You are on page 1of 140

‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشرح الصدور‬

‫تقديم‬
‫الشيخ عبد الحميد بن محمد علي قدس‬
‫الش''يخ عب''د الحمي''د بن محم''د علي ق''دس بن عب''د الق''ادر‬
‫الخطيب‪ .‬ه''و أح''د علم''اء مك''ة المكرم''ة في الق''رن الراب''ع‬
‫عشر الهجري وأحد أئمة المق''ام الش''افعي بالمس''جد الح''رام‪.‬‬
‫ويتص''ل نس'''به بالش'''يخ عب''د الق'''ادر الخطيب بن عب'''د هللا‬
‫الش'افعي المول'ود في اليمن(‪ )1‬وه'و ج'ده ألبي'ه الش'يخ محم'د‬
‫علي قدس بن عبد القادر الخطيب الذي أخذ عنه العلم‪.‬‬
‫كانت والدة الشيخ عبد الحميد ق''دس في مك''ة المكرم''ة ع''ام‬
‫(‪)2‬‬
‫‪1280‬هـ وه'و الت'اريخ ال'ذي أورده ال'زركلي في أعالمه‬
‫وفي كتاب س''ير وت''راجم للش''يخ عم''ر عب''د الجب''ار الطبع''ة‬
‫الثانية ‪1385‬هـ حيث توفي عن أربع وخمسين س''نة(‪ )3‬في ‪9‬‬
‫‪ -‬رجب‪ 1334 -‬بدار الب''وقري ب''الزاهر حيث أخل''وا دارهم‬
‫تقديرا لمكانته‬
‫‪ .)11‬يقال إنه ولد في مدينة حجر في شمال حضرموت‪ .‬وقد ذكر لي األستاذ عبد الملك الوصابي خالل‬
‫زيارتي لصنعاء ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ .) 22‬اعتمد الزركلي في معلوماته عن الشيخ عبد الحميد قدس على معجم المطبوعات دار الكتب المصرية‬
‫مجلد ‪ 1‬ص‪.275‬‬
‫‪ .)33‬ورد اسم الشيخ عبد الحميد قدس في معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية ط‪2‬‬
‫‪1483‬هـ حرق القاف ما نصه‪ :‬عبد الحميد محمد قدس أو محمد عبد الحميد في محمد علي قدس الخطيب‬
‫والصحيح عبد الحميد بن محمد علي بن عبد القادر قدس الخطيب الشافعي كما ورد في أعالم الزركلي‬
‫توفي في رجب ‪1334‬هـ‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫العلمية لقضاء' فترة النقاهة من مرضه الذي م''ات في''ه ولكن‬


‫المنية عاجلته‪.‬‬
‫تلقّى العلم في المسجد الحرام على أيدي علماء ذلك العصر‪،‬‬
‫وهم‪ :‬السيد أحمد زيني دحالن‪ ،‬والشيخ محمد سليمان حسب‬
‫هللا‪ ،‬والش''يخ عم''ر باجني''د‪ ،‬والش''يخ عب''د ال''رحمن ال''دهان‪،‬‬
‫والشيخ سعيد يماني‪ ،‬والسيد عثمان شطا‪ .‬والزم أخ'اه الس'يد‬
‫بكري شطا في تحصيله للعلم كما ذكر الشيخ عبد هللا م''رداد‬
‫أبو الخير رحمه هللا في كتابه نشر النور والزهر في ت''راجم‬
‫أفضل علم''اء مك''ة المكرم''ة من الق''رن العاش''ر إلى الراب''ع‬
‫عشر‪.‬‬
‫وقد حف'ظ الش'يخ عب'د الحمي'د ق'دس الق'رآن الك'ريم‪ ،‬وحف'ظ‬
‫كثيرا من المتون والنصوص في األدب واللغة كاآلجرومي''ة‬
‫وألفي'''ة ابن مال'''ك والرّحبي'''ة والسنوس'''ية والس'''لم والزب'''د‬
‫وغيرها‪ .‬وق''رأ علي'ه علم األدب والت''اريخ وق''رأ على الس''يد‬
‫حس'''ين الحبش'''ي أص'''ول الفق'''ه وجمل'''ة من كتب التفس'''ير‬
‫والحديث والتص ّوف‪ ،‬وقد أجازه أساتذته ومعلّموه وأذنوا ل''ه‬
‫بالتدريس في المسجد الحرام واس''تم ّر في أداء ه''ذه الرس''الة‬
‫الشريفة قراب''ة ثالثين عا ًم''ا‪ ،‬كم''ا فتح بين''ه الك''ائن في ب''اب‬
‫الدريب''ة ق''رب المس''جد الح''رام بالش''امية لت''دريس الطالب‬
‫أصول الدين المختلفة‪ .‬وكانت حلقات دراسية مفيدة وشيقة‪..‬‬
‫كما ذكر الشيخ عمر عب''د الجب''ار في كتاب''ه «س''ير وت''راجم‬

‫‪2‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بعض العلماء في القرن الرابع عشر الهج''ري» حيث أش''ار‬


‫أنه جلس إلى حلقة الشيخ عب''د الحمي''د ق''دس‪ .‬وك''ان ي''درس‬
‫الس''يرة النبوي''ة فاس''تمع إلى ش''رح واف عن غ''زوة ب''در‬
‫الكبرى‪.‬‬
‫وأشار إلى أنه كان رحمه هللا يترسل في دروسه التي يبدأها‬
‫عادة بعد صالة الفجر حتى شروق الشمس في حص'وة ب'اب‬
‫النبي‪ ،‬وعلى وجهه سمات الزهد والتقى‪ ،‬وكان ح''ا ّد ال''ذكاء‬
‫لماحا فصيح اللسان ساحر البيان‪ .‬اش''تهر باجته''اده ونبوغ''ه‬
‫وحبه لطلب العلم‪ ،‬كما أنه ودود دمث األخالق‪ .‬ومن صفاته‬
‫األن''اه والحلم‪ ،‬وه''و إلى ذل''ك ش''اعر وأديب‪ ،‬وفي ش''عره‬
‫صورة من ورعه وزهده وإخالصه‪ ،‬وتراثه اللغوي غزير‪،‬‬
‫وك'''ان رحم'''ه هللا من أنش'''ط علم'''اء الحج'''از في الت'''أليف‬
‫والنشر‪ ،‬فقد وض''ع ع''دة كتب انتش''رت بين طالب العلم في‬
‫الحجاز' والشام ومصر واليمن والشرق األقصى‪.‬‬
‫أما مؤلفات''ه فبلغت زه'اء الثالثين كتاب'ا ورس''الة في الس'يرة‬
‫النبوية‪ ،‬وأصول الفق''ه‪ ،‬واللغ''ة العربي''ة واألدعي''ة الم''أثورة‬
‫إضافة إلى العديد من مؤلفات''ه األدبي''ة في البالغ''ة والش''عر‪،‬‬
‫وق''د أه''ديت مكتبت''ه الزاخ''رة إلى مكتب''ة الح''رم المكي ع''ام‬
‫‪1370‬هـ‪ ،‬وتعت''بر ث''اني مكتب''ة في الحجم لم''ا تحتوي''ه من‬
‫ذخائر الكتب والمخطوطات بعد مكتبة الشيخ ماج''د ك''ردي‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫كم''ا توج''د بعض ه''ذه المؤلف''ات' في دار الكتب المص''رية‬


‫بالقاهرة والمكتبة الحلبية في سوريا‪.‬‬
‫ومن أهم هذه المؤلفات' التي تم حصرها واالستدالل عليها‪:‬‬
‫‪ .)1‬نفحات القبول واالنبهاج في قصة اإلسراء والمعراج‪.‬‬
‫‪ .)2‬الذخائر القدسية في زيارة خير البرية‪.‬‬
‫‪ .)3‬رسالة في البسملة من حيث البالغة‪.‬‬
‫‪ .)4‬شرح على منظومة في الخصال المكفرة للذنوب ض''ياء‬
‫الشمس الضاحية على الحسنات الماحية ‪1323‬هـ‪.‬‬
‫‪ .)5‬الجواهر الوفية في األخالق المرضية ‪1319‬هـ القاهرة‬
‫مطبعة الترقي‪.‬‬
‫‪ .)6‬منظومة في األخالق واآلداب اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .)7‬فتح الجليل الكافي في علم العروض والقوافي ‪1325‬هـ‬
‫المطبعة الحسينية القاهرة‪.‬‬
‫‪ .)8‬لطائف اإلشارات على تسهيل الطرق''ات لنظم الورق''ات‬
‫في أصول الفقه‪.‬‬
‫‪ .)9‬الدرة الثمينة في المواضع التي تسن فيه''ا الص''الة على‬
‫صاحب' السكينة‪.‬‬
‫‪ .)10‬كنز العطاء في ترجمة العالمة السيد بكري شطا‪.‬‬
‫‪ .)11‬بلوغ المرام في مولد النبي عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫‪ .)12‬إرش'''اد المهت'''دي إلى كفاي'''ة المبت'''دي – رس'''الة في‬
‫التوحيد‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫‪ .)13‬طالع السعد الرفيع في شرح نور البديع‪.‬‬


‫‪ .)14‬التحفة المرضية في تفسير القرآن العظيم بالعجمية‪.‬‬
‫‪ .)15‬الفتوحات' القدسية في التوسالت واألدعية‪.‬‬
‫‪ .)16‬منظومة في االستعانة والحكم‪.‬‬
‫وغيرها من الكتب والمؤلفات التي طبعت ولم تطبع‪.‬‬
‫وقد استغلت الحكومة العثمانية نشاطه وذيع س''يطه ومكانت''ه‬
‫العلمي''ة في البالد العربي''ة والش''رق األقص''ى‪ ،‬فانتدبت''ه م''ع‬
‫هيئة من وجهاء مكة المكرمة والمينة المن ّورة لحضور حفل‬
‫افتتاح الخ''ط الحدي''دي بين الحج''از' والش''ام ال''ذي س''اهم في‬
‫االكتتاب فيه المسلمون‪ ،‬فسافر إلى لبنان عام ‪1324‬هـ فمثل‬
‫بالده مع زمالئه خير تمثيل‪ ،‬واصطحب معه بعض مؤلفاته‬
‫التي تم طبعها في لبنان‪ ،‬ومنها كتاب''اه [ال''ذخائر القدس''ية في‬
‫زيارة مسجد الرسول ‪ ‬خير البرية] وكتاب [دفع الشدة في‬
‫تشطير نهج البردة]‪.‬‬

‫أبناءه وورثة علمه‪:‬‬


‫من أبن''اء الش''يخ عب''د الحمي''د ق''دس ال''ذين ت''أدبوا وحمل''وا‬
‫رسالته الفاضلة من بعده ابناه الشيخ محمد ن''ور ق''دس ال''ذي‬
‫ك''ان ل''ه مجلس علم من بيت''ه (دار آل ق''دس) بب''اب الدريب''ة‬
‫الذي يمتد من س''ويقة إلى ب''اب الح''رم الش''ريف في الناحي''ة‬
‫الشرقية الجنوبية‪ ،‬توفي عام ‪1360‬هـ‪ ،‬والش''يخ محم''د علي‬

‫‪5‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫قدس الذي أرسله والده إلى مصر ليتص''ل ويتلقى العلم على‬
‫ي''د علم''اء األزه''ر الش''ريف‪ ،‬وبع''د ذل''ك ق''ام بإرس''اله إلى‬
‫أندونيس''يا م''ع بداي''ة الح''رب العالمي''ة الثاني''ة م''ع نف''ر من‬
‫زمالئ''ه من طالب األزه''ر لنش''ر العلم وت''دريس أص''ول‬
‫الدين‪ .‬وهناك أسس المدرس''ة المحمدي''ة واش''تغل بالت''دريس‬
‫فيه''ا‪ ،‬وب''نى مس''جدا قربه''ا‪ ،‬وأص''در مجل''ة ديني''ة (الم''رآة‬
‫المحمدية) وكان على اتصال دائم بوالده حتى توفاه هللا ع''ام‬
‫‪1363‬هـ‪ ،‬وله مؤلفات منها [الس''عادة ومط''الب اإلس''الم في‬
‫حب الصحابة الكرام]‪.‬‬
‫ومن أبناء الش''يخ عب''د الحمي''د ق''دس الش''يخ أحم''د ق''دس من‬
‫كبار م''وظفي الش''ريفات في آخ''ر عه''د المل''ك عب''د العزي''ز‬
‫وأول عه''د ابن''ه المل''ك س''عود في دار الض''يافة بالري''اض‪،‬‬
‫توفي عام ‪1369‬هـ‪ ،‬وعمر قدس من موظفي وزارة المالي''ة‬
‫بالخزينة العامة بمكة المكرمة‪ .‬وعندما عين الش''يخ عب''د هللا‬
‫السعود وزيرا للمالية عينه مديرا عاما للمشتروات الخاص''ة‬
‫الملكية‪ .‬وابنه أسعد الذي كان مالزم''ا لوال''ده‪ ،‬وجميعهم من‬
‫كبار مطوفي الجاوة كما ذكر ذل''ك في كت''اب [ت''اريخ مك''ة]‬
‫لألستاذ أحمد السباعي‪ ،‬وله بنت''ان ت''زوجت إح''داهما من آل‬
‫الحبشي‪ ،‬واألخرى من الشيخ محمد سعيد حبحب‪.‬‬
‫ومن أحف''اد الش''يخ عب''د الحمي''د ق''دس؛ «رض''ا محم''د علي‬
‫قدس» والد ك''اتب ه''ذه الس''طور محم''د أحم'د ق'دس‪ ،‬وك'ان‬

‫‪6‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫نائب رئيس مكتب المراقب''ة العام''ة بج''ده‪ ،‬و«ص''دقة محم''د‬


‫ن''ور ق''دس» بالمراقب''ة العام''ة‪ ،‬و«ال''دكتور عص''ام عم''ر‬
‫قدس» طبيب العي''ون المع''روف‪ ،‬وم''دير مستش''فى العي''ون‬
‫بج''دة‪ ،‬و«هش''ام عم''ر ق''دس» ب''وزارة الخارجي''ة‪ ،‬و«من''ير‬
‫عمر قدس» بوزارة الدفاع والطيران بقاعدة جدة سابقا‪.‬‬
‫وأبن''اء الش''يخ محم''د س''عيد حبحب من ابنت''ه رقي''ة وع''ادل‬
‫وحسن وطاهر حبحب‪.‬‬
‫وهذا كتاب [ك ْنز النجاح والسرور في األدعية المأثورة التي‬
‫تشرح الصدور] بين يديكم أسأل هللا أن ينتفع به المسلمون‪.‬‬
‫ورحم هللا الشيخ عبد الحميد ق''دس وج''زاه هللا عن المس''لمين‬
‫خير الجزاء‪ ،‬وأفس''ح مكانً''ا علي''ا في جن''ات‪ '،‬وس''وف يت''ابع‬
‫حفدته إن شاء هللا في طبع ونشر جميع كتبه بإذن هللا‪.‬‬

‫محمد علي قدس‬

‫‪7‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الحمد هلل الذي أمر بالدعاء ووعد باإلجابة‪ ،‬وجعله سببًا ل''ر ِّد‬
‫البالء واستجالب الرحمة المس''تطابة‪ ،‬كم''ا أن التُّرس س''بب‬
‫ل''ر ّد الس''هم عن اإلي''ذاء‪ ،‬والم''اء س''بب لخ''روج النب''ات من‬
‫الغ'''براء‪ '،‬والص'''الة والس'''الم على س'''يد ال'''داعين‪ ،‬وس'''ند‬
‫ال''راجين‪ ،‬س''يدنا محم''د خالص''ة الص''فوة ال''ذي ارتقت في''ه‬
‫حقائق الكماالت البشرية‪ ،‬وعلى آله وص''حبه ذوي المن''اقب'‬
‫الفاخرة' والمراتب العليّ''ة‪ ،‬وعلى ت''ابعيهم بإحس''ان‪ ،‬ال س''يما‬
‫األولي'''اء ذوي العرف'''ان‪ ،‬من اختص'''هم الم'''ولى بإلهام'''ه‪،‬‬
‫وأفاض عليهم مواهب إنعام''ه‪ ،‬وأذاقهم ل''ذة مناجات''ه فمنحهم‬
‫بدائع معارفه ومحاسن هباته‪.‬‬
‫أم''ا بع''د؛ فلم''ا ك''ان أحبّ عب''اد هللا إلى هللا س''بحانه وتع''الى‬
‫أنفهم لعباده كان على كل عبد أن يجعل بُغي''ة قص''ده وغاي 'ةَ‬
‫مراده تعمي َم النفع لعباد هللا بقدر اجتهاده‪ ،‬كلٌّ بحسب ما آت''اه‬
‫هللا من علم وأعطاه‪ ،‬تقرُّ بًا إلى مواله بخير ما لديه‪ ،‬والتماسًا‬
‫لرض''اه وتَحبُّبً''ا إلي''ه؛ ومن ثم ك''ان دأبُ العلم''اء ت' َ‬
‫'دوين م''ا‬
‫عن''دهم من العل''وم في بط''ون الص''حائف‪ ،‬وتعمي َم المنفع''ة‬
‫لخلق هللا بنشر ما لديهم من اللطائف‪ ،‬تخليدًا للنف''ع واألج''ر‪،‬‬
‫وتق ّربًا إلى هللا سبحانه وتعالى بهذا القدر‪.‬‬
‫وإني على حسب ط''اقتي‪ ،‬وق'در اس''تطاعتي ق''د اقتفيت دأب‬
‫أولئك األعالم‪ ،‬عسى ولع ّل أن أنال ما نالوه من األجر ونفع‬
‫األنـــــــام‪ '،‬فجمعت مــــا'‬

‫‪8‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫اطلعت عليه‪ ،‬ووص''ل فك''ري إلي''ه في ه''ذه ال ُو َريق''ات‪ '،‬مم''ا‬


‫تفرّق في كتب السادات‪ '،‬مم''ا ورد عن الن''ب ّي األك''رم ص''لى‬
‫بعض‬
‫َ‬ ‫هللا تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬ومم''ا ألهم''ه‬
‫خواصِّ ه المولى الشكور‪ ،‬من أدعية في بعض أيام من أغلب‬
‫الشهور‪ ،‬فإلَي َكهَا فقد أبرزته''ا من كن''وز ال''دفاتر‪ ،‬وأظهرته''ا‬
‫وإن كان الجسم عليالً والذهن ف''اتر‪ .‬ودونَ''ك م''ا اس''تخرجتُه‬
‫من معادن''ه‪ ،‬لينتف''ع ب''ه َمن ال يق''در على تتبُّع''ه من أماكن''ه‪،‬‬
‫نفائس ينتعش به''ا قارئه''ا‬ ‫َ‬ ‫وأضفت إليه ما يناسب المقام‪ ،‬من‬
‫من األنام‪ ،‬رجا َء عفو الكريم الفاتح‪ ،‬ودعو ِة أخ محبٍّ في هللا‬
‫صالح‪ ،‬وسميته [ك ْن''ز النج''اح والس''رور‪ ،‬في األدعي''ة ال''تي‬
‫تش'''رح الص'''دور] وهي أدعي'''ة في بعض أي'''ام‪ ،‬من أغلب‬
‫شهور العام‪ ،‬وهللا أسأل وبنبيّه أتوسَّل أن يجعله لديه مقبوالً‪،‬‬
‫وب''اليُمن واإلقب''ال مش''موالً‪ ،‬وب''ه أس''تعين في ذل''ك‪ ،‬وأس''أله‬
‫اإلخالص والخالص من المهالك‪ '،‬وأرج''و ممن اطل''ع علي''ه‬
‫من اإلخوان‪ ،‬الغضَّ عما فيه من النقصان‪ ،‬والدعاء بالتسديد‬
‫للصواب‪ '،‬فإنه لن يجد هذه األدعي''ة به''ذا الجم''ع في كت''اب‪،‬‬
‫وباهلل أعتض'''د‪ ،‬فيم'''ا أعتم'''د‪ ،‬وه'''و حس'''بي ونعم الوكي'''ل‬
‫الحسيب‪ ،‬وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وإليه أنيب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫‪‬‬
‫اعلم أن الكالم ص''فة المتكلم (وم''ا في''ك يظه''ر على في''ك)‬
‫ف''أحزاب' المش''ايخ الع''ارفين‪ ،‬والعلم''اء الع''املين‪ ،‬وأورا ُدهم‬
‫ومحفوظاتهم‪ ،‬وأدعيتهم السنيّة‪ ،‬وأذك''ارهم العليّ''ة‪ ،‬وغيره''ا‬
‫ُ‬
‫وم'''يراث عل'''ومهم‬ ‫ُ‬
‫ونعت مث'''الهم‪،‬‬ ‫هي ص'''فة أح'''والهم‪،‬‬
‫وأعمالهم‪ ،‬مس ّددةً بإلهام''اتهم‪ ،‬مص'حوبةً بكرام''اتهم‪ ،‬وب'ذلك‬
‫َج َروا في كل أمورهم ال بالهوى فلذلك كان القبول لكالمهم‪،‬‬
‫وربما جاء بعدهم من أراد محاولة ذل''ك بنفس''ه لنفس''ه‪ ،‬فع''اد‬
‫م''ا تو ّج''ه ب''ه علي''ه بعكس''ه‪ ،‬كم''ا يحكى‪[ :‬أن النحل''ة علمت‬
‫ال ّزنبور طرق النسج فنس''ج على منواله''ا‪ ،‬وص''نع بيتً''ا على‬
‫مثالها‪ ،‬ثم ادعى أن له من الفضيلة م''ا له''ا؛ فق''الت ل''ه‪ :‬ه''ذا‬
‫البيت‪ ،‬وأين العسل؟ وإنما السِّر في السكان ال في المك''ان –‬
‫باس''و َدان في (ذخ''يرة المع''اد؛ ش''رح راتب الح''داد]‬ ‫أف''اده َ‬
‫والقاوقجي الشامي‪.‬‬
‫(وقال في الذخيرة أيض''ا) في موض''ع آخ''ر قب''ل ه''ذا‪ :‬وأم''ا‬
‫وض'''ع األئم'''ة الع'''ارفين‪ ،‬والعلم'''اء الع'''املين‪ ،‬لألوراد‬
‫واألحزاب والرواتب وغيره''ا من نح''و األدعي''ة‪ ،‬فق''د ذك''ر‬
‫الشيخ ز ّروق وغيره من ش'راح أح'زاب الش''يخ أبي الحس'ن‬
‫الشاذلي‪ ،‬واإلمام النووي وغيرهما‪ :‬أن تقري''ر ذل''ك والعم' َل‬

‫‪10‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫به صحيح صريح من السنة‪ ،‬وشواهده كثيرة‪ ،‬وذلك بتقري''ر‬


‫عليه الصالة والس''الم ألذك''ار وأدعي'ة س'معها من كث'ير من‬
‫أص''حابه مختلف''ة بألف''اظ متباين''ة ومع''ان واض''حة بال تق ' ّدم‬
‫تعليم‪ ،‬وال تعلّم منه ‪ ‬في ألفاظها‪.‬‬
‫(فمن ذلك‪ ):‬حديث عبد هللا بن بُريدة رض''ي هللا تع''الى عن''ه‬
‫أنه عليه الصالة‬
‫ت هللا الَ‬ ‫ك َأ ْن َ‬ ‫ك بَِأنَّ َ‬‫والسالم سمع رجالً يق''ول‪ :‬اللهُ ّم إنِّي َأ ْس 'َألُ َ‬
‫اح ُد اَأل َح ُد َّ‬
‫الص' َم ُد‪ ،‬ال' ِذيْ لَ ْم يَلِ' ْد َولَ ْم ي ُْولَ' ْد َولَ ْم‬ ‫ت ْال َو ِ‬
‫ِإلَهَ ِإالَّ َأ ْن َ‬
‫يَ ُك ْن لَهُ ُكفُ ًوا َأ َح ٌد‪ .‬فقال‪[ :‬لقد سأل هللا تع''الى باس''مه األعظم‪،‬‬
‫الذي إذا ُدعي به أجاب‪ ،‬وإذا سئل به أعطى]‪ .‬إلى غير ذلك‬
‫من األحاديث ال''تي ذكره''ا نقالً عن األذك''ار النبوي''ة لإلم''ام‬
‫النووي‪.‬‬
‫(ثم ق''ال)‪ :‬ولوض''ع األح''زاب واألوراد واألدعي''ة ش''روط‪،‬‬
‫(منه''ا)‪ :‬أن يج''ري وض''ع م''ا ذك''ر بحكم الح''ال' ال ب''الهوى‬
‫واالختي''ار الص''ناعي‪ ،‬وأن يك''ون س''الم اللف''ظ من اإليه''ام‬
‫واإلبه'''ام واإلش'''كال؛ لموافقت'''ه ألف'''اظ الش'''ارع ومعاني'''ه‪،‬‬
‫ورجوعه ألصوله ومبانيه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ف''انظره‪ !....‬فإن''ه ج''امع نفيس ج'' ًّدا وم''ا جمعن''اه في ه''ذه‬
‫صالً إن شاء هللا‪.‬‬ ‫ال ُو َريقات من هذا القبيل كما ستراه مف ّ‬
‫ثم إن اإلنس'''ان ال يس'''تعمل ش'''يًئا إالّ وه'''و كام'''ل المحب'''ة‬
‫لص''احبه [ومن أحبّ قو ًم''ا حُش''ر معهم] كم''ا في الح''ديث‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ويكون أيضًا حسن الظن في ُمب ِْر ِزه‪ ،‬معتقدًا صالح َم''ورده‪،‬‬
‫إذ ذاك شرط االنتفاع‪ ،‬وكل خير في االعتقاد‪ ،‬وك'ل ش' ّر في‬
‫االنتقاد‪.‬‬
‫إذ الفتى َحسب اعتقاده ُرفِع وكلُّ من لَم يعتقد لَم ينتفع‬
‫وهللا سبحانه وتعالى ال يخيّب راجيه‪ ،‬وال ير ّد داعيه‪.‬‬
‫والم''رء إن يعتق''د ش''يًئا وليس كم''ا يظـنّه لَم يَخبْ وهللا‬
‫يعطيـ ِه‬
‫فـــاعمل يــــا' أخي بـــكل م'ا في ه'ذا الكت'اب [ك ْن'ز النج'اح‬
‫والسرور‪ ،‬من‬
‫األدعية التي تشرح الصدرو] فإنها كثيرة الفوائ''د لتس''لم به''ا‬
‫من الغوائ''ل والش''رور‪ ،‬وتحص''ل ل''ك من م''والك الفض''ائل‬
‫واألجور‪ ،‬وتجري عليك منه جميل العوائد‪.‬‬
‫واعمل أيضا بما ضاهاها من األدعية الشريفة‪ ،‬التي ج''اءت‬
‫على ميزان الش''رع الش''ريف وقوانين''ه المنيف''ة‪ ،‬من ك''ل م''ا‬
‫أورده العلماء' العاملون‪ ،‬واألولياء الصالحون العارفون‪ ،‬من‬
‫أهل الكشف الصحيح‪ ،‬واإللهام الص'ادق النجيح‪ ،‬كم'ا تعم'ل‬
‫باألدعي''ة ال''تي أنزله''ا س''بحانه وتع''الى في كالم''ه المنَ''زل‪،‬‬
‫واألدعي''ة ال''واردة عن نبين''ا الص''ادق المرس''ل‪ ،‬ص''لى هللا‬
‫تعالى وسلم عليه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وك''ل منتم إلي''ه‪ ،‬وإن‬
‫كان العمل بأدعي''ة ه''ذين أولى‪ ،‬ولكن ليس في تالوة أدعي''ة‬
‫من سنذكرهم محذور أصال‪ ،‬بل لو اخترع اإلنسان من نفسه‬

‫‪12‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫دعاء على النظم الذي ذكرناه فما فيه من ب''أس‪ ،‬ب''ل يحص''ل‬
‫له به إذا فهم معناه كمال اإليناس‪ ،‬ومع ذلك ف''امزج أدعيت''ك‬
‫باألدعية الواردة‪ ،‬ليحصل لك تمام الفائدة‪ ،‬وال يضرّك ق''ول‬
‫من قال‪ ،‬ممن خب''ط في المق''ال‪ ':‬ال ينبغي أن ي''دعو اإلنس''ان‬
‫إال بالوارد عن هللا تعالى أو سيد األك''وان‪ ،‬ص''لى هللا تع''الى‬
‫وسلم علي''ه وعلى آل''ه وص''حبه‪ ،‬وش''يعته وحزب''ه‪ ،‬ف''إن من‬
‫سنذكرهم من القادة العلماء‪ ،‬والس''ادة األولي''اء‪ ،‬م''ا اغ''ترفوا‬
‫تل''ك الفيوض''ات‪ '،‬إال من بح''ر الن''بي األك''رم‪ ،‬وال اقتبس''وا‬
‫هاتيك األنوار الساطعات‪ ،‬إال من نوره صلى هللا تعالى عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫َغرفًا من البحر أو َرشفًا من‬ ‫وكلهم من رسول هللا ُملت ِمسٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫الدِّيم‬
‫أنت مصباح كل فضل فما تصدر إال عن ضوئك األضواء‬
‫كل فضل في العالمين فمن فضل النبي استعاره الفضالء‬
‫(فالمع ّول عليه) حينئ''ذ في ه''ذه الرس''الة من األدعي''ة‪ ،‬ال''تي‬
‫نجية‪ ،‬غير الواردة عن النبي األعظم‪ ،‬صلى هللا‬ ‫هي لتاليها ُم ِ‬
‫تعالى عليه وسلم‪ ،‬ه''و كالم من س''نذكرهم في ه''ذه الرس''الة‬
‫من الص''الحين الع''ارفين‪ ،‬أه''ل الكش''ف ال''ذين فِراس''تهم ال‬
‫ي مخطئ وق'''د‬ ‫تخطئ‪ ،‬ومن انتق'''د عليهم فه'''و مخطئ‪ ،‬وأ ّ‬
‫وحض 'وا‬
‫ُّ‬ ‫كوش''فوا بنفعه''ا‪ ،‬ف''اعتنوا بوض''عها‪ ،‬فعمل''وا به''ا‪،‬‬
‫‪ .)14‬الديم جمع ديمة بكسر الدال؛ وهو مطر يدوم في سكون بال رعد وال برق‪ .‬مصححه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫عليه''ا‪ ،‬وتبعهم الن''اس على العم''ل به''ا‪ ،‬حين أومئ''وا إليه''ا‬


‫ش''رقا وغربً''ا‪ ،‬علم''اء وغ''يرهم ُعجم''ا و ُعربً''ا‪ ،‬فش''اهدوا‬
‫بركته''ا‪ ،‬ورأوا م''ا ي''دل على ص''حتها‪ ،‬وعلم''وا أن محاس''ن‬
‫الشريعة ال تأباها بل تميل إليها كما مرت اإلشارة في أدعية‬
‫أن''اس اخترعوه''ا‪ ،‬وأق''رهم ص''لى هللا تع''الى عليهم وس''لم‬
‫عليها؛ [فالعبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب]‪.‬‬
‫فافهم يا أخي واعمل بهذا المطلب‪ ،‬وإنم''ا ال''ذي يض''رك ل''و‬
‫ثبوت ورودها عن الن''بي األفخم‪ ،‬لئال‬ ‫َ‬ ‫اعتقدت مع العمل بها‬
‫تنسب إليه ما لم يقله صلى هللا تعالى عليه وسلم‪ ،‬فت''دخل في‬
‫ي متع ّم' دًا‬
‫الحديث ال''وارد عن نبين''ا المخت''ار؛ [من ك''ذب عل َّ‬
‫فليتب ّوأ مقعده من النار]‪ ،‬فاعمل به'ا حينئ'ذ معتم'دا على هللا‪،‬‬
‫غير ملتفت إلى ما سواه‪ ،‬ال على أنها مروية يقينا عن الن''بي‬
‫الكريم‪ ،‬عليه أفضل الصالة وأزكى التسليم‪ ،‬اقت''داء بالس''لف‬
‫ويحض 'ون عليه''ا‪ ،‬تبرّك''ا‬
‫ُّ‬ ‫الص''الح ال''ذين ك''انوا يفعلونه''ا‪،‬‬
‫بعملهم الناجح‪ ،‬وتأسيًا بالسادة الص''وفية‪ ،‬وامتث''اال لق''ول من‬
‫أوصى بها‪ ،‬وتيمنا بأفع''الهم المرض''ية‪ ،‬نفعن''ا هللا تع''الى بهم‬
‫أجمعين‪ ،‬ووفقنا وإياك لما يحبّه ويرضاه آمين‪.‬‬
‫(فإن قلت)‪ :‬نحن ال ننكر مجرد ال''دعاء‪ ،‬وإنم''ا ال''ذي ننك''ره‬
‫ك''''ون ه''''ذه األدعي''''ة ال تطلب إال في ه''''ذه األوق''''ات‬
‫المخصوصة‪ ،‬كما سوف تراه في هذه الرسالة ؟‬

‫‪14‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(قلت)‪ :‬قد عرفت أن المع ّول عليه فيما ذكرناه ه''و ق''ول من‬
‫سردنا من أهل الص''الح‪ '،‬والكش''ف الفالح‪ '،‬وفعلهم‪ .‬وأيض''ا‬
‫فهي مجرد أدعي''ة وتض''رعات إلى الت' ّواب ال''رحيم‪ ،‬وتالوة‬
‫القرآن العظيم‪ ،‬وهما ال يُمنع''ان في وقت من األوق''ات‪ ،‬فمن‬
‫أتى بهم''ا فم''ا يقص''د إال مج''رد التض''رع وتالوة كالم رب‬
‫البريات‪ '،‬فما في ذلك بدع'ة وال إنك''ار‪ ،‬ومن أنك''ر ذل'ك فق''د‬
‫'رة‪،‬‬‫استحق الخزي والبوار‪ .‬حمانا هللا وإيّاكم من اعتقاد الفج' َ‬
‫البررة‪ ،‬آمين بجاه الن''بي األمين‪،‬‬‫َ‬ ‫وجعلنا ممن اقتدى بالسادة‬
‫صلى هللا تعالى عليه وسلم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولنش''رع في الم''رام‪ ،‬بع''ون المل''ك العالّم‪ ،‬فنق''ول وب''ه‬
‫نصول‪:‬‬
‫باب ما يطلب في أول العام‬
‫اعلم‪ !...‬أن المح ّرم شهر عظيم‪ ،‬وفض''له كث''ير عميم‪ ،‬وه''و‬
‫أفض'''ل الش'''هور للص'''وم بع'''د رمض'''ان‪ ،‬ثم رجب‪ ،‬ثم ذو‬
‫الحج''ة‪ ،‬ثم ذو القع''دة‪ ،‬ثم ش''عبان فه''و ش''هر هللا المح''رّم‪،‬‬
‫أفضل األشهر ال ُحرُم المق ّدم‪ ،‬وث''الث الثالث''ة ال ُح''رم الس''رد‪،‬‬
‫ورابعها رجبٌ الفَرْ د‪.‬‬
‫(ذك''ر الحاف''ظ) ابن حج''ر رحم''ه هللا تع''الى‪ :‬أن''ه روي عن‬
‫حفص'ة رض'ي هللا تع'الى عنه'ا عن الن'بي ص'لى هللا تع'الى‬
‫عليه وسلم أنه قال‪[ :‬من صام آخر يوم من ذي الحجة وأ ّول‬

‫‪15‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ي''وم من المح'رّم جعل''ه هللا تع''الى ل''ه كف''ارة خمس''ين س''نة‪،‬‬


‫وصوم يوم من المحرم بصوم ثالثين يو ًما]‪.‬‬
‫(وقال الغزالي) رحمه هللا تعالى في اإلحياء عن النبي صلى‬
‫هللا تعالى عليه وسلم أنه قال‪[ :‬من صام ثالثة أي''ام من ش''هر‬
‫حرام؛ الخميس والجمعة والس''بت كتب هللا تع''الى ل''ه عب''ادة‬
‫سبعمائة عام]‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫والدعاء في المح ّرم مأثور‪ ،‬وخ''يره موف''ور‪( .‬ومم''ا وجدت''ه‬
‫من''ه) أن''ه يق''رأ أوالً قب''ل ال''دعاءين(‪ )5‬اآلت''يين‪ :‬آي''ة الكرس''ي‬
‫ثالثمائة وستين مرة مع البسملة في كل م''رة‪ ،‬وعن''د الف''راغ‬
‫من جميع ذلك يقول‪:‬‬
‫اللّهُ َّم يَ''ا ُم َح' ِّو َل اَألحْ ' َوا ِل َح' ِّولْ َح''الِ ْي ِإلَى َأحْ َس ' ِن اَألحْ ' َوا ِل‬
‫ص'لَّى هللاُ تَ َع'الَى َعلَى‬ ‫ك يَ''ا َع ِزيْ' ُز يَ''ا ُمتَ َع'ال‪َ ،‬و َ‬ ‫ك َوقُ َّوتِ َ‬‫بِ َح ْولِ َ‬
‫صحْ بِ ِه َو َسلَّم‬
‫َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه َو َ‬
‫ف''إن في ذل''ك فوائ''د عظيم''ة؛ كم''ا س''تقف علي''ه إن ش''اء هللا‬
‫تعالى‪.‬‬
‫'ارف برب''ه المن''ان‪ ،‬س''يدنا‬ ‫(قال شيخنا) وش''يخ مش''ايخنا الع' ُ‬
‫وموالنا السيد أحمد بن زيني دحالن رحم''ه هللا تع''الى‪ ،‬كم''ا‬
‫نقلته من خطه في سفينته؛ ذكر بعضهم أنه يقرأ في أ ّول يوم‬
‫من المحرم آية الكرسي ثالثمائة وستين مرة مع البس''ملة في‬
‫كل مرة‪ ،‬فإنها حصن حصين من الش'يطان ال'رجيم في ذل'ك‬
‫‪ .)15‬األول منهما‪ :‬اللهم أنت األبديّ القديم األوّ ل‪ ،‬والثاني‪ :‬اللهم هذه سنة جديدة مقبلة‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫العام‪ .‬وفيها من الفوائد ما ال يع ّد وال يح ّد‪ .‬وكان سيخنا يعني‬


‫الشيخ عثمان الدمياطي رحمه هللا تع''الى مواظبً''ا على ذل''ك‪.‬‬
‫وينبغي فعلها قبل الدعاء‪.‬‬
‫العدوي الحمزاوي في النفح''ات‬ ‫(وقال العالمة) الشيخ حسن ِ‬
‫النبوي''ة؛ في الفض''ائل' العاش''ورية‪ :‬ذك''ر الش''يخ أب''و اليس''ر‬
‫القط''ان تلمي''ذ الش''يخ ك''ريم ال''دين الخل''وتي‪ ،‬عن الش''يخ‬
‫دمرداش الكبير رحمهم هللا تعالى‪ :‬من ق''رأ آي''ة الكرس''ي في‬
‫أول يوم من المحرم ثالثمائة وستين مرة يُبسمل في أول كل‬
‫مرة‪ ،‬وعند الفراغ(‪ )6‬من جميع ذلك يقول‪:‬‬
‫اللّهُ َّم يَ''ا ُم َح' ِّو َل اَألحْ ' َوا ِل َح' ِّولْ َح''الِ ْي ِإلَى َأحْ َس ' ِن اَألحْ ' َوا ِل‬
‫ص'لَّى هللاُ تَ َع'الَى َعلَى‬ ‫ك يَ''ا َع ِزيْ' ُز يَ''ا ُمتَ َع'ال‪َ ،‬و َ‬ ‫ك َوقُ َّوتِ َ‬‫بِ َح ْولِ َ‬
‫صحْ بِ ِه َو َسلَّم‬
‫َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه َو َ‬
‫فإنه يُوقّي ما يكرهه(‪ )7‬في جميع العام‪.‬‬
‫(وذكر العالمة ال َّديربي) في فوائ''ده نقال عن العالم''ة جم''ال‬
‫ال'''دين س'''بط ابن الج'''وزي‪ ،‬عن الش'''يخ عم'''ر بن قدام'''ة‬
‫المقدس''ي؛ دع''اء ألول الع''ام ودع''اء آلخ''ره وق''ال‪ :‬م''ا زال‬
‫مشايخنا يوصون به ويقرءونه‪ ،‬وما فاتني طول عمري‪.‬‬
‫‪‬‬
‫(فأما دعاء أول العام فإنه يقول)‪:‬‬
‫‪ .)16‬قال في النفحات‪ :‬أي عند إتمام جميع العدد المذكور؛ هكذا تلقيناه' عن ثقة‪ ،‬ال عند إتمام كل مرة‪ .‬اهـ‬
‫منه‪.‬‬
‫‪ .)27‬وقال في نعت البدايات‪ :‬فإنه يكون محفوظًا‪ ،‬ويوقي ما يكرهه‪ .‬وجربت وصحت‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل رب العالمين (اللهم) صل‬


‫على سيدنا محمد ص''الة تمأل خ''زائن هللا ن''ورًا‪ ،‬وتك''ون لن''ا‬
‫وللمؤمنين فرجا وفرحا وسرورا‪ ،‬وعلى آله وص''حبه وس''لم‬
‫ي القديم األول‪ ،‬وعلى فضلك‬ ‫تسليما كثيرا‪( .‬اللهم) أنت األبد ّ‬
‫العظيم وك''ريم ج''ودك العميم المع' ّول‪ ،‬وه''ذا ع''ام جدي''د ق''د‬
‫أقبل‪ ،‬أس''ألك العص''مة في''ه من الش''يطان وأوليائ''ه‪ ،‬والع''ون‬
‫على هذه النفس األ ّمارة بالسوء‪ ،‬واالشتغال بما يقرّبني إليك‬
‫زلفى‪ ،‬يا ذا الجالل واإلكرام‪ ،‬وصلى هللا تع''الى على س''يدنا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫يقرؤه ثالثًا‪ ،‬فإن الشيطان يقول‪ :‬استأمن على نفسه‪ ،‬وتو ّك''ل‬
‫به ملَكان يحرسانه من الشيطان وأتباعه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال العالمة السيد الشريف الحسني المشهور بم''اء العي''نين‬
‫في [نعت الب''دايات]‪( :‬وه''ذه فوائ''د) أله''ل النهاي''ات‪ ،‬وتفي''د‬
‫أهل البدايات؛ (األولى) في أشياء تفيد في العام؛ منه''ا دع''اء‬
‫أول الع''ام وذك''ر م''ا تق''دم‪( .‬وذك''ره ش''يخنا وش''يخ مش''ايخنا‬
‫رحمه هللا تعالى في سفينته أيضا‪ ،‬وقال‪ :‬ذك''ره بعض''هم عن‬
‫اإلمام حجة اإلسالم محمد الغزالي قدس هللا تعالى سرَّه قال‪:‬‬
‫كنت بمك''ة المش'رّفة في أول ي''وم من س''نة جدي''دة من س''ني‬
‫الهج''رة طائفً''ا ب''البيت الح''رام‪ ،‬فخط''ر في نفس''ي أن أرى‬
‫ض' َر علي'ه الس'الم في ذل'ك الي'وم‪ ،‬وألهم'ني هللا س'بحانه‬ ‫ال َخ ِ‬
‫وتعالى الدعاء؛ فدعوت هللا تع''الى أن يجم''ع ب''ني وبين''ه في‬

‫‪18‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ذلك اليوم‪ ،‬فم''ا ف''رغت من دع''ائي ح''تى ظه''ر لي الخض''ر‬


‫عليه السالم في المطاف‪ ،‬فجعلت أطوف مع''ه وأفع''ل فعل''ه‪،‬‬
‫وأقول قوله حتى فرغ من طوافه وانقضى؛ فجلست مش''اهدًا‬
‫للبيت الشريف‪ ،‬ثم التفت إل ّي وقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬ما الذي دعاك‬
‫إلى سؤال هللا ع ّز وج ّل ليجمع بيني وبينك في هذا اليوم بهذا‬
‫الحرم الشريف؟‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سيدي‪ ،‬هذه سنة جدي''دة‪ ،‬وأحببت‬
‫أن أتأس''ى ب''ك في إقباله''ا بش''يء من تعبُّداتك وتض''رُّ عاتك‪،‬‬
‫قال‪ :‬أج'ل‪ '،‬ثم ق''ال‪ :‬ف'اركع برك''وع ت''ام‪ .‬فقمت وص'ليت م'ا‬
‫ع به''ذا ال''دعاء‬ ‫أم''رني ب''ه؛ فلم''ا ف''رغت من ذل''ك ق''ال‪ :‬ف''اد ُ‬
‫المأثور الجامع للخيرات والبركات‪ ،‬وهو هذا‪:‬‬
‫الرحمن الرحيم‪ .‬الحمد هلل رب العالمين‪( .‬اللهم) إني‬ ‫ِ‬ ‫بسم هللا‬
‫ِ‬
‫أسألك بك أن تص'لِّ َي وتُس''لم على س''يدنا محم''د وعلى س''ائر‬
‫األنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين‪ ،‬وأن تغفر‬
‫قي يا أرحم ال''راحمين‪( .‬اللهم)‬ ‫لي ما مضى وتحفظني فيما بَ َ‬
‫هذه سنةٌ جديدةٌ مقبلة لم أعمل في ابتدائها عمالً يُق ِّربني إليك‬
‫ُزلفَى غير تضرُّ عي إليك؛ فأس''ألك أن توفِّق''ني لم''ا يُرض''يك‬
‫عنِّي من القي''''ام بم''''ا ل''''ك عل ّي من طاعت''''ك‪ ،‬وأل َزمت''''ني‬
‫اإلخالص فيه لوجهك الكريم في عبادتك‪ ،‬وأسألك إتمام ذلك‬
‫ي بفضلك ورحمت''ك (اللهم) إني أس''ألك خ''ير ه''ذه الس''نة‬ ‫عل َّ‬
‫المقبلة؛ يُمنَها ويُس''رها‪ ،‬وَأمنه''ا وس''المتها‪ ،‬وأع''و ُذ ب''ك من‬
‫شرُورها وص' ُدودها‪ ،‬و ُعس''رها وخوفه''ا وهَلَ َكته''ا‪ ،‬وأرغبُ‬

