You are on page 1of 33

‫‪0‬‬

‫المستوى‪ :‬الرابع‬
‫المحور‪ :‬الصيام‬
‫دار الغلمللملايين‬
‫شارع مارالياس ‏بنايةمتكوالطابقالثاني‬
‫هاتف ‪ + )169( 6666031:‬فاكس ‪+ )169( 7561071:‬‬
‫‪ 801-11:‬بيروت ‪ .54022048‬لبنان‬ ‫سيت‬
‫‪ 1106‬لاز قد للاللانن تعاقع عااعمل‬
‫©لمة تاتف‬
‫رمع صل لقص م‬

‫الطبعة الأولى‬
‫تشرين الأول‪ /‬أكتوبر ‪7002‬‬

‫جميعالحقوقمحفوظة‪:‬ل ياجوزنسغأ اوستعمالأيجزءمنهذاالكتاب فيأيشكلمنالأشكال أو‬


‫بأية واسيللةومسنائل سواء التصويرية أمالإلكترونية أمالميكانيكية‪ ,‬بما فيذلكالنسخالفوتوغرافي‬
‫ر‪.‬‬
‫شن‬‫ايم‬
‫نخط‬
‫لذن‬
‫انإ‬
‫أسواها وحفظ المعلومات واسترجاعها دو‬ ‫طىة‬
‫رعل‬
‫شيل‬
‫أتسج‬
‫وال‬

‫رطا ‪ © 7002‬اطي رمم‬


‫سل اك عوط‬ ‫بملمسانآ‬
‫آلا باممماة مللتا عدالل‬
‫‪ 5801-11‬تمق ‪0‬ط‬
‫المالمقتا‪ 5402 2048‬اماع‬
‫امك ‪ 7002‬الععتااسم مسلط‬
‫نيان‬
‫بف‬‫ليع‬
‫ا‬
‫تصميم وتنفين‪:‬ساموبرس غروب‬
‫كان الطَّلامٌ ما يَدَالُ سائدًا عنْدّما اسْمَيْقَطدَ هشامٌ على صّوْت أذان الْفَجْرِ يَرْتَفعُ من‬
‫الْمَسْجدِ القَريب‪..‬‬
‫‪.‬له أَخْبَر‪..‬‬
‫الله أكيْرُ‪ .‬ال‬
‫أَشْهدٌ أن ل إالةإِيداّلله‬
‫غ‪26‬‬ ‫‪6‬د‬
‫لو الل‬ ‫مد‬

‫انْسَكَبَ النّداءً عَذْما في نَفْسهشام‪ ,‬وفيما راح يَسِتَسلِمْ توم من جديد لَمَعَتْ في رَأَسِهِ‬

‫وفَجَأَةَ طارَ اتوم منعَينَيُهواستّوى في سَريره جالسًايُفكرُ فَِقَدْ مدَكَرَ أَمرًا خَطيرًا‪:‬‬
‫هذا اليوْمْهو أَوَلَيامشَهْررَِمْضَانَ» الشَّهْر الذي يَدَعٌفيهالْمُسْلِمونَ الطّعامٌ والشّرابَ‬
‫منقبلأنالهج حَقأىذاانلوب من علوم طاة للفهي م عتَممن يام‬
‫هذا الشهر الْمُبارّك‪.‬‬
‫رَ الصّيام أُسْوَةٌ بسائر أَقْرادِالُعائظّة‪,‬‬
‫َرحاغلصَّْتبْرَكَِيّْ‬
‫انقْتدَظَرَ هشامٌ هذا الوم بيفا‬
‫ِمَنْفيه أَحْتهاُلْكُبّرى ناديا ذاث الاثنَيْعَشَنَرَبيعاءوكانّث تَصومُ للْمَرّة الأولى هذا‬
‫العام‪.‬‬
‫لكنّوالديّه قالإاِنَّهُم زاالَ صّغيرًا جدًاعَلى الصّيام!‬

‫أادَهشامٌمِنكُْل قََلبهِأَنيَْصوم رَمَضَانَ ليكون مَوْمِنًحاقيقيًاكَجِدَّهءلم يَسْقَطعْأن‬

