You are on page 1of 56

Public Disclosure Authorized Public Disclosure Authorized Public Disclosure Authorized Public Disclosure Authorized

‫مذكرة املشاركة القطرية‬

‫‪III‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫البنك الدويل لإعادة الإعمار والتنمية ‪ /‬البنك الدويل‬
‫‪1818 H Street NW‬‬

‫‪20433‬‬ ‫وا�شنطن دي �سي‬


‫‪202-473-1000‬‬ ‫الهاتف رقم‪:‬‬
‫‪www.worldbank.org‬‬ ‫املوقع على ال�شبكة ‪:‬‬
‫هذا العمل هو خال�صة عمل منت�سبي البنك الدويل باال�شرتاك مع م�ساهمات خارجية‪ .‬النتائج والتف�سريات واال�ستنتاجات الواردة يف‬
‫هذا العمل ال تعك�س بال�ضرورة وجهة ر�أي البنك الدويل �أو جمل�س مديريه التنفيذيني �أو احلكومات التي ميثلونها‪.‬‬
‫ال ي�ضمن البنك الدويل دقة �أو اكتمال �أو جدة البيانات املت�ضمنة يف هذا العمل‪ ،‬وال يتحمل البنك امل�س�ؤولية جتاه �أي �أخطاء �أو حذف‬
‫�أو تناق�ضات يف املعلومات‪� ،‬أو م�س�ؤولية فيما يتعلق با�ستخدام �أو عدم ا�ستخدام املعلومات �أو الأ�ساليب �أو العمليات �أو اال�ستنتاجات‬
‫املو�ضحة‪.‬‬
‫ال ت�شري احلدود والألوان والفئات واملعلومات الأخرى املو�ضحة على �أي خريطة يف هذا العمل �إىل �أي حكم من جانب البنك الدويل‬
‫فيما يتعلق بالو�ضع القانوين لأي �إقليم �أو م�صادقة �أو قبول هذه احلدود‪.‬‬
‫ال �شيء هنا ي�شكل �أو يف�سر �أو يعترب قي ًدا �أو تناز ًال عن امتيازات وح�صانات البنك الدويل‪ ،‬وكلها حمفوظة على وجه التحديد‪.‬‬

‫احلقوق والت�صاريح‬

‫نظرا لأن البنك الدويل يحث على ن�شر معارفه ‪ ،‬فقد يتم �إعادة �إنتاج هذا العمل ‪،‬‬
‫تخ�ضع املواد يف هذا العمل حلقوق الت�أليف والن�شر‪ً .‬‬
‫جزئيا ‪ ،‬لأغرا�ض غري جتارية طاملا مت ذكر االنت�ساب الكامل لهذا العمل‪.‬‬
‫كليا �أو ً‬
‫ً‬
‫�أي ا�ستف�سارات حول احلقوق والرتاخي�ص‪ ،‬مبا يف ذلك احلقوق الفرعية‪،‬يرجي توجيهها �إىل مطبوعات البنك الدويل‪ ،‬جمموعة البنك‬
‫الدويل‪1818 H Street NW، Washington، DC 20433، USA ،‬؛ فاك�س‪ 2625-522 202 :‬؛ الربيد الإلكرتوين‪:‬‬
‫‪pubrights@worldbank.org‬‬

‫�صمم الغالف اخلارجي‪ :‬معمر مكي‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪IV‬‬


‫صدرت مذكرة اإلستراتيجية المؤقتة األخيرة بتاريخ ‪ 30‬يناير‬
‫‪2013‬‬

‫�أ�سعار العملة والقيمة املعادلة لها‬


‫(�سعر ال�صرف ال�ساري يف ‪� 25‬أغ�سط�س ‪)2020‬‬
‫‪ 1‬دوالر �أمريكي = ‪ 55.27‬جنيهاً �سودانياً‬
‫ال�سنة املالية‬
‫دي�سمربالمختصرة‬ ‫‪ 1‬يناير ‪31 -‬‬
‫واألسماء‬ ‫االختصارات‬

‫امل�ؤ�س�سات املالية الدولية‬ ‫‪IFIs‬‬ ‫اتفاق �إدارة‬ ‫‪AA‬‬


‫�صندوق النقد الدويل‬ ‫‪IMF‬‬ ‫البنك الأفريقي للتنمية‬ ‫‪AfDB‬‬
‫الهيئة العامة لال�ستثمار وتنمية‬ ‫‪IPSDA‬‬ ‫�صندوق التنمية الأفريقي‬ ‫‪AfDF‬‬
‫القطاع اخلا�ص‬
‫بنك �إمنائي متعدد الأطراف‬ ‫‪MDB‬‬ ‫اخلدمات اال�ست�شارية والتحليلية‬ ‫‪ASA‬‬
‫الأهداف الإمنائية للألفية‬ ‫‪MDGs‬‬ ‫بنك ال�سودان املركزي‬ ‫‪CBoS‬‬
‫املبادرة متعددة الأطراف لتخفي�ض‬ ‫‪MDRI‬‬ ‫مذكرة امل�شاركة القطرية‬ ‫‪CEN‬‬
‫الديون‬
‫الوكالة الدولية ل�ضمان اال�ستثمار‬ ‫‪MIGA‬‬ ‫�إطار ال�شراكة الإ�سرتاتيجية‬ ‫‪CPF‬‬
‫وزارة املالية والتخطيط االقت�صادي‬ ‫‪MOFEP‬‬ ‫نافذة الت�صدي للأزمات‬ ‫‪CRW‬‬
‫�إطار ال�شراكة املتبادلة‬ ‫‪MPF‬‬ ‫�أو�ضاع اله�شا�شة وال�صراع‬ ‫‪FCV‬‬

‫والعنف‬
‫�صايف القيمة احلالية‬ ‫‪NPV‬‬ ‫قوى احلرية والتغيري‬ ‫‪FFC‬‬
‫منحة قبل ت�سوية املت�أخرات‬ ‫‪PACG‬‬ ‫�أ�صدقاء ال�سودان‬ ‫‪FoS‬‬
‫التخ�صي�ص على �أ�سا�س الأداء‬ ‫‪PBA‬‬ ‫برنامج تقييم القطاع املايل‬ ‫‪FSAP‬‬
‫تقييم املخاطر والقدرة على ال�صمود‬ ‫‪RRA‬‬ ‫ال�سنة املالية‬ ‫‪FY‬‬
‫منتدى �شركاء ال�سودان الدوليني‬ ‫‪SIPF‬‬ ‫�إجمايل الناجت املحلي‬ ‫‪GDP‬‬
‫برنامج ي�شرف عليه اخلرباء‬ ‫‪SMP‬‬ ‫حكومة ال�سودان‬ ‫‪GOS‬‬
‫�صندوق ال�سودان متعدد ال�شركاء‬ ‫‪SMPF‬‬ ‫م�ؤ�شر ر�أ�س املال الب�شري‬ ‫‪HCI‬‬
‫الأداة املنهجية لت�صنيف خماطر‬ ‫‪SORT‬‬ ‫م�ؤ�شر التنمية الب�شرية‬ ‫‪HDI‬‬

‫العمليات‬

‫‪V‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫ال�صندوق اال�ستئماين لدعم االنتقال‬ ‫‪STARS‬‬ ‫بلدان فقرية مثقلة بالديون‬ ‫‪HIPC‬‬

‫والإنعا�ش يف ال�سودان‬

‫م�ساعدة فنية‬ ‫‪TA‬‬ ‫امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية‬ ‫‪IDA‬‬


‫عملية تخ�صي�ص املوارد للبلدان التي‬ ‫‪TAA‬‬ ‫نازح داخلياً‬ ‫‪IDP‬‬

‫متر مبرحلة حرجة �أو انتقالية‬


‫احلكومة االنتقالية‬ ‫‪TG‬‬ ‫م�ؤ�س�سة التمويل الدولية‬ ‫‪IFC‬‬

‫الوكالة الدولية ل�ضمان اال�ستثمار (ميجا)‬ ‫البنك الدويل للإن�شاء والتعمري م�ؤ�س�سة التمويل الدولية‬
‫هريو�شي ماتانو (نائب الرئي�س التنفيذي)‬ ‫�سريجيو بيمينتا‬ ‫نائب الرئي�س‪ :‬حافظ غامن‬
‫جوموك جاغون‪-‬دوكومنو مرييل بارودي‬ ‫املدير ‪ :‬عثمان ديون‬
‫بري�سيفوين �إكونومو‬ ‫�شيخ عمر �سيال‬ ‫ر�ؤ�ساء فريق العمل‪� :‬أداما كوليبايل‬
‫جي�سيكا ويد‬ ‫ميلينا �ستيفانوفا‬
‫�أوالنريواجو قا�سم‬ ‫ت�شارلز �أندالند‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪VI‬‬


‫مذكرة امل�شاركة القطرية اخلا�صة بجمهورية ال�سودان‬
‫لفرتة ال�سنتني املاليتني ‪ 2021‬و‪2022‬‬

‫المحتويات‬
‫‪1‬‬ ‫‪� .I‬أو ًال مقدمة‪ .‬فر�صة قد ال تُع َّو�ض لفرتة طويلة‪...........‬‬
‫‪4‬‬ ‫التحرك العاجل ‪............‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ .II‬ثاني ًا ال�سياق العام ‪� -‬ضرورة‬
‫‪4‬‬
‫ال�سياق االجتماعي وال�سيا�سي واخلا�ص ب�أو�ضاع اله�شا�شة‬
‫‪9‬‬ ‫ال�سياق االقت�صادي‪........................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫والتعر�ض للمعاناة‪.............................‬‬
‫�سياق الفقر ُّ‬
‫‪17‬‬ ‫ت�أثري فريو�س كورونا‪.........................................‬‬
‫الدرو�س امل�ستفادة من �سياقات اله�شا�شة وال�صراع والعنف‬
‫‪19‬‬ ‫والربامج ال�سابقة ملجموعة البنك الدويل يف ال�سودان ‪.....‬‬
‫‪ .III‬ثالث ًا �إ�سرتاتيجية امل�شاركة القطرية بني جمموعة‬
‫‪21‬‬ ‫البنك الدويل وال�سودان‪.....................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫�إ�سرتاتيجية احلكومة‪........................................‬‬
‫‪24‬‬ ‫�إ�سرتاتيجية جمموعة البنك الدويل‪.........................‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ .IV‬رابع ًا تنفيذ مذكرة امل�شاركة القطرية‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫التمويل‪.................................................. .‬‬
‫‪34‬‬ ‫ال�شراكات والتن�سيق مع املانحني‪..........................‬‬
‫‪36‬‬ ‫التنفيذ املراعي للظروف‪...................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ .V‬خام�س ًا �إدارة املخاطر‪.................................. .‬‬
‫املرفق ‪� :1‬أبرز �سمات مبادرة البلدان الفقرية املثقلة‬
‫‪41‬‬ ‫بالديون‪................................................... .‬‬

‫‪VII‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫‪� -I‬أوال‪ .‬مقدمة‪ .‬فر�صة قد ال ُتع َّو�ض لفرتة طويلة‬
‫تتاح لل�سودان حاليا فر�صة ينبغي عليه اغتنامها‪ ،‬وهي فر�صة قد ال تُع َّو�ض لفرتة طويلة كي يتمكن من �أن‬ ‫‪.1‬‬
‫ي�سلك م�سار جتديد احلياة االقت�صادية واالجتماعية‪ .‬فقد �أدت ثورة عام ‪� 2019‬إىل ت�شكيل حكومة انتقالية‬
‫حتمل على عاتقها م�س�ؤولية تنفيذ �إ�صالحات �شاملة لو�ضع حد للتدهور االقت�صادي واالجتماعي وال�سيا�سي‬
‫الذي ا�ستمر لعقود‪ .‬وقد اتخذت حكومة ال�سودان خطوات جريئة نحو حل ال�صراعات الداخلية القائمة‬
‫منذ �سنوات طويلة‪ ،‬و�إنهاء الت�شوهات االقت�صادية‪ ،‬وجتديد العقد االجتماعي‪ ،‬وا�ستئناف العمل مع املجتمع‬
‫الدويل‪ .‬ووافقت احلكومة �أي�ضا على برنامج �صارم ي�شرف عليه خرباء �صندوق النقد الدويل وي�شكل ركيزة‬
‫للإ�صالحات االقت�صادية‪ .‬وحتتفظ احلكومة‪ ،‬رغم التحديات التي واجهتها يف عامها الأول‪ ،‬بت�أييد ودعم القوى‬
‫ال�سيا�سية الرئي�سية يف البالد ومن بينها عنا�صر الأمن‪ ،‬وال تزال متثل م�صدر �أمل لل�سكان يف بناء م�ستقبل‬
‫وتقدم �سرعة الإ�صالحات التي تتبناها احلكومة وات�ساع نطاقها ب�شكل غري م�سبوق مربراً قوياً للمجتمع‬
‫�أف�ضل‪ِّ .‬‬
‫الدويل‪ ،‬وجمموعة البنك الدويل بوجه خا�ص‪ ،‬لتكثيف �أن�شطتها مع ال�سودان للعمل على احلد من الفقر‬
‫وتعزيز الرخاء امل�شرتك‪ .‬لكن الوقت �ضيق للوفاء بوعود الثورة ال�سودانية يف ظل تزايد ال�ضغوط‪.‬‬
‫‪ .2‬يواجه ال�سودان حتديات اقت�صادية واجتماعية و�سيا�سية هائلة‪ .‬فقد �شهد االقت�صاد ال�سوداين تدهوراً �شديداً‪،‬‬
‫حيث ت�ضاعفت معدالت الفقر وحت َّول ال�سودان من بلد ينتمي لل�شريحة الدنيا من البلدان متو�سطة الدخل‬
‫�إىل بلد ُي�ص َّنف �ضمن البلدان الفقرية يف ال�سنوات الثالث املا�ضية‪ .‬كما يعاين االقت�صاد من الركود حيث‬
‫تزيد ن�سب العجز يف املوازنة واحل�ساب اجلاري عن ‪ %10‬من �إجمايل الناجت املحلي‪ .‬ومت ت�سييل العجوزات‬
‫الكبرية يف القطاع العام (متويل العجوزات بطباعة النقد)‪ ،‬مما دفع معدل الت�ضخم �إىل االرتفاع �إىل ‪ %140‬حتى‬
‫�سبتمرب ‪ .2020‬وتعاين البالد من نق�ص ال�سلع الأولية الرئي�سية‪ ،‬وتكرار انقطاع الكهرباء‪ ،‬وحمدودية التجارة‬
‫يف ال�سلع واخلدمات‪ ،‬وتقلُّ�ص التحويالت‪ .‬وتدهورت امل�ؤ�شرات االجتماعية‪� ،‬إذ احتل ال�سودان املرتبة ‪139‬‬

‫من بني ‪ 157‬بلداً على م�ؤ�شر ر�أ�س املال الب�شري واملرتبة ‪ 167‬من بني ‪ 189‬بلداً على م�ؤ�شر التنمية الب�شرية يف‬
‫تعر�ض يف ال�سنوات‬ ‫عام ‪ .2018‬ويت�أثر ال�سودان‪ ،‬بو�صفه بلداً زراعيا يف معظمه‪ ،‬بتغيرُّ املناخ ب�شكل كبري وقد َّ‬
‫الأخرية للفي�ضانات ونوبات اجلفاف ب�صورة متكررة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل غزو اجلراد‪ .‬وت�شري التقديرات �إىل �أن هناك‬
‫حالياً نحو ‪ 9.6‬ماليني �شخ�ص يعانون من انعدام الأمن الغذائي ب�شكل حاد‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬هناك ما‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .1‬ال�سودان‪ :‬ملحة �سريعة عن الت�صنيف املتكامل ملراحل الأمن الغذائي| يونيو ‪ -‬دي�سمرب ‪.2020‬‬

‫‪1‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫‪2‬‬
‫يقرب من ‪ 1.9‬مليون نازح داخل البالد بحاجة �إىل م�ساعدات عاجلة و�أكرث من مليون الجئ وطالب جلوء‪.‬‬
‫وتت�شابك التحديات االقت�صادية مع وجود عقد اجتماعي ات�سم دوما باله�شا�شة وبن�شوب �صراعات عنيفة‪،‬‬
‫وتوتر قائم بني املركز والأطراف منذ �سنوات طويلة‪ ،‬ونظام حكم �إق�صائي‪ .‬وقد �أدى اال�ستياء من امل�صاعب‬
‫االقت�صادية ووترية الإ�صالحات التي تنفِّذها احلكومة اجلديدة �إىل اندالع احتجاجات و�إجراء تعديل حكومي‬
‫التقدم الكبري الذي �أُحرز يف ظل احلكومة احلالية‪ ،‬ف�إن عملية ال�سالم مل تكتمل بعد والتوازن‬
‫م�ؤخراً‪ .‬ورغم ُّ‬
‫ه�ش‪ ،‬كما ال تزال بع�ض الواليات تواجه حتديات �أمنية‪.‬‬
‫ال�سيا�سي ٌ‬
‫ال�سودان ُمثقَل �أي�ضا ب�إرث من العزلة الدولية على مدى عقود‪ ،‬الأمر الذي يحرمه من احل�صول على م�ساندة‬ ‫‪.3‬‬
‫خارجية كبرية يف وقت هو يف �أم�س احلاجة �إليها‪ .‬وقد انعزل النظام ال�سابق عن املجتمع الدويل‪ ،‬مما �أدى �إىل ت� َّأخر‬
‫�سداد جميع الديون امل�ستحقة على ال�سودان تقريباً للم�ؤ�س�سات املالية الدولية وكذلك الدائنني الآخرين‪.‬‬
‫و�أدى ذلك �إىل ت�ضخم الدين اخلارجي الذي ُيتوقَّع‪ ،‬بنا ًء على تقديرات غري مدققة‪� ،‬أن ي�صل �إىل ‪ 56‬مليار‬
‫دوالر يف نهاية عام ‪ .2020‬وحترم مت�أخرات القرو�ض ال�سابقة التي ح�صل عليها ال�سودان من امل�ؤ�س�سات املالية‬
‫الدولية‪ ،‬ومن بينها ‪ 1.05‬مليار دوالر م�ستحقة للم�ؤ�س�سة الدولية للتنمية‪ ،‬ال�سودان من �إمكانية احل�صول‬
‫على متويل خارجي كبري ُيتاح عاد ًة للبلدان النامية‪ .‬وت�سببت �سيا�سات النظام ال�سابق و�إجراءاته �أي�ضا يف‬
‫فر�ض عقوبات دولية �أثرت ب�شكل دائم يف حرمان البالد من اال�ستفادة من املعامالت املالية املعتادة‪ .‬ومازال‬
‫ال�سودان مدرجاً يف القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب رغم اجلهود الثنائية املبذولة حاليا ل�شطبه من‬
‫هذه القائمة‪ .‬فا�ستمرار �إدراج ال�سودان بها يغل يد الواليات املتحدة عن م�ساعدة احلكومة ال�سودانية‪ ،‬الأمر‬
‫الذي يعقِّد العمل على تخفيف �أعباء الديون‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪� .4‬أدت �أزمة كورونا (كوفيد‪ ،)19-‬وكذلك الفي�ضانات التي وقعت م�ؤخراً‪� ،‬إىل تفاقم الو�ضع املعقَّد �أ�ص ًال‪ .‬وحتى بداية‬
‫�سبتمرب ‪� ،2020‬أفادت حكومة ال�سودان �أنه مت ت�سجيل �أكرث من ‪� 13‬ألف حالة �إ�صابة م�ؤكدة بفريو�س كورونا و�أكرث‬
‫من ‪ 800‬حالة وفاة‪ .‬ويف �إطار جهود الت�صدي‪ ،‬قامت احلكومة بفر�ض �إغالق �أويل يف اخلرطوم وجميع املعابر احلدودية‬
‫مبا فيها املطار و�إغالق املدار�س والأ�سواق بالإ�ضافة �إىل حظر التجمعات العامة والتنقالت الأخرى‪ ،‬وتبع ذلك‬
‫ا�ستئناف تدريجي للأن�شطة االقت�صادية‪ .‬ومن املتوقع �أن ت�ؤدي الأزمة االقت�صادية العاملية‪ ،‬مقرتنة بالقيود املحلية التي‬

‫‪https://reporting.unhcr.org/sudan .2‬‬
‫‪ .3‬يف حالة قرارات جمل�س املديرين التنفيذيني ب�ش�أن عمليات حلكومة ال�سودان تمُ َّول من خالل �صناديق ا�ستئمانية تنفِّذها احلكومة‪ ،‬ف�إن الواليات‬
‫املتحدة ت�ص ِّوت �ضد هذه العمليات مبقت�ضى القانون‪ ،‬لكن ذلك ال مينع املوافقة عليها‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪2‬‬


‫جرى فر�ضها ب�سبب اجلائحة‪� ،‬إىل تراجع �إجمايل الناجت املحلي ب�أكرث من ‪ 8‬نقاط مئوية يف عام ‪ .2020‬وقد ت�سببت‬
‫الأزمة �أي�ضا يف انخفا�ض الإيرادات احلكومية ب�شكل كبري �إىل جانب زيادة تكاليف خدمات الرعاية ال�صحية‪ ،‬مما �أدى‬
‫�إىل زيادة حدة العجوزات وارتفاع معدل الت�ضخم‪ .‬وقد �أبرزت اجلائحة حجم الأزمة التي تواجه احلكومة كما �أظهرت‬
‫�أهمية حتديد م�سار وا�ضح ال�ستئناف العمل ملعاجلة الو�ضع االقت�صادي املرتدي‪ .‬وتعينَّ على ال�سودان �أي�ضا مواجهة‬
‫في�ضانات بلغت ارتفاعات قيا�سية يف الفرتة من يوليو �إىل �سبتمرب والتي �أودت بحياة ‪� 100‬شخ�ص على الأقل ودمرت‬
‫‪� 100‬ألف منزل مما �أثر على �أكرث من ‪� 500‬ألف �شخ�ص‪ ،‬مما �أدى �إىل �إعالن حالة الطوارئ‪.‬‬
‫‪ .5‬من املهم للغاية لل�سودان حتقيق ا�ستقرار االقت�صاد وكذلك ا�ستعادة القدرة على احل�صول على التمويل من جمموعة‬
‫البنك الدويل وامل�ؤ�س�سات املالية الدولية الأخرى‪ .‬وت�ستلزم معدالت النمو ال�سلبية وارتفاع معدل الت�ضخم‬
‫�إجراء �إ�صالح �سريع ل�سيا�سات املالية العامة وال�سيا�سات االقت�صادية‪� ،‬أي اتخاذ التدابري ال�صعبة التي �أبدت‬
‫حكومة ال�سودان التزامها بها مع مراعاة الفئات الأكرث احتياجا والأوىل بالرعاية‪ .‬و ُتعد هذه خطوات �ضرورية‬
‫لتحقيق م�سار تنموي �أكرث ا�ستدامة يف ال�سودان كما �أنها ت�ضعه على طريق احل�صول على موارد خارجية كبرية‬
‫حت�سن ملمو�س لل�شعب ال�سوداين‪ .‬وقد �شهد‬ ‫من خالل امل�ؤ�س�سات املالية الدولية‪ ،‬وهي املوارد الالزمة لإحراز ُّ‬
‫العام املا�ضي دعما معنويا دوليا كبريا لل�سودان‪ ،‬لكن هذه النوايا احل�سنة مل ُترتجم بعد �إىل م�ستويات من‬
‫التمويل اخلارجي تتنا�سب مع حجم التحديات الإمنائية يف البالد‪ .‬وبالتايل‪ ،‬من املهم للغاية احل�صول على‬
‫موارد من امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية وم�ؤ�س�سة التمويل الدولية والوكالة الدولية ل�ضمان اال�ستثمار‪ ،‬وكذلك‬
‫من امل�ؤ�س�سات املالية الدولية الأخرى‪ ،‬الالزمة لنجاح الإ�صالحات‪ .‬و�سيتعينَّ ت�سوية املت�أخرات امل�ستحقة‬
‫ملجموعة البنك الدويل يف �إطار ت�سوية �شاملة لق�ضايا ديون ال�سودان لأن ذلك ُيعد �شرطاً �ضرورياً ال�ستدامة‬
‫�آفاق االقت�صاد الكلي‪ .‬وتوفِّر مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون �إطاراً ملعاجلة و�ضع الديون امل�ستحقة على‬
‫البالد بطريقة �شاملة‪ .‬وقد اُ�ستثني ال�سودان من �أهلية احل�صول على تخفيف من �أعباء الديون مبوجب هذه‬
‫املبادرة‪ ،‬و�سيكون م�ؤه ًال للح�صول على ذلك حال الو�صول �إىل نقطة اتخاذ القرار اخلا�صة باملبادرة الأمر الذي‬
‫مر�ض على �صعيد ال�سيا�سات‪.‬‬ ‫يتطلب يف حد ذاته حتقيق عدة �أمور منها حتقيق �سجل �أداء ٍ‬
‫تتبنى مذكرة امل�شاركة القطرية هذه نهج ًا ينطوي على خماطر عالية ومنافع كبرية مل�ساعدة ال�سودان على‬ ‫‪.6‬‬
‫التقدم نحو ت�سوية املت�أخرات واحل�صول على تخفيف من �أعباء الديون مبوجب‬
‫ُّ‬ ‫ا�ستقرار اقت�صاده وت�سريع وترية‬
‫مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون‪ .‬وتركِّ ز هذه املذكرة على حمورين‪ :‬ا�ستئناف العمل من خالل دعم‬
‫�إ�صالحات االقت�صاد الكلي والإجراءات التكميلية للحد من الت�أثريات االجتماعية وم�ساعدة البالد على‬

‫‪3‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫ا�ستيفاء معايري املبادرة؛ وامل�ساهمة يف جتديد العقد االجتماعي وبناء الأنظمة و�إر�ساء الأ�سا�س للح�صول على‬
‫دعم متو�سط الأجل وو�ضع برنامج �أمت و�أ�شمل على م�ستوى البالد‪ .‬ورغم �أن ال�سودان لديه احتياجات ملحة‬
‫كثرية‪ ،‬ف�إن هذه املذكرة تركِّ ز على الأولويات العاجلة التي تتطلب ب�شدة �إتاحة احل�صول على موارد متويلية‬
‫كبرية‪ ،‬مبا يف ذلك من جمموعة البنك الدويل ذاتها‪ ،‬من �أجل تقدمي دعم ملمو�س جلهود ال�سودان الرامية �إىل‬
‫حتقيق ا�ستقرار االقت�صاد الكلي وخلق الوظائف والتنمية امل�ستدامة‪ .‬و�س ُيقا�س النجاح باملدة التي ي�ستغرقها‬
‫ٍ‬
‫وعندئذ �سيتم �إعداد‬ ‫ال�سودان حتى ي�صبح م�ؤه ًال للح�صول على متويل منتظم من امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية‪،‬‬
‫تقدم على‬‫�إطار لل�شراكة الإ�سرتاتيجية‪ .‬ومع �أن هذا النهج ينطوي على خماطر عالية حيث يتطلب �إحراز ُّ‬
‫�أ�صعدة عدة يف ظل اقت�صاد �سيا�سي ه�ش‪ ،‬ف�إنه ميثل الإ�سرتاتيجية الأقدر على توفري حجم امل�ساندة التي‬
‫يحتاج �إليها ال�سودان‪ .‬وثمة خماطر �أكرب بكثري بالن�سبة ملجموعة البنك الدويل تكمن يف عدم التحلي بالطموح‬
‫وال�سرعة الكافيني لإنقاذ البالد يف هذا املنعطف التاريخي‪ .‬و�إذا ف�شلت املرحلة االنتقالية يف ال�سودان‪ ،‬ف�إن‬
‫التكاليف االجتماعية واالقت�صادية للتعايف الحقاً وكذلك الت�أثريات الإقليمية ال�ستمرار �أو�ضاع اله�شا�شة‬
‫�ستكون �أعلى بكثري من تكاليف امل�شاركة الآن‪ ،‬وقد متر �سنوات عديدة قبل �أن ت�سنح فر�صة �أخرى كهذه‪.‬‬

