‫بـحـــث نهبيـــــــــة التكوين‬

‫في موضـــــوع‪:‬‬

‫آثار عدم تنفيذ االلتزام‪ -‬مطل‬

‫المدين نموذجا‪-‬‬

‫تحت إشراف األستبذ‪:‬‬ ‫من إنجبز الملحق القضبئي‪:‬‬

‫ذ‪.‬عبد الحكيم صببح‬ ‫مبلك ايدسعيد‬
‫مستشبر بمحكمة االستئنبف بأكبدير‬ ‫الفوج‪41 :‬‬

‫‪2017-2015‬‬
‫أهدي مثرة هذا البحث إىل من‬
‫قال فيهم عس وجل‪:‬‬
‫‪( -‬وبالىالدين إحسانا‪‬‬
‫‪ -‬وإىل مجيع إخىتي والعائلت‬
‫‪ -‬وإىل كل حمب للحق والعدالت‬
‫وإىل كل من ساهم من قريب أو‬
‫من بعيد يف إجناز هذا البحث‬
‫‪ ‬مالك ايدسعيد‬

 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ أھﻢ اﺑﺘﺪﻋﺘﮫ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ أدوات ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺪ‬
‫اﺳﺘﻄﺎع اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ھﺬه اﻷداة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﮭﺎﻣﺔ‪ ،‬أن ﯾﮭﺘﺪي إﻟﻰ أﻧﻈﻤﺔ ﻣﺘﻄﻮرة‬
‫ﻓﻲ ﺗﺒﺎدل اﻟﺴﻠﻊ واﻟﻤﻨﺎﻓﻊ وﺗﻮزﯾﻊ اﻟﺜﺮوات وﺗﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﻮارد وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ‬
‫واﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه‪.‬‬

‫وﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﯿﮫ أن اﻟﻌﻘﻮد ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت ﻣﻦ أﺟﻞ‬

‫اﺷﺒﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓﺮاد وﺗﺤﻘﯿﻖ رﻏﺒﺎﺗﮭﻢ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺑﮭﺎ‬
‫اﻟﻔﺮد أن ﯾﺤﻘﻖ ﺑﻌﺾ ﻣﺼﺎﻟﺤﮫ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺎ داﻣﺖ ﻣﺼﻠﺤﺘﮫ ﻻ ﺗﺘﻌﺎرض‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫وﻧﻈﺮا ﻷھﻤﯿﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯿﻦ اﻷﻓﺮاد‪ ،‬ﻓﻘﺪ اھﺘﻤﺖ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻘﻮد ﻓﺤﺜﺖ ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮭﺎ ﻣﺼﺪاﻗﺎ ﻟﻘﻮل ﻟﻘﻮﻟﮫ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ‬
‫اﻟﻜﺮﯾﻢ‪":‬وأوﻓﻮا ﺑﻌﮭﺪ ﷲ إذا ﻋﺎھﺪﺗﻢ"‪ ،2‬وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪":‬ﺑﺄﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا أوﻓﻮا‬
‫‪3‬‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻘﻮد"‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺑﻠﻌﯾور" ﻧظرﯾﺔ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن" اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬طﺑﻌﺔ‬
‫‪ ،1986‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 2‬ﺳورة اﻟﻧﺣل‪ ،‬اﻵﯾﺔ ‪.91‬‬
‫‪ 3‬ﺳورة اﻟﻣﺎﺋدة اﻵﯾﺔ ‪.1‬‬
‫ذھب اﻹﻣﺎم اﺑن ﻋﺎﺷور ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾره ﻟﮭذه اﻵﯾﺔ إﻟﻰ أن‪":‬اﻹﯾﻔﺎء ھو إﻋطﺎء اﻟﺷﻲء واﻓﯾﺎ أي ﻏﯾر ﻣﻧﻘوص‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎن‬ ‫‪-‬‬
‫ﺗﺣﻘق ﺗرك اﻟﻧﻘص ﻻ ﯾﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﻌرف إﻻ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟواﺟب ‪ ،‬ﺻﺎر اﻹﯾﻔﺎء ﻣرادا ﻣﻧﮫ ﻋرﻓﺎ اﻟﻌدل‪،‬‬
‫واﻟﻌﻘود ﺟﻣﻊ ﻋﻘد ﺑﻔﺗﺢ اﻟﻌﯾن‪ ،‬وھو اﻻﻟﺗزام اﻟواﻗﻊ ﺑﯾن ﺟﺎﻧﺑﯾن ﻓﻲ ﻓﻌل ﻣﺎ‪ ،‬وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﺗﺳﻠﯾم أو ﺗﺣﻣل ﻣن‬
‫ﺟﺎﻧﺑﯾن ‪ ،‬واﻷﻣر ﺑﺎﻹﯾﻔﺎء ﺑﺎﻟﻌﻘود ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟوب ذﻟك‪ ،‬ﻓﺗﻌﯾن أن إﯾﻔﺎء اﻟﻌﺎﻗد ﺑﻌﻘده ﺣق ﻋﻠﯾﮫ‪ ،‬ﻓذﻟك ﺑﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻋﻠﯾﮫ‪،‬‬
‫ﻷن اﻟﻌﻘود ﺷرﻋت ﻟﺳد ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻷﻣﺔ ﻓﮭﻲ ﻣن ﻗﺳم اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟﺣﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻛون إﺗﻣﺎﻣﮭﺎ ﺣﺎﺟﯾﺎ"‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟطﺎھر اﺑن ﻋﺎﺷور " ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﺣرﯾر واﻟﺗﻧوﯾر‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺳﺎدس‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻟث ‪ ،‬دار ﻣﺻر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ‪ ،1997‬ص ‪ 74‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻓﺈذا ﻧﺸﺄ اﻟﻌﻘﺪ‪ 4‬ﺻﺤﯿﺤﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان وﻓﻘﺎ ﻟﻸرﻛﺎن واﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺪدھﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮد اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﺒﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻠﺰم ﻛﻞ طﺮف ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ رﺗﺒﮭﺎ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ذﻣﺘﮫ ‪ ،‬وﯾﻌﺒﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪ ،‬وﯾﻠﺘﺰم ﻛﻞ‬
‫طﺮف ﺑﺎﺣﺘﺮام اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮫ أن ﯾﺘﺤﻠﻞ ﻣﻨﮫ أو ﯾﻨﻘﻀﮫ ﺑﺈرادﺗﮫ اﻟﻤﻨﻔﺮدة‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺤﻖ‬
‫‪5‬‬
‫ﻟﮫ ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺴﻤﺢ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن أو اﻻﺗﻔﺎق‪.‬‬

‫وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻌﻘﺪ آﺛﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﮭﻢ‪ ،‬وھﻮ ﺗﻨﻔﯿﺬه ﺑﻤﺎ ﯾﺘﻔﻖ وﻗﺼﺪ‬
‫اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﺘﻌﺬر ﺗﻨﻔﯿﺬه‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﺧﻞ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ‪ ،‬أو اﺳﺘﺤﺎل ﻋﻠﯿﮫ ذﻟﻚ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺴﺒﺐ أﺟﻨﺒﻲ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ اﻵﺧﺮ‬
‫ﯾﺠﺪ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره طﺮﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ واﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻻ زال ﻗﺎﺋﻤﺎ‪ ،‬وﯾﺠﺪ ﻧﻔﺴﮫ أﯾﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﺬي‬
‫اﻟﺘﺰم ﻣﻦ أﺟﻠﮫ‪ ،‬إﻣﺎ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو ﻷن اﻟﻄﺮف اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻻ ﯾﺮﯾﺪ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ‪،‬‬
‫ﻓﯿﻜﻮن ﺣﯿﻨﺌﺬ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ أو ﺗﻤﺎطﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪.6‬‬

‫‪ 4‬اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻌﻘد ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻋرﻓﮫ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 1101‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﻌدﯾﻠﮭﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم ‪ 10‬ﻓﺑراﯾر ‪ ، 2016‬وﻋرﻓﺗﮫ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪ :‬ﺗواﻓق ارادﺗﯾن ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن أو أﻛﺛر ﻹﻧﺷﺎء أو ﺗﻌدﯾل أو ﻧﻘل أو إﻧﮭﺎء اﻻﻟﺗزاﻣﺎت"‬
‫‪5‬‬
‫ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 230‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ‪" :‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﺻﺣﯾﺢ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻣﻧﺷﺋﯾﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﺠﻮز إﻟﻐﺎؤهﺎ إﻻ ﺑﺮﺿﺎهﻤﺎ ﻣﻌﺎ أو ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن "‬
‫‪6‬‬
‫ﻟﻘد ﺧص اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟﻣطل اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﺻول ﻓﻲ اﻟﻔﺻول ﻣن ‪ 254‬إﻟﻰ ‪ 267‬ﻣن ق‪.‬ل‪.‬ع ﺣﯾث ﻧص‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 254‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪ ":‬ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطل إذا ﺗﺄﺧر ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ‪ ،‬ﻣن ﻏﯾر ﺳﺑب‬
‫ﻣﻘﺑول"‬
‫وﻧص ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 255‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪ ":‬ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطل ﺑﻣﺟرد ﺣﻠول اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳﻧد اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻼﻟﺗزام‪.‬ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛن ﻟﻼﻟﺗزام أﺟل ﻟم ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطل‪ ،‬إﻻ ﺑﻌد أن ﯾوﺟﮫ إﻟﯾﮫ أو إﻟﻰ ﻧﺎﺋﺑﮫ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ إﻧذار ﺻرﯾﺢ ﺑوﻓﺎء اﻟدﯾن‪ ،‬وﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ھذا ا|ﻹﻧذار‪:‬‬
‫طﻠﺑﺎ ﻣوﺟﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾن ﯾﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ ﻓﻲ أﺟل ﻣﻌﻘول‬ ‫‪-‬‬
‫ﺗﺻرﯾﺣﺎ ﺑﺄﻧﮫ إذا اﻧﻘﺿﻰ ھذا اﻷﺟل‪ ،‬ﻓﺈن اﻟداﺋن ﯾﻛون ﺣرا ﻓﻲ أن ﯾﺗﺧذ ﻣﺎ ﯾراه ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ إزاء اﻟﻣدﯾن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﺗﺒﻨﺖ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت وﺳﺎﺋﻞ وآﻟﯿﺎت ﻹﺟﺒﺎر اﻟﻄﺮف‬
‫اﻟﻤﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬ووﺳﻌﺖ ﻣﻦ ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻷﺷﺨﺎص‪ ،‬وھﻜﺬا ﻧﺠﺪ أن‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻛﻐﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ ﻗﺪ أﻋﻄﻰ ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ إﺟﺒﺎر ﻣﺪﯾﻨﮫ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻣﺎ اﻟﺘﺰم ﺑﮫ ﻋﯿﻨﺎ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻜﻔﯿﻠﺔ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬أم‬
‫إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺟﺎز ﻟﮫ أن ﯾﻄﻠﺐ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻊ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ‪.‬‬

‫إن اﻟﺪاﺋﻦ وھﻮ ﯾﺤﺎول إﺟﺒﺎر ﻣﺪﯾﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬أو ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻊ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ‪ ،‬ﯾﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺜﺒﺖ أوﻻ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ وﻓﻖ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﺤﺪدة‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 255‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪ ،‬وأن ﺗﻜﻮن ﺷﺮوط اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺠﺒﺮي ﻟﻤﺤﻞ‬
‫اﻻﻟﺘﺰام أو ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺘﻮاﻓﺮة‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟﻮب ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ وھﻲ ﻣﻄﻞ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ واﻟﻀﺮر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ وﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام؛ذﻟﻚ‬
‫أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﻗﯿﺎم اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻓﺈن ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﺠﺒﺮه ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺻﺎر‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬه ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﺣﻖ ﻟﮭﺬا اﻷﺧﯿﺮ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ دون أن ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮫ‬
‫وﺑﯿﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ ﻓﺈن ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ أن‬
‫ﯾﺠﺒﺮه ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻣﻊ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ وﯾﺤﻖ ﻟﮫ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬وإذا أﺻﺒﺢ‬

‫وﺟب أن ﯾﺣﺻل ھذا اﻹﻧذار ﻛﺗﺎﺑﺔ ‪ ،‬وﯾﺳوغ أن ﯾﺣﺻل وﻟو ﺑﺑرﻗﯾﺔ أو ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ أو ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻟو‬
‫رﻓﻌت إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﻏﯾر ﻣﺧﺗص‪".‬‬
‫ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻛﻼ اﻟﻔﺻﻠﯾن أن ﻣطل اﻟﻣدﯾن ھو ﺗﺄﺧره ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء وﻓق اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ أو اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣن ﻏﯾر‬
‫ﺳﺑب ﻣﻌﻘول ؛ وﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن‪:‬‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ :‬ﺑﻣﺟرد ﺣﻠول أﺟل اﻟوﻓﺎء اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﺑﻌد إﻧذار اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺿﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎ اﻟﻔﺻل ‪ 255‬ﻣن ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫=‪-‬ﺳﻌﯾد اﻟدﻏﯾﻣر" ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﻘﺎﺑل أو ﺑطرﯾق اﻟﺗﻌوﯾض ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل‬
‫دوﻛﺗوراه اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد‬
‫اﻟﺧﺎﻣس‪ ،‬ﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،82-81‬ص ‪.183‬‬

‫‪3‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻠﮫ أن ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ ﺗﻌﻮﯾﻀﯿﻦ؛ ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‬
‫وﺗﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺎطﻞ‪.‬‬

‫أھﻤﯿﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع‪:‬‬

‫ﯾﻜﺘﺴﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ أھﻤﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة ‪ ،‬ﻧﻈﺮا‬
‫ﻟﺘﻌﻠﻘﮫ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ أﺳﺒﺎب اﻟﻤﻄﻞ واﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺠﺒﺮي‬
‫أو ﺑﺈﻧﮭﺎء اﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺬا ﻧﻈﺮا ﻟﻜﺜﺮة اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺪﯾﻮن ﺑﯿﻦ اﻷﻓﺮاد واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻤﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻄﻞ واﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﻮد ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﺤﺪد ﻟﮭﺎ‪،‬‬
‫واﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺎر أﺛﻨﺎء اﻟﺒﺖ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ‪.‬‬

‫إﺷﻜﺎل اﻟﻤﻮﺿﻮع‪:‬‬

‫ﯾﺆدي اﻟﻤﻄﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام اﻟﺘﻌﺎﻗﺪي إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺮاﺑﻄﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺰم‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﻘﺪة داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻟﺤﺎق اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ اﻵﺧﺮ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺗﻤﻜﯿﻦ اﻟﻤﺘﻀﺮر ﻣﻦ آﻟﯿﺎت ﺗﻮﻓﺮ ﻟﮫ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ‪.‬‬

‫وﻣﻨﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺚ ﯾﺜﯿﺮ إﺷﻜﺎﻻ أﺳﺎﺳﯿﺎ ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺪى ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻤﺸﺮع‬
‫اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ وﺿﻊ ﻧﻈﺎم دﻗﯿﻖ وﻣﺤﻜﻢ ﯾﺴﺎﻋﺪ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﯾﻀﺒﻂ ﺳﻠﻄﺘﮫ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ إﯾﺠﺎد‬
‫اﻟﺘﻮازن ﺑﯿﻦ أطﺮاف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪي‪ ،‬وذﻟﻚ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت وھﻲ‪:‬‬

‫ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬه‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺘﺰاﻣﮫ؟ وﻛﯿﻒ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ أن ﯾﻮازن ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺪاﺧﻠﻲ‬
‫واﻟﻤﻌﺎھﺪات اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ؟‬
‫وھﻞ ﻓﻌﻼ ﯾﻤﻠﻚ اﻟﺪاﺋﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ أو‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ؟وﺳﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ؟‬

‫‪4‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﻣﺎ ھﻲ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ؟‬ ‫‪-‬‬

‫وﻣﺎ ھﻲ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إزاء اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﻤﻀﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ؟‬ ‫‪-‬‬
‫وھﻞ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم؟‬

‫ﻣﻨﮭﺠﯿﺔ وﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬

‫ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺤﺜﻨﺎ ھﺬا دراﺳﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﺧﻼل اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﻮﺻﻔﻲ‬
‫اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﻲ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻋﺮض ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻤﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫وﺗﺤﻠﯿﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻨﻈﺮﯾﺎت اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫وﺣﯿﺚ إﻧﮫ وﻧﻈﺮا ﻟﻜﺜﺮة اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﺈن‬
‫دراﺳﺘﻨﺎ ﺳﺘﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ آﺛﺎر ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪ .‬أﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص ﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ‬
‫ﻓﻘﺪ ﺣﺎوﻟﻨﺎ إﺗﺒﺎع اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﻼﺗﯿﻨﯿﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺗﻘﺴﯿﻤﺎ ﺛﻨﺎﺋﯿﺎ ﯾﺤﺘﺮم اﻟﻀﻮاﺑﻂ‬
‫اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل‪ ،‬وﻋﻠﯿﮫ ﻓﺈن ﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﺳﺘﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪ :‬اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ وﻓﺴﺦ اﻻﻟﺘﺰام‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪:‬اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬ﻓﺴﺦ اﻻﻟﺘﺰام‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫‪5‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪ :‬اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ وﻓﺴﺦ اﻻﻟﺘﺰام‬

‫إن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﻮد ھﻮ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‪ ،‬أي‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻋﯿﻨﯿﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﺈن ھﻨﺎك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﺐ ﯾﺤﻮل دون‬
‫ﺣﺼﻮل ھﺬا اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ‪ ،‬ﺑﻌﻀﮫ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ إرادة اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ وﺑﻌﻀﮫ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ أﺳﺒﺎب‬
‫أﺟﻨﺒﯿﺔ ﻛﺎﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎھﺮة واﻟﺤﺎدث اﻟﻔﺠﺎﺋﻲ واﻷﺧﻄﺎء اﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﻟﻠﻐﯿﺮ‪.‬‬

‫وإذا ﻛﺎن اﻷﺻﻞ ھﻮ ﻗﯿﺎم اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ اﺧﺘﯿﺎرا اﺣﺘﺮاﻣﺎ ﻟﻠﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ إذا ﺗﻮﻗﻒ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ اﻟﻌﻘﺪي‪ ،‬ﺟﺎز ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﺠﺒﺮه ﻋﻠﻰ ھﺬا‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺤﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ‪ ،‬أو ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻊ ﺣﻔﻆ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ إذا ﻛﺎن‬
‫ﻟﮫ ﻣﺤﻞ‪.‬‬

‫إن اﻣﺘﻨﺎع اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺳﺒﺐ ﻣﻘﺒﻮل ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ‬
‫ﺑﻤﺠﺮد ﺣﻠﻮل اﻷﺟﻞ اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺪ اﻟﻤﻨﺸﺊ ﻟﻼﻟﺘﺰام‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺤﺪدا ‪ ،‬أو ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺟﯿﮫ إﻧﺬار ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ ﻟﻸداء وﺗﺨﻠﻔﮫ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻘﺪ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪد‪.‬‬

‫وﻣﻨﮫ ﻓﺈن اﻣﺘﻨﺎع اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ ﻣﺘﻰ ﺣﻞ اﻷﺟﻞ‬
‫اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‪ ،‬أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺴﻠﻚ اﻟﺪاﺋﻦ إﺟﺮاءات ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻤﻄﻞ‪.‬‬

‫وﻋﻠﯿﮫ ﻓﻤﺘﻰ ﺛﺒﺖ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،7‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻮن ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ إﺟﺒﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻻﻟﺘﺰام ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﻛﻦ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺟﺎز ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﻄﻞ‬
‫ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬

‫‪ 7‬ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻹﺧﻼل ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟﻣدﯾن داﺋﻣﺎ ﺑل ﻗد ﯾﻣﺗد إﻟﻰ اﻟطرف اﻟداﺋن؛‬
‫إذ إن ﻣن واﺟب ھذا اﻷﺧﯾر اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻣدﯾن ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﺻورة ﺻﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬وإﺧطﺎره ﺑﺎﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻠﺗزم ﺑﺈﺑداء اﺳﺗﻌداده ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻗﺑل ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ اﻟﻣﻘﺎﺑل طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل‬
‫‪ 234‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﻋﻠﯿﮫ ﺳﻨﺤﺎول دراﺳﺔ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺴﯿﻤﮫ إﻟﻰ ﻣﺒﺤﺜﯿﻦ؛ ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻧﺨﺼﺺ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺪراﺳﺔ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام‪:‬‬

‫إن اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام ھﻮ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻟﻌﯿﻦ ﻣﺎ اﻟﺘﺰم ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺈذا طﺎﻟﺐ اﻟﺪاﺋﻦ‬
‫ﻣﺪﯾﻨﮫ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ واﻣﺘﻨﻊ ھﺬا اﻷﺧﯿﺮ أﻣﻜﻨﮫ إﺟﺒﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬه إن ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮫ‬
‫إذا أﺻﺒﺢ ﺗﻨﻔﯿﺬه ﻣﺴﺘﺤﯿﻼ ﻓﻼ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ وﻻ ﯾﺒﻘﻰ أﻣﺎم اﻟﺪاﺋﻦ إﻻ‬
‫اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻤﺪﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻟﻌﻞ أھﻤﮭﺎ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ؛ إذ ﻻ‬
‫ﺗﻜﻠﯿﻒ ﺑﻤﺴﺘﺤﯿﻞ‪ 8-‬ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺳﺒﺐ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أﺟﻨﺒﯿﺎ ﻻ ﯾﺪ ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻨﻘﻀﻲ‬
‫اﻻﻟﺘﺰام ﻛﻠﯿﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﻖ ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،9‬وأﻻ ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﺮھﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ ﺣﯿﺚ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت أن ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إﻋﻔﺎءه ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﻠﻎ‬
‫ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﯾﺆدى ﻟﻠﺪاﺋﻦ‪ 10‬أو ﯾﺼﺎر إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ‪ ،11‬وإن ﻛﺎن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‬
‫ﻟﻢ ﯾﺸﺮ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ إطﺎر ق‪.‬ل‪.‬ع إﻻ أﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ اﻷﺧﺬ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺑﺎب ﻋﺪم اﻟﺘﻌﺴﻒ ﻓﻲ‬
‫اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺤﻖ‪ ،12‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ وﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﺋﻦ أن ﯾﻄﻠﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻓﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫ﻻ ﺗﺒﺖ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻋﺎدل ﺟﺑري ﻣﺣﻣد ﺣﺑﯾب" اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻌﻘدﯾﺔ" دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،2004‬ص ‪ 201‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ 9‬ﻣﺣﻣد ﺷﻛري ﺳرور" ﻣوﺟز اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام" دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ، 1985‬ص ‪.17‬‬
‫‪10‬‬
‫رﺷﯾد ﻗﯾوح " ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘود" أطروﺣﺔ ﻟﻧﺑل دوﻛﺗوراه اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض ﻣراﻛش‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ 1996-1995‬ص ‪.147‬‬
‫‪11‬‬
‫ﺟﻣﯾل اﻟﺷرﻗﺎوي " اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام‪ ،‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎھرة‬
‫‪ 1989‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 12‬رﺷﯾد ﻗﯾوح " ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪8‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﻣﻨﮫ ﻓﺈن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام‪ 13‬ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻟﺘﻄﺮق‬
‫ﻟﻤﺤﻞ اﻻﻟﺘﺰام ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻜﻔﯿﻠﺔ ﺑﺠﺒﺮ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﻣﺤﻞ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام‬

‫إن ﻣﺤﻞ اﻻﻟﺘﺰام ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺨﺮج ﻋﻦ أن ﯾﻜﻮن إﻣﺎ اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺑﻨﻘﻞ ﺣﻖ ﻣﻠﻜﯿﺔ ﺷﻲء‬
‫أو أي ﺣﻖ ﻋﯿﻨﻲ ﻛﯿﻔﻤﺎ ﻛﺎن ﻧﻮﻋﮫ‪ ،‬أو اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ أو اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ ‪،‬‬
‫وﻻ ﺷﻚ أن ھﺬ اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺧﯿﺮ ﯾﺼﻌﺐ ﻣﻌﮫ ﺗﺼﻮر وﻗﻮع اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻓﺈن اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺳﯿﻜﻮن ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺠﺒﺮي ﻟﻼﻟﺘﺰام ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﺤﻠﮫ‬
‫ﻧﻘﻞ ﺣﻖ ﻋﯿﻨﻲ)اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ( أو اﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ)اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻨﻘﻞ ﻣﻠﻜﯿﺔ ﺷﻲء أو ﺣﻖ ﻋﯿﻨﻲ‬