‫‪19‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫إلي''ك أن تحف''ظ عل ّي فيه''ا دي''ني ال''ذي ه''و عص''مةُ أم''ري‬


‫نياي ال''تي فيه''ا معاش''ي‪ ،‬وتوفِّق''ني فيه''ا إلى م''ا يرض''يك‬
‫و ُد َ‬
‫عنّي في معادي‪ ،‬يا أك''رم األك''رمين‪ ،‬وي''ا أرحم ال''راحمين‪،‬‬
‫وصلّى هللا تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وس''لم‬
‫(دع''واهم فيه''ا س''بحانك اللهم وتحيَّتهم فيه''ا س''الم‪ ،‬وآخ'' ُر‬
‫دعواهم أن الحم ُد هلل رب العالمين)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ما يطلب أن يقال في كل يوم من العشر األول من المحرّم‬
‫(ق''ال ش''يخنا) وش''يخ مش''ايخنا‪ :‬الم''ذكور أيض''ا للحف''ظ من‬
‫الشيطان في جميع العام‪ :‬تقول كل يوم من العش''ر األول من‬
‫شهر المحرّم ثالث مرات؛‬
‫(اللهم) إنك قدي ٌم وهذا العا ُم جدي ٌد ق'د أقب''ل‪ ،‬وس'نةٌ جدي'دةٌ ق'د‬
‫أقبلت‪ '،‬نسألك من خيرها ونع''و ُذ ب''ك من ش' ِّرها‪ ،‬ونس''تكفيك‬
‫فواتها و ُشغلها‪ ،‬فارزقنا العصمة من الشيطان ال''رجيم‪ ،‬اللهم‬
‫إنّ''ك س''لَطت علين''ا ع'' ُد ًّوا بص''يرًا بعيوبن''ا‪ ،‬ومطّلعً''ا على‬
‫عوراتن'''ا‪ ،‬من بين أي'''دينا ومن خلفن'''ا‪ '،‬وعن أيمانن'''ا وعن‬
‫شمائلنا‪ ،‬يرانا هو وقَبيلهُ من حيث ال تراهم‪ ،‬اللهم آيس 'هُ من''ا‬
‫كما آيستَهُ من رحمتك‪ ،‬وقنِّط''ه من''ا كم''ا قنطتَ'هُ من عف''وك‪،‬‬
‫وباع ْد بيننا وبين'ه كم''ا حُلت بين'هُ وبين مغفرت'ك‪ ،‬إن'ك ق'اد ٌر‬
‫على ذل''ك‪ ،‬وأنت الفعَّال لم''ا تري''د‪ ،‬وص''لّى هللا تع''الى على‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وذكر العالمة السيد علي الونائي الش''افعي في رس''الته ال''تي‬


‫جمعه''ا فيم''ا يتعل''ق بليل''ة النص''ف من ش''عبان وغيره''ا‬
‫كرمضان‪.‬‬
‫وأم''ا دع''اء آخ''ر الع''ام في''أتي إن ش''اء هللا تع''الى آخ''ر ه''ذه‬
‫ال ُوريقات‪.‬‬
‫فائدة‬
‫من المج ّربات الصحيحة كما في [نعت البدايات‪ ،‬وتوص''يف‬
‫النهايات' للسيد الشريف ماء العينين] أن من كتب (البس''ملة)‬
‫في أ ّول المحر مائة وثالث عشرة مرة لم ينل حاملَها مكروه‬
‫فيه وال في أهل بيته مدة عمره‪ .‬وإذا لقيه حاكم ظالم أمن من‬
‫ش ِّره‪ .‬وهللا أعلم بأسراره‪.‬‬
‫(ومن خواص) قول''ه تع''الى‪[ :‬أف''أمن أه' ُل القُ''رى أن ي''أتيهم‬
‫أوأئمن أه ُل القُ''رى أن ي''أتيهم بأس''نا‬
‫بأسُنا بياتًا وهم نائمون‪َ .‬‬
‫مك'ر هللا فال ي' ُ‬
‫'أمن مك''ر هللا إال‬ ‫َ‬ ‫ض'حًى وهم يلعب'ون أف'أمنوا‬ ‫ُ‬
‫القو ُم الخاسرون] أنها لطرد الهوا ّم المؤذية من المنزل‪ .‬وإذا‬
‫أردت ذلك فاكتبها أول يوم من المحرم في قرطاس واغس''له‬
‫بالماء‪ '،‬ور ّشه في زوايا ال''بيت أو ال''دار‪ ،‬فإن''ك ت''أمن جمي''ع‬
‫ذلك بإذن هللا تعالى‪.‬‬
‫فائدة عظيمة‪ ،‬بالخيرات' عميمة‬

‫‪21‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الس''ني عن أنس‪ :‬ك''ان ‪ ‬إذا‬ ‫في الج''امع الص''غير عن ابن ُّ‬


‫ُمن ورُش''' ٍد‪ ،‬آمنت‬
‫نظ'''ر الهالل ق'''ال‪[ :‬اللهم اجعل'''هُ هالل ي ٍ‬
‫ُ‬
‫أحسن الخالقين]‪.‬‬ ‫بالذي خلقك فع َدلك‪ ،‬تبارك هللا‬
‫وفي مسند ال''دارمي وس''ميح ابن حب''ان‪ :‬أن الن''بي ص''لى هللا‬
‫تعالى عليه وسلم كان يقول عن'د رؤي'ة الهالل(‪[ :)8‬هللا أك'بر‪،‬‬
‫اللهم أهِّلهُ باألمن واإليم''ان‪ ،‬والس''المة واإلس''الم‪ ،‬والتوفي''ق‬
‫لما تحبُّه وترضاه‪ ،‬ربنا وربنك هللا]‪.‬‬
‫وفي سنن أبي داود؛ كان يقول‪[ :‬هالل خيْر ورش ٍد (م 'رّتين)‬
‫ُسن) أن يقرأ بع''د ذل''ك‬‫آمنت بمن خلقك] (ثالث مرات)‪( .‬وي ّ‬
‫سورة تبارك الملك؛ ألثَ ٍر فيها‪ ،‬وألنها المنجية والواقية‪ .‬ق''ال‬
‫ّ‬
‫وكأن ذل''ك ألنه''ا ثالث'ون آي''ة على‬ ‫السبكي رحمه هللا تعالى‪:‬‬
‫ّ‬
‫وألن الس''كينة ت''نزل عن''د قراءته''ا‪ ،‬وك''ان‬ ‫عدد أيام الش''هر‪،‬‬
‫صلى هللا تعالى عليه وسلم يقرؤها عن''د الن''وم‪ .‬انتهى مغ''ني‬
‫وتحفة اإلخوان‪.‬‬
‫وينبغي أن يقول ذلك عند رؤية كل هالل‪.‬‬
‫ما يطلب في عاشوراء‬
‫اعلم‪...‬أن من المطلوب في يوم عاشوراء إحي''اء ليلت''ه؛ فه''و‬
‫حث علي''ه الش''ارع؛ لم''ا فيه''ا من اإلم''دادات‬‫من أعظم م''ا َّ‬
‫الربّانية‪ ،‬والفيوض''ات' اإلحس''انية‪ ،‬وال س''يما بق''راءة الق''رآن‬
‫الكريم أو سماعه‪ ،‬وبما ورد من األدعية واألذكار‪.‬‬
‫‪ .)18‬أي أول‪ ،‬أو ثاني‪ ،‬أو ثالث ليلة‪ ،‬وبعد ذلك يسمى قمرا‪ .‬وليلة أربع عشرة يسمى بدرً ا أفاده الحفني‪ .‬اهـ‬
‫منه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أيض 'ا م''ا ذك''ره العالم''ة ال ' َّديربي في‬


‫ومن المطل''وب فيه''ا ً‬
‫مجرَّبات''ه من خ''واص آي''ة الكرس''ي‪ ،‬وص''احب كت''اب نعت‬
‫الب''دايات‪ :‬أن من ق''رأ ليل''ة عاش''وراء بع''د إس''باغ الوض''وء‬
‫وصالة ركعتين آية الكرسي (ثالثمائة وس'تين م'رة) يُبس''مل‬
‫في أول كل مرة كما م ّر في أول كل يوم من''ه وه''و مس''تقبل‬
‫ث على ركبتيه‪ ،‬ثم بع''د الف''راغ من الع''دد الم''ذكور‬ ‫للقبلة جا ٍ‬
‫يق''رأ (ق''ل بفض''ل هللا وبرحمت''ه فليفرح''وا ه''و خ''ير م ّم''ا‬
‫يجمعون) (ثمان وأربعين مرة)‪ ،‬ثم يقول‪:‬‬
‫إن ه''ذه ليل 'ةٌ جدي''دةٌ‪ ،‬وش''هر جدي ' ٌد‪ ،‬وس''نةٌ جدي''دة‪،‬‬
‫(اللهم) ّ‬
‫فأعطني اللهم خيرها وخير ما فيها‪ ،‬واص''رف ع''ني ش''رها‬
‫وش َّر ما فيها‪ ،‬وش ّر فتنتها و ُمح' َدثاتها‪ ،‬وش' ّر النفس واله''وى‬
‫والشيطان الرجيم (اثنتي عشرة مرة)‪.‬‬
‫ويختم بما شاء من الدعاء المقتبس من القرآن ويدعو لجمي''ع‬
‫المس''لمين والمس''لمات بع''د أن يص'لي على الن''بي ص''لى هللا‬
‫تعالى علي''ه وس''لم‪ ،‬ويقتبس للتس''بيح والتهلي''ل م''رارًا‪ ،‬فإن''ه‬
‫يكون في عامه ذلك محفوظً''ا من س''ائر األس''واء‪ ،‬وهللا على‬
‫كل شيء قدير‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ومن المطلوب في يومه‪ :‬أن يفع''ل م'ا ص' ّح مم''ا س'يأتي من‬
‫الخصال‪ ،‬وقد ع ّدها بعضهم عشر خصال‪ ،‬وع ' ّدها بعض''هم‬
‫اثنتي عشرة خصلة‪ ،‬وهي‪ :‬الصالة والصوم‪ ،‬وص''لة ال''رحم‬
‫والص''دقة‪ ،‬واالغتس''ال واالكتح''ال‪ ،‬وزي''ارة ع''الم وعي''ادة‬

‫‪23‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫مريض‪ ،‬ومس''ح رأس الي''تيم والتوس''عة على العي''ال‪ ،‬وتقليم‬


‫األظ''افر وق''راءة س''ورة اإلخالص (أل''ف م''رة)‪ .‬ونظمه''ا‬
‫بعضهم فقال‪:‬‬
‫في ي''وم عاش''وراء عش'' ٌر بِها اثنتان ولَها فض ٌل نُقِلْ‬
‫تتَّصل‬
‫رأس اليتيم امسحْ تص ' َّد ْق‬ ‫َ‬ ‫ص ' ِّل ُزر عالِ ًم''ا ُع''د‬
‫ص 'م َ‬ ‫ُ‬
‫واغتَسل‬ ‫واكت ِحل‬
‫وسِّـع على العي'''''ال قَلِّم وسُورةَ اإلخالص قُل ْألفًا‬
‫صلْ‬‫تَ ِ‬ ‫ظُفرًا‬
‫ولم يص''ح فيه''ا إال ح''ديث الص''يام والتوس''عة‪ .‬وأم''ا ب''اقي‬
‫الخصال' العشر فمنها ما هو ض''عيف‪ ،‬ومنه''ا م''ا ه''و منك''ر‬
‫موض''وع‪ ،‬كم''ا ق''ال العالم''ة األجه''وري انظ''ر النفح''ات‬
‫للحمزاوي‪ .‬وقد نظمت ذل''ك بق''ولي ليلح''ق بالثالث''ة األبي''ات‬
‫ُ‬
‫فقلت‪:‬‬ ‫المذكور‪،‬‬
‫والص''''وم فـاحفظه‬
‫ِ‬ ‫ولَم ي'''رد من هَ''' ِذ غ'''ي ُر‬
‫و ُك ْن متَّبِ َع ْه‬ ‫التوسعه‬
‫أيض'''ا‪ :‬أن يش'''غله بالتض'''رُّ ع‬ ‫ومن المطل'''وب في يوم'''ه ً‬
‫واالبتهال‪ ،‬سيما بالحسبلة والتسبيح اآلتي لفظهما؛ فإن فيهما‬
‫فائدة عظيمة‪ ،‬وعائدة فخيمة؛ فقد ذك''ر العالم''ة ال''ديربي في‬
‫فوائ''ده‪ ،‬وس''يدي محم''د األم''ير الص''غير في رس''الته في‬
‫الفض''ائل' العاش''ورية‪ ،‬نقالً عن العالم''ة األجه''وري أن من‬

‫‪24‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫قال يوم عاشوراء‪ :‬حسْبنَا هللا ونعم الوكيل‪ ،‬نعم المولَى ونعم‬
‫النصير (سبعين مرة) كفاه هللا تعالى ش ' ّر ذل''ك الع''ام‪ .‬وق''ال‬
‫أيض'ا‪ :‬ذك''ر الس''يد الم''دعو غ''وث هللا في كت''اب‬ ‫األجهوري ً‬
‫الج''واهر؛ أن من ق''ال في ي''وم عاش''وراء (س''بعين م''رة)‪:‬‬
‫حسبِ َي هللا ونعم الوكيل‪ ،‬نعم المولى ونعم النصير‪ .‬وقال في''ه‬
‫هذا الدعاء (سبع مرات) لم يمت تلك الس''نة‪ ،‬ومن دن''ا أجل''ه‬
‫لم يوفّق لقراءته‪ ،‬وهذا هو الدعاء‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ .‬وصلّى هللا على سيدنا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه وس''لم‪ .‬س''بحان هللا مل َء الم''يزان و ُمنتهى العلم‪،‬‬
‫ومبل َغ الرِّض''ا وزن''ة الع''رش‪ ،‬ال َملج''أ وال َمن َج' ا من هللا إال‬
‫سبحان هللا عد َد الش''فع وال''وتر‪ ،‬وع''دد كلمات''ه التّا ّم''ات‬
‫َ‬ ‫إليه‪.‬‬
‫كلِّها‪ ،‬أسألك السالمة كلَّها برحمت''ك ي''ا أرحم ال''راحمين‪ ،‬وال‬
‫ح'''ول وال ق''' ّوة إال باهلل العل ّي العظيم‪ ،‬وه'''و حس'''بي ونعم‬
‫الوكيل‪ ،‬نعم الم''ولى ونعم النص''ير‪ ،‬وص''لّى هللا تع''الى على‬
‫نبين''ا خ''ير خلق''ه س''يدنا محم''د وعلى آل''ه وص''حبه وس''لم‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫وذكر بعضهم ذلك عن قطب الدين الحنفي النهرواني‪ ،‬وابن‬
‫فرحون المالكي‪ ،‬وقيَّده قطب الدين بصالة ركع''تين قبل''ه‪ ،‬ثم‬
‫يقرأ ذلك وه''و مس''تقبل للقبل''ة بخش''وع وحض''ور قلب‪ ،‬وأن‬
‫تكون قراءة الدعاء (عش''ر م''رات) وأن ينفخ على نفس''ه في‬
‫ك''ل م'رة من العش'ر الم''رات‪ ،‬وأن'ه إذا ق''رئ على األطف''ال‬

‫‪25‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ونفخ الق''''ارئ عليهم لم يموت''''وا ويلقَّن لمن اس''''تطاع منهم‬


‫النطق‪ .‬اهـ بخط شيخنا وشيخ مشايخنا المذكور رحمه هللا‪.‬‬
‫وقال في فتح الباري‪ :‬كلمات من قالها في ي''وم عاش''وراء لم‬
‫يمت قبله وهي‪:‬‬
‫(س''بحان هللا) مل َء الم''يزان‪ ،‬ومنتهَى العلم‪ ،‬ومبل ' َغ الر َ‬
‫ِّض 'ا‪،‬‬
‫'رش‪( ،‬والحم''د هلل) مل َء الم''يزان‪ ،‬ومنتهَى العلم‪،‬‬ ‫وزنَ 'ةَ الع' ِ‬ ‫ِ‬
‫الع'رش‪( ،‬وهللا أكبَ'ر) مل َء الم'يزان‪،‬‬‫ِ‬ ‫وزنَ'ةَ‬
‫الرِّض'ا‪ِ '،‬‬
‫َ‬ ‫ومبل' َغ‬
‫'رش‪ .‬ال ملج 'َأ وال‬‫وزنَ 'ةَ الع' ِ‬ ‫ومنتهَى العلم‪ ،‬ومبل ' َغ الر َ‬
‫ِّض 'ا‪ِ '،‬‬
‫تر‪ ،‬وعدد‬ ‫فع وال َو ِ‬‫من هللا إال إليه‪( .‬سبحان هللا) عدد ال َّش ِ‬ ‫منجا َ‬ ‫َ‬
‫تر‪،‬‬
‫فع وال' َو ِ‬ ‫كلمات هللا التَّا ّمات كلِّه''ا‪( ،‬والحم''د هلل) ع'دد َّ‬
‫الش' ِ‬
‫فع‬ ‫وع''دد كلم''ات هللا التَّا ّم''ات كلِّه''ا‪( ،‬وهللا أكبَ''ر) ع''دد َّ‬
‫الش ' ِ‬
‫تر‪ ،‬وع''دد كلم''ات هللا التَّا ّم''ات' كلِّه''ا‪ ،‬أس''ألك ّ‬
‫الس 'المة‬ ‫'و ِ‬ ‫وال' َ‬
‫حول وال ق ّوة إال باهلل العلي‬ ‫َ‬ ‫برحمتك يا أرحم الراحمين‪ ،‬وال‬
‫العظيم‪ ،‬وص'''لّى هللا تع'''الى على س'''يدنا محم'''د وعلى آل'''ه‬
‫وصحبه وسلم أجمعين‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫ورأيت بخ''ط بعض''هم أن مم''ا يُطلب ي''وم عاش''وراء ه''ذا‬ ‫ُ‬
‫الدعاء‪:‬‬
‫رج ذي النُّون ي''وم‬ ‫ب‪ ،‬وي''ا ُم ْخ'' َ‬ ‫(اللهم ي''ا مف''رِّج ك''لِّ ك''ر ٍ‬
‫عاشوراء‪ ،‬ويا جامع شمل يعقوب يوم عاشوراء‪ ،‬وي''ا غ''افر‬
‫ُّوب ي'''وم‬
‫ذنب داود ي'''وم عاش'''وراء‪ ،‬وي'''ا كاش'''ف ض''' ِّر أي َ‬
‫عاشوراء‪ ،‬ويا سامع دعوة موسى وهارون ي''وم عاش''وراء‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وي''ا خ''الق رُوح س''يدنا محم''د ‪ ‬حبيب''ك ومص''طفاك ي''وم‬


‫عاشوراء‪ ،‬ويا رحمن الدنيا واآلخ''رة‪ ،‬ال إل''ه إال أنت‪ ،‬اقض‬
‫وأط'' ل عم''ري في طاعت''ك‬ ‫ح''اجتي في ال''دنيا واآلخ''رة‪ِ ،‬‬
‫ومحبتك ورضاك يا أرحم ال''راحمين‪ ،‬وأحي''ني حي''اةً طيب''ة‪،‬‬
‫وتوفّني على اإلسالم واإليمان ي''ا أرحم ال''راحمين‪ ،‬وص''لى‬
‫هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫(ومن أدعي''ة ي''وم عاش''وراء) م''ا وجدت''ه في س''فينة العل''وم‬
‫للعالمة الشيخ إبراهيم العطار الشامي‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫حس' ُن‬ ‫حس ُن قد جاءك المس''ي ُء‪ ،‬وق''د أم' َ‬
‫'رت ي''ا ُم ِ‬ ‫(اللهم) يا ُم ِ‬
‫المحس ُن وأنا المسيء‪ ،‬فتج' ْ‬
‫'اوز‬ ‫ِ‬ ‫بالتَّجا ُوز عن المسيء‪ ،‬فأنت‬
‫ٌ‬
‫'روف‪،‬‬ ‫عن قبيح ما عندي بجميل ما عن''دك‪ ،‬ف''أنت ب''البِرِّ مع'‬
‫وف‪ ،‬أنل''ني معروف''ك وأغن''ني ب''ه عن‬ ‫موص'' ٌ‬
‫ُ‬ ‫وباإلحس''ان‬
‫مع''روف َمن س'واك ي''ا أرحم ال''راحمين‪ ،‬وص'لى هللا تع''الى‬
‫على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تس'ليما كث'يرًا إلى‬
‫يوم الدين‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫ق''ال العالم''ة الش''يخ زين ال''دين تلمي''ذ ابن حج''ر المكي في‬
‫كتابه [إرشاد العباد] كغيره من علماء الم''ذهب‪ :‬ومن الب''دع‬
‫المذموم''ة ال''تي ي''أثم فاعله''ا ويجب على والة األم''ر من''ع‬
‫فاعلها صالة الرغائب؛ اثنتا عشرة ركعة بين العشاءين ليلة‬
‫أول جمعة من رجب‪ ،‬وصالة ليلة النصف من شعبان (مائة‬

‫‪27‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ركع''ة)‪ ،‬وص''الة آخ''ر جمع''ة من رمض''ان (س''بع عش''رة‬


‫ركع''ة)‪ ،‬بني''ة قض''اء الص''لوات' الخمس ال''تي لم يقض''ها‪،‬‬
‫وصالة يوم عاشوراء؛ ركع''تين أو أرب''ع ركع''ات أو أك''ثر‪،‬‬
‫وصالة األسبوع‪ .‬أما أحاديثها فموض''وعة باطل''ة؛ وال تغتَ''ر‬
‫بمن ذكرها‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومثله صالة صفر‪ ،‬فمن أراد الصالة في وقت من هذه‬
‫األوق''ات فلين''و النَّف''ل المطل''ق ف''رادى من غ''ير ع''دد معيّن‪،‬‬
‫وه''و م''ا ال يتقي''د ب''وقت وال س''بب‪ ،‬وال حص''ر ل''ه‪ ،‬وباهلل‬
‫التوفيق‪.‬‬
‫ما يطلب في صفَر الخير‬
‫اعلم‪...‬أن مجم''وع ال''ذي نق''ل من كالم الص''الحين كم''ا يعلم‬
‫مما سيأتي أنه ينزل في آخ'ر أربع'اء من ص'فر بالء عظيم‪،‬‬
‫وأن البالء ال'ذي يف' ِّرق في س'ائر الس'نة كل'ه ي'نزل في ذل'ك‬
‫اليوم‪ ،‬فمن أراد السالمة والحفظ من ذلك فليدع أول يوم من‬
‫صفر‪ ،‬وكذا في آخر أربعاء منه به''ذا ال''دعاء؛ فمن دع''ا ب''ه‬
‫دفع هللا سبحانه وتع'الى عن'ه ش' َّر ذل'ك البالء‪ .‬هك'ذا وجدت'ه‬
‫بخط بعض الصالحين‪ .‬والدعاء في أول يوم منه هو هذا‪:‬‬
‫ص''لَّى هَْللا ُ تَ َع''الَى على س''يدنا‬ ‫(بِ ْس'' ِم هَّللا ِ ال''رَّحْ َم ِن ال''ر ِ‬
‫َّحيْم‪َ .‬و َ‬
‫محم ٍد وعلى آل''ه وص''حبه أجمعين‪ .‬أع''وذ باهلل من ش' ِّر ه''ذا‬
‫الزمان وأهله‪ ،‬وأعوذ بجاللك وجالل وجهك‪ ،‬وكم''ال جالل‬
‫ي وأوالدي وأهلي وأحب''ابي‪ ،‬وم''ا‬ ‫قدسك أن تج''يرني ووال ' َد َّ‬

‫‪28‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تحيطه شفقة قلبي من ش ّر هذه السنة‪ ،‬وقني ش ' ّر م''ا قض''يت‬


‫فيها‪ ،‬واصرف عني ش ّر شهر صفر‪ ،‬يا كري َم النظ''ر‪ ،‬واختم‬
‫لي في هذا الش''هر وال''دهر بالس''المة والعافي''ة والس''عادة لي‬
‫ي وأوالدي وألهلي وم''ا تحوط''ه ش''فقةُ قل''بي وجمي''ع‬ ‫ولوال َد َّ‬
‫المس''لمين‪ ،‬وص''لى هللا تع''الى على س''يدنا محم''د وعلى آل''ه‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫أيض 'ا بخ''ط بعض الص''الحين أن من يق''رأ في ك''ل‬ ‫ووجدت ً‬
‫يوم من أيام صفر هذا الدعاء حفظه هللا تعالى في تلك الس''نة‬
‫'ل‪ ،‬ولم يص''به فيه''ا بالء‬ ‫من اآلف''ات والبليّ''ات إلى ص''فر قاب' ٍ‬
‫قط‪ ،‬وهو هذا‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫(بس''م هللا ال''رحمن ال''رحيم‪( .‬اللهم ص''ل على س''يدنا محم''د‬
‫عبدك ونبيك ورسولك‪ ،‬النبي األم ّي وعلى آله وبارك وسلم‪،‬‬
‫(اللهم) إني أع''وذ ب''ك من ش ' ِّر ه''ذا الش''هر‪ ،‬ومن ك''ل ش ' ّد ٍة‬
‫وبالء وبليّة ق َّدرتها فيه يا دهرُ‪ ،‬يا مال''ك ال''دنيا واآلخ''رة‪ ،‬ي''ا‬
‫عال ًم''ا بم''ا ك''ان وم''ا يك'ون‪ ،‬ومن إذا أراد ش''يًئا ق''ال ل'ه كن‬
‫أزلي ي''ا أب''ديُّ ‪ ،‬ي''ا مب''دُئ ي''ا معي' ُد‪ ،‬ي''ا ذا الجالل‬
‫ُّ‬ ‫فيكون‪ ،‬ي''ا‬
‫العرش المجيد‪ ،‬أنت تفع ' ُل م''ا تري ' ُد‪( ،‬اللهم)‬
‫ِ‬ ‫واإلكرام‪ ،‬يا ذا‬
‫اح ُرس بعينك نفسي وأهلي ومالي‪ ،‬وولدي‪ ،‬ودي''ني و ُدني''اي‬
‫التي ابتلتني بصحبتها ب ُحرمة األبرار واألخيار‪ ،‬برحمتك ي''ا‬
‫عزي'' ُز ي''ا غفّ''ار‪ ،‬ي''ا ك''ري ُم‪ ،‬ي''ا س''تَّار‪ ،‬برحمت''ك ي''ا أرحم‬
‫الراحمين‪( ،‬اللهم) يا شديد الق َوى‪ ،‬ويا شدي َد المحال يا عزي ُز‬

‫‪29‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ُ‬
‫محس'ن‬ ‫ذلّت لع ّزتك جميع خلقك‪ '،‬اكفني عن جميع خلقك‪ '،‬ي'ا‬
‫يا مجمل‪ ،‬يا متفضل يا منعم يا مك''ر ُم‪ ،‬ي''ا من ال إل''ه إال أنت‬
‫برحمتك ي'ا أرحم ال'راحمين‪ ،‬وص'لى هللا على س'يدنا محم'د‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين‪.‬‬
‫وقال العالمة الشيخ الديربي في مجرّباته‪:‬‬
‫فائدة‬
‫ذكر بعض العارفين من أهل الكشف والتمكين أنه ي''نزل في‬
‫كل سنة ثالثمائة ألف بليَّة وعشرون ألفً''ا من البلي''ات‪ '،‬وك''ل‬
‫ذلك في يوم األربعاء األخ''ير من ص''فر؛ فيك'ون ذل''ك الي''وم‬
‫أصعب أيام السنة؛ فمن صلّى في ذلك الي'وم أرب''ع ركع'ات‪'،‬‬
‫يقرأ في كل ركع''ة منه''ا بع''د الفاتح''ة س''ورة (إن''ا أعطين''اك‬
‫الك'''وثر) س'''بع عش'''رة م'''رة واإلخالص خمس م'''رات‪،‬‬
‫والمع ّوذتين مرة مرة‪ ،‬ويدعو بعد السالم بهذا الدعاء حفظ''ه‬
‫هللا تعالى بكرمه من جميع الباليا التي تنزل في ذل''ك الي''وم‪،‬‬
‫ولم تحم حوله بلية من تل''ك البالي''ا إلى تم''ام الس''نة وال''دعاء‬
‫المعظم هو‪:‬‬
‫(بس''م هللا ال''رحمن ال''رحيم‪ .‬وص''لى هللا تع''الى على س''يدنا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪( ،‬اللهم) يا شدي َد الق ' َوى‪ ،‬وي''ا‬
‫شدي َد المحال‪ '،‬يا عزي ُز ذلّت لع َّزتك جمي ُع خلق''ك‪ ،‬اكف''ني من‬
‫محس'ن ي'ا مجم'ل‪ ،‬ي'ا متفض'ل‪ ،‬ي'ا منع ُم ي'ا‬‫ُ‬ ‫جميع خلقك‪ '،‬ي'ا‬
‫'ر ُم‪ ،‬ي''ا من ال إل''ه إال أنت برحمت''ك ي''ا أرحم ال''راحمين‪،‬‬ ‫مك' ِ‬

‫‪30‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(اللهم) بس ّر الحس''ن وأخي''ه‪ ،‬وج'دِّه وأبي''ه‪ ،‬اكف''ني ش' ّر ه''ذا‬


‫اليوم وما ي''نزل في''ه ي''ا ك''افي‪ ،‬فس''يكفيكهم هللا وه''و الس''ميع‬
‫'ول وال ق ' ّوة إال باهلل‬
‫العليم‪ ،‬وحسبنا هللا ونعم الوكي''ل‪ ،‬وال ح' َ‬
‫العل ّي العظيم‪ ،‬وصلى هللا تعالى على سيدنا محمد وعلى آل''ه‬
‫وصحبه وسلم)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وذكر ه''ذا الش''يخ الكام''ل فري''د ال''دين‪ ،‬ش''كر كنج ق''دس هللا‬
‫تعالى س ّره في أوراد الخواجة مغني الدين‪ ،‬كما في الجواهر‬
‫الخمس‪ .‬وق''ال الش''يخ الب''وني رحم''ه هللا تع''الى في كت''اب‬
‫الفردوس‪ :‬إن هللا ع ّز وج' ّل ي''نزل بالء في آخ''ر أربع''اء من‬
‫صفر بين السماء واألرض؛ فيأخذه المو َّكل ب''ه ويس''لمه إلى‬
‫قطب الغ''وث فيفرق''ه على الع''الم‪ '،‬فم''ا حص''ل من م''وت أو‬
‫بالء أو ه ّم إال ويك''ون من البالء ال''ذي يفرق''ه القطب؛ فمن‬
‫يُرد السالمة من ذلك فليصلِّ ست ركع''ات‪ ،‬يق''رأ في األولى‬
‫بأم القرآن وآية الكرس''ي‪ ،‬وفي الثاني''ة س''ورة اإلخالص في‬
‫كل ركع''ة‪ ،‬ثم يص''لّي على الن''بي ‪ ‬ب''أي ص''الة‪ ،‬ثم ي''دعو‬
‫بهذا الدعاء فيقول‪:‬‬
‫(اللهم) إني أس''ألك بأس''مائك الحس''نى‪ ،‬وبكلمات''ك التّا ّم''ات‬
‫وبحُرمة نبيك محمد ‪ ‬أن تحفظني وأن تعافيني من بالئك‪،‬‬
‫يا دافع الباليا‪ ،‬يا مفرِّ د اله ّم‪ ،‬وي'ا كاش'ف الغ ّم‪ ،‬اكش'ف ع'ني‬
‫م''ا ُكتب عل ّي في ه''ذه الس''نة من ه ّم أو غ ّم؛ إن''ك على ك''ل‬

‫‪31‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫شيء قديرٌ‪ ،‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وص''حبه‬
‫وسلم تسليما‪.‬‬
‫أن آخر أربعاء في ص''فر ي''وم نَحْ س‬ ‫وذكر بعض الصالحين' ّ‬
‫مستمر(‪ )9‬فيستحب أن يق'رأ في'ه س'ورة يس‪ ،‬ف'إذا وص'ل إلى‬
‫قوله تعالى‪( :‬س''ال ٌم ق''والً من رب رحيم) يكرره''ا (ثالثمائ''ة‬
‫وثالث عشرة مرة)‪ ،‬ثم يدعو فيقول‪:‬‬
‫(اللهم) ص ّل على سيدنا محم''د ص''الة تنجين''ا به''ا من جمي''ع‬
‫األهوال واآلفات‪ ،‬وتقضي لنا بها جميع الحاجات‪ '،‬وتطهّرنا‬
‫بها من جميع السيئات وترفعنا به'ا أعلى ال'درجات‪ '،‬وتبلغن''ا‬
‫بها أقصى الغايات' جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات‪'.‬‬
‫ثم يقول‪( :‬اللهم) اصرف عنّا ش َّر ما ي ْنزل من الس''ماء‪ ،‬وم''ا‬
‫يخرج من األرض‪ ،‬إن''ك على ك''ل ش''يء ق''ديرٌ‪ ،‬وص''لى هللا‬
‫تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫ثم ي''دعو ب''المه ّم دني''ا وأخ''رى ويس''أل هللا تع''الى العافي''ة‬
‫والسالمة‪.‬‬
‫فائدة‬
‫ومن المجربات لدفع البالي''ا والحف''ظ من''ه كتبُ ه''ذه اآلي''ات‬
‫ومح ُوها‪ ،‬وشرب مائها‪ ،‬قال في نعت الب''دايات‪ :‬وي''روى أن‬
‫من صلى األربع الركعات' المتقدمة‪ ،‬ودع''ا بال''دعاء المتق''دم‬
‫القوى‪...‬إلخ‪ .‬وكتب بعد ذلك هذه‬ ‫أيضا وهو‪( :‬اللهم) يا شديد َ‬
‫‪ .)19‬فيه ما سيأتي في الرسالة فانظره‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫اآليات وغسلها بالماء‪ ،‬وشرب منه أ ِم َن مما ينزل من البالء‬


‫في ذلك النهار إلى تمام العام‪ .‬واآليات هي هذه‪:‬‬
‫(س''الم ق''والً من رب رحيم‪ .‬س''ال ٌم على ن''وح في الع''المين‪.‬‬
‫سالم على إبراهيم‪ .‬سالم على موسى وه''ارون‪ .‬س''الم على‬
‫إلياسين‪ .‬س''الم عليكم طبتم فادخلوه''ا خال''دين‪ .‬من ك''ل أم''ر‬
‫سالم هي حتى مطلع الفجر)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذه الرواية هي ال''تي ك''ان يفعله''ا ش''يخنا رض''ي هللا‬
‫تعالى عنه وهي أحسن؛ لعموم النفع بها للص''بيان والنس''وان‬
‫والعبيد‪ ،‬ونحو ذلك ممن ال يقدر على فعل شيء مما تقدم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تنبيه وإعالم‪ ،‬يدفع كثيرًا من األوهام‬
‫اعلم أن''ه روى اإلمام''ان؛ البخ''اري ومس''لم رحمهم''ا هللا في‬
‫ص''حيحيهما عن أبي هري''رة ‪ ‬عن الن''بي ‪ ‬أن''ه ق''ال‪[ :‬ال‬
‫ع'دوى وال طيَ'رةَ وال ها َم' ةَ وال ص'فَ َر]‪ ،‬فق'ال أع'راب ّي‪ :‬ي'ا‬
‫َ‬
‫رسول هللا‪ ،‬فم''ا ب''ال اإلب''ل تك''ون في الرم''ل كأنه''ا الظب''اء‪،‬‬
‫ُجربه''ا؟‪ '،‬فق''ال رس''ول هللا ‪:‬‬
‫فيخالطه''ا البع''ير األج''رب في ِ‬
‫[فمن أع َدى األول ؟]‪.‬‬
‫أقول وباهلل التوفيق‪ :‬قد روى هذا الحديث برواي''ات متع' ّددة؛‬
‫ففي المش''ارق للص''اغاني رام' ًزا للبخ''اري عن أبي هري''رة‬
‫[وخيره''ا الف''أل] ورام'' ًزا للبخ''اري ومس''لم عن ج''ابر [ال‬
‫عدوى وال طيَرة وال ُغول] وفي الجامع الصغير للس''يوطي‬ ‫َ‬

‫‪33‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫رام ًزا لمسند اإلمام أحمد‪ ،‬ولمسلم عن ج''ابر بن عب''د هللا [ال‬
‫عدوى وال طيَرةَ وال هامةَ وال صفَ َر وال ُغول]‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫َ‬
‫وفي كت''اب اآلث''ار للطح''اوي عن''ه ‪ ‬أن''ه ق''ال‪[ :‬العياف''ة‬
‫'''رة والطَّرْ ق من ِ‬
‫الجبْت]' أي الش'''رك‪ .‬وذك'''ر ه'''ذا‬ ‫والطيَ َ‬
‫(‪)10‬‬

‫السيوطي رام ' ًزا ألبي داود‪ .‬ق''ال العلم''اء رحمهم هللا تع''الى‬
‫في تفس''ير ه''ذه الكلم''ات باختص''ار‪ :‬مع''نى [ال ع''د َوى] ال‬
‫ِس َرابة للمرض من صاحبه إلى غيره‪ ،‬وه''ذا نفي لم''ا ك''انت‬
‫'الجرب أنه''ا تُع'دي‬
‫الجاهلي''ة تعتق''ده في بعض ال''داءات(‪ )11‬ك' َ‬
‫بطبعه''ا من غ''ير إض''افة إلى هللا تع''الى فأبط''ل الن''بي ‪‬‬
‫ع'دوى] ول'ذلك لم'ا س'أل األع'رابي‬ ‫َ‬ ‫اعتقادهم ذلك بقوله [ال‬
‫عن اإلبل الصحيحة يخالطها الجمل األج''رب فتج' َرب فق''ال‬
‫'رب بالع''د َوى‬ ‫النبي ‪[ :‬فمن أع َدى األول] أي األول لم يج' َ‬
‫بل بقضاء هللا تعالى وق َدره‪ ،‬فكذلك الثاني وما بعده‪ .‬هذا‪.‬‬
‫وقد وردت أحاديث أشكل على كثير من الناس بعضها حتى‬
‫ظن بعض'''هم أنه'''ا ناس'''خة لقول'''ه ‪[ :‬ال ع'''د َوى] ففي‬
‫الص''حيحين عن أبي هري''رة ‪ ‬عن الن''بي ‪ ‬أن''ه ق''ال‪[ :‬ال‬
‫ص''حٍّ ] والمم''رض‪ :‬ص''احب اإلب''ل‬ ‫''رضٌ على ُم ِ‬ ‫''ر َد َّن ُم ْم ِ‬
‫يَ ِ‬
‫‪ .)110‬العيافة‪ :‬تنفير الطير لينظر هل يسير يمينا' أو شماال‪ .‬والطيرة التشاؤم بأسماء الطيور وألوانها وجهة‬
‫مسيرها وإن لم يكن تنفير‪ '،‬فهو أع ّم مما قبله‪ .‬فإذا سار يمينًا' أقدم على السفر مثال أو شماالً فال‪ .‬وإذا رآه‬
‫غرابا أو عقابا امتنع تشاؤ ًما باالسم وهو الغربة أو العقاب‪ ،‬وهكذا‪ .‬والطرق كالضرب وزنا ومعنى هو‬
‫الضرب بالحصى ألخذ الفأل؛ أو الخط بالرمل إلظهار أمر مغيب‪ '.‬أفاده الحفني‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫‪ .)211‬ويجمع الداء على أدواء‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫المريض''ة‪ .‬والمص''ح‪ :‬ص''احب' اإلب''ل الص''حيحة‪ .‬والم''راد‬


‫النهي عن إيراد اإلبل المريضة على الصحيحة‪ .‬ومثله قول''ه‬
‫ف''رارك من األس''د]‪ ،‬وقول''ه علي''ه‬‫َ‬ ‫‪[ :‬فِ'' َّر من المج''ذوم‬
‫الص'''الة والس'''الم‪[ :‬إذا س'''معتم بالط'''اعون في أرض فال‬
‫تدخلوها]‪ .‬ودخول النسخ في هذه ال معنى له؛ فإن قوله عليه‬
‫الصالة والسالم‪[ :‬ال عدوى] خ''بر‪ ،‬وه''و ال يمكن أن يك''ون‬
‫ناس ًخا للنهي في هذه األحاديث الثالثة وما في معناها‪.‬‬
‫فالصحيح الذي علي''ه الجمه''ور من العلم''اء أن''ه ال نس''خ في‬
‫ذلك‪ ،‬وأن معنى [ال عد َوى]‪ :‬نفي لم''ا يعتق''ده أه''ل الجاهلي''ة‬
‫من أن هذه األمراض تُعدي بطبعها من غير اعتقاد بق َدر هللا‬
‫ع ّز وجل لذلك كما علمت‪ ،‬ويدل عليه قوله ‪[ :‬فمن أع َدى‬
‫األول]‪.‬‬
‫وأم''ا نهي''ه ‪ ‬عن إي''راد المم''رض على المص''ح وأم''ره‬
‫ب'''الفرار من المج'''ذوم ونهي'''ه عن ال'''دخول في موض'''ع‬
‫الط''اعون فإن''ه من ب''اب اجتن''اب األس''باب ال''تي هي س''بب‬
‫البالء إذا كان في عافي''ة منه''ا‪ .‬فكم''ا أن''ه م''أمور أن ال يلقى‬
‫نفسه في الماء أو في النار‪ ،‬أو يدخل تحت الهدم ونحوه مم''ا‬
‫جرت به العادة أنه مهلك‪ ،‬فك''ذلك اجتن''اب' مقارب''ة المج''ذوم‬
‫والق''دوم على بل''د في''ه الط''اعون؛ ف''إن ه''ذه كله''ا أس''باب‬
‫المرض والتلف‪ ،‬وهللا تعالى هو خالق األس''باب ومس''بباتها‪،‬‬
‫ال خالق وال مقدِّر غيره‪ .‬وقد روى أب''و داود‪ :‬أن''ه ص''لى هللا‬

‫‪35‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تعالى علي'ه وس'لم م' َّر بحائ'ط مائ'ل فأس'رع وق'ال‪[ :‬أخ'اف‬
‫موت الفوات]‪.‬‬
‫(فإن قلت) روى جابر أن النبي ‪ ‬أك''ل م''ع مج''ذوم وق''ال‪:‬‬
‫[بسم هللا ثقةً باهلل وتوكالً عليه]‪ ،‬فما وجهه؟‪.‬‬
‫(ف''الجواب) أن ح''ال الن''بي ‪ ‬أق''وى من ح''ال األم''ة‪ ،‬فال‬
‫يُخاف عليه مما يخ''اف على غ''يره من العل''ل المعدي''ة‪ ،‬وأن‬
‫المنفي ال َعدوى بالطبع‪ ،‬واألم''ر ب''الفرار من''ه ألن هللا تع''الى‬
‫أج''رى الع''ادة باإلع''داء عن''د المخالط''ة كم''ا علمت‪ ،‬أو لئال‬
‫يتفق للمخالط شيء بالق َدر فيظن أنه عدوى فيقع في الحرج‪،‬‬
‫أو لئال يحصل للمج''ذوم كس''ر خ''اطر برؤيت''ه الص''حيح‪ ،‬أو‬
‫غ''ير ذل''ك مم''ا ه''و م''ذكور في ش''روح البخ''اري‪ '،‬وذك''ر‬
‫حاصلها' الشنواني على مختصر ابن أبي جمرة‪.‬‬
‫(‪)12‬‬
‫كعنَبة وقد تسكن فهي التشاؤم‪ .‬وأصل التطيّر‬ ‫وأما الطِّيَرة ِ‬
‫أنهم ك''انوا في الجاهلي''ة يعتم''دون على الط''ير؛ ف''إذا خ''رج‬
‫أح''دهم ألم''ر ف''إن رأى الط''ير ط''ار عن يمين''ه تيمن ب''ه‬
‫واستمر‪ ،‬وإن رآه طار عن يساره تشاءم ب''ه ورج''ع‪ .‬وربم''ا‬
‫كان أحدهم ‪...‬الط''ير ليط''ير فيعتم''دونها؛ فنهى ‪ ‬عن ذل''ك‬
‫وأبطل''ه وق''ال‪[ :‬وخيره''ا الف''أل] أي خ''ير الط''يرة الف''أل‬
‫(بسكون الهمزة وربما تخفف) وهو التيمن ب''الكالم الحس''ن؛‬
‫كمن عزم على سفر فس'مع من يق'ول‪ :‬ي''ا س'الم ي'ا س'الم ي''ا‬
‫‪ .)112‬هذا هو األصل‪ ،‬وإال فالمراد نفي كل ما يتطير به‪ .‬تأمل‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫سالمة‪ ،‬أو كسماع مريض‪ :‬يا سالم يا شافي يا معافى‪ ،‬ولهذا‬