‫التحرك العاجل‬
‫ُّ‬ ‫‪ -II‬ثانيا‪ .‬ال�سياق العام – �ضرورة‬
‫ال�سياق االجتماعي وال�سيا�سي واخلا�ص ب�أو�ضاع اله�شا�شة‬
‫‪ .7‬تتم َّيز الرتكيبة ال�سكانية يف ال�سودان بتنوعها الثقايف الكبري حيث تتك َّون من مزيج من ال�سكان الأ�صليني يف وادي النيل‬
‫واملهاجرين من �شبه اجلزيرة العربية‪ .‬وهناك ‪ 19‬جماعة عرقية رئي�سية و�أكرث من ‪ 597‬جمموعة عرقية فرعية تتحدث‬
‫ي�شكلون نحو ‪ %70‬من‬‫�أكرث من ‪ 100‬لغة ولهجة‪ .‬و ُيعترب امل�سلمون الناطقون باللغة العربية �أكرب جماعة عرقية �إذ ِّ‬
‫ت�شكل الأعراق الأخرى‪ ،‬مثل النوبيني والقبط والبجا وغريهم‪ ،‬الن�سبة املتبقية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫جمموع ال�سكان‪ ،‬فيما ِّ‬
‫‪ .8‬مل تتوقف ال�صراعات واال�ضطرابات ال�سيا�سية تقريب ًا يف ال�سودان منذ ح�صوله على اال�ستقالل يف عام ‪ .1956‬وكان‬
‫ال�سبب الرئي�سي لل�صراعات يف ال�سودان وال يزال هو االختالالت الهيكلية والإقليمية‪ ،‬حيث متثل اخلرطوم «مركز»‬
‫ال�سلطة االقت�صادية وال�سيا�سية والتي تهيمن عليها الفئات العربية يف الغالب‪ ،‬مع وجود مناطق �أكرث «تهمي�شاً»‬
‫يف الغرب وال�شرق واجلنوب‪ .‬وقد ن�ش�أ هذا االنق�سام على مدى قرون‪ ،‬فلطاملا كان وادي نهر النيل اخلِ�صب جاذباً‬

‫(‪.)ACAPS‬‬ ‫‪ .4‬م�شروع تقييم القدرات‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪4‬‬


‫ور�سخ احلكم العثماين امل�صري يف القرن التا�سع ع�شر مركزية منطقة النهر باختيار‬ ‫لال�ستيطان والن�شاط االقت�صادي‪َّ .‬‬
‫اخلرطوم لتكون املركز ال�سيا�سي والإداري و�إن�شاء نظام حكم ال يقوم على العادات القبلية التي كانت �سائدة يف �أنحاء‬
‫كبرية من البالد‪ .‬وعلى نحو مماثل‪� ،‬أقام الربيطانيون حكمهم اال�ستعماري بالرتكيز على النخبة ال�شمالية‪/‬اخلرطوم‪،‬‬
‫فيما كانوا ي�سيطرون على «�أطراف» البالد من خالل منظومة رخوة من االتفاقيات مع زعماء القبائل املحليني‪ .‬وعلى‬
‫مدى دورات خمتلفة من التمرد والقمع اللذين ميزا العالقة بني املركز والأطراف‪� ،‬أ�صبح هذا االنق�سام هيكلياً الآن‪.‬‬
‫يرتكز الفقر عاد ًة يف اجلنوب والغرب وثمة ارتباط وثيق بني‬ ‫وبا�ستثناء والية البحر الأحمر يف ال�شمال ال�شرقي‪َّ ،‬‬
‫الفقر والت�أثُّر بال�صراعات حيث ن�ش�أت بينهما عالقة طردية مع مرور الوقت‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ف�إن مظامل ال�سكان يف �أطراف‬
‫ال�سودان ُتع َزى بالأ�سا�س �إىل الواقع االجتماعي واالقت�صادي الذي تفاقم ب�سبب االنق�سامات الثقافية والدينية التي‬
‫تنبع من وجود هيكل هرمي ا�ستعماري (رمبا �أقدم من ذلك) وعن�صري والتي قد جرى ا�ستغاللها عمداً (على �سبيل‬
‫املثال‪ ،‬ب�إعالن «اجلهاد» على اجلماعات اجلنوبية)‪ ،‬ما �أدى �إىل �إحداث ت�أثري مدمر‪.‬‬
‫اندلعت الثورة ال�سودانية عام ‪ 2019‬ب�سبب وجود مظامل عميقة اجلذور نابعة عن �أوجه العالقة بني املركز والأطراف‬ ‫‪.9‬‬
‫بالإ�ضافة �إىل عقود من احلكم الديني اال�ستبدادي الع�سكري الذي مت َّيز بنظام مركزي ُنخ َبوي قائم على املح�سوبية‪ .‬ومع �أن‬
‫االحتجاجات بد�أت ب�سبب ارتفاع تكاليف ال�سلع الأ�سا�سية‪ ،‬ال�سيما اخلبز‪ ،‬يف دي�سمرب ‪ ،2018‬ف�إنها �سرعان ما حت َّولت‬
‫�إىل انتفا�ضة �شعبية متوا�صلة �أطاحت بالرئي�س ُعمر الب�شري‪ ،‬الذي حكم البالد لفرتة طويلة‪ ،‬بعد �ستة �شهور‪ .‬و ُيع َزى �سقوط‬
‫نظام الب�شري بدرجة كبرية �إىل التحوالت التي وقعت خالل الأعوام اخلم�سة ع�شر ال�سابقة‪ ،‬ال�سيما ال�صراع طويل الأمد‬
‫يف اجلزء اجلنوبي من البالد الذي جرت ت�سويته نهائياً بتوقيع اتفاق ال�سالم ال�شامل يف عام ‪ ،2005‬الأمر الذي مهد‬
‫الطريق النف�صال جنوب ال�سودان يف عام ‪ .2011‬وكانت �إحدى النتائج الرئي�سية لهذا االتفاق هي خ�سارة ال�سودان ملا‬
‫يبلغ ‪ %75‬من احتياطياته النفطية‪ ،‬بل ازداد الو�ض َع �سوءاً من جراء ا�ستمرار التوترات التي ق َّل�صت ب�شكل �أكرب �إيرادات‬
‫ال�شمال املتو َّقع حت�صيلها من ال�صادرات النفطية‪ ،‬مما �أدى �إىل تعميق الأزمة االقت�صادية وتقوي�ض قدرة النظام ال�سابق على‬
‫احلفاظ على �شبكة املح�سوبية املوالية له‪ .‬ورغم رهان النظام على �صناعة تعدين الذهب املزدهرة لتع ِّو�ض عائدات النفط‬
‫(حيث زاد �إنتاج الذهب بن�سبة ‪ %141‬يف الفرتة بني عامي ‪ 2012‬و‪ ،)2017‬ف�إن �ضعف اللوائح التنظيمية والطبيعة‬
‫الالمركزية لإنتاج الذهب قد �سلبا اخلزانة العامة جزءاً كبرياً من قيمة الذهب املُ�ستخ َرج‪ .‬وكان من بني املنتفعني عنا�صر‬
‫اجلهاز الأمني ‪ -‬الع�سكري وا�سع االنت�شار‪ ،‬مبا يف ذلك القوات �شبه الع�سكرية‪ .‬و�أدى االنهيار االقت�صادي الناجت عما‬
‫�سبق‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ال�صراع العنيف الدائر بال هوادة يف دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق‪� ،‬إىل احت�شاد اجلماهري‬
‫ال�سودانية يف خمتلف املناطق احل�ضرية والريفية لالنتفا�ض �ضد نظام �ضعيف محُ اطٍ بخ�صوم ُكثرُ من الداخل‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫‪ .10‬بحث تقييم للمخاطر والقدرة على ال�صمود يف وجه امل�صاعب والتحديات‪� ،‬أُجري يف �أغ�سط�س ‪ ،2019‬كيفية ت�أثُّر‬
‫م�سرية التنمية يف ال�سودان بالأ�سباب الرئي�سية لله�شا�شة وال�صراع والعنف وعوامل القدرة على ال�صمود يف الفرتة‬
‫املقبلة (انظر الإطار ‪ .)1‬وقام بحث حمدث �أُجرِي يف يوليو ‪ 2020‬بتقييم مدى ت�أثري تلك الديناميكيات خالل‬
‫ال�شهور االثني ع�شر التي َّمرت منذ الإطاحة بالرئي�س ال�سابق الب�شري‪ .‬وكانت النتيجة الرئي�سية هي �أنه رغم �إحراز‬
‫تقدم كبري جلعل الت�سوية ال�سيا�سية �أكرث �شمو ًال وفتح االقت�صاد تدريجياً وحتقيق ال�سالم مع احلركات امل�سلحة‬ ‫ُّ‬
‫يف البالد‪ ،‬ف�إنه مل يتم بعد تفكيك �آليات االقت�صاد ال�سيا�سي املُثقَل باملح�سوبية ووط�أة الأجهزة الأمنية منذ عهد‬
‫الب�شري‪.‬‬
‫الإطار ‪ .1‬نتائج تقييم املخاطر والقدرة على ال�صمود يف وجه امل�صاعب والتحديات يف ال�سودان‪ :‬العوامل الرئي�سية‬
‫لله�شا�شة وال�صراع والعنف وعوامل القدرة على ال�صمود‬
‫الأ�سباب الهيكلية الرئي�سية لله�شا�شة‪:‬‬
‫• �إرث من احلكم اال�ستبدادي بالتواط�ؤ مع النخبة‪ ،‬الأمر الذي نتج عنه احتكار ال�سلطة ال�سيا�سية واالقت�صادية يف نظام مركزي‬
‫مقره اخلرطوم تدعمه �شبكات املح�سوبية وا�سعة‪.‬‬
‫• تاريخ من اختالل االقت�صاد و�سيطرة النخبة عليه‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إىل ن�شوء تفاوتات كبرية ونقاط �ضعف يف االقت�صاد الكلي واملالية‬
‫العامة دفعت ال�سودان �إىل حافة االنهيار االقت�صادي‪.‬‬
‫• االختالالت الإقليمية و�أمناط الإق�صاء االجتماعي التي خلقت العديد من املظامل املعزوة �إىل التهمي�ش‪ ،‬والتفاوت يف تقدمي‬
‫اخلدمات‪ ،‬وحرمان الن�ساء وال�شباب من حقوقهم‪.‬‬
‫• �ضعف قدرات امل�ؤ�س�سات على احلد من ال�صراعات و�إدارتها‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إىل ن�شوب نزاعات داخل املجتمعات املحلية‬
‫وفيما بينها على الأرا�ضي واملياه واملوارد الطبيعية‪ ،‬وتفاقم ذلك ب�سبب تغيرُّ املناخ والنمو ال�سكاين‪.‬‬

‫م�صادر القدرة على ال�صمود ونقاط القوة امل�ؤ�س�سية‪:‬‬


‫‪ ) 1‬القدرات الالزمة للحوكمة وو�ضع ال�سيا�سات رغم ما �شهدته معظم امل�ؤ�س�سات تاريخياً من جتريف و�إق�صاء‪.‬‬
‫‪ ) 2‬الأ�صول االقت�صادية مبا يف ذلك املوارد الطبيعية ف�ض ًال عن حيوية وحراك املجتمع الذي يتم َّيز �أفراده‪ ،‬على الأقل جزء‬
‫منهم‪ ،‬بتعليمهم العايل‪.‬‬
‫‪ ) 3‬جمتمع قوي لديه القدرة على العمل اجلماعي لي�س فقط على امل�ستوى الوطني بل على امل�ستوى املحلي وال�شعبي‪ ،‬مع‬
‫وجود املهنيني وال�شباب والن�ساء يف ال�صدارة‪.‬‬
‫التما�سك وال�صمود املجتمعي الالفت يف مناطق ال�صراع رغم الأو�ضاع املناوئة من عنف ونزوح ونق�ص التنمية‪.‬‬

‫‪ .11‬ال يزال ال�سبب الهيكلي الرئي�سي لأو�ضاع اله�شا�شة وال�صراع والعنف يف ال�سودان يتمثل يف االختالل االجتماعي‬
‫واالقت�صادي القائم من وقت طويل بني املركز والأطراف‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل وجود �إرث من الت�سوية ال�سيا�سية قائم على‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪6‬‬


‫�إق�صاء �أجزاء كبرية من ال�سكان‪ .‬وقد خ َّلف حكم الب�شري الذي امتد لثالثة عقود اقت�صاداً م�ش َّوهاً ب�شدة كان يخدم‬
‫م�صالح نخبة �ضيقة وقطاع �أمني باهظ التكلفة ومفتقر �إىل ال�شفافية قام مبزاحمة اال�ستثمارات يف ر�أ�س املال الب�شري‬
‫والبنية التحتية العامة‪ .‬و�أدت ال�صراعات يف دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق و�أجزاء �أخرى من البالد �إىل‬
‫تفتيت الن�سيج االجتماعي وامل�ؤ�س�سات‪ ،‬ال�سيما على امل�ستوى املحلي‪ ،‬من خالل عمليات النزوح الق�سري ودورات‬
‫التم ُّرد والقمع املتكررة وغريها‪ .‬و�سيتطلب تغيري الو�ضع النا�شئ عن االقت�صاد ال�سيا�سي يف عهد الب�شري التغ ُّلب على‬
‫اخلالفات احلتمية فيما بني جمموعة وا�سعة من �أ�صحاب امل�صلحة اجلدد والقدامى‪ .‬و ُتعد الفرتة االنتقالية‪ ،‬املتفق‬
‫على ا�ستمرارها حتى انتخاب حكومة مدنية يف خريف عام ‪ ،2022‬بالغة الأهمية لبناء نظام حوكمة يت�سم بال�شفافية‬
‫وملتزم بالقواعد وخا�ضع للم�ساءلة لإر�ساء دعائم �إقامة نظام حكم �أكرث ا�ستقراراً‪.‬‬
‫‪� .12‬أ�سفرت ثورة عام ‪ 2019‬عن ت�سوية �سيا�سية مت َّيزت بااللتزام بالتح ُّول �إىل احلكم الدميقراطي وتعيني حكومة انتقالية‬
‫من التكنوقراط‪ .‬ويف �أغ�سط�س ‪ ،2019‬قام ائتالف مدين ُيطلق عليها ا�سم «قوى احلرية والتغيري» بتوقيع اتفاق مع‬
‫املجل�س الع�سكري االنتقايل لت�شكيل جمل�س �سيادي مدين‪-‬ع�سكري م�شرتك وحكومة انتقالية للإ�شراف على فرتة‬
‫انتقالية ت�ستغرق ‪� 39‬شهراً حتى �إجراء انتخابات دميقراطية‪ .‬وهذه احلكومة مف َّو�ضة ب�إدارة عملية التح ُّول ال�سيا�سي‬
‫وكذلك اعتماد ال�سيا�سات والإ�صالحات وامل�ؤ�س�سات الالزمة لتحقيق ال�سالم‪ ،‬واال�ستقرار‪ ،‬والنمو االقت�صادي‬
‫ال�شامل للجميع‪ ،‬وا�ستئناف العمل مع املجتمع الدويل‪.‬‬
‫‪ .13‬خالل العام املا�ضي‪� ،‬أ�صبحت الت�سوية ال�سيا�سية يف ال�سودان �أكرث �شمو ًال‪ .‬فلأول مرة منذ ‪ 30‬عام ًا‪ ،‬ير�أ�س مدين‬
‫حكومة ال�سودان‪ .‬كما مت حترير ال�صحافة و�إلغاء القوانني املُق ِّيدة لل�سلوكيات االجتماعية يف الأماكن العامة‪ ،‬ال�سيما‬
‫ويركز ب�شكل خا�ص على �إتاحة الفر�ص لل�شباب‪.‬‬ ‫بالن�سبة للن�ساء‪ .‬وي�ؤكد الإعالن الد�ستوري حقوق الأقليات ِّ‬
‫�سمى قوى احلرية والتغيري‪ ،‬الآن جزءاً ال يتجز�أ من الهيكل احلاكم يف‬
‫‪5‬‬ ‫ِّ‬
‫وي�شكل ائتالف احلركة االحتجاجية‪ ،‬املُ َّ‬
‫الفرتة االنتقالية‪ .‬وقد بد�أت املفاو�ضات مع اجلماعات امل�سلحة يف خريف عام ‪ 2019‬و�أ�سفرت عن وقف لإطالق‬
‫النار‪ ،‬و�إطالق �سراح املعتقلني‪ ،‬وتعيني والة مدنيني‪ ،‬واالتفاق على حت�سني و�صول امل�ساعدات الإن�سانية �إىل املناطق‬
‫املت�ضررة من ال�صراعات‪.‬‬

‫جتمع املهنيني ال�سودانيني‪،‬‬


‫‪ .5‬قوى احلرية والتغيري‪ ،‬التي ت�أ�س�ست يف يناير ‪ ،2019‬هي حتالف �سيا�سي وا�سع من اجلماعات املدنية والثورية التي من بينها ُّ‬
‫وجتمع‬
‫ومبادرة ال لقهر الن�ساء‪ ،‬واملجموعات الن�سوية ال�سيا�سية واملدنية (من�سم)‪ ،‬واجلبهة الثورية ال�سودانية‪ ،‬وقوى الإجماع الوطني‪ ،‬ونداء ال�سودان‪ُّ ،‬‬
‫الوحدويني‪ ،‬وجلان املقاومة ال�سودانية‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫‪ .14‬مع ذلك‪ ،‬مازالت احلكومة االنتقالية تواجه حتديات يف تفكيك ما خلَّفه النظام ال�سابق من اختالالت �سيا�سية‬
‫واقت�صادية‪ .‬ويتعينَّ على احلكومة املوازنة بني م�صالح ثالث جمموعات رئي�سية من الأطراف الفاعلة املحلية التي لكل‬
‫وجتمع املهنيني ال�سودانيني‪،‬‬
‫منها مكوناته الفرعية‪ )1( :‬الأطياف املتنوعة واملنق�سمة التي تك ِّون قوى احلرية والتغيري ُّ‬
‫ومن بينها الأحزاب ال�سيا�سية ومنظمات املجتمع املدين واحلركات ال�شعبية وكذلك جلان املقاومة التي تتحلى‬
‫بقدرات كبرية على العمل اجلماعي؛ (‪ )2‬جهاز الأمن الع�سكري الذي يت�ألف من نخبة القوات امل�سلحة ال�سودانية‬
‫وجهاز الأمن واملخابرات الوطني الذي مازال ي�ضم مت�شددين من النظام ال�سابق ويهيمن على �أجزاء كبرية من‬
‫االقت�صاد‪ ،‬وكذلك قوات الدعم ال�سريع‪ ،‬وهي قوات �شبه ع�سكرية قاتلت حل�ساب النظام يف دارفور؛ و(‪ )3‬احلركات‬
‫امل�سلحة املنق�سمة �أي�ضا والتي ت�شمل‪ ،‬على �سبيل املثال ال احل�صر‪ ،‬اجلبهة الثورية ال�سودانية وهي حتالف ه�ش من‬
‫اجلماعات املتمردة‪ .‬ووقعت حكومة ال�سودان واجلبهة الثورية ال�سودانية وحركة حترير ال�سودان‪ -‬ف�صيل ميني ميناوي‬
‫بالأحرف الأوىل على اتفاق �سالم يف جوبا يف ‪� 31‬أغ�سط�س والذي يت�ضمن ثمانية بروتوكوالت تتعلق بق�ضايا منها‬
‫الأمن‪ ،‬وتقا�سم ال�سلطة‪ ،‬وتقا�سم الإيرادات‪ ،‬وملكية الأرا�ضي‪ ،‬وعودة النازحني‪ .‬وال ي�شمل اتفاق ال�سالم احلركة‬
‫ال�شعبية لتحرير ال�سودان‪� -‬شمال ف�صيل عبد العزيز احللو رغم م�شاركتها يف املحادثات‪ ،‬لكنها ا�ستمرت يف التفاو�ض‬
‫ب�شكل منف�صل مع احلكومة مما �أدى �إىل توقيع اتفاق يف ‪� 3‬سبتمرب ي�ؤكد االلتزام ب�أن ال�سودان بلد متعدد الأعراق‬
‫والإثنيات والثقافات‪ .‬وال ي�شمل اتفاق ال�سالم �أي�ضا حركة حترير ال�سودان‪-‬ف�صيل عبد الواحد التي رف�ضت عملية‬
‫ال�سالم لتحديد �شروط م�سبقة‪ ،‬حيث دعت �إىل توفري بيئة �آمنة يف دارفور وعودة النازحني داخلياً‪ .‬وهناك جمموعة‬
‫رابعة من الأطراف الفاعلة وهي اجلهات اخلارجية الثنائية ومتعددة الأطراف التي لها �أجندات وعالقات متفاوتة مع‬
‫الأطراف املحلية‪ .‬ومتار�س بع�ض هذه اجلهات اخلارجية �أو ميكنها ممار�سة ت�أثري كبري على عمليات التنمية يف ال�سودان‪.‬‬
‫ورغم ا�ستمرار بذل اجلهود‪ ،‬فمن الوا�ضح �أن عملية بناء ال�سالم �ستكون معقدة و�ست�ستغرق وقتاً‪.‬‬
‫‪ .15‬ي�ؤثر االقت�صاد ال�سيا�سي املعقد يف ال�سودان على �آفاق الإ�صالحات االقت�صادية الالزمة لو�ضع البالد على م�سار‬
‫حتقيق التنمية امل�ستدامة واملن�صفة‪ .‬و�سينطوي �أحد العنا�صر الرئي�سية للإ�صالحات على حرمان اجلهات الأمنية‬
‫يف ال�سودان من تدفقات الدخل التي ال تت�سم بال�شفافية من �أجل تعزيز تنمية القطاع اخلا�ص وتنظيم املالية‬
‫العامة‪ .‬وي�شمل ذلك التواجد الكبري للجهات الأمنية يف القطاعات املتعلقة بالنفط‪ ،‬وال�صمغ العربي‪ ،‬وال�سم�سم‪،‬‬
‫والأ�سلحة‪ ،‬والوقود‪ ،‬والقمح‪ ،‬واالت�صاالت ال�سلكية والال�سلكية‪ ،‬والبنوك‪ ،‬والعقارات‪ ،‬والذهب ف�ض ًال عن‬
‫جمموعة وا�سعة من ال�سلع اال�ستهالكية‪ .‬وحتى وقت قريب‪ ،‬كانت التقارير ت�شري �إىل �أن قطاع الأمن ي�ستنزف ما‬
‫ي�صل �إىل ‪ %70‬من �إيرادات املوازنة العامة‪ .‬وقد اتخذت احلكومة االنتقالية بع�ض اخلطوات املهمة يف هذا ال�ش�أن‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪8‬‬


‫مثل حل جهاز خمابرات الب�شري وتقلي�ص م�شاركة ال�سودان يف ال�صراعات الدائرة باليمن وليبيا‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫ف�سيكون من ال�ضروري �أن توازن احلكومة بني فر�ض الرقابة املدنية و�إدراج خم�ص�صات اجلهات الأمنية «باملوازنة»‬
‫من ناحية وبني خماطر عرقلة املرحلة االنتقالية التي ال تزال ه�شة من ناحية �أخرى‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬تتوقع غالبية‬
‫اجلماهري حتقيق تغيري �سريع‪ ،‬الأمر الذي جت ّلى م�ؤخراً يف خروج م�سريات �شعبية كبرية لالحتجاج على بطء وترية‬
‫الإ�صالح يف يونيو ‪.2020‬‬

‫ال�سياق االقت�صادي‬
‫‪� .16‬شهد ال�سودان تدهور ًا اقت�صادي ًا �سريع ًا‪ ،‬حيث تراجع من كونه بلدا متو�سط الدخل �إىل بلد منخف�ض الدخل يف عام‬
‫التحرك ب�سرعة لتحقيق ا�ستقرار االقت�صاد‬ ‫‪ .2020‬ويعر�ض اجلدول «‪ »1‬امل�ؤ�شرات الرئي�سية التي ُتظهر �ضرورة ُّ‬
‫والت�صدي للزيادة احلادة يف ن�سبة الفقر‪ .‬و ُيع َزى هذا الرتاجع يف الن�شاط بالأ�سا�س �إىل العجز منذ �سنوات طويلة‬
‫عن التك ُّيف مع ال�صدمة االقت�صادية الكبرية املتمثلة يف فقدان ‪ %75‬من االحتياطيات النفطية مع انف�صال جنوب‬
‫ي�شكل ‪ %50‬من‬ ‫ال�سودان يف عام ‪ .2011‬وخالل فرتة ما قبل التق�سيم بني عامي ‪ 2003‬و‪ ،2011‬كان النفط ِّ‬
‫الإيرادات املحلية و‪ %95‬من عائدات الت�صدير‪ .‬وبعد انف�صال اجلنوب‪ ،‬خ�سر ال�سودان ‪ %75‬من احتياطياته‬
‫‪6‬‬

‫النفطية وت�سبب ذلك يف �صدمة كبرية يف موازين املالية العامة واملعامالت اخلارجية‪ .‬كما عجز ال�سودان‪ ،‬رغم �إجراء‬
‫حتمله‪ .‬فقد ارتفع حجم هذا الدعم �إىل‬ ‫بع�ض املحاوالت‪ ،‬عن خف�ض الدعم ال�سلعي الهائل الذي مل ي ُعد بالإمكان ُّ‬
‫ما يعادل قرابة ‪ %100‬من الإيرادات احلكومية يف عام ‪ .2019‬وظل �سعر ال�صرف الر�سمي ُمق َّوماً ب�أعلى من قيمته‬
‫الفعلية ف�ض ًال عن وجود نظام ذي �أ�سعار �صرف متعددة لتوزيع النقد الأجنبي املتاح لتغطية واردات الوقود وال�سلع‬
‫الأخرى ذات الأولوية‪ .‬و�أدى تنامي اختالالت االقت�صاد الكلي امل�صاحبة لذلك �إىل زعزعة اال�ستقرار وتباط�ؤ‬
‫النمو‪ .‬وثانياً‪ ،‬ت�سببت اال�ضطرابات االجتماعية التي وقع معظمها يف جنوب البالد‪ ،‬وما ارتبط بها من خيارات‬
‫�سيا�سية اتخذتها القيادة‪ ،‬يف تعطيل الن�شاط االقت�صادي وعزل ال�سودان فعلياً عن معظم االقت�صاد العاملي‪ .‬و�أخرياً‪،‬‬
‫فحتى يف �سنوات عائدات النفط الكبرية‪ ،‬كانت �إدارة االقت�صاد ال�سوداين �سيئ ًة ومن �أبرز ال�شواهد على ذلك‬
‫املبالغة يف تقدير قيمة �سعر ال�صرف ونق�ص اال�ستثمارات العامة الالزمة مما �أ�ض َّر بالقطاعات الإنتاجية ال�سيما الزراعة‬
‫وال�سياحة‪ .‬وقد �أثرت هذه الأمور ب�شكل تراكمي على وترية النمو وفاقمت �أزمة انعدام الأمن الغذائي‪.‬‬

‫‪ .6‬املجل�س القومي لل�سكان‪ ،‬وزارة الرعاية وال�ضمان االجتماعي‪« ،‬م�سودة تقرير‪ :‬الأهداف الإمنائية للألفية‪ :‬واقع ال�سودان وحتدياته و�آفاقه‪ ».‬اخلرطوم‪،‬‬
‫ال�سودان‪ ،‬مار�س ‪ ،2012‬ال�صفحتان ‪.2‐1‬‬