‫إن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺮاﻣﯿﺔ إﻟﻰ إﻋﻄﺎء ﺷﻲء ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮﻋﮭﺎ أﺳﺎﺳﺎ ﻧﻘﻞ ﻣﻠﻜﯿﺔ ﺷﻲء‬
‫ﻣﻌﯿﻦ أو أي ﺣﻖ ﻋﯿﻨﻲ آﺧﺮ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻓﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺠﺒﺮي ﻟﮭﺬه اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﯾﻜﻮن ﻣﺘﺼﻮرا‪،‬‬
‫إﻻ أن ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬه ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻮع اﻟﻤﺤﻞ اﻟﺬي ﯾﺮد ﻋﻠﯿﮫ؛ ھﻞ ھﻮ ﻣﻨﻘﻮل ﻣﻌﯿﻦ ﺑﺬاﺗﮫ أو‬
‫ﻣﻨﻘﻮل ﻣﻌﯿﻦ ﺑﺎﻟﻨﻮع ﻓﻘﻂ أو ﻋﻘﺎر‪ ،‬ﻓﺈذا ورد اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ أو اﻟﺤﻖ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻨﻘﻮل ﻣﻌﯿﻦ ﺑﺎﻟﺬات ﻣﻤﻠﻮك ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ اﻋﺘﺒﺮ اﻻﻟﺘﺰام ﻣﻨﻔﺬ ﺑﻤﺠﺮد ﻧﺸﻮﺋﮫ وﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‪،‬‬
‫اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 491‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫"ﯾﻜﺘﺴﺐ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﻠﻜﯿﺔ اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺒﯿﻊ ﺑﻤﺠﺮد ﺗﻤﺎم اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺘﺮاﺿﻲ‬
‫طﺮﻓﯿﮫ"‬

‫‪ 13‬اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﺟﺑري ھو ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﻋﯾﻧﺎ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﯾﻧﻔذ ﺣﺳب ﻣوﺿوﻋﮫ دون ﻋوض ﻓﯾؤدي اﻟﻣدﯾن ﻋﯾن ﻣﺎ‬
‫اﻟﺗزم ﺑﮫ‪ ،‬وھو اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﻛﺣﻠون " اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ‪ ،‬دون ذﻛر اﻟﻣطﺑﻌﺔ‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ 2009‬ﺗوﻧس‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.44‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪9‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻘﻮل اﻟﻤﻌﯿﻦ ﺑﺎﻟﺬات ﯾﻨﻔﺬ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ وﺑﻘﻮة‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻻ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺘﺴﻠﯿﻢ اﻟﻤﻨﻘﻮل‪ ،‬وھﺬا اﻟﺘﺰام ﺑﻌﻤﻞ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬه ﺟﺒﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻨﻘﻮل ﻣﻌﯿﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮع ﻛﺎﻟﻄﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﯿﺮ؛ ﻓﻤﻠﻜﯿﺔ ھﺬا‬
‫‪14‬‬
‫اﻟﻤﻨﻘﻮل ﻻ ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﺪاﺋﻦ إﻻ ﺑﻔﺮزه‪.‬‬

‫أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺤﻞ اﻻﻟﺘﺰام ﻋﻘﺎرا ﻣﺤﻔﻈﺎ أو أي ﺣﻖ ﻋﯿﻨﻲ ﻋﻘﺎري آﺧﺮ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ‬
‫أو اﻟﺤﻖ اﻟﻌﯿﻨﻲ اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﯾﻨﺘﻘﻞ ﺑﻤﺠﺮد ﻗﯿﺎم اﻻﻟﺘﺰام؛ ذﻟﻚ ﻷن ﻗﺎﻋﺪة اﻷﺛﺮ اﻟﻤﻨﺸﺊ ﻟﺘﻘﯿﯿﺪ‬
‫اﻟﺤﻖ اﻟﻌﯿﻨﻲ أو اﻟﺘﻜﻠﯿﻒ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻮارد ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺤﻔﻆ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄن إﻧﺸﺎء أو ﻧﻘﻞ أو‬
‫إﻋﻼن أو ﺗﻌﺪﯾﻞ أو إﺳﻘﺎط ھﺬا اﻟﺤﻖ ﻻ ﯾﺘﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ وﻻ ﯾﻜﻮن ﻧﺎﻓﺬا ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ‬
‫‪15‬‬
‫ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﺗﺘﻌﻠﻖ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺈﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻐﯿﺮ‪ ،‬إﻻ إذا اﺣﺘﺮم ﺷﻜﻠﯿﺎت ﻣﻌﯿﻨﺔ‬
‫ﻣﺤﺮر ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺘﺎرﯾﺦ أو ﻣﺤﺮر رﺳﻤﻲ‪ ،‬وﺟﺮى ﺗﻘﯿﯿﺪه ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ‬
‫ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻠﯿﻦ ‪ 66‬و ‪ 67‬ﻣﻦ ظﮭﯿﺮ اﻟﺘﺤﻔﯿﻆ اﻟﻌﻘﺎري‪ ،‬وھﺬا اﻻﻟﺘﺰام ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬه ﻋﯿﻨﺎ‬
‫‪16‬‬
‫ﺟﺒﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ﻣﺄﻣون اﻟﻛزﺑري" اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ﻣطﺑﻌﺔ‬
‫اﻟﮭﻼل اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬طﺑﻌﺔ ‪ 1980‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ ، 1987‬ص ‪.189‬‬

‫‪15‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﺣق ﺻﺎﻓﻲ" ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود وﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة‪،‬‬
‫اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ‪ ،1998‬ص ‪ 173‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪ 16‬ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 66‬ﻣن ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬
‫"ﻛل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣوﺟود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر إﻻ ﺑﺗﻘﯾﯾده‪ ،‬واﺑﺗداء ﻣن ﯾوم اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم‬
‫اﻟﻌﻘﺎري ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ أي ﺣﺎل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ذي اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ‪.‬‬
‫وﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 67‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬
‫" إن اﻷﻓﻌﺎل اﻹرادﯾﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أو ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر أو اﻹﻗرار ﺑﮫ أو ﺗﻐﯾﯾره‬
‫أو إﺳﻘﺎطﮫ‪ ،‬ﻻ ﺗﻧﺗﺞ أي أﺛر وﻟو ﺑﯾن اﻷطراف إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري‪ ،‬دون اﻹﺿرار ﺑﻣﺎ ﻟﻸطراف‬
‫ﻣن ﺣﻘوق ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﺑﻐﺿﮭم اﻟﺑﻌض‪ ،‬وﻛذا ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ دﻋﺎوى ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎﻗﺎﺗﮭم‪".‬‬

‫‪10‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺻﺪرت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮارات ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ؛ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ‬

‫اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2015-03-30‬واﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﯿﮫ‪:‬‬

‫" اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻟﺤﻖ ﻋﯿﻨﻲ ﻣﺤﻔﻆ ﻣﻠﺰم ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻤﺒﯿﻊ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي ﺑﺈﺗﺨﺎذ اﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟﻀﺮورﯾﺔ اﻟﺘﻲ طﻠﺒﮭﺎ اﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﻹﺷﮭﺎر ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ وﺗﻘﯿﯿﺪه ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري"‪.17‬‬

‫وﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار آﺧﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2008-03-26‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫" ‪ ...‬اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﺼﺪرة اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﯿﮫ ﻟﻤﺎ ﻓﺤﺼﺖ ظﺎھﺮ وﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﻠﻒ ﻓﺘﺒﯿﻦ‬
‫ﻟﮭﺎ ﻋﻦ ﺻﻮاب أن اﻟﻤﻄﻠﻮب اﺷﺘﺮى اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻦ اﻟﻐﯿﺮ وﻟﻢ ﯾﺴﺠﻞ ﺷﺮاءه ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري‪،‬‬
‫ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﺗﮫ ﻣﻨﻌﺪم اﻟﻮﺟﻮد ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻔﺼﻠﯿﻦ ‪ 65‬و ‪ 66‬ﻣﻦ ظﮭﯿﺮ اﻟﺘﺤﻔﯿﻆ اﻟﻌﻘﺎري‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ‬
‫‪18‬‬
‫اﻋﺘﺒﺮت اﻟﻮﺿﻌﯿﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر ھﻲ اﻟﺠﺪﯾﺮة ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﯾﺔ ورﻛﺰت ﻗﻀﺎءھﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‪".‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ‬

‫إن ﻣﻀﻤﻮن اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺑﺒﺪل ﻋﻨﺎﯾﺔ أو اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺑﻮﺳﯿﻠﺔ أو اﻟﺘﺰاﻣﺎ‬
‫ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ ﻧﺘﯿﺠﺔ‪ ،‬وأن ﺗﻨﻔﯿﺬه ﯾﺴﺘﻠﺰم ﺻﺪور ﻋﻤﺎل إﯾﺠﺎﺑﻲ ﻣﻌﯿﻦ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬه‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺟﺒﺮ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺷﺨﺼﯿﺎ ﻷن ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺴﺎس ﺑﺤﺮﯾﺘﮫ‪،‬‬
‫وﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ھﺬا اﻻﻟﺘﺰام ﻋﯿﻨﺎ ﯾﺠﺐ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﺣﺎﻻﺗﮫ اﻟﺜﻼﺛﺔ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﺗﻌﮭﺪ ﺑﮫ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﺨﺼﮫ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ‬
‫ﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﯾﻘﻮم ﺑﮫ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈذا اﻣﺘﻨﻊ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺰ أن ﯾﺠﺒﺮ ھﻮ ﺷﺨﺼﯿﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬه‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷﺨﺺ‬

‫‪17‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2015-03-30‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 947‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪03/2331‬‬
‫ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 64‬و ‪ ، 65‬ص ‪ 59‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2008-03-26‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 1104‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪،08/227‬‬
‫أورد ﻣﺣﻣد ﺑﻔﻘﯾر " ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ" ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫‪ 2015،‬ص ‪ 18‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‬

‫‪11‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫آﺧﺮ أو ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺪاﺋﻦ ﻧﻔﺴﮫ وﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﯾﺘﻘﺪم ﺑﻄﻠﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫وﺗﺄذن ﻟﮫ ﺑﺬﻟﻚ اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 261‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪19‬وذﻟﻚ‬
‫ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺠﺎوز ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻤﺼﺮوﻓﺎت ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮون درھﻤﺎ وھﻮ ﻣﺒﻠﻎ ھﺰﯾﻞ ﺟﺪا وأﺻﺒﺢ‬
‫ﻣﺘﺠﺎوزا‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻠﺰم ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺣﻮال ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ إذن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ‬
‫اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي اﻟﺘﺰم ﺑﮫ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺸﺨﺼﮫ؛ ﻛﺎﻟﻔﻨﺎن‬
‫اﻟﺬي ﯾﺘﻌﮭﺪ ﺑﺮﺳﻢ ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻨﯿﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ذھﺐ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻟﻰ اﺳﺘﺒﻌﺎد‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ اﻟﺠﺒﺮي ﻣﻦ ﻧﻄﺎق اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻹﺑﺘﻜﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺮر اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أن‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام اﻟﺬي ﯾﺘﻌﮭﺪ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه أﺣﺪ اﻟﻔﻨﺎﻧﯿﻦ ﺑﺎﻧﺠﺎز ﻣﺼﻨﻒ ﯾﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﻠﺠﻮء‬
‫‪20‬‬
‫إﻟﻰ ﻛﺎﻓﻮ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻛﺮاه‪.‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺟﺎء اﻟﻔﺼﻞ ‪ 261‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد واﻟﺬي ﻧﺺ ﻋﻠﻰ‬
‫أﻧﮫ‪:‬‬

‫" اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻌﻤﻞ ﯾﺘﺤﻮل ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء إﻟﻰ ﺗﻌﻮﯾﺾ ‪"....‬‬

‫‪ 19‬ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 261‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ‪:‬‬

‫" اﻻﻟﺗزام ﺑﻌﻣل ﯾﺗﺣول ﻋﻧد ﻋدم اﻟوﻓﺎء إﻟﻰ ﺗﻌوﯾض‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻋﻣﻼ ﻻ ﯾﺗطﻠب ﺗﻧﻔﯾذه ﻓﻌﻼ‬
‫ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻣن اﻟﻣدﯾن ﺳﺎغ أن ﯾرﺧص ﻟﻠداﺋن ﻓب أن ﯾﺣﺻل ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذه ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣدﯾن‪.‬‬
‫وﻻ ﯾﺳوغ أن ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﺟﻊ ﺑﮭﺎ اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن اﻟﻘدر اﻟﺿروري ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام‪،‬‬
‫وإذا ﺗﺟﺎوزت ھذه اﻟﻣﺻروﻓﺎت ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺷرون درھﻣﺎ وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن أن ﯾﺳﺗﺄذن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺧﺗص"‬
‫‪20‬‬
‫‪Tri civ de vharolles 4 mars 1949 gazzette du paris 1949‬‬
‫وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ھذا اﻟﺣﻛم ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪L’exécution en nature de la convention par laquelle un artiste s’engage à‬‬
‫"‪exécuter une œuvre échappe à toute contrainte‬‬
‫ﻗرار أورده أﺣﻣد اﻟدراري" اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ واﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ " ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌدد ‪ 18‬ﺳﻧﺔ‬
‫‪ ، 2006‬ص ‪ 71‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وإذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻋﯿﻨﺎ ﺟﺒﺮا ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﺳﺘﻌﻤﺎل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻟﺤﺚ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ‬
‫‪21‬‬
‫ﺗﻔﻠﺢ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﻓﺈن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻘﻀﻲ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ‪.‬‬

‫إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺰام ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﺑﻤﺠﺮد إﺗﯿﺎن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻟﮭﺬا‬
‫اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺧﺮق ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﺰاﻣﮫ وﯾﺤﻖ ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﻀﺮر ﻣﻊ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﮫ ﻣﻦ ﺿﺮر اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 262‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت‬
‫واﻟﻌﻘﻮد‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻜﻔﯿﻠﺔ ﺑﺠﺒﺮ اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﻤﻤﺎطﻞ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫إن ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻗﺪ ﯾﺘﻢ ﺑﻄﺮق ﻣﺒﺎﺷﺮة ؛ ﻛﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﻋﻮان اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ دون ﺗﺪﺧﻞ‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ أو ﺑﻌﺪ ﺗﺪﺧﻠﮭﺎ‪ ،‬أو ﻗﺪ ﯾﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻘﻮﻻت وﻋﻘﺎرات اﻟﻤﺪﯾﻦ‪،‬‬
‫وﻗﺪ ﯾﺘﻢ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺗﮭﺪف أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﺟﺒﺮ اﻟﻤﺪﯾﻦ واﻟﺰاﻣﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ‪،‬‬
‫وﻟﻌﻞ أھﻢ ھﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ)اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ( واﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ )اﻟﻔﻘﺮة‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬

‫ﺑﺘﺤﻘﻖ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ وﺗﺨﻠﻔﮫ ﻋﻦ أداء اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻮن أﻣﺎم‬
‫اﻟﺪاﺋﻦ ﻋﺪة وﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺟﺒﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻣﺎدام أن اﻷﺻﻞ أن ﺗﻮﻓﻰ‬
‫اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻋﯿﻨﺎ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم اﻟﺑدراوي" اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام ) آﺛﺎره‪ ،‬أوﺻﺎﻓﮫ‪ ،‬اﻧﺗﻘﺎﻟﮫ‪،‬‬
‫اﻧﻘﺿﺎؤه( دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر – ﺑﯾروت‪ .‬ص ‪30‬‬

‫‪13‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﺗﻌﺪ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧﻄﺎق ﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻜﻮن ﻣﺤﻠﮭﺎ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ أو اﻹﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ وذﻟﻚ ﺑﻐﯿﺔ ﺟﺒﺮ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬

‫إن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﯾﻌﺮف اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ اﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻋﺪة ﻓﺼﻮل ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺴﻄﺮة اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪ ،22‬إﻻ أن اﻟﻔﻘﮫ ﻋﺮﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ‪":‬وﺳﯿﻠﺔ‬
‫ﺗﮭﺪﯾﺪ وإﺟﺒﺎر ﻣﻨﺤﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻨﺖ اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﻤﺤﻜﻮم‬
‫ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وإﺧﻀﺎﻋﮫ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰام ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺗﺪﺧﻠﮫ ﺷﺨﺼﯿﺎ‪-‬ﺳﻠﺒﺎ أو إﯾﺠﺎﺑﺎ‪ -‬ﻣﻦ طﺮف‬
‫‪23‬‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ‪".‬‬

‫وﺣﯿﺚ إﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺮر ﻗﻀﺎء أن اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﯾﻘﺘﻀﻲ‬
‫ﺗﻮاﻓﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺮوط أﺳﺎﺳﯿﺔ أوﻟﮭﺎ اﻻﻣﺘﻨﺎع اﻟﺼﺮﯾﺢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬وﺛﺎﻧﯿﮭﺎ ﺗﻌﻠﻖ‬

‫‪22‬‬
‫ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 11‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م ‪ " :‬ﯾﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎص أﻻﻧﺗﮭﺎﺋﻲ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻣﺑﻠﻎ اﻟطﻠب اﻟﻣﺟرد اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن آﺧر‬
‫ﻣﺳﺗﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺻواﺋر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻔواﺋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ و اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ‪".‬‬

‫ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ - 21‬ﻓﻘرة ‪ -2‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ‪ " :‬ﻏﯾر أﻧﮭﺎ ﺗﺑت اﺑﺗداﺋﯾﺎ ﻓﻘط ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺣوادث اﻟﺷﻐل و‬
‫اﻷﻣراض اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ و ﻛذا ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن‬
‫ﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﺣوادث اﻟﺷﻐل و اﻷﻣراض اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ﻓﺈن‬
‫اﻷﺣﻛﺎم ﺗﺻدر ﺑﺻﻔﺔ اﻧﺗﮭﺎﺋﯾﺔ و ﻟو ﻛﺎن ﻣﺑﻠﻎ اﻟطﻠب ﻏﯾر ﻣﺣدد‪.‬‬
‫و ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 448‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ :‬إذا رﻓض اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ أداء اﻟﺗزام ﺑﻌﻣل أو ﺧﺎﻟف اﻟﺗزاﻣﺎ‬
‫ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل ‪ ،‬أﺛﺑت ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺣﺿره ‪ ،‬و أﺧﺑر اﻟرﺋﯾس اﻟذي ﯾﺣﻛم ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن‬
‫ﺳﺑق اﻟﺣﻛم ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺣﻛم أن ﯾطﻠب ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﮫ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﻣﺣﺟوﺑﻲ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ وﺗﺻﻔﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب" ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟرﺑﺎط‪،‬‬
‫اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ، 1993‬ص ‪.15‬‬

‫‪14‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ أو اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻨﮫ‪ ،‬وﺛﺎﻟﺜﮭﺎ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺤﻜﻢ ﺣﺎﺋﺰا ﻟﻘﻮة اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻘﻀﻲ‬
‫‪24‬‬
‫ﺑﮫ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪1989-02-22‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫"اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ھﻲ إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ ﻟﯿﻘﻮم ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻀﻲ‬

‫ﺗﺪﺧﻠﮫ ﺷﺨﺼﯿﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ أو اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻋﻤﻞ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻀﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ‬
‫اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻦ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻹﻣﻜﺎن‪.‬‬

‫وﻟﮭﺬا ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺘﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻛﺘﻌﻮﯾﺾ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻣﺘﻨﺎﻋﮫ‬
‫‪25‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﺒﺮره"‬

‫ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار آﺧﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2006-12-20‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫"إن اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ھﻲ إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ ﻟﯿﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ أو اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻋﻤﻞ‬
‫وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻘﺘﻀﻲ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻹﻣﻜﺎن‪ ،‬ﻟﮭﺬا ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺤﻜﻢ‬
‫ﺑﺘﺼﻔﯿﺔ ھﺬه اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﻛﺘﻌﻮﯾﺾ إﻻ إذا ﻛﺎن اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﺒﺮره وأﻧﮫ ﻣﺠﺮد‬
‫‪26‬‬
‫ﻋﻨﺎد"‬

‫ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ھﺬه اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‪-‬ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﯿﺎ‪-‬‬

‫أن اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ھﻲ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﻲ ﺣﺪدھﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬وﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ‬

‫‪ 24‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم اﻟﺑدراوي" اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬أﺣﻛﺎم اﻻﻟﺗزام" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪25‬‬
‫ﻗرار ﻋدد ‪ 531‬ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1989-02-22‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪85/3725‬‬
‫ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ ،43-42‬ص ‪ 35‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪ ،‬أورده ﻣﺣﻣد ﺑﻔﻘﯾر"ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ" ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ‪ ،2014‬ص‬
‫‪.614‬‬
‫‪26‬‬
‫ﻗرار ﻋدد ‪ 3876‬ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،2006-12-20‬أورده ﻣﺣﻣد ﺑﻔﻘﯾر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ‪،‬‬
‫ص ‪.618‬‬

‫‪15‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻜﻮن ﻣﺤﻠﮭﺎ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻞ أو اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻨﮫ‪ ،‬وﺗﺴﺘﮭﺪف أﺳﺎﺳﺎ ﺟﺒﺮ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ وﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ﻋﯿﻨﺎ وﻻ ﺗﺴﺘﮭﺪف اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻘﺎول اﻟﺬي ﯾﺘﻤﺎطﻞ ﻓﻲ‬
‫إﻧﺠﺎز اﻟﻤﺸﺮوع ﺑﻌﺪ إﻧﺬاره ﺑﺎﻷداء‪ ،‬ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻮاﺟﮫ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻤﻠﮫ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام‪.‬‬

‫ؤ وﯾﺠﺐ اﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﯾﺴﺘﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﺗﻜﻮن ھﻲ‬
‫اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة ﻟﻠﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬إذ إﻧﮫ ﻻ ﯾﻠﺠﺄ إﻟﯿﮭﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺬر اﻹﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬
‫اﻷﺧﺮى ﻛﺎﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ أو اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪:‬ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬

‫ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﯾﺤﻘﻖ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻏﺎﯾﺘﮫ‪ ،‬وھﻲ‬
‫إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻋﯿﻨﺎ‪ ،‬أن ﯾﺘﻘﺪم ﺑﻄﻠﺐ ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺘﻢ ذﻟﻚ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺣﺴﺎﺑﯿﺔ ﺑﺠﻤﻊ ﻋﺪد أﯾﺎم ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﺒﻠﻎ‬
‫اﻟﺬﻋﯿﺮة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﺟﺮاء ﻣﻄﻞ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ وﺗﻌﻨﺘﮫ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺄﻛﺎدﯾﺮ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪2016-03-21‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫"وﺣﯿﺚ إﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﻦ ﻣﻦ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻨﺎزﻟﺔ أﻧﮭﺎ ﻣﺆطﺮة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺎب ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ‬
‫اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ وﺗﺤﻜﻤﮭﺎ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺼﻔﯿﺘﮭﺎ ﺗﺆول إﻟﻰ ﺗﻌﻮﯾﺾ‬
‫ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻟﻠﻤﺤﻜﻮم ﻟﮫ ﺑﯿﻦ ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻣﺘﻨﺎع إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺼﻮل اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬وأﻧﮭﺎ‬
‫ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ وھﻲ ﺻﺪور ﺣﻜﻢ ﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾﺘﻀﻤﻦ إﻟﺰاﻣﺎ ﻟﻠﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم‬

‫‪16‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﺑﻌﻤﻞ أو اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻨﮫ‪ ،‬وﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﺤﻜﻢ أو ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﻘﺮر‬
‫‪27‬‬
‫ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻻﺣﻖ ﻣﺴﺘﻘﻞ‪ ،‬وأﺧﯿﺮا ﺛﺒﻮت واﻗﻌﺔ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ‪".‬‬

‫واﻟﻤﺤﻜﻤﺔ وھﻲ ﺑﺼﺪد ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﮭﺎ ﺗﺮاﻋﻲ ﻣﺪة اﻣﺘﻨﺎع‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺘﮫ‪ ،‬وﻛﺬا اﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻮم‬
‫ﻟﻔﺎﺋﺪﺗﮫ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2012-11-01‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫"اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ھﻲ وﺳﯿﻠﺔ ﻹﺟﺒﺎر اﻟﻤﻨﻔﺬ ﻋﻠﯿﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ واﻟﺤﻜﻢ ﺑﮭﺎ‪،‬‬
‫ﺗﺆول ﺣﯿﻦ ﺗﺼﻔﯿﺘﮭﺎ إﻟﻰ ﺗﻌﻮﯾﺾ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﮫ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬واﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺬﻛﻮر‬
‫ﻻ ﯾﺸﻤﻞ ﻓﻘﻂ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ‪ ،‬واﻟﺬي ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﮫ‬
‫ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ دون ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻤﺮور ﻋﺒﺮ ﻣﺴﻄﺮة ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻐﺮاﻣﺔ‬
‫اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺠﺐ اﻷﺧﺬ ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﻤﺤﺪد ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻵﻣﺮ ﺑﮭﺎ‬
‫وﺗﻌﺴﻒ اﻟﻤﻨﻔﺬ ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻨﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬ﺷﺮﯾﻄﺔ أﻻ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ ﺷﺄن ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ أي ﺑﻀﺮب ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺪد أﯾﺎم اﻻﻣﺘﻨﺎع‪ ،‬إﺛﺮاء ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻔﺬ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب‬
‫اﻟﻤﻨﻔﺬ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﻻ ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﮫ واﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻞ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫واﻟﻀﺮر اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬واﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺒﺮز اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻣﻦ طﺮﻓﮭﺎ‬
‫‪28‬‬
‫ﻓﻲ ﺗﺄﯾﯿﺪھﺎ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ وﻓﻖ ﻣﺎ ذﻛﺮ ﯾﻜﻮن ﻗﺮارھﺎ ﻣﻌﺮﺿﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ‪".‬‬

