You are on page 1of 116

‫وزارة التعلمي العايل و البحث العلمي‬

‫جــامعــــة الشهيد محه خلرض الـــوادي‬


‫لكية احلقوق و العلوم الس ياس ية‬
‫قسم احلقوق‬

‫مذكرة خترج تدخل ضمن متطلبات احلصول على شهادة املاسرت يف احلقوق ختصص ‪:‬‬

‫قانون عقاري‬

‫حتت ارشاف الاس تاذ‪:‬‬ ‫اعداد الطالبة‪:‬‬


‫عادل معريات‬ ‫‪ -‬الزهرة بركة‬

‫جلنة املناقشة‬
‫رئيسا‬ ‫اس تاذة جبامعة الوادي‬ ‫ا ألس تاذة أأمنة سلطاين‬
‫مناقش‬ ‫اس تاذ جبامعة الوادي‬ ‫الاس تاذ بدر ادلين ش نوف‬
‫مرشفا ومقررا‬ ‫اس تاذ جبامعة الوادي‬ ‫الاس تاذ عادل معريات‬

‫الس نة اجلامعية ‪0215/0214 :‬‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ‬

‫وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا‬

‫قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ‬

‫وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ }‬

‫صدق اهلل العظيم‬

‫سورة األعراف‪47/‬‬
‫أهدي مثرة جهدي وعملي ‪:‬‬
‫إىل من هو حتت الرتاب بروحه الطاهرة النقية‬
‫إىل من متنى أن يراني يف منصب عالي‬
‫إىل من رباني و عطاني " أبي العزيز" رمحه اهلل برمحته الواسعة‬
‫وأسكنه فسيح جناته‬
‫وأهدي حتياتي إىل اليت نورها ال ينطفئ و احلبوبة اليت ملئت‬
‫حياتي سعادة و احلنونة بعطفها‪ ،‬وإىل من ربيت و أعانتين بالصلوات‬
‫إىل ست احلبايب" أمي احلبيبة"‬
‫إىل من هم أنا و أنا هم إخوتي نذير‪،‬قويدر‪،‬صاحل‬
‫عبد القادر‪ ،‬جعل اهلل سعيهم سعيا مشكورا وجزاهم جزاءا موفورا‬
‫إىل أخيت الغالية والعزيزة" سلمى" وفقها اهلل يف دراستها وحياتها اليومية‪.‬‬
‫إىل جدتي العزيزة و إبنة خالي عائشة "منوشة"‬
‫إىل عميت وأوالدها كل واحد بامسه‬
‫إىل أخوالي وأعمامي وخاالتي حفظهم اهلل وابن خاليت "جعفر"‬
‫إىل خاليت ليلية وزوجها وابنتهما " سكر"‬
‫إىل من مجعتين بهم األقدار و كانوا صحبة األخيار ويعتربون جناحي جناحا هلم‪:‬‬
‫أحسن زميلة و أصدق رفيقة "احلبوبة هناء"‬
‫رفيقة الدرب واحلنونة بقلبها "احلبوبة عائشة"‬
‫إىل األخوات والزميالت جناة‪ ،‬بسمة‪ ،‬سليمة‪ ،‬مسيحة‪.‬‬
‫إىل الصديق حفظه اهلل وكرمه و أجره بسابق خريه "بشريي محزة"‪.‬‬
‫إىل كل من أحبه قليب ومل تسعه صفحيت‬
‫و إىل كل حمب للعدل واخلري يف جزائرنا احلبيبة‪.‬‬

‫الزهرة بركة‬
‫مقدمـــة‬

‫مقدمة‬
‫في ظل االرتفاع المستمر لعدد السكان الذي شهدته بالدنا في النصف األخير من‬
‫القرن العشرين‪ ،‬ومع تزايد حركة النزوح إلى المدن و تمركز األغلبية الساحقة من السكان في‬
‫األوساط المزدهرة اقتصاديا حيث وفرة فرص العمل‪ ،‬وسهولة المواصالت وتنوع مجاالت‬
‫التعليم وتعدد أماكن االستشفاء والنوادي الرياضية والمحالت التجارية والترفيهية وسواها‪.‬هذه‬
‫العوامل أدت إلى تغير نمط البناء الذي يعتبر من أهم القطاعات المنتجة في البالد كونه يمس‬
‫حياة اإلنسان الخاصة منها والعامة‪.‬‬

‫جاء هذا التغير نتيجة التغير الحتمي للمجتمعات‪ ,‬فنشأت الحاجة إلى تنظيم الملكية‬
‫العقارية التي تشكل حجر الزاوية في التقدم واالزدهار لتصبح أكثر مالئمة مع الكثافة‬
‫السكانية‪.‬فظهرت فكرة األبنية المقسمة إلى طوابق وشقق عدة في الطابق الواحد تلبية‬
‫للحاجات الملحة التابعة لبناء واحد‪ .‬هكذا يتسع العقار الواحد إلى أكبر عدد ممكن من الناس‬
‫وتكون كلفة شراء المسكن فيه أقل بكثير مما قد يتكبده المرء فيما لو اشترى عقا ار ال يحتوي إال‬
‫على منزل واحد للسكن‪.‬‬

‫إال أنه ال يخفى ما قد ينجم عن هذا الوضع من مشاكل ومنازعات‪ ،‬فحرص المشرع على‬
‫إيجاد نظام قانوني يتكفل بالوضع الجديد الذي يعرف بنظام الملكية العقارية المشتركة‪،‬‬
‫فصدر بذلك قانون سنة ‪ 3891‬وهو ما يعرف" بقانون تنظيم الملكية المشتركة في العقارات‬
‫المبنية‪.‬‬

‫وعليه جاء نظام الملكية العقارية المشتركة منقوال حرفيا عن النظام في القانون الفرنسي‬
‫إذ حظى بأهمية بالغة من الناحية النظرية‪ ،‬حيث جاء القانون ‪ 666/91‬والقانون ‪79/57‬‬
‫محددين لمقتضيات إدارة الملكية المشتركة الذي ينشأ بقوة القانون في الحفاظ على العقار‬
‫وا دارة األجزاء المشتركة وذلك عن طريق أجهزة يكونها المالك المشتركين‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمـــة‬

‫أما من الناحية العملية فإنه جاء مقيدا لحقوق المالك والتزاماتهم خصوصا إذا علمنا أنه‬
‫على المستوى الواقعي قد تتداخل هذه الواجبات والحقوق‪.‬‬

‫وتكمن أهمية البحث أيضا عند تحليل النصوص القانونية للملكية المشتركة لمعرفة‬
‫المسار الذي ينتهجه المشرع الجزائري ومدى توفيقه وتحقيق الموازنة في مطابقة النصوص‬
‫القانونية مع الواقع‪.‬‬

‫ويهدف موضوع البحث في تنظيم الملكية العقارية المشتركة‪ ,‬وذلك في التعرف على‬
‫مفهومها‪ ،‬وتحديد األجهزة إلدارتها والحماية القانونية والقضائية لها‪ .‬ومحاولة اإلجابة عن‬
‫اإلشكالية من خالل النصوص القانونية المنظمة للملكية المشتركة‪.‬‬

‫أما أسباب اختيار الموضوع فهناك دوافع أساسية حفزتني إلى اختياره‪ ,‬وهي تنقسم إلى‬
‫أسباب ذاتية وأسباب موضوعية‬

‫األسباب الذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬بدافع الميل والفضول و التشجع كون الموضوع قليل الدراسة من خالل الباحثين‪.‬‬

‫االسباب الموضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬هو واقع الملكية المشتركة المستوجب لتنظيم قانوني خاص يخضع اليه‪.‬‬
‫يعتبر هذا الموضوع حساسا الرتباطه بواقعه الحالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وقد اتبعت عند دراستي لهذا الموضوع المنهج التحليلي والوصفي وذلك باعتماد تفسير و‬
‫تحليل ووصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح لجميع المواد القانونية الخاصة بالملكية‬
‫العقارية المشتركة في القانون المدني الجزائري والمرسوم ‪.666/91‬‬

‫ورغم ذلك البد من اإلقرار بصعوبة هذا المسعى والعقبات التي واجهتها منذ بداية هذا‬
‫البحث‪ .‬فإن الدراسات والمراجع المتخصصة في الملكية المشتركة منعدمة باستثناء كتاب‬

‫‌ب‬
‫مقدمـــة‬

‫واحد للكاتبة مريم تومي تحت عنوان النظام القانوني للملكية المشتركة لسنة ‪ 5137‬والذي لم‬
‫أتحصل عليه إال بتصوير هاتفي للعديد من الصفحات‪ ،‬إضافة إلى العراقيل التي واجهتها عند‬
‫تنقلي للجامعات األخرى‪.‬‬

‫وبما أن الموضوع ليس بالصعب إال أن دراسته كموضوع منعدمة باستثناء القانون‬
‫المدني المرسوم ‪ 666/91‬ولألسف الواقع أثبت عدم فعالية هاته النصوص القانونية ألن‬
‫التطبيق ينعدم في ظل احترام نظام الملكية المشتركة‪,‬وبالخصوص في اإلدارة والحقوق‬
‫وااللتزامات وذلك بسبب االشكاالت والمنازعات في أسس التعامل بين المالك الشركاء و التي‬
‫لم تعرف انسجاما تطبيقيا ميدانيا وعدم تماشيها مع النصوص القانونية‪.‬‬

‫وبناء عليه كان هذا الموضوع يحتاج إلى اهتمام كبير يبرره االرتباط الوثيق بين‬
‫األنظمة االقتصادية المطبقة على الملكية العقارية المشتركة‪ ,‬ألن العقار يعتبر من الثروات‬
‫األساسية التي يعتمد عليها النظام االقتصادي المنتهج لتحقيق التنمية‪ ,‬كما ان تدعيم الملكية‬
‫المشتركة هو تدعيم النظام االقتصادي الجزائري‪.‬‬

‫و نتيجة لما تم ذكره ولإلحاطة أكثر بهذه الدراسة نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما مدى فعالية الحماية القانونية المقررة للملكية العقارية المشتركة في التشريع الجزائري؟‬
‫ويتفرع األمر ويتشعب لتطرح تساؤالت‪:‬‬

‫‪ ‬ما المقصود بالملكية العقارية المشتركة؟‬


‫‪ ‬ما هي اآلليات القانونية إلدارتها وحمايتها؟ وما هي المراكز القانونية للمالك الشركاء؟‬
‫‪ ‬ماهي المنازعات التي تشوبها؟‬

‫وحتى يتأتى لنا اإلجابة عن اإلشكالية و التزاما بالمنهجية المتبعة قسمت البحث إلى‬
‫فصلين‪ :‬حيث جاء الفصل األول متناوال لماهية الملكية العقارية المشتركة وهذا من خالل‬
‫مباحث ثالث ‪ ،‬فتعرضت في المبحث األول إلى مفهوم الملكية العقارية المشتركة من تعريف‬

‫‌ج‬
‫مقدمـــة‬

‫وخصائص إضافة إلى طبيعتها القانونية‪ ،‬بينما تطرقت في المبحث الثاني إلى نشأتها وذلك‬
‫من خالل التطور التاريخي ومن ثم القانوني لها‪ .‬وأخي ار المبحث الثالث فتعرضت إلى‬
‫مشتمالت الملكية المشتركة من أجزاء خاصة وأجزاء مشتركة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للفصل الثاني فكان موضوعه دراسة أحكام الملكية العقارية المشتركة‪.‬‬

‫وعليه جاءت مباحثه متناولة للمسائل التالية حيث تعرضت بالدارسة إلى إدارة وتسيير‬
‫الملكية المشتركة من خالل الجمعية العامة والمتصرف‪ ،‬بينما تطرقت في المبحث الثاني إلى‬
‫آثارها القانونية من حقوق المالك الشركاء ومن التزامات حيث تتحدد المراكز القانونية لكال‬
‫منهم ‪ .‬وأخي ار جاء المبحث الثالث معالجا لمسألة قانونية على قدر من األهمية تمثلت في‬
‫الحماية القانونية للملكية المشتركة ومن ثم تحديد المسؤوليات المترتبة عن االخالل بكل‬
‫التزام‪ ،‬إضافة إلى الحماية القضائية في حال نشوب منازعات‪.‬‬

‫‌د‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬


‫تكمن ماهية الملكية العقارية المشتركة في العقارات المبنية في المفهوم الخاص بها‪ ،‬فيما‬
‫تشكله من حقوق ملكية عقارية خاصة إضافة إلى حق شيوع ذات طبيعة عقارية وهي قديمة‬
‫العهد من حيث المبدأ معمول بها منذ زمن طويل لكن ما استجد مؤخ ار هو النظام المطبق على‬
‫تلك األبنية‪ ،‬فأعطاها مفهوما قانونيا جديدا ومبتك ار‪ ،‬تكرس بفعل الواقع‪ ،‬ثم بالقوانين واجتهادات‬
‫المحاكم‪ ،‬وأصبح مع تقدم الزمن يتطور ويتقدم تبعا لمقتضيات واقع الحال‪ ،‬كون هذا النشاط‬
‫انطلق وأخذ يزداد بسرعة كبيرة‪ ،‬حتى أنه أخذ يحتل المركز األول واألساسي في البناء‬
‫العصري‪ ،‬وهذا ما أدى إلى اعتماد أنظمة تتماشى مع تطور قطاع البناء تلبية للرغبات‬
‫وللمصلحة الوطنية العامة ‪.‬‬
‫لذلك سندرس الفصل في ثالث مباحث ‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مشتمالت الملكية العقارية المشتركة‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملكية العقارية المشتركة‬
‫سنتطرق هنا إلى تعريف الملكية العقارية المشتركة‪ ،‬والى خصائصها وكذلك الطبيعة‬
‫القانونية لها من تكييف قانوني وطبيعة حق الشريك في الملكية المشتركة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الملكية العقارية المشتركة وخصائصها‬


‫سنتناول هذا المطلب في فرعين ما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الملكية العقارية المشتركة‬
‫أوال‪ :‬تعريفها‪ :‬إن التعريف السليم للملكية المشتركة يقتضي التطرق للتعريف اللغوي ثم إلى‬
‫التعريف االصطالحي‪ .‬لنخلص فيما بعد إلى ذكر التعريف القانوني للملكية المشتركة‪.‬‬
‫‪ -/1‬التعريف اللغوي‪:‬‬
‫لمعرفة تعريف الملكية العقارية المشتركة لغويا يكون من المفيد معرفة المصدر اللغوي لكل‬
‫من "الملكية" ثم بعد ذلك للفظ " المشتركة" أو االشتراك‪.‬‬
‫أ‪ -/‬جاء في لسان العرب البن منظور‪ :‬ملك اهلل تعالى وملكوته سلطانه وعظمته والملك‪ :‬هو ما‬
‫ملكت اليد من المال‪ ،‬والمملكة هي سلطان الملك في رعيته‪ ،‬ويقال طالت مملكته وساءت‬
‫مملكته وحسنت مملكته وعظم ملكه أو ملكه وكثر ملكه أو ملكه‪ .1‬قال تعالى‪ ":‬فسبحان الذي‬
‫بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون"‪ 2‬و معناه تنزيه اهلل أن يوصف بغير القدرة‪ ،‬وقوله تعالى‬
‫ملكوت كل شيء أي القدرة على كل شيء‪ ،‬واليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم‪.3‬‬
‫ويقال‪ :‬ملكه يملكه ملكا وملكا وتملكا ‪ .‬قال أين سيده‪ :‬الملك والملك يعني احتواء الشيء‬
‫والقدرة على االستبداد به‪.‬‬

‫‪ -1‬مريم تومي‪ ،‬النظام القانوني للملكية المشتركة‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الجزائر‪ ،5102،‬ص‪.10:‬‬
‫‪ -2‬اآلية ‪ 38‬من سورة يس‪.‬‬
‫‪ -3‬هدوري محمد نظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل درجة الماستر في العلوم القانونية ‪ ،‬فرع القانون‬
‫العقاري تخصص قانون العمران و التهيئة والتعمير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،5100-5101 ،‬ص ‪.10:‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫والملك هو اهلل تعالى وتقدسه‪ ،‬وهو مالك يوم الدين وهو مليك الخلق أي ربهم ومالكهم وقبل‬
‫كل من يملك فهو مالك بتأويل الفعل‪.‬‬
‫* أما المشتركة أو االشتراك في الملكية فإن مصدره فعل شرك‪ ،‬يقال اشتركنا بمعنى‬
‫تشاركنا‪ ،‬والشريك كالمشارك‪.‬‬
‫كما عرف البعض الملكية المشتركة بأنها " حق ملكية منقول أو ثابت ينشأ بموجب عقد بين‬
‫اثنين أو أكثر أو بموجب انتقال التركات اإلرثية أو الوصائية‪ ،‬وقد تكون الملكية المشتركة‬
‫شائعة أو غير شائعة ويكون لكل من المالك المشتركين أن ينتفع وأن يتصرف في حصته‪ ،‬كما‬
‫يرى على أن يحترم حقوق اآلخرين وتتم الملكية المشتركة في الحياة العملية في العمارات‬
‫السكنية التي تبنى وتقسم إلى شقق يملكها أفراد معينون‪.‬‬
‫وتتناول الملكية المشتركة األجزاء المشتركة واألجزاء غير المشتركة وشروط االنتفاع بهذه‬
‫وتلك وحصة كل مالك في التكاليف وقواعد وادارة األجزاء المشتركة‪.1‬‬
‫‪ -/2‬التعريف القانوني‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫الملكية المشتركة في العقارات المثبتة حالة أو نوع من أنواع الملكية الشائعة‬
‫فقد جاء تعريفها في نص المادة ‪ 348‬من القانون المدني الجزائري على أن‪ " :‬الملكية‬
‫المشتركة هي الحالة القانونية التي يكون عليها العقار المبني أو مجموعة العقارات المبنية والتي‬
‫تكون ملكيتها مقسمة حصصا بين عدة أشخاص تشتمل كل واحدة منها على جزء خاص‬
‫ونصيب في األجزاء المشتركة "‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.01:‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0032/10/52‬المتضمن القانون المدني (الجريدة الرسمية العدد ‪ 033‬المؤرخة في‬
‫‪ .)0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫من خالل هاته المادة القانونية فالملكية المشتركة هي الحالة القانونية التي يكون عليها‬
‫العقار المبني أو مجموعة العقارات المبنية والتي تكون ملكيتها مقسمة إلى حصص بين عدة‬
‫أشخاص تشمل كل واحدة منها على جزء خاص ونصيب في األجزاء المشتركة‪.1‬‬
‫ومن خالل ما سبق فإن الملكية المشتركة هي ملكية جماعية يساهم فيها كل شريك‬
‫بنصيب بقصد تحقيق غرض مشترك يعجز واحد منهم عن تحقيقه منفردا ويطلق عليها اسم‪:‬‬
‫"‪ " Propriété collective‬فهي ملكية واحدة لكل الشركاء مجتمعين‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬نطاق تطبيق قواعد الملكية العقارية المشتركة‬
‫تسري تلك القواعد على العمارات المكونة من الشقق أو الطوابق‪ ،‬فال مجال لسريان تلك‬
‫القواعد في األراضي غير المبنية‪ ،‬أو المباني المكونة من طبقة واحدة‪.‬‬
‫و أن تكون ملكية المبنى المملوك لشخص سواء كان إنسانا أم جمعية للبناء تملك أفرادها‬
‫شقق المبنى أو طبقاته‪ ،‬فبتعدد المالك تتعدد الشقق و الطبقات‪ ،‬وأن تكون كل طبقة أو كل شقة‬
‫ملكا خاصا و مفرز لمالكها‪.‬‬
‫و أن تكون هناك أجزاء مشتركة في المبنى مما يمكن أن يستعمله سائر مالك الشقق و‬
‫الطبقات إما ألنهم يملكون هذه األجزاء ملكية شائعة‪ ،‬و إما ألن لهم حق ارتفاق عليها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز الملكية المشتركة عن الملكية الشائعة‬
‫إن الملكية نظام موحد تحكمه خصائص معينة إال أنه يتميز بإف ارزه لعدة أنواع من الملكية‬
‫فمن ها ما هو مشترك ومنها ما هو شائع و اقتضت دراستنا تحديد اإلطار العام لكل منهما وذلك‬
‫لتمييز الملكية الشائعة عن الملكية المشتركة‪.‬‬

‫‪ -1‬حمدي باشا عمر‪ ،‬نقل الملكية العقارية في ضوء آخر التعديالت وأحدث األحكام‪ ،‬د ط‪،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪،5111،‬ص‪.04:‬‬
‫‪ -2‬زهدي يكن‪ ،‬الملكية والحقوق العينية واألصلية‪ ،‬علما وعمال‪ ،‬ط‪ ،5‬منشورات الملكية العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،5111 ،‬ص‬
‫‪.041:‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/1‬الملكية الشائعة‪:‬‬
‫أ‪ -/‬مفهوم الشيوع‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 308‬من القانون المدني على ما يلي‪ " :‬إذا ملك اثنان أو أكثر شيئا وكانت‬
‫حصة كل منهم فيه غير مفرزة فهم شركاء على الشيوع و تعتبر الحصص متساوية إذا لم يقم‬
‫دليل على غير ذلك"‪.1‬‬
‫ويتبين من هذا النص أن الملكية الشائعة تقع على مال معين بالذات يملكه أكثر من شخص‬
‫واحد‪ ،‬وتتناول هذه الملكية المال الشائع كله غير منقسم‪ ،‬أما حق كل شريك فيقع على حصة‬
‫شائعة في هذا المال‪ ،‬ومن ثم يكون محل حق الشريك هو هذه الحصة الشائعة فحق الملكية‬
‫على المال الشائع هو الذي ينقسم حصصا )‪ (quote-part‬دون أن ينقسم المال ذاته‪.‬‬
‫ولما كان مالك المال الشائع متعد دين فالبد من تعيين حصة كل منهم في هذا المال‪،‬‬
‫النصف أو الربع أو الخمس أو غير ذلك‪.2‬‬
‫فيجب أن يصور حق كل مالك على الشيوع باعتباره منتش ار في كل جزئية من الشيء‬
‫ويتلقى من حقوق المالك اآلخرين معه بنسبة الحصة المملوكة لكل منهم‪ ،3‬وتخول الملكية‬
‫الشائعة للمالك على الشيوع استعمال المال واستغالله والتصرف فيه بقدر حصته أن كان‬
‫‪5‬‬
‫شائعا‪ 4،‬فهي ملكية فردية على واقع األمر‪.‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0002/10/52‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني –حق الملكية‪،-‬ج ‪ ،3‬د ط‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪،5114‬ص‪.303-302:‬‬
‫‪ -3‬هدوري محمد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05:‬‬
‫‪ -4‬أنور طلبة‪ ،‬الملكية الشائعة‪ ،‬د ط‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪،‬اإلسكندرية‪ ،5114 ،‬ص‪.2:‬‬
‫‪ -5‬هدوري محمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05:‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫ب‪ -/‬تمييز الشيوع عما عداه‪:‬‬
‫الشيوع بمعناه السابق يختلف عن صور مشتركة أخرى للملكية يتحدد لكل شريك في الشيء‬
‫المملوك جانب يختص به‪.‬‬
‫‪ -/1‬فملكية الطبقات ليست ملكية شائعة بل هي ملكية مفرزة ألن محل حق كل شريك طبقة‬
‫محددة من طبقات المنزل ال يشاركه فيها غيره‪ ،‬ولكن األرض وأجزاء البناء من المنزل المعدة‬
‫لالستعمال المشترك بين جميع المالك تعد مملوكة على الشيوع‪.‬‬
‫‪ -/2‬وال يقوم الشيوع أيضا في حالة القرار ألن ملكية األرض تظل لصاحبها منفصلة عن‬
‫ملكية المباني التي تكون لصاحب حق القرار‪.‬‬
‫‪ -/3‬ونظ ار ألن الشيوع ال يكون إال في الحق الواحد فإنه ال يقوم بين مالك الرقبة وصاحب‬
‫االنتفاع أو االستعمال وذلك في حالة نزول المالك للغير عن حقه في االستعمال كله أو‬
‫بعضه‪ ،‬إال أنه من المتصور قيام الشيوع في حق الرقبة أو في حق االنتفاع‪.1‬‬
‫‪ -/4‬تختلف الملكية الشائعة عن الملكية الجماعية‪ ،‬فهي ملكية وسط بين الملكية المفرزة‬
‫والملكية المشتركة ( الملكية الجماعية )‪ ،‬فالحصة التي يملكها الشريك في الشيوع شائعة في كل‬
‫المال ال تتركز في جانب منه بالذات وهذا ما يميز الملكية الشائعة عن الملكية المفرزة‪ ،‬والشيء‬
‫المملوك على الشيوع ال يملكه الشركاء مجتمعين‪ ،‬بل يملك كل شريك حصته فيه‪ ،‬وهذا ما يميز‬
‫الملكية الشائعة عن الملكية المشتركة (الجماعية)‪.2‬‬
‫‪ -/2‬الملكية المشتركة‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 343‬من القانون المدني على ما يلي‪ " :‬ال يجوز أن تكون األجزاء المشتركة‪،‬‬
‫أو الحقوق التابعة لها محال لدعوى التقسيم‪ ،‬أو بيعا بالمزايدة بمعزل عن األجزاء الخاصة "‪.‬‬

‫‪ -1‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.08:‬‬


‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬الملكية والحقوق المتفرعة عنها‪ -‬أسباب كسب الملكية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 5118،‬ص‪.31-30:‬‬

‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫ويؤخذ من النص السالف الذكر أن الشيوع اإلجباري يختلف عن الشيوع العادي الذي بسطنا‬
‫أحكامه فيما تقدم في أن الشيوع اإلجباري ال يجوز ألي من الشركاء طلب القسمة فيه‪ ،‬ذلك أن‬
‫الغرض الذي أعد له المال الشائع يقتضي أن يبقى دائما على الشيوع مثل قنطرة شائعة بين‬
‫المالك المتجاورين يعبرون عليها للطريق العام‪ ،‬أو طريق مشترك يفصل ما بين ملكين‬
‫متجاورين أو بئر مشترك أو مغسل مشترك أو تركة مشتركة‪ ،‬أو مصرف مشترك‪ ،‬ومثل ذلك‬
‫أيضا الحائط المشترك‪ ،‬وأجزاء مشتركة في ملكية الطبقات‪ ،1‬بينما الشيوع العادي ينتهي الشيوع‬
‫عندما يتم التقسيم‪.2‬‬
‫ويصح أن يرتب الشيوع الدائم في أصناف الملكيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -/1‬مقابر األسرة فهي من حيث تقع معدة لمصلحة مشتركة ولكل من المشاعين فيها حق‬
‫اختصاص على العقار المعد للدفن‪.‬‬
‫‪ -/2‬واذا كان المن ـ ـ ـ ــزل مقسما إلى طبقات أو شق ـ ــق كانت هناك بعض أجزاء منه معـ ـ ـ ــدة‬
‫النتفاع الشركاء جميعا كاألرض التي يقـ ـ ــوم عليها البناء و األسس والجـ ــدران األساسية والجدار‬
‫المشترك والزقاق الضيق والبئر المشـ ــتركة‪.‬‬
‫فهذه األجزاء العقارية معدة لخدمة المنفعة العقارية بالنسبة إليهم جميعا وال يصح ألحد منهم‬
‫أن يطلب إنهاء الشركة فيها واال كان ذلك تفويض لوضعية قانونية تختل باختاللها حالة‬
‫الشركة‪.‬‬
‫‪ -/3‬وهناك أشياء موصوفة بأنها ملحقات ضرورية لالستعمال الشائع لملكيات متعددة‪ ،‬فهذا‬
‫االختصاص يطبعها بطابع الشيوع الدائم الجبري الذي ال يمكن بدونه أن تفي بالغرض الذي‬
‫أعدت له باالتفاق أو بحكم الواقع مثل ذلك المماشي واألزقة واألحواش و األبواب المشتركة‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.033-032:‬‬


‫‪ -2‬عمار علوي‪ ،‬الملكية و النظام العقاري في الجزائر‪ ،‬ط ‪ ،12‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر‪ ،5110 ،‬ص‪.052:‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫واآلبار والبالوعات والمجاري والخنادق المعدة لصرف مياه عدد من المنازل المجتمعة والساللم‬
‫والمصاعد والحاصدات والدراسات والمحاريث التابعات لألراضي الز ارعية‪.1‬‬
‫فالملكية الشائعة تختلف عن الملكية المشتركة ألن هذه األخيرة ال يمكن أن تنشأ إال بإرادة‬
‫األفراد أي باتفاقهم‪ ،‬في حين أن الملكية الشائعة يمكن أن تنشأ على رغم الشركاء كما هي‬
‫الحالة بالنسبة لألموال الموروثة مثال‪.‬‬
‫ومتى قدم كل شريك في الملكية المشتركة نصيبه فقد حقه العيني عليه لينتقل إلى الجماعة‬
‫ويتحول حقه إلى مجرد حق شخصي في استغالل الشيء وفي الحصول على نصيب من‬
‫األرباح الناشئة عنه وال يعود للشريك حقه العيني إال بعد قسمة األموال نتيجة تصفية الشركة‬
‫بخالف الحال في الشيوع حيث يعتبر الشريك مالكا أي صاحب حق عيني على الشيء‪.‬‬
‫وقد نصت على ذلك صراحة المادة ‪ 304‬من القانون المدني في فقرتها األولى‪ '' :‬كل‬
‫شريك في الشيوع يملك حصته ملكا تاما أن يتصرف فيها وأن يستولي على ثمارها وأن‬
‫يستعملها بحيث ال يلحق الضرر بحقوق سائر الشركاء ''‪.‬‬
‫ويمكن القول بوجود من األموال في حالة الشيوع اإلجباري‬
‫األول‪ :‬الشيوع اإلجباري األصلي‪ :‬حيث توجد الملكية الشائعة مستقلة بنفسها وليست في خدمة‬
‫عقارات مملوكة ملكية مفرزة مثال ملكية األسرة من وثائق أو أوسمة ومبان تقام في المقابر هنا‬
‫يتم تخصيص مثل هذه األموال بصفة أصلية لغرض مشترك أو االنتفاع الجماعي على نحو‬
‫يتنافى مع قسمتها‪.2‬‬
‫الثاني‪ :‬الشيوع اإلجباري التبعي‪ :‬ومحله أشياء تخصص بصفة تبعية لخدمة عقارات مملوكة‬
‫ملكية مفرزة‪ ،‬مثال ذلك اآلبار والسواقي والقنوات والجسور المخصصة لخدمة األراضي الزراعية‬
‫المملوكة لعدة مالك وكذلك الممرات والطرق التي تربط بين عدة عقارات‪ ،‬ويدخل في ذلك أيضا‬
‫الحائط الفاصل بين أكثر من مالك‪.‬‬

