You are on page 1of 7

‫الحديث‬

‫ب‪َ ،‬وِإ َذا َو َع َد َأ ْخلَفَ ‪َ ،‬وِإ َذا اْؤ تُ ِمنَ خَ انَ‬


‫ث َك َذ َ‬
‫ث‪ِ :‬إ َذا َح َّد َ‬ ‫ال‪‌<< :‬آيَةُ‌ ْال ُمنَافِ ِ‬
‫ق ثَاَل ٌ‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم قَ َ‬
‫ُول ِ‬‫>> ‪.‬ع َْن َأبِي هُ َري َْرةَ َأ َّن َرس َ‬

‫‪:‬أوال تجميع الطرق‬


‫صحيح البخاري (‪(1) )1/16‬‬
‫س َه ْي ٍل‪ ،‬عَنْ َأبِي ِه‪ ،‬عَنْ َأبِي ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي صلى هللا عليه ‪33-‬‬
‫اعي ُل بْنُ َج ْعفَ ٍر قَا َل‪َ :‬ح َّدثَنَا نَافِ ُع بْنُ َمالِ ِك ْب ِن َأبِي عَا ِم ٍر َأبُو ُ‬
‫س َم ِ‬‫يع قَا َل‪َ :‬ح َّدثَنَا ِإ ْ‬ ‫سلَ ْي َمانُ َأبُو ال َّربِ ِ‬
‫َح َّدثَنَا ُ‬
‫ب‪َ ،‬وِإ َذا َو َع َد َأ ْخلَفَ ‪َ ،‬وِإ َذا اْؤ تُ ِمنَ َخانَ‬ ‫َّث َك َذ َ‬
‫ث‪ِ :‬إ َذا َحد َ‬‫ق ثَاَل ٌ‬ ‫>> ‪.‬وسلم قَا َل‪ ‌<< :‬آيَ ‌ةُا ْل ُمنَافِ ِ‬
‫صحيح البخاري (‪(2) )3/180‬‬
‫س َه ْي ٍل نَافِ ِع ْب ِن َمالِ ِك ْب ِن َأبِي عَا ِم ٍر‪ ،‬عَنْ َأبِي ِه ‪ ،‬عَنْ َأبِي ه َُر ْي َرةَ رضي هللا عنه‪َ :‬أنَّ َر ُ‬
‫سو َل هللاِ صلى هللا ‪2682-‬‬ ‫اعي ُل بْنُ َج ْعفَ ٍر‪ ،‬عَنْ َأبِي ُ‬
‫س َم ِ‬ ‫َح َّدثَنَا قُتَ ْيبَةُ بْنُ َ‬
‫س ِعي ٍد‪َ :‬ح َّدثَنَا ِإ ْ‬
‫ب‪َ ،‬وِإ َذا اْؤ تُ ِمنَ َخانَ ‪َ ،‬وِإ َذا َو َع َد َأ ْخلَفَ‬‫َّث َك َذ َ‬
‫ث‪ِ :‬إ َذا َحد َ‬ ‫>> ‪.‬عليه وسلم قَا َل‪ ‌<< :‬آيَ ‌ةُا ْل ُمنَافِ ِ‬
‫ق ثَاَل ٌ‬
‫صحيح البخاري (‪(3) )4/4‬‬
‫وصي بِ َها َأ ْو َد ْي ٍن}‬ ‫اب قَ ْو ِل هللاِ تَ َعالَى { ِمنْ بَ ْع ِد َو ِ‬
‫صيَّ ٍة يُ ِ‬ ‫‌بَ ُ‬
‫ق بِ ِه ال َّر ُج ُل آ ِخ َر يَ ْو ٍم ِمنَ ال ُّد ْنيَا َوَأ َّو َل يَ ْو ٍم ِمنَ‬
‫َص َّد َ‬
‫ق َما ت َ‬ ‫سنُ َأ َح ُّ‬ ‫ض بِ َد ْي ٍن َوقَا َل ا ْل َح َ‬ ‫سا َو َعطَا ًء َوابْنَ ُأ َذ ْينَةَ َأ َجا ُزوا ِإ ْق َر َ‬
‫ار ا ْل َم ِري ِ‬ ‫َويُ ْذ َك ُر َأنَّ ش َُر ْي ًحا َو ُع َم َر بْنَ َع ْب ِد ا ْل َع ِزي ِز َوطَا ُو ً‬
‫يج َأنْ اَل تُ ْكشَفَ ا ْم َرَأتُهُ ا ْلفَزَ ا ِريَّةُ َع َّما ُأ ْغلِ َ‬
‫ق‬ ‫صى َرافِ ُع بْنُ َخ ِد ٍ‬ ‫ث ِمنَ ال َّد ْي ِن بَ ِرَئ َوَأ ْو َ‬ ‫اآْل ِخ َر ِة َوقَا َل ِإ ْب َرا ِهي ُم َوا ْل َح َك ُم ِإ َذا َأ ْب َرَأ ا ْل َوا ِر َ‬
‫)ص‪(5:‬‬