‫ﯾﺘﻀﺢ إذن أﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﺤﻜﻢ ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺪاﺋﻦ ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﮫ ﻣﻦ ﺿﺮر‬
‫ﺟﺮاء ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻻﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ‪ ،‬وأن ﺗﺤﻜﻢ ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ ﺑﻌﺪ ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻷول ﯾﻜﻮن ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫‪27‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺄﻛﺎدﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2016-03-21‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪ ،14-1128‬ﻏﯾر‬
‫ﻣﻧﺷور‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2012-11-01‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 537‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻹداري ﻋدد‬
‫‪ 11/2/4/774‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد ‪ ، 76‬ص ‪ 218‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪17‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻣﻨﺬ وﻗﻮع اﻟﻀﺮر اﻟﺬي وﻗﻊ ﺑﺴﺒﺐ‬
‫إﺧﻼل اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﺬي ﺟﺎء ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻓﮭﻮ‬
‫ﻣﺤﺪد ﺑﻌﺪ اﻣﺘﻨﺎع اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ وﯾﺠﺪ أﺳﺎﺳﮫ ﻓﻲ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر ﺟﺎء ﻗﺮار ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 8‬ﻓﺒﺮاﯾﺮ ‪ 2011‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ طﻠﺐ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻣﺘﻨﺎع اﻟﻤﻨﻔﺬ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺘﮭﺎ وأﻧﮫ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪ ،‬واﻟﻘﺮار اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﯿﮫ ﻟﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮ أن ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ‬
‫‪29‬‬
‫اﻟﻀﺮر ﻣﺮﺗﯿﻦ‪ ،‬ﯾﻜﻮن ﻗﺪ طﺒﻖ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﻠﮭﺎ‪".‬‬

‫إن اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺼﻔﯿﺘﮭﺎ ﻟﻠﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ‪ ،‬إﻣﺎ‬
‫أن ﺗﻨﻔﺬ طﻮاﻋﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وإﻣﺎ ﺟﺒﺮا ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻟﺤﺠﺰ ﻋﻠﻰ أﻣﻮاﻟﮫ إن‬
‫وﺟﺪت‪ ،‬أو ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‬

‫اﻷﺻﻞ أن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺒﺎدر ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺪاﺋﻦ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ‬
‫ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﯾﻜﻮن ﺟﺎﺣﺪا ﻟﮫ‪ ،‬اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﯾﺪﻓﻊ اﻟﺪاﺋﻦ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﮫ واﺳﺘﺼﺪار ﺣﻜﻢ‬
‫ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺘﮫ ﺑﺸﺄن اﻟﺪﯾﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺒﺎدر إﻟﻰ ﺳﻠﻮك إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫‪30‬‬
‫اﻟﺠﺒﺮي ﺿﺪه ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺗﺣت ﻋدد ‪ 606‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 8‬ﻓﺑراﯾر ‪ 2011‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد‬
‫‪ 2010/6/1/394‬ﻣﻧﺷورة ﺑﻧﺷرة ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض‪ ،‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ‪ 3‬اﻟﺟزء ‪ 9‬ﺳﻧﺔ ‪،2012‬‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟرﺑﺎط ‪ ،2012‬ص ‪.69‬‬

‫‪ 30‬ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋدة ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن أھﻣﮭﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن ‪ 633‬إﻟﻰ ‪.647‬‬

‫‪18‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫‪31‬‬
‫ﯾﻌﺪ وﺳﯿﻠﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ‬ ‫إن اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‬
‫ﻗﺼﺪ ﺣﻤﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺘﮫ‪ ،‬وﻗﺪ أﺣﺎطﮫ اﻟﻤﺸﺮع ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻟﺸﺮوط ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻟﻠﺤﺮﯾﺔ اﻟﻔﺮدﯾﺔ)أوﻻ(‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﺜﺎر اﻹﺷﻜﺎل ﺣﻮل‬
‫ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﻮﻓﯿﻖ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﻤﻌﺎھﺪات اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﺑﺨﺼﻮص ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻹﻛﺮاه‬
‫اﻟﺒﺪﻧﻲ)ﺛﺎﻧﯿﺎ(‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 15-97‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣﺻﯾل اﻟدﯾون اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم ‪1.00.175‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 28‬ﻣﺣرم ‪ 3 ) 1421‬ﻣﺎي ‪. (2000‬‬

‫‪ -‬اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم ‪ 1.60.305‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1961.02.20‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻟذي ﺗم ﺗﻐﯾﯾر و ﺗﺗﻣﯾم أﺣﻛﺎم اﻟﻔﺻﻠﯾن اﻷول و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻧﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 30-06‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪ 2006/11/22‬اﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪ 5477‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪. 2006/11/27‬‬

‫‪ -‬ﻣدوﻧﺔ اﻟﺟﻣﺎرك و اﻟﺿراﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻼن ‪ 262‬ﻣﻛرر و ‪. 263‬‬

‫‪31‬‬
‫ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ ﻓﺗﺻدى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ ﻟذﻟك ‪ ،‬ﺣﯾث ﻋرﻓﮫ اﻷﺳﺗﺎذ إدرﯾس ﺑﻠﻣﺣﺟوب‪،‬‬
‫ﺑﺄﻧﮫ‪ " :‬إﺟﺑﺎر اﻟﻣدﯾن ﺑدﯾن ﻋﻣوﻣﻲ أو ﺧﺎص و اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣوال ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻷي‬
‫طﻌن )ﻋﺎدي أو ﻏﯾر ﻋﺎدي( ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑدﯾن ﻛﺎﻣﻼ و إﻻ زج ﺑﺎﻟﻐرﯾم ﻓﻲ اﻟﺳﺟن ﻟﻣدة ﯾﺣددھﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب‬
‫اﻟداﺋن ﺑﻌد إﻧذاره‪"..‬‬

‫‪ --‬إدرﯾس ﺑﻠﻣﺣﺟوب ‪ ،‬ﻗواﻋد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول ‪ ،‬ص ‪194 :‬‬

‫و ﻋرﻓﮫ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺗراب ﺑﺄﻧﮫ ‪ ":‬وﺳﯾﻠﺔ ﯾﺗم ﺑواﺳطﺗﮭﺎ ﺟﺑر اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄداء ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋﻠﯾﮫ ﻋن طرﯾق إﯾداﻋﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺟن ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﻘدار اﻟدﯾن "‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺗراب ‪ ،‬ﻧظﺎم اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻺﺟﺑﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ ،‬ﻧظرات ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪،‬‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺻوﻣﻌﺔ ‪ ،‬ص ‪78 :‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﮫ اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻹﻟﮫ اﻟﻣﺳﺗﺎري ﺑﺄﻧﮫ ‪ " :‬اﻣﺗداد طﺑﯾﻌﻲ ﻹﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم و ھو وﺳﯾﻠﺔ ﯾﺗم ﺑواﺳطﺗﮭﺎ‬
‫ﺟﺑر اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄداء ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ و ﺣﺑﺳﮫ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻧﺎﺳب ﻣﻘدار اﻟدﯾن ﯾﺣددھﺎ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﮫ‪.‬‬

‫ﻋﺑد اﻹﻟﮫ اﻟﻣﺳﺗﺎري ‪ :‬ﻣﻘﺎل ﺗﺣت ﻋﻧوان ظﮭﯾر ‪ 61/02/20‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗطﺑﯾق اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدﯾون اﻟﻣدﻧﯾﺔ و‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﯾﮫ ‪ ،‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن ھﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺑﻣراﻛش ‪ ،‬ﻋدد ‪ 40‬ص ‪.9‬‬

‫‪19‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺴﻄﺮة ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ وﺷﺮوطﮭﺎ‬

‫إن ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﻤﻤﺎطﻞ ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺗﻮﻓﺮ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط ﻟﻌﻞ أھﻤﮭﺎ ھﻮ ﺻﺪور ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻧﮭﺎﺋﻲ ﯾﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء‪ ،‬وذﻟﻚ‬
‫ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 645‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺴﻄﺮة اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﺬي ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‪ ،‬إﻻ إذا اﻛﺘﺴﺐ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻗﻮة اﻟﺸﻲء اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﮫ ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺮﺟﻮع‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻣﺘﻨﺎع اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﻤﺰﻣﻊ ﺗﻄﺒﯿﻖ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاه ﺿﺪه ﻋﻦ أداء‬
‫اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﮫ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺎ ﯾﺤﺠﺰ ﻟﺪﯾﮫ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﺸﺮع اﺷﺘﺮط أﻻ ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﻣﻮاﻧﻊ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ؛ ﻛﻤﺎﻧﻊ اﻟﺴﻦ أو وﺟﻮد رواﺑﻂ ﻋﺎﺋﻠﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺪاﺋﻦ واﻟﻤﺪﯾﻦ أو ﻋﺴﺮ ھﺬا اﻷﺧﯿﺮ ‪،‬‬
‫وأﺧﯿﺮا أن ﯾﻜﻮن اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻗﺪ ﺣﺪد ﻣﺪة اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‪ ،‬أو وﺟﻮد ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻗﻀﻰ‬
‫ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ ﻣﺪة اﻹﻛﺮاه‪.‬‬

‫وھﻜﺬا ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺘﻮﻓﺮ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﻓﺈن اﻟﺪاﺋﻦ ﯾﺘﻘﺪم ﺑﻄﻠﺐ إﻟﻰ اﻟﺴﯿﺪ وﻛﯿﻞ اﻟﻤﻠﻚ ﻟﺪى‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ اﻟﻤﺼﺪرة ﻟﻠﺤﻜﻢ وﯾﻜﻮن ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺤﻜﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ‬
‫وﺷﮭﺎدة اﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ووﺛﯿﻘﺔ ﺗﻔﯿﺪ ﺳﻠﻮك طﺮق اﻟﻄﻌﻦ اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﺷﮭﺎدة ﺑﻌﺪم اﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ ‪،‬‬
‫وﺑﻌﺪ ﺗﺄﻛﺪ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻣﻦ ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮوط ﺳﻠﻮك ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﯾﺼﺪر أﻣﺮه ﺑﺘﻄﺒﯿﻖ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاه ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬وﺗﻨﻔﺬ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﻤﻌﺎھﺪات اﻟﺪوﻟﯿﺔ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺻﺎدق اﻟﻤﻐﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺜﺎق اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‬
‫واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ‪32‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 3‬ﻣﺎي ‪ ، 1979‬واﻟﺘﻲ ﺟﺎءت اﻟﻤﺎدة ‪ 11‬ﻣﻨﮫ ﻟﺘﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" ﻻ ﯾﺠﻮز ﺳﺠﻦ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰام ﺗﻌﺎﻗﺪي"‬

‫‪32‬‬
‫ﻣﻌﺎھدة ﻧﯾوﯾورك ‪ 16‬دﺟﻧﺑر ‪ 1966‬اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻐرب ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 3‬ﻣﺎي ‪ ، 1979‬وﻧﺷرت‬
‫ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪ 3525‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 25‬ﻣﺎي ‪.1980‬‬

‫‪20‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺑﺮوز ﺟﺪل ﻓﻘﮭﻲ وﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﺸﺄن ﻣﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ‬
‫دﺧﻮل ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺴﻄﺮة اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪ ﺣﯿﺰ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء اﻟﻔﺼﻞ ‪ 635‬ﻣﻨﮭﺎ ﻟﯿﻨﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫"ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺬي ﯾﺪﻟﻲ ﻹﺛﺒﺎت ﻋﺴﺮه ﺑﺸﮭﺎدة‬
‫ﻋﻮز ﯾﺴﻠﻤﮭﺎ ﻟﮫ اﻟﻮاﻟﻲ أو اﻟﻌﺎﻣﻞ أو ﻣﻦ ﯾﻨﻮب ﻋﻨﮫ ‪ ،‬وﺑﺸﮭﺎدة ﻋﺪم اﻟﺨﻀﻮع ﻟﻠﻀﺮﯾﺒﺔ‬
‫ﺗﺴﻠﻤﮭﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﻤﻮطﻦ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﻋﻠﯿﮫ"‬

‫وﻗﺪ ﺗﺒﻨﻰ ﺑﺪوره اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ھﺬا اﻟﺒﻌﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ‬
‫ﺻﺪور ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺴﻄﺮة اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﺆﻛﺪ ذﻟﻚ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ‬
‫واﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯿﺜﯿﺎﺗﮫ أن‪ ":‬ﻣﺼﺎدﻗﺔ اﻟﻤﻐﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎھﺪة)اﻟﻌﮭﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻮق اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‬
‫واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ( ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ وﺳﺮﯾﺎن ﻣﻘﺘﻀﯿﺎﺗﮭﺎ داﺧﻞ اﻟﺘﺮاب اﻟﻮطﻨﻲ ﻟﻜﻮﻧﮭﺎ ﺗﻌﺒﯿﺮ‬
‫ﻣﻨﮫ ﻋﻦ إرادﺗﮫ‪ ،‬وﻗﻀﻰ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻨﻘﺾ اﻟﻘﺮار اﻹﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺑﺘﻄﺒﯿﻖ‬
‫‪33‬‬
‫ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﺑﺸﺄن دﯾﻦ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻜﺮاء‪.‬‬

‫وﻣﻨﮫ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﻨﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻤﺴﻚ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻷﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺑﺨﺮق ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت‬
‫اﻟﻤﺎدة ‪ 11‬ﻣﻦ ﻣﻌﺎھﺪة ﻧﯿﻮﯾﻮرك‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺄﻧﮫ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻷداء‪ ،‬ﻧﻈﺮا‬
‫ﻟﻜﻮن ھﺬه اﻟﻤﺎدة رﺑﻄﺖ ﺑﯿﻦ ﻋﺪم ﺟﻮاز ﺳﺠﻦ إﻧﺴﺎن وﺑﯿﻦ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰام‬
‫ﺗﻌﺎﻗﺪي‪ ،‬وأﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻷداء وﻟﻜﻨﮫ رﻓﺾ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﺈﻧﮫ ﺑﻼ ﺷﻚ‬
‫ﺳﺘﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺴﻄﺮة اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ﻗرار ﻋدد ‪ 3595‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2001-09-26‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪ ،99/3/1/2051‬أورده ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم‬
‫اﻟﺟوھري "إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق" ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون ﻋدد ‪154‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪ 141‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪21‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‬

‫اﻟﻔﺴﺦ ھﻮ ﺣﻖ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﻠﺰم ﻟﻠﺠﺎﻧﺒﯿﻦ إذا ﻟﻢ ﯾﻮف اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ‪ ،‬ﻓﻲ أن ﯾﻄﻠﺐ ﺣﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ﻛﻲ ﯾﺘﺤﻠﻞ ﺑﺪوره ﻣﻦ اﻟﺘﺰاﻣﮫ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﯾﺪﺧﻞ إﻟﻰ‬
‫ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﺠﺰاء اﻟﺬي ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪.‬‬

‫و ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﯾﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت و اﻟﻌﻘﻮد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫" إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ ﻛﺎن ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ إﺟﺒﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪،‬‬
‫ﻣﺎدام ﺗﻨﻔﯿﺬه ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ .‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺟﺎز ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﻄﻠﺐ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪ .‬و ﻟﮫ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ‪.‬‬

‫إذا أﺻﺒﺢ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ إﻻ ﻓﻲ ﺟﺰء ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﺟﺎز ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﻄﻠﺐ إﻣﺎ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﺰء اﻟﺬي ﻣﺎزال ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬و إﻣﺎ ﻓﺴﺨﮫ و ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ‪.‬‬

‫و ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺗﻄﺒﻖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻘﺮرة ﻓﻲ اﻷﺑﻮاب اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮد اﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫ﻻ ﯾﻘﻊ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬و إﻧﻤﺎ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺤﻜﻢ ﺑﮫ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‪".‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﯾﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 260‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" إذا اﺗﻔﻖ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻔﺴﺦ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﻓﺎء أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ وﻗﻊ‬
‫اﻟﻔﺴﺦ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻤﺠﺮد ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء"‬

‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎول ﺿﻤﻦ ھﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ أﻧﻮاع اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺨﯿﺎر اﻟﻤﻤﻨﻮح ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻟﺪراﺳﺔ اﻵﺛﺎر‬
‫اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﺴﺦ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬طﺮق اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬

‫إذا ﺗﺮاﺧﻰ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﺒﯿﻦ ﺟﺎز‬
‫ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪ اﻵﺧﺮ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو اﻟﻔﺴﺦ‪ ،‬واﻷﺻﻞ أن طﻠﺐ اﻟﻔﺴﺦ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‬

‫‪22‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﯾﻌﺪ طﻠﺒﺎ اﺣﺘﯿﺎطﯿﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺬي ﯾﻌﺪ اﻷﺻﻞ‪ ،34‬وھﻮ ﻻ ﯾﻘﻊ إﻻ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫إذا ﺗﻮاﻓﺮت ﺷﺮوطﮫ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻤﺸﺮع ﻗﺪ أﺟﺎز ﻟﻸطﺮاف‬
‫‪35‬‬
‫اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻔﺴﺦ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‪.‬‬

‫وھﻜﺬا ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺮق أوﻻ ﻟﻄﺮق اﻟﻔﺴﺦ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﺗﻜﻮن اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺨﯿﺎر اﻟﻤﻤﻨﻮح ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪:‬طﺮق اﻟﻔﺴﺦ‬

‫اﻷﺻﻞ أن اﻟﻔﺴﺦ ﯾﻜﻮن ﻗﻀﺎﺋﯿﺎ)أوﻻ(‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﯾﻤﻨﻊ اﻷطﺮاف ﻣﻦ اﻹﺗﻔﺎق‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺴﺦ ﻓﻨﻜﻮن أﻣﺎم اﻟﻔﺴﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ)ﺛﺎﻧﯿﺎ(‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻔﺴﺦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬

‫ﻋﻨﺪ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻜﻮن اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻤﺎطﻞ أﺣﺪ طﺮﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ‬
‫واردا‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﯾﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ اﻟﻤﺘﻀﺮر ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﺮاﺧﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﺤﻠﻞ ھﻮ‬
‫اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ‪ ،‬وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻔﺴﺦ ﯾﻤﻨﺢ اﻟﺪاﺋﻦ وﺳﯿﻠﺔ ﻟﻠﻀﻐﻂ وﻟﻀﻤﺎن ﺣﻘﻮﻗﮫ‬
‫‪36‬‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻔﺴﺦ ﯾﻌﯿﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪.‬‬

‫وﯾﺸﺘﺮط ﻓﻲ اﻟﺪاﺋﻦ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﻟﻠﺠﺎﻧﺒﯿﻦ‪ ،‬وﯾﺨﻞ‬
‫اﻟﻄﺮف اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ ﻣﻊ أن طﺎﻟﺐ اﻟﻔﺴﺦ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ أو ﻋﻠﻰ‬

‫‪ 34‬ھذا ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 259‬ﻣن ق‪.‬ل‪.‬ع واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" إذا ﻛﺎن اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطل ﻛﺎن ﻟﻠداﺋن اﻟﺣق ﻓﻲ إﺟﺑﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام‪ ،‬ﻣﺎدام ﺗﻧﻔﯾذه ﻣﻣﻛﻧﺎ‪ .‬ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛن‬
‫ﻣﻣﻛﻧﺎ ﺟﺎز ﻟﻠداﺋن أن ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد‪ .‬و ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن"‬

‫‪ 35‬ﻛﻣﺎ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 260‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" إذا اﺗﻔق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘد ﯾﻔﺳﺦ ﻋﻧد ﻋدم وﻓﺎء أﺣدھﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ وﻗﻊ اﻟﻔﺳﺦ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺟرد ﻋدم‬
‫اﻟوﻓﺎء"‬
‫‪36‬‬
‫ﺷﻛﯾب ﺻﺑﺎر"اﻟﺗﻣﺎطل اﻹرادي ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ " ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎرة ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻋدد ‪ 4‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﯾوﻧﯾو ‪ ، 2013‬ص ‪.36‬‬

‫‪23‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻷﻗﻞ أﺑﺪى اﺳﺘﻌﺪاده ﻟﺘﻨﻔﯿﺬھﺎ‪ ،‬وأن ﯾﻜﻮن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن إرﺟﺎع اﻟﺤﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ ‪،‬‬
‫وأﺳﺎﺳﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ وﻟﻜﻦ ﺷﺮط أﻻ ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺘﺨﻠﻒ ﺑﻔﻌﻞ‬
‫‪37‬‬
‫ﺳﺒﺐ أﺟﻨﺒﻲ ﺧﺎرج ﻋﻦ إرادة اﻟﻤﻤﺎطﻞ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھﺬا ﻓﺎﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﯾﻨﻔﺴﺦ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻤﺠﺮد ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﻤﺎ‬
‫إﻟﻰ أن ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﻔﺴﺨﮫ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻔﺴﺦ وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪89‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد واﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮭﺎ إﻻ إذا طﻠﺒﮫ‬
‫اﻟﺪاﺋﻦ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﮭﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﺣﺴﺐ درﺟﺔ اﻗﺘﻨﺎﻋﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻓﻘﺪ ﺗﺮى أن‬
‫ﻣﺎ ﻧﻔﺬ ﻗﻠﯿﻞ اﻷھﻤﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﯿﺬه‪ ،‬أو أن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺔ وﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ إذا‬
‫‪38‬‬
‫ﻣﻨﺤﺖ ﻟﮫ ﻣﮭﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ طﺎﻟﻤﺎ أن ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻠﺤﻖ ﺿﺮرا ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ‪.‬‬

‫وھﺬا ﻣﺎ أﺧﺬ ﺑﮫ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﺜﻼ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻮل ‪ 645‬و ‪ 651‬و ‪660‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺸﺮع ﻣﻨﺢ ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺤﻖ ﻓﻲ طﻠﺐ‬
‫اﻟﻔﺴﺦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن اﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﻛﺒﯿﺮ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻜﻲ ﯾﻘﺪر ﻣﺪى‬
‫ﺟﺴﺎﻣﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت أن ﯾﻌﺘﺪ ﺑﻜﻤﯿﺔ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻀﺖ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ‬
‫اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻮﺿﻮع طﻠﺐ اﻟﻔﺴﺦ وھﻲ ﺿﻮاﺑﻂ وﻗﻮاﻋﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫‪39‬‬
‫ھﺪﯾﮭﺎ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ أو ﺑﺮﻓﻀﮫ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2009-10-14‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫أﻣﯾﻧﺔ ﻣرﯾزﯾق"اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﻣدﻧﻲ" اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ 2003-2002‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻣراﻛش‪ ،‬ص ‪ 14‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫ﺗوﻓﯾق ﺣﺳن ﻓرج" اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام" اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪ ، 1988‬ﺑﯾروت‪ ،‬ص‬
‫‪.332‬‬
‫‪ 39‬أﻣﯾﻧﺔ ﻣرﯾزﯾق‪ ،‬اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد" اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ص ‪ 68‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪24‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫" ﺑﻤﺎ أﻧﮫ ﻟﻢ ﺛﺒﺖ أن ﻋﻘﺪ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان‬
‫وﺣﺪد أﺟﻼ ﻟﻠﻮﻓﺎء ﺑﮭﺎ‪ ،‬وأﻧﮫ إذا ﻟﻢ ﯾﺘﺤﻘﻖ اﻟﺒﯿﻊ ﺧﻼل ھﺬا اﻷﺟﻞ ﻷي ﺳﺒﺐ ﻛﺎن‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫اﻟﻮاﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ﯾﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻤﻮﻋﻮد ﻟﮫ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ‪ ،‬وﯾﺴﺘﺮد ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﻣﻠﻜﮫ‪،‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﻔﺴﺦ ﻋﻘﺪ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ﺑﻌﺪ أن ﺛﺒﺖ ﻟﮭﺎ أن اﻟﻤﻮﻋﻮد ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ﻟﻢ‬
‫ﯾﺆدي اﻟﻤﺘﺒﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ ﺧﻼل اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﻌﺮﺿﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻋﺪ طﺒﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﻜﯿﻔﯿﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬ﻣﻌﺘﺒﺮة أن أداء اﻟﺜﻤﻦ ﺧﺎرج اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻏﯿﺮ‬
‫‪40‬‬
‫ﻣﻨﺘﺞ ﻷي أﺛﺮ‪ ،‬ﺗﻜﻮن ﻗﺪ طﺒﻘﺖ ﻣﺒﺪأ" اﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﯾﻌﺔ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‪"".‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬اﻟﻔﺴﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 260‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" إذا اﺗﻔﻖ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻔﺴﺦ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﻓﺎء أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ وﻗﻊ‬
‫اﻟﻔﺴﺦ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻤﺠﺮد ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء"‬

