You are on page 1of 4

‫أملي‬

‫األمل مصدر حتريك ودفع للعمل ذلك ألن العمل حباجة إىل اداة دافعة حمركة وهذه األداة هي األمل‪ .‬ويف هذا يقول الدكتور يوسف‬

‫وتقو ي دواعي الكفاح من أجل الواجب‪ ،‬وتبعث النشاط يف الروح والبدن‪ ،‬وتدفع‬
‫القرضاوي حفظه اهلل ‪ :‬األمل قوة دافعة تشرح الصدر للعمل ّ‬
‫نظرت يف واقع احلياة وجدت أن َمن فقد األمل أصابه اخلمول‬
‫َ‬ ‫الكسول إىل اجلد‪ ،‬واملداومة إىل املداومة على جده والزيادة فيه ‪ .‬أقول ‪ :‬وإذا‬

‫واليأس‪ ،‬وترك ما هو بصدده من العمل‪ ،‬خبالف صاحب األمل فهو دجم معطاء‪ ،‬فاملزارع مثال ‪ :‬المي بذوره يف األرض إال وأمل كبري ميأل نفسه‬

‫بأن هذه ستنبت بإذن اهلل تعاىل‪ ،‬والطالب ال يدرس إال ويف نفسه أن هذا سبيل النجاح‪ ،‬واجملاهد ال جياهد اإل ويف نفسه أن اهلل سينصره‪ .‬وإذا‬

‫مات األمل يف نفس املرء أصاهبا الذبول و إفساد لطاقاهتا‪ 1.‬و إيضا‪ ،‬األمل مصدر األمن والسكنة عند املؤمن‪ ،‬فإذا نظرت إىل املسلم وجدته صاحب‬

‫سكنة وأمن‪ ،‬وإذا حبثت عن سبب ذلك وجدته األمل الذى ميأل نفسه وقلبهز ويف هذا يقول الدكتور يوسف القرضاوي حفظه اهلل ‪ :‬ومن مصادر‬

‫األمن والسكنة لدى املؤمن ما يغمر جوانه من أمل‪ ،‬ذلك الشعاع الذي يلوح لإلنسان يف دياجري احلياة يف ضيء له الظلمات‪ ،‬وينري له املعامل‪،‬‬

‫‪.‬ويهديه‪ r‬السبيل‪ ،‬ذلك هو األمل الذي به تنمو شجرة‪ .‬احلياة يرتفع صرح العمران‪ ،‬ويذوق‪ r‬املرء معم السعادة‬

‫كل اإلنسان هلم أمنيّتهم‪ r،‬واألماين اليت تتمنون‪ r‬متنوعة وفقا ملا انِْفعاهلم‪ ،‬منهم من يتمىن أن يكون طبيبا‪ ،‬ومنهم من يتمىن أن‬
‫َعَر ْفنَا أ ّن ّ‬
‫يكون مهندسا‪ ،‬صحافيا‪ ،‬وجتارا‪ ،‬ورساما وغريها‪ .‬فأما أنا أمتىن أن أكون معلما يف املستقبل منذ الصغري‪ .‬هذا عمل كرمي وشريف يف اإلسالم‪.‬‬
‫وأريد أن أكون معلما ألن أنه الشخص املسؤول عن توزيع املعرفة‪ ،‬وعن ترويد الطالب هبا‪ ،‬وتيسري املعلومة وتبسيطها هلم‪ ،‬وال يقتصر دور‬
‫املعلمني على تزويد الطالب باملعرفة بل هم قادة فكريون خيلقون فرصا للطالب لرتسيخ ما تعلموه وتطبيقه يف حياهتم العملية‪ 2r.‬رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم هو املعلم األول الذي‬