‫‪ -1‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02 :‬‬


‫‪ -2‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.02-02:‬‬

‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫والشك أن الشيوع اإلجباري الثانوي أو التبعي يعد أكثر أهمية وتزداد تلك األهمية في الوقت‬
‫الحاضر مع انتشار التقدم العمراني ويبدو ذلك واضحا لملكية الطبقات والشقق‪.1‬‬
‫ومن طبيعة الشيوع اإلجباري أنه ليس حق ارتفاق ملك على ملك كما يقال‪ ،‬وانما هو حق‬
‫ملكية لكل مالك يوازي حق ملكية اآلخرين فهو مثال حق مرور من الطريق الخاص لكل من‬
‫تقع داره‪ ،‬كما أنه حق شرب لكل من تقع داره على البئر المشتركة وهو كذلك حق ملكية في‬
‫الجدار المشترك وفي األسس الكبيرة التي يقوم عليها المنزل المشترك‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الملكية العقارية المشتركة‬
‫الملكية العقارية المشتركة لها مجموعة من الخصائص يمكن ذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -/0‬الملكية المشتركة نظام حديث النشأة‪ :‬يعود الفضل في هذا النوع من الملكية إلى القانون‬
‫المدني الفرنسي الصادر في ‪ 0083/12/53‬الذي نقل عنه القانون المصري‪ ،‬ومنه انتشر هذا‬
‫النوع من الملكية أغلب القوانين ال سيما في القانون المدني الجزائري في المواد من ‪ 348‬إلى‬
‫‪ 335‬تحت عنوان الملكية المشتركة في العقارات المبنية‪.‬‬
‫‪ -/2‬الملكية المشتركة ال ترد إال على العقارات المبنية‪ :‬نص المادة ‪ 348‬من القانون المدني‬
‫تنص على ما يلي‪ '' :‬الملكية المشتركة هي الحالة القانونية التي يكون عليها العقار المبني أو‬
‫مجموعة العقارات المبنية ''‪.‬‬
‫يتضح لنا من خالل هذا النص أن القانون المدني ال يعرف الملكية المشتركة إال في‬
‫العقارات المبنية ال األرض الفضاء‪ ،‬وهذا يعود إلى طبيعة الملكية المشتركة إذا افترض وجود‬
‫أجزاء خاصة وأجزاء مشتركة في العقار المملوك من طرف مجموعة من األشخاص وهذا ال‬
‫يمكن تصوره إال في العقارات المبنية دون العقارات غير المبنية ومن باب أولى المنقوالت‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.022:‬‬


‫‪ -2‬بوشنافة جمال‪ ،‬محاضرات في مقياس المدخل للقانون العقاري‪ ،‬جامعة الدكتور يحيى فارس‪ ،‬المدية‪،5110-5113 ،‬‬
‫ص‪.03:‬‬

‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/3‬الملكية المشتركة من األنظمة العقارية الجماعية‪ :‬حيث ال يكون فيها مالك واحد بل‬
‫مجموعة من المالك‪ ،‬وال يمكن أن تظهر في مبنى فردي مملوك لشخص واحد‪.1‬‬
‫‪ -/4‬ضرورة وجود أجزاء خاصة وأجزاء مشتركة‪ :‬حتى نكون أمام ملكية مشتركة في بناء ما‬
‫فإن ذلك يستدعي بالضرورة أن تتكون البناية من أجزاء خاصة مثل‪ :‬الشقق وما بداخلها مما‬
‫أعد لالستعمال الخاص لمالك الشقة وكذلك إلى أجزاء مشتركة معدة لالستعمال المشترك من‬
‫جميع المالكين لهذا البناء مثل الجدران األساسية‪ ،‬موقف السيارات‪ ،‬السلم‪ ،‬المصعد‪ ،‬سطح‬
‫العمارة‪.2‬‬
‫‪ -/2‬المالك في نظام الملكية المشتركة‪ :‬له حق االستعمال واالستغالل في ملكيته وفقا للقواعد‬
‫العامة‪ ،‬بينما يكون حقه في التصرف مقيدا بالنظر للقواعد العامة‪ ،‬فليس له حق الهدم أو‬
‫التعلية وال يمكنه أن يتصرف في بيع حقه في األجزاء المشتركة أو الخاصة بمعزل عن بعضها‬
‫البعض‪.‬‬
‫‪ -/2‬األجزاء المشتركة تعتبر من نوع خاص‪ :‬فال يمكن قسمتها وال تجزئتها بالرغم من أن‬
‫ملكيتها تعتبر شائعة بين المالك‪.‬‬
‫فقد أكدت المادة ‪ 343‬من القانون المدني على أنه‪ '' :‬ال يجوز أن تكون األجزاء المشتركة أو‬
‫الحقوق التابعة لها محال لدعوى التقسيم أو بيعا بالمزايدة بمعزل عن األجزاء الخاصة‪.3‬‬
‫وهناك اجتهادات قضائية أكدت عدم إمكانية قسمة األجزاء المشتركة‪.‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0002/10/52‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬
‫‪ -2‬بوشنافة جمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.03 :‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0032/10/52‬المتضمن القانون المدني (الجريدة الرسمية العدد ‪33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬

‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ ‬فأقرت المحكمة العليا قرار لها رقم ‪ 458423‬بتاريخ ‪ 5113/00/04‬منشور في مجلة‬
‫المحكمة عدد‪ 5‬لسنة ‪ 5113‬صفحة ‪ 528‬مبدأ مفاده '' ال تكون األجزاء المشتركة محال‬
‫لدعوى القسمة ''‪.‬‬
‫وعللت المحكمة العليا قرارها بالقول‪ ،‬حيث بالرجوع إلى القرار المطعون فيه يستفاد وأن‬
‫قضاة المجلس أسسوا قرارهم على كون المستأنفان ليس لهما أجزاء خاصة تابعة لملكيتهما‪ ،‬وان‬
‫المساحة المتواجدة قرب العمارة والتابعة لها تشكل أجزاء مشتركة وطبقا للمادة ‪ 343‬من القانون‬
‫المادة فال يجوز قسمتها‪.‬‬
‫و أن قاضي الدرجة األولى أصاب في حكمه وطبق صحيح القانون مما يتعين تأييد‬
‫حكمه‪.‬‬
‫وأضافت المحكمة العليا أن التسبيب المشار إليه كاف لتبرير القرار المطعون فيه الذي‬
‫يكون قد طبق القانون تطبيقا سليما وال مأخذ عليه في ذلك مما يجعل الوجهين المثارين غير‬
‫مبررين ويتعين رفضهما‪.1‬‬
‫‪ ‬وفي قرار آخر رقم ‪ 32033‬صادر بتاريخ ‪ 0000/13/01‬منشور في المجلة القضائية‬
‫للمحكمة العليا عدد ‪ 18‬لسنة ‪ 0000‬صفحة ‪ 82‬قضت المحكمة العليا أنه ''من المقرر قانونا‬
‫أن األجزاء المشتركة أو الحقوق العينية التابعة لهاال يجوز أن تكون محل لدعوى التقسيم ومن‬
‫ثم فإن النعي على قرار المطعون فيه بمخالفة القانون غير سديد‪''.‬‬
‫لما كان من الثابت في قضية الحال أن قضاة الموضوع بمصادقتهم على تقرير الخبير‬
‫والتصريح بأن األجزاء المشتركة تبقى على حالتها الطبيعية وال يجوز قسمتها باعتبار أن كل‬
‫تقسيم يضر بحقوق األطراف يكونوا قد طبقوا القانون تطبيقا سليما‪ ،‬ومتى كان كذلك استوجب‬
‫الرفض‪.2‬‬

‫‪ -1‬قرار رقم ‪ 458423‬الصادر في ‪ 5113/00/04‬منشور قي مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد ‪ ،5‬سنة ‪ ،5113‬ص‪.528 :‬‬
‫‪ -2‬قرار رقم ‪ 32033‬الصادر بتاريخ ‪ 0001/13/01‬منشور في المجلة القضائية للمحكمة العليا‪ ،‬عدد ‪ ،8‬سنة ‪ ،0000‬ص‪:‬‬
‫‪.82‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫ومنه فال يجوز للمالكين المشتركين أن يقوموا بقسمة األجزاء المشتركة التي يملكونها على‬
‫الشيوع‪ ،‬فيحظر عليهم قسمة البساتين واألفنية والمداخل واألروقة والشرفات المشتركة واألسطح‬
‫واألقبية وممرات الدخول وغيرها من العقارات المبنية وغير المبنية المعدة لالستعمال المشترك‪.‬‬
‫لذلك يجب لفت انتباه األساتذة الموثقين إلى االبتعاد عن تحرير مثل هذه العقود‪ ،‬وكذا‬
‫السادة القضاة من االعتماد على مشاريع القسمة التي يقوم بها الخبراء المنصبة أساسا على هذه‬
‫األجزاء ألن ذلك يعد خرقا للقانون ‪.‬‬
‫وان العبرة في تحديد األجزاء هي بأن تكون هذه األجزاء معدة لالستعمال المشترك لجميع‬
‫المالك‪ ،‬ما لم يوجد في سند الملك ما يخالف ذلك‪.1‬‬
‫إضافة إلى الخصائص التي تناولناها فإن نظام الملكية يتميز عن غيره من األنظمة‬
‫بمجموعة من المزايا والعيوب ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عيوب نظام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/1‬التسيير واإلدارة‬
‫يترتب على توفير السكنات بعدد كبير في المباني الجماعية الصعوبة في تسيير و إدارة هذه‬
‫الملكية على عكس الملكية الفردية‪ ،‬الشيء الذي يمس هذا النظام السيما و أن عدم القيام‬
‫بتسيير و إدارة هذه المباني يؤدي إلى تدهورها ‪ ،‬و بالتالي تتدهور العالقة بين المالكين‪.‬‬
‫‪ -/2‬من الناحية األمنية‬
‫يمثل هذا النظام حالة مستعصية من الجانب األمني بحيث أن ذلك يؤثر على عدة جوانب‬
‫قد تمس بالبناء في حد ذاته‪ ،‬و قد تمس بالمالكين‪ ،‬فالبناء الجماعي الذي يحوي عددا أكبر من‬
‫السكان يمثل خط ار كبي ار عند حدوث الكوارث الطبيعية كالزالزل‪ ،‬حيث تكون نسبة الوفيات‬
‫مرتفعة باإلضافة للحريق و كذا الحروب ‪.2‬‬

‫‪ -1‬حمدي باشا عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02 :‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬دروازي عما ر‪ ،‬آليات إدارة الملكية العقارية المشتركة وحمايتها في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون عقاري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬باتنة‪ ،5110 -5111 ،‬ص‪.10 :‬‬

‫‪06‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/3‬الكثافة السكانية‬
‫ارتفاع نسبة الكثافة السكانية‪ ،‬قد يؤثر على سلوك الفرد النفسي و االجتماعي و األسري‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى ظهور بعض السلوكات على رأسها ارتفاع نسبة الجريمة‪ ،‬حيث أن البناء يخلق‬
‫حالة خطيرة و يؤدي إلى االضطرابات و القلق في المزاج كلما كان البناء مرتفعا خاصة عند‬
‫الشباب وقد شبه علماء االجتماع السكن في البنايات الجماعية و العالية كاإلقامة في السجن‪.1‬‬
‫فبكثرة األبناء في المجتمعات العربية خاصة الجزائر يؤدي إلى نشوب نزاعات قد تصل إلى‬
‫القضاء بين األولياء لمجرد أن األبناء قد تشاجروا فيما بينهم‪ ،‬إضافة إلى كثرة االنحرافات داخل‬
‫األحياء التي تكون فيها المباني بالشكل الجماعي مثل تعاطي المخدرات‪.‬‬
‫‪ -/4‬مدة حياة المباني‬
‫إن الحياة الجماعية نظ ار لكثافة السكان فيها‪ ،‬و باإلضافة إلى نقص الصيانة‪ ،‬قد تعاني من‬
‫قصر مدة اهتالك الشيء الذي سيؤثر سلبا على المواطن و على الدولة على حد سواء‪ ،‬ألن‬
‫المواطن عندما يسعى للحصول على سكن فإنه يرى بأن ذلك سيؤويه مدة حياته و سينتقل إلى‬
‫عقبة سنوات عدة‪ ،‬الشيء الذي يمكن أن نراه في المباني الجماعية و هي ال تستدعي صيانة‬
‫خاصة ودائمة كما هو الحال في المباني الجماعية‪ ،‬هذه األخيرة التي تقدر مدة حياتها‬
‫المتوسطة ب ‪ 21‬سنة‪.‬‬
‫‪ -/5‬التلوث البيئي‬
‫من المعروف أن اجتماع الناس بشكل كثيف في مساحة ضيقة يؤدي بالضرورة إلى تلوث‬
‫هذه المساحة السيما إذا كان غالبية السكان غير مبالين بالتلوث‪ ،‬مما يؤدي إلى انتشار‬
‫األمراض خاصة المتنقلة عن طريق الحيوانات و الحشرات‪ ،‬وقد يكون التلوث بصريا أو‬
‫سمعيا‪ 2،‬و يتمثل التلوث البصري عند النظر للمحيط عندما تكون المباني بشكل غير الئق أو‬
‫غير نظيفة و مصانة بشكل جيد‪ ،‬أما التلوث السمعي فمظاهره تتمثل في االزدحام في الشوارع‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مكي دركوس‪ ،‬الموجز في علم اإلجرام ‪ ،‬د ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪ ،5112 ،‬ص‪000 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.00-01:‬‬

‫‪07‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫و أصوات السيارات‪ ،‬وهذا بالرغم من أن المشرع وضع احتياطات مسبقة لتفادي هاته المظاهر‪،‬‬
‫حيث نص في مادته ‪ 13‬من المرسوم ‪ 034/08‬على أنه ‪":‬تصمم البنايات ذات االستعمال‬
‫‪1‬‬
‫السكني أو المهني و تنجز اعتبا ار لقدرة جدرانها و أراضيها على كتم الصوت‪."...‬‬
‫ثانيا‪ :‬مزايا نظام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/1‬انخفاض كلفة السكن‪:‬‬
‫حيث أنه في مساحة صغيرة أي مساحة مسكن فردي يمكن بناء عدة مساكن مما يؤدي‬
‫إلى إنقاص كلفة األرض التي تحتل نسبة كبيرة من تكلفة السكان‪ ،‬باإلضافة لذلك فإنه السيما‬
‫في المدن الضيقة و التي تكون محصورة و خاصة بالبحر و األرضي الزراعية‪ ،‬فإن هذا النظام‬
‫سيساعد على توفير السكن دون اإلنقاص من األراضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ -/2‬مدة البناء ‪:‬‬
‫باإلضافة للمزية المتعلقة بتوفير السكن بأعداد معتبرة و في حيز ضيق فإن مدة البناء‬
‫الجماعي مقارنة بالبناءات الفردية و بنفس العدد قصيرة‪.‬‬
‫‪ -/3‬وفرة الفضاءات الخارجية ‪:‬‬
‫حيث تتوفر البنايات الجماعية الخاضعة للملكية العقارية المشتركة على فضاءات خارجية‬
‫تتكون من مساحات خضراء ومن مساحات للعب األطفال و الترفيه و التي تعتبر متنفس‬
‫للمالكين قد تؤدي إلى تطور العالقات االجتماعية بينهم و بالتالي تؤدي إلى راحة نفسية‪ ،‬و‬
‫‪2‬‬
‫لكن هذه المزية قد تنتقل إلى عيب إذا لم تتوفر الثقافة الالزمة للحفاظ على هذه المساحات‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم ‪ 034/08‬المؤرخ في ‪ 0008/13/53‬المنظم إلثارة الضجيج‪ (.‬أنظر دروازي عمار)‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.10-13 :‬‬

‫‪08‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الطبيعة القانونية للملكية العقارية المشتركة‬
‫لزيادة تحديد معنى الملكية المشتركة أكثر نتولى تحديد طبيعتها القانونية إضافة إلى طبيعة‬
‫حق الشريك في الملكية المشتركة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التكييف القانوني للملكية المشتركة‬
‫إن المشرع الجزائري قد اعترف بالملكية الخاصة منذ وضع القانون المدني سنة ‪،0032‬‬
‫بعد أن كان إبان االستعمار معظم األراضي والمباني ملك للمستوطنين الفرنسيين‪ ،‬حيث أن‬
‫المستعمر الفرنسي حاول جاهدا امتالك العقارات‪ ،‬ال سيما األراضي الفالحية الخصبة‪ ،‬فوضع‬
‫لذلك عدة قوانين تجعل من اكتساب العقار عبء على الجزائريين إلجبارهم على بيع ممتلكاتهم‬
‫أو االستيالء عليها مباشرة‪.1‬‬
‫وبالرجوع ألحكام القانون المدني فإن الملكية الخاصة أدرجت في المواد ‪ 234‬وما يليها التي‬
‫نصت على أن الملكية إما أن تكون تامة‪ ،‬مجزأة‪ ،‬مشاعة أو مشتركة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الملكية التامة‬
‫هذا النوع من الملكية هو األكثر شيوعا‪،‬ويكون فيه المالك متمتعا بالسلطات الثالث‪ ،‬المتمثلة‬
‫في الحقوق المتفرعة على حق الملكية‪ ،‬وهي حق االستعمال‪ ،‬وحق االستغالل وحق التصرف‪،‬‬
‫فالملك التام إذن هو ملك ذات الشيء ومنفعته معا‪ 2.‬ومن الخصائص األساسية للملك التام‬
‫القدرة على التصرف في العين المملوكة بدون قيود‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬إثبات الملكية العقارية والحقوق العينية في التشريع الجزائري‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار هومة ‪،‬الجزائر‪،5114 ،‬‬
‫ص‪.00-10 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بلحاج العربي‪ ،‬النظريات العامة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬د ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،5110،‬ص‪-055 :‬‬
‫‪.058‬‬

‫‪09‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫والحق في االنتفاع بأي وجه أراد من وجود االنتفاع المشروع‪ ،‬ألن المالك هنا يملك ذات‬
‫العين والمنفعة معا ومن أهم خصائص هذا النوع من الملك أنه ملك مطلق دائم ال يتقيد بزمان‬
‫محدود ما دام الشيء محل الملك قائما‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الملكية المجـزأة‬
‫هي التي يتقاسم فيها مالك الرقبة مع شخص آخر أو أكثر حق االنتفاع أو حق االستعمال‬
‫أو حق سكني وهي حقوق تمكن صاحبها من ممارسة سلطة مباشرة على عقار سواء كان‬
‫مصدرها تصرف قانوني كالعقد‪ .‬أو واقعة مادية كالوفاة أو الحيازة أو االلتصاق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الملكية المشاعـــــــــــة‬
‫هي تلك التي يمتلك فيها الشركاء حصص غير مفرزة كالورثة في الشيوع قبل القسمة‪.2‬‬
‫وبعد أن تطرقنا إلى أنواع الملكية ولتحديد الطبيعة القانونية للملكية المشتركة سوف نقوم‬
‫بتحديد طبيعتها هل هي ملكية تامة أو ملكية ناقصة‪ ،‬أم هي ملكية من نوع خاص‪.‬‬
‫إ ن الملكية المشتركة هي الحالة القانونية التي يكون عليها العقار المبني أو مجموعة‬
‫العقارات المبنية والتي تكون ملكيتها مقسمة إلى حصص بين عدة أشخاص تشتمل كل واحدة‬
‫منها على جزء خاص وحصة في األجزاء المشتركة‪.‬‬
‫فمن خالل الخصائص التي رأيناها سابقا وكذا معرفتنا للملكية التامة نستطيع القول بأن‬
‫الملكية المشتركة قد تمثل ملكية تامة في األجزاء الخاصة التي يمكن اعتبارها كذلك ملكية‬
‫مفرزة‪.‬‬
‫وبما أن الملكية المشتركة تمثــل ملكية تامة في األجـ ـزاء الخاصة فهل يمكن للمالك أن يكون‬
‫متمتعا بالسلطات الثالث؟‬
‫وبالرجوع لنص المادة ‪ 00‬من المرسوم ‪ 222/38‬وما يليها‪ ،‬نجد هناك اختالف بين حقوق‬
‫المالك في الملكية التامة‪ ،‬وحقوقهم في الملكية المشتركة وهذا في األجزاء الخاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي و أدلته‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ط ‪ ،5‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،0032 ،‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ -2‬ليلى زروقي‪ ،‬عمر حمدي باشا‪ ،‬المنازعات العقارية‪ ،‬ط ‪ ،00‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ، 5110 ،‬ص‪.00 :‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫فبالنسبة لالستعمال واالستغالل األجزاء المشتركة‪ ،‬فالمشرع وضع قيودا الستعمالها‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتصرف فيها ال يمكن أن تكون محل لدعوى التقسيم أو بيع بالمزاد العلني‬
‫بمعزل عن األجزاء الخاصة‪ 1.‬ذلك أن الملكية الشائعة وفق نصوص القانون المدني وكذا‬
‫األجزاء الشائعة المملوكة على الشيوع في الملكية المشتركة هي ملكية تامة‪.‬‬
‫أما في الملكية المشتركة فإنها ملكية متصلة بملكية األجزاء الخاصة فإذا فقدت ملكية‬
‫األجزاء الخاصة ألي سبب كان ذهبت معها الملكية المشتركة‪ ،‬أما بالنسبة لألجزاء المشتركة‬
‫في نظام الملكية المشتركة فقد جعل المشرع الشيوع اإلجباري في األجزاء المشتركة حالة دائمة‬
‫‪2‬‬
‫ال تزول إال بزوال البناء‪ ،‬ويتبين من هنا أن الملكية المشتركة هي نوع خاص قائم بحد ذاته‪.‬‬
‫ويتميز عن األنواع األخرى بأنه خاضع لنظام قانوني هو نظام الملكية المشتركة‪ ،‬وتكون‬
‫جماعة الشركاء داخله جمعية تتمتع بالشخصية القانونية‪ ،‬مع وجود مالكين في الملكية المشتركة‬
‫لهم الشخصية المعنوية ال سيما المؤسسات العمومية سواءا كانت خاصة أو عامة وتكون مجبرة‬
‫على الخضوع لنظام الملكية المشتركة‪ 3،‬دون أن يكون لها بعض االمتيازات المعروفة قانونا‬
‫للمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة حق الشريك في الملكية المشتركة‪.‬‬
‫سبق وأن حددنا أن الشريك في الملكية الشائعة يعتبر مالكا لحصته تماما كما نصت المادة‬
‫‪ 304‬من القانون المدني‪ ،‬وبالتالي فإنه يكون صاحب حق عيني على الشيء رغم انتقاد هذا‬
‫الرأي على أساس عدم وجود محل أو شيء مفرز محدد ماديا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪ 222/38‬المؤرخ في ‪ 0038/00/05‬المحدد للقواعد المتعلقة بالملكية المشتركة وتسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0002/10/52‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0002/10/52‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫أما حق الشريك في الملكية المشتركة فهو حق ملكية‪ ،‬و هذا ا الحق يرد على الشيء‬
‫الشائع في مجموعة و ال يتركز في جزء معين منه‪ .‬و هو في ذلك ال يختلف عن حق الشريك‬
‫في الشيوع‪.‬‬
‫و قد أدى اتحاد الهدف العملي في كل من الشيوع اإلجباري و حق االرتفاق إلى اعتقاد‬
‫بعض الفقهاء في أن الشيوع اإلجباري ينطوي على ملكية مفرزة لكل شريك مع تحمل هذه‬
‫الملكية بحق ارتفاق للشركاء اآلخرين‪.‬‬
‫فالهدف العملي المقصود من نظام الملكية المشتركة هو تيسير االنتفاع بالعقارات التي‬
‫يملكها كل من الشركاء ملكية مفرزة و هو ما يمكن الوصول إليه أيضا عن طريق تقرير حق‬
‫ارتفاق على ملكية مفرزة ألحدهم‪ ،‬فمثال يستطيع المتقاسمون بدال من إبقاء الفناء أو الممر أو‬
‫المسقاة مثال في الشيوع‪ ،‬أن يضعوه في نصيب أحدهم مع تقرير حق ارتفاق عليه لفائدة األجزاء‬
‫التي اختص بها الباقون‪.‬‬
‫لكن اتحاد الهدف العملي على هذا النحو ال يعني اتحاد النتائج و لذلك أجمع الفقه و‬
‫القضاء على رفض هذا التصوير للشيوع اإلجباري في الملكية المشتركة‪.‬‬
‫واستقر الفقه و القضاء على أن نظام الملكية المشتركة و حق االرتفاق نظامان قانونيان‬
‫يتميز كل منهما عن األخر و يتجلى هدا االختالف في القواعد اآلتية‪:‬‬
‫‪ -/1‬ال يسقط حق الشريك بعدم االستعمال مهما طالت مدته‪ ،‬و ذلك على خالف حق‬
‫االرتفاق‪.‬‬
‫‪ -/2‬يجوز بشروط محددة لمالك العقار المرتفق طلب نقل االرتفاق من موضعه إلى موضع‬
‫أخر‪ ،‬و هذا الحكم ال محل لتطبيقه في نظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫‪ -/3‬للشريك في الملكية المشتركة أن يستعمل الشيء المشترك في كل ما يتعارض مع الغرض‬
‫المخصص له وبشرط أال يحول ذلك دون استعمال باقي الشركاء لحقوقهم‪ ،‬أما استعمال‬
‫صاحب حق االرتفاق للعقار المرتفق به قاصر على حدود حق االرتفاق المخول له‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/4‬للشريك في الملكية المشتركة الحق في أن يدفع اعتداء الغير على العقار الشائع‪ ،‬أما‬
‫صاحب حق االرتفاق فال صفة له في دفع تعدي الغير ما دام هذا التعدي ال يمس حقه في‬
‫‪1‬‬
‫االرتفاق‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيل إبراهيم سعد ‪ ،‬الحقوق العينية األصلية أحكامها ومصادرها‪ ،‬د ط ‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5110 ،‬ص‪-513 :‬‬
‫‪.513‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نشأة الملكية العقارية المشتركة‬
‫إن التكريس العلمي للملكية المشتركة في العقار المبني لالشتراك من خالل االتجاه‬
‫الجماعي نحو إنشاء المزيد من البنايات المشتركة‪ ،‬و الممارسة الفعلية لهذا األسلوب الجديد من‬
‫العيش بداخلها‪ ،‬والذي ساهم في تأسيس واقع قائم بحد ذاته ينضج من خالل سوء العالقات و‬
‫روابط عدة بين سكان هذه التجمعات مع بعضهم و حتى مع غيرهم‪ ،‬هو أيضا الذي جعل من‬
‫ضرورة إلقاء نظرة شاملة على هذه الشراكة أم ار مفروضا ال بد منه كي يتسنى هذه األخيرة من‬
‫كل نواحيها بشكل دقيق وواضح‪.‬‬
‫ومن هنا سنتطرق في هذا المبحث إلى التطور التاريخي للملكية العقارية المشتركة إضافة‬
‫إلى التطور القانوني لها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التطور التاريخي للملكية العقارية المشتركة‬


‫نتناول في التطور التاريخي للملكية المشتركة مرحلة ما قبل االحتالل الفرنسي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫مرحلة االحتالل الفرنسي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرحلة ما قبل االحتالل الفرنسي‬
‫باستقراء مختلف الدراسات المتعلقة بهذا الجانب‪ ،‬فإنه ال يوجد ما يوضح صور الملكية‬
‫المشتركة في هذه المرحلة عدا أن الملكية كانت تحكمها الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫و لئن كان الفقه اإلسالمي قد ساهم مباشرة في التطور التشريعي للملكية المشتركة‪ ،‬بتقسيم‬
‫البناء إلى طبقات‪ ،‬فإنه على ذلك ما يسمى بالجوار الرأسي بين صاحب العلو أو لصاحب‬
‫السفل‪.1‬‬
‫حيث أجمع الفقهاء أنه ال يجوز لصاحب العلو أو لصاحب السفل أن يتصرف في ملكه‬
‫تصرفا يلحق ضرر فاحشا باألخر ذلك أن ملك أحدهما ليس خالصا له فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬العربي بالحاج المرجع السابق‪ ،‬ص‪.022:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫كما أن حق أحدهما على األخر مقيد بعدم اإلضرار بحقوق الطرف األخر‪ ،‬فإن أقام‬
‫صاحب بناء بهدم بنائه‪ ،‬ألزم بإقامته من جديد قضائيا‪ ،‬غير أن في حالة إقامة صاحب العلو‬
‫ألساس البناء ثم بناه من غير إذن صاحب السفل ومن غير اللجوء إلى القضاء‪ ،‬فهو في حكم‬
‫المتبرع وهذه الصفة إذا خلعت على صاحب العلو‪ ،‬حرمته الرجوع على صاحب السفل بقيمة‬
‫البناء أو بنفقاته‪.‬‬
‫أما إذا تهدم بناء العلو بفعل مالكه أو خارج عن إرادته ال يلزمه إعادة البناء‪ ،‬ألن ذلك‬
‫‪1‬‬
‫يلحق ضرار بالسفل‪.‬‬
‫لكن ما كان محل مناقشة فقهية هو إمكانية بيع العلو من غير بناء‪ ،‬حيث أنه عند‬
‫المالكية يجوز بيع حق التعلية أثناء البناء‪ ،‬بل يجوز أيضا بيعه قبل البناء‪ ،‬ألن بيع الهواء‬
‫جائز أما عند الحنفية فحق التعلية ال يجوز بيعه إال مع البناء فمن باعه من غير بناء وقع‬
‫‪2‬‬
‫تصرفه باطال ألن الهواء ليس بمال يحاز بما يمكن من بيعه و شرائه‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مرحلة االحتالل الفرنسي‬
‫إن السياسة العقارية المخططة في العهد االستعماري جد متناقضة‪ ،‬ذلك أن فرنسا و منذ‬
‫دخولها للجزائر تفكر في توفير عقارات للمعمرين‪ ،‬و تطبيق القانون الفرنسي على الملكية في‬
‫الجزائر خاصة على األمالك الشاغرة‪ ،‬كما أن السلطة الفرنسية أبرزت التشريع العقاري الفرنسي‬
‫بهدف فرنسة العقار‪.‬‬
‫وقد صدر القانون المؤرخ في ‪ 0338/13/52‬المعروف بمشروع ورنيير (‪) Warner‬‬
‫المتضمن إقامة األمالك العقارية و صيانتها في األوطان الجزائرية‪ ،‬والذي كان يهدف إلى‬
‫‪3‬‬
‫فرنسة شاملة لألراضي و العقارات المبنية‪ ،‬دون النظر لألحكام و األعراف المحلية السائدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.03 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح تقية ‪ ،‬المختصر في الفقه المدني من خالل أحكام الفقه اإلسالمي ‪ ،‬د ط ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0003 ،‬ص ‪.23 -22:‬‬
‫‪ -3‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.03 :‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫ولئن يخضع العقار في الجزائر للنظام القانوني الفرنسي السائد فإن هذا يحتم معرفة التشريع‬
‫الفرنسي بالملكية المشتركة ‪ .‬حيث و بصدور القانون المدني الفرنسي في القرن ‪ 03‬ثم االعتناء‬
‫بتوزيع تكليف البناء‪ ،‬الترميمات المحدثة على مستوى العقار المبني‪.‬‬
‫و مع تبني أسلوب التعايش المشترك ضمن إطار الملكية المشتركة أصبحت تشهد تنامي‬
‫وبروز البناءات الجماعية ذات الشقق وظهر عجز القانون المدني الفرنسي عن مواكبة‬
‫‪1‬‬
‫التطورات االقتصادية لذلك تدخل المشرع الفرنسي و أصدر قانون ‪ 53‬جوان ‪.0083‬‬
‫والذي أقر فصلين جاء بنظامين منطويين على حلين اثنين‪ ،‬فإما تأسيس شركة بناء تعطي‬
‫لشركائها االستفادة بالشقق حسب عدد الحصص و األسهم التي يحوزونها و إما أن يتم تبني‬
‫‪2‬‬
‫نظام الملكية المشتركة في الشقق‪.‬‬
‫ولذلك فإن الملكية المشتركة في فترة االحتالل الفرنسي‪ ،‬أضحت ظاهرة اجتماعية تعنى‬
‫‪3‬‬
‫بأهمية كبيرة‪ ،‬ولذلك بخضوعها للمقاييس المطبقة في فرنسا‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التطور القانوني للملكية العقارية المشتركة ‪:‬‬