‫‪9‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫اجلدول ‪ .1‬م�ؤ�شرات االقت�صاد الكلي والفقر والتنمية الب�شرية‬
‫‪2020‬م‬ ‫‪ 2019‬ت‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪-8.2‬‬ ‫‪-1.0‬‬ ‫‪-2.3‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪4.70‬‬ ‫‪4.91‬‬ ‫‪-0.33‬‬ ‫‪7.49‬‬ ‫منو �أجمايل الناجت املحلي‬
‫‪-5.5‬‬ ‫‪-1.0‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪-10.7‬‬ ‫‪-0.7‬‬ ‫‪-1.7‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫ال�صناعة‬
‫‪-8.4‬‬ ‫‪-4.7‬‬ ‫‪-3.2‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫اخلدمات‬
‫ن�صيب الفرد من �إجمايل الناجت املحلي (بالأ�سعار‬
‫‪730‬‬ ‫‪780‬‬ ‫‪854‬‬ ‫‪1125‬‬ ‫‪1299‬‬ ‫‪1910‬‬ ‫‪1401‬‬ ‫‪689‬‬ ‫اجلارية للدوالر الأمريكي‬
‫‪140.0‬‬ ‫‪51.3‬‬ ‫‪64.8‬‬ ‫‪32.0‬‬ ‫‪17.8‬‬ ‫‪16.9‬‬ ‫‪13.2‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫الت�ضخم (املتو�سط ال�سنوي مل�ؤ�شر �أ�سعار امل�ستهلكني)‬
‫‪-12.5‬‬ ‫‪-15.0‬‬ ‫‪-13.0‬‬ ‫‪-10.2‬‬ ‫‪-8.1‬‬ ‫‪-7.4‬‬ ‫‪-2.8‬‬ ‫‪-9.3‬‬ ‫ميزان احل�ساب اجلاري (‪ %‬من �أجمايل الناجت املحلي)‬
‫‪-7.0‬‬ ‫‪-11.0‬‬ ‫‪-8.0‬‬ ‫‪-6.5‬‬ ‫‪-4.5‬‬ ‫‪-3.8‬‬ ‫‪-0.4‬‬ ‫‪-1.8‬‬ ‫ر�صيد املوازنة العامة (‪ %‬من �إجمايل الناجت املحلي)‬

‫‪260.0‬‬ ‫‪211.7‬‬ ‫‪185.6‬‬ ‫‪159.6‬‬ ‫‪127.9‬‬ ‫‪92.2‬‬ ‫‪74.6‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الدين العام (‪ %‬من �إجمايل الناجت املحلي)‬
‫(‪%‬‬ ‫الدين اخلارجي العام وامل�ضمون من قبل احلكومة‬
‫‪246.0‬‬ ‫‪193.0‬‬ ‫‪176.0‬‬ ‫‪150.8‬‬ ‫‪118.8‬‬ ‫‪82.7‬‬ ‫‪64.9‬‬ ‫‪..‬‬ ‫من �إجمايل الناجت املحلي)‬
‫معدل الفقر الدويل (‪ 1٫9‬دوالر للفرد يف اليوم على‬
‫‪20.0‬‬ ‫‪14.2‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪14.4‬‬ ‫‪14.9‬‬ ‫�أ�سا�س تعادل القوة ال�شرائية يف عام ‪)2011‬‬
‫معدل الفقر وفقاً خلط الفقر يف ال�شريحة الدنيا من‬
‫البلدان متو�سطة الدخل (‪ 3٫2‬دوالرات للفرد يف اليوم‬
‫ب‪،‬ج‬
‫‪55.7‬‬ ‫‪47.0‬‬ ‫‪43.7‬‬ ‫‪40.4‬‬ ‫‪40.8‬‬ ‫‪42.2‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40.5‬‬ ‫على �أ�سا�س تعادل القوة ال�شرائية يف عام ‪)2011‬‬
‫د‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪147‬‬ ‫م�ؤ�شر التنمية الب�شرية‪ ،‬الت�صنيف العاملي‬
‫معدل امل�شاركة الن�سائية يف القوى العاملة (‪ %‬من‬
‫‪..‬‬ ‫‪29.10‬‬ ‫‪29.10‬‬ ‫‪28.88‬‬ ‫‪28.71‬‬ ‫‪28.56‬‬ ‫‪28.12‬‬ ‫‪28.22‬‬ ‫عدد ال�سكان من الإناث فوق �سن ‪ 15‬عاماً)‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪76.8‬‬ ‫‪75.9‬‬ ‫‪73.1‬‬ ‫‪71.7‬‬ ‫‪63.3‬‬ ‫الإلتحاق باملدار�س‪ ،‬املرحلة الإبتدائية (‪� %‬صايف)‬
‫الإلتحاق باملدار�س‪ ،‬املرحلة الإبتدائية‪� ،‬إناث (‪ %‬من‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪74.4‬‬ ‫‪73.2‬‬ ‫‪69.8‬‬ ‫‪67.8‬‬ ‫‪59.1‬‬ ‫الإجمايل)‬
‫الإلتحاق باملدار�س‪ ،‬املرحلة الثانوية‪( ،‬الإجمايل)‪،‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪1.01‬‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪0.98‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪0.93‬‬ ‫م�ؤ�شر التكاف�ؤ بني البنات والبنني‬

‫حتمل‬
‫امل�صادر‪ :‬البنك الدويل‪ ،‬قطاع املعلومات العاملية للفقر والعدالة‪ ،‬وقطاع املمار�سات العاملية لالقت�صاد الكلي والتجارة واال�ستثمار‪ ،‬م�ؤ�شرات التنمية العاملية‪ ،‬حتليل ا�ستمرارية القدرة على ُّ‬
‫�أعباء الدين يف مار�س ‪ ،2020‬م�ؤ�شر التنمية الب�شرية لربنامج الأمم املتحدة الإمنائي‪ .‬مالحظات‪ :‬ت= تقديرات‪ ،‬م= متوقع‪.‬‬
‫حتمل �أعباء الدين ي مار�س ‪ 2020‬وتغطي حتى عام ‪ 2019‬؛ تقديرات خرباء البنك الدويل ب�ش�أن توقعات عام ‪.2020‬‬ ‫(�أ) الأرقام م�أخوذة من حتليل ا�ستمرارية القدرة على ُّ‬
‫(ب) احل�سابات م�ستندة على امل�سح القومي للبيانات الأ�سا�سية للأ�سر لعام ‪ .2014‬البيانات الفعلية‪ .2014 :‬التنب�ؤات الآنية‪� .2019-2015 :‬أرقام ‪ 2005‬تخ�ص عام ‪ .2009‬والأرقام بعد‬
‫عام ‪ 2015‬هي عبارة عن تقديرات‪ .‬تتعلق التوقعات بالفرتة من عام ‪� 2020‬إىل عام ‪.2022‬‬
‫(ج) التوقعات حم�سوبة ب�إ�ستخدام التوزيع املحايد (‪ ،)2014‬حيث �إن �أثر التغيرُّ يف �سعر ال�صرف ‪ (path-through) = 1‬على �أ�سا�س ن�صيب الفرد من �إجمايل الناجت املحلي با�أ�سعار الثابتة‬
‫للعملة املحلية‪.‬‬
‫جممعة من التقارير ال�سنوية عن م�ؤ�شر التنمية الب�شرية لربنامج الأمم املتجدة الإمنائي‪.‬‬
‫(د) ّ‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪10‬‬


‫‪ .17‬يعاين االقت�صاد ال�سوداين من الركود منذ عام ‪ .2018‬ورغم �أن الإح�صاءات الر�سمية لإجمايل الناجت املحلي‬
‫يف ال�سنوات ال�سابقة قد ُتظهر خالف ذلك‪ ،‬ف�إن البيانات الر�سمية الأخرى ت�شري �إىل �أن وترية منو �إجمايل الناجت‬
‫‪7‬‬

‫املحلي يف ال�سودان رمبا تراجعت �إىل �أقل من ‪ %2‬يف املتو�سط خالل الفرتة من ‪� 2012‬إىل ‪ 2017‬وحت َّولت �إىل‬
‫�سلبية يف الفرتة من ‪� 2018‬إىل ‪ .2019‬ويف ظل الأزمة الطارئة جلائحة كورونا وتدابري الإغالق‪� ،‬ست�صل ن�سبة‬
‫انكما�ش �إجمايل الناجت املحلي يف عام ‪� 2020‬إىل ‪� %8‬أو �أكرث‪ .‬وتدهور و�ضع املالية العامة يف الفرتة من ‪2018‬‬

‫ت�ضخم دعم الوقود‪ ،‬كما فر�ضت هذه اجلائحة حتديات �إ�ضافية غري متوقعة على املوازنة‬ ‫�إىل ‪ 2019‬خا�ص ًة ب�سبب ُّ‬
‫يف عام ‪ .2020‬وارتفع �إجمايل دعم الوقود (ال�صريح وال�ضمني) بنحو ‪ 7.5‬نقاط مئوية لي�صل �إىل ما ميثل‬
‫‪ %11.75‬من �إجمايل الناجت املحلي خالل الفرتة نف�سها‪ ،‬وذلك ب�سبب ارتفاع �أ�سعار النفط العاملية وانخفا�ض‬
‫�سعر ال�صرف وزيادة ا�ستهالك الوقود‪ .‬وارتفع عجز املوازنة العامة ب�سرعة من ‪ %6.5‬من �إجمايل الناجت املحلي‬
‫يف عام ‪� 2017‬إىل ‪ %10.75‬من �إجمايل الناجت املحلي يف عام ‪ .2019‬ويف عام ‪ ،2020‬ق َّلت �إيرادات املوازنة‬
‫االحتادية عما كان متوقعاً يف املوازنة املخططة ب�أكرث من ‪ ،%40‬فيما زادت النفقات ال�صحية واالجتماعية عن‬
‫احلد املتوقع ب�سبب �أزمة كورونا‪.‬‬
‫‪ .18‬يفيد دعم الطاقة يف ال�سودان الأغنياء �أكرث من غريهم‪ .‬و ُيظهر حتليل ا�ستهالك الوقود ح�سب �شرائح‬
‫الإنفاق ا ُخلم�سية الطبيعة التنازلية لدعم �أ�سعار الوقود‪ ،‬حيث ي�ستحوذ الأغنياء ب�صورة مبا�شرة على اجلزء‬
‫الأكرب من دعم الوقود‪ .‬وباملثل‪ ،‬ت�ستحوذ �أغنى �شريحتني ُخم�سيتني على �أكرث من ‪ %60‬من دعم الكهرباء‬ ‫‪8‬‬

‫خم�سية بن�سبة ال تتعدى ‪ .%5‬وي�ستفيد ما يرتاوح من ‪35‬‬ ‫املُ َّ‬


‫وجه للأ�سر املعي�شية‪ ،‬فيما ت�ستفيد �أدنى �شريحة ُ‬
‫�إىل ‪ %40‬فقط من الأ�سر املعي�شية ال�سودانية‪ ،‬معظمها يف واليتي اخلرطوم واجلزيرة‪ ،‬من دعم الكهرباء فيما ال‬
‫تغطي ال�شبكة معظم الفقراء يف الريف‪ .‬ومن املفرت�ض �أن ي�ساعد خف�ض دعم الوقود ب�شكل كبري‪ ،‬مع زيادة‬
‫الإيرادات اخلارجية‪ ،‬يف تقلي�ص حجم اختالالت املوازنة التي مازالت كبرية للغاية يف عام ‪.2020‬‬
‫‪ .19‬ارتفع معدل الت�ضخم ارتفاع ًا كبري ًا يف عام ‪ .2020‬وت�سارع معدل الت�ضخم ال�سنوي ب�أكرث من ‪ %50‬منذ عام‬
‫‪ 2018‬لريتفع �إىل ‪ %140‬و�أكرث يف �سبتمرب ‪ .2020‬ويف ظل حمدودية التمويل اخلارجي �أو �إمكانية االقرتا�ض‬
‫‪9‬‬

‫املحلي‪ ،‬مت ت�سييل العجوزات الكبرية يف املوازنة العامة‪ .‬وخلق هذا الت�سييل حلقة مفرغة من ارتفاع معدل الت�ضخم‬
‫‪ .7‬على �سبيل املثال‪ ،‬بيانات ر�سمية ُتظهر انخفا�ض م�ستويات اال�ستثمار ومنو ن�صيب الفرد من الدخل وكذلك ت�سجيل منو �سلبي يف ال�صادرات‪.‬‬
‫‪ .8‬تقرير البنك الدويل عن الفقر وعدم امل�ساواة (‪.)2019‬‬
‫‪ .9‬اجلهاز املركزي للإح�صاء‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫وانخفا�ض �سعر ال�صرف وزيادة ات�ساع العجوزات‪ .‬ومع تثبيت �أ�سعار الوقود املحلية باجلنيه ال�سوداين‪� ،‬أدى انخفا�ض‬
‫�سعر ال�صرف تلقائياً �إىل زيادة حجم الدعم باملالية العامة‪ ،‬وبالتايل زيادة ت�سييل العجوزات وال�ضغط على �سعر‬
‫ال�صرف‪ .‬وحتى �سبتمرب ‪ ،2020‬ارتفع �سعر ال�صرف يف ال�سوق املوازية مبا يعادل �أربعة �أمثال ال�سعر الر�سمي وهو ‪55‬‬

‫جنيهاً مقابل الدوالر‪.‬‬


‫‪ .20‬يحمل االقت�صاد ال�سوداين �أي�ضا �إرث ًا ثقي ًال من العزلة عن االقت�صاد العاملي ب�سبب �سلوك النظام ال�سابق‪ .‬ويف عام‬
‫‪� ،1993‬ص َّنفت الواليات املتحدة ال�سودان �ضمن الدول الراعية للإرهاب‪ ،‬وتلى ذلك فر�ض عقوبات اقت�صادية‬
‫وجتارية ومالية �شاملة‪ .‬ويف عام ‪ ،2005‬فر�ضت الأمم املتحدة عقوبات على ال�سودان ت�شمل حظر توريد الأ�سلحة‬
‫وحظر ال�سفر وجتميد �أ�صول �أفراد وكيانات حمددة‪.‬‬
‫ر�صيد املت�أخرات‬ ‫ر�صيد الديون اال�سمي‬
‫(مبليارات الدوالرات)‬ ‫(�شام ًال املت�أخرات)‬
‫مت�أخرات �إجمايل ‪ %‬من‬ ‫املت�أخرات‬ ‫‪ %‬من‬ ‫مبليارات‬
‫الفوائد املت�أخرات الإجمايل‬ ‫من �أ�صل‬ ‫الإجمايل‬ ‫الدوالرات‬
‫الدين‬
‫‪100‬‬ ‫‪50.9‬‬ ‫‪39.8‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪55.9‬‬ ‫الإجمايل‬
‫‪8‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5.5‬‬
‫متعدد الأطراف‬

‫‪2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية‬


‫‪2‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫�صندوق النقد الدويل ‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫البنك االفريقي للتنمية‬


‫ال�صندوق العربي للإمناء‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫االقت�صادي واالجتماعي‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫�صندوق النقد العربي‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫�أخرى‬
‫‪76‬‬ ‫‪38.7‬‬ ‫‪31.9‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪42.3‬‬ ‫الثنائية‬

‫‪41‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪21.2‬‬ ‫نادي باري�س‬


‫‪34‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪21.1‬‬
‫غري نادي باري�س‬
‫‪16‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫التجارية‬

‫‪ .21‬من املتوقع �أن ي�صل الدين اخلارجي العام وامل�ضمون من قِ بل احلكومة �إىل نحو ‪ 56‬مليار دوالر بنهاية عام ‪.2020‬‬
‫‪10‬‬

‫مق�سمة بالت�ساوي تقريباً بني دائني نادي باري�س (‪ 21‬مليار‬


‫والديون م�ستحقة ب�شكل �أ�سا�سي لدائنني ثنائيني وهي َّ‬
‫‪ .10‬تقديرات �إر�شادية غري مدققة‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪12‬‬


‫دوالر) ودائنني من خارجه (‪ 21‬مليار دوالر)‪ .‬ومن املتوقع �أن تبلغ مت�أخرات الدين اخلارجي نحو ‪ 51‬مليار دوالر‬
‫بنهاية عام ‪ ،2020‬فيما متثل مت�أخرات الفوائد على الديون الثنائية والتجارية نحو ثالثة �أرباع هذا املبلغ‪.‬‬

‫‪ .22‬يعاين ال�سودان من �ضغوط الديون‪ .‬وال تزال ن�سبتا الدين العام والدين اخلارجي مرتفعتني وال ميكن‬
‫وت�شكل املت�أخرات معظم الدين اخلارجي‪ .‬وبلغت ن�سبتا الدين العام والدين اخلارجي‬ ‫حتملهما‪ِّ ،‬‬‫اال�ستمرار يف ُّ‬
‫‪ %211.7‬و‪ %198.2‬من �إجمايل الناجت املحلي على التوايل يف عام ‪ .2019‬ومتا�شياً مع نتائج �أحدث حتليل‬
‫حتمل �أعباء الديون‪ُ ،‬ي َّقيم الدين اخلارجي لل�سودان على �أنه ال ميكن اال�ستمرار يف‬‫ال�ستمرارية القدرة على ُّ‬
‫‪11‬‬

‫حتمل �أعباء‬ ‫حتمله‪ .‬وجتاوزت جميع م�ؤ�شرات الدين اخلارجي احلدود الإر�شادية لإطار ا�ستمرارية القدرة على ُّ‬ ‫ُّ‬
‫الديون يف البلدان منخف�ضة الدخل يف ظل �سيناريو خط الأ�سا�س‪ ،‬وبقيت م�ؤ�شرات املالءة املالية مقابل الديون‬
‫حتملها‪ ،‬ف�سيتعينَّ‬
‫�أعلى من امل�ستويات املحددة طوال الأفق الزمني للتحليل‪ .‬ولإعادة الديون �إىل م�ستويات ميكن ُّ‬
‫على ال�سودان تنفيذ الإ�صالحات الالزمة‪ ،‬واعتماد �سيا�سات اقت�صادية �سليمة‪ ،‬وبناء �سجل قوي خا�ص بتنفيذ‬
‫ال�سيا�سات لإزالة العقبات �أمام م�ساعي البالد للح�صول على تخفيف من �أعباء الديون مبوجب مبادرة البلدان‬
‫الفقرية املثقلة بالديون‪.‬‬

‫‪ .23‬مازال حتقيق ا�ستقرار القطاع املايل ميثل م�صدر قلق كبري ميكن �أن ي�ؤثر على ا�ستدامة الإ�صالحات االقت�صادية‬
‫املقرتحة والنمو االقت�صادي على الأمدين املتو�سط والطويل‪ .‬وت�ؤثر املخاطر التي تهدد ا�ستقرار هذا القطاع ت�أثرياً‬
‫كبرياً يف عرقلة �إ�صالح االقت�صاد الكلي والنمو االقت�صادي يف البالد بوجه �أعم‪ .‬و ُتعد هذه املخاطر كبرية لعدة‬
‫عوامل من بينها تدين خم�ص�صات القرو�ض املتعرثة‪ ،‬وانخفا�ض م�ستويات الر�سملة يف القطاع امل�صريف‪ ،‬وعدم‬
‫تطبيق �آليات �سليمة تعك�س بدقة جودة الأ�صول وال�سيولة لدى البنوك‪ ،‬وعدم قدرة بنك ال�سودان املركزي على‬
‫الإ�شراف على القطاع امل�صريف و�إدارة حاالت الأزمات ب�شكل ف َّعال‪ .‬ويعاين القطاع املايل �أي�ضا من التدخالت‬
‫ال�سيا�سية الكبرية‪ ،‬الأمر الذي يثري املخاوف ب�ش�أن ت�ضارب امل�صالح ومدى فعالية و�ضع ال�سيا�سات والرقابة‪.‬‬
‫وقد فر�ضت �أزمة كورونا املزيد من التحديات �أمام هذا القطاع وكذلك �أمام م�ؤ�س�سات الو�ساطة املالية التي ُتعد‬
‫�ضروري ًة للأن�شطة االقت�صادية يف البالد‪ .‬و ُيعد م�ستوى ال�شمول املايل و�إتاحة التمويل للم�شروعات ال�صغرية‬
‫واملتو�سطة يف ال�سودان من بني �أدنى امل�ستويات يف منطقة �أفريقيا جنوب ال�صحراء‪ .‬ووفقاً للم�ؤ�شر العاملي لل�شمول‬

‫‪ .11‬يعود تاريخ �آخر عملية �أجراها البنك‪ ،‬باال�شرتاك مع ال�صندوق‪ ،‬ملطابقة بيانات الدين اخلارجي لل�سودان �إىل �أوائل العقد الثاين من الألفية الثالثة‬
‫(الأرقام يف نهاية ‪.)2010‬‬

‫‪13‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫املايل لعام ‪ ،2015‬مل يكن هناك �سوى ‪ %15.3‬من ال�سودانيني البالغني ميلكون ح�سابات يف امل�ؤ�س�سات املالية‪،‬‬
‫مع معاناة الن�ساء والفقراء خ�صي�صاً من نق�ص اخلدمات‪ .‬وباملثل‪ ،‬مل حت�صل �سوى ‪ %4.6‬من جمموع ال�شركات‬
‫ال�سودانية و‪ %2.7‬من ال�شركات ال�صغرية على قرو�ض �أو ت�سهيالت ائتمانية من البنوك‪ ،‬وهو م�ستوى يقل عما هو‬
‫عليه يف البلدان النظرية لل�سودان وكذلك عن املتو�سط ال�سائد يف منطقة �أفريقيا جنوب ال�صحراء‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ .24‬مازال القطاع اخلا�ص يف ال�سودان غري متطور بالقدر الكايف‪ .‬وال ت�ساعد بيئة الأعمال يف البالد على متكني‬
‫‪13‬‬

‫القطاع اخلا�ص من النمو‪ ،‬حيث تواجه ال�شركات املحلية وامل�ستثمرون الأجانب قيوداً متعددة فيما يخ�ص‬
‫ال�سيا�سات والبنية التحتية‪ .‬و ُتعد لوائح تنظيم التجارة‪ ،‬و�إدارة ال�ضرائب‪ ،‬وعدم اال�ستقرار ال�سيا�سي‪ ،‬ومعدالت‬
‫ال�ضرائب‪ ،‬والف�ساد من بني امل�شكالت الأكرث �شيوعاً املتعلقة مبمار�سة الأعمال‪ .‬وترتبط معظم �أن�شطة القطاع‬
‫اخلا�ص احلالية بقطاع الزراعة الذي ال تزال �إنتاجيته متدنية للغاية‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬يعمل عدد متزايد من‬
‫ال�شركات يف جمال توريد جمموعة وا�سعة من ال�سلع واخلدمات لتلبية الطلب املحلي املتنامي عليها‪ .‬ويف الوقت‬
‫تو�سعت �أن�شطة القطاع غري الر�سمي يف املناطق احل�ضرية و�أ�صبحت ِّ‬
‫ت�شكل �شريحة كبرية من �أن�شطة القطاع‬ ‫نف�سه‪َّ ،‬‬
‫اخلا�ص‪ .‬ويحتاج ال�سودان �إىل تهيئة الظروف املواتية لتحقيق النمو بقيادة القطاع اخلا�ص من �أجل ت�سريع وترية‬
‫التعايف االقت�صادي‪ ،‬وزيادة ال�صادرات‪ ،‬وخلق فر�ص عمل جديدة و�أف�ضل لل�شعب ال�سوداين‪.‬‬
‫التعر�ض‬
‫ُّ‬ ‫‪ .25‬يواجه ال�سودان �أي�ضا ت�أثريات كبرية لتغيرُّ املناخ وغزو ًا للجراد يف الآونة الأخرية بالإ�ضافة �إىل‬
‫لفي�ضانات بلغت ارتفاعات قيا�سية‪ .‬وال�سودان ُم َّعر�ض ب�شدة كذلك لل�صدمات املناخية‪ ،‬وبالتايل ي�ضع تغيرُّ املناخ‬
‫�أعباء متزايدة على كاهل القطاع الزراعي الكبري يف البالد‪ .‬ويبينِّ غزو اجلراد ال�صحراوي املتوا�صل‪ ،‬الذي بد�أ يف‬
‫يتعر�ض لها قطاعا الزراعة والرثوة احليوانية وكذلك‬‫‪ ،2019/2018‬الدور الذي يلعبه املناخ يف ال�صدمات التي َّ‬
‫الأمن الغذائي‪ .‬وت�ستوطن هذه الآفات العابرة للحدود ال�سودان الذي ُيعد موطناً ملناطق التكاثر يف ف�صلي ال�صيف‬
‫وال�شتاء‪ ،‬وعاد ًة تظل �أ�سراب اجلراد �ضمن نطاق ال�سيطرة‪ .‬لكن عندما حتفِّز الظروف يف �أماكن �أخرى على زيادة‬
‫منو وتكاثر �أ�سراب اجلراد ب�شكل مفرط‪ ،‬كما حدث يف �شبه اجلزيرة العربية وال�صومال يف ‪ ،2019/2018‬ف�إن هذه‬
‫الأ�سراب ميكن �أن تغزو ال�سودان وتدمر املحا�صيل واملراعي‪ .‬وتعني التنب�ؤات بتزايد الأمطار وزيادة حدة هطولها‬
‫يف �شرق �أفريقيا ب�سبب تغيرُّ املناخ �أن الظروف امل�ؤدية �إىل غزو اجلراد ال�صحراوي ميكن �أن ت�صبح �أكرث �شيوعاً‬
‫‪ .12‬امل�سح اال�ستق�صائي مل�ؤ�س�سات الأعمال لعام ‪.2014‬‬
‫‪ .13‬يت�ألف القطاع اخلا�ص الر�سمي يف الغالب من �شركات �صغرية ُم َّنظمة ك�شركات خا�صة حمدودة (‪ )%60‬و�شركات للأفراد (‪ )%37‬منت�شرة يف‬
‫جمموعة وا�سعة من القطاعات‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪14‬‬


‫يف ال�سودان والبلدان املجاورة‪ .‬و�سيهدد ذلك الإنتاجية يف قطاعي الزراعة والرثوة احليوانية و�سيع ِّر�ض ماليني‬
‫الأ�سر املعي�شية خلطر انعدام الأمن الغذائي ب�شكل متزايد‪ .‬وقد جت َّلت املخاطر املت�صاعدة لإمكانية ُّ‬
‫تعر�ض البالد‬
‫لظواهر مناخية كارثية يف الفي�ضانات القيا�سية املدمرة التي وقعت خالل ال�شهور الثالثة املا�ضية‪ .‬وت�سببت هذه‬
‫الفي�ضانات يف مقتل ‪� 100‬شخ�ص على الأقل وتدمري ‪� 100‬ألف منزل‪ ،‬مما �أدى �إىل �إعالن حالة الطوارئ يف البالد‪.‬‬

‫‪ .26‬رغم التحديات االقت�صادية ق�صرية الأجل الناجتة عن عقود من �سوء احلكم‪ ،‬ف�إن ال�سودان يتمتع ب�آفاق م�ستقبلية‬
‫قوية على املدى الطويل‪ .‬وميتلك ال�سودان‪ ،‬الذي يغلب عليه حالياً الطابع الزراعي‪ ،‬ثاين �أكرب م�ساحة من الأرا�ضي‬
‫املروية يف منطقة �أفريقيا جنوب ال�صحراء بالإ�ضافة �إىل املوارد املعدنية الوفرية‪ ،‬وبالأخ�ص الذهب الذي �أ�صبح ميثل‬
‫الن�سبة الأكرب يف �صادرات البالد‪ .‬وبقدر ما عانى ال�سودان يف ال�سنوات الأخرية من �سيا�سات اقت�صادية �شديدة‬
‫الت�ش ُّوه ودرجة عالية من العزلة عن الأ�سواق العاملية‪ ،‬ف�إن �إزالة هذه الت�ش ُّوهات وحدها‪ ،‬بجانب �إعادة االندماج يف‬
‫االقت�صاد العاملي‪ ،‬كفيلة بتحفيز حتقيق النمو ال�سريع واحلد من الفقر يف املدى القريب �إىل املتو�سط‪ .‬ومع اعتماد‬
‫�سيا�سات ت�ستهدف وقف ما �شهدته العقود الأخرية من �إهمال لال�ستثمار يف ر�أ�س املال الب�شري والبنية التحتية‬
‫العامة الرئي�سية‪ ،‬ف�إنه ميكن الت�أثري بقوة يف م�ستويات الإنتاجية على الأمدين املتو�سط والأطول‪ .‬ورغم �أن خ�سارة‬
‫الإيرادات النفطية �أثرت �سلباً على البالد‪ ،‬ف�إن عدم االعتماد على النفط على املدى الأطول من �ش�أنه ت�سهيل‬
‫تو�سع اقت�صادي بقيادة القطاع اخلا�ص يكون �أكرث تن ُّوعاً مما كان عليه يف ال�سابق‪ .‬وعلى املدى املتو�سط‪،‬‬‫حتقيق ُّ‬
‫يتمتع قطاعا الزراعة وال�صناعات الزراعية خ�صي�صاً ب�إمكانات كبرية لتحقيق النمو يف الإنتاج والإنتاجية مع ما‬
‫يرتتب على ذلك من ت�أثريات كبرية على احلد من الفقر‪.‬‬