‫جاء في الخبر أن'ه ‪ ‬ك'ان ال يتطيّر(‪ )13‬ولكن يتف'اءل‪ ،‬وك'ان‬
‫يحب إذا خرج لحاجة أن يس''مع‪ :‬ي''ا راش''د‪ .‬وق''د ك''ان بعض‬
‫عقالء الجاهلي''ة ينك''ر التط''ير ويتم''دح بترك''ه‪ ،‬ق''ال ش''اعر‬
‫منهم‪:‬‬
‫وما عاجالت الطير تُدنِي من الفتى [] نجاحا وال عن َريثِهن‬
‫قصور‪.‬‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫ص''ى [] وال زا ِج'' ُ‬
‫رات‬ ‫بالح َ‬
‫الض''وارب َ‬
‫ُ'‬ ‫لعم''رك م''ا ت''دري‬
‫الطير ما هللا صان ُع‬
‫وكان أكثرهم يتطيّرون ويعتمدون على ذل''ك‪ ،‬ويص''ح معهم‬
‫غالب''ا ل''تزيين الش''يطان لهم ذل''ك‪ .‬وبقيت بقاي''ا في كث''ير من‬
‫المسلمين‪ .‬وقد أخرج ابن حبان في صحيحه من حديث أنس‬
‫رفعه‪[ :‬ال طير‪ ،‬والطير على من تطيّر]‪ .‬وأخرج ابن ع''دي‬
‫بسندين عن أبي هريرة رفع''ه‪[ :‬إذا تطيّ''رتم فامض''وا وعلى‬
‫هللا فتو ّكلوا]‪ ،‬وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رفع''ه‪[ :‬لن‬
‫ينال الدرجات العلى من تهكن أو استقسم‪ ،‬أو رجع من س''فر‬
‫تطيُّرًا]‪.‬‬
‫فائدة‬

‫‪ .)213‬أي ال يتشاءم بأمر؛ إذ هذا ال يفعله من يعرف أن كل شيء بقضاء وقدر‪ ،‬كيف وهو ‪ ‬سيد‬
‫العارفين الكاملين‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الش''عب من ح''ديث عب''د هللا بن عم''ر‬ ‫أخ''رج ال''بيهقي في ُّ‬


‫موقوفا‪[ :‬من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل‪ :‬اللهم ال‬
‫طير إالّ طيرُك‪ ،‬وال خ''ير إال خ''يرُك وال إل''ه غ''يرك]‪ .‬وفي‬ ‫َ‬
‫مراسيل أبي داود أن النبي ‪ ‬قال‪[ :‬ليس عبد إال يدخل قلبه‬
‫الطيرة فإذا أحس بذلك فليقل‪ :‬أنا عب ُد هللا م''ا ش''اء هللا ال ق' ّوة‬
‫ت إال‬‫إال باهلل‪ ،‬ال ي''أتي بالحس''نات إال هللا‪ ،‬وال يُ''ذهبُ الس''يئا ِ‬
‫هللاُ‪ ،‬أشهد أن هللا على كل شيء قديرٌ‪ ،‬ثم يمضي لوجهه]‪.‬‬
‫فحص'''ل من مجم'''وع ه'''ذين الح'''ديثين وغيرهم'''ا‪ :‬أن من‬
‫عرض له الطيرة فلي ْدع وليقل‪ :‬أنا عبد هللا ما شاء هللا ال قوة‬
‫إال باهلل‪ ،‬اللهم ال ط''ير إال ط''يرُك‪ ،‬وال خ''ير إال خ''يرُك‪ ،‬وال‬
‫إل''ه غ''يرُك؛ اللهم ال ي''أتي بالحس''نات إال أنت‪ ،‬وال يُ''ذهبُ‬
‫الس''يئات إال أنت‪ ،‬أش''ه ُد أن هللا على ك''ل ش''يء ق''ديرٌ‪ ،‬وال‬
‫حول وال ق ّوة إال باهلل العلي العظيم]‪.‬‬
‫(وأما قوله) صلى هللا تعالى عليه وسلم‪[ :‬وال ها َمة] بتخفيف‬
‫الميم على الص'''حيح‪ ،‬وحكى أب'''و زي'''د تش'''ديدها‪ .‬وهي في‬
‫األصل‪ :‬الرأس‪ ،‬وتطل''ق على ط''ير من طي''ور اللي''ل‪ ،‬وه''و‬
‫المراد هنا‪ .‬قيل‪ :‬هو البومة‪ ،‬كانوا يتشاءمون به''ا إذا ح''امت‬
‫ي نفس''ي أو أح''دًا من أه''ل‬ ‫على بيت أح''دهم يق''ول ن َع ْ‬
‫ت إل َّ‬
‫داري؛ وعلى ه'ذا ف'المعنى‪ :‬ال ش'ؤم بالبوم'ة‪ .‬وقي'ل‪ :‬ك'انت‬
‫الع''رب ت''زعم أن روح القتي''ل ال''ذي ال يؤخ''ذ بث''أره تص''ير‬
‫هامة فتقول‪ :‬اسقوني اسقوني‪ ،‬فإذا أ ِخذ بثأره طارت‪ .‬وقي''ل‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫كانوا يزعم''ون أن عظ''ام الميت وقي''ل روح''ه تص''ير هام''ة‬


‫ص َدى؛ وعلى هذا فالمعنى ال حي''اة لهام''ة‬ ‫فتطير ويس ُّمونه ال َّ‬
‫الميت‪ ،‬فنفى النبي ‪ ‬جميع ذلك‪.‬‬
‫ص'فَر] أي ال ص'فر م'ؤخر عن محل'ه؛ ففي'ه‬ ‫وقوله ‪[ ‬وال َ‬
‫ر ٌّد على النسيء‪ .‬فكانت الع''رب ت''ؤخر المح'رّم إلى ص''فر‪،‬‬
‫ويجعلون صفرًا هو الشهر الح''رام‪ ،‬والص''فر بفتح''تين فيم''ا‬
‫ي'''زعم الع'''رب‪ :‬حي''ة في البطن تَ َعض اإلنس'''ان إذا ج'''اع‪،‬‬
‫عض'ها؛ فنفي المص''طفى‬ ‫ِّ‬ ‫واللَّدغ الذي يجده عند الج''وع من‬
‫‪ ‬ذلك‪ ،‬والمراد أنهم كانوا يتشاءمون بدخول ش''هر ص''فر‪،‬‬
‫لما يتوهّم''ون أن في''ه كث''يرة ال''دواهي والفتن‪ ،‬ف''المعنى‪ :‬وال‬
‫تش''اؤم به''ذا الش''هر‪ ،‬وال أن األم''ور الرديئ''ة تق''ع في''ه دون‬
‫غيره بل هو كغيره من الشهور‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وأما قوله ‪[ :‬وال ُغول] قد كانت العرب تزعم أنه‬
‫(‪)14‬‬

‫من جنس الش''ياطين‪ ،‬ي''تراءى للن''اس فيض''لهم عن الطري''ق‬


‫ويُهلكهم فال ُغ''ول؛ أي ال وج''ود ل''ه وال يس''تطيع أن يض''ل‬
‫أحدًا عن الطريق‪.‬‬
‫‪ .)114‬قوله [وال ُغول] تحصل من هذا أنه نفى المصطفى ‪ ‬خمسة أمور ال أصل لها‪ ،‬ونفى أيضً ا في‬
‫بعض األحاديث النوء؛ فالحاصل من مجموع' األحاديث ستة‪ :‬العدوى‪ ،‬والطيرة‪ ،‬والهامة‪ ،‬والصفر‪،‬‬
‫والغول‪ ،‬والنوء‪ .‬أما الخمسة األولى فقد تقدم الكالم عليها‪ .‬وأما النوء‪ :‬فجمعه أنواء‪ ،‬وهي ثمانية وعشرون‬
‫كوكبا‪ '،‬كل ثماني عشرة ليلة يغيب كوكب' منها في جهة المغرب عند الفجر‪ ،‬ويطلع كوكب بدله في جهة‬
‫المشرق‪ ،‬وكلما غاب واحد وجاء غيره‪ .‬قالت الجاهلية‪ :‬هذا يظهر منه ريح ومطر‪ ،‬فتتم في ثالثمائة وأربعة‬
‫وستين يوما؛ قاله الحفني عند قوله ‪[ :‬أخاف على أمتي االستسقاء باألنواء]‪ .‬وحيف السلطان والتكذيب'‬
‫بالقدر‪ :‬هذا وقد خاف ‪ ‬على أمته اإليمان بالنجوم‪ ،‬أي بأنها تؤثر‪ .‬وأما قولهم‪ :‬عالمة الرخاء مثال طلوع‬
‫النجم الفالني وقت كذا فال بأس به‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تتمة‬
‫ن''ذكر فيه''ا أش''ياء مم''ا يتش''اءم منه''ا الن''اس أو يلحقهم منه''ا‬
‫مكروه‪ :‬فمن ذلك؛ تشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه‬
‫خاصة(‪ )15‬وقد ورد الشرع بإبطاله‪ ،‬ق''الت عائش''ة رض''ي هللا‬
‫عنها‪ :‬تز ّوجني رس''ول هللا ‪ ‬في ش''وال‪ ،‬وبَ''نى في ش''وال؛‬
‫ف''أ ّ‬
‫ي نس''ائه ك''انت أحظى م''ني‪ ،‬وت''ز ّوج الن''بي ‪ ‬أم س''لمة‬
‫رضي هللا عنها في شوال أيضًا‪.‬‬
‫ومن ذلك؛ تشاؤم الناس بالساعة النحسة(‪ )16‬باعتبار الكواكب‬
‫واأليام النحسة فيتركون السعي لمصالحهم فيه''ا؛ وه''و ق''ول‬
‫باطل للمنجمين‪.‬‬

‫‪ .)215‬سببه ما قيل‪ :‬إن طاعونًا وقع في شوال في سنة من السنين فمات فيه كثير من الخلق العرائس؛‬
‫فتشاءموا بذلك‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫‪ .)116‬وذلك أن المنجمين يجعلون أول كل يوم منسوبًا لكوكب من الكواكب المجموعة في قول القائل‪:‬‬
‫زحل شري مريخه من شمسه ‪ ‬فتزاهرت لعطارد األقمار‬
‫ويقسمون' اليوم اثنتي عشرة ساعة‪ ،‬سواء كان قصيرً ا أو طويال‪ .‬فالساعة األولى من يوم السبت‬
‫لزحل‪ ،‬ومن األحد للشمس‪ ،‬ومن اإلثنين للقمر‪ ،‬ومن الثالثاء للمريخ‪ ،‬ومن األربعاء لعطارد‪ ،‬ومن الخميس‬
‫للمشتري‪ ،‬ومن الجمعة للزهرة‪.‬‬
‫وهذه الكواكب السبعة تقسم على سبع ساعات‪ ،‬والثامنة هي ابتدأت بها‪ ،‬وهكذا إلى تمام اثنتي‬
‫عشرة ساعة‪ ،‬ثم إن الكواكب المذكورة اثنان منها نحسان‪ ،‬وهما زحل والمريخ‪ .‬وواحد ممتزج' وهو‬
‫عطارد‪ ،‬ومعنى كونه ممتزجً ا' أنه نحس مع النحوس‪ ،‬وسعد مع السعود‪ ،‬فيتشاءمون بالنجمين المذكورين‬
‫األولين النحسين جدا عن السعي في مصالحهم وهو قول باطل لهم قد أبطله الشرع؛ فال نافع وال ضار إال‬
‫هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫وقوله‪[ :‬واأليام النحسة] أي فإنهم بتشاءمون من سبعة أو ثمانية أيام في الشهر‪ ،‬وهي مجموعة في هذا‬
‫المصراع؛ فما كان فيه مهمل فهو يوم سعيد‪ ،‬وما كان معجما فبضد المهمل‪ ،‬وذلك قوله‪:‬‬
‫محبك يرعى هواك فهل ‪ ‬تعود ليالي بظل األمل‬
‫فمـا فيه نقط بدا شره ‪ ‬ومهمله فيه خير حصل‬
‫اهـ‪ .‬منه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ومن ذلك؛ تشاؤم الن''اس بالس''فر في المح''اق(‪ )17‬وه''و م''ا إذا‬


‫بقي من الشهر يوم أو يومان‪ ،‬أو إذا نزل القم'ر في العق'رب'‬
‫أو ال َّدبران وذلك من الط''يرة المنهي عنه''ا ألن رعاي''ة ذل''ك‬
‫مكروهة أو محرمة كما سننقله عن ابن حجر‪.‬‬
‫ومن ذل''ك؛ التش''اؤم بي''وم األربع''اء وبغ''ير ذل''ك‪ ،‬وكل''ه من‬
‫الط''يرة المنهي عنه''ا‪ .‬ق''ال ابن حج''ر رحم''ه هللا تع''الى في‬
‫المنح بعد أن قرّر اس''تحباب الس''فر ي''وم الخميس أو اإلث''نين‬
‫أو السبت‪ :‬ثم نصُّ هم على ندب السفر في هذه األي''ام ص''ريح‬
‫في عدم ندبه في غيرها‪ ،‬لكن ال من جه''ة تطيُّر بق''ول منجم‬
‫أو نحوه لكراهة رعاية ذلك أو حرمته؛ فقد قال ابن جماعة‪:‬‬
‫وال يك''ره الس''فر في ي''وم من األي''ام بس''بب ك''ون القم''ر في‬
‫العقرب أو غيره‪ .‬ولما قيل لعل ّي ‪ :‬أتلقى الخوارج والقم''ر‬
‫في العقرب؟‪ ،‬قال‪ :‬فأين قمرهم؟‪ ،‬وقال له منجّم‪ِ :‬س'رْ س''اعة‬
‫كذا تظفر؛ فقال‪ :‬م''ا ك''ان لمحم''د ‪ ‬منجم وال للن''اس بع''ده‪،‬‬
‫واحتج بآيات ثم قال‪ :‬فمن ص ' َّدقك في ه''ذا الق''ول ال ُ‬
‫آمن أن‬
‫يكون كمن اتخ''ذ من دون هللا ن' ًّدا‪ ،‬اللهم ال ط'ير إال ط'يرك‪،‬‬
‫وال خير إال خيرك‪ ،‬نكذبك ونخالفك ونسير في الساعة ال''تي‬
‫نهيتنا عنها‪ ،‬ثم قال للناس‪ :‬إياكم وتعلُّ َم النجوم إال ما تهت'دون‬
‫به في ظلمات ال''بر والبح''ر‪ ،‬إنم''ا المنجم كالك''افر‪ .‬ثم تو ّع''د‬
‫المنجم بأنه إن لم يتب ليخلدنَّه في الحبس وليحرمنَّه العطاء‪.‬‬
‫‪ .)217‬المحاق بتثليث الميم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ثم قاتل الخوارج في الساعة التي نهاه عنها فظفر بهم‪ ،‬وهي‬
‫وقعة النهروان الثانية‪ ،‬ونق'ل ابن رش'د‪ .‬أن مالك''ا رحم''ه هللا‬
‫تعالى لم يكن يكره شيئا في يوم من األيام‪ ،‬ب''ل ك''ان يتح''رى‬
‫األربع''اء والس''بت؛ أي ر ًّدا على من يتش''اءم بهم''ا‪ .‬وأراد‬
‫فحذره المنجمون منه فأنشد له‪:‬‬ ‫ملك(‪ )18‬أن يغزو في وقت ّ‬
‫دع النجوم لَطرقِ ٍّي يعيش وانهض بع''زم ق''و ٍّ‬
‫ي أيه''ا‬
‫الملك‬ ‫بها‬
‫َ‬
‫أبص''رت‬ ‫إن النب ّي وأصحاب' النبي عن النجوم وقد‬
‫ما ملكوا‬ ‫نهَوا‬
‫فخالفهم؛' فظفِر وغنم‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وكثير من الن''اس تط'يروا من آخ''ر أربع''اء وترك'وا الس''عي‬
‫لمص''الحهم في''ه‪ ،‬ويقول''ون ل''ه‪ :‬أربع''اء ال ي''دور؛ مس''تدلين‬
‫بحديث‪[ :‬آخ''ر أربع''اء في الش''هر ي''وم نحس مس''تمر]‪ .‬ق''ال‬
‫السخاوي‪ :‬طرقه واهية‪ ،‬وعلى تقدير ص''حته فمعن''اه؛ نحس‬
‫مستمر على من تطير ب''ه أو اعتق''د نُحوس''ته لذات''ه؛ وخ''اف‬
‫منها معتقدًا ما عليه المنجمون‪ .‬أما من اعتقد أنه ال ينف''ع وال‬
‫يضر إال هللا تعالى فليس بنحس عليه‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد جاء في بعض األخبار م''ا يُش''عر بم''دح األربع''اء‪،‬‬
‫ففي ُشعب ال''بيهقي‪ :‬أن ال''دعاء يس''تجاب ي''وم األربع''اء بع''د‬
‫الزوال‪ .‬وفي حديث جابر ‪ :‬أن''ه ‪ ‬أتى مس''جد األح''زاب‬
‫‪ .)118‬هو الخليفة المعتصم بن هارون الرشيد‪ ،‬وكان يريد غزو الروم‪ .‬ويقال‪ :‬إن الذي أنشده هذين البيتين‬
‫أبو تمام الطائي‪ .‬اهـ مصحّ حه‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ي''وم االث'''نين وي''وم الثالث'''اء وي'''وم األربع'''اء بين الظه''ر‬


‫والعص''ر‪ ،‬فوض''ع رداءه فق''ام فرف''ع يدي''ه ي''دعو عليهم أي‬
‫الكفار فرأينا البِشر في وجهه‪ ،‬كما في ال ِّسيَر‪.‬‬
‫وعن صاحب' الهداية‪ :‬أنه م''ا ب''دئ بش''يء ي''وم األربع''اء إال‬
‫وت َّم‪ .‬وهو يوم خلق هللا تعالى فيه النور‪ .‬وروى ال''ديلمي عن‬
‫جابر ‪ ‬مرفوعا‪[ :‬من غرس األشجار يوم األربعاء‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫سبحان الباعث الوارث آتت أ ُكله''ا]‪ .‬ونق''ل عن الحلِيمي أن''ه‬
‫قال‪ :‬علمنا ببيان الشريعة أن من األيام نحسًا ويقاب''ل النحس‬
‫السعد‪ ،‬وإذا ثبت األول ثبت الثاني أيضًا‪ .‬فاأليام منه''ا نحس‬
‫ومنها سعد؛ كاألشخاص منهم ش''ق ّي ومنهم س''عيد‪ ،‬لكن زعم‬
‫أن األي'''ام والك'''واكب تُنحس وتُس'''عد باختياره'''ا أوقاتً'''ا أو‬
‫صا باطل‪ .‬والقول أن الكواكب قد تكون أس''بابًا للحس''ن‬ ‫أشخا ً‬
‫والقبيح‪ ،‬والخير والشر‪ ،‬والكل فعل هللا تع'الى وح'ده مم'ا ال‬
‫بأس به‪.‬‬
‫والحاصل' كما قال المناوي‪ :‬أن توقِّي األربع''اء وغ''يره على‬
‫جهة الطيرة وظن اعتقاد المنجمين حرام ش''ديد التح''ريم‪ ،‬إذ‬
‫األيام كلها هلل تعالى ال تنفع وال تضر بذاتها‪ ،‬وبدون ذل''ك ال‬
‫ضير وال محذور فيه‪ .‬ومن تطيّر ح''افت ب''ه نُحوس''ته‪ ،‬ومن‬
‫أيقن أنه ال يضر وال ينفع إال هللا ع ّز وج ّل لم يؤثر فيه شيء‬
‫من ذلك؛ كما قيل‪:‬‬
‫تعلّم أنه ال طي َْر إال [] على ُمتطيِّر وهو الثُّبور‬

‫‪43‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وبالجملة فكل األيام سواء‪ ،‬ال اختصاص لذلك بيوم األربعاء‬


‫وال غيره‪ .‬وم''ا من س''اعة من الس''اعات إال وهي س' ْع ٌد على‬
‫شخص‪ ،‬نحسٌ على آخر‪ ،‬باعتبار ما يح''دث هللا تع''الى فيه''ا‬
‫من المالئم والمن''افر‪ ،‬والخ''ير والش''ر‪ ،‬فك ' ّل ي''وم من األي''ام‬
‫يتص''ف ب''األمرين الختالف االعتب''ار؛ فم''ا أولج اللي''ل في‬
‫النهار‪ ،‬والنهار في الليل إال إليالد الحوادث؛ وقد قيل‪:‬‬
‫ُ‬
‫أخوات‬ ‫ع واحد 🙨 وهذي الليالي كلُّها‬ ‫أال إنّما األيام إبدا ُ‬
‫ق''ال في روح البي''ان في تفس''ير قول''ه‪﴿ :‬أولم يعلم''وا أن هللا‬
‫يبسطُ الرزق﴾ أي يوسّعه ﴿ لمن يشاء ﴾ وإن كان ال حيلة له‬
‫وال ق ّوة امتحانًا ﴿ ويقدر ﴾ أي يضيّق ال''رزق لمن يش''اء وإن‬
‫ك'ان قوي'ا ش'ديد الحيل'ة ابتال ًء‪ ،‬فال ق'ابض وال باس'ط إال هللا‬
‫تع''الى‪ .‬وي''دل على ذل''ك أن''ا ن''رى الن''اس مختلفين في َس'عة‬
‫الرزق وضيقه؛ فال بد لذلك من حكمة وسبب‪ ،‬وذلك الس''بب‬
‫ليس هو عقل اإلنسان وجهل''ه؛ فإن''ا ن''رى العاق''ل الق''ادر في‬
‫أش''د الض''يق‪ ،‬ون''رى الجاه''ل الض''عيف في أعظم الس''عة‪،‬‬
‫وليس ذلك أيضا ألجل الطب''ائع واألفالك‪ ،‬ألن الس''اعة ال''تي‬
‫ولد فيها ذلك الملك والسلطان القاهر‪ '،‬قد ول''د فيه''ا ع''الم من‬
‫الناس أيضا‪ ،‬وعالم من الحيوان غير اإلنسان‪ .‬وتول''د أيض''ا‬
‫في تلك الساعة ع''الم من النب''ات‪ .‬فلم''ا ش''اهدنا ح''دوث ه''ذه‬
‫األشياء الكثيرة في تلك الساعة الواحدة مع كونها مختلفة في‬
‫الس''عادة والش''قاوة‪ ،‬علمن''ا أن الفاع''ل ل''ذلك ه''و هللا تع''الى‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فصح بهذا البرهان العقلي القاطع ص''حة قول''ه تع''الى‪ ﴿ :‬هللا‬


‫يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ﴾‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫قضي علينا‬ ‫يقض''''ي ب'''ه وال النحس يَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فال الس'''ع ُد‬
‫ُز َحل‬ ‫المشتري‬
‫وقاض''ي القض''اة تع''الى‬ ‫ولـــكنه حكم رب السما‬
‫َو َجـلْ‬
‫انتهى‪ ،‬وقال آخر‪:‬‬
‫ي وال‬‫ال ت'''رقب النجم في أم'''ر فاهلل يفع''ل ال َج'' ْد ٌ‬
‫َح َم ُل‬ ‫تحاوله‬
‫م'ع الس'عادة م'ا للنجم من وال يض''رك ِم'' ِّر ْي ٌخ وال‬
‫ُزح ُل‬ ‫أثـر‬
‫وللعالمة الشيخ منصور التميمي الشافعي‪:‬‬
‫أو ك''''''ان يرجـو‬ ‫من كـان يخشى ُزحـالً‬
‫المشتَ ِري‬
‫كــان أبي األدنى‬ ‫فـإنَّنِي منــه وإن‬
‫ـري‬ ‫بَ ِ‬
‫وله أيضا‪:‬‬
‫لـم تض'''ر وتنف'''ع من‬ ‫إن كنت تزعم أن النجو‬
‫تحتها‬
‫ل بـأنك بـاهلل أشركتـها‬ ‫ّ‬
‫تنكرن على مـن يقو‬ ‫فـال‬
‫وله أيضا‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ٍر وال نـفع سبيـ ُل‬ ‫ليس للنجم إلى‬


‫ضُـرْ‬
‫ت دلي ُل‬
‫قـات والسم ٍ‬ ‫إنّـما النجم علي األو‬
‫وما ألطف ما قاله الحف''ني رحم''ه هللا تع''الى‪ :‬إن'ه ق''د اجتم''ع‬
‫موحّد مع منجّم فق'ال ل'ه‪ :‬كي'ف أص'بحت؟‪ ،‬فق'ال‪ :‬أص'بحت‬
‫أخ''اف هللا تع''الى وأرج''وه‪ ،‬وأنت أص''بحت ترج''و ُزحالً‬
‫والمشتري وتخافهما‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وأراني قد ط ّولت حتى ك''دنا أن نخ''رج عن المقص''ود‪.‬‬
‫ولكن ال طول حيث إن أملي أن هذا الجمع مقبول ومحمود‪،‬‬
‫وال يخلو إن شاء هللا تعالى من فائدة بالخير عائدة‪ .‬فعليك به‬
‫ليذهب عنك التطيّر‪ ،‬ويتثبت عزم''ك‪ ،‬فتص''مم على أم''ر بال‬
‫تح'''ير‪ ،‬س'''يما في ص'''فر ش'''هر الخ'''ير والظف'''ر‪ ،‬وادع لي‬
‫بالتوفيق للصواب‪ '،‬ألنك ال تجد هذا الجمع بهذا ال''ترتيب في‬
‫كت'''اب‪ ،‬وفقن'''ا هللا تع'''الى لمراض'''يه‪ ،‬وأذهب هن'''ا الش'''ر‬
‫ودواعيه‪ ،‬آمين‪ ،‬باألمين‪.‬‬
‫ما يطلب في شهر ربيع األول‬
‫اعلم أنه يطلب في هذا الش''هر ك''ثرة الص''الة والص''يام على‬
‫نبين''ا س''يد األن''ام ص''لى هللا تع''الى وس''لم علي''ه وزاده ش''رفا‬
‫وكرم''ا لدي''ه‪ ،‬ألن ه''ذا الش''هر العظيم ق''د ظه''ر في''ه الخ''ير‬
‫العميم‪ ،‬وطلع فيه س'عد الس'عود بإش'راق طلع'ة نبين'ا الس'نية‬
‫على الوجود‪ ،‬ففيه تذكار مولد سيد الكائن'ات‪ '،‬وأش'رف أه'ل‬

‫‪46‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫األرض والس''موات‪ ،‬وقُ''رة أعينن''ا‪ ،‬وش''فيعنا عن''د ربن''ا‪،‬‬


‫خالصة مع ّد‪ ،‬سيدنا وموالنا محم''د‪ ،‬ص''لى هللا تع''الى وس''لم‬
‫ع المو ِّحدين‬‫نتم إلي''ه‪ ،‬واجتم''ا ُ‬
‫عليه وعلى آله وصحبه وكل ُم ٍ‬
‫لس''ماع قص''ة مول''ده الش''ريف‪ ،‬واغتن''ام بركات''ه وفض''له‬
‫الم''نيف‪ ،‬وتالوة الص''الة والتس''ليم‪ ،‬على ص''احب الخل''ق‬
‫العظيم‪ ،‬وال زال أهل اإلس''الم يحتفل''ون بش''هر مول''ده علي''ه‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬ويعملون الوالئم ويتصدقون ليالي''ه ب''أنواع‬
‫الصدقات‪ ،‬ويظهرون السرور ب''ه‪ ،‬ويزي''دون في الم''برات‪'،‬‬
‫ويعتنون بقصة مولده الكريم‪ ،‬ويظهر عليهم من بركاته ك''ل‬
‫فضل عميم‪.‬‬
‫(وأول) من أح''دث فع''ل ذل''ك‪ :‬المل''ك المظفّ''ر أب''و س''عيد‬
‫ص''احب' إربل(‪ )19‬رحم''ه هللا تع''الى‪ .‬وك''ان يعمل''ه في ش''هر‬
‫ربيع األول ويحتفل به احتف''االً ه''ائالً‪ ،‬وك''ان ش''ه ًما ش''جاعًا‬
‫بطال عادال وألف له الحافظ ابن دحية تأليفً''ا س''ماه «التن''وير‬
‫في مولد السراج المنير» فأجازه الملك المظفّر بألف دينار‪.‬‬
‫(وه''ذا الكت'''اب) أول م'''ا أل''ف بخص''وص قص'''ة المول''د‬
‫الشريف‪ ،‬وبعد ذلك تتبع''ه الن''اس في الت''آليف فيه''ا بتطوي''ل‬
‫واختصار منثورةً أو منظوم''ة مع''نى القص''ة فيه''ا‪ ،‬وج''رى‬
‫الناس على قراءتها ليلة مولده ‪ ‬مقرونةً بالتعظيم والصالة‬
‫‪ .)119‬إربل ‪ -‬بكسرة الهمزة وسكون الراء وكسر الباء الموحدة والم؛ بوزن إثمد ‪ -‬اسم مدينة في والية‬
‫الموصل‪ ،‬تقع على بعد ‪ 80‬كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل «عن دائرة المعارف»‪.‬‬
‫اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫والس''الم علي''ه الص''الة والس''الم على ق''رَّة العين‪ ،‬وس''يد‬


‫الك''ونين‪ ،‬واألناش''يد في مدح''ه علي''ه الص''الة والس''الم في‬
‫حرص'''ا على‬
‫ً‬ ‫المس'''اجد والجوام'''ع‪ ،‬وتوس'''عوا في ذل'''ك‬
‫استجالب بركاته‪ ،‬فصاروا يقرءونها في الدور وال''بيوت في‬
‫أي يوم كان من شهر ربيع األول؛ بل في أي يوم من الع''ام‪،‬‬
‫ويت''برّكون ب''ذلك االحتف''ال الم''وقر حُـبًّا بمن ينس''ب إلي''ه‪،‬‬
‫ويعتمدون في الشفاعة عليه صلى هللا تعالى عليه وعلى آل''ه‬
‫وصحبه وسلم‪ ،‬وشرّف وكرّم و َمجّد وعظم‪.‬‬
‫ثم إن عمل المولد واجتماع الناس له ك''ذلك مستحس''ن‪ ،‬فه''و‬
‫بدعة حسنة‪.‬‬
‫قال اإلمام أبو شامة شيخ النووي‪ :‬ومن أحسن م''ا ابتُ''دع في‬
‫زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق لي''وم مول''ده ص''لى‬
‫هللا تع''الى علي''ه وس''لم من الص''دقات والمع''روف‪ ،‬وإظه''ار‬
‫الزينة والسرور‪ ،‬فإن ذلك مع م''ا في''ه من اإلحس''ان للفق''راء‬
‫شع ٌر بمحبة النبي ‪ ،‬وتعظيمه في قلب فاعل ذلك‪ ،‬وشكر‬ ‫ُم ِ‬
‫من به من إيج''اد رس'وله ص'لى هللا تع''الى‬ ‫هللا تعالى على ما ّ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬الذي أرسله رحمةً للعالمين‪.‬‬
‫وقال ابن الجوزي‪ :‬من خواصه أنه أمان ذلك العام‪ ،‬وبُشرى‬
‫عاجلة بنيل البغي''ة والم''رام‪ .‬ه''ذا‪ ،‬وق''د اس''تنبط الحاف''ظ ابن‬
‫حجر تخريج عمل المولد على أصل ث''ابت في الس''نة‪ ،‬وه''و‬
‫ما في الصحيحين‪ :‬أن النبي صلى هللا تعالى عليه وس'لم ق'دم‬

‫‪48‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫المدينة فوجد اليهود يصومون بوم عاشوراء فس'ألهم فق'الوا‪:‬‬


‫هو يوم أغرق هللا فيه فرعون ونَ ّجى موسى‪ ،‬ونحن نصومه‬
‫شك ًرا‪ ،‬فقال‪« :‬نحن أولى بموسى منكم»‪ .‬ق''ال‪ :‬فيس''تفاد من''ه‬
‫من هللا ب''ه في ي''وم معيّن‪ ،‬وأي نعم''ة‬ ‫فع''ل الش''كر على م''ا ّ‬
‫أعظم من بروز نب ّي الرحم''ة ص''لى هللا تع''الى علي''ه وس''لم‪.‬‬
‫ه''ذا‪ ،‬والش''كر يحص''ل ب''أنواع العب''ادة؛ كالص''الة والص''يام‬
‫والص'''دقة والتالوة ال ب'''األمور المنهي'''ات‪ '،‬وهللا س'''بحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وه''ذا البحث ذكرن''اه تبَرُّ ًك''ا وإال فال أعلم ل''ه دع''ا ًء خاص''ا‪'،‬‬
‫ولكن أحببت أن ال يخلو هذا الجمع من ذكره‪.‬‬
‫ما يطلب في رجب الحرام المكرّم‬
‫اعلم أن رجبً''ا ش'هر فص''يل‪ ،‬والعب''ادة في''ه له''ا أج''ر جلي''ل‪،‬‬
‫خصوص 'ا الص''وم في''ه واالس''تغفار‪ ،‬والتوب''ة من األوزار‪،‬‬ ‫ً‬
‫وفي أول ليلة منه يستجاب الدعاء فيس''تحب‪ ،‬ق''ال ص''لى هللا‬
‫تعالى علي''ه وس''لم‪« :‬خمس لي''ال ال تُ''رد فيهن ال''دعاء؛ أول‬
‫ليل''ة من رجب‪ ،‬وليل''ة النص''ف من ش''عبان‪ ،‬وليل''ة الجمع''ة‪،‬‬
‫وليل''ة الفط''ر‪ ،‬وليل''ة النح''ر» أخرج''ه الس''يوطي رحم''ه هللا‬
‫تعالى في الج''امع‪ ،‬عن ابن عس''اكر‪ ،‬عن أبي أمام''ة رض''ي‬
‫هللا تعالى عنه‪.‬‬
‫وفي ليل''ة الس''ابع والعش''رين من''ه أس''ري ب''النبي ص''لى هللا‬
‫تعالى عليه وسلم كما هو مشهور معل''وم‪ .‬ورجبٌ ه''و الف''رد‬

‫‪49‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫من األشهر الحرم‪ '،‬قال تعالى‪﴿ :‬إن عدة الشهور عند هللا اثن''ا‬
‫عشر شهرًا في كتاب هللا يوم خلق الس''موات واألرض منه''ا‬
‫أربع'''ة ح'''رم﴾ وهي ذو القع'''دة‪ ،‬وذو الحج'''ة‪ ،‬والمح'''رم‪،‬‬
‫ورجب؛ فاألش''هر الح''رم ثالث''ة َس 'رد‪ ،‬وواح''د ف''رد؛ وه''و‬
‫رجب‪.‬‬
‫وكان في ابتداء اإلسالم يحرم القت'ال في األش'هر الح'رم‪ ،‬ثم‬
‫نس''خ بقول''ه تع''الى‪﴿ :‬اقتل''وا المش''ركين حيث وج''دتموهم﴾‬
‫وبقيت حرمته''ا في تض''عيف األج''ر على الطاع''ة وتعظيم‬
‫الوزر على المعصية‪ ،‬حمانا هللا تعالى منها‪.‬‬
‫ورجب ه''و ش''هر هللا األص''ب‪ ،‬تص''ب في''ه الرحم''ة على‬
‫الت'''ائبين‪ ،‬وتفيض أن'''وار القب'''ول على الع'''المين‪ ،‬وك'''انوا‬
‫يس''مونه األص''م ألن''ه لم يس''مع في''ه حسُّ قت''ال‪ ،‬ويق''ال ل''ه‪:‬‬
‫«رجم» بالميم‪ ،‬ومعن''اه أن''ه يُ''رجم في''ه األع''داء والش''ياطين‬
‫حتى ال يؤذوا فيه األولياء والصالحين‪.‬‬
‫قال الن''بي ص''لى هللا تع''الى علي''ه وس''لم‪« :‬رجبٌ ش''هر هللا‪،‬‬
‫وشعبان شهري‪ ،‬ورمضان شهر أمتي» أخرجه في الجامع‪.‬‬
‫وقال العلماء‪ :‬رجب شهر االستغفار‪ ،‬وشعبان شهر الص''الة‬
‫على النبي المختار‪ '،‬صلى هللا تعالى عليه وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪ ،‬ورمضان شهر الق''رآن؛ فاجته''دوا رحمكم هللا تع''الى‬
‫في رجب فإن'ه موس'م التج'ارة‪ ،‬واع ُم'روا أوق'اتكم في'ه فه'و‬

‫‪50‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أوان العمارة‪ ،‬فمن كان من التجار فهذه المواس''م ق''د دخلت‪،‬‬


‫ومن كان مريضا باألوزار فهذه األدوية قد حملت‪.‬‬
‫قال وهب بن منبه رضي هللا تعالى عنه‪ :‬جميع أنه''ار ال''دنيا‬
‫تزور زمزم في رجب تعظيما لهذا الشهر‪ .‬وق''رأت في كتب‬
‫هللا المنزل''ة أن من اس''تغفر هللا في رجب بالغ''داة والعش''ي‬
‫يرف'''ع يدي''ه ويق'''ول‪ :‬اللهم اغف'''ر لي وارحم'''ني وتب عل ّي‬
‫(سبعين مرة) لم تمس النار ل''ه جل'دًا‪ .‬لخص''ت ه''ذا كل''ه من‬
‫تحف'''ة اإلخ'''وان في ق'''راءة الميع'''اد في رجب وش'''عبان‬
‫ورمضان للعالمة الفشني رحمه هللا تعالى؛ فانظره فإن''ه في‬
‫هذا الباب نفيس ج ًّدا‪.‬‬
‫وذك''ر س''يدي القطب الرب''اني الش''يخ عب''د الق''ادر الجيالني‬
‫قدس سره في كتاب''ه «الغني''ة»‪ :‬أن مم''ا يطلب أن ي''دعى ب''ه‬
‫في أول ليلة من رجب هذا الدعاء‪:‬‬
‫(إلهي تع 'رَّض ل''ك في ه''ذه الليل''ة المتعرِّض''ون‪ ،‬وقص''دك‬
‫القاصدون‪ ،‬وأمل فضلك ومعروفك الطالبون؛ ول''ك في ه'ذه‬
‫نفحات وجوائ ُز‪ ،‬وعطايا وم''واهبُ ‪ ،‬تَ ُم ّن به''ا على من‬ ‫ٌ‬ ‫الليلة‬
‫تش'ا ُء من عب'ادك‪ ،‬وتمنعه'ا ممن لم تس'بق ل'ه العناي'ة من'ك‪،‬‬
‫وهأنذا عبدك الفقي ُر إلي''ك‪ ،‬المؤم''ل فض''لك ومعروف''ك‪ ،‬ف''إن‬
‫موالي تفضلت في ه''ذه الليل''ة على أح''د من خلق''ك‪'،‬‬ ‫َ‬ ‫كنت يا‬
‫ُدت عليه بعائ َدة من عطفك‪ ،‬فص ّل على سيدنا محمد وآله‬ ‫وج َ‬
‫ي بطَولك ومعروفك يا رب العالمين)‪.‬‬ ‫وصحبه‪ ،‬و ُج ْد عل َّ‬

‫‪51‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وكان عل ٌّي رضي هللا تعالى عنه يفرِّ ع نفسه للعبادة في أربع‬
‫ليال في السنة‪ ،‬وهي أول ليلة من رجب‪ ،‬وليلة الفطر‪ ،‬وليلة‬
‫األضحى‪ ،‬وليلة النصف من شعبان‪ .‬وكان من دعائه فيها‪:‬‬
‫اللهم ص''ل على محم''د وآل''ه مص''ابيح الحكم''ة‪ ،‬وم''والي‬
‫العصمة‪ ،‬واعصمني بهم من كل س''وء‪ ،‬وال‬ ‫النعمة‪ ،‬ومعادن ِ‬
‫تأخذني على ِغرَّة‪ ،‬وال على غفلة‪ ،‬وال تجعل عواقب أم''ري‬
‫حسرةً وندامة‪ ،‬وارض عني؛ ف''إن مغفرت''ك للظ''المين‪ ،‬وأن''ا‬
‫من الظالمين‪ .‬اللهم اغفر لي ما ال يض''رك‪ ،‬وأعط''ني م''ا ال‬
‫ينفع''ك‪ ،‬فإن''ك الواس''عة رحمت''ه‪ ،‬البديع 'ةُ حكمت''ه‪ ،‬ف''أعطني‬
‫الس'''عة وال َّدع'''ة‪ ،‬واألمن والص'''حة‪ ،‬والش'''كر والمعاف'''اة‬‫َّ‬
‫غ الص''بر والص''دق عل ّي وعلى أوليائ''ك‪،‬‬ ‫وأف''ر ِ‬
‫ِ‬ ‫والتق''وى‪،‬‬
‫وأعطني اليُسر‪ ،‬وال تجع''ل مع''ه العس''ر‪ ،‬واعمم ب''ذلك أهلي‬
‫وول''''دي وإخ''''واني في''''ك‪ ،‬ومن ول''''دني‪ ،‬من المس''''لمين‬
‫والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وق''د جم''ع س''يدي العالم''ة الس''يد حس''ن ابن س''يدي عب''د هللا‬
‫باعلوي الحداد استغفارًا‪ ،‬وترجم ل'ه ب'دعاء اس'تغفار رجب‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن له فضائل كثيرة‪ ،‬وآثا ًرا غزيرة وهو هذا‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬وصلى هللا تعالى على سيدنا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬أستغفر هللا (ثالثا)‪ ،‬وأتوب إلى هللا‬
‫مما يكره هللا قوال وفعال‪ ،‬وخاط ًرا‪ ،‬وباطنا وظاهرا‪ ،‬أستغفر‬
‫ي القيو َم وأتوب إلي''ه‪ ،‬اللهم‬
‫هللا العظيم الذي ال إله إال هو الح َّ‬

‫‪52‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫مت وم''ا أخ''رت‪ '،‬وم''ا أس''ررت وم''ا‬ ‫إني أس''تغفرك لم''ا ق ' ّد ُ‬
‫أعلنت‪ ،‬وما أنت أعلم ب''ه م''ني‪ ،‬أنت المق'دِّم وأنت الم'َؤ ّخر‪،‬‬
‫وأنت على كل شيء ق''ديرٌ‪ .‬أس''تغفر هللا ذا الجالل واإلك''رام‬
‫من جميع الذنوب واآلثام‪ .‬أس''تغفر هللا ل''ذنوبي كله''ا‪ ،‬س 'رِّها‬
‫وجهرها‪ ،‬وص''غيرها وكبيره''ا‪ ،‬وق''ديمها وجدي''دها‪ ،‬وأ َّوله''ا‬
‫وآخره'''ا‪ ،‬وظاهره'''ا وباطنه'''ا‪ ،‬وأت'''وب إلي'''ه‪ .‬اللهم إني‬
‫تبت إليك من''ه ثم ع''دت في''ه‪ ،‬وأس''تغفرك‬ ‫أستغفرك من ذنب ُ‬
‫رض'ا‪'،‬‬
‫لما أردت به وجهك الكريم فخالطه م''ا ليس ل''ك في''ه ً‬
‫وأس'''تغفرك لم'''ا وع'''دتُك ب'''ه من نفس'''ي ثم أخلفت'''ك في'''ه‪،‬‬
‫وأس''تغفرك لم''ا دع''اني إلي''ه اله''وي من قِب''ل ال''رُّ خص مم''ا‬
‫اشتبه عل ّي وهو عن''دك ح''را ٌم‪ ،‬وأس''تغفرك ي''ا من ال إل''ه إال‬
‫أنت‪ ،‬ي''ا ع''الِم الغيب والش''هادة من ك''ل س''يئة عملته''ا‪ ،‬في‬
‫بياض النهار وسواد الليل‪ ،‬في مال ٍء وخال ٍء‪ ،‬وس ' ّر وعالني''ة‬
‫وأتيت به'''ا من العص'''يان‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأنت ن'''اظ ٌر إل ّي إذا ارتكبته'''ا‪،‬‬
‫فأتوب إليك يا حلي ُم ي''ا ك''ري ُم ي''ا رحي ُم‪ .‬وأس''تغفرك من النعم‬
‫يت بها على معص''يتك وأس''تغفرك‬ ‫أنعمت بها عل ّي فتق َّو ُ‬
‫َ‬ ‫التي‬
‫من الذنوب التي ال يعرفها أح ٌد غيرك‪ ،‬وال يطلع عليها أح'' ٌد‬
‫س''واك وال س''يعها إال حلم''ك‪ ،‬وال ينجي''ني منه''ا إال عف''وك‪،‬‬
‫ت فيه''ا وأن''ا عن''دك‬ ‫'لفت م''ني فحنِ ْث ُ‬
‫وأس''تغفرك لك''ل يمين س' ْ‬
‫اخ' ٌذ به''ا‪ .‬وأس''تغفرك ي''ا من ال إل''ه إال أنت س''بحانك إني‬ ‫مَؤ َ‬
‫كنت من الظ''المين‪ ،‬فاس''تجبنا ل''ه ونجين''اه من الغ ّم وك''ذلك‬ ‫ُ‬

‫‪53‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ننجي المؤمنين‪ .‬وزكري'ا إذ ن''ادى رب'ه ربِّ ال ت'ذرني ف'ردًا‬