‫‪1‬‬
‫ض النَّا ِ‬
‫س‬ ‫ضتُ ِم ْنهُ َجا َز َوقَا َل بَ ْع ُ‬ ‫ضانِي َوقَبَ ْ‬ ‫زَو ِجي قَ َ‬ ‫ت ا ْل َم ْرَأةُ ِع ْن َد َم ْوتِ َها‪ِ :‬إنَّ ْ‬ ‫ت ُك ْنتُ َأ ْعتَ ْقتُكَ َجازَ َوقَا َل ال َّ‬
‫ش ْعبِ ُّي ِإ َذا قَالَ ِ‬ ‫سنُ ِإ َذا قَا َل لِ َم ْملُو ِك ِه ِع ْن َد ا ْل َم ْو ِ‬ ‫َعلَ ْي ِه بَابُ َها َوقَا َل ا ْل َح َ‬
‫اربَ ِة َوقَ ْد قَا َل النَّبِ ُّي صلى هللا عليه وسلم ِإيَّا ُك ْم َوالظَّنَّ فَِإنَّ الظَّنَّ َأ ْك َذ ُ‬
‫ب‬ ‫ض َ‬‫ضا َع ِة َوا ْل ُم َ‬ ‫سنَ فَقَا َل يَ ُجو ُز ِإ ْق َرا ُرهُ بِا ْل َو ِدي َع ِة َوا ْلبِ َ‬ ‫ست َْح َ‬ ‫سو ِء الظَّنِّ بِ ِه ِل ْل َو َرثَ ِة ثُ َّم ا ْ‬ ‫اَل يَ ُجو ُز ِإ ْق َرا ُرهُ لِ ُ‬
‫ص‬‫ت ِإلَى َأ ْهلِ َها }فَلَ ْم يَ ُخ َّ‬ ‫ق ِإ َذا اْؤ تُ ِمنَ َخانَ َوقَا َل هللاُ تَ َعالَى {ِإنَّ هللاَ يَْأ ُم ُر ُك ْم َأنْ تَُؤ دُّوا اَأل َمانَا ِ‬ ‫سلِ ِمينَ لِقَ ْو ِل النَّبِ ِّي صلى هللا عليه وسلم‌ آيَ ‌ةُا ْل ُمنَافِ ِ‬ ‫ث َواَل يَ ِح ُّل َما ُل ا ْل ُم ْ‬ ‫ا ْل َح ِدي ِ‬
‫سلَّ َم‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫َوا ِرثًا َواَل َغ ْي َرهُ فِي ِه َع ْب ُد هللاِ بْنُ َع ْم ٍرو ع َِن النَّبِ ِّي َ‬
‫صحيح البخاري (‪(4) )4/5‬‬
‫س َه ْي ٍل عَنْ َأبِي ِه عَنْ َأبِي ه َُر ْي َرةَ رضي هللا عنه‪َ :‬ع ِن النَّبِ ِّي ‪2749-‬‬
‫اعي ُل بْنُ َج ْعفَ ٍر‪َ :‬ح َّدثَنَا نَافِ ُع بْنُ َمالِ ِك ْب ِن َأبِي عَا ِم ٍر َأبُو ُ‬ ‫سلَ ْي َمانُ بْنُ دَا ُو َد َأبُو ال َّربِ ِ‬
‫يع‪َ :‬ح َّدثَنَا ِإ ْ‬
‫س َم ِ‬ ‫َح َّدثَنَا ُ‬
‫ب َوِإ َذا اْؤ تُ ِمنَ َخانَ َوِإ َذا َو َع َد َأ ْخلَفَ‬
‫َّث َك َذ َ‬
‫ث‪ِ :‬إ َذا َحد َ‬ ‫>> ‪.‬صلى هللا عليه وسلم قَا َل‪ ‌<< :‬آيَة‌ُا ْل ُمنَافِ ِ‬
‫ق ثَاَل ٌ‬
‫صحيح البخاري (‪(5) )8/25‬‬
‫س َه ْي ٍل نَافِ ِع ْب ِن َمالِ ِك ْب ِن َأبِي عَا ِم ٍر‪ ،‬عَنْ َأبِي ِه‪ ،‬عَنْ َأبِي ه َُر ْي َرةَ َأنَّ َر ُ‬
‫سو َل هللاِ صلى هللا عليه وسلم قَا َل‪6095- :‬‬ ‫اعي ُل بْنُ َج ْعفَ ٍر‪ ،‬عَنْ َأبِي ُ‬ ‫ساَّل ٍم َح َّدثَنَا ِإ ْ‬
‫س َم ِ‬ ‫َح َّدثَنِي ُم َح َّم ُد بْنُ َ‬
‫ب‪َ ،‬وِإ َذا َو َع َد َأ ْخلَفَ ‪َ ،‬وِإ َذا اْؤ تُ ِمنَ َخانَ‬
‫َّث َك َذ َ‬
‫ث‪ِ :‬إ َذا َحد َ‬ ‫>> ‪‌<<.‬آيَةُ‌ا ْل ُمنَافِ ِ‬
‫ق ثَاَل ٌ‬
‫صحيح مسلم (‪(6) )1/78‬‬
