Professional Documents
Culture Documents
التدريس وفق المقاربة بالكفاءات
التدريس وفق المقاربة بالكفاءات
1
المبحث األول :التدريس
المطلب األول :ماهية التدريس
حسب علي راشد التدريس هو :نظام من األعمال مخطط له ،يقصد به أن يؤدي إلى تعلم
ونمو المتعلمين في جوانهم المختلفة ،وهذا النظام يشتمل على مجموعة من األنشطة الهادفة ،يقوم
بها كل من المعلم والمتعلم يتضمن عناصر ثالثة ،معلما ،متعلما ،ومنهجا دراسيا.1
و حسب كمال عبد الحميد زيتون :التدريس عملية اتصال بين المعلم والمتعلم حيث يحرص
خاللها األول على نقل رسالة معينة إلى الثاني في أحسن صورة ممكنة.2
حسب كمال عبد الحميد زيتون أيضا :التدريس هو موقف يتميز بالتفاعل بين طرفين
ئيسيين هما المعلم والمتعلم وحدوث تعاون بينهما إلكساب هذا األخير مجموعة من المعارف
واالتجاهات والمهارات التي تؤدي بدورها إلى تعديل سلوكه وتعمل على نموه نموا شامال
متكامال.3
والتدريس عملية تفاعلية من العالقات والبيئة واستجابة المتعلم والتي تشكل دورا جزئيا
فيها ،ويصب الحكم عليها في التحليل النهائي من خالل نتائجها وعبر تعلم المتعلم.4
وحسب عبد الرحمان عبد السالم جامل :التدريس على أنه كافة الظروف واإلمكانات التي يوفرها
األستاذ في موقف تدريسي معين واإلجراءات التي يتخذها في سبيل مساعدة التلميذ على تحقيق
األهداف المحددة لذلك الموقف.5
حسب صفوت توفيق هنداوي التدريس هو العملية التي يتوسط فيها شخص (المعلم) بين
شخص آخر (المتعلم) ،ومادة علمية أو جانب معرفي ما لتسيير عملية التعلم.6
مما سبق فإن التدريس هو تلك العملية المنظمة المقصودة بهدف نقل ما في ذهن األستاذ من
معلومات ،ومعارف وهي عملية تفاعلية بين المعلم والمتعلم ،كما يعتبر التدريس الجانب
التكنولوجي للتربية قصد اكتساب التلميذ المهارات والخبرات.
-1على راشد كفايات األداء التدريسي القاهرة ،دار الفكر العربي2005 ،م ،ص .14
-2كمال عبد الحميد زيتون التدريس نماذجه ومهاراته القاهرة ،عالم الكتب ،2003 .ص.31
-3المرجع نفسه.
-4هادي طوالبة ،وآخرون ،طرائق التدريس ،عمان ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،2010 ،ص .19
-5عبد الرحمان عبد السالم ،جامل طرق التدريس العامة ومهارات تنفيذ وتخطيط عملية التدريس ،ط ، 2عمان ،دار المنهاج ، 2000 ،ص .16
-6صفوت توفيق هنداوي ،استراتيجيات التدريس ،جامعة دمنهور ،بدون دار نشر بدون سنة نشر ،ص .6
2
المطلب الثاني :أسلوب ووسيلة التدريس التدريس
-1اسلوب التدريس :حسب نوال إبراهيم شلتوت و ميرفت علي خفاجة يقصد بأسلوب التدريس
مجموعة األنماط التدريسية الخاصة بالمعلم والمفضلة لديه ،ويعني هذا التعريف أن أسلوب
التدريس يختلف من معلم إلى آخر في تنفيذ طريقة تدريس واحدة.1
و حسب محمد عصام طريبة أسلوب التدريس هو ذلك األسلوب الذي يتبعه المعلم في تنفيذ
التدريس بصورة تميزه عن غيره من المعلمين الذين يستخدمون نفس الطريقة.2
و تأسيسا على ما سبق فإن أسلوب التدريس هو مجموعة القواعد والضوابط التي تنفذ بها الطريقة
أ الكيفية التي يتناول بها األستاذ الطريقة إليصال المعلومة إلى المتعلم .