‫نتناول التطور القانوني مرحلة ما بعد االستقالل في الفروع التالية ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬من سنة ‪1692‬إلى ما قبل القانون المدني‪:‬وهي المرحلة التي بقيت القوانين‬
‫القديمة سارية المفعول‪ ،‬وذلك بصدور القانون رقم ‪ 023/25‬الذي قضى باستمرار العمل‬
‫‪4‬‬
‫بالتشريعات الفرنسية إال ما كان منها مخالفا للسيادة الوطنية للدولة الجزائرية‪.‬‬
‫وعليه طبق هذه الفترة قانون ‪ ،0083/12/53‬إذا نتج عن المغادرة الجماعية لألوروبيين‬
‫شغر عدد كبير من السكنات الفردية و الجماعية والتي سميت باألمالك الشاغرة ‪ ،‬لتصبح فيما‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بن شارف خديجة‪ ،‬ملكية الشقق‪ ،‬بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬معهد العلوم القانونية والسياسة ‪ ،‬عنابة‪.‬‬
‫سبتمبر ‪ ،0033‬ص‪.01:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بن شارف خديجة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪00 :‬‬
‫‪ -3‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪51 :‬‬
‫‪ -4‬األمر رقم ‪ ، 023/25‬المؤرخ في ‪ 0025/05/80‬المتعلق بتمديد التشريع إلى غاية صدور تشريع الجديد‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫بعد مشغولة من طرف المواطنين الجزائريين و سميت أمالك الدولة‪ ،‬بموجب األمر رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪.015/22‬‬
‫وبتاريخ ‪ 58‬أفريل ‪ 0023‬صدر المرسوم رقم ‪ 33/23‬والذي كان من بين أهم أحكامه إلزام‬
‫شاغلي كل عقار مبني لالشتراك‪ ،‬مؤلف من محالت معدة للسكن أو لممارسة حرف مهنية‬
‫بتأسيس نقابة لهم متمتعة بالشخصية المدنية‪ ،‬مكونة من جمعية ووكيل مكلف بمراقبة تسيير‬
‫‪2‬‬
‫شؤون هذا العقار‪.‬‬
‫إال أنه فرض على شاغل المحل أن يقوم بصيانة المكان الذي يشغله ‪،‬و بإجراء‬
‫اإلصالحات التي يتطلبها و ذلك على نفقته الخاصة مع ضرورة إعالم مصلحة التسيير بكل‬
‫طارئ يستلزم تدخلها‪.‬‬
‫ك ما أنه أجاز للدولة أن تقدم بإخراج الشغالين من محالتهم رغما عنهم بعد أن توفر لهم‬
‫محالت بديلة وذلك إذا ما أرادت إنجاز أشغال من شأنها تمتين العقار المبني أو تحسين‬
‫‪3‬‬
‫ظروف العيش فيها‪.‬‬
‫وقد صدر أيضا مرسوم رقم ‪ ،35/38‬و تنص إجراءاته على مبدأ بيع السكنات الجديدة‬
‫في إطار الملكية المشتركة‪.‬‬
‫فبعد صدور هذا المرسوم المتمثل في " بناء عقارات جماعية للتمليك " لفائدة الموفرين‬
‫لدى الصندوق الوطني للتوفير و االحتياط و المحدد لشروط بيع المساكن الجديدة من طرف‬
‫المؤسسات العمومية بغرض ترقية المباني الجماعية‪ ،‬حيث يعتبر هذا المرسوم بداية فعلية‬
‫سمحت للمواطنين الجزائريين بإمكانية تملك مبان جديدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ ، 015/22‬المؤرخ في ‪ 0022/12/12‬المتضمن انتقال األمالك الشاغرة إلى الدولة (جريدة رسمية رقم‬
‫‪. )22/82‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪ .33/23‬المؤرخ في ‪ 0023/14/58‬المتضمن القانون األساسي الخاص شغل العمارات المستعملة للسكن أو‬
‫الحرف المهنية والتي انتقلت ملكيتها إلى الدولة بموجب األمر ‪.015/22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 50:‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫و المالحظ على أن هذا المرسوم اشترط على المالك بعد تسلمهم للمساكن إخضاعها‬
‫لنظام الملكية المشتركة‪ ،‬و يكون هنا القانون الواجب التطبيق هو القانون الفرنسي حسب ما تم‬
‫‪1‬‬
‫ذكره سابقا المتمثل في العمل بالقوانين الفرنسية ما لم تتعارض مع السيادة الوطنية‪.‬‬
‫و بعد شهر من صدور هذا المرسوم صدر األمر ‪ 50/38‬الذي ألغى القانون ‪023/25‬‬
‫ابتداء من ‪ 12‬جويلية ‪.0032‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬من سنة ‪ 1695‬إلى سنة ‪1663‬‬
‫تميزت هذه الفترة بصدور عدة نصوص قانونية ساهمت في تطوير تشريع الملكية‬
‫المشتركة‪ ،‬نبدؤها بصدور األمر ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 52‬سبتمبر ‪ 0032‬والذي خصص ما‬
‫يناهز ‪ 81‬مادة لدراسة موضوع الملكية المشتركة إذا تأثر المشرع الجزائري فيها تأث ار واضحا‬
‫بالقانون الفرنسي‪.‬‬
‫حيث أخذ منه جل األحكام‪ ،‬وصاغها في مواده مستبعد بذلك ما جاء به الفقه اإلسالمي‬
‫‪2‬‬
‫الذي تبني نظام ملكية الطبقات‪.‬‬
‫وتلي ذلك صدور األمر رقم ‪ 05/32‬المؤرخ في ‪ 0032/01/58‬و الذي نص على‬
‫"إنشاء تعاونيات عقارية" كشركات أشخاص مدنية‪ ،‬تهدف للمساعدة في الحصول على ملكية‬
‫سكن عائلي‪ ،‬وفق نمط يتميز بتكوين شركة أشخاص مدنية طبقا لنص المادة األولى منه‪:‬‬
‫" يؤسس النظام التعاوني الخاضع لألحكام التالية و ذلك لتجسيد الحق المفتوح لكل رب عائلة‬
‫الكتساب مسكنه الشخصي بكامل الملكية‪".‬‬
‫و لقد حدد المشرع في هذا األمر أن الشركة يمكنها إما البناء لفائدة الشركاء أو الش ارء من‬
‫عند مكاتب الترقية و التسيير العقاري لبناءات فردية أو جماعية‪ ،‬و قد نص المشرع على وجود‬
‫نظام للملكية العقارية المشتركة في حالة اتفاق الشركاء على البناء الجماعي‪ 3،‬و تم النص على‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ ،35/38‬المؤرخ في ‪ ، 0038/12/12‬المتضمن شروط بيع المساكن الجديدة (جريدة رسمية رقم ‪.)38/22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ .05/32‬المؤرخ في ‪ ، 0032/00/58‬يتعلق بتنظيم التعاون العقاري (جريدة رسمية رقم ‪. )33/05‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫ذلك في عدة مواد من األمر السيما المواد ‪ 04‬الفقرة ‪ 12‬وكذا المادة ‪ 23‬الفقرة ‪ 01‬هذه األخيرة‬
‫أوجبت على الشركاء إعداد نظام الملكية العقارية المشتركة حسب النموذج القانوني الذي صدر‬
‫وفق المرسوم ‪ 042/32‬المؤرخ في ‪ 58‬أكتوبر ‪.0032‬‬
‫والذي تطرق لنظام الملكية المشتركة كاتفاقية جماعية‪ ،‬بين الشركاء في الملك ضم حوالي‬
‫‪1‬‬
‫‪ 044‬مادة ‪.‬‬
‫وقد تميزت هذه المرحلة بوجود نصوص قانونية تهدف للتنازل عن بعض األنواع من‬
‫العقارات التابعة لألمالك الوطنية للمواطنين وفقا إلجراءات معينة وذلك قصد تمليكهم لهذه‬
‫العقارات‪.‬‬
‫وهكذا صدر قانون ‪ 10/30‬المؤرخ في ‪ 0030/15/13‬والذي حدد أنواع العقارات‬
‫القابلة للتنازل عنها‪ ،‬وشروط للمستفيدين بها و كيفية تقويم قيمة األمالك والتنازل عنها وتسليم‬
‫عقود للبيع للمستفيدين‪ ،‬حيث أن هذا التنازل يتم بموجب عقد إداري تحرره مصلحة أمالك‬
‫‪2‬‬
‫الدولة والشؤون العقارية للوالية وهو معفى من كل الرسوم والحقوق‪.‬‬
‫و سمحت عملية التنازل عن أمالك الدولة لمستأجري األمالك التابعة لدواوين الترقية و‬
‫التسيير العقاري‪ ،‬وكذا بعض الهيئات العمومية األخرى بإمكانية تملك مساكنهم المستأجرة وفق‬
‫صيغة التنازل من جهة‪ ،‬وكذا المصدر األساسي للملكية المشتركة بالنظر للعدد الكبير الذي تم‬
‫‪3‬‬
‫التنازل عنه‪ ،‬خاصة ما تعلق باألماكن المعدة للسكن و المبنية على شكل عمارات جماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 042/32‬المؤرخ في ‪ ، 0032/00/58‬المتضمن النظام النموذجي للملكية المشتركة للعقارات المبنية‬
‫ولمجموع العقارات المقسمة إلى أجزاء (جريدة رسمية رقم ‪.)33/05‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد الحفيظ بن عبيدة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.85 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- -‬القانون رقم ‪ 10/30‬المؤرخ في ‪ ،0030/15/13‬المتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكني أو‬
‫المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة والجماعات المحلية المعدل بالقانون ‪ 15/38‬وباألمر ‪ . 15/38‬وبالقانون رقم‬
‫‪.18/32‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫و قد روج آنذاك أن سبب صدور هذا القانون تمحور حول صعوبة تسيير هذه الثروة‬
‫العقارية من طرف المؤسسات العمومية باإلضافة إلى تمكين كل مواطن من امتالك المسكن‬
‫الذي يستأجره ‪ 1،‬و هو ما يوحي بأن السبب كان اقتصاديا و اجتماعيا‪.‬‬
‫أما السبب السياسي كان له الدور األكبر المتمثل في بداية ظهور البوادر األولى لتخلي‬
‫الدولة عن االشتراكية التي تأخذ كأساس لها ملكية الدولة لكل شيء‪،‬السيما و أن تكاليف تسيير‬
‫هذه العقارات التي أخذت كذريعة للتنازل و بقيت حتى بعد هذه العملية وفي معظم المناطق‬
‫تتكفل بها دواوين الترقية و التسيير العقاري‪ ،‬حيث أن مازالت تقوم بعملية صيانة األجزاء‬
‫‪2‬‬
‫المشتركة و المحافظة عليها تأخذ على عاتقها هذه العملية السيما في صيانة األجزاء المشتركة‬
‫وبتاريخ ‪ 0038/05/05‬تم إصدار المرسوم رقم ‪ 222/38‬الذي ألغى المرسوم رقم‬
‫‪ ،042/32‬وتضمن قرابة ‪ 28‬مادة تنظم الملكية المشتركة وتبين في إطار أحكام المادة ‪343‬‬
‫من األمر رقم ‪ 23/32‬مصير األجزاء المشتركة واألجزاء الخاصة و شروط االنتقاع وكذا‬
‫‪3‬‬
‫القواعد المتعلقة بإدارة هذه األجزاء وتسييرها‪.‬‬
‫ثم صدر في منتصف الثمانينات قانون رقم ‪ 13/32‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ 0032‬يتعلق‬
‫بالترقية العقارية وضبط القواعد الخاصة بعملياتها‪.‬‬
‫وقد جاء هذا القانون نظ ار للنمو الديمغرافي المتزايد‪ ،‬الذي انجر عنه تزايد طلبات الحصول‬
‫على السكن بكل أشكاله إيجاري و تمليكي بات من الضروري على الدولة إيجاد آليات جديدة‬
‫تحد من تزايد الطلبات‪ ،‬السيما لفئة المواطنين الذين لهم بعض اإلمكانيات المالية و متوسطي‬
‫الدخل و هذا من أجل بناء عمارات أو مجموعات تستعمل في السكن من أجل سد الحاجات‬
‫العائلية الذاتية‪ ،‬أو للبيع أو لإليجار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الكريم بودريوة ‪ ،‬أثر تنازل الدولة عن أمالكها في تسيير الملكية المشتركة ‪ ،‬مداخلة ألقيت بالملتقى الدولي للتسيير‬
‫العقاري ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬جوان‪.5113 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.54 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬المرسوم رقم ‪ 222/38‬المؤرخ في ‪ 0038/05/05‬المحدد للقواعد المتعلقة بالملكية وتسيير العمارات الجماعية‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫و قد سمح لألشخاص الطبيعية الخاصة أن يمارسوا مهنة الترقية العقارية‪ ،1‬على عكس‬
‫المرسوم ‪ 35/38‬الذي حصر عمليات الترقية على المؤسسات العمومية‪ ،2‬باإلضافة إلى أنه‬
‫وفق نص المادة ‪ 12‬شجع على أن تكون عمليات الترقية العقارية من النمط الجماعي و شبه‬
‫الجماعي‪.‬‬
‫و المالحظ على هذا القانون أنه لم يشر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على إجبار المرقي‬
‫والمستفيدين إلخضاع المباني الجماعية لنظام الملكية المشتركة‪ ،‬وفرضه على جميع المالكين‪.‬‬
‫وكذلك لم يخصص هذه العملية للبيع فقط بل وسعها كذلك للبناء قصد اإليجار و كذا لسد‬
‫الحاجيات العائلية الذاتية‪ ،‬هذه األخيرة التي تمكن أفراد أي عائلة من القيام بالترقية العقارية‬
‫ألفرادها التي يمكن اعتبارها أيضا كمصدر منفصل إلمكانية وجود الملكية المشتركة في هذا‬
‫النوع‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬من سنة ‪ 1663‬إلى ما بعد صدور مرسوم ‪56/64‬‬
‫إن النظام الذي جاء به دستور ‪ 30‬مخالف تماما لما كان عليه نظام الحكم سابقا‪ ،‬ذلك‬
‫أنه أعلن عن إعادة تحديد دور السلطات العمومية بتقليص مجال تدخلها في الميادين المرتبطة‬
‫بالسيادة من جهة‪ ،‬وتلك المتعلقة بتحقيق المصلحة العامة من جهة أخرى وهذا التفسير أظهر‬
‫ضعف محدود وعدم نجاعة القانون ‪ 13/32‬ألنه عرقل عملية الترقية العقارية ‪ 3،‬لذلك تم إلغاؤه‬
‫بعد ‪ 3‬سنوات من دخوله حيز التطبيق بموجب نص المادة ‪ 81‬من المرسوم التشريعي ‪18/08‬‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ 0008‬الذي خصص في الفصل الرابع من الملكية المشتركة‬
‫وبالخصوص إدارتها‪ ،4‬وعلى أساس الغموض الذي بقي سائدا فيما يخص اإلدارة وتسيير‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 13/32‬المؤرخ في ‪ ، 0032/18/14‬المتعلق بالترقية العقارية وضبط األمالك لقواعد الخاصة بعملياتها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪ 35/38‬المؤرخ في ‪ ،0038/13/10‬المتضمن شروط بيع المساكن الجديدة من قبل الهيئات العمومية القائمة‬
‫بتأسيس البنايات الجماعية و المجموعات السكنية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪54 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المرسوم التشريعي ‪ ، 18/08‬المؤرخ في ‪ 0008/18/10‬المتعلق بالنشاط العقاري‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫الملكية المشتركة فقد جاء المرسوم ‪ 222/38‬حيث أوضح أنه لرئيس المحكمة المختصة الذي‬
‫يوجد به موقع البناية تسليم أمر على ذيل عريضة‪ ،‬بناءا على طلب الشريك في الملك بإدارة‬
‫الملكية المشتركة وذلك بتعليقه في مدخل العمارة ‪ .‬نسخة مصادق عليها مع إعالم المصالح‬
‫‪1‬‬
‫المعنية بذلك‪ ،‬وبهذا يحل الشريك في الملكية محل أجهزتها‪.‬‬
‫وفي ما يخص إدارة األمالك العقارية‪ ،‬فإنه صدر مرسوم تنفيذي رقم ‪ 024/03‬حدد‬
‫شروط إدارة وتسيير األمالك العقارية لصالح الغير والقانون األساسي لمصرفي األمالك العقارية‬
‫حيث يكون المتصرف شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬خاضع العتماد وبحوزته محل وسجل تجاري‬
‫‪2‬‬
‫ويشكل نشاطه مهنة حرة منظمة بموجب عقد‪ ،‬كما قد يكلف بإدارة عمارة أو مجموعة عمارات‪.‬‬
‫إضافة على ما سبق فقد اتخذت الجزائر مصادر أخرى للملكية العقارية المشتركة جاءت‬
‫إثر التطورات القانونية‬
‫أوال‪ :‬البيع باإليجار‬
‫لقد عرفت الجزائر هذا النوع من النظام الذي يؤدي إلى تمليك المساكن الجديدة بعد مرور‬
‫مدة زمنية‪ ،‬و لذلك فإن البيع باإليجار تم اإلشارة إليه في المرسوم ‪ 35/38‬و لكن بشكل أخر‪،‬‬
‫حيث ذكرت المادة ‪ 12‬من المرسوم المذكور بأنه يمكن تسديد مبلغ الشراء كأقساط وفقا لصيغة‬
‫اإليجار المملك‪.‬‬
‫و كذلك تم اإل شارة لهذه الصيغة في المباني المبيعة عن طريق دواوين الترقية و التسيير‬
‫العقاري مع أحكام البيع باإليجار التي صاغها المشرع بالمرسوم التنفيذي ‪ 012/10‬المؤرخ في‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،20/04‬المؤرخ في ‪ . 0004/18/13‬يعدل ويتمم المرسوم رقم ‪222/28‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،024/03‬المؤرخ ‪ 0003/12/01‬المتعلق بإدارة األمالك العقارية ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ 5110/14/58‬و المحدد لشروط شراء المساكن المنجزة بأموال عمومية في إطار البيع‬
‫باإليجار و كيفيات ذلك ‪.1‬‬
‫و كلفت بهذه العملية الوكالة الوطنية لتحسين و تطوير السكن‪ ،‬حيث بدأت هذه الوكالة‬
‫بالتعاقد مع الشركات األجنبية ‪ ،‬و ابتداء من هذه الفترة عرفت المباني في الجزائر السيما في‬
‫المدن الكبرى نوعية من حيث عدد الطوابق فحددت من ‪ 10‬إلى ‪ 51‬طابقا و كذا من نوعية‬
‫البناء و استعمال التجهيزات و على رأسها المصاعد التي تعتبر من أكبر المشاكل التي إذا لم‬
‫يتم صيانتها و المحافظة عليها من طرف الشاغلين سيؤدي ذلك إلى تعطيلها و إصالحها قد‬
‫يكون عبئا كبي ار على المالك في المستقبل بعد انتهاء مدة تسيير هذه المباني و صيانتها من‬
‫طرف الوكالة‪.‬‬
‫و يمكن القول أن هذه المباني نظ ار لعلوها و التجهيزات التي تحتوي عليها و كثرة السكان‬
‫فيما يمكن أن تحتوي العمارة الواحدة على ‪ 21‬مسكن‪.‬‬
‫فإذا افترضنا أن معدل العائلة الواحدة التي تسكن المسكن تتكون من ‪ 4‬أفراد فإن المجموع‬
‫سيكون ‪ 541‬فردا و كل حي يتكون من ‪ 01‬عمارات على األقل‪ ،‬كما هو الحال في الجزائر‬
‫العاصمة إذا المجموع الكلي ألفراد الحي قد يصل إلى ‪ 5411‬في مساحة ال تتعدى ‪ 01‬أي أننا‬
‫أمام تجمع سكاني ضخم‪ ،‬يستوجب السعي بكل الطرق لتنظيم الملكية المشتركة وهو الشيء‬
‫الذي أدى بالوكالة الوطنية لتحسين و تطوير السكن لتأخذ على عاتقها مهمة المتصرف لغاية‬
‫‪2‬‬
‫انتقال الملكية للمستفيدين أي بعد تسديد كل األقساط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪012/10‬المؤرخ في ‪ 5110/14/58‬المحدد لشروط شراء المساكن بأموال‬
‫عمومية في إطار البيع باإليجار و كيفيات ذلك على أنه ‪:‬البيع باإليجار صيغة تسمح بالحصول على سكن بعد اإلقرار بشرائه‬
‫بملكية تامة‪ ،‬بعد انقضاء مدة اإليجار المحددة في إطار عقد مكتوب ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ليلى بورنان ‪ ،‬التسيير العقاري داخل الوكالة الوطنية لتحسين وتطوير السكن‪ ،‬مداخلة ألقيت بالملتقى الوطني للتسيير‬
‫العقاري ‪ ،‬الجزائر ‪.5113 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫ثانيا ‪ :‬صيغة السكن االجتماعي التساهمي‬
‫نظ ار لتفاقم أزمة السكن و االرتفاع المذهل للطلبات السيما ابتداء من سنة ‪ 5111‬من‬
‫جهة‪ ،‬و عدم كفاية ما يخص اإليجار و التمليك من جهة أخرى‪ ،‬ارتأت الدولة صيغة جديدة‬
‫تحد من تكلفة الحصول على سكن بالنسبة للمالك و الدولة تمثلت في صيغة السكن االجتماعي‬
‫التساهمي‪ ،‬وتتميز هذه الصيغة بمساهمة الدولة بنسبة من تكاليف السكن عن طريق الصندوق‬
‫الوطني للسكن‪ ،‬أما الباقي فيقدمه المستفيد من العملية على ثالث مراحل في أقصى تقدير‪.‬‬
‫ومنه نرى أن معظم المباني المنجزة في هذا اإلطار هي مبان جماعية مما يجعلها مصدر‬
‫أساسي من مصادر الملكية المشتركة‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬صيغة الصندوق الوطني لمعادلة الخدمات االجتماعية‬
‫تعتبر هذه الصيغة خاصة كونها تمس فئة العمال فقط‪ ،‬فقد تم إنشاء الصندوق الوطني‬
‫لمعادلة الخدمات االجتماعية سنة ‪ ،0038‬إلى حد اآلن ببناء المساكن كلها بشكل جماعي‬
‫و موجهة للبيع مباشرة ‪ ،‬مما يجعل هذه الصيغة إحدى مصادر الملكية العقارية المشتركة‬
‫والجدير بالذكر أن هذه الصيغة قد تم اعتمادها كذلك للحد من أزمة السكن‪ ،‬وهذا بمساهمة‬
‫العمال من جهة‪ ،‬وكذا الصندوق الوطني للسكن من جهة أخرى‪ ،‬مع مالحظة أن صندوق‬
‫معادلة الخدمات االجتماعية هو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري تحت وصاية‬
‫و ازرة الشؤون االجتماعية‪.‬‬
‫و بذلك تعتبر باإلضافة للمرقين الخواص‪ ،‬وكذا البلديات و الصندوق الوطني للتوفير‬
‫و االحتياط‪ ،‬المؤسسات الوحيدة التي ال تتبع و ازرة السكن كونها الوصية الوحيدة المكلفة بإنجاز‬
‫‪1‬‬
‫المباني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬دروازي عما ر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.53:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫رابعا ‪ :‬البيع وفق التصاميم‬
‫ظهرت هذه الصيغة سنة ‪ 0008‬وفق المرسوم التشريعي ‪ 18/08‬المؤرخ في أول مارس‬
‫‪ 0008‬المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬
‫هذا المرسوم الذي صدر في فترة عرفت فيها الجزائر نظ ار للظروف التي أوجبتها المرحلة‬
‫صدور كل القوانين على شكل مراسيم تشريعية‪ ،‬بحيث نظم هذا المرسوم التشريعي باإلضافة‬
‫للبيع وفق التصاميم كذلك إيجار المباني و قد عدل الكثير من النصوص المتعلقة بالعالقة بين‬
‫‪1‬‬
‫المستأجر و المؤجر‪ ،‬و التي كانت منظمة في القانون المدني‪.‬‬
‫فقد نصت المادة ‪ 54‬منه على أنه‪" :‬يجب أن تخضع إدارة الملكية المشتركة للبنايات‬
‫الجماعية أو لتجمعات المساكن لنظام الملكية المشتركة الذي يفرض على جميع المالكين‬
‫المشتركين‪".‬‬
‫و قد جاء بإجراء جديد فيما يخص إدارة الملكية العقارية المشتركة حيث أقرت المادة ‪52‬‬
‫منه أيضا على أنه‪ " :‬يمكن أن تنفذ إدارة الملكية المشتركة بعناية أحد المالكين المشتركين على‬
‫األقل‪ ،‬بصرف النظر عن أحكام المادتين ‪ 322‬مكرر ‪ 5‬و ‪ 322‬مكرر ‪ 8‬من األمر ‪23/32‬‬
‫المؤرخ في ‪.2".......0032/10/52‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بموجب مرسوم تشريعي ‪ 18/08‬لم يضع البيع وفق التصاميم ‪ ،‬فقد عرفته المادة ‪ 53‬من قانون ‪ 14/00‬التي نصت‬
‫على أنه العقد الذي يتضمن ويكرس تحويل حقوق األرض وملكية البيانات من طرف المرقى العقاري لفائدة المكتتب موازاة مع‬
‫تقدم األشغال ‪ ،‬وفي المقابل يلتزم في المكتتب كلما تقدم اإليجار بدفع الثمن ‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسوم ‪ ، 18/08‬المؤرخ في ‪ 0008/18/10‬المتعلق بالنشاط العقاري ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مشتمالت الملكية العقارية المشتركة‬
‫تتكون مشتمالت الملكية العقارية المشتركة من أجزاء عامة وأجزاء خاصة ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األجزاء الخاصة‬


‫سنتطرق إلى تعريف األجزاء الخاصة للملكية العقارية المشتركة ثم إلى تعيين هاته األجزاء‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف األجزاء الخاصة‬
‫تنص المادة ‪ 15‬من المرسوم ‪ 222/38‬على أن ‪":‬األجزاء الخاصة هي األجزاء التي‬
‫يملكها مقسمة لكل شريك في الملكية له دون غيره أي المحالت التي تشملها حصته أو‬
‫‪1‬‬
‫حصصه مع جميع المرافق التابعة له‪".‬‬
‫فمن خالل هاته المادة فإن األجزاء الخاصة اي الطبقات والشقق‪ ،‬ولكل طبقة أو شقة مالك‬
‫‪2‬‬
‫يستقل بها‪.‬‬
‫كما يطلق على األجزاء الخاصة بالملكية المفرزة ألنها تخضع لكافة أحكام الملكية فيكون‬
‫‪3‬‬
‫للمالك حق االستغالل و االستعمال والتصرف في ملكه‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تعيين األجزاء الخاصة‬
‫تنص المادة ‪ 344‬من القانون المدني "تعتبر أجزاء خاصة‪ ،‬أجزاء العقارات المبينة أو‬
‫غير المبينة والمملوكة بالتقسيم لكل واحد من المالك الشركاء بغرض االستعمال الشخصي‬
‫والخاص‪.‬‬
‫وتعد أجزاء خاصة ‪:‬‬
‫‪ -‬كل من تبليط األرض و األرضية والتغطية‬
‫‪ -‬األسقف و االحواش باستثناء الجدران األساسية في البناء ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 222/38‬المؤرخ في ‪ 0038/00/05‬المحدد للقواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني – حق الملكية‪ ،-‬ج ‪ ،2‬د ط‪ ،‬دار أحياء التراث العربي ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،5114 ،‬ص‪.003 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أنور طلبة ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬د ط ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،0003 ،‬ص‪.041 :‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -‬الحواجز الداخلية وأبوابها ‪.‬‬
‫‪ -‬أبواب المساطح والنوافذ و األبواب النافذة و معالق الشبابيك والمصارع أو الستائر وتوابعها‪.‬‬
‫‪ -‬قضبان النوافذ و الدرابيز الحديدية للشرفات‪.‬‬
‫‪ -‬الطالء الداخلي للحيطان‪ ،‬و الحواجز مهما كانت‪.‬‬
‫‪ -‬األنابيب الداخلية و منحنيات التوصيل الخاصة باألجهزة من مجموع الحنفيات و اللوازم‬
‫المتصلة بها‪.‬‬
‫‪ -‬إطار و أعلى المداخن و الخزائن‪ ،‬و الخزائن المموهة ‪.‬‬
‫‪ -‬األدوات الصحية للحمامات و المغسلة و المرحاض ‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات المطبخ ‪.‬‬
‫‪ -‬األدوات الخاصة للتدفئة والماء الساخن التي يمكن أن توجد داخل المحل الخاص ‪.‬‬
‫* األجزاء المشتركة الفاصلة‪:‬‬
‫وتعتبر مشتركة بين الشركاء المتجاورين الحواجز أو الحيطان الفاصلة في المحالت‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة دون الجدران األساسية في البناء‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األجزاء المشتركة‬