‫س َه ْي ٍل نَافِ ُع بْنُ َمالِ ِك ْب ِن َأبِي عَا ِم ٍر ‪ ،‬عَنْ َأبِي ِه ‪ ،‬عَنْ )‪107- (59‬‬
‫اعي ُل بْنُ َج ْعفَ ٍر قَا َل‪َ :‬أ ْخبَ َرنِي َأبُو ُ‬
‫س َم ِ‬ ‫وب‪َ ،‬وقُتَ ْيبَةُ بْنُ َ‬
‫س ِعي ٍد ‪َ -‬واللَّ ْفظُ لِيَ ْحيَى ‪-‬قَااَل ‪َ :‬ح َّدثَنَا ِإ ْ‬ ‫َح َّدثَنَا يَ ْحيَى بْنُ َأيُّ َ‬
‫ب‪َ ،‬وِإ َذا َو َع َد َأ ْخلَفَ ‪َ ،‬وِإ َذا اْئتُ ِمنَ َخانَ‬‫َّث َك َذ َ‬
‫ث‪ِ :‬إ َذا َحد َ‬ ‫سو َل هللاِ صلى هللا عليه وسلم قَا َل‪‌<< :‬آيَةُ‌ا ْل ُمنَافِ ِ‬
‫ق ثَاَل ٌ‬ ‫>> ‪َ.‬أبِي ه َُر ْي َرةَ َأنَّ َر ُ‬
‫صحيح مسلم (‪(7) )1/78‬‬
‫ِّث بِ َه َذا اِإل ْ‬
‫سنَا ِد‪َ .‬وقَا َل )‪109- (59‬‬ ‫س َأبُو ُز َك ْي ٍر ‪.‬قَا َل‪َ :‬‬
‫س ِم ْعتُ ا ْل َعاَل َء بْنَ َع ْب ِد ال َّر ْح َم ِن يُ َحد ُ‬ ‫َح َّدثَنَا ُع ْقبَةُ بْنُ ُم ْك َر ٍم ا ْل َع ِّم ُّي‪َ .‬ح َّدثَنَا يَ ْحيَى بْنُ ُم َح َّم ِد ْب ِن قَ ْي ٍ‬
‫صلَّى َو َز َع َم َأنَّهُ ُم ْ‬
‫سلِ ٌم‬ ‫صا َم َو َ‬‫ث‪َ .‬وِإنْ َ‬ ‫ق ثَاَل ٌ‬ ‫<< >> ‌‪.‬آيَةُ‌ا ْل ُمنَافِ ِ‬
‫صحيح مسلم (‪(8) )1/85‬‬
‫‪2‬‬
‫س ِم ْعتُ َأنَ ً‬
‫سا قَا َل )‪128- (74‬‬ ‫ش ْعبَةَ‪ ،‬عَنْ َع ْب ِد هَّللا ِ ْب ِن َع ْب ِد هَّللا ِ ْب ِن َج ْب ٍر‪ ،‬قَا َل‪َ :‬‬
‫ي‪ ،‬عَنْ ُ‬ ‫‪َ :‬ح َّدثَنَا ُم َح َّم ُد بْنُ ا ْل ُمثَنَّى‪َ .‬ح َّدثَنَا َع ْب ُد ال َّر ْح َم ِن بْنُ َم ْه ِد ٍّ‬
‫ق بغض األنصار‪ .‬وآية المؤمن حب األنصار‬ ‫سو ُل هَّللا ِ صلى هللا عليه وسلم‪‌" :‬آيَةُ‌ا ْل ُمنَافِ ِ‬ ‫<<">> "قَا َل َر ُ‬
‫سنن الترمذى (‪(9) )4/373‬‬
‫س ‪ ،‬ع َِن ا ْل َعاَل ِء ْب ِن َع ْب ِد ال َّر ْح َم ِن ‪ ،‬عَنْ َأبِي ِه ‪ ،‬عَنْ َأبِي ه َُر ْي َرةَ قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬
‫سو ُل هللاِ صلى هللا ‪2631-‬‬ ‫ص َع ْم ُرو بْنُ َعلِ ٍّي‪ ،‬قَا َل‪َ :‬ح َّدثَنَا يَ ْحيَى بْنُ ُم َح َّم ِد ْب ِن قَ ْي ٍ‬ ‫َح َّدثَنَا َأبُو َح ْف ٍ‬
‫ب‪َ ،‬وِإ َذا َو َع َد َأ ْخلَفَ ‪َ ،‬وِإ َذا اْؤ تُ ِمنَ َخانَ‬ ‫َّث َك َذ َ‬
‫ث؛» ِإ َذا َحد َ‬ ‫ق ثَاَل ٌ‬‫‪.‬عليه وسلم‪‌« :‬آيَةُ‌ا ْل ُمنَافِ ِ‬
‫ي ِمنْ َغ ْي ِر َو ْج ٍه عَنْ َأبِي ه َُر ْي َرةَ ع َِن النَّبِ ِّي صلى هللا عليه وسلم‬
‫ث ا ْل َعاَل ِء‪َ ،‬وقَ ْد ُر ِو َ‬
‫يب ِمنْ َح ِدي ِ‬ ‫سنٌ َغ ِر ٌ‬ ‫يث َح َ‬‫‪َ .‬ه َذا َح ِد ٌ‬
‫س‪َ ،‬و َجابِ ٍر‬ ‫س ُعو ٍد‪َ ،‬وَأنَ ٍ‬
‫ب َع ِن ا ْب ِن َم ْ‬‫َوفِي ا ْلبَا ِ‬

