Professional Documents
Culture Documents
فتاة العالم الوردي آية طارق ج2 سلسلة بكل فصل نبضة
فتاة العالم الوردي آية طارق ج2 سلسلة بكل فصل نبضة
نوفيال
آية طارؽ
2
بقلم:
آية طارؽ
تصميم غالؼ:
ضحى محاد
تصميم داخلي:
ديدم
حنُت أمحد
3
سلسلة بكل فصل نبضة
فصل الربيع
حصراي جلركب ركائع الركاايت الركمانسية
https://www.facebook.com/groups/rawae3rewayat/?ref=group_he
ader
4
ادلقدمة
«ىيييييييح»
أغمضت الشيماء عينيها حبادلية تتخيل نفسها مكاف بطلة الركاية -اليت تقرأىا -كالبطل يقبلها بشغف..
فتحت عينيها ،تعيد قراءة ادلشهد مرة أخرل كأخرل كأحالمها ال تًتكها..
شاب ُب بداية الثالثينات ،صاحب رلموعة شركات معركفة ،مكافح ،بٌت نفسو بنفسو ،ربمل الكثَت كالكثَت
طويل القامة ،ذك كجو جذاب كجسد عضلي إثر مواظبتو على شلارسة الرايضة!
5
متملك ،غيور ،يعشقها جبنوف كيفعل ذلا كل ما تتمناه!
كىل أيٌب؟
6
الفصل األكؿ (صدمة)
ُب منزؿ الشيماء
بصوت مرتفع صاحت كالدة الشيماء بنفاذ صرب« :اي شيماء ،اي شيماء ،استغفر هللا العظيم ايرب ،نفسي مرة
**********
تركت الشيماء ىاتفها بضيق تتمتم لنفسها« :شيماء شيماء ،ىو مفيش غَت شيماء ُب البيت ده يعٍت!»
7
أتففت الشيماء بصوت كاضح ،الركاية شيّقة للغاية كتود متابعة قرائتها..
دنت من كالدهتا تقبلها كتدللها دبشاغبة ،تبعدىا األخَتة عنها كىي تقوؿ بنربة ذات مغزل:
«ىاٌب اللي عندؾ ايخيت عايزة أيو؟ غدا أان مش عاملة ،أان مش قادرة أقف على حيلي»
كتتعيب نفسك!»
تسارع الشيماء ابلقوؿ« :ال طبعان اي حبيبيت مُت قاؿ كده ،كىو أان برضو ىسيبك تقفي ّ
مصمصت السيدة شفتيها بعدـ تصديق ،كالعلا يدرؾ أف أفعاؿ الشيماء زبالف سبامان قوذلا!
ذباىلت الشيماء نظرات كالدهتا الساخرة ،كقالت« :بقوؿ لك أيو اي ماميت اي حبيبيت ،أان زىقت من أكل
8
البيت ،ماتيجي نغَت النهاردة كنطلب دليفرم»
«تطليب أيو اي عينيا! امشي اي بت على ادلطبخ كبطلي دلع ،ده اللي انقص صليب أكل منعرفش متجاب منُت
«اي ماما»
قاطعتها بصرامة« :بقولك اصلرم على (اذىيب إذل) ادلطبخ كإال قسمان ابهلل ىخلي أبوؾ ايخد منك ادلوابيل اللي
أتففت الشيماء بينما تتجو إذل ادلطبخ كتشرع ُب ربضَت الغذاء كما تريد كالدهتا..
بدأت ُب إعداده بسرعة ككل اثنية كأخرل زبتطف ىاتفها لتتابع قراءة الركاية!
9
**********
ىتف كالد الشيماء بدىشة كابنتو تضع الصحوف على ادلائدة سريعان كهترع إذل غرفتها.
استغلت كالدهتا الفرصة ،قالت حبماس« :سيبها اي حج ،أان أصالن عايزة اتكلم معاؾ ُب موضوع»
11
بفرحة ىتفت« :كل خَت اي حج ،فيو عريس جام لشيماء»
**********
دلعت مقلتاىا سريعان كىي تقرأ ما فعلو البطل ،كيف سحب البطلة إذل أحضانو ،اعتصرىا بُت ذراعيو ،سحب
تركت اذلاتف ملتقطة دفًت أحالمها -كما تطلق عليو -تضيف على قائمة أمساء الزكج احملتمل اسم (إلياس)
ٍب تقرأ األمساء ادلدكنة بصوت مرتفع« :أدىم ،آدـ ،مالك ،ايسر ،جاسر ،ليث ،مازف ،إلياس..
11
اي ترل امسك ىيكوف أيو اي حبييب؟»
مصمصت كالدهتا شفتيها بعدـ رضى ،جلست جبانبها ،تقوؿ« :معلش ايخيت أزعجناؾ! ادلهم دلوقيت ،فيو
«ىاه!»
«أيو اللي ىاه ده اي بت ،بقولك فيو كاحد جام يشوفك آخر األسبوع ..أىا اي بت اي شيماء ربنا غلعلو»..
12
قاطعت كلماهتا صرخة الشيماء ادلزعجة« :ال طبعان أان مش موافقة!»
«أكالن فُت ادلفاجأة كالفرحة ككل اللي حبلم بيو! فُت طريقتك كأنت بتقوليلي كأخَتان اي شيماء ىفرح بيك كجيو
اللي يصونك كػلافظ عليك ..فُت مفاجئتو ىو ليا! ازام ميسحبنيش ُب حضنو كيقورل ىتجوزؾ غصب عنك!
أك غليلي الشغل كيبقى متفق مع صحباٌب كيركع كسطهم كده كيقورل حببك كعايز اذبوزؾ ..أيو ده حلظة،
توقفت عن التحدث مع نفسها ككالدهتا تقوؿ«:أنت عارفة عفاؼ صاحبيت ،آخر مرة كلمتٍت عن ابن أختها،
شاب بسم هللا ما شاء هللا عليو ،أدب كأخالؽ ،قالت مفيش غَتؾ تنفعو»
13
رمشت بعينيها بعدـ استيعاب؛ كلمات كالدهتا ال تدخل عقلها أك ال تريد ..تصديقها!
مصمصت كالدهتا شفتيها ،توضح« :كأان بقوؿ أيو من الصبح! ىو ىييجي يوـ اخلميس إف شاء هللا علشاف
يشوفك كتتعرفوا على بعض ..ربنا غلعلو من نصيبك اي شيماء اي بنيت اي رب»
صاحت بتهور.
14
ابتلعت الشيماء ريقها كنظرة كالدهتا احملذرة تضرب عقلها ،سبنع لساهنا بقوة عن التفوه بػ:
«اذبوز اللي ػلبٍت كاحبو ،اللي يعمل ادلستحيل علشاف أكوف مراتو»
هنضت كالدهتا دكف أف تنتظر ردىا ،تقوؿ قبل أف زبرج« :جهزم نفسك يوـ اخلميس علشاف الضيوؼ»
تسقط الشيماء على سريرىا تضرب كسادهتا بعنف ،ترثي اهنيار أكؿ أحالمها ،كادلصيبة إف تاله آخر كآخر،
**********
يوـ اخلميس
15
عمدت الشيماء األايـ السابقة على قراءة بعض الركاايت اليت كانت تدكر فكرهتا حوؿ (زكاج الصالوانت)
سبامان كزكاجها!
تقرأ كيف ال يطيق البطالف بعضهما أكؿ مرة ،لكن سرعاف ما تندلع شرارة احلب ،ذبرفهما رايح العشق،
تربؽ عيناىا ابلقلوب كىي تقرأ حالة الركمانسية اليت يكوان عليها ،كيف يدلل البطل البطلة كيعاملها بكل رقة
كحناف!
تتنهد هبياـ متخيلة زكجها احملتمل كىو يعاملها بنفس الطريقة ،تبٍت أحالمان جديدة حلياهتما تتناسب مع طريقة
16
دخلت كالدهتا الغرفة ،تراىا ترتدم فستاانن انعمان ،تطلق زغركدة عالية قبل أف تقًتب منها ،تضمها كالفرحة سبأل
حلمها الذم حلمت بو منذ ضمتها بُت ذراعيها كعمرىا ال يتعدل ساعات ..أخَتان سيتحقق!
«جبد اي ماميت»
«جبد اي ركح كقلب ماما ..يال بقى تعارل خدم العصَت علشاف تقدميو»
ربركت معها أبعُت دامعة من الفرحة ،كالشيماء تسَت جبوارىا ال تفكر سول ُب شيء كاحد ،ترل ما امسو؟
17
تدعو بداخلها« :اي رب يكوف أدىم اي رب»
**********
دخلت الغرفة بتوتر ،احلماس يكاد يقتلها لرؤيتو ،لكن خجلها ؽلنعها عن ذلك!
فقط حملت حذاءه األسود الالمع ككأنو اشًتاه للتو ،كىذا ذ ّكرىا دبشهد ُب ركاية ما قد قرأهتا حديثان،
فاستبشرت خَتان!
**********
هتللت أساريره بشدة حينما دلفت ،تفحصها بعينيو كقلبو يهلل بسعادة ،فهي كما كصفوىا لو ،مجيلة مجاؿ
18
ىادئ ،مالزلها يظهر عليها الطيبة..
كبنفسو سأؿ عنها كعن عائلتها ليتأكد من أخالقها ،كاليت امتدحها اجلميع كأشادكا هبا!
ع ّدؿ عدساتو الزجاجية حبركة معتادة ،يقوؿ بصوت منخفض إثر توتره« :ازيك اي آنسة شيماء؟»
عقدت حاجبيها بدىشة ،الصوت ليس خشنان ..قواين كما يحوصف ُب الركاايت ،نعم ػلمل حبة شليزة ،لكن ليس
كما تتصور!
دلم ىي ىكذا؟
19
ىل أجربكىا على اجللوس معو؟
أما ىي؛ رفعت عينيها تدرغليان لتقع نظراهتا عليو ،ترمقو بصدمة كعدـ تصديق!
شاب مخرم البشرة ،ذا طوؿ متوسط تقريبان ،جسد أقرب للنحافة ؼللو من العضالت!
أين األعُت الرمادية الغامضة ،أك الزرقاء الساحرة ،أك اخلضراء اليت ستحتويها؟!
21
ىل ىذا ممن ستتزكجو؟
«زلمود!»
«زلمود!»
21
«زلمود ..زلمود ..زلمود»..
تردد االسم أبذهنا عدة مرات ،حىت دل تعد ربتمل كفقدت الوعي!
**********
أصوات مزعجة تصلها من بعيد تصيبها ابلصداع ،جاىدت للتحدث لَتأفوا حباذلا إال أهنا دل تستطع..
فتحت عينيها ببطء شديد ،تقع نظراهتا عليو ،ينظر إليها بتوتر كقلق.
ابلكاد استوعبت كلمتو ،لتجد كالدهتا تضمها بشدة كدموعها تغرؽ كجنتيها..
كصوت عفاؼ -صديقة كالدهتا -يعلو« :ألف سالمة عليك اي حبيبيت ،خضيتينا عليك»
22
كالدىا يقبّلها حبنو ،ػلمد هللا كثَتان على أهنا خبَت..
«زلمود»
كعلى الرغم من نربهتا اخلافتة جدان ،إال أنو استطاع مساع امسو ينطلق من بُت شفتيها أبسى كبؤس!
23
«زلمود»
**********
«انمت»
«احلمد هلل»
24
«لعلو خَت ..قومي بس خلينا نراتح شوية ،الحسن اليوـ كاف صعب أكم»
**********
لكن ما حدث…!
حل هبا؟
ماذا ّ
25
دلم تصرفت ىكذا؟
**********
«ال ال مستحيل»
هنضت ،تزيح شعرىا من على كجهها ،تقوؿ بقرؼ« :يع ،إيو الكابوس ده استغفر هللا ،قضى على كل
26
أحالمي»
التفتت لتلتقط ىاتفها ،تقع عيناىا على الفستاف ادللقى إبعلاؿ ،ترمش عدة مرات بعدـ استيعاب قبل أف تنطلق
«عااااااااااا»
قفزت على سريرىا كالطفلة ،تصرخ جبنوف «اي هنار أسود كمنيّل ،ده مكنش كابوس ،اي هنار أسود كمنيّل»
تركض الشيماء ضلو كالدىا ،تقوؿ بتوسل طفورل« :اكعى توافق عليو اي اباب اكعى»
**********
27
يستمع زلمود إذل حديث كالديو ابىتماـ ،يقوؿ حبَتة« :مش عارؼ كهللا اي اباب»
هتتف كالدتو بلهفة ،ال تتقبل سول موافقتو على الفتاة ليفرح قلبها بو:
«من حيث الشكل ىي مقبولة ،لكن أان ملحقتش اتكلم معاىا كلمتُت على بعضهم ،كاللي عملتو ده
كماف»...
قاطعتو قاتلة أم زلاكلة منو لرفض الفتاة« :عملت أيو بس اي حبييب؟ البت كاضح إهنا كانت متوترة زايدة عن
اللزكـ فأغمى عليها ،كعياطها ده أكيد بسبب كسوفها مننا كمن اللي حصل أكؿ مرة نشوفها..
نيجي احنا بقى نلومها كنضايقها أكًت دلا نصرؼ نظر عنها؟»
28
ىز زلمود رأسو بنفي ،يقوؿ بتخبط« :اي ماما دم شكلها دلا شافتٍت كال كأهنا شايفة عفريت ،كنظراهتا ليّا»..
تستغل كالدتو صمتو ،تقوؿ إبصرار« :ما قحلتلك البت كانت خايفة كمتوترة اي حبييب»
تنهد زلمود؛ كاضح أف كالدتو لن تراتح إال عندما يتزكج ىذه الفتاة ،كلن تلتفت إذل أم من كلماتو!
«طب أان عندم حل كويس ،احنا ضلدد معاد اتشل تقعدكا كتتكلموا فيو أنت كىي ،كبعدىا اتخد القرار اللي
يرػلك»
29
ككالدتو كاثقة سباـ الثقة أف الشيماء ستناؿ إعجاب كلدىا ،فشقيقتها امتدحت الفتاة كثَتان!
**********
«عامل زم العصاية كالبس نضارات قد كشو تلت (ثالث) مرات كال كأنو بيدارم جوىرة!
31
«تعارل اقعدم اي شيماء ،عايزؾ ُب موضوع»
«أبو زلمود كلمٍت كحدد معااي ميعاد اتشل علشاف تقعدكا كتتكلموا»
قفزت الشيماء مرددة بذىوؿ« :أنت مش راضية عٍت كهللا العظيم ما راضية عٍت»
التفتت إذل كالدىا ،تقوؿ ببكاء طفورل« :أصل اللي بيحصلي ده مش طبيعي كهللا!»