‫رباه اهلل رب العاملني على فكر اإلسالم وصقله خبلق اإلسالم حيث قال ‪ " :‬وإنك لعلى خلق عظيم" من سورة القلم االية ‪ .٤‬على هذا النحو‪ ،‬كان‬
‫مما جاء يف هذه القصيدة ‪ :‬قم للمعلم وفِّ ِه التبجيال *** كاد المعلم أن يكون رسوال‪ .‬أن املراد هنا ليس حقيقة الرسالة والنبوة‪ .‬وإمنا املعلم هنا‪:‬‬
‫رسول باملعىن اجملازي‪ ،‬ألنه حيمل رسالة العلم واألخالق‪ .‬فإن املخصوص هبذا املدح إمنا هو معلم الناس اخلري واحلق‪ .‬وبالتايل‪ ،‬كما يقول يف القرآن‬
‫الكرمي من سورة اجملادلة مبعىن يرفع اهلل مكانة املؤمنني املخلصني منكم‪ ،‬ويرفع مكانة أهل العلم درجات كثرية يف الثواب ومراتب الرضوان‪ ،‬واهلل‬
‫‪ .‬تعاىل خبري بأعمالكم ال خيفى عليه شيء منها‪.‬ويف االية تنويه مبكانة العلماء وفضلهم ورفع درجاهتم اي ‪ :‬املعلم‬

‫‪3‬يرفَ ِع اللَّهُ الَّ ِذين آمنُوا ِمن ُكم والَّ ِذين ُأوتُوا ال ِْعلْم َدرج ٍ‬
‫ات ۚ َواللَّهُ بِ َما َت ْع َملُو َن َخبِ ٌير‬ ‫َ ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫كنت أمتىن أن أكون معلما ألنين أحب جمال الرتبية‪ ،‬وملا أحب عديدا حني أنظر أعمال املدرسني‪ ،‬كل صباح يذهبون إىل املدرسة لتعليم‪r‬‬
‫ُ‬
‫العلوم واملعارف على التالميذ‪ ،‬فكان التالميذ ماهرون يف كثري من املادة الدراسية‪ r،‬وجبانب ذلك أن ليس ألعماهلم‪ r‬إال أعماال نافعة إما ألنفسهم‬
‫الناس إىل ِ‬ ‫ِ‬
‫أكث ُر‬ ‫اهلل أن َف ُعهم ِ‬
‫للناس"‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫ب ِ‬ ‫وإما للتالميذ وإما للمجتمع‪ r‬بإعطاء األثر الطيب‪ .‬ويف هذا احلديث يقول النيب صلَّى اهللُ عليه وسلَّم‪َ :‬‬
‫"أح ُّ‬

‫َّصيح ِة‪ ،‬والن‬


‫َّفع باملشور ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نتفع الناس هبم‪ ،‬وهذا ال ي ِ‬
‫َ َ‬ ‫بالرْأ ِي‪ ،‬والن َ‬
‫َّفع بالن َ‬ ‫َّفع بالعل ِم‪ r،‬والن َ‬
‫َّفع َّ‬ ‫ي َف َق ْط‪ ،‬ولكنَّه ميتَ ُّد َ‬
‫ليشم َل الن َ‬ ‫املاد ِّ‬
‫قتص ُر على النَّف ِع ِّ‬‫َ‬ ‫َمن يَ ُ ُ‬

‫‪1‬‬
‫أهمية األمل‪ /‬د‪ .‬محمد أبو صعيليك ‪2015 /‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ "Teacher", www.encyclopedia.com, Retrieved 16-3-2019. Edited.‬أ ب ^‬
‫‪3‬‬
‫سورة المجادلة ‪ /‬الجزء ‪ / 28‬االية ‪ /11‬صفحة ‪543 :‬‬
‫بالس ِ‬
‫لطان‪ 4.‬ولذلك‪ ،‬بعد خترجت من هذه املدرسة سألتحق باجلامعة يف كلية الرتبية والتعليم‪ r،‬وسأدرس بكل ُمواظَ ٍ‬
‫ب‬ ‫َّفع ُّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّفع باجلاه‪ ،‬والن َ‬
‫والن َ‬

