You are on page 1of 29

‫املصطفى قسماوي‬

‫طالب ابحث مباسرت التدبري االداري للموارد‬


‫البشرية واملالية لإلدارة كلية احلقوق سال اجلديدة‬

‫مقال حتت عنوان ‪:‬‬

‫مسؤولية اآلمرين ابلصرف وتفعيل مبدأ ربط املسؤولية‬


‫ابحملاسبة‬

‫"تقرير احلسيمة منارة املتوسط منوذجا "‬

‫‪2017‬‬
‫‪1‬‬
‫املقدمة‪:‬‬

‫إلدراك مدى جناح اإلطار القانوين العام يف تنظيم العالقة اليت تربط بني الفاعلني يف جمال تنفيذ امليزانية‬
‫العامة للدولة‪ ،‬البد من االهتمام بعنصر املسؤولية الذي يقع على كل متدخل لتحويل بنود امليزانية إىل‬
‫واقع ملموس‪ ،‬على أنه هو احملدد للخط الفاصل الذي مينع جتاوزه وإال وجب الزجر والعقاب‪ ،‬ذلك أن‬
‫تنفيذ عمليات امليزانية واملالية العمومية يعد اختصاصا مسيجا بقواعد قانونية ومشكال من إجراءات تقنية‬
‫ال ميكن اخلروج عنها أو خرقها من طرف اآلمر ابلصرف أو املراقب املايل أو احملاسب العمومي‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن ذلك يعرضهم للعقوابت القانونية املنصوص عليها هبذا اخلصوص‪.1‬‬

‫وألن االختصاص يف ميدان التأديب املتعلق ابمليزانية والشؤون املالية يعود إىل اجمللس األعلى للحساابت‪،‬‬
‫فهو يبادر إىل فتح ملفات التأديب من تلقاء نفسه عند اكتشافه للمخالفات مبناسبة البث يف حساابت‬
‫احملاسبني العموميني‪ ،2‬كما ميكن أن ترفع قضااي التأديب بناء على تقارير الرقابة أو التفتيش مشفوعة‬
‫ابلواثئق املثبتة من طرف الوكيل العام للملك ورئيس جملس النواب ورئيس جملس املستشارين‪ ،‬ورئيس‬
‫احلكومة‪ ،‬ووزير املالية والوزراء فيما خيص األفعال املنسوبة إىل املوظفني واألعوان املتصرفني يف املال العام‬
‫املوضوعني حتت سلطتهم‪.3‬‬

‫‪ - 1‬ظهري شريف رقم ‪ 1.02.25‬صادر يف ‪ 12‬من حمرم ‪ 3( 1423‬أبريل ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 61.99‬املتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين ابلصرف‬
‫واملراقبني واحملاسبني العموميني ج‪ .‬ر عدد ‪ 4999‬بتاريخ (‪ 29‬أبريل ‪ ،)2002‬ص‪.1168 :‬‬
‫‪ - 2‬ظهري شريف رقم ‪ 1.02.124‬صادر يف فاتح ربيع األول ‪ 13( 1423‬يونيو ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق مبدونة احملاكم املالية‪ ،‬ج‪ .‬ر‬
‫عدد ‪ 15( 5030‬غشت ‪ ،)2002‬ص‪.2294 :‬‬
‫‪ - 3‬املادة ‪ 57‬من قانون ‪ 62.99‬املتعلق مبدونة احملاكم املالية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فاملسؤولية اليت يتحمل كل من اآلمر ابلصرف واملراقب وكذا احملاسب العمومي‪ ،‬هي الكفيلة بتقدمي‬
‫اإلطار القانوين الذي تتحرك فيه انطالقا من عالقتها مع القاعدة القانونية الزاجرة ومدى أتثريها على‬
‫أعمال التنفيذ والرقابة اليت يضطلعون مبسؤولية إجنازها‪.‬‬

‫ومعلوم أن املسؤولية التأديبية أو املدنية أو اجلنائية‪ ،‬تبقي قائمة بصرف النظر عن عقوابت احملاكم املالية ما‬
‫عدا يف حالة وجود قوة قاهرة أو استثناءات منصوص عليها يف القانون‪.4‬‬

‫وحسب املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 561.99‬يقصد ابآلمر ابلصرف ‪ ،‬اآلمر ابلصرف حبكم القانون واآلمر‬
‫ابلصرف املعني واآلمر ابلصرف املنتدب واآلمر املساعد ابلصرف ونواهبم‪.‬‬

‫وما يهمنا يف هذا اجلانب هو اآلمر ابلصرف حبكم القانون أي الوزراء‪ ،‬حبيث يعترب الوزراء حبكم القانون‬
‫آمرين ابلصرف فيما يتعلق مبداخيل ونفقات وزارهتم وميزانيات مصاحل الدولة املسرية بصورة مستقلة‬
‫واحلساابت اخلصوصية الراجعة هلذه الوزارة ‪ ،6‬غري انه ميكن إصدار مراسيم بتعيني مديرين عامني أو‬
‫مديرين بصفة آمرين ابلصرف إذا اقتضت حاجيات املصلحة ذلك‪.‬‬

‫وابلعودة إىل التجربة الفرنسية اليت يستلهم منها نظام الرقابة ببالدان‪ ،‬جند أن إحداث جملس التأديب‬
‫املتعلق ابمليزانية والشؤون املالية‪ ،‬جاء مبقتضى قانون رقم ‪ 25‬شتنرب ‪ ،1948‬استجابة لرغبة الرأي العام‬

‫‪- 4‬الفقرة الثانية من املادة االوىل‪ 61.99 ،‬املتعلق بتحديد مسؤولية االمرين ابلصرف واملراقبني واحملاسبني العموميني‪.‬‬
‫أشار اليه‪ ،‬إبراهيم عقاش ‪ ،‬الطبيعة القانونية ملسؤولية اآلمرين ابلصرف‪ ،‬جملة مسالك‪ ،‬عدد ‪ ،2007-7‬ص‪.74-67 :‬‬
‫‪ - 5‬املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 61.99‬املشار اليه اعاله‪.‬‬
‫‪ - 6‬الفصل ‪ 64‬من املرسوم امللكي رقم ‪ 330.66‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬حمرم ‪ 21( 1387‬ابريل ‪ )1967‬بسن نظام عام للمحاسبة العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫عدد‪ 2843‬بتاريخ ‪ 26‬ابريل ‪ ،1967‬ص‪.810:‬‬

‫‪3‬‬
‫يف حماسبة اآلمرين ابلصرف املكلفني بتدبري املال العام إىل جانب احملاسبني العموميني واحرتام التشريع‬
‫املايل‪.7‬‬

‫ورغم التحيني الذي تعرض له جملس التأديب املتعلق ابمليزانية والشؤون املالية يف فرنسا سنوات ‪-1970‬‬
‫‪ ،1980-1990‬فإن الفكرة املتمثلة يف اهتمامه ابملتصرفني يف املال العام بقيت اثبتة ومستقرة‪ ،‬ومل متتد‬
‫إىل املراقبني املاليني اعتبارا لطبيعة تدخلهم يف عمليات تنفيذ امليزانية‪.‬‬

‫أما يف املغرب فقد مشلت مسطرة التأديب املتعلق ابمليزانية والشؤون املالية مجيع املتدخلني يف عمليات‬
‫تنفيذ امليزانية‪ ،‬ويتعلق األمر ابآلمر ابلصرف واملراقب واحملاسب العمومي واألعوان واملوظفون الذين‬
‫يوجدون حتت إمرهتم أو يعملون حلساهبم‪ ،‬وقد حددت مدونة احملاكم املالية ابلتدقيق املخالفات اليت‬
‫تستوجب الغرامة يف حالة ارتكاهبا‪.‬‬

‫بل شددت مسؤولية املتصرفني يف املال العام‪ ،‬ذلك أنه إذا ثبت للمجلس أن املخالفات املرتكبة قد‬
‫تتسبب يف خسارة ألحد األجهزة اخلاضعة لرقابته‪ ،‬قضى على املعىن ابألمر إبرجاع املبالغ املطابقة لفائدة‬
‫هذا اجلهاز من رأمسال وفوائد‪ ،8‬وهبذا الشكل يكون املشرع يف حماولته للحفاظ على املال العام وإقرار نوع‬
‫من العدالة واملساواة يف املسؤولية اجتاه القائمني على تنفيذ عمليات امليزانية واملالية العمومية‪.‬‬

‫ونظرا ألمهية هذا املوضوع الذي دفعتنا جمموعة من املتغريات املستقلة اىل معاجلته‪ ،‬واملتمثلة يف امهية الرقابة‬
‫على املال العام‪ ،‬وكذلك النقاش الذي شهده الرأي العام عقب اإلعفاءات اليت تعرض هلا الوزراء واليت‬
‫كانت مببادرة من امللك‪ ،‬هذا اىل جانب الدور االساسي الذي لعبته احلركات االحتجاجية إبقليم‬
‫احلسيمة‪ ،‬كل هذه املتغريات دفعتنا للبحث عن متغري اتبع ‪،‬أال وهو مدى امكانية خضوع االمرين‬