‫اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﯾﺘﺒﯿﻦ أن إذا اﺗﻔﻖ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻔﺴﻮﺧﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮫ دون اﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﺎﺋﻲ إذا ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻨﮫ‪،‬‬
‫وﯾﻄﻠﻖ اﻟﻔﻘﮫ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺸﺮط؛ اﻟﺸﺮط اﻟﻔﺎﺳﺦ اﻟﺼﺮﯾﺢ" ﻓﮭﻮ ﯾﻘﻊ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﯾﻘﺮه‬
‫ھﺬا اﻹﺗﻔﺎق‪ ،41‬ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺸﺮط ﻛﻮﺻﻒ ﻣﻦ أوﺻﺎف اﻻﻟﺘﺰام اﻟﺬي ﯾﻜﻮن‬
‫زواﻟﮫ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪوث أﻣﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﺆﻛﺪ اﻟﻮﻗﻮع دون أن ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﺼﺮف اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫وﻻ ﺑﺈرادة اﻟﺪاﺋﻦ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-03-15‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫ﻗرار ﻋدد ‪ 3562‬ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،2009-10-14‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد‬
‫‪ ، 2008/5/1/273‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد ‪ ،74‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2012‬ص ‪.144‬‬
‫‪41‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻده" ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ" درا اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ،1974‬ص‬
‫‪ 591‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪25‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫"إن اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻘﺪ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ﻻﻏﯿﺎ و ﻛﺄن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻮ ﻓﻲ ﺣﻘﯿﻘﺘﮫ‬
‫ﺷﺮط ﻓﺎﺳﺦ ﺻﺮﯾﺢ ﯾﻔﺴﺦ ﺑﮫ اﻟﻮﻋﺪ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮫ دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻧﺬار ﻋﻨﺪ‬
‫ﺗﺨﻠﻒ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻋﻦ أداء ﺛﻤﻦ اﻟﺒﯿﻊ ﻓﻲ أﺟﻞ ﻣﺤﺪد و ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬و ھﻮ ﻏﯿﺮ اﻟﺸﺮط‬
‫اﻹرادي اﻟﻔﺎﺳﺦ اﻟﻤﻨﻈﻢ ﺑﺎﻟﻔﺼﻮل ‪ 112‬و ‪ 113‬و ‪ 114‬ﻣﻦ ق ل ع اﻟﺬي ﯾﻜﻮن أﯾﻀﺎ‬
‫ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺗﺮاﺿﻲ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ‪ ،‬و ﯾﻨﺘﺞ ﻟﻤﻦ اﺣﺘﻔﻆ ﻟﻨﻔﺴﮫ ﺑﺤﻖ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ أن ﯾﺼﺮح ﺧﻼل أﺟﻞ‬
‫ﻣﺤﺪد ﺑﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺮﯾﺪ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ أو ﻓﺴﺨﮫ‪ ،‬و إذا ﺗﻮاﻧﻰ ﻋﻦ ذﻟﻚ و اﻧﻘﻀﻰ اﻷﺟﻞ‬
‫أﺻﺒﺢ اﻟﻌﻘﺪ ﻧﮭﺎﺋﯿﺎ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ وﻗﺖ إﺑﺮاﻣﮫ‪ ،‬و اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﻀﺖ ﺑﺈﺗﻤﺎم إﺟﺮاءات اﻟﺒﯿﻊ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﺼﻞ ‪ 114‬اﻟﻤﺬﻛﻮر ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن إرادة اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﺣﺴﺐ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻮﻋﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ اﺗﺠﮭﺖ إﻟﻰ اﻧﻔﺴﺎﺧﮫ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن إذا ﻟﻢ ﯾﺤﺼﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻋﻠﻰ ﻗﺮض ﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﺸﺮاء‬
‫ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻷﻗﺼﻰ اﻟﻤﺤﺪد ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﮭﻤﺎ و دون إﻋﻄﺎء اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺧﯿﺎر ﻓﺴﺨﮫ‪ ،‬ﺗﻜﻮن‬
‫‪42‬‬
‫أﺳﺎءت ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﻋﺮﺿﺖ ﻗﺮارھﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ‪".‬‬

‫وﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻟﺸﺮط ﺗﺘﻮﯾﺠﺎ ﻟﻤﺒﺪأ ﺳﻠﻄﺎن اﻹرادة‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ رﻓﻊ دﻋﻮى‬
‫اﻟﻔﺴﺦ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺗﻔﺎق اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺘﻢ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﻤﺠﺮد ﻋﺪم‬
‫اﻟﻮﻓﺎء‪ ،‬وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﺎزﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ وﺟﻮد اﻹﺗﻔﺎق‪ ،‬أو أﻧﮫ ادﻋﻰ‬
‫اﻟﻮﻓﺎء؛ ﻓﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد اﺗﻔﺎق ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ وﺗﺨﻠﻒ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫‪43‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﺄﻛﺪت ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﺣﻜﻤﮭﺎ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻟﻠﻔﺴﺦ ﻻ ﻣﻨﺸﺄ ﻟﮫ‪.‬‬

‫وھﺬا ﻣﺎ ﺳﺎر ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﯾﺦ‬
‫‪ 2007-03-07‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫ﻗرار ﻋدد ‪ 1192‬ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2011/3/15‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد‬
‫‪ 2009/7/1/4765‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺳﻧﺔ ‪ 2011‬اﻟﻌدد ‪ 73‬ص ‪.106‬‬
‫‪43‬‬
‫أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري" اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول " دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎھرة‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ ،1970‬ص ‪.703‬‬

‫‪26‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫"إذا اﺗﻔﻖ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻔﺴﺦ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﻓﺎء أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ وﻗﻊ‬
‫اﻟﻔﺴﺦ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻤﺠﺮد ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻔﯿﺪ أﻧﮫ ﺑﻤﺠﺮد ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺸﺮط اﻟﻔﺎﺳﺦ ﺑﻌﺪم وﻓﺎء‬
‫أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ودوﻧﻤﺎ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺷﻌﺎر‪ ،‬وﯾﻘﺘﺼﺮ‬
‫دور اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺘﺤﻘﻖ اﻟﺸﺮط‬
‫‪44‬‬
‫اﻟﻔﺎﺳﺦ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ‪".‬‬

‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار آﺧﺮ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2013-02-26‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﻋﻤﻼ ﺑﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 260‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ إذا اﺗﻔﻖ‬
‫اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻔﺴﺦ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﻓﺎء أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ‪ ،‬وﻗﻊ اﻟﻔﺴﺦ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫‪45‬‬
‫ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﻓﺎء أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام‪".‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬

‫ﺳﻨﺘﻄﺮق ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬه اﻟﻔﻘﺮة ﻟﻠﺨﯿﺎر اﻟﻤﻤﻨﻮح ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ إذا‬
‫ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ)أوﻻ( وﻛﺬا ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮭﺎ اﻷﻣﺮ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ‬
‫اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ)ﺛﺎﻧﯿﺎ(‪,‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺧﯿﺎر اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺴﺦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬

‫ﯾﻌﺘﺒﺮ طﻠﺐ اﻟﻔﺴﺦ ذو طﺎﺑﻊ اﺣﺘﯿﺎطﻲ‪ ،‬ذﻟﻚ أن اﻟﺪاﺋﻦ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ أن ﯾﺠﺒﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﺎ دام ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا أﺟﺎز ﻟﮫ اﻟﻤﺸﺮع أن ﯾﻄﻠﺐ‬
‫اﻟﻔﺴﺦ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ذﻟﻚ إﻻ ﺑﺼﻔﺔ اﺣﺘﯿﺎطﯿﺔ إذا ﻗﺪر ﻋﺪم ﺟﺪوى اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس ﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2007-03-07‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 285‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﺗﺟﺎري ﻋدد ‪04/140‬‬
‫ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ ، 68‬ص ‪ 187‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2013-02-26‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 13/7/75‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد‬
‫‪ ،2012/7/1/883‬ﻏﯾر ﻣﻧﺷور‪.‬‬

‫‪27‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻓﺒﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻧﺠﺪ أﻧﮫ ﻗﺪ‬
‫ﻋﺮض ﻟﺤﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻟﻢ ﺗﻨﺺ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﯿﺎر اﻟﺪاﺋﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﯿﻦ إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﺪ وﺑﯿﻦ ﻓﺴﺨﮫ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺧﻮﻟﺖ ﻟﮫ اﻹﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ ظﻞ ھﺬه‬
‫‪46‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺻﯿﻐﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻷوﻟﻮﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﯿﺐ اﻷﺣﻜﺎم وﻟﯿﺲ اﻟﺨﯿﺎر‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮭﺎ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻏﯿﺮ‬
‫ﻣﻤﻜﻦ إﻻ ﻓﻲ ﺟﺰء ﻣﻨﮫ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮع ﻗﺪ ﺧﻮل ﻟﻠﺪاﺋﻦ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ طﻠﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﺠﺰﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪ ،‬أو اﺳﺘﻌﻤﺎل دﻋﻮى اﻟﻔﺴﺦ ‪ ،‬إذا ﻛﺎن اﻟﺤﻞ اﻷول ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﮫ‪ ،‬ﻓﮭﺬه‬
‫‪47‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻷوﻟﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺨﯿﺎر‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻨﺠﺪ أن ھﻨﺎك ﺗﻮﺟﮭﯿﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﯿﻦ‪ ،‬اﻷول ذھﺐ إﻟﻰ‬
‫ﺳﻠﺐ ﺣﻖ اﻟﺨﯿﺎر ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﺑﺤﯿﺚ ﻟﻢ ﯾﺠﻌﻞ ﻟﮫ ﺳﻮى ﺣﻖ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﺗﻤﺎم اﻟﻌﻘﺪ وإﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻣﺎ دام ھﺬا اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﺨﻮل ﻟﮫ ﺣﻖ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺼﺒﺢ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ أو ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﺰء ﻣﻨﮫ ﻓﻘﻂ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 1983-05-25‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫‪ 46‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري"ﺗﺄﻣﻼت ﺑﺧﺻوص أھم اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣظﯾت ﺑﺎھﺗﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﻔﺳﺦ واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 234‬و ‪ 259‬ﻣن ق‪.‬ل‪.‬ع" ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور‬
‫ﺿﻣن أﺷﻐﺎل ﻧدوة اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ 19/18‬دﺟﻧﺑر ‪ ،1917‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ‬
‫اﻟرﺑﺎط‪ ،1999 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 47‬أﻣﯾﻧﺔ ﻣرﯾزﯾق‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪28‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫"ﺣﺴﺐ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻓﺈن طﻠﺐ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫اﻟﻨﻈﺮ ﻓﯿﮫ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﯾﻔﺸﻞ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻓﻲ إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻣﺎ دام أن ﺗﻨﻔﯿﺬه‬
‫‪48‬‬
‫ﻣﻤﻜﻨﺎ‪".‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣﺪ ﻗﺮاراﺗﮫ أﯾﻀﺎ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2003-10-22‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﯾﺤﻖ ﻟﻠﺪاﺋﻦ إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ‪ ،‬وﻟﯿﺲ ﻟﮫ ﻓﻲ‬
‫ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ‪ ،‬واﻟﻔﺴﺦ ﻻ ﯾﻘﻊ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن وإﻧﻤﺎ‬
‫ﯾﺠﺐ أن ﺗﺤﻜﻢ ﺑﮫ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﺑﻔﺴﺦ‬
‫اﻟﺒﯿﻊ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ﺑﻤﺠﺮد ﻋﺪم أداء اﻟﻤﺸﺘﺮي اﻟﺜﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ودون ﺣﻜﻢ ﻣﻦ‬
‫‪49‬‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‪".‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺬھﺐ إﻟﻰ إﻋﻄﺎء ﺣﻖ اﻟﺨﯿﺎر ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﻓﻲ طﻠﺐ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺣﺘﻰ‬
‫وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺨﯿﺎر ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﻟﻜﻲ ﯾﺤﺮك أي اﻟﺪﻋﻮﯾﯿﻦ ﺷﺎء‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫‪50‬‬
‫أﺧﺬ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻨﺬ اﻟﺴﺘﯿﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 1981-02-25‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻄﻞ ﻛﺎن ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ إﺟﺒﺎره ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‬
‫أو اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ﻟﻠﺪاﺋﻦ ھﺬا اﻟﺨﯿﺎر ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﻻ‬
‫‪51‬‬
‫زال ﻣﻤﻜﻨﺎ‪".‬‬

‫‪48‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1983-05-25‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ ، 1036‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة ﻋدد‬
‫‪ 26‬ص ‪ 61‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2003-10-22‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 3022‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد‬
‫‪ ، 04/3476‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ ، 62‬ص ‪ 27‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 17‬ﻧوﻧﺑر ‪ ، 1964‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗرارات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ‪-1962‬‬
‫‪ ، 1965‬أورده أﺣﻣد اﻟدراري " اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ واﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ" اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.84‬‬

‫‪29‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﻧﻔﺲ اﻟﺸﻲء أﻗﺮه اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﮫ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2009-11-16‬ﺟﺎء ﻓﯿﮫ‪:‬‬

‫" واﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺻﺮﺣﺖ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯿﻠﮭﺎ أﻧﮫ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻄﻞ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﻤﺠﺮد ﺣﻠﻮل‬
‫اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺤﺪد ﻓﻲ اﻻﻟﺘﺰام ﺣﺴﺐ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 255‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻮاﺟﺐ‬
‫اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ﻻ ﺗﺠﯿﺰ ﻟﻠﺪاﺋﻦ طﺎﻟﺐ اﻟﻔﺴﺦ إﻻ إذا أﺻﺒﺢ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ ورﺗﺒﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫ذﻟﻚ رد اﻟﻔﺴﺦ وﻗﻀﺖ ﺑﺈﺗﻤﺎم إﺟﺮاءات اﻟﺒﯿﻊ‪ ،‬ﺗﻜﻮن ﻗﺪ أﺳﺎءت ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻤﺤﺘﺞ‬
‫‪52‬‬
‫ﺑﮭﺎ وﻋﺮﺿﺖ ﻗﺮارھﺎ ﻟﻠﻨﻘﺾ‪".‬‬

‫وﻓﻲ ﻗﺮار آﺧﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 10‬ﻣﺎي ‪ 2011‬ﺟﺎء ﻓﯿﮫ‪:‬‬

‫"أداء اﻟﻤﻮﻋﻮد ﻟﮫ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺜﻤﻦ ﺧﺎرج اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﻻ ﯾﻨﻔﻲ ﻋﻨﮫ اﻟﺘﻤﺎطﻞ‪،‬‬
‫واﻟﺬي ﯾﺨﻮل اﻟﻮاﻋﺪ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺮاﺑﻂ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻛﻮن‬
‫‪53‬‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬه ﻣﻤﻜﻨﺎ أو ﻣﺴﺘﺤﯿﻼ‪".‬‬

‫وﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﮫ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺄن أن ھﺬا اﻟﺘﻮﺟﮫ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺬي اﺗﺨﺬه اﻟﻤﺠﻠﺲ‬
‫اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ,‬ﻣﺎ ھﻮ إﻻ اﻧﻌﻜﺎس ﻟﻠﺘﻮﺟﮫ اﻟﻌﺎم ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﺑﺨﺼﻮص‬
‫ﺗﻔﺴﯿﺮھﺎ ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة ‪ 1184‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ,‬اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺻﯿﺎﻏﺘﮭﺎ ﻣﻊ ﻧﺺ اﻟﻔﻘﺮة‬
‫اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﯾﺸﯿﺮ إﻟﻰ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺨﯿﺎر ﻣﺒﺎﺷﺮة‬
‫و ﻟﻢ ﯾﻤﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﺣﺎﻻت اﻹﺧﻼل اﻟﻜﻠﻲ أو اﻟﺠﺰﺋﻲ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام‪ .‬اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻣﻜﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ‬

‫‪51‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1981-02-25‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 129‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪73442‬‬
‫ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 42‬و ‪ ، 43‬ص ‪ 17‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺗﺣت ﻋدد ‪ 4115‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ، 2009-11-16‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد‬
‫‪ ،2008/2744‬ﻣﻧﺷور ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻋدد ﻣزدوج ‪ 129-128‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 2010‬ص ‪.182‬‬
‫‪ 53‬ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋدد ‪ 2203‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2011-05-10‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪2009/7/1/2900‬‬
‫‪ ،‬ﻏﯾر ﻣﻧﺷور‪.‬‬

‫‪30‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻮل ﻓﻜﺮة اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ دﻋﻮى اﻟﻔﺴﺦ و دﻋﻮى إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ‬
‫‪55.1184‬‬ ‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ 54‬إﻋﻤﺎﻻ ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة‬

‫و ﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﻣﺴﻮغ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‪ ,‬ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ إﻗﺮار اﻟﻔﺴﺦ ﻣﻦ‬
‫ﻋﺪﻣﮫ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﻣﻮر اﻟﻮاﻗﻊ‪ ,‬و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻘﻀﺎة‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‪ .‬ﺑﺤﯿﺚ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ إﺟﺒﺎرھﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮك ھﺬا اﻟﻄﺮﯾﻖ أو ذاك‪ 56.‬وﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر‬
‫ﯾﺆﻛﺪ اﻟﻔﻘﯿﮫ اﻟﺴﻨﮭﻮري أﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻣﺤﺘﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﺑﻞ إﻧﮫ ﻟﮫ ﻓﻲ ذﻟﻚ‬
‫ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻓﮭﻮ ﻗﺪ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ إذا رأى اﻟﻈﺮوف ﺗﺒﺮر ذﻟﻚ وﻗﺪ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﮫ و ﯾﻌﻄﻲ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻣﮭﻠﺔ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻛﻤﺎ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ أن ﯾﺮﻓﺾ اﻟﻔﺴﺦ إذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻮف ﺑﮫ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﻗﻠﯿﻞ اﻷھﻤﯿﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺘﮫ‪ ، 57‬وھﻮ ﻧﻔﺲ ﺗﻮﺟﮫ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﺸﺒﻮر‬
‫واﻟﺬي اﻋﺘﺒﺮ ﺑﺄن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻔﺴﺦ ﺑﻞ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ‬
‫‪58‬‬
‫واﺳﻌﺔ وﻻ رﻗﺎﺑﺔ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﯿﮭﺎ إﻻ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺘﻌﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫وﻧﻌﺘﻘﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮرﻧﺎ أن ﻛﻼ اﻟﺘﻮﺟﮭﯿﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﯿﻦ ﻟﮭﻤﺎ ﻣﺎ ﯾﺒﺮرھﻤﺎ ﻧﻈﺮا ﻟﻐﻤﻮض‬

‫ﻋﺒﺎرة ﻧﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 259‬واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻛﻼ اﻟﺘﻮﺟﮭﯿﻦ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺢ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻘﺪم اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﻄﻠﺒﮫ اﻟﺮاﻣﻲ إﻟﻰ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻄﻞ‬

‫‪54‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري‪",‬وﺟﮭﺔ ﻧظر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌﻣق ﺑﯾن اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﺿﺎء‪ ,‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ‬
‫اﻟرﺑﺎط‪ ,‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ , 2010‬ص ‪.238‬‬
‫‪55‬‬
‫‪Dans se cas le contrat n’est point résolu de plein droit la partie en vers‬‬
‫‪laquelle l’engagement n’ a point été de la choix ou e forcer l’autre à l’exécution‬‬
‫‪de la convention lorsqu’elle est possible ou d’en demander la résolution avec‬‬
‫‪dommages-intérêts.‬‬
‫‪56‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري" وﺟﮭﺔ ﻧظر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌﻣق ﺑﯾن اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪,‬‬
‫ص ‪.239‬‬
‫‪57‬ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري‪ ,‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ,‬ص ‪.799‬‬
‫‪ 58‬ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور" رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪ "،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة اﻟدار‬
‫اﻟﺑﯾﺿﺎء ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ، 2011‬ص ‪.65‬‬

‫‪31‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﺒﯿﻦ ﻟﮫ أﻧﮫ ﻣﺎزال ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬أو أن اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ ﺟﺰء ﻣﮭﻢ ﻣﻦ‬
‫اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﻖ ﻟﮫ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺣﻖ اﻟﺨﯿﺎر واﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﺑﻞ ﻻﺑﺪ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻠﻮك ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﻤﺎطﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ھﻮ ﺑﻔﻌﻞ ﺗﮭﻮره‬
‫أو ﺧﻄﺄه أو ﺳﻮء ﻧﯿﺘﮫ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﺪاﺋﻦ ﻗﺪ ﻧﻔﺬ اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ اﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ طﺒﻘﺎ‬
‫ﻟﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 234‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،59‬ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺨﺎﻟﺔ ﻟﮫ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺣﻖ‬
‫اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ‪ ،‬أو أن ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ وﻟﻮ أﻧﮫ ﻣﺎزال ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬ﺧﯿﺎر اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺴﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫إذا ﻛﺎن اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﯾﻄﺮح إﺷﻜﺎﻻ وﯾﻌﺮف اﻧﻘﺴﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺟﮫ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﺈن إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬ إﻧﻤﺎ ﺗﻄﺮح ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺴﺦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬أﻣﺎ‬
‫اﻟﻔﺴﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﻖ ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ إﯾﻘﺎع اﻟﻔﺴﺦ أو ﺳﻠﻮك دﻋﻮى اﻹﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﺮط اﻟﺼﺮﯾﺦ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ أن ﯾﺤﺮم اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺤﻖ ﻓﻲ طﻠﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ إﯾﻘﺎع اﻟﻔﺴﺦ‪ ،‬وإﻻ ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻜﺲ ﻓﻸﻣﺮ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﻣﺘﺤﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺎذ اﻟﻌﻘﺪ أو زواﻟﮫ وﻟﯿﺲ ھﺬا ھﻮ اﻟﻤﺒﺘﻐﻰ اﻟﻤﻨﺸﻮد ﻣﻦ وﺿﻊ اﻟﺸﺮط اﻟﻤﺬﻛﻮر‪.‬‬

‫وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﻖ ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ دون أن ﯾﻄﺎﻟﺐ أوﻻ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام وﻟﻮ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬ﺗﻔﻌﯿﻼ ﻟﻠﺸﺮط اﻟﺼﺮﯾﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ واﻟﺬي ﻗﻀﻰ ﺑﻤﻨﺢ‬

‫‪ 59‬ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2012-10-16‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 234‬ﻣن ق‪.‬ل‪.‬ع ﺑﺄﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد أن ﯾﺑﺎﺷر اﻟدﻋوى اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻻﻟﺗزام إﻻ إذا أﺛﺑت أﻧﮫ أدى أو‬
‫ﻋرض أن ﯾؤدي ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﻓﺈن ﻣﺎ ﺗﻌﻧﯾﮫ ھذه اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ھو أن ﯾﻌرض اﻟدﯾن اﻟﻣﻠزم ﺑﮫ ﻋرﺿﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ‪ ،‬وﯾﺑرأ‬
‫ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﻣﺟرد إﯾداﻋﮫ ﺑﺻﻧدوق اﻷﻣﺎﻧﺎت اﻟذي ﺗﻌﯾﻧﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل ‪ 275‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون‪".‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2012-10-16‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ ،4543‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 11/7/1/1316‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻋدد ‪، 143‬أورده ﻣﺣﻣد ﺑﻔﻘﯾر" ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود واﻟﻌﻣل‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب اﻷول‪ ،‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑوﺟﮫ ﻋﺎم" ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.225‬‬

‫‪32‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﻗﯿﺎم اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ‬
‫اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2013-02-26‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫"ﻋﻤﻼ ﺑﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ ‪ 260‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻓﺈﻧﮫ إذا اﺗﻔﻖ‬
‫اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻋﻠﻲ أن اﻟﻌﻘﺪ ﯾﻔﺴﺦ ﻋﻤﺪ ﻋﺪم وﻓﺎء أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ‪ ،‬وﻗﻊ اﻟﻔﺴﺦ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫‪60‬‬
‫ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﻓﺎء أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام‪".‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬آﺛﺎر ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‬