‫يتَقيلعدمسماح_والدَيْه‪ 4‬بالصّيام‪.‬‬
‫كَيْفيتان أَنَّهُم زاالَصغيرًاء وقد أَوَشَكأَنيَْبَلعاَلفّامئةًمنعُمْرِه؟والْآنَ؛هاهو في‬
‫عَتَمَعةُرقتهء يَجَلسُفيالسَّريرء ضام رَكَْتيُهإلىصَّدْرِهءمُسْتَعيدًا ذكرَياترَمَضانَ‬
‫‪0.‬‬
‫الماضى‪.‬‬

‫يااللهكمكانتتجميلَةٌتلكالْأَيَام!‬
‫ماه عر عه رو‬
‫وهام رَمَضَانْيرُورّنامُجَدَد؛ا قهلأَدَعهُيمرهذه السَّنَةأَيْضًامن دون أن أصومة؟!‬

‫لل لحتن عثامينبأَنيَغْفلرَهُمذَُنوبَهُمويُدْحَلَهُمْ الْجِنَة‪,‬فَكَيْفَلي أن فوت علي‬


‫‪2‬‬
‫قَوابَصيامهذا الشّهْرٍالَضيلويفورٌ به الْآخَرونَ؛ لاا سيل‬
‫ناه اعدعد“عد‬ ‫دير و مدمهم‬ ‫ع‬
‫َّمَسَبملءعَزِيمّته‪:‬تسوت أضوة !‬ ‫رَفَعَهشامرَأَسَّهُنَحىَالسّماءءكُمه‬
‫قضىهشامقَبلَهر ذلكاليموهويُكرُف ط‬
‫ود كو‬ ‫ول‬
‫يَريقةَسْمَعلَُبابتقاصءائمًا‪.‬‬
‫كان المت لطر القطور لشي في الْأَمْرِفَعَنْدَما خَرَجَ الْأوَلانٌ إلى الْملعَبِ‬
‫مع‬
‫ممه‬
‫الذي‬
‫كا م‬
‫نَْرو باين رفاقبهشَهيّهالمفتوحة على‬ ‫ْمصادّفهشامٌ‬
‫َي سَعيًا‬

‫جميع أنواعالمأكولات‪..‬‬
‫سه‬ ‫لص‬ ‫له‬
‫‪0‬‬ ‫‪2 01 0‬‬
‫‪2‬‬ ‫أ‬
‫فَكَمهَشاممُلْبَةاَلشّعامءوأَخْرَيَمنْهشاَطِيرَةالدّبْدَةوالْمُرَبّىالّتي‬

‫مُغَادَرّته الْمَْزِلَ قَفاحَتراتحَتُّهاالرّكية‪.‬‬


‫دساسنها؟‬ ‫اشبانا ي م‬ ‫م‬
‫‪2‬‬ ‫لتم‬ ‫‪22‬‬‫‪6‬‬
‫‪ ,‬لكنّهتَرَدْدقَليلاً‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ليس‬
‫ناي تقولأَمَإيِنَهعُليآلأاَقبَلطَّعامًامِنأَْحَّد‪.‬‬ ‫ع‬
‫‪0000‬‬
‫ل‬ ‫هع‬
‫ب‬ ‫مه‬
‫هرو‬

‫اا!‬
‫ههن‬
‫ذ‪..‬‬
‫اخت‪.‬‬
‫وسرعان ماقبلسَعيدٌعَرَضَهشامالمغري بابتسامة عريضّة‪.‬‬
‫دَجهواب وابسرعة‪:‬‬
‫بي السؤالالْأَصْعبُالذيكانعلىهشامأن ج ل‬
‫داه يمجا‬ ‫له‬ ‫م‬
‫سع‬‫‪2‬ه‬
‫اك بذلك»؟‬ ‫كيفيَتَخَلَصُمن طعامالقداءمِندْون‬
‫بعودة اشلامءمدندرسة طهر أولدروهممضنان‪ :‬كانريقةقدجف كاماد كحاض‬
‫أن ماح ذلك الَيَوْمكان حارًا جدًا‪.‬‬
‫المخلح بحتن‬ ‫‪0‬‬‫وكانمن عادتهأَنيَْتّجهَمَبِاشَرَةَإلىالْمَطبّخْلشرب الماءءلكنَّهُما‬
‫دقام ‪28‬‬
‫تدَكُرأَنّهصُائم؛َأُصيببِخَيْبةملكَبيرّة‪.‬‬