‫رسم شجرة االسناد‬

‫‪3‬‬
4
‫الصياغة المتوسطة‬
‫أخرجه البخارى في "صحيحه" (‪ )1/16‬برقم‪( )33( :‬كتاب االيمان‪ ,‬باب عالمة المنافق)‪ )3/180( ,‬برقم‪( )2682( :‬كتاب الشهادات‪ ,‬باب من أمر بإنجاز الوعد)‪ )4/5( ,‬برقم‪)2749( :‬‬
‫(كتاب الوصايا‪ ,‬باب من بعد وصية يوصى بها أودين)‪ )8/25( ,‬برقم‪( )6095( :‬كتاب األدب‪ ,‬باب قول هللا تعالى يأيها الذين أمنوا التقوا هللا وكونوا مع الصادقين) ومسلم في "صحيحه" (‬
‫‪ )1/78‬برقم‪( )59( :‬كتاب االيمان‪ ,‬باب بيان خصال المنافق)‪ )1/85( ,‬برقم‪( )74( :‬كتاب االيمان‪ ,‬باب الدليل على أن حب األنصار وعلى رضي هللا عنهم من االيمان وعالماته وبغضهم من‬
‫‪.‬عالمات النفاق) والترميذى في "سننه" (‪ )4/373‬برقم‪( )2631( :‬أبواب االيمان عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬باب ماجاء فى عالمة المنافق)‬