‫‪ -7‬عيسى عيسى ‪ ،‬املراقبة اإلدارية على تنفيذ امليزانية العامة ابملغرب‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة احلسن الثاين‪ ،‬عني الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫السنة اجلامعية ‪ ،2005-2004‬ص‪.156 :‬‬
‫‪ -8‬الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق مبدونة احملاكم املالية‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ابلصرف حبكم القانون (الوزراء) اىل املساءلة واملعاقبة واختاذ الوسائل الزجرية يف حقهم يف حالة ارتكاهبم‬
‫لبعض املخالفات اليت متس بقدسية املال العام ‪.‬‬

‫وهذا ما فرض علينا طرح االشكال االيت‪ :‬اىل أي حد ميكن احلديث عن أجرأة مبدأ ربط املسؤولية‬
‫ابحملاسبة يف حق اآلمرين ابلصرف حبكم القانون ؟‬

‫هذا االشكال تتفرع عنه اشكاالت فرعية وهي كالتايل ‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي صالحيات اآلمرين ابلصرف حبكم القانون ووضعهم القانوين ؟‬


‫‪ -‬ما املسؤوليات اليت خيضع هلا االمرين ابلصرف حبكم القانون ؟‬
‫‪ -‬اىل اي حد ساهم مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة يف احلفاظ على املال العام ؟‬

‫سنعاجل هذه االشكاالت وفق منهج حتليلي قانوين‪ ،‬للوقوف على خمتلف املعطيات االساسية‪ ،‬وهو ما‬
‫يدفعنا اىل مقاربة املوضوع وفق مبحثني‪:‬‬

‫املبحث االول‪ :‬مسؤولية اآلمرين ابلصرف حبكم القانون ووضعهم القانوين‪:‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬أجرأة مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة (تقرير برانمج التنمية اجملالية إلقليم احلسيمة‬
‫منوذجا)‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫املبحث االول‪ :‬مسؤولية االمرين ابلصرف ووضعهم القانوين‪:‬‬

‫سنتطرق اىل الوضع القانوين ألعضاء احلكومة (املطلب االول) ومسؤوليتهم ابعتبارهم آمرين ابلصرف‬
‫حبكم القانون ( املطلب الثاين)‪.‬‬

‫املطلب االول‪ :‬الوضع القانوين ألعضاء احلكومة وصالحياهتم‪:‬‬

‫ألعضاء احلكومة جمموعة من الصالحيات (الفقرة االوىل) كما هلم وضع قانوين خاص هبم(الفقرة الثانية )‬

‫الفقرة االوىل‪ :‬صالحيات أعضاء احلكومة ‪:‬‬

‫بناء على املادة التاسعة من القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬املتعلق بتنظيم وتسيري اشغال احلكومة‬
‫والوضع القانوين ألعضائها ‪ ،9‬اليت حاولت حتديد صالحيات اعضاء احلكومة بصفة عامة‪ ،‬ميارس هؤالء‬
‫اختصاصاهتم يف القطاعات الوزارية املكلفني هبا‪ ،‬يف حدود الصالحيات املخولة هلم مبوجب املراسيم‬
‫احملددة لتلك االختصاصات‪ ،‬واملتخذة من طرف رئيس احلكومة بعد تعيني اعضاء احلكومة من قبل‬
‫امللك‪ ،‬وحتدد ايضا مبقتضاها مهام كل عضو من اعضائها واختصاصاته‪ ،‬واهلياكل االدارية اليت يتوىل‬
‫السلطة عليها‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 4‬من نفس القانون‪ ،‬اليت عملت على تفعيل الفصل ‪ 93‬من‬
‫الدستور‪ ، 10‬كما ميارسون صالحياهتم يف حدود النصوص التشريعية والتنظيمية اجلاري هبا العمل‪.11‬‬

‫‪ - 9‬ظهري شريف رقم‪ 1.15.33‬صادر بتاريخ ‪ 28‬مجادى االوىل ‪ 19(1436‬مارس‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬املتعلق بتنظيم‬
‫وتسيري أشغال احلكومة والوضع القانوين العضائها‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪ 12‬مجادى الثانية ‪ 2( 1436‬ابريل ‪ )2015‬ص‪.3515 :‬‬
‫‪ - 10‬ظهري شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر بتاريخ ‪ 27‬شعبان ‪ 29( 1432‬يوليوز ‪ )2011‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 5964‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪30‬‬
‫يوليوز ‪ ،2011‬ص‪.3600:‬‬
‫‪ - 11‬احلاج شكرة‪ ،‬االدارة املركزية واجلماعات الرتابية‪ ،‬مطبعة دعاية‪ ،‬الطبعة االوىل ‪ ،2016‬ص‪.74:‬‬

‫‪6‬‬
‫وهبذه الصفة يعترب اعضاء احلكومة بناء على الفقرة الثانية من املادة ‪ 9‬مسؤولني عن تنفيذ السياسة‬
‫احلكومية يف القطاعات املكلفني هبا يف اطار التضامن احلكومي‪ ،‬حتت اشراف رئيس احلكومة‪ ،‬فهذا‬
‫االخري مسؤول عن السياسة العمومية‪.‬‬

‫ويف هذا االطار ينبغي التذكري ابملكانة الدستورية املتميزة اليت حيتلها رئيس احلكومة واليت خوهلا له دستور‬
‫‪ ،2011‬وبذلك ينبغي ان تعكسها صالحياته اليت تعترب غري قابلة للتنقيص منها‪.‬‬

‫اىل جانب صالحية املشاركة يف اشغال الربملان بنص املادة ‪ 24‬من نفس القانون‪.‬‬

‫والفصل ‪ 67‬من الدستور جنده مسح للوزراء حبضور جلسات كال اجمللسني واجتماعات جلاهنما ‪ ،‬واجاز‬
‫هلم االستعانة مبندوبني يعينوهنم هلذا الغرض‪.‬‬

‫ويعترب الوزير كذلك يف قمة اهلرم الرائسي داخل وزارته‪ ،‬وهبذا يعترب املسؤول املباشر عن تنفيذ السياسة‬
‫احلكومية ابلنسبة للقطاع الذي عني على رأسه‪.12‬‬

‫وميارس الوزير السلطة التنظيمية يف حالتني‪ ،‬اما حتت مسؤولية رئيس احلكومة عرب تنفيذ القوانني والتوقيع‬
‫ابلعطف على املقررات التنظيمية لرئيس احلكومة وكذا عن طريق التفويض أو بصفة مستقلة عرب اختاذ‬
‫التدابري العامة لتنظيم مصاحل وزارته‪ ،‬حيث يتمتع بسلطة تعيني املوظفني التابعني لوزارته مع احرتام‬
‫اختصاص رئيس احلكومة وامللك يف التعيني‪ ،‬كما للوزير سلطة التنظيم والتسيري والتقرير‪ ،‬والرقابة على‬
‫مجيع اهليئات واملؤسسات واملرافق التابعة له‪. 13‬‬

‫‪ - 12‬احلاج شكرة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.75:‬‬


‫‪ - 13‬احلاج شكرة ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.83-82:‬‬

‫‪7‬‬
‫وللوزير الصالحية يف أن يعقب على أي قرار يصدر عن مرؤوسيه سواء ابإللغاء او التعديل او السحب‬
‫او استبدال غريه به او وقف تنفيذه‪ ،‬وذلك ألسباب يقدرها الوزير قد تتعلق ابملشروعية أو املالءمة‪.14‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الوضع القانوين ألعضاء احلكومة‪:‬‬

‫انطالقا من الفصل ‪ 94‬من الدستور الذي ينص على أن اعضاء احلكومة مسؤولون جنائيا أمام حماكم‬
‫اململكة ‪ ،‬عما يرتكبونه من جناايت وجنح ‪ ،‬أثناء ممارستهم ملهامهم‪ ،‬و الفقرة االوىل من املادة ‪ 27‬من‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬املتعلق بتنظيم وتسيري أشغال احلكومة والوضع القانوين ألعضائها‪ 15‬اليت‬
‫تنص على أنه " حتدد بقانون املسطرة املتعلقة ابملسؤولية اجلنائية ألعضاء احلكومة أمام حماكم اململكة‪،‬‬
‫عما يرتكبون من جناايت وجنح‪ ،‬أثناء ممارستهم ملهامهم" وابلتايل فقد احالت اىل قانون عادي مسألة‬
‫حتديد املسطرة اليت ميكن مبوجبها مساءلة أعضاء احلكومة جنائيا عما يرتكبونه من جناايت وجنح أثناء‬
‫ممارستهم ملهامهم وهذه االحالة تشكل تفعيل ملقتضيات الفصل ‪ 94‬من الدستور ‪ ،16‬الذي اعترب أعضاء‬
‫احلكومة مسؤولني جنائيا امام حماكم اململكة‪ ،‬عما يرتكبونه من جناايت وجنح أثناء ممارستهم ملهامهم‪،‬‬
‫وأشار أيضا اىل حتديد القانون للمسطرة املتعلقة هبذه املسؤولية‪.17‬‬