‫دَعْدَعَتَرَوائمٌالأَطْعمّةالشَّهيّة التيكانتتُعدُهالُوالدَةٌ ف‬
‫نَفأهَشعامْ‪,‬مَضَ عَيْنَيُهوم‬
‫ور‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬
‫ْاسك‬
‫ضت ق‬
‫كلاة‬ ‫فوَك‬
‫ترّها‬
‫شعله‬

‫‪0‬‬
‫«أفلاً وسَهلاً» حَيْتهُ الوالدةوَأَردَفَت قالة‪« :‬أَأنتَجائع؟لَقَدأْع‬
‫و‪2‬‬ ‫‪00‬‬
‫حفيقة تسن‬ ‫جل‬
‫يكة‬ ‫وددت‬
‫بهاجوعك رَيْكّمياَحينُوَفْتْالإقطار‪».‬‬
‫تَطَرَهشامٌإلىالطَاولّةحَيْْكانّتْفيانتظاره شَريحتان مِناّلْخُبْنءوَقطعةكبيرَةٌمن‬
‫ْبحملنيب‪.‬‬
‫الْجُيْنءا ولكو‬
‫وم‬ ‫ماذا سأفعل؟ لَقد وعدت اللهبأني‬ ‫اثة‪:‬‬
‫شكن‬
‫حما‬
‫أذاا‬
‫قال هشام في نفسه‪(« :‬ه‬

‫لأكونمؤمنًاحقيقيً ‪٠‬‏ا وصبَرْتُعَلَىالجوعمَنْدٌالصّباح‪.‬‬


‫ممعي‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬

‫ل أاَسْتَطيمِ أن أتراجع الآن وقداقتَربَ مَوعدُالإفطانء لأساتطيع !!»‬

‫اسْتَأَدّنَهشاموَالدَنَّهُفي أَنيَْتََاوَلطََعامَهُفي الباحة» وكانيَرْجأون تحمعة المصارفة‬


‫بِهرٌجارهمذي الْوَبَّرٍالْأَبْيَضِالتّاعموالْعَيْنيْنِ الْخَصْراوَين‪.‬‬

‫وفيما كانَ يَحمل كوب الْحَليب والشَّطيرَةَ إلى الخارج‪ ,‬كانت عيناة تَحَدّقانٍإلى هذه‬
‫الوَجبة المغرية‪.‬‬
‫اتدكاةبشخ رطانشريلمبغز يمال ينقب»لوكانَجاتعًاأَيْضًا‪.‬‬
‫ّ نه نَفْسَهُبأَنّهُلَيْنَمُضْطَرًاإلىالصّيام‪ ,‬أن أَحَدًال يَاتَوَقَعٌمننههأن يصضوم‪ :‬ثمتدك‬
‫ماهَمَسَبه في عَتَمّةالفَجِرِ‪..‬‬
‫جهواره‬ ‫طم‬
‫لَقَودَعَدَالل بهِأَنَهسَوفيَصوم‪...‬‬
‫ه‬ ‫ده‬ ‫ده وو‬ ‫‪6‬‬
‫راحهشاميُجولبِنَظَرِهفيالحديقةمندون أن يلاحظ شَيكًام يَ‬
‫اتَحَرَّكَهناأوهناكم‪.‬رت‬
‫دقيقتان‪...‬قلكامث‪..‬‬
‫‪ 5‬لفل يُسَاورة‪.‬ماذاسَيفْمَلٌبطَعامهإِنلْميَظْهَرِالور‬
‫كا عنَلَيْهأنيَجدَُءوبأي وسيلة!‬
‫حيطالمنر‪ ,‬بن الشحيرات‪ .‬إلىجانب السياج‪ .‬لينديق‬ ‫بح مشاعمن اله في‬
‫‪ 00‬فاشك قلقه‪.‬‬ ‫دون‬