‫وأنت خ''''ير ال''''وارثين‪ .‬رب اغف''''ر وارحم وأنت خ''''ير‬
‫الراحمين‪ .‬وأستغفرك من كل فريضة أوجبتها عل ّي في آن''اء‬
‫الليل وأط''راف النه''ار فتركته''ا خط''أ أو عم'دًا أو نس''يانًا أو‬
‫تها ُونًا أو جهال وأنا معاقبٌ بها‪ .‬وأستغفرك من ك'ل س'نة من‬
‫سنن سيد المرسلين‪ ،‬وخاتم النبيين نبيك س''يدنا محم''د ص''لى‬
‫هللا عليه وسلم فتركتُها غفلةً أو سه ًوا أو نس''يانا أو تها ُون''ا أو‬
‫جهال أو قل 'ةَ مب''اال ٍة به''ا‪ .‬وأس''تغفرك ي''ا من ال إل''ه إال أنت‬
‫وحدك ال شريك لك‪ ،‬وأن محمدًا عبدك ورس''ولك‪ ،‬س''بحانك‬
‫يا رب العالمين‪ ،‬ل'ك المل'ك ول'ك الحم'د‪ ،‬وأنت حس'بنا ونعم‬
‫الوكيل‪ ،‬ونعم الم''ولى ونعم النص''ير‪ ،‬وال ح''ول وال ق''وة إال‬
‫باهلل العل ّي العظيم‪ .‬يا جابر كل كسير‪ ،‬ويا مؤنس كل وحي'' ٍد‪،‬‬
‫ميس'ر ك''ل عس''ير‪ ،‬ي''ا من ال‬ ‫ويا ص''احب' ك''ل غ'ريب‪ ،‬وي''ا ّ‬
‫يحت''ا ُج إلى البي''ان والتفس''ير‪ ،‬وأنت على م''ا تش''اء ق''ديرٌ‪،‬‬
‫وصلى هللا تع'الى على س'يدنا محم'د بع'دد من ص'لى علي'ه‪،‬‬
‫وبعدد من لم يصل عليه‪ .‬اللهم صل على روح س''يدنا محم''د‬
‫في األرواح‪ .‬اللهم صل على تربة سيدنا محم''د في ال''تراب‪'.‬‬
‫اللهم صل على قبر سيدنا محمد في القبور‪ .‬اللهم ص''ل على‬
‫صورة سيدنا محمد في الص''ور اللهم ص''ل على اس''م س''يدنا‬
‫محمد في األسماء‪ ﴿ ،‬لق''د ج''اءكم رس''ول من أنفس''كم عزي''ز‬
‫عليه ما عنتم ح''ريصٌ عليكم ب''المؤمنين رؤوف رحيم‪ ،‬ف''إن‬

‫‪54‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تولَّوا فقل حس''بي هللا ال إل''ه إال ه''و علي''ه ت''وكلت وه''و رب‬
‫العرش العظيم ﴾‪ ،‬وصلى هللا تعالى على سيدنا محم''د وعلى‬
‫آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫انتهى دعاء استغفار رجب المشهور نفع هللا تعالى به آمين‪.‬‬
‫وال تغفُ''ل عن س''يد االس''تغفار ال''وارد عن الن''بي ص''لى هللا‬
‫تعالى عليه وسلم‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫اللهم أنت ربي ال إله إال أنت خلقتَني‪ ،‬وأن''ا عب' ُدك وأن''ا على‬
‫استطعت‪ ،‬أعوذ بك من ش''رِّ م''ا ص' ُ‬
‫'نعت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عهدك ووع ِدك ما‬
‫وأبوء لك بنعمتك عل ّي‪ ،‬وأبوء بذنبي فاغفر لي‪ ،‬فإنه ال يغفر‬
‫ال''ذنوب إال أنت (يق''رأ ثالث''ا ص''باحًا وك''ذلك مس''ا ًء)‪ ،‬وهللا‬
‫الموفق‪.‬‬
‫ومن فوائد الشيخ علي األجهوري رحم''ه هللا تع''الى كم''ا في‬
‫ترجمته بخالصة األثر أن من قرأ في آخر جمع''ة من رجب‬
‫والخطيب على المن''بر‪ :‬أحم ' ُد رس''ول هللا محم ' ٌد رس''ول هللا‬
‫(خمسًا وثالثين مرة) ال تنقطع الدراهم من ي''ده ذل''ك الس''نة‪.‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫استحضر هنا ما ذكرناه من أن صالة الرغ''ائب (وهي اثنت''ا‬
‫عشرة ركعة تص''لى بين المغ''رب والعش''اء ليل'ة أول جمع'ة‬
‫من رجب) بدعةٌ مذمومة فال تفعلها؛ ب''ل ص''لِّ ب''دلها ص''الة‬

‫‪55‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫األ َّوابين أو التسابيح أو النفل المطلق‪ ،‬فرادى من غ''ير ع''دد‬


‫معيّن‪ ،‬وكذا يقال في أمثاله كما تقدم‪.‬‬
‫مـا يـطلب في شعبان المعظّم‬
‫اعلم أن ش''عبان المك''رم من األش''هر المعظم''ة‪ ،‬وه''و ش''هر‬
‫بركاته مشهورة‪ ،‬وخيرات'ه موف'ورة‪ ،‬والتوب'ة في'ه من أعظم‬
‫الغنائم الصالحة‪ ،‬والطاعة في''ه من أك''بر المت''اجر الرابح''ة‪،‬‬
‫جعل''ه هللا تع''الى مض''مار الزم''ان‪ ،‬وض''من في''ه للت''أئبين‬
‫األم''ان‪ ،‬من ع ' َّود نفس''ه في''ه باالجته''اد‪ ،‬ف''از في رمض''ان‬
‫بحسن االعتياد‪ ،‬وهو شهر النبي صلى هللا تعالى عليه وس''لم‬
‫كما ذكرنا في الحديث المار بقوله‪« :‬وشعبان شهري» و ُش ّ‬
‫ق‬
‫فيه القمر لرسول هللا صلى هللا تعالى عليه وسلم‪ ،‬وهو ش''هر‬
‫الصالة على النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم كم''ا في تحف''ة‬
‫اإلخوان‪ ،‬ف''أكثروا من الص''الة علي''ه أيه''ا اإلخ''وان في ك''ل‬
‫صا في شهر نبيكم شعبان‪ ،‬وفي ليل''ة نص''فه‬ ‫األزمان‪ ،‬خصو ً‬
‫تقسم آجال العباد‪ ،‬ويحكم فيها بالقرب والبعاد‪.‬‬
‫قال في تحفة اإلخوان‪ :‬روي عن عطاء بن يسار رض''ي هللا‬
‫تعالى عنه قال‪ :‬إذا كان ليلة النص''ف من ش''عبان نس''خ مل''ك‬
‫الموت عليه الصالة والسالم ك''ل من يم''وت من ش''عبان إلى‬
‫شعبان‪ ،‬وإن الرج''ل ليَظلم ويف ُج''ر وينكح النس''وان ويغ''رس‬
‫األشجار‪ ،‬وقد نسخ اسمه من األحياء إلى األموات‪ ،‬وم''ا من‬

‫‪56‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ليل''ة بع''د ليل''ة الق''در أفض''ل من ليل''ة النص''ف من ش''عبان‪.‬‬


‫انتهى‪.‬‬
‫ثم اعلم أن أم'''ر هللا تع'''الى ال يب''' ّدل وال يغيَّر بع'''د إب'''رازه‬
‫للمالئكة عليهم الصالة والسالم‪ ،‬بخالفه قبل إبرازه وهو في‬
‫اللوح‪ '،‬فإن هللا تعالى يمحو منه ما يشاء ويثبت ما يشاء‪ .‬وقد‬
‫رويت آثار وأحاديث أحادي'ة تفي''د أن'ه يقض'ي هللا تع''الى في‬
‫تلك الليلة المبارك''ة ك''ل أج''ل وعم''ل ورزق إلى مثله''ا وفي‬
‫كثير من األخبار االقتصار على اآلجال‪ .‬وحكمة تخص''يص‬
‫ه''ذه الليل''ة ب''ذلك النس''خ ه''و ال''ترغيب وال''ترهيب‪ ،‬ف''يرغب‬
‫المكلف قبل مجيئها في الخ''ير‪ '،‬وي''رهب من الش''ر‪ ،‬ويجته''د‬
‫فيه'''ا بالطاع'''ة عس'''ى هللا تع'''الى أن يكتب في تل'''ك الليل'''ة‬
‫سعادته‪ ،‬وكذلك يك''ون حال''ه بع''د مروره''ا خش''ية أن يك''ون‬
‫كتب فيها من أموات تلك السنة فيستع َّد للقاء هللا تع''الى‪ ،‬ه''ذا‬
‫شأن أولي التوفيق‪.‬‬
‫وق''ال في تحف''ة اإلخ''وان‪ :‬ق''ال رس''ول هللا ص''لى هللا تع''الى‬
‫عليه وسلم‪« :‬إن هللا يغفر لجميع المسلمين في تل''ك الليل''ة إال‬
‫ق لوالديه»‪،‬‬ ‫مشاحن أو ُمد ِمن خمر أو عا ٍّ‬‫ِ‬ ‫لكاهن أو ساحر أو‬
‫ثم سرد نحو ذلك من األحاديث إلى أن قال‪ :‬وق''د اجتم''ع من‬
‫مش''رك‬
‫ِ‬ ‫الرواي''ات أن المحج''وبين عن المغف''رة والرحم''ة‬
‫رحم‪ ،‬و ُمس 'بِل اإلزار‬ ‫ومشاحن وع ّشار‪ ،‬وقاتل نفس وق''اطع ِ‬ ‫ِ‬

‫‪57‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫'ور وع''ا ٌّ‬


‫ق ومض''ربٌ في‬ ‫وزان وش''ارب وقت''ات(‪ ،)20‬ومص' ِّ‬
‫ٍ‬
‫التجارات(‪ ،)21‬ومبت''دع ورافض''ي في قلب''ه ش''حناء للص''حابة‬
‫رضي هللا تعالى عنهم‪ ،‬فمن تخلّ''ق بش''يء من ه''ذه ال''ذنوب‬
‫فات''ه الف''وز ب''الغفران في ليل''ة النص''ف من ش''عبان‪ ،‬إال أن‬
‫يتنصل من ذنبه‪ ،‬ويتوب إلى رب'ه‪ ،‬ويخلص توبت''ه‪ ،‬ويغس''ل‬
‫بماء الندم حوبته‪ ،‬فحينئذ يسلك هللا به أق''وم طري''ق‪ ،‬ويدخل''ه‬
‫في زمرة أولئك الرفيق‪ ﴿ ،‬ومن يطع هللا ورسوله‪ ﴾...‬اآلية‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومن عادة هللا تعالى في ه'ذه الليل''ة‪ :‬أن يزي'د فيه''ا م'اء‬
‫زمزم زيادة ظاهرة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويُسن إحياء هذه الليلة؛ روى األص''فهاني في ال''ترغيب عن‬
‫مع''اذ بن جب''ل ق''ال‪ :‬ق''ال رس''ول هللا ص''لى هللا تع''الى علي''ه‬
‫وس''لم‪« :‬من أحي''ا اللي''الي الخمس وجبت ل''ه الجن''ة؛ ليل''ة‬
‫التروي''ة‪ ،‬وليل''ة عرف''ة‪ ،‬وليل''ة النح''ر‪ '،‬وليل''ة الفط''ر‪ ،‬وليل''ة‬
‫النصف من شعبان»‪ .‬قال بعض''هم‪ :‬فض''ل رجب في العش''ر‬
‫األول؛ ألجل فضل أول ليلة منه‪ .‬وفضل ش''عبان في العش''ر‬
‫األوسط؛ ألجل ليلة النصف منه‪ .‬وفضل رمضان في العشر‬
‫األخيرة منه؛ ألجل ليلة القدر‪.‬‬
‫ثم إن لليلة النصف من شعبان أسماء كثيرة‪ ،‬وكثرة األس''ماء‬
‫تدل على شرف المس ّمى؛ ذك''ر الفش''ني في التحف''ة معظمه''ا‬

‫‪ .)120‬القتات‪ :‬الن ّمام‪.‬‬


‫‪ .)221‬كذا باألصل‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وذك''ر عن''د ك''ل اس''م حكم''ة تس''ميتها ب''ذلك االس''م‪ ،‬وأعفب''ه‬


‫بحديث أو أثر أو نح''و ذل''ك‪ ،‬فانظره''ا ت''ر العجب العج''اب‪.‬‬
‫فمما ذكره من أسمائها‪ :‬الليلة المباركة‪ ،‬وليلة البراءة‪ '،‬وليل''ة‬
‫القسمة والتقدير‪ ،‬وليلة اإلجابة‪ .‬قال‪ :‬لما روي عن ابن عم'ر‬
‫رض''ي هللا تع''الى عنهم''ا ق''ال‪ :‬خمس لي''ال ال ي''ر ّد فيهن‬
‫الدعاء؛ ليل''ة الجمع''ة‪ ،‬وأول ليل''ة من رجب‪ ،‬وليل''ة النص''ف‬
‫من شعبان‪ ،‬وليلة القدر‪ ،‬وليلتا العيدين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويؤيده الحديث الذي أخرج''ه الس''يوطي الم''ذكور فيم''ا تق''دم‬
‫فيما يطلب في رجب؛ فيستحب الدعاء ليلتها باألمور المهمة‬
‫الدنيوي'''ة واألخروي'''ة‪ ،‬وأهمه'''ا المغف'''رة وس'''ؤال العافي'''ة‬
‫صا باألدعية النبوية‪.‬‬ ‫خصو ً‬
‫قال العالمة السيد الونائي رحمه هللا تعالى فيم''ا يتعل''ق بليل''ة‬
‫النصف من شعبان وغيرها كرمض''ان؛ من أولى م''ا ي''دعى‬
‫به هذه الليلة‪:‬‬
‫ف''اعف عنِّي‪ ،‬اللهم إني‬
‫ُ‬ ‫العف''و‬
‫َ‬ ‫عف''و ك''ري ٌم تحبُّ‬
‫ٌّ‬ ‫اللهم إن''ك‬
‫'و والعافي 'ةَ والم َعافَ''اةَ الدائم 'ةَ في ال''دين وال''دنيا‬
‫أس''ألك العف' َ‬
‫واآلخرة‪.‬‬
‫لورود ذلك في ليلة القدر‪ ،‬وهذه أفضل الليالي بعدها‪.‬‬
‫ومن أولى ما يدعى به أيضًا ما رواه جمع بس''ند ال ب''أس ب''ه‬
‫عن أبي ب''رزة ق''ال‪ :‬ق''ال رس''ول هللا ص''لى هللا تع''الى علي''ه‬

‫‪59‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وس''لم‪« :‬لم''ا هب''ط آدم إلى األرض ط''اف ب''البيت أس''بوعًا‬


‫وصلى خلف المقام ركعتين‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫اللهم إن'''ك تعل ُم س'''رِّي وعالَنيتِي فاقبَ'''ل مع''' ِذ َرتي‪ ،‬وتعلم‬
‫حاجتي فاعطني سْؤ لي‪ ،‬وتعل ُم ما في نفسي فاغفر لي ذن''بي‪.‬‬
‫اللهم إني أسألك إيمانا يباش ُر قلبي‪ ،‬ويقينا ص''ادقًا ح''تى أعل َم‬
‫كتبت لي‪ ،‬ورضِّ ني بقضاِئك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أنه ال يصيبني إال ما‬
‫ُ‬
‫'تجبت ل''ك‬ ‫فأوحى هللا إليه‪ :‬ي''ا آد ُم‪ ،‬إن''ك دعوت''ني ب' ُدعاء فاس'‬
‫ُ‬
‫'تجبت‬ ‫فيه‪ ،‬ولن يدع َوني به أح ٌد من ُذريت''ك من بع''دك إال اس'‬
‫'رت ل''ه من‬‫َّجت هَ ّمه و َغم''ه‪ ،‬واتَّج' ُ‬
‫وغفرت له ذنبه‪ ،‬وفر ُ‬ ‫ُ‬ ‫له‪،‬‬
‫تاجر‪ ،‬وأتت'هُ ال''دنيا راغم''ة وإن ك''ان ال يري''دها»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ورا ِء كل‬
‫انتهى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وق''د جم''ع دع''اء م''أثور مناس''ب للح''ال خ''اصٌّ بليل''ة‬ ‫ُ‬
‫النص''ف من ش''عبان مش''هور‪ ،‬يق''رؤه المس''لمون تل''ك الليل''ة‬
‫الميمونة فرادى وجمعا في جوامعهم وغيرها‪ ،‬يلقِّنهم أحدهم‬
‫ذلك الدعاء‪ ،‬أو يدعو وهم يَؤ ِّمنون كما هو معلوم‪.‬‬
‫وكيفيته‪ :‬تقرأ أوالً قبل ذلك الدعاء بعد صالة المغرب سورة‬
‫يس (ثالث''ا) األولى بني''ة ط''ول العم''ر‪ ،‬والثاني''ة بني''ة دف''ع‬
‫البالء‪ ،‬والثالثة بنية االستغناء عن الناس‪ .‬وكلما تقرأ السورة‬
‫مرة تقرأ بعدها الدعاء مرة‪ .‬وهذا هو الدعاء المبارك‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى‬
‫آل''ه وص''حبه وس''لم‪ ،‬اللهم ي''ا ذا ّ‬
‫المن(‪ )22‬وال يُ َم ُّن علي''ه ي''ا ذا‬
‫الجالل واإلكرام يا ذا الطول واإلنعام‪ ،‬ال إل''ه إال أنت ظه''ر‬
‫ومأمن الخائفين‪ .‬اللهم إن َ‬
‫كنت‬ ‫َ‬ ‫وجار المستجيرين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الالجين‪،‬‬
‫َ‬
‫كتبتني عندك في أ ِّم الكتاب' شقيًّا أو َمحرُو ًم''ا أو مط'رُودًا أو‬
‫شقاوتي وحرم''اني‬ ‫َ‬ ‫مقَتَّرًا عل ّي في الرزق فا ْم ُح اللهم بفضلك‬
‫ار رزقي‪ ،‬وأثبتني عندك في أم الكت''اب س''عيدًا‬ ‫وطر ِدي وإقتَ َ‬
‫ق في كتاب''ك‬ ‫قلت وقولُ''ك الح ' ّ‬
‫مرزوقا موفقا للخيرات‪ '،‬فإنك َ‬
‫المنزل‪ ،‬على لسان نبيك المرسل‪ ،‬يَمحُو هللا ما يش''اء وي ُ‬
‫ُثبت‬
‫وعن''ده أم الكت''اب‪ '،‬إلهي ب''التَّجلي األعظم‪ ،‬في ليل''ة النص''ف‬
‫'ر حكيم ويُ ْب''رم‪،‬‬‫'رق فيه''ا ك''ل أم' ٍ‬
‫من شعبان المكرّم‪ ،‬التي يُف' َ‬
‫'ف عنَّا من البالء م''ا نعل ُم وم''ا ال نعل ُم‪ ،‬وم''ا‬
‫أس''ألك أن تكش' َ‬
‫األعز األكر ُم‪ ،‬وصلى هللا تعالى على‬ ‫ُّ‬ ‫أنت به أعل ُم‪ ،‬إنك أنت‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وذك''ر ه''ذا ال''دعاء العالم''ة الش''رجي رحم''ه هللا تع''الى في‬
‫فوائ''ده وجعل''ه دع''ائين؛ ف''انظره إن ش''ئت‪ .‬وق''ال العالم''ة‬
‫ال''ديربي في مجربات''ه؛ ومن خ''واصّ س''ورة يس كم''ا ق''ال‬
‫بعضهم أن تقرأها ليل'ة النص'ف من ش'عبان (ثالث م'رات)‪:‬‬
‫األولى بنية طول العم'ر‪ ،‬والثاني'ة بني'ة دف'ع البالء‪ ،‬والثالث'ة‬
‫‪ .)122‬قوله‪« :‬اللهم يا ذا ّ‬
‫المن » إلخ أغلب هذا الدعاء مأثور في الجملة‪ .‬قال الجالل السيوطي رحمه هللا‬
‫تعالى في الدر المنثور عند قوله تعالى‪( :‬يَمحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) بعد كالم‪ :‬وأخرج ابن‬
‫أبي شيبة في المصنف‪ ،‬وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي هللا تعالى عنه قال‪ :‬ما دعا عبد‬
‫بهذه الدعوات إال وسّع هللا له في معيشته‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بني''ة االس''تغناء عن الن''اس‪ ،‬ثم ت''دعو به''ذا ال''دعاء (عش''ر‬


‫مرات) يحصل المراد إن شاء هللا تعالى‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫عليك‪ ،‬وإحسانُك قرّبني إليك‪ ،‬أش''كو إلي''ك‬ ‫َ‬ ‫إلهي جو ُدك دلّني‬
‫م''ا ال يخفَى علي''ك‪ ،‬وأس''ألك م''ا ال يعس ' ُر علي''ك‪ ،‬إذ عل ُم''ك‬
‫ب المك''روبين‪ ،‬ف ' ِّرجْ‬ ‫بحالي يكفي عن سؤالي‪ ،‬يا مف' ِّرج ك''ر ِ‬
‫كنت من‬ ‫عنّي م'''ا أن'''ا في'''ه‪ ،‬ال إل'''ه إال أنت س'''بحانك إني ُ‬
‫الظ'''اليمن‪ ،‬فاس'''تجبنا ل'''ه ونجين'''اه من الغ ِّم وك'''ذلك ننجي‬
‫ُمن علي'''ه‪ ،‬ي'''ا ذا الجالل‬ ‫المؤم'''نين‪ .‬اللهم ي'''ا ذا ّ‬
‫المن وال ي ُّ‬
‫واإلك'''رام‪ ،‬ي'''ا ذا الط'''ول واإلنع'''ام‪ ،‬ال إل'''ه إال أنت ظه'''ر‬
‫وم'''أمن الخ'''ائفين‪ '،‬وك ْن'''ز‬
‫َ‬ ‫الالجين‪ ،‬وج'''ار المس'''تجيرين‪،‬‬
‫الطالبين اللهم إن كنت كتبتني عن''دك في أ ِّم الكت''اب ش''قيًّا أو‬
‫َمحرُو ًم''ا أو مط 'رُودًا أو مقَتَّرًا عل ّي في ال''رزق ف''ا ْم ُح اللهم‬
‫شقاوتي وحرماني وطر ِدي وإقتَ''ا َر رزقي‪ ،‬وأثبت''ني‬ ‫َ‬ ‫بفضلك‬
‫عندك في أم الكتاب س''عيدًا مرزوق''ا موفق''ا للخ''يرات‪ '،‬فإن''ك‬
‫ق في كتاب''ك الم''نزل‪ ،‬على لس''ان نبي''ك‬ ‫قلت وقولُ''ك الح'' ّ‬‫َ‬
‫ُثبت وعنده أم الكت''اب‪ ،‬أس''ألك‬ ‫المرسل‪ ،‬يَمحُو هللا ما يشاء وي ُ‬
‫اللهم بح'''ق التَّجلي األعظم‪ ،‬في ليل'''ة النص'''ف من ش'''عبان‬
‫'ر حكيم ويُ ْب''رم‪ ،‬أس''ألك أن‬ ‫'رق فيه''ا ك''ل أم' ٍ‬
‫المكرّم‪ ،‬ال''تي يُف' َ‬
‫تكشف عنَّا من البالء ما نعل ُم وما ال نعل ُم‪ ،‬وما أنت ب''ه أعل ُم‪،‬‬ ‫َ‬
‫األعز األكر ُم‪ ،‬وصلى هللا تعالى على س''يدنا محم''د‬ ‫ُّ‬ ‫إنك أنت‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وذكر في سفينة العلوم دعاء نص''ف ش''عبان للقطب الرب''اني‬


‫سيدي عبد القادر الجيالني قدس هللا سره‪ ،‬ولعله م''ذكور في‬
‫غير السفينة من مؤلفاته‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫أطلعت ليل''ة النص''ف من ش''عبان على خلق''ك‪ ،‬فع''د‬ ‫َ‬ ‫اللهم إذ‬
‫علين''ا بِمنّ''ك وعتق''ك‪ ،‬وق 'دِّر لن''ا من فض''لك واس ' َع رزق''ك‪،‬‬
‫واجعلنا ممن يق''و ُم ل''ك فيه''ا ببعض حق''ك‪ .‬اللهم من قض''يت‬
‫ط'ول‬
‫َ‬ ‫فيها بوفاته فاقض م'ع ذل'ك ل'ه رحمت'ك‪ ،‬ومن ق' َّد َ‬
‫رت‬
‫حياته فاجعل له مع ذل''ك نعمت''ك‪ ،‬وبلِّغن''ا م''ا ال تبل''غ اآلم''ا ُل‬
‫ت األق''دا ُم بين يدي''ه ي''ا رب الع''المين‪،‬‬ ‫'ير من وقف ِ‬‫إليه‪ ،‬ي''ا خ' َ‬
‫برحمتك ي'ا أرحم ال'راحمين‪ ،‬وص'لى هللا تع'الى على س'يدنا‬
‫محمد خير خلقه وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫ونقل سيدي العالمة السيد حسن الح''داد الم''ذكور في رس''الة‬
‫له دعائين لليلة النص''ف من ش'عبان‪( :‬أح''دهما) ه''ذا ال''دعاء‬
‫المذكور وزاد عليه بأدعية نفيسة مأثورة‪( .‬وثانيهم''ا) دع''اء‬
‫آخر مطول نفيس ج'دًا مش''تمل على أدعي''ة نبوي''ة‪ ،‬ومناج''اة‬
‫جُنيدي''ة‪ .‬ق''ال ص''احب الرس''الة الم''ذكور‪ :‬دع''اء ش''عبان‬
‫المشهور هو دعاء عظيم النف''ع‪ ،‬في''ه فوائ''د عظيم''ة وأدعي''ة‬
‫جليلة‪ ،‬وبعضه قد ورد عن النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم‬
‫'ن‬ ‫وهو يُقرأ ليلة النصف من شعبان‪ ،‬وق''ريب المغ''رب أحس' ُ‬
‫وأولى‪ ،‬جمعه سيدنا بركة الوجود وعمدة المحققين وح''اوي‬
‫أسرار آبائه الص''الحين‪ ،‬الع''ارف باهلل قطب الزم''ان‪ ،‬الس''يد‬

‫‪63‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الش''ريف ب''در ال''دين الش''يخ الحس''ن بن القطب عب''د هللا بن‬


‫باعلوي الحداد‪ ،‬نفع به وبعلومه آمين‪.‬‬
‫وهذه طريق''ه‪ :‬تق''رأ أول''ه س''ورة يس (ثالث م''رات) األولى‬
‫بنية طول العمر مع التوفي''ق للطاع''ة‪ ،‬الثاني''ة بني''ة العص''مة‬
‫من اآلفات والعاهات ونية سعة ال''رزق‪ ،‬الثالث''ة لغ''ني القلب'‬
‫وحسن الخاتمة‪ ،‬ثم تقرأ الدعاء‪ ،‬وهو هذا‪:‬‬
‫ُمن علي''ك‪ ،‬ي''ا‬‫المن وال ي ُّ‬‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬اللهم يا ذا ّ‬
‫ذا الجالل واإلك''رام‪ ،‬ي''ا ذا الط''ول واإلنع''ام‪ ،‬ال إل''ه إال أنت‬
‫'أمن الخ''ائفين‪ .‬اللهم‬‫ظهر الالجين‪ ،‬وج''ار المس''تجيرين‪ ،‬وم' َ‬
‫إن كنت كتبت''ني عن''دك في أ ِّم الكت''اب ش''قيًّا أو َمحرُو ًم''ا أو‬
‫مقَتَّرًا عل ّي في الرزق فا ْم ُح من أم الكتاب' شقا َوتي وحرماني‬
‫وتقت'''ير رزقي‪ ،‬وأثبت'''ني عن'''دك س'''عيدًا مرزوق'''ا موفق'''ا‬
‫ق في كتاب''ك الم''نزل‪ ،‬على‬ ‫قلت وقولُ''ك الح ' ّ‬
‫للخيرات‪ ،‬فإنك َ‬
‫ُثبت وعن''ده أم الكت''اب‪،‬‬ ‫نبيك المرسل‪ ،‬يَمحُو هللا م''ا يش''اء وي ُ‬
‫إلهي بالتَّجلي األعظم‪ ،‬في ليلة النصف من ش''عبان المك 'رّم‪،‬‬
‫أمر حكيم ويُبْرم‪ ،‬اكشف ع''ني من البالء‬ ‫التي يُف َرق فيها كل ٍ‬
‫م'''ا أعل ُم وم'''ا ال أعل ُم‪ ،‬واغف'''ر لي م'''ا أنت ب'''ه أعل ُم‪ ،‬اللهم‬
‫اجعلني من أعظم عبادك حظًّا ونصيبًا في كل ش''يء قس''متَه‬
‫ق‬‫نور ته ِدي به‪ ،‬أو رحمة تنش 'رُها‪ ،‬أو رز ٍ‬ ‫في هذه الليلة من ٍ‬
‫تبسطُه‪ ،‬أو فض'ل تقس'مه على عب'ادك المؤم'نين‪ ،‬ي'ا هللا‪ ،‬ي'ا‬
‫ك‬ ‫هللا‪ ،‬ال إله إال أنت‪ .‬اللهم هب لي قلبً''ا تقيّ''ا نقِيّ''ا‪ ،‬من الش''ر ِ‬

‫‪64‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بريّا‪ ،‬ال كافرًا وال شقيا‪ ،‬وقلب''ا س''ليما خاش'عا ض'ارعا‪ .‬اللهم‬ ‫ِ‬
‫امأل قل''بي بن''ورك وأن''وار مش''اهدتك‪ ،‬وجمال''ك وكمال''ك‬
‫ومحبتك‪ ،‬وعص''متك وق''درتك وعلم''ك ي''ا أرحم ال''راحمين‪،‬‬
‫وصلى هللا تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫هذا أقله‪ .‬وأكمله‪:‬‬
‫ك‬ ‫َّض إلي''ك في ه''ذه الليل''ة المتعرِّض''ون‪ ،‬وقص ' َد َ‬ ‫إلهي تع 'ر َ‬
‫وأ َّمل معرُوف'''ك وفض'''لك الط'''البون‪ ،‬ورغب إلى جُ'''ودك‬
‫وكرم''ك الراغب''ون‪ ،‬ول''ك في ه''ذه الليل''ة نفح''ات‪ ،‬وعطاي''ا‬
‫من به'''ا على من تش'''اء من‬ ‫ٌ‬
‫وهب'''ات‪ ،‬تَ ُّ‬ ‫وج'''وائز وم'''واهبُ‬
‫'ر ُم من‬ ‫عبادك وتخصُّ بها من أحببته من خلقك‪ ،‬وتمن''ع وتح' ِ‬
‫لم تسبق له العنايةُ منك‪ ،‬فأسألك يا هللا بأحبِّ األس''ماء إلي''ك‪،‬‬
‫وأك''رم األنبي''اء علي''ك‪ ،‬أن تجعل''ني ممن س''بقت ل''ه من''ك‬
‫'زل خلق''ك حظًّ''ا‬ ‫'ر عب''ادك‪ ،‬واج' َ‬ ‫العناي''ة‪ ،‬واجعل''ني من أوف' ِ‬
‫ونصيبا وقَسما وهبةً وعطي''ة‪ ،‬في ك''ل خ''ير تقس''مه في ه''ذه‬
‫نور ته ِدي به أو رحم ٍة تنش''رها‪ ،‬أو‬ ‫الليلة أو فيما بعدها‪ ،‬من ٍ‬
‫رزق تبس'''طه‪ ،‬أو ض'''رٍّ ِ تكش'''فه‪ ،‬أو ذنب تغف'''رُه‪ ،‬أو ش'''د ٍة‬
‫من بها‪،‬‬ ‫تدفعها‪ ،‬أو فتنة تصرفها‪ ،‬أو بال ٍء ترفعه‪ ،‬أو معافاة تَ ُّ‬
‫أو ع'' ُد ٍّو تكفي''ه‪ ،‬ف''اكفني ك''ل ش'' ٍّر‪ ،‬ووفق''ني اللهم لمك''ارم‬
‫األخالق‪ ،‬وار ُزق''ني العافي''ة والبرك''ة والس''عة في األرزاق‬
‫ِّجز والشرك والنفاق‪.‬‬ ‫وسلّمني من الر ِ‬

‫‪65‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫لطف إذا هبَّت عل مريض غفل ' ٍة ش''فتهُ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬


‫اللهم إن لك نسما ِ‬
‫عطف إذا توجهت إلى أس 'يْر ه ' ًوى أطلقت''ه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬
‫وإن لك نفحا ِ'‬
‫ت إذا الحطت غريقا في بح''ر ض''الل ٍة أنقذت''ه‪،‬‬ ‫وإن لك عنايا ٍ‬
‫ت إذا أخ َذت بيد شق ّي أسعدته‪ ،‬وإن لك لطائف‬ ‫وإن لك سعادا ٍ‬
‫ك َرم إذا ضاقت' الحيلةُ لمذنب وسعته‪ ،‬وإن لك فضائل ونعما‬
‫إذا تحولت إلى فاس''د أص''لحته‪ ،‬وإن ل''ك نظ''رات رحم''ة إذا‬
‫نظرت بِها إلى غافل أيقظته‪ ،‬فهب لي اللهم من لطفك الخفي‬
‫نسمةً تشفي مرض غفلتي‪ ،‬وانفحني من عطفك الوفي نفح 'ةً‬
‫طيب''ةً تُطل''ق به''ا أس''ري من َوث''اق ش''هوتي‪ ،‬والحظ''ني‬
‫واحفظني بعين عنايتك مالحظةً تُنق ُذني بِها وتنجيني بِه'ا من‬
‫بَحر الض'اللة‪ ,‬وآت'ني من ل' ُدنك رحم'ةً في ال'دنيا واآلخ'رة‪،‬‬
‫تب ِّدلُني بها سعادةً من شقاو ٍة واسمع دعائي‪ ،‬وعجّل إج''ابتي‪،‬‬
‫واقض ح'''اجتي وع'''افني‪ ،‬وهب لي من كرم'''ك وج'''ودك‬
‫الواسع ما ترزقني به اإلنابة إليك م''ع ص''دق اللج''اء' وقب''ول‬
‫'رع باب''ك لل''دعاء ي''ا ج' ّوا ُد‪ ،‬ح''تى يتص''ل‬
‫الدعاء‪ ،‬وأهِّلني لق' ِ‬
‫قلبي بما عندك‪ ،‬وتُبلّغني به''ا إلى قص''دك ي''ا خ''ي َر مقص''ود‪،‬‬
‫وأك'''ر َم معب'''ود‪ .‬ابته'''الي وتض'''رُّ عي في طلب معُونتك(‪،)23‬‬
‫مفزعا وملجأ أرف ُع إلي''ك ح''اجتي ومط''البي‬ ‫وأتخذك يا إلهي َ‬
‫أم''ري‬
‫ِ‬ ‫وش''كواي‪ ،‬وُأب''دي إلي''ك ُ‬
‫ض''رِّ ي‪ ،‬وأف'' ِّوضُ إلي''ك‬ ‫َ‬
‫ومنا َجاتي‪ ،‬وأعتم ُد عليك في جميع أموري وحاالتي‪.‬‬
‫‪ .)123‬كذا في األصل‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ق من خلقك فال تُبلني فيها وال بعدها‬ ‫اللهم إني وهذه الليلة خل ٌ‬
‫بسو ٍء وال مكرو ٍه‪ ،‬وال تقدِّر عل ّي فيها معصيةً وال َزلّ''ةً‪ ،‬وال‬
‫أحسن‪ ،‬وال‬‫ُ‬ ‫تُثبت عل ّي فيها ذنبًا‪ ،‬وال تبلُني فيها إال بالتي ه َي‬
‫تزيِّن لي ج'راءةً على محارم'ك‪ '،‬وال ركونً'ا إلى معص'يتك‪،‬‬
‫وال ميالً إلى مخالفت''ك‪ '،‬وال تر ًك''ا لطاعت''ك‪ ،‬وال اس''تخفافًا'‬
‫بحقك‪ ،‬وال ش ًّكا في رزقك‪ ،‬فأسألك اللهم نظ''رةً من نظرات''ك‬
‫ورحم'''ةً من رحمات'''ك‪ ،‬وعطي'''ةً من عطيَّات'''ك اللطيف'''ة‪،‬‬
‫وار ُزقني من فضلك‪ ،‬واكفني ش ' ّر خلق''ك‪ ،‬واحف''ظ عل ّي دين‬
‫اإلس'الم‪ ،‬وانظ''ر إلين'ا بعين'ك ال''تي ال تن'ام‪ ،‬وآتن'ا في ال'دنيا‬
‫حسنةً وفي اآلخرة حسنةً وقنا عذاب النار (ثالثا)‪.‬‬
‫'عبان الش''هر‬‫إلهي ب''التجلِّي األعظم في ليل''ة النص''ف من ش' َ‬
‫'ف عن''ا‬‫'ر حكيم ويُ ْب''رم‪ ،‬اكش' ْ‬ ‫األك َرم‪ ،‬التي يُفر ُ‬
‫ق فيها ك''ل أم' ٍ‬
‫من البالء م''ا نعلم وم''ا ال نعلم‪ ،‬واغف''ر لن''ا م''ا أنت ب''ه أعل ُم‬
‫(ثالثا)‪.‬‬
‫اللهم إني أس''ألك من خ''ير م''ا تعلم‪ ،‬وأع''وذ ب''ك من ش' ّر م''ا‬
‫تعلم‪ ،‬وأستغفر من كل ما تعل ُم‪ ،‬إنك أنت عالّم الغيوب‪ .‬اللهم‬
‫إني أسألك من خير ما تعلم وما ال أعلم‪ ،‬وأستغفرك لما أعل ُم‬
‫وم''ا ال أعلم‪ .‬اللهم إن العل َم عن''دك وه''و عن''ا محج''وبٌ ‪ ،‬وال‬
‫نعل ُم أمرًا نَختاره ألنفسنا‪ ،‬وقد ف َّوضنا إليك أمورن''ا‪ ،‬ورفعن''ا‬
‫ُ‬
‫فارش'دنا ي''ا هللا‪،‬‬ ‫إلي''ك حاجاتن''ا‪ '،‬ورجون''اك لفاقاتن'ا' وفقرن''ا‪،‬‬
‫وثبِّتنا ووفّقنا إلى أحبّ األمور إلي''ك‪ ،‬وأحم''دها ل' َديك‪ ،‬فإن''ك‬

‫‪67‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تحكم بما تشاء وتفع ُل ما تري ُد‪ ،‬وأنت على ك''ل ش''يء ق''ديرٌ‪،‬‬
‫وال ح''ول وال ق' ّوة إال باهلل العل ّي العظيم‪ ،‬س''بحان رب''ك ربِّ‬
‫الع ّزة عما يصفون‪ ،‬وس''ال ٌم على المرس''لين والحم''د هلل رب‬
‫الع''المين‪ ،‬وص''لى هللا تع''الى على س''يدنا محم''د وعلى آل''ه‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫انتهى دعاء شعبان‪.‬‬
‫فـــــــــــائـــدة‬
‫ذكر بعض الصالحين‪ :‬أن من قرأ‪:‬‬
‫من‬ ‫س'''بحان إني‬ ‫﴿ ال إله إال‬
‫كنت الظ'المين‬ ‫ُ‬ ‫أنت ك‬
‫﴾‬
‫(‪)1152( 531( )141( 483( )68‬‬
‫)‬ ‫)‬
‫ليلة النصف من شعبان بعدد حروفه''ا بحس''اب ال ُج َم''ل وه''و‬
‫عدد (‪ )2375‬خمسة وسبعون وثالثمائة وألف''ان‪ ،‬ف''إن تالوة‬
‫هذه اآلية في هذه الليلة بالعدد المذكور تك''ون أمانً''ا في ذل''ك‬
‫العام من الباليا واألوهام‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كيف ال تك''ون أمانً''ا وق''د روى ابن عب''اس رض''ي هللا‬ ‫ُ‬
‫تعالى عنهما‪ ،‬عنه عليه الصالة والسالم أنه قال‪« :‬لق''د ك''ان‬
‫دعاء أخي يونس عجيبًا‪ ،‬أ ّوله تهليل وأوسطه تسبيح وآخ''ره‬
‫إقرار بالذنب‪ :‬ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‬

‫‪68‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ما دع''ا ب'ه مهم''وم وال مغم'وم وال مك'روب وال م'ديون في‬
‫ي'''وم ثالث م'''رات إال اس'''تجيب ل'''ه» إلى غ'''ير ذل'''ك من‬
‫األحاديث المجموعة في «خزينة األسرار» وغيرها‪.‬‬
‫فـــــــــــائـــدة أخــرى‬
‫قال الشرجي رحمه هللا تعالى في فوائده‪ :‬من قرأ أول سورة‬
‫الدخان إلى قوله تعالى‪ ﴿ :‬األولين ﴾ في أول ليل''ة من ش''عبان‬
‫خمس عشرة مرة إلى ليل''ة الخ''امس عش''ر ويقرؤه''ا ثالثين‬
‫مرة‪ ،‬ثم يذكر هللا تعالى ويصلي على النبي ص'لى هللا تع'الى‬
‫عليه وسلم ويدعو بما أحبّ فإنه يرى تعجيل اإلجابة فيها إن‬
‫شاء هللا تعالى‪.‬‬
‫تــنــبــيـــه‬
‫يحصل اإلحياء والقيام الواردان في األحاديث بمعظم اللي''ل‪.‬‬
‫وقي''ل بس''اعة‪ .‬وعن ابن عب''اس رض''ي هللا تع''الى عنهم''ا‬
‫بص''الة العش'اء في جماع'ة والع''زم على ص'الة الص''بح في‬
‫جماعة كما قالوه في ليلة العيدين‪ .‬وأما ما يفعله بعض الناس‬
‫من صالة مائ'ة ركع'ة في ه'ذه الليل''ة فه''و بدع'ة كم'ا تق'دم‪.‬‬
‫واألولى لإلنسان أن يص''لي في ه''ذه الليل''ة ص''الة التس''ابيح‬
‫التي علّمها النبي صلى هللا تعالى علي''ه وس''لم لع ّم''ه العب''اس‬
‫رض''ي هللا تع'الى عن'ه ولغ''يره من أقارب'ه ص'لى هللا تع''الى‬
‫عليه وسلم‪ .‬وصفتها م''ذكورة في كتب الفق''ه فاطلبه''ا‪ ،‬وباهلل‬
‫التوفيق‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ما يطلب في شهر رمضان المبارك‬


‫اعلم وفّق''ني هللا تع''الى وإي''اك لطاعت''ه‪ ،‬أن هللا تع''الى ق ' ّدر‬
‫صل الفصول‪ ،‬وأغرق في بحر معرفت''ه األفك''ار‬ ‫األزمان وف ّ‬
‫والعق''ول‪ ،‬وحيّ''ر في ُكن''ه ذات''ه األفه''ام؛ فماله''ا إلى معرف''ة‬
‫صمديّته وصول‪ ،‬وخص ش''هر رمض''ان ب''العفو والغف''ران‪،‬‬
‫والبشرى والرضوان والسرور والقب''ول‪ ،‬ووع''د من ص''امه‬
‫ببل''وغ المقص''ود والم''أمول‪ ،‬فش''هر رمض''ان ش''هر جلي''ل‪،‬‬
‫وفضله موفور جزيل‪ ،‬كثير الخ''يرات‪ '،‬عظيم البرك''ات؛' ق''د‬
‫منح هللا تعالى صائمه فرحتين؛ فرحة عند إفط''اره‪ ،‬وفرح''ة‬
‫عند لق''اء رب''ه‪ .‬وق''ال في فض''له‪« :‬ك''ل عم''ل ابن آدم ل''ه إال‬
‫الص''و َم فإن''ه لي وأن''ا أج''زي ب''ه» في''ه تفتح أب''واب الجن''ان‬
‫وتغلق أبواب النار‪ '،‬ويُصفّد كل شيطان‪ ،‬وفي''ه يتجلى المل''ك‬
‫الغفار‪ '،‬وفيه تستجاب الدعوات وتن''ال الرغب''ات‪ ،‬واف''ترض‬
‫ص''ومه على أ ّم''ة اإلس''الم‪ ،‬ووع''د ص ' َّوامه ببل''وغ الم''رام‪،‬‬
‫وحب'''اهم بالفض'''ل' واإلحس'''ان‪ ،‬وخص'''هم في'''ه ب'''العتق من‬
‫النيران‪ ،‬وجعله صحة لألبدان‪ ،‬ومطهرة للقلب واللسان‪ ،‬من‬
‫ترخيص'ا‬
‫ً‬ ‫الذنوب والعصيان‪ ،‬وأن''زل في'ه على س'يد البش''ر‪،‬‬
‫في الص''وم لمن أص''ابه م''رض أو ض''رر ﴿فمن ك''ان منكم‬
‫مريضًا أو على سفر فع ّدة من أيام أخر﴾ وأنجز لمن ق''ام في'ه‬
‫عفوه وغفرانه‪ ،‬وأدام عليه فضله ال''وافر وامتنان''ه‪ .‬والعب''ادة‬
‫فيه مضاعفة‪ ،‬واألعم''ال في''ه فض''ائلها مترادف''ة‪ .‬فتس' ّ‬
‫'ن في''ه‬

‫‪70‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫العبادة بالقيام‪ ،‬وتالوة القرآن ومدارسته على الدوام‪ ،‬وك''ثرة‬