‫سنتطرق إلى تعريف األجزاء المشتركة و آليات تحديد أجزاء المشتركة ثم أخي ار إلى‬
‫أصناف األجزاء المشتركة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف األجزاء المشتركة‬
‫تنص المادة ‪ 12‬من المرسوم المذكور على أن ‪ ":‬األجزاء المشتركة هي األجزاء التي‬
‫يملكها على الشيوع جميع الشركاء في الملك كل حسب الحصة العائدة إلى كل سهم‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0032/10/52‬المتضمن القانون المدني (الجريدة الرسمية العدد ‪33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫والمخصصة لجميع الشركاء أو كثير منهم قصد استعمالها أو االنتفاع بها و األجزاء المشتركة‬
‫مقسمة حسب الحاالت إلى ثالث أصناف‪.1‬‬
‫فنستنتج من هذه المادة أن األجزاء هي التي ال يجوز ألي مالك التصرف فيها أي المعدة‬
‫‪2‬‬
‫لالستعمال المشترك بين الجميع‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 342‬من القانون المدني '' تعتبر أجزاء مشتركة أجزاء العقارات المبنية وغير‬
‫المبنية التي يملكها على الشيوع كافة المالكين المشتركين أو األكبر عدد منهم ‪.‬‬
‫وتعد أجزاء مشتركة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬األرض واألفنية والبساتين والجنائن والمداخل‪.‬‬
‫‪ -‬الجدران األساسية في البناء‪ ،‬وأدوات التجهيز المشتركة بما فيها أجزاء األنابيب التابعة‬
‫لها والتي تمر على المحالت الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬الخزائن وغالف ورؤوس المداخل المعدة لالستعمال المشترك‪.‬‬
‫‪ -‬الرواق الخارجي الدرابيز واألسطح ولو قسمت كلها أو بعضها لالستعمال الخاص من‬
‫طرف شريك واحد‪.‬‬
‫‪ -‬المحالت المستعملة للمصالح المشتركة ‪.‬‬
‫‪ -‬القاعات الكبرى وممرات الدخول والدرج والمصاعد‪.‬‬
‫وتعد حقوق بالتبعية لألجزاء المشتركة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حق تعلية العمارة المعدة لالستعمال المشترك أو المحتوية على عدة محالت تكون أجزاء‬
‫خاصة مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في بناء عمارات جديدة باألفنية والبساتين أو الجنائن التي تكون أجزاء مشتركة‪.3‬‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ 222/38‬المؤرخ في ‪ 0038/00/05‬المحدد للقواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‬
‫‪-2‬يوسف دال ندة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪23:‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0032/10/52‬المتضمن القانون المدني (الجريدة الرسمية العدد ‪33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬آليات تحديد أجزاء الملكية المشتركة‬
‫إن نظام الملكية المشتركة يلزمها أن تتيح أدوات للمالك الشركاء لكي يعرفوا حدود‬
‫حصصهم و مجال سريان حقوقهم عليها الفردية منها و الجماعية دون عوالق‪ ،‬و هذه الوسائل‬
‫و األدوات المصنفة ألجزاء الملكية المشتركة تتجسد في الجدول الوصفي للتقسيم و الذي‬
‫يستوجب تحريره بشكل يتوافق و النماذج القانونية‪ ،‬حتى تتم وفقه عملية اإلشهار بصفة صحيحة‬
‫‪1‬‬
‫ثم تحديد نصيب وطبيعة المالك الشريك في هذه األجزاء المشتركة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الجدول الوصفي للتقسيم‬
‫يعد هذا الجدول الوثيقة التي تتجسد بها جميع المعلومات المتعلقة بالعقار مما يمكن من‬
‫تطبيق جميع التصرفات عليه‪.‬‬
‫‪ -/1‬تعريف الجدول الوصفي للتقسيم‪:‬‬
‫هو وثيقة تقنية يتم بموجبه تعيين الحصص المتضمنة في العمارة تعيينا دقيقا‪ ،‬لبيان هوية‬
‫العقار الخاضع ألحكام الملكية المشتركة‪ ،‬فيجب أن يحوي العقد أو القرار القضائي موضوع‬
‫الشهر باإلضافة إلى المعلومات العامة المتعلقة بالعقار المعلومات اآلتية ( اسم البلدية‪ ،‬رقم‬
‫القسم‪ ،‬رقم الخطط‪ ،‬رقم القطعة فيحتوي أيضا في الجدول الوصفي لزوما جدول مضمن في‬
‫العقد نفسه أو ملحق به يتضمن األعمدة التالية ‪ :‬رقم العمارة‪ ،‬الدرج‪ ،‬الطابق و أرقام الحصص‬
‫حسب الترتيب التصاعدي و نوعها و نسبها في األجزاء المشتركة‪.‬وهذا ما نصت عليه المادتين‬
‫‪ 22‬و‪ 23‬من المرسوم ‪.28/32‬‬
‫‪ -/2‬إعداد الجدول الوصفي للتقسيم ‪:‬‬
‫استنادا إلى المادة ‪ 30‬من المرسوم ‪ 28/32‬يظهر أن إعداد الجدول الوصفي للتقسيم ترك‬
‫خيار من قبل المشرع للمالك الشركاء في أن يكون جماعيا بينهم أو فرديا من خالل أحدهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬خالد حراق ‪ ،‬النظام القانوني للملكية المشتركة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪،‬جامعة قسنطينة‪،5104-5108 ،‬ص‪.02:‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫فعندما ال يتم إعداد أو شهر الجدول الوصفي فيمكن لكل معني أن يطلب من الموثق‬
‫إعداد جدول وصفي قصد تنفيذ إجراء يخص جزء من العقار‪،‬و ينبغي على المالكين أو ممثليهم‬
‫أن يسلموا للموثق جميع العقود أو الوثائق الضرورية ‪ ،‬وبما أن الجدول الوصفي للتقسيم يكلف‬
‫مصاريف فوجب أن يقسم بين جميع المالك الشركاء‪ ،‬وحتى في حالة إعداد جدول وصفي‬
‫‪1‬‬
‫تعديلي فإن مصاريف التعديل تكون بنفس الشيء من طرف المعنيين بذلك‪.‬‬
‫‪ -/8‬تعديل الجدول الوصفي للتقسيم ‪:‬‬
‫إن أي عملية تغيير عادي ترد على العقار المبني لالشتراك و تنشئ حصصا جديدة فيه‬
‫تستوجب لزوما أن يحدث بعدها تعديل على الجدول الوصفي للتقسيم ‪ .‬و هذا ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 23‬من المرسوم ‪ 28/32‬و هذا التغيير قد يكون على حالتين حسب نوعية التغيير المقام‬
‫و هما ‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة األولى ‪ :‬إن التغيير الكامل لشكل العقار المبني لالشتراك الناتج عن بناء طوابق‬
‫أو استحداث عمارات تنشأ عنه حصص جديدة‪ ،‬يستوجب تغيير الجدول الوصفي للتقسيم‬
‫كليا وذلك لتغير النسب في األجزاء المشتركة المتعلقة بحصص المالك الشركاء‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانية ‪ :‬إن التغيير الجزئي المحدث في العقار المبني لالشتراك و المنجز عن‬
‫تقسيم حصة دون التأثير على باقي الحصص األخرى‪.‬‬
‫ال يستلزم إعداد جدول وصفي للتقسيم الجديد و إنما يكتفي بإنجاز جدول وصفي تعديلي‬
‫‪2‬‬
‫تمنح بمقتضاه أرقام جديدة للحصص الناشئة و يلغى رقم الحصة المقسمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 28/32‬المؤرخ في ‪ 52‬مارس ‪ ،0032‬يتعلق بتأسيس السجل العقاري ‪،‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪.058/08‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حراق خالد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪03:‬‬
‫‪ -‬هناك فرق بين الجدول الوصفي للتقسيم و شهادة التقسيم فهما مفهومان قانونيان مختلفان‪ ،‬فشهادة التقسيم نص عليها‬
‫المشرع في القانون ‪ 50-01‬المتعلق بالتهيئة والتعمير في المادة ‪ 20‬منه فهي رخصة رسمية تخول المالك تقسيم عقاره إلى‬
‫وحدتين أو عدة وحدات عقارية ‪ ،‬أما الجدول الوصفي للتقسيم فهو أحد نتاج الملكية العقارية المشتركة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫ثانيا ‪ :‬تحديد الحصص في األجزاء المشتركة‬
‫حيث نص المشرع على ضرورة تحديد نصيب كل مالك شريك ضمن العقار المبني‬
‫لالشتراك في األجزاء المشتركة‪ ،‬و ذلك تطبيقا لنص المادة ‪ 342‬من القانون المدني على أنه‪:‬‬
‫" تتناسب الحصة في األجزاء المشتركة الخاصة لكل قسمة مع المساحة النافعة بالنسبة‬
‫للمساحة اإلجمالية النافعة لمجموع القسمات التي تشكل الوحدة العقارية"‪. 1‬‬
‫فنستنتج أن كل مالك يملك جزاءا شائعا في األجزاء المشتركة بنسبة قيمة حصته‪ ،‬وتتحدد‬
‫قيمة الحصة الخاصة على أساس مساحتها و موقعها و مواصفات بنائها‪ ،‬و العبرة في تقدير‬
‫هذه القيمة بوقت إنشاء الملكية العقارية المشتركة فال عبرة بأي تغيير خارجي يط أر على المبنى‬
‫بعد إنشائه‪ ،‬كما ال عبرة بأي تغيير داخلي في الشقة‪.‬‬
‫و تحسب حصة كل مالك في األجزاء المشتركة بنفس قيمة الجزء المفرز له و يجرى على‬
‫‪2‬‬
‫هذه األجزاء المشتركة حكم الشيوع اإلجباري فال تقبل القسمة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬طبيعة حق الشريك على األجزاء المشتركة‬
‫هناك عدة أراء حول طبيعة حق الشريك في الملكية المشتركة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬الرأي األول‪ :‬يقول بأن مالك كل شقة له حق ارتفاق على األجزاء المشتركة عدا‬
‫األرض فيتملكها جميع المالك على الشيوع ‪ ،‬أي أن األجزاء المشتركة لسائر المالك حق‬
‫ارتفاق عليها‪ ،‬لكن ه ذا الرأي يطبق على ملكية الطبقات في العلو و السفل بخالف الملكية‬
‫المشتركة التي تعتبر األجزاء المشتركة فيها مملوكة ملكية شائعة‪.‬‬
‫‪ ‬الرأي الثاني ‪ :‬يذهب إلى أن العمارة كلها تكون مملوكة ملكية لسائر المالك ملكية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0032/10/52‬المتضمن القانون المدني (الجريدة الرسمية العدد ‪33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سمير عبد السميع األودن ‪ ،‬تمليك وحدات البناء تحت اإلنشاء و الضمانات الخاصة لمشتري الوحدات السكنية‪ ،‬ط‬
‫‪،10‬مكتبة اإلشعاع ‪،‬اإلسكندرية ‪ ،5110‬ص ‪.002 :‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫شائعة ‪ ،‬على أن يكون لكل مالك منفردا حق استعمال جزءه الخاص و يستعمل مع غيره من‬
‫المالك قسمة مهايأة مكانية دائمة‪.‬‬
‫‪ ‬الرأي الثالث‪ :‬يذهب إلى أن كل مالك شريك يملك نصيبا أو حصة في المبنى و ما‬
‫يتبعها من األجزاء المشتركة‪ ،‬والعبرة باألصل هو الجزء المفرز أما الفرع فيتبع األصل مما‬
‫يوضح لنا سوى تبعية األجزاء المشتركة وضعا خاصا ينبغي النظر إليه ‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫‪1‬‬
‫معظم أجزاء العمارة هي أجزاء مشتركة‪.‬‬
‫‪ ‬الرأي الرابع ‪ :‬و يذهب إلى أن المالك الشريك يملك جزءا مفر از و يملك معه على‬
‫الشيوع الجبري حصة في األجزاء المشتركة ‪ .‬و هذا الرأي السائد الذي أخذ به المشرع الجزائري‬
‫‪.‬طبقا لنص المادة ‪ 340‬من القانون المدني بقولها‪ " :‬لكل شريك في الملكية الحق في أن يتمتع‬
‫باألجزاء الخاصة التابع لحصته كما له أن يستعمل و ينتفع بحرية باألجزاء الخاصة و‬
‫‪2‬‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫و على ذلك فإن اعتبار بعض األجزاء في العقار مشتركة على أن ‪:‬‬
‫‪ -/0‬أن تكون هذه األجزاء المشتركة مملوكة لجميع الشركاء ملكية شائعة‬
‫‪ -/5‬أن تظل هذه األجزاء المشتركة على حالة الشيوع اإلجباري الدائم ألنها مخصصة لخدمة‬
‫أجزاء المبنى كله على سبيل الدوام ‪.‬‬
‫‪ -/8‬أن يكون نصيب كل مالك شريك في هذه األجزاء تابعا لملكيته المفرزة ‪.‬‬
‫‪ -/4‬األجزاء المشتركة مخصصة لالستعمال المشترك أي الستعمال جميع الشركاء داخل إطار‬
‫‪3‬‬
‫معين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سمير عبد السميع األودن‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.003-003 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 23/32‬المؤرخ في ‪ 0032/10/52‬المتضمن القانون المدني (الجريدة الرسمية العدد ‪33‬المؤرخة في‬
‫‪ )0032/10/81‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 12/13‬المؤرخ في ‪.5113/12/00‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬سمير عبد السميع األودن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.000:‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬أصناف األجزاء المشتركة‬
‫تنقسم األجزاء المشتركة إلى ثالثة أصناف هي على التالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األجزاء المشتركة من الصنف األول ‪.‬‬
‫األجزاء المشتركة من الصنف األول هي األجزاء المخصصة الستعمال جميع الشركاء في‬
‫الملك فقد نصت المادة ‪ 12‬من المرسوم ‪ 222/38‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالملكية‬
‫المشتركة وتسيير العمارات الجماعية األجزاء المشتركة من الصنف األول كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬كل األرض التي المشيد مجموع العقار عليها واألرض التابعة له ال سيما القطع األرضية‬
‫المستعملة كحظيرة أو حديقة‪.‬‬
‫‪ -‬الباحات وطرق المرور‪.‬‬
‫‪ -‬شبكات المواسير وقنوات صرف المياه وقنوات وأنابيب الماء والغاز والكهرباء المؤدية‬
‫إلى مجموع المباني المعنية ‪.‬‬
‫‪ -‬مسكن أو مساكن البوابين الموجودة في أحد المباني أو في الكثير منها‪.‬‬
‫‪ -‬المحالت الموجودة في أحد المباني أو في كثير منها‬
‫وعلى العموم جميع المرافق ذات المصلحة العامة واالستعمال المشترك بين جميع‬
‫المالك‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬األجزاء المشتركة من الصنف الثاني‬
‫األجزاء المشتركة من الصنف الثاني‪ :‬هي األجزاء المخصصة الستعمال السكان الذين‬
‫يشغلون بناية واحدة بعينها و قد نصت عليها المادة ‪ 3‬من المرسوم الذكور أعاله و هي تشمل‬
‫على‪:‬‬
‫‪ -‬األسس والجدران الضخمة الخاصة بالواجهة أو بواجهة السقف أو الحائط الفاصل أو‬

‫‪ -1‬المرسوم ‪ 222/38‬المؤرخ في ‪ 0038/00/05‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة وتسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫الجدران الضخمة لألرضيات ( السقائف‪ ،‬و العوارض‪ ،‬و النوافذ) والجزء األعلى من العمارة‬
‫الذي يشكل سقفها وبكل ما يتكون منه الهيكل األساسي للمبنى على العموم‪.1‬‬
‫والمحكمة العليا في قرار لها رقم ‪ 21083‬الصادر في ‪ 0001/12/10‬المنشور في‬
‫المحكمة العليا عدد ‪ 5‬سنة ‪ 0000‬أقرت مبدأ مفاده أنه '' من المقرر قانونا أن األسطح‬
‫والمحالت المستعملة للمصالح المشتركة تعد أجزاء مشتركة في العقارات المبنية التي يملكها‬
‫على الشيوع كافة المالكين المشتركين ومن ثم فإن القضاء بما يخالف ذلك بعد خطأ في تطبيق‬
‫القانون '' ‪.‬‬
‫ولما كان من الثابت في قضية الحال أن النزاع يدور حول السطح والمغسل المشترك بين‬
‫كافة المستأجرين‪ ،‬فإن قضاة المجلس برفضهم والغاء الحكم المستأنف ومن جديد رفضهم‬
‫الدعوى يكونوا قد أخطئوا في تطبيق القانون‪ ،‬ومتى كان كذلك استوجب نقض وابطال القرار‬
‫المطعون فيه‪.2‬‬
‫‪ -‬زخارف الواجهات وكذلك الشرفات والمقصورات والسطوح ولو كانت مخصصة كلها أو‬
‫جزء منها لمنفعة أحد الشركاء باستثناء الدرابزين واألعمدة الداعمة للنوافذ والشرفات واألطر‬
‫المزججة ومغاليف الشبابيك بأنواعها التي هي جميعها ملك خاص ‪.‬‬
‫‪ -‬المحالت والمساحات واالرتفاعات المشتركة واألبواب وممرات الدخول واألدراج وأروقة‬
‫اإلفساح ومحالت أو أماكن الخدمات العامة مثل أماكن العدادات وصناديق القمامة‬
‫ومسطحات الطوابق وأقفاص الساللم وكذلك األبواب التي على شكل نوافذ واألطر المزججة‬
‫التي توجد في األجزاء المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬جميع مساحات اإلفساح والممرات والمحالت غير المخصصة الستعمال أحد الشركاء‬
‫وحده وغير المشمولة في األجزاء المشتركة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬المداخن ومجاري التهوية ورؤوس المداخن والصناديق والسراديب ومجاري الدخان‬

‫‪ -1‬يوسف دال نده‪،،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30:‬‬


‫‪ -2‬قرار رقم ‪ 21083‬الصادر في ‪ 0001/12/10‬المنشور في المحكمة العليا عدد ‪ .15‬س ‪.0000‬ص ‪.85 :‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫وأنابيب تهوية المطابخ‪.‬‬
‫‪ -‬القنوات واألنابيب وفتحات مشاغب المواسير وكذلك أنابيب مساقط مياه األمطار‬
‫والسرداب وقنوات تفريغ النفايات وكذلك أجهزة تنظيفها‪.‬‬
‫‪ -‬قنوات مساقط وصرف المياه المستعملة‪ ،‬ومصاريف المراحيض والمجاري ومآخذ الهواء‬
‫والقنوات واألعمدة الصاعدة والنازلة الخاصة بهذه األنابيب والغاز والكهرباء ( باستثناء أجزاء‬
‫هذه األنابيب والقنوات التي توجد داخل المحالت الخاصة والمخصصة الستعمال مالكي هذه‬
‫المحالت دون غيرهم) ‪.‬‬
‫‪ -‬سراديب هذه القنوات المبنية‪.1‬‬
‫‪ -‬التفريغات الثانوية المؤدية إلى البناية المعنية والتي تصلها إن اقتضاء الحال بمنشآت‬
‫الهاتف العامة وبالقنوات الرئيسية الخاصة بالماء والغاز والكهرباء والتطهير ومشاعب‬
‫المواسير‪.‬‬
‫‪ -‬جميع األجهزة والماكينات وتوابعها المعدة للخدمة المشتركة بالبناية لسد حاجات البناية‬
‫في األجزاء المشتركة مثل تجهيزات اإلنارة وصناديق الرسائل وممسحة مداخل العمارة وصناديق‬
‫القمامة ‪.‬‬
‫‪ -‬وأخي ار جميع األشياء أو األجزاء على العموم غير المعدة لالستعمال الحصري والخاص‬
‫في جزء من أجزاء الملك المقسوم أو األشياء واألجزاء التي ينص القانون أو العرف على أنها‬
‫مشتركة ‪ ،‬مع العلم أن كل هذه األشياء واألجزاء التي تم عدها ليست على سبيل الحصر‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬األجزاء المشتركة من الصنف الثالث ‪.‬‬
‫تتضمن األجزاء المشتركة من الصنف الثالث ‪ .‬المصاعد واآلالت الخاصة بها وأقفاص‬
‫المصاعد المتواجدة بالبنايات‪.2‬‬

‫‪ -1‬يوسف دالنده‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35-30:‬‬


‫‪ -2‬يوسف دال نده‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.38:‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫وقضت المحكمة العليا في قرار لها رقم ‪ 32033‬صادر بتاريخ ‪ 0000/13/01‬على أنه‬
‫'' من المقرر قانونا بالمادة ‪ 343‬من القانون المدني أن األجزاء المشتركة أو الحقوق التابعة لها‬
‫ال يجوز أن تكون محال لدعوى التقسيم أو بيعا بالمزايدة بمعزل عن األجزاء الخاصة'' ‪.‬‬
‫ولما كان ثابتا في قضية الحال أن القضاة بمصادقتهم على تقرير الخبرة والتصريح بأن‬
‫األجزاء المشتركة ت بقى على حالتها الطبيعية وال يجوز قسمتها باعتبار أن كل تقسيم لها يضر‬
‫بحقوق األطراف يكونوا قد طبقوا صحيح القانون‪ .‬ومن كان غير ذلك استوجب الرفض‪.1‬‬

‫‪ -1‬قرار رقم ‪ 32033‬صادر بتاريخ ‪ 0000/13/01‬منشور في المجلة القضائية عدد ‪ ، 18‬سنة ‪،0005‬ص‪.82 :‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫خالصة الفصل االول‬
‫نستخلص أن الملكية العقارية المشتركة ملكية من نوع خاص هي حالة قانونية يكون عليها‬
‫العقار المبني أو مجموعة العقارات المبنية ال األرض الفضاء مقسمة حصصا بين عدة‬
‫أشخاص‪ ،‬وضرورة وجود أجزاء خاصة كالشقق وأجزاء مشتركة كالجدران األساسية كالجدران‬
‫األساسية و التي ال يمكن أن تكون محال لدعوى التقسيم أو بيعا بالمزايدة بمعزل عن األجزاء‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫وبما أن نظام الملكية المشتركة نظام حديث النشأة فقد مر بتطور تاريخي وذلك بمرحلتين‬
‫مرحلة ما قبل االحتالل الفرنسي في الفقه اإلسالمي ال وجود صورة من صور الملكية المشتركة‬
‫سوى تقسيم البناء إلى طبقات أي الجوار الرأسي‪ ،‬و مرحلة االحتالل الفرنسي أي بروز التشريع‬
‫العقاري الفرنسي بهدف فرنسة العقار‪ ،‬إضافة إلى التطر القانوني ابتداء من مرحلة ما بعد‬
‫االستقالل إلى ما بعد صدور مرسوم ‪.20/04‬‬
‫كما نعرف أن الملكية تشتمل على أجزاء خاصة ذكرت على سبيل المثال ال الحصر‪،‬‬
‫وأجزاء مشتركة غير قابلة للقسمة ألنها شيوع إجباري و هي لصيقة باألجزاء الخاصة‪ .‬كما تحدد‬
‫نسبة الملكية المشتركة بالنسبة لكل مالك ذلك عن طريق إعداد الجدول الوصفي وتحدد بناءا‬
‫على مساحة الملكية الخاصة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬


‫إن تنظيم الملكية العقارية المشتركة وحسن االنتفاع وسيرها‪ ،‬دفع بالمشرع االهتمام بوضع‬
‫أجهزة فعالة و أساسية للمحافظة عليها‪ .‬ووضع قواعد إلدارة األجزاء المشتركة ‪.‬‬
‫كما حدد المراكز القانونية للمالك من حقوق يكتسبونها ومن واجبات يلتزمون بها‪ ،‬ومن أجل‬
‫ضمان عيش المالك في أمان واطمئنان فقد كرس لها المشرع حماية قانونية ألمن و سالمة‬
‫المباني‪ ،‬كما حدد لكل طرف مسؤولياته ‪ ،‬إضافة إلى الحماية القضائية من أجل وضع حد‬
‫للنزاعات التي تط أر فيها‪ .‬و لذلك سندرس الفصل في ثالث مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬إدارة وتسيير الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آثار الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حماية الملكية المشتركة ومنازعاتها‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث األول‪ :‬إدارة وتسيير الملكية العقارية المشتركة‬
‫لقد اوجد المشرع أسلوبا من أجل وضع نظام لضمان حسن االنتفاع بالملكية المشتركة في‬
‫العقارات المبينة وحسن إدارتها‪ ،‬وذلك من طرف أشخاص مؤهلين إلدارتها تتمثل في ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جمعية الشركاء‬


‫تنص المادة ‪ 41‬من المرسوم ‪ 666 /38‬على ما يلي ‪ " :‬تتولى جماعة الشركاء في الملك‬
‫‪1‬‬
‫و‪ /‬أو الشاغلين له إدارة وتسيير العمارة أو المجموع العقاري المشتركة ملكيته‪" .‬‬
‫وكذلك تنص المادة ‪ 656‬مكرر‪ " 2‬تشكل جماعة الشركاء في الملكية أو الشاغلين لها‬
‫جمعية تتمتع بالشخصية المدينة "‪.2‬‬
‫إضافة إلى المادة ‪ 45‬من المرسوم ‪ 666/38‬على ما يلي ‪" :‬تتشكل الشركاء في الملك و‪/‬‬
‫‪3‬‬
‫أو الشاغلين له في شكل جمعية ذات شخصية مدينة‪" .‬‬
‫ونستنتج من هذه المواد أن المشرع منح لجمعية الشركاء إدارة وتيسير العقارات ذات‬
‫االستعمال الجماعي‪ ،‬وهذه الجمعية تتمتع بالشخصية المدنية‪.‬‬
‫حسب الرأي الخاص ومن خالل هذه المواد فالمشرع الجزائري لم يتطرق إلى ذكر جمعية‬
‫ثانوية أو عدة جمعيات ثانوية في حالة وجود المبنى محل الملكية المشتركة يتكون من عدة‬
‫مباني‪ ،‬بل اقتصر على إنشاء الجمعية العامة إلدارة العمارة أو المجموع العقاري فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫الفرع األول ‪ :‬تكوينها‬
‫الجمعية العامة هي كجهاز أساسي في نظام الملكية المشتركة‪ ،‬وأوالها المشرع اتخاذ‬
‫‪1‬‬
‫ق ارراتها فهي تشكل وسيلة التعبير القانونية إلدارة المالكين المشتركين‪.‬‬
‫ومن خالل المادة‪ 45‬من المرسوم ‪ 666 /83‬المذكورة أنفا‪ ،‬حيث تتشكل جماعة الشركاء‬
‫في الملك أو الشاغلين له في شكل جمعية ذات شخصية مدنية ولذلك فعلى المالك تأليف‬
‫جمعية إلدارة الملك المشترك وتتألف الجمعية من جميع مالك األجزاء المفرزة‪ 2‬و الشاغلين‬
‫للملك المشترك كذلك‪ ،‬كما ال يجوز أن يكون الحرمان من االشتراك في الجمعية العامة جزءا ال‬
‫من خالل بعض المالك بالتزاماتهم سواء المتعلقة باألجزاء الخاصة أو األجزاء المشتركة واذا‬
‫‪3‬‬
‫كان المالك شخص معنوي فلممثله االشتراك في الجمعية‪.‬‬
‫ويتكون تشكيل الجمعية مباشرة بعد إنشاء البناء وبداية استغالله وظهر ذلك من دور‬
‫الجمعية حيث يرتكز أساسا على العمارة ‪ ،‬كذلك فيما يتعلق بمسؤولية الجمعية من ناحية‬
‫األضرار التي تلحق بالشركاء أو الشاغلين أو الغير بسبب عدم صيانة األجزاء المشتركة‪4،‬ولو‬
‫أراد المشرع تكوين الجمعية قبل البناء لنص على ذلك صراحة فهناك جمعيات تؤسس مثال مع‬
‫‪5‬‬
‫بداية البناء مثل التعاونيات العقارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب ‪ ،‬الملكية المشتركة في الشقق و الشهاليات و المحالت التجارية‪ ،‬د ط ‪ ،‬لبنان‪ ،‬د س‪ ،‬ص‪.468 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد وحيد الدين سوار‪ ،‬حق الملكية‪ ،‬د ط‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪ ،4886 ،‬ص‪.483 :‬‬
‫‪ -3‬بن شارف خديجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ 82/66‬المؤرخ في ‪ 4866/49/28‬يتعلق بتنظيم التعاون العقاري‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66:‬‬
‫"التعاونيات العقارية ‪ :‬بموجب األمر ‪ 82 /66‬المتعلق بتنظيم التعاون العقاري فقد أجاز المشرع لكل عائلة إمكانية اكتساب‬
‫مسكنها الشخصي وفق نمط يتميز بتكوين شركة أشخاص مدنية والهدف منه المساعدة على الحصول على ملكية السكن‬
‫العائلي ‪.‬فالتعاونيات العقارية لها صالحية المصادقة على نظام الملكية المشتركة‪".‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬صالحيات الجمعية العامة‬
‫تنص المادة ‪ 656‬مكرر ‪ 2‬الفقرة ‪ 2‬من القانون المدني على أنه" تتولى الجمعية إدارة العقار‬
‫"‪1‬‬
‫والمحافظة عليه وكذا تسيير األجزاء المشتركة‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪46‬من المرسوم ‪ 666 / 38‬على أنه " تتمثل صالحيات الجمعية في الحفاظ‬
‫‪2‬‬
‫على العمارة وتسيير أجزائها المشتركة"‬
‫فمن خالل هاتين المادتين يتبين لنا أن الجمعية العامة تتمتع بصالحيات تنفيذية حيث أن‬
‫‪3‬‬
‫تكلف بالمحافظة على العمارة وادارة األجزاء المشتركة‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق فمن بين صالحياتها‪ ،‬فالجمعية العامة مؤهلة للتقاضي سواء كانت‬
‫مدعية أو مدعى عليها ولو كان ذلك ضد بعض الشركاء في الملك أو عدد منهم قصد الحفاظ‬
‫على الحقوق المتعلقة بالمجموع العقاري‪.‬‬
‫كما يمكنها التقاضي باالشتراك مع أحد الشركاء في الملك قصد ممارسة صالحياتها من‬
‫أجل الحفاظ على المجموع العقاري‪.‬‬
‫و إضافة إلى صالحياتها فيمكنها أن تتخذ جميع التدابير الضرورية للحفاظ على العمارة‬
‫‪4‬‬
‫وحسن تسيير األجزاء المشتركة منها‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تسيير الجمعية العامة‬
‫يخضع تسيير الجمعية العامة لقواعد قانونية تنظم جلساتها وذلك بالخطوات التالية ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬دعوى االنعقاد‬
‫إن تنظيم الدعوى للجمعية العامة لجماعة الشركاء له داللة من حيث مدى حرص المشرع‬
‫على ممارسة المالك لحقهم في إدارة الملكية المشتركة ممارسة فعالة‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.432 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫فتعقد الجمعية اجتماعا عاديا وجوبا مرة في السنة خالل الثالثة أشهر التي تلي نشاطها في‬
‫نهاية السنة باستدعاء من المتصرف هذا األخير الذي سنتناول دراسته الحقا‪.‬‬
‫كما يمكن أن تعقد اجتماعات استثنائية عند الضرورة من طرف المتصرف بناءا على مبادرة‬
‫‪1‬‬
‫منه أو بطلب من الشركاء في الملكية أو الشاغلين لها‪.‬‬
‫فقد الحظت أن المشرع الجزائري ذكر على سبيل االحتياط مثال في حالة تقاعس المتصرف‬
‫عن القيام باستدعاء الجمعية العامة‪ ،‬يكون االستدعاء هنا من طرف أو بطلب من الشركاء في‬
‫الملكية أو الشاغلين لها‪.‬‬
‫ثم يبلغ االستدعاء بواسطة رسالة مسجلة مع طلب اإلشعار باالستالم‪ ،‬أو عن طريق تسليم‬
‫‪2‬‬
‫االستدعاء مقابل التوقيع في سجل االستدعاء‪ ،‬وما لم تكن ثمة حالة مستعجلة‪.‬‬
‫ففي حالة نقل ملكية إحدى الشقق فإن االستدعاء يوجه إلى المالك الجديد‪ ،‬إال إذا لم يتم‬
‫إشعار المتصرف بنقل الحيازة ‪،‬فيبقى االستدعاء الموجه قانونا إلى الشاغل القديم صالحا‬
‫للشاغل الجديد بسبب عدم اإلشعار‪.‬‬
‫أما في حالة شياع الملك بين عدة أشخاص‪ ،‬يجب عليهم اختيار واحد منهم لتمثيلهم‪ ،‬و إذا‬
‫لم يخطروا المتصرف بشياع الملكية ولم يعينوا ممثال لهم لكي توجه إليه االستدعاءات ‪،‬فإنها‬
‫‪3‬‬
‫توجه إلى مقر سكن المالك القديم أو إلى المقر الذي يتخذه مسكنا له‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 658‬من القانون المدني على أنه ‪ " :‬تعقد الجمعية اجتماعا عاديا وجوبا مرة في السنة خالل الثالثة (‪)8‬‬
‫أشهر التي تلي نشاط نهاية السنة باستدعاء من طرف المتصرف‪.‬‬
‫كما تعقد االجتماعات استثنائيا عند االقتضاء باستدعاء من طرف المتصرف بناءا على مبادرة منه أو بطلب من الشركاء‬
‫في الملكية أو الشاغلين لها‪".‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬بن شارف خديجة ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.496:‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫ثانيا‪ :‬مهلة االستدعاء‬
‫فقد نصت المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي ‪ 666 /38‬على أن‪... " :‬فان االستدعاء يبلغ‬
‫‪1 ".‬‬
‫فال يجوز انعقاد الجمعية إال بعد‬ ‫قبل خمسة عشر يوما على األقل من تاريخ االجتماع‬
‫انقضاء هذه المدة وفي حال إلزامية حصول االجتماع قبل انقضاء هذه المدة‪ ،‬فال يمكن ولوج‬
‫‪2‬‬
‫هذه العملية إال بواسطة القضاء كما في حالة الضرورة الملحة‪.‬‬
‫وحسب مالحظتي فالمشرع أهمل حالة عدم احترام المدة بـ‪ 45 :‬يوما هل يقضي من‬
‫القضاء بإبطال الجمعية العامة أو بحكم أخر‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬مكان وزمان االنعقاد‬
‫فقد نصت عليه المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي ‪ 666 / 38‬على أنه‪ ":‬يبين في‬
‫االستدعاءات مكان انعقاد االجتماع وتاريخه وساعته وكذلك المسائل المسجلة بجدول‬
‫‪3‬‬
‫األعمال‪".‬‬
‫و الغرض من هذا هو أن تكون اجتماعات الجمعية العامة على انضباط وجد والقضاء‬
‫على الفوضى واالحتجاجات الهامشية والتأكيد على مدى التنظيم الجدي للجلسة التي تلحق هذه‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬جدول األعمال‬
‫وقد نصت المادة ‪ 28‬من المرسوم ‪ 666/38‬على ضرورة جدول األعمال لضمان حسن‬
‫سير الجمعية العامة ‪،‬إذ يحدد المتصرف جدول األعمال ويمكن لكل مالك أو شاغل للملك أن‬
‫يبلغ المتصرف قبل خمسة عشر (‪ )45‬يوما من تاريخ االجتماع ‪،‬جميع المسائل التي يطلب‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب‪ ،‬المرجع السابق‪.‬ص‪.488-481:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫تسجيلها بجدول األعمال‪ ،‬كما يجب على المتصرف أن يبلغ الشركاء أو الشاغلين للملك كل‬
‫تعديل يدخل على جدول األعمال‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬تنظيم الجلسة‬
‫من أجل تنظيم الجلسة وبعد دعوى االنعقاد يقوم أعضاء الجمعية عند دخولهم الجلسة‬
‫بتوقيع ورقة حضور‪ ،‬ويذكر في هذه الورقة اسم كل شريك في الملك أو الشاغل له‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ذلك ذكر مقر سكناه ‪ ،‬واسم ومقر سكن الوكيل الذي يمثله أن اقتضى الحال‪ ،‬وهذه الورقة‬
‫يشهد بصحتها رئيس جلسة الجمعية‪ 1.‬و هي تشكل األساس القانوني الذي تنبثق منه عمليات‬
‫‪2‬‬
‫التصويت ‪،‬ويحق لكل مالك يشترك االطالع عليها‪.‬‬
‫كما أضافت المادة ‪ 21‬منه على أنه‪ ":‬ال تصح مداوالت الجمعية قانونيا إال في المسائل‬
‫المدرجة بجدول األعمال والتي تمت من أجلها االستدعاءات والتبليغات المالحظة‪".‬‬
‫ومن خالل المادة ‪ 668‬الفقرة ‪ 8‬فنستنتج أن كل رأي تنتهي إليه الجمعية و لم يكن مقيد‬
‫بجدول أال يعتبر قرار إنما مجرد استطالع‪.‬‬
‫وقد جاء في نص المادة ‪ 25‬من المرسوم ‪ ،666/ 38‬والمادة ‪ 668‬مكرر من القانون‬
‫المدني على انه‪ ":‬في بداية كل اجتماع يتعين على الجمعية تعيين رئيس لها عن طريق االقت ارع‬
‫برفع اليد‪ ،‬وفي حالة تعذر ذلك بأن لم يترشح لرئاسة الجمعية فإن أكبر الشركاء في الملك أو‬
‫الشاغلين له سنا هو الذي يعين بحكم القانون‪.‬‬
‫وحرصا على موضوعية القرار لقد حظر القانون على المتصرف أو زوجه ولو كانوا مالكا‬
‫في الملك أن يتولوا رئاسة الجمعية ‪ ،‬فالمتصرف أن يتولى أعمال كتابة الجلسة وله حق‬
‫التصويت إذا كان مالكا أو شاغال وحكمه في ذلك حكم أعضاء الجمعية بينما إذا لم يكن‬
‫‪3‬‬
‫عضو في الجمعية فال يمكنه ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.486 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫سادسا‪ :‬التصويت‬
‫بعد عملية تنظيم الجلسة تبدأ االقتراحات والمناقشات وتكون نافذة بعد التصويت عليها عن‬
‫طريق رفع األيدي وفقا لما هو منصوص عليه في التشريع الجزائري فيحق لكل شريك أو‬
‫‪1‬‬
‫الشاغل التصويت ‪،‬فالشريك يكون له عدد من األصوات حسب عدد الحصص التي يملكها ‪،‬‬
‫أما الشاغل ال يكون له الحق في التصويت إال على الق اررات التي تهم األعباء المتعلقة‬
‫بالصنف األول بما في ذلك كل األعمال المتعلقة باإلدارة والتسيير العادي وكذا أشغال الترميم‬
‫التي تعترف أغلبية األعضاء بضرورتها والتي تدخل في الحاالت العادية التي يلتزم الشاغل‬
‫بتسديد األعباء الملحقة بها وكذلك عندما يكون الشريك في الملك المعني غائبا أو غير ممثل‬
‫تمثيال قانونيا مثل المستأجر ألن له الحق في اإلدالء بصوت تقريري وهذا ما أكدته المادة‬
‫‪ 661‬مكرر من القانون المدني‪.‬‬
‫وقد أكدت المادة ‪ 26‬من المرسوم التنفيذي ‪ 666/ 38‬والمادة ‪ 661‬مكرر‪4‬على أنه ‪:‬‬
‫"يجوز أن يمثل الشركاء في الملكية أو الشاغلين لها وكيل يختارونه باستثناء المتصرف أو‬
‫زوجه‪.‬‬
‫وال يمكن ألي وكيل أن يتلقى أكثر من تفويض إلجراء التصويت ‪.‬‬
‫في حالة شيوع قسمة‪ ،‬وعند غياب الممثل المشترك الذي فوضه المعنيون يعين رئيس‬
‫‪2‬‬
‫المحكمة وكيال وذلك بطلب من أحد الشركاء على الشيوع أو من المتصرف‪".‬‬
‫و بالرغم أن المشرع لم ينص صراحة على كيفية االقتراع كما جاء ذلك في تعيين الرئيس‬
‫الذي يكون برفع األيدي إال أنه يمكن و من خالل المادة ‪ 84‬من المرسوم ‪ 666/38‬الذي يبين‬
‫على أنه يتم تسجيل عدد كل الشركاء أو الشاغلين الذين صوتوا ضد القرار والذي لم يشاركوا‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فؤاد حجري ‪ ،‬العقار األمالك العمومية و أمالك الدولة‪ ،‬د ط ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪.2996 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.524‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫في التصويت والذين امتنعوا عنه وهذا ال يكون إال عندما يكون التصويت عن طريق االقتراع‬
‫‪1‬‬
‫العلني وبرفع األيدي‪.‬‬
‫وحسب الرأي الذي بحوزتي هو أن يحرص المشرع على تأمين االقتراع السري في الجمعية‬
‫العامة‪ ،‬بهدف خلق أجواء مريحة ال تزعج المقترعين وال تسبب لهم أية إشكاالت من جراء‬
‫اإلعالن عن بعض المواقف‪ .‬مثل دعوة ممن له أكبر عدد من األصوات‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬األغلبية المطلوبة للتصويت‬
‫قد نصت المادة ‪ 661‬من القانون المدني ‪ ":‬تتخذ ق اررات الجمعية عن طريق االقتراع‬
‫باألغلبية البسيطة أو األغلبية المحددة‪ ،‬ويتكفل بتنفيذ هذه الق اررات متصرف العقار‪ ،‬الذي‬
‫‪2‬‬
‫يوضع مباشرة تحت مراقبة الجمعية‪".‬‬
‫‪ /1‬األغلبية البسيطة‪ :‬تنص المادة ‪ 23‬من المرسوم ‪ 666 /38‬على أنه ‪:‬‬
‫"يصادق على مقررات الجمعية باألغلبية البسيطة من أصوات األعضاء الحاضرين أو الممثلين‬
‫عندما تهم خاصة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬المسائل المتعلقة بتطبيق هذا التنظيم للملكية المشتركة والمصادقة على التنظيم الداخلي و‬
‫المواضيع التي قد تكون مفرزة‪ ،‬و جميع المسائل التي تهم الملكية المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬الترخيص لبعض األعضاء بالقيام على نفقتهم بأشغال ال تلحق الضرر باألجزاء المشتركة أو‬
‫بالمظهر الخارجي للعمارة وفقا لما هي معدة له‪.‬‬
‫‪ -‬كيفيات انجاز وتنفيذ أشغال باتت إجبارية بموجب األحكام القانونية أو التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير توزيع األعباء المشتركة التي باتت ضرورية بسبب تغيير في استعمال جزء أو عدة‬
‫أجزاء‪".‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬فؤاد حجري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.528 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪/2‬أغلبية ثلثي األعضاء‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 28‬من المرسوم ‪ 666 38‬على أنه ‪ " :‬يصادق بأغلبية ثلثي األعضاء‬
‫الحاضرين أو الممثلين على المقررات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -/ 1‬تعيين المتصرف أو عزله‪.‬‬
‫‪ -/2‬جميع أشغال التحسين مثل تغيير عنصر أو عدة عناصر من التجهيزات الموجودة و‬
‫إدخال عناصر جديدة وتعديل محالت ذات االستعمال المشترك أو إحداث مثل هذه المحالت ‪،‬‬
‫بشرط أن تكون مطابقة للغرض الذي هيئت العمارة له‪.‬‬
‫‪ -/ 8‬توزيع مصاريف تسيير األجزاء المشتركة أو العناصر المغيرة أو المستحدثة وصيانتها‬
‫وتعويضها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هذه األغلبية المحددة هناك مسائل استلزم فيها المشرع األغلبية المطلقة‬
‫وهي أغلبية جميع أصوات الشركاء ولو كان بعضهم غائبا وهذا بنص المادة ‪ 89‬من المرسوم‬
‫المشار إليه أعاله ‪ " :‬تصادق بإجماع أعضاء الجمعية من الشركاء في الملك المقررات التي‬
‫تتضمن ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ - / 1‬الشروط التي تتم بها إعمال التصرف في األجزاء المشتركة أو في الحقوق التابعة لهذه‬
‫األجزاء المشتركة عندما تكون األعمال ناجمة عن التزامات قانونية أو تنظيمية‪.‬‬
‫‪ - /2‬تشييد بنايات بغرض إنشاء محالت جديدة ذات االستعمال الخاص‪.‬‬
‫‪ -/8‬إعالن البناء أو قرار التخلي لنفس الغرض عن حق إعالء بناية موجودة على أن الموافقة‬
‫الصريحة من الشركاء في الملك الذين يشغلون الطابق األعلى المراد إعالؤه أمر مطلوب‪،‬‬
‫يصب الحاصل الناتج عن أعمال التصرف هذه في ميزانية الجمعية أو يوزع بين الشركاء في‬
‫‪1‬‬
‫الملك كل حسب حصته ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫ثامنا ‪ :‬إعالن القرار إلى الشركاء‬
‫ختاما لجلسة الجمعية العامة وبعد عملية التصويت على المسائل المدرجة فيجدول‬
‫األعمال يتم إعالن الق اررات إلى كل المالك‪.‬‬
‫فمحضر الجلسة يبلغ إلى كل مالك أو شاغل حضر اجتماع أو لم يحضر ألن قرار الجمعية‬
‫ملزم لجميع المالك أو الشاغلين للملك أو ذوي حقوقهم ‪.‬‬
‫وال يمكن منازعة هذه الق اررات من طرف المعارضين أو الغائبين الذين لم يتم تمثيلهم إال أمام‬
‫‪1‬‬
‫المحكمة وذلك في أجل شهرين ابتداء من تاريخ تبليغ الق اررات تحت طائلة سقوط الحق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المتصرف‬