‫شرح الحديث‬
‫ب‪ ،‬وإ َذا و َع َد ْ‬
‫أخلَفَ ‪ ،‬وإ َذا اْؤ تُ ِمنَ خَ انَ‬ ‫ث َك َذ َ‬ ‫ق ثَاَل ٌ‬
‫ث‪ :‬إ َذا َح َّد َ‬ ‫آيَةُ ال ُمنَافِ ِ‬

‫‪ :‬أبو هريرة‬ ‫الراوي‬


‫‪ :‬البخاري‬ ‫المحدث‬
‫‪ :‬صحيح البخاري‬ ‫المصدر‬
‫‪٣٣ :‬‬ ‫الصفحة أو الرقم‬
‫خالصة حكم المحدث‪( :‬صحيح)‬

‫ُخر ُج صاحبَه‬ ‫لي‪ ،‬وهو التَّشبُّهُ بالمنافقين في أخالقِهم‪ ،‬وهذا ال ي ِ‬ ‫ق ع َم ٌّ‬ ‫اإلسالم وإخفا ُء ال ُك ِ‬
‫فر‪ ،‬ونِفا ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُخر ُج صاحبَه عن اإليما ِن‪ ،‬وهو إظها ُر‬ ‫ق اعتِقاديٌّ ي ِ‬ ‫َوعان‪ :‬نِفا ٌ‬
‫ِ‬ ‫النِّفا ُ‬
‫قن‬
‫ثالث‪ ،‬أي‪ِ :‬من‬ ‫ٌ‬ ‫ت المميِّزةَ له‪ ،‬فقال‪ :‬آيةُ ال ُمنافِ ِ‬
‫ق‬ ‫ي‪ ،‬وذ َكر فيه العالما ِ‬ ‫النبي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم النِّفا َ‬
‫ق ال َعمل َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ث بَيَّن‬‫بائر‪.‬وفي هذا الحدي ِ‬ ‫عن اإليما ِن‪ ،‬إاَّل أنَّه كبيرةٌ ِمن ال َك ِ‬
‫ث‬‫الث أو بَعضُها؛ فالعالمةُ اُألولى‪ :‬إذا ح َّد َ‬ ‫الخصا ُل الثَّ ُ‬ ‫وج َد في المر ِء هذه ِ‬ ‫أن تُ َ‬
‫أن صاحبَها يُشبِهُ المنافقين في أعمالِهم وأخالقِهم ْ‬ ‫لي الَّتي ت ُدلُّ على َّ‬ ‫ت النِّ ِ‬
‫فاق الع َم ِّ‬ ‫عَالما ِ‬
‫لف الوع ِد‪ ،‬بحيث إذا و َع َد ب َشي ٍء تع َّمد ال ُخ ْلفَ ‪ .‬والعالمة‬ ‫ث‪ .‬والعالمةُ الثَّانيةُ‪ :‬إذا و َع َد أخلَفَ ‪ ،‬وذلك ْ‬
‫بأن يَشت ِه َر ب ُخ ِ‬ ‫ب في الحدي ِ‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان بالكذ ِ‬ ‫ب؛ وذلك ْ‬
‫بأن يَشت ِه َر ذلك‬ ‫ك َذ َ‬
‫ق‪ ،‬ويُزايِلُه الوفا ُء‪ ،‬وتُنافِيه‬ ‫صد ُ‬ ‫ق الَّذي يُبايِنُه ال ِّ‬
‫َرج ُع إلى أص ٍل واح ٍد؛ وهو النِّفا ُ‬ ‫اس‪.‬وهذه األشيا ُء المذكورةُ ت ِ‬ ‫الثَّالثة‪ :‬إذا ائتُ ِمنَ خان‪ ،‬وذلك ْ‬
‫بأن يَشتهَ َر بالخيان ِة بيْن النَّ ِ‬
‫ق يُظ ِه ُر اإلسال َم وهو يُب ِط ُن‬ ‫ق بأخالقِهم‪ ،‬ال أنَّه ُمنافِ ٌ‬ ‫صال‪ ،‬و ُمتخلِّ ٌ‬
‫ق‪ ،‬وصاحبُها َشبيهٌ بالمنافقينَ في هذه ال ِخ ِ‬ ‫صال ِخصا ُل نِفا ٍ‬
‫الخ َ‬ ‫أن هذه ِ‬ ‫ث‪َّ :‬‬‫األمانةُ‪ ،‬والمقصو ُد ِمن الحدي ِ‬