‫الص'''دقة وزي'''ادة التوس'''عة على العي'''ال‪ ،‬واإلحس'''ان على‬
‫األقارب والجيران‪ ،‬التباع سيد األبطال‪.‬‬
‫قد جاء شهر الص''وم في''ه والعت''ق والف''وز بس''كنى‬
‫الجنان‬ ‫األمان‬
‫ش''ه ٌر ش''ريف في''ه ني''ل وه''و ِط'' َراز ف''وق ك''ل‬
‫الزمان‬ ‫ال ُمنى‬
‫طُوبَى لِمن صــامه واتّقَى م''واله في الفع''ل ونُ ِط' ق‬
‫اللسان‬
‫ودمعُـه في الخ ' ّد يحكي‬ ‫ويـاهَنا من قـام في ليلـه‬
‫ال ُج َمان‬
‫ُ'''ور‬
‫ٍ‬ ‫بِجنّ'''ة الـ ُخلد' وح‬ ‫ذك الذي قد خصّه ربـُّـهُ‬
‫حسان‬
‫وبش 'ر من داوم‬ ‫فهو شهر أنزل هللا تعالى فيه كالم''ه الق''ديم‪ّ ،‬‬
‫رمضان الذي أنزل‬ ‫َ‬ ‫على تالوته بالجنة والخير العميم ﴿شهر‬
‫فيه القرآن هدًى للناس وبيّن''ات من الهُ' َدى والفُرق''ان﴾‪ .‬وفي''ه‬
‫ليلة القدر‪ ،‬التي هي خير من ألف شهر‪ ،‬كما سنتكلم إن ش''اء‬
‫هللا تعالى على ذلك في مطلب مستقل هنالك‪.‬‬
‫وق''د ورد في فض''له أح''اديث كث''يرة؛ منه''ا قول''ه ص''لى هللا‬
‫تع''الى علي''ه وس''لم‪« :‬إذا ك''ان أول ليل''ة من رمض''ان فتحت‬
‫أب''واب الجن''ان كلُّه''ا‪ ،‬فلم يُغل''ق منه''ا ب''اب في الش''هر كل''ه‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وأغلقت أبواب النيران كله'ا‪ ،‬فلم يُفتح منه'ا ب'اب في الش'هر‬


‫كله‪ .‬وأمر هللا تعالى مناديًا ينادي؛ يا طالب الخير أقبل‪ ،‬وي''ا‬
‫باغي الشر أقصر‪ ،‬ثم يقول‪ :‬هل من مستغفر فيُغفَر ل''ه‪ ،‬ه''ل‬
‫من سائل فيُعطَى سُؤله‪ ،‬هل من تائب في َ‬
‫ُتاب علي''ه؛ فلم ي''زل‬
‫كذلك إلى انفجار الصبح‪ .‬وهلل في كل ليل''ة عن''د الفط''ر أل''ف‬
‫ألف عتيق من النار‪ '،‬قد استوجبوا العذاب»‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬ما روي عن سلمان الفارسي رض''ي هللا تع''الى عن''ه‬
‫قال‪ :‬خطبنا رسول هللا صلى هللا تعالى علي''ه وس''لم في آخ''ر‬
‫يوم من شعبان فق''ال‪« :‬أيه''ا الن''اس‪ ،‬ق''د أظلكم ش''هر عظيم‪،‬‬
‫شهر مبارك في''ه ليل''ة الق''در خ''ير من أل''ف ش''هر‪ ،‬جع''ل هللا‬
‫تطوعً'ا‪ ،‬من تق'رّب في'ه‬‫تعالى ص'يامه فريض'ة‪ ،‬وقي'ام ليل'ه ُّ‬
‫بخصلة من الخير ك''ان كمن أ َّدى فريض'ةً فيم''ا س''واه‪ ،‬ومن‬
‫أ ّدى فريضةً فيه كان كمن أ ّدى س''بعين فريض''ة فيم''ا س''واه‪،‬‬
‫وه''و ش''هر الص''بر‪ ،‬والص''ب ُر ثواب''ه الجن''ة‪ .‬وه''و ش''هر‬
‫المواساة‪ ،‬وهو شهر يزداد في''ه رزق الم''ؤمن‪ .‬من فطَّر في''ه‬
‫صائ ًما كان له عتق رقب ٍة ومغفرةً لذنوب''ه»‪ ،‬قلن''ا‪ :‬ي''ا رس''ول‬
‫هللا‪ ،‬ليس كلنا يج''د م''ا يفطِّر ب''ه الص''ائم؟‪ '،‬ق''ال‪« :‬يعطي هللا‬
‫هذا الثواب من يفطر صائ ًما على َم ْذقِة(‪ )24‬لبن أو ش''ربة م''اء‬
‫أو تمرة‪ .‬ومن أشبع صائ ًما كان له مغفرةً لذنوبه‪ ،‬وسقاه ربه‬
‫حوضي شربةً ال يظمأ بعدها أبدًا‪ .‬وك''ان ل''ه مث''ل أج''ره من‬
‫‪ .)124‬المذقة بفتح الميم‪ :‬الشربة من اللبن الممذوق‪ ،‬وهو الممزوج بالماء‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫غ''ير أن ينقص من أج''ره ش''يء‪ .‬وه''و ش''هر أول''ه رحم''ة‪،‬‬


‫ق من الن''ار‪ .‬ومن خفّ''ف عن‬ ‫وأوس''طه مغف''رة‪ ،‬وآخ''ره عت ' ٌ‬
‫مملوك''ه في''ه أعتق''ه هللا من الن''ار؛ فاس''تكثروا في''ه من أرب''ع‬
‫رض'ون بهم''ا ربكم‪ ،‬وخص''لتين ال ِغنَى‬ ‫خصال‪ :‬خص''لتين تُ ُ‬
‫لكم عنهما‪ .‬أما الخصلتان اللتان تُرضُون بهما ربكم‪ :‬فشهادة‬
‫أن ال إله إال هللا‪ ،‬وتستغفرونه‪ .‬وأما الخصلتان اللتان ال ِغنَى‬
‫لكم عنهما‪ :‬تسألون ربكم الجنة‪ ،‬وتتعوذون به من النار»‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬قول''ه ص''لى هللا تع''الى علي''ه وس''لم‪« :‬أعطيت أم''تي‬
‫خمس خص'''ال في ش'''هر رمض'''ان لم تعطهن أم'''ة قبلهم؛‬
‫ُخلوف فم الصائم أطيب عند هللا من ريح المس''ك‪ ،‬وتس''تغفر‬
‫لهم المالئك''ة ح''تى يُفط''روا وتص 'فَّد في''ه م ' َردة الش''ياطين‪،‬‬
‫وي''زين هللا تع''الى ك''ل ي''وم الجن''ة ويق''ول‪ :‬يوش''ك عب''ادي‬
‫الص''الحون أن يك''ف عنهم الس''وء واألذى‪ ،‬ويُغف''ر لهم في‬
‫آخر ليلة منه‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أهي ليلة الق''در؟‪ ،‬ق'ال‪ :‬ال‪،‬‬
‫ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله»‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬ما جاء عن أبي هريرة رض''ي هللا تع''الى عن''ه ق''ال‪:‬‬
‫كان رسول هللا صلى هللا تع''الى علي''ه وس''لم يبش''ر أص''حابه‬
‫ويقول‪« :‬ق''د ج'اء ش'هر رمض'ان‪ ،‬ش'هر اف'ترض هللا عليكم‬
‫صيامه‪ ،‬وتفتَّح فيه أبواب السماء‪ ،‬وتغلق فيه أبواب الجحيم‪،‬‬
‫وتغلُّ فيه الشياطين‪ ،‬وفيه ليله هي خير من ألف شهر»‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ومنها‪ :‬قوله صلى هللا تعالى عليه وس''لم‪« :‬في الجن''ة ثماني''ة‬
‫أبواب؛ بابٌ يس ّمى الريّان ال يدخله إال الصائمون»‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬قوله صلى هللا تعالى عليه وس''لم‪« :‬الص''يام والق''رآن‬
‫يشفعان للعب''د ي''وم القيام''ة‪ ،‬يق''ول الص''يام‪ :‬ربِّ ‪ ،‬إني منعت''ه‬
‫الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه‪ .‬ويقول الق''رآن‪ :‬ربِّ ‪،‬‬
‫منعته النوم بالليل فشفِّعني فيه» فيشفّعان فيه‪ .‬إلى غ''ير ذل''ك‬
‫مما في تحفة اإلخوان‪ ،‬والروض الفائق‪ ،‬فانظرهما إن شئت‬
‫تر ما يُنعش البال‪.‬‬
‫وأخ''رج اإلم''ام أحم''د رحم''ه هللا تع''الى في مس''نده عن أبي‬
‫هريرة رضي هللا تعالى عنه مرفوع''ا‪« :‬من ص''ام رمض''ان‬
‫إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وم''ا ت''أ ّخر»‪ .‬وبه''ذا‬
‫اللفظ ورد في الجامع الصغير‪ ،‬لكن'ه لم يع' ُزه لإلم''ام أحم''د‪،‬‬
‫وعزاه للخطيب في تاريخه عن ابن عباس رضي هللا تع''الى‬
‫عنهما‪.‬‬
‫وأخ''رج اإلم''ام أحم''د رحم''ه هللا تع''الى في مس''نده عن أبي‬
‫هريرة رضي هللا تعالى عن''ه ق''ال‪ :‬إن رس''ول هللا ص''لى هللا‬
‫تع'الى علي'ه وس'لم ك'ان يأمرن'ا بقي'ام رمض'ان من غ'ير أن‬
‫يأمرنا بعزيمة‪ ،‬ويقول‪« :‬من ق''ام رمض''ان إيمان''ا واحتس''ابا‬
‫غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأ ّخر»‪ .‬هكذا أورده غير واح''د‬
‫بالزيادة المذكورة‪ ،‬عازين له لإلمام أحمد رحم''ه هللا تع''الى‪.‬‬
‫قال في شفاء األسقام‪ :‬والذي رأيت''ه في''ه ه''و االقتص''ار على‬

‫‪74‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫قول''ه «غف''ر ل''ه م''ا تق''دم من ذنب''ه» فيحتم''ل أن تك''ون ه''ذه‬


‫الزيادة ثابتة في نسخ أخ''رى‪ .‬وق''د أثبت ه''ذه الزي''ادة أع''ني‬
‫«وما تأ ّخر» الحافظ ابن حجر رحمه هللا تعالى في الفتح في‬
‫الكالم على ح'''ديث البخ'''اري‪« :‬من ق'''ام رمض'''ان إيمان'''ا‬
‫واحتسابا غف'ر ل'ه م'ا تق'دم من ذنب'ه» بقول'ه‪ :‬زاد قتيب'ة عن‬
‫سفيان «وما تأ ّخر»‪.‬‬
‫وذكرها أيضا في الخصال' المكفِّرة عنه‪ .‬وك''ذا زاده''ا حام''د‬
‫بن يحيى‪ ،‬والحسين بن الحسن الم'روزي في كت'اب الص'يام‬
‫له‪ ،‬وغير من ذكر كما في «ش''فاء األس''قام»؛ ف''انظره وباهلل‬
‫التوفيق‪.‬‬
‫ذك''رت ه''ذا كل''ه في ش''رح منظوم''تي في الخص''ال' المكفِّرة‬
‫للذنوب المتقدمة والمتأ ّخرة؛ فانظره إن شئت‪.‬‬
‫والم''راد بالقي''ام في الح''ديث الش''ريف مطل''ق القي''ام‪ .‬وق''ول‬
‫كثيرين‪ :‬المراد بقي''ام رمض''ان ص''الة ال''تراويح؛ معن''اه أن''ه‬
‫يحصل بها المطلوب‪ ،‬ال أنه ال يكون إال بها‪ .‬هذا‪.‬‬
‫وفضائل ص''يام ه''ذا الش''هر العظيم ال''تي وردت في الق''رآن‬
‫الك''ريم‪ ،‬واألح''اديث الش''ريفة‪ ،‬وم''ا وع''د هللا ص'' َّوامه من‬
‫الثواب الجزيل والمغفرة‪ ،‬وما ورد في وعي''د من أفط''ره أو‬
‫يو ًم'''ا من'''ه بال ع'''ذر بالع'''ذاب الش'''ديد والمقت في ال'''دنيا‬
‫واآلخ''رة‪ ،‬هي مس''توفاة في كت''اب الفق''ه؛ فليس هن''ا مج''ال‬

‫‪75‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الستيفائها‪ .‬ولكن نريد أن نذكر ما اطلعن''ا علي'ه من فائ''دة أو‬


‫أدعية‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫فــــــــــــائـــــــدة‬
‫قال أبو بكر النيسابوري‪ :‬سمعت محمد بن عبد الملك يق''ول‪:‬‬
‫س''معت يزي''د بن ه''ارون يق''ول‪ :‬س''معت المس''عودي يق''ول‪:‬‬
‫بلغني أن من قرأ سورة الفتح يعني (إنا فتحنا لك فتحًا مبينا)‬
‫أول ليل''ة من ش''هر رمض''ان في ص''الة التط''وع حف''ظ ذل''ك‬
‫العام‪ .‬اهـ‪ .‬قلت‪ :‬وذكر هذا بعينه العالمة الخطيب الش''ربيني‬
‫رحمه هللا تعالى في تفسيره آخر سورة الفتح عن ابن عادل؛‬
‫فانظره‪.‬‬
‫ومما وجدته أيضًا من األدعي''ة في ه''ذا الش''هر المب''ارك م''ا‬
‫يقوله الصائم عند فطره قبل الغروب‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫أشه ُد أن ال إله إال هللا‪ ،‬أستغف ُر هللا‪ ،‬أسألك الجن''ة وأع'و ُذ ب'ك‬
‫فاعف عنّا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عفو كري ٌم تُحبُّ العف َو‬
‫من النار (ثالثا) اللهم إنك ٌّ‬
‫ثم يدعو بالمهم دنيا وأخرى هكذا رأيت كث''يرًا من األفاض'ل'‬
‫يفعله‪ ،‬ولعل''ه حس''ن مواف''ق مناس''ب لم''ا م''ر‪ ،‬وإن لم أر من‬
‫ذكره بهذا الترتيب في كتاب‪.‬‬
‫وذكر العالم'ة الس'يد الون'ائي رحم'ه هللا تع'الى عن أنس بن‬
‫مالك رضي هللا تعالى عنه‪ ،‬عنه عليه الصالة والسالم‪« :‬م''ا‬
‫من مسلم يصوم فيقول عند إفطاره‪« :‬يا عظي ُم ي''ا عظي ُم أنت‬
‫الذنب‬
‫َ‬ ‫الذنب العظيم‪ ،‬فإنه ال يغف ُر‬ ‫إلهي‪ ،‬ال إله غيرُك‪ ،‬اغفر ّ‬

‫‪76‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫العظيم إال العظي ُم» إال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه‪ .‬ق''ال‬
‫رسول هللا صلى هللا تعالى عليه وسلم‪« :‬علّموها عقِبكم فإنها‬
‫كلمة يُحبها هللا ورسوله‪ ،‬ويصلح بها أمر الدنيا واآلخرة»‪.‬‬
‫ومما وجدته أيضًا ما يقوله الصائم إذا أفطر‪:‬‬
‫آمنت وعلي''ك‬ ‫ُ‬ ‫'مت وعلى رزقِ''ك أفط' ُ‬
‫'رت وب''ك‬ ‫اللهم ل''ك ص' ُ‬
‫أنبت‪ .‬اللهم ذهب الظم''أ‬ ‫ُ‬ ‫لت ورحمتَ''ك رج''وت وإلي''ك‬ ‫ت''و ّك ُ‬
‫ق‪ ،‬وثبت األج ُر إن ش''اء هللا تع''الى‪ ،‬ي''ا واس ' َع‬ ‫وابتلت العُرو ُ‬
‫مت‪ '،‬ورزق''ني‬ ‫فص ' ُ‬ ‫الفضل' اغفر لي‪ .‬الحمد هلل الذي أع''انني ُ‬
‫فأفطرت‪ .‬اللهم إني أسألك برحمتك ال''تي وس''عت ك''ل ش''يء‬ ‫ُ‬
‫أن تغفر لي‪ ،‬س''بحانك وبحم''دك تقب''ل من''ا إن''ك أنت الس''مي ُع‬
‫فاعف عنّا يا كري ُم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عفو كري ٌم تُحبّ العف َو‬
‫العلي ُم‪ .‬اللهم إنك ٌّ‬
‫هذا كل''ه وارد جمعت في''ه الرواي''ات‪ '.‬وروى ابن ماج''ه عن‬
‫عبد هللا بن عمر رضي هللا تعالى عنهما قال‪ :‬سمعت رسول‬
‫هللا صلى هللا تعالى عليه وسلم يقول‪« :‬إن للصائم عند فطره‬
‫لدعوةً ما تُرد» وفقنا هللا تعالى لمراضيه‪ ،‬آمين‪.‬‬
‫ضا ما يقوله من أفطر عند الغير‪ ،‬وهو‪ :‬أفط َر‬ ‫ومما وجدته أي ً‬
‫عندكم الص''ائمون‪ ،‬وأك''ل طع''امكم األب''رار‪ ،‬وص''لت عليكم‬
‫المالئكة األخيا ُر‪ .‬وهذا ورد عن النبي صلى هللا تعالى علي''ه‬
‫وسلم كما في األذك'ار‪ .‬وفي رواي'ة لمس'لم كم'ا في الون'ائي‪:‬‬
‫كان صلى هللا تعالى عليه وسلم إذا أك''ل عن''د ق''وم ال يخ''رج‬

‫‪77‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ح''تى ي''دعو لهم؛ ف''دعا في م''نزل عب''د هللا بن بش''ر بقول''ه‪:‬‬


‫«اللهم بارك لهم فيما رزقتهم‪ ،‬واغفر لهم وارحمهم»‪.‬‬
‫أيض 'ا من األدعي''ة في لي''الي ش''هر رمض''ان‬ ‫ومم''ا وجدت''ه ً‬
‫المبارك ما جمعه سيدنا الحبيب' الشيخ اإلمام السيد عم''ر بن‬
‫س''قاف الص''افي' ب''اعلوي نف''ع هللا تع''الى ب''ه آمين‪ ،‬وس''ماه‬
‫«الدعوات المستجابة المخصوصة بمواطن اإلجابة» وق''ال‪:‬‬
‫يطلب أن يدعى بها غالبا في ليالي شهر رمض''ان بع''د م''دح‬
‫النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم‪ ،‬وهو هذا‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ .‬قال هللا تعالى‪ ﴿ :‬وإذا سألك عب''ادي‬
‫عنّي ف''إني ق''ريب أجيبُ دع''وةَ ال''داعي إذا دع''ا ِن ﴾‪( .‬اللهم)‬
‫صل على سيدنا محمد في األ ّولين وصل على س''يدنا محم''د‬
‫في اآلخرين‪ ،‬وصل على سيدنا محمد في المرسلين‪ ،‬وص''ل‬
‫على سيدنا محمد في المأل األعلى إلى يوم الدين‪( .‬اللهم) إن''ا‬
‫نسألك باسمك األعظم‪ ،‬وجدك األعلى وكلمات''ك التام''ة ال''تي‬
‫هن ب ٌر وال فاجرٌ‪ ،‬وبأعظم أسمائك كلها‪ ،‬وبأسمائك‬ ‫ال يجاو ُز ّ‬
‫األعظم ال''ذي تُحبّ''ه وترض''اه أن تجعلن''ا جميع''ا وأحبابن''ا‬
‫ووال'دينا وأوالدن''ا‪ ،‬ومش''ايخنا ومعلِّمين''ا‪ ،‬ومن أحس'ن إلين''ا‪،‬‬
‫ومن أوص'''انا بال'''دعاء من عب'''ادك الص'''الحين المفلحين‪،‬‬
‫المنجحين الف'''''''ائزين‪ ،‬الب'''''''ارِّ ين المنعِّمين‪ ،‬الف'''''''رحين‬
‫المس''رورين‪ ،‬المستبش''رين‪ ،‬المنطمئ''نين اآلم''نين‪ ،‬ال''ذين ال‬
‫خوف عليهم وال هم يحزنون‪ ،‬برحمتك ي''ا أرحم ال''راحمين‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫‪78‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وأن ال تدع لنا ولهم ذنبًا إال غفرتَه‪ ،‬وال دينًا إال قضيته‪ ،‬وال‬
‫هَ ًّما إال فرّجته‪ ،‬وال حاجةً إال قضيتها يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫﴿ ادع''وا ربكم تض'' ّرعًا و ُخفي''ةً إن''ه ال يُحبّ المعت''دين وال‬
‫تفسدوا في األرض بعد إصالحها وادع''وه خوفً''ا وطم ًع''ا إن‬
‫رحمة هللا قريبٌ من المحسنين ﴾ (اللهم) إن''ا نتض 'رّع إلي''ك‪،‬‬
‫ونتشفّع بمحمد رسولك وعبدك الواس''طة العظمى ل''ديك‪ ،‬أن‬
‫تلطف بنا وبأوالدنا وأحبابن''ا‪ ،‬ومحبين''ا ووال''دينا‪ ،‬ومش''ايخنا‬
‫ومعلِّمينا لطفًا ش''امالً ك''امالً‪ ،‬جليًّ''ا وخفيًّ''ا‪ ،‬تقَ''رُّ ب''ه األعين‪،‬‬
‫ُقض 'ى ب''ه ال''دين‪ ،‬دين ال''دنيا ودين اآلخ''رة‪ ،‬وتُش ' َر ُح ب''ه‬ ‫وي َ‬
‫الصدور‪ ،‬وتُيسر به األمور‪ ،‬ويُجمع به الشمل‪ ،‬ويحصل ب''ه‬
‫االتصال والوصل‪ ،‬وتكمل ب''ه الخ''يرات' والس''رور‪ ،‬وتنتظم‬
‫وتجتمع به متفرّقات' األمور‪ ،‬وتُدفع به جميع الشرور‪ ،‬وتُ َدرُّ‬
‫ق ب''ه‬ ‫البركات والخيورُ‪ ،‬ونكون ب''ه من المق'رَّبين‪ ،‬ونُ''رز ُ‬ ‫ُ‬ ‫به‬
‫كمال اليقين‪.‬‬
‫(اللهم) أنا نسألك لنا ولوال''دينا وأوالدن''ا‪ ،‬وأحبابن''ا ومحبين''ا‪،‬‬
‫ومشايخنا ومعلِّمينا أجمعين ص''حةً في تق''وى‪ ،‬وط''ول عم' ٍ‬
‫'ر‬
‫تعذبنا عليه‪( .‬اللهم) ار ُزقن'ا‬ ‫في حسن عمل‪ ،‬ورزقًا واسعًا ال ّ‬
‫فتحًا وفه ًما في القرآن العظيم‪ ،‬ونو ًرا نهتدي به إلى الصراط‬
‫المس'''تقيم‪ ،‬ونس'''ألك (اللهم) كم'''ال اإلخالص في األعم'''ال‬
‫واألق''وال‪ ،‬وحس''ن الخاتم''ة عن''د انقض''اء اآلج''ال ي''ا أرحم‬
‫الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫﴿وهلل األس'''ماء الحس'''نَى ف'''ادعوه به'''ا﴾ (اللهم) إن'''ا نس'''ألك‬


‫بأس''مائك الحس''نى كله''ا؛ أن تر ُزقن''ا ووال''دينا ومش''ايخنا‪،‬‬
‫ومعلِّمينا وأحبابنا ومحبينا وأوالدنا رزقًا حالالً واسعا هنيًئا‪،‬‬
‫'تعين ب''ه على رض''اك‪ ،‬واكفِن''ا‬ ‫تغنين''ا ب''ه عمن س''واك‪ ،‬ونس' ُ‬
‫تكون سببًا موصال إلى‬ ‫ُ‬ ‫وأوالدنا أجمعين كفايةً في األوطان‪،‬‬
‫األعيان من النظر إلى وجه''ك الك''ريم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫سُكنى الجنان‪ ،‬وقرَّة‬
‫والنعيم المقيم‪ ،‬وار ُزقن''ا وإي''اّهم الهداي''ة والحماي''ة والكفاي''ة‪،‬‬
‫ق لما تُحبّه وترضاه‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫والزهد والقناعةَ والتوفي َ‬
‫الرحمن أيـ ًّا ما ت''دعوا فل''ه األس''ماء‬
‫َ‬ ‫﴿ قل ادعوا هللا إو ادعوا‬
‫ُ‬
‫رحمن ي''ا رحي ُم‪ ،‬نس''ألك لن''ا ولوال''دينا‬ ‫الحسنى ﴾ يـــا هللا ي''ا‬
‫ولمش''ايخنا ولمعلّمين''ا‪ ،‬وأوالدن''ا وأحبابن''ا وحبائبن''ا ومحبين''ا‬
‫'ر في‬ ‫عل ًم''ا نافعً''ا وعمالً متقبَّال‪ ،‬ورزقً''ا هنيًئا‪ ،‬وط''ول عم' ٍ‬
‫مرضاتك‪ ،‬وسالمةً في الدارين وفرجًا عاجال‪ ،‬ومخرجًا من‬
‫وس'ترًا جميال‪ ،‬ونص'رًا عزي' ًزا‪ ،‬وش'فا ًء من‬ ‫كل ش ّدة وشبهة َ‬
‫مرض ودا ٍء‪ ،‬وأخرج (اللهم) من قلوبنا ك''ل ق''در لل''دنيا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬
‫وك''ل مح''ل للخل''ق يمي''ل بن''ا إلى معص''يتك‪ ،‬أو يش''غلنا عن‬
‫طاعت''ك‪ ،‬أو ي ُح''و ُل بينن''ا وبين التحقّ''ق بمعرفت''ك الخاص''ة‬
‫ومحبتك الخاصلة يا أرحم ال''راحمين‪ ،‬وال تؤاخ''ذنا بس''يئات‬
‫أعمالنا‪ ،‬وار ُزقنا التوبة الخالصة الماحية للذنوب‪ ،‬الموص''لة‬
‫إلى كل خير مطلوب وعمل مرغوب‪ ،‬وحسن الخاتم''ة عن''د‬
‫الموت يا أرحم الراحمين‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ويكش''ف الس''وء ﴾ (اللهم)‬‫ُ‬ ‫﴿ أ ّمن يُجيب المض''ط ّر إذا دع''اه‬


‫أوقفن''ا على باب''ك موق''ف االض''طرار واالنكس''ار‪ ،‬واجعلن''ا‬
‫ممن يناجيك في األسحار‪ ،‬وتتجلّى علي''ه برض''اك وعط''اك‪.‬‬
‫ّ‬
‫الخاص 'ة‪،‬‬ ‫كنف رحمتك الواس''عة‬ ‫ِ‬ ‫(اللهم) أدخلنا جميعًا تحت‬
‫وعاملنا بالفضل وال ُجود‪ ،‬وأوصلنا إلى مراتب أهل الشهود‪.‬‬
‫(إلهي) تَجرَّأنا علي''ك بالس''ؤال‪ ،‬وأعمالن''ا ذميم'ةٌ‪ ،‬وش''هواتُنا‬
‫ُ‬
‫ال''رؤوف ال''رحيم‪،‬‬ ‫العف''و‬
‫ُّ‬ ‫عظيم''ةٌ‪ ،‬وأخالقن''ا لئيم''ةٌ‪ ،‬وأنت‬
‫فب'' ّدلها واغمرن''ا بنفح''ة تس''تر الق''بيح‪ ،‬ويع''و ُد به''ا الس''قيم‬
‫ص''حي ًحا' ي''ا من أظه''ر الجمي''ل وس''تر الق''بيح‪ ،‬ي''ا أرحم‬
‫الراحمين‪.‬‬
‫﴿ وق''ال ربكم ادع''وني أس''تجب لكم ﴾ (اللهم) إن''ا دعون''اك‬
‫ورجونا اإلجابة من''ك‪( .‬اللهم) إن''ك عف' ٌّو تُحبّ العف' َو ف' ُ‬
‫'اعف‬
‫عنا‪ ،‬ونسألك (اللهم) باسمك األعظم‪ ،‬وبجميع أس''مائك كله''ا‬
‫أن تجع'''ل لن'''ا ولوال'''دينا‪ ،‬ومش'''ايخنا ومعلّمين'''ا‪ ،‬وأوالدن'''ا‬
‫حن في''ه ومالق''وه‪،‬‬ ‫وحبائبن''ا ومحبين''ا فرجً''ا ع''اجالً مم''ا نَ ُ‬
‫وتكش''ف كروبن''ا وتقض ' َي حاجاتن 'ا' ه''ذه وجمي''ع حوائجن''ا‪.‬‬
‫(اللهم) يسِّر لنا أمورنا مع الراحة لقلوبنا وأبداننا‪ ،‬والس''المة‬
‫والعافي ِة في ُدنيانا وديننا‪.‬‬
‫حاج'''ة في النفس ي'''ا فـاقضها ي''ا خيْ'' َر‬
‫قاض‬ ‫ربّ‬
‫من لظاها وال ُّشوا ِظ‬ ‫وأرح سرِّ ي و ِجسمي‬ ‫ِ‬

‫‪81‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وإذا مـا َ‬
‫كنت‬ ‫وحبـور‬
‫ٍ‬ ‫سـرور‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫راض‬
‫ِ‬
‫وشعـاري و ِدثَ ِ‬
‫ـاري‬ ‫ِ‬ ‫فـالهَنا والبسطُ حالي‬‫ْ‬
‫من س''''''''''''''ؤالي‬ ‫قـد كفاني عـل ُم ربّي‬
‫واختياري‬
‫ويس'''ر لي االدِّك'''ار واالعتب'''ار‬ ‫(اللهم) وفِّق'''ني وألهم'''ني ِّ‬
‫'ذات ومف 'رّق الجماع''ات‪ ،‬وأعنِّي‬ ‫واإلكثار من ذكر ه''ا ِذ ِم الل' ّ‬
‫عند نزوله على سكراته وغمراته‪ ،‬وثبِّتني بالقول الثابت في‬
‫ي وأوالدي وأحبائي‪،‬‬ ‫الحياة الدنيا وفي اآلخرة‪ ،‬وأهلي ووالد َّ‬
‫وإنلنا جميعًا شفاعةَ نبيك محمد صلى هللا تعالى عليه وس''لم‪،‬‬
‫وأسقنا من حوضه المورود‪ ،‬واجمعنا وإياهم والمس''لمين في‬
‫دار كرامت''ك ورض''اك وجنت''ك‪ ،‬وأع''ذنا من دار غض''بك‬
‫وسخطك ونارك في عافي ٍة بفضلك ومنِّك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫(اللهم) اغفر لنا وألوالدنا جميع ال' ُّذنوب‪ ،‬واكش''ف عن''ا ك' َّل‬
‫ب واجع''ل لن''ا وألوالدن''ا ومحبين''ا إلي''ك طريقً''ا س''هالً‬ ‫الكرو ِ‬
‫سمحًا‪ ،‬موصالً إلى رضاك من غير محنة وال فتنة‪ ،‬واجم''ع‬
‫قلوبنا على الهنا وبل'وغ الم''نى‪ ،‬وادف''ع عنّ''ا الش''قاء والكس''ل‬
‫والعنا َء‪ ،‬والثقل عن طاعتك والوناء(‪.)25‬‬
‫﴿ ه''و الح ّي ال إل''ه إال ه''و ف''اد ُعوه ﴾ ي''ا ُّ‬
‫حي ي''ا قيُّوم‪ ،‬ي''ا ذا‬
‫الجالل واإلكرام‪ ،‬استجب لنا ه''ذا ال''دعاء وجمي''ع دعواتن''ا‪،‬‬
‫‪ .)125‬الوناء بالمد والقصر‪ :‬الضعف والفتور‪ ،‬والكالل واإلعياء‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫واققض بفض''لك جمي''ع حاجاتن''ا وجمي''ع حاج''ات المس''لمين‬ ‫ِ‬


‫والمؤم''نين‪ ،‬واغ ُمرن''ا (اللهم) وأحبابن''ا والمس''لمين في ه''ذا‬
‫الش''هر وك''ل الس''نة بالفض''ل' والقب''ول‪ ،‬والنعم''ة الس''ابغة‪،‬‬
‫والعافية التا ّمة‪ ،‬ووالدينا وأوالدنا وأحبابنا أجمعين‪ ،‬ي''ا أرحم‬
‫ال''راحمين‪ ،‬وبلّغن''ا جمي ًع''ا ك ' َّل م''رام‪ ،‬وأحس''ن لن''ا الخت''ام‪'،‬‬
‫وارحم (اللهم) جامعه‪ ،‬وب ِّرد مضجعه‪ ،‬وإنِلهُ مرا َده‪ ،‬وار ُزقه‬
‫وأسراره‪ ،‬وأفِض علين''ا من‬ ‫َ‬ ‫الحسنى وزيادة‪ ،‬وانفعنا ببركته‬
‫بِ''رِّ ه وأن''واره‪ ،‬وص''لى هللا تع''الى على س''يدنا محم''د وآل''ه‬
‫وصحبه وسلم‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫يا قريب الف''رج ف' ِّرج على عب''دك‬
‫اليوم‬
‫واقض دينَ''' ْه وف'''رّج ُكربت'''ه‬
‫ِ‬
‫واكفِه اللوم‬
‫وادخل'ه في جمل''ة‬
‫ِ‬ ‫وافتح الباب ل'هُ‬
‫القوم‬
‫رحمن م ِّكن‬
‫ُ‬ ‫ما ل''ه إال أنت ي''ا‬
‫له السّوم‬
‫وصلى هللا تعالى على خير خلقه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫حي يا قيّ''وم بلِّغن''ا بفض''لك ك ' َّل‬
‫يا ُّ‬
‫سُولْ‬
‫الص''عب‬
‫َ‬ ‫في الدين والدنيا وخلِّ‬

‫‪83‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫لي منها َذلول‬


‫من ك ِّل جانب والهموم ولَّ ْ‬
‫ت‬ ‫لـطائف هللا أقبـلت‬ ‫ُ‬
‫ـان سع ِدي بع َد ما تَحلَّ ْ‬
‫ت‬ ‫وبَ َ‬ ‫وأ ْنجـ ُم السعـ ِد ا ْن ْ‬
‫جلت‬
‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫ثم ينشد بهذه األبيات قبل اإلتيان بالمناجاة‪:‬‬
‫ِن وتقوى هللا تربَحْ‬ ‫ْ‬
‫الحـز‬ ‫الخوف مع‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الزم‬
‫إن تقوى هللا أر َجـحْ‬ ‫َّ‬ ‫واتـرُك الدنيا َجميعًا‬
‫ـل إذا ما اللي ُل أجنَحْ‬ ‫ِ‬ ‫واجتَه ْد في ظُل َمة اللّيـ‬
‫فـلعل الباب يُفتَحْ‬ ‫الباب إليــ ِه‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫واقر ِ‬
‫َ‬
‫ع َّل أن يعفو َويصفحْ‬ ‫حــال‬
‫ٍ‬ ‫واجتهد في كلِّ‬
‫داو َم أ ْن َجـحْ‬‫ب فمن َ‬ ‫ِ‬ ‫قـرعك للـبا‬
‫َ‬ ‫وأ ِدم‬
‫إن حسناتي من عطائك‪ ،‬وسيئاتي من قض''ائك‪ ،‬فج''د‬ ‫(اللهم) ّ‬
‫'و ذل''ك ب''ذلك‪.‬‬ ‫بم''ا أعطيت على م''ا ب''ه قض''يت‪ ،‬حتّى تَم ُح' َ‬
‫لكنت من اله''الكين‪ ،‬ول''وال قض''اؤك‬ ‫ُ‬ ‫(اللهم) ل''والَ عط''اؤك‬
‫وأعز وأك''رم من أن‬ ‫ُّ‬ ‫لكنت من الفائزين‪ ،‬وأنت أجلُّ وأعظ ُم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫عص'ى إال بعلم''ك‪ ،‬ألن''ك عالّم الغي''وب‪.‬‬ ‫تطاع إال بإذن''ك‪ ،‬وتُ َ‬
‫ت الذنوب جراءةً م''ني علي''ك‪ ،‬وال اس''تخفافًا'‬ ‫(اللهم) إني لم آ ِ‬
‫بحقك‪ ،‬ولكن جرى بذلك قل ُمك‪ ،‬ونف''ذ ب''ه حك ُم''ك‪ ،‬والمع' ِذرةُ‬
‫إليك‪( .‬اللهم) إن قل'بي وناص'يتي بي'ديك‪ ،‬ولم تملِّك'ني منهم'ا‬
‫أنت وليَّهم''ا واه ' ِدهما إلى س''واء‬ ‫فعلت ذل''ك فكن َ‬ ‫ُ‬ ‫شيًئا‪ ،‬ف''إذا‬
‫ص أو ينس''اك‬ ‫السبيل‪( .‬إلهي) جلّت عظمتُك أن يعص'يَك ع''ا ٍ‬

‫‪84‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫س‪ ،‬ولكن ج'''رى رو ُح أوام'''رك في أس'''رار الكائن'''ات‪'،‬‬ ‫ن'''ا ٍ‬


‫فذكرك الناسي بنس''يانه‪ ،‬وأطاع''ك العاص''ي بعص''يانه‪ ،‬وإن‬
‫من ش''يء إال يس 'بِّح بحم''دك‪ ،‬إن عص''ى داع َي إيمان''ك فق''د‬
‫أطاع داعي سلطانك‪ ،‬ولكن قلمت عليه حجتك‪ ،‬فلل''ه الحج''ة‬
‫عف'وك‬‫َ‬ ‫البالغةُ‪ ،‬ال يُسأل ع ّم'ا يفع'ل وهم يُس'ألون‪( .‬إلهي) ّ‬
‫إن‬
‫عن ُذن''وبي‪ ،‬وتج''ا ُوزك عن خطيئ''تي‪ ،‬وس''ترك على ق''بيح‬
‫عملي أطمعني أن أسألك ما ال أستوجبُه من''ك‪ ،‬أدع''وك آمنً''ا‬
‫المحسن إل ّي وأنا المسيء إلى نفس''ي‬ ‫ُ‬ ‫وأسألك مستأنسًا‪ ،‬وإنك‬
‫فيما بيني وبينك‪ ،‬تتو َّد ُد إل ّي بالنعم مع غن''اك عنِّي‪ ،‬وأتب َّغضُ‬
‫إليك بالمعاصي مع فقري إليك‪ ،‬ف ُع ْد بفضلك وإحس''انك عل ّي‬
‫وتب عل ّي إن''ك أنت الت''واب ال''رحيم‪( .‬إلهي) أن''ا الفق''ير في‬
‫'ري؟ (إلهي) أن''ا الجه''و ُل‬ ‫غناي‪ ،‬فكيف ال أكون فقيرًا في فق' ِ‬
‫َ‬
‫في علمي‪ ،‬فكي'''ف ال أك'''ون جه'''والً في جهلي؟ (إلهي) إن‬
‫اختالف ت''دبيرك وس''رعة حل''و ِل مق''اديرك منع''ا عب''ادك‬
‫واليأس من''ك في بال ٍء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العارفين بك عن السكون إلى عطا ٍء‪،‬‬
‫ق بكرم''ك (إلهي)‬ ‫(إلهي) منِّي ما يليق بلؤمي‪ ،‬ومنك م''ا يلي ' ُ‬
‫وصفت نفسك باللطف والرأفة قبل ُوجود ضعفي‪ ،‬أفتمنع''ني‬ ‫َ‬
‫'ن م''ني‬ ‫ت المحاس' ُ‬ ‫ظهر ِ‬
‫َ‬ ‫منهما بعد وجود ضعفي؟ (إلهي) إن‬
‫ت المساوي مني فبعدلك‬ ‫فبفضلك ولك المنّة عل ّي‪ ،‬وإن ظه َر ِ‬
‫ولك الحجة عل ّي‪ ،‬أس'ألك بج'ودك وإفض'الك أن تجعل'ني من‬
‫أكمل المظ''اهر لتجلِّي''ات إحس''انك (إلهي) كي''ف تكل''ني وق''د‬

‫‪85‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تو ّكلت لي‪ ،‬وكيف أض''ا ُم وأنت النص''ي ُر لي‪ ،‬أم كي''ف أخيبُ‬
‫وأنت الحفِ ُّي بي‪ ،‬ه'ا أن'ا أتوس' ُل إلي'ك بفق'ري إلي'ك‪ ،‬وكي'ف‬
‫أتوس ُل بما ه''و مح''ا ٌل أن يص''ل إلي''ك‪ ،‬أم كي''ف أش''كو إلي''ك‬
‫حالي وهي ال تخفى عليك‪ ،‬أم كيف أترجم إليك بمقالي وه''و‬
‫ت إلي''ك‪،‬‬‫برز منك وإليك‪ ،‬أم كيف تُخيِّبُ آمالي وهي قد وف' َد ْ‬ ‫َ‬
‫تحسن أحوالي وبك قامت وإليك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أم كيف ال‬
‫(إلهي) ما ألطفك بي مع عظيم جهلي‪ ،‬وم''ا أرحم''ك بي م''ع‬
‫قبيح فعلي‪( ،‬إلهي) ما أقربك منِّي وما أبعدني منك‪ ،‬يا قريبُ‬
‫ي''ا ق''ريبُ أنت الق''ريبُ وأن''ا البعي' ُد‪ ،‬قربُ''ك منِّي أيأس''ني من‬
‫غيرك‪ ،‬وبعدك منِّي ر َّدني للطلب لك فكن لي بفض''لك ح''تى‬
‫ُ‬
‫علمت‬ ‫تمح''و طل''بي بطلب''ك ي''ا ق''ويُّ ي''ا عزي ' ُز (إلهي) ق''د‬
‫األط'''وار أن م'''رادك م'''ني أن‬
‫َ‬ ‫ب'''اختالف اآلث'''ار وتنقالت‬
‫تتعرّف إل ّي في كل ش''يء ح''تى ال أجهل''ك في ش''يء (إلهي)‬
‫كلما أحرسني لُْؤ مي أنطقني كر ُمك‪ ،‬وكلما أيأس ْتني أوصافي‬
‫'اوي فكي''ف ال‬ ‫أطمعتني منتُك (إلهي) من كانت حس''ناته مس' ِ‬
‫تكون مساويه مساوي‪ ،‬ومن كانت حقائقه دع''اوي فكي''ف ال‬
‫عين ال ت''راك عليه''ا‬‫تك''ون دعاوي''ه دع''اوي (إلهي) عميت ٌ‬
‫رقيبً''ا‪ ،‬وخس''رت ص''فقةُ عب''د لم تجع''ل ل''ه من حبِّك نص''يبا‬
‫(إلهي) ه''ذا ُذلِّي ظ''اه ٌر بين ي''ديك‪ ،‬وه''ذا ح''الي ال يخفى‬
‫عليك‪ ،‬منك أطلب الوصول إليك‪ ،‬وبك أستد ّل عليك فاه ' ِدني‬
‫بن''ورك إلي''ك‪ ،‬وأقم''ني بص''دق العبودي''ة بين ي''ديك (إلهي)‬

‫‪86‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫علِّمني من علمك المخ ُزون‪ُ ،‬‬


‫وص 'نِّي بس''رِّ اس''مك المص''ون‬
‫(إلهي) حقِّقني بحقائق أهل القرب‪ '،‬واس''لك بي مس''الك أه''ل‬
‫الجذب (إلهي) اغنني بتدبيرك لي عن ت''دبيري‪ ،‬وباختي''ارك‬
‫لي عن اختياري‪ ،‬وأوقفني على مراكز اض''طراري (إلهي)‬
‫وش 'ر ِكي قب''ل‬‫أخرجني من ُذ ّل نفس''ي‪ ،‬وطه''رني من ش ' ِّكي ِ‬
‫فانص'رني‪ ،‬وعلي''ك أتو ّك' ُل فال‬
‫ُ‬ ‫مسي‪ ،‬ب''ك أستنص' ُر‬ ‫حلول َر ِ‬
‫تَ ِكلني‪ ،‬ولجنابك أنتسبُ فال تُبع''دني‪ ،‬وفي فض''لك أرغبُ فال‬
‫أقف فال تطرُدني‪ ،‬وإياك أسأل فال تُخيِّب''ني‬ ‫تحرمني‪ ،‬وببابك ُ‬
‫(إلهي) تق''دس رض''اك عن أن تك''ون ل''ه عل'ةٌ من''ك‪ ،‬فكي''ف‬
‫تكون له علة مني‪ ،‬أنت الغن ّي بذاتك عن أن يصل إليك النفع‬
‫من''ك فكي''ف ال تك''ون غنيّ''ا عنِّي (إلهي) طم''و ُح اآلم''ال ق''د‬
‫وعك'''وف الهم ُم ق'''د تعطّلت إال علي'''ك‪،‬‬
‫ُ‬ ‫خ'''ابت إال إلي'''ك‪،‬‬
‫ومذاهب المعارف قد انسدت إال إليك (إلهي) م''اذا وج''د من‬
‫فَقدك‪ ،‬وما الذي فق َد من وج َدك‪ ،‬لقد خ''اب من رض' َي ُدون''ك‬
‫بدالً‪ ،‬ولقد خ ِسر من بغى عليك متح َّوال (إلهي) كي''ف يُ''رجى‬
‫'يرك‬‫'ان‪ ،‬وكي''ف يُطلبُ من غ' ِ‬ ‫قطعت اإلحس' َ‬ ‫َ‬ ‫سواك وأنت م''ا‬
‫وأنت م''ا ب ' ّدلت ع''ادة االمتن''ان‪ .‬ي''ا من أذاق أحبّ''ا َءه حالوة‬
‫مؤانس''ته فق''اموا بين يدي''ه متملِّقين‪ .‬وي''ا من ألبس أولي''ا َءه‬
‫ِّ‬
‫مس'''تعزين (إلهي) اطلب'''ني‬ ‫مالبس هيبت'''ه فق'''اموا بع َّزت'''ه‬
‫برحمتك حتى أصل إليك‪ ،‬واجذبني بمنّتك ح''تى أقب''ل علي''ك‬
‫(إلهي) إن رج''ائي ال ينقط''ع عن''ك وإن عص''يتك‪ ،‬كم''ا أن‬

‫‪87‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫خ'''وفي ال يُزايل'''ني وإن أطعت'''ك (إلهي) إن الطاع'''ة ممن‬