‫يكون للجمعية العامة التي تتكون من جماعة الشركاء في الملك جهاز محرك والفاعل حيث‬
‫يتولى تنفيذ ق ارراتها يدعى المتصرف حيث يعتبر الممثل القانوني للجمعية ويتولى أمرها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعيين المتصرف‬
‫من خالل المادة ‪ 656‬مكرر‪ 8‬التي تنص على ما يلي‪ ":‬ينتخب المتصرف من طرف‬
‫الجمعية التي يجوز لها أن تفصله عند االقتضاء‪.‬‬
‫وفي حالة التقصير يعين المتصرف تلقائيا من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي للمكان‬
‫‪2‬‬
‫الذي يوجد فيه العقار‪".‬‬
‫والمادة ‪ 28‬من المرسوم ‪ 666/ 38‬تنص على ما يلي‪ ":‬يصادق بأغلبية ثلثي األعضاء‬
‫الحاضرين أو الممثلين على المقررات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -/ 1‬تعيين المتصرف أو عزله‪:‬‬
‫إضافة إلى المادة ‪ 81‬من المرسوم المذكور أعاله ‪ " :‬يسند تنفيذ ق اررات الجمعية إلى‬
‫متصرف العمارة المعين بطريق االقتراع و بأغلبية ثلثي أصوات‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فؤاد حجري‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.528 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫األعضاء الحاضرين أو الممثلين بغيره لمدة سنتين ‪.‬وتكون وظائف المتصرف‬
‫‪1‬‬
‫قابلة للتجديد لنفس المدة عدة المرات التي تراها الجمعية ضرورية ‪".‬‬
‫من خالل هاته المواد نستنتج أن المتصرف ينتخب من طرف الجمعية بأغلبية‬
‫ثلثي األعضاء الممثلة في االجتماع لمدة سنتين قابلة للتجديد ويجوز أن يكون من المالك كما‬
‫يجوز أن يكون من غيرهم وفي حال تقاعس الجمعية في تعينه ‪،‬فيعين تلقائيا من طرف رئيس‬
‫‪2‬‬
‫المجلس الشعبي البلدي الذي يحل محلها في تعيينه وبنفس المدة‪.‬‬
‫و قد نصت المادة ‪ 661‬الفقرة الثانية من القانون المدني على أنه ‪" :‬يعد هذا المتصرف‬
‫وكيال للجمعية‪.‬‬
‫و يمثلها لدى القضاء‪".‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 564‬من القانون المدني نجد أن‪ ":‬الوكالة أو اإلنابة هو عقد‬
‫‪3‬‬
‫بمقتضاه يفوض شخص شخصا أخر للقيام بعمل شيء لحساب الموكل وباسمه‪".‬‬
‫فنجد أن الوكالة عقد تخضع لإليجاب والقبول وتنطبق على تعيين المتصرف من طرف‬
‫الجمعية ‪ ،‬بينما إذا كان التعيين من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي ينطبق عليه النيابة‬
‫القانونية وليس الوكالة التعاقدية‪ .‬والوكالة هي من أعمال التبرع إال إذا اتفق الوكيل والموكل‬
‫‪4‬‬
‫وقد أكدت المادة ‪ 85‬من المرسوم ‪ 666/ 38‬على أن‪ ":‬يحدد‬ ‫على أن تكون الوكالة بأجر‪.‬‬
‫التعويض المخصص للمتصرف من قبل الجمعية أو بقرار من المجلس الشعبي البلدي عندما‬
‫يكون هو صاحب قرار التعيين ويجب أن يكون هذا التعويض مساويا على األقل لنسبة ‪%5‬‬
‫من قيمة كراء المحل التي تتكون منها العمارة أو المجموع العقاري‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد وحيد الدين سوار ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.296 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪ ،‬ج ‪ ،96‬العقود الواردة على العمل‪ ،‬د ط ‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت ‪ ،2999 ،‬ص ‪.566 :‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اختصاصات المتصرف‬
‫بما أن المتصرف ملزم ببذل عناية الرجل العادي في تنفيذ ق اررات الجمعية فله العديد من‬
‫االختصاصات تم ذكرها في المواد من ‪ 83‬إلى ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي‪ 666 /83‬وهي على‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪ -/4‬يتولى المتصرف تنفيذ أحكام تنظيم الملكية المشتركة ومداوالت الجمعية‪.‬‬
‫‪ -/2‬ملزم بفرض احترام بنود التنظيم الخاص بالملكية المشتركة ‪ ،‬وتطبيق العقوبات في هذا‬
‫المجال وبإخطار الجمعية التخاذ جميع التدابير الالزمة إذا لم يكن لتدخله أي مفعول‪.‬‬
‫‪ -/8‬اوجب على المتصرف أن يعمل على تنفيذ ق اررات الجمعية السيما األشغال التي تقررها‪.‬‬
‫وفي حالة حدوث عوائق غير متوقعة فله أن يستدعي الجمعية أو حتى رفع قضية إلى‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫‪ -/ 1‬مكلف بإدارة العمارة ‪،‬والعمل على الحفاظ عليها وحراستها وصيانتها‪.‬‬
‫‪ -/5‬يسهر على الهدوء في العمارة ‪،‬واعداد التنظيم الداخلي وتعليقه بعد مصادقة الجمعية‬
‫العامة ‪.‬‬
‫‪ - /6‬إدارة األجزاء المشتركة من العمارة ‪.‬ويكفل صيانتها ‪،‬ويسهر على نظافة العمارة وعلى‬
‫أمنها‪ ،‬ويوظف البوابين والمستخدمين المكلفين بالصيانة‪ ،‬وتحديد شروط عملهم حسب‬
‫النصوص المعمول بها‪ .‬والجمعية وحدها هي المؤهلة لتحديد عدد مناصب العمل ونوعها‪.‬‬
‫‪ -/7‬يمسك جميع وثائق الجمعية منها ما يلي ‪:‬‬
‫*جميع االتفاقيات و األوراق والمراسالت والتصاميم والوثائق المتعلقة بالعمارة وجماعة الشركاء‬
‫في الملك أو الشاغلين له‪.‬‬
‫* دفاتر الجمعية و خاصة منها الدفاتر التي تتضمن المحاضر والقطع الملحقة بها‬
‫و التي هو مؤهل بتسليم نسخ ومستخرجات منها والتصديق على مطابقتها لألصل‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫* يتولى تحضير الميزانية التقديري ة التي تقرها الجمعية ويتولى تنفيذها ويطالب جميع الشاغلين‬
‫للمحالت بالفعل أو ال بدفع الحصة المترتبة عليهم لتغطية النفقات الناجمة عن الصنف األول‬
‫من األعباء‪.‬‬
‫وكذلك يطالب الشركاء بدفع مبلغ تقديري خاص في مطلع السنة المالية لتنفيذ ق اررات‬
‫الجمعية التي لها عالقة بأشغال الصيانة والترميمات الكبرى و أعمال التحسين وكل ما يتعلق‬
‫بأعباء الصنف الثاني‪.‬‬
‫‪ -/3‬يقوم المتصرف في حالة االستعجال باستدعاء الجمعية العامة فو ار التخاذ قرار بشأن فتح‬
‫الورشة وتموينها بالدفعة األولى وكذلك إجبار الشركاء على دفع المبلغ التقديري الخاص بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل على تأمين العمارة ضد األخطار التي يمكن أن تلحق بها و بالجماعة التي‬
‫يمثلها‪.‬‬
‫‪ -/8‬له دور تمثيل الجمعية إزاء الغير و جميع اإلدارات ويمثلها في مجال القضاء مدعي أو‬
‫مدعى عليه ولو ضد بعض الشاغلين وهذا ما أكدته المادة ‪ 661‬فقرة الثانية بقولها ‪ ":‬يعد هذا‬
‫المتصرف وكيل للجمعية ‪ ،‬ويمثلها لدى القضاء‪".‬‬
‫‪ -/10‬باعتباره مكلف بتحصيل الديون في ذمة الشركاء أو الشاغلين فله إجبارهم على‬
‫تحصيلها مهما كان السبب المتدرع به على الوفاء بالتزاماته‪.‬‬
‫ويمكنه أن يعترض على عملية بيع حصة من الحصص خالل ‪ 3‬أيام من إعالنها‬
‫للحصول على دفع البائع المبالغ المستحقة لجماعة الشاغلين للمحالت وتسديد األموال وال يمكن‬
‫االحتجاج على اعتراضه‪.‬‬
‫‪ -/44‬يقدم حساب تسييره السيما كشف األموال التي تلقاها أو قام بتنسيقها أو صرفها لجماعة‬
‫الشركاء أو الشاغلين له‪ ،‬ويعرض حساباته السنوية على الجمعية للمصادقة عليها وذلك قبل‬
‫انقضاء أجل ثالثة أشهر عقب قفل السنة المالية وقرار هذه األخيرة يمنحه البراءة في تسييره‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/42‬هو المسؤول وحده عن تسييره وال يمكنه أن ينيب أحدا عنه‪ ،‬وال يمكنه البحث عن‬
‫‪1‬‬
‫مسؤوليته في حالة وقوع سرقة أو حصول أعمال جنحية أو جنائية في العمارة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬انتهاء مهام المتصرف‬
‫تنتهي مهام المتصرف بانتهاء المدة المحددة أو عن طريق عزله‪ ،‬أو في حالة التخلي أو‬
‫التنازل عن الوكالة‪.‬‬
‫أوال ‪:‬انتهاء المدة‬
‫نعرف من خالل المادة ‪ 28‬والمادة ‪ 81‬من المرسوم‪ 666 /38‬على أن المتصرف يتم‬
‫تعيينه بثلثي األعضاء الحاضرين أو الممثلين ولمدة سنتين قابلة للتجديد ففي حالة عدم تجديد‬
‫المدة المذكورة تنتهي مهامه‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬عزله‬
‫فمن خالل المادة ‪ 28‬من المرسوم المذكور أعاله أن عزل المتصرف يتم بثلثي األعضاء‬
‫‪2‬‬
‫الحاضرين أو الممثلين‪.‬‬
‫وتطبيقا للقواعد العامة للوكالة نجد أن الموكل ملزم بتعويض الوكيل عن الضرر الذي لحقه‬
‫من جراء عزله قبل انتهاء الوكالة وبدون سبب أو عذر مقبول‪ .‬إذن الجمعية مجبرة على‬
‫تعويض المتصرف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التخلي أو التنازل عن الوكالة‬
‫تطبيقا للقواعد العامة للوكالة فإن المتصرف بصفته وكيال له الحق في أن يتنازل عن‬
‫الوكالة في أي وقت وله أن يقدم تعويضا للجمعية عن األضرار التي لحقتها من جراء التنازل‬
‫‪3‬‬
‫أو التخلي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.444-449 :‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -‬التسيير االستثنائي للملكية العقارية المشتركة‪:‬‬
‫فمن خالل هذين الجهازين فلقد عمل المشرع بعد صدور المرسوم ‪ 666/38‬على تطبيقه‬
‫فعليا السيما وعدد المالكين المشتركين تزايد بكثرة بعد صدور قانون ‪94/34‬‬
‫ووفق المرسوم التشريعي ‪ 98/88‬المتعلق بالنشاط العقاري‪ ،‬بحيث نجد أن المشرع قد أفرد‬
‫فيه مادتين لتسيير الملكية المشتركة بشكل استثنائي يسمح ألحد المالك الحلول مكان أجهزة‬
‫الملكية المشتركة‪ .‬فقد نصت المادة ‪ 25‬من المرسوم التشريعي على أن ‪ ":‬يمكن أن تنفذ إدارة‬
‫الملكية المشتركة بعناية أحد المالكين المشتركين على األقل بصرف النظر عن أحكام المادتين‬
‫‪656‬مكرر ‪ 92‬و ‪ 656‬مكرر ‪ 98‬من األمر‪ 53/65‬المؤرخ في ‪.4865/98/26‬‬
‫و يخول المالك المشترك المعني ممارسة الصالحيات الراجعة لهيئات الملكية المشتركة بغية‬
‫ضمان المحافظة على البناية وتسييرها فيما يخص األجزاء المشتركة حسب الشروط المحددة‬
‫‪1‬‬
‫في نظام الملكية المشتركة‪".‬‬
‫فنستخلص من أن المشرع عندما رأى عدم فعالية نظام الملكية المشتركة غير مطبق في‬
‫أرض الواقع خاصة عدم تكوين الجمعيات وتعيين المتصرف‪ ،‬أراد فتح المجال أمام المالكين‬
‫الراغبين في المحافظة على أمالكهم‪ ،‬وأن يبادروا بفرض نظام الملكية المشتركة على المالك‬
‫اآلخرين‪ ،‬حيث يكون عليهم اللجوء للعدالة لالستصدار أمر على عريضة من طرف رئيس‬
‫المحكمة ولو كان ذلك من طرف واحد فقط منهم‪ .2‬حيث نصت المادة ‪ 26‬من المرسوم‬
‫التشريعي على أنه ‪ ":‬تثبت كيفيات تسيير الملكية المشتركة المنصوص عليها في المادة ‪25‬‬
‫من المرسوم المذكور أعاله بناء على أمر بسيط يستند على عريضة يوقعها رئيس المحكمة‬
‫المختص إقليميا بناءا على طلب المالك المشترك المعني وتصبح منذ ذلك الحين ق اررات‬
‫التسيير و اإلدارة مفروضة على المالكين المشتركين و الشاغلين اآلخرين وفق الشروط‬
‫المنصوص عليهم في التشريع الجاري به العمل المطبق على الملكية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم التشريعي ‪ 98/88‬المؤرخ في ‪ 4888/98/94‬المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪442 :‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫ال ينتهي التخويل المنصوص عليه في الفقرة ‪ 92‬من المادة ‪ 25‬أعاله إال بتطبيق تنظيم‬
‫الملكية المشتركة كما حددته المواد من ‪ 618‬إلى ‪ 662‬من األمر رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫‪1‬‬
‫سبتمبر سنة ‪ 4865‬و المذكور أعاله و المتضمن القانون المدني‪".‬‬
‫و بعد صدور المرسوم ‪ 98/88‬نجد أن المشرع أصدر المرسوم التنفيذي ‪ 58/81‬المؤرخ‬
‫في ‪ 4881/98/96‬ليتمم المرسوم ‪ 666/38‬ووضع اآلليات القانونية الكفيلة بتطبيق المواد من‬
‫‪ 21‬إلى ‪ 26‬من المرسوم ‪.98/88‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم التشريعي ‪ 98/88‬المؤرخ في ‪ 4888/98/94‬المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آثار الملكية العقارية المشتركة‬
‫يحدد القانون األساسي للمالكين الشركاء بتوضيح حقوقهم والتزاماتهم حيث أن الملكية‬
‫المشتركة تمنحهم حقوق خاصة ‪ ،‬وحقوق مشتركة ترجع إلى نصيبهم في األجزاء المشتركة ومن‬
‫جهة أخرى عليهم التزامات خاصة و أخرى مشتركة وهذا ما سنوضحه في المطلبين التاليين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حقوق المالك الشركاء في الملكية العقارية المشتركة‬