31
سأذلا حبَتة.
ابلنسبة لوالديها الركاايت شيء اتفو يضيّع الوقت ،أحالـ تغوص فيها الفتاة غافلة عن كاقعها..
بت على كتفها قائالن حبنو« :بكرة ابلليل اف شاء هللا ،أان عايزؾ تقعدم كتتكلمي
الحظ كالد الشيماء ضيقها ،ر ّ
معاه من غَت توتر أك خوؼ ،أان ىبقى جنبك كمعاؾ ..كبعد ما ؽلشوا ابقي صلي صالة استخارة،
32
كمفيش حاجة ىتتم إال برضاؾ ..اتفقنا اي حبيبيت؟»
هنضت تقبّل رأسو ،تقوؿ حبنو« :ربنا ؼلليك ليّا اي أحلى أب ُب الدنيا»
لوت كالدة الشيماء شفتيها ،تقوؿ بضيق مصطنع« :أيوه طبعان ،ىو أحلى أب ُب الدنيا كأان الوحشة اللي مش
أبعدهتا صلول بضيق مصطنع ،تقوؿ« :ال ايخيت مبغَتش ..كاتفضلي يال على ادلطبخ اغسلي ادلواعُت»
رمقتها صلول بنصف عُت ،تقوؿ بتهديد« :أنت بتربطمي بتقورل إيو اي بت؟»
33
ضنت مالمح الشيماء كىي هتتف« :بقوؿ شوية كده كىغسل ادلواعُت حاضر»
تغ ّ
«ال اي حبيبيت مفيش شوية ،اتفضلي يال دلوقيت ،كمتسيبيليش حاجة ُب احلوض زم عادتك ،عايزاه يلمع»
«أككككؼ بقى»
ىتفت بضيق شديد بينما تتجو إذل ادلطبخ ،ككالدىا يتابعها ضاحكان!
تنظر لو زكجتو ،تقوؿ حبنق شلتع« :بتضحك! شايف آخرة دلعك ليها؟»
**********
34
ىذا ما فكر فيو زلمود كىو يرمق الشيماء اجلالسة أمامو بصمت كضيق كنظرات غريبة ال تفصح عن دكاخلها!
يوضح بتوتر« :اقصد يعٍت بعد اللي حصل ادلرة اللي فاتت»
«نعم؟»
35
«احلمد هلل»
ردد خبفوت ،غللس أمامها صامتان ال يستطيع ذبميع كلمتُت على بعضهما!
رفع زلمود أكتافو بعدـ معرفة ،يقوؿ« :أان اللي بسأؿ ،أصل تصرفاتك دم مش طبيعية!»
حدؽ فيها ببالىة ،يرمش ػلاكؿ استيعاب ما قالتوٍ ،ب ينفجر ضاحكان!
أتملتو حبدقتُت ضيقتُت ،تبحث ُب مالزلو عن أم شيء يشًتؾ بو مع أبطاؿ الركاايت ،إال أهنا دل ذبد!
36
«أككككؼ»
توقف عن الضحك ،ينظر ذلا حبذر ،يسأذلا« :أنت معًتضة على جوازان؟»
تضحك ابستخفاؼ ،ترفع رأسها بكربايء ،تقوؿ بغركر مستفز« :جوازان! أنت مستعجل كده ليو؟
37
ضن كجهها ككادت أف تبكي من األسى لوال صلاحها ُب السيطرة على نفسها..
تغ ّ
«عمرم سبعة كعشرين سنة ،متخرج من كلية اآلداب ،كبشتغل مدرس عريب ُب مدرسة»...
مدرس!
يعٍت أنو ال يوجد أم أمل لتكوف زكجة رجل األعماؿ مالك الشركات!
الرمحة اي هللا!
38
تغَت مالزلها كالصدمة ادلرسومة على كجهها ابرتياب ،يقوؿ لنفسو:
كاف يالحظ ّ
«كهللا العظيم شكلها رلنونة»
يتابع بصوت مرتفع قليالن« :بصي أان شخصية ىادية جدان ،بس ُب نفس الوقت زلبش اللي ييجي عليّا ،كزم ما
بيقولوا كده اتقي شر احلليم اذا غضب ،كاألحسن برضو تبعدم عٍت لو لقيتيٍت متعصب كمتحاكليش تتكلمي
«كماف أان شخصية منظمة كده ،كاكًت حاجة بتنرفزشل لو لقيت الدنيا حواليا متبهدلة»
39
«يس يس يس»
شردت ُب أحالمها كلساهنا ينطق بػ (ىيييح) بنربة خافتة ال تصل دلسامعو ،لكنو دل يغفل عن تعابَت كجهها
كابتسامتها البلهاء.
رفعت الشيماء كجهها مبتسمة ،تقوؿ هبدكء ؼلالف معاملتها السابقة لو« :كأان الشيماء دمحم ،عمرم تالتة
41
كعشرين سنة ،متخرجة من كلية ذبارة كمبشتغلش»
«أان عارؼ عنك كل حاجة ،كده أصالن اللي شجعٍت إشل أجي كأطلب ايدؾ ..كإف شاء هللا لو كافقت حياتنا
سول ىتكوف كويسة ،يعٍت طادلا احنا ىنحط أسس كظلشي عليها فإف شاء هللا كل حاجة ىتبقى سباـ»
أكمأت إبدراؾ ،خياذلا يشرد للحياة الوردية اليت ستحياىا معو ،أحالمها تغزكىا كتبعث السعادة داخلها.
بعد بعض الوقت ك ّدع زلمود كعائلتو كالد الشيماء على كعد بلقاء قريب.
انطلقت الشيماء إذل غرفتها لتأدية صالة االستخارة ،كبعدىا مباشرة إذل سريرىا ،تغفو كربلم أبايمها القادمة
41
الفصل الثاشل (عرساف)
«خشي (ادخلي) برجلك اليمُت اي عركسة»
استمرت الشيماء على صمتها بال تربير ،كدل تتخذ خطوة كاحدة للداخل!
«مالك اي شيماء؟»
«مش ىندخل؟»
42
سألتو ببالىة.
يرمقها بصدمة ،يقوؿ خبفوت« :إيو اذلبل ده بقى! ماان بقارل ساعة بقوذلا ادخلي»
«ىاه!»
43
«شيلٍت»
كررت إبصرار.
سحبها زلمود للداخل ،كىو يقوؿ ابستنكار« :أشيلك إيو اي بنيت ،إيو جو األفالـ القدؽلة اللي أنت عايشة فيو
ده!»
«أفالـ قدؽلة!»
رددت ابستنكار.
تتخصر ُب كقفتها كىي تصيح بنزؽ« :ىو دلا تشيلٍت يبقى ده جو أفالـ قدؽلة! ما كل العرايس بيشيلوا
ّ
عركساهتم ليلة الدخلة!»
44
«عرايس! ىي امسها عرايس؟»
عقد ذراعيو أماـ صدره ،يقوؿ بسخرية« :كاللي ىو إيو إف شاء هللا؟»
رفع حاجبيو ابستنكار ،يردد خلفها بذىوؿ« :أشيلك ألكضة النوـ ،أنت مش مكسوفة كأنت بتقوليها؟
45
مش ادلفركض دم أكؿ ليلة يعٍت يبقى فيو قلق كتوتر»
ابتسمت بسخرية متعمدة ،تكرر كلماتو« :قلق كتوتر! إيو جو األفالـ القدؽلة اللي أنت عايش فيو ده!»
اذبو هبا إذل غرفة نومهما ،كضعها على السرير ،كىو يقوؿ بتذمر:
زمت شفتيها ،تعقد ذراعيها أماـ صدرىا ،تقوؿ بضيق« :على فكرة أان رشيقة جدان كمسبتيك ُب نفسي!»
ّ
46
ألقى نظرة سريعة على جسدىا الشبو مكتنز ،كىو يقوؿ بنربة ذات معٌت« :أىا ما ىو كاضح!»
حدجتو بنفس النظرة ،كىي تقوؿ بسخرية« :كهللا اللوـ على اللي جسمو شبو العصاية كمعندكش أم
عضالت»
بت على حجاهبا ،كىو يقوؿ« :أان بسمع كتَت عن مشاكل اجلواز بس
سبالك زلمود أعصابو ،ماؿ عليها ،ير ّ
كنغَت ىدكمنا كنصلي علشاف الليلة دم تعدم
عمرم ما فكرت اهنا بتبدأ من أكؿ يوـ! فأان بقوؿ نستهدل ابهلل ّ
على خَت!»
دقائق كثَتة قضتها الشيماء ُب تبديل الفستاف ،كىي تفكر فيما سيفعلو زلمود معها ،حياهتا الوردية اليت
47
ستبدأ بعد حلظات قليلة!
تركها متجمدة ُب مكاهنا ،ربدؽ ُب ادلكاف الذم كاف يقف فيو بصدمة!
دلم دل يقًتب منها ،يغازذلا كيثٍت على مجاذلا ،ؼلتطف قبلة سريعة ىاتفان ابجلملة الشهَتة (ىذه لتساعدشل على
االنتظار)؟
أين كل ىذا؟
48
عاد زلمود بعد دقائق ليجدىا على كقفتها دل تتحرؾ!
«شيماء؟»
«شيماء»
49
«أنت اللي فيو أيو ،كاقفة عندؾ كده ليو؟»
رمقتو دكف رد ،تنتظر منو أم إطراء ،غزؿ ،أم كلمة أك دلسة حربيي أحالمها اليت على كشك ادلوت!
«كبعدين بقى»
شهقت مفزكعة ،ترمقو بغضبٍ ،ب تتجو خبطوات حانقة اذباه ادلطبخ.
«راػلة فُت؟»
**********
51
بعد عدة دقائق
كقفت الشيماء أماـ ادلائدة ادلرصوص عليها سلتلف أنواع الطعاـ ،مغمضة عينيها ..تتخيل زلمود يضمها من
فتحت عينيها ،تراه غللس أمامها على ادلائدة ،يشرع ُب تناكؿ الطعاـ.
«طب بالش ،أصالن أكفر أكم إنو ػلضٍت من أكؿ يوـ ..ادلفركض احلركة دم بعد اجلواز بفًتة ،كأكوف أان
51
«ىاه»
«اقعد فُت؟»
سألتو ببالىة.
52
طفح الكيل!
سحبت ادلقعد بغضب لتجلس عليوٍ ،ب بدأت ُب تناكؿ الطعاـ بنهم سلرجة فيو كل غضبها!
تنهدت بعد أف انتهت من طعامها ،تنظر إذل الصحوف الفارغة حبسرة ،ليس ىذا ما كانت تتمناه كال زبطط لو،
53
سبنت أف زبيب ظنوهنا ،أف أيخذىا زلمود إذل العادل الوردم الذم حلمت بو مراران!
«طب إيو؟»
سبلك
تسارعت نبضاهتا عند مساع صوتو األجش ،رمشت بعينيها خبوؼ كىي ترل نظراتو ادلختلفة ..الغريبةّ ،
سحبها برفق إذل غرفتهما كاالبتسامة سبأل كجهو ،كبعدىا دل تشعر بشيء!
**********
54
تسحبت هبدكء خارج الغرفة ،ارسبت على األريكة بوجو
ألقت عليو نظرة سريعة؛ لتجده يغط ُب نوـ عميقّ ،
شاحب كمالمح ذابلة تناُب كوهنا عركس!
علست لنفسها ببؤس ،تتذ ّكر حلظاهتما السابقة كاقًتابو منها ،ال تنكر أنو كاف متفهمان إذل حد ما ،لكن ليس
كما ربلم!
«كنت ادلفركض أرفضو من أكؿ ما عرفت امسو ،لكن أان غبية غبية»
55
طرقت جبينها تعنّف نفسها ،لوال غباؤىا لكانت اآلف ملكة ُب بيت كالدىا تنتظر ممن ػلقق ذلا أحالمها!
جزت على أسناهنا تقوؿ حبنق« :كأان ىعمل إيو دلوقيت؟ أتطلق؟»
كحىت إف ضغطت على نفسها كربملت عدة أشهر فاجملتمع أيضان لن يرمحها ،فيكفي محلها للقب مطلقة!
«يعٍت ىفضل عايشة معاه بطريقتو دم ،ده أان شلكن ػلصلي حاجة كهللا!»
56
كيف كاف حنوانن عليها ،يسأؿ عن أحواذلا دائمان ،لكنو أبدان دل يغازذلا ،يسرؽ اللحظات ليختطف قبلة من
إال أهنا أرجعت ذلك إذل أف رلتمعها يلتزـ بعادات كتقاليد كدينها ينبذ ىذه التصرفات ،اعًتفت مرغمة أف
كاتبات الركاايت يتمادكف ُب كصف العالقة بُت ادلخطوبُت ُب ىذه الفًتة ،فالبد أف تكوف ىناؾ حدكد بُت
االثنُت!
«غبية اي شيماء ،كهللا العظيم غبية ،ده امسو زلمود ،يعٍت اجلواب ابين من عنوانو!»
57
**********
سبلمل ُب نومو ،رمش بعينيو لتعتاد على ضوء الشمس الذم ينَت غرفتو ،استغرؽ عدة حلظات ليستوعب أين ىو
كيتذ ّكر زكاجو الذم دل ؽلر عليو أربع كعشركف ساعة بعد!
التقط عدساتو الطبية يضعها على عينيوٍ ،ب جالت حدقتاه ُب الغرفة حبثان عنها.
«شيماء ،شيماء»
«شيماء»
58
«خضتٍت اي أخي»
ىتف بسخرية كىو غللس جبانبها« :ىو أان كل دلا أجي جنبك ىتتخضي كال إيو!»
شعر حبَتة كقلق شديد عليها ،فهذا ليس كجو عركس أبدان!
«مالك اي شيماء؟»
59
مٍت ،ده احنا لسو مكملناش أربعة كعشرين ساعة مع بعض ،يعٍت ىتبقى عيبة كبَتة أكم
«اكعي تكوشل زعالنة ّ
ُب حقي»
ىتف زلمود بنربة مرحة جلبت االبتسامة إذل شفتيها ،حاكلت كبتها بكل قوهتا ،تقوؿ متذمرة:
«اي سالـ ،يعٍت أنت اللي فارؽ معاؾ إنك زعلتٍت ُب أكؿ يوـ بس؟ لكن بعد كده ىيبقى عادم مثالن!»
