Professional Documents
Culture Documents
تلخيص المعرفي والوجداني مقاربة تحليلية-1
تلخيص المعرفي والوجداني مقاربة تحليلية-1
•كانت في أواخر القرن ، 19العديد من القضايا تشغل اهتمام العلماء في مجال البيولوجيا و الفيزيولوجيا ،لم تكن
تفسيرات وفرضيات العلماء مقنعة من الناحية العلمية و السيكولوجيا ،فظهر سيغموند فرويد كشخصية علمية متميزة ،
حيث استطاع تشخيص حالة ( أنا أو ( التي كانت تعاني من أعراض هستيرية بالرغبات الجنسية المكبوتة ،و
اإلستيهامات الطفولية باألمراض العصابية ،كانت بمثابة ثورة في مجال السيكولوجيا ،ومن أهم مرتكزات المشروع
الفرويدي:
•اكتشاف الالشعور :رغم أنه كان موجود في بعض النصوص الفلسفية لفالسفة ،لكنه استطاع أن يرقى به إلى مستوى
النظرية السيكولوجية ،وجعله أساس الممارسة اإلكلينيكية في الجلسة التحليلية
•التحليل النفسي الذاتي :استطاع فرويد ،من خالل وضع نفسه على أريكة التحليل النفسي العودة إلى ماضيه الطفولي
،وما يحمله من ( خبرات ،تجارب ،صدمات ،أحالم )...من أجل صياغة نظرية عامة حول النمو الجنسي للطفل ،وما
ترافقها من رغبات جنسية وعدوانية
•المالحظات اإلكلينيكية :تعتبر الحاالت التي شخصها فرويد مثل حالة ( أنا أو ) بمثابة مصادر نظرية للتحليل النفسي
مرحلة التحليل النفسي الفرويدي كانت حافلة باإلنجازات واإلكتشافات الجديدة ،كما كانت تتميز بالمراجعة ،كمراجعة
فرويد ل ( الالشعور ،الشعور ،ما قبل الشعور ) وتعويضها ب ( الهو ،األنا ،األنا األعلى ) ،حيث استطاع أن
يحدد بدقة منطق الصراع بين عناصر الجهاز النفسي ،وكشف فرويد حقيقة العالقة بين األنا و الهو بالليبدو ،أي عالقة
غريزة المحافظة على الذات من خالل الجنس ,ويمكن تفسير جميع الظواهر النفسية واالجتماعية بالعالقة المركبة بين
اللذة و األلم في اإلنسان ( توجد اللذة في األلم ،ويوجد األلم في اللذة)
¤يتمدد المفحوص على األريكة ،والمحلل جالس في الوراء ،تسمح هذه الوضعية للمريض بالتكلم الحر وكأنه لوحده ،
ودور المحلل هو :المالحظة واإلستماع والتأويل ،وعدم التدخل إال في الوقت المناسب
التحليل النفسي و العلوم العصبية :أية عالقة؟ #صالح الدين الناجي
لم تمنح البيولوجيا السائدة في عصر فرويد مايدعم به أفكاره ،لذلك كان يعتمد على تكوينه في ميدان البيولوجيا وعلى
ذكائه و مالحظاته اإلكلينيكية ،من أجل إقناعنا بالكثير من الوقائع السيكولوجية غير القابلة للمالحظة و التجريب
لقد تأثر التحليل النفسي بعلوم عصره ،خصوصا أن فرويد كان طبيبا في البيولوجيا ،وكان يدرك جيدا أنه لتأسيس
مشروعه العلمي (في تأسيس علم جديد) ،ينبغي أن يقوم على أرضية المعارف البيولوجية السائدة في عصره ،لذلك
فإن جميع األفكار المؤقتة والفرضيات المقترحة في التحليل النفسي هي نابعة من مصدر عصبي – بيولوجي ،بعد ظهور
علوم األعصاب و ما تحقق من إنجازات في مجال التصوير الدماغي والتعرف على المناطق المسؤولة عن األنشطة
المعرفية ،و الوجدانية ،و السلوكية.