‫‪5‬‬
‫خويف‬
‫ِ‬ ‫فاق المذموم ِة للتَّ‬
‫ت النِّ ِ‬
‫صفا ِ‬
‫ث‪ :‬تَنبيهٌ على ِ‬
‫ار‪.‬وفي الحدي ِ‬ ‫ار ال ُمخلَّدين في ال َّد ِ‬
‫رك األسف ِل ِمن النَّ ِ‬ ‫ق ال ُكفَّ ِ‬ ‫النبي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم بهذا أنَّه ُمنافِ ٌ‬
‫ق نِفا َ‬ ‫ُّ‬ ‫ال ُك َ‬
‫فر‪ ،‬ولم ي ُِر ِد‬
‫قوع فيها‬
‫حذير ِمن ال ُو ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬والتَّ‬

‫صا ِر‪ ،‬وآيَةُ‪ x‬النِّفَ ِ‬


‫اق بُ ْغ ُ‬
‫ض األ ْن َ‬
‫صا ِر‬ ‫آيَةُ اإلي َما ِن ُح ُّب األ ْن َ‬

‫‪ :‬أنس بن مالك‬ ‫الراوي‬


‫‪ :‬مسلم‬ ‫المحدث‬
‫‪ :‬صحيح مسلم‬ ‫المصدر‬
‫‪85 :‬‬ ‫الصفحة أو الرقم‬
‫خالصة حكم المحدث ‪( :‬صحيح)‬
‫حث فيه‬‫لبعض فَضائلِهم؛ فق ْد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ث بَ ٌ‬
‫يان‬ ‫الحدي ِ‬
‫ث‪.‬وفي هذا َ‬ ‫األنصار في أكث َر ِمن َحدي ٍ‬
‫ِ‬ ‫النبي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم إلى فَض ِل‬ ‫ُّ‬ ‫ف كبيرٌ‪ ،‬وق ْد أشا َر‬ ‫لألنصار َمناقبُ عَظيمةٌ وش َر ٌ‬ ‫ِ‬
‫أن عَالمةَ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫النبي صلى هللاُ عليه وسل َم‪ ،‬فأخبَ َر صلى هللاُ عليه وسل َم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُهاج َر إليها‬
‫أن ي ِ‬ ‫َّ‬
‫األنصار‪ ،‬والمرا ُد بهم‪ :‬أه ُل المدين ِة و ُسكانُها ق ْب َل ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫النبي صلى هللاُ عليه وسل َم على حُبِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫َّعف‬
‫َصره على أعداِئه ز َمنَ الض ِ‬ ‫ُسن َوفاِئهم بما عاهَدوا هللاَ سُبحانه وتعالَى عليه؛ ِمن إيوا ِء نبيِّه صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم‪ ،‬ون ِ‬ ‫األنصار؛ لِ َما كان ِمن ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلنسان حبُّ‬
‫ِ‬ ‫إيمان‬
‫ِ‬ ‫َك ِ‬
‫مال‬
‫المسلم‬
‫ِ‬ ‫ورسولِه صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم‪ ،‬ف َمحبَّةُ‬ ‫صروا هللاَ و َرسولَه؛ ف َمحبَّتُهم ِمن ت ِ‬
‫َمام حُبِّ هللاِ َ‬ ‫لوص َمو َّدتِهم؛ فاألنصا ُر ن َ‬ ‫ِ‬ ‫صداقتِهم‪ ،‬و ُخ‬ ‫ُسوخ َ‬ ‫ِ‬ ‫واره‪ ،‬ور‬ ‫ُسن ِج ِ‬
‫والعُسر ِة‪ ،‬وح ِ‬
‫ب في حُبِّ أوليا ِء‬ ‫ث‪ :‬دَاللةٌ على التَّرغي ِ‬ ‫ُغضه لهم على نِفاقِه وفَسا ِد َسريرتِه‪.‬وفي الحدي ِ‬ ‫ْغضهم استُ ِد َّل بب ِ‬ ‫وص ْدقِه في إسال ِمه‪ ،‬و َمن أب َ‬ ‫ص َّح ِة إيمانِه‪ِ ،‬‬ ‫َالئل ِ‬
‫لألنصار ِمن د ِ‬
‫ِ‬
‫اإليمان‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫وأحبا‬ ‫هللا‬
‫ِ ِ‬ ‫ء‬ ‫أوليا‬ ‫ُ‬ ‫ة‬‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫هم؛‬ ‫ت‬
‫ُ ِ‬‫عادا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫هم‬ ‫ُغض‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫م‬ ‫حذير‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫وال‬ ‫هم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫بفض‬ ‫واالعتراف‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬الرَّحم ِ‬
‫صلَّى َوزَ َع َم أنَّهُ ُم ْ‬
‫سلِ ٌم‬ ‫صا َم َو َ‬
‫ث‪ ...‬وإنْ َ‬ ‫‪.‬آيَةُ ال ُمنَافِ ِ‬
‫ق ثَاَل ٌ‬