‫جلْمَْذِل‪.‬‬
‫دَرَ ا‬
‫وفَجأَةلمَحشََيَْاأَْيَضصيََخْرْجَمن فتّحّة صَّغيرَّةقَحْتَ‬
‫‏‪١‬‬ ‫‪6‬و دهقاداه‬
‫‪-‬إِنَهُديلهرهور‪ ..‬ألْحمَدُلل !ه‬
‫ف ا‪ 6‬عومم‬
‫ان‬ ‫اكلل‪2‬كا فك كا هشام يُمْسِك الذَّيْنبَإحكام‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ر‬
‫عد‬‫‪1‬‬
‫وَاالْلجْبْْتةَّأهمرامٌء فَتَرَدَدَلي ‪١‬‏لاكم اهربمنذه الوَجبّيهشمّهاءوفيتوانمنود‬
‫انْقَضّعَلَيّهواالْتَهُمَهامن دون أنيُيّْقيَله أاَكرَا‪..‬‬
‫ا‬
‫راح هشاميُقاوم رَعْبتَهُالشّديدَةفي إرواء ظمئهِ فَأَعْمَضَعَيَْيُهوسَّكْبَالْحَلِيبَفيوعاء‬
‫الشّطيرّة الفارغ‪.‬‬
‫المَشْهْدَوَكَبَ فَرِحًا بهديّة السّماء لَهُ‪ ,‬ماهشامُ فَقَدْتفاجاً‬ ‫ا ‪1‬‬
‫وهاه‬
‫اَرُهورٌ‪».‬‬
‫بالسّرْعةالّتشيَرِبَفيهاالْهِراٌلَّلِيبَقائلاً‪«:‬ل باد أَنَّكمََشْعْربُالْعَطّشمثْلي ي ه‬
‫بول‬
‫َةخْ وهو‬ ‫َلى‬
‫ططا‬ ‫لِغيْ‬
‫منع‬ ‫بعددَقائقَكانهشامٌيضَعْالْوعاءوكوبالحليبٍالْ‬
‫افار‬
‫شخ اراح يد وركَأنحَلاًتقيلاًقدذالعَنْكاهله!‬
‫سَمِعٌ هشامٌ باب غرفة ناديايَعْلَقبقوة‪ ,‬وكات قَعداْدت نوها مِنّ المدرسة‪ ,‬فَدَقَعَهُ‬
‫لد الأولى‪.‬‬ ‫الفُصولتو فتهليهيام أخوايه‪.‬ولا يمأانّهتاوم مثله‬
‫طَرَقَ هشام الباب مَورمََةَرَتَيْن لم يَسْمَعْجوابًاء فَتَرَدَدَ كُمّشقالباب وأَطَلَّ راس إلى‬
‫الدّاخل‪ .‬كانت ناديامَسَدَلْقيّةٌعلى سَريرهاء وهي ماتَرَالفي ثياب الْمَدرّسّة‪ ,‬وقد رَمَك‬
‫بحقيبّتهاوحذاتها أَرْضًا‪.‬‬
‫مالاّك ي نااديامءهََرألَِنيْضتَةٌ»‬
‫ب‪-‬‬
‫اكت ناديا بصّوت ضعيف‪« :‬أَشعْرُبصداعررَهيبٍ«ن‬

‫قال هشام‪« :‬لا بَأسَ عَلَيْكإن الله مَبَعْدَ ليليَحِينٌ مَوْعِدُ الإفُطار‪ ...‬أَلَيْسَ كَذلِكَ»»‬
‫قالّت ناديا بصَسْرَّة‪« :‬مَلَقلت بَعْدَ‪ 0‬ما يرال أمامي ثَّلاتُ ساعات عَلى أَذانٍالْمَغْربِء‬
‫غ زايِلرتًا‬ ‫قلات ساعاتبكاملها‪.‬اوه امام لخ لانَأَنْتمََحْطوظٌجداأصنَهم‬
‫ره‬
‫ود يمشُاخمْلِرٌ ناديباصيامه‪ ,‬لكت غاد ارلعرْقةوه فوي سرّهيدم من ور الوَقْتِ‬
‫بيْطء شديد‪ .‬للْمَ ‪8‬رَةالأولفىي حّياتهمرغي فيالب َاسْتَلْقَىعلىسَريرِه‪.‬‬
‫وده‬ ‫‪2‬‬
‫في أذنيه‪.‬‬ ‫كانت أصداء حديث جده البارحة ماا ‪0‬‬
‫دن‬
‫فيداسارعاذي ا تك م‬
‫كانتللهمن لياليتور الصافدة‪:‬له اللي التيتتدو‬
‫همام‬
‫ر‬ ‫د‬
‫في‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫َ‬ ‫ض‬ ‫ْ‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫الْعتَمّةكأنهاأضواء «صابيح تلمع من بعيد‪ .‬قال هشام‪:‬‬
‫«جدي لمتصرح رمضان ‪١‬‏‬