‫والتعر�ض للمعاناة‬
‫ُّ‬ ‫�سياق الفقر‬

‫ال تتوافر لدى ال�سودان بيانات حديثة وموثوقة عن الفقر‪ ،‬لكن التقديرات ت�شري �إىل �أن الأزمة االقت�صادية‬ ‫‪.27‬‬

‫الراهنة �أدت �إىل زيادة ن�سبة الفقر املدقع �إىل ‪ .%20‬و�أ�شار �أحدث م�سح قومي مليزانية الأ�سرة والفقر �أُجرِي يف‬
‫‪� 2015/2014‬إىل �أن ن�سبة الفقر املدقع‪� ،‬أي الن�سبة املئوية ملن يعي�شون من ال�سكان على �أقل من ‪ 1.90‬دوالر‬
‫للفرد يف اليوم‪ ،‬تبلغ ‪ .%13.5‬لكن عند ا�ستخدام خط الفقر يف ال�شريحة الدنيا من البلدان متو�سطة الدخل وهو‬
‫‪ 3.60‬دوالرات للفرد يف اليوم‪ ،‬ف�إن ن�سبة الفقر ترتفع �إىل ‪� ،%46.1‬أي �أعلى قلي ًال من متو�سط معدل الفقر لهذه‬
‫ال�شريحة البالغ ‪ %44.3‬يف عام ‪ .2015‬و ُتظهر بيانات ‪ 2015/2014‬ارتفاع ن�سبة الفقر خا�ص ًة يف املناطق الريفية‬

‫‪15‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫حيث يعي�ش ‪ %15.7‬من ال�سكان يف فقر مدقع‪ ]1[.‬ومنذ ‪ ،2015/2014‬واجه ال�سودان حتديات اقت�صادية‬
‫�شديدة �ساهمت يف زيادة ن�سبة الفقر يف ال�سنوات الأخرية‪ .‬وبوجه خا�ص‪� ،‬أدى �إلغاء �أ�سعار ال�صرف التف�ضيلية‬
‫مل�ستوردي القمح يف �أوائل عام ‪� 2018‬إىل حدوث زيادات حادة يف �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�سية ومن بينها ال�سرغوم‬
‫(الذرة الرفيعة) والدخن‪ .‬و ُتظهر مناذج املحاكاة زيادة ن�سبة الفقر املدقع (‪ 1.9‬دوالر للفرد يف اليوم) �إجما ًال بواقع‬
‫‪ 3.2‬نقاط مئوية يف الفرتة بني �أكتوبر ‪ 2017‬ويوليو ‪ ،2018‬وذلك بب�ساطة نتيجة ارتفاع �أ�سعار املواد الغذائية مع‬
‫املرجح �أن تكون للأزمة االقت�صادية الراهنة‪ ،‬التي ا�شتدت وط�أتها مع‬‫ت�ضرر الفقراء يف احل�ضر بالقدر الأكرب‪ .‬ومن َّ‬
‫ُّ‬
‫تف�شي اجلائحة‪ ،‬ت�أثريات �سلبية كبرية على الأحوال املعي�شية‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل زيادة ن�سبة الفقر املدقع �إىل نحو ‪%20‬‬

‫يف عام ‪.2020‬‬


‫مقارنة مب�ستوى �إجمايل الناجت املحلي‪ .‬ويف‬
‫ً‬ ‫ي�سجل ال�سودان درجات متدنية للغاية على م�ؤ�شرات التنمية الب�شرية‬
‫ِّ‬ ‫‪.28‬‬
‫‪14‬‬
‫عام ‪ ،2018‬حلَّ ال�سودان يف املرتبة ‪ 139‬من بني ‪ 157‬بلداً على م�ؤ�شر ر�أ�س املال الب�شري التابع للبنك الدويل‬
‫واملرتبة ‪ 168‬من بني ‪ 189‬بلداً على م�ؤ�شر التنمية الب�شرية بت�سجيل ‪ 0.507‬درجة يف عام ‪ .2018‬ومل يحقق‬
‫‪15‬‬

‫ال�سودان الأهداف الإمنائية للألفية لعام ‪ ،2015‬كما يتخ َّلف عن جريانه وبلدان �أفريقيا جنوب ال�صحراء من‬
‫التقدم املحرز يف هذا ال�ش�أن‪ .‬وال تزال م�ؤ�شرات التعليم وال�صحة متدنية وتتفاوت تفاوتاً ملحوظاً‬
‫حيث متو�سط ُّ‬
‫فيما بني الواليات وح�سب نوع اجلن�س وم�ستوى الدخل‪ .‬وال يتجاوز معدل االلتحاق يف املرحلة االبتدائية ‪%70‬‬

‫(�أقل من هدف تعميم التعليم االبتدائي) مع وجود تفاوتات كبرية فيما بني الواليات‪ ،‬وبني الأغنياء والفقراء‪،‬‬
‫واملناطق احل�ضرية والريفية‪ ،‬وفيما بني اجلن�سني‪ .‬وال يزال معدل وفيات الأطفال دون �سن اخلام�سة‪ ،‬الذي بلغ‬
‫‪ 68‬حالة وفاة لكل �ألف مولود يف عام ‪� ،2014‬أعلى من املعدل املحدد �ضمن الأهداف الإمنائية للألفية لعام‬
‫‪ 2015‬وهو ‪ 41‬حالة وفاة لكل �ألف مولود‪ ،‬مما يعني �أنه يلزم بذل جهود كثرية لتحقيق املعدل امل�ستهدف لعام‬
‫‪ 2030‬وهو ‪ 25‬حالة وفاة لكل �ألف مولود‪ .‬ويعاين نظام التعليم يف ال�سودان من غياب امل�ساواة يف احل�صول على‬
‫الت�سرب‪ ،‬و�ضعف البنية التحتية وتقادمها‪ .‬و ُيعد نق�ص خدمات‬ ‫خدمات التعليم الأ�سا�سي‪ ،‬وارتفاع معدالت ُّ‬
‫املياه وال�صرف ال�صحي الأ�سا�سية من العوامل الرئي�سية يف تدين م�ؤ�شر التنمية الب�شرية‪ .‬فال يزال هناك �أكرث من‬
‫‪ %40‬من ال�سكان ال ميكنهم احل�صول على مياه �شرب م�أمونة‪ ،‬و�أكرث من ‪ %60‬حمرومون من خدمات ال�صرف‬
‫ال�صحي الأ�سا�سية‪.‬‬
‫‪ ]1[.14‬امل�صدر‪ :‬تقرير البنك الدويل عن الفقر وعدم امل�ساواة (‪.)2019‬‬
‫‪https://databank.worldbank.org/data/download/hci/HCI_2pager_SDN.pdf‬‬
‫‪http://www.hdr.undp.org/en/composite/HDI .15‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪16‬‬


‫‪ .29‬ي�أتي ت�صنيف ال�سودان يف �أحد �أدنى الت�صنيفات عاملي ًا فيما يخ�ص امل�ساواة بني اجلن�سني‪ .‬ويحل ال�سودان يف‬
‫املرتبة ‪ 168‬من بني ‪ 189‬بلداً ومنطقة وال يزال ُيدرج �ضمن «فئة التنمية الب�شرية املتدنية»‪ .‬وعند الت�صنيف‬
‫ي�سجل ال�سودان ‪ 0.837‬على م�ؤ�شر التنمية املرتبط بنوع اجلن�س مما ي�ضعه �ضمن جمموعة‬
‫‪16‬‬
‫ح�سب نوع اجلن�س‪ِّ ،‬‬
‫البلدان الأكرث ُبعداً عن حتقيق امل�ساواة بني اجلن�سني (برنامج الأمم املتحدة الإمنائي ‪ .)2019‬ويرجع ذلك �إىل عدد‬
‫من العوامل من بينها (‪ )1‬تدين م�ستويات م�شاركة املر�أة يف احلياة ال�سيا�سية (‪ ،)%28‬وامل�شاركة غري املتكافئة‬
‫يف �سوق العمل (‪ ،)%24.5‬والتفاوت يف م�ستوى التعليم بني البالغات والبالغني (‪ ،)%15.3‬وغياب االحتواء‬
‫وامل�شاركة يف املبادرات الر�سمية لبناء ال�سالم وت�سوية ال�صراعات‪ .‬و ُتعد التغيريات القانونية التي �أُجرِيت م�ؤخراً‬
‫لزيادة احلرية ال�شخ�صية للن�ساء وجترمي ختان الإناث خطوات يف االجتاه ال�صحيح‪ ،‬غري �أنه �سيلزم اتخاذ تدابري‬
‫�إيجابية �أكرث توجيهاً لتحقيق امل�ساواة بني اجلن�سني و�إ�شراك الن�ساء‪.‬‬

‫ت�أثري فريو�س كورونا‬

‫‪ .30‬ت�أثر ال�سودان ب�شدة بجائحة كورونا و ُي�صنَّف كواحد من بني �أكرث �أربعة بلدان �أفريقية ُّ‬
‫تعر�ض ًا للخطر من جراء‬
‫ت�أثريات هذه اجلائحة‪ .‬وحتى بداية �سبتمرب ‪� ،2020‬أفادت حكومة ال�سودان �أنه مت ت�سجيل �أكرث من ‪� 13‬ألف‬ ‫‪17‬‬

‫حالة �إ�صابة م�ؤكدة بفريو�س كورونا و�أكرث من ‪ 800‬حالة وفاة‪ .‬وللت�صدي لهذه الأزمة‪� ،‬أعلنت احلكومة حالة‬
‫الطوارئ ال�صحية يف مار�س وانتهت من �إعداد خطة وطنية للت�أهب واال�ستجابة ملواجهة جائحة كورونا يف ‪28‬‬

‫التجمعات العامة‪ ،‬وتقييد حركة‬


‫مار�س‪ .‬كما قامت احلكومة ب�إغالق جميع املدار�س والأ�سواق‪ ،‬وحظر كل ُّ‬ ‫‪18‬‬

‫املعدلة لعام ‪ 2020‬تخ�صي�ص موارد طارئة‬


‫ال�سفر الدويل وفيما بني الواليات‪ .‬وي�شمل م�شروع املوازنة االحتادية َّ‬
‫كبرية (‪ 370‬مليون دوالر) للنفقات املت�صلة باجلائحة‪ .‬لكن هذه الإجراءات مل تفلح يف احليلولة دون تدهور‬
‫‪ُ .16‬يع َّرف م�ؤ�شر التنمية املرتبط بنوع اجلن�س‪ ،‬الذي ي�ستند �إىل م�ؤ�شر التنمية الب�شرية املُ�ص َّنف ح�سب نوع اجلن�س‪ ،‬بن�سبة الإناث �إىل الذكور على م�ؤ�شر التنمية‬
‫الب�شرية‪ .‬متاح على‪http://hdr.undp.org/sites/all/themes/hdr_theme/country-notes/SDN.pdf :‬‬
‫‪/https://africacenter.org/spotlight/mapping‐risk‐factors‐spread‐covid‐19‐africa .17‬‬
‫‪ُ .18‬عدِّ لت هذه اخلطة يف يونيو وزادت املوازنة التقديرية من مبلغ مبدئي قدره ‪ 100‬مليون دوالر �إىل ‪ 230‬مليون دوالر‪ .‬ووفقاً للخطة‪ِّ ،‬‬
‫�سرتكز احلكومة جهودها‬
‫على (‪ )1‬تقوية قدرات القيادات التن�سيقية على مكافحة تف�شي جائحة كورونا واحلد منها يف ال�سودان؛ (‪ )2‬بناء القدرات الوطنية على اكت�شاف احلاالت وتت ُّبعها‬
‫وت�أكيد �إ�صابتها من خالل تقوية قدرات املراقبة واال�ستجابة ال�سريعة والقدرات املعملية؛ (‪ )3‬بناء القدرات الوطنية على عزل احلاالت امل�صابة و�إدارتها عن طريق‬
‫�إن�شاء مراكز للعالج وي�شمل ذلك توفري العناية املركَّ زة‪ ،‬وتدريب الأطقم الطبية وفرق اال�ستجابة ال�سريعة‪ ،‬وحت�سني تدابري الوقاية من العدوى ومكافحتها؛ (‪)4‬‬
‫دعم التدابري التي حتول دون زيادة تف�شي الإ�صابة بالفريو�س من خالل �أن�شطة التوعية الف َّعالة باملخاطر وغريها من تدابري املكافحة؛ و(‪ )5‬احلجر ال�صحي للحاالت‬
‫امل�صابة بالفريو�س �أو امل�شتبه يف �إ�صابتها به‪ ،‬ال�سيما يف مناطق جم َّهزة‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫الآفاق االقت�صادية‪ ،‬و�إعاقة اخلدمات الرئي�سية‪ ،‬وت�أجيل الإ�صالحات ال�سيا�سية‪ ،‬و�إ�ضعاف ثقة اجلمهور يف قدرة‬
‫احلكومة‪.‬‬

‫‪ .31‬وك�شفت هذه الأزمة عن نقاط �ضعف كامنة يف النظام ال�صحي بال�سودان‪ .‬وت�شري التوقعات �إىل �أن اال�ضطرابات‬
‫‪19‬‬

‫الكبرية يف اخلدمات ال�صحية يف ال�سودان من جراء �أزمة كورونا ميكن �أن ت�ؤدي �إىل حرمان ‪� 751‬ألف طفل من تلقي‬
‫امل�ضادات احليوية فموياً لعالج االلتهاب الرئوي‪ ،‬وعدم تطعيم ‪ 1520200‬طفل �ضد الدفترييا وال�سعال الديكي‬
‫والتيتانو�س‪ ،‬وحرمان ‪ 94500‬امر�أة من الوالدة يف املن�ش�آت ال�صحية‪ ،‬وعدم ح�صول ‪ 323900‬امر�أة و ‪ 19‬على خدمات‬
‫تنظيم الأ�سرة‪ .‬ومن املمكن �أن ترتفع وفيات الأطفال بن�سبة ‪ %14‬ووفيات الأمهات بن�سبة ‪ %4‬خالل العام املقبل‪.‬‬

‫‪ .32‬لقد �أثرت اجلائحة �سلب ًا على خدمات التعليم وفر�ص التعلُّم‪ ،‬حيث ت�ضرر ما ُي َّ‬
‫قدر بنحو ‪ 6.2‬ماليني طالب وطالبة‬
‫من �إغالق املدار�س‪ .‬وميكن �أن ُيحدث هذا الو�ضع‪ ،‬حال ا�ستمراره‪ ،‬ت�أثريات �سلبية طويلة الأمد وعميقة على تنمية‬
‫ر�أ�س املال الب�شري والتنمية االقت�صادية يف البالد‪ .‬وقد ي�ؤثر ترك التعليم مع فقدان م�صدر رزق الأ�سرة ب�سبب‬
‫اجلائحة على الفتيات بوجه خا�ص من خالل زيادة م�س�ؤوليات تقدمي الرعاية امللقاة على عاتقهن‪ ،‬واحتمال احلمل‬
‫يف �سن املراهقة‪ ،‬واحتمال الزواج املبكر الذي يرتبط يف كثري من الأحيان ب�صدمات الدخل ال�سلبية‪.‬‬

‫وت�صاعد معدالت البطالة‪ ،‬وتباط�ؤ النمو‪،‬‬


‫ُ‬ ‫‪ .32‬تت�سبب جائحة كورونا �أي�ضا يف زيادة �أ�سعار ال�سلع الغذائية الأ�سا�سية‪،‬‬
‫وارتفاع ن�سب العجز‪ ،‬وتراجع ال�صادرات‪ .‬وقد �أدت تدابري مواجهة اجلائحة �إىل انخفا�ض كبري يف حركة ال�سلع وعمل‬
‫الأ�سواق والتجارة عرب احلدود‪ .‬كما �أثرت اجلائحة �سلباً على �سبل ك�سب الرزق املحلية‪ ،‬وفر�ص العمل اليومية‪،‬‬
‫والقوة ال�شرائية لدى الأ�سر املعي�شية‪ ،‬وقدرة الفئات املحتاجة على احل�صول على ال�سلع الغذائية‪ .‬و ُتزيد القيود‬
‫املفرو�ضة على االنتقال واحلركة من تفاقم الو�ضع االقت�صادي‪ ،‬حيث ترتفع �أ�سعار ال�سلع ارتفاعا كبريا يف خمتلف‬
‫�أنحاء البالد‪ .‬ويتوقع البنك الدويل انخفا�ض �إجمايل الناجت املحلي بن�سبة ترتاوح من ‪� 4‬إىل ‪ %10‬يف عام ‪2020‬‬

‫جمعة للأزمة االقت�صادية التي فاقمتها تدابري التباعد االجتماعي للحد من تف�شي اجلائحة‪.‬‬ ‫ب�سبب الت�أثريات املُ َّ‬
‫و�ستت�أثر الإيرادات احلكومية �سلباً وبدرجة كبرية من جراء تباط�ؤ النمو واال�ستجابات على م�ستوى ال�سيا�سات‬
‫ملواجهة اجلائحة‪ .‬وينعك�س تباط�ؤ الن�شاط �إىل انخفا�ض يف م�ستويات حت�صيل ال�ضرائب والإيرادات احلكومية‬
‫الأخرى‪ .‬وتفر�ض اجلائحة املزيد من املخاطر والتحديات على من�ش�آت الأعمال ال�صغرى وال�صغرية واملتو�سطة‬

‫‪https‬‬‫‪://www.globalfinancingfacility.org/sites/gff_new/files/documents/Sudan‐Covid‐Brief_GFF.pdf.19‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪18‬‬


‫بال�سودان‪ ،‬مبا يف ذلك القطاع غري الر�سمي الكبري‪ ،‬مما يهدد فر�ص العمل و�سبل ك�سب الرزق يف ظل و�ضع‬
‫اقت�صادي ه�ش �أ�صالً‪.‬‬

‫َّ‬
‫املتوقع يف ال�سودان لعام ‪� 2020‬إىل ‪ %-8.2‬مقابل‬ ‫‪ .34‬ب�سبب جائحة كورونا‪ ،‬مت خف�ض معدل منو �إجمايل الناجت املحلي‬
‫‪ %+1‬بح�سب التوقعات الأولية‪ ،‬مع وقوع ت�أثريات �سلبية على �أو�ضاع الفقر‪ .‬ومن املُ َّ‬
‫رجح �أن تكون للأزمة االقت�صادية‬
‫الراهنة‪ ،‬التي ا�شتدت وط�أتها مع تف�شي اجلائحة‪ ،‬ت�أثريات �سلبية كبرية على الأحوال املعي�شية وبالتايل �سيزيد‬
‫عدد الفقراء‪ .‬ومع توقُّع انخفا�ض �إجمايل الناجت املحلي يف عام ‪� ،2020‬سريتفع معدل الفقر �إىل نحو ‪ %60‬يف‬
‫العام نف�سه‪.‬‬

‫الدرو�س امل�ستفادة من �سياقات اله�شا�شة وال�صراع والعنف والربامج ال�سابقة ملجموعة البنك‬
‫الدويل يف ال�سودان‬
‫‪ .35‬هناك درو�س مهمة مت ا�ستخال�صها من العمل يف �سياقات �أخرى تت�سم باله�شا�شة وال�صراع والعنف ويف ال�سودان‬
‫�أي�ضا‪ ،‬وبالتايل ميكن اال�سرت�شاد بها يف مذكرة امل�شاركة القطرية هذه‪ .‬وتربز �إ�سرتاتيجية جمموعة البنك الدويل‬
‫للتعامل مع �أو�ضاع اله�شا�شة وال�صراع والعنف �أهمية معاجلة الأ�سباب اجلذرية لله�شا�شة وت�شدد على �ضرورة‬
‫ا�ستمرار م�شاركة الأطراف الفاعلة يف جمال التنمية وا�ستعدادها لقبول م�ستويات �أعلى من املخاطر‪ .‬وت�شري‬
‫الدرو�س امل�ستفادة من م�ساندة املراحل االنتقالية اله�شة �إىل �أهمية بناء عقد اجتماعي بني املواطنني والدولة‬
‫يت�سم بال�شمولية والقدرة على ال�صمود يف وجه التحديات وتدعيم �شرعية امل�ؤ�س�سات الأ�سا�سية وقدراتها‪ .‬ومن‬
‫ال�ضروري �إعادة النظر يف نظام الإدارة الإقليمية ومركزية املالية العامة وكذلك متكني امل�ؤ�س�سات املحلية من‬
‫�أجل معاجلة �أوجه التفاوت الهيكلية والتهمي�ش اللذين ميكن �أن ي�ؤججا �صراعات طويلة الأمد يف �أو�ضاع تت�سم‬
‫باله�شا�شة وال�صراع والعنف‪.‬‬

‫‪ .36‬تتوافق الدرو�س امل�ستخل�صة يف �إ�سرتاتيجية التعامل مع �أو�ضاع اله�شا�شة وال�صراع والعنف مع اخلربات املكت�سبة من‬
‫الأن�شطة ال�سابقة ملجموعة البنك الدويل يف ال�سودان‪ .‬والدر�س الرئي�سي امل�ستفاد من الأن�شطة ال�سابقة للمجموعة‬
‫املقدمة من البنك الدويل‬
‫يف ال�سودان هو الأهمية البالغة الهتمام ال�سلطات بعقد �شراكة تتيح ا�ستغالل املوارد َّ‬
‫وم�ؤ�س�سة التمويل الدولية والوكالة الدولية ل�ضمان اال�ستثمار مبا يحقق �أكرب ت�أثري ممكن ل�صالح البالد (انظر الإطار‬
‫‪ .)2‬وت�ؤكد اخلربات املكت�سبة من عمليات حمدودة �أهمية اال�ستثمار يف الأنظمة املحلية لتوفري اخلدمات العامة‬

‫‪19‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫الإطار ‪ .2‬جمموعة البنك الدويل وال�سودان‬
‫�ساندت جمموعة البنك الدويل ال�سودان منذ ح�صوله على اال�ستقالل‪ ،‬لكن العمل معه كان حمدوداً خالل‬
‫العقود الثالثة ال�سابقة يف ظل حكم الب�شري‪ .‬ويف عام ‪� ،1994‬أغلق البنك الدويل مكتبه يف اخلرطوم ب�سبب تخ ُّلف‬
‫ال�سودان عن �سداد م�ستحقات امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية‪ ،‬وما قابل ذلك من غياب لربامج البنك‪ .‬وبعد فرتة وجيزة‬
‫من توقيع اتفاق ال�سالم ال�شامل عام ‪� ،2005‬أعاد البنك فتح مكتبه يف اخلرطوم وافتتح مكتباً فرعياً جديداً له‬
‫يف جوبا (التي �أ�صبحت فيما بعد عا�صمة جنوب ال�سودان بعد االعرتاف بها كبلد م�ستقل يف عام ‪ .)2011‬ومت‬
‫ا�ستئناف العمل هناك بف�ضل ما َّقدمه املانحون الآخرون من متويل ل�صناديق ا�ستئمانية‪ .‬ونفَّذ البنك �أن�شطة يف �إطار‬
‫�إ�سرتاتيجيتني م�ؤقتتني جرت �صياغتهما يف عامي ‪ 2008‬و‪ 2013‬بدعم من �صناديق ا�ستئمانية‪ .‬وكانت �أن�شطة البنك‬
‫وقدمت‬ ‫يف الغالب عبارة عن م�ساعدة فنية ودعم لأن�شطة العمل التحليلي وال ُنهج التجريبية يف القطاعات الإنتاجية‪َّ .‬‬
‫م�ؤ�س�سة التمويل الدولية‪ ،‬من خالل خدماتها اال�ست�شارية‪ ،‬امل�ساندة لإجراء مراجعة ب�ش�أن حمطة ملعاجلة املياه يف‬
‫�إطار �شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬وهو منوذج ميكن ا�ستنباط الدرو�س منه ب�شكل مبا�شر للم�ساعدة يف تطبيق‬
‫الإ�صالحات واال�ستعانة ب�إدارة اخلدمات اال�ست�شارية للمعامالت يف امل�ؤ�س�سات الأخرى اململوكة للدولة‪ ،‬و�إعداد‬
‫�أجندة الإ�صالحات للقطاعات الرئي�سية الأخرى‪ ،‬ال�سيما يف جمال البنية التحتية (الطاقة‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالت�صاالت‪ ،‬الإ�سكان‪ ،‬النقل مبا يف ذلك املوانئ واملطارات)‪ .‬وطوال هذه الفرتة‪� ،‬سعى البنك الدويل مع �شركاء‬
‫التنمية الآخرين‪ ،‬ال�سيما �صندوق النقد الدويل‪� ،‬إىل العمل مع ال�سلطات على الت�صدي للتحديات االقت�صادية‬
‫تقدم �ضئيل يف معاجلة االختالل العميق يف‬ ‫�سريعة التفاقم وا�ستئناف العمل مع املجتمع الدويل‪ .‬ومل يتحقق �سوى ُّ‬
‫االقت�صاد ال�سوداين خالل هذه الفرتة‪ ،‬وذلك ب�سبب عدم وجود اهتمام متوا�صل من جانب ال�سلطات‪.‬‬
‫وحتى �أبريل ‪ 2019‬عندما تنحى الرئي�س الب�شري‪ ،‬كانت حمفظة البنك ت�ضم ‪� 8‬أن�شطة ب�إجمايل ارتباطات قدرها ‪113‬‬
‫مليون دوالر (من بينها م�شروع للتعليم الأ�سا�سي بقيمة ‪ 77‬مليون دوالر)‪ ،‬فيما مل تكن مل�ؤ�س�سة التمويل الدولية �أي‬
‫يركز على مناخ اال�ستثمار‪ .‬وكان الهدف من هذا امل�شروع اال�ست�شاري‬ ‫ا�ستثمارات لكن كان لديها م�شروع ا�ست�شاري ِّ‬
‫هو م�ساندة احلكومة للبدء يف �إجراء �إ�صالحات جوهرية لتعزيز النمو بقيادة القطاع اخلا�ص‪ .‬و�ساند الربنامج �أي�ضا �إجراء‬
‫حوار ب�ش�أن ال�سيا�سات مبني على ال�شواهد مع القطاع اخلا�ص‪ ،‬كما �أن�ش�أ مركزاً لتنمية القطاع اخلا�ص ومن�صة للحوار بني‬
‫القطاعني العام واخلا�ص لدعم امل�شاركة والإ�صالحات‪ .‬ومل تكن للوكالة الدولية ل�ضمان اال�ستثمار �أي برامج‪ .‬لكن‬
‫ثورة عام ‪ 2019‬وت�شكيل حكومة انتقالية حتمل على عاتقها م�س�ؤولية تنفيذ �إ�صالحات �شاملة وبناء ال�سالم وا�ستئناف‬
‫العمل مع املجتمع الدويل �أحدثا تغيرياً جذرياً يف �آفاق م�شاركة جمموعة البنك الدويل‪ .‬وت�ضع مذكرة‬