‫كما ان نفس املادة نصت على حتديد كيفيات التصريح الكتايب ابملمتلكات واالصول اليت يف حيازة‬
‫أعضاء احلكومة‪ ،‬بصفة مباشرة أو غري مباشرة‪ ،‬مبجرد تسلمهم ملهامهم‪ ،‬وخالل ممارستها وعند انتهائها‪.‬‬
‫األمر الذي يبني أبن املادة املذكورة هي جمرد إعادة إنتاج ملقتضى دستوري‪.‬‬

‫‪ -14‬كرمي حلرش‪ ،‬القانون االداري املغريب‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2014‬ص‪.172 :‬‬
‫‪ - 15‬ظهري شريف رقم‪ 1.15.33‬صادر بتاريخ ‪ 28‬مجادى االوىل ‪ 19(1436‬مارس‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬املتعلق بتنظيم‬
‫وتسيري أشغال احلكومة والوضع القانوين ألعضائها‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪ 12‬مجادى الثانية ‪ 2( 1436‬ابريل ‪ )2015‬ص‪3515 :‬‬
‫‪ - 16‬الفصل ‪ 94‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ - 17‬املقصود هنا جمموعة القانون اجلنائي الفصول من ‪ 241‬اىل ‪ 262‬الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.59.413‬بتاريخ ‪ 28‬مجادى الثانية‬
‫‪ 26(1382‬نونرب ‪)1962‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2640‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 12‬حمرم ‪5( 1383‬يونيو ‪ )1963‬ص‪.1253:‬‬

‫‪8‬‬
‫ابإلضافة اىل ان املادة ‪ 28‬من نفس القانون احالة على نص تنظيمي لتحديد االجرة الشهرية‬
‫والتعويضات واملنافع العينية املمنوحة ألعضاء احلكومة وعدد املستخدمني الذين يوضعون رهن اشارهتم ‪.‬‬

‫و تضمنت املادة ‪ 29‬جمموعة من القواعد اليت تنظم الدواوين املتعلقة أبعضاء احلكومة‪ ،‬اىل جانب حتديد‬
‫املعاشات اليت تصرف ألعضاء احلكومة بقانون ‪ ،‬وهو ما احالت اليه املادة ‪.30‬‬

‫اىل جانب هذه املقتضيات االساسية يف حتديد الوضعية القانونية ال عضاء احلكومة‪ ،‬ال يؤهل حسب‬
‫املادة ‪ 31‬االشخاص غري املتمتعني حبقوقهم املدنية والسياسية ‪ ،‬وغري احلاصلني على شهادة إبرائية من‬
‫املصاحل الضريبية‪ ،‬وذلك من اجل تاليف متكني اعضاء احلكومة من استغالل مناصبهم قصد التهرب من‬
‫أداء الضرائب املفروضة عليهم او على الشركات اليت كانوا يتولون تسيريها وامتالكها‪.18‬‬

‫وحددت كل من املواد ‪ 32‬و ‪ 33‬و ‪ 34‬و‪ 35‬احلاالت اليت تتناىف مع الوظيفة احلكومية ‪ ،‬وذلك‬
‫لتفرغ أعضاء احلكومة للقيام ابملهام املوكلة إليهم‪.19‬‬

‫يتعني على عضو احلكومة الذي يوجد يف احدى حاالت التنايف املنصوص عليها ‪ ،‬تسوية وضعيته داخل‬
‫أجل ال يتعدى ستني (‪ )60‬يوما من اتريخ تنصيب جملس النواب للحكومة أو من اتريخ تعيني عضو‬
‫حلكومة املعين ‪ ،‬حسب احلالة‪.20‬‬

‫وطبقا ألحكام الفصلني ‪ 47‬و‪ 87‬من الدستور تستمر احلكومة املنتهية مهامها ألي سبب كان‪ ،‬يف‬
‫تصريف األمور اجلارية ‪ ،‬وذلك اىل غاية تشكيل حكومة جديدة‪.21‬‬

‫‪ - 18‬تقرير جلنة العدل والتشريع وحقوق االنسان حول مشروع القانون التنظيمي رقم ‪،065.13‬دورة أكتوبر ‪،2014‬السنة التشريعية‬
‫الرابعة‪ ،2012.2015،‬الوالية التشريعية التاسعة ‪ ،2016-2011‬ص‪.66:‬‬
‫‪ - 19‬نفس التقرير املشار اليه سابقا ‪.‬‬
‫‪ - 20‬املادة ‪ 35‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬املشار اليه سابقا‪.‬‬
‫‪ - 21‬جناة خلدون‪ ،‬قانون التنظيم االداري املغريب‪ ،‬مطبعة دعاية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2017‬ص‪.31:‬‬

‫‪9‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مسؤولية أعضاء احلكومة ابعتبارهم آمرين ابلصرف‪:‬‬

‫خيضع االمرين ابلصرف جملموعة من املسؤوليات سواء التأديبية او اجلنائية او السياسية اال ان هناك‬
‫استثناءات من هذه املسؤولية لعدة اعتبارات وهذا ما سنتطرق له بشيء من التفصيل‪.‬‬

‫الفقرة األويل ‪ :‬املسؤولية التأديبية لآلمرين ابلصرف‪:‬‬

‫مت حتديد املسؤولية التأديبية لآلمرين ابلصرف يف جمال تنفيذ امليزانية العامة من خالل مقتضيات القانون‬
‫املتعلق مبدونة احملاكم املالية‪ ،‬خاصة املادة ‪ 51‬اليت نصت صراحة علي ما يلي " ميارس اجمللس مهمة‬
‫قضائية يف ميدان التأديب املتعلق ابمليزانية‪ ،‬والشؤون املالية ابلنسبة لكل مسؤول أو موظف أبحد‬
‫األجهزة اخلاضعة لرقابة اجمللس‪ ،‬كل يف حدود االختصاصات املخولة له‪ ،‬والذي يرتكب إحدى‬
‫املخالفات املنصوص عليها يف املواد ‪ 54‬و ‪ 55‬و ‪ 56‬بعده‪ ، 22‬وقد نصت املادة ‪ 54‬من نفس القانون‬
‫على ما يلي ‪ ":‬مع مراعاة املادة ‪ 52‬اعاله ) أي مراعاة استثناء أعضاء احلكومة والربملان ( خيضع‬
‫للعقوابت املنصوص عليها يف هذا الفصل كل أمر ابلصرف أو آمر مساعد ابلصرف أو مسؤول وكذا‬
‫كل موظف أو عون يعمل حتت سلطتهم أو حلساهبم‪ ،‬إذا ارتكبوا أثناء مزاولة مهامهم إحدى املخالفات‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬خمالفة قواعد االلتزام ابلنفقات العمومية وتصفيها واألمر بصرفها‪.‬‬


‫‪ -‬عدم احرتام النصوص التنظيمية املتعلقة ابلصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬خمالفة النصوص التشريعية والتنظيمية اخلاصية بتدبري شؤون املوظفني واألعوان‪.‬‬

‫‪ -22‬املادة ‪ - 51‬من القانون ‪ 62.99‬املتعلق مبدونة احملاكم املالية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬خمالفة القواعد املتعلقة إبثبات الديون العمومية الذي قد يعهد به إليهم عمال ابلنصوص التشريعية‬
‫اجلاري هبا العمل‪.‬‬
‫‪ -‬خمالفة قواعد تدبري ممتلكات األجهزة اخلاضعة لرقابة اجمللس‪.‬‬
‫‪ -‬إخفاء املستندات أو اإلدالء إىل احملاكم املالية أبوراق مزورة أو غري صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الوفاء جتاهال أو خرقا املقتضيات النصوص الضريبية اجلاري هبا العمل ابلواجبات املرتتبة‬
‫عليها قصد تقدمي امتياز بصفة غري قانونية لبعض امللزمني ابلضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬حصول الشخص لنفس أو لغريه على منفعة غري مربرة نقدية أو عينية‪.‬‬
‫‪ -‬إحلاق ضرر جبهاز عمومي يتحملون داخله مسؤوليات‪ ،‬وذلك بسبب اإلخالل اخلطري يف املراقبة‬
‫‪23‬‬
‫اليت هم ملزمون مبمارستها أو من خالل اإلغفال أو التقصري املتكرر يف القيام مبهامه اإلشرافية‬

‫وجتب االشارة اىل ما رأيناه سابقا حبيث أن اعضاء احلكومة والربملان مستثنون من اخلضوع هلذه املسؤولية‪،‬‬
‫وابلتايل فإن الوزراء أي اآلمرين ابلصرف حبكم القانون موضوع طرحنا غري خاضعني هلذه املسؤولية‬
‫ومتمتعني من خصوصية متكنهم من االفالت من املساءلة التأديبية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬املسؤولية اجلنائية لآلمرين ابلصرف‪:‬‬