‫عد‬ ‫الار ان‬ ‫ريح نكعم‬

‫لد وده‬
‫‪ 0‬ل‪٠‬ه‏ييله القدر‪.‬‬
‫الله عَلَيْهِو‬ ‫م‬
‫الله‬ ‫اعاميهل اتليس ومحررامنادر سور ولتزئها‬ ‫لاحي ب م‬
‫ورسوله‪ .‬كما أَنَّه يساوي بِيْنَ جميع النّاس؛ فقرائهم وأغنيائهم؛ ويُشْعِرَُهُمْ بنعم الله‬
‫يهم وفضله بأنررقي الطعاك والسراب ‪,‬‬ ‫رده ه‬
‫ب‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬ه‬

‫وهكذاءكانأوليْام الصّيامينْقَضيشَيْنفاشَينَافيمكاان هشاميطل في تَوْعمميق‪..‬‬


‫‪262‬‬ ‫ف وس‬ ‫َه‬ ‫‪1‬‬
‫كانت الشّمسسُ قد أَوَشَكَتْعلىالُغُروبء تاركَةٌ في السّماء شَفَقَا أَرْجُوانِيَّ اللَؤنبَدِيمًا‬
‫عندما رَن جرس المّنزل‪.‬‬
‫لمقو مادنها‬ ‫َِ ‪1‬‬ ‫‪ 2‬ديه‬
‫ن يَأكلوَيَشرَب» وإذا بِج‬
‫جَددَهقَدقَْدمَ‬ ‫قَقَنَهشاممن سَّريره فَرحالِأَنَهسَُيَتَسَنَىلَهآُخير‪1‬‬

‫شال طَعامالإفطار مَّعاَلْعائلة‪.‬‬

‫ما هي إلادقائق مَعْدُودَةٌحَنّىارْتَقَمَ صَوْتْ الْمُؤَدْنِمن دنه اْمَسْجِدِ الْمُجاورِء مَعْلنا‬


‫رو سمسأَوّلِيَوُممِنشَهرٍرمكان وانتهاءًوَقتالصّومفيه‪.‬‬
‫تَعَاوَنَت ناديا والْوالدَةٌ في إحُضار التَّمّروالماء إلىغُرْقة الْجلوسحَيْثتَهَياً الجميع‬
‫لأداء صّلاة الْمَغْرب‪.‬‬

‫وَبَعْدَماقروا علىحَبّاتمن التَّمْرِءكماكا ينَفْعَلُالَّبِيعليهالصَّلاةٌوالسَّلام مَلاَ‬


‫هشنا]م الكَأسَماء وًشَربَةُدُفعَةَواحدّةفَشَعَربَِشَيْءمنالْعَرابّةفي الْعَوْدَةإلىالأكلٍ‬
‫والشرب مُحِدُدًا‪:‬‬
‫وَقَفَ هشامٌ على سَّجَادَة الصّلاة بِالْقَرْب من جِدّه وكان» في أَنْناءِ الصّلاة» يُراقبُ‬
‫تحَركات الْجَدَّ وأَقُوالَهُ حَوَفًا من أن يقوتهرُكْنّمن الأركان أمَنعْهُ كانيَحْقَطُسورّة‬
‫عام ود ف‬ ‫‪8‬‬