‫وللتمهيد لال�ستثمارات امل�ستقبلية يف �سياق ظلت فيه امل�ساعدات الإمنائية والإن�سانية خارج املوازنة لعقود‪ .‬وثمة‬
‫در�س ثانٍ مهم م�ستفاد من عمل املجموعة يف ال�سودان وهو �ضرورة مراعاة االختالل االجتماعي واالقت�صادي‬
‫بني املركز والأطراف‪ .‬فبناء امل�ؤ�س�سات يف املركز ال يقل �أهمية عن العمل مع �أجهزة احلكم الإقليمية واملحلية‪.‬‬
‫وي�ساعد اعتماد نهج كهذا يف معاجلة �أحد الأ�سباب الرئي�سية لله�شا�شة واال�ستجابة للتطلعات والأولويات الإقليمية‪.‬‬
‫و�أخرياً‪ ،‬هناك حاجة قوية �إىل موا�صلة التن�سيق بني احلكومة و�شركائها فيما يخ�ص امل�ساعدات الإن�سانية والإمنائية‪.‬‬
‫من�سق وكذلك االلتزام مببادئ االنتقائية وامليزة الن�سبية وكفاءة‬‫و�سي�ضمن ذلك دعم �أجندة احلكومة ب�شكل َّ‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪20‬‬


‫تخ�صي�ص املوارد‪ .‬كما �سي�س ِّهل ذلك العمل امل�شرتك للت�صدي للتحديات الرئي�سية ويف مقدمتها ا�ستئناف العمل‬
‫مع املجتمع االقت�صادي الدويل‪.‬‬

‫‪ -III‬ثالث ًا‪� .‬إ�سرتاتيجية امل�شاركة القطرية بني جمموعة البنك الدويل وال�سودان‬
‫‪ .37‬مذكرة امل�شاركة القطرية هذه هي عبارة عن «مذكرة ال�ستئناف �أن�شطة البنك» تعطي الأولوية مل�ساعدة ال�سودان على‬
‫معاجلة التحديات املتعلقة بالديون واملت�أخرات بو�صفها املفتاح لإطالق �شراكة كاملة مع جمموعة البنك الدويل‪ .‬وين�صب‬
‫والتمكن من احل�صول على متويل خارجي كبري‪،‬‬ ‫الرتكيز على م�ساندة ال�سودان ال�ستئناف العمل مع املجتمع الدويل ُّ‬
‫ال�سيما من املجموعة‪ .‬وتقوم هذه الإ�سرتاتيجية على ثالثة عنا�صر وهي (‪ )1‬الأولويات الإمنائية للحكومة ال�سودانية؛‬
‫(‪ )2‬حتليل املجموعة لأهم الفر�ص املتاحة للحد من الفقر وتعزيز الرخاء امل�شرتك يف ال�سودان واملع ِّوقات الرئي�سية‬
‫�أمام ذلك‪ ،‬ال�سيما احلاجة امللحة �إىل ا�ستقرار االقت�صاد الكلي واحل�صول على تدفقات مالية جديدة؛ و(‪ )3‬امليزة‬
‫الن�سبية للمجموعة وقدرتها على تعبئة قدر كبري من التمويل وتقدمي اخلدمات املعرفية‪ .‬وت�ستفيد الإ�سرتاتيجية من‬
‫الدرو�س امل�ستخل�صة من عمليات امل�شاركة ال�سابقة يف ال�سودان وجتارب املجموعة يف ال�سياقات اله�شة واالنتقالية‬
‫مبا ي�ضمن الرتكيز على عدم �إحداث �أي �ضرر واالهتمام بالتغيريات املحتملة يف االقت�صاد ال�سيا�سي وما يقابلها من‬
‫مرونة يف ت�صميم الربامج‪.‬‬

‫‪ .38‬متثل م�ساندة ال�سودان لت�سوية ما عليه من مت�أخرات للم�ؤ�س�سة الدولية للتنمية وامل�ؤ�س�سات املالية الدولية الأخرى‪،‬‬
‫ً‬
‫رئي�سية ملذكرة‬ ‫ً‬
‫أولوية‬ ‫كجزء من الإطار ال�شامل لتخفيف �أعباء الديون مبوجب مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون‪� ،‬‬
‫امل�شاركة القطرية لأن ذلك هو ال�سبيل الوحيد لتمكني ال�سودان من احل�صول على موارد خارجية كبرية لتمويل التح ُّول‬
‫املن�شود‪ .‬وتقت�صر م�شاركة جمموعة البنك الدويل يف الوقت احلايل على الأن�شطة املم َّولة من خالل �صناديق ا�ستئمانية‬
‫عاملية وخا�صة بال�سودان يديرها البنك الدويل ومم َّولة من املانحني‪ .‬وقد م َّولت موارد ال�صناديق اال�ستئمانية ارتباطات‬
‫بقيمة تزيد قلي ًال عن ‪ 100‬مليون دوالر لأن�شطة ينفذها حالياً البنك واجلهة امل�ستفيدة مت البدء فيها خالل ال�سنوات‬
‫الأربع املا�ضية‪ .‬ومت التع ُّهد بتقدمي نحو ‪ 500‬مليون دوالر حتى الآن‪ ،‬وقد نتج ذلك عن اجلهود املُ َّن�سقة رفيعة امل�ستوى‬
‫التي ُبذلِت خالل ربيع و�صيف عام ‪ 2020‬لتعبئة الأموال لربنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان (ثمرات) الذي �س ُيم َّول من‬
‫خالل ال�صندوق اال�ستئماين لدعم االنتقال والإنعا�ش يف ال�سودان املُدار من البنك‪ .‬ومع �أن هذا الدعم كان كبرياً‪ ،‬ف�إنه‬
‫كاف لتلبية االحتياجات امللحة واغتنام الفر�صة ال�سانحة لتنفيذ الإ�صالحات‪ .‬وميكن توفري م�ستويات من الدعم‬ ‫غري ٍ‬

‫‪21‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫�أكرب بكثري من خالل ا�ستئناف العمل واحل�صول على املوارد املعتادة من امل�ؤ�س�سات املالية الدولية‪ .‬ويف �إطار حزمة‬
‫لتخفيف �أعباء الديون مبوجب مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون والتي ت�شمل ت�سوية املت�أخرات امل�ستحقة للم�ؤ�س�سة‬
‫الدولية للتنمية‪ ،‬ف�إنه ميكن لل�سودان احل�صول على م�ساندة ا�ستثنائية بقيمة ت�صل �إىل مليار دوالر يف �إطار العملية التا�سعة‬
‫ع�شرة لتجديد موارد امل�ؤ�س�سة‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ميكن �أن مي ِّول هذا املبلغ‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل املوارد التي �سيتم تعوي�ضها مقابل‬
‫املخ�ص�صات القُطرية لل�سودان‪ ،‬عملية ا�ستئناف العمل لأغرا�ض �سيا�سات التنمية التي ميكنها ال�سداد ملقدِّ مي التمويل‬
‫املرحلي‪ .‬وعند ت�سوية املت�أخرات‪� ،‬سيكون مبقدور ال�سودان �أي�ضا احل�صول على خم�ص�صاته املعتادة من امل�ؤ�س�سة الدولية‬
‫املرجح �أن يطلب احل�صول على امل�ساندة مبوجب تخ�صي�ص‬ ‫للتنمية يف �إطار العملية التا�سعة ع�شرة لتجديد مواردها‪ ،‬ومن َّ‬
‫املوارد اال�ستثنائي للبلدان التي متر مبرحلة حرجة �أو انتقالية‪ ،‬وهو ما ميكن �أن يو ِّفر له مبلغاً �إ�ضافياً ي�صل �إىل ‪ 1.25‬مليار‬
‫دوالر من موارد امل�ؤ�س�سة خالل فرتة العملية التا�سعة ع�شرة لتجديد مواردها حتى ال�سنة املالية ‪ 2023‬للبنك الدويل‪.‬‬
‫كما �سيكون مبقدور ال�سودان اال�ستفادة من �آليتي التخ�صي�ص على �أ�سا�س الأداء وتخ�صي�ص املوارد للبلدان التي متر‬ ‫‪20‬‬

‫مبرحلة حرجة �أو انتقالية للح�صول على املزيد من املوارد من النوافذ التمويلية الأخرى التابعة للم�ؤ�س�سة مثل نافذتها‬
‫الإقليمية‪ ،‬ونافذة دعم املجتمعات املحلية امل�ضيفة والالجئني‪ ،‬ونافذة الت�صدي للأزمات‪ .‬و�أخرياً‪ ،‬فبقدر ما �ستكون‬
‫‪21‬‬

‫ت�سوية املت�أخرات امل�ستحقة للم�ؤ�س�سة �ضروري ًة يف �إطار حزمة �أو�سع لت�سوية مت�أخرات امل�ؤ�س�سات املالية الدولية الأخرى‬
‫وتخفيف �أعباء الديون‪ ،‬ف�إن ال�سودان �سي�ستفيد على الأرجح باحل�صول على متويل �إمنائي خارجي كبري من امل�ؤ�س�سة‬
‫التقدم بنجاح لبلوغ نقطة اتخاذ القرار اخلا�صة باملبادرة‬ ‫وغريها‪ .‬وي�ؤكد حجم امل�ساندة املحتمل تلقيها �أهمية موا�صلة ُّ‬
‫وي�شمل ذلك ت�سوية مت�أخرات امل�ؤ�س�سة‪.‬‬

‫�إ�سرتاتيجية احلكومة‬
‫‪� .39‬أطلقت حكومة ال�سودان برناجم ًا طموح ًا للإنعا�ش االقت�صادي واالجتماعي‪ِّ .‬‬
‫ويركز هذا الربنامج على (�أ) حتقيق‬
‫ال�سالم الداخلي يف البالد على �أ�سا�س ال�شمول وامل�ساواة بني الأقاليم والعدالة؛ (ب) حتقيق اال�ستقرار االقت�صادي‬
‫من خالل ت�صحيح �أ�سباب االختالالت الكبرية القائمة يف االقت�صاد الكلي؛ و(ج) توفري الأ�سا�س لت�سريع وترية‬
‫‪ .20‬ميكن ت�سوية املت�أخرات امل�ستحقة للم�ؤ�س�سة الدولية للتنمية من موارد البلد الذاتية �أو مبوارد من جهة مانحة راغبة يف ذلك �أو باالقرتا�ض‪ .‬لكن تتم‬
‫عاد ًة ت�سوية املت�أخرات من خالل �آلية «لقر�ض مرحلي» ق�صري الأجل يقدِّ مه �أحد املم ِّولني لت�سوية املت�أخرات امل�ستحقة للم�ؤ�س�سة‪ ،‬مما ِّميكن البلد من‬
‫ا�ستعادة الأهلية للح�صول على متويل جديد من امل�ؤ�س�سة‪ .‬وت�ستطيع احلكومة بعد ذلك ا�ستخدام املوارد املن�صرفة من خالل عملية ل�سيا�سات التنمية‬
‫تكمل املخ�ص�صات القُطرية على �أ�سا�س الأداء ل�ضمان �أن تكون هذه العملية كبرية مبا‬ ‫يف �سداد القر�ض املرحلي‪ .‬وميكن لت�سوية املت�أخرات املُج َّنبة �أن ِّ‬
‫يكفي لدعم �سداد القرو�ض املرحلية‪ .‬ويتحدد مبلغ الدعم الذي ُي َّقدم من خالل ذلك للبلدان امل�ؤ َّهلة وفقاً لتقييم القدرة على ال�سداد‪.‬‬
‫‪ .21‬مع مراعاة ا�ستيفاء معايري الأهلية‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪22‬‬


‫النمو والتنمية واحلد من الفقر يف امل�ستقبل‪ .‬وقد بذلت احلكومة الكثري من اجلهود ور�أ�س املال ال�سيا�سي من �أجل‬
‫بناء ال�سالم‪ ،‬ال�سيما بالتوقيع على اتفاق �سالم مع كل جماعات املعار�ضة امل�سلحة يف الأقاليم تقريباً‪ ،‬لتنهي بذلك‬
‫نحو ‪ 17‬عاماً من ال�صراع‪ .‬و ُتع َنى اخلطوات الأخرى يف �إ�سرتاتيجية احلكومة بال�سالم والأمن وتلبية االحتياجات‬
‫يقدم حتويالت نقدية ملعظم ال�سكان‪،‬‬‫االجتماعية والإمنائية مبا يف ذلك تعميم برنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان الذي ِّ‬
‫وكذلك دعم منو القطاع اخلا�ص وا�ستثماراته‪.‬‬

‫‪ .40‬جنح ال�سودان يف التفاو�ض مع �صندوق النقد الدويل على برنامج ي�شرف عليه خربا�ؤه يف يوليو ‪ .2020‬ويت�ضمن هذا‬
‫الربنامج �إ�صالحات جريئة ي�سعى ال�سودان �إىل تطبيقها من خالل اعتماد �سيا�سة لأ�سعار ال�صرف‪ ،‬و�إلغاء الدعم‪،‬‬
‫وو�ضع تدابري للحد من الت�أثريات االجتماعية‪ ،‬وزيادة �شفافية املالية العامة‪ ،‬والإ�صالح ال�ضريبي‪ ،‬ومكافحة الف�ساد‪،‬‬
‫بالإ�ضافة �إىل و�ضع �سل�سلة من املعايري لتوجيه �سيا�سة االقت�صاد الكلي نحو حتقيق اال�ستقرار االقت�صادي املرهون‬
‫بالتعهدات املالية اخلارجية من املجتمع الدويل‪ .‬و�سيتم توحيد �أ�سعار ال�صرف و�إلغاء دعم البنزين والديزل بالفعل‬
‫يف الربع الثالث من عام ‪ .2020‬ومن املتوقَّع �أن يفي هذا الربنامج مبعيار جودة �شريحة االئتمان العليا‪ ،‬وهو �أمر مهم‬
‫لو�صول ال�سودان �إىل نقطة اتخاذ القرار‪ .‬و�أحد اال�شرتاطات لبلوغ هذه النقطة هو حتقيق �سجل �أداء ميتد ل�ستة �شهور‬
‫على الأقل من النجاح يف تنفيذ برنامج ي�شرف عليه خرباء ال�صندوق ويفي مبعيار اجلودة هذا‪.‬‬

‫‪ .41‬جرى بالفعل اتخاذ العديد من تدابري الإ�صالح االقت�صادي الرئي�سية‪ ،‬ومن بينها التدابري الأولية لرفع �أ�سعار الوقود‬
‫ودمج الدعم وجزء من �أموال امل�ؤ�س�سة الع�سكرية يف املوازنة االحتادية‪ .‬وقد �ألغت احلكومة العديد من الإعفاءات‬
‫وقدمت املزيد من التحويالت للواليات‪ ،‬ال�سيما مناطق ال�صراع‪ .‬ولت�سريع وترية اجلهود املبذولة لتعزيز‬ ‫ال�ضريبية َّ‬
‫تنمية القطاع اخلا�ص‪� ،‬أن�ش�أت احلكومة الهيئة العامة لال�ستثمار وتنمية القطاع اخلا�ص يف دي�سمرب ‪ 2019‬كم�ؤ�س�سة‬
‫حكومية متكاملة ُتع َنى بخدمة القطاع اخلا�ص وتلبية احتياجاته وتذليل التحديات التي يواجهها‪ .‬وقد �شرعت هذه‬
‫الهيئة بالفعل يف تنفيذ �أجندة الإ�صالحات اخلا�صة بها‪ ،‬ومنها و�ضع م�سودة لقانون اال�ستثمار اجلديد‪ ،‬وم�سودة‬
‫لقانون ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬وم�سودة لقانون ال�شركات ال�صغرية واملتو�سطة و�صياغة �إ�سرتاتيجية لها‪.‬‬
‫وت�شمل التدابري الأخرى املدرجة �ضمن الربنامج الذي ي�شرف عليه خرباء ال�صندوق واملقرر االنتهاء منها يف عام‬
‫‪� 2020‬سن قانون ملكافحة الف�ساد و�إن�شاء جلنة معنية بذلك‪ ،‬وح�صر جميع ال�شركات اململوكة للدولة‪ ،‬وو�ضع قانون‬
‫جديد للبنك املركزي يحقق اال�ستقاللية له‪ ،‬ون�شر بيانات التنفيذ ال�شهرية على املوقع الإلكرتوين للموازنة االحتادية‬
‫(انظر الإطار ‪.)3‬‬

‫‪23‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫الإطار ‪ .3‬الإ�صالحات االقت�صادية الرئي�سية يف عامي ‪ 2020‬و‪ :2021‬اجلارية واملزمعة‬
‫ي�شكل دعم الوقود معظمها‪� ،‬إىل ‪ %100‬من‬ ‫خف�ض دعم الوقود و�إلغا�ؤه‪ .‬ارتفعت تكلفة الدعم يف ال�سودان‪ ،‬التي ِّ‬
‫الإيرادات احلكومية يف عام ‪ 2019‬و�أ�صبحت متثل خطراً كبرياً ال�ستقرار االقت�صاد الكلي‪ .‬وبد�أ خف�ض الدعم يف مار�س‬
‫‪ 2020‬و ُيتوقَّع �إلغا�ؤه بالكامل بحلول �سبتمرب ‪.2021‬‬
‫توحيد �سعر ال�صرف وحتريره‪ .‬وتوجد بال�سودان حالياً �أ�سعار �صرف ر�سمية متعددة مبالغ يف تقديرها ويتم بنا ًء عليها توزيع‬
‫النقد الأجنبي‪ .‬و�سيتم توحيد �سعر ال�صرف وحتريره �ضمن �سل�سلة من التدابري يف عامي ‪ 2020‬و‪ .2021‬وي�شمل ذلك‬
‫�إجراء تخفي�ضات يف الر�سوم اجلمركية على الواردات للحد من ت�ضخُّ م �أ�سعارها‪.‬‬
‫الإ�صالح ال�ضريبي‪ .‬بد�أت احلكومة يف تنفيذ برنامج �شامل لإلغاء الإعفاءات ال�ضريبية الهائلة للأفراد و�إن�شاء نظام‬
‫وموحد يت�سم بالكفاءة والعدالة‪ .‬وكخطوة �أوىل‪ ،‬جرى �إلغاء جميع الإعفاءات ال�ضريبية املمنوحة مبوجب‬ ‫�ضريبي حديث َّ‬
‫قرارات وزارية مع عدم جواز منح �إعفاءات خا�صة جديدة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �إعداد م�سودة قانون تتناول الإعفاءات التي‬
‫تتطلب �إجراء قانونياً‪.‬‬
‫تر�شيد ال�شركات العامة‪ .‬مي�ضي ال�سودان يف تنفيذ برنامج �شامل لرت�شيد ال�شركات العامة ب�أ�ساليب ت�شمل اال�ستغالل‬
‫التجاري‪ ،‬وحوكمة ال�شركات‪ ،‬واخل�صخ�صة‪ ،‬و�إعادة التنظيم‪ .‬و�س ُتح َّول العديد من ال�شركات التي ي�سيطر عليها اجلي�ش‬
‫�إىل �شركات عامة تعمل ب�شكل �سليم مبا يتفق والهدف العام لتوحيد القطاع احلكومي‪.‬‬
‫�إ�صالح املالية العامة‪ .‬متا�شياً مع خطة الإنعا�ش االقت�صادي‪ُ ،‬تعيد موازنة عام ‪ 2020‬حتديد خم�ص�صات �أكرب بكثري‬
‫موحدة‪ ،‬وميثل دمج الدعم ال�سلعي‬ ‫للنواحي االجتماعية وكذلك حتويالت للواليات‪ .‬ويجري �إعداد موازنة احتادية َّ‬
‫باملوازنة يف عام ‪ 2020‬خطو ًة مهم ًة يف هذا االجتاه‪ .‬كما يجري �إن�شاء ح�ساب َّ‬
‫موحد للخزانة‪ ،‬و�س ُتن�شَ ر تقارير تنفيذ املوازنة‬
‫ال�شهرية على الإنرتنت‪ .‬وهناك تدابري يجري اتخاذها لتح�سني �إدارة الديون وتعزيز ال�شفافية‪ ،‬و�سي�صدر قريباً قانون جديد‬
‫ملكافحة الف�ساد‪.‬‬
‫�إ�صالحات لإطالق العنان للنمو االقت�صادي بقيادة القطاع اخلا�ص‪� .‬شرعت احلكومة يف تطبيق �إ�صالحات ت�ستهدف‬
‫حت�سني بيئة الأعمال لنمو القطاع اخلا�ص املحلي واال�ستثمار الأجنبي املبا�شر وي�شمل ذلك و�ضع قانون جديد لال�ستثمار‪،‬‬
‫وقانون لل�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬وقانون و�إ�سرتاتيجية لل�شركات ال�صغرية واملتو�سطة‪.‬‬

‫�إ�سرتاتيجية جمموعة البنك الدويل‬

‫تر ِّكز مذكرة امل�شاركة القطرية على حمورين (‪ )1‬ا�ستئناف العمل و(‪ )2‬امل�ساهمة يف جتديد العقد االجتماعي‪،‬‬ ‫‪.42‬‬

‫بالإ�ضافة �إىل حمور تركيز م�شرتك يتعلق بت�شجيع احتواء اجلميع وم�شاركة املواطنني‪ .‬وي�شمل حمورا الرتكيز جمموعات‬
‫ق�سمة ح�سب ال�ضروريات امللحة والأطول �أج ًال‪ .‬و ُيع َنى املحور الأول بدعم اجلهود العاجلة‬
‫متداخلة من الأن�شطة ُم َّ‬
‫لتحقيق ا�ستقرار االقت�صاد الكلي ال�سوداين وت�سهيل امل�ضي يف �أ�سرع م�سار ممكن للت�صدي للتحديات املتعلقة‬
‫بالديون‪ ،‬مبا فيها املت�أخرات امل�ستحقة للم�ؤ�س�سات املالية الدولية‪ ،‬واحل�صول على تدفقات مالية جديدة‪ .‬واملحور‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪24‬‬


‫الثاين عبارة عن خطوات �أولية نحو الت�صدي للتحديات الهيكلية وامل�ؤ�س�سية الرئي�سية التي متثل عقبة �أ�سا�سية‬
‫تو�سعاً قد‬
‫�أمام �إعادة بناء عقد اجتماعي �أكرث �إن�صافاً وتعزيزاً للرخاء يف ال�سودان‪ .‬وتمُ ِّهد هذه الأن�شطة لأخرى �أكرث ُّ‬
‫يتم تنفيذها بعد ت�سوية املت�أخرات‪ ،‬حيث ُيتوقَّع �آنذاك �صياغة برنامج متكامل ملجموعة البنك الدويل مبوجب �إطار‬
‫ال�شراكة الإ�سرتاتيجية مع ال�سودان‪ .‬و�أخرياً‪ ،‬ميثل املحور امل�شرتك املتعلق بال�شمول االجتماعي وم�شاركة املواطنني‬
‫عن�صراً بالغ الأهمية يف برنامج مذكرة امل�شاركة القطرية نظراً لأهمية هاتني الق�ضيتني يف ال�سياق ال�سوداين الذي‬
‫مازال ه�شاً ومركزيتهما بالن�سبة لتجديد العقد االجتماعي يف البالد‪.‬‬

‫‪ .43‬جمال الرتكيز ‪ :1‬ا�ستئناف العمل‪� .‬ستعمل جمموعة البنك الدويل مع احلكومة على حتقيق ثالثة �أهداف‬
‫وح ِددت‬
‫�ست�سهم يف الت�صدي لتحديات االقت�صاد الكلي امللحة يف ال�سودان وا�ستئناف العمل مع املجموعة‪ُ .‬‬
‫هذه املجاالت بنا ًء على الطلبات ذات الأولوية التي َّقدمتها احلكومة �إىل املجموعة وكذلك بالتن�سيق املك َّثف مع‬
‫جمتمع �شركاء التنمية‪:‬‬
‫• الهدف ‪ :1-1‬م�ساندة �إ�صالحات االقت�صاد الكلي و�سيا�سات املالية العامة‪� .‬ستوا�صل جمموعة البنك الدويل‬
‫تقدمي امل�ساندة الفنية لتنفيذ �أجندة احلكومة اخلا�صة بتحقيق اال�ستقرار‪ ،‬مبا يتوافق ب�شكل وثيق مع تنفيذ‬
‫و�سيقدم البنك الدويل خدمات ا�ست�شارية ب�ش�أن‬ ‫ِّ‬ ‫الربنامج الذي ي�شرف عليه خرباء �صندوق النقد الدويل‪.‬‬
‫ال�سيا�سات املتعلقة باملوازنة وال�ضرائب والطاقة لأن حت�سني ال�سيا�سات يف هذه املجاالت الثالثة له �أهمية بالغة‬
‫يف ا�ستقرار املالية العامة‪ ،‬وهو ما ُيعد بدوره �ضرورياً للحد من الت�ضخم و�إزالة ت�ش ُّوهات ال�سوق املُك ِّلفة‪ ،‬ومن‬
‫ثم ا�ستقرار االقت�صاد‪ .‬وبوجه خا�ص‪� ،‬ست�ستمر املجموعة يف تقدمي اخلدمات اال�ست�شارية للحكومة فيما يخ�ص‬
‫�سيقدم البنك الدويل امل�ساندة الفنية‬‫تدابري دعم الطاقة و�إدارتها من �أجل زيادة اال�ستدامة والكفاءة‪ .‬كما ِّ‬
‫لأجندة احلكومة اخلا�صة با�ستقرار القطاع املايل‪ ،‬وذلك بالتن�سيق الوثيق مع �صندوق النقد الدويل‪ .‬و�أخرياً‪،‬‬
‫�ستقدم املجموعة‪ ،‬بالتن�سيق مع البنك الأفريقي للتنمية‪ ،‬امل�ساندة الفنية للحكومة مل�ساعدتها على �إعداد‬ ‫ِّ‬
‫وثيقة �إ�سرتاتيجية للحد من الفقر‪ ،‬وهو �أحد اال�شرتاطات للو�صول �إىل ت�سوية للديون يف �إطار مبادرة البلدان‬
‫الفقرية املثقلة بالديون‪ .‬و ُت�ستك َمل الأن�شطة املدرجة �ضمن هذه الأهداف بالرتكيز على تطوير امل�ؤ�س�سات من‬
‫خالل حت�سني �أنظمة الإدارة املالية العامة يف �إطار الهدف ‪� 1-2‬أدناه‪.‬‬
‫الهدف ‪ .2-1‬احلد من ت�أثريات الإ�صالحات االقت�صادية وجائحة كورونا ‪ -‬برنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان‬ ‫•‬
‫(ثمرات)‪ .‬هذا الربنامج هو برنامج للتحويالت النقدية وا�سع النطاق تديره احلكومة والذي يهدف �إىل تقدمي‬