‫ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ اﻟﻔﺴﺦ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻗﻀﺎﺋﯿﺎ أو ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻹطﺮاف ﻟﺜﺒﻮت ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫اﻧﺤﻼل اﻟﻌﻘﺪ ورﺟﻮع اﻷطﺮاف إﻟﻰ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،61‬ﻣﻊ ﺣﻤﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﻐﯿﺮ ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺔ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﯾﺘﻌﺬر اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻮﺿﻌﯿﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ھﻼك ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻘﺪ أو ﺻﻌﻮﺑﺔ رده ﻟﻠﻤﺎﻟﻚ إﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ‬
‫‪62‬‬
‫اﻷﺳﺒﺎب‪.‬‬

‫وﺑﻤﺎ أن اﻵﺛﺎر اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻟﯿﺴﺖ‬
‫ھﻲ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ اﻟﻐﯿﺮ‪ ،‬ﻣﻤﺎ وﺟﺐ ﻣﻌﮫ أن ﻧﺒﯿﻦ أوﻻ آﺛﺎر ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ)اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ(‪ ،‬ﺛﻢ آﺛﺎر ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﯿﺮ)اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ(‪.‬‬

‫‪ 60‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2013-02-26‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 2013/7/75‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد‬
‫‪ ، 2012/7/1/883‬ﻏﯾر ﻣﻧﺷور‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﺣق ﺻﺎﻓﻲ"اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول اﻟﻣﺻدر اﻹرادي ﻟﻼﻟﺗزام‪ ،‬اﻟﻌﻘد‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬آﺛﺎر اﻟﻌﻘد"‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟرﺑﺎط‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ، 2007‬ص ‪.311‬‬
‫‪62‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري" اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ‬
‫ﻣﺑﺎدﺋﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣظﺎھرھﺎ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﻓﺿﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ‪ ،1995‬ص ‪.266‬‬

‫‪33‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬آﺛﺎر اﻟﻔﺴﺦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‬

‫إذا ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻛﺄن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ‪ ،‬وﯾﺘﻌﯿﻦ إﻋﺎدة اﻟﺤﺎل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ ﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪ ،‬وأﺛﺮ ھﺬا اﻟﻔﺴﺦ ﻻ ﯾﺴﺮي ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﯾﻤﺘﺪ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﺮف ﺑﻤﺒﺪأ رﺟﻌﯿﺔ آﺛﺎر اﻟﻔﺴﺦ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن زوال اﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ إﻋﺎدة اﻷطﺮاف إﻟﻰ وﺿﻌﯿﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪.‬‬

‫ﻓﺈذا اﺳﺘﺤﺎل ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻘﯿﻤﺔ‬
‫اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﺗﻌﺬر اﺳﺘﺮداده‪ ،‬وﺗﻤﺘﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺷﺮط أن ﯾﻜﻮن اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ‬
‫واﻟﺘﻘﻮﯾﻢ ﻣﺒﻨﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ واﻟﻤﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻤﻤﯿﺰة ﻟﻠﺸﻲء أﺛﻨﺎء إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ وﻟﯿﺲ ﻋﻨﺪ‬
‫‪63‬‬
‫إﺻﺪار اﻟﺤﻜﻢ‪.‬‬

‫ﻏﯿﺮ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮا؛ أي ﯾﻜﻮن ﻓﯿﮫ ﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺰﻣﻦ دورا ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﯿﺎﻣﮫ‬
‫ﻛﻌﻘﺪ اﻟﻜﺮاء‪ ،‬ﻓﺈن أﺛﺮ اﻟﻔﺴﺦ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻌﻮد ﺑﺄﺛﺮ رﺟﻌﻲ‪ ،‬وﺗﻈﻞ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫‪64‬‬
‫ﻓﺴﺨﮫ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻓﻲ ظﻠﮭﺎ ﻣﻦ آﺛﺎر ﺻﺤﯿﺤﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻌﺪ ﺣﻘﺎ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎ ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ اﻟﻤﻤﺎطﻞ‪.‬‬

‫وإذا ﺗﻢ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﺈن ﻛﻞ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ‬
‫ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﻄﻠﺐ ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ ﻋﻤﺎ أﻟﻢ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺿﺮر ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺴﺦ‬
‫اﻟﻌﻘﺪ طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪ ،‬ﺣﯿﺚ أﺟﺎز ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ طﻠﺐ‬
‫‪65‬‬
‫اﻟﻔﺴﺦ وطﻠﺐ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪.‬‬

‫‪ 63‬أﺣﻣد اﻟدراري " اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ واﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 64‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري" اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪ 65‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي‪ ،‬آﺛﺎر ﻣطل اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود اﻟﻣﻐرﺑﻲ" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧون واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،1999-1998‬ص ‪.66‬‬

‫‪34‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬آﺛﺎر اﻟﻔﺴﺦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﯿﺮ‬

‫ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ اﻟﻔﺴﺦ ﺣﻞ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺄﺛﺮ رﺟﻌﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﯿﺮ ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬وﯾﺆدي إﻟﻰ‬
‫زوال اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ ھﺬا اﻟﻐﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻲء‪ ،‬وﻣﺜﺎﻟﮫ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻗﺪ ﺗﺼﺮف‬
‫ﻓﻲ اﻟﺸﻲء إﻟﻰ ﻣﺸﺘﺮﯾﺎن‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸﺘﺮي ﺗﻌﺎد اﻷﻣﻮر إﻟﻰ ﻣﺎ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺮد اﻟﻤﺸﺘﺮي اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺸﻲء ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻘﺪ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺘﺮي اﻷول وﯾﺮده ھﺬا‬
‫‪66‬‬
‫ﺑﺪوره إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ‪.‬‬

‫ﻏﯿﺮ أن ھﺬا اﻟﻐﯿﺮ ﻗﺪ ﯾﻮاﺟﮭﻚ ﺑﻘﺎﻋﺪة ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺔ وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺘﺄﺛﺮ ﺑﻔﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺬي‬
‫ﯾﺮﺑﻄﮫ ﺑﺎﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪ اﻵﺧﺮ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﯿﺐ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻨﺘﻘﻞ إﻟﯿﮫ‬
‫اﻟﺤﻖ‪ ،‬وﻗﺎم ﺑﺘﻘﯿﯿﺪ ﻋﻘﺪ ﺷﺮاءه ﺑﺤﺴﻦ ﻧﯿﺔ‪ ،67‬ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﯿﮫ ﻗﺎﺋﻤﺎ وﺻﺤﯿﺤﺎ‬
‫‪68‬‬
‫وﻣﺮﺗﺒﺎ ﻟﻜﺎﻓﺔ آﺛﺎره‪.‬‬

‫‪ 66‬ﺷﻛﯾب ﺻﺑﺎر"ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.40 ،‬‬

‫‪ 67‬ﻣﺣﻣد ﺧﯾري" اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب" ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ ،1986‬ص ‪.127‬‬
‫‪68‬‬
‫وھذا ﻣﺎ أﻛده ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ - 66‬وﻗﻊ ﺗﻐﯾﯾره وﺗﺗﻣﯾﻣﮫ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ -14.07‬اﻟذي ﺟﺎء‬
‫ﻓﯾﮫ ‪:‬‬

‫" ﻛل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣوﺟود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر إﻻ ﺑﺗﻘﯾﯾده و اﺑﺗداء ﻣن ﯾوم اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ اﻟرﺳم‬
‫اﻟﻌﻘﺎري ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ أي ﺣﺎل اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺈﺑطﺎل ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐﯾر ذي اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ‪".‬‬

‫‪-‬ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻐﯾر ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول‪ ،‬ﻷن اﻷﺻل ھو أن ﺣﯾﺎزة اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﺳﻧد ﻣﻠﻛﯾﺗﮭﺎ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن‬
‫اﻟﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ‬

‫‪35‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‬

‫إذا اﺳﺘﺤﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﺋﻦ ﺗﺤﺼﯿﻞ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﻋﯿﻨﺎ وﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﻟﺠﻮءه ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﺠﺒﺮ اﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﮫ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬ﺣﻖ ﻟﮫ أن ﯾﻘﺘﻀﻲ آﻧﺬاك ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ ﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎﻣﮫ إذا ﺗﻮاﻓﺮت‬
‫ﺷﺮوطﮫ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ إذن ھﻮ اﻟﺒﺪﯾﻞ اﻟﺬي ﯾﻠﺘﺰم اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺄداﺋﮫ ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻞ‬
‫اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام‪ ،‬وذﻟﻚ إﺻﻼﺣﺎ ﻟﻠﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻣﺘﻨﺎع ﻣﺪﯾﻨﮫ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ ﻋﯿﻨﺎ وﺑﻮﺟﮫ ﻋﺎم ﻣﻦ ﺟﺮاء إﺧﻼﻟﮫ ﺑﮭﺬا اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬ﻓﺬﻣﺔ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻻ ﺗﺒﺮأ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام‬
‫إﻻ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬه ﻋﯿﻨﺎ‪ ،‬أو ﺑﺄداء اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﺬي ﯾﺤﻞ ﻣﺤﻠﮫ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﺪاﺋﻦ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ‬
‫ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﻞ وﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺟﺎء اﻟﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد وﻣﻨﺢ ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺳﻮاء ﺑﻌﺪ إﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻜﻠﻲ أو اﻟﺠﺰﺋﻲ ﻣﺎ دام ذﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨﺎ‪ ،‬أو ﺑﻌﺪ‬
‫ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﮫ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻨﺢ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ اﻟﺤﻖ‬
‫ﻓﻲ أن ﯾﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻣﺴﺒﻖ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻠﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء‬
‫ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ ﻛﻠﯿﺎ أو ﺟﺰﺋﯿﺎ أو اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬه وذﻟﻚ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺸﺮط‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪.‬‬

‫إن اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أﻧﮫ ﯾﺘﻢ ﺗﻘﺪﯾﺮه ﻣﻦ‬
‫طﺮف اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﺮض اﻟﻨﺰاع ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ‬
‫ﻗﺪ ﯾﻠﺠﺄ اﻷطﺮاف إﻟﻰ اﻹﺗﻔﺎق اﻟﻤﺴﺒﻖ وﺗﻀﻤﯿﻦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ ،‬واﻟﺬي ﯾﺤﺪد‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪاﺋﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﻠﻒ ﻣﺪﯾﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام أو ﻣﺠﺮد‬
‫اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻓﺎء‪.‬‬

‫وھﻜﺬا إذن ﻓﺈﻧﮫ ﺳﺘﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻋﻦ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫دراﺳﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺨﺼﺼﺎ‬
‫ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ)اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ(‪.‬‬

‫‪36‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﻞ‬

‫إن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﺬي ﺗﺤﻜﻢ ﺑﮫ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺛﺒﻮت ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻻ ﯾﻘﻮم ﻣﻘﺎم اﻻﻟﺘﺰام‬
‫اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﻨﻘﺺ اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺮي ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻗﯿﺎم اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﮫ‬
‫ﻣﺘﺄﺧﺮا‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﻌﻮض اﻟﺪاﺋﻦ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﻞ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻧﻔﺬ اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﺘﺰاﻣﮫ‬
‫ﻣﺘﺄﺧﺮا ﻓﻘﺪ أﺧﻞ ﺑﮫ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﯾﻨﺰل ﻣﻨﺰﻟﺔ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺠﺰﺋﻲ وﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺠﺰﺋﻲ أو اﻟﻜﻠﻲ ﻟﮭﻤﺎ ﻧﻔﺲ اﻷﺛﺮ‪ ،‬واﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﺑﺼﺪد‬
‫‪69‬‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ ﻋﺪ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ھﻲ ﻧﻔﺴﮭﺎ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻖ ﺑﺼﺪد اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﻞ‪.‬‬

‫وﻣﻨﮫ ﻓﺈن دراﺳﺔ ھﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ ﺳﺘﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺔ ﺷﺮوط اﺳﺘﺤﻘﺎق ھﺬا‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ وﻋﻨﺎﺻﺮه‪ ،‬وﻛﺬا ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﻘﺴﯿﻢ ھﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ إﻟﻰ ﻣﻄﻠﺒﯿﻦ‪ ،‬ﺳﯿﻜﻮن اﻷول ﻣﺨﺼﺼﺎ‬
‫ﻟﺪراﺳﺔ ﺷﺮوط اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ وﻋﻨﺎﺻﺮه‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺳﯿﻜﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ‬
‫ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ وﻋﻨﺎﺻﺮه‬

‫إن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻻ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﮫ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إﻻ إذا ﺗﻮﻓﺮت ﺷﺮوطﮫ وﺗﺤﻘﻘﺖ‬
‫ﻋﻨﺎﺻﺮه‪ ،‬ﻟﮭﺬا ﺳﺘﻜﻮن دراﺳﺘﻨﺎ ﻟﮭﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻣﻘﺴﻤﺔ إﻟﻰ ﻓﻘﺮﺗﯿﻦ؛ ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﺷﺮوط‬
‫اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ھﺬا اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻄﻞ‬

‫ﻻ ﺷﻚ أن اﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط‪ ،‬ﻟﻌﻞ‬
‫أھﻤﮭﺎ ﺛﺒﻮت ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬وﺿﺮر ﯾﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﻀﺮورة وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻄﻞ واﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ‪.‬‬

‫‪ 69‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪37‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺛﺒﻮت ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬

‫ﯾﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻧﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد أن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﺴﺘﺤﻖ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء أو اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪ ،70‬ﻓﯿﺼﺒﺢ اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻄﺄ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮫ ﯾﺴﺄل ﻋﻨﮫ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬واﻟﺨﻄﺄ اﻟﺬي ﯾﺴﺄل ﻋﻨﮫ اﻟﻤﺪﯾﻦ ھﻮ ﺧﻄﺄ ﻋﻘﺪي ﯾﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻄﻠﮫ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬وإذا ﻛﺎن اﻻﻟﺘﺰام ھﻨﺎ ھﻮ اﻟﺘﺰام ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ ﻧﺘﯿﺠﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻌﻘﺪي‬
‫ھﻮ ﻋﺪم ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺬه اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ أﺟﻠﮭﺎ اﻟﻤﺤﺪد أو اﻟﻤﻌﻘﻮل‪ ،71‬ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﻤﺸﺮع ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ‪ 255‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﺤﻠﮫ ﺑﺬل ﻋﻨﺎﯾﺔ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻓﺈن ﺧﻄﺄ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺄﺧﺮه ﻓﻲ‬
‫ﺑﺪل ھﺬه اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻀﺮرت ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪاﺋﻦ أو ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ أﺿﺮاره‪ ،‬واﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﺨﻄﺄ‬
‫ﻣﺸﺘﺮك ﺑﯿﻦ ﻛﻼ اﻟﻨﻮﻋﯿﻦ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت‪ ،‬وﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻄﻞ واﻟﺘﺴﻮﯾﻒ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺑﻜﻮن ﻣﻌﮫ‬
‫‪72‬‬
‫اﻟﻤﻄﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮫ ﺧﻄﺄ ﻋﻘﺪﯾﺎ ﻣﻮﺟﺒﮫ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻧﺘﯿﺠﺔ وھﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻓﻲ أﺟﻠﮫ‪.‬‬

‫وﻋﻠﯿﮫ ﻓﻤﺘﻰ ﺛﺒﺖ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻜﻮن ﺧﻄﺄه ﺛﺎﺑﺘﺎ وﺗﻘﻮم‬
‫ﻣﺴﺆوﻟﯿﺘﮫ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻜﻨﮫ أن ﯾﻔﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻨﮫ إﻻ ﺑﺈﺛﺒﺎت اﻟﺴﺒﺐ اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﺬي ﺣﺎل‬
‫‪73‬‬
‫دون اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ ﺑﺄﻛﺎدﯾﺮ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪2017-04-27‬‬

‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" وﺣﯿﺚ إﻧﮫ وﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﺼﻠﯿﻦ ‪ 255‬و ‪ 259‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺎطﻞ‪ ،‬إﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺟﯿﮫ إﻧﺬار ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ ﻟﻸداء داﺧﻞ أﺟﻞ ﻣﻌﯿﻦ‬

‫‪ 70‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪ 270‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪ 71‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.656 ،‬‬
‫‪ 72‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ 73‬ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور" ﻧظﺎم اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻧظرﯾﺗﺎ اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة واﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن وﺣﻲ ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ"‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ﺳﻧﺔ ‪ ،1993‬ص ‪ 22‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪.‬‬

‫‪38‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﺗﺨﻠﻔﮫ ﻋﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬وأن اﻟﻤﺪﻋﯿﺔ ﻗﺪ وﺟﮭﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ إﻧﺬارا ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2011-04-07‬ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ‬

‫ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ أداء ﻣﺎ ﺑﺬﻣﺘﮭﺎ داﺧﻞ أﺟﻞ ‪ 15‬ﯾﻮﻣﺎ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻔﺖ ﻋﻨﮫ دون ﺳﺒﺐ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺗﻮﺻﻠﮭﺎ ﺑﮫ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮫ طﻠﺐ اﻟﻤﺪﻋﯿﺔ اﻟﺮاﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﺆﺳﺲ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ وﯾﺘﻌﯿﻦ‬
‫‪74‬‬
‫ﻗﺒﻮﻟﮫ‪".‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪:‬أن ﯾﺼﺎب اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﻀﺮر‬

‫إن اﻟﮭﺪف ﻣﻦ إﻟﻘﺎء اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﻤﻤﺎطﻞ‪ ،‬ھﻮ ﺗﻌﻮﯾﺾ‬
‫اﻟﺪاﺋﻦ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻀﺮر ھﻮ أﺳﺎس اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ واﻟﺮﻛﻦ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي‬
‫ﺗﻘﻮم ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ‪ ،‬ﻷﻧﮫ إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎك ﺿﺮر ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ‪.‬‬

‫ھﺬا وﻗﺪ ﻧﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻀﺮر ھﻮ ﻣﺎ‬
‫ﻟﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ وﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺎ ﻧﺎﺗﺠﯿﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء‬
‫ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬أو اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ‪ ،‬ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻀﺮر اﻟﻮاﺟﺐ أﺧﺬه ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ھﻮ اﻟﻀﺮر‬
‫اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺿﺮرا ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻨﻮﯾﺎ‪ ،75‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺿﺮرا‬
‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ وﻟﻜﻨﮫ ﻣﺤﻘﻖ اﻟﻮﻗﻮع‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﺘﺨﺬ اﻟﻀﺮر ﺷﻜﻞ ﺗﻘﻮﯾﺖ اﻟﺮﺑﺢ أو ﻓﻮات ﻓﺮﺻﺔ ﻛﺎن‬
‫‪76‬‬
‫ﯾﻌﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺪاﺋﻦ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺑﺸﻜﻞ آﺧﺮ ﻣﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﺨﻄﺮ‪.‬‬

‫وﺣﯿﺚ إن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﺴﺘﺤﻖ إﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬أو ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻮﻓﺎء ﺑﮫ وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎك أي ﺳﻮء ﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺨﻄﺄ ﯾﻜﻮن ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﻤﺠﺮد‬

‫‪74‬‬
‫ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﺄﻛﺎدﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2017-04-27‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪ ، 13/752‬ﻏﯾر‬
‫ﻣﻧﺷور‪,‬‬
‫‪75‬‬
‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﻧص ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 264‬ﻣن ق‪.‬ل‪.‬ع ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻷدﺑﻲ‬
‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي‪ ،‬إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎد ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺿرر ﻣن ﺣﻠﻘﺔ اﻟﺿرار اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻓﻲ‬
‫ﻣﯾدان اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻻت ھذا اﻟﺿرر ﺿﺋﯾﻠﺔ ﺟدا‪.‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري" ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ "،‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟرﺑﺎط‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ ، 2014‬ص ‪ 53‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪ 76‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪39‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﺛﺒﻮت إﺣﺪى اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻀﺮر ﻣﻔﺘﺮض ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن ﺗﻘﺪﯾﺮ‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻘﯿﻤﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ اﻷﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 18‬ﻓﺒﺮاﯾﺮ ‪ 1963‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺼﻞ ‪ 263‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﯾﻌﺘﺮف ﺑﻤﺒﺪأ ﺣﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم وﻓﺎء اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام أو ﺗﺄﺧﺮه ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ‬
‫ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﯾﺠﻌﻞ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﺨﺴﺎرة اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ اﻟﺪاﺋﻦ واﻟﻜﺴﺐ اﻟﺬي ﻓﺎﺗﮫ‬
‫وﻋﻠﯿﮫ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﺘﻰ ﻗﺮرت ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ‬
‫أن اﻟﺪاﺋﻦ ﻟﻢ ﯾﺼﺐ ﺑﺄي ﺿﺮر‪.‬‬

‫ﻣﺘﻰ ﻗﺮرت ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع وﺟﻮد اﻟﻀﺮر ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻌﯿﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ‬
‫‪77‬‬
‫ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪".‬‬

‫ﻣﻤﺎ ﯾﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺠﺮد ﻣﻄﻞ اﻟﻤﻄﻞ ﻻ ﯾﺴﺘﺤﻖ ﻋﻨﮫ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن‬
‫ھﻨﺎك ﺿﺮر ﻗﺪ ﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ ﺟﺮاء ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬واﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺪاﺋﻦ ھﻮ اﻟﻤﺪﻋﻲ ﻓﮭﻮ اﻟﺬي‬
‫ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯿﮫ ﻋﺒﺊ إﺛﺒﺎت ھﺬا اﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﮫ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻄﻞ واﻟﻀﺮر‬

‫ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ھﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺣﺪوث اﻟﻀﺮر ‪ ،‬ﯾﺘﺼﻞ ﺑﮫ‬
‫اﺗﺼﺎل اﻟﻤﻌﻠﻮل ﺑﺎﻟﻌﻠﺔ‪ ،‬وإذا ﺗﻜﺮرت ﺣﺎﻻت ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﺈن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﺨﺘﺎر ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ھﺬه‬
‫اﻟﺤﺎﻻت ﺣﺎﻟﺔ واﺣﺪة ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻛﻠﻤﺎ ظﮭﺮ ﻟﮭﺎ أﻧﮭﺎ ھﻲ اﻷﻛﺜﺮ اﺗﺼﺎﻻ ﺑﺎﻟﻀﺮر‪ ،‬وﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ‬

‫‪77‬‬
‫ﻗرار ﻋدد ‪ 63/104‬ﺻﺎرد ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،1963/02/18‬أورده ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺗوﻓﯾق " اﻟﺗﻌﻠﯾق‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ﺑﻘﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ وﻣﺣﺎﻛم اﻟﻧﻘض اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻐﺎﯾﺔ ‪ "1998‬اﻟﺟزء اﻷول‬
‫اﻻﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬ص ‪.228‬‬

‫‪40‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﺟﻮد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ ﺑﯿﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻄﻞ واﻟﻀﺮر‬
‫‪78‬‬
‫اﻟﺬي أﺻﺎب اﻟﻤﺪﯾﻦ‪.‬‬

‫وھﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﻘﻀﺎء وﺟﺪ ﻧﻔﺴﮫ أﻣﺎم ﺻﺮاﺣﺔ اﻟﻨﺼﻮص ﻣﺠﺒﺮا ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ‬
‫ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻀﺮر ﺷﺮط ﻻزم ﻟﻤﻨﺢ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﻓﻘﺪ أﻛﺪ ﺿﺮورة ھﺬا اﻟﺸﺮط ‪ ،‬وﻟﻢ‬
‫ﯾﺘﺮدد اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻷﻋﻠﻰ‪-‬ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺣﺎﻟﯿﺎ‪ -‬ﻓﻲ ﻧﻘﺾ ﻛﻞ ﻗﺮار ﻟﻢ ﯾﺒﯿﻦ ﻓﯿﮫ ﻗﻀﺎة‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﻞ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻟﻈﺮوف اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺎم ھﺬا اﻟﺸﺮط‪ ،‬اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻧﻘﺺ اﻟﺘﻌﻠﯿﻞ‬
‫وﻋﺪم اﻻﺳﺘﻨﺎد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬

‫اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ھﻲ اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺎﺑﺖ اﻟﺪاﺋﻦ وﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎس ﺳﯿﺘﻢ ﺗﻘﺴﯿﻢ ھﺬه اﻟﻔﻘﺮة إﻟﻰ ﻧﻘﻄﺘﯿﻦ؛ ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣﻔﮭﻮم‬
‫اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ اﻟﻜﺴﺐ اﻟﻀﺎﺋﻊ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ‬