‫«الفاتحة» عَنْظهرقَلْب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪011‬‬
‫خم‬
‫|‬ ‫‪0‬‬
‫على ماكدّة الإفطار مدت الْأَطباقٌ الشَّهِيَةٌ التيأَعَدَنْها الُوالدَة‪.‬‬
‫ركالات فلاحت لهذه المُناسَبّة صثقيْن مُفَضَلَيْنلدىهشام‪ :‬يَحْنَةَ البتّدورَة باللّحُم‪,‬‬
‫ا‬
‫مواء مَرْتَفعًا يَصْدُرُ مِنَالخارج‪.‬‬ ‫وَفيما كات الْعائلةٌ تَتَناوَلٌ الطّعام سَمعالْجَمِيعمٌُ‬
‫رد قطّةم‬ ‫قال الح «هَل‬
‫فَأَجابَ هشامٌ‪« :‬هذا هرجارنا «أبى أَحْمَد» اشْتَراهُ لابنهند أَمَدغير بَعيد‪».‬‬
‫«ومُتْدٌ ذلك الْحينروشق لا يَُادِرٌحَدِيقتَنا حَتَّىإنَّهَداس مرارًا «الشتول» الصّغيرَةَ التي‬
‫‪0‬‬ ‫عه وده‬
‫كنتقد ررَعنّهافَأفْسّدّها» أضاقت الوالدة بنَبْرّةغاضبة‪.‬‬

‫ه قالهشام‪« :‬يَبْدو‬ ‫اَللال ‪.‬‬ ‫سكت الْجَميعوراحاهمويو ماي ته مِن‬


‫أَنّهجَائع جِدً»ا والتقت نظرائة بتطرات نادياالّتيكانتتراقبَةوهو يَلْتَهمطَعامَُ‪.‬‬
‫فقالت‪ :‬اه الْجِائَعٌ ذا ورك لل ان علس ساما»‬
‫‪2‬‬

‫سم ‪ ,‬فَأَسَرَعَت الوالدَةٌتَقَدَمِلَهاُلما وهي تَلومُنادياعلى‬


‫استفزازها المُتَكرَرِيأخيهاالصّغير‪.‬‬
‫م ايوم الثانويالثَالِتمن أَيامالصّياموهشامعلىحالهيُواصلتفي حلت بتّجاح‪,‬‬
‫من دواد‬
‫‪ 8‬لكام ‪ 2‬سعه‬
‫يَتنَبَهأَحَدٌلصيامه أو حنَّىأن يَشُكَّفي ذلك‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الاك‬ ‫لي ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫كانت الوالدَة لر عن ا‬
‫الفطرالْمُبارَك‪.‬‬
‫يَب اسليتَيناوَلُها في تلكالنزهة؛ كانتمعدَتهُ‬
‫‪233‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ع‬ ‫ا‬
‫اكُل‬
‫َ‬
‫طُفي‬
‫هع‬
‫أَكَر‬
‫لُيُف‬
‫عو‬
‫اشام‬‫وعَنْدّما كان ه‬
‫و‬‫كو‬
‫فى‬

‫عه ف مدمفدوع هعس م‬


‫الخاوية تََرقْرٌ فءَيَشْعُرُأن أيَاماَلصّيامقَدطْالَوتَلَوْأنه بَمْدفُي اليمالرّابعوأَنَعيدَ‬
‫الفظر مايرال بَعيدًاجدًاء قتوشكٌعَرِيمَُهُأَنتَْضْعْف» وَبخاصّة أَنَّهكُا ينَعْلَمفَي قرارَّة‬
‫ااا‬
‫نفسه أننلنوَالدَيّهسَيستاءان الشاداى اكنشفا لزه الْخَطير‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫عو اوالمت د‬ ‫‪8‬ه‬
‫ن يُصَبْرُنفْسَهُبحَديث سَمعَهُمن جِدّهءوَهُوَأن النَبيّقاسىالُجوع والْعَطَشَ‬

‫ته فَالُجوعٌ يَجِعَلٌالْجَمِيمَ مُتَساوِينَ» وكان هشام يَظنأن جَدَهُ‬


‫ياافي‬
‫حارً‬
‫اشيج مر‬
‫ب تناكت ‪ 118‬قش سن‬ ‫كر كير‬

‫الباحّة الخانرجكيّة حَيْثْكانَن الهمد‬ ‫في الأنا نرالسابقة‪ ,‬تَسَلَلَهشاممٌإ‬ ‫ة‬