ضحك خبفةٍ ،ب قاؿ« :اي بنيت ىو أنت بتدكرم على ادلشاكل كخالص؟ كبعدين إف شاء هللا ربنا ما غليب زعل
كال حاجة»
صمتت ،ليقوؿ رافعان حاجبيو« :طيب اعرؼ بس مالك ،إيو اللي ضايقك؟»
ثواشل كدلعت مقلتاه بفهم« :اكعي تكوشل اتضايقت علشاف قحلت عليك فيلة!»
61
برقت مقلتاىا بشراسة ،تنهره بضيق طفورل« :بس متقولش فيلة ،أان قمر ُب نفسي اصالن»
«كىي امسها قمر ُب نفسي؟ كبعدين يعٍت أنت قمر كأان عصاية! بقى بذمتك أان عصاية؟»
ربركت عيناىا على جسده النحيف ،تقوؿ حبذر« :أنت عايز الصراحة؟»
أكقفها عن احلديث إبشارة من يده ،يقوؿ دبرح عفوم« :ال ابهلل عليك ،الحسن أنت لسانك شكلو طويل كأان
رفع يديو مستسلمان ،ينفي بسرعة« :مش قصدم ،بس أصلك بتقورل كالـ غريب فجأة كده كأنك مش
ُب كعيك»
61
أشارت إذل نفسها ،تصرخ جبنوف« :تقصد إشل رلنونة؟ أنت جام تكحلها تركح تعميها!»
سبتم بداخلو كىو يقًتب منها ،يسحبها لتجلس جبانبو ،يقوؿ هبدكء:
كرر كلماهتا« :ده أنت حىت قمر ُب نفسك ،كمش زبينة ،بس اىدم اي شيماء ابهلل عليك»
ربركت من أمامو بعصبية ،تتمتم بغيظ« :يزرع األمل جوااي كاقوؿ اي بت ده زم ابطاؿ الركاايت ،ركح ىوككب
ؽلسك مسدس عيار تسعتاشر (تسعة عشر) يقتل بيو كل آمارل كأحالمي..
62
أان إيو اللي رماشل الرمية السودة دم بس اي رب!»
كدمحم يتابعها بنظراتو ،يهمس بيقُت« :طب كحياة أمي البت دم رلنونة!»
**********
كانت الشيماء ذبلس مع عائلتها كعائلة زكجها كاالبتسامة سبأل كجهها ،تتحدث كسبزح معهم كشخصية طبيعية
سبامان!
ىتف زلمود لنفسو« :ماىي حلوة اىيو ،أكماؿ بتقلب معااي ليو كجنّونتها بتطلع»
«ىاه اي بت طمنيٍت»
63
علست كاالبتسامة سبأل كجهها.
ابتسمت الشيماء ساخرة« :ايااه اي ماما ،كأخَتان شوفتك مرة زم أمهات الركاايت! بس اي فرحة ما سبت»
علست حبسرة حىت ال تسمعها أمها كتعتفها« :ايريتك كنت فضلت زم مانت اي حجة ككاف زلمود ىو اللي
زم أبطاؿ الركاايت ،لكن أان طوؿ عمرم ضلس أان عارفة»
مطت الشيماء شفتيها ،تقوؿ« :بت إيو بس اي حجة هللا يهديك ،أان بقيت ست خالص»
«كهللا ماان عارفة افرح كال أديك ابلشبشب على قلة أدبك دم ،هللا يكوف ُب عوف الراجل عليك،
64
ده ليو اجلنة»
«اي حجة كهللا أان بنتك أنت مش جايباشل من الشارع! كبعدين شبشب إيو اللي ىتديٍت بيو ده؟
أان بقيت متجوزة دلوقيت ككلها يومُت كابقى أـ ،كأنت عايزة تديٍت ابلشبشب!»
ش ّدهتا من أذهنا كىي تقوؿ« :كأديك ابجلزمة كماف ايبت بطٍت ،حىت لو كاف عندؾ عشر عياؿ ،إيو رأيك بقى؟
سارت الشيماء خلفها ،تتمتم بقهر« :رب ّكم كتسلّط حىت بعد اجلواز ،أان عمرم ما ىناؿ حرييت كأعيش
65
تكتم كالدهتا ضحكتها عليها ،تدعو هللا أف يوفق ابنتها كيرزقها السعادة مع زكجها.
**********
«ىاه بقى؟»
خطى اذباىها ،ػليط جسدىا بذراعيو ،يغمزىا قائالن« :ما تيجي اقولك كلمة سر»
سبتمت خبفوت.
66
عقد حاجبيو زلاكالن معرفة ما هتمس بو.
أبعدت يده عن جسدىا ،كىي تقوؿ بربكد« :مش دلوقيت أان جعانة»
كإف كاف ال يفعل ذلك كعلا ما زاال عركسُت ،فبالتأكيد لن يفعل أبدان!
67
راقبها زلمود بدىشة ،ال يعلم كيف أتكل كل ىذه الكمية ،أال تشبع!
«ىوكككس»
68
ألقاىا على السرير ،ينزع سًتتو عن جسده ،يقوؿ:
توسعت عيناىا بصدمة ،هتتف من بُت أسناهنا بغيظ« :أيو الدبش اللي بًتميو ده! بقى حد يقوؿ كده
لعركسة لسو»..
كدل يسمح ذلا دبتابعة حديثها ،كفعل ما كاف يتمناه منذ كقت.
69
**********
بعد فًتة
رمقتو الشيماء بعدـ فهم كىو يلتقط مالبسهما كيضعها ُب حقيبة صغَتة.
أجاهبا زلمود كتركيزه منصب على ما يفعلو« :حبضر ىدكمنا علشاف نسافر»
«جبد اي زلمود جبد؟ كهللا أان كنت عارفة إنك شبو أبطاؿ الركاايت كمز كقمر ،كإف كل اللي حصل من
71
دلك فركة رأسو ،يهتف حبَتة« :ىو أان مش فاىم حاجة ،بس مش مهم ،الزـ صلهز بسرعة علشاف منتأخرش
«القطر»
سل ّكت أذنيها ،هتمس لنفسها مؤكدة« :ال ىو قاؿ الطيارة أكيد بس أان اللي مسعت غلط»
تغمض عينيها أبسى ،تكاد تصاب ابلشلل كىي تسمعو يقوؿ« :أكعدؾ ىنقضي أسبوع ُب األقصر كأسواف
71
إظلا إيو عنب ،ىيبقى أمجل أسبوع عشتيو ُب حياتك بعوف هللا»
«األقصر كأسواف؟ ىو احنا ىنقضي شهر عسلنا ُب األقصر كأسواف ،كأسبوع كماف مش شهر؟!»
أكد زلمود حبماس غافالن عن حالتها الغريبة ،يشرح ذلا برانمج رحلتهما كامالن ،كىي ذباىد كي ال تحصاب
72
الفصل الثالث (مفيش فايدة)
بعد شهرين
73
دندنت الشيماء كلمات األغنية دبرح بينما تعد كجبة الغذاء لزكجها..
مالت ترقص بسعادة ،تضرب ادلالعق ببعضها بتفاعل ،كىي تغٍت بصوت عارل
بسبوسة ابلسمنة منقطة ايللي رسي عليك العطى أان عايز أتوب من العطعطة كده ابختيارم
اه اي ماجستَت ُب اذلشتكة اان قليب جالك اه اشتكي ،كانت كال كأنك حاسس بنارم
كضعت يدىا على قلبها بذعر ،هتمس لنفسها« :علوت انقصة عمر بسببو كهللا»
كقف زلمود على ابب ادلطبخ ،يقوؿ بغضب« :ساعة برف اجلرس كأنت كال أنت ىنا!»
74
مطت شفتيها برباءة.
«جبد؟ مسمعتش»
لفت انتباىو كلمات األغنية اليت تسمعها ،يقوؿ ابمشئزاز« :كبعدين إيو القرؼ اللي أنت بتسمعيو ده ،اقفلي
القرؼ ده حاالن»
«طبعان مش ىتعجبو األغاشل اللي بسمعها بتاع كاف كأخواهتا ده ،كاحد معقد صحيح!»
75
«أنت بتقورل إيو؟»
أشارت لو ابدللعقة ،تقوؿ بربكد« :بقوؿ ايريت تركح تغَت ىدكمك بعدين ماجهز الغدا»
تعم ادلطبخ ،يقوؿ من بُت أسنانو« :ىو أنت لسو ىتعملي الغدا؟»
نظر إذل الفوضى اليت ّ
رددت معو دبلل« :ىو أان مش قحلت قبل كده مليوف مرة إشل حبب ارجع من الشغل االقي األكل جاىز علشاف
قاطعت الشيماء كلماتو اليت ربفظها عن ظهر قلب« :طوؿ مانت بًتغي كتَت كده الغدا ىيتأخر ،اتفضل ركح
ألقى عليها نظرة غاضبةٍ ،ب ربرؾ إذل غرفتهما ليبدؿ ثيابو.
76
«القرؼ اللي كنت مشغاله ده ميتفتحش اتشل فاعلة؟»
انتظرتو حىت دخل الغرفة ،لتفتح أغنية جديدة ،تدندف مع ادلطرب بسعادة بينما تتابع صنع الطعاـ!
**********
أبعد زلمود صحن األرز عنو ،يقوؿ بضيق« :إيو ده اي شيماء؟ الرز زلركؽ»
استندت برأسها على يدىا ،هتتف بنربة طفولية« :اي خسارة الوقت اللي ضيعتو ُب عميلو»
77
رمقتو بنظرة غاضبة.
«تتعصب ليو يعٍت ادلوضوع مش مستاىل ،كال ىتعمل زم ماما كتقلبهارل زلاضرة اقتصادية كتديٍت مواعظ
كنصايح»
أان بقارل أكًت من شهرين معاؾ ،مفتكرش إشل أكلت ُب يوـ كجبة سليمة من غَت ما ربطي عليها بصمتك!
مرة ربرقي الرز ،مرة ربطي سكر على األكل بدؿ ادللح ،مرة»..
«خالص اي عم ،كهللا أان عارفة كل اللي عملتو! كبعدين مش مكسوؼ من نفسك كأنت بتقوؿ
78
شهرين ،ادلفركض أان لسو عركسة ،يعٍت اتدلع كبس ،مش اقعد اطبخ كأنضف!»
«ال اي شيخة؟ كحضرتك بقى ىتفضلي عركسة لغاية امىت؟ كادلفركض مُت اللي يهتم بيا كابلشقة لغاية دلا الفًتة
دم تنتهي؟»
«كهللا يعٍت ادلفركض أنت كرجل جنتل ُب نفسك كده؛ سازلٍت ايرب ،ادلهم يعٍت ادلفركض ذبيب دلراتك
قلدىا بصرب« :كمراٌب الرقيقة العسل؛ سازلٍت ايرب ،انقصها أيد كال رجل علشاف هتتم ىي ببيتها كجوزىا؟»
79
تركت الطعاـ غاضبة ،توضح لو« :كهللا أنت ادلفركض تدلعٍت كهتنٍت ،مش زبليٍت طوؿ ما أان قعدة أفكر ُب
ملوخية كابمية!»
«أنت مبتعرفيش تعملي ادللوخية كالبامية أصالن اي شيماء! طب بذمتك اي شيخة دم ملوخية تتاكل؟
قاطعتو متذمرة« :اىوه اىوه ،بقى بذمتك ُب حد يقوؿ لعركسة كده ،ادلفركض سبدح ُب أكلي حىت لو ىوكلك
عيداف كربيت ،كدلا زبلص تقورل تسلم ايدؾ اي حياٌب ،مش تقعد تطلعلي القطط الفطسانة ُب كل حاجة
دلك زلمود جبينو بنفاذ صرب بينما يستمع ذلا« :كبعدين طادلا مش عاجبك أكلي كمش راضي ذبيبلي
81
خدامة ،يبقى مفيش غَت حل كاحد»
«تطبخ لنفسك ،كاىو على رأم اخواتنا األجانب ىيلب يور سيلف
هنض من على مائدة الطعاـ ،يقوؿ حبنق« :طب بصي بقى اي ىازل ،جو اخلدـ كاذلبل اللي أنت عايزاه ده تنسيو
خالص ،احنا مش عايشُت ُب ادلريخ! كإشل اطبخ لنفسي كالكالـ الفاضي ده تشيليو من دماغك ،أان بشتغل
كبتعب كبشقى طوؿ اليوـ علشاف اجي االقي لقمة أكلها ،مش اجي اطبخ لنفسي!»
81
كتركها متجهان لغرفتهما لَتاتح.
اتبعتو الشيماء بنظراهتا ،تقوؿ حبنق« :رخم كغيب ،قاؿ إيو بتعب كبشقى طوؿ اليوـ ،ماان شلكن من بكرة انزؿ
اشتغل كيبقى زيي زيو ابلظبط ،كساعتها يبقى يوريٍت ىيتحجج إبيو أستاذ كاف كأخواهتا!»
كضعت الصحوف ُب ادلطبخ ،تًتكها ُب مكاهناٍ ،ب تسرع إذل ىاتفها ،تلتقطو كتستلقي على األريكة ،تتابع قراءة
ركايتها.
**********
هنض زلمود من نومو بعد ساعتُت ،خرج من الغرفة ليجد الشيماء مستلقية على األريكة ،تضع قدمان فوؽ قدـ،
82
«شيماء ،قومي اعمليلي شام»
دل ػلصل منها على أم رد ،ليكرر مرة أخرل كأخرل ككال حياة دلمن تنادم!
«أنت اي ست اي شيماء!»
ضغط على كف يده ػلاكؿ سبالك أعصابو ،فهو يشعر بصداع شديد كليس لديو قدرة على اجلداؿ معها.
«حاضر دقيقة»
83
أشارت لو بيدىا كعادت إذل ىاتفها.
تعمو ،سبتم ابالستغفار كبدأ ُب إعداد الشامٍ ،ب خرج لَتاىا على
دخل إذل ادلطبخ ليجد حالة من الفوضى ّ
حاذلا ،سحب اذلاتف منها لتشهق الشيماء بفزع.
كضع اذلاتف ُب جيب سركالو ،أشار إذل ادلطبخ قائالن« :دلا تنضفي بيتك ابقي اقعدم على التليفوف براحتك!»
رمقتو بدىشة ،تقوؿ« :إيو اللي بتقولو ده؟ ىو أنت بتتعامل مع عيلة؟»
84
أشار برأسو مؤكدان« :هللا يفتح عليك ،أنت مينفعش معاؾ غَت معاملة العياؿ»
«بطل ىزار!»
«مبهزرش اتفضلي قومي شوُب ادلطبخ اللي مقلوب ده كبعدين ابقي تعارل اقعدم على ادلوابيل براحتك»
أتففت مرة أخرل كىي ترل حالة ادلطبخ ادلزرية ،مشرت أكمامها كشرعت ُب جلي الصحوف.
