‫‪Arab British Academy for Higher Education‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬

‫ﻳﻌﲎ ﲣﻄﻴﻂ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻜﻤﻲ واﻟﻜﻴﻔﻲ ﻟﻼﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﳌـﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬
‫ـﺴﺪ‬
‫ﻣــﻦ ﻛــﻞ أﻧـﻮاع اﻟﻘــﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ وﻣــﺴﺘﻮﻳﺎ ﺎ ﺧــﻼل ﻓــﱰة زﻣﻨﻴــﺔ ﻣﻌﻴﻨــﺔ‪ ،‬ورﺳــﻢ اﻻﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻟـ ّ‬
‫ﺗﻠﻚ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺔ وﲢﻠﻴﻞ ﻣـﺼﺎدر ﻋﺮﺿـﻬﺎ‪ .‬وذﻟـﻚ ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺳــﺲ ﻋﻠﻤﻴــﺔ‪ ،‬ﰲ ﺿــﻮء اﻟﻮﺿــﻊ اﻟـﺮاﻫﻦ وﲢﺪﻳــﺪ أﺑﻌــﺎدﻩ‪ ،‬واﺳــﺘﻘﺮاء اﳌﺎﺿــﻲ‪ ،‬واﺳﺘﻘــﺼﺎء اﳌﺘﻐـﲑات‬
‫اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ‪ ،‬ووﺿﻊ اﻻﻓﱰاﺿﺎت واﻟﺒﺪاﺋﻞ واﻟﺘﻨﺒﺆات) ‪.(1‬‬
‫وﲟﻌــﲎ آﺧــﺮ ﻓــﺈن ﲣﻄــﻴﻂ اﳌ ـﻮارد اﻟﺒــﺸﺮﻳﺔ ﻳﻌــﲏ اﻷﺳــﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤــﻲ ﻟﺪراﺳــﺔ وﲢﻠﻴــﻞ اﻟﻄﻠــﺐ‬
‫واﻟﻌﺮض ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﻔﱰة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ واﳌﻮازﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﲢﻠﻴـﻞ اﻷﻫـﺪاف‬
‫اﻟﻘﺼﲑة واﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﺘﻐﲑات اﶈﺘﻤﻠﺔ ﰲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ) ‪.(2‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪:‬‬

‫ﻳﻌـ ّـﺮف ﲣﻄ ــﻴﻂ اﳌ ـﻮارد اﻟﺒ ــﺸﺮﻳﺔ أﻧ ــﻪ وﺳ ــﻴﻠﺔ ﻟ ــﻀﻤﺎن اﳊ ــﺼﻮل ﻋﻠ ــﻰ اﳌ ـﻮارد اﻟﺒ ــﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬وﺟﻬ ـ ٌـﺪ‬
‫ﺣﺜﻴﺚ ﻳﻮاﺟﻪ اﳌﺆﺳﺴﺎت وﻳﺘﻨـﺎول اﻟﺘﻨﺒـﺆ ﲟـﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟـﺎت اﻟﻌﻤﻼﻧﻴـﺔ‪ ،‬واﶈﻴﻄﻴـﺔ اﻟـﱵ ﺗﻮاﺟـﻪ‬
‫ﻋﻤــﻞ وﻧــﺸﺎط ﺟﻬــﺎز اﳌ ـﻮارد اﻟﺒــﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺄﻗــﻞ ﺗﻜﻠﻔــﺔ ﳑﻜﻨــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻋﻠــﻰ ﺷــﱴ ﻃــﺮق اﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ‬
‫واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﳌﺘﻮاﻓﺮة) ‪.(3‬‬
‫ﻛﻤــﺎ ﳝﻜــﻦ ﺗﻌﺮﻳــﻒ ﲣﻄــﻴﻂ اﳌ ـﻮارد اﻟﺒــﺸﺮﻳﺔ ﺑﺄﻧــﻪ "ﺳﻠــﺴﻠﺔ ﻣــﻦ اﻹﺟ ـﺮاءات اﻟــﱵ ــﺪف إﱃ‬
‫ﺿﺒﻂ وﺗﻨﻈﻴﻢ اﳌﻮازﻧﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ‪ ،‬وﲢﺪﻳﺪ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻠﻔﱰة‬
‫اﻟﻘﺎدﻣﺔ )اﻟﻌﺪد واﳌﻮاﺻﻔﺎت(") ‪.(4‬‬