•هل باإلمكان عودة البراديغم الوجداني من جديد؟ • ماهي نقط اإللتقاء بين التحليل النفسي والعلوم العصبية؟
• كيف يمكن تفسير فرضيات فرويد تفسيرا نورولوجيا؟
تراجعت فعالية التحليل النفسي ،أمام ظهور أشكال جديدة من العالجات النفسية التي تعتمد السرعة و الفعالية و
إشراك المفحوص في الخطة العالجية ،وعلى التحليل النفسي تأكيد استمراريته من خالل اإلنفتاح على العلوم العصبية
و المستجدات العلمية ،والمحاوالت الجادة إلعادة اإلعتبار للتحليل النفسي جاءت من الواليات المتحدة األمريكية و
أعضاء الجمعية الدولية للتحليل النفسي ،ومن بينهم:
: Mark solmsاهتم بالميكانيزمات العصبية و األساس النورولوجي للحلم ،من خالل البحث عن العالقة القائمة بين
التفسير العلمي و التأويل الفرويدي
: jack Pankseppحاول دراسة النظام العصبي الخاص والمسؤول عن عملية الجزاء أو المكافئة ،التي يقوم بها
الدماغ في حاالت اإلدمان.
هذا المجهود توج بنشر المجلة العلمية المتخصصة بعنوان " التحليل النفسي العصبي " سنة ، 2005وكان أول مؤتمر
خاص بالتحليل النفسي العصبي في البرازيل جمع مجموعة من العلماء والباحثين المتخصصين في العلوم العصبية ،و
علم النفس العصبي ،وأصبحت الفرضيات السيكو تحليلية اآلن قابلة للمالحظة والتجريب والتفسير ،عن طريق تقنيات
التصوير الدماغي .
نتائج األبحاث والدراسات التي توصلت إليها العلوم العصبية تمكنت من تحديد عالقة التقاطع بين فرضيات التحليل النفسي
و التفسير النورولوجي ،ويمكن تحديد هذه العالقة في :
تأكيد الدور المهم لألنشطة العصبية للدماغ في جميع العمليات الفيزيولوجية ،و الوجدانية ،و السلوكية ،و المعرفية ،
من أجل تحقيق التوازن بين األنشطة الالإرادية و الرغبات الوجدانية و القرارات المنطقية
• اقتراح العالم النورولوجي Paul Mac Leanاقتراح نظرية التقسيم الثالثي للدماغ ( الزواحف – الدماغ الوجداني -
الدماغ الجديد أو الدماغ المعرفي ) ،والعالقة بين هذه األدمغة قائمة للحصول على إنسان "سوي" وهذا المبدأ هو نفسه
الذي تحدث عنه فرويد في تأويله لمنطق الصراع بين مكونات الجهاز النفسي وعناصره ( الهو -األنا – األنا األعلى )
يتيح لنا الدماغ الوجداني فهم آليات الكبت و الذاكرة و النسيان ،خصوصا في كل من اللوزية و الحصين ،فاللوزية
تشغل جزء صغير من الدماغ ولها صلة بالمعلومات البصرية اآلتية من العالم الخارجي ،و خزان للصور التي تلتقطها
العين ،ثم تتحول إلى منبع للمشاعر واإلنفعاالت غير الواعية ،و ذاكرة للعواطف الضمنية
على أساس هذه المعطيات ،تبدو فكرة فرويد حول "الالشعور والخبرات والتجارب والصدمات النفسية التي عاشها
اإلنسان في الطفولة " ،تتقاطع مع الفكرة التي توصلت إليها الدراسات النورولوجية حول "العوامل المتحكمة في
عملية تكوين الشبكات العصبية "
فالبنيات العصبية ليست مكتملة و تامة البناء ،وإنما تتشكل بواسطة التجارب والخبرات الخاصة بكل شخص ،لتتحول
إلى رصيد هام من الذاكرة اإلبيزودية ،
وكان فرويد يتحدث دائما عن أهمية الذاكرة وما تخزنه من صدمات مكبوتة وخبرات الشعورية تعود إلى مرحلة الطفولة
،وعالقة ذلك بأنواع العصابات
توصلت األبحاث النوروسيكولوجية ،إلى أهمية العالقة بين أنواع الذاكرات و اإلضطرابات الذهنية ( الوسواس
القهري – اإلكتئاب ) ،فهذه اإلضطرابات لها عالقة بعمليات تخزين المعلومات في الذاكرة الضمنية ،وكيفية معالجتها
Antonio Damasioأشار إلى أهمية التجارب الشخصية في تخزين الذكريات السعيدة و الحزينة ،والتي قد تتحول
إلى عالمات جسدية ،وحاول إثبات أهمية العامل الوجداني في اتخاذ القرارات