‫ﯾﺮاد ﺑﺎﻟﺨﺴﺎرة اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻻﻓﺘﻘﺎر اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻤﺘﻀﺮر ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻹﺧﻼل‬
‫ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬ﻓﻤﺠﻤﻮع اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﻤﺎدﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻤﺘﻀﺮر ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺪﻋﻰ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ ﻻﻟﺘﺰاﻣﮫ أو ﺗﺄﺧﺮه ﻓﻲ ذﻟﻚ أو ﺗﻨﻔﯿﺬه ﺗﻨﻔﯿﺬا ﻣﻌﯿﺒﺎ أو ﻧﺎﻗﺼﺎ‪ ،‬ﯾﺠﺐ أن ﯾﻌﺘﺪ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫اﺣﺘﺴﺎب اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﺸﺘﺮط ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﻋﻲ ﺳﻮى أن ﯾﻘﯿﻢ اﻟﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫‪79‬‬
‫وﻗﻮﻋﮭﺎ ﻓﻌﻼ‪.‬‬

‫‪ 78‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪79‬‬
‫ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻛﯾﻠﺔ" اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﻌوﯾض‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ" اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪2008‬‬
‫‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺳﻠﺳﻠﺔ دراﺳﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ" اﻟﻌدد اﻷول ﻧوﻧﺑر ‪ ، 2008‬ص ‪.120‬‬

‫‪41‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وﻛﺬﻟﻚ ﯾﺸﻤﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺼﺮوﻓﺎت اﻟﺘﻲ اﺿﻄﺮ‬

‫اﻟﻤﺪﻋﻲ إﻟﻰ إﻧﻔﺎﻗﮭﺎ ﻟﺠﺒﺮ اﻟﻀﺮر ﻛﻤﺼﺮوﻓﺎت اﻟﺘﻨﻘﻞ وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺴﻠﻊ‪ ،‬وﺑﻮﺟﮫ ﻋﺎم ﻣﺎ ﺗﻜﺒﺪه‬
‫ﻣﻦ ﻣﺼﺮوﻓﺎت ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻻﻟﺘﺰاﻣﮫ أو ﺗﺄﺧﺮه ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﮫ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ‬
‫‪80‬‬
‫اﺳﺘﺮدادھﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ‪.‬‬

‫وھﺬا ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﺣﺘﺴﺎب اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ طﺮف اﻟﺪاﺋﻦ‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻌﮫ أي ﺧﺴﺎرة أو أي إﺛﺮاء ﻟﻠﻤﻀﺮور‪ ،‬وﻻ ﯾﺤﺼﻞ ﺑﮫ أي إرھﺎق‬
‫‪81‬‬
‫ﻟﻤﺮﺗﻜﺐ اﻟﻀﺮر‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮭﺎ أن ﺗﺘﻮﺧﻰ اﻟﺪاﻟﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬اﻟﻜﺴﺐ اﻟﻔﺎﺋﺖ‬

‫إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ھﻲ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن اﻟﻤﺨﺘﻞ ﻧﺘﯿﺠﺔ وﻗﻮع اﻟﻀﺮر‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﻻ ﯾﻜﻔﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻘﮭﺎ أن ﯾﻘﺘﺼﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻄﯿﺔ ﻣﺎ أﺻﺎب اﻟﻤﻀﺮور ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮ‪ ،‬ﺑﻼ‬
‫ﯾﺠﺐ أن ﯾﻤﺘﺪ أﯾﻀﺎ ﻟﺸﻤﻮل ﻣﺎ ﺿﺎع ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ رﺑﺢ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﺴﺐ اﻟﻔﺎﺋﺖ ھﻮ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺬي ﯾﺘﻌﯿﻦ أﺧﺬه ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪.‬‬

‫إن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ اﻟﻀﺎﺋﻊ ﻣﺎ ﺣﺮم ﻣﻨﮫ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﻧﻔﻊ ﻛﺎن ﺳﯿﺆول إﻟﯿﮫ وﯾﺘﺮﻗﺐ‬
‫ﺗﺤﻘﯿﻘﮫ ﻟﻮﻻ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻓﻀﯿﺎع اﻷرﺑﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻌﺪم إﺑﺮاﻣﮫ ﺻﻔﻘﺔ ﺛﺒﺖ أﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻢ‬
‫ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﯾﻌﺪ ﻛﺴﺒﺎ ﺿﺎﺋﻌﺎ‪ ،‬وﺣﺮﻣﺎن اﻟﻤﻜﺘﺮي ﻣﻦ ﻣﺤﻠﮫ اﻟﺘﺠﺎري زﻣﻨﺎ طﻮﯾﻼ‬
‫اﺿﻄﺮه ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺻﻔﻘﺔ اﺳﺘﯿﺮاد ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﯾﻌﺪ ﻛﺴﺒﺎ ﺿﺎﺋﻌﺎ‬
‫‪82‬‬
‫ﯾﺠﺐ أن ﯾﻌﻮض ﻋﻨﮫ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ﻧﺟﯾﺔ ﺟﻧﺎوي‪ ،‬اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ واﻟﻣﺻري‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‬
‫اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ‪،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪ ،1999-1998‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 81‬ﺳﻌﯾد اﻟدﻏﯾﻣر" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪ 82‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪42‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫إن أھﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﮫ‬

‫اﻷوﻟﻰ ھﻲ ﻋﺒﺎرة" ﻣﺎ ﻟﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ وﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ"‪ ،‬إذ إﻧﮭﺎ اﻟﻤﯿﺰان‬
‫اﻟﺬي ﺗﺰن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﺪاﺋﻦ أن ﯾﺜﺒﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﺪى اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺘﻲ‬
‫ﻟﺤﻘﺘﮫ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺜﺒﺖ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ ﻧﺘﯿﺠﺔ إﺧﻼل‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع‪.‬‬

‫ﯾﺘﻀﺢ إذن أن اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ واﻟﻜﺴﺐ اﻟﻔﺎﺋﺖ ھﻤﺎ اﻟﻌﻨﺼﺮان اﻟﻠﺬان ﯾﺴﺘﺤﻖ‬
‫ﻋﻨﮭﻤﺎ اﻟﺪاﺋﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻋﺪن ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام أو اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬه‪،‬‬
‫ﻓﯿﻘﺪر ﻗﺎض اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺎ ﻟﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ وﻣﺎ ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ وﺣﺎﺻﻞ‬
‫ﺟﻤﻌﮭﻤﺎ ھﻮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أن اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﯾﻄﺮح ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ھﻮ؛ ﻣﺎ ھﻲ‬
‫ﺣﺪود ﺳﻠﻄﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ؟ ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﯿﮭﺎ؟ وھﺬا‬
‫ھﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﻤﻮاﻟﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‬

‫ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪:‬‬
‫إن ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع وﻻ رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﻲ‬
‫ذﻟﻚ ﻣﻦ طﺮف ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬ﺷﺮط أن ﯾﺒﯿﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ‪ ،‬وأن ﯾﺘﺤﻘﻖ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ﻻﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ھﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺳﻨﺒﯿﻦ ﻓﯿﮫ ﻣﺪى ﺳﻠﻄﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ( ‪ ،‬ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ)اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ(‪.‬‬

‫‪43‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‬

‫ﻻ ﺷﻚ أن ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻗﺪ اﺳﺘﻘﺮت ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ‪ ،83‬ﺣﯿﺚ ﯾﻨﺎط ﺑﮭﺎ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻄﻞ ﻣﺪﯾﻨﮫ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﯾﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع أن ﯾﺘﻘﯿﺪ‬
‫ﺑﻜﻞ اﻟﺸﺮوط واﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺗﻘﺮﯾﺮھﺎ؛ ﻓﻼ ﯾﻌﺘﺪ ﻓﻲ ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ إﻻ ﺑﺎﻷﺿﺮار‬
‫اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ أو ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ‪ ،‬وأن ﯾﺘﻮﺧﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻛﺎﻣﻼ ؛ أي‬
‫ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻌﻨﺼﺮﯾﮫ وھﻤﺎ اﻟﺨﺴﺎرة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ واﻟﻜﺴﺐ اﻟﻔﺎﺋﺖ‪ ،‬وﻻ ﯾﺆﺧﺬ ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻦ ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﻈﺮوف اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻠﻄﺮﻓﯿﻦ إﻻ ﻣﺎ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﻀﺮر‪ ،‬وأن ﯾﺮاﻋﻲ أن‬
‫ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﺳﯿﻘﻀﻲ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﺘﻌﺎدﻻ ﻣﻊ اﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎب‬
‫‪84‬‬
‫ﻻ أﻗﻞ ﻣﻨﮫ وﻻ أﻛﺜﺮ‪.‬‬

‫ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﻀﺮور أن ﯾﺘﻘﺎﺿﻰ ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ ﺑﮫ‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﻣﻦ ﺣﻖ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻟﻀﺮر أن ﻻ ﯾﻠﺘﺰم إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي أﺣﺪﺛﮫ دون أي‬
‫زﯾﺎدة‪ ،‬ﺑﺸﻜﻞ ﯾﺤﻘﻖ إﺛﺮاء اﻟﺪاﺋﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻤﺪن‪.‬‬

‫وھﺬا ﻣﺎ أﻛﺪه اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺮارات وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻟﻘﺮار‬
‫اﻟﺼﺎدر ﻋﻨﮫ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 1985-11-20‬واﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﯿﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﺣﯿﺚ إن ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ھﻲ ﻣﺪى ﻣﺎ ﻟﺤﻖ اﻟﻤﺘﻀﺮر ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة أو ﻣﺎ‬
‫ﻓﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﻛﺴﺐ‪ ،‬وﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﻘﺮر اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮر أن ﺗﺒﺮز ﻛﻞ أو ﺑﻌﺾ ھﺬه‬
‫اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ‪ ،‬وﻣﺎ راﻓﻘﮭﺎ ﻣﻦ ظﺮوف وﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﺎت‪،‬‬

‫‪83‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور" رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ"‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دوﻛﺗوراه‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ، 1986-1985‬ص ‪.272‬‬
‫‪ 84‬ﺳﻌﯾد اﻟدﻏﯾﻣر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 369‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪.‬‬

‫‪44‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺴﻂ رﻗﺎﺑﺘﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻤﺘﻀﺮر وﻣﺪى‬
‫‪85‬‬
‫ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﻘﺪر ﻟﮫ‪ ،‬وإﻻ اﻋﺘﺒﺮ ﺣﻜﻤﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﻠﻞ"‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ھﺬا ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﯾﺮه ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ‪،‬‬
‫أن ﯾﺘﻘﯿﺪ ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺤﺪدة ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﻷن ھﺬه أﻣﻮر ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﯾﺨﻀﻊ ﻓﮭﺎ‬
‫ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻗﺎﻧﻮن‪.‬‬

‫وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻤﺎ ﺗﻤﻠﻜﮫ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ‬
‫ﻋﯿﻨﻲ‪ ،‬أو ﺑﺈرﺟﺎع اﻟﺤﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﯿﮫ أو أن ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ‪،‬‬
‫‪86‬‬
‫ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺘﻌﻮﯾﺾ ﻧﻘﺪي‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع‬

‫إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻗﺪ اﺳﺘﻘﺮت ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻮاﻗﻊ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻛﻘﺎﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬إﻻ أن ذﻟﻚ‬
‫ﻣﻘﯿﺪ ﺑﺎﺣﺘﺮام ھﺬا اﻷﺧﯿﺮ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻮاﺑﻂ واﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل ﺗﺒﯿﺎﻧﮭﺎ وﺗﻮﺿﯿﺤﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻤﻜﯿﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻣﻦ‬
‫ﺑﺴﺎط رﻗﺎﺑﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﻤﺮاﻗﺒﺔ ﻣﺪى ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺟﺎءت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮارات اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻮﺟﮫ؛‬

‫وﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪2009-04-08‬‬
‫واﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﯿﮫ‪:‬‬

‫" إن ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام اﻟﻌﻘﺪي ﻻ‬

‫ﯾﺴﻤﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ اﻟﺠﺰاﻓﻲ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ﻗرار اﻟﻣﺟﻠﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 2749‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1985-11-20‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪ ،97390‬ﻣﺟﻠﺔ‬
‫ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ع ‪ 39‬ﻧوﻧﺑر ‪ ، 1986‬ص‪.102 :‬‬
‫‪ 86‬ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور " رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣدﻧﯾﺔ" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.272‬‬

‫‪45‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع وھﻲ ﺑﺼﺪد اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬إن ﺗﺒﯿﻦ أن ﻣﻘﺪار اﻟﻀﺮر اﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﮭﺬا اﻷﺧﯿﺮ‪ ،‬وﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪﺗﮭﺎ‬
‫ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﺼﺖ إﻟﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫وﺗﺨﻔﯿﺾ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﻦ ‪ 1900000‬درھﻢ إﻟﻰ ﻣﺒﻠﻎ ‪ 100000‬درھﻢ أي‬

‫ﺑﻔﺎرق ‪ 1800000‬درھﻢ‪ ،‬ﻻ ﯾﻜﻔﻲ أن ﯾﻌﻠﻞ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻜﮭﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪ ،‬وﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺨﺒﺮات‬
‫‪87‬‬
‫اﻟﻤﻨﺠﺰة ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻒ‪".‬‬

‫وﻣﻨﮫ ﯾﺘﺒﯿﻦ ﻟﻨﺎ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻘﯿﺪة ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ‪ ،‬ﻣﻦ اﺟﻞ ﺗﻤﻜﯿﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻣﻦ ﺑﺴﻂ رﻗﺎﺑﺘﮭﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وأن ﺗﻌﻠﯿﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻜﻮﻧﮭﺎ ﻟﮭﺎ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺰاﻓﻲ‪ ،‬ودون اﻻﺳﺘﻨﺎد‬
‫ﻋﻠﻰ أي ﺿﺎﺑﻂ ﻣﻦ ﺿﻮاﺑﻂ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ وﻋﺪم اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ‪ ،‬ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻤﻘﺮر اﻟﺼﺎدر‬
‫ﻋﻨﮭﺎ ﻣﻌﻠﻼ ﺗﻌﻠﯿﻼ ﻧﺎﻗﺼﺎ وﯾﻨﺰل ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻌﻠﯿﻞ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺨﺒﺮاء ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ اﻟﺼﺤﯿﺢ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻠﻤﺎ ﺑﺠﻤﯿﻊ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﯿﺎة وﻋﺎدات وأﻋﺮاف‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮاء ﯾﺠﻌﻞ ﻗﺮار اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ أﻛﺜﺮ إﻧﺼﺎﻓﺎ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮر‬
‫وﻣﺤﺪث اﻟﻀﺮر ﻓﻲ آن واﺣﺪ‪ ،‬ﻷن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺗﻨﺤﺼﺮ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺟﺒﺮ اﻟﻀﺮر‪،‬‬

‫‪87‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2009-04-08‬ﺗﺣت ﻋدد ‪ 540‬ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣدﻧﻲ ﻋدد ‪،08/87‬‬
‫أورده ﻣﺣﻣد ﺑﻔﻘﯾر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.262‬‬

‫‪46‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وذﻟﻚ ﯾﺴﺘﻠﺰم أن ﯾﻜﻮن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺎ ﻣﻌﮫ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺤﺼﻞ اﻟﻤﺘﻀﺮر ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﻘﮫ‬
‫‪88‬‬
‫ﻷن ﻓﻲ ذﻟﻚ إﺿﺮار ﺑﺎﻟﻤﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﻀﺮر وإﻏﻨﺎء ﻟﻠﻤﺘﻀﺮر ﺑﺪون ﻣﺒﺮر‪.‬‬

‫‪ 88‬اﺑراھﯾم اﻟدﺳوﻗﻲ أﺑو اﻟﻠﯾل " ﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ " ﻣطﺑوﻋﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﯾت ‪ ،‬طﺑﻌﺔ‬
‫‪ 1995‬اﻟﻛوﯾت‪ ،‬ص ‪ 278‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪.‬‬

‫‪47‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ أو اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‬

‫ﯾﻌﺪ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ أﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪﺗﮭﺎ اﻹرادة ﺑﻐﯿﺔ ﺗﻌﺰﯾﺰ وﻋﻮد‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺘﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﺑﺼﻮرة أﻛﺜﺮ ﻧﺠﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﮭﺪﯾﺪ اﻟﺒﺴﯿﻂ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬وﻗﺪ ﺳﻤﺤﺖ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت‬
‫وﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺤﺪد ﯾﺪﻓﻊ ﻛﺘﻌﻮﯾﺾ ﻟﻠﺪاﺋﻦ‬
‫‪89‬‬
‫ﺟﺮاء إﺧﻼل اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ‪.‬‬

‫وھﻜﺬا ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺄﻧﮫ اﺗﻔﺎق ﻣﺴﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‬
‫اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺤﻘﮫ اﻟﺪاﺋﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻻﻟﺘﺰاﻣﮫ اﻷﺻﻠﻲ أو ﻟﻤﺠﺮد اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ‬
‫‪90‬‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬه‪،‬‬

‫وھﻜﺬا ﻓﺈن ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ اﻟﻤﺆطﺮة ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن‬

‫اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﺧﻮﻟﺖ ﻷطﺮاف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ اﻟﺘﺼﺮف ﺑﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﺷﺘﺮاط ﻣﺎ‬
‫ﺷﺎءوا ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻮد ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﯾﺘﺼﻒ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ‬

‫‪89‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺑﺎﻟﻔﻘﯾر" ﺣدود ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ"‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻛﺗﺎب ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫واﻟﻌﻘود ﺑﻌد ﻣرور ‪ 100‬ﺳﻧﺔ‪ ،‬أﺷﻐﺎل اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻟذي ﻧظﻣﮫ ﻣﺧﺗﺑر اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‬
‫ﺑﻣراﻛش وﻧﺎدي ﻗﺿﺎة اﻟﻣﻐرب ﯾوﻣﻲ ‪ 14‬و ‪ 15‬ﯾوﻧﯾو ‪ ، 2013‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣراﻛش‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫‪ ،2013‬ص ‪ 433‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﮫ أن ﻣﻘدار اﻟﺗﻌوﯾض أﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﯾﺣدد ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻧﻘود‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻣﺎدة ‪ 1226‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﮫ‪:‬‬
‫" اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ ھو ذاك اﻟذي ﺑﻣوﺟﮫ ﯾﺗﻌﮭد ﺷﺧص ﺑﻐﯾﺔ ﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘد‪ ،‬ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﯾﻌﻣل ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ"‬
‫وھذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻗد ﯾﻛون ﺷﯾﺋﺎ آﺧر ﻏﯾر دﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻧﻘود ‪ ،‬ﻓﯾﻣﻛن ان ﯾﻛون ﻣﺛﻼ ﻋﺑﺎرة ﻋن‬
‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟو اﺷﺗرط ﺻﺎﺣب اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول اﻟذي ﻋﮭد إﻟﯾﮫ ﺑﺑﻧﺎء ﻣﻧزﻟﮫ‪ ،‬أن ﯾﺿﻊ‬
‫ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﮫ ﺷﻘﺔ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧر اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟﻣﻧزل ﻋﻧد اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ‪.‬‬
‫ﻋﺑد اﻟرزاق أﯾوب" ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ" ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪ ،2003‬ص ‪.11‬‬

‫‪48‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﺗﻤﯿﺰه ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺸﺎﺑﮭﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻟﮫ طﺒﯿﻌﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ؛ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺷﺮطﺎ‬

‫ﺗﮭﺪﯾﺪﯾﺎ وﻟﻜﻨﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻌﻮﯾﺾ ﺟﺮاء ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام أو اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬه‪،‬‬
‫وﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺮﻓﻊ ﻣﻨﮫ أو اﻟﺘﺨﻔﯿﺾ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻘﺪاره ﺑﺸﻜﻞ ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﻘﺪرا اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ‪.‬‬

‫وﻣﻨﮫ ﻓﺈن ھﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ ﺳﯿﻜﻮن ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻜﯿﯿﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﮫ ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻟﺒﺤﺚ‬
‫ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬اﻟﺘﻜﯿﯿﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ وأﺷﺮﻧﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ھﻮ اﺗﻔﺎق ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه ﯾﻠﺘﺰم ﺷﺨﺺ ﺑﺄﻣﺮ‬
‫ﻣﻌﯿﻦ‪ ،‬ﯾﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أداء ﻣﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼﻟﮫ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ ﻣﻘﺮر ﻓﻲ‬
‫ذﻣﺘﮫ ﻟﻠﻄﺮف اﻵﺧﺮ أو ﻣﺠﺮد ﺗﺄﺧﺮه ﻓﻲ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺬﻟﻚ اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ ﺟﺰاء ﻋﻦ ھﺬا‬
‫اﻹﺧﻼل أو اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ‪ ،‬وﺗﻌﻮﯾﻀﺎ ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﻋﻤﺎ ﯾﺼﯿﺒﮫ ﻣﻦ ﺿﺮر ﺑﺴﺒﺐ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻟﮭﺬا ﻓﺈن ھﺬا‬
‫اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻟﮫ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻌﯿﻨﺔ)اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ(‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻟﮫ طﺒﯿﻌﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ)اﻟﻔﻘﺮة‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ(‪.‬‬

‫‪49‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫‪91‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪:‬ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫ﯾﺘﻤﯿﺰ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ اﺳﺘﺨﻠﺼﮭﺎ اﻟﻔﻘﮫ ﻣﻦ اﻟﻮظﯿﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم ﺑﮭﺎ‪،‬‬
‫وﻟﻌﻞ أھﻤﮭﺎ أن ھﺬا اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ھﻮ اﺗﻔﺎق ﻣﺴﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ)أوﻻ( ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫أﻧﮫ اﻟﺘﺰام ﺗﺎﺑﻊ)ﺛﺎﻧﯿﺎ(‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ اﺗﻔﺎق ﻣﺴﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‬

‫إن اﻟﺨﺎﺻﯿﺔ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻤﯿﺰة ﻟﻠﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ أﻧﮫ ﯾﻨﺸﺄ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﺗﻔﺎق اﻷطﺮاف‪،‬‬
‫أي أن اﻻﺗﻔﺎق اﻹرادي ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﻮ ﻣﺼﺪر ھﺬا اﻟﺸﺮط‪.‬‬

‫وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻹرادة رﻛﻨﺎ أﺳﺎﺳﯿﺎ ﯾﺠﺐ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ﻟﻘﯿﺎم اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ أﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻻ‬
‫ﯾﻌﺪو ﻛﻮﻧﮫ ﺗﺼﺮﻓﺎ ﯾﺤﺘﺎج ﻓﻲ ﻗﯿﺎﻣﮫ ﻟﺘﺪﺧﻞ اﻹرادة ‪ ،‬إرادة اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺑﺘﻘﺮﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﻌﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬وإرادة اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﻘﺒﻮﻟﮫ ﻟﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻟﺘﺰام ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫‪92‬‬
‫اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬

‫وﺑﻤﺎ أن اﺗﻔﺎق اﻷطﺮاف ھﻮ ﻣﺼﺪر اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪ ،‬ﻓﺈن ھﺬا اﻷﺧﯿﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره‬
‫أﺣﺪ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ‪ ،‬ﯾﺠﺐ ﻟﻜﻲ ﯾﻨﺸﺄ ﺻﺤﯿﺤﺎ‪ ،‬أن ﯾﺴﺘﻮﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أرﻛﺎن اﻟﻌﻘﺪ‬
‫‪93‬‬
‫اﻷﺻﻠﻲ وﺷﺮاﺋﻄﮫ‪ ،‬ﻓﺘﺴﺮي ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺗﻢ ﺟﻤﯿﻊ أﺣﻜﺎم اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ ﻋن اﻟﻌرﺑون ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ھذا اﻷﺧﯾر ﺛﻣن ﻟﻌدول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﮫ وﻻ‬
‫ﯾﺷﺗرط ﺣدوث اﻟﺿرر وﯾؤدى ﻣﺳﺑﻘﺎ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺧﻔض ﻣﻧﮫ أو ﺗزﯾد ﻣﻧﮫ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺷرط‬
‫اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر وﺗﻣﻠك اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﺎﻣل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن أﺟل ﺗﻌدﯾﻠﮫ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻋن اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻓﻧطﺎق ھذه اﻷﺧﯾرة ھو اﻻﻟﺗزام ﺑﻌﻣل أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل أو‬
‫ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺷﻲء أو ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أﻣﺎ ﻧطﺎق اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﮭو واﺳﻊ‪ ،‬واﻟﮭدف ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ ھو إﺟﺑﺎر‬
‫اﻟﻣدﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﻛم ﻣؤﻗت وﺗﮭدﯾدي وﻻ ﯾﻧﻔذ إﻻ إذا ﺣول إﻟﻰ ﺗﻌوﯾض ﻗﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 85‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 92‬أﯾوب ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪،‬ص ‪.23‬‬
‫‪93‬‬
‫ﻓؤاد ﻣﻌﻼل " اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ" أطروﺣﺔ دوﻛﺗوراه ﻧوﻗﺷت ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﯾدي ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد‬
‫ﷲ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻔﺎس‪ ، 1993 ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪50‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وإذا ﻟﻢ ﯾﺮد ھﺬا اﻟﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﻨﺸﺊ ﻟﻼﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬ﻗﯿﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﺼﯿﺺ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫ﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﻻﺣﻖ‪ ،‬ﺷﺮط أﻻ ﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ وﻗﻮع اﻟﻀﺮر‪ ،‬ﻷن ذﻟﻚ ﺳﯿﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺻﻠﺢ ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ھﻮ ﺷﺮط إرادي ﯾﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻣﺒﺪأ ﺳﻠﻄﺎن اﻹرادة‪،‬‬
‫وھﺬا ﻣﺎ أﻛﺪه اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‬
‫واﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﯿﮫ ﺑﺄﻧﮫ‪ ":‬ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ أن ﯾﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﻗﺪ‬
‫ﺗﻠﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﺪم اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ ﻛﻠﯿﺎ أو ﺟﺰﺋﯿﺎ أو اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬه‪".‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ اﻟﺘﺰام ﺗﺎﺑﻊ‬