‫‪.‬عن العلوم‪ ‬الرتبوية‪ r‬والتعليمية حىت أكون ماهرا ومفيدا لآلخرين‬

‫‪ ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ُأستَاذ عبد‬ ‫ب يف املدرسة معهد الرتبية‪ r‬اإلسالمية برياق‪ .‬امْسُهُ ْ‬ ‫على هذا النحو‪ ،‬فأما أنا أمتىن أن أكون معلما ألنين القدوة ُم َعلِّم ْي املَ ْحُب ْو ُ‬
‫ب ِمن امل ْد َر َس ِة‪َ r.‬ت َقْلنَس يِف‬ ‫العَربِيَّ ِة للسنة األوىل ومدير يف املعهد‪ُ .‬ه َو َر ُج ٌل شيخ‪ُ ،‬ع ْم ُرهُ مخسون عاما َت ْق ِريبا‪ .‬بيتُه قَ ِري‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ً ْ ً َْ ُ ْ ٌ َ َ‬ ‫صم ْد‪ُ ،‬ه َو ُم َد ِّرس ْي ل َم َادة اللُّغَة َ‬
‫َّم َع َادةً يِف َت ْعلِْي ِم َم َاد ِة‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫وم ْهتَ ٌّم بِشُُؤ ْون طُاَّل بِه املُ ْختَل َفة‪ .‬يُ َقد ُ‬
‫ِ‬ ‫ط يِف الت ِ‬
‫َّعلْي ِم‪َ ،‬رحْي ٌم ُ‬
‫ْ‬ ‫ضبِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫حِل‬ ‫الت ِ‬
‫َّعلْي ِ‪r‬م َد ْو ًما‪َ ،‬ولَهُ ْيَةٌ َو ْارت َداءُ النَّظَّ َار ِة‪ُ .‬ه َو َش ْخ ٌ‬
‫ص َج ِر ْيءٌ َو ُمْن َ‬ ‫ْ‬
‫اشَر ٍة‬‫اض َح ٍة‪ُ r،‬مبَ َ‬ ‫ب مِب َاد ٍة سيعلَّمها‪ ،‬و ِحينَما نَ ُكو ُن مر َّك ِزين ومستَعِدِّين علَى مسَت ْقب ِل املاد ِة يْن ِقلُها بِطَ ِري َق ٍة و ِ‬ ‫ص ٍة وح ٍّ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ث َجاذب ُمنَاس ٍ َ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ ُ ْ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫العَربِيَّة بق َّ َ َ‬ ‫اللُّغَة َ‬
‫ادل ُْهم بِالَّتِي ِه َي‬ ‫ْحكْم ِة والْمو ِعظَ ِة الْحسنَ ِة ۖ وج ِ‬ ‫يل ربِّ َ ِ‬ ‫وس ْهلَ ٍة لِْل َف ْه ِم الدرس‪.‬كما يف القرآن الكرمي من سورة النمل األية ‪" ١٢٥‬ا ْدعُ ِإل ٰ ِ‬
‫ََ ََ‬ ‫ك بِال َ َ َ ْ‬ ‫َى َسب ِ َ‬ ‫ََ‬
‫َأص ِدقَاِئ ْي ُحبًّا َكثِْيًرا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ5‬‬
‫َأح َس ُن " ( واملوعظة احلسنة ) أي ‪ :‬مبا فيه من الزواجر والوقائع بالناس ذكرهم هبا ؛ ليحذروا بأس اهلل تعاىل ‪ .‬ل َذ لك ُأحبُّهُ َو ْ‬
‫ْ‬
‫‪.‬هو املعلم املثايل يف مدرسيت‬

‫لقد بذل علماء املسلمني جهوداً كبرية للكشف عن صفات املعلم الناجح سامهوا بآرائهم الرتبوية ‪ ،‬لكن هذا اجلهد مل يقف عند حد معني‬

‫حيث يرجع لعلماء املسلمني الفضل األكرب بإسهامهم يف شىت العلوم ‪ ،‬حيث كان الواحد منهم َعالََمه نابغاً يف مجيع املواد فكان عاملاً وطبيباً ومفتياً‬