‫إن املسؤولية مبفهومها اجلنائي هي التزام شخص بتحمل نتائج أفعاله اجملرمة‪ ،‬ولكي يعترب الشخص‬
‫مسؤوال جنائيا عن أفعاله اجلرمية يقتضي أن يكون أهال لتحمل نتائج هذه األفعال أي متمتعا بقوة الوعي‬
‫و اإلدراك وسليم اإلرادة والتفكري‪ ،‬وأيضا ارتكاب هذا الشخص خلطأ جنائي‪ ،‬أي خرق قاعدة جنائية‬
‫تتضمن جترميا لفعل وجزاء على فعلها‪.‬‬

‫‪ - 23‬املادة ‪ - 54‬من القانون ‪ 62.99‬املتعلق مبدونة احملاكم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أنه ابعتبار اآلمر ابلصرف موظفا عموميا‪ ،‬فإن مفهوم هذا األخري أكثر اتساعا يف‬
‫القانون اجلنائي‪ ،‬مما ميكن من معاقبة العديد من األشخاص جنائيا يف احلاالت اليت تقضي بذلك‪.‬‬

‫ويعترب كل آمر ابلصرف مسؤول بصفة شخصية طبقا للقوانني واالنظمة املعمول هبا عن ‪:‬‬

‫‪ -‬التقيد بقواعد االلتزام ابلنفقات العمومية وتصفيتها واالمر بصرفها‬


‫‪ -‬التقيد ابلنصوص التنظيمية املتعلقة ابلصفقات العمومية‬
‫‪ -‬التقيد ابلنصوص التشريعية والتنظيمية اخلاصة بتدبري شؤون املوظفني واالعوان‬
‫‪ -‬حتصيل الديون العمومية ‪...‬‬
‫‪24‬‬
‫‪......... -‬‬
‫غري ان احكام هذه املادة (املادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 61-99‬املتعلق بتحديد مسؤولية االمرين‬
‫ابلصرف واحملاسبني العموميني واملراقبني ) ال تطبق يف ميدان التأديب املتعلق ابمليزانية والشؤون‬
‫املالية على أعضاء احلكومة وأعضاء الربملان عندما ميارسون مهامهم هبذه الصفة‪ ،‬وال يعتربون‬
‫موظفني عموميني‪.‬‬
‫وال تطبق على أعضاء احلكومة يف هذا اجلانب سوى املقتضيات املنصوص عليها يف املادة ‪27‬‬
‫من القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬السالف الذكر اليت تنص على أن أعضاء احلكومة‬
‫مسؤولون أمام حماكم اململكة‪ ،‬عما يرتكبون من جناايت وجنح‪ ،‬أثناء ممارستهم ملهامهم‪.‬‬
‫وابلتايل فالوزراء ال يسألون جنائيا عن ما يرتكبونه من خمالفات لألنظمة اجلاري هبا العمل يف ما‬
‫يتعلق بتنفيذ امليزانية وذلك مبنطوق املادة ‪ 4‬أعاله‪.‬‬

‫وتبعا لذلك فإننا سنحاول تناول املسؤولية اجلنائية لباقي لآلمرين ابلصرف و العقوابت املرتتبة عنها‪.‬‬

‫‪ - 24‬املادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 61-99‬املتعلق بتحديد مسؤولية االمرين ابلصرف واحملاسبني العموميني واملراقبني‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫جرمية اختالس املال العام‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تعرض القانون اجلنائي املغريب ‪ 25‬جلرمية اختالس املال العام وجرائم أخرى‪ ،‬ففي الفصل ‪ 241‬منه نص‬
‫على ما يلي" يعاقب ابلسجن من مخس اىل عشرين سنة وبغرامة مالية من مخس االف اىل مائة الف‬
‫درهم كل قاض أو موظف عمومي بدد أو احتجز بدون حق او اخفى أمواال عامة أو خاصة أو‬
‫سندات تقوم مقامها أو حججا أو عقودا أو منقوالت موضوعة حتت يده مبقتضى وظيفته أو بسببها"‪.‬‬

‫واذا كانت االشياء املبددة او ملختلسة او احملتجزة تقل قيمتها عن مائة الف درهم ‪ ،‬فان اجلاين يعاقب‬
‫ابحلبس من سنتني اىل مخس سنوات وبغرامة من الفني اىل مخسني الف درهم‪.‬‬

‫جرمية الغدر‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫حدد القانون اجلنائي يف فصله ‪ 243‬جرمية الغدر يف احلاالت التالية " ‪:‬كل قاض أو موظف عمومي‬
‫طلب أو تلقى أو فرض أو امر بتحصيل ما‪ ،‬يعلم أنه غري مستحق أو أنه يتجاوز املستحق‪ ،‬سواء لإلدارة‬
‫‪26‬‬
‫العامة أو األفراد الذين حيصل حلساهبم أو لنفسه خاصة"‬

‫ويعاقب ابحلبس من سنتني اىل مخس سنوات وبغرامة من مخس االف درهم اىل مائة الف درهم ‪.‬‬
‫وتضاعف العقوبة اذا كان املبلغ يفوق مائة الف درهم‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن جرمية الغدر ختتلف عن جرمية الرشوة من حيث أن املوظف املرتكب جلرمية الغدر‬
‫يفرض ويطلب مبلغا ماليا على أساس أنه واجب مفروض قانونيا‪ ،‬يف حني أن جرمية الرشوة تكون بفعل‬
‫الطرفان وهم يعلمان مسبقا أهنا غري مستحقة‪.‬‬

‫‪25‬أنظر الظهري الشريف رقم ‪ - 1.59.413‬بشأن املصادقة على جمموعة القانون اجلنائي منشور ابجلريدة الرمسية‪ .‬عدد ‪ 2640‬مكرر ‪ ،‬بتاريخ ‪ 5‬يونيو‬
‫‪ ، 1963‬ص‪.1253 :‬‬

‫‪ - 26‬الفصل ‪ 23‬من القانون اجلنائي املغريب‪ ،‬املشار اليه اعاله‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -3‬جرمية التزوير‪:‬‬

‫يعترب العمل الذي قام به املوظف العمومي تزويرا أثناء أدائه ملهامه إذ قام إبحدى الوسائل احملددة يف‬
‫الفصل ‪ 352‬من القانون اجلنائي وهي كالتايل‪:‬‬

‫• وضع توقيعات مزورة‪.‬‬

‫• تغيري احملرر أو الكتابة أو التوقيع‪.‬‬

‫• وضع أشخاص موهومني أو استبدال أشخاص آبخرين‪.‬‬

‫• كتابة إضافية أو مقحمة يف السجالت أو احملررات العمومية‪ ،‬بعد متام حتريرها أو اختتامها‪.‬‬

‫وقد حدد الفصل ‪ 353‬من نفس القانون مدة العقوبة كما يلي " ‪:‬يعاقب ابلسجن املؤبد كل واحد من‬
‫رجال القضاء أو املوظفني العموميني أو املوثقني أو العدول‪ ،‬ارتكب بسوء نية أثناء حتريره ورقة متعلقة‬
‫بوظيفته"‪.‬‬

‫أما الفصل ‪ 354‬فقد حدد مدة السجن من عشر إىل عشرين سنة يف حالة ارتكاب تزوير يف حمرر رمسي‬
‫أو عمومي ‪.‬‬

‫ويعاقب ابحلبس من سنة إىل مخس سنوات يف حالة أداء تصرحيات يعلم أهنا خمالفة للحقيقة أمام احملكمة‬
‫وذلك طبقا للفصل ‪ 355‬من نفس القانون‪.‬‬

‫جرمية الرشوة ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫الرشوة مبعناها العام هي اتفاق بني شخصني يعرض أحدمها على اآلخر عمال أو فائدة ما ‪ ،‬ألداء عمل‬
‫أو االمتناع عن القيام بعمل يدخل يف وظيفة أو مأمورية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫وهي حسب الفصل ‪ 248‬من القانون اجلنائي‪ " ،‬من طلب أو قبل عرضا أو وعد أو طلب أو تسلم هبة‬
‫أو هدية أو أية فائدة أخرى من اجل‪:‬‬

‫‪ -1‬القيام بعمل من أعمال وظيفته قاضيا عموميا أو متوليا مركزا نيابيا أو االمتناع عن هذا العمل سواء‬
‫كان مشروعا أو غري مشروع‪...‬‬
‫‪ -2‬إصدار قرار أو إيذاء رأي ملصلحة شخص أو ضده‪ ،‬وذلك بصفته حكما أو خبريا عينته السلطة‬
‫اإلدارية أو القضائية أو اختاره األطراف‪.‬‬
‫‪ -3‬االحنياز لصاحل احد األطراف أو ضده‪ ،‬وذلك بصفته احد رجال القضاء أو احمللفني أو أحد أعضاء‬
‫هيئة احملكمة‪.‬‬
‫‪ -4‬إعطاء شهادة كاذبة ‪...‬‬