**********
85
«أححححح أححححح ،احلقٍت اي زلمود ،احلقناااااام»
ؽلسها شيء!
ركض زلمود إليها كقلبو يقرع خوفان ،توقف بصدمة كىو يراىا سليمة دل ّ
«بتصوٌب ليو؟»
قبض على يده بشدة حىت ال يتهور ،يستغفر هللا بصوت عارل.
86
«ال كأنت الصادقة أان بستغفر عن الذنب اللي ىرتكبو دلوقيت لو سلتفيتيش من قدامي!»
«اثبيت اي بت مكانك»
ىزت رأسها بعدـ رضى ،تؤنبو جبدية« :إيو اثبيت دم اي زلمود ما ربسن ألفاظك شوية!
سبايلت الشيماء جبسدىا كىي تغٍت بدالؿ« :أان بوس بوس بوس ،ىتخس ُب حيب النص»
87
«اتعدرل اي شيماء كبطلي»
لوت شفتيها ساخرة ،مستعَتة مجلة ىاشل رمزم الشهَتة« :اديك قحلتها بنفسك بربطم ،ىو حد بيقوؿ اللي
بيربطمو!»
88
«طب ما زبليها بكرة ،ادلياه ساقعة أكم»
**********
«اخخخ اخخخخ اي ضهرم ،حراـ عليك اي مفًتم ،سايبٍت ساعة ُب ادلطبخ لوحدم لغاية دلا ضهرم اتكسر!»
89
ىتفت بتعب كىي تستلقي على السرير.
قفزت عليو ككأهنا ليست اليت كادت سبوت من التعب منذ دقائق!
91
سأذلا بشك.
«طبعان أكماؿ أنت فاكرشل بعمل إيو على الفوف طوؿ اليوـ ،ده أان سللصة أكًت من ثالث آالؼ ركاية»
تربعت ُب جلستها ،تقوؿ دببدأ تتمسك بو« :امشعٌت يعٍت؟ ما الركاايت برضو مفيدة جدان ،كمعظمها بيناقش
كضع الكتاب جانبان ،يناقشها« :أديك قحلت بنفسك معظمها ،فيو ركاايت كتَت متستحقش تبصي فيها أصالن،
91
كركاايت بتناقش أفكار مقرفة ،كشلكن احللوؿ تبقى بنفس القرؼ كاكًت ..علشاف كده بقولك خليك ُب
الكتب أحسن»
«أحم ما يعٍت كل حاجة فيها احللو كفيها الوحش ،كاحنا ادلفركض طلتار احلاجات اللي تفيدان كنبعد عن اللي
بيخالف أفكاران»
ٍب سحبتو ابلنقاش إذل ما تريده« :طب تعرؼ ،أان حاليان بقرأ حتة ركاية إظلا إيو ذبنن هتبل ،بتناقش مواضيع مهمة
«أشلممم»
92
كقبل أف يلقي أم تعليق اتبعت حبماس« :كهللا كهللا ككماف كهللا ىتعجبك جدا كمش ىتحس إنك ضيّعت
سحبت الشيماء ىاتفو لًتسل لو ملف الركاية ،متمنية أف تفلح زلاكلتها كيتغَت كلو قليالن بعد قرائتو كرؤيتو ما
«ايرب بقى»
**********
93
دارت الشيماء حوؿ نفسها أماـ ادلرآة ،تتأمل نفسها بضيق..
لقد صدؽ حديثو ،ابلفعل أصبحت (فيلة) كما أطلق عليها من قبل ،ككلو بسببو!
ىو الذم غلعلها تصل إذل حالة من الغضب ال ذبد سول الطعاـ لتفرغ البعض منو فيو ،البعض فقط!
ربملو!
بينما البقيّة يًتاكم كيًتاكم بداخلها حىت دل تعد تستطيع ّ
لقد سأمت منوّ ،ملت من طباعو اليت زبالف كل أحالمها؛ البسيطة منها كالال بسيطة..
األمل الوحيد لديها حاليان ىو أف يتأثر بشخصية بطل الركاية اليت أعطتها لو ليقرأىا ،يعاملها مثلما يعامل
ستقضي ادلتبقي من حياهتا ترثي أحالمها كاحدان كاحدان ..حىت ادلوت ،كالذم سيكوف قريبان؛ إما إثر ضغط
94
مرتفع أك جلطة تصيبها بسبب جالفتو!
«ايريب مفيش مرة يقوؿ حبيبيت بالش حبيبيت ،طب شيمو ،شوشو ،شوشيتا ..كهللا حىت لو دلع بكرىو ىحبو
«ساعة بتلبسي؟!»
95
تقوؿ دبلل« :عادم يعٍت ،كبعدين أنت مستعجل على إيو؟ ده احنا راػلُت نفس البيتُت اللي بنركحهم كل
سأذلا بدىشة.
زمت شفتيها بضجر ،مهما قالت لن يفهم ،ستًتؾ األمر حىت ينهي قراءة الركاية ،ىي أملها الوحيد ليشعر هبا
ّ
كيفهم متطلباهتا!
«ال يال»
96
**********
ككل أسبوع ،يقضياف ساعة أك أكثر ُب بيت كالد زلمود ،كمثلها ُب بيت كالد الشيماء ،ساعة تقضيها ُب ملل
«انبسطت؟»
ارتسمت على شفتيها ابتسامة مسجة ،ذبيب ابستهزاء« :جدان جدان متعرفش انبسطت قد إيو ،ده أان مكنتش
97
ىتف ببساطة ٍب اذبو إذل غرفة النوـ.
قبضت كفيها ،ضربتهما ببعضهما ،كىي تقوؿ لنفسها« :اىدم اىدم ،الركاية إف شاء هللا ىتغَته ،خلي عندؾ
اذبهت إذل الغرفة ،ب ّدلت مالبسها كاستلقت جبانبو ،لتجده يقرأ كتاابن جديدان!
اعتدلت ُب جلستها ،تسألو بلهفة« :ىو أنت قريت الركاية اللي أان اديتهالك؟»
سحبتو الشيماء منو ،كىي تسألو« :طب كإيو رأيك فيها؟ عجبتك؟»
98
ارتسمت السعادة على كل كجهها ،كىي تستجوبو« :طب قورل بقى إيو اكًت حاجة عجبتك؟
«بصي ايسيت ىي زم ماقحلتلك حلوة ،كفيو كذا مشهد فيها عجبٍت ،بس حاجة كاحدة اللي زلبتهاش فيها
99
سألتو ابرتياب.
«عالقة األبطاؿ ببعض ،حاجة شللة كرمخة ألبعد احلدكد ،مش عارؼ أنتوا ازام بتسموا ده ركمانسية!
ككانت الصدمة.
111
الفصل الرابع (رلنونة)
الدنيا ربيع كاجلو بديع
111
«الدنيا ربيع الدنيا ربيع»
صاحت الشيماء بصوت مرتفع كىي ربرؾ كجهها ؽلينان كيساران كشعرىا القصَت ينساب على كتفيها..
التقطت (بيضة) لتقوـ بتلوينها كالبسمة مرتسمة على كجهها ،كصوت سعاد حسٍت يصدح ُب ادلنزؿ ؽللؤه
ابلبهجة..
112
قاؿ لك قاؿ لك قاؿ لك ايو قاؿ لك اه
الغد الغد
جبد جبد
113
تركت الشيماء البيضة بضجر.
رفعت عينيها إليو ،تقوؿ بنربة شلطوطة« :شم نسيم سعيد عليك اي ركككحي»
جلس زلمود على األريكة ،كىي ربت قدميو؛ تفًتش البيض كاأللواف على األرض.
ىتف ابنزعاج.
«بقى بقولك شم نسيم سعيد عليك اي ركحي ،كأنت تسألٍت بعمل إيو! ىو مش كاضح يعٍت؟»
114
أراح رأسو على األريكة مغمضان عينيو.
«اللي كاضح اإلزعاج اللي أنت عماله كمش سلليٍت عارؼ أانـ»
انتفض بفزع على شيء يرتطم جببينو ،كاليت دل تكن سول (البيضة) اليت ألقتها الشيماء عليو حبرفية لتحصيب
ىدفها بنجاح!
115
قفل قفل قفل قفل قفل
التقطتها دبهارة ،كىي تقوؿ بضيق« :استغفر هللا العظيم ايرب ،يعٍت اشغل عمرك كبسنت ميعجبش ،سعاد
حسٍت تقوؿ عليها ازعاج ..عارؼ؛ أنت مش ىينفع معاؾ غَت أيها الراقدكف ربت الًتاب!»
116
«صربشل اي رب»
تقلده كىي تقوؿ« :يصربشل أان على ما بالشل! اتفضل قوـ يال اغسل كشك علشاف نفطر كنلحق اليوـ من
أكلو»
«نلحق إيو؟»
التسلح ابلصرب.
علست لنفسها زلاكلة ّ
117
«يعٍت بقولك شم نسيم ،كالدنيا ربيع ،يبقى ىنلحق إيو بذمتك؟ ىنخرج نتفسح طبعان»
«حراـ عليك اي شيماء ،ده أان ماصدقت يوـ اجازة اراتح فيو من الشغل ،كأنت تقوليلي طلرج نتفسح!»
شم
متخصرة« :نعععم اي ركحي ،ال بقولك إيو ،أان من ساعة ما أخدتك كأان مبخرجش كال ب ّ
ّ كقفت أمامو
نفسي ،اللهم إال بيت أبوؾ كأبواي ،كبتبقى خركجة كلها ملل ُب ملل»
قاطعها دمحم مستنكران« :اي سالـ؟! ليو ىو أان ركحت األقصر كأسواف لوحدم؟»
ربولت مالزلها للشر ،كىي تقوؿ« :متفكرنيش ابلرحلة ادلنيّلة دم علشاف كل ما بفتكرىا بتعصب»
أتفف ابستسالـ.
118
«طيب ،عايزة زبرجي تركحي فُت؟»
رفع أكتافو بال مباالة ،كىو يقوؿ« :عادم يعٍت ،كنت بطلع العب كرة مع أصحايب ،نقعد على القهوة ،نركح
سايرب ككده»
«صحيح أنت مدرس لغة عربية ،آخرؾ ضلو كصرؼ ،آشل آسف»
119
«استغفر هللا العظيم ايرب ،أان مش عارؼ أنت أيو مشكلتك مع شغلي ،ماؿ إف مدرس عريب ابخلركج مش
فاىم!»
ابتسمت لو بسماجة ،تقوؿ« :أصل بعيد عنك مدرسُت العريب دكؿ بيبقوا… كال بالش الحسن تزعل»
111
حركت حدقتيها ،كىي تقوؿ« :ده على أساس إنو ضغطو ىو اللي ىيعلى بسبيب!»
قفزت جبانبو ،تقوؿ بنربة طفولية« :بص احنا شلكن انخد أكل ،كنركح نقعد ُب أم جنينة انكل ىناؾ ،كبعدين
نركح»..
111
كاتبعت حمسًتضية« :خالص نتغدل قبل ما ننزؿ ،كال أقولك دلا نرجع ،كتعاذل ننزؿ دلوقيت نركح درصل ابرؾ،
بيبقوا عاملُت»...
قاطعها مرة اثنية« :درصل ابرؾ دم بتاعت األلعاب؟ ال طبعان مستحيل نركح ىناؾ ،أنت شايفاشل عيّل قدامك!»
سألتو ابستنكار.
112
«مش عارؼ! ما تفكك من اخلركجة دم كخلينا نقضي اليوـ ُب البيت»
ٍب هنضت ،تقوؿ منهية احلديث« :قحعاد (جلوس) ُب البيت نو نو نو ،كرأفةن مٍت بيك بس ىتنازؿ كننزؿ بعد
الغدل ،كبالىا درصل ابرؾ اي سيدم ،بس ابقى شخلل جيبك بقى»
**********
قبيل العصر
113
داىم زلمود شعور ابلغثياف كرائحة غريبة سبأل الشقة..
ىتفت الشيماء برباءة كىي تضع طعاـ الغذاء على ادلائدة« :دم أكيد رػلة الفسيخ»
«فسيخ!»
114
«ركحي ارمي البتاع ده بسرعة ،كإايؾ تدخليو البيت اتشل»
كفى!
التقطت الشيماء السكُت من على ادلائدة ،اقًتبت منو بوجو أمحر ،عيناف تربقاف ابجلنوف!
«ما ىو بص بقى ،زلمود كقحلنا معلش كلها أسامي ربنا ..عصاية كالبسلي نضارة قد كشك كقحلت خلقة ربنا
كمفيش انساف مش حلو! كتب كتاب مع الفرح ككربت عقلي كقحلت اي بت أنت ُب رلتمع شرقي ميصحش!
يومُت عسل ُب معابد عفى عليها الزمن ،كمخس أايـ بُت أربع حيطاف ،كقحلت معلش شجعي سياحة بلدؾ..
رخامة كبركد كقلة اىتماـ كقحلت نصيبك كاستعوضت ربنا كاللهم ال اعًتاض!
لكن تيجي دلوقيت تبص للفسيخ بقرؼ كتقورل يع كمش ابكلو ،كتعملي نفسك جام من أمريكا ال سورم،
115
ذلنا ككفاية بقى! فوؽ لنفسك اي زلمود انصر حسُت ،أنت مدرس لغة عربية ،يعٍت من عامة الشعب ،اتكل
أكل الشعب كزبرج خركجات الشعب ..لكن عايزان نقلبها بقى كتبقى زم أبطاؿ الركاايت اشطا ،بس ىيبقى
لقد تعدل جنوهنا كل حدكد ادلعقوؿ ،ككجودىا ابت يحش ّكل خطران على حياتو!
«قحلت إيو؟»
116
«استهدم ابهلل بس اي شيماء كابعدم السكينة دم»
جلس على ادلائدة ،ذبلس الشيماء جبانبو ،تشَت إذل الفسيخ ابلسكُت ،كىي تقوؿ:
117
«اي نكمل زم ماحنا كاتكل الفسيخ ..اي تعلن نيّتك ُب التغيَت!»
ابتسامة كاسعة ارتسمت على شفتيها؛ تدؿ على قرهبا لعودهتا لوعيها!
كبنربة حادلة علست« :تبقى زم أبطاؿ الركاايت ،تعاملٍت بكل حب كحناف ،تدلعٍت كهتتم بيا ،تعملي مفاجآت
استعاد زلمود سيطرتو على نفسو ،اشتعلت عيناه بغضب كأكؿ رد فعل على ما تفعلو معو!
«ال اي شيخة ،ده على أساس إنك بتعملي ربع اللي بتطلبيو ده!»
118
«كعايزشل اعملك إيو يعٍت؟»
سألتو بشراسة.