‫اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﺗﻔﺎق ﻏﺎﯾﺘﮫ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺤﻘﮫ اﻟﺪاﺋﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم‬
‫ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻤﺪﯾﻦ اﻟﺘﺰاﻣﮫ أو ﺗﺄﺧﺮه ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬه‪ ،‬إذن ﻓﺎﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﺘﺰام ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﻟﺘﺰام‬
‫اﻷﺻﻠﻲ‪،94‬ﻻ ﯾﻜﻮن ﻟﮫ وﺟﻮد ﺑﺪوﻧﮫ وﻻ ﺑﻘﺎء ﺑﻌﺪه‪ ،‬وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎس ﯾﺒﻄﻞ اﻟﺸﺮط‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﻲ ‪ ،‬إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎطﻼ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻨﺺ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ ‪ 307‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد اﻟﺬي ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن‪:‬‬

‫" ﺑﻄﻼن اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻄﻼن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ"‬

‫وﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻟﻤﺒﺪأ‪" :‬اﻟﺘﺎﺑﻊ ﺗﺎﺑﻊ" ﻓﺈن ﺑﻄﻼن أو إﺑﻄﺎل اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻻ ﯾﺴﺘﺘﺒﻌﮫ‬
‫ﺑﻄﻼن أو إﺑﻄﺎل اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬ذﻟﻚ أن ھﺬا اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺧﯿﺮ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﮫ‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﻀﻲ‬
‫ﺑﮫ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺼﻞ‪.‬‬

‫واﻟﺠﺪﯾﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻟﯿﺲ اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺑﺪﻟﯿﺎ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ أن ﯾﻌﺪل ﻋﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ﻛﺒﺪﯾﻞ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ‬
‫ﻟﯿﺲ اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺗﺨﯿﯿﺮﯾﺎ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺤﺘﻔﻆ ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﺑﺤﻖ اﻟﺨﯿﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﯿﻦ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‬
‫اﻷﺻﻠﻲ أو اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‪ ،‬واﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أن ﻣﺤﻞ اﻻﻟﺘﺰام اﻟﺘﺨﯿﯿﺮي‬
‫‪ 94‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري" اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.863‬‬

‫‪51‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻣﺘﻌﺪد‪ ،‬وﺗﺒﺮأ ذﻣﺔ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء ﺑﺄﺣﺪ اﻟﺸﯿﺌﯿﻦ ﻣﺤﻞ اﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬وھﺬا ﻻ ﯾﺼﺪق ﻋﻠﻰ‬
‫‪95‬‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﺘﺰاﻣﺎ ﺗﺒﻌﯿﺎ ﻻﻟﺘﺰام أﺻﻠﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫ﯾﺮﺟﻊ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺨﻼف اﻟﺬي ﻋﺮﻓﮫ اﻟﻔﻘﮫ ﺣﻮل اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺬي ﻋﺮف اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة‬
‫‪ 1229‬ﻣﻨﮫ ﺑﺄﻧﮫ "اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام‬
‫اﻷﺻﻠﻲ" ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻋﺮﻓﺘﮫ اﻟﻤﺎدة ‪ 1226‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺄﻧﮫ" ‪ ...‬اﻟﺬي ﺑﻤﻮﺟﮫ ﯾﻠﺘﺰم‬
‫ﺷﺨﺺ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪".‬‬

‫ﺣﯿﺚ ﯾﻼﺣﻆ أن اﻟﻤﺎدة اﻷوﻟﻰ رﻛﺰت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﻀﯿﺔ ﻟﻠﺸﺮط‬

‫اﻟﺠﺰاﺋﻲ)أوﻻ(‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯿﻦ رﻛﺰت اﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻟﮫ)ﺛﺎﻧﯿﺎ(‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻮظﯿﻔﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫ﯾﺴﺘﻨﺪ اﻟﻔﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﻮل ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺰﺟﺮي ﻟﻠﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وظﯿﻔﺘﮫ‬
‫اﻷﺻﻠﯿﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺮرات ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ ؛ أن اﻟﻤﺎدة ‪1152‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺻﯿﻐﺘﮭﺎ اﻷﺻﻠﯿﺔ أو ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻌﺪﯾﻞ اﻟﺬي ﻟﺤﻘﮭﺎ ﺳﻨﺔ‬
‫‪ 1975‬ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺣﻜﻤﯿﻦ وھﻤﺎ؛ ﻋﺪم ﻗﺎﺑﻠﯿﺔ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻟﻠﻤﺮاﺟﻌﺔ طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‬
‫ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة‪ ،‬وأﻧﮫ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﯾﻤﻜﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮوط دﻗﯿﻘﺔ ﺣﺪدﺗﮭﺎ‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة‪ ،‬وأن ھﺬه اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﮭﺪف ﻣﻨﮭﺎ ﺳﻮى ﻓﺘﺢ اﻟﻤﺠﺎل‬
‫‪96‬‬
‫أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻊ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪.‬‬

‫وھﺬا ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت‬

‫واﻟﻌﻘﻮد اﻟﺬي ﯾﺆﻛﺪ ﺑﺪوره ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺰﺟﺮﯾﺔ ﻟﻠﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ ،‬إذ ﯾﻜﻮن اﻟﮭﺪف ﻣﻦ‬

‫‪ 95‬أﺳﺗﺎذﻧﺎ أﯾوب ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪ 96‬أﯾوب ﻋﺑد اﻟرزاق" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪ 26‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪52‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫إدراﺟﮫ ﺿﻤﻦ ﺑﻨﻮد اﻟﻌﻘﺪ ھﻮ إﺟﺒﺎر اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ وﻟﯿﺲ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‪ ،‬إذ‬
‫إن اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد ھﻮ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ اﺳﺘﻨﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﯾﻌﺔ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ‪.‬وإن ﻛﺎن‬
‫اﻟﻤﺸﺮع ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة ﻗﺪ ﻣﻨﺢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ‬
‫اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ ،‬ﻓﺬﻟﻚ إﻧﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﮭﺪف ﻣﻨﮫ ﺣﻤﺎﯾﺔ طﺮﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ اﻟﺬي ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﯿﮫ‪ ،‬أو ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻻ‬
‫ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬اﻟﻮظﯿﻔﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﻀﯿﺔ ﻟﻠﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‬

‫ﯾﺴﻨﺪ اﻟﻔﻘﮫ‪97‬اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﻌﻮﯾﻀﻲ ﻟﻠﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺒﺮرات ﻟﻌﻞ أھﻤﮭﺎ؛ أن اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ‪ ،‬وھﺪف ھﺬه‬
‫اﻷﺧﯿﺮة ھﻮ ﺟﺒﺮ اﻟﻀﺮر‪ ،‬وإﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن إﻟﻰ اﻟﺬﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻠﺖ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻧﻜﻮل‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ‪ ،‬أم ﻧﻄﺎق اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﮭﻮ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬وھﺪف ھﺬه اﻷﺧﯿﺮة‬
‫ھﻮ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻛﯿﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﻮﻗﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎب اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﺳﺒﺐ اﺳﺘﺤﻘﺎق‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ھﻮ اﻟﻀﺮر اﻟﻮاﻗﻊ ﻧﺘﯿﺠﺔ إﺧﻼل اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ اﻷﺻﻠﻲ وﺗﻤﺎطﻠﮫ‪ ،‬وﻛﻞ‬
‫ﺟﺰاء ﯾﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻟﻀﺮر ﯾﻜﻮن ذو طﺒﯿﻌﺔ ﺗﻌﻮﯾﻀﯿﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﯾﻜﻮن ﻗﺪ ﺣﺪد ﺗﺼﻮره ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ اﺗﻔﺎﻗﯿﺎ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﺟﺮاء اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﮫ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﺆﻛﺪ ذﻟﻚ أن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‬
‫ﺿﻤﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺿﻤﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ‬
‫"اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ" وھﻲ ﻓﻜﺮة ﻻ ﺗﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﻐﺮاﻣﺔ أو اﻟﺘﮭﺪﯾﺪ‪ ،‬وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫ذﻟﻚ ﺟﻌﻞ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻀﺮر اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أو اﻟﻤﻄﻞ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬وأن ﻣﺮاﺟﻌﺘﮫ ﺗﺮاﻋﻲ ﻓﯿﮫ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﯿﻤﺔ ھﺬا اﻟﻀﺮر‪.‬‬

‫‪ 97‬أﯾوب ﻋﺑد اﻟرزاق" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 28‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪.‬‬

‫‪53‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ أن اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻟﮫ طﺒﯿﻌﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ﻓﮭﻮ ﯾﺒﺪأ‬
‫ﻛﺸﺮط ﺗﮭﺪﯾﺪي ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻟﺰام اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ‬
‫داﺧﻞ اﻷﺟﻞ اﻟﻤﺤﺪد ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬أو ﺑﻤﺠﺮد اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪاﺋﻦ وﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﮭﺪف ﻣﻦ‬
‫إدراﺟﮫ ھﻮ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻷن اﻷﺻﻞ ھﻮ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻠﻌﻘﻮد‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ‬
‫ﻋﻨﺪ إﺧﻼل اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ أو ﻣﺠﺮد اﻟﺘﺄﺧﯿﺮ ﻓﯿﮭﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﻤﻀﻤﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﯾﺼﺒﺢ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ ﺟﺮاء ﻋﺪم وﻓﺎء اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ أو ﺗﺄﺧﺮه ﻓﻲ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﺰﻛﻲ ھﺬا اﻟﻄﺮح أن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ وﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻔﻘﺮة‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻌﺪﯾﻞ وﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺸﺮط‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﻲ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺰﯾﺎدة ﻣﻨﮫ أو اﻟﺘﺨﻔﯿﺾ ﻓﯿﮫ ﺣﺴﺐ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ‪ ،‬وﯾﻤﻜﻦ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ أن ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻋﻔﺎﺋﮫ ﻣﻦ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻣﺎ دام أن اﻟﺪاﺋﻦ ﻟﻢ ﯾﻠﺤﻘﮫ أي ﺿﺮر‪.‬‬

‫وﻣﻨﮫ ﻓﺈن اﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﯾﻘﺘﻀﻲ ﺗﻮاﻓﺮ ﺷﺮوط اﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم‪ ،‬واﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻣﺎدام أن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻤﻠﻚ‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺳﻠﻄﺔ إزاء ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫ﯾﻘﻀﻲ اﻟﻤﺒﺪأ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻤﺪﻧﻲ أن اﻟﻌﻘﺪ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻤﺒﺪأ ﺳﻠﻄﺎن اﻹرادة وذﻟﻚ‬
‫طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 230‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻷطﺮاف ﯾﺘﻔﻘﻮن ﺳﻮاء ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺻﻠﻲ أو ﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﻻﺣﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻤﺸﺮع ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع وﻣﻨﺢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺪﯾﻞ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺰﯾﺎدة ﻓﯿﮫ أو اﻟﺘﺨﻔﯿﺾ ﻣﻦ ﻗﯿﻤﺘﮫ ﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻏﯿﺮ أﻧﮫ‬
‫ﯾﻄﺮح إﺷﻜﺎل ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺪى اﻋﺘﺒﺎر أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ‪.‬‬

‫‪54‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫وھﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬا اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﺎﻟﺘﻄﺮق ﻟﻠﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬

‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ(‪ ،‬ﺛﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم)اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻠﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ھﻨﺎك ﺧﻼف ﺑﺨﺼﻮص ﺳﻠﻄﺔ‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ھﻲ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﺘﻲ أوﻛﻞ ﻟﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع‬
‫ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ‪ ،‬وﻛﻞ ﺷﺮط ﻣﺨﺎﻟﻒ ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻻ أﺣﺪ ﯾﻨﻜﺮ أن‬
‫ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﻤﻄﻞ واﻟﻀﺮر واﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﺪاﺋﻦ ھﻮ أﺣﺪ وظﺎﺋﻒ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺪر‬
‫اﻟﻤﻘﺮر‪.‬‬

‫وﻷﺟﻞ ذﻟﻚ ﻓﻠﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺗﺨﻔﯿﻀﺎ وزﯾﺎدة وﻓﻖ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ‬
‫ﺣﺪدھﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ھﻲ إذن اﻟﻤﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻔﯿﺾ ﻣﻦ‬
‫ﻗﯿﻤﺔ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ )أوﻻ( أو اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻨﮭﺎ)ﺛﺎﻧﯿﺎ(‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺘﺨﻔﯿﺾ ﻣﻦ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫أﺟﺎز اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﺨﻔﯿﺾ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ إذا ﻛﺎن ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ‬
‫ﻓﯿﮫ إﻻ أن اﻟﻤﻼﺣﻆ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺤﺪد درﺟﺔ ھﺬه اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‪ ،98‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺘﺮك اﻟﻤﺠﺎل ﻟﮫ ﻹﻋﻤﺎل‬
‫ﺳﻠﻄﺘﮫ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ واﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ظﺮوف اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻟﻠﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮭﺎ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﺧﺎﻟﻒ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة ‪ 1152‬ﻣﻦ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪ ،‬وﻛﺬا اﻟﻤﺎدة ‪ 224‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﺼﺮي‪.‬‬

‫وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﻐﻤﻮض اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻏﯿﺎب ﻣﻌﯿﺎر ﯾﺤﺪد ﺑﻤﻮﺟﺒﮫ ﻛﻮن اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ‬
‫ﻓﯿﮫ أم ﻻ‪ ،‬ﺣﺎول اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﺿﻊ ﻣﻌﯿﺎرﯾﻦ أﺣﺪھﻤﺎ ﺷﺨﺼﻲ واﻵﺧﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ‬
‫ﻟﺘﻔﺴﯿﺮ اﻟﺘﺨﻔﯿﺾ اﻟﺬي ﺳﯿﻘﻮم ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ؛ ﻓﺎﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﺸﺨﺼﻲ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺬ ﺑﻌﯿﻦ‬

‫‪ 98‬أﯾوب ﻋﺑد اﻟرزاق ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪55‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ واﻟﻈﺮوف اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻗﻀﯿﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮر ﺷﺪة‬
‫‪99‬‬
‫أﻛﺒﺮ أو أﻗﻞ اﺗﺠﺎه اﻟﻤﺪﯾﻦ أو ﺣﻤﺎﯾﺔ أﻛﺒﺮ أو أﻗﻞ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻓﮭﻮ اﻟﺬي ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻷرﻗﺎم‪ ،‬ﻓﺘﻘﺪﯾﺮ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻻ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻘﺎس إﻻ ﺑﺎﻷرﻗﺎم‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯿﻦ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬
‫وﻣﻘﺪار اﻟﻀﺮر‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﺒﯿﻦ وﺟﻮد ﻓﺮق ﻛﺒﯿﺮ ﺑﯿﻦ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ واﻟﻀﺮر ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻜﻮن ﺑﺼﺪد‬
‫‪100‬‬
‫ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﺎﺣﺸﺔ‪.‬‬

‫وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺒﻘﻰ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﺤﺪﯾﺪ درﺟﺔ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﻛﻞ ﻧﺎزﻟﺔ‪ ،‬إﻧﻤﺎ ﯾﺠﺐ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺮاﻋﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك ﺧﻄﺄ ﺟﺴﯿﻢ أو ﺗﺪﻟﯿﺲ ﺻﺎدرﯾﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫إن ھﻮ ﺧﻔﺾ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ أن ﯾﻨﺰل ﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﺳﯿﻘﻒ ﻋﻨﺪه‪ ،‬ﻟﻮ ﻛﺎن‬
‫‪101‬‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﻨﯿﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻤﻠﻚ ﺻﻼﺣﯿﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺨﻔﯿﺾ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﺠﺰﺋﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام‪ ،‬ﺣﯿﺚ ﯾﻌﻤﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ‪،‬‬
‫وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻔﺮض أﻻ ﯾﻜﻮن اﻷطﺮاف ﻗﺪ ﻗﺮروا ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ اﺗﻔﺎﻗﯿﺎ ﻟﻌﺪم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺠﺰﺋﻲ‪ ،‬أي أﻧﮭﻢ‬
‫اﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ أو اﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪.‬‬

‫وﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن اﻻﻟﺘﺰام اﻷﺻﻠﻲ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎم‪ ،‬وأن ﯾﻘﺒﻞ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﮭﺬا اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬
‫اﻟﺠﺰﺋﻲ‪ ،‬واﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻗﺪ رﺑﻂ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‬

‫‪ 99‬ﻋﺑد اﻟﮭﺎدي ﻧﺟﺎر" دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ -‬أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدوﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪،‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض ﻣراﻛش‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪-2009‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.388‬‬
‫‪100‬‬
‫ﻓؤاد ﻣﻌﻼل ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﻌد ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 95-27‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 16‬ﯾوﻟﯾوز ‪ ،1995‬ﻣﻘﺎل‬
‫ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،14‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1997‬ص ‪.92‬‬
‫‪ 101‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي‪ ،‬ﺣﻘﯾﻘﯨﺔ اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪ :‬ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﺻﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻋدد ﻣزدوج‬
‫‪ 6-5‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2004‬ص ‪.97‬‬

‫‪56‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﺠﺰﺋﻲ ﺑﻤﻌﯿﺎر ﺷﺨﺼﻲ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻨﺎھﺎ اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪،‬‬
‫‪102‬‬
‫وﺑﺘﻮﻓﺮ ھﺬه اﻟﺸﺮوط ﯾﺤﻖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ‪ :‬ﺷﺮوط اﻟﺰﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫ﺗﺴﺘﻤﺪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻮق اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ أﻧﮫ‪:‬‬

‫" ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ‪ ...‬اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﯿﻤﺘﮫ‪-‬أي اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‪ -‬إذا ﻛﺎن زھﯿﺪا"‬

‫وﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ أو اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ زھﯿﺪا إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﻘﺪار‬
‫اﻟﻀﺮر ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻘﺘﺮب اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻠﻎ زھﯿﺪ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺗﺤﺪﯾﺪ‬
‫‪103‬‬
‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﻌﯿﺎر اﻟﺰﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ھﻮ اﻟﻔﺮاق اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺑﯿﻦ‬
‫اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ وﺑﯿﻦ ﻣﻘﺪار اﻟﻀﺮر اﻟﺤﺎﺻﻞ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﻣﻊ وﺟﻮب ﻣﺮاﻋﺎة‬
‫اﻟﻈﺮوف اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪة ﻟﻠﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ إذا ﻛﺎن ﻣﻄﻠﮫ ﯾﺮﺟﻊ ﻟﺨﻄﺌﮫ اﻟﺠﺴﯿﻢ أو ﺗﺪﻟﯿﺴﮫ‬
‫وھﻮ ﻣﺎ أﻟﺤﻖ ﺿﺮر ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺗﺮﻓﻊ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻟﻜﻲ ﯾﺘﻼءم ﻣﻊ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﺬي ﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪:‬ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع اﻟﺬي ﺧﻮل ﻟﻸطﺮاف اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﯾﺾ‬
‫ﻟﺠﺒﺮ اﻟﻀﺮر اﻟﺬي ﻗﺪ ﯾﻠﺤﻖ اﻟﺪاﺋﻦ ﺟﺮاء ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ‪ ،‬وﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺘﮫ‬
‫وﻛﻞ ﺷﺮط ﯾﺤﺮﻣﮭﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻤﺬﻛﻮر ‪.‬‬

‫‪ 102‬ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻛﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪ 103‬ﺳﻌﯾد اﻟﻧﺎوي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص ‪.100‬‬

‫‪57‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫‪104‬‬
‫أن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ أﺿﻔﻰ اﻟﺼﻔﺔ اﻵﻣﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ‬ ‫ﯾﺮى ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮫ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺰﯾﺎدة أو اﻟﻨﻘﺼﺎن أي اﻋﺘﺒﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﻘﺎﺑﻠﯿﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﯿﺾ‬
‫أو ﺗﺤﺪد ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ‪ ،‬وإذا اﺗﻔﻖ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪان ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﺒﯿﻞ ﻓﮭﻮ ﻻ ﯾﻘﯿﺪ ﺳﻠﻄﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺑﻨﻮد اﻟﻌﻘﺪ واﻟﺘﺼﺪي ﻟﮭﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻌﺪﯾﻠﮭﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﯾﺤﻘﻖ‬
‫ﻣﻌﮫ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻹﻧﺼﺎف‪.‬‬

‫وھﻮ ﻣﺎ أﻛﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري إذ اﻋﺘﺒﺮ أن ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺗﻌﺪ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﻻ ﯾﺠﻮز ﻟﻠﻄﺮﻓﯿﻦ أن ﯾﻀﯿﻔﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ أﻧﮫ واﺟﺐ‬
‫اﻟﺪﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻘﻊ ﺿﺮر إن ﻗﺎم اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﺟﺰﺋﯿﺎ أو ﺗﺒﯿﻦ أن‬
‫اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﮫ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻛﺒﯿﺮة‪ ،‬وﻟﻮ ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛﺎن ھﺬا اﻻﺗﻔﺎق ﺑﺎطﻼ‬
‫ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺘﮫ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﺟﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮده أﻻ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺄي ﺗﻌﻮﯾﺾ إذا أﺛﺒﺖ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ أن اﻟﺪاﺋﻦ ﻟﻢ ﯾﻠﺤﻘﮫ أي ﺿﺮر‪ ،‬وأن ﯾﺨﻔﺾ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ إذا أﺛﺒﺖ اﻟﻤﺪﯾﻦ أن ﻗﺎم‬
‫‪105‬‬
‫ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﺟﺰﺋﯿﺎ وأن اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻛﺎن ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﯿﮫ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻛﺒﯿﺮة‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﯾﺮى ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮫ أن اﻟﻘﻮل ﺑﺄن أﺣﻜﺎم اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع واﻟﺬي‬
‫ﺗﻘﺎﺑﻠﮫ أﺣﺎﻛﻢ اﻟﻤﺎدة ‪ 224‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﺼﺮي‪ ،‬ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻗﻮل ﺗﻌﻮزه‬
‫اﻟﺪﻗﺔ واﻟﺪﻟﯿﻞ‪ ،‬ذﻟﻚ أﻧﮫ ﻟﻮ ﺻﺢ إطﻼق اﻟﻘﻮل ﺑﺘﻌﻠﻖ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﻜﺎم ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻋﻤﺎﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮫ ﺑﺘﺨﻔﯿﺾ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ إذا رأى أﻧﮫ ﻣﻐﺎﻟﻰ ﻓﯿﮫ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ‬
‫ﺻﺮح اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮل اﻹﺧﻼل ﺑﻘﺒﻮﻟﮫ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ وﺑﺘﺴﻠﯿﻤﮫ ﺑﻄﻠﺒﺎت‬

‫‪ 104‬اﻟﻛﺑﯾر اﺳﻣﺎﻋﯾﻧﻲ" ﻣدى ارﺗﺑﺎط اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم" ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻧﺷرة ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﻧﻘض ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻻﻣﻧﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ 21‬ﺳﻧﺔ ‪ ، ،2015‬ص‪.140‬‬
‫‪ 105‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري" اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ" ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.818‬‬