‫‪ - 5‬جرمية التواطؤ‪:‬‬

‫تكون جرمية التواطؤ يف حالة حصول اتفاق بني موظفني للقيام أبعمال خمالفة للقانون قصد احلصول على‬
‫أموال بطريقة غري شرعية‪.‬‬

‫وقد حدد الفصل ‪ 233‬من القانون اجلنائي نوعية عقوبة هذه اجلرمية حيث جعل مدة السجن من شهر‬
‫واحد إىل ستة أشهر ويف حاالت أخرى شدد العقاب و ذلك ابلسجن من مخس إىل عشر سنوات‪.27‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬املسؤولية السياسية لآلمرين ابلصرف الوزراء ‪:‬‬

‫إذا كان الوزراء ال يتحملون املسؤولية املالية مثل احملاسبني العموميني‪ ،‬فإهنم يتحملون مسؤولية سياسية‬
‫تبعا لألخطاء املمكن أن يرتكبوهنا أو تبعا لسوء تسيريهم للمال العام‪.‬‬

‫‪ - 27‬الفصل ‪ 234‬من القانون اجلنائي املغريب‪ ،‬املشار اليه اعاله‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويشكل جمموع الوزراء اجلهاز احلكومي‪ ،‬وهو جهاز تنفيذي يعمل على تطبيق القانون على املواطنني مع‬
‫خضوعه لذات القانون الذي حيمل مسؤوليته ويف مقدمته الدستور‪ ،‬فاملسؤولية إذن تعين حتمل الواجبات‬
‫والقيام بعمل حيدده الدستور والقوانني فإذا مل يقم هذا اجلهاز بواجباته ميكن للشعب أن يرفضه‪ ،‬ومن هنا‬
‫أييت سحب الربملان ثقته من احلكومة ومن هنا أييت أيضا حل الربملان‪.‬‬

‫فاملسؤولية السياسة إذن هي السلطة اليت تتحملها احلكومة عن جدارة هبدف حتقيق مصلحة الشعب‪،‬‬
‫فكل عمل من طرف احلكومة يتعارض وحتقيق هذه املصلحة أو يتناىف ومقتضيات الدستور يعترب إخالل‬
‫هبذه املسؤولية‪ ،‬واملسؤولية السياسية نوعني‪:‬‬

‫‪ -‬مسؤولية فردية ويتعلق األمر هنا ابملسؤولية السياسية لوزير معني أو عدد من الوزراء دون‬
‫مسؤولية احلكومة ككل‪ ،‬وحيدث هذا يف اجملاالت اليت ينفرد الوزير املسؤول ابختصاصها واليت ال‬
‫تتصل ابألمور اليت تعد من قبيل السياسة العامة للحكومة‪ ،‬ويتمخض عن هذا النوع من املسؤولية‬
‫أي الفردية‪ ،‬استقالة الوزير املعين أو الوزراء املعنيني مع بقاء احلكومة قائمة‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك املسؤولية التضامنية ويف إطارها يعترب الوزير األول املسؤول عن سياسة احلكومة‪ ،‬لذلك‬
‫فإن املسؤولية التضامنية تنصب إما على أحد أعمال السياسة العامة احلكومية‪ ،‬وإما على شخص‬
‫رئيس احلكومة ‪ ،‬ويف احلالتني إذا متت املساءلة بسحب الثقة‪ ،‬فإن ذلك ميس احلكومة أبكملها‬
‫اليت تبادر ابالستقالة‪.‬‬

‫وإذا كان جمال املسؤولية الفردية منحصرا وحمدودا‪ ،‬فإن األمر خيتلف ابلنسبة للمسؤولية التضامنية‪ ،‬ألن‬
‫جمال األوىل يقتصر عما يصدر عن الوزير يف إطار وزارته‪ ،‬أما فيما خيص حتديد ما ميكن اعتباره من قبيل‬
‫السياسة العامة واليت تؤدي إىل املسؤولية التضامنية فيكتنفه الغموض وحتيط به الصعوبة‪ ،‬ولذلك ترك‬
‫األمر موكوال لرتخيص احلكومة من انحية وتقدير الربملان من انحية أخرى‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أجرأة مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة (تقرير برانمج التنمية اجملالية إلقليم احلسيمة‬
‫منوذجا)‪:‬‬

‫للحديث عن أجرأة مبدا ربط املسؤولية ابحملاسبة وفق تقرير برانمج التنمية اجملالية إلقليم احلسيمة ‪ ،‬ينبغي‬
‫منا اساسا التطرق اىل أساس مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة (املطلب االول ) مث االنتقال اىل تفعيل هذا‬
‫املبدأ وربطه ابلتقرير املذكور (املطلب الثاين) اىل جانب التطرق اىل صالحيات امللك يف جمال االعفاء‬
‫املتعلق أبعضاء احلكومة (املطلب الثالث)‬

‫املطلب االول‪ :‬أساس مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة‪:‬‬

‫بعد سنة ‪ 2011‬ومصادقة املغرب على الدستور اجلديد‪ ،‬كثر احلديث عن مفهوم ربط املسؤولية ابحملاسبة‬
‫الذي مت ادراجه يف الوثيقة الدستورية كركن رابع بعد احلكامة اجليدة‪ ،‬والدميقراطية املواطنة والتشاركية‪،‬‬
‫وفصل السلط وتوازهنا وتعاوهنا‪ ،‬وذلك يف نص الفصل األول من الدستور‪.28‬‬

‫ومنذ ذلك التاريخ اىل أواخر سنة ‪ ، 2014‬اختفى هذا املفهوم يف زمحة تسابق مفاهيم وأوراش املقاصة‬
‫والتقاعد والعدالة وحترير االسعار‪ ،‬غري أن هذا املفهوم الدستوري سرعان ما أعلن عن حضوره من جديد‬
‫بعد فضيحة العشب االصطناعي اليت على اثرها أعفى جاللة امللك املسؤول عن هذه القضية بعد أن‬
‫ثبتت مسؤوليته االدارية والسياسية‪ ،‬هذا ما جعل الدولة املغربية تراهن على العودة اىل السلوك الدميقراطي‬
‫يف تقييم وتقدمي حصيلة كل مسؤول وجعلته أمرا إلزاميا وحتميا يف مباشرة املسؤولية ومعادلة األهداف‬
‫ابلنتائج‪.‬‬

‫‪ - 28‬الفصل االول من الدستور املغريب‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫إن ربط املسؤولية ابحملاسبة الذي جاء النص عليه يف الفقرة الثانية من الفصل االول من الدستور‪ ،‬مع ما‬
‫يعنيه هذا الرتتيب التشريعي املقصود يف الوثيقة الدستورية‪ ،‬وضع حدا قاطعا مع سلوك الريع السياسي‬
‫واالقتصادي الذي كانت تعرفه البالد قبل اقرار دستور ‪. 2011‬‬

‫ولرفع اللبس عن مفهوم املسؤولية الذي يتم التلويح به شرقا وغراب كلما حلت كارثة ابلبالد ‪ ،‬وجب‬
‫التمييز بني املسؤولية املباشرة اليت غالبا تكون فردية مرتبطة بقرارات واجراءات إدارية شخصية مباشرة‪،‬‬
‫ينجم عنها تكييف موضوع املسؤولية مع جوانبه املدنية واجلنائية واالدارية‪ ،‬واملسؤولية غري املباشرة‬
‫االجتماعية أو االقتصادية أو السياسية أو األخالقية ‪ ،‬اليت تكون نتيجة قرارات وتدابري ومبادرات‬
‫مؤسساتية أو مجاعية سارية املفعول على املديني املتوسط والبعيد واليت تصري حصيلة اختيارات موفقة أو‬
‫غري موفقة يف تدبري الشأن العام أو احمللي ‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تفعيل مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة ‪:‬‬

‫للحديث عن تفعيل مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة جيب التطرق أوال اىل اجلهات املختصة بتفعيل هذا املبدأ‬
‫(فقرة أوىل) مث منوذج حي عن تفعيل هذه املساءلة واحملاسبة (فقرة اثنية)‪.‬‬

‫الفقرة االوىل‪ :‬اجلهات املختصة يف تفعيل املبدأ‪:‬‬

‫يف ما يتعلق بتفعيل مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة جند ان احلكومة مسؤولة امام امللك والربملان‪ ،‬وتظهر هذه‬
‫املسؤولية من خالل جمموعة من امليكانيزمات الدستورية اليت تربط احلكومة سواء ابمللك او الربملان‪.‬‬