‫سوف نتناول حقوق المالك الشركاء على األجزاء الخاصة ثم على األجزاء المشتركة وهذا‬
‫طبقا للمادة ‪ 618‬من القانون المدني التي تنص على أنه"‪ :‬لكل شريك في الملكية الحق في أن‬
‫يتمتع باألجزاء الخاصة التابعة لحصته كما له أن يستعمل وينتفع بحرية باألجزاء الخاصة‬
‫والمشتركة بشرط أن ال يمس بحقوق الشركاء اآلخرين في الملكية أو يلحق ضر ار بما أعد له‬
‫‪1‬‬
‫العقار‪".‬‬
‫الفرع األول ‪:‬حقوق المالك على األجزاء الخاصة‬
‫لكل مالك على األجزاء الخاصة به حق ملكية مفرزة‪ ،‬فله أن يباشر عليها كافة السلطات‬
‫‪2‬‬
‫من استعمال واستغالل وتصرف‪.‬‬
‫أوال ‪:‬حق المالك الشريك في االستعمال‬
‫فالمالك أن يستعمل جزئه (شقته ) ليسكنها بنفسه أو يسكنها شخصا آخر أي ألحد ذويه إذن‬
‫‪3.‬‬
‫وله أن يقيم في أقسامه الخاصة‬ ‫فهو حر في االنتفاع بشقته كيفما يشاء باعتباره ملكية مفرزة‬
‫كل عمليات التنظيم التي يراها ضرورية‪ ،4‬أي له حق إجراء التعديالت والتغييرات في حدود‬
‫القوانين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.244 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سمير عبد السميع األودن ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.444:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.255 :‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫لكن هذه السلطة الممنوحة للمالك الشريك بها قيود قانونية يجب على المالك مراعاتها إذ‬
‫نصت عليها المادة من المرسوم ‪ 666 /38‬نظ ار للجوار الخاص الذي يربط المالك بعضهم‬
‫البعض‪:‬‬
‫‪ -/4‬شرط أن ال يضر بحقوق الشركاء اآلخرين في الملكية‬
‫‪ -/ 2‬أن ال يمس بوجهة العمارة‬
‫‪ -/8‬أال يقوم بأي شيء يمكن أن يعرض متانة العمارة للخطر‪.‬‬
‫‪ -/1‬يجب على الشركاء في الملكية أن يسهروا على عدم تعكير هدوء العمارة وال يتسببوا في‬
‫أي ضوضاء غير عادية‪.‬‬
‫‪ - /5‬منع الحيوانات الخطيرة‪.‬‬
‫‪1.‬‬
‫‪-/ 6‬ال يجوز نشر الثياب على النوافذ والشرفات‬
‫ثانيا ‪ :‬حق المالك الشريك في االستغالل‬
‫‪2‬‬
‫لشخص آخر مقابل بدل‪.‬‬ ‫فالمالك الشريك له حق استغالل شقته بمعنى تأجيرها‬
‫ويخضع عقد اإليجار للقواعد العامة حيث تحدد حقوق المؤجر ووضعية المستأجر في عالقته‬
‫مع المؤجر وعالقته أيضا مع باقي المالك إال في حاالت تتنافى مع القانون والنظام العام‬
‫‪3‬‬
‫واآلداب ألنه أساسا حق ملكية الشقة تخول لصاحبها جميع التصرفات القانونية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حق المالك الشريك في التصرف‬
‫فالمالك يستطيع أن يتصرف في ملكه أو شقته كيف ما يشاء من بيع أو هبة أو رهن على‬
‫أن يشمل هذا التصرف ما يخصه من األجزاء المشتركة من العقار‪ 4‬وتصرفه يملكه كمثل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫_سمير عبد السميع األودن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.444:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بن شارف خديجة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬سمير عبد السميع األودن‪ ،‬مرجع سابق ‪.448 ،‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫تصرفه بأي حق عيني آخر في الملكية المشتركة ال ينتقل إال بالتسجيل‪ ،‬وقد يكون تصرف‬
‫‪1‬‬
‫المالك في البيت كله أو في جزء منه ‪،‬فيشاركه في الملكية غيره على الشيوع‪.‬‬
‫‪ -/ 1‬البيع‪:‬‬
‫للمالك الحرية في أن ينتقل حقه العيني لشخص أخر‪ ،‬والبيع هنا يبقى مالكها بالتزام دفع‬
‫التكاليف المتعلقة باألعباء العامة قبل انتقال الملكية‪ ،‬وحرصا على تسوية وضعية المالك البائع‬
‫قبل إخالئه للشقة فهو ملتزم بتسليم إلى الموثق شهادة ال تزيد عن شهر يؤكد فيها وضعيته‬
‫السليمة اتجاه جماعة المالك واال جاز للمتصرف بطلب من المشتري أن يعترض في مدة ‪45‬‬
‫يوما ابتداء من إعالن التخلي ‪ ،‬على دفع مبالغ البيع ليتسنى له الحصول على المبالغ الباقية‬
‫في ذمة البائع‪ 2‬وهذا ما أكدته المادة ‪ 651‬من القانون المدني بقولها ‪ " :‬في حالة نقل ملكية‬
‫إحدى القسمات ‪،‬يبقى المالك السابق ملزم بدفع جميع الديون المترتبة عليه من الملكية المشتركة‬
‫‪،‬و المستحقة عند تاريخ انتقال الملكية ‪،‬و الواجب دفعها نقدا سواء تعلق األمر بأرصدة أو بدفع‬
‫نهائي‪.‬‬
‫يجب على الشريك في الملكية الذي يتخلى عن قسمته بعرض أن يسلم للموثق شهادة تقل‬
‫عن مدة شهر تثبت أنه غير مطالب بأي حق إزاء جماعة الشركاء في الملكية‪ ،‬و يجب‬
‫إخطار المتصرف بهذا التخلي برسالة مضمنة مع اإلشعار بالوصول ويجوز للمتصرف بطلب‬
‫من المشتري أن يعترض ‪،‬في مدة خمسة عشر يوما ابتداء من إعالن التخلي ‪،‬على دفع مبالغ‬
‫‪3‬‬
‫البيع ليتسنى له الحصول على المبالغ الباقية في ذمة البائع ‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫نعيم مغبغب ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.253 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬تمليك الشقق و الطبقات ‪ ،‬د ط ‪ ،‬مطبعة السعادة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،4866 ،‬ص ‪.58 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/ 2‬الرهن‪:‬‬
‫مثلما يستطيع المالك ببيع شقته يستطيع كذلك أن يقوم بالرهن ضمانا عينيا للحصول على‬
‫ما هو في حاجة له من أموال ويخضع رهن الملك إلى أحكام الرهن الرسمي ‪ ،‬حيث يستطيع‬
‫الدائن المرتهن أن ينفذ على الشقة المرهونة في حالة عدم وفاء المدين الراهن اللتزامه ‪.‬والتنفيذ‬
‫‪1.‬‬
‫هنا يشمل الجزء الخاص والحصة في األجزاء المشتركة معا‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬حقوق المالك على األجزاء المشتركة‬
‫أوال ‪ :‬حق المالك الشريك في االستعمال‬
‫من خالل المادة ‪ 618‬من القانون المدني المذكورة سابقا‪ ،‬ونص المادة ‪ 42‬من المرسوم‬
‫‪ 666 /38‬بقولها‪ ":‬يمكن لكل شريك في الملك و‪ /‬أو كل شاغل له أن يستعمل بحرية ‪،‬حال‬
‫االنتفاع بالمحالت التي يملكها‪ ،‬األجزاء المشتركة حسب ماهي معدة له دون أن يعوق حقوق‬
‫الشركاء أو المستعملين اآلخرين‪ ،‬فال يجوز على الخصوص ألي شريك في الملك و‪ /‬أو شاغل‬
‫له أن يعرقل أو يستعمل األجزاء المشتركة خارج وجوه استعمالها المألوف ‪،‬وال يترك بها أي‬
‫‪2‬‬
‫شيء لمدة ما‪".‬‬
‫فنستنتج أن لكل مالك سلطة واسعة في االنتفاع باألجزاء المشتركة بشرط أن ال يضر بباقي‬
‫‪3‬‬
‫واالستعمال يكون من‬ ‫الشركاء اآلخرين وبما لهم من حقوق مساوية لحقوقه على هذه األجزاء‬
‫دخول العمارة ‪،‬واستعمال المصاعد والساللم للصعود‪ ،‬كذلك استعمال موقف السيارات‪ ،‬إضافة‬
‫إلى سطح العمارة لتثبيت هوائي البث التلفزيوني ونشر المالبس‪.‬‬
‫ولكن هذا االستعمال له قيود حيث ال يمكن للمالك أن يستعمل األجزاء المشتركة دون أن‬
‫يضر بباقي حقوق الشركاء‪ ،‬وال يجوز له إدخال أي تعديل في هذه األجزاء بدون موافقة باقي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بن شارف خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.51 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حسن كيرة‪ ،‬الموجز في أحكام القانون المدني ‪ ،‬د ط‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،4883 ،‬ص ‪.251 :‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪1‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪48‬من المرسوم ‪ 666 /38‬بقولها ‪ ":‬ال يجوز إدخال أي‬ ‫الشركاء‬
‫تغيير على األشياء المشتركة مثل المصاعد وقنوات توزيع الماء والغاز والكهرباء ‪...‬إال بموافقة‬
‫‪2‬‬
‫الشركاء اآلخرين‪".‬‬
‫ويقع تقدير حصة المالك في األجزاء المشتركة بنسبة قيمة الجزء الخاص طبقا لنص المادة‬
‫‪ 616‬من القانون المدني ‪ " :‬تتناسب الحصة في األجزاء المشتركة الخاصة لكل قسمة مع‬
‫‪3‬‬
‫المساحة النافعة بالنسبة للمساحة اإلجمالية لمجموع القسمات التي تشكل الوحدة العقارية ‪".‬‬
‫‪ ‬أمثلة الستعمال الجزء المشترك فيما يقتضيه االنتفاع‪:‬‬
‫‪ -‬استعمال الساللم والمصاعد للوصول إلى طبقته أو شقته‪.‬‬
‫‪ -‬توصيل األنابيب والمواسير الداخلية باألنابيب والمواسير المشتركة في الماء والغاز و‬
‫الكهرباء‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال السطح في إقامة حفلة أو نشر المالبس‪.‬‬
‫‪ ‬أمثلة الستعمال الجزء المشترك فيما اعد له‪:‬‬
‫فال يجوز استعمال تلك األجزاء المشتركة إال فيما يتناسب مع طبيعته أو بحسب‬ ‫‪-‬‬
‫تخصيصه ‪،‬كأن يستعمل أحد مالك الشقق المصعد لنقل األثاث باعتبار أنه حق لنقل‬
‫األشخاص ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز للمالك في الدور األرضي أن يستخدم المدخل أو الممر للجلوس فيه أو وضع‬
‫أثاث أو عرض بضائع له حتى لو كان يستعمل شقته متج ار‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز المالك الشقة أن يستعمل فناء العمارة كحظيرة للطيور‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أنور طلبة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.889 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ ‬أمثلة الستعمال األجزاء المشتركة بحيث ال تضر بالمالك اآلخرين‪:‬‬
‫فيجب أال يستعمل تلك األجزاء استعماال ضا ار مثل‪:‬‬
‫‪ -‬احتفاظ أحد المالك بمفتاح المصعد معه ‪.‬أو مفتاح باب المصعد أو غرف‬
‫الغسيل أو الحديقة‪.‬‬
‫‪ -‬ترك سيارته في انتظار طويل بحيث ال يسمح لآلخرين بوقوف مؤقت لسيارتهم‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة محل تجاري في الفناء المشترك‬
‫‪ -‬ال يجوز للمالك أن يقوم بعمل ثقب في الحائط المشترك أو وضع الفتة لوضع إعالنات‬
‫‪1.‬‬
‫عليها‬
‫ثانيا‪ :‬حق المالك الشريك في االستغالل‬
‫فال يجوز للمالك الشريك بمفرده استغالل األجزاء المشتركة أو شيء منها كتأجير المصعد‬
‫أو الحديقة أو الفناء المشترك ‪ ،‬ألن هذه األجزاء مملوكة ملكية شائعة بين جميع المالك أو‬
‫بعضهم فال يكون ألحدهم أن ينفرد باستغاللها دون باقي الشركاء‪ ،‬وان كان للمالك الشريك أن‬
‫‪2‬‬
‫يؤجر شقته ليشمل الجزء المخصص له باإلضافة إلى الجزء المشترك‪.‬‬
‫أما االستغالل الجماعي وباتفاق كل المالك المشتركين فانه مسموح ومن هنا فإنه يمكن‬
‫لجمعية المالك المشتركين إيجار سطح العمارة لتركيب هوائيات خاصة بالهواتف مثال وواجهة‬
‫العمارة لتركيب لوحه إشهارية أما إذا كان إيجار المصعد والمساحات الخضراء فهو غير‬
‫‪3‬‬
‫ممكن‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حق المالك الشريك في التصرف‬
‫من خالل المادتين ‪ 616‬من القانون المدني والمادة‪ 98‬من المرسوم ‪ 666/38‬فإنه ال‬
‫يجوز للمالك الشريك أن يتصرف في نصيبه في األجزاء المشتركة مستقال عن الجزء الخاص‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سمير عبد السميع األودن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.422-424:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سمير عبد السميع األودن‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.428 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15 :‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫الذي يملكه ملكية مفرزة على اعتبار أن األجزاء المشتركة مملوكة على الشيوع وهو شيوع دائم‬
‫وجبري ال يمكن االنتفاع به إال مع الجزء المفرز‪ ،‬ولهذا ال يجوز طلب القسمة في األجزاء‬
‫‪1‬‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الشروط واجب توافرها في حالة إحداث تعديالت‬
‫من خالل المادة ‪ 48‬من المرسوم التنفيذي ‪ 666/ 38‬المذكور آنفا أنه ال يجوز إدخال أي‬
‫تغيير إال بموافقة باقي الشركاء‪.‬‬
‫ولكن المادة ‪ 615‬من القانون المدني المذكورة سابقا نصت على من بين الحقوق التبعية‬
‫لألجزاء المشتركة هو حق تعلية العمارة لالستعمال المشترك أو المحتوية على عدة محالت‬
‫تكون أجزاء خاصة مختلفة‪ ،‬والحق في بناء عمارات جديدة باألفنية والبساتين‪ ،‬أو الجنائن التي‬
‫تكون أجزاء مشتركة‬
‫والموافقة هنا تكون بأغلبية ثلثي أعضاء الحاضرين أو الممثلين في حالة أشغال التحسين‬
‫مثل تغيير عنصر أو عدة عناصر من التجهيزات الموجودة ‪ ،‬وادخال عناصر جديدة وتعديل‬
‫محالت ذات استعمال مشترك ‪.‬أو إحداث مثل هذه المحالت بشرط أن تكون مطابقة للغرض‬
‫الذي هيئت العمارة له مثل ‪ :‬تغيير حجم قنوات صرف المياه‬
‫أما الموافقة بإجماع الشركاء على الحقوق التبعية لألجزاء المشتركة فقد نصت عليها المادة‬
‫‪ 89‬من المرسوم‪ 666 /38‬على أنه ‪ " :‬تصادق بإجماع أعضاء جمعية الشركاء في الملك‬
‫المقررات التي تتضمن ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬تشييد بنايات بغرض إنشاء محالت جديدة ذات االستعمال الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬إعالء البناء أو قرار التخلي لنفس الغرض عن حق إعالء بناية موجودة على أن‬
‫الموافقة الصريحة من الشركاء في الملك الذين يستغلون الطابق األعلى المراد إعالؤه‬
‫‪1".‬‬
‫أمر مطلوب‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سمير عبد السميع األودن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.421-428 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التزامات المالك الشركاء في الملكية العقارية المشتركة‬
‫سوف نتناول في هذا المطلب التزامات المالك الشركاء في الملكية اتجاه الجمعية العامة‪ ،‬و‬
‫التزاماتهم اتجاه بقية الشركاء‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬واجبات المالك الشريك تجاه الجمعية العامة‬
‫لما كان إنشاء هيئة جماعية أم ار البد منه في كل عقار خاضع للملكية المشتركة للتكفل‬
‫بكافة شؤون هذا العقار‪ ،‬فإن تحديد واجبات كل عضو فيها اتجاهها يضمن الحفاظ على حقوق‬
‫هذا العضو‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المساهمة في األعباء‬
‫إن تمتع المالك الشركاء للعقار أو الشاغلين له بمختلف مكوناته وبالخدمات المؤداة فيه‪،‬‬
‫يوجب عليهم بذل تكاليف مالية لضمان استمرار االستفادة بهذه المنافع والحفاظ عليها‪.‬‬
‫أ‪ -/‬تعريف األعباء ‪:‬‬
‫هي عبارة عن مبالغ مالية معينة و محددة‪ ،‬تقع على عاتق جماعة الشركاء في الملك أو‬
‫الشاغلين له ‪ 2،‬مشكلة بذلك ديونا يقتضي تحصيلها من قبل المتصرف‪ .‬فإذا كان المالك ملزم‬
‫أن يتحمل بمفرده نفقات حفظ و صيانة و تحسين جزئه الخاص‪ ،‬فإنه من الضروري مساهمته‬
‫في كلفة األعباء المشتركة مع مجموعة المالكين‪ 3،‬و هذه التكاليف تتعلق بكل ما يخص‬
‫التسيير العادي و الترميمات الصغيرة لألجزاء المشتركة من جهة‪ ،‬و إدارة العمارة و صيانتها و‬
‫أمن الشركاء في الملك أو الشاغلين‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.466-465 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد الناصر توفيق العطار ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫ب‪ -/‬تصنيف األعباء و توزيعها‪:‬‬
‫إن األعباء المفروضة في وجود عقار خاضع لنظام الملكية المشتركة ال تأخذ نفس‬
‫الطبيعة‪ ،‬إذ ينقسم إلى صنفين‪ .‬و عليه يوزع كل قسم منها توزيعا يختلف عن القسم الثاني‬
‫‪ -/4‬تصنيف األعباء‪ :‬تصنف األعباء الملقاة على عاتق المالك الشركاء في الملكية المشتركة‬
‫أو الشاغلين إلى صنفين اثنين كما يلي‪:‬‬
‫أعباء الصنف األول‪ :‬نصت عليه المادة ‪ 16‬من المرسوم المذكور أعاله و يتعلق بالمساهمات‬
‫المالية الناجمة عن تسيير األجزاء المشتركة ‪،‬وما يتبعها من عناصر تجهيز مشتركة للمبنى‬
‫وعن أشغال التصليحات الصغرى المحدثة عليها و هذا ما يشمل ‪:‬‬
‫‪ -‬الراتب المخصص للمتصرف و النفقات الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة العمارة ‪ ،‬و أجر البواب و المستخدمين الذين يمكن أن يوظفهم المتصرف و‬
‫التكاليف المرتبطة بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬دفع مبالغ استهالك الماء و الكهرباء بالنسبة لألجزاء المشتركة العامة ونفقات العدادات‬
‫العامة‪ ،‬و كذلك فائض الماء الذي يتأتى من الفرق بين بيان حساب العداد العام ومجموع‬
‫بيانات حساب بقية العدادات الخاصة أو المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬شراء المواد و األوعية الالزمة لصيانة بوابات الدخول و الساللم والسطوع‪.‬‬
‫‪ -‬مصاريف صيانة المصاعد و القوة المحركة‪ ،‬ونفقات صيانتها‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات صيانة واصالح مؤقتة إنارة المداخل والمساطح وجميع المحالت و األجزاء‬
‫المشترك استعمالها‪.‬‬
‫‪ -‬دفع مبالغ التأمين الذي يغطي حوادث العمل‪ ،‬و الحوادث التي يتسبب فيها مستخدمو‬
‫إدارة العمارة للغير‪1،‬و جميع النفقات التي تستلزمها الترميمات الصغيرة في األجزاء المشتركة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫أعباء الصنف الثاني‪ :‬نصت عليه المادة ‪ 18‬من المرسوم المذكور أعاله حيث يرتبط هذا‬
‫الصنف من األعباء بالمشاركات المالية المتأتية عن إدارة األجزاء المشتركة‪ ،‬و ما يليها من‬
‫عناصر تجهيز مشتركة‪ ،‬و عن أعمال التصليحات الكبرى الواردة عليها و هذا يحوي‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات الترميم باختالف أنواعه المتعلقة بالجدران الضخمة و السقف الخارجي و السطح‬
‫و الواجهات و الشرفات و المقصورات‪ ،‬ورؤوس المداخن و قنوات الماء و الغاز و الكهرباء‪،‬‬
‫باستثناء المخصصة منها لالستعمال الخاص‪ ،‬و أنابيب المواسير و صرف مياه األمطار و‬
‫غيرها‪.‬‬
‫و عموما أعباء ترميم هذه األجزاء الشائعة‪ ،‬وعناصر التجهيز الجماعية‪ ،‬كترتيب و تبديل‬
‫المصاعد‪ ،‬و التدفئة الجماعية و نفقاتها‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب و الرسوم المحتملة بأي صورة من الصور و التي ستخضع لها جميع األشياء‬
‫و األجزاء المشتركة العامة في المجموع العقاري‪.‬‬
‫‪ -‬مبالغ التأمين ضد الحريق و الحوادث و المسؤولية المدنية و أضرار المياه و غير ذلك‬
‫من األخطار‪.‬‬
‫‪ -/2‬توزيع األعباء‪:‬‬
‫يتم توزيع األعباء إلى قسمين لهما عالقة بالملكية المشتركة‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 13‬من‬
‫المرسوم الذكور أنفا بقولها ‪ ":‬إذ يتحمل أعباء النوع األول و بأقساط متساوية‪ ،‬بين هؤالء‬
‫الشاغلين للمحالت المذكورين الذين يجب عليها تسديدها لدى المتصرف حسب الكيفيات التي‬
‫تحددها الجمعية‪ ".‬في حين يتحمل أعباء الصنف الثاني و حسب حصة كل منهم في األجزاء‬
‫المشتركة‪ ،‬كافة الشركاء في الملك دون غيرهم‪ ".‬و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 18‬من المرسوم‬
‫‪1‬‬
‫‪.666/38‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫و إذا كان المبدأ العام أن المتصرف هو الذي يوزع األعباء حسب التصنيف‪ ،‬و المدى في‬
‫إمكانية التغيير في األعباء فمن خالل المادة ‪ 18‬الفقرة ‪ 94‬من المرسوم ‪ 666/38‬فقد أجاز‬
‫المشرع للجمعية العامة المصادقة مثل هذه المقررات باألغلبية البسيطة من أصوات أعضاء‬
‫الحاضرين أو الممثلين‪ ،‬لما كان ذلك ضروريا بسبب تغيير في استعمال جزء أو عدة أجزاء‪،‬‬
‫كأن يصبح محال ذا استعمال سكني أو محال مهنيا أو العكس‪.‬‬
‫أما ناحية كيفية تحديد عامل توزيع المصاريف المتعلقة بعناصر التجهيز كالمصاعد‪،‬‬
‫فرجوعا للتشريع الجزائري فإنه تم توحيد العامل الذي يتم بمقتضاه توزيع أعباء اإلصالحات‬
‫الواردة على األجزاء المشتركة‪ ،‬وعلى عناصر التجهيز المشتركة‪ ،‬بحيث أنه جعل عامل‬
‫المساواة هو األساس في توزيع أعبائها في الصنف األول‪ ،‬وعامل األنصبة في األجزاء‬
‫المشتركة في توزيع أعبائها في الصنف الثاني‪ .‬لكن الواقع يجعل من المستحيل تطبيق ذلك‪ ،‬إذ‬
‫أنه ال تماثل بين األجزاء المشتركة وعناصر التجهيز المشتركة خاصة المصاعد‪ ،‬ال في نوعيها‬
‫‪1‬‬
‫و ال في كيفية االستفادة منها‪.‬‬
‫ج‪ -/‬تمويل و تحصيل األعباء‪:‬‬
‫‪ -/1‬تمويل األعباء‪:‬‬
‫إن تمويل األعباء يكون من خالل وجود ميزانية احتمالية التقدير في مطلع كل سنة مالية‬
‫إلنجاز األعباء المدرجة ضمن المخطط السنوي‪ ،‬و أرصدة مستعجلة األداء لتنفيذ األشغال غير‬
‫المتوقعة و هذا على أن تكون الجمعية العامة هي صاحبة القرار الداعي إلى توفير هذه‬
‫التمويال ت عن طريق إصدار نداءات لتجميعها‪ ،‬و ذلك إما عقب اجتماع عادي و إما عقب‬
‫اجتماع استثنائي‪.‬‬
‫كما أن الجمعية العامة هي التي تحدد الشروط التي يجب فيها دفع المبالغ و للغاية نفسها‬
‫فإنه يستحدث صندوق خاص باألموال المتداولة‪ ،‬يتم تمويله برصيد يدفع منه كل مالك شريك‬
‫‪ %19‬من قيمة تكلفة األعمال االعتيادية و نسبة الثلث من تكلفة األشغال المستجدة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.439-468 :‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/2‬تحصيل األعباء‪:‬‬
‫يتم تحصيل التكاليف من قبل المتصرف الذي يقوم بتلقي األموال و بإيداعها في صندوق‬
‫‪1‬‬
‫الجمعية العامة في األوقات التي تحددها الجمعية العامة‪.‬‬
‫إال أنه يحدث أن تحصل هذه الموارد‪ ،‬إما بطريقة عادية من خالل تسلم المبالغ المناطة‬
‫بالشاغلين و التي يدفعها هؤالء في المواعيد المثبتة‪ ،‬و إما بطريقة إجبارية‪ ،‬فمن خالل قبض‬
‫المبالغ المستوجبة على الشاغلين المقصرين‪ ،‬سواء بجبرهم على تأديتها بأنفسهم أو باستيفائها‬
‫‪2‬‬
‫منهم رغما عنهم‪ ،‬وهذا باتخاذ إجراءات قانونية ضد هؤالء بعد نفاذ اآلجال المسماة‪.‬‬
‫و طبقا لنص المادة ‪ 659‬مكرر ‪ 4‬من القانون المدني على أنه‪ " :‬في حالة امتناع‬
‫األشخاص المعنيين عن دفع التكاليف المستحقة عليهم بصدد النوع األول أو الثاني يمكن‬
‫للمتصرف أن يلجأ إلى إجراءات التحصيل الجبري‪ 3".‬كذلك بنفس قول المادة ‪56‬من المرسوم‬
‫‪.666/38‬‬
‫وعليه فإن تخلف أي شاغل عن سداد تبعات الصنف األول من األعباء الموكلة إليه فقد‬
‫نصت المادة ‪ 56‬من المرسوم ‪ 666/38‬على المتصرف أن يعطيه تنبيها بضرورة دفع ما عليه‬
‫و يرسل له إنذارين متتابعين مصحوبين بإشعار التسلم في غضون الشهر الموالي ليوم انتهاء‬
‫المهلة المحددة و إذا لم يفد هذا األسلوب فإن المتصرف يسلم جميع الوثائق المبينة لهذه‬
‫الكسور إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي يقوم بإصدار أمر ضد الشاغل المتخلف‪ ،‬يتم‬
‫بموجبه تحصيل األموال المطلوبة منه بالكيفية نفسها المتبعة في جباية الضرائب‪.‬‬
‫و في حالة تأخر أي مالك شريك شاغل بالفعل أم ال عن دفع مستوجبات الصنف الثاني‬
‫من األعباء الواجبة عليه‪ ،‬فإن المتصرف يلزمه فو ار بوجوب أداء ما عليه‪ ،‬بأن يرتب على‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المواد من ‪ 52‬إلى ‪ 55‬من المرسوم ‪ 666/ 38‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة وتسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.432:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫حصته رهنا قانونيا لمدة الثالثة أشهر الالحقة ليوم انتهاء المهلة المعينة‪ ،‬وال بد من قيد ذلك‬
‫في المحافظة العقارية ضمانا لحق الجمعية في حالة التصرف في العقار‪.‬‬
‫و إذا لم يقم الشريك في الملك بالتسديد يتم اللجوء للمصادرة العقارية للحصة المرهونة و‬
‫عرضها للبيع عن طريق القضاء‪.‬‬
‫و كما يمكن للمتصرف أن يطبق ضد المالك الشريك المتأخر حجز لديونه لدى الغير‪ ،‬و‬
‫هذا كله من أجل تحصيل األموال المطلوبة‪ .‬و هذا ما أكدته المادة ‪ 53‬من المرسوم‬
‫‪1‬‬
‫‪.666/38‬‬
‫و طبقا لنص المادة ‪ 659‬مكرر‪ 2‬و المادة ‪ 58‬من المرسوم ‪ 666/38‬في حالة أن الشريك‬
‫في الملكية أو الشاغل لهيئة أو مصلحة عمومية أو مجموعة محلية لم يدفع التكاليف المستحقة‬
‫بعد اإلنذار فيتم تحصيلها عن طريق الخصم التلقائي من اعتمادات المخصصة للهيئة العاجزة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫من أجل تحصيل هذه الديون‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حضور جلسات الجمعية‬
‫إن المشاركة في أعمال الجمعية العامة من خالل حضور جلساتها أمر ذي قيمة مهمة حيث‬
‫يتسنى لكل مالك شريك أن يناقش جميع المسائل المتعلقة بشؤون الملكية المشتركة و إبداء رأيه‬
‫‪3‬‬
‫فيها إلى غاية الوصول إلى قرار موحد يكون فيه تحقيق الصالح العام لكافة الحاضرين‪.‬‬
‫كما أن المالك الشريك الحاضر ي ستطيع إبداء معارضته ألي مشروع أو قرار كان‪ ،‬إذا كان‬
‫فيه عيبا أو نقصا أو حتى ظلما و قد ينبه اآلخرين لذلك فيستحسنون رأيه و يأخذون به‪ ،‬وهو‬
‫ما سيغنيه عن اللجوء إلى اتخاذ إجراءات منازعة الق اررات بعد صدورها فيما لو كان غائبا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.431-438 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بن شارف خديجة ‪ ،‬المرجع السابق‪ :‬ص‪.86 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫و رغم أن حضور المالك الشريك ليس إجباريا بما يجعله يرقى ألن يصبح في مرتبة االلتزام‪،‬‬
‫أما غيابه بعد توجيه الدعوة له ودون وجود عذر قاهر لذلك‪ ،‬من قبيل االستخفاف بهذه الجمعية‬
‫و بما تعالجه من قضايا‪.‬‬
‫و حضور الجلسات قد يتم من قبل المالك نفسه أو الخلف الخاص أو الوكالء القانونيين‬
‫‪1‬‬
‫الممثلين لموكلهم من المالك الشركاء الغائبين‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬واجبات المالك الشريك اتجاه بقية الشركاء‬
‫عالقة المالك باألخر تتسم باالستقاللية ألن كل واحد منهم يملك جزءا خاصا لكل تعايشهم‬
‫في فضاء متكامل واحد ال يجعل منهم غي ار بالنسبة لباقي الشركاء مما ينتج التزاماته اتجاه بقية‬
‫الشركاء اآلخرين و عليه فإنه يلزم به‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬عدم الغلو في استعمال الحق‬
‫يعد الغلو في استعمال الحق أحد العوارض السيئة التي ينجم عنها إلحاق ضرر بالغير‪،‬‬
‫نتيجة استخدام المالك لحقه على حصته بشكل غير الئق مثل استخدام الشرفات و المقصورات‬
‫كأماكن لنشر الثياب‪ ،‬أو إلصاق الفتات على أبواب الحصص ذات طابع إشهاري‪ ،‬و استخدام‬
‫آالت ذات أصوات مرتفعة‪.‬‬
‫وقد يقوم المالك الشريك بممارسة نشاط مسموح به تسبب نتيجة حدوث ضرر للجار نظر‬
‫الطبيعية ‪ ،‬مما يجعل من كيفية التعامل مع الضرر الحاصل أم ار صعبا‪ ،‬فهو إما أن يكون‬
‫بمنع الشخص صاحب الحق من القيام بنشاطه رغم قانونيته‪ ،‬و إما أن يكون باستمرار الشخص‬
‫ذاته في تأدية نشاطه هذا‪.‬‬
‫و كمخرج لهذا الوضع‪ ،‬يجب اتخاذ االحتياطات و التدابير لممارسة النشاط من أجل تجنب‬
‫الضرر نهائيا‪ ،‬و إذا كان متواصال يجب النظر إلى طبيعة الضرر الحاصل وتقديره قضائيا فإذا‬
‫كان مألوفا استمر الحال‪ ،‬أما إذا كان غير مألوفا عمد إلى حلين إما أن يتم السماح بمزاولته‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪486 :‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫ضمن شروط صارمة مثل نقل بعض اآلالت إلى أماكن أخرى و تعلية المداخن‪ ،‬و إما أن يتم‬
‫‪1‬‬
‫اللجوء إلى إيقافه تماما عن طريق غلق المحل كإجراء البد منه لتحقيق مصلحة أكبر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم التعسف في استعمال الحق‬
‫نعرف التعسف هو الفعل غير المشروع حيث يأتي به المالك الشريك من خالل حياده عن‬
‫الغاية التي منح له الحق بسببها‪ ،‬و هو أحد أوجه النشاطات المضرة بالجوار نتيجة تمخضه‬
‫عن إلحاق ضرر بالجيران‪.‬‬
‫و كذلك تمادي الشريك في االنتفاع بالحق في غير موضعه قصد اإلضرار بالغير‪ ،‬و قد‬
‫يكون التعسف في استعمال الحق إذا كانت المصالح التي يرمي إلى تحقيقها الشريك قليلة‬
‫األهمية ‪ ،‬حيث ال تتناسب مع ما يصيب الغير من ضرر بسببها ( ترجيح الضرر على‬
‫المصلحة) ‪ ،‬أو يكون متعسفا إذا كان يرمي إلى تحقيق مصلحة غير مشروعة تخالف حكما من‬
‫أحكام القانون و تتعارض مع النظام العام و اآلداب العامة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فلذلك يلزم على الشريك بالكف عن نشاطه المضر‪ ،‬و بإزالة كل ما يستتبع ذلك من ضرر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.436-436 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.484-489‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حماية الملكية المشتركة و منازعاتها‬
‫لقد اهتم المشرع كثي ار بالملكية المشتركة و بكيفية تسييرها و ضبط قواعد السكن فسعى إلى‬
‫حمايتها قانونيا من أجل المحافظة على أمن وسالمة المباني و حمايتها قضائيا من النزاعات‬
‫التي تشوبها‪ .‬وهذا ما سنتناوله في المطلبين التاليين‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حماية الملكية العقارية المشتركة‬