«كبعدين تعارل ىنا ،إيو امسي زلمود كإشل رخم كابرد! ىو حضرتك فاكرة نفسك إيو! بنت شقرا بعيوف ملونة!
لسانك اللي عايز قطعو ده بينقط عسل كسكر! كال على أساس امسك مجيلة كال رصل!»
«كبعدين ماذلا األقصر كأسواف ،ده أنت قضيت أسبوع معيشتهوش حياتك كلها!
119
استفزىا حبديثو ،فصاحت جبنوف« :ألف بت مُت اي عينيا ،ىو أنت أخدتٍت حجزر ادلالديف!»
«اي بت اجملنونة»
121
ىتف بذعر ،ػلرؾ يديو على عنقو ليتأكد من عدـ إصابتو..
« حكل معاه بصل ..كاعمل حسابك بعد األكل ىننزؿ نتفسح ،كىنركح كل األماكن اللي أان عايزاىا؛
121
«كاف يوـ أسود يوـ ما اذبوزتك اي شيخة»
**********
جالسة أماـ التلفاز دبلل ،زلمود أخربىا أبنو سيزكر صديقو ادلريض بعد انتهاء اليوـ الدراسي ،كعليو سيعود إذل
نظرت إذل الساعة ادلعلقة على اجلدار ،لقد ذباكزت اخلامسة كدل يعد بعد!
122
حياهتا معو أثبتت ذلا ابلطريقة الصعبة أف كل ما ػلدث ُب الركاايت خياؿ ُب خياؿ ،ال ؽلحت للواقع بصلة ،أهنا
يكفي أنو صلح فيما فشل فيو الكثَتكف ،أفقدىا شغفها ُب أكثر ما ربب ..قراءة الركاايت!
123
انفصلت عن العادل كادلثل كامالن يًتدد ُب عقلها:
(تبقى زم أبطاؿ الركاايت ،تعاملٍت بكل حب كحناف ،تدلعٍت كهتتم بيا ،تعملي مفاجآت كزبرجٍت ،ككل اجازة
«ال اي شيخة ،ده على أساس إنك بتعملي ربع اللي بتطلبيو ده!)
ىي دل تفعل ،دل ذبرب ،اكتفت ابلتعليم النظرم -عن طريق القراءة -كدل ت حقم أبدان ابلتدريب العملي!
124
«ىي دم»
هنضت سريعان منفذة ما تفكر فيو ،آملة أف تنتهي قبل عودة زلمود!
**********
125
«أنت فُت اي شيماء؟ كالدنيا ضادلة كده ليو؟»
«متخافش دم أان»
............................................
التفت حولو بدىشة ،الشموع تنتشر ُب كل مكاف ،طعاـ كثَت مرصوص على ادلائدة القابعة ُب جانب الصالة،
126
رائحة عطرة تعبق األجواء.
«عجبك؟»
علست ُب أذنو بنربة مثَتة ،يدىا تتحرؾ على صدره حبركة مدركسة ،أتمل أف أتٌب بثمارىا!
انتبو حينها إذل ما ترتديو ،قميص نوـ طويل ابللوف األمحر ادلثَت ،شفاؼ ،يكشف الكثَت كالكثَت من جسدىا!
كعت إذل حركة يده على جسدىا ،ابتعدت عنو ،هتز رأسها بنفي ،هتمس:
127
حاكؿ زلمود سحبها إليو ،إال أهنا امتنعت ،كقفت خلفو تعبث خبصالت شعره ،هتمس جبانب أذنو:
«يال»
علست أبمل.
**********
128
«شيماء ،أنت فُت؟»
تظهر أمامو من حيث ال يدرم ،تشَت إذل موضع قلبو ،تقوؿ بنعومة:
«أان ىنا»
«ىاه»
ىتف ببالىة ،ال يستوعب سول كجودىا أمامو هبذه اذليئة ..ادلدمرة!
129
فطنت إذل حركتو القادمة من نظرة عينيو ،سحبتو سريعان إذل ادلائدة ،تقوؿ بدالؿ كاد يفقده عقلو:
«انكل بقى»
استغلت الفرصة ،جلست على قدميو ،ربيط عنقو بذراعيها ،تلعب أبصابعها ُب آخر عنقو.
كدكف انتظار رده ،سحبت قطعة بيتزا -كانت قد طلبتها مسبقان -ككضعتها مقابل فمو.
131
فتح فمو بطاعة ،يستقبل اىتمامها بو كدالذلا لو بكل سركر!
سبسو ىي!
قطعة تلوىا قطعة من يدىا ،حىت أهنى معظم الطعاـ دكف أف ّ
«ابذلنا كالشفا اي قليب»
التفتت إليو جبسدىا ،ترمش عدة مرات بدالؿ ،هتمس كيدىا تتحرؾ على صدره:
131
«طيب مش ىتشيلٍت ألكضة النوـ؟»
أحكمت سيطرهتا عليو سبامان بدالذلا كحركاهتا ،دل يستطع ادلقاكمة ،محلها كما تريد دكف إبداء أم اعًتاض،
كضعها على السرير كاستلقى فوقها ،علست كىي ربرؾ يدىا على ظهره حبنو:
«ضهرؾ كجعك؟»
«فداؾ أم كجع»
**********
132
الليلة ادلاضية ال يعرؼ كيف يصفها ،لكنها كانت ..رائعة!
كضع العدسات الطبية على عينيوٍ ،ب هنض يبحث عن تلك اجملنونة اليت سيطرت على كيانو أمس بطريقة
غَت متوقعة!
**********
كانت الشيماء ُب ادلطبخ ،تقوـ بتحضَت الفطور كىي تدندف إحدل األغاشل الركمانسية اليت تعشقها..
تكاد تطَت من الفرحة ،لن تبالغ إف قالت أهنا قضت أسعد ليلة ُب حياهتا!
صحيح البداية كانت مليئة ابخلجل إثر ارتدائها ذلك القميص الفاضح.
«قاؿ أان اللي كنت مكسوفة من القميص اللي لبستو ،أكماؿ اللي عملتو معاه ابلليل ده يبقى إيو!»
133
ضحكت خبجل ،تتذ ّكر جرأهتا معو أثناء حلظاهتما اخلاصة لتتمتع كما حسبتعو!
ككما ستعوده على االىتماـ هبا كتدليلها كما يفعل أبطاؿ الركاايت ،ستتعود ىي على اجلرأة كاستخداـ سحر
134
ازداد ارتيابو ،فعلى مدار األشهر ادلاضية دل تفعل ذلك إال أكؿ أسبوعُت من زكاجهما!
كضعت على ادلائدة طبق الفوؿ ،الطعمية الساخنة ،البيض ادلقلي ،اجلنب كادلرىب ،كاخلبز ابلطبع.
«إيو كل ده؟»
ىتف بذىوؿ ،مع إعلاذلا اعتاد على تناكؿ شطَتة جنب مع كوب الشام قبل ذىابو إذل عملو.
135
أشارت لو ابجللوس ،تقوؿ برقة« :علشاف حبييب ايكل كويس ،كيقدر يكمل يومو الطويل»
136
«ىو أان مش لسو مديك تلتمية (ثالث مائة) جنيو من أسبوع ،كديتيهم فُت؟»
ىتفت برباءة.
«كمُت قالك تعملي الزفت ده ،ىي بعزقة فلوس على الفاضي!»
هنضت لتجلس على قدميو ،أحاطت عنقو متالعبة أبصابعها آبخره ُب حركة اكتشفت أهنا ذات أتثَت كبَت
137
عليو!
«ىاه؟»
ابتسمت بداخلها خببث ،رمست على كجهها احلزف ،كىي تقوؿ« :خالص أان آسفة ،كمش عايزة فلوس خالص
أان ىتصرؼ»
«استٍت بس»
138
دفنت كجهها ُب عنقو مدعية البكاء« :ال اكعى خالص أان زعالنة»
ابتسم على نربهتا الطفولية ،يقوؿ بصدؽ« :كهللا أنت من امبارح متجننة كربنا يسًت عليّا منك!
«جبد؟»
أكمأ بتأكيد ،يقوؿ بتحذير« :بس ابقي خفي ايدؾ بعد كده ،كإال ادلحرتب ىيطَت ُب أسبوع!»
139
«عايز طبعان»
**********
141
ركضت ابذباىو ،توقفو« :استٌت استٌت»
كصلت لو ،تطبع قبلة على كجنتو ،تقوؿ« :دم علشاف تصربشل على بعادؾ ..مع السالمة اي حبييب»
«استٌت»
أشارت إذل كجنتها ،قائلة« :يال بوسٍت كقورل خلي ابلك من نفسك اي حبيبيت»
141
كمن ينظر جملنونة..
نظر ذلا م
كلكنها مستعدة لفعل أم شيء دلتابعة انتصارىا!
سبايلت خبصرىا ،تسألو بوقاحة يتخللها احلزف« :إيو مش عايز تبوسٍت ،كال أان مش حبيبتك؟»
دسل منها ،يقبّل كجنتها قبلة سريعة ،يكرر كلماهتا اليت ألقتها عليوٍ ،ب يودعها متجهان إذل عملو ..متمنيان أال
142
دقائق كجلست على األريكة ،تتمالك أنفاسها كتفكر فيما ستفعلو معو األايـ القادمة!
ىي الزالت ُب البداية ،دل تنسى كلماتو عندما نعت الركاايت الركمانسية ابلقرؼ ،لذا عليها ّتوخي احلذر ُب
معاملتها معو ،استقباؿ أم رد فعل منو هبدكء كالتعامل معو حبرفية ،لتناؿ ما تريد!
143
الفصل اخلامس (مصيبة)
التقطت الشيماء ىاتفها لتبدأ ُب خطوهتا التالية.
«كحشتٍت»
144
«البيت كحش أكم من غَتؾ ،ىتيجي امىت بقى؟»
«عااااااااا»
قاكمت رغبتها إبلقاء اذلاتف ،كبدؿ ذلك هنضت تدكر ُب صالة ادلنزؿ بعصبية.
قضمت أظافرىا مفكرة ،رافضة سبامان التخلي عما تفعلو ،خاصة أهنا حصلت منو ابلفعل على استجابة بسيطة!
«ماىو برضو اي شيماء مش من أكؿ يوـ ىيتفاعل معاؾ ،الزـ تصربم شوية ،يعٍت يوـ يرد رد رخم زيو..
145
ال يوـ إيو دكؿ يومُت ثالثة أربع أسابيع كال شهور كده ،ده معقد كرخم كمش ىيتعدؿ غَت دلا يطلع ركحي!»
«بس أنت بقى كاجبك تستحمليو كتعلميو لغاية دلا يبقى زم مانت عايزة ،إف شاء هللا يعٍت ىيبقى إف شاء هللا»
ضر لو الغذاء.
ىتفت أبمل قبل أف تذىب كرب ّ
**********
146
ظهرت أمامو انفية أحالمو ،تؤكد لو كاقع مجيل ..ىادئ كشخصيتو.
ىتفت الشيماء بينما تسحب منو حقيبة أكراقوٍ ،ب طبعت قبلة صغَتة على كجنتو.
«كحشتٍت»
«ابيّنها لسو على نفس احلالة! كهللا ماان عارؼ افرح كال أخاؼ ،ربنا يسًت من اللي جام!»
147
ليستخدـ نفس الرد األبلو« :ىاه؟»
أخذت نفسان عميقان مسيطرة على ىدكءىا ،كقالت كىي تدفعو للداخل:
اذبو إذل غرفتو دكف تعليق ،فهو على كشك اجلنوف من تصرفاهتا!
**********
148
«ىو أنت اللي طبخت كال ده دليفرم؟»
دل يستطع منع لسانو من سؤاذلا كىي ألكؿ مرة تطهو طعامان هبذه اللذة!
أجابت عليو بسؤاؿ مرح« :أنت بتشكك ُب قدراٌب كال إيو اي مودم؟»
تذكؽ ملعقة أخرل ،قبل أف يقوؿ« :مش قصدم ،بس أصلك أكؿ مرة تعملي أكل حلو كده»
صفقت بيديها بيأس« :اسكت اي حبييب ،علشاف أنت كل ماتيجي تكحلها تعميها!
«هللا مش دم احلقيقة؟!»
سأذلا مستنكران.
149
تقورل كده برضو ،شلكن مثالن تقوؿ تسلم
استندت بذقنها على كف يدىا ،تعلمو بصرب« :حىت لو ،مينفعش ّ
ايدؾ اي ركحي األكل النهاردة ليو طعم سلتلف ..األسلوب بيفرؽ برضو!»
«اشلمم طيب»
تنهدت زلافظة على ىدكئها ،تقوؿ بصرب« :أم حاجة ..تسلم إيدؾ..ربنا ما ػلرمٍت من أكلك احللو..
أم حاجة ترفع من معنوايت الغلبانة اللي كاقفة ساعتُت ُب ادلطبخ علشاف خاطرؾ»
151
ضحك عليها ،كىتف لَتػلها« :تسلم ايدؾ ايسيت»
151
**********
152
كحينها تعاذل صوت ادلنبو ككل يوـ!
كتركتو كغادرت.
خرج من غرفتو بعد عدة دقائق مستعدان للمعركة اليومية؛ معركة (إعداد الشام)!
«ال دم حالتها كده زادت أكم ،بس أحلوت أكم أكم ،لو تفضل على كده بس!»
153
«يعٍت مصحياشل كعمالرل الشام كماف ،ال أان مش متعود على كده!»
ضمتو الشيماء من اخللف ،كىي تقوؿ« :إف مكنتش اىتم جبوزم حبييب ،ىهتم دبُت يعٍت؟»
154
«خلصت؟»
أكمأ ذلا ،لتخربه حبماس أف يذىب كغللس أماـ التلفاز حىت أتٌب لو!
«إيو كل ده؟»
«لزكـ السهرة»
155
«طب إيو احنا ىنقضي السهرة ىنا كال إيو؟»
سأذلا خببث.
ابتسمت دبكر بينما تدير كجهو إذل التلفاز ،تقوؿ برباءة« :الربانمج اللي بتحبو بدأ»
أتقوـ لتقرأ ركايتها كما تفعل كل يوـ كىو يشاىد ىذا الربانمج ،أـ ذبلس كتشاىد معو ليصل لو شعور أهنا هتتم
دقائق قليلة مرت كدل تستطع ربمل ادلزيد ،فال أكثر من الرايضة كاألخبار تكرىهما ُب حياهتا!
156
كما أف ذلك الربانمج الرايضي شلل للغاية ،ككلمات اإلعالمي كلها متناقضة!