-2وسيلة التدريس :حسب نوال إبراهيم شلتوت و ميرفت علي خفاجة :وسيلة التدريس تعني
الوسيط الذي يمكن أن يستخدمه المعلم لتوصيل األفكار أو المهارات للمتعلمين فتكون إما على
شكل صور أو رسومات أو أصوات أو قد تكون تصفيق اليدين أو تعبيرات أو تكون شريط
سينمائي.3
حسب شحاته حسن وسيلة التدريس هي مجموعة من الوسائل التي تساعدهم في تحقيق أهدافهم
التعليمية مثل الصور والنماذج األجهزة السمعية البصرية التي من شأنها تيسير مواقف الخبرة
أمام المتعلمين وتوفر الجهد والوقت.4
المطلب الثالث :طريقة التدريس
-الطريقة في اللغة :معنايا المذهب والسيرة و المسلك وجمعيا طرائق
-الطريقة في االصطالح :
حسب كمال عبد الحميد زيتون فإن طريقة التدريس تعني :
-أ -الوسيلة التي يلجأ إليها األستاذ لنقل خبرة بشرية وهي أي نظام نتبعه لتحقيق أهداف معينة
وهي مجموعة اإلجراءات والكيفيات التي يؤديها األستاذ للوصول لتحقيق األهداف.
ب -مجموعة من األنظمة والترتيبات والقواعد التي تستند إلى العقل والمتوازية والتي تهدف إلى
تقديم المعلومات والمهارات وجوانب التعلم المختلفة للعديد من استراتيجيات التدريس ،مراعية في
ذلك طبيعة المتعلم والمادة الدراسية وموضوع الدرس وأهدافه وبيئة التعلم السائدة بالمدرسة.1
-1نوال إبراهيم شلتوت ميرفت علي خفاجة طرق التدريس في التربية الرياضية ،ط ،1مصر ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ،2002 ،ص.71
-2محمد عصام طريبة أساليب وطرق التدريس ،الحديثة ،األردن دار حمورابي للنشر والتوزيع ،.2008 ،ص 140
-3نوال إبراهيم شلتوت ميرفت علي خفاجة ،المرجع السابق ، ،ص.71
-4شحاته حسن المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق القاهرة ،مكتبة الدار العربية للكتاب ،1998 ،ص.20
3
حسب نوال إبراهيم شلتوت و ميرفت علي خفاجة طريقة التدريس هي عبارة عن إجراء منظم في
استخدام المادة العلمية والمصادر التعليمية وتطبيق ذلك بشكل يؤدي إلى تعلم الطالب بأيسر
الطرق.2
حسب صفوت توفيق هنداوي طريقة التدريس هي الكيفيات التي تحقق التأثر المطلوب فى المتعلم
.بحيث تؤدى إلى االداة أو الوسيمة أو الكيفية التي يستخدمها المعلم .في توصيل محتوى المادة
للمتعلم في أثناء قيامه بالعملية التعميمية بصور وأشكال مختلفة فهى وسيمة لنقل المعلومات إلى
المتعلم .وارشاده إليها ،والتفاعل معه وتتكون من مجموعة أساليب يتخذها المدرس وهى من
مكونات استراتيجية التدريس .كما أشار صفوت توفيق هنداوي إلى انها ما يتبعه المعلم .من
خطوات متسلسلة ومتتالية ومترابطة لتحقق أهداف تعليمية محددة.3
المطلب الرابع :إستراتيجية التدريس
حسب كمال عبد الحميد زيتون إستراتيجية التدريس هي عبارة عن مجموعة تحركات المعلم
داخل الفصل والتي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل وتهدف لتحقيق األهداف التدريسية المعدة مسبقا
وتتضمن أيضا أبعادا مختلفة مثل تقديم المعلومات للتالميذ وطريقة التقويم ونوع األسئلة
المستخدمة ،وهكذا فهي الخطة العامة للتدريس.4
حسب صفوت توفيق هنداوي إستراتيجية التدريس هي مجموعة من اإلجراءات و الوسائل التي
يستخدمها المعلم و يمكن بها المتعلم من الخبرات التعليمية المخططة وتحقيق األهداف التربوية.5
إستراتيجية التدريس تعني خط السير للوصول إلى الهدف أو اإلطار الموجه ألساليب العمل والدليل
الذي يرشد حركته .وتعنى كذلك فن استخدام الوسائل لتحقيق األهداف .وعليه فاستراتيجية التدريس
هي مجموعة األمور االرشادية التي تحدد و توجو مسار عمل المدرس وخط سيره فى الدرس.6
ويشير كال من طه على حسين الدليمي كامل محمود نجم الدليمي إلى أن استراتيجية التدريس
تحتوى على مكونين أساسيين هما:
أ -الطريقة Methodologyب -اإلجراء procedureاللذان يشكالن معا خطة كمية لتدريس
درس معين أو وحدة دراسية أو مقرر درامي .وبالتالي فإن االستراتيجية تتكون من:
4
-األهداف التعميمية.
-األفعال التي يقوم بها المعلم وينظمها ليسير وفقا لها في تدريسه.
-األمثلة والتدريبات المستخدمة للوصول إلى الهدف.
-الجو التعليمي والتنظيم الصفى للحصة.