‫أطاعك خلعة منك لمن أحببت''ه وقرّبت''ه‪ ،‬وإن المعص''ية ممن‬
‫عصاك لُبسة منك لمن أبغضته فأبع ْدته‪ ،‬فأسألك ي''ا ج' ّواد أن‬
‫لخلع المحبوبين المقرّبين من عب''ادك‪ ،‬ي''ا‬ ‫تجعلني ممن أهّلتَه ِ‬
‫أكرم األكرمين‪.‬‬
‫(إلهي) قد دفعتني العوال ُم إلي''ك‪ ،‬وق''د أوقف''ني علمي بك َرم''ك‬
‫ُ‬
‫أه'ان وعلي'ك‬ ‫عليك (إلهي) كيف أخيبُ وأنت أملي‪ ،‬أم كيف‬
‫أستعز وفي ال ِّذلة أركزت''ني‪ ،‬أم كي''ف ال‬ ‫ُّ‬ ‫متَّكلي (إلهي) كيف‬
‫أستعز وإليك نس''بتني (إلهي) كي''ف ال أفتقِ' ُر وأنت ال''ذي في‬ ‫ُّ‬
‫ك أغنيت''ني‬ ‫الفق''ر أقمت''ني‪ ،‬أم كي''ف أفتق' ُر وأنت ال''ذي بج''و ِد َ‬
‫(إلهي) كي'''ف تخفى وأنت الظ'''اهرُ‪ ،‬أم كي'''ف تغيبُ وأنت‬
‫أردت بمعص''يتك مخالفت''ك‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫الرقيبُ الحاضر' (إلهي) ما‬
‫عص''يتُك إذ عص''يتُك وأن''ا بمكان''ك جاه''لٌ‪ ،‬وال لعقوبت''ك‬
‫ف‪ ،‬ولكن س'' َّولت لي نفس''ي‪،‬‬ ‫مس''تخ ٌّ‬
‫ِ‬ ‫متع'' ِّرضٌ وال لنظ''رك‬
‫'هوتي‪ ،‬وأع''انني على ذل''ك اس''تعدادي‪ ،‬وغ'رّني‬ ‫وساقتني ش' َ‬
‫سترُك المرخى عل ّي فعصيتك بجهلي‪ ،‬وخالفت'ك بق''بيح فعلي‬
‫فمن ع'''ذابك اآلن من يس'''تق ُذني‪ ،‬أو بحب'''ل من أعتص''' ُم إن‬
‫قطعت حبلك عنِّي‪ ،‬واسوءتَاهُ من الوقوف بين يديك غ''دًا إذا‬ ‫َ‬
‫المخفِّين أج''ور أم‬‫ُطوا‪ ،‬أمع ِ‬ ‫قيل للمخفِّين جُو ُزوا والمثقلين ح ُّ‬
‫أحط‪ ،‬ويلي‪ ،‬كلم''ا كبِ' َرت س''ني كثُ''رت ُذن''وبي‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫مع المثقلين‬

‫‪88‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ي‪ ،‬فمن كم أت''وبُ ‪،‬‬ ‫ويلي‪ ،‬كلم''ا ط''ال عم''ري كثُ''رت معاص' َّ‬
‫آن أن أستحي من ربي‪.‬‬ ‫وفي كم أعو ُد‪ ،‬أما َ‬
‫ث''وب الرَّج''ا والن''اسُ ق''د‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫لبس''ت‬
‫رق ُدوا‬
‫ي ما أجد‬ ‫وبت أشكو إلى موال َ‬ ‫ُّ‬
‫لكشف الض ّر أعتم ُد‬ ‫ِ‬ ‫وقلت ي''''ا أملي في ك'''' ِّل ومن عليه‬ ‫ُ‬
‫نائبة‬
‫أش''كو إلي'''ك أم'''ورًا أنت مالي على حملها صب ٌر وال جل ُد‬
‫تعل ُمها‬
‫ت إليه يَ ُد‬‫خير من ُم َّد ْ‬
‫بال''ذ ِّل إليك يا َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫م''ددت ي''دي‬ ‫وق''د‬
‫مبتهالً‬
‫ثم يبالغ في رفع يديه ويقول‪:‬‬
‫يا هللا يا هللا (سبعًا) يا ربّاهُ يا ربّاهُ (سبعًا) يا مواله ي''ا م''واله‬
‫مغيث من دع''اه (س''بعًا) أغثن''ا ي''ا ربُّ ي''ا ك''ري ُم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫(سبعًا) ي''ا‬
‫وارحمنا يا برُّ يا رحي ُم (سبعًا) والحم''د هلل رب الع''المين‪ .‬ثم‬
‫يقول‪:‬‬
‫'روي ك''ل‬‫فبح ُر جودك ي' ِ‬ ‫فـال ت ُر َّدنـها يا ربِّ خائبةً‬
‫من يَ ِرد‬
‫ه''ذا‪ ،‬وإذا عج''ز عن ه''ذا كل''ه أو س'ِئم اقتص''ر على ال''دعاء‬
‫الذي قبل األبيات والمناجاة‪ ،‬أو دعا بما أهَ ّمه من أمور الدنيا‬
‫خصوص''ا باألدعي''ة ال''واردة عن س''يد المرس''لين‬ ‫ً‬ ‫وال''دين‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ص''لى هللا تع''الى علي''ه وس''لم‪ ،‬وش' ّرف وعظم‪ .‬انتهى‪ .‬وهي‬
‫كثيرة؛ فاطلبها واد ُ‬
‫ع بالمناسب منها‪.‬‬
‫ومن أولى م''ا يُ''دعى ب''ه في لي''الي ش''هر رمض''ان المب''ارك‬
‫دعاء ب ّر الوالدين للشيخ اإلمام العارف باهلل محم''د بن أحم''د‬
‫بن أبي الحب التَّريمي ‪ ،‬المت''وفى رحم''ه هللا ليل''ة األح''د‬
‫لست بقين من ذي الحجة سنة ‪611‬هـ‪ .‬كذا وجدته في نس'خة‬
‫قديمة بخط السيد عمر بن طه البار نفعنا هللا به‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫بس''م هللا ال''رحمن الرحيم''ز الحم''د هلل ال''ذي أمرن''ا بش''كر‬
‫الوال''دين‪ ،‬واإلحس''ان إليهم''ا‪ ،‬وحثّن''ا على اغتن''ام برّهم''ا‪،‬‬
‫واصطناع المعروف ل''ديهما‪ ،‬ون''دبنا إلى خفض الجن''اح' من‬
‫الرحمة لهما إعظاما وإكبارًا‪ ،‬ووصّانا بالترحُّ م عليهم''ا كم''ا‬
‫ربّيان''ا ص''غارًا (اللهم) ف''ارحم وال''دينا (ثالث''ا) واغف''ر لهم‪،‬‬
‫رض'''ا تُح'''لُّ ب'''ه عليهم جوام'''ع رض'''وانك‪،‬‬
‫وارض عنهم ً‬
‫وتُحلُّهم به دار كرامتك وأمانك وم''واطن عف''وك وغفران''ك‪،‬‬
‫وأد َّر ب''ه علهم لط''ائف ب''رِّ ك وإحس''انك (اللهم) اغف''ر لهم‬
‫مغف'''رةً جامع'''ةً‪ ،‬تمحُ'''و به'''ا س'''الف أوزارهم‪ ،‬وس''' ِّي َء‬
‫إص''رارهم‪ ،‬وارحمهم رحم''ةً تن''ي ُر لهم به''ا المض''جع في‬‫ِ‬
‫قبورهم‪ ،‬وتؤ ّمنهم بها يوم الفزع عند نش''ورهم (اللهم) تحنّ ْن‬
‫على ض'''عفهم كم'''ا ك'''انوا على ض'''عفنا متحنِّنين‪ ،‬وارحم‬
‫انقط''اعهم إلي''ك كم''ا ك''انوا لن''ا في ح''ال انقطاعن''ا إليهم‬
‫راحمين‪ ،‬وتعطّ''ف عليهم كم''ا ك''انوا لن''ا في ح''ال ص' ِ‬
‫'غرنَا‬

‫‪90‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫متعطِّفين‪( .‬اللهم) احفظ لهم ذلك الو َّد ال''ذي أش''ربته قل''وبهم‪،‬‬
‫شغلت ب''ه‬‫َ‬ ‫والحنانة التي مألت بها صدورهم‪ ،‬واللطف الذي‬
‫ج'''وارحهم‪ ،‬واش'''كر لهم ذل'''ك الجه'''اد ال'''ذي ك'''انوا فين'''ا‬
‫مجاه''دين‪ ،‬وال تض 'يِّع لهم ذل''ك االجته''اد ال''ذي ك''انوا فين''ا‬
‫مجتهدين‪ ،‬وجازهم على ذلك السعي الذي كانوا فينا ساعين‪،‬‬
‫الس'عاةَ‬
‫'زيت ب'ه ّ‬‫وال ّرعي الذي كانوا لنا راعين‪ ،‬أفضل ما ج' َ‬
‫المصلحين‪ '،‬والرُّ عاةَ الناص''حين‪( .‬اللهم) ب'رَّهم أض' َ‬
‫'عاف م''ا‬
‫كانوا يبرُّ ونا‪ ،‬وانظر إليهم بعين الرحمة كما ك''انوا ينظرون''ا‬
‫(اللهم) هب لهم ما ضيّعوا من حق ربوبيتك بما اش''تغلوا ب''ه‬
‫قص 'روا في''ه من ح''ق‬ ‫في ح''ق تربيتن''ا‪ ،‬وتج''اوز عنهم م''ا ّ‬
‫'ف عنهم م''ا‬ ‫خ''دمتك بم''ا آثرون''ا ب''ه في ح''ق خ''دمتنا‪ ،‬واع' ُ‬
‫ت من أج''ل م''ا اكتس''بوا من أجلن''ا‪ '،‬وال‬ ‫ارتكب''وا من الش''ها ِ‬
‫تؤاخ'ذهم بم'ا دعتهم إلي'ه الحميّ'ة من اله'وى لم'ا غلب على‬
‫قلوبهم من محبتنا‪ ،‬وتحم''ل عنهم الظالم''ات ال''تي ارتكبوه''ا‬
‫فيما اج''ترحوا لن''ا وس' َعوا علين''ا‪ ،‬والط''ف بهم في مض''اجع‬
‫البلَى لطفًا يزيد على لطفهم في أيام حياتهم بن''ا‪( .‬اللهم) وم''ا‬
‫هديتنا له من الطاعات‪ ،‬ويسّرته لنا من الحسنات‪ ،‬ووفَّقتنا له‬
‫من القرُبات‪ '،‬فنسألك اللهم أن تجع''ل لهم من ص''الح أعمالن''ا‬
‫حظًّ''ا ونص''يبا‪ ،‬وم''ا اقترفن''اه من الس''يئات واكتس''بناه من‬
‫الخطيَّات وتح ّملناه من التبع''ات فال تلحقهم من''ا ب'ذلك حُوب'ا‪،‬‬
‫وال تجعل عليهم من ذنوبنا ذنوبًا‪( .‬اللهم) وكما س''ررتهم بن''ا‬

‫‪91‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫في الحي'''اة فس'''رّهم بن'''ا بع'''د الوف'''اة (اللهم) وال تبلّغهم من‬
‫أخبارنا ما يسوءهم‪ ،‬وال تح ِّملهم من أوزارنا ما ينو ُءهم‪ ،‬وال‬
‫'دث من المخزي''ات‬ ‫'زهم بن''ا في عس''كر األم''وات لم''ا تُح' ُ‬ ‫تُخ' ِ‬
‫وس'' َّر أرواحهم بأعمالن''ا في ملتقى‬ ‫ون''أتي من المنك''رات‪ُ ،‬‬
‫األرواح إذ ُس ' َّر أه''ل الص''الح بأبن''اء الص''الح (اللهم) وال‬
‫تُ''وقّفهم منّ''ا على مواق''ف افتض''اح بم''ا نج''تر ُح من س''وء‬
‫االجتراح (اللهم) وم''ا تلون''اه من تالو ٍة فز ّكيته''ا وم''ا ص''لينا‬
‫من صالة فتقبَّلتها‪ ،‬وتص َّدقنا من صدقة فن َّميته''ا‪ ،‬وعملن''ا من‬
‫فرضيتها‪ ،‬فنسألك اللهم أن تجعل حظَّهم منها‬ ‫ِ‬ ‫أعمال صالحة‬
‫أج'''زل من أقس'''امنا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أك'''بر من حظوظن'''ا‪ ،‬وقس'''مهم منه'''ا‬
‫وص'يتنا ب''برّهم‪،‬‬ ‫وسه َمهم من ثوابها أوفر من سهامنا‪ ،‬فإن''ك َّ‬
‫ق‬ ‫'كرهم‪ ،‬وأنت أول ب''الب ّر من الب''ا ِّرين‪ ،‬وأح ' ُّ‬ ‫ون''دبتنا إلى ش' ِ‬
‫بالوص''ل من الم''أمورين (اللهم) اجعلن''ا لهم قُ ' َّرةَ أعي ٍن ي''وم‬
‫أطيب الندا ِء يوم التناد‪ ،‬واجعلهم‬ ‫َ‬ ‫يقو ُم األشها ُد‪ ،‬وأس ِمعهم منّا‬
‫بنا من أغبط اآلباء باألوالد‪ ،‬حتى تجمعنا وإياهم والمس'لمين‬
‫جميعا في دار كرامتك‪ ،‬ومستق ّر رحمت''ك‪ ،‬ومح''لِّ أوليائ''ك‪،‬‬
‫أنعمت عليهم من النب''يين والص ' ّديقين والش''هداء‬ ‫َ‬ ‫م''ع ال''ذين‬
‫والصالحين‪ '،‬وحسُن أولئك رفيقًا‪ .‬ذلك الفص'' ُل من هللا وكفى‬
‫باهلل عليما‪ .‬س''بحان رب''ك ربِّ الع' ّزة عم''ا يص''فون‪ ،‬وس''ال ٌم‬
‫على المرس''لين والحم''د هلل رب الع''المين‪ ،‬وص''لى هللا على‬
‫سيدنا محمد النبي األم ّي وآله وصحبه وسلم تسلي ًما كثيرًا‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫انتهى دعاء ب ّر الوالدين‪ ،‬نفع هللا ب''ه وبمؤلف''ه آمين‪ ،‬والحم''د‬


‫هلل رب العالمين‪.‬‬
‫استجابة الدعاء عند ختم القرآن‬
‫'ن ك''ثرة تالوة الق''رآن العظيم‬ ‫ثم إنا ذكرنا فيما تق''دم‪ :‬أن''ه يس' ّ‬
‫الكريم في شهر رمضان المبارك‪ ،‬ونذكر هن''ا أن''ه يس''تجاب‬
‫الدعاء عند الختم‪ ،‬لحديث فيه‪ ،‬فيس''تحبّ عن''ده ال''دعاء‪ .‬ق''ال‬
‫النووي رحمه هللا تعالى في األذكار‪ :‬ويس''تحب ال''دعاء عن''د‬
‫الختم استحبابًا مؤكدًا شديدًا‪ ،‬لما روين''اه عن حمي''د األع''رج‬
‫رحمه هللا تعالى قال‪ :‬من قرأ القرآن ثم دعا أ ّمن على دعائ''ه‬
‫سبعون ملكا‪ .‬وينبغي أن يُلح في الدعاء‪ ،‬وأن يدعو ب''األمور‬
‫المه ّمة والكلمات الجامعة‪ ،‬وأن يكون معظم ذلك أو كل''ه في‬
‫أمور اآلخرة وأم''ور المس''لمين‪ ،‬وص''الح س''لطانهم وس''ائر‬
‫والة أم'''ورهم‪ ،‬وفي ت'''وفُّقهم للطاع'''ات‪ ،‬وعص'''متهم من‬
‫المخالف''ات‪ '،‬وتع''اونهم على ال''بر والتق''وى‪ ،‬وقي''امهم ب''الحق‬
‫واجتم''اعهم علي''ه‪ ،‬وظه''ورهم على أع''داء ال''دين وس''ائر‬
‫المخالفين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومما يحسن إيراده هنا الدعاء الذي جمعه وكان ي''دعو‬
‫به شيخنا وشيخ مشايخنا عقب ختم الق''رآن‪ ،‬فإن''ه ج''امع لم''ا‬
‫ذكره النووي وغيره‪ ،‬وهو قد طبع في ضمن حاش''ية ش'يخنا‬
‫العالم''ة المرح''وم بك''رم جزي''ل العط''ا الس''يد بك''ري ش''طا‬
‫المسماة بإعانة الط''البين على ح''ل ألف''اظ فتح المعين‪ ،‬ذك''ره‬

‫‪93‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫في آخر باب الص''وم؛ فاطلب''ه إن ش''ئت‪ ،‬وباهلل التوفي''ق‪ .‬ب''ل‬


‫ينبغي تحصيله ليدعى به عقب ختم القرآن لجمع'ه م'ا ذك'ر‪،‬‬
‫وألن جامع'''ه ش''يخنا وش'''يخ مش'''ايخنا الم'''ذكور ك'''ان من‬
‫العارفين‪ ،‬وفضله مشهور رحمه هللا تعالى‪ ،‬ونفعنا ب''ه آمين‪.‬‬
‫كما ينبغي لذلك تحصيل دعاء ختم القرآن الذي جمعه كام''ل‬
‫العرفان الفقيه المأمور بالقيام في حوائج الخلق المش''ار إلي''ه‬
‫ول ّي هللا تعالى والدال عليه الشيخ العالمة محم''د بن يعق''وب‬
‫بن محمد اليمني السودي المعروف بأبي حرب''ة‪ ،‬وق''د ت''رجم‬
‫ل''ه العالم''ة الش''رجي الزبي''دي(‪ )26‬في طبق''ات أولي''اء اليمن‪،‬‬
‫نفعنا هللا تعالى بهم المس ّمى «طبقات الخواص‪ ،‬أهل الصدق‬
‫واإلخالص» وذكر فيها أن وفاته كانت سنة أربع وعش''رين‬
‫وسبعمائة‪ ،‬بعد أن ذكر نبذة من فضائله وكراماته‪ ،‬نفعن''ا هللا‬
‫تعالى به‪.‬‬
‫وبالجمل''ة‪ ،‬فالفقي''ه أب''و حرب''ه الم''ذكور ك''ان من أولي''اء هللا‬
‫تعالى العارفين‪ ،‬يشهد لذلك حالوة عبارته في ال''دعاء ال''ذي‬
‫'و مطالب''ه‪ .‬ال ج''رم أن لكالم األولي''اء العلم''اء‬
‫سنورده‪ ،‬وعل' ُّ‬
‫مزية ظاهرة على كالم غيرهم‪ ،‬ولل''دعاء منهم برك''ة زائ''دة‬
‫صا الدعاء الذي سنسرده‪ ،‬فإن فيه‬ ‫على دعاء غيرهم‪ ،‬خصو ً‬
‫بركة مشهورة عظيمة؛ وللناس ال سيما أهل األقطار اليمنية‬
‫إقب''ال علي''ه عظيم‪ ،‬ويحفظون''ه ويقرءون''ه عن''د ختم الق''رآن‬
‫‪ .)126‬هو أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي‪ ،‬المعروف «بالزبيدي» صاحب التجريد المعروف‬
‫بمختصر الزبيدي‪ ،‬توفي بزبيد سنة ‪ 893‬هـ‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الكريم‪ ،‬وقد أثنى عليه العالمة الشرجي المذكور في طبقات''ه‬


‫عند ترجمة المسطور‪ ،‬فقال فيها‪ :‬وللفقيه أبي حربة المذكور‬
‫نفع هللا تعالى به دعاء عظيم‪ ،‬مشهور الفضل والبركة جعل''ه‬
‫لختم القرآن‪ ،‬له حالوة في األفواه‪ ،‬وموقع عظيم في القل''وب‬
‫عند أهل الفهم والذوق‪ ،‬يشتمل على مطالب عزيزة‪ ،‬وفوائ''د‬
‫ج ّم''ة‪ ،‬ت''دل على كم''ال معرف''ة الفقي''ه باهلل تع''الى وواليت''ه‬
‫وتمكنه‪ ،‬مع ما في''ه من الفص''احة والبالغ''ة وعذوب''ة اللف''ظ‪'،‬‬
‫وأث ُر النور والبركة عليه ظاهر‪ ،‬نفع هللا تع''الى ب''ه‪ .‬وللن''اس‬
‫عليه إقبال عظيم يحفظونه عن ظهر الغيب‪ ،‬ويقرءونه عن''د‬
‫ختم القرآن العظيم في المجالس ومواضع الجمع‪ ،‬خصوصًا‬
‫في شهر رمضان‪ .‬وقد ش''رحه الفقي''ه العالم''ة الس''يد حس''ين‬
‫ابن الشريف عبد الرحمن بن محم''د بن علي األه''دل ش'رحًا‬
‫مفيدًا مط ّوال في نحو مجلدين‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وبحمده تع''الى ق''د اطلعت علي''ه في كتبخان''ة المطبع''ة‬
‫الماجدية بمكة المحمية‪ ،‬فوجدته كما قال وقد سماه «مط''الب‬
‫أه''ل القرب''ة في ش''رح دع''اء أبي حرب''ة» وص''ححت متن‬
‫الدعاء عليه حسب الطاقة‪ .‬وق''د ق''ال بع''د س''رده المتن‪ :‬وفي‬
‫بعض النس'''خ تق'''ديم بعض األلف'''اظ وت'''أخير بعض'''ها‪ ،‬أي‬
‫وزيادة‪ .‬وذلك مما ال يختلف به المعنى‪ .‬هذا‪.‬‬
‫وحيث ُعلم فضل دعاء أبي حربة الم''ذكور وب''ره الموف''ور‪،‬‬
‫فيحسن إيراده هنا بإثباته لتفيض أسرار بركات''ه‪ ،‬ويع ّم نفع''ه‬

‫‪95‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الخلق بطيب نشره‪ ،‬ويحص''ل لي أج' ُر الدالل''ة علي''ه بطبع''ه‬


‫ونشره‪.‬‬
‫والدعاء المذكور هو هذا‪:‬‬
‫دعاء ختم القرآن ألبي حربة‬
‫الحمد هلل الذي هدانا لإلسالم واإليم''ان‪ّ ،‬‬
‫ومن علين''ا باإلتب''اع‬
‫لنبيه اله''ادي إلى الح''ق والبي''ان‪ ،‬وأرش''دنا لش''رائعه واتّب''اع‬
‫لش'كره‪ ،‬وأتحفن''ا‬ ‫حكمه وتالوة القرآن‪ ،‬وأزلفنا بذكره ووفَّقنا ُ‬
‫بالتف ّكر في اآلالء واإلحسان‪ ،‬وأشه ُد أن ال إله إال هللا واح''ده‬
‫ق الكري ُم المنّان‪ ،‬وأشهد أن سيدنا‬ ‫ق الر َّزا ُ‬
‫ال شريك له‪ ،‬الخال ُ‬
‫وموالنا محمدًا عبده ورسوله المص''طفى من ع''دنان‪ ،‬ال''ذي‬
‫خصّصه بالحُبّ ‪ ،‬ونعّمه بالقُرب‪ ،‬وفضّله ب''العفو والغف''ران‪،‬‬
‫صلى هللا تعالى وس''لم علي''ه وعلى آل''ه وأزواج''ه وأص''حابه‬
‫وت''ابعيهم على مم ' ّر ال''دهور واألزم''ان‪( .‬اللهم) ص''ل على‬
‫رُوح س''يدنا محم''د في األرواح‪ ،‬وبلّغ''ه أقص''ى رتب''ة في‬
‫الس'''عادة والفالح‪ ،‬والس'''الم على المص'''طفى ورحم'''ة هللا‬
‫وبركاته‪( .‬اللهم) بلّغ روح س''يدنا محم''د منّ''ا تحيّ'ةً وس''ال ًما‪،‬‬
‫'زيت نبيّ''ا عن أمت''ه‪ ،‬وآت''ه الوس''يلة‬ ‫'ل م''ا ج' َ‬ ‫واجزه عنا أفض' َ‬
‫ِ‬
‫والشرف والدرجة الرفيعة‪ ،‬وابعثه المقام المحمود‬ ‫َ‬ ‫والفضيلة‬
‫الذي وعدته يا أرحم الراحمين‬
‫(اللهم) صل عليه وعلى جميع األنبي''اء والمرس'لين وآل ك''ل‬
‫بإحسان إلى ي''وم ال''دين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫منهم وأزواجهم وصحبهم وتابعيهم‬

‫‪96‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫صدق هللا العظيم الوهّابُ ‪ ،‬الكري ُم التوّابُ ‪ ،‬المنع ُم على خلق''ه‬


‫بالعطايا وجزيل الثّواب‪ ،‬الذي أرشدنا إلى الطريق''ة‪ ،‬وجع''ل‬
‫المختار خير الخليقة‪ ،‬وأمته الحامدة الشفيقة‪( ،‬نحمده)‬ ‫َ‬ ‫حبيبه‬
‫على م'ا أوالن'ا من النعم'اء‪ ،‬وعلّمن'ا من اآلي'ات واألس'ماء‪،‬‬
‫ك والعم''اء‪ ،‬وجعل''ه‬ ‫وشرح بالقرآن العظيم ص ُدورنا من الش' ّ‬ ‫َ‬
‫وحص'نًا مني ًع''ا واقيً''ا‪ ،‬وح' َّد لن''ا في''ه الح' ُدود‬‫لنا نورًا هاديًا‪ِ ،‬‬
‫واألحكام‪ ،‬وبيّن لنا فيه شرائع اإلسالم‪ ،‬وأمرنا فيه بالتوحي''د‬
‫والص''يام‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والجه''اد والحج واإلح''رام‪ ،‬والص''الة والزك''اة‬
‫'ان على‬ ‫وفض 'ل ب''ه ش''هر رمض' َ‬ ‫ّ‬ ‫والعبادة والق''راءة والقي''ام‪،‬‬
‫س''ائر الش''هور في األع''وام‪( .‬اللهم) كم''ا خصص''تنا بكتاب''ك‬
‫الكريم وهديتنا به إلى الصراط المس''تقيم‪ ،‬أص''لح (اللهم) ب''ه‬
‫'اطن ال''رُّ وح وظ''اه َر‬‫من''ا جمي' َع م''ا فس' َد‪ ،‬وطهّ''ر ب''ه من''ا ب' َ‬
‫وانزع به عنا جمي''ع الغ' ّل والحس''د‪ ،‬وحُطن''ا ب''ه من‬ ‫ِ‬ ‫الجس ِد‪،‬‬
‫جميع اآلفات‪ '،‬ونَ ّجنا به من األهواء والتبِعات‪.‬‬
‫َ‬
‫مننت‬ ‫(اللهم) بحق أسمائك الحسنى وكلماتك التا ّم''ات‪ ،‬ال''تي‬
‫عص'ى ف'أقلت' من'ه الع''ثرات‪،‬‬ ‫َ‬ ‫بها على آدم عليه السالم حين‬
‫'ف عن س''يئاتنا‪،‬‬ ‫أقِل يا سيدي عثراتن''ا‪ ،‬وتح َّمل تبعاتن''ا‪ ،‬واع' ُ‬
‫و ُج ْد علينا بفضلك وقربك‪ ،‬واجعلنا من خالص أه''ل المحب''ة‬
‫من حزب''ك‪( .‬اللهم) اقط''ع ب''ه عن''ا جميع''ا القطّ''اع للطري''ق‪،‬‬
‫وأجرنا به من الزيغ واالبتداع والتعوي''ق‪( .‬اللهم) انفعن''ا بم''ا‬
‫أوردت في''ه من األحك''ام‪ ،‬وار ُزقن''ا في''ه الفهم ألخ''ذ الحالل‬

‫‪97‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫واجتناب الحرام‪ '،‬وألهمنا فيه ذكرك الذي تحصل به مناشير‬


‫الوالية واألعالم‪ ،‬وارزقن''ا ب''ه اإلخالص واليقين والمراقب''ة‬
‫على ال ّدوام‪ ،‬وحسّن به أخالقنا ووسِّع ب''ه أرزاقن''ا‪ ،‬وارزقن''ا‬
‫به العافية من جميع األمراض واألسقام‪.‬‬
‫(اللهم) ب ِّشر به أرواحنا عن''د الخ''روج من األجس''اد ب''الروح‬
‫والزلفة الكاملة والوداد‪ ،‬ون ِّور ب''ه قبورن''ا في ظُلم‬ ‫وال َّريْحان ُّ‬
‫يت ب''ه لخ''واصّ‬ ‫األرم''اس(‪ )27‬واأللح''اد ب''النور ال''ذي تَجلّ َ‬
‫الخواص أهل اإلرادة والمراد‪ ،‬وار ُزقن''ا ب''ه اإليم''ان واألمن‬
‫من الخوف في ي''وم الحش''ر والمع''اد‪( .‬اللهم) اقط''ع ب''ه عنّ''ا‬
‫جمي''ع العالئ''ق‪ ،‬وآمنّ''ا ب''ه من جمي''ع البوائ''ق‪ ،‬واس 'تُر ب''ه‬
‫عوراتنا‪ ،‬وآمن ب''ه روعاتن''ا‪ ،‬وأقِ' َّر ب''ه قرارن''ا‪ ،‬واع ُم''ر ب''ه‬
‫ويس'ر ب'ه‬
‫ديارنا‪ ،‬واقض به أوطارنا‪ ،‬واشرح به ص''دورنا‪ِّ ،‬‬
‫وأجزل به أجُورنا‪ ،‬وأصلح ب''ه ذات بينن''ا وألِّف ب''ه‬ ‫ِ‬ ‫أمورنا‪،‬‬
‫بين قلوبنا‪( .‬اللهم) اجعله لنا شافعًا و ُمعينا وكهفًا من األسواء‬
‫وح'''ر ًزا كنينً'''ا‪( .‬اللهم) اجعلن'''ا ب'''القرآن العظيم ذاك'''رين‪،‬‬
‫وللنعم''اء ش''اكرين‪ ،‬وفي الض''رّاء' ص''ابرين‪ ،‬وللف''رائض‬
‫مَؤ دِّين‪ ،‬وباآلثار للنبي صلى هللا تع''الى علي''ه وس''لم مقت''دين‬
‫ومهتدين‪ ،‬وعن المسئلة للغير مس''تغنين‪ ،‬ومن العبودي''ة لمن‬
‫سواك مستنكفين‪ ،‬وبفض''ل ج''ودك وكرم''ك ي''ا ربِّ ُمكتفين‪،‬‬

‫‪.)127‬األرماس‪ :‬جمع رمس بفتح الراء؛ وهو القبر‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وباألعمال مخلصين وباإلنابة ُمخبتين(‪ ،)28‬وباآليات موقنين‪،‬‬


‫وإلى اإلخ''وان محس''نين‪ ،‬وفي ال' ّزالزل مت'وقِّرين ومتثب''تين‬
‫'ذكر حاض''رين‪ ،‬وبالطاع''ات آم''رين‪ ،‬وعن‬ ‫وفي مج''الس ال' ّ‬
‫المعاص''ي زاج''رين‪ ،‬وبالقس ' ِط ق''ائمين‪ ،‬وبالنه''ار ص''ائمين‬
‫وبالليل قائمين‪ ،‬وباإلقبال دائبين‪ ،‬ومن الخ''وف ذائ''بين ومن‬
‫الشوق هائمين‪ ،‬وعلى متن الصراط جائزين‪ ،‬وعن الن''يران‬
‫حائ''دين‪ ،‬وبالجن''ان ف''ائزين‪ ،‬وإلى وجه''ك الك''ريم العظيم ي''ا‬
‫ربّ ناظرين‪.‬‬
‫جبري'''ل األمين والمالئك''' ِة األب'''رار‪ ،‬وبح'''ق‬
‫َ‬ ‫(اللهم) بح''' ّ‬
‫ق‬
‫المص''طفى محم''د ص''لى هللا تع''الى علي''ه وس''لم واألنبي''اء‬
‫األطه''ار‪ ،‬وآل ك'' ٍّل منهم وأزواج''ه وأص''حابه المص''طفَ َ‬
‫ين‬
‫واألخي''ار‪ ،‬والص''دِّيقين والش''هداء‪ ،‬والحكم''اء والحلم''اء‪،‬‬
‫والعلم''''اء األحب''''ار‪ ،‬وال ّزه''''اد والعبّ''''اد‪ ،‬والمجاه''''دين‬
‫والمخلص''ين‪ ،‬والص''ادقين والص''ابرين في ك''ل األقط''ار‪،‬‬
‫واألقطاب واألوتاد واألبدال‪ ،‬واألبرار باإلس''رار واألن''وار‪،‬‬
‫واألس''ماء ال''تي في النج''وم واألقم''ار‪ ،‬والع''رش والكرس''ي‬
‫واللوح والقلم والجنة والنار‪ ،‬أقبل منّا ي''ا س''يدي م''ا عملن''اه‪،‬‬
‫وعلِّمن''ا م''ا جهلن''اه‪ ،‬وال تعاقبن''ا على الس''يئات واألوزار‪،‬‬
‫واسقِنا من حوض نبيّك سيدنا محم''د ص''لى هللا تع''الى علي''ه‬
‫وس''لم عن''د الته''اب العطش في األكب''اد واح''تراق األس''رار‪.‬‬
‫‪ .)128‬خبت‪ :‬خشع وتواضع‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫دت به وجوهنا عن''د الحس''اب وال فض''حتَنا ب''ه‬ ‫(اللهم) ال س ّو َ‬


‫رت‬‫أعميت بص''ائرنا‪ '،‬وال ك ' ّد َ‬
‫َ‬ ‫في يوم الحش''ر والم''آب‪ '،‬وال‬
‫سرائرنا‪ ،‬وال خذلتنا به في ذلك المقام (اللهم) إنك تعل ُم ما قد‬
‫فرّطن''ا في''ه من الحق''وق‪ ،‬وم''ا ق''د اقترفن''ا في''ه من األوزار‬
‫والعقوق‪ ،‬فال تؤاخ''ذنا بالتفري''ط‪ ،‬وال تعاقبن''ا على التخلي''ط‪،‬‬
‫واص''فح عن األوزار‪ ،‬واحلُم علين''ا واس 'تُرنا واغف''ر لن''ا ي''ا‬
‫غفّار‪( .‬اللهم) بيّض به وجوهنا ي''وم النُّش''ور‪ ،‬ونَجّن''ا ب''ه من‬
‫الويل والثُّبور‪ ،‬وأعطن''ا ب''ه ُكتبن''ا باإليم''ان‪ ،‬واش' ُملنا‬
‫دعوى َ‬
‫بالسعادة واإلحسان‪ ،‬وار ُزقنا ب''ه المطالع''ة إلى أن''وار أش''عة‬
‫عظمتك‪ ،‬لتَ ْخ ُمد حواسُّنا تحت سلطان قهرك وهيبت''ك‪ ،‬وتفنَى‬
‫أنفس 'نا برؤي''ة كم''ال جالل ق''درتك وع ّزت''ك‪ ،‬وتحي''ا أيض''ا‬ ‫ُ‬
‫برؤيتها عند إشراق أنوار جمال وجهك المن''ير وحض''رتك‪،‬‬
‫ورقِّنا به إلى أعلى أعلى مقام التوكل والصدق‪ ،‬لنبلغ به إلى‬
‫ق‪ ،‬وكن لن''ا ي''ا س''يدي‬ ‫أعلى أعلى مقام الوالية في مقعد صد ٍ‬
‫ُمتوليًا في جميع األمور‪ ،‬ونضِّ ر به وجوهنا عن''د الحض''ور‪،‬‬
‫بمش'''اهدة حض'''ورك في وس'''ط قلب القلب' ب'''الفرح ال'''دائم‬
‫والسرور‪ ،‬والمكاشفة والمشاهدة بتحقي''ق الحق''ائق لمواض''ع‬
‫ث‬
‫اإلحسان كإيمان حارث''ة رض''ي هللا تع''الى عن''ه بي''وم البع ِ‬
‫والنشور‪.‬‬
‫(إلهي) كر ُمك مذكورٌ‪ ،‬وفضلك مشهورٌ‪ ،‬وأنت علي ٌم ش''كو ٌر‬
‫حلي ٌم ص''بورٌ‪ ،‬عزي'' ٌز غف''ورٌ‪( .‬اللهم) أص''لحنا وأص''لح لن''ا‬

‫‪100‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫س''الطيننا وقض''اتنا‪ ،‬وجُن''دنا ووالتن''ا والعلم''اء والمتعلمين‪،‬‬


‫والس'''فهاء والج'''اهلين‪ ،‬والغ'''زاة والمجاه'''دين‪ ،‬والحجّ'''اج‬
‫والمس'''افرين‪ ،‬والتجّ'''ار وال''' ّزارعين‪ ،‬واألوالد والوال''' ِدين‪،‬‬
‫والنساء والعبي' َد واإلم''اء‪ ،‬والض''عفاء والفق''راء' والمس''اكين‪،‬‬
‫'رح للجمي''ع البرك''ة في المع''اش‪ ،‬وس 'لِّمنا وس''لّمهم من‬ ‫واط' َ‬
‫المناقش''ة والفت''اش ‪ ،‬وأس''بل (اللهم) علين''ا وعليهم س''ترك‬
‫(‪)29‬‬

‫الحص''ين‪ ،‬وتب علين''ا وعليهم وعلى جمي''ع المس''لمين من‬


‫الجن واإلنس أجمعين‪ ،‬توب'''ةً نص'''وحًا وص'''حِّ ح لن'''ا ولهم‬
‫إيماننا‪ ،‬وق ِّو عزائمنا‪ ،‬وثبِّت دعائمنا‪ ،‬ونَجّن''ا مم''ا نُح''اذر في‬
‫الدارين نحن ووالدينا وأوالدنا وأزواجنا‪ ،‬وإخواننا وأخواتن''ا‬
‫وأعمامن''ا وع ّماتن''ا‪ ،‬وأخوالن''ا وخاالتن''ا‪ ،‬وأج''دادنا وج ' ّداتنا‬
‫وأصهارنا وأصحابَنا و ُمحبينا ومشايِ َخنا‬
‫َ‬ ‫وقراباتنا وجيرانَنا‪،‬‬
‫في ال ّدين‪ ،‬ومن علّمنا ومن علّمناه ومن واالنا باإلحسان فيك‬
‫ومن واليناه‪ ،‬وذرارينا و ُذرّي''اتهم الجمي' َع وجمي''ع المس''لمين‬
‫والمسلمات‪ ،‬والمؤمنين والمؤمنات األحياء منهم واألموات‪،‬‬
‫إن'''ك أنت هللا مجيبُ ال'''دعوات‪ ،‬وقاض'''ي الحاج'''ات‪ ،‬وم'''ا‬
‫سألناك من خير فأعطنا‪ ،‬وما لم نسألك فابتدئنا‪ ،‬وما قص َرت‬
‫عنه آمالنا وأعمالنا من الخيرات' فبلِّغناه بفضلك ورحمتك ي''ا‬
‫أرحم ال''راحمين‪ .‬س''بحان رب''ك رب الع'' ّزة عم''ا يص''فون‬

‫‪ .)129‬الفتاش‪ :‬يريد التفتيش‪ '،‬ومعناه' البحث‪ ،‬وليس لكلمة «الفتاش» أصل في اللغة‪ .‬مصححه‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وسالم على المرس''لين والحم''د هلل رب الع''المين وص''لى هللا‬


‫تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫هذا‪ ،‬وعند طبع هذا الدعاء وجدت نسخة عليها آثار الص'حة‬
‫من دعاء ختم القرآن المنسوب لسيدنا اإلمام المجته''د العاب''د‬
‫سيدي علي زين العابدين ابن السبط س''يدنا الحس''ين بن علي‬
‫بن أبي طالب ‪ ‬ونفعن''ا بهم؛ وه''و دع''اء عظيم‪ ،‬خ''رج من‬
‫أيض 'ا‬
‫قلب سليم‪ ،‬ويعرف ذلك الدعاء «بالتكسيم»‪ .‬ووج''دت ً‬
‫دع''اء آخ''ر مختص'رًا للعالم''ة ال''ورع الزاه''د الش''يخ أحم''د‬
‫المكني بالوعار رحمه هللا ونفعن''ا ب''ه؛ فجمعتهم''ا م''ع دع''اء‬
‫أبي حربة ودعاء شيخنا وشيخ مش''ايخنا في مجم''وع س''ميته‬
‫«إتحاف اإلخوان‪ ،‬بأدعية ختم الق''رآن» س''يطبع إن ش''اء هللا‬
‫تعالى‪.‬‬
‫ما يطلب في العشر األواخر التي فها ليلة القدر‬
‫فض''ل مواس''م الطاع''ات على‬ ‫اعلم أن هللا س''بحانه وتع''الى ّ‬
‫سائر األوقات‪ ،‬ويسَّرها للخيرات والبركات‪ ،‬وش 'رّف ش''هر‬
‫رمض'''ان على جمي'''ع الش'''هور‪ ،‬وخص ليالي'''ه بالفض'''ل‬
‫المشهور‪ ،‬وميّزها بليلة القدر التي هي خير من أل''ف ش''هر‪،‬‬
‫واطَّل''ع فيه''ا على أه''ل ال''ذنوب فغفره''ا‪ ،‬وعلى العي''وب‬
‫فس''تَرها‪ ،‬وعلى القل''وب فس'' ّكنها وعمره''ا‪ ،‬وعلى ح''وائج‬
‫السائلين فقضاها' بفضله ويسّرها‪ ،‬وجعل هذه الليلة الش''ريفة‬
‫واسطة عق''د ال''دهر‪ ،‬وص'يَّر أعماله''ا موف''ورة األج''ر‪ ،‬فم''ا‬

‫‪102‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أدركها داع ذو إنابة‪ ،‬إال ظفِر بتعجيل اإلجاب''ة‪ ،‬وال اس''تجار‬


‫فيها مستجير إال أجاره هللا وكفاه‪ ،‬وال أناب إلي''ه فيه''ا م''نيب‬
‫إال قبله واجتباه‪ ،‬وال تعرّض لمعروف''ه ط''الب إال ج''اد علي''ه‬
‫وحباه (فطُ''وبى) لمن ّ‬
‫عظمه''ا ووقَّره''ا‪ ،‬ي''ا له''ا من ليل''ة م''ا‬
‫وأغزره''ا‪ ،‬تُفتح فيه''ا‬
‫َ‬ ‫وأنوره''ا‪ ،‬وم''ا أك''ثر خيراته''ا‬
‫َ‬ ‫أبر َكها‬
‫أبواب السموات‪ ،‬وتنزل المالئكة بالبشارات لمن أحياها من‬
‫األنام‪ ،‬وسهَر ليله ومنع جفونه من المنام‪( .‬فيا فو َز) من ّ‬
‫تلذذ‬
‫فيها بالمناج''اة وتمنّى‪ ،‬وتهنّى فيه''ا بطاع''ات م''واله وتَحلَّى‪،‬‬
‫فقام على قدمه فتضرّع وص''لى‪ ،‬وش''اهد أن''واره لم''ا تَجلّى‪،‬‬
‫فيا لها من ليلة ما رُفعت فيها إليه قص''ة محت''اج إال نظره''ا‪،‬‬
‫'عدت‬ ‫وال وصلت إلي''ه دع''وة إال أ ْنجزه''ا ونص''رها‪ ،‬وال ص' ِ‬
‫وض'رَّها‪ ،‬وال انتهت إلي''ه‬ ‫إليه أنفاس ُكرب'ة إال أزال ُكربته''ا ُ‬
‫شكاية ملهوف إال أزال عنها الحرج وأتاها بالفرج وب ّشرها‪،‬‬
‫وال تض'' ّرعت بين يدي''ه معت'' ِذرةً إال قبله''ا وأع''ذرها‪ ،‬وال‬
‫تو ّجعت من أجله قلوب المنكسرة إال أغاثها بلطفه وجبَ َرها‪.‬‬
‫أخرج اإلمام أحمد رحم''ه هللا تع''الى في مس''نده بس''ند حس''ن‬
‫عن النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم عن ُعبادة بن الصامت‬
‫رضي هللا تعالى عنه‪ :‬أن رس''ول هللا ص''لى هللا تع''الى علي''ه‬
‫وسلم قال‪« :‬ليلة القدر في العشر الب''واقي‪ ،‬من قامه''ا ابتغ''ا َء‬
‫ِحسبتهن فإن هللا تبارك وتعالى يغفر له ما تق ّدم من ذنبه وم''ا‬
‫تأ ّخر‪ ،‬وهي ليلةُ ِوتر؛ تس''ع أو س''بع أو خامس''ة أو ثالث''ة‪ ،‬أو‬

‫‪103‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫آخر ليلة»‪ .‬قال الحافظ ابن حج''ر رحم''ه هللا تع''الى‪ :‬رجال''ه‬
‫ثقات‪.‬‬
‫وأخرج النسائي في الس''نن الك''برى عن أبي هري''رة رض''ي‬
‫هللا تع''الى عن''ه مرفو ًع''ا‪« :‬من ق''ام رمض''ان ‪-‬وفي رواي''ة‪:‬‬
‫شهر رمضان‪ -‬إيمانًا واحتسابًا ُغفر له ما تق ّدم من ذنبه وم''ا‬
‫تأ ّخر‪ .‬ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ُغفر له ما تقدم من‬
‫ذنبه وما تأ ّخر»‪ .‬قال الحافظ ابن حجر رحم''ه هللا تع''الى في‬
‫الخص''ال‪ ':‬ك''ذا رواه النس''ائي عن قُتيب''ة‪ ،‬وتابع''ه حام''د بن‬
‫يح'''يى عن س'''فيان وه'''و ثق'''ة ثبت؛ وإس'''ناده على ش'''رط‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫(وروى الخطيب) في الت''واريخ من ح''ديث أنس رض''ي هللا‬
‫صلى ليلة القدر العشا َء والفجر في جماعة‬ ‫تعالى عنه‪« :‬من ّ‬
‫فقد أخذ من ليلة القدر بالنصيب الوافر»‪.‬‬
‫(وقالت عائشة) رضي هللا تعالى عنها وعن أبيها وأمه''ا‪ :‬ي''ا‬
‫ُ‬
‫وافقت ليل''ة الق''در فبم أدع''و؟‪ ،‬ق''ال‪« :‬ق''ولي‪:‬‬ ‫رسول هللا‪ ،‬إن‬
‫فاعف عنّا»‪ .‬هذا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العفو‬
‫َ‬ ‫عفو كري ٌم تُحبّ‬
‫اللهم إنك ٌّ‬
‫واختلف''وا في وقت ليل''ة الق''در‪ ،‬وك' ّل اس''تدل على قول''ه بم''ا‬
‫يطول الكالم به‪ .‬ف''أكثر أه''ل العلم أنه''ا مختص''ة برمض''ان‪.‬‬
‫وإذا قلنا‪ :‬إنها فيه‪ ،‬فه''ل هي في ك''ل رمض''ان أو في العش''ر‬
‫األواخ''ر من''ه فق''ط؟ ق''والن؛ أح''دهما‪ :‬أنه''ا في ك''ل الش''هر‪،‬‬
‫وثانيهما‪ :‬وهو ما علي''ه الكث''ير من أه''ل العلم أنه''ا مختص''ة‬