‫أﻫﻤﻴﺔ ﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪:‬‬

‫ﻳﻌ ـ ّـﺪ اﻟﻌﻨ ــﺼﺮ اﻟﺒ ــﺸﺮي ﰲ اﳌﻨﻈﻤ ــﺎت اﻟﻌﻨ ــﺼﺮ اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ ﻷداء اﻷﻋﻤ ــﺎل وﲢﻘﻴ ــﻖ اﻷﻫ ــﺪاف‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ــﺔ‪ .‬وﻣ ــﻦ ﻫﻨ ــﺎ ﺗ ــﺄﰐ أﳘﻴ ــﺔ ﲣﻄ ــﻴﻂ اﳌـ ـﻮارد اﻟﺒ ــﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﻮﻓﲑﻫ ــﺎ ﺑﺎﻟﻜﻤﻴ ــﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴ ــﺔ اﻟﻼزﻣ ــﺔ‪،‬‬

‫)‪ (1‬النشار‪ ،‬محمد‪ .(1990) .‬إدارة األفراد‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دبي‪ :‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ص‪45‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬رشيد‪ ،‬مازن‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪411‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬بلوط‪ ،‬حسن‪ .(2002) .‬إدارة الموارد البشرية من منظور استراتيجي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النھضة العربية‪ ،‬بيروت‪ :‬لبنان‪ ،‬ص‪123‬‬
‫)‪ (4‬الديب‪ ،‬إبراھيم‪ .(2006) .‬دليل إدارة الموارد البشرية‪ ،‬مؤسسة أم القرى للترجمة والنشر والتوزيع‪ ،‬ص‪91‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.abahe.co.uk‬‬
‫‪Arab British Academy for Higher Education‬‬