-استجابات التالميذ الناتجة عن المثيرات التي ينظمها المعلم ويخطط ليا.
وبالتالي فإن االستراتيجية مجموعة االمور واالجراءات والتحركات التي يستخدمها المعلم لتمكين
المتعلم من المادة وبالتالي فهى فن إدارة البيئة التدريسية.
وتأسيسا على ما سبق فإن استراتيجية التدريس هي خطة منظمة من أجل تحقيق األهداف التعليمية
وتتضمن الطرائق والتقنيات واإلجراءات المتخذة لتحقيق األهداف.
1
وتعتبر اإلستراتيجية أوسع وأشمل من الطريقة
المطلب الخامس :الفرق بين أسلوب التدريس و إستراتيجية التدريس وطريقة التدريس
الفرق بين األسلوب و االستراتيجية والطريقة يتمثل في :
استراتيجية التدريس أعم وأشمل من طريقة التدريس ،حيث أن االستراتيجية تقوم على
عدة طرق أو طريقة واحدة بحسب األهداف المرجو تحقيقها من االستراتيجية.
أما الطريقة فإنه تختار لتحقيق هدف متكامل من خالل موقف تعليمي واحد.
أما األسلوب فهو جزء من الطريقة أو من وسائمها.
وفى هذا الصدد فإن االستراتيجية تتضمن جميع إجراءات التدريس التي يخطط لها المدرس مسبقا
لتعيينه على تنفيذ التدريس فى ضوء اإلمكانات المتاحة لتحقيق األهداف التدريسية متضمنة أبعادا
مختلفة من أهداف وطرائق تدريس ،ومعلومات.
فاالستراتيجية بهذا تشمل على األهداف والتنظيم الصفى لحصة الدرس ،والمثيرات
المستخدمة واستجابات الطلبة الناتجة عن تلك المثيرات التي ينظمها المدرس ويخطط لها.2
وتأسيسا على ما سبق فإن:
االستراتيجية هي األشمل و األوسع.
الطريقة تقع ضمن محتوى االستراتيجية (جزء من االستراتيجية) ،وهي أوسع من األسلوب.
األسلوب جزءا من الطريقة أو من وسائلها.
-1طه على حسين ،الدليمي كامل محمود نجم الدليمي المرجع السابق ،ص.8-7
-2صفوت توفيق هنداوي ،المرجع السابق ،ص.10
5
المبحث الثاني :المقاربة بالكفاءات
المطلب األول :مفاهيم المقاربة بالكفاءات
-الكفاءة :حسب محمد الدريج :الكفاءة هي نظام من المعارف المفاهيمية الذهنية أو المهارية التي
تنظم في خطاطات إجرائية تمكن في إطار فئة من الوضعيات التعرف على المهمة اإلشكالية
وحلها بنشاط وفعالية.1
-التقويم :عرفه جالزر ( :) Glaser. Rالتقويم يساير التعلم ويتفاعل مع المواقف التعليمية بدءا
بتحقيق األهداف إلى غاية الحصول على المعلومات بواسطة القياس .وعرفه جرونلند
( :) Gronlund. N.Eالتقويم عملية منهجية تحدد مدى ما تحقق من األهداف التربوية من قبل
الطلبة وانه يتضمن وصفا كميا وكيفيا ،فضال عن إصدار حكم على القيمة.2
-المقاربة بالكفاءات:
حسب سليمان نايت و آخرون :هي برامج تعليمية محددة بكفاءات كما هي مبنية بواسطة
األهداف اإلجرائية التي تصف الكفاءات الواجب تنميتها لدى التلميذ وهذا بتحديد المعارف
األساسية الضرورية إلكسابه الكفاءات الالزمة والتي تمكنه من االندماج السريع والفعل في
مجتمعه( .3ثابت .)2004 ،
كما عرفها سليمان نايت بأنها بيداغوجية وظيفة تعمل على التحكم في مجريات الحياة بكل ما
تحمله من تشابك في العالقات وتعقد في الظواهر االجتماعية ،ومن ثم فهي اختبار منهجي يمكن
المتعلم من النجاح في هذه الحياة على صورتها ،وذلك بالسعي إلى تثمين المعرف المدرسية
وجعلها صالحة لالستعمال في مختلف موقف الحياة( .4ثابت ،2004 ،ص .)33
فهي تربط المعارف مباشرة بالممارسات االجتماعية وبوضعيات متعددة ومشكالت ومشاريع
ألنها تأخذ بعين االعتبار القدرة على تحويل المعارف فضال على تحصيلها.
إذن المقاربة بالكفاءات تركز على ربط المدرسة بالحياة وتعطي للعملية التعليمية بعد وظيفي حيث
تمكن المتعلم من توظيف مكتسباته ومعارفه داخل القسم وخارجه.