‫‪25‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫ما يعادل ‪ 5‬دوالرات للفرد �شهرياً على مدى عام مبا يغطي نحو ‪ %80‬من �سكان ال�سودان وبتكلفة �إجمالية‬
‫تبلغ نحو ‪ 1.9‬مليار دوالر‪ .‬وهو عن�صر �أ�سا�سي يف النهج الذي تتبناه احلكومة للحد من ت�أثريات �إ�صالح نظام‬
‫دعم الوقود وتقدمي �إعانات لغالبية ال�سكان (معظمهم من الفقراء)‪ ،‬كما يلعب دوراً يف الت�صدي للت�أثريات‬
‫مقدمة ما طلبت احلكومة امل�ساندة ب�ش�أنه من البنك‬
‫االقت�صادية الناجمة عن �أزمة كورونا‪ .‬وكان الربنامج يف ِّ‬
‫تو�سعه ب�سرعة مع حلول نهاية عام ‪ 2020‬وا�ستمراره حتى عام ‪ ،2022‬مع‬ ‫الدويل‪ .‬وقد جرى جتريبه و ُيتوقَّع ُّ‬
‫مراعاة فرتات ال�صعود والهبوط‪ .‬ويعمل البنك مع احلكومة على ت�صميم الربنامج وكذلك قيادة وتن�سيق‬
‫جهود تعبئة التمويل له‪ .‬و ُي�ستفاد �أي�ضا يف ت�صميمه وتنفيذه من التعاون الوثيق مع برنامج الأغذية العاملي‬
‫الذي َّمتكن من تعبئة م�ساندة فنية �سريعة له‪ .‬و�سيم ِّول البنك ت�شغيل الربنامج يف �شكل جوالت بالتوازي مع‬
‫توفُّر متويل ال�صناديق اال�ستئمانية‪ ،‬على �أن ُي�ستك َمل متويله مبنح قبل ت�سوية املت�أخرات‬
‫(انظر الق�سم رابعا)‪ .‬ويهدف جزء من الت�صميم �إىل �ضمان حتويل �أنظمة الت�سجيل والدفع والتحقُّق وغريها �إىل‬
‫نظام دوري وم�ستدام للحماية االجتماعية‪ .‬و�ستتم اال�ستفادة �أي�ضا من تطوير �أنظمة التحقُّق من الهوية والدفع‬
‫يف �أغرا�ض �أخرى‪ ،‬ال�سيما دعم حتقيق ال�شمول املايل‪.‬‬
‫الهدف ‪ .3-1‬اتخاذ خطوات فنية نحو احل�صول على تخفيف �شامل من �أعباء الديون مبوجب مبادرة البلدان‬ ‫•‬
‫الفقرية املثقلة بالديون‪ ،‬مبا يف ذلك ت�سوية املت�أخرات‪ ،‬واحل�صول على امل�ساندة املعتادة من امل�ؤ�س�سة الدولية‬
‫كمل هذا الهدف دعم الإ�صالحات االقت�صادية املتوخاة يف �إطار الهدف ‪ ،1-1‬وبالأخ�ص �إجراء‬ ‫للتنمية‪ .‬و ُي ِّ‬
‫الإ�صالحات االقت�صادية املتوافقة مع الربنامج الذي ي�شرف عليه خرباء �صندوق النقد الدويل و�إعداد وثيقة‬
‫�إ�سرتاتيجية للحد من الفقر كما هو مطلوب للو�صول �إىل نقطة اتخاذ القرار اخلا�صة باملبادرة‪ .‬و�سيعمل البنك‬
‫الدويل ب�شكل وثيق مع ال�صندوق واحلكومة‪ ،‬وكذلك الدائنني الآخرين يف نهاية املطاف‪ ،‬على �إجراء ت�سوية‬
‫الديون املطلوبة و�إعداد الوثائق الأخرى املت�صلة باملبادرة‪ ،‬ومن بينها الوثيقة الأولية والوثيقة اخلا�صة بنقطة‬
‫اتخاذ القرار‪ .‬و�س ُيعِد البنك �أي�ضا‪ ،‬باال�شرتاك مع احلكومة‪ ،‬عملية ا�ستئناف العمل لأغرا�ض �سيا�سات التنمية‬
‫بنا ًء على الإجراءات املتخذة على �صعيد ال�سيا�سات لتحقيق ا�ستقرار االقت�صاد الكلي واملالية العامة‪ .‬و ُيتوقَّع‬
‫ا�ستخال�ص الإجراءات امل�سبقة من الإ�صالحات يف جمال �سيا�سات االقت�صاد الكلي‪ ،‬و‪�/‬أو ال�شفافية‪ ،‬و‪�/‬أو‬
‫الإدارة املالية العامة‪ ،‬و‪�/‬أو تقدمي اخلدمات‪ ،‬و‪�/‬أو تنظيم بيئة الأعمال‪ ،‬و‪�/‬أو قطاع الطاقة‪ .‬و�أخرياً‪ ،‬فعند ت�سوية‬
‫املت�أخرات‪� ،‬ست�ساند جمموعة البنك الدويل ال�سودان يف طلب اال�ستفادة من �آلية تخ�صي�ص املوارد للبلدان‬
‫التي متر مبرحلة حرجة �أو انتقالية يف �إطار العملية التا�سعة ع�شرة لتجديد موارد امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية‪،‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪26‬‬


‫وكذلك يف �إعداد مراحل التح ُّول‪.‬‬

‫‪ .44‬جمال الرتكيز ‪ :2‬امل�ساهمة يف جتديد العقد االجتماعي‪� .‬سيلزم لنجاح الفرتة االنتقالية يف ال�سودان �صياغة عقد‬
‫اجتماعي يت�سم بال�شمولية والقدرة على ال�صمود ي�ستجيب لتوقعات املواطنني وين�سجم معها‪ .‬وميثل برنامج دعم‬
‫الأ�سر يف ال�سودان (ثمرات) �إحدى اللبنات الأ�سا�سية على طريق جتديد العقد االجتماعي‪ :‬مع �أنه يدعم النتائج‬
‫املدرجة �ضمن حمور الرتكيز الأول يف �إطار احلزمة احلكومية لإ�صالحات االقت�صاد الكلي‪ ،‬ف�إنه ي�سهم �أي�ضا يف تقوية‬
‫قدرة احلكومة على تقدمي اخلدمات ملواطنيها وبناء نظام للحماية االجتماعية على املدى الأطول‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل هذا‬
‫الربنامج‪ ،‬ي�شمل حمور الرتكيز الثاين جمموعة من الأن�شطة يف القطاعات الرئي�سية مل�ساعدة احلكومة على بناء الثقة يف‬
‫امل�ؤ�س�سات‪ ،‬وتدعيم الفعالية وامل�ساءلة داخل القطاع العام و�صو ًال �إىل تقدمي اخلدمات‪ ،‬وحت�سني �أداء الأ�سواق الرئي�سية‪،‬‬
‫وتعزيز القدرة على ال�صمود وبناء ال�سالم‪ .‬و�سي�ساعد حت�سني هذه النواحي على معاجلة الق�ضايا التي ت�سببت يف ت�أجيج‬
‫�أو�ضاع اله�شا�شة وال�صراع يف ال�سابق‪ .‬وت�ستفيد جمموعة الأن�شطة املدرجة �ضمن هذا املحور من ات�ساع اخلربات‬
‫التنفيذية واملعارف ملجموعة البنك الدويل لتعظيم ا�ستئناف �أن�شطتها يف ال�سودان وفق املوارد املحدودة يف ظل عدم‬
‫�إمكانية احل�صول على متويل عادي من امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية وم�ؤ�س�سة التمويل الدولية وكذلك منتجات الوكالة‬
‫الدولية ل�ضمان اال�ستثمار‪ .‬و�ستكون الأن�شطة يف الغالب ا�ست�شارية وحتليلية بالإ�ضافة �إىل بع�ض العمليات ال�صغرية‬
‫ح�سبما ت�سمح الظروف يف املدى القريب تبعاً لتمويل ال�صناديق اال�ستئمانية‪ .‬و�ستكون لتنفيذ �أن�شطة هذا املحور �أهمية‬
‫بالغة لإر�ساء الأ�سا�س لو�ضع برنامج متكامل ملجموعة البنك الدويل يف امل�ستقبل‪.‬‬
‫• الهدف ‪ .1-2‬تدعيم قدرات امل�ؤ�س�سات احلكومية وخ�ضوعها للم�ساءلة‪� .‬ستقوم جمموعة البنك الدويل بعدد‬
‫من الدرا�سات الت�شخي�صية التحليلية و�أن�شطة امل�ساعدة الفنية مل�ساندة احلكومة يف حت�سني قدراتها الداخلية‪،‬‬
‫ال�سيما يف جمال الإدارة املالية العامة‪ ،‬ودعم تعزيز ال�شفافية بو�صفها عن�صراً رئي�سياً لتحقيق امل�ساءلة وحت�سني‬
‫ثقة اجلمهور‪ .‬و�سيتم �إجراء تقييم للإنفاق العام وامل�ساءلة املالية بهدف تقييم قدرات الإدارة املالية العامة‬
‫و�ستقدم املجموعة �أي�ضا امل�ساندة لإجراء تقييم ملنظومة ال�ضرائب‪ ،‬وتقييم للم�شرتيات‬ ‫ِّ‬ ‫و�أدائها يف ال�سودان‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬و�إدخال نظام �إلكرتوين للم�شرتيات‪ .‬و�سي�ساند البنك الدويل حت�سني �إدارة الديون‪� ،‬سواء يف �إطار‬
‫الإعداد لبلوغ نقطة اتخاذ القرار اخلا�صة مببادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون �أو حتديث تقييم �أداء �إدارة‬
‫الديون يف ال�سودان (�أُجرِي �آخر مرة يف عام ‪ ،)2012‬ومراجعة تنفيذ خطة �إ�صالح �إدارة الديون لعام ‪.2013‬‬
‫و�سيجري البنك مراجعات للإنفاق العام يف القطاعات لتقييم مدى كفاءة وفعالية وعدالة الإنفاق مقارن ًة‬

‫‪27‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫ب�أهداف ال�سودان يف القطاعات ذات الأولوية ويف مقدمتها التعليم وال�صحة واملياه‪ .‬و�أخرياً‪ِّ ،‬‬
‫�سيقدم البنك‬
‫امل�ساندة الفنية لتعزيز �شفافية العمليات احلكومية ب�شكل كبري‪ .‬كما �سي�ساند البنك جهود احلكومة الرامية‬
‫�إىل ن�شر املوازنات‪ ،‬مع مراعاة ا�ستخدام �صيغ �سهلة على املواطنني‪ ،‬وكذلك التقارير الرئي�سية ب�ش�أن الإنفاق‬
‫واملراجعة والديون‪ .‬ومن املتوقَّع �أن تندرج الإجراءات التي تتخذها احلكومة على م�ستوى ال�سيا�سات‬
‫لتح�سني ال�شفافية �ضمن �إجراءات الإعداد لعملية ا�ستئناف العمل لأغرا�ض �سيا�سات التنمية‪ .‬و�أخرياً‪،‬‬
‫�سيقوم البنك ب�إجراء حتليالت ب�ش�أن �إ�صالح نظام الإدارة العامة وتقدمي امل�ساندة الفنية جلهود احلكومة املعنية‬
‫مبكافحة الف�ساد‪.‬‬
‫• الهدف ‪ .2-2‬تعزيز الفر�ص االقت�صادية‪� .‬سيعمل البنك الدويل وم�ؤ�س�سة التمويل الدولية معاً كوحدة واحدة‬
‫تابعة ملجموعة البنك الدويل‪ ،‬مع اال�ستفادة من الإمكانات والقدرات الفريدة لكل منهما يف م�ساندة ال�سودان‬
‫والتمهيد لتنفيذ برنامج �أكرب يف امل�ستقبل‪ .‬وال ت�ستطيع م�ؤ�س�سة التمويل الدولية متويل م�شروعات ا�ستثمارية يف‬
‫ال�سودان يف ظل املت�أخرات امل�ستحقة عليه‪ .‬وبالتايل‪ ،‬فحتى تتم ت�سوية املت�أخرات �ستكون جميع �أن�شطة امل�ؤ�س�سة‬
‫ذات طبيعة ا�ست�شارية‪ ،‬لكن بعد �إجراء الت�سوية �ستبادر امل�ؤ�س�سة �إىل تنفيذ ا�ستثمارات‪ .‬وخالل فرتة هذه املذكرة‪،‬‬
‫�سرت ِّكز امل�ؤ�س�سة على بناء برنامج قوي للخدمات اال�ست�شارية من �أجل متهيد الطريق لال�ستثمارات امل�ستقبلية‪.‬‬
‫كما �ست�ساند امل�ؤ�س�سة احلكومة لبناء قطاع خا�ص م�ستدام قادر على اجتذاب اال�ستثمارات‪ ،‬وتدعيم القطاع‬
‫املايل‪ ،‬ودعم خلق الوظائف‪ .‬وبالبناء على الأعمال ال�سابقة املتعلقة مبناخ اال�ستثمار وعملية احلوار بني القطاعني‬
‫العام واخلا�ص‪� ،‬سي�سرت�شد با�ستئناف �أن�شطة امل�ؤ�س�سة يف ال�سودان بتقييمات القطاع اخلا�ص التي �ستقوم (‪)1‬‬
‫مبراجعة �أو�ضاع القطاعات االقت�صادية الرئي�سية لتحديد جماالت التدخل يف الإ�صالحات القانونية والتنظيمية‬
‫وغريها؛ (‪ )2‬توجيه ت�صميم اخلدمات اال�ست�شارية؛ و(‪ )3‬حتديد اال�ستثمارات املحتملة‪ .‬و�ستو ِّفر هذه التقييمات‬
‫ر�ؤى �إ�سرتاتيجية ب�ش�أن امل�شروعات املرتقبة مع حتديد الت�سل�سل املطلوب للأعمال اال�ست�شارية وجماالت التعاون‬
‫املحتملة مع ال�شركاء الآخرين‪.‬‬
‫و�س ُتجري درا�سة بعنوان «م�صادر النمو االقت�صادي وخلق الوظائف» لإعداد �أجندة �شاملة ومتما�سكة لتنمية‬
‫القطاع اخلا�ص‪ .‬وب�شكل �أكرث حتديداً‪� ،‬ستبني جمموعة البنك الدويل على نتائج وتو�صيات برنامج تقييم‬
‫و�سيقدم البنك الدويل امل�ساعدة الفنية لبنك‬
‫ِّ‬ ‫القطاع املايل لعام ‪ 2019‬ال�ستعادة الثقة يف القطاع وتدعيمه‪.‬‬
‫ال�سودان املركزي من �أجل تقوية قدراته امل�ؤ�س�سية وو�ضع الإطار القانوين والتنظيمي للرقابة التحوطية و�إطار‬
‫�إدارة الأزمات لإزالة املخاطر يف بيئة العمل ومتكني م�ؤ�س�سات الو�ساطة املالية من دعم النمو االقت�صادي وتنمية‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪28‬‬


‫�سيقدم البنك خدمات ا�ست�شارية العتماد نهج �إ�سرتاتيجي ومتما�سك‬ ‫القطاع اخلا�ص‪ .‬وال�ستكمال ما �سبق‪ِّ ،‬‬
‫�ستقدم جمموعة البنك الدويل للحكومة‬ ‫لل�شمول املايل يرتكز على �إ�سرتاتيجية وطنية معنية بذلك‪ .‬كما ِّ‬
‫خدمات ا�ست�شارية وم�ساعدة فنية وم�ساندة لبناء قدراتها من �أجل �إتاحة الفر�ص للنمو بقيادة القطاع اخلا�ص‬
‫وي�شمل ذلك تقلي�ص التكاليف والعقبات الإدارية �أمام ت�أ�سي�س من�ش�آت الأعمال وت�شغيلها‪ ،‬ال�سيما ما يتعلق‬
‫باللوائح التنظيمية والبيئة التجارية‪ .‬وت�شمل جماالت امل�ساندة اال�ست�شارية‪ )1( :‬تنفيذ �إ�سرتاتيجية تنمية‬
‫امل�شروعات ال�صغرى وال�صغرية واملتو�سطة وكذلك العمل على ت�شجيع االبتكار وريادة الأعمال؛ (‪ )2‬البيئة‬
‫القانونية وامل�ؤ�س�سية لل�شراكات بني القطاعني العام واخلا�ص وا�ستعرا�ض �أو�ضاع �شركات الدولة املُ�ؤ َّهلة ذات‬
‫الأهمية االقت�صادية الإ�سرتاتيجية لإعداد خارطة طريق لعمليات �إعادة الهيكلة املحتملة وخطط اال�ستثمار‬
‫مبا فيها �إقامة تلك ال�شراكات؛ (‪ )3‬الأعمال الت�شخي�صية والتحليلية للقطاع اخلا�ص فيما يتعلق بت�سهيل خلق‬
‫فر�ص عمل لل�شباب؛ و(‪ )4‬الدرا�سات الت�شخي�صية للقطاعات مثل قطاع ال�صناعات الزراعية‪.‬‬
‫وبالإ�ضافة �إىل اال�شرتاك مع البنك الدويل يف تقدمي اخلدمات التحليلية واال�ست�شارية املب َّينة �أعاله‪� ،‬ستنفِّذ م�ؤ�س�سة‬
‫التمويل الدولية �أي�ضا خدمات متهيدية خا�صة بتحديد النطاق وا�ست�شارية يف قطاعات الطاقة (الرتكيز على �إطار‬
‫مل�شاركة منتجي الكهرباء امل�ستقلني)‪ ،‬واخلدمات اللوج�ستية (بور�سودان)‪ ،‬والزراعة (�سال�سل القيمة العاملية)‬
‫بهدف �إعداد ا�ستثمارات م�ستقبلية‪ .‬و�ستقوم امل�ؤ�س�سة �أي�ضا ب�إجراء م�سح �شامل لل�شركات اخلا�صة العاملة يف‬
‫ال�سودان‪.‬‬
‫والوكالة الدولية ل�ضمان اال�ستثمار لي�ست لها تغطيات �ضمانية قائمة يف ال�سودان‪ ،‬لكن القطاعات التي ميكن‬
‫�أن ت�ستفيد من ا�ستخدام �ضمانات الوكالة للت�أمني �ضد املخاطر ال�سيا�سية ت�شمل البنية التحتية (ال�شراكات‬
‫بني القطاعني العام واخلا�ص)‪ ،‬وال�صناعات الزراعية‪ ،‬وال�صناعات التحويلية واخلدمات‪ ،‬والأ�سواق املالية‪.‬‬
‫• الهدف ‪ .3-2‬تدعيم �أنظمة تقدمي اخلدمات والقدرة على ال�صمود‪� .‬سي�ساند البنك الدويل احلكومة عرب‬
‫جمموعة متنوعة من القطاعات لتدعيم �أنظمة تقدمي اخلدمات وت�شجيع تعزيز القدرة على ال�صمود‪ .‬و�سرتاعي‬
‫هذه الأن�شطة اعتبارات االقت�صاد ال�سيا�سي املتعلقة بدعم ال�شراكة بني احلكومة واملواطنني‪ ،‬وبناء الثقة‪،‬‬
‫والتغ ُّلب على التوترات بني املركز والأطراف‪ .‬و�سيتم �إجراء حتليل داعم ب�ش�أن ال�صراع والنزوح الق�سري‬
‫لتوجيه م�ساندة جمموعة البنك الدويل يف القطاعات املختلفة مبا ي�ضمن اعتماد منظور لبناء ال�سالم‪.‬‬
‫• قطاع التعليم‪� .‬ست�ستفيد الأن�شطة يف هذا القطاع من م�ساندة طويلة الأمد متولها �صناديق ا�ستئمانية مع‬

‫‪29‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫�إجراء عمليات متابعة لدعم الإجراءات التدخلية على م�ستوى املدار�س التي ت�ستهدف حت�سني كفاءة‬
‫القراءة لدى التالميذ يف ال�صفوف الأوىل واالنتقال �إىل ال�صفوف العليا من التعليم االبتدائي يف املدار�س‬
‫املحرومة‪ .‬وعلى م�ستوى النظام‪ ،‬ي�ستمر الربنامج يف تقدمي الدعم جلمع بيانات التعداد املدر�سي ال�سنوي‬
‫حل�صر الطالب واملع ِّلمني واملوارد املدر�سية بالإ�ضافة �إىل �إجراء تقييم وطني مل�ستوى تع ُّلم املواد الأ�سا�سية‬
‫ثالث مرات �سنوياً‪ .‬كما �سي�ساند البنك الدويل اجلهود التي تبذلها احلكومة للت�صدي للت�أثريات‬
‫املبا�شرة الواقعة على قطاع التعليم من جراء جائحة كورونا من خالل دعم ا�ستمرارية عملية التع ُّلم‬
‫حالياً واال�ستعداد لإعادة فتح املدار�س حال انح�سار اجلائحة‪ ،‬و�ستم ِّول ال�شراكة العاملية من �أجل التعليم‬
‫هذه العمليات‪ .‬و�أخرياً‪� ،‬سي�ساند البنك بناء القدرات الفنية وامل�ؤ�س�سية للحكومة والإدارات التعليمية‬
‫بالأقاليم من خالل �إعداد مذكرات لل�سيا�سات وتقدمي خدمات ا�ست�شارية لدعم ت�صميم �إ�صالحات نظام‬
‫التعليم وتنفيذها‪.‬‬
‫• قطاع ال�صحة‪� .‬ستو ِّفر عملية ا�ستجابة طارئة التمويل جلزء من خطة ال�سودان للت�أهب واال�ستجابة‬
‫ملواجهة جائحة كورونا‪ .‬و�ستهدف هذه العملية �إىل تعزيز القدرات احلكومية على امل�ستويني االحتادي‬
‫والوالئي لال�ستجابة والت�صدي للجائحة من خالل (‪ )1‬تقوية قدرات اكت�شاف احلاالت وت�أكيد �إ�صابتها‬
‫وتت ُّبع املخالطني و�إجراء الفحو�صات املعملية؛ (‪ )2‬حت�سني الرعاية ال�سريرية وقدرات �إدارة احلاالت؛ (‪)3‬‬
‫رفع م�ستوى الوعي اجلماهريي وت�شجيع امل�شاركة املجتمعية؛ (‪ )4‬دعم الوقاية من العدوى ومكافحتها‬
‫على م�ستوى املن�ش�آت واملجتمع املحلي؛ و(‪ )5‬تعزيز التن�سيق والتخطيط والدعم اللوج�ستي والإبالغ‪.‬‬
‫و�ست�ستفيد العملية يف البداية مببلغ ‪ 22‬مليون دوالر من ال�صندوق اال�ستئماين لدعم االنتقال والإنعا�ش‬
‫يف ال�سودان و�صندوق الت�أهب واال�ستجابة للطوارئ ال�صحية‪ ،‬مع احل�صول على متويل �إ�ضايف حال توفُّره‪.‬‬
‫• قطاع الطاقة‪ .‬بالإ�ضافة �إىل العمل املرتبط مبا�شر ًة بتخفيف انعكا�سات قطاع الطاقة املُت َبعة يف �إطار الهدف‬
‫‪ 1-1‬على املالية العامة‪� ،‬سي�ساند البنك الدويل جهود احلكومة الرامية �إىل تعزيز احل�صول على �إمدادات طاقة‬
‫التو�سع يف �إنتاج الطاقة املتجددة منخف�ضة التكلفة (ال�شم�سية والرياح) وحت�سني كفاءة‬
‫حديثة ونظيفة من خالل ُّ‬
‫ا�ستخدام الطاقة‪ .‬و�سيعمل البنك على حت�سني جودة خدمات الطاقة بطريقة م�ستدامة مالياً‪ ،‬وهو ما يت�سق �أي�ضا‬
‫مع امل�ساهمة الوطنية ملكافحة تغيرُّ املناخ التي �أقرتها احلكومة‪ .‬و�سي�سهم كل هذا يف حت�سني قدرة احلكومة على‬
‫توفري خدمات الطاقة لإنعا�ش االقت�صاد ومعاجلة التفاوتات االقت�صادية القائمة‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪30‬‬


‫• القطاع الريفي‪� .‬سي�ستمر دعم امل�شروعات التجريبية ال�صغرية التي �أُطلِقت يف عام ‪ 2019‬لتعزيز �سبل ك�سب الرزق‬
‫يف املناطق الريفية با�ستخدام نهج جمتمعي يف املناطق املت�أثرة بال�صراعات‪ .‬و�سيوا�صل البنك الدويل تقدمي الدعم‬
‫لتح�سني �إدارة املوارد الطبيعية من خالل تدعيم امل�ؤ�س�سات وال�سيا�سات على امل�ستوى الوطني وتنفيذ �إجراءات‬
‫موجهة يف حمليات بعينها لت�شجيع الإدارة املجتمعية امل�ستدامة للمراعي والغابات والتن ُّوع البيولوجي‪.‬‬ ‫تدخلية َّ‬
‫و�سيقوم البنك �أي�ضا با�ستثمارات جتريبية يف جمايل الري والزراعة لتحفيز �أن�شطة الإنتاج وتعزيز الفر�ص االقت�صادية‬
‫ومتهيد الطريق لتو�سيع نطاق العمل مع امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية وم�ؤ�س�سة التمويل الدولية‪ .‬وتمُ َّول هذه العمليات على‬
‫التوايل من ال�صندوق اال�ستئماين لدعم االنتقال والإنعا�ش يف ال�سودان و�صندوق البيئة العاملية‪.‬‬

‫التحليالت الأ�سا�سية‬
‫�س ُتتابِع جمموعة البنك الدويل تنفيذ �أجندة حتليلية قوية خالل فرتة تغطية مذكرة امل�شاركة القطرية والتي‬
‫�ست�ساعد يف �أمور منها توفري الأ�س�س التحليلية لعملية ا�ستئناف الأن�شطة لأغرا�ض �سيا�سات التنمية و�صياغة‬
‫برنامج متكامل خا�ص بال�سودان يف امل�ستقبل‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل اخلدمات اال�ست�شارية والتحليلية الالزمة لتحقيق‬
‫�أهداف املذكرة مثل تقييم الإنفاق العام وامل�ساءلة املالية‪� ،‬س ُتجري املجموعة تقييماً لأو�ضاع الفقر مقروناً بتقدمي‬
‫م�ساندة فنية لإجراء م�سح جديد لدخل و�إنفاق الأ�سر املعي�شية وجمع البيانات لتحديث املعلومات التي جرى‬
‫جمعها �آخر مرة يف ‪ .2015/2014‬و�س ُيجري البنك الدويل �أي�ضا درا�سة بعنوان «م�صادر النمو االقت�صادي‬
‫تركز ب�شكل خا�ص على الزراعة والري وتطوير البنية التحتية‪ ،‬وذلك لال�سرت�شاد بها يف‬ ‫وخلق الوظائف» ِّ‬
‫ت�صميم الإجراءات التدخلية امل�ستقبلية‪ .‬و�أخرياً‪ ،‬ففي ظل الطبيعة اله�شة للفرتة االنتقالية وما بها من حراك‪،‬‬
‫�سيقوم البنك بتدعيم قدراته على حتليل االقت�صاد ال�سيا�سي مع الرتكيز خ�صي�صاً على ال�شركات اململوكة‬
‫للدولة و�إ�صالح نظام الإدارة وتطبيق الالمركزية‪ .‬و�ستتم اال�ستفادة من �إجراء هذه التحليالت الرئي�سية يف‬
‫الدرا�سة الت�شخي�صية املنهجية اخلا�صة بال�سودان املقرر االنتهاء منها خالل العام الأول من تنفيذ املذكرة‪.‬‬

‫‪ .45‬حماور الرتكيز امل�شرتكة‪ :‬تعزيز م�شاركة املواطنني وال�شمول االجتماعي‪� .‬ست�ضمن جمموعة البنك الدويل حتقيق‬
‫توا�صل قوي مع املواطنني‪ ،‬ومنظمات املجتمع املدين‪ ،‬والقطاع اخلا�ص‪ ،‬وخمتلف امل�شاركني يف ال�ساحة ال�سيا�سية‬
‫ال�سودانية والتحاور معهم ب�ش�أن جميع �أن�شطة املجموعة‪ .‬و�ستعمل املجموعة �أي�ضا على اال�ستفادة من قوتها التجميعية‬
‫من خالل ت�شجيع النقا�ش واحلوار العام حول املنتجات املعرفية التي ُت َّقدم خالل فرتة تغطية املذكرة‪ .‬و�ست�ساند‬
‫املجموعة احلكومة لإعداد �إ�سرتاتيجية مل�شاركة املواطنني ملا لذلك من دور رئي�سي يف جناح الإ�صالحات االقت�صادية‬
‫املزمعة‪ .‬و�س ُيولىَ اهتمام خا�ص لتحقيق التوازن يف التنفيذ بني العا�صمة والأطراف‪ .‬وعندما ي�سمح ال�سياق املحلي‪،‬‬
‫�ست�سعى املجموعة �إىل العمل مع �شركاء التنمية الآخرين لإحداث ت�أثري يف خمتلف املناطق اجلغرافية بال�سودان‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫وب�شكل خا�ص‪� ،‬سيت�ضمن برنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان (ثمرات)‪ ،‬وهو العملية الرئي�سية املتوخاة يف �إطار املذكرة‪،‬‬
‫�أن�شطة لتقوية االت�صال والتوا�صل وت�صميم �آلية ملعاجلة املظامل‪ .‬و�سيمثل الرتكيز على معاجلة الفجوات بني اجلن�سني‬
‫والفجوات يف �إ�شراك ال�شباب عن�صراً رئي�سياً يف حتقيق ال�شمول االجتماعي‪ .‬ومن املتوقَّع مراعاة اعتبارات امل�ساواة‬
‫بني اجلن�سني يف جميع العمليات املُنفَّذة يف �إطار املذكرة‪ .‬و�سي�شتمل برنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان على �إ�سرتاتيجية‬
‫للم�ساواة بني اجلن�سني من �أجل الت�صدي للتحديات التي ُيحت َمل �أن تن�ش�أ عن القوالب النمطية الأ�سرية واللوائح‬
‫التنظيمية التي قد تعوق ا�ستفادة الن�ساء من الربنامج‪ .‬كما �ست�شتمل الأعمال التحليلية‪ ،‬ال�سيما املتعلقة ب�أو�ضاع‬
‫الفقر و�شمول القطاع املايل والقطاعات الإنتاجية‪ ،‬على �أجزاء خا�صة بامل�ساواة بني اجلن�سني‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫‪ -IV‬رابع ًا‪ .‬تنفيذ مذكرة امل�شاركة القطرية‬