‫‪104‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫خصوص''ا‬
‫ً‬ ‫بالعشر األواخر منه‪ .‬والغالب كونها في األوتار‪،‬‬
‫إذا ص''ادف ال''وتر ليل''ة جمع''ة‪ .‬وقي''ل‪ :‬هي دائ''رة في س''ائر‬
‫السنة مخفية فيها ال تختص برمضان‪.‬‬
‫والحكمة في إخفاء' ليلة القدر على الناس في ش''هر رمض''ان‬
‫ليعظموا جميعه‪ ،‬ويجتهدوا في سائر لياليه على الق''ول بأنه''ا‬
‫فيه‪ ،‬أو جميع العشر األواخر على القول به‪ ،‬أو جميع الس''نة‬
‫على القول به‪ .‬هذا‪.‬‬
‫خصوص'ا‬
‫ً‬ ‫وما يتعلق بليل''ة الق''در طوي''ل مش''هور في الكتب‬
‫مثل «تحفة اإلخوان‪ ،‬والروض الف''ائق» مس''طور‪ ،‬وبس''طه‬
‫ليس ه''ذا محل''ه‪ ،‬ولكن ن''ذكر هن''ا م''ا وج''دنا من األدعي''ة‪،‬‬
‫فنقول‪:‬‬
‫علمت من حديث السيّدة عائشة رضي هللا تعالى عنها أنه‬ ‫َ‬ ‫قد‬
‫يطلب ال''دعاء في تل''ك الليل''ة بق''ول‪« :‬اللهم إن''ك عفُ' ٌّو ك''ري ٌم‬
‫فاعف عنِّي»‪ ،‬ويزاد بع''ده‪(« :‬اللهم) إني أس''ألك‬ ‫ُ‬ ‫الفعو‬
‫َ‬ ‫تُحبّ‬
‫العفو والعافيةَ والمعافاة الدائمةَ في ال''دين وال''دنيا واآلخ''رة»‬ ‫َ‬
‫لورود ذلك في ليلة القدر كم''ا تق''دم عن الون''ائي فيم''ا يطلب‬
‫في شعبان‪.‬‬
‫ضا‪ :‬روى ابن عباس مرفوعًا عنه ص''لى هللا‬ ‫وقال الونائي أي ً‬
‫تع''الى علي''ه وس''لم أن''ه ق''ال‪« :‬من ق''ال ال إل''ه إال هللا الحلي ُم‬
‫العظيم‬
‫ِ‬ ‫'رش‬
‫الكري ُم‪ ،‬س''بحان ربِّ الس''موات الس''بع وربِّ الع' ِ‬
‫(ثالث مرات) كان كمثل من أدرك ليلة الق''در» أي من ق''ال‬

‫‪105‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ذلك في ليلة يظنها ليلة القدر ولم تكن ليلة قدر‪ ،‬وعم''ل فيه''ا‬
‫عمال صالحا' فإنه يكون عمله فيها كعم''ل مث''ل ذل''ك في ليل'ة‬
‫ق''در‪ .‬وق''ال ص''لى هللا تع''الى علي''ه وس''لم‪« :‬من ق''رأ آي''ة‬
‫الكرس''ي ليل''ة الق''در ك''ان أحبّ إلى هللا تع''الى من أن يختم‬
‫القرآن في غيرها من الليالي» انتهى‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد جمع بعض''هم دع''اء للنص''ف اآلخ''ر من رمض''ان‬
‫خصوص'ا في العش''ر‬ ‫ً‬ ‫المعظم‪ ،‬وال بأس أن يق''رأ في جميع''ه‬
‫األخيرة منه‪ ،‬وهو هذا الدعاء‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ .‬الحمد هلل رب الع''المين‪ ،‬اللهم ص' ّل‬
‫حي ي''ا قيّ''و ُم‪،‬‬‫على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬ي''ا ُّ‬
‫يا ذا الجالل واإلكرام‪ ،‬اللهم تقبّل منّ''ا ص''يام ش''هر رمض''ان‬
‫تفض'ل علين''ا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫على م''ا ك''ان في''ه من تس''اهُلنا‪ ،‬وإال بفض''لك‬
‫اللهم اجعله كفّارةً لما سبق من ذنوبنا‪ ،‬وعصمةً فيما بقي من‬
‫ترض 'ى به''ا عنّ''ا ي''ا ذا‬‫َ‬ ‫أعمارن''ا‪ ،‬وار ُزقن''ا أعم''االً ص''الحةً‬
‫الجالل واإلك'''رام‪( .‬اللهم) اجعلن'''ا في'''ه من المقب'''ولين‪ ،‬وال‬
‫تجعلنا فيه من المر ُدودين‪ ،‬وال من المغضوب عليهم وال من‬
‫الضالين (اللهم) تقبله منه‪ ،‬وأ ِعده علينا أعوا ًم''ا بع''د أع''وام‪،‬‬
‫وسنين بع'د س'نين‪ ،‬مجتمعين غ'ير متف'رّقين‪ ،‬راض''ين غ'ير‬ ‫َ‬
‫ساخطين‪ ،‬مغفورًا لنا غير ُمذنبين‪ .‬ربنا تقبل من''ا إن''ك حمي' ٌد‬
‫مجي ٌد‪( .‬اللهم) تقبل منا أعمالنا على ما ك''ان في''ه من ض''عفنا‬
‫وتقصيرنا (اللهم) وأشركنا في ُدعاء الصالحين‪ '،‬واجع'ل لن''ا‬

‫‪106‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫في دعائهم حظّا ونصيبًا برحمتك يا أرحم ال''راحمين (اللهم)‬


‫'زلت لهم ليل''ة الق''در‪ ،‬وجعلته''ا لهم خ''يرًا من‬ ‫اجعلنا ممن أج' َ‬
‫شهر مع عظيم األجر وكريم ال ُّذخر‪ ،‬وم''ا ك''ان في''ه من‬ ‫ٍ‬ ‫ألف‬
‫وأحسن قبولنا‪ ،‬وما ك''ان من''ا من‬ ‫ِ‬ ‫وشكر‪ ،‬فتقبّله منا‬
‫ٍ‬ ‫ب ّر و ِذ ٍ‬
‫كر‬
‫تفريط وتقصير وتضييع فتجاوز عنّا بسعة رحمتك ي''ا أرحم‬ ‫ٍ‬
‫الراحمين‪.‬‬
‫(اللهم) استجب دعاءنا واس''مع في''ه ن''داءنا وق' ِّو أب''داننا‪ ،‬وال‬
‫صفرًا إلى نحورنا‪ ،‬برحمتك ي''ا أرحم ال''راحمين‪.‬‬ ‫ترُت ّد أيدينا ِ‬
‫واعتق رقابنا‪ ،‬ورقاب آبائنا وأمهاتنا من الن''ار‪ ،‬واجعلن''ا من‬
‫المتقين األخيار برحمتك يا عزي ُز يا غفّارُ‪ .‬وهب (اللهم) لن''ا‬
‫س''والف اآلث''ام‪ ،‬وتقبّ''ل من''ا الص''الة والق''راءة والص''دقة‬
‫والص''يام والقي''ام‪ ،‬واعص''منا فيم''ا بقي من األي''ام‪ ،‬وأ ِحلّن''ا‬
‫برحمت''ك دار الس''الم‪ ،‬وال تُ ِرن''ا قبيحً''ا بع''د ه''ذا المق''ام‪،‬‬
‫واحش''رنا م''ع األولي''اء ال''بر َرة الك''رام برحمت''ك ي''ا أرحم‬ ‫ُ‬
‫ال''راحمين ﴿ربن''ا ال تؤاخ''ذنا إن نس''ينا أو أخطأن''ا ربن''ا وال‬
‫تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلن''ا‪ ،‬ربّن''ا وال‬
‫'ف عنّ''ا واغف''ر لن''ا وارحمن''ا‪،‬‬ ‫تُح ِّملنا ما ال طاقة لنا به‪ ،‬واع' ُ‬
‫أنت موالنا فانصُرنا على القوم الكافرين﴾ برحمتك ي''ا أرحم‬
‫الراحمين‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وص''لّى هللا تع''الى على‬
‫خير خلقه سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه وسلم‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬
‫وق''د تطفّ ُ‬
‫لت فجمعت دع''اء ليق''رأ في العش''ر األخ''يرة(‪ )30‬من‬
‫خصوص 'ا في لي''الي األوت''ار‪ ،‬وض''منته‬ ‫ً‬ ‫رمض''ان المعظم‪،‬‬
‫ال''دعاء ال''ذي م'' ّر في ليل''ة النص''ف من ش''عبان المط'' ّول‬
‫فلخص''ت من''ه وزدت علي''ه‪ ،‬وق''دمت ال''وارد‪ ،‬جامع''ا بين‬
‫األحاديث المتقدم''ة؛ ف''أرجو أن يك''ون مناس''با مقب''وال‪ ،‬وفي‬
‫الحقيقة ليس لي فيه غير الجمع‪ .‬وكيفيته أن يقول‪:‬‬
‫بس''م هللا ال''رحمن ال''رحيم‪ .‬الحم''د هلل رب الع''المين‪( ،‬اللهم)‬
‫ص' ّل على س'يدنا محم'د وعلى آل'ه وص'حبه وس'لم‪ .‬ثم يق'رأ‬
‫«آي''ة الكرس''ي» (ثالث''ا) ثم «ال إل''ه إال هللا الحلي ُم الك''ري ُم‪،‬‬
‫الع'''رش العظيم»‬
‫ِ‬ ‫س'''بحان هللا رب الس'''موات الس'''بع وربّ‬
‫'و ك''ري ٌم تُحبّ العف' َو ف' ُ‬
‫'اعف‬ ‫(ثالث م''رات)‪( .‬اللهم) إن''ك عف' ٌّ‬
‫'و والعافي''ة والمعاف''اة‬ ‫عنّي (ثالث''ا)‪( .‬اللهم) إني أس''ألك العف' َ‬
‫الدائمة في الدين والدنيا واآلخرة‪( .‬اللهم) أحس''ن عاقبتن''ا في‬
‫وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب األخرة‪﴿ ،‬ربن''ا‬ ‫األمور كلها‪ِ ،‬‬
‫آتنا في الدنيا حس''نةً وفي اآلخ''رة حس''نةً وقن''ا ع''ذاب الن''ار﴾‬
‫وأدخلنا الجن''ة م''ع األب''رار‪ ،‬ي''ا عزي' ُز ي''ا غفّ''ار (اللهم) إني‬
‫أسألك أن تتقبّل من''ا م''ا عملن''اه في ه''ذا الش''هر الفض''يل من‬
‫'ل‪ ،‬وأن تكفِّر عن''ا‬ ‫الصالة والصيام والقي''ام‪ ،‬وك''لِّ فع''ل جمي' ٍ‬
‫جز َل لنا الحسنات‪ ،‬وتجع''ل حظّن''ا في''ه موف''ورًا‪،‬‬ ‫السيئات وتُ ِ‬
‫وس''عينا في''ه مش''كورًا‪ ،‬وتجعلن''ا من الم''وفّقين ال''ذين فرّق''وا‬
‫‪.)130‬‬

‫‪108‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ّأت لهم لذي َذ‬


‫وسهر‪ ،‬وهي َ‬
‫ٍ‬ ‫صوم‬
‫ٍ‬ ‫أوقاتهم فيه مع اإلخالص بين‬
‫المناجاة بصالح الدعوات بين وسط الليل والس''حر‪ ،‬وتجعلن''ا‬
‫ممن قام بواجباته وسننه واجتهد في عمارة زمن''ه‪ ،‬وتخلّص‬
‫من آفات الصوم وفتنه‪ ،‬وأخلص في س ّره وعلنه‪ ،‬وتب علينا‬
‫فيه توب'ةً نص''وحًا ال ننقُضُ عق''دها أب'دًا‪ ،‬واحفظن''ا في ذل''ك‬
‫لنكون من جملة السع َدا‪.‬‬
‫(اللهم) إن لك في ك''لِّ ليل''ة من ه''ذا الش''هر ُعتق''اء من الن''ار‬
‫فاجعلنا' من العتقاء‪ '،‬وأدخلنا الجنة مع األب''رار‪ ،‬واجعلن''ا من‬
‫العائدين ألمثاله‪ ،‬المقبولين الفائزين ب''النبي وآل''ه‪ ،‬ص''لى هللا‬
‫تعالى وسلم عليه‪ ،‬وزاده فضالً وشرفًا لدي'ه (إلهي) تع'رّض‬
‫إليك في هذه الليل''ة المتعرِّض''ون‪ ،‬وقص' َدك وأ ّم''ل معرُوف''ك‬
‫وفضلك الطالبون‪ ،‬ورغب إلى ج''ودك وكرم''ك الراغب''ون‪،‬‬
‫ٌ‬
‫نفح''ات وعطاي''ا‪ ،‬وج''وائ ُز وم''واهبُ‬ ‫ول''ك في ه''ذه الليل''ة‬
‫تمن بها على من تشاء من عب''ادك‪ ،‬وتخصّ به''ا من‬ ‫وهبات ّ‬
‫أحببته من خلقك‪ ،‬وتمنع وتحرم من لم تسبق له العناية منك‪،‬‬
‫وأكرم األنبياء علي''ك‪ ،‬أن‬
‫ِ‬ ‫فأسألك يا هللا بأحبّ األسماء إليك‪،‬‬
‫تجعل''ني ممن س''بقت ل''ه من''ك العناي''ة‪ ،‬وتجعل''ني من أوف''ر‬
‫وأجز ِل خلقك خظّا ونصيبا‪ ،‬وق ْس ًما وهبة وعطيّة في‬ ‫ِ‬ ‫عبادك‬
‫كل خير تقسمه في هذه الليلة‪ ،‬أو فيما بعدها من ن''ور ته''دي‬
‫تبس'طُه‪ ،‬أو ض' ٍّر تكش'فُه‪ ،‬أو‬ ‫ق ُ‬‫به أو رحم ٍة تنش'رُها‪ ،‬أو رز ٍ‬
‫ب تغف'''ره‪ ،‬أو ش''' ّدة ت'''دفعها‪ ،‬أو فتن'''ة تص'''رفها‪ ،‬أو بالء‬ ‫ذن ٍ‬

‫‪109‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تمن بها‪ ،‬وع ' ُد ٍّو تكفي''ه‪ ،‬ف''اكفني ك ' ّل ش 'رٍّ‪،‬‬ ‫ترفعه‪ ،‬أو معافا ٍة ّ‬
‫ووفِّقني (اللهم) لمكارم األخالق‪ ،‬وار ُزقني العافي''ة والبرك''ة‬
‫والسعة في األرزاق وسلّمني من الرِّج''ز والش''رك والنف''اق‪.‬‬
‫ت لُط''ف إذا هبّت على م''ريض غفل ' ٍة‬ ‫إن ل''ك نس''ما ِ‬ ‫(اللهم) ّ‬
‫شفتهُ‪ ،‬وإن ل'ك نفح'ات عط'ف إذا ت'وجهت إلى أس'ير ه' ًوى‬
‫أطلقته‪ ،‬وإن لك عنايات إذا الحظت غريقا في بحر الضاللة‬
‫أنقذته‪ ،‬وإن لك سعادات إذا أخذت بيد شق ٍّي أسعدته‪ ،‬وإن لك‬
‫'ائف ك''رم إذا ض''اقت' الحيل 'ةُ لم''ذنب وس''عته‪ ،‬وإن ل''ك‬ ‫لط' َ‬
‫ت‬ ‫فضائل ون َع ًما إذا تح َّولت لفاس ' ٍد أص''لحته‪ ،‬وإن ل''ك نظ''را ِ‬
‫غافل أيقطت''ه‪ ،‬فهب لي (اللهم) من‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬
‫نظرت بها إلى‬ ‫رحم ٍة إذا‬
‫'رض غفل''تي‪ ،‬وانفَح''ني من‬ ‫الخفي نسمةً تش''في به''ا م' َ‬ ‫ِّ‬ ‫لُطفك‬
‫وثاق ش''هوتي‬ ‫ِ‬ ‫ق بها أسري من‬ ‫عطفك الوف ّي نفحةً طيبة تُطل ُ‬
‫والحظ''ني واحفظ''ني بعين عنايت''ك مالحظ''ةً تُنق'' ُذني به''ا‬
‫وتُنجيني بها من بحر الض''اللة‪ ،‬وآت''ني من ل' ُدنك رحم'ةً في‬
‫الدنيا واآلخرة تب ّدلُني بها سعادةً من ش''قاو ٍة‪ ،‬واس ' َمع دع''ائي‬
‫وعجِّل إج'''ابتي‪ ،‬واقض ح'''اجتي‪ ،‬وع'''افني‪ ،‬وهب لي من‬
‫كرمك وجو ِدك الواسع ما تر ُزقني به اإلنابة إليك‪ ،‬مع صدق‬
‫لقرع بابك بال''دعاء ي''ا ج ' ّواد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اللجاء' وقبول الدعاء‪ ،‬وأهِّلني‬
‫يتصل قلبي بما عندك‪ ،‬وتُبَلّغني بها إلى قصدك يا خ''ي َر‬ ‫َ‬ ‫حتى‬
‫مقص'''و ٍد وأك'''ر َم معب'''و ٍد‪ .‬ابته'''الي وتض'''رُّ عي في طلب‬
‫فزعًا وملجأ أرف''ع إلي''ك ح''اجتي‬ ‫معونتك‪ ،‬وأتخ ُذك يا إلهي َم َ‬

‫‪110‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وشكواي‪ ،‬وُأب ِدي إليك ضُرِّ ي وأفوّضُ إليك أم''ري‬ ‫َ‬ ‫ومطالبي‬
‫ومناجاتي‪ ،‬وأعتم ُد عليك في جميع أموري وحاالتي‪.‬‬
‫ق من خلقك فال تَبلُ''ني(‪ )31‬فيه''ا وال‬ ‫(اللهم) إني وهذه الليلة خل ٌ‬
‫بعدها بسو ٍء وال مكرو ٍه وال تق ّدر عل ّي فيها معصيةً وال زلّ 'ةً‬
‫ُ‬
‫أحسن‪،‬‬ ‫وال تثبت عل ّي فيها ذنبًا‪ ،‬وال تَبلُني فيها إال بالتي هي‬
‫وال ت''''زيّن لي ج''''راءةً على محارم''''ك‪ ،‬وال رُكونً''''ا إلى‬
‫معص''يتك‪ ،‬وال ميالً إلى مخالفت''ك‪ ،‬وال تر ًك''ا لطاعت''ك‪ ،‬وال‬
‫استخفافًا بحقّك‪ ،‬وال ش' ًّكا في رزق''ك‪ ،‬فأس'ألك (اللهم) نظ'رة‬
‫من نظرات''ك‪ ،‬ورحم 'ةً من رحمات''ك‪ ،‬وعطيّ 'ةً من عطاي''اك‬
‫اللطيفة‪ ،‬وار ُزقني من فضلك‪ '،‬واكف''ني ش ' َّر خلق''ك‪ ،‬واحف''ظ‬
‫عل ّي دين اإلسالم‪ ،‬وانظر إلينا بعينك ال''تي ال تن''ام وآتن''ا في‬
‫الدنيا حسنةً‪ ،‬وفي اآلخرة حسنةً‪ ،‬وقنا عذاب النار (ثالثا)‪.‬‬
‫(اللهم) إني أسألك من خير ما تعل ُم‪ ،‬وأع''وذ ب''ك من ش' ِّر م''ا‬
‫تعلم‪ ،‬وأس''تغفرُك لم''ا تعلم‪ ،‬إن''ك أنت عالّم الغي''وب‪( .‬اللهم)‬
‫إني أسألك من خير ما تعلم وما ال أعلم‪ ،‬وأستغفرك لما أعلم‬
‫ولما ال أعلم‪( ،‬اللهم) إن العل َم عندك وهو عنّا محج'وبٌ ‪ ،‬وال‬
‫نعل ُم أمرًا فنختارُه ألنفسنا وقد ف ّوضنا إلي'ك أمورن'ا‪ ،‬ورفعن'ا‬
‫إلي''ك حاجاتن''ا‪ '،‬ورجون''اك لفاقاتن'ا' وفقرن''ا‪ ،‬فأرش''دنا ي''ا هللا‪،‬‬
‫وثبتن''ا ووفّقن''ا إلى أحبّ األم''ور إلي''ك وأحم''دها ل''ديك‪ ،‬إن''ك‬
‫تحكم بما تشاء‪ ،‬وتفع ُل ما تريد‪ ،‬وأنت على كل ش'يء ق'ديرٌ‪،‬‬
‫‪ .)131‬باله بلوا وبالء امتحنه‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وال ح''ول وال ق ' ّوة إال باهلل العل ّي العظيم‪ ،‬وص''لى هللا تع''الى‬
‫على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وس''لم أجمعين‪ ،‬وس''ال ٌم‬
‫على المرسلين والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وهناك أدعيةٌ أخ' ُر تركته''ا خ''وف اإلطال''ة‪ ،‬وعلى ك''ل‬
‫ع اإلنس''ان في لي''الي ش''هر رمض''ان بالمهم''ات‬ ‫ح''ال فلي''د ُ‬
‫خصوص''''ا بال''''دعوات النبوي''''ة‪،‬‬
‫ً‬ ‫الدنيوي''''ة واألخروي''''ة‪،‬‬
‫ويستحضر ما تيسّر بإخالص‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫ه''ذا‪ ،‬وق''د ألفت' رس''الة عظيم''ة الش''أن في خص''وص وداع‬
‫شهر رمض'ان‪ ،‬س'ميتها «م'واهب الك'ريم المن''ان‪ ،‬في وداع‬
‫ش''هر رمض''ان» وس''تطبع إن ش''اء هللا تع''الى؛ فيطلبه''ا من‬
‫أرادها‪ ،‬وباهلل التوفيق وبيده الهداية ألقوم الطريق‪.‬‬
‫شوال‬
‫ما يطلب في عيد الفطر من ّ‬
‫صنا من بين سائر األمم بشهر‬ ‫اعلم أن هللا سبحانه وتعالى خ ّ‬
‫الصيام والصبر‪ ،‬وغسل به ذنوب الصائمين‪ ،‬كغسل الث''وب‬
‫بماء القطر‪ ،‬ورزقنا بإتمامه ص''فاء الفك''ر‪ّ ،‬‬
‫ومن علين''ا بعي''د‬
‫الفطر‪ ،‬الذي يومه يوم سعيد‪ ،‬يسعد فيه ن''اس ويش''قي عبي''د‪،‬‬
‫ي'وم يُهَنّى في'ه المقب'ول ويع' َّزى في'ه المط'رود‪ ،‬فال َوي'ل لمن‬
‫عمله عليه مردود‪ ،‬وطُوبى لعب ٍد قُبلت فيه أعمال''ه‪ ،‬وحُم ' َدت‬
‫خصاله وفِعاله‪ ،‬وقد قيل‪« :‬ليس العيد لمن لبِس الجديد‪ ،‬إنم''ا‬
‫العيد لمن طاعتُه تزي ُد» وكل ي'وم ال ي َ‬
‫ُعص'ى في'ه فه''و عي'د‪.‬‬
‫فالس''عيد ي''وم العي''د من يت''ذكر الوع''د والوعي''د‪ ،‬ويطلب من‬

‫‪112‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ّ‬
‫يتفض'ل في''ه الملِ''ك المجي''د‪،‬‬ ‫موائده سبحانه المزيد‪ ،‬فهو يوم‬
‫ويعتق اإلماء والعبيد‪ ،‬يقول هللا تع''الى إذا اجتم''ع المؤمن''ون‬
‫لص''الة العي''د‪« :‬ي''ا مالئك''تي‪ ،‬م''ا ج''زاء من وفّى عمل''ه؟‬
‫فيقولون‪ :‬يا ربنا‪ ،‬يعطَى أجرتَه‪ .‬فيقول‪ :‬أشهدكم ي''ا مالئك''تي‬
‫ُ‬
‫غفرت لهم»‪.‬‬ ‫أني قد‬
‫قال في اإلتحاف‪ ،‬وإنم''ا ك''ان ي''وم العي''د من رمض''ان عي'دًا‬
‫العتق قبله‪ ،‬كما أن يوم النح''ر‬ ‫لجميع هذه األمة إشارةً لكثرة ِ‬
‫عرفة قبله؛ إذ ال ي''و َم يُ''رى‬
‫هو العيد األكبر لكثرة العتق في َ‬
‫أكثر منه عتقا‪ ،‬فمن أعتق قبله فهو ال''ذي بالنس''بة إلي''ه عي''د‪،‬‬
‫ومن ال فه''و في غاي''ة اإلبع''اد والوعي''د‪ ،‬وليُعلم أن العي''د‬
‫مأخوذ من ال َع ْود‪ ،‬فس ّمي عيدًا لتكرره كل عام‪ ،‬وقيل‪ :‬لك''ثرة‬
‫عوائد هللا تعالى فيه على عباده بفضله الموفور‪ ،‬أو ألنه ج ّل‬
‫وعال يعود على خلقه في'ه بالس'رور‪ .‬وقي'ل‪ :‬ألن في'ه عوائ'د‬
‫اإلحسان وفوائد االمتنان‪ ،‬إلى غير ذل''ك مم''ا ذك''ره العلم''اء‬
‫رحمهم الملك‪.‬‬
‫وصفة صالة العيد معلومة في كتب الفقه فاطلبها‪.‬‬
‫روي عن أبي هري''رة رض''ي هللا تع''الى عن''ه‪ ،‬عن الن''بي‬
‫صلى هللا تعالى عليه وسلم قال‪« :‬زيِّنوا أعي''ادكم ب''التكبير»‪.‬‬
‫وكيفيته مشهورة في كتب الفقه‪.‬‬
‫وعن أبي أمامة رضي هللا تعالى عن''ه ق''ال‪ :‬ق''ال رس''ول هللا‬
‫صلى هللا تعالى عليه وسلم‪« :‬من أحيا ليلتي العيدين أحيا هللا‬

‫‪113‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫قلبه يوم تموت القلوب»‪ .‬وهذا كناية عن نجات''ه ي''وم القيام''ة‬


‫الذي تموت فيه القلوب ‪ -‬أي تهلِ''ك وال تَن ُج''و ‪ -‬وحفظ''ه من‬
‫سوء الخاتمة‪ .‬وقال صلى هللا تعالى علي''ه وس''لم‪« :‬من أحي''ا‬
‫الليالي األربع وجبت له الجنة؛ ليل''ة التروي''ة‪ ،‬وليل''ة عرف''ة‪،‬‬
‫وليلة النحر‪ ،‬وليلة الفطر» أخرجه في الجامع‪.‬‬
‫وورد في ح''ديث آخ''ر‪ :‬طلب إحي''اء ليل''ة من رجب وليل''ة‬
‫نص''ف من ش''عبان كم''ا م''ر‪ .‬ق''ال الحف''ني‪ :‬وأق ' ّل اإلحي''اء‬
‫يحص''ل بص''الة العش''اء في جماع''ة‪ ،‬والع''زم على ص''الة‬
‫الصبح فيها‪ ،‬لكن الم''راد هن''ا إحي''اء' معظم الليل''ة بعب''ادة من‬
‫ص''الة أو ذك''ر مثال‪ ،‬ليحص''ل ه''ذا الفض''ل العظيم‪ ،‬أع''ني‬
‫وجوب ‪ -‬أي ثب''وت ‪ -‬الجن''ة‪ .‬انتهى‪ .‬وتق''دم ح''ديث‪« :‬خمسُ‬
‫ليال ال تر ّد فيهن دعوة‪ :‬أول ليل''ة من رجب‪ ،‬وليل''ة النص''ف‬
‫من شعبان‪ ،‬وليلة الجمعة‪ ،‬وليلتا العي''دين»‪ .‬وق''ال ص''لى هللا‬
‫تع''الى علي''ه وس''لم‪« :‬ش''هر رمض''ان معلّ''ق بين الس''ماء‬
‫واألرض فال يرفع إلى هللا تع''الى إال بزك''اة الفط''ر»‪ .‬وحك ُم‬
‫خرج عنه وله مذكور في كتب الفق''ه فراجع''ه‪.‬‬ ‫زكاتها ومن تُ َ‬
‫وروى أبو أيّوب األنصاري رضي هللا تعالى عنه‪« :‬أنه من‬
‫'ت من ش''وال فكأنم''ا ص''ام ال''دهر‬ ‫صام رمضان وأتبع''ه بس' ّ‬
‫كله»‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬والكالم على ذلك كث''ير‪ ،‬ليس ه''ذا مح''ل بس''طه‪ ،‬ولكن‬
‫نذكر ما يُطلب في العيدين‪ .‬فمم''ا يُطلب في يومهم''ا م''ا قال''ه‬

‫‪114‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الون''ائي في رس''الته‪ ،‬وه''و‪ :‬من اس''تغفر في ي''وم عي''د بع''د‬


‫ص''الة الص''بح (مائ''ة م''رة) ال يبقى في ديوان''ه ش''يء من‬
‫الذنوب إال ُمحي عن'ه‪ ،‬ويك''ون ي''وم القيام''ة آمنً''ا من ع''ذاب‬
‫هللا‪ .‬ومن قال‪ :‬س''بحان هللا وبحم''ده (مائ''ة م''رة) ي''وم العي''د‪،‬‬
‫وقال‪ :‬يا ربِّ ‪ ،‬إني أعطيت ثوابها أهل القب''ور‪ ،‬ال يبقى أح''د‬
‫من األموات إال يقول يوم القيامة‪ :‬يا رحيم ارحم عبدك هذا‪،‬‬
‫واجعل ثوابه الجنة‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وق''ال الفش''ني في «تحف''ة اإلخ''وان» عن أنس رض''ي هللا‬
‫تعالى عنه‪ ،‬عنه صلى هللا تعالى عليه وسلم أنه قال‪« :‬زيّنوا‬
‫العيدين بالتهليل والتقديس‪ ،‬والتحميد والتكبير»‪ .‬وعن الن''بي‬
‫صلى هللا تعالى علي''ه وس''لم‪« :‬من ق''ال س''بحان هللا وبحم''ده‬
‫(ثلثمائة مرة) وأهداها ألموات المس''لمين دخ''ل في ك''ل ق''بر‬
‫ألف نور‪ ،‬ويجعل هللا تعالى في قبره إذا مات ألف نور‪.‬‬
‫وقال الزهري‪ :‬قال أنس‪ :‬ق''ال الن''بي ص''لى هللا تع''الى علي''ه‬
‫وس''لم‪« :‬من ق''ال في ك''ل واح''د من العي''دين‪ :‬ال إل''ه إال هللا‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد يُح''يي ويُميت‪ ،‬وه''و‬
‫ح ّي ال يم'''وت‪ ،‬بي''ده الخ'''ير وه'''و على ك'''ل ش'''يء ق'''دير‬
‫(أربعمائة مرة) قبل صالة العيد ز ّوج''ه هللا تع''الى أربعمائ''ة‬
‫حوراء‪ ،‬وكأنما أعتق أربعمائ''ة رقب''ة‪ ،‬ووك''ل هللا تع''الى ب''ه‬
‫المالئكة يبنون له المدائن‪ ،‬ويغرسون ل''ه األش''جار إلى ي''وم‬
‫القيام''ة»‪ .‬ق''ال الزه''ري‪ :‬م''ا تركته'ا من''ذ س'معتها من أنس‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وقال أنس رضي هللا تعالى عنه‪ :‬ما تركتها من'ذ س'معتها من‬
‫النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم‪.‬‬
‫فــــائدة في حكم التهنئة بالعيد‬
‫ق''ال الق ُم''ولي رحم''ه هللا تع''الى‪ :‬لم أر ألح''د من أص''حابنا'‬
‫كال ًما في التهنئة بالعيد األع''وام واألش''هر كم''ا يفعل''ه بعض‬
‫الناس؛ لكن نقل الحافظ المن''ذري عن الحاف''ظ المقدس''ي أن''ه‬
‫أجاب' عن ذل'ك‪ :‬ب'أن الن''اس لم يزال''وا مختلفين في'ه؛ وال'ذي‬
‫أراه أنه مباح ال ُس'نّةٌ وال بدع''ة‪ .‬وأج''اب الحاف''ظ ابن حج''ر‬
‫رحم''ه هللا تع''الى بع''د اطالع''ه على ذل''ك‪ :‬بأنه''ا مش''روعة‪.‬‬
‫واحت ّج له بأن البيهقي عقد لذلك بابًا فقال‪ :‬ب''اب م''ا روي في‬
‫قول الناس بعضهم لبعضهم‪ :‬تقبّل هللا من''ا ومنكم‪ .‬وس''اق م''ا‬
‫ذكر من أخبار وآث''ار ض''عيفة؛ لكن مجموعه''ا يُحت ّج ب''ه في‬
‫مثل ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ويحتج لعموم التهنئة لما يح''دث من نعم''ة‬
‫أو ين''دفع من نقم''ة بمش''روعية س''جود الش''كر‪ ،‬وبم''ا في‬
‫الص''حيحين عن كعب بن مال''ك رض''ي هللا تع''الى عن''ه في‬
‫صة توبته لما تخلّف عن غزوة تبوك‪ :‬أنه لم''ا ب ُِّش 'ر بقب''ول‬ ‫ق ّ‬
‫توبته‪ ،‬ومضى إلى النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم قام إليه‬
‫طلحة بن عبيد هللا رضي هللا تعالى عنه فهنأه‪ .‬انتهى‪ .‬وعليه‬
‫فالتهنئة مطلوبة مشروعة‪ ،‬ويطلب فيها الدعاء ببق''اء المهنَّأ‪،‬‬
‫ودوام النعم والسرور عليه‪ ،‬وإعادة أمثاله عليه‪ .‬وهك''ذا كم''ا‬
‫ستراه ضمنًا في البيتين بع ُد‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وهذا‪ ،‬وال يخفى أن رسائل الته''اني من األم''ور االجتماعي''ة‬


‫التي تؤسّس قواع''د اإلخالص‪ ،‬وتثبت به''ا رابط''ة الص''داقة‬
‫'رس ب''ذور االئتالف‬ ‫«والمحب''ة موجب''ة االختص''اص» وتغ' ِ‬
‫والوالء‪ ،‬وتوثّق ُغ َرى الوداد واإلخاء‪ '،‬وقد نظمت بي''تين في‬
‫التهنئة بالعيد وطبعتهم''ا في بطاق''ة لت''ترك في المح''ل ال''ذي‬
‫يجاء فيه ولم يوجد صاحبه فتقوم مقام صاحبها عند الزي''ارة‬
‫(‪)32‬‬
‫في حالة عدم وجود الم ُزور‪ ،‬وتكفيه مشقّة العود ثانيا‪.‬‬
‫ُمن بالس''رور يع'و ُد َدو َم'ا عليكم جالبً'ا'‬ ‫لِيَهنِكم عي ُد ي ٍ‬
‫طربًا‬ ‫بدا‬
‫بعض‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫جعلت هذا ي''ؤدِّي‬ ‫أش 'م(‪ )1‬أن''وار‬
‫ه''ذا وإذ لم ِ‬
‫ما وجبَا‬ ‫طلعتكم‬
‫جع''ل هللا تع''الى أيامن''ا خ''ير أعي''ا ٍد في طاع''ة رب العب''اد‪،‬‬
‫ممتّعين بالعافية والسالمة‪ ،‬بجاه المظلّل بالغمامة‪ ،‬ص''لى هللا‬
‫تعالى عليه وسلم‪ ،‬وشرّف وعظّ َم وكرّم‪.‬‬
‫بيان ما يطلب في ذي الحجّة الحرام‬
‫اعلم أن شهر ذي الحجة شهر معظّم حرام‪ ،‬وفيه الح ّج الذي‬
‫هو ركن من أركان اإلسالم‪ ،‬شه ٌر معظّمةٌ حرماته‪ ،‬موفورةٌ‬
‫خيرات''ه تس''تجاب في''ه ال''دعوات‪ ،‬وتقض''ى الحاج''ات‪ '،‬وفي''ه‬
‫اللي''الي العش''ر ال''تي أقس''م هللا تع''الى به''ا في كتاب''ه الك''ريم‬
‫عشر﴾ فياله من قس''م عظيم‪ .‬واختلف''وا‬ ‫ٍ‬ ‫وليال‬
‫ٍ‬ ‫﴿والفجر‬
‫ِ‬ ‫بقوله‪:‬‬
‫‪ .)132‬شام يشيم‪ :‬فطر‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫في المراد بالفجر وبالعشر‪ ،‬فقي''ل‪ :‬الم''راد ب''الفجر فج' ُر ك''لِّ‬


‫يوم‪ ،‬واقتصر علي''ه الجالل' الس''يوطي رحم''ه هللا تع''الى في‬
‫تفس''يره‪ ،‬أو فج'' ُر أول ي''وم من المح''رّم؛ ألن''ه تتفحَّر من''ه‬
‫السنة‪ ،‬أو فجر أول يوم النح''ر؛ ألن في''ه أك''ثر مناس''ك الح ّج‬
‫وفيه القُربات‪ ،‬أو فجر أول يوم من ذي الحجة؛ ألن قرن ب''ه‬
‫اليالي العشر‪ ،‬أو فجر يوم عرفة؛ وهذا قول األكثر‪ .‬والمراد‬
‫باللي''الي العش''ر‪ :‬عش''ر ذي الحج''ة؛ وعلي''ه اقتص''ر الحاف''ظ‬
‫الس''يوطي رحم''ه هللا تع''الى في تفس''يره‪ .‬وقي''ل‪ :‬هي العش''ر‬
‫األواخ''ر من رمض''ان‪ ،‬وقي''ل‪ :‬العش''ر األول من المح''رم‪.‬‬
‫عشر﴾ بالتنكير ألنها أفضل ليالي السنة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫﴿وليال‬
‫ٍ‬ ‫وإنما قال‪:‬‬
‫ق''ال الحاف''ظ محم''د بن ناص''ر ال''دين الدمش''قي الش''افعي في‬
‫رسالة له في فضائل عش''ر ذي الحج''ة‪ :‬والق''ول األ ّول ق''ول‬
‫األكثر‪ ،‬وهو‪ :‬أنه عشر ذي الحجة‪ ،‬وهو المشهور الصحيح‪.‬‬
‫ثم س'''رد أح'''اديث اس'''تدل به'''ا على ذل'''ك إلى أن ق'''ال‪:‬‬
‫واألكثرون على أن الفجر فج' ُر ي'وم عرف'ة‪ ،‬والعش' َر عش' ُر‬
‫ذي الحجة كما تقدم‪.‬‬
‫وق''ال أب''و عثم''ان‪ :‬ك''انوا يفض''لون ثالث عش''رات؛ العش''ر‬
‫األول من ذي الحجة‪ ،‬والعش''ر األ َول من المح''رم‪ ،‬والعش''ر‬ ‫َ‬
‫األواخر من رمضان‪ .‬واألخبار مش''عرة بتفض''يل عش''ر ذي‬
‫الحج''ة على ال َعش ' َرين الم''ذكورين‪ ،‬ألن في''ه ي''وم التروي''ة‪،‬‬
‫'ل‬ ‫ويوم عرفة‪ ،‬ويوم النحر‪ .‬وفي حديث‪« :‬م''ا من أي''ام أفض' َ‬

‫‪118‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫عند هللا من عش''ر ذي الحج''ة‪ ،‬وال لي''ا ٍل أفض''ل من لي' ّ‬


‫'الهن‪،‬‬
‫وه''و خ''اتم األش''هر المعلوم''ات الم''ذكورة في قول''ه تع''الى‪:‬‬
‫﴿الح ّج أشه ٌر معلوم''ات﴾ وهي؛ ش ' ّوال‪ ،‬وذو القع''دة‪ ,‬وعش''ر‬
‫ذي الحجة‪ .‬وبعضهم أخرج منه يوم النحر‪ .‬وعن ابن عباس‬
‫رضي هللا تعالى عنهما‪ :‬ما من أيام أفضل عند هللا تعالى من‬
‫هذه األيام أيام العش''ر‪ ،‬ف''أكثروا فيهن من التهلي''ل والتكب''ير‪،‬‬
‫فإنها أيام تهليل وتكبير وذكر هلل عز وج''ل‪ ،‬وأن ص''يام ي''وم‬
‫بعدل صيام سنة‪ ،‬والعمل فيهن يض''اعف بس''عمائة؛ إلى‬ ‫ِ‬ ‫فيها‬
‫غ''ير ذل''ك من األح''اديث في مث''ل ذل''ك‪ .‬ثم ق''ال‪ :‬وج''اء أن''ه‬
‫يستجاب في هذه العشر ال''دعاء؛ كم''ا روي عن أبي موس''ى‬
‫األشعري رضي هللا تع''الى عن''ه‪ :‬أن األي''ام المعلوم''ات هي‬
‫تسع ذي الحجة غير يوم النحر‪ ،‬وأن''ه ال يُ''رد فيهن ال''دعاء؛‬
‫وكيف ي''رد فيهن ال''دعاء وفيهن ي''وم عرف''ة ال''ذي روي أن''ه‬
‫أفضل أيام ال''دنيا‪ ،‬فيم''ا أخرج''ه ابن حبّ''ان في ص''حيحه من‬
‫ح'''ديث ج'''ابر رض'''ي هللا تع'''الى عن'''ه مرفوعً'''ا‪ .‬انتهى‬
‫باختصار‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولنذكر م''ا اطلعن''ا علي''ه من التهلي''ل واألدعي''ة في ذي‬
‫الحجة‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫رأيت بخط بعض األفاضل أن''ه يُطلب أن يُق''رأ ك' َّل ي''وم من‬
‫عشر ذي الحجة عشر مرات‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ال إله إال هللا عدد الليالي وال ُّدهور‪ .‬ال إل''ه إال هللا ع''دد األي''ام‬
‫والش''هور‪ .‬ال إل''ه إال هللا ع''دد أم''واج البح''ور‪ .‬ال إل''ه إال هللا‬
‫عدد أضعاف األجور‪ .‬ال إله إال هللا عدد القط''ر والمط''ر‪ .‬ال‬
‫'جر‪ .‬ال إل''ه إال هللا ع''دد ّ‬
‫الش 'عر‬ ‫إل''ه إال هللا ع''دد أوراق الش' ِ‬
‫والوبَر‪ .‬ال إله إال هللا عدد الرمل والحجر‪ .‬ال إله إال هللا ع''دد‬ ‫َ‬
‫ال َّزهر والثمر‪ .‬ال إله إال هللا عدد أنفاس البش''ر‪ .‬ال إل'ه إال هللا‬
‫عدد لمح العيون‪ .‬ال إله إال هللا عدد ما كان وما يكون‪ .‬ال إل'ه‬
‫إال هللا تعالى عما يشركون‪ .‬ال إله إال هللا خير مم''ا يجمع''ون‬
‫ال إله إال هللا في الليل إذا عس''عس‪ .‬ال إل''ه إال هللا في الص''بح‬
‫البراري والص''خور‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إذا تنفَّس‪ .‬ال إله إال هللا عدد الرِّ ياح' في‬
‫ال إله إال هللا من يومنا هذا إلى ي'وم يُنف ُخ في الص'ور‪ .‬ال إل'ه‬
‫إال هللا ع''دد خلق''ه أجمعين‪ .‬ال إل''ه إال هللا من يومن''ا ه''ذا إلى‬
‫يوم الدين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وال رأيت ذلك الفاضل عزاه أو أسنده إلى أحد؛ ب''ل ق''ال‪ :‬إن‬
‫له فضائل كثيرة‪ .‬ثم رأيت العالمة الونائي رحم''ه هللا تع''الى‬
‫قال في رسالته‪ :‬روى الطبراني رحمه هللا تعالى في معجمه‬
‫الكبير عن النبي صلى هللا تعالى عليه وس''لم أن''ه ق''ال‪« :‬من‬
‫قال في عشر ذي الحجة كل يوم عشر م''رات‪ :‬ال إل''ه إال هللا‬
‫عدد الدهور‪ ،‬ال إله إال هللا عدد أمواج البحور‪ ،‬ال إل''ه إال هللا‬
‫عدد النبات' والشجر‪ ،‬ال إل''ه إال هللا ع''دد القط''ر والمط''ر‪ ،‬ال‬
‫إله إال هللا عدد لمح العيون‪ ،‬ال إله إال هللا خي ٌر مما يجمعون‪،‬‬