-1محمد الدريج ،التدريس الهادف ،اإلمارات المتحدة العربية دار الكتاب الجامعي ،2004ص.295
-2خطوط رمضان ،استخدام أساتذة الرياضيات الستراتيجيات التقويم والصعوبات التي تواجههم أثناء التطبيق رسالة ماجستير في العلوم التربوية منشورة،
جامعة منتوري قسنطينة الجزائر ،2019/2010 ،ص .10
-3سليمان نايت وآخرون ،المقاربة بالكفاءات الجزائر ،دار األمل الجزائرية ،2004 ،ص ص 30-29
-4سليمان نايت وآخرون ،المرجع السابق ،ص.33
6
هي مقاربة أساسها أهداف معلن عنها في صيغة كفاءات يتم اكتسابها باعتماد محتويات منطقها
األنشطة البدنية والرياضية كدعامة ثقافية وكذا مكتسبات المراحل التعلمية السابقة والمنهج طرق
التوصل والعمل ( الذي يركز على التلميذ كمحور أسامي في عملية التعلم.
تتحول هذه المكتسبات إلى قدرات ومعارف ومهارات تؤهل التلميذ لالستعداد لمواجهة تعلمات
جديدة ضمن سياق يخدم ما هو منتظر منه في نهاية مرحلة تعلم معينة ،أين يكون هذا النشاط
دعامة لها ( كفاءة مادية = تكوين خاص.
كما يتضمن التعلم عملية شاملة تقتضي إدماج معلومات علمية وأخرى عملية تساعد في التعرف
أكثر على كيفيات حل المشاكل المواجهة كفاءة عرضية تكوين خاص.
يعتبر هذا المنهج التربوي حديثا ،إذا ما قورن بالتعليم التقليدي الذي يعتمد على محتويات مفادها
التلقين والحفظ ،فمسعى هذه المقاربة إذن هو توحيد رؤية تعليم التعلم من حيث تحقيق أهداف
مصاغة على شكل كفاءات قوامها المحتويات وتستلزم تحديد الموارد المعرفية والمهارية
والسلوكية لتحقيق الملمح المنتظر (الكفاءة) في نهاية مرحلة تعلم ما.1
المطلب الثاني :مبادئ المقاربة بالكفاءات
تتضمن المقاربة بالكفاءات مجموعة من المبادئ تتمثل فيما يلي:
-تعتبر التربية عملية تسهل النمو وتسمح بالتواصل والتكيف واالهتمام بالعمل.
-تعتبر المدرسة امتدادا للمجتمع وال يليق الفصل بينهما.
-تعتبر التربية عنصرا فعاال في اكتساب المعرفة
-تعتبر التربية عملية توافق بين انشغاالت التلميذ وتطلعاته لبناء مجتمعه.
-تعتبر التعلم عنصرا يتضمن حصيلة المعارف والسلوكات والمهارات التي تؤهله لـ:
القدرة على التعرف (المجال المعرفي).
القدرة على التصرف (المجال النفسي حركي.
القدرة على التكيف (المجال الوجداني).
-يعتبر التلميذ المحرك األساسي لعملية التعلم وهذا ما يستدعي:
المعارف (فطرية موهوبة أو مكتسبة تأتي عن طريق تعلم).
،-1وزارة التربية الوطنية ،الوثيقة المرافقة لمناهج التربية البدنية والرياضية ،السنة الثانية من التعليم المتوسط ،الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد،
. 2003ص 84
7
القدرات (عقلية ،حركية ،أو نفسية).
المهارات (قدرات ناضجة مقاسها الدقة الفعالية ،والتوازن).
-تعتبر الكفاءة قدرة انجازية تتسم بالتعقيد عبر صيرورة عملية التعلم ،قابلة للقياس والمالحظة
عبر مؤشراتها.
-تعتبر مبدأ التكامل والشمولية كوسيلة لتحقيق الملمح العام للمتعلم.1
المطلب الثالث :خصائص المقاربة بالكفاءات
تتلخص أهم خصائص المقاربة بالكفاءات فيما يلي :
-توفر سؤال أو مشكلة توجه التعلم ،بمعنى أنه عوض أن تنظم الدروس حول مبادئ أكاديمية
بحتة ومهارات معينة فالتعليم بالمشكلة ينظم التعلم حول أسئلة ومشكالت هامة اجتماعيا وذات
مغزى شخصي للمتعلمين ،كما يتناول مواقف حياتية حقيقية أصلية ال ترقى اإلجابات البسيطة إلى
مستواها وال تناسبها ،وتتوفر لها حلول وبدائل عدة.