‫‪ :‬أبو هريرة‬ ‫الراوي‬


‫‪ :‬مسلم‬ ‫المحدث‬
‫‪ :‬صحيح مسلم‬ ‫المصدر‬
‫‪59 :‬‬ ‫الصفحة أو الرقم‬
‫خالصة حكم المحدث‪( :‬صحيح)‬
‫‪6‬‬
‫ُخر ُج صا ِحبَه‬ ‫لي‪ ،‬وهو التَّشبُّه بال ُمنافِقينَ في أخالقِهم‪ ،‬وهذا ال ي ِ‬ ‫ق ع َم ٌّ‬‫فر‪ ،‬ونِفا ٌ‬ ‫اإلسالم وإخفا ُء ال ُك ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن اإليما ِن‪ ،‬وهو إظها ُر‬ ‫ُخر ُج صا ِحبَه ِ‬ ‫ق اعتِقاديٌّ ي ِ‬ ‫َوعان‪ :‬نِفا ٌ‬‫ِ‬ ‫قن‬ ‫النِّفا ُ‬
‫عن اإليما ِن‪ ،‬إاَّل أنَّه َكبيرةٌ ِمنَ ال َك ِ‬
‫بائر‬ ‫ِ‬
‫بي‬‫ث يُخبِ ُر فيه النَّ ُّ‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وهو جُز ٌء من َحدي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُخر ُج صا ِحبَه من دائر ِة‬ ‫لي الذي ال ي ِ‬ ‫ق ال َع َم ُّ‬ ‫وصفاتِهم‪ ،‬وال ُمرا ُد به هُنا‪ :‬النِّفا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت ال ُمنافِقينَ‬ ‫بعض عَالما ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحديث‬ ‫ويُح ِّد ُد هذا‬
‫ب»‪ ،‬فيَقو ُل في‬ ‫ث ك َذ َ‬ ‫اس؛ فال َعاَل مةُ اُألولى ه َي‪« :‬إذا ح َّد َ‬ ‫ُبط ُن ِخالفَ ما يُظ ِهرُه للنَّ ِ‬ ‫ق هو الذي ي ِ‬ ‫ف ب ِه َّن‪ ،‬وال ُمنافِ ُ‬ ‫ُعر ُ‬
‫تي َ‬ ‫الث عَالما ٍ‬ ‫ق له ثَ ُ‬ ‫صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم َّ‬
‫أن ال ُمنافِ َ‬
‫الزمةً له في ُكلِّ أقوالِه‪ .‬وال َك ِذبُ هو‪ :‬اإلخبا ُر ب َشي ٍء على ِخالف الواقِ ِع‪ ،‬وأعظَ ُمه‪ z:‬ال َك ِذبُ على هللاِ‬ ‫صفةً ُم ِ‬ ‫الف ما هو علي ِه‪ ،‬وأصبَ َح ذلكَ ِ‬ ‫َكال ِمه وما يُخبِ ُر به على ِخ ِ‬
‫ق كا ِذبٌ ؛ ألنَّه يُظ ِه ُر اإليمانَ ‪ ،‬ولكنَّه ليس ُمؤ ِمنًا في البا ِط ِن‬ ‫اإلنسان ِخالفَ ما يُب ِط ُن؛ فال ُمنافِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫عل‬
‫عل أيضًا‪ ،‬كفِ ِ‬ ‫‪..‬تَعالَى‪ ،‬وعلَى َرسولِه صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم‪ ،‬وثَ َّمةَ َك ِذبٌ بالفِ ِ‬