‫‪3‬ه ف‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫وَجَبَتَهُبفارغالصّبْر‪.‬‬
‫وبَيْتماكان هشاميَرْمِيلَهاُلطعام‪ ,‬فْتِمبّابالمَنْزِلِبِسُرْعَة‪,‬فَحَبْسَأَنْفاسَة‪,‬وأَحَسَبأن‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ةلؤّها الغضَبء كم أضاقت‪« :‬هَلَ كُنْتَ تطعم الْهرَ‬ ‫«ماذا تَفْعَلَ» قالّت الوالدَةٌ تبْرّمة‬
‫الشَطائرَ التيأَعْدَدْتّها لك؟»‬
‫اه آنا لا ‪ ..‬حاولَهشامأن يَبْحَتَجاهدًاعَنْعُذْرمُِقْنِعٍلكنّهُلشدّةارتباكه وحوفه‬
‫َميِّدْأمامَهُ سوى الإمُتراف‪ ,‬فَأَجِابَ بصّوت ضّعيف‪« :‬أنا صائمٌ»‪.‬‬
‫سادً الصّمَتْ للَحظات» وكان في استطاعة هشامٍأن يرى ضوحالْعْبوسَعلىوَجَه‬
‫عَلَيْناأن ثناقش الْأَمْرعَنْدَمايَعونُ‬ ‫من‪.‬‬
‫اَكو‬
‫يامٌي‬
‫صاهش‬
‫لذاي‬
‫ااهك‬
‫والدّتهالتيقالَتلَْهُ‪«:‬م‬
‫والذكمنعَمَّله‪».‬‬

‫كُمّاسْخَّدارَت وعادت إلى الدّاخل‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أمام والدي وجدي؟‬ ‫«كيفَرآ‬

‫كن سياسن الىأن حلي سوق سنا ‪[0‬‬


‫لس‬

‫ركان علي أنأكتفي بتفويت طعام اللقطور‬

‫لَقَدُ كان والداي ان‬


‫فالصيام فعلاًشاقعلي!»‬
‫ماَلرَدتقائق علىهشام‬
‫م‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬

‫كأنبا ساعات‪ .‬وكان حالنا)‬


‫عَلىسَريرهء غارِقًافي‬
‫وو‬ ‫و‬ ‫عدم‬
‫مها‬ ‫قو وده‬ ‫سدهم‬
‫دق جَرَسٌالْمَنْزِلِفَتَسارَعَتدَقَاتَقب هشام‪ ,‬وبَداًالعَرقيَتَصَبَب منهُ‪.‬‬

‫بعد انقضاءمَدّةمِنَالزَمَنِحَسِبَهادَهْرَادءَخَلَتْنادياعرْقَتَهُؤقالّت بِصّوْتمُتْحَفْض‪:‬‬

‫«َنْتَمَدْعُوَإلىغُرْقَةالُجلوس‪ .‬أبِيوجِدّي في انتظارك هناك لفاك ركينا‪« 0‬‬


‫مو‬ ‫هدم‬ ‫لها‬
‫هن هشامرَأَسّهبُالإيجاب» وعنْدّمارات تانيا اَذَهالشَديدَء جِلسَّتْبجانبه وربتت كتفه‬
‫قاكلة‪:‬‬

‫«لقَدْ أَعُجبْت بما فَعَلْتَهُ يا هشام! فَأَنْتَ لَمْتَكْنْ مُضْطَرًا‬


‫‪2‬‬ ‫ا نافد‬ ‫مام كمكهة‬
‫الن أنُ تصوم‪ ,‬لكنك تحملت مَششقَةقَةَالصّيامطوعا‪.‬‬

‫وكانوا سَيَكتَشفونَ ذلكَعاجلاًآمآجلاً‪».‬‬

‫َميَشْعْرٌهشامٌبِرَعْبّةفي الْكلام‪ ,‬فَنَهَضَوسار‬


‫ادم ‪2‬ه‬ ‫وه‬
‫ببطاءنحوغرقة الجلوس‪...‬‬
‫هنو‬
‫‪-‬السات عليكم‪.‬‬
‫مموقه‬

‫قطر الجحميمعي إه إللىى الالنباابن ح حيثنن ك كاانرمهششااءميقيكف لاعلفكاا اس‬


‫قال الجد؛ «تعال واجلس إلىجانبي‪ ».‬فَاقَكَرَبَ مِنْهُهشام بخُطوات مَتَرَدّدَة وهو‬
‫‪5‬‬