-العمل التفاعلي إذ يمارس التعلم بالمشكالت في جو تفاعلي هادف ،يختلف عن األجواء التقليدية
التي تستهلك فيها معظم األوقات في اإلصغاء والصمت والمواقف السلبية التي تحول دون التعلم
الفاعل المجدي.
-توفير الظروف الكفيلة بضمان استمرارية العمل المنظم ،والسماح بمراقبته والتأكد من مدى
تقدمه.
-اعتماد أسلوب العمل بأفواج صغيرة ،بحيث يجد المتعلم في عمل الفوج (المنجز بالضرورة
بصفة فردية) دافعية تضمن اندماجه في المهام المركبة ،ويحسن فرص مشاركته في البحث
واالستقصاء والحوار لتنمية تفكيره ومهاراته االجتماعية.
-إنتاج المنتجات الن المتعلمين مطالبون فيه بصناعة أشياء وعرضها كثرة الحلول المتوصل
إليها وتصويرها ،أو تقديم عرض تاريخي .وقد يكون الناتج متنوعا كان يكون حوارا ،تقريرا،
نصا أدبيا شريطا مصورا ،نموذجا ،مجسما برنامجا إعالميا ،أو دراسة أكاديمية لظاهرة ما من
الظواهر.2
8
المطلب الرابع :أهداف المقاربة بالكفاءات
إن الهدف من التدريس بالكفاءات هو البحث عن الجودة والفعالية ،وعقلنة الموارد البشرية
رغبة في استثمارها وتحقيق التكيف السليم للفرد مع محيطه هذا الفرد الذي سيكون قادرا على
حل مشاكله اليومية وعلى االندماج والمشاركة في بناء وتطوير المجتمع بصفة فعالة ،وتكوين
شخصية مستقلة ومتوازنة ومتفتحة تقوم على معرفة دينها وتاريخ وطنها وتطورات مجتمعها،
قصد تزويد المجتمع بمواطنين مؤهلين للبناء المتواصل للوطن على جميع المستويات ،وذلك من
خالل إكساب المتعلمين الكفاءات المالئمة.
وتساعد طريقة المقاربة بالكفاءات المتعلمين على:1
-تنمية تفكيرهم ومهاراتهم الفكرية وقدراتهم على حل مشكلة.
-تعليمهم أدوار الكبار من خالل مواجهة المواقف الحقيقية والمحاكاة.
-تحويلهم إلى متعلمين مستقلين استقالال ذاتيا.
-اكتساب نتائج المتعلمين وتطوير خبراتهم ومهاراتهم بفعل الممارسة .ص.9
-تغيير عالقة المتعلمين بالمعرفة بعد تحويل موقفهم السلبي منها إلى موقف ايجابي يحفز طلب
المعرفة واكتسابها.
.استيعاب المواد الدراسية والتحكم في سيرورة التعلم.
-تشجيع عمل الفرد مع الجماعة ،من ثم إعداده للحياة المهنية وإدماجه في المجتمع.2
9
المبحث الثالث :أساليب التدريس في ظل المقاربة بالكفاءات
تعتبر عملية تدريس التربية البدنية والرياضية عملية متداخلة ،فكما تتنوع االستراتيجيات
وطرق التدريس نجد تنوع أساليب التدريس ،فجاءت أساليب التدريس لتراعي نوع النشاط
والفروق الفردية للتالميذ وترتبط بشخصية األستاذ وسماته ،وهناك نوعين من األساليب:
المطلب األول :األساليب المباشرة
وهي تلك المتكونة من أراء وأفكار المعلم الخاصة (الذاتية) ،فهو يقوم بتزويد التالميذ
بالمعارف التي يراها مناسبة ،ثم يقوم بتقييم مستوى تحصيلهم في نهاية الفصل وفقا الختبارات
محددة التي القصد منها التعرف على مدى تذكر هؤالء المتعلمين للمعلومات والخبرات
والمهارات التي قدمت لهم من طرف المعلم ،ومن أهم أنواع هذه األساليب نذكر:
-1األسلوب األمري :ويسمى أيضا بأسلوب التعليم بالعرض التوضيحي وهو أول أسلوب في
أساليب التدريس ،ويتميز بكون المدرس هو الذي يقوم باتخاذ كل القرارات من تخطيط تنفيذ،
وتقويم) ،ودور المتعلم من الناحية األخرى (األداء المتابعة والطاعة).1
ومن مميزات هذا األسلوب أنه فعال ومناسب مع التالميذ صغار السن أو المبتدئين ،ويمكن من
السيطرة على التالميذ إداريا وانضباطا وعمال ومن عيوبه أنه ال يراعي الفروق الفردية وال
يعطي للتلميذ الفرصة الكافية للمشاركة في اتخاذ القرار.