‫يعتبر قانون التهيئة و التعمير اإلطار القانوني الذي يحافظ على أمن وسالمة المباني‬
‫الجماعية بوضعه الشروط الواجب إتباعها في إنجاز هذه البنايات بداية من اختيار المكان الذي‬
‫ستقام عليه البناية و نهاية بوضع قواعد متابعة هذه البنايات حتى يتم انجازها‪.‬‬
‫و لذلك سنتناول في هذا المطلب القيود القانونية لعملية البناء للملكية العقارية المشتركة‬
‫إضافة إلى اإلجراءات المتخذة أثناء البناء‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬القيود القانونية لعملية البناء‬
‫يعتبر حق البناء من الحقوق المرتبطة بحق الملكية لكن المشرع وضع قيود وفق نظام‬
‫قانوني من أجل أن يستعمل المالك حقه في البناء و بإتباع هاته القيود هي على التالي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬موقع إقامة البناء‬
‫إن اختيار األرض المناسبة للبناء هي العملية األساسية األولى للمحافظة عليها فوضع‬
‫المشرع عدة ضوابط ال يمكن مخالفتها من قبل اإلدارات الختيار األراضي القابلة للتعمير‪:‬‬
‫‪ -‬المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪ :‬هو األداة للتخطيط المجالي و التسيير الحضري‬
‫و‬
‫يهدف إلى تحديد المناطق الواجب حمايتها‪.‬‬
‫‪ -‬كما يحدد قيود و شروط البناء داخل بعض أجزاء التراب الوطني ( المناطق واألراضي‬
‫المعرضة للخطر الطبيعي‪ ،‬مساحات حماية المناطق المعرضة لألخطار التكنولوجية ‪ ،‬المناطق‬
‫الزلزالية‪).‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫فنالحظ أن المشرع وضع شروط للبناء و عدم إقامته في المناطق المعرضة لهاته األخطار‬
‫‪1‬‬
‫حفاظا على المصلحة العامة العمرانية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إعداد التصاميم المتعلقة بالبناء‬
‫بعد اختيار قطعة األرض الالزمة إلقامة البناء تبدأ مرحلة التحضير للبناء و ذلك عن‬
‫طريق تحويل رغبات المالك إلى مخططات هندسية تمهد للحصول على رخصة البناء مما‬
‫‪2‬‬
‫يستدعي البحث عن الجهة التي ستقوم بإعداد مخططات‪.‬‬
‫وهذا اإلجراء إجباري يقوم به المهندس المعماري حيث يقوم بوضع تصاميم لمشاريع البناء أو‬
‫يراقب عملية إنجازها و يضع المهندس المعماري هذه التصاميم مع األخذ بعين االعتبار‬
‫البنايات و التجهيزات الواجبة‪ .‬و كذلك األخذ بعين االعتبار الشروط المتعلقة بالسالمة‪ ،‬و كذلك‬
‫‪3‬‬
‫التصاميم المتعلقة بشبكات الغاز و الكهرباء ألنها تشكل خط ار على العمارة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات المتخذة أثناء البناء‬
‫تعتبر رخصة البناء أداة قانونية هامة لرقابة أشغال البناء و التوسع العمرانيال تمنحها‬
‫اإلدارة إال إذا توفرت الشروط و اإلجراءات القانونية المنصوص عليها في قوانين التهيئة و‬
‫التعمير و غرض المشرع من كل هذه اإلجراءات و القواعد و القيود هو المحافظة على الملكية‬
‫العقارية و حمايتها‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬حماية الملكية من أخطار الحريق‬
‫لقد نظم المشرع حماية الملكية العقارية من أخطار الحريق بموجب المرسوم ‪ 85/66‬المؤرخ‬
‫في ‪ 4866/92/29‬و التعلق بنظام األمن من أخطار الحريق‪ ،‬و الفزع في العمارات المرتفعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بوقارة مريم‪ ،‬إدارة الملكية العقارية المشتركة و حمايتها في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص‬
‫قانون عقاري‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ .2941-2948 ،‬ص ‪.64 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬غواس حسينة‪ ،‬اآلليات القانونية لتسيير العمران ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬فرع اإلدارة العامة القانون‬
‫و تسيير اإلقليم‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ 2942 -2944 ،‬ص ‪.46 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.428 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫حيث جاء في هذا المرسوم ليحدد الشروط المخصصة لضمان أمن األشخاص من أخطار‬
‫الحريق‪ ،‬كما أنه يطبق على جميع العمارات المرتفعة التي ستبنى و كذلك على التحويالت و‬
‫‪1‬‬
‫التهيئات التي ستنجز في العمارة القائمة و على تغيير تخصيص األماكن في هذه العمارات ‪.‬‬
‫و هاته الشروط نصت عليها المواد من ‪ 91‬إلى ‪ 93‬من المرسوم المذكورة أعاله‪:‬‬
‫‪ -‬أنه ال يرخص ببناء عمارة مرتفعة إال بالمواقع الكائنة على بعد ‪ 8‬كلم على األكثر‪ ،‬عن‬
‫وحدة الحماية المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬كم أنه منح الوالي سلطة التقدير لمنح الترخيص لبناء عمارة مرتفعة على مسافة أبعد‬
‫لكي يكون ذلك بعد أري لجنة األمن للوالية و بموجب قرار مسبب‪.‬‬
‫مع األخذ بعين االعتبار سهولة الدخول و المرور ونوع مركز النجدة و مصلحة األمن المالئم‬
‫للعمارات و موارد الماء‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمنح أن تحتوي العمارة المرتفعة على المؤسسات المصنفة غير الصحية وذلك‬
‫لتفادي أخطار الحريق واالنفجار والتي تسببها هاته المؤسسات ومن أجل حماية السكان وضع‬
‫مبادئ يجب احترامها وهي‪:‬‬
‫‪ -/4‬من أجل القضاء على الحريق قبل أن يتسع خطره ‪ :‬بأن تقسم العمارة إلى مقاسم ال تسمح‬
‫جوانبها بمرور النار من واحد ألخر في أقل من ساعتين‪.‬‬
‫‪ -/2‬يؤمن إخالء السكان عن الطريق سلمين على األقل لكل مقسم ‪.‬‬
‫‪ -/8‬أن تحتوي العمارة على‪:‬‬
‫‪ -‬جهاز إنذار فعال ووسائل للمكافحة توضع تحت تصرف المصالح العمومية للنجدة‬
‫ومكافحة الحريق و إن أمكن تحت تصرف السكان‪.‬‬
‫‪ -/1‬كما أوجبت على بقاء المصاعد و رافعات األشغال عند حصول كارثة في جزء من العمارة‬
‫في حالة عمل في األجزاء التي لم تمسها النار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم بوقارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65:‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/5‬و اشتراط أيضا أن تتوفر أجهزة خاصة لمنع مرور الدخان من الجزء الذي تعرض للحريق‬
‫‪1‬‬
‫إلى األجزاء من العمارة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حماية الملكية المشتركة من أخطار الزالزل‬
‫باإلضافة للتشريعات التي وضعها المشرع الجزائري فيما يخص الحفاظ على الممتلكات و‬
‫المالكين ‪ ،‬فإنه قد تم وضع قواعد تقنية دقيقة من طرف و ازرة السكن و العمران فيما يخص‬
‫البناء في المناطق المهددة بخطر الزالزل ‪ .‬و بعد دراسة واسعة جيوفيزيائية لكل واليات الوطن‬
‫تم تصنيف هذه المناطق إلى أربعة أصناف‪.‬‬
‫بحيث تم تحديد نوع البناء الواجب إتباعه وفق شروط متعلقة بالعلو‪ ،‬و كذلك بعدد الطبقات‬
‫ووفق وثيقة القواعد المضادة للزالزل في الجزائر‪.‬‬
‫ثم جاء قرار ‪ 2998/96/23‬من طرف وزير السكن و العمران ( بعد حدوث زلزال‬
‫‪ 2998/95/24‬الذي مس بومرداس ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬تيزي وزو‪ .).‬و بعد دراسة قام به المركز‬
‫الوطني للبحث التطبيقي في الهندسة المضادة للزالزل حيث تم اعتماد البناء بالخرسانة المسلحة‬
‫عوض البناء الكالسيكي‪ .‬وكذلك وضع شرط يتعلق بدراسة التربة كإجراء إجباري كل ما يكون‬
‫‪2‬‬
‫بصدد بناء ثالثة طوابق أو علو كأقصى حدد ‪ 44‬متر و مجموع أرضية ال تفوق ‪ 199‬متر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬منازعات الملكية العقارية المشتركة‬


‫تنشأ عن الملكية العقارية المشتركة عالقات تنتج عنها مسؤوليات لكل من المالكين و‬
‫المتصرف و الجمعية كلهم اتجاه بعضهم ‪.‬كما تنتج عنها نزاعات بينهم لذا خول المشرع لهم‬
‫الحق في ممارسة ورفع دعوى قضائية‪.‬‬
‫و هذا ما سنتناوله في هذا المطلب من تحديد المسؤوليات في الملكية المشتركة ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫منازعاتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪ 85/66‬المؤرخ في ‪ 4866/92/29‬و المتعلق بنظام األمن من أخطار الحريق و الفزع في العمارات المرتفعة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.489-428 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫الفرع األول‪ :‬تحديد المسؤوليات في الملكية المشتركة‬
‫بعد دراستنا للقيود القانونية لعملية البناء مع شروطه و إجراءاته أثناء البناء‪،‬فإنها تتولد بعد‬
‫عملية البناء عالقات الجوار داخل النظام المعيشي للملكية المشتركة‪ ،‬وهذه العالقات تكون بين‬
‫المالكين ببعضهم أو أحدهم مع الجمعية أو عالقة الجمعية مع المتصرف أي على حدا تحديد‬
‫مسؤولية كل طرف في ذلك‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مسؤولية المالك الشريك‬
‫تنص المادة ‪ 49‬من المرسوم ‪ 666/38‬على أن ‪ " :‬كل شريك في الملكية مسؤول حيال‬
‫اآلخرين عن اضطرابات االنتفاع و األخطاء أو حاالت اإلهمال و المخالفات المنصوص عليها‬
‫في هذا الباب ‪ ،‬التي قد يكون هو ذاته أو أتباعه أوزواره أو الذين يستغلون محالته بأي صفة‬
‫من الصفات مرتكبين بصورة مباشرة أو غير مباشرة ‪".‬‬
‫فنستنتج من هذه المادة أن المالك الشريك مسؤول عن أي عمل يقوم به يؤدي إلى وقوع‬
‫اضطرابات في االنتفاع لآلخرين‪ ،‬و هو مسؤول عن األخطاء التي يرتكبها فيترتب عنها ضرر‬
‫باآلخرين‪ .‬مما يلزمه التعويض‪.‬‬
‫كما هو مسؤول عن أتباعه أو زواره أو الذين يشغلون محالته بأي صفة من الصفات‬
‫مرتكبين لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫ومن خالل المادة ‪ 44‬من نفس المرسوم ففي حالة قيامه بتعديل جزؤه الخاص فهو مسؤول‬
‫‪1‬‬
‫عن كل ما يمكن أن يترتب على هذه األشغال من حاالت إنسياج أو تدهور في البناية‪.‬‬
‫كما هو أيضا مسؤول عن الحريق الذي انطلق من شقته ليشغل الشقق األخرى من األجزاء‬
‫الخاصة للمالكين اآلخرين‪ .‬إذا اثبت حصول خطأ منه أو من أحد األشخاص العاملين في‬
‫‪2‬‬
‫خدمته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.268:‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫ثانيا ‪ :‬مسؤولية الجمعية العامة‬
‫يعود للجمعية العامة أن تتحمل أي عيوب تظهر في األقسام المشتركة بالبناء‪ ،‬و عليها‬
‫‪1‬‬
‫إصالحها و يمكنها إجراء الضمان الضروري‪.‬‬
‫إضافة إلى المادة ‪ 46‬من المرسوم ‪ 666/38‬فهي مسؤولة عن األضرار التي تلحق بالغير‬
‫‪2‬‬
‫بسبب عدم صيانة األجزاء المشتركة‪.‬‬
‫و بالرغم أن الجمعية مسؤولة كشخص اعتباري ليس له ذمة مالية منفصلة عن المالك‬
‫تتحول إلى مسؤولية جماعية يتحمل فيها المالك كل بحسب حصته في الملكية التعويض الالزم‬
‫لجبر الضرر الذي يقوم بجمعه متصرف العمارة وتسليمه باعتباره العون المكلف الذي ينوب‬
‫‪3‬‬
‫جمعية الشركاء في كل صالحياتها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مسؤولية المتصرف‬
‫من خالل المادة ‪ 15‬من المرسوم ‪ 666/38‬فالمتصرف هو المسؤول وحده عن تسييره و ال‬
‫يمكنه أن ينيب أحدا عنه‪ ،‬و هو مسؤول في حالة وقوع سرقة أو حصول أعمال جنحيه أو‬
‫جنائية في العمارة ألنه مكلف بإدارة العمارة و العمل على الحفاظ عليها و حراستها و صيانتها‬
‫( المادة ‪ 19‬من المرسوم)‪ .‬فقد يرتكب خطأ جسيما‪ ،‬أو يخرج عن نظام الملكية المشتركة أو‬
‫عدم السعي في تطبيق مداوالت الجمعية‪ ،‬أو خرقه قواعد التعمير‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن المتصرف مسؤول كذلك عن تابعيه بالنسبة لألضرار التي يمكن أن‬
‫يحدثونها أثناء تأدية مهامهم ألن له سلطة التعيين وكذلك مراقبة الموظفين و هو الذي يحدد‬
‫‪4‬‬
‫شروط عملهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.193 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬دروازي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.488-483 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الدعاوى القضائية في الملكية المشتركة‬
‫إذ يمكن تصنيف الدعاوى القضائية التي يمكن رفعها و المتعلقة بالملكية المشتركة حسب‬
‫أطرافها كم يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الدعاوى المرفوعة من قبل الجمعية‬
‫يعد المتصرف الممثل الرسمي للجمعية العامة أمام القضاء‪ ،‬ذلك أنه ال يحق بصفته وكيل‬
‫الجمعية و ممثلها أن يمارس أية دعوى إال باسمها فكل تصرفاته تكون بصفته هذه و ماعدا‬
‫ذلك يكون باطال‪.‬‬
‫ومن بين الدعاوى التي يحق للجمعية رفعها ‪:‬‬
‫‪ -/1‬الدعاوى المتعلقة بالتسيير و االنتفاع باألجزاء المشتركة للعقار‪:‬‬
‫يمكن للمتصرف الترافع أمام القضاء في حدود السلطة التي تملكها الجمعية في ما يخص‬
‫التسيير و االنتفاع باألجزاء المشتركة للعقار‪ 1.‬و ذلك في الحاالت اآلتية ‪:‬‬
‫أ‪ -/‬دعاوى تحصيل األعباء ‪:‬‬
‫من خالل المادة ‪ 18‬الفقرة األولى من المرسوم ‪ 666/38‬حيث يعد تحصيل التكاليف‬
‫المتعلقة باألجزاء المشتركة النزاع االعتيادي للملكية المشتركة باستهدافها تحسين العقار كما‬
‫تمثل مساهمة الشريك في ذلك االلتزام األساسي في عالقاته مع الجماعة‪.‬‬
‫ب‪ -/‬الدعوى الرامية لطرد الحارس‪:‬‬
‫فالمتصرف يكون مؤهال قانونا للتعاقد مع مؤسسات أعمال الصيانة‪ .‬وذلك من أجل تشغيل‬
‫الحارس وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 19‬الفقرة ‪ 1‬من المرسوم ‪.666/38‬‬
‫‪ -/2‬دعاوى متابعة المالك الشركاء‪:‬‬
‫فمن خالل المادة ‪ 49‬من المرسوم ‪ 666/38‬في حالة عدم صيانتهم ألجزائهم باإلضافة إلى‬
‫دعاوى فرض احترام بنود نظام الملكية من قبل المالك الشركاء أو خلفائهم خاصة فيما يتعلق‬
‫‪1‬‬
‫بمحو أو هدم منشآت مقامة مخالفة للنظام‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.293 :‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/3‬الدعاوى الخاصة بالمحافظة على الحقوق المتعلقة بالعقار‪:‬‬
‫رغم أن الجمعية ليست مالكا للعقار‪ ،‬إال أن الفقه منحها الحق في إقامة دعاوى للحفاظ‬
‫على الملكية‪ 2.‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -/‬دعوى المسؤولية ضد المهندس المعماري ‪:‬‬
‫فقد نصت المادة ‪ 551‬من القانون المدني على أنه ‪ ":‬يضمن المهندس المعماري و المقاول‬
‫‪3‬‬
‫ما يحدث خالل عشر سنوات من تهدم جزئي أو كلي لما شيداه من مبان‪".‬‬
‫و بما أن الدعوى مرتبطة بحق الملكية‪ ،‬فلهذا ليس من صالحية الجمعية رفع الدعوى‪ .‬معناه‬
‫أن كل مالك شريك يرفع بمفرده دعوى ضد المقاول أو المهندس مما يؤدي إلى إقامة عدة‬
‫دعاوى ضد شخص أو أشخاص معينين األمر الذي يثقل كاهل القضاء‪ ،‬و عليه كان من‬
‫‪4‬‬
‫الضروري صراحة على حق الجمعية في رفع دعوى المسؤولية العشرية ‪.‬‬
‫ب‪ -/‬دعوى الحيازة المتعلقة باألجزاء المشتركة‬
‫إن سيطرة الجمعية على األجزاء المشتركة ليست سيطرة كاملة بل سلطتها محدودة بغرضها‬
‫و هو اإلدارة ‪ ،‬و حيازتها لألجزاء المشتركة بقصد اكتسابها حق على المبنى أي أن العنصر‬
‫‪5‬‬
‫المعنوي ال يتوفر كذلك في هذه الحيازة‪.‬‬
‫و لذلك لم يرد نص صريح يعطي للجمعية الحق في رفع الدعوى‪ ،‬إال أنه يبدو من المنطق‬
‫االعتراف للوكيل بحق إقامة دعوى الحيازة باسم الجمعية بخصوص األجزاء المشتركة و قد‬
‫تكون هذه الحاالت قليلة الوقوع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 666/38‬المؤرخ في ‪ 4838/44/42‬يحدد القواعد المتعلقة بالملكية المشتركة و تسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.249 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.244-249:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬بن شارف خديجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.412 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/4‬دعاوى الملكية المتعلقة باألجزاء المشتركة‪:‬‬
‫فاألجزاء المشتركة تابعة تبعية مطلقة لألجزاء الخاصة ‪ ،‬ال يجوز أن تكون هذه األجزاء‬
‫محال لدعوى التقسيم أو بيعا بالمزايدة بمعزل عن الجزء الشائع‪.‬‬
‫و إذا ما اعتبر أن الجمعية الصفة كي تقيم دعاوى ترمي إلى المحافظة على الحقوق‬
‫المتعلقة بالعقار‪ ،‬فإنه يجب االعتراف لها بحق إقامة دعاوى الملكية المتعلقة باألجزاء المشتركة‬
‫ثانيا ‪ :‬الدعاوى المرفوعة من طرف المالك الشركاء‬
‫يمكن لكل مالك شريك أن يقيم مجموعة دعاوى كما يلي‪:‬‬
‫‪ -/1‬دعاوى متعلقة بملكية الجزء الخاص ‪:‬‬
‫حيث يمارسها المالك الشريك بمفرده و هي تحمي حقوقه على أساس لها أجزاء مملوكة‬
‫ملكية تامة لكل مالك شريك حسب حصته‪.‬‬
‫‪ -/2‬دعاوى متعلقة بخرق بنود النظام ‪:‬‬
‫أي عدم احترام تطبيق شرط من الشروط الواردة في نظام الملكية المشتركة والذي أحدث‬
‫للمالك اضطرابات في انتفاعه بجزء خاص ‪ ،‬ذلك أن هذا النظام بعد اتفاقية جماعية مفروضة‬
‫‪1‬‬
‫على جميع المالكين المشتركين‪.‬‬
‫‪ -/3‬دعاوى إلغاء بند تعسفي أو غامض في نظام الملكية العقارية المشتركة‬
‫إذا كان من الالزم تضمن نظام الملكية المشتركة على بنود متعلقة بتعيين العقار و‬
‫تخصيصه و تحديد األجزاء الخاصة و المشتركة و كيفية االنتفاع بها وهذا طبقا لنص المادة‬
‫‪2‬‬
‫فإنه من جهة أخرى يحتوي النظام على شروط و مقتضيات تكون‬ ‫‪ 613‬من القانون المدني‪.‬‬
‫مخالفة للنظام العام كأن يصرح بعدم قابلية الجزء الخاص للبيع أو إلزام المالك الشريك ببيع‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.248-242 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫قسيمته في حالة عدم احترام نظام الملكية المشتركة‪ .‬فهنا يحق للمالك الشريك المطالبة بإلغاء‬
‫‪1‬‬
‫مثل هذه البنود‪.‬‬
‫‪ -/4‬دعاوى المالك الشركاء الغائبين و المعارضين لقرار الجمعية العامة‬
‫فالمعارض هو المالك الذي صوت ضد القرار المعتمد من طرف الجمعية العامة و الغائب‬
‫هو من لم يحضر عند عقد الجمعية الجتماعها و لم يكن ممثال‪.‬‬
‫و عليه فإن المالك الشركاء الممتنعين عن التصويت رغم حضورهم ال يمكن اعتبارهم‬
‫معارضين و ال غائبين‪ ،‬و ال يحق لهم منازعة الق اررات المتخذة بصفة نظامية ‪.‬‬
‫‪ -/5‬دعوى إلغاء قرار تعسفي أو تدليسي للجمعية العامة‬
‫في حالة إذا رفضت الجمعية الترخيص للمالك الشريك بإصالحات على نفقته دون أن‬
‫يكون في ذلك إضرار بباقي الشركاء و للقاضي السلطة في تقدير هذا التعسف‪.‬‬
‫كما يكون للشريك الطعن في ق اررات الجمعية الخاصة بتحديد و تغيير التكاليف التي‬
‫يتحملها‪ ،‬إذا كان في قيمتها غبن و كانت غير متناسبة مع التكاليف التي يدفعها شريك أخر له‬
‫عقار مماثل‪ ،‬مما يعطي للقاضي سلطة إعادة تقسيم األعباء إلى حد إزالة الغبن ‪.‬‬
‫كما يمكن أيضا رفع دعوى اإللغاء‪ ،‬يتضمن القرار عيبا شكليا أو موضوعيا فقد يكون معيبا‬
‫شكليا ( مثل إهمال المتصرف المقتضيات المتعلقة باستدعاء المالك ‪ ،‬و لم يتم استدعائهم‬
‫جميعا ‪ ،‬أو عدم إرفاق االستدعاء بجدول األعمال‪ ،‬أو عدم احترام اآلجال‪ ،).‬أو كان معيبا‬
‫‪2‬‬
‫موضوعيا إذا كان مخالفا لنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬كيفية ممارسة الدعوى القضائية‬
‫أوال ‪ :‬شروط ممارسة الدعاوى‪:‬‬
‫من أجل حل النزاعات داخل العقار المبني يجب إتباع الشروط المعينة لرفع الدعاوى ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مريم تومي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.242 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مريم تومي ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.241 :‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪ -/1‬شرط االختصاص القضائي‪:‬‬
‫إن االختصاص هو سلطة الحكم بمقتضى القانون في خصومة معينة وأمام المحاكم‪.‬‬
‫فأي نزاع يخص الملكية المشتركة يجب على رافعها معرفة المحكمة المختصة في الفصل‬
‫‪1‬‬
‫في نزاع الملكية المشتركة‪.‬‬
‫أ‪ -/‬االختصاص النوعي ‪:‬‬
‫هو صالحية الجهة القضائية في النظر في القضايا ذات نوع محدد قانونا موكول لها دون‬
‫‪2‬‬
‫سواها من الجهة القضائية‪.‬‬
‫و طبقا للمادة األولى من قانون اإلج ارءات المدنية فإن االختصاص العام يعود إلى المحاكم‬
‫التي لها أهلية النظر في جميع القضايا التي يحكمها القانون العام وبما أن األحكام المنظمة‬
‫للملكية المشتركة تشير إلى هاته النقطة فإنه تطبق القواعد الواردة في القانون العام نظ ار لكون‬
‫القضايا المطروحة على المحاكم تختلف من حيث طبيعتها‪ ،‬بحيث منها ذات طابع استعجالي و‬
‫منها ذات طابع عادي بالضبط القسم العقاري ما دام األمر يتعلق بالعقار‪.‬‬
‫أ‪ -/1 -‬القسم االستعجالي‪:‬‬
‫هو القسم الذي تتوفر فيه حالة االستعجال فمن خالل النزاعات المتعلقة بالملكية المشتركة‬
‫ذات الطابع االستعجالي التي يخشى من عدم معالجتها بسرعة إحداث ضرر بالعقار و‬
‫بأحد األشخاص المعينة‪ ،‬يتطلب رفع دعوى قضائية بعريضة‪ ،‬فيصدر القاضي االستعجالي‬
‫في ذلك أمر استعجالي ال يمس بأصل الحق طبقا لما قضته المادة ‪ 466‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية ‪.‬فمثال إذا ما حصل و أن تصرف الشريك في العقار الخاضع للملكية‬
‫المشتركة و كان لهذا الشريك دين في مواجهة هذه الملكية ( التكاليف)‪ ،‬فإن في هذه الحالة‬
‫بعد توجيه اإلنذار إلى الشريك بدفع الدين للمتصرف اللجوء إلى المحكمة بصفة استعجالية‪.‬‬
‫كما يتطلب كذلك اللجوء إلى المحكمة رئيس المحكمة ليستصدر أمر استعجالي في سبيل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القانون القضائي الجزائري‪ ،‬ط‪ ، 6‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،4885‬ص‪458-454:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سائح سنوقة‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية نصا وتعليقا وشرحا وتطبيقا‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2994،‬ص ‪.98 :‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫السماح للمالك الشريك باستدعاء الجمعية لالنعقاد مثال‪ .‬أو في حالة عدم تنصيب األجهزة‬
‫الخاصة بالملكية المشتركة مما تشكل خط ار عليها‪ ،‬فتستدعي تدخل أحد المالك المشتركين‬
‫بأن يرفع ذيل عريضة إلى رئيس المحكمة من أجل تعيين متصرف استثنائي‪ ،‬و عليه إذن‬
‫فإن القاضي االستعجالي ( رئيس المحكمة) يكون مختصا نوعيا في القضايا المتعلقة‬
‫‪1‬‬
‫بالملكية المشتركة‪.‬‬
‫أ‪ -/2-‬القسم العقاري‪:‬‬
‫من أهم النزاعات التي يختص بها القسم العقاري هي على التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬منازعات ق اررات الجمعية وفقا لما نصت عليه الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪661‬مكرر‪ 2‬بقولها ‪":‬‬
‫و ال يمكن منازعة هذه الق اررات من طرف المعارضين أو الغائبين الذين لم يتم تمثيلهم‬
‫‪2‬‬
‫و تعتبر ق اررات الجمعية هي ذات طبيعة مدنية و تخص العقار‬ ‫إال أمام المحكمة ‪".‬‬
‫بذاته فإن القسم العقاري هو من يكون مختص بالنظر في منازعة هذه الق اررات كأن‬
‫تقرر الجمعية الترخيص للشريك بإصالحات على نفقته دون أن يكون في ذلك إضرار‬
‫بالغير‪ .‬و تعود سلطة تقدير التعسف للقاضي‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن رفع دعوى إلغاء قرار الجمعية على اعتبار أنه يشوب بعيب الشكل كحالة‬
‫عدم الحصول على األغلبية المطلوبة أو عدم مراعاة جدول األعمال أو يكون معيبا‬
‫موضوعيا كأن يكون مخالفا لنظام الملكية المشتركة كمنح شريك استثناءا بفتح محل‬
‫‪3‬‬
‫تجاري‪ ،‬وكان نظام الملكية يمنع ذلك وهذا طبقا للمادة ‪666‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -‬النزاعات المتعلقة بإقامة أشغال صيانة‪.‬‬
‫‪ -‬دعوى المسؤولية المقامة ضد الجمعية أو المتصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬خالد حراق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31-38 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬خالد حراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36-36 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مخالفة نظام الملكية العقارية المشتركة‪.‬‬
‫ب‪ -/‬االختصاص المحلي ‪:‬‬
‫هو والية جهة قضائية للنظر في القضايا التي تقع على اإلقليم التابع لها فمن‬
‫خالل المادة ‪ 3‬من قانون اإلجراءات المدنية الفقرة األولى بنصها ‪ " :‬يكون االختصاص للجهة‬
‫‪2‬‬
‫القضائية التي في دائرتها موطن المدعي عليه‪".‬‬
‫و عليه إذا نشأت نزاعات في الملكية المشتركة و مارس المعني دعوى شخصية فإن‬
‫‪3‬‬
‫االختصاص المحلي ينعقد في ذلك إلى محكمة موطن المدعي عليه‪.‬‬
‫ودعاوى‬ ‫أما إذا كانت الدعوى عينية عقارية و تخص األشخاص المتعلقة بالعقار‬
‫اإليجارات المتعلقة بالعقارات هذه الدعاوى التي ترفع أمام المحكمة التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها لكون هذا األخير يساعد على مباشرة إجراءات التحقيق بسهولة‪.‬‬
‫‪ -/2‬شرط الميعاد القانوني‬
‫إن القانون حدد المواعيد التي ترفع فيها الدعوى القضائية فيجب احترامها لتكون مقبولة ما‬
‫‪4‬‬
‫عدا حالة القوة القاهرة‪ .‬و يترتب السقوط على مخالفة المواعيد المحددة‪.‬‬
‫فدعاوى الملكية المشتركة و طبقا للمادة ‪ 661‬مكرر ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬حيث يجب أن‬
‫تكون منازعة الق اررات في أجل شهرين ابتداء من تاريخ تبليغ الق اررات ‪ ،‬و إال سقطت الدعوى‬
‫طبقا للمادة ‪ 662‬الفقرة ‪ 2‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.468 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،499/98‬المؤرخ في ‪ ،2998/98/49‬يحدد كيفيات تعيين الوسيط القضائي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الغوثي بن ملحة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.226-228 :‬‬
‫‪ -‬دعوى شخصية ‪ :‬هي الدعوى التي تهدف إلى حماية حق شخصي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬الغوثي بن ملحة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.468 :‬‬
‫‪ -‬دعوى عينية ‪ :‬هي الدعوى التي تستند إلى حق عيني على عقار كدعوى استحقاق أو دعوى تقرير حق انتفاع من عقار‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫وتنقضي بعد مدة قانونية الدعاوى شخصية التي تكون بين المالكين أم الشاغلين أو بين‬
‫أحدهم و المتصرف بقولها‪ " :‬تتقادم بعشرة (‪ )49‬أعوام الدعاوى الشخصية التي تنشأ عن‬
‫تطبيق نظام الملكية المشتركة بين الشاغلين و بين أحد الشاغلين و المتصرف ‪ 1 ".‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الدعاوى المتعلقة بتحديد و تعديل أو تغيير التكاليف المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬الدعاوى العينية المتعلقة بحق الملكية ذاته الخاصة بمختلف أجزاء العقار‪.‬‬
‫‪ -‬دعاوى الجمعية أو المالك الشريك أو الشاغل ضد شخص أجنبي عن الملكية المشتركة‬
‫فيما يخص األجزاء المشتركة كحدوث خالف حول الجوار في مواجهة الغير الذي ابرم‬
‫معه عقد‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إجراءات رفع الدعاوى‬
‫‪ -/1‬اإلجراءات الشكلية ‪:‬‬
‫في الملكية المشتركة يجب على رافع الدعوى احترام عدد من اإلجراءات الشكلية و ذلك‬
‫طبقا للمادة ‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية تبين الشكل الذي ترفع فيه الدعوى ‪ ،‬و ذلك‬
‫برفعها إلى المحكمة بإيداع عريضة مكتوبة من المدعي أو وكيله ‪ ،‬وتكون العريضة مؤرخة و‬
‫موقعة و تشمل البيانات الخاصة بطرفي الدعوى من حيث االسم و اللقب و المهنة و العنوان ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫إضافة الطلبات‪ .‬و على المدعي دفع الرسوم المقررة لرفع الدعوى مقابل وصل تسليم ‪.‬‬
‫و بعد إيداع العريضة يبلغ التكليف بالحضور للمدعي عليه أمام المحكمة وتاريخ المثول‬
‫أمام المحكمة و كذا عرض موجز لموضوع الطلب و أسبابه‪ ،‬و على رافع الدعوى تحمل جميع‬
‫‪3‬‬
‫المصاريف‪.‬‬
‫و في دعاوى الملكية المشتركة على أعضاء الجمعية المساهمة كل بقدر نصيبه في‬
‫األجزاء المشتركة في دفع مصاريف الدعاوى المرفوعة من الجمعية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 53/65‬المؤرخ في ‪ 4865/98/26‬المتضمن القانون المدني ( الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ )4865/98/89‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 95/96‬المؤرخ في ‪.2996/96/48‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سائح سنوقة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.25 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الغوثي بن ملحة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.264 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫حتى إذا كانت الدعاوى مقامة ضد أحد منهم كون أن هذه المصاريف تدخل ضمن األعباء‬
‫اإلدارية الالزمة إلدارة و تسيير الملكية المشتركة‪.‬‬
‫‪ -/2‬اإلجراءات الموضوعية‪:‬‬
‫و هي التي تتعلق بمحل الدعوى القضائية و الذي يقصد به موضوع الطلب المعروض‬
‫على القاضي الفصل فيه ‪ .‬كإقامة دعوى على أساس وجود خلل في األجزاء الخاصة من‬
‫حصة المدعي عليه على الوجه الذي يضر حصة المدعي ‪،‬فيكون المدعي عليه مسؤول تجاه‬
‫المدعي بسبب تقصيره في صيانة أجزاءه الخاصة ما لم يثبت العكس ‪ ،‬كحالة الجار الذي يترك‬
‫جدرانه مشققة فينتج عن ذلك تسرب الماء إلى حصة الجار األخر‪ ،‬فيلتزم على الجار المقصر‬
‫‪1‬‬
‫بالصيانة وذلك بإصالح الجدران و تعويض جاره من الضرر الالحق به‪.‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‬

‫نستنتج من هذا الفصل انه لضمان حسن إدارة الملكية المشتركة والمحافظة عليها وحسن‬
‫انتفاع الشركاء وتسيير األجزاء المشتركة بإدارتها فتشكل جماعة الشركاء في الملكية المشتركة‬
‫أو الشاغلين لها جمعية عامة تتمتع بالشخصية المدنية تتولى إدارتها ولها صالحيات في تسيير‬
‫األجزاء المشتركة وتكلف متصرف بتنفيذ ق ارراتها‪ .‬إضافة إلى المالك الشريك الذي أقر له‬
‫المشرع باإلدارة‪.‬‬

‫كما يحق للمالك الشريك أن يتمتع باألجزاء الخاصة و أن يستعمل و ينتفع بحرية باألجزاء‬
‫الخاصة والمشتركة‪ ،‬كما عليه أن يلتزم بأن ال يمس بحقوق الشركاء اآلخرين في الملكية أو‬
‫يلحق ضر ار مما أعد له العقار‪ ،‬ويلتزم بحضور جلسات الجمعية و المساهمة في األعباء‪.‬‬

‫وقد كفل المشرع حماية قانونية للملكية المشتركة والمالك الشركاء‪ ،‬وحدد مسؤولية كل من‬
‫الجمعية والمتصرف و المالك الشريك نتيجة العالقات التي تربطهم‪ .‬وفي حال نشوب منازعات‬
‫يمكن لكل من األطراف الثالث لهم الحق أن يمارسوا دعوى قضائية وفق إجراءات و المحكمة‬
‫التي يقع فيها العقار هي المختصة في حل هاته المنازعات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬خالد حراق ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.86 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الـــخــــاتـــمـــــة‬