‫فامللك استنادا اىل الفصل ‪ 47‬من الدستور يقوم بتعيني أعضاء احلكومة‪ ،‬كما أن رئيس احلكومة يوقع‬
‫ابلعطف على الظهائر امللكية‪ ،‬وان دل ذلك فإمنا يدل على ان احلكومة ال ميكن ان يتم تعيينها او ان‬
‫متارس مهامها اال اذا كانت حاصلة على ثقة امللك‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫كما أن مسؤولية احلكومة امام الربملان عرفت تطورا نسبيا منذ اول دستور للمغرب اىل حدود االن‬
‫حيث اصبحت هلا امهية ال يستهان هبا‪ ،‬خصوصا مع دستور ‪ ،2011‬وأتخذ عدة اشكال فتتمثل يف‬
‫منح الثقة وتقدمي ملتمس الرقابة‪.29‬‬

‫اىل جانب أن اجمللس االعلى للحساابت يضطلع أبدوار مهمة على مستوى الرقابة على املال العام من‬
‫خالل االختصاصات الرقابية املمنوحة له ‪.‬‬

‫ولتفعيل مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة جند أن من اختصاصات اجمللس االعلى للحساابت التأديب املتعلق‬
‫ابمليزانية والشؤون املالية ‪ ،‬وحدد قانون مدونة احملام املالية يف املادة ‪ 51‬األشخاص اخلاضعني للتأديب‬
‫املتعلق ابمليزانية والشؤون املالية‪ ،‬وهم " كل مسؤول او موظف او عون أبحد االجهزة اخلاضعة لرقابة‬
‫اجمللس‪ ،‬كل يف حدود االختصاصات املخولة له‪ ،‬والذي يرتكب إحدى املخالفات املنصوص عليها يف‬
‫املواد ‪ 54‬و ‪ 55‬و ‪ 56‬بعده " اما االجهزة فقد حددهتا املادة ‪ 51‬من نفس القانون ‪.30‬‬

‫لكن نفس القانون استثىن من جمال اختصاصه كل من اعضاء احلكومة والربملان وذلك بصريح املادة ‪52‬‬
‫من مدونة احملاكم املالية‪ ،‬اليت نصت على انه "ال خيضع لالختصاص القضائي للمجلس يف ميدان‬
‫التأديب املتعلق ابمليزانية والشؤون املالية اعضاء احلكومة واعضاء الربملان عندما ميارسون مهامهم هبذه‬
‫الصفة"‪.‬‬

‫وقد عمد اجمللس االعلى للحساابت على اصدار تقاريره السنوية‪ ،‬هذا املبدأ جيد اصله الدستوري يف‬
‫الفقرة ما قبل االخرية من الفصل ‪ 148‬من الدستور اليت تنص على ان هذا اجمللس يرفع اىل امللك بياان‬
‫عن مجيع االعمال اليت يقوم هبا ‪.‬‬

‫‪ - 29‬حممد كرامي‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2015‬ص‪.47 :‬‬
‫‪ - 30‬عبد القادر ابينة‪ ،‬الرقابة املالية على النشاط االداري‪ ،‬مطبعة دار القلم ‪،‬الرابط‪ ،‬الطبعة االوىل‪،2011 ،‬ص‪.89:‬‬

‫‪19‬‬
‫كما ان الفقرة االخرية من املادة الثانية من مدونة احملاكم املالية أتكد على هذا املقتضى ‪ ،‬ولقد وضع‬
‫اجمللس االعلى للحساابت اىل غاية ‪ 2010‬اي على بعد ‪ 30‬سنة من أتسيسه تقارير حول انشطته‬
‫تغطي السنوات من ‪ 2003‬اىل ‪ 2008‬ولقد خصص اول تقرير بعد صدور القانون رقم ‪62.99‬‬
‫لسنيت ‪ 2003‬و ‪ ،2004‬مث بعد ذلك عملت التقارير املوالية ان ختصص لكل سنة تقريرا خاصا ابلسنة‬
‫املعنية‪.31‬‬

‫لكن رغم ارتقاء اجمللس االعلى للحساابت اىل مؤسسة دستورية‪ ،‬إال أنه ظلت مهمته مرتكزة أساسا على‬
‫رصد االختالالت‪ ،‬دون أن يتمكن من أن يضطلع بدور املسامهة الفعالة يف عقلنة تدبري األموال العامة و‬
‫ميارس كليا وظيفته كمؤسسة عليا للرقابة على املال العام‪.‬‬

‫لقد ظل اجمللس األعلى للحساابت مثار جدل بسبب ما يثار حول التقارير السنوية اليت يتم االعالن‬
‫عنها دون أن يتم ربط ذلك مببدأ احملاسبة واملسائلة‬

‫ويف إطار دستور ‪ 2011‬املرتكز على ربط املسؤولية ابحملاسبة‪ ،‬خصص الباب العاشر للمجلس األعلى‬
‫للحساابت‪ .‬وقد نص الفصل ‪ 147‬من الدستور على أن اجمللس األعلى للحساابت هو اهليئة العليا‬
‫ملراقبة املالية العمومية ابململكة‪ ،‬ويضمن الدستور استقالله‪ .‬وميارس اجمللس األعلى للحساابت مهمة‬
‫تدعيم ومحاية مبادئ وقيم احلكامة اجليدة والشفافية واحملاسبة‪ ،‬ابلنسبة للدولة واألجهزة العمومية‪ .‬كما‬
‫يتوىل اجمللس األعلى للحساابت ممارسة املراقبة العليا على تنفيذ قوانني املالية‪ .‬ويتحقق من سالمة‬
‫العمليات‪ ،‬املتعلقة مبداخيل ومصاريف األجهزة اخلاضعة ملراقبته مبقتضى القانون‪ ،‬ويقيم كيفية تدبريها‬
‫لشؤوهنا‪ ،‬ويتخذ عند االقتضاء‪ ،‬عقوابت عن كل إخالل ابلقواعد السارية على العمليات املذكورة‪ .‬إضافة‬
‫إىل ذلك تُناط ابجمللس األعلى للحساابت مهمة مراقبة وتتبع التصريح ابملمتلكات‪ ،‬وتدقيق حساابت‬
‫األحزاب السياسية‪ ،‬وفحص النفقات املتعلقة ابلعمليات االنتخابية‪.‬‬
‫‪ - 31‬عبد القادر ابينة‪ ،‬الرقابة املالية على النشاط االداري ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.287 :‬‬

‫‪20‬‬
‫يف هذا السياق ينشر اجمللس األعلى للحساابت مجيع أعماله‪ ،‬مبا فيها التقارير اخلاصة واملقررات‬
‫القضائية ‪.‬ويرفع اجمللس األعلى للحساابت للملك تقريرا سنواي‪ ،‬يتضمن بياان عن مجيع أعماله‪ ،‬ويوجهه‬
‫أيضا إىل رئيس احلكومة‪ ،‬وإىل رئيسي جملسي الربملان‪ ،‬وينشر ابجلريدة الرمسية للمملكة‪ .‬يُقدم الرئيس‬
‫األول للمجلس عرضا عن أعمال اجمللس األعلى للحساابت أمام الربملان‪ ،‬ويكون متبوعا مبناقشة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تفعيل املبدأ استنادا اىل تقرير احلسيمة منارة املتوسط‪:‬‬

‫يف اآلونة االخرية رفع السيد ادريس جطو الرئيس األول للمجلس األعلى للحساابت مذكرة خبصوص‬
‫التقرير املتعلق بربانمج التنمية اجملالية إلقليم احلسيمة "منارة املتوسط" اىل امللك طبقا ألحكام الدستور‬
‫ومقتضيات القانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق مبدونة احملاكم املالية ‪.‬‬

‫جاء هبذه املذكرة ان اجمللس قام بفحص برانمج التنمية اجملالية إلقليم احلسيمة وذلك طبقا الختصاصاته‬
‫يف جمال تقييم املشاريع العمومية ‪ ،‬حبيث قام اجمللس بدراسة التقرير املعد من قبل املفتشية العامة لإلدارة‬
‫الرتابية واملفتشية العامة للمالية‪ ،‬الذي تسلمه من احلكومة بتاريخ ‪3‬اكتوبر ‪ 2017‬طبقا ملقتضيات املادة‬
‫‪ 109‬من مدونة احملاكم املالية ‪.‬‬

‫وخلصت هذه الدراسة اىل الوقوف على جمموعة من االختالالت شابت مرحليت اعداد وتنفيذ هذا‬
‫الربانمج‪.‬‬

‫ولتجاوز هذه االختالالت اليت تعزى لنقائص يف منظومة احلكامة أصدر اجمللس االعلى للحساابت‬
‫جمموعة من التوصيات‪ ،‬كما اقرتح االستناد على منجزات برانمج منارة املتوسط من اجل بلورة برانمج‬
‫مندمج للتنمية االقتصادية واالجتماعية للجهة ‪.‬‬