-2األسلوب التدريبي :في هذا النوع من األساليب يسمح بانتقال جملة من القرارات إلى المتعلمين
وذلك في مراحل محددة من الدرس ،فهو يعطي للتالميذ نوع من االستقاللية في عملهم في بعض
الممارسات داخل الدرس ،وبذلك تتاح فرصة االعتماد على النفس ومحاولة اكتساب األداء الفني
للمهارة وإتقانها.2
وفي هذا األسلوب يقوم المعلم بشرح وعرض المهارات ،ثم يقوم المتعلم بأدائها لفترة من الوقت
بعد ذلك يقوم المعلم بمراقبة األداء وإعطاء التغذية العكسية.3
ومن مميزات هذا األسلوب االستقاللية المحددة التي يتمتع بها المتعلم مقارنة باألسلوب األمري.
ويمكن استخدام هذا األسلوب مع مجموعة كبيرة من المتعلمين ،فهو يعطي للتلميذ الوقت الكافي
للممارسة الفعالة ويعلمه كيفية اتخاذ القرارات الصحيحة و يمكنه من العمل بصورة استقاللية
-1عفاف عبد الكريم ،التدريس للتعلم في التربية البدنية والرياضية دون طبعة اإلسكندرية ،منشأة المعارف ،1994 ،ص ص91-90 :
-2محسن محمد حمص المرشد في تدريس التربية الرياضية اإلسكندرية ،منشأة المعارف ،1998 ،ص 93
-3سوسكا وسارة تدريس التربية الرياضية ،ترجمة :صالح حسن وآخرون بدون بلد نشر ،بدون دار نشر ، 1991ص351
10
وفقط منظور قواعد الدرس ومن عيوبه أنه يحتاج إلى وسائل كثيرة ،ويأخذ وقتا طويال من
الدرس ،كما ال يمكن السيطرة على حركات الفعالية الدقيقة.1
-3األسلوب التبادلي :فيه تعطى للمتعلم قرارات أكثر ،والتي تتمثل أساسا في التقويم لتعطي
تغذية راجعة وفيه يتم العمل على شكل أزواج ويكلف كل منهما بأداء دور خاص فاألول يقوم
باألداء واألخر يقوم بالمالحظة و التي تسمح بإعطاء تغذية راجعة لألول ،ويقتصر دور المعلم
في هذا األسلوب على مالحظة االثنين .وهذا األسلوب يعطي حرية أكثر للتالميذ في اتخاذ
القرارات وفي إعطاء التغذية الراجعة للزميل ،إذ أنه من الحقائق الملموسة التي تؤثر في التعلم
وتحسين االنجاز هي معرفة نتائج العمل ،وفي ضوء ذلك يكون من الممكن إعطاء التغذية
الراجعة لألمور التي يمكن تصحيحها من خالل مراقبة الزميل أو من قبل المعلم.2
ويتميز هذا األسلوب ببعض النقاط األساسية:
-يفسح المجال لكل تلميذ أن يتولى مهام التطبيق.
-يفسح المجال لتعلم كيفية إعطاء التغذية الراجعة في الوقت المناسب.
-ال يحتاج إلى وقت كبير في التعلم.
-يفسح للتالميذ مجاال واسعا لإلبداع وممارسة القيادة
ومن عيوبه:
-صعوبة السيطرة على الدقة أثناء تنفيذ الواجب.
-الحاجة إلى أجهزة ووسائل كثيرة.
-كثرة االستعانة بالمعلم حول حل اإلشكال وتنفيذ الواجب
المطلب الثاني :األساليب غير المباشرة
من االتجاهات الحديثة في تدريس التربية البدنية والرياضية تلك األساليب التي تعتبر
التميذ محور العملية التعليمية التعلمية وهناك اهتمام بنموه الفكري إضافة إلى جوانب النمو
األخرى البدنية والوجدانية ،ومن بين هذه االتجاهات
-1أسلوب االكتشاف الموجه :يعتمد هذا األسلوب على نوع من التفاعل الذي يجري بين المعلم
والمتعلم ففيه يقوم المعلم بطرح مجموعة من األسئلة المتتالية على المتعلم والتي تقابلها استجابات
حركية من طرف هذا األخير والتي تؤدي إلى اكتشاف الحركة المراد الوصول إليها .
-1عباس أحمد السامرائي ،كفاءات تدريسية دون طبعة ،دون بلد نشر دون دار ،نشر بدون سنة نشر ،ص 87
-2عباس أحمد السامرائي ،نفس المرجع ،ص.90
11
ويعرف أنه التعلم الذي يحدث نتيجة معالجة المعلم المعلومات وتركيبها حتى يصل إلى معلومات
جديدة ،والعنصر الجوهري في اكتشاف معلومات جديدة هو أن يلعب المكتشف دورا نشطا في
تكوين المعلومات الجديدة والحصول عليها.1
وهذا يستلزم أن يقوم المدرس بإعداد مجموعة األسئلة قبل بداية الدرس بحيث يكون هناك أسئلة
كي تقود التلميذ إلى الهدف النهائي ومن مميزات هذا األسلوب أنه يجعل المتعلم مشاركا فعاال في
العملية التعليمية التعلمية ويؤكد على ممارسة عمليات التعلم بدال من المعرفة فقط.