‫التمويل‬
‫‪ .46‬من املتو َّقع متويل تنفيذ الأن�شطة املتعلقة بها هذه املذكرة من خالل مزيج من موارد ال�صناديق اال�ستئمانية ومنح قبل ت�سوية‬
‫املت�أخرات‪ .‬و�س ُت�ستخدم املوارد الإدارية للبنك الدويل لتمويل بع�ض الأعمال التحليلية الرئي�سية املقرر �إجرا�ؤها‪ .‬ومع‬
‫�أن هذه مذكرة «ال�ستئناف امل�شاركة»‪ ،‬ف�إنها ال ترتب لتمويل م�ستقبلي متوقَّع من امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية ل�صالح‬
‫ال�سودان مبوجب التخ�صي�ص على �أ�سا�س الأداء �أو تلقي متويل حمتمل مبوجب تخ�صي�ص املوارد للبلدان التي متر‬
‫مبرحلة انتقالية مبا يتجاوز ما هو مطلوب لعملية كهذه لأغرا�ض �سيا�سات التنمية‪.‬‬
‫• موارد ال�صناديق اال�ستئمانية‪ .‬الأداة الرئي�سية اخلا�صة بال�سودان لتمويل الأن�شطة هي ال�صندوق اال�ستئماين‬
‫لدعم االنتقال والإنعا�ش يف ال�سودان املُن�شَ �أ م�ؤخراً من خالل �إعادة هيكلة ل�صندوق ال�سودان متعدد ال�شركاء‬
‫الذي كان موجوداً �سابقاً‪ .‬وهذا ال�صندوق هو �صندوق ا�ستئماين �شامل خا�ص بال�سودان وهو الأداة الرئي�سية‬
‫لتوجيه متويل املانحني مل�ساندة الأن�شطة املتوافقة مع هذه املذكرة‪ ،‬ال�سيما برنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان‬
‫(ثمرات)‪ .‬وي�ساند ال�صندوق �أي�ضا جمموعة من �أن�شطة امل�ساعدة الفنية والتحليالت الرئي�سية يف جماالت‬
‫حوكمة االقت�صاد‪ ،‬و�إ�صالح قطاع الطاقة‪ ،‬والفقر‪ ،‬واحلماية االجتماعية‪ ،‬والقطاع اخلا�ص‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل هذا‬
‫ال�صندوق‪� ،‬ست�ستخدم جمموعة البنك الدويل التمويل املُ َّقدم من عدة �صناديق ا�ستئمانية عاملية (مثال‪،‬‬
‫ال�شراكة العاملية من �أجل التعليم‪� ،‬صندوق البيئة العاملية‪ ،‬برنامج امل�ساعدة يف �إدارة قطاع الطاقة‪� ،‬صندوق‬
‫‪ .22‬فيما يخ�ص �أولوية جمموعة البنك الدويل ب�ش�أن تغيرُّ املناخ‪ ،‬يرتك تركيز هذه املذكرة املن�صب على �أولويات ال�سيا�سات االجتماعية واملتعلقة‬
‫باالقت�صاد الكلي جما ًال �أقل ن�سبياً للت�صدي لتغيرُّ املناخ‪ ،‬با�ستثناء دعمها لتح�سني �إدارة املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪32‬‬


‫الت�أهب واال�ستجابة للطوارئ ال�صحية) و�ست�سعى �إىل تو�سيع م�صادر الدعم هذه‪.‬‬
‫• منح قبل ت�سوية املت�أخرات‪ .‬يو ِّفر �إطار امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية اخلا�ص مبنح ما قبل ت�سوية املت�أخرات‬
‫م�ستويات من التمويل ترتاوح من دوالر واحد �إىل ‪ 10‬دوالرات للفرد‪ .‬وبافرتا�ض �أق�صى م�ستوى لن�صيب‬
‫الفرد حتقق تاريخياً‪ ،‬ف�إن ال�سودان ميكن �أن يتلقى ما ي�صل �إىل ‪ 410‬ماليني دوالر يف �صورة منح كهذه‬
‫لتمويل االحتياجات ذات الأولوية العالية فيما يحقق �سجل الأداء والتمويل الالزمني لت�سوية املت�أخرات‪.‬‬
‫وميكن تقدمي هذه املنح وفقاً لل�شروط التالية‪ )1( :‬مت ت�صميم املنحة املقرتحة وفقاً ملن�شور �سيا�سة العمليات‬
‫رقم ‪)OP 2.30( 2.30‬؛ (‪ )2‬الأداء يف املراحل الأوىل ُمب�شِّ ر‪ ،‬وهو ما يث ُبت باتخاذ البلد امل�ستفيد خلطوات‬
‫مقنعة نحو حتقيق التعايف االجتماعي واالقت�صادي؛ (‪ )3‬املت�أخرات امل�ستحقة للم�ؤ�س�سة الدولية للتنمية و‪/‬‬
‫�أو البنك الدويل للإن�شاء والتعمري كبرية وم�ضى عليها وقت طويل‪ ،‬وال ميكن ت�سويتها ب�سهولة با�ستخدام‬
‫من�سقة لتقدمي تدفقات مالية �إيجابية وم�ساعدات �أخرى‪ ،‬كما‬ ‫املوارد املحلية؛ (‪ )4‬يجري بذل جهود دولية َّ‬
‫وافق الدائنون الآخرون على عدم �إجراء عمليات �سحب �صافية للموارد املالية من البلد املعني‪� ،‬أو االتفاق‬
‫على تقا�سم املدفوعات بالت�ساوي فيما بني امل�ؤ�س�سات املالية الدولية؛ و(‪ )5‬م�صادر التمويل البديلة لعمليات‬
‫التعايف بعد انتهاء ال�صراع غري كافية �أو متاحة لكن ب�شروط غري منا�سبة‪ .‬وهذه ال�شروط م�ستوفاة‪ ،‬ال�سيما‬
‫و�أن حكومة ال�سودان تلتزم ب�ضمان تقا�سم املدفوعات بالت�ساوي فيما بني امل�ؤ�س�سات املالية الدولية ومن بينها‬
‫�صندوق النقد الدويل والبنك الأفريقي للتنمية‪ .‬و�إذا ا�ستغرقت عملية ا�ستئناف امل�شاركة وقتاً طوي ًال‪ ،‬فيمكن‬
‫النظر يف منح املتابعة‪.‬‬
‫• عملية ا�ستئناف امل�شاركة لأغرا�ض �سيا�سات التنمية‪� .‬ستقوم جمموعة البنك الدويل بالإعداد لهذه العملية‬
‫كملة مل�شاركتها يف تطبيق �إ�صالحات ال�سيا�سات بال�سودان‪ .‬ومن املتوقَّع‬
‫خالل فرتة تغطية املذكرة لتكون ُم ِّ‬
‫�أن يت�أتى متويل عملية ا�ستئناف امل�شاركة هذه من ت�سوية مت�أخرات امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية املُج َّنبة ومن‬
‫املخ�ص�صات املقدمة لل�سودان‪.‬‬

‫‪� .47‬س ُيم َّول برنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان (ثمرات) يف البداية من خالل مزيج من منح قبل ت�سوية املت�أخرات ومتويل‬
‫ال�صناديق اال�ستئمانية‪ .‬ونظراً لأن التكلفة الإجمالية للربنامج تبلغ ‪ 1.9‬مليار دوالر‪ ،‬ف�إنه �سيلزم توفري التمويل عرب‬
‫تعبئة املزيد من الأموال خالل جوالت متعددة‪ .‬وحتى تقدمي هذه املذكرة‪ ،‬تع َّهد ‪ 14‬مانحاً (لكن الكثريين مازالوا‬
‫ب�صدد جتهيز امل�ساهمات) بتقدمي قرابة ‪ 500‬مليون دوالر لتمويل الربنامج من خالل ال�صندوق اال�ستئماين لدعم‬

‫‪33‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫‪-‬‬
‫‪200 2020‬‬ ‫االنتقال والإنعا�ش يف ال�سودان‪ .‬و�ست�شمل اجلولة الأوىل من متويل الربنامج ‪ -‬املتوقَّع تنفيذها يف �أكتوبر‬
‫وجه من خالل‬ ‫مليون دوالر يف �صورة منح قبل ت�سوية املت�أخرات و‪ 200‬مليون دوالر �أخرى يف �صورة متويل ثنائي ُم َّ‬
‫هذا ال�صندوق اال�ستئماين‪ .‬و ُيتوقَّع تقدمي متويل �إ�ضايف للربنامج يف �أوائل ال�سنة التقوميية ‪ 2021‬يت�ألف من منح قبل‬
‫ت�سوية املت�أخرات بقيمة ‪ 210‬ماليني دوالر ومتويل من ال�صندوق اال�ستئماين بقيمة ‪ 300‬مليون دوالر تقريباً‪ .‬وبعد‬
‫هاتني اجلولتني‪ ،‬من املتوقَّع متويل الربنامج من خالل مزيج من الدعم الثنائي الإ�ضايف وامل�ساندة املعتادة من امل�ؤ�س�سة‬
‫الدولية للتنمية (�إذا ا�ستطاع ال�سودان الو�صول �إىل نقطة اتخاذ القرار وت�سوية املت�أخرات) �أو احتمال تلقي منح �أخرى‬
‫(�إذا ظلت ال�شروط اخلا�صة بها �سارية)‪ .‬و�سيتم بعد ذلك خ�صم املنح الإ�ضافية التي تربو على ‪ 410‬ماليني دوالر يف‬
‫�أول جولتني من خم�ص�صات امل�ؤ�س�سة لل�سودان عند ت�سوية املت�أخرات‪.‬‬

‫ال�شراكات والتن�سيق مع املانحني‬


‫‪ .48‬املعونات املُقدَّ مة لل�سودان هي �إن�سانية بالأ�سا�س وتكون على الأغلب يف �صورة تدفقات خارج نطاق املوازنة‪ .‬ويف الوقت‬
‫وجه جزء كبري من الدعم اخلارجي من خالل احلكومة حيث ُتك َّلف وكاالت للأمم املتحدة ووكاالت‬ ‫احلايل‪ ،‬ال ُي َّ‬
‫�إن�سانية بتنفيذ تقدمي امل�ساعدات‪ .‬وبالتايل‪� ،‬سيكون من ال�ضروري دعم التح ُّول تدريجياً ونقل دفة تقدمي امل�ساعدات‬
‫الإمنائية من الوكاالت الإن�سانية �إىل احلكومة خالل الفرتة االنتقالية من �أجل بناء الثقة يف الأنظمة املحلية وقدرتها‬
‫على �إي�صال تلك امل�ساعدات �إىل املواطنني‪ .‬و�سي�ستفيد البنك الدويل من ميزته الن�سبية املتمثلة يف �إمكانية العمل‬
‫من خالل هذه الأنظمة على تقوية قدرات احلكومة وبناء الثقة يف امل�ؤ�س�سات‪ .‬و�ستكون لل�شراكة مع وكاالت الأمم‬
‫املتحدة �أهمية بالغة يف جناح م�شاركة البنك يف �أن�شطة التعايف املبكرة وخا�ص ًة يف بناء املناطق اخلارجة من ال�صراع‬
‫حيث تتمتع الأمم املتحدة مبيزة ن�سبية قوية‪.‬‬

‫�سين�سق البنك الدويل ب�شكل وثيق مع ال�شركاء الرئي�سيني ل�ضمان التنظيم وتفادي االزدواجية والتكرار‪ .‬ولأن‬ ‫ِّ‬ ‫‪.49‬‬
‫هناك تكام ًال بني اجلوانب الإن�سانية والإمنائية‪� ،‬ستعمل جمموعة البنك الدويل عن كثب مع وكاالت الأمم املتحدة‬
‫من�سق للحماية االجتماعية تديره احلكومة‬ ‫الرئي�سية‪ ،‬مثل برنامج الأغذية العاملي ومنظمة اليوني�سف‪ ،‬على بناء نظام َّ‬
‫ويقدم برنامج الأغذية العاملي دعماً فنياً ويعمل كقناة لتوجيه التحويالت النقدية املتوافقة مع‬
‫ودعم جهود التعليم‪ِّ .‬‬
‫برنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان (ثمرات) واملم َّولة من مانحني ال ميكنهم تقدمي التمويل من خالل احلكومة‪ .‬و�سيعمل‬
‫البنك �أي�ضا مع بعثة الأمم املتحدة املتكاملة للم�ساعدة يف الفرتة االنتقالية يف ال�سودان املُن�ش�أة حديثاً فيما يخ�ص‬
‫جهود احلوكمة وبناء ال�سالم وربط البيانات‪ .‬ويف جمايل �إ�صالحات االقت�صاد الكلي واملالية العامة وتقوية قدرات‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪34‬‬


‫امل�ؤ�س�سات‪� ،‬سيتعاون البنك ب�شكل وثيق مع اململكة املتحدة واالحتاد الأوروبي والواليات املتحدة وفرن�سا على‬
‫معاجلة الإدارة املالية العامة‪ ،‬و�إدارة ال�ضرائب‪ ،‬وحتليل االقت�صاد ال�سيا�سي‪ ،‬وجوانب م�شاركة املواطنني‪.‬‬

‫‪ .50‬هناك تن�سيق وثيق مع �صندوق النقد الدويل ودائني ال�سودان الآخرين ب�ش�أن ق�ضايا الديون والذي يتم يف �سياق‬
‫تخفيف �أعبائها مبوجب مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون وت�سوية املت�أخرات‪ .‬وهذه املبادرة عبارة عن جهد‬
‫م�شرتك بني البنك الدويل وال�صندوق والتي تتطلب تن�سيقاً وثيقاً بينهما يف جميع مراحلها الإجرائية‪ .‬ويجب �أن‬
‫تقتنع كلتا امل�ؤ�س�ستني بامتالك البلد �سجل �أداء قوي وبا�ستيفائه اال�شرتاطات املحددة قبل الو�صول �إىل نقطتي اتخاذ‬
‫القرار والإجناز مبوجب املبادرة‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬يعقد خرباء البنك وال�صندوق اجتماعات تن�سيقية دورية‪ .‬كما‬
‫تتوا�صل امل�ؤ�س�ستان مع الدائنني الآخرين‪ ،‬ومن بينهم بنوك التنمية متعددة الأطراف‪ ،‬يف �إطار االجتماعات الفنية‬
‫ب�ش�أن ق�ضايا الديون‪ .‬وعندما ي�سري البلد يف م�سار وا�ضح نحو بلوغ نقطتي اتخاذ القرار والإجناز‪� ،‬س ُيجري خرباء من‬
‫امل�ؤ�س�ستني مراجعات م�شرتكة ملطابقة بيانات الديون وحتليالت ب�ش�أن تخفيف �أعبائها والتي �س ُت َّقدم يف الوثائق ذات‬
‫ال�صلة باملبادرة‪.‬‬

‫‪ .51‬من املهم للغاية موا�صلة احلوار مع ال�شركاء ب�ش�أن تنفيذ الربنامج‪ .‬وعلى امل�ستوى العاملي‪� ،‬شارك البنك الدويل يف‬
‫جمموعة �أ�صدقاء ال�سودان التي تو ِّفر �إطاراً ناجعاً لبناء توافق يف الآراء حول جماالت الدعم ذات الأولوية وتعبئة‬ ‫‪23‬‬

‫املوارد من املانحني‪ .‬ويف مايو ‪ ،2020‬اعتمدت املجموعة �إطار ال�شراكة املتبادلة الذي يحدد التعهدات الرئي�سية لكل‬
‫من احلكومة واملانحني يف دعم �أجندة الإ�صالحات االقت�صادية لل�سودان وعملية تخفيف �أعباء الديون‪ .‬و�سيتم التن�سيق‬
‫يف تنفيذ هذا الإطار على م�ستوى البالد من خالل منتدى �شركاء ال�سودان الدوليني الذي يو ِّفر من�صة للحوار فيما بني‬
‫ال�شركاء يف جمايل العمل الإن�ساين والتنمية وال�شركاء من املجتمع املدين‪ .‬و ُي َّنظم عمل املنتدى وفق هيكل التن�سيق‬
‫والتمويل املتط ِّور لوحدة تن�سيق املعونات بوزارة املالية والتخطيط االقت�صادي‪ .‬كما �سي�ساعد جمل�س ال�شراكة لل�صندوق‬
‫اال�ستئماين متعدد املانحني لدعم االنتقال والإنعا�ش يف ال�سودان على توفري من�صة للحكومة والبنك واملانحني لإجراء‬
‫التن�سيق واحلوار ب�ش�أن ال�سيا�سات فيما يخ�ص الأن�شطة التي ي�ساندها البنك‪.‬‬

‫‪ .23‬ت�ضم جمموعة «�أ�صدقاء ال�سودان» الأ�سا�سية املبعوثني اخلا�صني لل�سودان من الواليات املتحدة‪ ،‬واململكة املتحدة‪ ،‬والرنويج‪ ،‬وفرن�سا‪ ،‬و�أملانيا‪،‬‬
‫و�سعة اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫وال�سويد‪ ،‬واالحتاد الأوروبي‪ ،‬والأمم املتحدة بالإ�ضافة �إىل �صندوق النقد الدويل والبنك الدويل‪ .‬وت�ضم املجموعة املُ َّ‬
‫ودولة الإمارات‪ ،‬و ُتعقد اجتماعات �أ�سبوعية للتن�سيق داخل املجموعة‪ .‬وهناك ت�شكيل �أو�سع ي�شمل البنك الأفريقي للتنمية‪ ،‬واالحتاد الأفريقي‪،‬‬
‫وكندا‪ ،‬وم�صر‪ ،‬و�إثيوبيا‪ ،‬و�إيطاليا‪ ،‬واليابان‪ ،‬والكويت‪ ،‬وهولندا‪ ،‬وقطر‪ .‬وقد ُدعِ يت جامعة الدول العربية لأول مرة حل�ضور االجتماع الأخري للمجموعة‪.‬‬
‫كما �شاركت وفود من �أكرث من ‪ 35‬بلداً يف م�ؤمتر املانحني الذي ُعقِد يف يونيو‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫التنفيذ املراعي للظروف‬
‫‪ .52‬يقوم نهج مذكرة امل�شاركة القطرية على ترجيح جمموعة البنك الدويل لوقوع �أف�ضل �سيناريو بالن�سبة لل�سودان‪.‬‬
‫ويف ظل هذا ال�سيناريو‪ ،‬تنجح احلكومة يف تنفيذ الإ�صالحات اجلوهرية ب�سرعة مع احلفاظ على الأمن والوئام‬
‫تتمكن من الو�صول �إىل ت�سوية مع عدد كبري من الدائنني ب�ش�أن الديون واملت�أخرات‪ .‬ومن‬ ‫االجتماعي‪ ،‬كما َّ‬
‫تقدم يف كل هذه اجلوانب‪ ،‬و�إن كان ال ميكن توقُّع �أن ي�سري ذلك يف خط ثابت �أو بوترية �سريعة �أو‬‫املهم �إحراز ُّ‬
‫متزامنة دائماً‪ .‬لكن طاملا كانت احلكومة م�ستمرة يف م�سار الإ�صالحات وكذلك يف تنفيذ التدابري االقت�صادية‬
‫�ستقدم‬
‫التي يدعمها الربنامج الذي ي�شرف عليه خرباء �صندوق النقد الدويل‪ ،‬ف�إن جمموعة البنك الدويل ِّ‬
‫�أق�صى قدر من امل�ساندة مل�ساعدة ال�سودان على موا�صلة امل�ضي يف هذا امل�سار‪ -‬بطريقة تراعي �أو�ضاع االقت�صاد‬
‫ال�سيا�سي‪ -‬وحتقيق النجاح يف ظل هذا ال�سيناريو‪.‬‬

‫‪ .53‬ال�سيناريو ال�سلبي هو �إذا تغيرَّ االقت�صاد ال�سيا�سي يف ال�سودان �إىل حد ُّ‬


‫توقف الإ�صالحات �أو االنحراف عنها‬
‫ب�شكل كبري‪� ،‬أو حدوث زيادة حادة يف �أو�ضاع اله�شا�شة �أو حتى ن�شوب �صراع‪ .‬وقد يتغيرَّ ميزان امل�صالح املع َّقد يف‬
‫ال�سودان نتيجة للظروف ال�صعبة الراهنة و�شدة وط�أة الإ�صالحات‪ ،‬حتى و�إن كانت �ضرورية‪ .‬و�سينطوي هذا‬
‫ال�سيناريو على تقوي�ض كبري لقدرة احلكومة على تنفيذ الإ�صالحات �أو امل�ضي قدماً بخطوات هادفة نحو �صياغة‬
‫عقد اجتماعي �أكرث �إن�صافاً‪ ،‬وميكن �أن ي�ؤدي �إىل مزيد من عدم اال�ستقرار بل وحتى اندالع �صراع‪ .‬وعندها‬
‫�ست�ضيع الفر�صة التاريخية ال�سانحة ال�ستئناف امل�شاركة ب�شكل �سريع‪ .‬ويف ظل هذا ال�سيناريو‪� ،‬ستلزم �إعادة‬
‫تقييم الأعمال املُد َرجة �ضمن حمور الرتكيز الأول ل ُتن َّفذ وفق وترية �أبط�أ و�أكرث روي ًة مع خف�ض �سقف الطموح‪.‬‬
‫و�ست�ستمر الأن�شطة املخطط لها يف �إطار حمور الرتكيز الثاين �إىل احلد املمكن‪ ،‬وهو ما يتوقف بدرجة كبرية على‬
‫مدى ا�ستعداد احلكومة ملوا�صلة العمل مع جمموعة البنك الدويل على تدعيم الأنظمة داخل القطاع العام ويف‬
‫خمتلف القطاعات‪.‬‬

‫‪� .54‬ستتابع جمموعة البنك الدويل االقت�صاد ال�سيا�سي لل�سودان عن كثب من �أجل �إدخال التعديالت على الإ�سرتاتيجية‬
‫يف الوقت املنا�سب‪ .‬و�سي�ستثمر فريق املجموعة يف تكوين فهم ملحركات الأحداث يف اخلرطوم ويف خمتلف �أنحاء‬
‫البالد و�س ُيق ِّيم بانتظام مدى مالءمة نهجه الإ�سرتاتيجي‪ .‬و�ستوا�صل املجموعة �أي�ضا التن�سيق مع �شركاء التنمية‬
‫الآخرين يف متابعة الو�ضع‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪36‬‬


‫‪ -V‬خام�س ًا‪� .‬إدارة املخاطر‬

‫‪ُ .55‬يعد الت�صنيف العام للمخاطر التي تكتنف حتقيق الأهداف الإمنائية ملذكرة امل�شاركة القطرية «عالية»‪ ،‬لكن خماطر‬
‫تراجع الطموح �أعلى من ذلك‪ .‬و�إذا مل تنجح احلكومة يف حتقيق ا�ستقرار االقت�صاد و�صياغة عقد اجتماعي �أكرث �إن�صافاً‪،‬‬
‫املرجح حدوث ال�سيناريو ال�سلبي املتمثل يف زيادة اله�شا�شة وت�سارع معدالت الفقر‪ .‬وينطوي هذا ال�سيناريو‬ ‫فمن َّ‬
‫�ستقدم جمموعة البنك الدويل «يد العون» مل�ساندة‬ ‫على �أ�شد املخاطر التي تعوق حتقيق نتائج �إمنائية جيدة‪ ،‬ومن ثم ِّ‬
‫ال�سودان يف هذا املنعطف اخلطري‪ .‬ويف الوقت نف�سه‪ ،‬تدرك املجموعة �أن هناك خماطر كبرية �أمام تنفيذ �إ�سرتاتيجية‬
‫املذكرة وبالتايل �ست�سعى �إىل احلد من هذه املخاطر بالتعاون مع احلكومة وال�شركاء الآخرين‪ .‬لكن حتى مع �إجراء‬
‫ذلك‪ ،‬تظل املخاطر يف جمملها عالية‪.‬‬

‫املخاطر املت�صلة مبذكرة امل�شاركة القطرية اخلا�صة بجمهورية ال�سودان‬


‫الت�صنيف (عالية �أو كبرية �أو متو�سطة‬
‫فئة املخاطر‬
‫�أو منخف�ضة)‬

‫عالية‬ ‫اجلوانب ال�سيا�سية واحلوكمة‬


‫عالية‬ ‫االقت�صاد الكلي‬
‫عالية‬ ‫الإ�سرتاتيجيات وال�سيا�سات القطاعية‬
‫عالية‬ ‫الت�صميم الفني‬
‫عالية‬ ‫القدرات امل�ؤ�س�سية للتنفيذ والإ�ستدامة‬
‫عالية‬ ‫اجلوانب املالية والتعاقدية‬
‫عالية‬ ‫اجلوانب البيئية والإجتماعية‬
‫عالية‬ ‫�أ�صحاب امل�صلحة‬
‫عالية‬ ‫�أخرى (ت�أثريات جائحة كورونا)‬
‫عالية‬ ‫الت�صنيف العام‬

‫‪ .56‬تُعد املخاطر ال�سيا�سية وخماطر احلوكمة عالية‪ .‬ورغم وجود توافق وا�سع على �ضرورة تطبيق �إ�صالحات‬
‫االقت�صاد الكلي‪ ،‬ف�إنها مثرية للجدل بطبيعتها وال تتفق جميع عنا�صر املجتمع على التفا�صيل اخلا�صة‬