‫يَتَحاشَى الأنََّطَعرَيفْيّن الجالسين‪.‬‬

‫بَدَأُالوالكٌ حَدِيهُ الول «عنْدَما رَقَضّناء أنا ووالدَتّكَء أَنْتَصوم يا بتي كُنَا َعَم أن‬
‫الصيام شاقعلىمنفيسنكوَلَمْتكننريدُأنتُحَمَلَكَأَكثَرَمنطاقتك‪.‬هَمُنْدُمت كىُدْتَ»‬
‫ياهشام؛ تُخالفكَلامَتاة‬
‫من دوومنُعلّموناافقتنا هُوأََمْرٌّصائب؟»‬ ‫منك‬ ‫يتتظ‬
‫انأ‬ ‫ص‬
‫لكن‬ ‫ه‬

‫َميعد مشامأن ير العإبَُقسنامْةتويَبجهِ والده‪ .‬لكنّالوالدء هاذمهه يكتاكنلم‬


‫ليايجكتادينسماّرع‪:‬قرفي َي دوعر مهام خطورةٍ ماقامبه‪ ,‬وأجاب يسنو‬
‫سه أن أضوم)‪ :‬ث‪0‬أخافة وشقتاة ترتّعشان‪« :‬لشَنَوعدت الله‬
‫بأن‬ ‫كي‬ ‫«لايا ا‬

‫أصوم» وكان مَنْفي البَيّت جَميعًاصائمينبِمَنفْيهمُ ناديا‪».‬‬


‫م‬
‫وراح يَبكيبصّمت‪.‬‬
‫عنْدَكذشَعَنَ هشامٌ بذراع جَدّهِ تطَوَقه‪.‬وضكة الح إلى صَّدْرِه قائلاً‪:‬‬
‫قن س‪ 3‬ون نَإذْناللمهُوْمنَابحق‪.‬وللونامه سوه أوتَكْذِب‬
‫عَلَيْهِمابَعدَالآن ف‪َ,‬المُوْمِنْ دَومَا صادق‪ .‬أَتَعدُني بذلك»»‬
‫لمون"ةاي عق لاطي طن ولك حار‬ ‫أهشاعورأسهمواقا وهريش‬
‫كُمضّاف الْجَدُ‪« :‬إذّا هيا قُمْواعْتَدْرْإل وىالدَيُك وقبَلهُما‪».‬‬

‫‪32‬‬
‫عائق هشام والدَيّه بحرارة» وطبَعا على جبينه قبِلَتَيْن» فَشَعَرَ بفرحة عارمة وطمأنيئّة‬
‫افتَقَدَها في الْمّدّة الأخيرَّة‪ :‬وعاهَدَ الله في سرّه أَلّايُخالف كَلامَ والدَيّه بَعْدَذلك‪.‬‬

‫مرت دقاقق اسْتَجمع فيهاالحاضرون أفكارهم‪ .‬كقُماٌل الْوالك بانتسامته المعهودة‪ :‬رَأما‬
‫لت تريدٌ|لصيامَياهشام؟»‬

‫فك شامملناكهقال رساكقى يفوت ريحي القطر‪ ,‬اليا كذاللك كيرا‬


‫عَلَىالصيام!»‬

‫وضَحك الجميء صككة عالنة‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫ماستوى الرابع‬

‫ا‬ ‫ا قصة اجتماعية هادفة ذات طابع دينيَّيعيش فيهاالطفل أجواء الصيام‬
‫فيشهر رمضان المباركء بمرافقة هشام ذي الأعوام الثمانية الذي‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 1‬يُْصرّعلى أنهلميَعْدصغيرًا على الصيام‪.‬‬

‫‪.‬ل‪1‬ح‪1‬م‪ .311/(212‬الالالال‬
‫‪0‬ك‬ ‫مه‬

‫‪9 359987‬‬ ‫‪241436 2‬‬ ‫هذاالكتابمتوفْربغلاف ورقي أو بغلاف كرتوني مقوّى‪.‬‬

You might also like