‫وعلى اثر هذا التقرير صدر بالغ للديوان امللكي بتاريخ ‪ 24‬اكتوبر ‪ 2017‬وأعفى من خالله جاللة‬
‫امللك املسؤولني عن هذه االختالالت ‪ ،‬حيث جاء ابلبالغ أنه " هنوضا من جاللته مبهامه الدستورية‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫ابعتباره الساهر على حقوق املواطنني وصيانة مصاحلهم ‪،‬وتفعيال ألحكام الفصل األول من‬
‫الدستور‪ ،‬وخاصة الفقرة الثانية منه‪ ،‬املتعلقة بربط املسؤولية ابحملاسبة ‪ ،‬وبناء على خمتلف التقارير‬
‫املرفوعة للنظر املولوي السديد‪ ،‬من طرف املفتشية العامة لإلدارة الرتابية واملفتشية العامة للمالية‪،‬‬
‫واجمللس األعلى للحساابت‪ ،‬وبعد حتديد املسؤوليات‪ ،‬بشكل واضح ودقيق‪ ،‬أيخذ بعني االعتبار‬
‫درجة التقصري يف القيام ابملسؤولية‪ ،‬قرر امللك‪ ،‬أعزه هللا‪ ،‬اختاذ جمموعة من التدابري والعقوابت‪ ،‬يف‬
‫حق عدد من الوزراء واملسؤولني السامني ‪ .‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬وتطبيقا ألحكام الفصل ‪ 47‬من‬
‫الدستور‪ ،‬والسيما الفقرة الثالثة منه‪ ،‬وبعد استشارة رئيس احلكومة"‬

‫على إثر هذه املذكرة قرر جاللة امللك إعفاء عدد من املسؤولني الوزاريني‪ .‬ويتعلق األمر بكل من ‪:‬‬

‫‪ -‬حممد حصاد‪ ،‬وزير الرتبية الوطنية والتكوين املهين والتعليم العايل والبحث العلمي‪ ،‬بصفته وزير‬
‫الداخلية يف احلكومة السابقة ؛‬
‫‪ -‬حممد نبيل بنعبد هللا‪ ،‬وزير إعداد الرتاب الوطين والتعمري واإلسكان وسياسة املدينة‪ ،‬بصفته وزير‬
‫السكىن وسياسة املدينة يف احلكومة السابقة ؛‬
‫‪ -‬احلسني الوردي‪ ،‬وزير الصحة‪ ،‬بصفته وزيرا للصحة يف احلكومة السابقة ؛‬
‫‪ -‬السيد العريب بن الشيخ‪ ،‬كاتب الدولة لدى وزير الرتبية الوطنية والتكوين املهين والتعليم العايل‬
‫والبحث العلمي‪ ،‬املكلف ابلتكوين املهين‪ ،‬بصفته مديرا عاما ملكتب التكوين املهين وإنعاش‬
‫الشغل سابقا ؛‬
‫‪ -‬كما قرر جاللته إعفاء السيد علي الفاسي الفهري‪ ،‬من مهامه كمدير عام للمكتب الوطين‬
‫للكهرابء واملاء الصاحل للشرب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أما ابلنسبة للمسؤولني يف احلكومة السابقة املعنيني كذلك هبذه االختالالت‪ ،‬قرر جاللة امللك‪ ،‬حفظه‬
‫هللا‪ ،‬تبليغهم عدم رضاه عنهم‪ ،‬إلخالهلم ابلثقة اليت وضعها فيهم‪ ،‬ولعدم حتملهم ملسؤولياهتم‪ ،‬مؤكدا أنه‬
‫لن يتم إسناد أي مهمة رمسية هلم مستقبال‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من‪:‬‬

‫‪ -‬رشيد بلمختار بنعبد هللا‪ ،‬بصفته وزير الرتبية الوطنية والتكوين املهين سابقا ؛‬
‫‪ -‬حلسن حداد بصفته‪ ،‬وزير السياحة سابقا ؛‬
‫‪ -‬حلسن السكوري‪ ،‬بصفته وزير الشباب والرايضة سابقا ؛‬
‫‪ -‬حممد أمني الصبيحي‪ ،‬بصفته وزير الثقافة سابقا ؛‬
‫‪ -‬حكيمة احليطي‪ ،‬كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة واملعادن واملاء والبيئة‪ ،‬املكلفة ابلبيئة سابقا‪.‬‬

‫إثر ذلك‪ ،‬كلف جاللة امللك رئيس احلكومة برفع اقرتاحات لتعيني مسؤولني جدد يف املناصب الشاغرة‪.‬‬

‫أما يف ما خيص ابقي املسؤولني اإلداريني‪ ،‬الذين أثبتت التقارير يف حقهم تقصريا واختالالت يف القيام‬
‫مبهامهم‪ ،‬وعددهم ‪ ،14‬فقد أصدر امللك تعليماته السامية لرئيس احلكومة‪ ،‬قصد اختاذ التدابري الالزمة يف‬
‫حقهم‪ ،‬ورفع تقرير يف هذا الشأن جلاللته ‪.‬‬

‫كما جدد جاللة امللك الدعوة الختاذ كافة اإلجراءات التنظيمية والقانونية‪ ،‬لتحسني احلكامة اإلدارية‬
‫والرتابية‪ ،‬والتفاعل اإلجيايب مع املطالب املشروعة للمواطنني‪ ،‬يف إطار االحرتام التام للضوابط القانونية‪.‬‬

‫وجتدر االشارة اىل ان هناك متغري مستقل دفع اجمللس االعلى للحساابت اىل حتريك مسطرته ‪ ،‬ويتمثل‬
‫هذا املتغري يف االحتجاجات واحلراكات اليت عرفتها منطقة احلسيمة يف االشهر املنصرمة‪ ،‬مطالبتا برد‬
‫االعتبار ملطالب املنطقة وتوفري بعض املرافق االجتماعية واالقتصادية لتنمية االقليم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬سلطات امللك املتعلقة ابإلعفاء‪:‬‬

‫يستمد امللك سلطاته يف جمال اإلعفاء من الدستور ال سيم الفصل ‪ 47‬الذي ينص على انه "‪...‬‬
‫للملك‪ ،‬مببادرة منه‪ ،‬بعد استشارة رئيس احلكومة‪ ،‬أن يعفي عضوا او اكثر من اعضاء احلكومة من‬
‫مهامهم ‪.‬‬

‫ولرئيس احلكومة ان يطلب من امللك إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء احلكومة ‪.‬‬

‫ولرئيس احلكومة أن يطلب من امللك إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء احلكومة ‪ ،‬بناء على استقالتهم‪،‬‬
‫الفردية أو اجلماعية ‪.‬‬

‫‪.".....‬‬

‫وهو األمر الذي يعطي امللك صالحية إعفاء أعضاء احلكومة من مهامهم يف حالة اذا مل يقوموا‬
‫بواجباهتم‪ ،‬أو إذا طلب ذلك رئيس احلكومة‪.‬‬

‫كما حددت املادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي‪ 32‬على امكانية تكليف اعضاء احلكومة ابلنيابة عن‬
‫زمالئهم الذين تغيبوا او حال مانع دون مزاولتهم ملهامهم‪ ،‬اذا اقتضت الضرورة ذلك‪ ،‬وميكن عند‬
‫االقتضاء ان يتم هذا التكليف مبرسوم ينشر ابجلريدة الرمسية‪ ،‬وهو ما مت العمل به يف اآلونة االخرية‬
‫حيث اصدر رئيس احلكومة مرسوم رقم ‪ 2.17.682‬بتاريخ ‪ 10‬صفر ‪ 30( 1439‬اكتوبر‪)2017‬‬
‫يقضي بتكليف بعض اعضاء احلكومة ابلقيام مقام االعضاء الذين مث إعفاؤهم ‪.‬‬

‫‪ - 32‬ظهري شريف رقم‪ 1.15.33‬صادر بتاريخ ‪ 28‬مجادى االوىل ‪ 19(1436‬مارس‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬املتعلق بتنظيم‬
‫وتسيري أشغال احلكومة والوضع القانوين ألعضائها‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪ 12‬مجادى الثانية ‪ 2( 1436‬ابريل ‪ )2015‬ص‪.3515 :‬‬

‫‪24‬‬
‫خامتة ‪:‬‬

‫لقد سلك املشرع املغريب‪ ،‬هنجا مغايرا عن الذي اختذه املشرع الفرنسي‪ ،‬فيما خيص مسألة متكني اجمللس‬
‫األعلى للحساابت من اختاذ اإلجراءات العقابية والزجرية يف حق اخلارجني عن القواعد القانونية‪ ،33‬حبيث‬
‫أن التشريع الفرنسي يسمح للمفتشني حبق توقيف احملاسب العمومي إذا أضر ابملال العام‪ ،‬أما فيما خيص‬
‫التشريع املغريب فإنه يكتفي يف مثل هذه احلاالت إبحالة حمضر املفتشية العامة الذي يدين املوظف أو‬
‫املراقب إىل اجلهة املختصة‪ ،‬واملتمثلة يف الرئيس اإلداري املعين ملطالبته بتوقيفه‪ ،‬وخيتص الوزير ابختاذ القرار‬
‫املناسب يف حق املخل ابملساطر القانونية املتبعة يف مادة تنفيذ العمليات املالية‪.‬‬