«مودم»
«أشلمم»
«بصي بقى ،كل حاجة ُب كوـ كخالد الغندكر كالزمالك ُب كوـ! تغلطي فيهم أنفخك»
مصمصت شفتيها بعدـ رضى ،كدل تشأ الدخوؿ ُب جداؿ معو حىت ال يفسد كل ما فعلتو!
157
«معلش بس أان مبحبش الرايضة خالص ،كبزىق دلا بتفرج عليها»
صربشل اي صرب»
« ّ
ىتفت بداخلها بغيظ..
«مودم»
كحصلت على نفس اذلمهمة اليت حصلت عليها مسبقان ،إال أهنا دل تستسلم!
158
أكمأ دكف رد.
اتبعت إبصرار كنربة مليئة ابلرجاء« :طب شلكن لو مسحت يعٍت كاحنا راجعُت نبقى نقعد ُب أم كافيو علشاف
نظر ذلا بصدمة ،يقوؿ« :نعم! ازبنقت من إيو؟ ىو احنا مش لسو خارجُت يوـ شم النسيم؟!»
«ده كاف من شهر ،كبعدين ىو أان حلقت اهتٌت ،دكؿ علا اي دكب ساعتُت كرجعتٍت!»
159
«ليو اي ىازل أنت كنت عايزة تبقي لنص الليل ُب الشارع كال إيو؟»
سأذلا ابستنكار.
(ده على أساس إشل كنت ىبقى لوحدم! مش ادلفركض حضرتك راجل معااي)
«طب خالص نركح بكرة نقعد ُب أم كافيو نشرب عصَت كنرجع على طوؿ ،مش ىنكمل ساعة!»
«الزمتو إيو ده كلو يعٍت؟ ماحنا ىنركح عند أىلي كأىلك كتشمي ىوا زم مانت عايزة»
قاطعتو حبنق« :حراـ عليك اي زلمود ،ىو أان دلا اخرج من أربع حيطاف ألربع حيطاف اتنية يبقى كده
161
بشم ىوا! كبعدين سواء أىلك أك أىلي القعدة كلها بتبقى ملل!»
ٍب أحاطت عنقو ،ككررت برجاء« :علشاف خاطرم اي مودم ،علشاف خاطرم»
ىي طفلة!
.................................
ىل سيسعى إلرضائها كما ػلدث مع بطالت الركاايت أـ سيقتل أحالمها كما اعتاد؟
161
ليس مهمان!
ستحاكؿ ُب كل األحواؿ!
كإف جاء لَتاضيها فهي ادلستفيدة ،ستفوز بنزىة معو ،ستتخذ خطوة أخرل اذباه تغيَته..
كإف دل يفعل فلن تستسلم ،طادلا حصلت منو على بوادر استجابة فستتابع طريقها لألخَت!
162
إف كاف ال ؼلرج معها كل أسبوع من األساس ماذا كانت ستفعل؟!
سبلملت كىي رباكؿ إبعاد جسدىا عنو ،إال أنو دل يسمح ذلا!
«اكعى سيبٍت»
سبادل أكثر ،أدارىا إليو ليتمتع بنعيم قرهبا ،فما كاف منها إال أف دفعتو بشدة ليبتعد عنها ،فيسقط على
األرض!
انفجرت ضاحكة كىي تراه أسفلها ،يدلك رأسو بتعب كالصدمة تظهر على مالزلو!
163
«ايذلوم مش قادرة»
كضعت يدىا على بطنها اليت بدأت تؤدلها من كثرة الضحك ،كمع ذلك ال تستطيع التوقف ،خاصة كىو
يرمقها ببالىة!
أخَتان استوعب ما فعلتو بو ،هنض حبنق ،غلذهبا من ذراعها حبدة ،يضغط عليو بقوة ،يقوؿ من بُت أسنانو:
164
ارتعبت من نربتو ادلرتفعة كمالزلو اإلجرامية..
(بصي أان شخصية ىادية جدان ،بس ُب نفس الوقت زلبش اللي ييجي عليّا ،كزم ما بيقولوا كده اتقي شر
إنو اآلف ُب أكج حاالت غضبو ،كاليت من ادلمكن أف تحسفر عن عواقب كخيمة!
خرج من الغرفة صارخان بغضب« :كل ده علشاف الزفت اخلركج! طب إيو رأيك بقى مفيش
165
خركج خالص ،كخليك مرزكعة ُب البيت لغاية دلا تتعلمي ربًتمي نفسك!»
استلقت تضم نفسها كدموعها تسيل على كجنتيها ،ىي دل تقصد دفعو ،تقسم على ذلك ،كما أهنا اعتقدت أنو
166
منذ رليئو خلطبتها دل تفكر أبدان ُب ماىية مشاعرىا ضلوه ،كل ما كاف يهمها ىو تطبيق ما قرأتو عليو كجعلو
نسخة من أبطاؿ ركاايهتا ادلفضلُت لتحيا ُب العادل الوردم الذم لطادلا سبنتو!
بتعمليو فيو!»
167
لطمت كجنتيها بصدمة!
«هنار أسوح ،ده أان حبيت كل حاجة فيو ماذلاش عالقة ابلركاايت!»
متخصرة« :حببو كحبب مشاكستو اشطا ،بس الزـ برضو ػلققلي أحالمي!»
ّ كقفت
كاستقرت أخَتان!
«أان اطلع أصاحلو دلوقيت علشاف ميفضلش زعالف ،كبعدين ابقى أشوؼ ىعمل إيو ُب ادلصيبة اللي حلت
168
**********
ربمل ادلزيد!
استلقى زلمود على األريكة غاضبان ،ما فعلتو اليوـ تعدل كل حدكد صربه عليها ،لن يستطيع ّ
منذ زكاجهما كعلا يعيشاف كالقط كالفأر ،بُت شد كجذب ،دل ؽلر يوـ عليهما إال كتشاحنا فيو!
صحيح أغلب خالفتهما رلنونة مثلها كال تستغرؽ سول دقائق معدكدة ،إال أنو كأم رجل ال يرجو سول الراحة
كاذلدكء ُب بيتو!
«زلمود»
169
أدار كجهو عنها دكف رد..
مٍت اي مودم؟»
«أنت زعالف ّ
«ابعدم»
سبسكت بو ،تقوؿ دبرح« :أنت فاكر إنك ىتقدر توقعٍت ،ال انسى ،لو كقعت مش ىبقى لوحدم!»
171
«ادخلي األكضة كخلي ليلتك تعدم اي شيماء ،أان ماسك نفسي عنك ابلعافية!»
قرصت كجنتو دبرح ،تقوؿ« :متبقاش قفوش بقى اي مودم ،كبعدين أان كنت بتدلع عليك شوية ،أيش كاف
171
«بتعملي إيو؟»
**********
جبانبو على األريكة ،يضمها إذل جسده بقوة كي ال تسقط ،كىي تكاد سبوت على نفسها من الضحك!
سبالكت أنفاسها قليالن ،تقوؿ لو« :أصل كاف فيو كاحد كده بيقولك إف ادلشاىد الركمانسية اللي ُب
172
الركاايت دم حاجة منتهى القرؼ ،كأان شايفة إنو حب القرؼ ده أكم دلوقيت!»
استلقت فوقو ،تقوؿ اببتسامة مشاكسة« :أصل أبطاؿ الركاايت اي ركحي دلا بيتخانقوا مع بعض ،بيتصاحلوا
بنفس الطريقة اللي احنا اتصاحلنا بيها دم ،مع اختالؼ صغَت بس إف البطل ىو اللي بيصاحل البطلة ،بس يال
ضغط على عظامها حىت كادت تسمع صوهتا ،كىو يقوؿ بسماجة:
«أفضالك عليّا برضو! كبعدين أان مكنتش اقصد ابلقرؼ اللي ىو ده ،اقصد ابلدلع ادلاسخ اللي
173
بيدلعو ذلا كاذلدااي األكفر اللي بيجيبها ذلا ،غَتتو الغبية من أىلها كمعاملتو الغريبة ليها»
استندت بذراعيها على طرُب األريكة ،تسألو حبنق« :ىو أنت شايف إف ده قرؼ»
أكمأ مؤكدان ،يقوؿ بنفس السماجة« :كعلى فكرة اي قطة احنا متصاحلناش ،مفيش خركج برضو غَت دلا تتعلمي
األدب»
«يعٍت اي ريب يوـ ما تقورل قطة ترفع ضغطي! ىو أنت مش ىًتاتح غَت دلا ذبيب أجلي؟»
ىتفت بيأس قبل أف تبتعد عنو متجهة إذل الغرفة ،كىو يتابعها ضاحكان!
...........................
صباح اجلمعة
174
ضرت الشيماء الفطور اببتسامة مشاكسة مليئة ابحلماس ،كىي على كامل الثقة أهنا ستتفذ ما تريده!
حّ
تعلم أنو طيب كحنوف كلن يقسو عليها كثَتان ،على األقل سيأخذىا إذل عائلتهما ككل أسبوع ،لكنها ال تريد
ذلك!
كقفت أماـ السرير حلظات تتأملو ،يناـ هبدكء عكسها ،فهي عندما تغفو ككأهنا تتعارؾ مع أحدىم!
«زلمود ،زلمود»
175
زلض إعجاهبا!
فتح عينيو لتتأمل حدقتيو السوداء ،مصدر تعاستها سابقان ،لكنهما اآلف ّ
خاصة كتلك العدسات الزجاجية الكريهة ال زبفي مجاذلما!
«أان حاليت بقيت خطر كهللا ،الزـ اتصرؼ ُب ادلصيبة اللي أان فيها دم!»
176
دقائق ككاف كالعلا جالس على ادلائدة ،يتناكالف الفطور ُب ىدكء عكس ادلعتاد!
فكل كجبة ذبمعهما البد أف ربمل الكثَت كالكثَت من مشاكستها ،إال أهنا اليوـ على عكس طبيعتها..
ىادئة سبامان!
الحظت الشيماء نظراتو اخلفيّة ذلا ،ابتسمت دبكر مهنئة نفسها مقدمان على صلاح ما تفعلو!
جاىدت لكبح ابتسامتها حىت دخلت ادلطبخ ،لتنفجر ضاحكة دكف صوتٍ ،ب رمست على مالزلها الغضب
177
تعمد مشاكستها ،لكنو فشل!
أزاح زلمود ادللح جانبان ،فالفوؿ ال ينقصو شيئان ،كل ما ُب األمر أنو ّ
اتبعها كىي تتناكؿ الطعاـ بنهم بينما ىو غَت قادر على تناكؿ قطعة صغَتة من اخلبز!
ملس زلمود على شعره بضيق ،يفتقد اجلو الذم كانت تفعلو حبديثها كمشاكستها!
ّ
حاكؿ مرة أخرل« :كفاية أكل بقى ىتبقي قد الفيلة!»
178
«ال ساعتها كنت قربت تبقي زيها بس كاف لسو ابقيلك حاجة بسيطة»
«عمومان يعٍت اللي يتجوزؾ ادلفركض يبقى ُب حجم تلت (ثالث) فيمل مش فيلة كاحدة!»
«امشعٌت يعٍت؟»
ردت لو ابتسامتو ادلستفزة كىي تقوؿ« :علشاف اللي ىيعيش معاؾ ىيجيلو الضغط كالسكر كادلرارة ،كمش
بعيد ذبيلو جلطة فجأة ترػلو منك! كعلشاف أان لسو صغَتة ُب عز شبايب كخايفة على عمرم،
179
بطلع علي ُب األكل علشاف سلسرش صحيت!»
«ده على أساس إف اللي بيعيش معاؾ بيشوؼ اجلنة على األرض!
«رقم مُت؟»
أجابتو برباءة« :العباسية اي ركحي ،أان بقوؿ نلحق نكلمهم علشاف حالتك متتأخرش»
181
جز على أسنانو بغيظ منها ،ردكدىا جاىزة ك ..قاصفة!
مصمصت شفتيها ابستهزاء« :كعاملي فيها مدرس عريب قاؿ ،شكلو ميعرفش ؾ من ق كب من ت بتاع
كاف كأخواهتا!»
181
..............................
ركضت الشيماء إذل الداخل بعدما حملت عودة زلمود من ادلسجد من الشرفة..
انتظرت حىت مسعت صوت خطواتو على الدرج ،كحينما دلف الشقة ىتفت ابرتباؾ:
182
كبعدما أغلقت اخلط سأذلا« :إيو خَت فيو إيو؟»
«كىو أان حلقت أقوؿ حاجة ،دم قالت الكلمتُت كقفلت على طوؿ»
183
رمشت بعينيها عدة مرات ،أشارت إذل نفسها قائلة ابستنكار مضحك:
أكمأ مؤكدان ،يقوؿ فاضحان كذبتها« :أيوه ،علشاف ابابؾ لسو مكلمٍت كقارل معديش عليو النهاردة علشاف رايح
سألتو ببالىة.
مالزلو اجلادة جعلتها تتمتم بضيق« :طب مش احلج يفطمٍت ،كال يسيبٍت اقع ربت إيدؾ كده!»
ٍب ارتسمت على كجهها ابتسامة كاسعة كىي توضح« :ال ماان مش اللي كلمتٍت ماميت أان ،دم مامتك أنت!»
184
«ىنكدب اتشل؟»
أصاهبا احلنق من بركده ،ىتفت ابنفعاؿ« :على فكرة أان مؤدبة أكًت»...
«ىاه؟»
ىتف بتحذير.
جزت على أسناهنا ،تطرؽ األرض بقدمها بعنف كىي تبتعد عنو.
185
**********
كاف جالسان يشاىد ادلباراة حبماس ،حينما قاطعتو ابلتقاط جهاز التحكم كتغيَت القناة.
ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيو ،كىو يقوؿ« :طيب خالص اتفرجي على الفيلم كبالش خركج بقى!»
186
ٍب سألتو بفرحة« :بس احنا ىنخرج جبد؟ قوؿ أىا ابهلل عليك»
أصرت ليتزكجها!
حرؾ رأسو بيأس ،لتأٌب كالدتو كترل الطفلة اليت ّ
«طب قومي األكؿ كبعدين اقولك»
على نفس كضعيتها ،كبنفس دالذلا علست« :إيو ده اي مودم أنت مش عايزشل؟»
استطاعت إاثرتو ببساطة ،ضمها إليو أكثر مستمتعان جبماؿ قرهبا ،شفتاه تقًتب منها كىو يهمس بصوت أجش:
كضعت يدىا على كجهو ،تنهره بضحك« :دماغك على طوؿ راػلة لقلة األدب كده!
187
«كاللي ىو إيو بقى إف شاء هللا؟»
سأذلا بغيظ.