‫‪37‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫بالتنفيذ‪ .‬وهناك خماطر كبرية من �أال تر�ضى الف�صائل ال�سيا�سية �أو العنا�صر الأمنية‪ ،‬التي تو�صلت �إىل مقاربة‬
‫ترتكز عليها احلكومة االنتقالية احلالية‪ ،‬مب�آالت الإ�صالح و�أن تتبنى مواقف تق ِّو�ض فر�ص جناحها‪ .‬وباملثل‪،‬‬
‫فرغم ال َن َ�صب واملعاناة من طول �أمد ال�صراعات الداخلية ووجود زخم لل�سالم‪ ،‬فمازالت هناك خماطر كبرية‬
‫جتدد ال�صراع كما يتبينَّ من الفرتات االنتقالية الأخرى ومن تاريخ ال�سودان ذاته‪ .‬وعملية ال�سالم نف�سها‬‫من ُّ‬
‫ه�شة وال تزال تواجه حتديات يف التنفيذ والتغلُّب على �إرث من ال�صراع دام لعقود‪ ،‬ف�ض ًال عن ا�ستمرار انعدام‬
‫الأمن و�أعمال العنف يف العديد من املناطق الريفية‪ .‬وللحد من هذه املخاطر‪� ،‬سي�ستمر البنك الدويل يف‬
‫م�ساندة احلكومة للتوا�صل ب�شكل ف ّعال مع جميع �أ�صحاب امل�صلحة وبناء توافق يف الآراء فيما بينهم على‬
‫�شرعية و�ضرورة الإ�صالحات االقت�صادية واالجتماعية‪ .‬و�سي�سعى البنك كذلك �إىل احلد من هذه املخاطر‬
‫بالعمل مع ال�شركاء على تقدمي حتليالت جيدة التوقيت لل�صراع واالقت�صاد ال�سيا�سي وم�ساعدة وحدة الإدارة‬
‫التكيف مع الربنامج ب�سرعة‪.‬‬
‫ال ُقطرية وفرق العمل على ُّ‬
‫‪ .57‬تُعد خماطر االقت�صاد الكلي «عالية»‪ .‬فعدم ا�ستقرار االقت�صاد ال�سوداين وال�صعوبات التي تكتنف تطبيق‬
‫ي�شكالن خماطر عالية‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬ال تتوفَّر �سوى موارد خارجية‬ ‫�سيا�سات �ست�ساعده على التعايف ِّ‬
‫حمدودة ب�سبب العقبات املتعلقة باملت�أخرات مما ي�ؤدي �إىل فجوة متويلية كبرية يف الأمد الق�صري �سيتعينَّ �سدها‬
‫من خالل التمويل بزيادة عر�ض النقود مما يت�سبب يف ارتفاع معدل الت�ضخم‪ ،‬وهو ما يق ِّو�ض بدوره ت�أثريات‬
‫الإ�صالحات‪ .‬وللحد من هذه املخاطر‪� ،‬سيعمل البنك ب�شكل وثيق مع احلكومة على تنفيذ الإ�صالحات‪،‬‬
‫و�أن�شطة االت�صال والتوا�صل‪ ،‬وتدابري احلد من الت�أثريات بالتن�سيق مع �صندوق النقد الدويل واملانحني‬
‫الآخرين ب�شكل ف َّعال‪ .‬كما �سيقود جهود تعبئة املزيد من الأموال لهذه التدابري‪ ،‬ال�سيما من خالل برنامج‬
‫دعم الأ�سر يف ال�سودان (ثمرات)‪.‬‬

‫‪ .58‬تُعد خماطر الإ�سرتاتيجيات وال�سيا�سات القطاعية «عالية»‪ .‬وت�شهد بيئة ال�سيا�سات للقطاعات الرئي�سية‬
‫التوجه‪ .‬و�سيحد البنك الدويل من هذه املخاطر من خالل موا�صلة دعم احلوار‬ ‫تغيرُّ ات كبرية ومتكررة يف ُّ‬
‫ب�ش�أن ال�سيا�سات القطاعية والت�أكيد على �ضرورة فهم جميع �أ�صحاب امل�صلحة للإ�صالحات واملفا�ضالت‬
‫املرتبطة بها ب�شكل �شامل‪ .‬و�سيعمل �أي�ضا على تطوير قاعدة للدالئل وال�شواهد الالزمة للإ�صالحات من‬
‫خالل التقييمات القطاعية و�سي�ساعد يف تقوية القدرات داخل الوزارات على �صياغة الإ�صالحات وتنفيذها‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪38‬‬


‫‪ .59‬تُعد خماطر الت�صميم الفني «عالية»‪ .‬وبالنظر �إىل حمدودية قدرات امل�ؤ�س�سات احلكومية‪ ،‬هناك خماطر‬
‫كبرية تكمن يف التحديات التي �ستواجه ت�صميم الربامج‪ ،‬ال�سيما برنامج دعم الأ�سر يف ال�سودان (ثمرات)‬
‫الطموح للغاية من حيث نطاق تغطيته والإطار الزمني لتحقيق �أهدافه‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬تعمل احلكومة‬
‫وجمموعة البنك الدويل يف ظل ظروف متق ِّلبة مع وجود نق�ص �شديد يف البيانات‪ .‬و�سي�شدد برنامج املذكرة‬
‫على التحلي بالب�ساطة واملرونة دون التقليل من �سقف الطموح ب�سبب تعقيدات بيئة العمل‪.‬‬

‫‪ .60‬تُعد املخاطر املت�صلة بالقدرات امل�ؤ�س�سية للتنفيذ واال�ستدامة «عالية»‪ .‬و ُتعد قدرات التنفيذ �ضعيفة بل‬
‫وتزداد �ضعفاً ب�سبب طول �أمد عدم اال�ستقرار ووجود �إرث من امل�ؤ�س�سات التي تفتقر �إىل ال�شفافية وا�ست�شراء‬
‫�سيطرة �أ�صحاب امل�صالح املكت�سبة‪ .‬و�سرتكِّ ز تدابري احلد من الت�أثريات على بناء قدرات التنفيذ يف الوزارات‬
‫املعنية وي�شمل ذلك امل�ساعدة يف توظيف ذوي املهارات املتخ�ص�صة يف امل�شرتيات‪ ،‬والإدارة املالية‪ ،‬و�أنظمة‬
‫تقدمي احلماية االجتماعية‪ ،‬واملتابعة والتقييم‪ ،‬واالت�صال‪ .‬وبوجه عام‪ ،‬ف�إن تقوية ال�شعور بامل�س�ؤولية عن الربامج‬
‫التكيف وتطوير القدرات‪.‬‬
‫املقرتحة �ستحفِّز على �سرعة ُّ‬
‫‪ .61‬تُعد املخاطر املالية والتعاقدية «عالية»‪ .‬فمازالت هناك نقاط �ضعف يف عمليات امل�شرتيات والإدارة‬
‫املالية‪ ،‬ال�سيما فيما يتعلق بعدم االمتثال للإجراءات الرئي�سية‪ .‬وت�شمل نقاط ال�ضعف هذه نق�ص املوظفني‬
‫املهنيني امل�ؤهلني والأكفاء املتخ�ص�صني يف امل�شرتيات و�إدارة التمويل‪ ،‬ونق�ص اخلربات يف جمال �إدارة عقود‬
‫و�سيقدم البنك الدويل م�ساعدة فنية‬
‫ِّ‬ ‫تنفيذ امل�شروع‪ ،‬و�ضعف الرقابة على عمليات امل�شرتيات والإدارة املالية‪.‬‬
‫لبناء قدرات وحدات تنفيذ امل�شروع يف جمايل امل�شرتيات والإدارة املالية‪.‬‬

‫‪ُ .62‬تعد املخاطر البيئية واالجتماعية «عالية»‪ .‬وهذه املخاطر غري مفهومة ب�شكل جيد ب�سبب توقُّف م�شاركة املجتمع‬
‫الدويل وقدرات الإدارة التي ُيف َرت�ض �أنها �ضعيفة‪ .‬و ُتعد املخاطر البيئية عالية ب�سبب تع ُّر�ض ال�سودان لت�أثريات‬
‫تغيرُّ املناخ‪ ،‬وال�صدمات املناخية‪ ،‬و�أزمة غزو اجلراد امل�ستمرة‪ .‬كما ُتعترب املخاطر االجتماعية عالية والتي ت�شمل‪:‬‬
‫(‪ )1‬الإق�صاء االجتماعي للم�ستفيدين؛ (‪ )2‬املخاوف الأمنية لدى العاملني يف امل�شروع وامل�ستفيدين منه؛ (‪)3‬‬
‫�ضعف امل�شاركة املجتمعية وا�ستحواذ النخبة؛ (‪ )4‬اال�ستغالل اجلن�سي واالعتداء والعنف �ضد املر�أة؛ (‪ )5‬املخاوف‬
‫الت�شغيلية ب�سبب ال ُبعد املكاين وانعدام الأمن؛ و(‪� )6‬ضعف قدرات التنفيذ‪ .‬و�سي�شمل دعم هذه القدرات الرتكيز‬
‫على معاجلة مواطن ال�ضعف‪ .‬و�سي�سرت�شد برنامج املذكرة بالتحليالت املتعلقة باالقت�صاد ال�سيا�سي وح�سا�سيات‬

‫‪39‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫ال�صراع وامل�ساواة بني اجلن�سني لتعزيز �شمولية ال ُن ُهج املُت َبعة‪.‬‬

‫‪ .63‬تُعد املخاطر املت�صلة ب�أ�صحاب امل�صلحة «عالية»‪ .‬ورغم �أن التغيريات ال�سيا�سية حدثت ب�سبب ال�ضغوط‬
‫ال�شعبية‪ ،‬ف�إن خماطر التحديات االقت�صادية واالجتماعية يف ال�سودان تكمن يف احتمال تال�شي دعم‬
‫الإ�صالحات والإميان بقدرة النظام اجلديد على تنفيذها‪ .‬وال تزال الأ�سباب اجلذرية ملعظم دوافع االحتجاج‪،‬‬
‫وهي ارتفاع معدل الت�ضخم ونق�ص الإمدادات وا�ستحواذ النخبة وارتفاع م�ستويات البطالة ال�سيما بني‬
‫ال�شباب‪ ،‬قائم ًة وذات ت�أثري‪ .‬كما �أن �أ�صحاب امل�صالح املكت�سبة يف النظام ال�سابق �سيخ�سرون الكثري وبالتايل‬
‫قد يعرقلون التغيريات �أو ي�سعون �إىل تقوي�ض �أي مكا�سب‪ .‬وللحد من هذه املخاطر‪� ،‬سيتم العمل على تكوين‬
‫فهم �أف�ضل للم�صالح والتعامل مع الإ�صالحات بطرق تزيد من احتمال تنفيذها وفعاليتها‪ .‬و�سي�شمل ذلك‬
‫�أي�ضا ا�ستمرار التوا�صل مع �أ�صحاب امل�صلحة ال�سودانيني وت�سهيل م�شاركة املواطنني مع قيام البنك ببناء‬
‫الثقة يف تواجده امليداين‪.‬‬

‫‪ .64‬هناك خماطر عالية �أخرى ترتبط بجائحة كورونا‪ .‬و�ستكون لهذه اجلائحة ت�أثريات كبرية على ت�صميم‬
‫برنامج املذكرة وتنفيذه‪ ،‬ومن بينها‪ )1( :‬ت�أخري و�صول اخلرباء �إىل البالد للم�شاركة يف �إعداد �أجزاء فنية‬
‫وت�شغيلية عديدة من الربنامج؛ (‪ )2‬التناف�س على املوارد املالية ال�شحيحة واملوارد الفنية الأخرى لإدارة‬
‫الت�أثريات ال�صحية للفريو�س؛ و(‪ )3‬زيادة تدهور الو�ضع االقت�صادي‪ .‬وعلى امل�ستوى الت�شغيلي‪� ،‬سي�ؤدي‬
‫تف�شي اجلائحة �إىل وقف حركة ال�سفر وجميع �أنواع اخلدمات اللوج�ستية والعمليات داخل البالد‪ .‬وت�شمل‬
‫تدابري احلد من الت�أثريات ‪�( :‬أ) العمل عن ُبعد للم�ساعدة يف املهام التح�ضريية للم�شروع؛ (ب) التوا�صل‬
‫ب�شكل جاد مع النظراء احلكوميني واملانحني من خالل قنوات االت�صال الإلكرتونية بكافة �أنواعها؛ و(ج)‬
‫التوا�صل مع املانحني عرب الو�سائل االفرتا�ضية لإطالعهم على معايري وتوقيت تقدمي امل�ساندة لل�سودان‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪40‬‬


‫املرفق ‪� :1‬أبرز �سمات مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون‬

‫مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون‪ ،‬التي جرى �إطالقها يف عام ‪ 1996‬وتعزيزها يف عام ‪ ،1999‬عبارة عن �إطار‬
‫قائم على القواعد لتقدمي تخفيف �شامل من �أعباء الديون للبلدان املُ�ؤ َّهلة وربط ذلك بقوة باحلد من الفقر‪ .‬ويف �إطار‬
‫هذه املبادرة‪ ،‬يتم التح ُّرك ب�شكل ُم َّن�سق من جانب جميع الدائنني اخلارجيني‪ ،‬مبن فيهم الدائنون متعددو الأطراف‪،‬‬
‫خلف�ض الديون اخلارجية للبلدان امل�ستفيدة �إىل م�ستويات حمددة �سلفاً‪ .‬ويتم تخفيف �أعباء الديون يف �إطار املبادرة‬
‫ب�شكل عادل بعد تطبيق الآليات التقليدية املتعلقة بذلك ب�صورة كاملة‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫كما ت�ستفيد البلدان التي تخ َّرجت من �إجراءات املبادرة من �إلغاء كامل الديون املُ�ؤ َّهلة َ‬
‫امل�ستحقة للم�ؤ�س�سة الدولية‬
‫للتنمية التابعة للبنك الدويل‪ ،‬و�صندوق النقد الدويل‪ ،‬والبنك الأفريقي للتنمية‪ ،‬وبنك التنمية للبلدان الأمريكية‬
‫يف �إطار املبادرة متعددة الأطراف لتخفي�ض الديون‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫وتقت�صر الأهلية املحتملة للح�صول على تخفيف من �أعباء الديون مبوجب املبادرة على �أفقر البلدان التي مازالت‬
‫تواجه م�ستويات مديونية عالية حتى بعد تطبيق كامل الآليات التقليدية املت�صلة بذلك‪ .‬وب�شكل �أكرث حتديداً‪ ،‬يجب‬
‫ا�ستيفاء املعايري التالية من جانب البلدان التي تحُ تمل �أهليتها للح�صول على تخفيف من �أعباء الديون مبوجب املبادرة‪:‬‬
‫(‪ )1‬معيار الدخل‪ :‬يجب �أن يكون البلد م�ؤ َّه ًال لالقرتا�ض من امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية فقط (�أي غري م�ؤ َّهل‬
‫للح�صول على م�ساندة من البنك الدويل للإن�شاء والتعمري) وم�ؤه ًال لتلقي امل�ساندة يف �إطار ت�سهيل النمو‬
‫واحلد من الفقر ل�صندوق النقد الدويل‪.‬‬
‫(‪ )2‬معيار املديونية‪ :‬يجب �أن يكون �صايف القيمة احلالية لن�سبة ديون البلد �إىل �صادراته �أكرب من ‪ %150‬بنا ًء‬
‫‪26‬‬
‫على البيانات يف نهاية ‪ 2004‬و‪ 2010‬وبعد تطبيق الآليات التقليدية لتخفيف �أعباء الديون ب�شكل كامل‪.‬‬

‫‪ .24‬ي�شري التخفيف التقليدي لأعباء الديون �إىل تطبيق نادي باري�س ل�شروط نابويل واملعاملة املماثلة من جانب الدائنني الثنائيني والتجاريني من‬
‫خارج النادي‪.‬‬
‫‪� .25‬أُطلِقت املبادرة متعددة الأطراف لتخفي�ض الديون يف عام ‪ 2005‬للم�ساعدة يف ت�سريع وترية ُّ‬
‫التقدم نحو حتقيق الأهداف الإمنائية للألفية‪ .‬وتحُ دد‬
‫الديون امل�ؤ َّهلة يف �إطار هذه املبادرة وفقاً للتواريخ الفا�صلة املحددة للدائنني (نهاية ‪ 2003‬بالن�سبة للم�ؤ�س�سة الدولية للتنمية‪ ،‬ونهاية ‪ 2004‬بالن�سبة‬
‫ل�صندوق النقد الدويل والبنك الأفريقي للتنمية والبنك الآ�سيوي للتنمية)‪.‬‬
‫‪� .26‬إ�ضاف ًة �إىل ذلك‪ ،‬ميكن �أن يكون البلد م�ؤ َّه ًال مبوجب املبادرة �إذا كان �صايف القيمة احلالية لن�سبة ديونه �إىل �إيراداته‪ ،‬بعد �إجراء التخفيف التقليدي‬
‫لأعباء الديون‪� ،‬أكرب من ‪ .%250‬لكن للت�أهل مبوجب هذا املعيار الثاين‪ ،‬ف�إنه يتعينَّ �أن تكون ن�سبة �صادراته من ال�سلع واخلدمات �إىل �إجمايل الناجت‬
‫املحلي ون�سبة �إيرادات املالية العامة �إىل �إجمايل الناجت املحلي �أكرب من ‪ %30‬و‪ %15‬على التوايل‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫(‪ )3‬التح ُّوط التام‪ :‬يجب �أن يكون البلد مدرجاً يف قائمة البلدان امل�ستحِ قة ح�صرياً للأهلية املحتملة‪.‬‬
‫ت�شتمل �إجراءات املبادرة على مرحلتني رئي�سيتني‪:‬‬
‫(‪ )1‬نقطة اتخاذ القرار‪ .‬هي البداية الر�سمية لإجراءات املبادرة‪ .‬وعند بلوغ هذه النقطة‪ ،‬تت�أكد �أهلية البلد‬
‫املعني للح�صول على تخفيف من �أعباء الديون مبوجب املبادرة‪ .‬كما يتم حتديد مبلغ هذا التخفيف وكذلك‬
‫�سمى «�شروط الو�صول �إىل نقطة الإجناز‬
‫ال�شروط التي يتعينَّ على البلد ا�ستيفا�ؤها للو�صول �إىل نقطة الإجناز ( ُت َّ‬
‫غري حمددة التوقيت»)‪ .‬ولبلوغ نقطة اتخاذ القرار‪ ،‬يتعينَّ على البلد حمتمل الأهلية القيام بالآتي‪:‬‬
‫• ا�ستيفاء معايري املديونية اخلا�صة باملبادرة بنا ًء على �أحدث البيانات املتاحة‪.‬‬
‫ر�ض ُيثبِت قوة تطبيق ال�سيا�سات يف �إطار برامج ي�ساندها �صندوق النقد الدويل والبنك‬
‫حتقيق �سجل ُم ٍ‬
‫الدويل‪.‬‬
‫• ت�سوية املت�أخرات امل�ستحقة عليه لل�صندوق والبنك والبنك الأفريقي للتنمية‪ ،‬وكذلك ت�سوية املت�أخرات‬
‫امل�ستحقة لبقية الدائنني اخلارجيني �أو �إعداد خطة لت�سويتها‪.‬‬
‫�إعداد �إ�سرتاتيجية ُم ِ‬
‫ر�ضية (كاملة �أو مرحلية) للحد من الفقر �أو وثيقة مماثلة تت�ضمن م�شاركة املجتمع‬
‫املدين‪.‬‬
‫• االتفاق مع امل�ؤ�س�سة الدولية للتنمية وال�صندوق على �شروط الو�صول �إىل نقطة الإجناز غري حمددة‬
‫التوقيت‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫عند بلوغ نقطة اتخاذ القرار‪ ،‬يبد�أ الدائنون يف تقدمي تخفيف من �أعباء الديون مبوجب املبادرة على �أ�سا�س طوعي‪.‬‬
‫(‪ )2‬نقطة الإجناز‪ .‬متثل هذه املرحلة تخ ُّرج البلد من �إجراءات املبادرة‪ .‬وال توجد مدة حمددة �سلفاً للفرتة‬
‫الفا�صلة بني نقطة اتخاذ القرار ونقطة الإجناز‪ .‬وبد ًال من ذلك‪ ،‬يتم بلوغ الثانية عندما ي�ستويف البلد �شروط‬
‫الو�صول �إىل نقطة الإجناز غري حمددة التوقيت ومن بينها احلفاظ على ا�ستقرار االقت�صاد الكلي‪ ،‬واعتماد‬
‫�إ�سرتاتيجية كاملة للحد من الفقر وتنفيذها ب�صورة مر�ضية ملدة عام على الأقل‪.‬‬

‫‪� .27‬أُدخِ لت �شروط الو�صول �إىل نقطة الإجناز غري حمددة التوقيت يف �إطار تعزيز املبادرة يف عام ‪ .1999‬وقد وفَّر �إدخال هذه ال�شروط حافزاً لتنفيذ‬
‫الإ�صالحات ب�سرعة‪ ،‬مما يتيح لأ�صحاب الأداء القوي بلوغ هذه النقطة مبكراً‪.‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪42‬‬


‫وحاملا ي�صل البلد �إىل نقطة الإجناز‪ ،‬فمن املتوقَّع �أن ي�سهم جميع الدائنني يف تخفيف �أعباء الديون ح�سب‬
‫يقدم الدائنون امل�شاركون يف املبادرة‬
‫ف�صل �أعاله‪ِّ ،‬‬
‫ح�صة كل منهم وعلى �أ�سا�س ال رجعة فيه‪ .‬وكما هو ُم َّ‬
‫متعددة الأطراف لتخفي�ض الديون تخفيفاً من �أعباء الدين عند بلوغ هذه النقطة‪.‬‬
‫والهدف من �شروط الو�صول �إىل نقطة الإجناز غري حمددة التوقيت هو �ضمان فعالية ا�ستخدام هذا التخفيف حال‬
‫تقدميه على �أ�سا�س غري قابل للإلغاء عند بلوغ هذه النقطة‪ .‬وت�شتمل هذه ال�شروط دائماً على �شروط �أ�سا�سية تتعلق‬
‫با�ستقرار االقت�صاد الكلي وت�صميم �إ�سرتاتيجية للحد من الفقر وتنفيذها‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬هناك �شروط خا�صة‬
‫وجه ل�صالح الفقراء‪ ،‬واحلد من الفقر‪،‬‬ ‫بكل بلد على حدة ت�شمل الإ�صالحات يف جماالت ال�سيا�سات لتعزيز النمو املُ َّ‬
‫حتمل �أعباء الديون‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ت�ؤ�س�س هذه ال�شروط �أي�ضا‪ ،‬ب�صورة مبا�شرة وغري مبا�شرة‪ ،‬مل�سار‬
‫وا�ستمرارية القدرة على ُّ‬
‫للتنمية م�ستدام مالياً‪.‬‬
‫وهناك ثالث وثائق ت�ستنري بها قرارات جمل�س املديرين التنفيذيني للبنك واملجل�س التنفيذي لل�صندوق يف هاتني‬
‫املرحلتني‪ ،‬وهي‪ )1 :‬الوثيقة الأولية للمبادرة التي ت�سبق نقطة اتخاذ القرار ويناق�شها املجل�سان ب�شكل غري ر�سمي ؛‬
‫‪28‬‬

‫‪ )2‬الوثيقة اخلا�صة بنقطة اتخاذ القرار؛ و‪ )3‬الوثيقة اخلا�صة بنقطة الإجناز‪ .‬وت�ستند التحليالت املتعلقة بتخفيف �أعباء‬
‫الديون يف الوثائق الثالث �إىل عمليات ملطابقة القرو�ض‪ ،‬كل على حدة‪ ،‬تقوم بها ال�سلطات بالتعاون مع خرباء البنك‬
‫وال�صندوق‪.‬‬
‫وحتى تاريخه‪َّ ،‬متكن ‪ 36‬بلداً من الو�صول �إىل نقطة الإجناز اخلا�صة باملبادرة وا�ستفادت من تخفيف �أعباء الديون‬
‫مببلغ ‪ 102‬مليار دوالر وفق �صايف القيمة احلالية يف نهاية عام ‪ .2017‬و�أدى ذلك �إىل تخفيف �أعباء ديون البلدان‬
‫‪29‬‬

‫امل�ستفيدة ب�شكل كبري (ال�شكل ‪ )1‬كما َّ‬


‫مكنها من زيادة �إنفاقها على احلد من الفقر (ال�شكل ‪.)2‬‬
‫‪30‬‬

‫‪ .28‬الهدف من الوثيقة الأولية هو ا�ستيفاء املالحظات التقييمية من جمل�س املديرين التنفيذيني للبنك واملجل�س التنفيذي لل�صندوق ب�ش�أن �أهلية‬
‫البلد للح�صول على امل�ساندة يف �إطار املبادرة‪ ،‬والتوقيت املت�ص َّور لبلوغ نقطة اتخاذ القرار‪ ،‬وجودة املجموعة الأولية من �شروط الو�صول �إىل نقطة الإجناز‪.‬‬
‫وتقدِّ م الوثيقة �أي�ضا تقديرات �أولية لتكاليف تخفيف �أعباء الديون (�إجما ًال ولكل دائن على حدة)‪.‬‬
‫‪ .29‬منها ‪ 59‬مليار دوالر مبوجب مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون و‪ 43‬مليار دوالر مبوجب املبادرة متعددة الأطراف لتخفي�ض الديون‪.‬‬
‫‪ .30‬يفرت�ض ال�شكل «‪ »1‬م�شاركة الدائنني بالكامل‪ .‬وقد وفَّرت م�شاركة الدائنني متعددي الأطراف ومن نادي باري�س �أكرث من ‪ %99‬من تخفيف‬
‫�أعباء الديون مبوجب املبادرة بعد بلوغ نقطة الإجناز‪ .‬وكمجموعة‪� ،‬ساهم الدائنون الثنائيون الر�سميون من خارج النادي مبا ميثل ‪ %51‬من ح�ص�صهم‬
‫املتوقعة يف تخفيف �أعباء الديون (�ساهم ‪ %35‬من الدائنني يف هذه املجموعة ب�أكرث من ‪ %80‬من تخفيف الديون املتوقع)‪ .‬وال تزال م�شاركة الدائنني‬
‫التجاريني متثل حتدياً‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬


‫وال�سودان و�إريرتيا م�ؤهالن للح�صول على تخفيف من �أعباء الديون مبوجب املبادرة و�سيكونان م�ؤهلني ر�سمياً‬
‫‪31‬‬

‫لذلك عند بلوغ نقطة اتخاذ القرار‪ .‬و�سي�ؤدي احل�صول على هذا التخفيف يف �إطار هذه املبادرة‪ ،‬وكذلك املبادرة‬
‫متعددة الأطراف لتخفي�ض الديون‪� ،‬إىل تقلي�ص �أعباء ديون البلد بدرجة كبرية مما يهيئ الظروف لتحقيق منو قوي‬
‫حتمل �أعباء الدين على املدى الطويل‪ .‬و�سيكون احلفاظ على هذه اال�ستمرارية مرهوناً ب�أمور‬ ‫وا�ستمرارية القدرة على ُّ‬
‫منها ا�ستمرار تنفيذ الإ�صالحات الهيكلية وال�سيا�سات الرامية �إىل تعزيز النمو‪ ،‬وتنويع �أن�شطة االقت�صاد‪ ،‬و�إتاحة‬
‫التمويل ب�شروط منا�سبة‪ ،‬وموا�صلة الرتكيز على �إدارة الديون‪.‬‬

‫‪ .31‬مت ا�ستثناء هذين البلدين مبوجب املبادرة‪ .‬انظر «مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون واملبادرة متعددة الأطراف لتخفي�ض الديون‪ -‬حالة التنفيذ‬
‫ومقرتحات مل�ستقبل مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون»‪ .‬البنك الدويل‪�/‬صندوق النقد الدويل‪ 8 ،‬نوفمرب‪.2011 ،‬‬

‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬ ‫‪44‬‬


‫ال�شكل ‪� .1‬أر�صدة الديون املُقدَّ رة بعد بلوغ نقطة الإجناز يف مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون واحل�صول على‬
‫تخفيف كامل لأعباء الديون‬
‫(مبليارات الدوالرات‪ ،‬بح�ساب القيمة احلالية يف نهاية ‪)2017‬‬

‫امل�صدر‪ :‬التحديث الإح�صائي ملبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون لعام ‪.2019‬‬
‫ال�شكل ‪ .2‬الإنفاق على احلد من الفقر وخدمة الدين بعد بلوغ نقطة الإجناز يف مبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون‬
‫(‪ %‬من �إجمايل الناجت املحلي‪ ،‬نقطة الإجناز محُ َددة عند ‪)100‬‬

‫امل�صدر‪ :‬التحديث الإح�صائي ملبادرة البلدان الفقرية املثقلة بالديون لعام ‪.2019‬‬

‫‪45‬‬ ‫مذكرة المشاركة الوطنية الخاصة بجمهورية السودان‬

You might also like