كما يؤكد على تجريب االستكشافي واستمرارية عملية التعلم.
-2أسلوب حل المشكالت :يعتبر هذا األسلوب امتداد ألسلوب االكتشاف الموجه ،فهو يعتمد على
قدرات التالميذ على التنوع في استجاباتهم ،الحركية ،فاألسلوب األول كان يتضمن سؤاال من
المعلم تقابله استجابة حركية من طرف المتعلم ،أما أسلوب حل المشكالت يتضمن سؤاال واحدا
من المعلم يستدعي مجموعة من االستجابات الحركية من طرف المتعلم .وتتجلى أهمية
المشكالت في كونها أساس التعلم واكتساب المعرفة .
فتمثالت المتعلمين وتصوراتهم تتكون من خالل المشكالت والوضعيات التي يواجهونها
ويحاولون إيجاد الحلول المناسبة والمالئمة لها ،ومن هنا فان علم النفس المعرفي يرى بان حل
المشكالت يعد أحد مظاهر النشاط العقلي لدى اإلنسان يج ّند فيه مختلف قواه العقلية.2
-3أسلوب التعلم التعاوني :وهو ذلك التعلم الذي يتم في مجموعات صغيرة من المتعلمين،
ويشترط في هذا النوع من األساليب أن تكون المجموعات غير متجانسة ،حيث يعمل كل األفراد
من اجل رفع مستوى كل فرد مكون للمجموعة ،وبهذا تحقيق التعلم المشترك ،كما يتم تقويم
هؤالء المتعلمين وفقا لمحكات موضوعة مسبقا .ويعرفه محمد عصام طريبة بأنه ذلك التعلم الذي
تقوم به مجموعة متعاونة ،ويعتبر كل فرد داخل هذه المجموعة عضو فعال يشترك في جميع
عناصر أسلوب التدريس هو عمل األفراد كأعضاء في جماعات وكل عضو في الجماعة مرتبط
عقليا وانفعاليا بأهداف الجماعة وأنظمتها.3
-1عصام الدين متولي عبد هللا طرق تدريس التربية البدنية بين النظرية والتطبيق ط ، 1دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،2007 ،ص.33
-2أحمد أوزي التعليم والتعلم الفعال نحو بيداغوجيا منفتحة على االكتشافات العلمية الحديثة حول الدماغ ، 1 ،اإلسكندرية ،منشورات مجلة علوم التربية
الدار البيضاء ،2015 ،ص 75
-3محمد عصام طريبة ،المرجع السابق ،ص.20
12
خاتمة:
المقاربة بالكفاءات طرح جديد وتغير كبير في المنظومة التربوية .وهي امتداد للمقاربة باألهداف
حيث تعتمد على منطق التعليم والتعلم اللذان يستهدفان تنمية الكفاءات لدى المتعلم مع األخذ في
عين االعتبار قدرات المتعلمين والفروق الفردية بينهم .كما أن بناء المناهج التربوية على أساس
المقاربة بالكفاءات يراعي إعداد المتعلمين للتفاعل مع المجتمع والحياة اليومية واستغالل ما
اكتسبوه من كفاءات من أجل المساهمة في بناء المجتمع وتطوره.
والشك أن إصالح المناهج التربوية في ضوء المقاربة الجديدة أعطى للمادة التعليمية بعدا أخرى
ودفعا نحو تحقيق أهدافها الخاصة والعامة ،وذلك بالمساهمة في رفع المستوى التعليمي المتعلمين
واالنتقال من منطق التلقينالذي يعكس دور المعلم (األستاذ) ،إلى منطق المعرفة المتبادلة بين
المعلم والمتعلم باستخدام الديداكتيكا ،و من جو الملل إلى جو التنافس واالكتشاف.