هنضت من عليو ،كىي تقوؿ اببتسامة« :ال مش كقتو ،أان ىركح البس بقى»
كأسرعت إذل غرفتها كىي هتمس« :حبييب أبو قلب طيب اللي مرضاش يزعلٍت اي انس ،بس برضو أان لن
**********
كانت الشيماء مع كالدة زلمود ُب ادلطبخ ،بينما زلمود ككالده غللساف ُب الصالة.
188
«طب كهللا مراتك دم دمها زم العسل ،ربنا ػلفظهالك اي حبييب»
ارتسمت على كجو زلمود ابتسامة ايئسة ،كىو يقوؿ« :عسل إيو بس اي اباب ،ده أنت مشوفتش جناهنا ،دم
قنبلة متحركة»
أشاح لو كالده بعدـ اىتماـ ،يقوؿ بتأييد« :كىو الزمن اللي احنا فيو ده ينفع فيو غَت اجلنوف!
كطادلا كلو ُب إيطار األدب كاألخالؽ فربنا ػلفظلك جناهنا كيرزقك بيو»
فيقوؿ زلمود« :أنت بتقوؿ كده بس علشاف معشتش معاىا يومُت ،أان كاثق أنك لو جربت ىتهج من البلد
كلها بسببها!»
189
جاء رد زلمود ابلنفي سريعان ،يؤكد بكلماتو« :ابلعكس ،أان بدأت أتعود على تصرفاهتا كأحس إشل مش ىعرؼ
أعيش من غَتىا»
بت كالد زلمود على كتف ابنو ،يقوؿ بسعادة« :كأان أكؿ مرة أشوفك أنت كمراتك مراتحُت كالسعادة بتنط
ر ّ
اذلم»
من عينيكم ،مش زم األسابيع اللي فاتت كاف ابين على كشوشكم ّ
«ىو كاف كاضح؟»
«كاضح لدرجة إف أمك الحظت كماف ،بس احنا قحلنا نسيبكم ربلوا مشاكلكم سول ،خصوصان إنكم لسو
ُب بداية حياتكم كطبيعي تواجهوا مشاكل لغاية دلا تتعودكا على بعض»
191
ٍب لكزه كىو يقوؿ دبرح« :كأىو طلع عندان حق كاحلمد هلل انتوا احسن من األكؿ»
ىتفت كالدة زلمود حبدقتُت المعتُت كىي تتقدـ منهما حاملة أكواب الشام ،كخلفها الشيماء ربمل صحن
مليء ابلكعك.
«كهللا اي اباب أان معيشاه ُب جنة ،لكن ىو اللي داؽلان قاتل أحالمي!»
زبصرت ُب كقفتها ،تقوؿ بقوة« :نعم اي حبييب! ال اي اباب خاؼ على نفسك ،أان ملفي نضيف
ّ
191
كمعليش أم حاجة»
اعتدؿ زلمود ُب جلستو متظاىران بفضحها« :طب احكم أنت بقى اي حج ،ينفع ادخل مرة»...
كضعت الشيماء قطعة كعك ُب فمو لتمنعو عن احلديث ،تقوؿ دبرح« :ىو احلج ال حكبارة ده ،كمراتو السكر
شاركها كالده ادلرح« :ايما فهمتو اي بنيت ،بس معلش ىو بيستوعب بصعوبة شوية»
تعالت ضحكات الشيماء ،كزلمود يعاتب كالده« :جرل أيو اي حج ،أنت ىتعوـ على عومها كال إيو؟»
192
«ما خلينا قاعدين شوية لسو بدرم»
قفزت من على ادلقعد كاألطفاؿ ،تقوؿ بسعادة« :أان بقوؿ ظلشي برضو كفاية كده»
ضحك كالدا زلمود عليها ،كدعهما ىو كزكجتو اجملنونة كغادرا ليفعل ذلا ما تريد!
**********
193
«ده على حسب؛ أنت عايزة إيو؟»
انتبو إذل نظرات الناس ذلما ،فتحدث بصوت ىادئء« :أنت مش قحلت امبارح إنك عايزة تقعدم ُب أم
كافيو؟»
أشارت لو بدالؿ ،تقوؿ« :تؤ ،ده كاف امبارح قبل ما نتخانق كتنيمٍت زعالنة كتفضل سلليٍت النهاردة
194
طوؿ النهار على أعصايب! كل ده الزملو تعويض ،كأان تعويضاٌب الزـ تبقى غالية زيي!»
بعد!
«ده على أساس إشل ىعمل اللي أنت عايزاه؟ يال اي ماما على بيتك ،أان غلطاف إشل رأفت حبالك البائس!»
فكرت سريعان ُب طريقة لنيل رضاه كاستمالتو ،خاصة كأهنا لن تستطيع استخداـ جنوهنا ُب الشارع!
195
دلعت مقلتيها دبكر عند الوصوؿ إذل ما ستفعلو« :طب بص ،أان عندم ليك اتفاؽ حلو»
رمقها بتساؤؿ ،لتتابع هبمس« :نعمل اللي قحلت عليو ،ككعد ىعملك ليلة حلوة زم ادلرة اللي فاتت ،عشا
كمشوع ك»..
«أشلممم كتيجي اتشل يوـ تقوليلي ىات تلتمية (ثالث مائة) جنيو علشاف األكل؟»
علست لنفسها ،قبل أف تقوؿ بوعد« :ىطبخلك أبيدم ،كمصاريف الليل كآخره مش ىطالبك بيها يال»
196
العرض مثَت ..جدان ،كسيكوف غبيان إف دل يقبلو!
«طب بطلي الغمزات دم اي ىازل احنا ُب الشارع! كشوُب عايزة تدخلي فيلم إيو يال»
أصدرت ضحكة خافتة قبل أف تقوؿ« :كنت متأكدة إنك ىتوافق اي قليل األدب»
197
الفصل السادس (صراحة)
198
كخلدكا إمسي كقالوا :ذلا ماليُت الصفات
199
بقلم ىند فايد
دلف زلمود كالشيماء ادلنزؿ بعد أف قضيا مساء اليوـ دبفردعلا كفعل ذلا كل ما كانت تريده.
ينظر إذل رلنونتو بغيظ ،يقوؿ« :مرجعاشل البيت الساعة اتنُت الفجر! حراـ عليك اي شيخة ده أان معملتهاش
كأان عازب!»
جلست جبواره ضاحكة« :ما أان مش مشكليت إنك كنت راجل مؤدب اي مودم!»
211
«ال اي شيخة ،ده بدؿ ما تفرحي إف جوزؾ راجل مستقيم طوؿ عمره!»
استندت على كتفو برأسها ،تقوؿ بصدؽ« :بص الصراحة لو كنت عرفت إشل ىتجوز خط مستقيم من سنة
كاحدة بس»
ذباىلت تعليقو كقالت« :مكننش ىزعل ،ال ده أان كاف شلكن انتحر! بس أنت بقى بتعمل فيّا حاجات غريبة
أان مش فاعلاىا!»
«إزام يعٍت؟»
211
رفعت أكتافها بتشتت ،كقالت« :مش عارفة كهللا ،بس ىو غالبان أان ىطق بسببك قريب»
سأذلا بعصبية.
«ىي ليو بقيت أحلى حاجة حصلتلي ُب حياٌب إشل أذبوزتك؟ ليو بستمتع دلا أعصبك كأنرفزؾ كأطلع جنوشل
عليك؟ ليو حبب حنيّتك عليّا كبستٌت دلا تيجي تدلع كتدادم فيا بعد كل مشادة بيننا مع إشل ببقى أان الغلطانة!
ىو أان ليو حببك جبد مع إنك متحصلش كاحد ُب ادلية من فىت أحالمي!»
212
ذـ؟»
مسح على شعره خبجل ،كىو يقوؿ« :أان مش فاىم ىو ده مدح كال ّ
ظهرت ابتسامتها بسبب خجلو ،قرصت كجنتيو دبرح ،كىي تقوؿ« :اي خراشي على ادلكسوؼ اي انس!»
ٍب تقبّل كجنتو ،كتشكره حبب« :جبد مَتسي جدان على اليوـ ده اي زلمود ،أان انبسطت أكم أكم جبد»
أحاط جسدىا بذراعيو ،يهمس براحة« :أىم حاجة عندم إنك تكوشل مبسوطة»
سألتو دبرح ،كاتبعت قبل أف يلقي عليها ردان مستفزان كعادتو« :ابهلل عليك ما تقوؿ حاجة ،خلي نص يوـ يعدم
213
من غَت ما ترفع ضغطي هللا ػلفظك!»
كاد أف يقاطعها ،فمنعتو« :ىوككككس ،دلا الفاعلُت اللي زيي يتكلموا ادلعقدين اللي زيك يسكتوا»
«طبعان ،دلا متهتمش دبراتك ،تدلعها ،تقوذلا كلمة حلوة ،تبقى معقد كمريض نفسي كماف»
214
اعتدلت لتواجهو« :طب بذمتك أنت من ساعة ما أذبوزان عمرؾ دلعتٍت؟ جبتلي ىدية؟ قحلتلي كلمة حلوة؟»
كقبل أف يصرح بكلمتو الشهَتة (ركمانسية مقرفة) اتبعت« :كمتقوليش ده قرؼ ،ألشل دلا اىتميت بيك
كابحتياجاتك يوـ كاحد بس كنت ىتطَت من الفرحة ..يبقى ليو مش من حقي أان كماف افرح؟»
لتتابع ىي حبادلية« :فيها إيو يعٍت لو قحلتلي مرة اي حبيبيت كال اي شيمو ،بدؿ ما أنت كل شوية اي شيماء
«ىيحصل إيو لو جبتلي كأنت راجع من الشغل شيبسي أك شوكوالتو أك آيس كرصل..
215
التعصب الرايضي اللي بتدكش دماغنا بيو ده!»
ّ ضلمل فيلم ابلليل كنسهر عليو بدؿ
ّ
اشتعلت عيناه بغضب ،فأردفت سريعان« :كالزمالك على عيٍت كراسي كهللا متقلبش كده»
«تقورل إنك أمجل ست ُب الدنيا كتبطل تعلق على زبٍت اي عصاية أنت!»
«متخافش اي عم لساشل ده مبيهمدش أساسان ،ده أان ىرميلك تعليق كأطلع جناشل عليك ُب كل حاجة تعملها»
216
حرؾ زلمود حدقتيو متظاىران ابلتفكَت.
«أشلمممم ىفكر»
**********
هنض زلمود ابكران ،ارتدل عدساتو الطبية زلدقان اببتسامة ايئسة ُب زكجتو اليت تناـ بطريقة غريبة!
217
فرأسها أصبحت على الوسادة بعد أف كانت على صدره ،ذراع على رأسها كاألخرل أتخذ عرض السرير،
سأؿ بدىشة قبل أف يقوـ إبيقاظها ،ػلمد هللا كثَتان ألف نومو ثقيل ،كإال كاف سيعاشل بسببها أك يًتؾ ذلا الغرفة
هنائيان!
218
«ىي الساعة كاـ؟»
فهتفت بنربة ابكية« :ده بدرم أكم لسو ،حراـ عليك ده احنا انؽلُت بعد الفجر»
«يوككككه ،ما تركح تطلع أم حاجة من التالجة كاتكلها ،سيبٍت أانـ بقى»
219
ىتف بسماجة كىو يدفعها لتستيقظ.
التفتت إليو حبنق ،تصيح ابنفعاؿ« :ده احنا مكملناش كم ساعة متكلمُت ،حراـ عليك اي شيخ ،حراـ عليك»
قفز زلمود من على السرير ،يصرخ بذعر« :أعوذ ابهلل من الشيطاف الرجيم ،أنت ىتتحورل كال إيو؟»
211
«حسيب هللا ،حسيب هللا ككفى!»
تقلبّت ؽلينان كيساران ،إال أهنا دل تستطع النوـ ،ضمَتىا يؤنيها على تركو جائعان!
«يعٍت اي ريب أان أىتم بيو كىو مفيش بربع جنيو كلمة حلوة يعٍت! حسيب هللا فيّا!»
211
غريبة راح فُت ده؟»
اتسعت حدقتاىا غيظان من رده« :يعٍت إيو طلعت تفطر برا ،كأان إيو طيب؟»
«ألو ألو»
212
نظرت إذل اذلاتف بصدمة؛ لقد أغلق اخلط ُب كجهها!
يتعاذل صوت من داخلها« :اي شيخة اتنيلي ،ده أنت مقدرتيش تسيبيو جعاف كقحمت علشاف تعمليلو أكل،
ضها على فعل ما ال تريد ،عشقها لو غلعلها تتنازؿ عن أحالمها الوردية اليت لطادلا
نعم نعم قلبها اخلائن ػلر ّ
سبنتها!
**********
213
أغلق زلمود اخلط ضاحكان؛ يتخيل رد فعلها بعد ما قالو كإغالقو اخلط ُب كجهها ،ابلتأكيد تشد ُب شعرىا اآلف
من الغيظ!
انتظر إعداد الشطائر مفكران ُب حوارعلا فجر اليوـ ،ىذه أكؿ مرة غللساف فيها ككل منهما يصرح عن مشاعره
كما يريده ،كال ينكر أف ما تريده حقان ذلا ،لكن ادلشكلة بو!
ىو ال يعرؼ كيف يهتم ابمرأة كيدللها كما تريد منو الشيماء أف يفعل!
214
قفزت الشيماء عليو حينما فتح ابب الشقة ،تتعلق بعنقو كتضرب ظهره بعشوائية.
«فطار برا اي مفًتم ،فطار ،كدلا أجي اطلب منك حاجة تبقى زم فريد شوقي ُب البخيل كأان!»
ضحك عليها ،كقاؿ« :فريد إيو بس ده زلدش فريد ىنا غَتؾ كهللا! ابعدم شوية مش قادر اتنفس»
«السندكتشات ىتربد»
215
«هللا سندكتشات فوؿ كطعمية ،كسللل كماف!»
ضرتش الفطار بس إنك تنزؿ ذبيب سندكتشات دم حاجة حربسبلك ،شكل كالـ امبارح جاب
«مع إنك زل ّ
نتيجة»
«ال جبد اي مودم أان سو فخورة بيك ،ربنا ػلفظك ليّا اي ركحي»
216
«إيو اي بنيت القرؼ ده ،بوقك كلو أكل»
عادت إليو بعد حلظات ،تصيح إبصرار« :كاعمل حسابك أنت ىتتغَت يعٍت ىتتغَت ،كهللا ما ىسيبك غَت
دلا تتغَت»
**********
217
بعد عدة أايـ
تتخصر ُب كقفتها ،تقوؿ بدالؿ« :انسي اي ركحي ،مفيش قلة أدب غَت
ّ تعالت ضحكاهتا بينما تبتعد عنو،
218
رفع حاجبيو ابستنكار!