‫‪58‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﺪاﺋﻦ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن اﻟﺒﯿﻦ ﻣﻦ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻤﺬﻛﻮر أن إﻋﻤﺎل أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ‬
‫‪106‬‬
‫طﻠﺐ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﻞ وﻋﻠﻰ ﻗﯿﺎﻣﮫ ھﻮ ﺑﺈﺛﺒﺎت ﻣﻮﺟﺒﺎت ﻋﺪم اﺳﺘﺤﻘﺎق اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ أو ﺗﺨﻔﯿﻀﮫ‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫أن ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع‬ ‫وﻣﺎ ﯾﻌﺰز ھﺬا اﻟﺘﻮﺟﮫ ﺣﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﮫ‬
‫واﻟﻤﺎدة ‪ 224‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﺼﺮي ﯾﺘﺒﯿﻦ أن اﻟﺘﺨﻔﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ أو‬
‫اﻟﺰﯾﺎدة ﻣﻨﮫ ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ طﻠﺐ اﻟﻄﺮف اﻟﺬي ﯾﺪﻋﻲ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ أو زھﺎدﺗﮫ؛‬
‫ﻓﻌﺒﺎرة اﻹﻣﻜﺎﻧﯿﺔ) ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ( ﺗﻔﯿﺪ ﺑﺄن ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻄﺮف اﻟﻤﺘﻀﺮر‪ ،‬إذ ﻟﻮ أراد اﻟﻤﺸﺮع أن ﯾﺠﻌﻠﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﺠﻌﻞ اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ ﺑﺼﯿﺎﻏﺔ‬
‫اﻟﻮﺟﻮب‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ إﺛﺎرﺗﮫ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮭﺎ‪.‬‬

‫إﻻ أن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻛﺮس ﻗﺎﻋﺪة إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ودون طﻠﺐ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻟﻜﻮن اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻗﺪ ﻣﻨﺤﺖ‬
‫ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺣﻖ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻻ ﯾﺸﺘﺮط ﻟﻤﻨﺢ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ إﺛﺒﺎت اﻟﺪاﺋﻦ ﺣﺼﻮل‬
‫اﻟﻀﺮر‪ ،‬ﻷن طﺮﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻔﻘﻮن ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻓﺈﻧﮭﻤﺎ ﯾﺴﻠﻤﺎن ﻣﺒﺪﺋﯿﺎ ﺑﻮﻗﻮع‬
‫اﻟﻀﺮر‪ ،‬وﻻ داﻋﻲ ﻷن ﺗﺒﺤﺚ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻘﮫ ﻟﻜﻮن اﻟﻀﺮر ﻣﻔﺘﺮض وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ‬
‫إﺛﺒﺎت أن اﻟﺪاﺋﻦ ﻟﻢ ﯾﺼﺐ ﺑﺄي ﺿﺮر‪.108‬‬

‫وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺎ أﺛﯿﺮ ﻣﻦ ﺧﺮق اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﯿﮭﺎ ﯾﺘﺠﻠﻰ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ إطﺎر‬

‫‪ 106‬اﻟﻛﺑﯾر اﺳﻣﺎﻋﯾﻧﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ 140‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪ 107‬أﯾوب ﻋﺑد اﻟرزاق ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﺷرﻗﺎوي " دور اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس اﻟرﺑﺎط‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪ ،2002-2001‬ص ‪.130‬‬
‫‪108‬اﻟﻛﺑﯾر اﻟﺳرﻏﯾﻧﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪59‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ وﻟﯿﺲ ﺑﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻮﺟﺐ أﻻ ﯾﺘﻢ ذﻟﻚ إﻻ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ طﺮف اﻟﻤﺘﻀﺮر‪ ،‬ﻣﻤﺎ‬
‫‪109‬‬
‫ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻘﺮار ﻏﯿﺮ ﺧﺎرق ﻷي ﻣﻘﺘﻀﻰ وﻣﻌﻠﻼ ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮫ اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ وﻣﺮﺗﻜﺰا ﻋﻠﻰ أﺳﺎس"‬

‫ﻣﻤﺎ ﯾﺆﻛﺪ إذن أﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ وﻟﻮ ﻟﻢ‬
‫ﯾﻄﻠﺐ اﻷطﺮاف ذﻟﻚ‪ ،‬رﻏﻢ أن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺻﺮاﺣﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻟﯿﺲ‬
‫ھﻨﺎك ﻣﺎ ﯾﻤﻨﻊ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﺸﺮع رﺗﺐ اﻟﺒﻄﻼن ﻋﻠﻰ أي اﺗﻔﺎق ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺆﻛﺪ أن اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬وﻣﻘﺘﻀﯿﺎﺗﮫ ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ اﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪ 109‬ﻗرار ﻋدد ‪ 489‬ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ‪ ،‬ﻣﻠف ﺗﺟﺎري ﻋدد ‪ 2004/1/3/1314‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 68‬ﺳﻧﺔ ‪ ، 2008‬ص ‪.114‬‬

‫‪60‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﺻﻔﺤﺎت ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬ﺣﺎوﻟﻨﺎ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﻄﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ‬

‫اﻻﻟﺘﺰام اﻟﺘﻌﺎﻗﺪي ‪ ،‬وﻣﻼﻣﺴﺔ ﺑﻌﺾ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺎر ﺑﺼﺪد ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻗﻮاﻋﺪه اﻹﺟﺮاﺋﯿﺔ‬

‫واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬وﻣﻮاﻗﻒ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﻀﺎء‪ ،‬ﻓﺨﻠﺼﻨﺎ إﻟﻰ‬

‫أن اﻟﻤﻄﻞ ھﻮ إﺧﻼل أﺣﺪ أطﺮاف اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﺰاﻣﮫ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪي ﻛﻠﯿﺎ أو ﺟﺰﺋﯿﺎ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ‬

‫ﺳﺒﺐ ﻣﻘﺒﻮل‪.‬‬

‫وﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ اﻷول اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام وﺷﺮوطﮫ‬

‫وأھﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻜﻔﯿﻠﺔ ﺑﺈﺟﺒﺎر اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﻛﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ‬

‫واﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ‪ ،‬وﺣﻖ اﻟﺨﯿﺎر اﻟﻤﻤﻨﻮح ﻟﻠﺪاﺋﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰام وﻓﺴﺨﮫ وأﺷﺮﻧﺎ‬

‫أﻧﮫ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﯾﻦ أن ﯾﺒﺎﺷﺮ أوﻻ ﻣﺴﻄﺮة اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺳﻠﻮك ﻣﺴﻄﺮة اﻟﻔﺴﺦ‪ ،‬إﻻ‬

‫إذا ﻛﺎن ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺧﻄﺌﮫ وﻟﺘﻌﻤﺪه إﻟﺤﺎق اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻤﻜﻦ‬

‫ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺿﻤﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ‪.‬‬

‫ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻋﻨﺪ إﺧﻼل‬

‫اﻟﻤﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ وﺗﻤﺎطﻠﮫ ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ أو ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‪،‬‬

‫وھﻮ ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻣﻘﺮر ﻛﻀﻤﺎن ﻟﻜﻞ اﻟﺘﺰام ﻣﺪﻧﻲ وأداة ﻟﺘﻨﻔﯿﺬه‪ ،‬وﺗﺮك اﻟﻤﺸﺮع أﻣﺮ ﺗﻘﺪﯾﺮه‬

‫ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ‪.‬‬

‫‪61‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫و ﺗﻘﺪره ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬

‫أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﺈن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ‬

‫ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﺰﯾﺎدة أو ﺑﺎﻟﻨﻘﺼﺎن ﺣﺴﺐ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻀﺮر اﻟﻼﺣﻖ ﺑﺎﻟﺪاﺋﻦ وﻟﮭﺎ أن ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ‬

‫ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن أﺣﻜﺎم اﻟﻔﺼﻞ ‪ 264‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع ﺗﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم‬

‫اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﷲ وﻟﻲ اﻟﺘﻮﻓﯿﻖ‬ ‫اﻟﺤﻤﺪ‬

‫‪62‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻻﺋﺤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪:‬‬
‫اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﺆﻟﻔﺎت‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ أﺑﻮ اﻟﻠﯿﻞ " ﺗﻌﻮﯾﺾ اﻟﻀﺮر ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ "‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻜﻮﯾﺖ ‪ ،‬طﺒﻌﺔ ‪ 1995‬اﻟﻜﻮﯾﺖ‪.‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري" اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺠﺰء‬ ‫‪‬‬
‫اﻷول " دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻘﺎھﺮة ﺳﻨﺔ ‪.1970‬‬
‫إدرﯾﺲ ﺑﻠﻤﺤﺠﻮب ‪ ،‬ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻷول‪ ،‬دون ذﻛﺮ اﻟﻄﺒﻌﺔ‬ ‫‪‬‬
‫واﻟﻤﻄﺒﻌﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻮﻓﯿﻖ ﺣﺴﻦ ﻓﺮج" اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰام ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر اﻻﻟﺘﺰام" اﻟﺪار‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﺳﻨﺔ ‪ ، 1988‬ﺑﯿﺮوت‪.‬‬
‫ﺟﻤﯿﻞ اﻟﺸﺮﻗﺎوي " اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰام ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬أﺣﻜﺎم اﻻﻟﺘﺰام‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻘﺎھﺮة ‪.1989‬‬
‫ﻋﺎدل ﺟﺒﺮي ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺒﯿﺐ" اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ ﻟﻼﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ" دراﺳﺔ‬ ‫‪‬‬
‫ﺗﺤﻠﯿﻠﯿﺔ ‪ ،‬ﺗﺄﺻﯿﻠﯿﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ‪2004‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻖ ﺻﺎﻓﻲ" ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد‬ ‫‪‬‬
‫وﻗﻮاﻧﯿﻦ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺠﺪﯾﺪة‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء ‪.1998‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻖ ﺻﺎﻓﻲ"اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻷول اﻟﻤﺼﺪر اﻹرادي ﻟﻼﻟﺘﺰام‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬آﺛﺎر اﻟﻌﻘﺪ" ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪.2007‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق أﯾﻮب" ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ" ﻣﻄﺒﻌﺔ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪.2003‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺗﻮﻓﯿﻖ " اﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﺑﻘﻀﺎء‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ وﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻐﺎﯾﺔ ‪ "1998‬اﻟﺠﺰء اﻷول اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت‪.‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻌﺮﻋﺎري" اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻷول ‪ ،‬ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﻣﺒﺎدﺋﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ وﻣﻈﺎھﺮھﺎ اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﯿﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻓﻀﺎﻟﺔ اﻟﻤﺤﻤﺪﯾﺔ ‪.1995‬‬

‫‪63‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻌﺮﻋﺎري" ﻣﺼﺎدر اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت‪ ،‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪ "،‬اﻟﻜﺘﺎب‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪.2014‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻌﺮﻋﺎري‪",‬وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﻌﻤﻖ‬ ‫‪‬‬
‫ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﻀﺎء‪ ,‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﺮﺑﺎط‪ ,‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪.2010‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺑﻠﻌﯿﻮر" ﻧﻈﺮﯾﺔ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي‬ ‫‪‬‬
‫واﻟﻤﻘﺎرن" اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب‪ ،‬طﺒﻌﺔ ‪،1986‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ اﻟﺒﺪراوي" اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰاﻣﺎت ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،‬أﺣﻜﺎم‬ ‫‪‬‬
‫اﻻﻟﺘﺰام ) آﺛﺎره‪ ،‬أوﺻﺎﻓﮫ‪ ،‬اﻧﺘﻘﺎﻟﮫ‪ ،‬اﻧﻘﻀﺎؤه( دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ و اﻟﻨﺸﺮ –‬
‫ﺑﯿﺮوت‪.‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﻓﺮج اﻟﺼﺪه" ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ" درا‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ‪ ،‬ﺑﯿﺮوت ‪.1974‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﻛﺤﻠﻮن " اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰاﻣﺎت‪ ،‬أﺣﻜﺎم اﻻﻟﺘﺰام ‪ ،‬دون ذﻛﺮ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ‪ ،‬طﺒﻌﺔ ‪ 2009‬ﺗﻮﻧﺲ‬
‫ﻣﺄﻣﻮن اﻟﻜﺰﺑﺮي" اﻟﺘﺤﻔﯿﻆ اﻟﻌﻘﺎري واﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ اﻷﺻﻠﯿﺔ واﻟﺘﺒﻌﯿﺔ ﻓﻲ‬ ‫‪‬‬
‫ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ" ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﮭﻼل اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬طﺒﻌﺔ ‪ 1980‬اﻟﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪.1987‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻄﺎھﺮ اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر " ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ واﻟﺘﻨﻮﯾﺮ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬دار ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﯿﺔ ‪1997‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﺸﺒﻮر" رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ‪ "،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪.2011‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﺸﺒﻮر" ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ وﻧﻈﺮﯾﺘﺎ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎھﺮة واﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺎرﺋﺔ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻦ وﺣﻲ ﺣﺮب اﻟﺨﻠﯿﺞ" ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺠﺪﯾﺪة ﺳﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻔﻘﯿﺮ " ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ" ﻣﻄﺒﻌﺔ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺠﺪﯾﺪة‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪.2015،‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻔﻘﯿﺮ" ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب‬ ‫‪‬‬
‫اﻷول‪ ،‬اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت ﺑﻮﺟﮫ ﻋﺎم" ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪.2015‬‬

‫‪64‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻔﻘﯿﺮ"ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺴﻄﺮة اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺠﺰء‬ ‫‪‬‬

‫اﻟﺜﺎﻧﻲ" ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺠﺪﯾﺪة ‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪.2014‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺧﯿﺮي" اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ وﻧﻈﺎم اﻟﺘﺤﻔﯿﻆ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب" ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺠﺪﯾﺪة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪.1986‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻜﺮي ﺳﺮور" ﻣﻮﺟﺰ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰام" دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪1985‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮﺑﻲ اﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﺘﮭﺪﯾﺪﯾﺔ وﺗﺼﻔﯿﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ واﻟﻘﻀﺎء‬ ‫‪‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب" ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪.1993‬‬
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺘﺮاب ‪ ،‬ﻧﻈﺎم اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﻛﻮﺳﯿﻠﺔ ﻟﻺﺟﺒﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ‪ ،‬ﻧﻈﺮات‬ ‫‪‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻷول‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺼﻮﻣﻌﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻷطﺎرﯾﺢ واﻟﺮﺳﺎﺋﻞ‪:‬‬
‫أﻣﯿﻨﺔ ﻣﺮﯾﺰﯾﻖ"اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ" رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﯿﻞ‬ ‫‪‬‬
‫دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻤﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ" اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ 2003-2002‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯿﺎض‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺮاﻛﺶ‪.‬‬
‫رﺷﯿﺪ ﻗﯿﻮح " ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﻮد" أطﻠﺮوﺣﺔ ﻟﻨﺒﻞ دوﻛﺘﻮراه اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﻨﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯿﺎض‬
‫ﻣﺮاﻛﺶ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪. 1996-1995‬‬
‫ﺳﻌﯿﺪ اﻟﺪﻏﯿﻤﺮ" ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ أو ﺑﻄﺮﯾﻖ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻗﻀﺎﺋﯿﺎ ﻓﻲ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ" أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ دوﻛﺘﻮراه اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ ،‬ﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪،82-81‬‬
‫ﺳﻌﯿﺪ اﻟﻨﺎوي‪ ،‬آﺛﺎر ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ"‬ ‫‪‬‬
‫رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﯿﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ‬
‫واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪.1999-1998‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن اﻟﺸﺮﻗﺎوي " دور اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻮازن اﻟﻌﻘﺪي" رﺳﺎﻟﺔ‬ ‫‪‬‬
‫ﻟﻨﯿﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻤﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ‪،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ‬
‫واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ اﻟﺮﺑﺎط‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪.2002-2001‬‬

‫‪65‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻋﺒﺪ اﻟﮭﺎدي ﻧﺠﺎر" دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﻌﻘﺪ‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ -‬أطﺮوﺣﺔ‬ ‫‪‬‬
‫ﻟﻨﯿﻞ اﻟﺪوﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﯿﺎض ﻣﺮاﻛﺶ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪2010-2009‬‬
‫ﻓﺆاد ﻣﻌﻼل " اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ" أطﺮوﺣﺔ دوﻛﺘﻮراه‬ ‫‪‬‬
‫ﻧﻮﻗﺸﺖ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺳﯿﺪي ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ‪ ،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‬
‫ﺑﻔﺎس‪.1993 ،‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﺸﺒﻮر" رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ اﻟﻤﻮاد‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ"‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دوﻛﺘﻮراه اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪-1985‬‬
‫‪. 1986‬‬
‫ﻧﺠﯿﺔ ﺟﻨﺎوي‪ ،‬اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻀﺮر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ واﻟﻤﺼﺮي‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬ ‫‪‬‬
‫ﻟﻨﯿﻞ دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻤﻌﻤﻘﺔ‪،‬ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪.1999-1998‬‬

‫‪ -‬اﻟﻤﺠﻼت واﻟﻤﻘﺎﻻت‪:‬‬
‫أﺣﻤﺪ اﻟﺪراري" اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﯿﻨﻲ واﻟﻔﺴﺦ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﯿﺔ " ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر‬ ‫‪‬‬
‫ﺑﻤﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﺪد ‪ 18‬ﺳﻨﺔ ‪.2006‬‬
‫ﺳﻌﯿﺪ اﻟﻨﺎوي‪ ،‬ﺣﻘﯿﻘ ﺔ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ :‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر‬ ‫‪‬‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻓﺼﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻋﺪد ﻣﺰدوج ‪ 6-5‬ﺳﻨﺔ ‪.2004‬‬
‫ﺷﻜﯿﺐ ﺻﺒﺎر"اﻟﺘﻤﺎطﻞ اﻹرادي ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ " ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر‬ ‫‪‬‬
‫ﺑﻤﺠﻠﺔ اﻟﻤﻨﺎرة ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻋﺪد ‪ 4‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ ﯾﻮﻧﯿﻮ ‪.2013‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻹﻟﮫ اﻟﻤﺴﺘﺎري ‪ :‬ﻣﻘﺎل ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان ظﮭﯿﺮ ‪ 61/02/20‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻄﺒﯿﻖ‬ ‫‪‬‬
‫اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻮن اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ و اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺮد ﻋﻠﯿﮫ ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ھﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﯿﻦ ﺑﻤﺮاﻛﺶ ‪ ،‬ﻋﺪد ‪.40‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﯿﻢ اﻟﺠﻮھﺮي "إﺷﻜﺎﻟﯿﺎت اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ واﻟﺘﻄﺒﯿﻖ"‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﺪد ‪.2007 154‬‬

‫‪66‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻌﺮﻋﺎري"ﺗﺄﻣﻼت ﺑﺨﺼﻮص أھﻢ اﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ‬ ‫‪‬‬

‫ﺣﻈﯿﺖ ﺑﺎھﺘﻤﺎم اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺴﺦ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺿﻮء ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻠﯿﻦ ‪ 234‬و ‪ 259‬ﻣﻦ ق‪.‬ل‪.‬ع" ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺿﻤﻦ أﺷﻐﺎل ﻧﺪوة‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ‪ 19/18‬دﺟﻨﺒﺮ ‪ ،1917‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﯿﺔ‬
‫اﻟﺮﺑﺎط‪.1999 ،‬‬
‫ﻓﺆاد ﻣﻌﻼل ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﺮط اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺑﻌﺪ ﺻﺪور اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 95-27‬ﺑﺘﺎرﯾﺦ‬ ‫‪‬‬
‫‪ 16‬ﯾﻮﻟﯿﻮز ‪ ،1995‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻻﻗﺘﺼﺎد‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،14‬ﺳﻨﺔ ‪.1997‬‬
‫اﻟﻜﺒﯿﺮ اﺳﻤﺎﻋﯿﻨﻲ" ﻣﺪى ارﺗﺒﺎط اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم" ﻣﻘﺎل‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻤﺠﻠﺔ ﻧﺸﺮة ﻗﺮارات ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻻﻣﻨﯿﺔ اﻟﻌﺪد ‪ 21‬ﺳﻨﺔ ‪.2015‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة ﻋﺪد ‪.26‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻟﻤﻐﺮﺑﯿﺔ ﻋﺪد ﻣﺰدوج ‪ 129-128‬ﺳﻨﺔ ‪.2010‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ‪ 2011‬اﻟﻌﺪد ‪73‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ع ‪ 39‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪.1986‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﺪد ‪ 64‬و ‪.65‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻋﺪد ‪.68‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎء ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﺪد ‪.76‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻋﺪد ‪ ،74‬ﺳﻨﺔ ‪.2012‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻟﻔﻘﯿﺮ" ﺣﺪود ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﯾﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ"‪ ،‬ﻣﻘﺎل‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﻨﺸﻮر ﺑﻜﺘﺎب ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ‪ 100‬ﺳﻨﺔ‪ ،‬أﺷﻐﺎل اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي‬
‫ﻧﻈﻤﮫ ﻣﺨﺘﺒﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻜﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺑﻤﺮاﻛﺶ وﻧﺎدي ﻗﻀﺎة اﻟﻤﻐﺮب‬
‫ﯾﻮﻣﻲ ‪ 14‬و ‪ 15‬ﯾﻮﻧﯿﻮ ‪ ، 2013‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻮراﻗﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻣﺮاﻛﺶ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪.2013‬‬
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻜﯿﻠﺔ" اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻟﻠﺘﻌﻮﯾﺾ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ" اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ، 2008‬ﻣﻨﺸﻮرات ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﻐﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬ﺳﻠﺴﻠﺔ‬
‫دراﺳﺎت ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ" اﻟﻌﺪد اﻷول ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪.2008‬‬
‫ﻧﺸﺮة ﻗﺮارات ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ‪ ،‬اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪ ،‬اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ‪ 3‬اﻟﺠﺰء ‪ 9‬ﺳﻨﺔ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،2012‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻣﻨﯿﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺑﺎط ‪.2012‬‬

‫‪67‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫اﻟﻔﮭرس‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ‪1 ....................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ وﻓﺳﺦ اﻻﻟﺗزام ‪6 .......................................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻟﻼﻟﺗزام‪8 ............................................................. :‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻟﻼﻟﺗزام ‪9 ........................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻻﻟﺗزام ﺑﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺷﻲء أو ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ‪9 ...........................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ‪11 ................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺟﺑر اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻣﺎطل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪13 .................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ ‪13 ...................................................................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ‪14 ............................................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ ‪16 ......................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ ‪18 .......................................................................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺳطرة ﺗطﺑﯾق اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ وﺷروطﮭﺎ ‪20 ..................................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻹﻛراه اﻟﺑدﻧﻲ ﺑﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﻣﻌﺎھدات اﻟدوﻟﯾﺔ ‪20 ................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ‪22 ...........................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬طرق اﻟﻔﺳﺦ واﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪22 .........................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪:‬طرق اﻟﻔﺳﺦ ‪23 ..........................................................................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪23 ................................................................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ‪25 .................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﻔﺳﺦ واﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪27 ..........................................................‬‬

‫‪68‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫أوﻻ‪:‬ﺧﯾﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪27 ..................................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺧﯾﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‪32 ..................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬آﺛﺎر ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ‪33 ....................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬آﺛﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ‪34 ....................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬آﺛﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ‪35 ...........................................................‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﻣطل ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام‪36 ..........................................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋن اﻟﻣطل ‪37 ..................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺷروط اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض وﻋﻧﺎﺻره ‪37 ............................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺷروط اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﻣطل ‪37 .......................................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺛﺑوت ﻣطل اﻟﻣدﯾن ‪38 ............................................................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬أن ﯾﺻﺎب اﻟداﺋن ﺑﺿرر ‪39 ......................................................................‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣطل واﻟﺿرر ‪40 ..........................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪41 .......................................................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ‪41 ..............................................................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻛﺳب اﻟﻔﺎﺋت ‪42 .................................................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﻠطﺔ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض ورﻗﺎﺑﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋﻠﯾﮭﺎ‪43:‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺳﻠطﺔ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض ‪44 ...................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪:‬رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣوﺿوع ‪45 .............................‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﻌوﯾض اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ أو اﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ ‪48 .........................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪49 ............................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪:‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪50 ......................................................‬‬

‫‪69‬‬
 ‫آﺛﺎر ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻻﻟﺘﺰام ‪ -‬ﻣﻄﻞ اﻟﻤﺪﯾﻦ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‪-‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺗﻌوﯾض اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ اﺗﻔﺎق ﻣﺳﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض ‪50 ....................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺗﻌوﯾض اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ اﻟﺗزام ﺗﺎﺑﻊ ‪51 ...............................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪52 ..........................................................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﮭدﯾدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌوﯾض اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ‪52 .......................................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﻟﻠﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ‪53 ........................................................‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪54 ...............................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺗﻌوﯾض اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ ‪55 ...............................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺷروط اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪55 .............................................‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺷروط اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪57 ................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪:‬ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ‪57 .........................................‬‬

‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪61 ................................................................................................ :‬‬

‫ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ‪63 .......................................................................................‬‬

‫‪70‬‬