‫فالفصل اخلامس من ظهري ‪ 14‬أبريل ‪ 1960‬املنظم للمفتشية العامة للمالية‪ ،‬جنده يفيد أبنه يف‬
‫حالة خمالفة جسيمة يرفع املفتش تقريره إىل املفتش العام وللجهة اليت تتوفر على السلطة التأديبية يف حق‬
‫احملاسب‪ ،‬وابلتايل ميكن استصدار عقوابت يف حق املخل بتنفيذ العمليات املالية‪ ،‬إال أنه ويف نفس الوقت‬
‫جند أن النص قد سكت عن بيان املسطرة الواجب اتباعها يف حق اآلمرين ابلصرف يف حالة خمالفتهم‬
‫للقانون‪ ،‬وذلك لالعتبارات السياسية لآلمرين ابلصرف حبكم القانون (الوزراء) مما يطرح عدة‬
‫إشكاالت على مستوى االنتماء السياسي لآلمر ابلصرف‪ ،‬إذ يرفض مبدأ املساءلة إال من طرف انخبيه‬
‫أو اجلهة اليت عينته مما جيعل مسؤوليته مسؤولية نظرية أكثر منها فعلية‪ ،‬رغم خضوع معامالته املالية‬
‫لسلطة اجمللس األعلى للحساابت ولعدد من املسؤوليات األخرى‪ ،‬كما ان لآلمر ابلصرف احلق يف جتاوز‬
‫رفض التأشري من طرف احملاسب‪ ،‬ويسمى هذا اإلجراء االستثنائي ب "حق التسخري" ورغم أن‬
‫استعماالت هذا احلق تبقى على العموم حمدودة إال أهنا تطرح مشكلة االختالف يف أتويل بعض‬

‫‪ -33‬إدريس بلماحي‪ ،‬املفتشية العامة للمالية‪ ،‬جهاز مهم للرقابة وفعالية حمدودة ‪ ،‬أسبوعية مغرب اليوم ‪ ،‬عدد ‪ 10‬بتاريخ ‪ 17-11‬مارس ‪ ،1996‬ص‪:‬‬
‫‪.10‬‬

‫‪25‬‬
‫النصوص القانونية والتنظيمية املالية‪ ،‬ترى فيها مصاحل اخلزينة جتاوزا لإلجراءات املنصوص عليها‪ ،‬بينما‬
‫يصر اآلمر ابلصرف على تنفيذها حتت مسؤوليته مما يؤثر يف السري العادي للمصاحل اإلدارية املرتبطة هبما‪.‬‬

‫اىل جانب التأخري الذي يعرفه اإلدالء ابلواثئق واحلساابت للمجلس األعلى ‪ ،‬وحماوالت التملص من‬
‫تقدمي البياانت الالزمة أو عرقلة إجراء املراقبة عليها‪ ،‬ورغم اجلزاءات اليت يرتبها اجمللس األعلى للحساابت‬
‫على خمالفة هذه اإلجراءات (كالغرامات التهديدية) فإن التجربة يف هذا اجملال تؤكد غياب اهتمام جدي‬
‫بفرضها أو التطبيق الفعلي هلذا اجلانب الرقايب‪ ،‬مما يتأكد معه مرة أخرى اإلشكال القانوين املزمن واملتمثل‬
‫يف التناقض بني النص القانوين واملمارسة العملية‪.34‬‬

‫ابإلضافة اىل التأخر الذي تعرفه مناقشة قانون التصفية املتعلق بقانون املالية الذي ال تتم مناقشته اال بعد‬
‫تنفيذه بسنوات عديدة مما يؤدي اىل التهرب من املسؤولية وعدم تطبيقها على املخالفني والناهبني للمال‬
‫العام‪ ،‬وهو ما يفرغ هذه الرقابة من حمتواها وتبقا رمزية‪.‬‬

‫وبعد الوقوف على خمتلف اجلوانب املتعلقة مبسؤولية اآلمرين ابلصرف حبكم القانون يتبادر اىل الذهن‬
‫سؤال جوهري ميكن طرحه على الشكل التايل‪ ،‬ما هي دواعي هنج الرقابة على املال العام اذا كان أعضاء‬
‫احلكومة والربملان متمتعون ابحلصانة ومعفيون من اخلضوع للمساءلة واحملاسبة ؟‬

‫‪ - 34‬املالية العامة ابملغرب‪ ،‬مع خنبة من املهتمني ابلشأن االقتصادي واملايل‪ ،‬اجمللة املغربية للتدقيق والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،13‬دجنرب ‪ ، 2001‬ص ‪.86 :‬‬

‫‪26‬‬
‫الئحة املراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫❖ إبراهيم عقاش ‪ ،‬الطبيعة القانونية ملسؤولية اآلمرين ابلصرف‪ ،‬جملة مسالك‪ ،‬عدد ‪-7‬‬
‫‪.2007‬‬

‫❖ عيسى عيسى ‪ ،‬املراقبة اإلدارية على تنفيذ امليزانية العامة ابملغرب‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه يف‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة احلسن الثاين‪ ،‬عني الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة اجلامعية ‪-2004‬‬
‫‪.2005‬‬

‫❖ احلاج شكرة‪ ،‬االدارة املركزية واجلماعات الرتابية‪ ،‬مطبعة دعاية‪ ،‬الطبعة االوىل ‪.2016‬‬

‫❖ كرمي حلرش‪ ،‬القانون االداري املغريب‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2014‬‬

‫❖ جناة خلدون‪ ،‬قانون التنظيم االداري املغريب‪ ،‬مطبعة دعاية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2017‬‬

‫❖ حممد كرامي‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2015‬‬

‫❖ عبد القادر ابينة‪ ،‬الرقابة املالية على النشاط االداري‪ ،‬مطبعة دار القلم ‪،‬الرابط‪ ،‬الطبعة االوىل‪،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫التقارير واجملالت‪:‬‬

‫❖ إدريس بلماحي‪ ،‬املفتشية العامة للمالية‪ ،‬جهاز مهم للرقابة وفعالية حمدودة ‪ ،‬أسبوعية مغرب‬
‫اليوم ‪ ،‬عدد ‪ 10‬بتاريخ ‪ 17-11‬مارس ‪.1996‬‬

‫‪27‬‬
‫❖ تقرير جلنة العدل والتشريع وحقوق االنسان حول مشروع القانون التنظيمي رقم‬
‫‪،065.13‬دورة أكتوبر ‪،2014‬السنة التشريعية الرابعة‪ ،2012.2015،‬الوالية التشريعية‬
‫التاسعة ‪.2016-2011‬‬

‫❖ املالية العامة ابملغرب‪ ،‬مع خنبة من املهتمني ابلشأن االقتصادي واملايل‪ ،‬اجمللة املغربية للتدقيق‬
‫والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،13‬دجنرب ‪.2001‬‬

‫القوانني‪:‬‬

‫❖ ظهري شريف رقم ‪ 1.02.25‬صادر يف ‪ 12‬من حمرم ‪ 3( 1423‬أبريل ‪ )2002‬بتنفيذ‬


‫القانون رقم ‪ 61.99‬املتعلق بتحديد مسؤولية اآلمرين ابلصرف واملراقبني واحملاسبني العموميني‬
‫ج‪ .‬ر عدد ‪ 4999‬بتاريخ (‪ 29‬أبريل ‪ ،)2002‬ص‪.1168 :‬‬
‫❖ ظهري شريف رقم ‪ 1.02.124‬صادر يف فاتح ربيع األول ‪ 13( 1423‬يونيو ‪)2002‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 62.99‬املتعلق مبدونة احملاكم املالية‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 15( 5030‬غشت‬
‫‪ ،)2002‬ص‪.2294 :‬‬
‫❖ ظهري شريف رقم‪ 1.15.33‬صادر بتاريخ ‪ 28‬مجادى االوىل ‪ 19(1436‬مارس‪)2015‬‬
‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬املتعلق بتنظيم وتسيري أشغال احلكومة والوضع‬
‫القانوين ألعضائها‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪ 12‬مجادى الثانية ‪ 2( 1436‬ابريل‬
‫‪ )2015‬ص‪.3515 :‬‬
‫❖ ظهري شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر بتاريخ ‪ 27‬شعبان ‪ 29( 1432‬يوليوز ‪)2011‬‬
‫بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 5964‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ ،2011‬ص‪.3600:‬‬

‫‪28‬‬
‫❖ جمموعة القانون اجلنائي املغريب‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.59.413‬بتاريخ‬
‫‪ 28‬مجادى الثانية ‪ 26(1382‬نونرب ‪)1962‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2640‬مكرر‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 12‬حمرم ‪5( 1383‬يونيو ‪ )1963‬ص‪.1253:‬‬

‫‪29‬‬

You might also like