‫الخـــاتــــمـــــة‬
‫بعد البحث في الملكية العقارية المشتركة كمفهوم قانوني جديد‪ ,‬تبين لنا أنها تقوم على تكامل‬
‫أمور بديهية في مفهومها وضرورية في وجودها ‪ ،‬تتجلى أساسا في البناء المنشأ و األشخاص‬
‫الذين يشتركون في شغله‪ ،‬ثم تجزئة العقار‪.‬‬

‫و لقد توصلت من خالل هذه الدراسة الىجملة من النتائج‪:‬‬

‫‪ -/1‬أن الملكية المشتركة هي شكل من أشكال التنظيم الجديد للعقار‪.‬‬

‫‪ -/2‬حصر المشرع الجزائري مجال تطبيق الملكية المشتركة على العقارات المبنية‪.‬‬

‫‪ -/3‬أن عملية تجزئة العقار خاصية رئيسية في الملكية المشتركة ووفقا لنظام ثنائي حيث تم‬
‫تجزئته إلى أجزاء خاصة و أجزاء مشتركة‪.‬‬

‫‪ -/4‬االعتماد بشكل عملي على ركيزتان في تصنيف األجزاء و هما الجدول الوصفي للتقسيم‬
‫و تحديد النصيب في األجزاء المشتركة‪.‬‬

‫‪ -/5‬تمتع كل مالك بحق ملك ية مفرزة تامة على الجزء الخاص و حق ملكية شائعة دائما بين‬
‫كل الشركاء في الملك على نصيبه في األجزاء المشتركة‪ ،‬لهذا عدت الملكية المشتركة حالة‬
‫خاصة يكون فيها حق الملكية محدودا‪.‬‬

‫‪ -/6‬اعتما د المشرع على جهازين أساسيين في إدارة الملكية العقارية المشتركة و هما ‪ :‬الجمعية‬
‫العامة و المتصرف ‪.‬‬

‫‪ -/7‬كما اعتمد وبشكل استثنائي السماح ألحد المالك الشركاء الحلول مكان أجهزة الملكية‬
‫العقارية المشتركة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الـــخــــاتـــمـــــة‬
‫‪ -/8‬ما منحته الملكية المشتركة على المالك الشركاء من حقوق فردية لكل واحد منهم على‬
‫جزئه الخاص‪ ،‬ومن حقوق جماعية لهم كافة على عقارهم و على األجزاء المشتركة وذلك األثر‬
‫البارز للملكية المشتركة‪.‬‬

‫إضافة إلى هاته الحقوق هناك واجبات مقابلة لها متمثلة في فرض أعباء على عاتق‬
‫المالك الشركاء‪ ،‬و التزامهم بحضور جلسات الجمعية‪ ،‬الى جانب عدم الغلو في استعمال الحق‬
‫و التعسف فيه في إطار االلتزامات تجاه المالك الشركاء‪.‬‬

‫‪ -/9‬كما فرض المشرع قيود للبناء واتخاذ إجراءات لحماية العمارة و الشركاء من مشاكل‬
‫الحريق وعواقب الزالزل وهذا ما يشكل حماية قانونية للمالك الشركاء‪.‬‬

‫‪ -/11‬تحديد مسؤوليات كل من المالك الشريك و الجمعية العامة و المتصرف كلهم اتجاه‬


‫بعضهم البعض‪.‬‬

‫‪ -/11‬بالنسبة لنزاعاتها فإن الجمعية العامة حق التقاضي باسم المتصرف كونه الممثل‬
‫الرسمي لجماعة الشركاء‪,‬وللمالك الشريك الحق في رفع الدعاوى‪.‬‬

‫‪ -/12‬إن المحكمة التي يقع العقار في دائرة اختصاصها تكون هي المختصة بالنظر في‬
‫نزاعات الملكية المشتركة و ذلك على مستوى القسم االستعجالي أو القسم العقاري حسب ما‬
‫نص عليه القانون‪.‬‬

‫و لذلك فالنصوص القانونية التي وضعها المشرع لتنظيم الملكية العقارية المشتركة لم‬
‫تكن بالقدر الكافي لتطبيق نظام الملكية المشتركة في نطاق المباني الجماعية بالشكل‬
‫السليم و الفعلي و بالخصوص على المستوى الواقعي‪ ,‬فال فائدة من سن قوانين وتركها بدون‬
‫تطبيق ألن بتواجد القانون يستوجب تواجد نوع من الوعي والثقافة وحس مدني متطور و‬
‫االبتعاد عن الالمباالة التي يعيشها الفرد داخل هذا النوع من الملكية‪ ,‬و بما أن النظام نقل‬
‫حرفيا على القانون الفرنسي دون مراعاة لخصوصيات المجتمع الجزائري الذي أصبح يقطن‬
‫‪94‬‬
‫الـــخــــاتـــمـــــة‬
‫العمارات دون أن يتخلى عن عادات السكن الريفي فأنتج بذلك جيال جديدا ال هو ريفي يقدر‬
‫حق الجوار وال هو مدني متطبع بعادات المدينة‪ ,‬كما يعود السبب إلى جهل المالكين‬
‫لحقوقهم وواجباتهم ‪ ,‬وتعود المواطن أن يكون مستأجر لدى دوواين الترقية و التسيير‬
‫العقاري التي لطالما تكفلت بالترميمات بصفتها مالكة للعمارات قبل التنازل عن أمالك‬
‫الدولة‪.‬‬

‫فبقى هذا النظام حبر على ورق و أن هاته القوانين غير مالئمة فعند تحليل مواد القانون‬
‫المدني والمرسوم ‪ 666/83‬الذي ألغى المرسوم ‪ 146/76‬هذا األخير الذي كان أكثر دقة‬
‫ووضوحا و كان أحسن صياغة‪ ,‬ففي الوقت الذي كان المشرع يصحح بعض النقائص التي‬
‫كانت في المرسوم ‪ 146/76‬قام بإلغائه ووضع بدله المرسوم ‪ 666/83‬الذي لم يفي‬
‫بالغرض و الذي لم تكن قوانينه تنفيذية على المستوى الواقعي‪.‬‬

‫ولكي يكون بحثي أكثر جدوى فقد توصلت إلى اقتراح مجموعة من التوصيات أوردها‬
‫كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -‬احتواء الملكية المشتركة بتنظيم قانوني خاص بها من خالل سن مراسيم تنفيذية من‬
‫شأنها وضع حد للمشاكل داخل التجمعات السكانية ‪ ،‬ووضع إجراءات جزائية لمعاقبة‬
‫كل من ال يمتثل لنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب تبيان شروط معينة في الشخص المتصرف و تحديدها عند تكليفه بالمهام كشرط‬
‫التأهيل ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الزمن لتنفيذ ق اررات الجمعية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قيود و ضوابط إلتباع و االلتزام باألعباء بشكل صارم من الناحية الواقعية‪.‬‬
‫‪ -‬من المفروض تكوين جمعيات ثانوية للجمعية العامة في حالة ما إذا كان العقار المبني‬
‫يتكون من عدة ملكيات مشتركة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الـــخــــاتـــمـــــة‬
‫‪ -‬إعادة تحسيس كل المالك المشتركين بمدى احترام حقوق بعضهم و واجبات بعضهم‬
‫البعض‪.‬‬
‫‪ -‬وضع رقابة تابعة لو ازرة السكن مكلفة بمراقبة ومعاقبة كل مختل بنظام الملكية المشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين مجموعة من األشخاص المؤهلين في دورات تتم على فترات زمنية معينة و دائمة‪,‬‬
‫تعمل على استدعاء المالك من أجل توعيتهم و إلزامهم باحترام نظام الملكية المشتركة‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الـــخــــاتـــمـــــة‬

‫مقدمة‬
‫في ضل االرتفاع المستمر لعدد السكان الذي شهدته بالدنا في النصف األخير من القرن‬
‫العشرين ‪ ،‬و مع تزايد حركة النزوح إلى المدن و تمركز األغلبية الساحقة من السكان في‬
‫األوساط المزدهرة اقتصاديا حيث وفرة فرص العمل ‪ ،‬وسهولة المواصالت وتنوع مجاالت‬
‫التعليم وتعدد أماكن االستشفاء و النوادي الرياضية و المحالت التجارية و الترفيهية‬
‫وسواها‪.‬هذه العوامل أدت إلى تغير نمط البناء الذي يعتبر من أهم القطاعات المنتجة في‬
‫البالد كونه يمس حياة اإلنسان الخاصة منها والعامة‪.‬‬

‫جاء هذا التغير نتيجة التغير الحتمي للمجتمعات‪ ,‬فنشأت الحاجة إلى تنظيم الملكية العقارية‬
‫التي تشكل حجر الزاوية في التقدم واالزدهار لتصبح أكثر مالئمة مع الكثافة السكانية‪.‬فظهرت‬
‫فكرة األبنية المقسمة إلى طوابق وشقق عدة في الطابق الواحد تلبية للحاجات الملحة التابعة‬
‫لبناء واحد‪ .‬هكذا يتسع العقار الواحد إلى أكبر عدد ممكن من الناس وتكون كلفة شراء‬
‫المسكن فيه أقل بكثير مما قد يتكبده المرء فيما لو اشترى عقا ار ال يحتوي إال على منزل واحد‬
‫للسكن‪.‬‬

‫إال أنه ال يخفى ما قد ينجم عن هذا الوضع من مشاكل ومنازعات‪ ,‬فحرص المشرع على‬
‫إيجاد نظام قانوني يتكفل بالوضع الجديد الذي يعرف بنظام الملكية العقارية المشتركة ‪،‬‬
‫فصدر بذلك قانون سنة ‪ 1983‬وهو ما يعرف" بقانون تنظيم الملكية المشتركة في العقارات‬
‫المبنية‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الـــخــــاتـــمـــــة‬
‫وعليه جاء نظام الملكية العقارية المشتركة منقوال حرفيا عن النظام في القانون الفرنسي إذ‬
‫حظى بأهمية بالغة من الناحية النظرية‪ ,‬حيث جاء القانون ‪ 666/83‬والقانون ‪58/75‬‬
‫محددين لمقتضيات إدارة الملكية المشتركة الذي ينشأ بقوة القانون في الحفاظ على العقار و‬
‫إدارة األجزاء المشتركة وذلك عن طريق أجهزة يكونها المالك المشتركين‪.‬‬

‫أما من الناحية العملية فإنه جاء مقيدا لحقوق المالك والتزاماتهم خصوصا إذا علمنا أنه على‬
‫المستوى الواقعي قد تتداخل هذه الواجبات والحقوق‪.‬‬

‫وتكمن أهمية البحث أيضا عند تحليل النصوص القانونية للملكية المشتركة لمعرفة المسار‬
‫الذي ينتهجه المشرع الجزائري ومدى توفيقه وتحقيق الموازنة في مطابقة النصوص القانونية‬
‫مع الواقع‪.‬‬

‫ويهدف موضوع البحث في تنظيم الملكية العقارية المشتركة‪ ,‬وذلك في التعرف على‬
‫مفهومها‪ ,‬وتحديد األجهزة إلدارتها و الحماية القانونية و القضائية لها‪.‬ومحاولة اإلجابة عن‬
‫اإلشكالية من خالل النصوص القانونية المنظمة للملكية المشتركة‪.‬‬

‫أما أسباب اختيار الموضوع فهناك دوافع أساسية حفزتني إلى اختياره‪ ,‬وهي تنقسم إلى أسباب‬
‫ذاتية وأسباب موضوعية‬

‫األسباب الذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬بدافع الميل والفضول و التشجع كون الموضوع قليل الدراسة من خالل الباحثين‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر هذا الموضوع حساسا الرتباطه بواقعه الحالي‪.‬‬

‫االسباب الموضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬هو واقع الملكية المشتركة المستوجب لتنظيم قانوني خاص يخضع اليهز‬

‫‪98‬‬
‫الـــخــــاتـــمـــــة‬
‫و قد اتبعت عند دراستي لهذا الموضوع المنهج التحليلي والوصفي وذلك باعتماد تفسيرو‬
‫تحليل ووصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح لجميع المواد القانونية الخاصة بالملكية‬
‫العقارية المشتركة في القانون المدني الجزائري و المرسوم ‪.666/83‬‬

‫ورغم ذلك البد من اإلقرار بصعوبة هذا المسعى والعقبات التي واجهتها منذ بداية هذا‬
‫البحث‪ .‬فإن الدراسات و المراجع المتخصصة في الملكية المشتركة منعدمة باستثناء كتاب‬
‫واحد للكاتبة مريم تومي تحت عنوان النظام القانوني للملكية المشتركة لسنة ‪ 2115‬والذي لم‬
‫أتحصل عليه إال بتصوير هاتفي للعديد من الصفحات‪ ,‬إضافة إلى العراقيل التي واجهتها عند‬
‫تنقلي للجامعات األخرى‪.‬‬

‫وبما أن الموضوع ليس بالصعب إال أن دراسته كموضوع منعدمة باستثناء القانون المدني‬
‫المرسوم ‪ 666/83‬ولألسف الواقع أثبت عدم فعالية هاته النصوص القانونية ألن التطبيق‬
‫ينعدم في ظل احترام نظام الملكية المشتركة‪,‬وبالخصوص في اإلدارة والحقوق وااللتزامات‬
‫وذلك بسبب االشكاالت والمنازعات في أسس التعامل بين المالك الشركاء و التي لم تعرف‬
‫انسجاما تطبيقيا ميدانيا وعدم تماشيها مع النصوص القانونية‪.‬‬

‫وبناء عليه كان هذا الموضوع يحتاج إلى اهتمام كبير يبرره االرتباط الوثيق بين األنظمة‬
‫االقتصادية المطبقة على الملكية العقارية المشتركة‪ ,‬ألن العقار يعتبر من الثروات األساسية‬
‫التي يعتمد عليها النظام االقتصادي المنتهج لتحقيق التنمية‪ ,‬كما ان تدعيم الملكية المشتركة‬
‫هو تدعيم النظام االقتصادي الج ازئري‪.‬‬

‫ونتيجة لما تم ذكره ولإلحاطة أكثر بهذه الدراسةنطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما مدى الحماية القانونية المقررة للملكية العقارية المشتركة في التشريع‬


‫الجزائري؟ويتفرعاألمر ويتشعبلتطرح تساؤالت‪:‬‬

‫‪ ‬ما المقصود بالملكية العقارية المشتركة؟‬


‫‪99‬‬
‫الـــخــــاتـــمـــــة‬
‫‪ ‬ما هي اآلليات القانونية إلدارتها وحمايتها؟ وما هي المراكز القانونية للمالك الشركاء؟‬
‫‪ ‬ماهي المنازعات التي تشوبها؟‬

‫وحتى يتأتى لنا اإلجابة عن اإلشكالية و التزاما بالمنهجية المتبعة قسمت البحث إلى فصلين‬
‫‪ :‬حيث جاء الفصل األول متناوال لماهية الملكية العقارية المشتركة وهذا من خالل مباحث‬
‫ثالث ‪ ,‬فتعرضت في المبحث األول إلى مفهوم الملكية العقارية المشتركة من تعريف‬
‫وخصائص إضافة إلى طبيعتها القانونية‪ ,‬بينما تطرقت في المبحث الثاني إلى نشأتها وذلك‬
‫من خالل التطور التاريخي ومن ثم القانوني لها‪.‬وأخي ار المبحث الثالث فتعرضت إلى‬
‫مشتمالت الملكية المشتركة من أجزاء خاصة وأجزاء مشتركة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للفصل الثاني فكان موضوعه دراسة النظام القانوني للملكية العقارية المشتركة‪.‬‬

‫وعليه جاءت مباحثه متناولة للمسائل التالية حيث تعرضت بالدارسة إلى إدارة وتسيير الملكية‬
‫المشتركة من خالل الجمعية العامة والمتصرف‪ ,‬بينما تطرقت في المبحث الثاني إلى آثارها‬
‫القانونية من حقوق المالك الشركاء ومن التزامات حيث تتحدد المراكز القانونية لكال منهم ‪ .‬و‬
‫أخي ار جاء المبحث الثالث معالجا لمسألة قانونية على قدر من األهمية تمثلت في الحماية‬
‫القانونية للملكية المشتركة و من ثم تحديد المسؤوليات المترتبة عن االخالل بكل التزام ‪,‬‬
‫إضافة إلى الحماية القضائية في حال نشوب منازعات‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أوال ‪ :‬المصادر‬

‫القرآن الكريم‬ ‫‪-‬‬


‫القوانين‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ ،11/11‬المؤرخ في ‪ ،1811/10/10‬المتضمن التنازل عن أمالك‬ ‫‪-1‬‬
‫العقارية ذات االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرف التابعة للدولة و‬
‫الجماعات المحلية المعدل بالقانون ‪ 10/18‬و باألمر ‪ ،10/18‬و بالقانون رقم ‪.18/18‬‬
‫المراسيم‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرسوم رقم ‪ ،11/81‬المؤرخ في ‪ ،1881/10/08‬المتضمن القانون األساسي‬ ‫‪-1‬‬
‫الخاص شغل العمارات المستعملة للسكن أو الحرف المهنية و التي انتقلت ملكيتها إلى‬
‫الدولة بموجب األمر ‪.110/88‬‬

‫‪ - 0‬المرسوم رقم ‪ ،10/08‬المؤرخ في ‪ ،1808/18/10‬المتضمن شروط بيع المساكن‬


‫الجديدة( الجريدة الرسمية رقم ‪.)08/08‬‬

‫‪ 8‬المرسوم رقم ‪ ،10/08‬المؤرخ في ‪ ،1808/10/18‬المتضمن شروط بيع المساكن‬


‫الجديدة من قبل الهيئات العمومية القائمة بتأسيس البنايات الجماعية و المجموعات‬
‫السكنية‪.‬‬

‫المرسوم رقم ‪ ،80/08‬المؤرخ في ‪ ،1808/10/01‬المتعلق بنظام األمن من‬ ‫‪-0‬‬


‫أخطار الحريق و الفزع في العمارات المرتفعة‪.‬‬
‫المرسوم رقم ‪ ،88/08‬المؤرخ في ‪ ،1808/18/00‬يتعلق بتأسيس السجل‬ ‫‪-0‬‬
‫العقاري‪ ،‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪.108/88‬‬

‫‪97‬‬
‫المرسوم رقم ‪ ،108/08‬المؤرخ في ‪ ،1808/11/08‬المتضمن النظام النموذجي‬ ‫‪-8‬‬
‫للملكية المشتركة للعقارات المبنية و لمجموع العقارات المقسمة إلى أجزاء( جريدة رسمية‬
‫رقم ‪.)00/10‬‬
‫المرسوم رقم ‪ ،888/18‬المؤرخ في ‪ ،1818/11/10‬المحدد للقواعد المتعلقة‬ ‫‪-0‬‬
‫بالملكية المشتركة وتسيير العمارات الجماعية‪.‬‬
‫المرسوم رقم ‪ ، 18/88‬المؤرخ في ‪ ،1888/18/11‬المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المرسوم رقم ‪ ،110/88‬المؤرخ في ‪ ،1888/10/00‬المنظم إلثارة الضجيج‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ -11‬المرسوم رقم ‪ ،08/80‬المؤرخ في ‪ ،1880/18/10‬يعدل ويتمم المرسوم رقم‬
‫‪.888/18‬‬
‫‪ -11‬المرسوم رقم ‪ ،100/80‬المؤرخ في ‪ ،1880/10/11‬المتعلق بإدارة األمالك‬
‫العقارية‪.‬‬
‫‪ -10‬المرسوم رقم ‪ ،110/11‬المؤرخ في ‪ ،0111/10/08‬والمحدد لشروط شراء‬
‫المساكن بأموال عمومية في إطار البيع باإليجار وكيفيات ذلك‪.‬‬

‫‪ - 18‬المرسوم رقم ‪ ،111/18‬المؤرخ في ‪ ،0118/18/11‬يحدد كيفيات تعيين‬


‫الوسيط القضائي‬

‫األوامر‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-1‬األمر رقم ‪ ،110/80‬المؤرخ في ‪ ،1880/10/18‬المتعلق بتمديد التشريع إلى غاية‬


‫صدور تشريع جديد‪.‬‬

‫األمر رقم ‪ ،110/88‬المؤرخ في ‪ ،1888/10/18‬المتضمن انتقال األمالك‬ ‫‪-0‬‬


‫الشاغرة (جريدة رسمية رقم ‪.)88/88‬‬

‫‪98‬‬
‫األمر رقم ‪ ، 01/00‬المؤرخ في ‪ ،1800/18/08‬المتضمن القانون المدني(‬ ‫‪-8‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 101‬المؤرخة في ‪ ، 1800/18/81‬المعدل والمتمم بالقانون‬
‫‪ 10/10‬المؤرخ في ‪.)0110/10/18‬‬
‫األمر رقم ‪ ،80/08‬المؤرخ في ‪ ،1808/11/08‬يتعلق بتنظيم التعاون العقاري‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫األمر رقم ‪ ،80/08‬المؤرخ في ‪ ،1808/11/08‬يتعلق بتنظيم التعاون العقاري‬ ‫‪-0‬‬
‫(جريدة رسمية رقم ‪.)00/10‬‬
‫األمر رقم ‪ ، 10/18‬المؤرخ في ‪ ،1818/18/10‬المتعلق بالترقية العقارية و‬ ‫‪-8‬‬
‫ضبط األمالك لقواعد خاصة بعملياتها‪.‬‬
‫الق اررات الرسمية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫قرار رقم ‪ 008001‬الصادر بتاريخ ‪ ،0110/11/10‬منشور في مجلة القضائي‬ ‫‪-1‬‬
‫للمحكمة العليا‪ ،‬عدد ‪ 0‬سنة ‪.0111‬‬
‫قرار رقم ‪ 08811‬الصادر بتاريخ ‪ 1881/10/11‬منشور في المجلة القضائية‬ ‫‪-0‬‬
‫للمحكمة العليا‪ ،‬عدد ‪ 18‬سنة ‪.1881‬‬
‫قرار رقم ‪ 01880‬الصادر بتاريخ ‪ 1881/10/18‬منشور في المحكمة العليا‬ ‫‪-8‬‬
‫عدد ‪ 0‬سنة ‪.1881‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المراجع‬

‫الخاصة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬تمليك الشقق والطبقات‪ ،‬د ط‪ ،‬مطبعة السعادة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫القاهرة‪.1881 ،‬‬
‫مريم تومي‪ ،‬النظام القانوني للملكية المشتركة‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪،‬‬ ‫‪-0‬‬
‫الجزائر‪.0110 ،‬‬

‫‪99‬‬
‫نعيم مغبغب‪ ،‬الملكية المشتركة في الشقق و الشهاليات والمحالت التجارية‪ ،‬د ط‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫لبنان‪ ،‬د س‪.‬‬
‫العامة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنور طلبة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬ج ‪ ،8‬د ط‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلسكندرية‪.1881 ،‬‬
‫أنور طلبة‪،‬الملكية الشائعة‪ ،‬د ط‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.0111 ،‬‬ ‫‪-0‬‬
‫بلحاج العربي‪ ،‬النظريات العامة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬د ط‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪-8‬‬
‫الجامعية‪،‬الجزائر‪.0111 ،‬‬
‫حسن كيرة‪ ،‬الموجز في أحكام القانون المدني‪ ،‬د ط‪ ،‬منشاة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪-0‬‬
‫‪.1881‬‬
‫حمدي باشا عمر‪ ،‬نقل الملكية العقارية في ضوء أخر التعديالت و أحدث‬ ‫‪-0‬‬
‫األحكام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0111 ،‬‬
‫زهدي يكن‪ ،‬الملكية والحقوق العينية واألصلية‪ ،‬علما وعمال‪ ،‬ط ‪ ،0‬منشورات‬ ‫‪-8‬‬
‫الملكية العصرية‪ ،‬بيروت‪.0111 ،‬‬
‫سائح سنوقة‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية نصا وتعليقا و شرحا وتطبيقا‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬ ‫‪-0‬‬
‫الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪.0111‬‬
‫سمير عبد السميع األودن‪ ،‬تمليك وحدات البناء تحت اإلنشاء و الضمانات‬ ‫‪-1‬‬
‫الخاصة لمشتري الوحدات السكنية‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة اإلشعاع‪ ،‬اإلسكندرية‪.0111 ،‬‬
‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ -‬حق الملكية‪ -‬ج‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ ،1‬د ط‪،‬منشاة المعارف‪،‬اإلسكندرية‪.0110 ،‬‬
‫‪ -11‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ -‬حق الملكية‪ -‬ج‬
‫‪ ،8‬دار أحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.0110 ،‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -11‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪،‬العقود الواردة على‬
‫العمل‪ ،‬ج ‪ ،0‬د ط‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.0111 ،‬‬
‫‪ -10‬عبد الفتاح تقية‪ ،‬المختصر في الفقه المدني‪ ،‬من خالل أحكام الفقه اإلسالمي‪ ،‬د‬
‫ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1881 ،‬‬
‫‪ -18‬عمار علوي‪ ،‬الملكية والنظام العقاري في الجزائر‪ ،‬ط ‪ 0‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.0118‬‬
‫‪ -10‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القانون القضائي الجزائري‪ ،‬ط ‪ ،8‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1880 ،‬‬
‫‪ -10‬فؤاد حجري‪ ،‬العقار األمالك العمومية و أمالك الدولة‪ ،‬د ط‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.0118 ،‬‬
‫‪ -18‬ليلى زروقي‪ ،‬عمر حمدي باشا‪ ،‬المنازعات العقارية‪ ،‬ط ‪ ،11‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.0118‬‬
‫‪ -10‬محمد حسين منصور‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬الملكية و الحقوق المتفرعة عنها‪-‬‬
‫أسباب كسب الملكية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.0118 ،‬‬
‫‪ -11‬محمد وحيد الدين سوا‪ ،‬حق الملكية‪ ،‬د ط‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.1880 ،‬‬
‫‪ -18‬مكي دركوس‪ ،‬الموجز في علم اإلجرام ‪ ،‬د ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.0118 ،‬‬
‫‪ -01‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬الحقوق العينية األصلية أحكامها ومصادرها‪ ،‬د ط‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.0111 ،‬‬
‫‪ -01‬وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ج ‪،0‬ط ‪ ،0‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪.1810 ،‬‬
‫‪ -00‬يوسف دال ندة‪ ،‬الوجيز في الملكية العقارية الخاصة الشائعة‪ ،‬د ط‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.0110 ،‬‬

‫‪101‬‬
‫ثالثا‪ :‬المذكرات و المقاالت‬

‫بن شارف خديجة‪ ،‬ملكية الشقق‪ ،‬بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في القانون‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫معهد العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬عنابة‪ ،‬سبتمبر ‪.1811‬‬
‫بوشنافة جمال ‪ ،‬محاضرات في مقياس المدخل للقانون العقاري‪ ،‬جامعة الدكتور‬ ‫‪-0‬‬
‫يحي فارس المدية‪.0118-0111 ،‬‬
‫بوقارة مريم‪ ،‬إدارة الملكية العقارية المشتركة وحمايتها في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-8‬‬
‫تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.0110-0118 ،‬‬
‫خالد حراق ‪ ،‬النظام القانوني للملكية المشتركة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل‬ ‫‪-0‬‬
‫شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.0110-0118 ،‬‬
‫دروازي عمار‪ ،‬آليات إدارة الملكية العقارية المشتركة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-0‬‬
‫تخرج لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون عقاري‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫باتنة‪.0111-0111 ،‬‬
‫عبد الرزاق بودريوة ‪ ،‬أثر تنازل الدولة عن أمالكها في تسيير الملكية المشتركة‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫مداخلة ألقيت بالملتقى الدولي للتسيير العقاري‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬جوان ‪.0111‬‬
‫غواس حسينة‪ ،‬اآلليات القانونية لتسيير العمران ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬ ‫‪-0‬‬
‫في القانون العام فرع اإلدارة العامة القانون وتسيير اإلقليم‪ ،‬جامعة قسنطينة‪-0111 ،‬‬
‫‪.0110‬‬
‫ليلى بورنان‪ ،‬التسيير العقاري داخل الوكالة الوطنية لتحسين وتطوير السكن‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مذاخلة ألقيت بالملتقى الوطني للتسيير العقاري و الجزائر‪.0111 ،‬‬
‫هدوري محمد‪ ،‬نظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل درجة‬ ‫‪-8‬‬
‫الماستر في العلوم القانونية‪ ،‬فرع القانون العقاري‪ ،‬تخصص قانون العمران و التهيئة و‬
‫التعمير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.0111-0111 ،‬‬

‫‪102‬‬
103
‫الفـــهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫أ‬ ‫مقدمة ‪.........................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪60‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الملكية العقارية المشتركة‪...............................‬‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الملكية العقارية المشتركة وخصائصها‪..............‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الملكية العقارية المشتركة‪.............................‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الملكية العقارية المشتركة‪...........................‬‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للملكية العقارية المشتركة‪...........‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التكييف القانوني للملكية المشتركة‪.............................‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة حق الشريك في الملكية المشتركة‪.......................‬‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة الملكية العقارية المشتركة‪................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التطور التاريخي للملكية العقارية المشتركة‪..................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مرحلة ما قبل االحتالل الفرنسي‪...............................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة االحتالل الفرنسي‪......................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التطور القانوني للملكية العقارية المشتركة‪...................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬من سنة ‪3101‬إلى ما قبل القانون المدني‪......................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬من سنة ‪ 3192‬إلى سنة ‪..............................3111‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬من سنة ‪ 3111‬إلى ما بعد صدور مرسوم ‪...........21/12‬‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مشتمالت الملكية العقارية المشتركة‪............................‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬األجزاء الخاصة‪...........................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف األجزاء الخاصة‪.......................................‬‬

‫‪103‬‬
‫الفـــهرس‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعيين األجزاء الخاصة‪.......................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األجزاء المشتركة‪..........................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف األجزاء المشتركة‪......................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آليات تحديد أجزاء الملكية المشتركة ‪.........................‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أصناف األجزاء المشتركة‪....................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام الملكية العقارية المشتركة‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬إدارة وتسيير الملكية العقارية المشتركة‪.........................‬‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬جمعية الشركاء‪............................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تكوينها‪.......................................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات الجمعية العامة‪..................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تسيير الجمعية العامة‪........................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المتصرف‪.................................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعيين المتصرف‪..............................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاصات المتصرف‪.......................................‬‬
‫‪03‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬انتهاء مهام المتصرف‪......................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أثار الملكية العقارية المشتركة‪.................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حقوق المالك الشركاء في الملكية العقارية المشتركة‪.........‬‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حقوق المالك على األجزاء الخاصة‪...........................‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق المالك على األجزاء المشتركة‪..........................‬‬
‫‪93‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات المالك الشركاء في الملكية العقارية المشتركة‪.......‬‬
‫‪93‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬واجبات المالك الشريك تجاه الجمعية العامة‪....................‬‬
‫‪99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬واجبات المالك الشريك اتجاه بقية الشركاء‪.....................‬‬

‫‪104‬‬
‫الفـــهرس‬
‫‪87‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬حماية الملكية المشتركة و منازعاتها‪...........................‬‬
‫‪91‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حماية الملكية العقارية المشتركة‪.........................‬‬
‫‪91‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬القيود القانونية لعملية البناء‪...................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات المتخذة أثناء البناء‪.................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬منازعات الملكية العقارية المشتركة‪..........................‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحديد المسؤوليات في الملكية المشتركة‪........................‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الدعاوى القضائية في الملكية المشتركة‪........................‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬كيفية ممارسة الدعوى القضائية‪...............................‬‬
‫‪94‬‬ ‫خاتمة ‪.........................................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫قائمة المراجع ‪.................................................................‬‬
‫‪361‬‬ ‫الفهرس ‪.......................................................................‬‬

‫‪105‬‬

You might also like