر ذلك على الخيار االستراتيجي الذي تتبناه املؤسسة وانعكاسه على
األداء الداخلي.
االس تراتيجية املالية تع ني ٍاختيار معايير ٍاتخاد الق رارات االس تراتيجية ته دف لتوجيه بشكل بات و
ملدة طويلة نشاطات و هياكل تنظيم املؤسسة ( ، )Les critères de décisionوذلك ألنها تهدف لتوجيه
بشكل بات وملدة طويلة نشاطات وهياكل تنظيم املؤسسة.
24
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
25