‫وفارساً وإىل غري ذلك ‪ ،‬ومل ينس علماء املسلمني أن يبذلوا جل جهودهم من أجل العملية‪ r‬الرتبوية التعليمية حيث اهتموا باملعلم وهنا سوف حناول‬

‫‪ :-‬كشف الستار عن هؤالء العلماء الذي كان الفضل والسبق يف ذلك وهم‬

‫* ابن سينا *‬ ‫* حممد ابن سحنون‬ ‫ابن خلدون * إخوان الصفا * القابسيي * أبو حامد الغزايل * ابن القيم اجلوزية *ابن مسكوية‬

‫* برهان الدين الزرنوجي‬

‫‪ .‬يرى ابن القيم اجلوزية أن التلميذ يبدأ االهتمام به والعناية به منذ طفولته ألن السنوات األوىل يف غاية األمهية يف حياة الطفل‬

‫على المعلم أن يبدأ بغرس المبادئ والقيم منذ مرحلة الطفولة ]‪[1‬‬

‫ومما حيتاج إليه غاية االحتياج ‪ ،‬االعتناء بأمر خلقه فإنه ينشأ على ما عوده املريب من صغره من حرر وغضب وجماج ‪ ،‬وعجله وخضه مع هواه ‪،‬‬

‫وطيش ‪ ،‬وحدة ‪ ،‬وجشع فيصعب عليه يف كربه تاليف ذلك ‪ ،‬وتصري هذه األخالق صفات وهيئات راسخة له فلو حترز فيها غاية احلرز فضحته ‪،‬‬

‫وال بد يوما ما ‪ ،‬وهلذا جند أكثر الناس منحرفة أخالقهم وذلك من قبل الرتبية اليت نشأ عليها ‪ 6.‬يركز ابن القيم اجلوزية على أن مرحلة الطفولة‬

‫املبكرة إذ ينصح املعلم املريب االهتمام بالطفل منذ مراحله األوىل حيث أن ما يتم تعليمه‪ r‬منذ الصغر يصعب بعد ذلك تغيريه ألن السنوات األوىل‬

‫تعترب أهم مرحل يف حياة الطفل وما يغرس فيها من عادات وتقاليد يصعب تغيريها فيما بعد حيث تصبح هذه العادات هي صفات هلؤالء األطفال‬

‫‪4‬‬
‫التخريج ‪ :‬المعجم األوسط في أخرجه الطبراني ‪6062‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة النمل األية ‪ ١٢٥‬تفسير ابن كثير صفحة ‪٢٨١‬‬
‫‪6‬‬
‫بيروت دار البيان ص ‪ ١٤٦‬الجوزيه ‪ ،‬ابن القيم (‪ )1996‬تحفة المورد بأحكام المولود الطبعة الخامسة‬
‫كما يبني أن هذه املرحلة مرحلة تقليد وحماكاة يف حياة الطفل فكل ما يراه يقلده ‪ .‬فعلى املعلم املريب أن يكون قدوة حسنة وال يعمل إال الصحيح‬

‫‪ .‬وأن يكون القول من جنس العمل‬

‫على المعلم أن يغرس فيه الفضائل ويبعده عن الرذائل ]‪[2‬‬

‫ينبغي لوليه أن جينبه األخذ من غريه غاية التجنب ‪ ،‬فإنه مىت اعتاد ذلك األخذ صار له طبيعة ونشأ بأن يأخذ ‪ ،‬ال أن يعطي ويعوده البذل والعطاء‬

‫وإذا أراد الوايل أن يعطي شيئاً أعطاه إياه على يده ‪ ،‬ليذوق حالوة اإلعطاء وجينبه الكذب واخليانة أعظم‪ r‬مما جينبه السم الناقع ‪ ،‬فإنه مىت‬

‫‪ :‬سهل له سبيل الكذب واخليانة أفسد عليه سعادة الدنيا واآلخرة وحرمه كل خري ‪ 7.‬يرى ابن القيم اجلوزية أن على املعلم‬