‫واﻟﺘﺄﻛﻴ ــﺪ ﻋﻠ ــﻰ ﺣ ــﺴﻦ اﺳ ــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ‪ ،‬واﻻﺳ ــﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬ ــﺎ اﻻﺳ ــﺘﻔﺎدة اﻟﻘ ــﺼﻮى‪ ،‬ﻟﺰﻳ ــﺎدة اﻟﻔﺎﻋﻠﻴ ــﺔ‬
‫اﻻﻧﺘﺎﺟﻴ ــﺔ‪ ،‬وﲢﻘﻴ ــﻖ اﻷﻫ ــﺪاف اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل رﺳ ــﻢ اﻻﺳ ـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﳌﻨﺎﺳ ــﺒﺔ‬
‫ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬وﺗﻮﻗﻊ اﳌﺸﻜﻼت واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻳﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ أﳘﻴــﺔ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ ﻟﻠﻤـﻮارد اﻟﺒــﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻣــﺎ ﳛــﻴﻂ ﺑﺎﳌﻨﻈﻤــﺔ ﻣــﻦ ﺑﻴﺌــﺔ ﻣﺘﻐــﲑة ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ‬
‫اﳊﺠ ــﻢ واﻟﺘﻄ ــﻮر واﻟﻨﻤ ــﻮ‪ .‬وﻛ ــﺬﻟﻚ اﻟﺘﻐ ــﲑ اﳌ ــﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﻧﻮﻋﻴ ــﺔ اﻻﻟﺘﺰاﻣ ــﺎت واﻟﺘﻌ ـ ّـﺪد ﰲ اﻷﻫ ــﺪاف‬
‫اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺔ أو اﻟﻔﺮد أو اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ أو اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪ ،‬وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻫﺪاف اﻷﺧﺮى) ‪.(5‬‬
‫ﻛﻤــﺎ ﻳﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ أﳘﻴــﺔ ﲣﻄــﻴﻂ اﻟﻘــﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤــﺔ زﻳــﺎدة ﺑﻨـﺪ اﻷﺟــﻮر واﳌﺮﺗﺒــﺎت وارﺗﻔــﺎع‬
‫ﻛﻠﻔ ــﺔ اﻟﻌﻤ ــﻞ‪ ،‬اﻷﻣ ــﺮ اﻟ ــﺬي ﻳ ــﺪﻋﻮ إﱃ ﺗﻘ ــﺪﻳﺮ اﳌـ ـﻮارد اﻟﺒ ــﺸﺮﻳﺔ ﺗﻘ ــﺪﻳﺮا دﻗﻴﻘ ــﺎ واﻻﺳ ــﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬ ــﺎ‬
‫اﻻﺳ ــﺘﻔﺎدة اﳌﺜﻠ ــﻰ‪ ،‬وﲡﻨ ــﺐ اﳌﺒﺎﻟﻐ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﻘ ــﺪﻳﺮ أو اﻟﺘﻘﻠﻴ ــﻞ ﻓﻴ ــﻪ‪ ،‬ﲟ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﻳ ــﺘﻤﺨﺾ ﻋﻨ ــﻪ زﻳ ــﺎدة‬
‫ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬وإﻫﺪار اﻷﻣﻮال‪ ،‬واﺿﻄﺮاب ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﻞ) ‪.(6‬‬
‫وﺗﺒــﺪو أﳘﻴــﺔ ﲣﻄــﻴﻂ اﻟﻘــﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﺑــﺸﻜﻞ ﺧــﺎص ﰲ اﻟــﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴــﺔ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ إن ﻣﻘﺘــﻀﻴﺎت‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﰲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وإﻋﺪادﻫﺎ اﻹﻋﺪاد اﳌﻨﺎﺳﺐ) ‪.(7‬‬
‫وﳝﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ أﳘﻴﺔ ﲣﻄﻴﻂ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛﻤﺎ وﻧﻮﻋﺎ‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻌﺮض اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﲢﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﳌﺘﺎﺣﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪرا ﺎ‪.‬‬
‫‪ .4‬ﲡﻨﺐ ﻣﺸﻜﻼت إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺗﺼﺤﻴﺤﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﺳﺘﻔﺤﺎﳍﺎ‪.‬‬
‫‪ .5‬ﺗﻮﻓﲑ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻧﺸﻄﺔ إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ .6‬ﲢﻘﻴـ ــﻖ اﻷﻫـ ــﺪاف اﻟﻔﺮدﻳـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل وﺿـ ــﻊ اﻷﻓ ـ ـﺮاد ﰲ اﻷﻋﻤـ ــﺎل اﳌﻨﺎﺳـ ــﺒﺔ ﻹﺷـ ــﺒﺎع‬
‫دواﻓﻌﻬﻢ واﺳﺘﻐﻼل ﻗﺪرا ﻢ‪.‬‬
‫‪All Rights Reserved © Arab British Academy for Higher Education‬‬

‫)‪ (5‬منصور‪ ،‬أحمد منصور‪ .(1975) .‬تخطيط القوى العاملة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪ :‬الكويت‪ ،‬ص‪77‬‬
‫)‪ (6‬القاضي‪ ،‬فؤاد محمد‪1401) .‬ھـ(‪ .‬تخطيط القوى العاملة على مستوى مشروع‪ ،‬مجلة معھد اإلدارة العامة العدد‪ ،28‬ص‪142‬‬
‫)‪ (7‬عبد الوھاب‪ ،‬علي محمد‪ .(1974) .‬إدارة األفراد‪ :‬منھج تحليل المنظمة واإلدارة والناس‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاھرة‪ :‬مصر‪،‬‬
‫ص‪226‬‬

‫‪2‬‬
‫‪www.abahe.co.uk‬‬