‫عن النَّب ِّي صلَّى هللاُ عليه‬ ‫كون ال َك ِذبُ فيها ُمباحًا؛ لل َمصلح ِة الرَّاجح ِة في ذلك‪ ،‬كما َر َوى البُخاريُّ و ُمسلِ ٌم‪ِ ،‬‬ ‫ض َع ُمستَثناةً يَ ُ‬ ‫أن هناك َموا ِ‬ ‫بي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم َّ‬ ‫وقد بيَّنَ النَّ ُّ‬
‫ب؛‬‫ق ذلك بال َك ِذ ِ‬ ‫ب فيه‪ ،‬حتَّى وإن تَحقَّ َ‬ ‫اس ور َّغ َ‬
‫اإلصالح بيْن النَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ث على‬ ‫نيف َح َّ‬ ‫الح ُ‬ ‫ع َ‬ ‫اس‪ ،‬فيَنمي خَ يرًا‪ ،‬أو يَقو ُل خَ يرًا»؛ فال َّشر ُ‬ ‫«ليس ال َك َّذابُ الذي يُصلِ ُح بين النَّ ِ‬ ‫َ‬ ‫وسلَّ َم‪:‬‬
‫ُوح ال َعداو ِة‪ ،‬وإزال ِة ال ُخصوما ِ‬
‫ت‬ ‫تخاصمينَ ‪ ،‬وإخما ِد ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪..‬وذلك لِما يَعو ُد بال َمصلح ِة على ال ُمتبا ِغضينَ وال ُم‬
‫بحيث إذا و َع َد ب َشي ٍء تَع َّم َد ال ُخلفَ‬ ‫ُ‬ ‫لف الوع ِد‪،‬‬ ‫غيره َوعدًا لم يُوفِّه له؛ وذلك بأن يَشت ِه َر ب ُخ ِ‬ ‫وال َعاَل مةُ الثَّانيةُ‪ :‬أنَّه إذا أعطى َ‬
‫َّف فيها‬ ‫ظ هذه األمانةَ‪ ،‬وإنَّما يُضيِّعُها ويَتصر ُ‬ ‫‪..‬وال َعاَل مةُ الثَّالِثةُ‪« :‬وإذا اؤتُ ِمنَ خانَ »‪ ،‬فلم يَحفَ ْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫َحو ذل َ‬ ‫مور ال َعمليَّ ِة في‬ ‫ق وإن أتَى باُأل‬ ‫فهو ُمنافِ ٌ‬ ‫ث والزَ َم ْته َ‬ ‫ت الثَّال ِ‬ ‫أن َم ِن اتَّصفَ بهذه الصِّ فا ِ‬ ‫بي صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم َّ‬ ‫ثُ َّم أخبَ َر النَّ ُّ‬
‫يام ون ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫اإلسالم‪ِ ،‬مث َل‪ :‬الصَّال ِة وال ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فر‪ ،‬ولم ي ُِر ِد النَّ ُّ‬
‫بي‬ ‫ق يُظ ِه ُر اإلسال َم وهو يُب ِط ُن ال ُك َ‬‫ق بأخالقِهم‪ ،‬ال أنَّه ُمنافِ ٌ‬ ‫الخصا ِل‪ ،‬و ُمتخلِّ ٌ‬ ‫وصاحبُها َشبيهٌ بال ُمنافِقينَ في هذه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪،‬‬
‫الخصا َل ِخصا ُل نِفا ٍ‬ ‫أن هذه ِ‬ ‫وال َمقصو ُد‪َّ :‬‬
‫ك األسفَ ِل ِمنَ النَّ ِ‬
‫ار‬ ‫ار ال ُمخلَّدينَ في ال َّدر ِ‬ ‫ق ال ُكفَّ ِ‬ ‫ق نِفا َ‬ ‫‪.‬صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم بهذا أنَّه ُمنافِ ٌ‬

‫‪7‬‬

You might also like