‫تعويد التالميذ على العادات احلسنة منذ الصغر فإنه إذا تعود على شيء اعتاد عليه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن ال ينهي تالميذه فقط عن عمل شيء بل أن يفعل ذلك أمامهم ويطبقه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كما جيب على املعلم أن جينب التالميذ العادات السيئة ويوضح هلم احلسنة منها ليمحو الكذب ويعلمهم‪ r‬الصدق ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫على المعلم أن يجنب تالميذه أماكن الفحش والسوء ]‪[3‬‬

‫كذلك جيب أن جينب الصيب إذا عقل جمالس اللهو والباطل والغناء ومساع الفحش والبدع ومنطق السوء فإنه إذا علق بسمعه عسر عليه مفارقته‬

‫يف الكرب وعز على ودية استفاده منه ‪ ،‬فتغيري العوائد من أصعب األمور‪ .8‬بأن الطفل إذا تعود أماكن اللهو والفساد ومساع األغاين والكالم‬

‫الفاحش التعود منذ الصغر كان من الصعب عليه‪ r‬تركه يف الكرب‪ .‬ألن من تعود على شيء منذ الصغر وشب عليه‪ r،‬يبقى معه حىت الكرب ومن‬

‫‪.‬الصعب تغيريه‬

‫على المعلم أن يعوذ التالميذ على النشاط واالجتهاد ]‪[4‬‬

‫فيقول ابن القيم وجينبه‪ r‬الكسل والبطالة ‪ ،‬والرعة والراحة ‪ ،‬بل يأخذه بأضدادها وال يرحيه إال مبا جيم نفسه وبدنه للشغل ‪ ،‬فإن الكسل والبطالة‬

‫عواقب سوء ومغبة نوم وللجد‪ r‬والتعب عواقب محيدة ‪ ،‬أما يف الدنيا ‪ ،‬وإما يف اآلخرة وإما فيها فأرواح الناس أتعب الناس وأتعب الناس‬

‫أروح الناس فالسيادة يف الدنيا أو السعادة يف العقىب ال يوصل إليها إال على جسر من التعب‪ 9.‬يرى ابن القيم اجلوزيه أن على املعلم ‪ :‬أن‬

‫يعود تالميذه على النشاط وبذل اجلهد واالجتهاد ألن ما حيصل عليه‪ r‬التالميذ بأنفسهم ومن تعبهم يكون له تأثري ورسوخ أكثر يف النفس ‪.‬‬

‫‪.‬أما ما يأخذه التالميذ دون جهد أو تعب فإنه سريع الزوال والنهاية‪ .‬أن يعرف التلميذ أن الوصول إىل املناصب والسعادة يف الدنيا‬

‫واآلخرة ال يكون إال ببذل اجلهد وعدم التكاسل والتقاعس ألن الذي يرتاح هو الذي يرتاح يف النهاية ويقول اهلل يف كتابه العزيز " لقد‬

‫‪.‬خلقنا اإلنسان يف كبد " ( سورة البلد ‪ :‬األية ‪) ٤‬‬

‫‪7‬‬
‫الجوزية ابن القيم (‪ )1990‬تحفة المورد بأحكام المولود ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪١٤٦‬‬
‫‪8‬‬
‫الجوزيه ‪ ،‬ابن القيم ( ‪ )1991‬تحفة المورد بأحكام المولود ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪١٤٦‬‬
‫‪9‬‬
‫الجوزيه ‪ ،‬ابن القيم (‪ )1991‬تحفة المورد بأحكام المولود ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪١٤٦‬‬
‫‪ .‬أن يعود التالميذ عدم اإلسراف في الشهوات ويؤدبه ويكون له قدوة حسنة ]‪[5‬‬

‫فيقول ‪ :‬وجينبه‪ r‬فضول الطعام والكالم واملنام ‪ ،‬وخمالطة األنام فإن اخلسارة يف هذه الفضالت وهي تفوت على العبد دنياه وآخرته وجينب مضار‬