‫‪120‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ال إله إال هللا من يومنا هذا إلى يوم يُنف ُخ في الصور‪ ،‬غفر له‬
‫ما تق ّدم من ذنبه وما تأ ّخر»‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬األحسن أن يقرأ ك''ل منهم''ا على حدت''ه عش''ر م''رات؛‬
‫أيض'ا فيجم''ع بين الرواي''تين‪.‬‬ ‫فإنه ربما يك''ون األول مرويّ''ا ً‬
‫وإذا أراد أن يقتص''ر فليقتص''ر على األخ''ير ألن''ه ال''وارد‬
‫بيقين‪.‬‬
‫ضا من األدعية في العشر هذا ال''دعاء‪ ،‬وه''و‬ ‫ومما وجدته أي ً‬
‫ما نقلته من خط بعض الصالحين أنه قال‪ :‬روي عن العالمة‬
‫الشيخ الحطاب' المكي المالكي رحمه هللا تعالى ونفع به قال‪:‬‬
‫تيس'ر من غ''ير ض''بط‬ ‫يطلب أن يكرره اإلنسان كل ي''وم م''ا ّ‬
‫عدد معيّن في عشر ذي الحجة إلى يوم النحر لقضاء ال َّدين؛‬
‫وهو هذا‪:‬‬
‫الحص'''ين (اللهم)‬
‫َ‬ ‫ك‬‫الق'''ريب (اللهم) س'''تر َ‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫فر َج''' َ‬
‫(اللهم) َ‬
‫معرُوفَ''ك الق''دي َم (اللهم) عوائ'' َدك الحس''نةَ (اللهم) عط''اك‬
‫'ل‪ '،‬ي''ا ق''ديم اإلحس''ان إحس''انك الق''دي َم‪ ،‬ي''ا دائم‬
‫الحسن الجمي' َ‬
‫َ‬
‫ُوف معروفك الدائ َم‪ .‬انتهى‪.‬‬ ‫المعر ِ‬
‫ثم رأيت ه''ذا بعين''ه منس''وبًا للعالم''ة الم''ذكور في كت''اب‬
‫«اإلصابة في محالت اإلجابة»‪.‬‬
‫وذك''ر العالم''ة الش''ريف م''اء العي''نين في «نعت الب''دايات‬
‫وتوصيف النهايات» أن مما يفيد في العام كلمات يكثر منه''ا‬
‫في عشر ذي الحجة‪ ،‬قال‪ :‬أعطانيها شيخنا رضي هللا تع''الى‬

‫‪121‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫عنه أرضاه‪ '،‬ووجدت في بعض الكتب‪ :‬أن رسول هللا صلى‬


‫هللا تعالى عليه وسلم كان يعلمها الخواص أصحابه‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫حسبِ َي هللا وكفى‪ ،‬سمع هللا لمن دعا‪ ،‬ليس وراءه منتهى‪ ،‬من‬
‫تو ّكل على هللا ُكفِي‪ ،‬ومن اعتصم باهلل نجا‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫دعاء يوم عرفة‬
‫ويزي''د ي''وم عرف''ة‪« :‬ال إل''ه إال هللا وح''ده ال ش''ريك ل''ه‪ ،‬ل''ه‬
‫الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قديرٌ‪.‬‬
‫بعدل عت''ق عش''ر رق''اب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لما ورد في عدة أحاديث‪ :‬أن ذلك‬
‫وإن زاد حتى يبلغ ألفًا كان خيرًا‪.‬‬
‫'ديث عن ابن عب'اس‬ ‫وفي كت'اب «ال''دعوات لمس'تغفري» ح' ٌ‬
‫رضي هللا تعالى عنهما‪« :‬من قرأ قل هو هللا أح''د أل''ف م''رة‬
‫أعطي ما سأل‪ .‬ثم يدعو بأدعية عرف''ة المش''هورة‬ ‫يوم عرفة ِ‬
‫المعروفة الم''ذكورة في المناس''ك‪ ،‬ويك''رر ك'ل دع'اء ثالث'ا‪.‬‬
‫ويفتح دعاءه بالتحميد والتمجيد هلل تعالى‪ ،‬والتسبيح والصالة‬
‫والس''الم على رس''ول هللا ص''لى هللا تع''الى علي''ه وعلى آل''ه‬
‫وص''حيه وس''لم‪ .‬ويختم''ه بمث''ل ذل''ك‪ ،‬وب''آمين‪ .‬وليك''ثر من‬
‫التسبيح والتحميد والتهليل والتكب''ير‪ .‬وأفض''ل ذل''ك م''ا رواه‬
‫الترمذي وغيره عن رسول هللا صلى هللا تع'الى علي'ه وس''لم‬
‫أنه ق''ال‪« :‬أفض''ل ال''دعاء ي''وم عرف''ة‪ ،‬وأفض''ل م''ا قلت أن''ا‬
‫والنبيّون من قبلي‪ :‬ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك‬
‫وله الحمد وهو على كل شيء قديرٌ»‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وفي كت''اب الترم''ذي عن علي رض''ي هللا تع''الى عن''ه ق''ال‪:‬‬


‫أكثر ما دعا به النبي صلى هللا تعالى عليه وسلم ي''وم عرف''ة‬
‫في الموقف‪:‬‬
‫اللهم لك الحم''د كال''ذي نق''ولُ‪ ،‬وخ''يرًا مم''ا نق''ول‪ ،‬اللهم ل''ك‬
‫ومحياي ومماتي‪ ،‬وإلي''ك م''آبي‪ ،‬ول''ك ربّي‬‫َ‬ ‫صالتي ونسُكي‬
‫الصدر‬
‫ِ‬ ‫تُراثي‪ ،‬اللهم إني أعو ُذ بك من عذاب القبر ووسوسة‬
‫ت األم''ر‪ .‬اللهم إني أع''و ُذ ب''ك من ش ' ِّر م''ا تجيء ب''ه‬ ‫وش''تا ِ‬
‫الريح‪.‬‬
‫ومن األدعية المختارة‪:‬‬
‫(اللهم) ربن''ا آتن''ا في ال''دنيا حس''نة وفي اآلخ''رة حس''نة وقن''ا‬
‫ُ‬
‫ظلمت نفسي ظل ًما كبيرًا كثيرًا وإن''ه‬ ‫عذاب النار (اللهم) إني‬
‫ال'''ذنوب إال أنت‪ ،‬ف'''اغفر لي مغف'''رةً من عن'''دك‪،‬‬
‫َ‬ ‫ال يغف''' ُر‬
‫وارحمني إنك أنت الغف''ور ال''رحيم (اللهم) اغف''ر لي مغف''رةً‬
‫من عندك تُصل ُح به''ا ش''أني في ال''دارين‪ ،‬وارحم''ني رحم'ةً‬
‫منك أسع ُد بها في الدارين‪ ،‬وتُب عل ّي توبة نصوحًا ال أنكثها‬
‫وألزم''ني س''بيل االس''تقامة ال أزي' ُغ عنه''ا أب'دًا‪( .‬اللهم)‬
‫ِ‬ ‫أبدًا‪،‬‬
‫انقُلني من ُذلِّ المعص''ية إلى ع' ِّز الطاع''ة‪ ،‬وأغن''ني بحالل''ك‬
‫عن حرام'''ك‪ ،‬وبطاعت'''ك عن معص'''يتك‪ ،‬وبفض'''لك عمن‬
‫من الش''رِّ كلِّه‪ ،‬واجم''ع‬‫وأع' ذني َ‬
‫ونور قلبي وقبري‪ِ ،‬‬ ‫سواك‪ِّ ،‬‬
‫'ير كل''ه‪ ،‬اس''تو َدعتُك دي''ني وأم''انتي‪ ،‬وقل''بي وب''دني‪،‬‬ ‫لي الخ' َ‬

‫‪123‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أنعمت ب''ه عل ّي وعلى جمي''ع‬ ‫َ‬ ‫وخ''واتيم عملي‪ ،‬وجمي'' َع م''ا‬


‫إحبَّائي والمسلمين أجمعين‪.‬‬
‫وهذا الب''اب واس ' ٌع ج' ًّدا؛ لكن نبّهت على أص''وله ومقاص''ده‬
‫وهللا تعالى أعلم‪.‬‬
‫وقد جمع اإلمام الغ''زالي في اإلحي''اء جمل''ة كافي''ة في دع''اء‬
‫عرفة فقال‪ :‬وليكن أه ّم اشتغاله في ي''وم عرف''ة ال''دعاء؛ ففي‬
‫'رجى إجاب 'ةُ ال''دعوات‪.‬‬ ‫مثل تلك البقعة‪ ،‬ومثل ذلك الجمع؛ تُ' َ‬
‫والدعاء المأثور عن الرس''ول ص''لى هللا تع''الى علي''ه وس''لم‬
‫وعن السلف في يوم عرفة أولى ما يدعو به‪ ،‬فليقل‪:‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا على س''يدنا محم''د وعلى‬
‫آله وصحبه وسلم‪ .‬ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك‬
‫يموت‪ ،‬بيده الخي ُر وهو‬‫ُ‬ ‫ويميت وهو ح ٌّي ال‬‫ُ‬ ‫وله الحمد يحيي‬
‫على كل شيء قديرٌ‪.‬‬
‫(اللهم) اجع'''ل في قل'''بي ن'''ورًا‪ ،‬وفي س'''معي ن'''ورًا‪ ،‬وفي‬
‫بصري نورًا‪ ،‬وفي لس''اني ن''ورًا (اللهم) اش''رح لي ص''دري‬
‫ويسِّر لي أمري‪.‬‬
‫وليقل‪( :‬اللهم) رب الحمد لك الحم''د كم''ا نق''و ُل وخ''يرًا مم''ا‬
‫ي ومم''اتي‪ ،‬وإلي''ك م''آبي‬ ‫نقول‪ ،‬لك صالتي ونس''كي ومحي''ا َ‬
‫وإلي''ك تُ''راثي‪( .‬اللهم) إني أع''وذ ب''ك من وس''اوس الص''در‬
‫ت األمر‪ ،‬وعذاب القبر (اللهم) إني أع''وذ ب''ك من ش ' ّر‬ ‫وشتَا ِ‬
‫ما يل ُج في الليل‪ '،‬ومن ش' ّر م''ا يلج في النه''ار‪ ،‬ومن ش' ّر م''ا‬

‫‪124‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تهبّ به الري''اح‪ '،‬ومن ش' ّر بوائ''ق ال' َّدهر‪( .‬اللهم) إني أع''وذ‬
‫تحول عافيتك‪ ،‬وفجأة نقمتك وجمي''ع س''خطك (اللهم)‬ ‫بك من ُّ‬
‫اه''دني باله'' َدى‪ ،‬واغف''ر لي في اآلخ''رة واألولى ي''ا خ''ير‬
‫مقصُود‪ ،‬وأسنى م ْن ُزول به‪ ،‬وأكرم مسئول م'ا لدي'ه أعط'ني‬
‫أعطيت أحدًا من خلق''ك‪ ،‬وح ّج''اج بيت''ك ي''ا‬ ‫َ‬ ‫أفضل ما‬
‫َ‬ ‫العشية‬
‫أرحم الراحمين‪.‬‬
‫(اللهم) ي''ا راف''ع ال''درجات‪ ،‬وم''نزل البرك''ات‪ ،‬وي''ا ف''اط َر‬
‫'وات بص''نوف‬ ‫األرض''ين والس''موات‪ ،‬ض 'جَّت إلي''ك األص' ُ‬ ‫َ‬
‫اللغات‪ ،‬يسألونك الحاجات وح''اجتي إلي''ك أن ال تنس''اني في‬
‫دار البِلَى إذا نس''يني أه' ُل ال''دنيا (اللهم) إن''ك تس''م ُع كالمي‪،‬‬
‫وت''رى مك''اني‪ ،‬وتعل ُم س''رِّ ي وعالني''تي‪ ،‬وال يخفى علي''ك‬
‫شي ٌء من أمري‪ ،‬أن''ا الب''ائسُ الفق''ي ُر‪ '،‬المس''تغيث المس''تجيرُ‪،‬‬
‫'ترف بذنب''ه أس''ألك مس''ألة المس''كين‪،‬‬ ‫ق المع' ُ‬ ‫الوج ' ُل المش''ف ُ‬
‫'ذليل وأدع''وك دع''اء الخ''ائف‬ ‫وأبته ُل إليك ابتهال الم''ذنب ال' ّ‬
‫خضعت لك رقبته‪ ،‬وفاضت لك عبرته‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫الضرير‪ ،‬دعاء من‬
‫ورغم ل''ك أنف''ه (اللهم) ال تجعل''ني ب''دعائك‬ ‫ِ‬ ‫وذ َّل لك جس''ده‪،‬‬
‫خ''ير المس''ئولين‪،‬‬‫َ‬ ‫رب ش''قيًّا‪ ،‬وكن بي رؤوفً''ا رحي ًم''ا‪ ،‬ي''ا‬
‫وأكرم المعطين‪.‬‬
‫(إلهي) من مدح لك نفسه ف''إني الئم نفس''ي (إلهي) أخرس''ت‬
‫'ل‪ ،‬وال ش''فيع س''وى‬ ‫المعاصي لساني فما لي وس''يلة من عم' ٍ‬
‫'ل (إلهي) إني أعل ُم أن ذن''وبي لم تُب''ق لي عن''دك جاهً''ا‪'،‬‬ ‫األم' ِ‬

‫‪125‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وال لالعت''ذار وجهً''ا‪ ،‬ولكن''ك أك''ر ُم األك''رمين (إلهي) إن لم‬


‫ف''إن رحمت''ك أه'' ٌل أن تبلغ''ني‪،‬‬ ‫أكن أهالً أن أبل''غ رحمت''ك ّ‬
‫ورحمتك وسعت ك ّل شيء وأنا شيء (إلهي) إن ذن''وبي وإن‬
‫ب عفوك‪ ،‬فاغفرها لي ي''ا‬ ‫كانت عظا ًما ولكنها صغا ٌر في جن ِ‬
‫ك''ري ُم (إلهي) أنت أنت‪ ،‬وأن''ا أن''ا‪ ،‬أن''ا الع ' َّوا ُد إلى ال''ذنوب‪،‬‬
‫كنت ال ت''رحم إال أه''ل‬ ‫وأنت الع ّواد إلى المغف''رة (إلهي) إن َ‬
‫بت عن‬ ‫يف'''زع الم'''ذنبون؟ (إلهي) تَجنّ ُ‬ ‫َ‬ ‫طاعت'''ك‪ ،‬ف'''إلى من‬
‫طاعتك عمدًا‪ ،‬وتوجهت إلى معصيتك قص'دًا‪ ،‬فس''بحانك م''ا‬
‫أعظ َم حجت''ك عل ّي‪ ،‬وأك''رم عف' َوك ع''ني‪ ،‬فب ُوج''وب حجت''ك‬
‫عل ّي وانقطاع حُج'تي عن'ك وفق'ري إلي'ك‪ ،‬وغن'اك ع'ني إال‬
‫راج‬
‫ٍ‬ ‫داع‪ ،‬وأفض ' َل من رج''اه‬ ‫'ير من دع''اهُ ٍ‬ ‫غف''رت لي ي''ا خ' َ‬
‫بحرمة اإلسالم وب ِذمة محمد عليه السالم أتوسّل إليك ف''اغفر‬
‫لي جمي'''ع ذن'''وبي‪ ،‬واص'''رفني من م'''وقفي ه'''ذا مقض''' ّي‬
‫يت‬‫'ألت‪ ،‬وحق''ق رج''ائي فيم''ا تمنّ ُ‬ ‫الح''وائج‪ ،‬وهب لي م''ا س' ُ‬
‫(إلهي) دعوتك بالدعاء ال''ذي علّمتني''ه فال تحرم''ني الرج''ا َء‬
‫الذي عرّفتنيه (إلهي) م''ا أنت ص''انع العش''ية بعب' ٍد مق' ٍّر ل''ك‬
‫خاشع لك ب ِذلّته‪ ،‬مستكين بجُرم''ه‪ ،‬متض'رّع إلي''ك من‬ ‫ٍ‬ ‫بذنبه؟‬
‫مستغفر لك من ظلمة‪ ،‬مبته'' ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫عمله‪ ،‬تائب إليك من اقترافه‪،‬‬
‫راج إلي''ك‬ ‫ٍ‬ ‫ب إلي''ك نج''اح حوائج''ه‪،‬‬ ‫إليك في العفو عنهُ‪ ،‬ط''ال ٍ‬
‫ي ك''ل‬ ‫في موقف''ه م''ع ك''ثرة ذنوب''ه‪ ،‬في''ا ملج''أ ك''لِّ ح ّي‪ ،‬وول َّ‬
‫م''ؤمن‪ ،‬من أحس''ن فبِ َرحمت''ك يف''و ُز‪ ،‬ومن أخط''أ فبخطيئت''ه‬

‫‪126‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫يهلك (اللهم) إليك خرجنا‪ '،‬وبفنائك أنخنا‪ ،‬وإي''اك أ َّملن''ا‪ ،‬وم''ا‬


‫عندك طلبنا‪ ،‬وإلحس''انك تعرَّض''نا‪ ،‬ورحمت''ك َرجون''ا‪ ،‬ومن‬
‫عذابك أشفقنا‪ ،‬وإليك بأثقال ال''ذنوب هربن''ا‪ ،‬ولبيت''ك الح''رام‬
‫حججن'''ا‪ .‬ي'''ا من يمل'''ك ح'''وائج الس'''ائلين‪ ،‬ويعل ُم ض'''مائر‬
‫الصامتين‪ ،‬يا من ليس مع''ه ربٌّ يُ''د َعى‪ ،‬وي''ا من ليس فوق''ه‬
‫ُخش 'ى‪ ،‬وي''ا من ليس ل''ه وزي ' ٌر ي''ؤتى‪ ،‬وال ح''اجبٌ‬ ‫قي َ‬ ‫خ''ال ٌ‬
‫يرشى‪ ،‬يا من ال يزدا ُد على كثرة السؤال إالَّ ُج''ودًا وك َر ًم''ا‪،‬‬
‫َ‬
‫جعلت‬ ‫وعلى كثرة الحوائج إالّ تفضيالً وإحسانًا‪( .‬اللهم) إنك‬
‫ض'يف ق'رًى ونحن أض'يافك' فاجع'ل قِ َرانً'ا من'ك الجن'ة‬ ‫ٍ‬ ‫لك ِّل‬
‫زائر كرام''ة‪ ،‬ولك''ل س''ائل‬ ‫ٍ‬ ‫(اللهم) إن لكل وف ٍد جائزةً‪ ،‬ولكل‬
‫راج ثوابً''ا‪ ،‬ولك''ل ملتمس لم''ا عن''دك ج''زا ًء‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عطي'ةً‪ ،‬ولك''ل‬
‫ب إليك ُزلفَى‪ ،‬ولك''ل‬ ‫ولكل مسترحم عندك رحمةً‪ ،‬وكل راغ ٍ‬
‫متوسّل إليك عف ًوا‪ ،‬وقد وفدنا إلى بيتك الحرام‪ '،‬ووقفن''ا به''ذه‬
‫المشاعر العظام‪ ،‬وش''هدنا ه''ذه المش''اهد الك''رام‪ ،‬رج''ا ًء لم''ا‬
‫تابعت النِّعم ح''تى اطم''انت‬ ‫َ‬ ‫عندك فال تخيبْ رجاءنا‪( .‬اللهم)‬
‫ُ‬
‫الصوامت‬ ‫ت‬
‫وأظهرت العبر حتى نطق ِ‬ ‫َ‬ ‫األنفسُ بتتابع نعمك‪،‬‬
‫وظاهرت المنن ح''تى اع''ترف أولي''اؤك بالتقص''ير‬ ‫َ‬ ‫بحجتك‪،‬‬
‫ت الس''موات‬ ‫َ‬
‫وأظه''رت اآلي''ات ح'''تى أفص''ح ِ'‬ ‫عن حقّ''ك‪،‬‬
‫وقهرت بقدرتك حتى خض''ع ك''ل ش'يء‬ ‫َ‬ ‫واألرضون بأدلّتك‪،‬‬
‫ت الوج''وهُ لعظمت''ك‪ .‬إذا أس''اء عب''ادك حلُمت‬ ‫لع ّزت''ك‪ ،‬وعن ِ‬
‫'ترت‪،‬‬ ‫عص'وا س' َ‬ ‫َ‬ ‫لت‪ ،‬وإن‬ ‫وأمهلت‪ ،‬وإن أحسنوا تفضّلت وقبِ َ‬

‫‪127‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وإذا أقبلنا إليك قرُبت‪ ،‬وإذا ولّينا عن''ك دع'وت‪( .‬إلهن''ا) إن''ك‬
‫قلت في كتابك المبين لمحمد خاتم النبيين؛ ﴿قل لل''ذين كف''روا‬ ‫َ‬
‫إن ينته''وا يُغف''ر لهم م''ا ق''د س''لف﴾ فأرض''اك' عنهم اإلق''رار‬
‫ين‪،‬‬‫بكلمة التوحيد بعد الجحود‪ ،‬وإنا نشهد لك بالتوحي''د ُم ْخبتِ َ‬
‫ولمحمد بالرسالة مخلصين‪ ،‬فاغفر لنا بهذه الش''هادة س''والف‬
‫اإلجرام‪ ،‬وال تجعل حظّن''ا في''ه أنقص من ح'ظِّ من دخ''ل في‬
‫اإلس''الم (إلهن''ا) إن''ك أحببت التق''رُّ ب إلي''ك بعت''ق م''ا مل َكت‬
‫ّ‬
‫بالتفض 'ل فأعتقن''ا‪ ،‬وإن''ك‬ ‫أيمانن''ا ونحن عبي ' ُدك‪ ،‬وأنت أولى‬
‫أمرتن''ا أن نتص' ّدق على فقرائن''ا ونحن فق''راؤك وأنت أح''ق‬
‫بالتطول فتص' َّد ْق علين''ا‪ ،‬ووص''يتنا ب''العفو عمن ظلمن''ا وق''د‬‫ُّ‬
‫ق بالكرم ف''اعف عن''ا‪ ،‬ربن''ا اغف''ر لن''ا‬ ‫ظل ْمنا أنفسنا وأنت أح ّ‬
‫وارحمنا أنت موالنا‪ ،‬ربنا آتنا في الدنيا حس''نةً وفي اآلخ''رة‬
‫حسنةً وقنا برحمتك عذاب النار‪.‬‬
‫دعاء الخضر عليه السالم‬
‫وليكثِر من دعاء الخضر عليه السالم‪ ،‬وهو أن يقول‪:‬‬
‫'أن عن ش''أ ٍن‪ ،‬وال س''مع عن س''مع‪ ،‬وال‬ ‫ي''ا من ال يش ' َغلُه ش' ٌ‬
‫األصوات‪ '،‬يا من ال تُغلّطه المسائل‪ ،‬وال تختل''ف‬ ‫ُ‬ ‫تشتبه عليه‬
‫عليه اللغات‪ ،‬ي'ا من ال يُب ِْرم'ه إلح'ا ُ'ح الملِ ِّحين‪ ،‬وال تض'جره‬
‫عفوك وحالوة مناجاتك‪.‬‬ ‫مسألة السائلين‪ ،‬إ ِذقنا بَر َد ِ‬
‫وليدع بما بدا له‪ ،‬وليس''تغفر ل''ه ولوالدي''ه ولجمي''ع المؤم''نين‬
‫والمؤمنات‪ ،‬وليل َّح في ال''دعاء‪ ،‬وليعظم المس''ئلة؛ ف''إن هللا ال‬

‫‪128‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫يتعاظم''ه ش''يء‪ .‬انتهى كالم الغ''زالي رحم''ه هللا تع''الى في‬


‫اإلحياء‪.‬‬
‫اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا ولمشايخنا وألصحاب' الحقوق‬
‫أحسن إلين'ا والمس'لمين‪،‬‬
‫َ‬ ‫علينا‪ ،‬ولمن أوصانا بالدعاء‪ ،‬ولمن‬
‫وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫ثم إذا كان ي''وم النح''ر وه''و ي''وم عي''د األض''حى فلي''أت بم''ا‬
‫ذكرناه في عيد الفطر فال تغفل‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫نقلت في أ ّول ه''ذه الرس''الة عن ال'' َّديربي عن‬ ‫ُ‬ ‫ثم اعلم‪ ،‬أني‬
‫سبط ابن الجوزي عن عمر بن قدام''ة المقدس''ي دع''اء ألول‬
‫العام‪ ،‬ودعاء آلخ''ره‪ ،‬وق''ال‪ :‬م''ا زال مش''ايخنا يوص''ون ب''ه‬
‫ويقرءونه وما فاتني طول عمري‪ .‬فأما دعاء أول الع''ام فق''د‬
‫ذكرته ثَ َّمةَ‪.‬‬
‫وأما دعاء آخر العام‬
‫وهو آخر يوم من ذي الحجة الحرام‪ ،‬فهو هذا‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ .‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى‬
‫عم''ل في الس''نة‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫عملت من‬ ‫آل''ه وص''حبه وس''لم (اللهم) م''ا‬
‫مت ع''ني م''ع‬ ‫تنس'ه‪ ،‬وحلُ َ‬‫رض'ه‪ ،‬ونس''يته ولم َ‬ ‫الماضية ولم تَ َ‬
‫ق''درتك على عقوب''تي؛ ودعوت''ني إلى التوب''ة بع''د ج''راءتي‬
‫ُ‬
‫عملت‬ ‫عليك (اللهم) إني أستغفرك منه فاغفر لي (اللهم) وما‬
‫من عم'ل ترض'اه ووع'دتني علي'ه الث'واب والغف'ران فتقبّل'ه‬

‫‪129‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫منّي‪ ،‬وال تقطع رج''ائي من''ك ي''ا ك''ري ُم ي''ا أرحم ال''راحمين؛‬
‫وصلى هللا تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫يقرأ ثالثًا؛ فإن الشيطان يقول‪ :‬تعبنا معه طول السنة‪ ،‬وأفسد‬
‫فعلنا في ساعة واحدة‪.‬‬
‫هذا آخر ما يسّره المولى الشكور من ذكر أدعية بعض أي''ام‬
‫من أغلب الشهور‪ ،‬وهو ما اطلعت عليه ووقع نظ''ري إلي''ه‪،‬‬
‫فمن وجد شيًئا من األدعية والفوائد تتعلق بما ذكرناه فليلحقُه‬
‫ليؤج َر ب''ذلك عن'د هللا‪ ،‬إذ القص''د نف''ع إخوانن''ا المس''لمين‪،‬‬
‫َ‬ ‫به‬
‫ووصول الخير للمؤمنين‪ ،‬لع''ل هللا ينفع''ني ب''ه في ال''دارين‪،‬‬
‫ويحشرني به في ُزمرة سيد الكونين ‪ ‬وزاده فضالً وشرفًا‬
‫لديه‪.‬‬
‫وكان الفراغ من جمع هذه الرسالة بع''ون هللا مس''تهل الس''ير‬
‫في ي''وم الجمع''ة المب''ارك غ''رة ص''فر الخ''ير ع''ام ثماني''ة‬
‫وعش''رين وثلثمائ''ة وأل''ف من هج''رة من وص''فه هللا تع''الى‬
‫بأكم''ل وص''ف‪ ،‬ص''لى هللا تع''الى وس''لم علي''ه وعلى آل''ه‬
‫وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫وقد أعدت نظري على ه''ذه الورق''ات‪ ،‬ف''زدت عليه''ا بعض‬
‫زي''ادات‪ ،‬أدام هللا تع''الى نفعه''ا‪ ،‬وعظم في القل''وب وقعه''ا‪،‬‬
‫وذلك عام تبييضها الناجز المب''ارك إن ش''اء العالم في غ''رة‬
‫ذي القعدة الحرام‪ ،‬وهو عام ألف وثلثمائة وتس''عة وعش''رين‬
‫من هجرة سيد المرسلين‪ ،‬صلى هللا تعالى علي''ه وعليهم وآل‬

‫‪130‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫كلٍّ وصحبه أجمعين‪ ،‬وسالم على المرسلين والحم''د هلل رب‬


‫العالمين‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد ق ّرظ هذه الرسالة أعالم جهابذة من العلم''اء‪ '.‬منهم‪:‬‬
‫العالمة الشيخ محمد سعيد بابصيل «مف''تي الش''افعية» بمك''ة‬
‫المكرمة‪ ،‬والعالم''ة الس''يد عم''ر بن محم''د ش''طا‪ ،‬والعالم''ة‬
‫الس''يد حس''ين بن محم''د الحبش''ي «مف''تي الش''افعية» بمك''ة‬
‫المكرم''ة‪ ،‬والعالم''ة الش''ريف محم''د بن إدريس الق''ادري‬
‫الحس''ني‪ ،‬والعالم''ة الش''مس الش''نقيطي‪ ،‬والعالم''ة الش''يخ‬
‫يوسف بن إسماعيل النبهاني‪ ،‬والعالمة الشيخ عم''ر حم''دان‬
‫رحمهم هللا أجمعين‪.‬‬
‫وقام بتصحيح طبع هذه الرسالة‬
‫الشيخ أحمد عبد العليم البردوني من علماء األزهر‬
‫وكان الفراغ من طبعها في ‪ 20‬شوال ‪1383‬هـ‬
‫الموافق ‪ 4‬مارس ‪1964‬م‬
‫وصلى هللا على سيدنا وموالنا محمد رسول هللا‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫أذكار مأثورة تقال في الصباح والمساء‬
‫أع''وذ باهلل من الش''يطان ال''رجيم‪ .‬بس''م هللا ال''رحمن ال''رحيم‪.‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ .‬ال''رحمن ال''رحيم‪ .‬مال''ك ي''وم ال''دين‪.‬‬
‫إياك نعبد وإياك نستعين‪ .‬إه''دنا الص''راط المس''تقيم‪ .‬ص''راط‬

‫‪131‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ال''ذين أنعمت عليهم غ''ير المغض''وب عليهم وال الض''الين‪.‬‬


‫آمين‪.‬‬
‫(أس'''تغفر هللا) لي وللمس'''لمين‪ ،‬أس'''تغفر هللا لي وللم'''ذنبين‪،‬‬
‫أستغفر هللا لي وللخلق أجمعين‪ ،‬أس''تغفر هللا غف''ار ال''ذنوب‪،‬‬
‫أس'''تغفر هللا س'''تار العي'''وب‪ ،‬أس'''تغفر هللا ح'''تى نقل'''ع عن‬
‫المعاصي ونتوب‪ ،‬أستغفر هللا حياء من هللا‪ ،‬أس''تغفر هللا وال‬
‫حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬
‫(س''بحان) ف''الق اإلص''باح‪ '،‬س''بحان رب المس''اء والص''باح‪،‬‬
‫سبحان من يسبح له ما في األرض وما في الس''ماء‪ ،‬س''بحان‬
‫هللا والحمد هلل وال إله إال هللا وهللا أكبر‪ ،‬وال حول وال قوة إال‬
‫باهلل العلي العظيم‪.‬‬
‫(اللهم) ل'ك الحم'د حم'دًا دائ ًم''ا عن'د ك'ل طرف'ة عين وتنفس‬
‫نفس (اللهم) ل''ك الحم''د كم''ا ينبغي لجالل وجه''ك ولعظيم‬
‫سلطانك‪ ،‬الحمد هلل حمدًا يوافي نعمه ويكافي مزيده‪.‬‬
‫أص''بحنا وأص''بح المل''ك هلل رب الع''المين‪ ،‬وأمس''نا وأمس''ى‬
‫الملك هلل رب العرش العظيم (اللهم) بك أصبحنا وبك أمسينا‬
‫وبك نحيا وبك نموت وإليك النش''ور (اللهم) اجع''ل ص''باحنا‬
‫صباح الصالحين‪ '،‬ومساءنا مساء الص''الحين (اللهم) ارزقن''ا‬
‫خ''ير الص''باح وخ''ير المس''اء وخ''ير القض''اء وخ''ير الق''در‪،‬‬
‫ونعوذ بك من شر الصباح وشر المساء وشر القض''اء' وش''ر‬
‫القدر‪ ،‬أصبحنا في أمان هللا‪ ،‬وأمسينا في جوار هللا‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ي األبد‪ ،‬سبحان الواحد األحد‪ ،‬س''بحان الف''رد‬ ‫(سبحان) األبد ّ‬


‫الصمد‪ ،‬سبحان من رفع السماء بال عم''د‪ ،‬س''بحان من بس''ط‬
‫األرض على ماء جمد‪ ،‬س''بحان من خل''ق الخل''ق فأحص''اهم'‬
‫ع''ددًا‪ ،‬س''بحان من قس''م ال''رزق بين خلق''ه ولم ينس أح 'دًا‪،‬‬
‫سبحان الذي لم يتخذ ص''احبة وال ول'دًا س''بحان ال''ذي لم يل''د‬
‫ولم يولد ولم يكن له كف ًوا أحد‪.‬‬
‫(اللهم) اجع''ل أول يومن''ا ه''ذا ص''الحًا‪ '،‬وأوس''طه نجاحً''ا‪'،‬‬
‫وآخ'''ره فالحً'''ا ي'''ا أرحم ال'''راحمين‪ ،‬اللهم انقلن'''ا من ذل‬
‫المعص''ية إلى ع' ّز الطاع''ة‪ ،‬اللهم أعزن''ا بطاعت''ك وال ت''ذلنا‬
‫بمعصيتك‪ ،‬اللهم أمتنا على اإلس''الم واإليم''ان الكام''ل‪ '،‬اللهم‬
‫ال تفض''حنا ي''وم القيام''ة‪ ،‬اللهم نجن''ا من الن''ار‪ ،‬اللهم أدخلن''ا‬
‫والعف'اف والغنَى‪ ،‬اللهم‬
‫َ‬ ‫الجنة‪ ،‬اللهم إنا نسألك اله'دى والتُّقى‬
‫اجعل في قلبي نورًا وفي لساني ن''ورًا‪ ،‬واجع''ل في بص''ري‬
‫ن'''ورًا واجع'''ل من خلفي ن'''ورًا‪ ،‬ومن أم'''امي ن'''ورًا‪ ،‬اللهم‬
‫أعطني نورًا‪.‬‬
‫بسم هللا ما شاء هللا‪ ،‬ال يسوق الخير إال هللا‪ ،‬بسم هللا م''ا ش''اء‬
‫هللا‪ ،‬ال يصرف السوء إال هللا‪ ،‬بسم هللا ما شاء هللا ما كان من‬
‫نعمة فمن هللا‪ ،‬بسم هللا ما شاء هللا وال ح''ول وال ق''وة إال باهلل‬
‫العل ّي العظيم‪ .‬بسم هللا خ''ير األس''ماء‪ ،‬بس''م هللا رب األرض‬
‫والسماء‪ ،‬بسم هللا الذي ال يض ّر مع اسمه ش''ي ٌء في األرض‬
‫وال في الس'''ماء وه'''و الس'''ميع العليم‪ ،‬بس'''م هللا على دي'''ني‬

‫‪133‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ونفسي‪ ،‬بسم هللا على مالي وأوالدي‪ ،‬بسم هللا على كل شيء‬
‫أعطانيه ربي‪.‬‬
‫(يا لطيف) الطف بنا فيما جرت به المقادير (ثالث''ا)‪( .‬اللهم)‬
‫ال نسألك رد القضاء' ولكن نسألك اللطف به (ثالث''ا)‪( .‬اللهم)‬
‫لك الحمد منك الف''رج وإلي''ك المش''تكى وب''ك المس''تعان‪ ،‬وال‬
‫ح'''ول وال ق'''وة إال باهلل العل ّي العظيم‪ ،‬اللهم ارزقن'''ا رزقً'''ا‬
‫واسعًا نصون به وجوهنا عن التعرّض لسؤال خلقك‪.‬‬
‫ي العزيز‪ .‬إن هذا‬ ‫هللا لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القو ّ‬
‫لرزقنا ماله من نفاد‪ .‬إن هللا ي''رزق من يش''اء بغ''ير حس''اب‪.‬‬
‫إن هللا هو الرزاق ذو الق ّوة المتين‪ ،‬الحمد هلل ال''ذي لم يجع''ل‬
‫رزقي في يد غيره‪ .‬اللهم يا لطيفًا بخلقه‪ ،‬يا علي ًما بخلق''ه‪ ،‬ي''ا‬
‫خب ْي ًرا بخلقه‪ ،‬الطف بنا يا لطيف يا علي ُم يا خبيرُ‪.‬‬
‫حسبي هللا لديني‪ ،‬حسبي هللا لما أهمني‪ ،‬حس''بي هللا لمن بغى‬
‫عل ّي‪ ،‬حسبي هللا لمن حسدني‪ ،‬حسبي هللا لمن كادني‪ ،‬حسبي‬
‫هللا عند الموت‪ ،‬حسبي هللا عند المسألة في القبر‪ ،‬حس''بي هللا‬
‫عن''د الحس''اب‪ ،‬حس''بي هللا عن''د الم''يزان‪ ،‬حس''بي هللا عن''د‬
‫الصراط‪ ،‬حسبي هللا ال إله إال هو عليه تو ّكلت وإليه أنيب‪.‬‬
‫ال إل''ه إال هللا المل''ك الح''ق الم''بين‪ ،‬س'يدنا محم''د رس'ول هللا‬
‫الصادق الوعد األمين‪ ،‬ال إله إال هللا وحده ال ش''ريك ل''ه‪ ،‬ل''ه‬
‫الملك ول''ه الحم''د يح''يي ويميت وه''و على ك''ل ش''يء ق''دير‬
‫(عشرات مرات)‬

‫‪134‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ظه''''رت كلم''''ات هللا‪ ،‬وأش''''رقت أن''''وار هللا‪ ،‬وخش''''عت‬


‫األصوات‪ '،‬وشخصت األبصار‪ ،‬وذلت الرق''اب‪ '،‬وقي''ل بع'دًا‬
‫للقوم الظالمين‪.‬‬
‫يا هللا (عشر مرات) اللهم احجبن''ا عن جمي''ع أص''ناف الجن‬
‫والم''ردة والش''ياطين وجن''ود إبليس أجمعين (ثالث''ا)‪ ،‬ي''ا هللا‬
‫(عش''ر م''رات) تو ّكلن''ا على هللا واعتص''منا باهلل واس''تجرنا‬
‫برس''ول هللا ‪( ‬ثالث''ا) ي''ا هللا (عش''ر م''رات) أع''ددت لك''ل‬
‫هول وش ّدة ال إله إال هللا‪ ،‬ولك''ل هم وغم م''ا ش''اء هللا‪ ،‬ولك''ل‬
‫نعم''ة الحم''د هلل‪ ،‬ولك''ل رج''اء الش''كر هلل‪ ،‬ولك''ل أعجوب''ة‬
‫سبحان هللا‪ ،‬ولكل ذنب أستغفر هللا‪ ،‬ولكل ض''يق حس'بي هللا‪،‬‬
‫ولكل مصيبة إنا هلل وإنا إلي''ه راجع''ون‪ ،‬ولك''ل قض''اء وق''در‬
‫تو ّكلت على هللا‪ ،‬ولكل طاعة ومعصية ال ح''ول وال ق''وة إال‬
‫باهلل العل ّي العظيم‪ ،‬يا هللا (عشر مرات)‪.‬‬
‫اللهم صل وسلم وب''ارك على س''يدنا وموالن''ا محم''د اله''ادي‬
‫ألنوارك‪ ،‬الجامع ألس''رارك‪ ،‬ال''دال علي''ك‪ ،‬الموص''ل إلي''ك‪،‬‬
‫صالة ينفرج به''ا ك''ل ض''يق وتعم''ير‪ ،‬وين''ال به''ا ك''ل خ''ير‬
‫وتيس''ير‪ ،‬وتش''فينا من األوج''اع واألس''قام‪ ،‬وتخلص''نا من‬
‫المخاوف واألوه''ام‪ ،‬وتحفظن''ا في اليقظ''ة والمن''ام‪ ،‬وتنجين''ا‬
‫من نوائب الدهر ومتاعب األي''ام‪ ،‬وعلى آل''ه ه''داة اإلس''الم‪،‬‬
‫وأصحابه السادة األعالم‪ ،‬وأزواجه الطاهرات وآله الك''رام‪،‬‬

‫‪135‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫واجمعنا عليه يا ربنا في أعلى مقام‪ ،‬وارزقن''ا ي''ا موالن''ا في‬


‫جواره حسن الختام‪.‬‬
‫ال إله إال هللا محمد رسول هللا في ك''ل لمح''ة ونفس ع''دد م''ا‬
‫وسعه علم هللا (ثالثا) ال إله إال هللا وهللا أكبر (أرب''ع م''رات)‬
‫ال إله إال هللا محم''د رس''ول هللا عليه''ا نحي''ا وعليه''ا نم''وت‪،‬‬
‫وعليه''ا نبعث إن ش''اء هللا آمين (ثالث''ا) س''بحان رب''ك رب‬
‫العزة عم''ا يص''فون وس''الم على المرس''لين والحم''د هلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬
‫ثم تختم ذلك بالفاتحة لحض''رة الن''بي ص''لى هللا تع''الى علي''ه‬
‫وسلم وأص''حابه وآل بيت''ه ولمن س''بقونا باإليم''ان ولك''ل من‬
‫كان على القدم المحمدي‪.‬‬
‫فهرس‬
‫كت''اب ك''نز النج''اح' والس''رور في األدعي''ة ال''تي تش''رح‬
‫الصدور‬
‫مقدمة؛ في أن أحزاب القوم هي صفة أحوالهم إلخ‬
‫تقريره ‪ ‬ألذكار وأدعية سمعها من أصحابه‬
‫العمل باألدعية المؤلفة من أي شخص ك''ان إذا ج''اءت' على‬
‫ميزان الشرع ال بأس به‬
‫ما يطلب أن يقال أول العام‬
‫ما يطلب أن يقال في كل يوم من العشر األول من المحرم‬
‫فائدة فيما يكتب أول المحرم‪ ،‬وهو من المجربات الصحيحة‬

‫‪136‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فائدة فيما يقال عند رؤية الهالل‬


‫ما يطلب في عاشوراء‬
‫ما يطلب في كل يوم من أيامه للحفظ والسالمة‬
‫تنبيه‪ :‬من البدع المذمومة صالة الرغائب إلخ‬
‫ما يطلب في صفر الخير‬
‫فائدة لدفع الباليا والحفظ‬
‫تنبيه؛ وإعالم يدفع كثير من األوه''ام مم''ا يتطيّ''ر به''ا بعض‬
‫'دوى ‪...‬إلخ» وتفس''يره‪ ،‬والجم''ع‬ ‫العوام وإيراد حديث «ال ع' َ‬
‫بينه وبين ما يعارضه‬
‫فائدة في األدعية التي تقال عند عروض شيء من الطيرة‬
‫تتمة في أشياء يتشاءم منها الناس‪ ،‬أو يلحقهم منها مكروه‬
‫ما يطلب في شهر ربيع األول‬
‫ما يطلب في رجب‪ ،‬وما يقال فيه بالغداة والعش ّي‬
‫وما يطلب في أول ليلة منه‬
‫دعاء استغفار رجب‪ '،‬وسيد االستغفار‬
‫ما يطلب في شعبان المعظم‬
‫الكالم على ليلة النصف من شعبان‪ ،‬وأن فيها تنس''خ اآلج''ال‬
‫وبيان فضلها‬
‫أدعية مأثورة لبعض العلماء فيها‬
‫الدعاء المشهور في ليلة النصف وكيفيته‪ ،‬وأدعية أخرى‬
‫فائدة لألمان في العام‬

‫‪137‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فائدة في قراءة أول سورة الدخان‬


‫تنبيه فيما يحصل به اإلحياء ليلة النصف من شعبان‬
‫ما يطلب في شهر رمضان وبيان فضله‬
‫المراد بالقيام في حديث «من قام رمضان‪...‬إلخ»‬
‫فائدة من ق'رأ س'ورة الفتح أول ليل'ة من رمض'ان في ص'الة‬
‫التطوع حفظ ذلك العام‬
‫ما يقوله الصائم عند اإلفطار‬
‫ما يقوله إذا أفطر عند الغير‬
‫دع''اء العالم''ة عم''ر بن س''قاف الص''افي في لي''الي ش''هر‬
‫رمضان‬
‫مناجاة له‬
‫دعاء بر الوالدين‬
‫فضل الدعاء عقيب ختم القرآن‪ ،‬واستجابته عنده‬
‫دعاء ختم القرآن ألبي حربة اليمني‬
‫ما يطلب في العشر األواخر التي فيها ليلة القدر‬
‫ما يدعى به ليلة القدر‬
‫دعاء النصف اآلخر من رمضان‬
‫دعاء للمؤلف ليقرأ في ليالي رمضان‬
‫ما يطلب في عيد الفطر من شوال‬
‫فائدة في التهنئة بالعيد وحكمها‬
‫ما يطلب في ذي الحجة‬

‫‪138‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ما يقال في عشر ذي الحجة لقضاء ال َّدين‬


‫ما كان يعلّمه ‪ ‬لخواصّ أصحابه في عشرة ذي الحجة‬
‫قراءة سورة اإلخالص يوم عرفة ألف مرة‬
‫أدعية عرفة‬
‫دعاء عرفة لإلمام الغزالي‬
‫دعاء الخضر عليه السالم‬
‫دعاء آخر العام‬
‫تقاريظ الرسالة‬
‫إذكار مأثورة تقال في الصباح والمساء‬
‫فهرس‬
‫الحمد هلل رب العالمين‬
‫بعون هللا وعنايته تمت كتابة هذه النسخة‬
‫ليلة الثالثاء الرابع من شهر المحرم ‪1431‬هـ الموافق لـ‪21‬‬
‫ديسمبر ‪2009‬‬
‫بارك هللا على كاتبه بحق نبيه الكريم ‪‬‬
‫آمين‬

‫‪139‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫‪‬‬

‫(‪)33‬‬

‫‪.)133‬‬

‫‪140‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬

You might also like