ولقد أحدثت المقاربة بالكفاءات ثورة في مجال تصميم المناهج الدراسية ،وأصبحت من أكثر
المجاالت جلبا لالهتمام والبحث في الميدان التربوي ،وذلك نظرا لما ارتكزت عليها من نظريات
متعددة في علم النفس وعلوم التربية ولما أحدثته من تغييرات جوهرية في الحكم على مخرجات
التعليم وإن الحكم على نجاح أو فشل تطبيق هذه المقاربة وذلك في حالة توفير كل متطلبات هذا
التطبيق ال يزال سابقا ألوانه ،خاصة في األنظمة التربوية التي تبنت هذه المقاربة دون أن تكيفها
تكييفا تاما حسب الواقع بكل مكوناته .ولكن في كل الحاالت فإن االنتقال إلى مقاربة جديدة بات
أمرا مفروضا بحكم التطورات الحاصلة على كافة الميادين ،خاصة مع االنفجار المعرفي وما
تضمنته األبحاث في ميدان علم النفس وعلوم التربية من نتائج تؤكد أن المقاربات القديمة لم تعد
تفي بالغرض لتمكن المتعلم من التكيف مع واقع عنوانه الكبير وسمته الرئيسية التغير السريع في
شتى المجاالت.
ووفقا لما تقدم فالمعلم في إطار المقاربة بالكفاءات مطالب بالتخلي في كثير من األحيان عن
الطريقة االستنتاجية في التدريس فعليه أن يكون منظما للوضعيات ،منشطا للتالميذ ،حاثا إياهم
على المالحظة والتشاور والتعاون ومسهال لهم عملية البحث والتقصي في المصادر المختلفة
للمعرفة كتب ،مجالت ،جرائد قواميس ،موسوعات ،أقراص مضغوطة ،أنترنت الخ .....
وبقدر مايكون بحاجة إلى الوسائل التعليمية ستكون حاجته أكثر إلى إبتكار وضعيات التعلم التي
يواجه فيها المتعلم مشكالت وينجز مشاريع.
13
قائمة المراجع
أحمد أوزي التعليم والتعلم الفعال نحو بيداغوجيا منفتحة على االكتشافات العلمية الحديثة حول
الدماغ ، 1 ،اإلسكندرية ،منشورات مجلة علوم التربية الدار البيضاء2015 ،
خطوط رمضان ،استخدام أساتذة الرياضيات الستراتيجيات التقويم والصعوبات التي تواجههم أثناء
التطبيق رسالة ماجستير في العلوم التربوية منشورة ،جامعة منتوري قسنطينة الجزائر،
2019/2010
سليمان نايت وآخرون ،المقاربة بالكفاءات الجزائر ،دار األمل الجزائرية 2004 ،م .
سوسكا وسارة تدريس التربية الرياضية ،ترجمة :صالح حسن وآخرون بدون بلد نشر ،بدون دار
نشر 1991
صفوت توفيق هنداوي ،استراتيجيات التدريس ،جامعة دمنهور ،بدون دار نشر بدون سنة نشر.
طه على حسين ،الدليمي كامل محمود نجم الدليمي أساليب حديثة في تدريس قواعد المغة العربية،
مطبعة الشروق 2004 ،م
عباس أحمد السامرائي وعبد الكريم السامرائي ،كفاءات تدريسية دون طبعة ،دون بلد نشر دون دار
،نشر بدون سنة نشر
عبد الرحمان عبد السالم ،جامل طرق التدريس العامة ومهارات تنفيذ وتخطيط عملية التدريس ،ط
، 2عمان ،دار المنهاج.2000 ،
عصام الدين متولي عبد هللا طرق تدريس التربية البدنية بين النظرية والتطبيق ط ، 1دار الوفاء
لدنيا الطباعة والنشر 2007 ،م.
عفاف عبد الكريم ،التدريس للتعلم في التربية البدنية والرياضية دون طبعة اإلسكندرية ،منشأة
المعارف1994 ،
على راشد كفايات األداء التدريسي القاهرة ،دار الفكر العربي2005 ،م
كمال عبد الحميد زيتون التدريس نماذجه ومهاراته القاهرة ،عالم الكتب.2003 .
محسن محمد حمص المرشد في تدريس التربية الرياضية اإلسكندرية ،منشأة المعارف1998 ،
محمد الدريج ،التدريس الهادف ،اإلمارات المتحدة العربية دار الكتاب الجامعي .2004
محمد عصام طريبة أساليب وطرق التدريس ،الحديثة ،األردن دار حمورابي للنشر والتوزيع ،
.2008
مصطفى بن حبيلس ،المقاربة بالمشكالت في ضوء العالقة بالمعرفة ،العدد 2004 ،38م .
نوال إبراهيم شلتوت ميرفت علي خفاجة طرق التدريس في التربية الرياضية ،ط ،1مصر ،مكتبة
ومطبعة اإلشعاع الفنية.2002 ،
هادي طوالبة ،وآخرون ،طرائق التدريس ،عمان ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة2010 ،
وزارة التربية الوطنية ،الوثيقة المرافقة لمناهج التربية البدنية والرياضية ،السنة الثانية من التعليم
المتوسط ،الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد. 2003 ،
14