«ده أنت بتساكمي بقى! خدم ابلك أان كال يهمٍت ،كُب خالؿ أربعة كعشرين ساعة ابقى مع غَتؾ اللي
«يرضي مُت اي ركح طنط! طب ابقى اعملها اي زلمود كقسمان عظمان القتلك أنت كىي بسكينة كاحدة ،كابقي
تشده من تالبيب قميصو ،تقوؿ من بُت أسناهنا« :كبعدين اي ركحي متطلبش االىتماـ غَت دلا تديو ،زمن الطيبة
كذل خالص»
ده ّ
219
«طب كربنا كأنت رلنونة أحسن دبليوف مرة من جو السهوكة اللي أنت عاماله ده»
سبتم بذىوؿ ،فزكجتو الطفلة تقفز من السعادة عندما غللب ذلا احللول!
221
«يال قوؿ»
«أقوؿ إيو؟»
بصرب كبَت أكضحت لو« :احضٍت كقورل كأان دبوت فيك اي ركحي»
شدد من احتضاهنا ،يكرر بنربة خاصة« :حببك اي بت كهللا ،حببك جبنونك كىبلك كتصرفاتك الغريبة دم،
221
نظرت ُب عينيو ضاحكة« :ما أان لو عقلت أنت ىتبطل رببٍت اي مودم..
زم مانت دخلت قليب برجولتك كحنيّتك ،أان دخلت قلبك بشقاكٌب كجناشل ،كال مفر من ذلك اي ركحي»
ىز رأسو بيأس ،فالركاايت أكلت عقلها ابلكامل كال أمل منها!
**********
ُب ادلساء
انئمة على صدره براحة كىو يعبث ُب خصالت شعرىا كما ربب.
222
«زلمود»
ىتف ابرتياب« :ربنا يسًت ،آخر مرة اتكلمت ابلنربة دم ظلنا بعد الفجر كطلبت طلبات غريبة»
أهبرىا بقولو« :ماىو أنت اي ركحي بتقورل زلمود بطريقة زبليٍت عارؼ أنت عايزة إيو ،فهمتك كحفظتك
خالص»
«طب حللٍت»
223
«مش فاىم يعٍت عايزة إيو؟»
أكضحت بفرحة« :مش أنت بتقوؿ إنك بتعرؼ أان عايزة إيو من طريقة نطقي المسك ،بتعرؼ ازام بقى؟»
قاؿ بشركد« :دلا تصرخي بػ زلمود ككشك كلو يبقى أمحر بتبقى جنونّتك طلعت كالزـ الواحد ايخدؾ على قد
«كهللا؟»
سألتو حبنق.
224
فأكمأ مؤكدان« :أيوه ىو كده ابلظبط ،بتبقى عايزة»..
225
سألتو ابستفسار.
«أرا»...
أدارت كجهو إليها ،تنظر ُب عينيو إبصرار ،تلقنّو« :ببقى قاعد مع القمر ،عمرؾ أنت شوفت قمر على
األرض!»
«ىاه!»
«انطق قوؿ»
226
استلقت فوقو ،تكرر إبصرار« :قوؿ قوؿ ابليز ،مش احنا اتفقنا إنك ىتتغَت! يال قوؿ بقى قوؿ..
تعالت ضحكاتو على ما تقولو ،يهتف بصدؽ« :كهللا أان ما عارؼ لو مكنتش اذبوزتك كنت ىكمل حياٌب
ازام!»
كادت أف تقفز عليو من السعادة ،إال أنو منعها بصراخ« :اكعي ،ىتكسرم عضامي اي رلنونة»
فتقبّل كجنتيو عدة قبالت متفرقة ،تقوؿ من بينها« :حببك اي مودم ،بعشقك أقسم ابهلل»
**********
227
غَتم ىدكمك بسرعة بعدين ماجي ،أان ُب الطريق اىوه»
«ألو أيوه اي شيماءّ ،
انتفضت فزعان ،تسألو« :ليو فيو إيو؟»
ابتسم على خوفها الواضح ،يهديها« :مفيش حاجة متقلقيش ،البسي بس بعدين ماجي ،أان مش ىتأخر إف
شاء هللا»
أغلق اخلط دكف أف تفهم منو شيئان ،لكنها نفذت ما أمر بو!
ركضت الشيماء اذباىو ،تقوؿ أبنفاس الىثة« :جاىزة جاىزة ،بس ىو فيو إيو؟»
228
أغَت ىدكمي»
«مفيش حاجة ،خدم نفسك بس بعدين ماركح ّ
«استٍت اي زلػ»..
التفت ذلا زلمود مبتسمان ،يتخيل مقدار السعادة اليت ستكتنفها عندما تعلم إذل أين سيأخذىا!
229
«أبدان ايسيت ادلكافأة نزلت النهاردة ،ف حقلت طلرج نتغدل برا كنتفسح شوية»
منعت نفسها من الققز بقوة ،تقوؿ بضحكة« :طيب طيب ،بس أصلي مبسوطة أكم»
«ما أان عارؼ ،علشاف كده مرضيتش أقولك ،كنت عايز اعملهالك مفاجأة»
اي هللا
قلبها سيتوقف من السعادة ،ال تصدؽ أنو يفعل كل ىذا من تلقاء نفسو!
«كهللا كاحلوت كبقي عندؾ اللي ربلمي بيو اي بت اي شيمو ..احلمد هلل ايرب إف رلهودم مضاعش ىدر»
أخذىا زلمود إذل أحد ادلطاعم ليتناكال كجبة الغذاءٍ ،ب اذبها إذل أحد اجملمعات التجارية ليشًتم ذلا ما تريد.
231
«ندخل احملل ده بقى»
«ايوه بس ده رجارل»
ابتسم من اىتمامها بو ،كىتف ابعًتاض« :مالكيش دعوة بيّا أان مش عايز ،شوُب أنت بس عايزة تشًتم
إيو األكؿ»
231
أشارت إذل احلقيبة البالستيكية اليت سبسكها بسعادة.
تصر على عدـ صرؼ الكثَت من األمواؿ ،فلردبا تزيد مسؤكلياهتما الفًتة القادمة!
سألتو ابستنكار ،كبداخلها ّ
اشًتل زلمود لنفسو قميصان كسركاالن بعد إحلاح كبَت من الشيماءٍ ،ب عادا إذل ادلنزؿ.
«كهللا أان ما مصدؽ نفسي ،ده أان قحلت إنك ىتلففيٍت على مية زلل كىتشطيب على ادلكافأة كلها،
232
تظاىرت ابلبؤس بينما تقوؿ« :كهللا لو عليّا ما كنت ىتأخر ،بس ادلنحوس منحوس كلو علقوا على دماغو
فانوس!»
233
اخلاسبة (حامل)
«طب أأتكد إزام ،أأتكد إزام؟»
«أركح اكشف ،اىا ما ُب الركاايت بيقولوا إف التحليل بتاع البيت ده أكقات كتَت بيكوف غلط»
جلست على ادلقعد ،تعارض أفكارىا« :الء الء أان عايزة أكؿ مرة أركح للدكتورة زلمود يبقى معااي ،كبعدين أان
«أككككؼ بقى»
التقطت ىاتفها ،تقوؿ لنفسها« :إيو الغباء ده ،ماان اسأؿ ماما أحسن»
234
انتظرت حىت فتحت كالدهتا اخلط.
«ماميت حبيبيت»
قطعت على كالدهتا عتاهبا« :بصي بس اي ماميت ،ىي الواحدة تتأكد ازام إهنا حامل؟»
حدقت ُب شاشة اذلاتف بصدمة ،لقد أغلقت كالدهتا اذلاتف ُب كجهها بعد أف ىلّلت كأخربهتا أهنا قادمة ذلا ىي
ككالدىا ُب احلاؿ!
235
التقطت ىاتفها أبسى لتتصل بو.
صرخت خبوؼ فور أف فتح زلمود اخلط« :زلمود احلقٍت اي زلمود ،علوت علػ»..
أغلقت اخلط ُب كجهو غَت قادرة على عدـ الضحك أكثر من ذلك.
كمن بُت ضحكاهتا دعت« :اي رب أكوف حامل بقى ،الحسن لو مكنتش ىيعمل مٍت بتاتس زلمرة»
**********
236
استلقت الشيماء على األرض متظاىرة ابإلغماء غَت مبالية ابلباب الذم يكاد يحكسر بسبب طرؽ زلمود عليو!
أخرج زلمود مفاتيحو ،كبعد عدة زلاكالت فاشلة صلح ُب فتح الباب.
ضرب كجنتيها عدة مرات كي تفيق ،لكن مجيع زلاكالتو ابئت ابلفشل!
«يعٍت بذمتك كاحدة مغمى عليها ىتفضل ماشي بيها كده ،اي إما رباكؿ تفوقها بربفاف اي إما اتخدىا على
237
ادلستشفى ،لكن كقفتك دم مش ىتنفعها حباجة!»
رمقها زلمود ببالىة ،ال يستوعب أهنا تتحدث كتضحك بال أم تعب.
«أنت ،أنت»
أنزذلا بال كعي ،لتوضح لو اببتسامة مسجة« :بص الصراحة ده كاف مقلب»
اثنية كاحدة استوعب فيها ما قالتو ،قبل أف يركض إليها صارخان« :نعم اي ركح أمك!»
238
«استٍت بس اي عم أان حامل!»
«ىاه؟»
قالت بينما ربرؾ يدىا أماـ كجهو لتتأكد من استيعابو دلا تقولو.
صرخ فيها بتشتت« :كفيو كاحدة حامل ذبرم كده ،أنت غبية!»
239
رمشت بعينيها مبتسمة.
«بسم هللا ما شاء هللا ،دم حركات أبطاؿ الركاايت بقيت تطلع تلقائي اىوه..
صرخ فيها بغضب شلا تفعلو بو ،كاد يهجم عليها ،إال أهنا منعتو« :حاسب البييب ىتم ّوتو»
241
«اي رب ،اي رب»
**********
قفزت الشيماء بطفولية بعد أف ًب فحصها من قبل الطبيبة كأكدت أمر محلها.
241
كقفت الشيماء معتدلة ،تقوؿ بطاعة« :أيوه صح ،ادلفركض اخد ابرل»
«ايريت متبقاش فيو حركة كتَت ،متشيليش حاجة تقيلة ،كىستناؾ بعد أسبوع إف شاء هللا»
**********
242
توقفت الشيماء عن احلديث عند رؤية كالديها على ابب الشقة.
ىتفت كالدهتا بعصبية« :أنت اي بت أنت أان مش قاياللك ىجيب أبوؾ كاجيلك ،نزلت ليو ىاه؟»
«أصل أان اي ماميت أكؿ دلا قفلت معاؾ ،حسيت بدكخة كاغمػ»..
قاطعها زلمود مبتسمان ابنتقاـ« :متصدقيهاش اي أمي ،دم كانت بتجرم كتتنطط زم القردة»
رمقتو الشيماء بغيظ ،ليشَت ذلا بال مباالة ،فإف كاف لن يستطيع زلاسبتها فليفعل كالداىا ذلك!
243
كابلفعل أخذت الكثَت كالكثَت من التوبيخ من كالديها كسط ابتسامات زلمود كسيطرتو على ضحكاتو!
متخصرة.
ّ كقفت الشيماء أماـ زلمود
توعدتو الشيماء بداخلها« :ماشي اي زلمود ،كهللا ألكريك ،كأدينا داخلُت على كحم بقى كاشرب!
نيهاىاىاىا»
244
«الضحكة دم متطمنش!»
ىتف ابرتياب.
أحاطت عنقو بدالؿ ،تقوؿ« :ليو بس اي مودم ،دم حىت ضحكة لطيفة خالص»
تتابع بتساؤؿ« :قحلي بقى اي حبييب ،لو كاف البييب كلد ىنسميو إيو؟»
«مش عارؼ ،إيو رأيك لو انصر على اسم اباب ،أك دمحم على اسم ابابؾ»
ربولت إذل اجلنوف ،تصيح ابستنكار« :نعم اي حبييب! ال انسي ،بص من اآلخر كده؛ عندؾ
245
أدىم ،آدـ ،آسر ،مازف ،ايسر ،مالك ..اختار اسم منهم البننا»
«طيب طيب»
دل ترتح الستسالمو السريع ،سألتو بشك« :أنت بتاخذشل على قد عقلي صح؟»
«طب كحياة الغوارل اي زلمود البٍت ىيبقى امسو أدىم إيو رأيك بقى؟!
ايكش أان امحل كاتعب كاكلد كُب اآلخر تسميلي ابٍت على مزاجك!»
«استغفر هللا العظيم ،إف شاء هللا تيجي بنت علشاف تسكيت»
246
«لو جت بنت ىسمػ»..
سأذلا بدىشة.
ربركت إذل غرفتها كىي تتمتم« :ايعيٍت ميعرفش إف اسامي األكالد دكؿ كراشاٌب قبل ماتدبس فيو!»
**********
قبيل الفجر
247
انتظرت الشيماء حىت استغرؽ زلمود ُب النوـ.
«اشلممم»
«زلموكككد»
248
ىتفت برباءة« :عايزة كيوم»
«معرفش اتصرؼ»
سحبها لتناـ رغمان عنها ،كىو يقوؿ« :طيب اي حبيبيت انمي ،كالشتا اجلاية إف شاء هللا ابقى أجيبلك كيوم»
ابتعدت عنو صائحة« :شتا أيو ،أان عايزة كيوم دلوقيت ..حاالن»
249
ىتفت مؤنبة ،معتقدة أنو فور أف يعلم ذلك سيقفز من نومو ليجلب لطفلو ما يريد!
«ابٍت؟»
«أىا بتوحم»
ىتفت مؤكدة.
يصرخ زلمود بعدـ تصديق« :تتومحي إيو ده أنت مكملتيش يوـ عارفة إنك حامل!»
251
كسط استيعابو دلا قالتو ،أظهرت جزء من كجهها ،تقوؿ:
«بس اكعي يوـ ما اتوحم جبد ترفض تنزؿ ذبيبلي اللي أان عايزاه..
أعادت كجهها خلف الوسادة ،كىو يصيح بعصبية« :قسمان عظمان لو ما سيبتيٍت أانـ دلوقيت ألخليك تكرىي
اليوـ اللي اتولدت فيو ،كأنت حرة بقى!»
251
بعد عدة دقائق
«زلمود»
252
ربتّت على صدره حبنو ،تقوؿ اببتسامة« :انـ اي حبييب ،انـ علشاف اللي جام أحلى!»
253