‫الشهوات املتعلقة بالبطن والفرج غاية التجنب ‪ ،‬فإن متكينه من أسباهبا والفسح هلا فيها يفسده فساداً يعز عليه بعد صالحه وكم ممن أشقى ولده‬

‫وفلذة كبده يف الدنيا واآلخرة بإمهاله وترك تأديبه وإعانته له على شهواته ويزعم أنه يكرم وقد أهانه وأنه يرمحه وقد ظلمه‪ r‬وحرمه ففاته انتفاعه‬

‫‪ :‬بولده وفوت عليه حظه يف الدنيا واآلخرة إذا اعتربت الفساد يف األوالد فايت عادته من قبل اآلباء ‪ 10.‬يدعو ابن القيم املعلم إىل‬

‫أن يعود تالميذه على االعتدال يف األمور وعدم اإلسراف يف كثري من األمور وخاصة الشهوات مثل شهوة البطن ألن كثرة الطعام يؤدي إىل‬ ‫‪‬‬

‫اخلمول وكثرة النوم تؤدي إىل فساد العقل والغباء ‪.‬‬

‫أن جينب تالميذه وحيذرهم‪ r‬من خمالطة أصدقاء السوء ألن ذلك فساد هلم وضرر عليهم‪r‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يكون قدوة لتالميذه وألنه هو السبب يف سعادهتم يف الدنيا واآلخرة ألن كثري من املعلمني قد يكونوا السبب يف تعاسة تالميذهم لسوء‬ ‫‪‬‬

‫تصرفاهتم ‪.‬‬

‫عندي كثري خربة ال استطيع ان نسي بعملي‪ .‬قد أكون معلما يف مسڤورنا بوالية صباح عشرة عام‪ .‬كما عرفنا مسڤورنا هلا سکان‬

‫عمق‪ .‬هم يسکون يف بيوت فوق املاء ‪.‬هم شعب باجاو باعتبار واحدة من مخس جمموعات سکانية معرضة للخطر‪ .‬املواصلة اىل مکان االخر‬

‫ان استعمل عبارة او قارب‪.‬املدة من بييت اىل املدرسة ثالثة الساعات تقريبا‪ .‬التالميذ من هنا اقل من عشريين طالب يف الفصل‪ .‬وأيضا‬

‫األماكوالت حبرية رخيصا وطازجة جدا مثل مسك‌‪ ،‬حمار‪ ،‬قاروص‪ ،‬محربي وغريها‪ .‬لدي فرصة هم شعب قرية ان يغسل صفر الذين حيرم‬

‫َّق‪ ،‬آمني‬
‫‪.‬يف جزيرة ماليزية ‪ .‬احلمد هلل اآلن قد أكون معلما يف املدرسة‪ r‬ابتدائية بوالية‪ r‬برباق‪ .‬أدعو اهلل عما أمتىن حُتَق ُ‬

‫أخرياً‪ ،‬حنن يف طرق تعليمنا يف أساليب تربيتنا واستهانتنا بديننا حىت أصبحت الدنيا مبلغ علمنا ومنتهى آمالنا ‪ .‬إن املسئولية عظيمة وحنن‬

‫‪ :‬مجيعاً مسؤولون أمام اهلل سبحانه‪ r‬تعاىل فعلينا مجيعاً إخالص النية وأن نتقي اهلل يف ديننا‪ .‬قال تعاىل‬

‫‪11‬‬
‫قال اهلل "‬ ‫إن اهلل يأمركم أن تؤدوا األمانات إىل أهلها وإذا حكمتم بني الناس أن حتكموا بالعدل إن هلل نعماً يعظكم إن اهلل كان مسيعاً بصرياً ‪.‬‬

‫‪ ".12‬تعاىل‪ " :‬خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن اجلاهلني‬

‫‪10‬‬
‫الجوزيه ‪ ،‬ابن القيم (‪ )1991‬تحفة المورد بأحكام المولود ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪١٤٦‬‬
‫‪11‬‬
‫سورة النساء االية ‪٥٨‬‬
‫‪12‬‬
‫سورة االعراف االية ‪١٩٩‬‬

You might also like